You are on page 1of 74

‫كتاب مثالب العرب‬

‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫المؤلف‪ :‬هشام الكلبي‬
‫‪ ‬المحقق‪ :‬نجاح الطائي‬
‫‪ ‬الطبعة‪ :‬األولى‬
‫‪ ‬تاريخ الطبع‪1419 :‬ه‪1998-‬م‬
‫الناشر‪ :‬دار الهدى‪ ،‬بيروت‪ -‬لندن‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫المقدمة‬
‫‪ ‬هذه النسخة من مثالب العرب هي نسخة الشيخ محمد السماوي‪ 5‬الموجودة في مكتبة النجف األشرف‪5‬‬
‫في العراق‪.‬قال فؤاد سزكين في كتابه ‪ :‬بان نسخة كتاب مثالب العرب توجد في دار الكتب بالقاهرة ‪ ،‬ادب‬
‫‪ 66(9602‬ورقة‪ ،‬في القرن السابع الهجري‪ ،‬انظر فهرس المخطوطات‪ 2 5‬رقم ‪ )404‬والمتحف ببغداد‬
‫‪ ( 1465‬انظر كوركيس‪ 5‬عواد في‪ :‬سومر ‪ ، )13/71‬وربما توجد له مخطوطة عند السماوي‬
‫بالنجف( انظر مجلة‪  ‬معهد المخطوطات‪ 5‬العربية‪ ،217 /4‬ومنه مقتبسات في اإلصابة ‪،2/718 ،1/636‬‬
‫‪ ،930 ،4/177 ،1289 ،3/950‬حققه أمجد حسن في رسالة جامعية لدرجة الدكتوراه في جامعة الهور‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.)1979‬‬
‫‪ ‬جاء ذكر حمد السماوي ومكتبته في كتب‪ :‬معجم رجال الفكر في النجف األشرف‪ 5‬لهادي األميني‪،‬‬
‫ومعارف‪ 5‬الرجال لحرز الدين‪ ،‬وماضي‪ 5‬النجف‬
‫‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬تاريخ التراث العربي‪2/54‬‬

‫وحاضرها‪ ،‬ومعجم العشائر العراقية والذريعة‪،93 ،5/15 ،25 ،12 ،4/10، 3/355 ،1/65‬‬
‫ومصفى المقال في مصنفي علم الرجال القا بزرك الطهراني‪ 5‬ص ‪ ،439‬ص‪ . 400‬كان السماوي‪ 5‬قاضيا ً‬
‫في النجف وبغداد‪ 5‬وله مؤلفات عديدة مثل مناهج الوصول‪ 5‬إلى علم الوصول‪ ،‬والكواكب السماوية وشجرة‬
‫الرياض في مدح النبي الفياض‪ ،‬وتخميس السبع العلويات البن أبي الحديد‪ ،‬وأرجوزة في الفلسفة العالية‬
‫وكتب كثيرة أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫هشام بن الكلبي‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫أبو المنذر هشام بن الكلبي أبي النضر محمد بن السائب بن بشر بن عمرو‪  ‬بن الحارث بن عبد‬
‫الحارث الكلبي‪ ،‬اشتهر بعلم األنساب منذ النصف الثاني من القرن الثاني‪ ،‬ومات في سنة ‪204‬هـ ( وقيل‬
‫سنة ‪206‬هـ)‪.‬‬
‫قال هشام بن الكلبي‪ :‬تعلمت نسب قريش من أبي صالح وهو أخذ علمه من عقيل بن أبي طالب‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وتعلّمت نسب كنده من أبي كناس الكندي‪.‬‬
‫ولد هشام في الكوفة وتربى‪ 5‬هناك ‪ ،‬ودرس عند أبيه وأذ من أبي مخنف وعوانة بن الحكم وأخذ من‬
‫مجاهد بن سعيد وح ّدث عنه محمد بن أبي السري ومحمد‪ 5‬بن سعد‪ ،‬واستفاد من نقوش كنائس الحيرة‬
‫(‪)2‬‬
‫للتعرف على تاريخ اللخميين‬
‫‪  ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1‬‬
‫(‪ )1‬الفهرست‪ ،‬ابن النديم ‪95‬‬
‫(‪ )2‬تاريخ التراث العربي‪ ،‬فؤاد سزكين‪ ،1/51‬وممن تحدث ‪ ‬عن ابن الكلبي من المصادر وهي‬
‫مرتبة ترتيبا ً زمنياً‪ :‬المعارف‪ 5‬ص ‪ ،536‬الفهرست ص‪ ،108‬نزهة األلباء ص ‪ ،89‬نور‪ 5‬القبس‪  ‬ص‪،291‬‬
‫وفيات األعيان ‪ ،6/82‬العبر في خبر من غبر ‪ ،1/346‬تاريخ ابن خلدون ‪ ،2/262‬معجم المؤلفين‬
‫‪ 3/149‬‬

‫‪ ‬‬
‫ثم ذهب إلى بغداد‪  ‬وعاد في أواخر عمره إلى الكوفة‪ ،‬وعاش في بغداد يوم كانت حاضرة العلم‪ ‬‬
‫اإلسالمي مقدمة على البصرة والكوفة وغيره فدرس وتباحث مع األخباريين والعلماء واألدباء والنسابة‬
‫فيها‪ ،‬ولقد ازدهرت العلوم في تلك الفترة ‪ ،‬وازدادت أعداد الوافدين على دراسة العلوم‪  ‬الدينية في بغداد‬
‫والكوفة‪.‬‬
‫وأخذ نسب ربيعة من أبيه محمد ومن خراش بن إسماعيل فدوّنها‪ 5،‬وتعرّف في بغداد على محمد بن‬
‫عمر الواقدي‪ 5‬األخباري‪  ‬المتوفى سنة ‪207‬هـ‪  ‬واستفاد االثنان من بعضهما‪5.‬‬
‫وتع ّرف‪ 5‬على محمد بن سعد صاحب الطبقات وتبيّن أثر هشام في كتاب الطبقات‪ ،‬وأخذ العلم عن‬
‫اإلمام جعفر الصادق عليه السالم ‪ ‬‬
‫ونقل تقي الدين حسن بن علي بن داود الحلي‪ :‬هشام بن محمد بن السائب‪  ‬أبو المنذر النسّابة الفاضل‪،‬‬
‫قال مرضت فنسيت علمي‪ ،‬فجلست إلى جعفر بن محمد عليه السالم ‪ ‬فسقاني‪ 5‬العلم في كأس فعاد إل ّي‬
‫علمي‪ .‬وكان أبو عبد هللا الصادق يقرّبه ويدنيه‪.‬‬

‫رأي العلماء فيه‬

‫قال ابن خلكان في هشام‪ :‬عن هشاما ً يعد في الحفاظ المشاهير‪ ،‬وأنه أعلم الناس بعلم األنساب‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫وقال أبو مخنف األزدي المتوفى‪ 5‬سنة ‪ 159‬هـ‪ :‬كان هشام بن الكلبي عالمة نسابة وراوية للمثالب‬
‫وبلغت كتبه كما ع ّدها ابن النديم‪  ‬في الفهرست مائة وأربعة وأربعين كتاباً‪.‬‬
‫———‪-‬‬
‫(‪  )1‬وفيات األعيان ‪6/82‬‬
‫‪ ‬‬

‫وقال ابن أبي الحديد المعتزلي‪ 5‬فيه‪ :‬هو هشام بن محمد بن السائب الكلبي نسابة ابن نسابة‪  ‬عالم بأيام‬
‫(‪)1‬‬
‫العرب وأخبارها‪ ،‬وأبوه أعلم منه‪ ،‬وهو يروي عن أبيه‪.‬‬
‫وقال محمد بن سعد كاتب الواقدي‪ 5‬صاحب كتاب الطبقات‪ :‬هشام بن محمد ابن السائب الكلبي عالم‬
‫بأنساب وأخبار العرب وأيامها‪ 5‬ومثالبها ووقائعها‪5.‬‬
‫وقال اسحق الموصلي‪ :5‬كنت إذا رأيت ثالثة يرون ثالثة يدنون ( يذوبون خجالً )‪ .‬إذا رأى الهيثم بن‬
‫(‪)2‬‬
‫عدي هشام الكلبي‪ ،‬وعلوية إذا رأى مخارقاًُ‪ 5،‬وأبو نوّاس إذا رأى أبا العتاهية‪.‬‬
‫وقال ياقوت الحموي‪ :5‬كان عالما ً بالنسب وأخبار‪ 5‬العرب وأيامها‪ 5‬ووقائعها‪ 5‬ومثالبها‪ ،‬أخذ عن أبيه أبي‬
‫النضر بن محمد المفسّر وعن مجاهد وعن محمد بن أبي السري البغدادي ‪ ‬ومحمد‪ 5‬بن سعد كاتب الواقدي‪5‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وأبي األشعث أحمد بن المقدام وغيرهم‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫وقال الذهبي‪ :‬أبو المنذر الكلبي النسّابة العالمة اإلخباري الحافظ‪.‬‬
‫واعترف بعلمه في النسب جميع المح ّدثين والمؤرخين والعلماء مثل البخاري‪ 5‬وابن حنبل والحموي‬
‫(‪)5‬‬
‫وابن قتيبة والبالذري‪.5‬‬
‫‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪  )1‬شرح نهج البالغة ‪ 66 /18‬‬

‫‪2‬‬
‫(‪  )2‬الفهرست‪ ،‬ابن النديم‪ ،108‬الطبقات الكبرى‪ ،‬ابن سعد ‪ ،359-6/358‬المتوفى‪ 5‬سنة ‪230‬هـ‬
‫(‪  )3‬معجم األدباء‪ ،‬ياقوت الحموي‪ ،597 ،5/596 5‬المتوفى‪ 5‬سنة ‪626‬هـ‬
‫(‪  )4‬تاريخ اإلسالم‪ ،‬الذهبي ‪ ،418‬طبعة دار الكتاب العربي‪ ،‬تذكرة الحفاظ‪ ،‬الذهبي ‪،343 /1‬‬
‫المتوفى سنة ‪748‬هـ‬
‫(‪  )5‬تاريخ اإلسالم‪ ،‬الذهبي‪ ،‬حوادث سنة ‪201‬ه‪210-‬هـ ‪ ،‬المعارف‪ ،‬ابن قتيبة‪ ،536‬التاريخ الكبير‪،‬‬
‫البخاري‪200 /8‬‬

‫وقال محمد بن عطية العطوي‪ 5‬إلسحق الموصلي يوم ادعى معرفته بالعلوم‪ 5‬قائالً‪ :‬ءأنت كالفراء‬
‫واألخفش في النحو؟ فقال‪ :‬ال ‪ ،‬قال‪ :‬وأنت في اللغة كأبي عبيدة واألصمعي؟‪ 5‬قال‪ :‬ال ‪ ،‬قلت‪ :‬فأنت في‬
‫(‪)1‬‬
‫األنساب كالكلبي؟ قال‪ :‬ال ‪.‬‬

‫من أخذ وروى عن هشام بن‪ ‬الكلبي‬


‫(‪)2‬‬
‫روى‪ 5‬عبد القادر بن عمر البغدادي عن هشام الكلبي‪.‬‬
‫وقال ابن ماكوال‪ :‬والنسابة الذي أشار إليه البخاري‪ 5‬هو هشام‪  ‬بن الكلبي‪ .‬إذ قال البخاري في ترجمة‬
‫الحكم بن عتيبة الفقيه قائالً ‪ :‬قال بعض أهل النسب‪ :‬الحكم بن عتيبة بن النهاس واسمه عبدل من بني سعد‬
‫بن عجل بن لجيم‪ )3( .‬وروى‪ 5‬ابن جرير الطبري صاحب التفسير عنه‪ )4( .‬وروى‪ 5‬عنه ابن حجر العسقالني‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫(‪)6‬‬
‫ونقل عنه السمعاني في النسب‪.‬‬
‫‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬نزهة األلباء في طبقات األدباء ‪ ،‬ابن األنباري( المتوفى ‪577‬هـ) ‪ ،133‬الناشر‪ 5‬مكتبة األندلس‪،‬‬
‫بغداد‬
‫(‪   )2‬راجع كتابه خزانة األدب‪ 2/165 ،128 ،1/58‬و…‬
‫(‪   )3‬تهذيب التهذيب‪ ،‬ابن حجر العسقالني ‪2/374‬‬
‫(‪   )4‬تهذيب التهذيب‪3/328‬‬
‫(‪   )5‬لسان الميزان‪ ،3/144‬وتعجيل‪ 5‬المنفعة‪251‬‬
‫(‪   )6‬األنساب‪ ،3/82 ،333 ،1/128‬وروى عنه شباب العصفري وابنه العباس ومحمد بن سعد‬
‫كاتب الواقدي‪ 5‬وعلي بن حرب الموصلي‪ 5‬وعبد هللا بن الضحاك الهدادي وأبو األشعث أحمد بن المقدام‬
‫العجلي‬

‫وح ّدث عن هشام محمد بن حبيب المحبري صاحب كتاب المحبر(‪ )1‬وروى‪ 5‬عنه أبو سعيد المحبري‪5‬‬
‫المتوفّى في سامراء سنة ‪425‬هـ‪ .‬وهو الذي روى كتاب جمهرة األنساب عن هشام بن الكلبي‪ .‬وإذا كان‬
‫محمد بن حبيب الثقة راوية من رواة هشام فكم كانت منزلة هشام عالية في الوثاقة والعلم‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وروى ابن منظور‪ 5‬عن هشام بن الكلبي كثيراً(‪ ،)2‬وروى‪ 5‬ابن عبد البر صاحب كتاب االستيعاب عنه‪.‬‬
‫وروى الذهبي عنه في الحوادث واألنساب (‪ ،)4‬واعتمد ابن األثير المتوفّى سنة ‪630‬هـ على هشام بن‬
‫(‪)5‬‬
‫الكلبي في شرح األحداث ووضع‪ 5‬تراجم الرجال قبل اإلسالم وبعده‪.‬‬
‫واعتمد خليفة بن الخياط المتوفى‪ 5‬سنة ‪240‬هـ على هشام في تأليف كتابه الطبقات‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫وأخذ العلماء والمؤرخون عنه من أمثال محمد ابن سعد ( صاحب الطبقات) وأحمد البالذري‪ 5‬المتوفّى‬
‫سنة ‪375‬هـ( صاحب كتاب فتوح البلدان) ومحمد بن جرير الطبري المتوفى‪ 5‬سنة ‪310‬هـ( صاحب‬
‫(‪)6‬‬
‫التاريخ) والمسعودي سنة ‪346‬ه ( صاحب مروج الذهب) باعتباره ثقة‪.‬‬
‫‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪  )1‬األنساب‪ ،‬السمعاني ‪5/211‬‬
‫(‪  )2‬لسان العرب‪1/50‬‬
‫(‪  )3‬االستيعاب ‪16/143‬‬
‫(‪  )4‬سير أعالم النبالء‪12/251 ،3/317‬‬
‫(‪  )5‬الكامل في التاريخ‪،310 ،307 ،58 ،50 ،29 ،26 ،2/16 ،74 ،63 ،61 ،57 ،1/49‬‬
‫‪ ،6/359 ،3/436‬وأسد الغابة ‪4/226‬‬
‫(‪  )6‬مروج الذهب ‪230/558‬‬

‫‪ ‬‬
‫ويعتبر‪ 5‬المؤلفون في األنساب الذين جاءوا بعد هشام عالة عليه‪ ،‬وكان كتاب جمهرة أنساب العرب‬
‫البن حزم المتوفّى سنة ‪456‬هـ نسخة من كتاب جمهرة النسب للكلبي مع حذف وإضافة‪.‬‬
‫وأخذت كتب األمثال عنه كمجمع األمثال للميداني ‪ 1/45‬وجمهرة األمثال للعسكري‪،2/261 ،1/573‬‬
‫وكتاب األمثال للقاسم بن سالم ‪300 ،133 ،131‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وقد‪ 5‬نقل الطبري‪ 5‬مقتبسات كثيرة من مؤلفات هشام‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ونقل البالذري أكثر مادته في كتابه األنساب من كتاب الجمهرة لهشام الكلبي‪ .‬وروى عنه عمر بن‬
‫شبه المتوفّى سنة ‪262‬ه (‪ )3‬وابن كثير(‪ .)4‬وابن عبد ربه(‪. )5‬‬
‫وروى عنه الجاحظ (‪ ، )6‬المتوفّى‪ 5‬سنة ‪.155‬‬
‫وروى عنه ابن األنباري عن هشام بن الكلبي كما في شرح المفضليات‪ ،‬وكذلك أخذ منه ياقوت‬
‫الحموي والخطيب البغدادي‪ ،‬المتوفّى‪ 5‬سنة ‪463‬هـ‪ ،‬وعبد القادر البغدادي‪.5‬‬
‫‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬راجع مجلة المجمع العلمي العراقي‪2/1951‬م‪ ،139-136 ،‬وتاريخ التراث العربي‪ ،‬فؤاد‬
‫سزكين‪2/51‬‬
‫(‪   )2‬مجلة المجمع العربي العراقي‪ ،349-1/337‬وانظر‪ 5‬مقدمة كتاب أنساب األشراف لمحمد حميد‬
‫هللا‪.6‬‬
‫(‪   )3‬تاريخ المدينة المنورة‪.2/431‬‬
‫ّ‬
‫(‪   )4‬البداية والنهاية‪ ،‬ابن كثير‪ ،5/328‬المتوفى‪ 5‬سنة ‪774‬هـ‪.‬‬
‫ّ‬
‫(‪   )5‬العقد الفريد‪ ،‬ابن عبد ربه‪ ،6/256 ،4/416 ،2/205‬المتوفى سنة ‪328‬هـ‬
‫(‪   )6‬كتاب الحيوان‪ ،7/12 ،5/163 ،4/132 ،3/65 ،36 ،1/33‬وكتاب التبيان والتبيين‪،1/52‬‬
‫‪2/15 ،182 ،137 ،129 ،126 ،124‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬وقد‪ 5‬اعتمد ياقوت الحموي على كتب ابن الكلبي مثل افتراق العرب واشتقاق البلدان واألنساب‬
‫واألصنام‪5.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وروى ابن الجوزي عن هشام بن الكلبي‪.‬‬
‫ونقل عنه المسعودي‪ 5‬في مروج الذهب‪ … ،558 ،230‬وروى‪ 5‬عنه التنوخي في كتاب الفرج بعد‬
‫الشدة ‪.1/179‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وروى عنه خليفة بن خياط وأبو األشعث وأحمد بن المقدام العجلي ومحمد بن أبي السري‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫كتب‪ ‬هشام‬
‫‪4‬‬
‫ذكر أسماء كتبه ابن النديم في الفهرست وياقوت الحموي في كتابه إرشاد‪ 5‬األريب ومعجم البلدان‬
‫ونقلها الصفدي في الوافي‪ 5‬بالوفيات‪ )3(.‬ولقد أخذ الكثير من العلماء والمؤرخين كتب ابن الكلبي أو مواضيع‪5‬‬
‫منها وأدرجوها في كتبهم دون ذكر انتسابها‪ 5‬لهشام الكلبي! وذكر آخرون انتسابها له‪ .‬وجاء في كتاب سير‬
‫أعالم النبالء للذهبي‪ :‬وكان الثوري يروي‪ 5‬عنه ( محمد) ويدلسه فيقول‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬المنتظم‪.10/140 ،7/23 ،5/257 ،4/188 ،2/116 ،231 ،1/1715‬‬
‫(‪   )2‬تذكرة الحفاظ ‪ ،1/343‬تاريخ اإلسالم ‪ ،‬الذهبي‪ ،418‬حوادث سنة ‪201‬هـ‪210-‬هـ‪ ،‬طبعة دار‬
‫الكتاب العربي‪ ،‬وروى‪ 5‬عنه الخطيب اإلسكافي‪ ،‬كتاب لطف التدبير ‪ ،226 ،148 ،124‬مكتبة المثنى‬
‫بغداد‪ ،‬وراجع معجم األدباء ‪ ،292-19/287‬لسان الميزان ‪ ،197-6/196‬وكتاب الرجال‪ ،‬النجاشي‬
‫‪ ،306 ،5/305‬شذرات الذهب‪ ،2/13‬مرآة الجنان ‪ ،‬اليافعي‪ ،29 /25‬كشف الظنون ‪ ،‬حاجي خليفة ‪،178‬‬
‫‪ ،202 ،1258 ،605 ،179‬المخطوطات‪ 5‬التاريخية ‪ ،71 ،70‬مصفى المقال‪ ،‬آغا بزرك‪.494‬‬
‫(‪   )3‬الفهرست‪.108‬‬

‫ح ّدثنا أبو نصر(‪. )1‬‬


‫وبحث أحمد زكي عن كتب ابن الكلبي في القسطنطينية والقاهرة ومكتبات‪ 5‬أوربا فلم يعثر على كتب‬
‫ابن الكلبي إال كتاب جمهرة النسب وأنساب الخيل وكتاب األصنام‪.‬‬
‫فهناك مقتبسات من كتاب أنساب البلدان لهشام الكلبي في كتاب معجم البلدان للحموي ‪،652 ،2/60‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ .4/441 ،876‬واستفاد البالذري‪ 5‬من هذا الكتاب برواية العباس بن المؤلف هشام الكلبي‪.‬‬
‫وأفاد‪ 5‬األدفوي من كتاب ابتداء الغناء والعيدان لهشام في كتابه اإلمتاع ‪ .‬ويبدو أن عدداً من المقتبسات‬
‫(‪)3‬‬
‫قد وصلت إلينا منه في األغاني لألصفهاني‪.‬‬
‫واستفاد ابن أبي الحديد‪  ‬من كتاب الجمل لهشام في شرح نهج البالغة ‪ ،6/215‬واستفاد‪ 5‬ابن ماكو‬
‫كتاب األلقاب لهشام في كتابه‪  ‬في اإلكمال ‪.232 ،295 /4‬‬
‫وذكر‪ 5‬الطبري مقتبسات منها مسبوقة بعبارة‪ :‬حدثني أو أخبرني‪ 5‬أو بإسناد ذي علمين‪ ،‬ولكنه كان‬
‫ثت عن هشام أو‬ ‫يستخدم كتبه في أكثر األحوال دون حق روايتها‪ ،‬ويقدم لهذه المقتبسات بعبارات مثل ُح ّد ُ‬
‫(‪)4‬‬
‫ذكر هشام‪.‬‬
‫‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬سير أعالم النبالء ‪.6/248‬‬
‫(‪   )2‬انظر فهرست‪ 5‬فتوح البلدان للبالذري‪.‬‬
‫(‪   )3‬انظر العقد الفريد البن عبد ربه‪.29 ،28 ،27 /6  ‬‬
‫(‪   )4‬راجع تاريخ التراث العربي لفؤاد سزكين ‪.57 ،2/56‬‬
‫‪ ‬‬

‫كتب ابن الكلبي غير الموجودة‪ ‬فعالً‬

‫‪     .1‬حلف عبد المطلب وخزاعة‪.‬‬


‫‪     .2‬حلف الفضول وقصة الغزال‪.‬‬
‫‪     .3‬حلف أسلم وقيس‪.‬‬
‫‪     .4‬المنافرات‪5.‬‬
‫‪     .5‬بيوتات قريش‪.‬‬
‫‪     .6‬فضائل‪ 5‬قيس عيالن‪.‬‬
‫‪     .7‬الموؤودات‪.‬‬
‫‪     .8‬كتاب الكنى‪.‬‬
‫‪     .9‬بيوتات ربيعة ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪.10‬أخبار العباس بن عبد المطلب‪.‬‬
‫‪ .11‬ألقاب قريش‬
‫‪ .12‬حلف كلب وتميم‪.‬‬
‫‪.13‬شرف قصي‪ 5‬بن كالب‪.‬‬
‫‪ .14‬ألقاب بني طابخة‬
‫‪ .15‬ألقاب قيس عيالن‪.‬‬
‫‪ .16‬ألقاب ربيعة‪.‬‬
‫‪ .17‬ألقاب اليمن‪.‬‬
‫‪ .18‬نوافل قريش‪ ،‬ويحتوي‪ 5‬على نوافل كنانة‪ ،‬نوافل أو نواقل أسد‪ ،‬نوافل أو نواقل تميم‪ ،‬نوافل أو‬
‫نواقل أياد‪ ،‬نوافل أو نواقل ربيعة‪.‬‬
‫‪ .19‬تسمية من نفل من عاد‪.‬‬
‫‪ .20‬نوافل ربيعة وقضاعة‪.‬‬
‫‪ .21‬نوافل اليمن‪.‬‬
‫‪ .22‬إدعاء زياد من معاوية‪.‬‬
‫‪.23‬المشاجرات‪.‬‬
‫‪ .24‬صنائع قريش‪.‬‬
‫‪ .25‬المناقالت‪.‬‬
‫‪ .26‬المعاتبات‪.‬‬
‫‪ .27‬المشاغبات‪.‬‬
‫‪ .28‬ملوك الطوائف‪5.‬‬
‫‪ .29‬ملوك كندة‪.‬‬
‫‪ .30‬ملوك اليمن‪.‬‬
‫‪ .31‬بيوتات اليمن‪.‬‬
‫‪ .32‬افتراق‪ 5‬ولد نزار‪.‬‬
‫‪ .33‬تفرّق األزد‪.‬‬
‫‪ .34‬طسم وجديس‪.‬‬
‫‪ .35‬المعرقات( المعرفات) من النساء في قريش‪.‬‬
‫‪ .36‬حديث آدم وولده‪.‬‬
‫‪ .37‬عاد األولى واألخرى‪5.‬‬
‫‪ .38‬تفرّق عاد‪.‬‬
‫‪ .39‬أصحاب الكهف‪.‬‬
‫‪ .40‬رفع عيسى عليه السالم‬
‫‪ .41‬المسوخ من بني إسرائيل‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .42‬إقبال حمير‪.‬‬
‫‪ .43‬أخبار زياد بن أبيه‪.‬‬
‫‪ .44‬صنائع قريش‪.‬‬
‫‪ .45‬ملوك اليمن من التبابعة‪.‬‬
‫‪ .46‬افتراق‪ 5‬ولد معد‪.‬‬
‫‪ .47‬افتراق‪ 5‬ولد نزار‪.‬‬
‫‪ .48‬تفرّق األزد‪.‬‬
‫‪ .49‬فحول خيل العرب‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ .50‬خبر الضحاك‪.‬‬
‫‪ .51‬األوائل‪.‬‬
‫‪ .52‬منطق الطير‪.‬‬
‫‪ .53‬كتاب غزيه‪ ،‬قال الصفدي عريه‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ .54‬لغات القرآن‪.‬‬
‫‪ .55‬المعمرين‪.‬‬
‫‪ .56‬القداح‪.‬‬
‫‪ .57‬أسنان الجزور‪.‬‬
‫‪ .58‬أديان العرب‪.‬‬
‫‪ .59‬أحكام العرب‪ ،‬في معجم البلدان حكام العرب‪.‬‬
‫‪ .60‬وصايا‪ 5‬العرب‪.‬‬
‫‪ .61 ‬الدفائن‬
‫‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬في معجم األدباء أمثال حمير‬
‫(‪   )2‬في معجم األدباء حي الضحاك‬
‫‪ ‬‬

‫‪ .  62‬السيوف‪5‬‬
‫‪ .63‬الندماء ‪ ،‬في معجم األدباء والفهرست الفداء‪.‬‬
‫‪.64‬اللعناء‪ ،‬ال يوجد هذا الكتاب في الفهرست‪.‬‬
‫‪ .65‬الكهّان‪.‬‬
‫‪ .66‬الجن‪.‬‬
‫‪ .67‬أخذ كسرى رهن العرب‪.‬‬
‫‪ .68‬ما كانت الجاهلية تفعله ووافق حكم اإلسالم‪.‬‬
‫‪ .69‬كتاب أبي عتاب إلى ربيع‪ ،‬في الفهرست ابن عتاب‪.‬‬
‫‪ .70‬كتاب عدي بن زيد العبادي‪.‬‬
‫‪ .71‬كتاب أبي زهر الدوسي‪ ،‬في معجم األدباء كتاب ‪ ‬الدوس‪.‬‬
‫‪ .72‬كتاب حديث بيهس وأخوته‪.‬‬
‫‪ .73‬كتاب مروان القرظ‪.‬‬
‫‪ .74‬اليمن وأمر سيف بن ذي يزن‪.‬‬
‫‪ .75‬مناكح أزواج العرب‪.‬‬
‫‪ .76‬الوفود‪ ،‬س ّماه ابن النديم الوقود‪.‬‬
‫‪ .77‬أزواج النبي‪  ‬صلى هللا عليه وآله‬
‫‪ .78‬زيد بن حارثة‪ ،‬حب النبي صلى هللا عليه وآله‬
‫‪ .79‬من قال بيتا ً أو قيل فيه‪.‬‬
‫‪ .80‬الديباج في أخبار الشعراء‪.‬‬
‫‪ .81‬من فخر بأخواله الشعراء‪.‬‬
‫‪ .82‬من هاجر وأبوه حي‪.‬‬
‫‪ .83‬أخبار الحريين وأشعارهم‪ 5‬وقال ابن النديم‪ :‬أخبار الحر وقال أحمد زكي‪ :‬أخبار الجن‪.‬‬
‫‪ .84‬أخبار عمر بن أبي ربيعة‪ ،‬ال يوجد في الفهرست‪.‬‬
‫‪ .85‬دخول جرير على الحجاج‪.‬‬
‫‪ .86‬أخبار عمرو بن معدي كرب‪ ،‬لم يذكره الصفدي‪ ،‬وذكره ياقوت الحموي في معجم األدباء‪.‬‬
‫‪ .87‬التاريخ‪ ،‬ذكره ابن النديم فقط‪.‬‬
‫‪ .88‬تاريخ الخلفاء‪ ،‬لم يذكر هذا الكتاب في معجم األدباء والفهرست‪.‬‬
‫‪ .89‬تاريخ أجناد الخلفاء‪ ،‬في معجم األدباء تاريخ أخبار الخلفاء‪.‬‬
‫‪ .90‬صفات الخلفاء‪.‬‬
‫‪ .91‬المصلين‪ ،‬س ّماه الصفدي كتاب المصلب‪.‬‬
‫‪ .92‬تسمية من بالحجاز‪ 5‬من أحياء العرب‪.‬‬
‫‪ .93‬البلدان الكبير‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ .94‬البلدان الصغير‪5.‬‬
‫‪ .95‬قسمة األرضين‪.‬‬
‫‪ .96‬األنهار‪.‬‬
‫‪ .97‬الحيرة‪.‬‬
‫‪ .98‬منار اليمن‪.‬‬
‫‪ .99‬العجائب األربعة‪.‬‬
‫‪ .100‬األقاليم‪5.‬‬
‫‪ .101‬اشتقاق‪  ‬أسماء البلدان‪.‬‬
‫‪ .102‬الحيرة وتسمية البيع والديارات ‪ ‬ونسب ‪ ‬العباديين‪.‬‬
‫‪ .103‬تسمية ما في شعر امرئ القيس‪.‬‬
‫‪ .104‬المنذر ملك العرب‪ .‬وفي معجم األدباء أخبار المنذر ملك العرب‪.‬‬
‫‪ .105‬ولد عبد المطلب‪.‬‬
‫‪ 106‬داحس والغبراء‪.‬‬
‫‪ .107‬أيام فزارة ووقائع‪ 5‬بني شيبان‪.‬‬
‫‪ .108‬وقائع‪ 5‬الضباب وفزارة‪.‬‬
‫‪ .109‬يوم سنيق‪.‬‬
‫‪ .110‬األيام‪ .‬وسماه الصفدي كتاب اإلمام ‪.‬‬
‫‪ .111‬يوم‪  ‬السنابس‪ ،‬وسماه الصفدي‪  ‬كتاب الكالب‪.‬‬
‫‪ .112‬أيام بني حنيفة‪ ،‬وس ّماه الحموي أيام بني حنيف‪.‬‬
‫‪ .113‬أيام قيس بن ثعلبة‪.‬‬
‫‪ .114‬مسيلمة الكذاب وسجاح‪.‬‬
‫‪ .115‬الفتيان األربعة‪.‬‬
‫‪ .116‬األحاديث‪.‬‬
‫‪ .117‬المقطعات‪.‬‬
‫‪ .118‬حبيب عطار‪.‬‬
‫‪ .119‬عجائب البحر‪.‬‬
‫‪ .120‬الكالب األول والكالب الثاني‪.‬‬
‫‪ .121‬أمهات النبي ‪ ‬صلى هللا عليه وآله‬
‫‪ .122‬العواقل ( العواتك) ‪.‬‬
‫‪ .123‬أوالد الخلفاء‪.‬‬
‫‪ .124‬السمر‪.‬‬
‫‪ .125‬كنى آباء رسول هللا‪   ‬صلى هللا عليه وآله ‪ ‬‬
‫‪ .126‬النوافل والجيران‪ .‬لم يذكر في الفهرست‪.‬‬
‫‪ .127‬الفريد في النسب‪       .‬‬
‫‪. 128 ‬الملوكي في النسب‪.‬‬
‫‪ .129‬الموجز‪ 5‬في النسب‪.‬‬
‫‪ .130‬أنساب المواضع‪ ،‬معجم البلدان‪2/652‬‬
‫‪ .131‬أنساب البالد‪ ،‬معجم البلدان ‪.876 /2‬‬
‫‪ .132‬افتراق‪ 5‬العرب‪ ،‬نقل عنه الحموي في معجم البلدان كلمة حجاز ‪2/288 ،149 ،1/127‬‬
‫‪ .133‬المغتربات‪ ،‬في الفهرست كتاب المعران‪ ،‬وفي تذكرة الحفاظ المغتربات‪.‬‬
‫‪ .134‬نسب قريش‪.‬‬
‫‪ .135‬نسب ولد العباس‪.‬‬
‫‪ .136‬نسب آل أبي طالب‪.‬‬
‫‪ .137‬نسب بني عبد شمس بن عبد مناف‪.‬‬
‫‪ .138‬بني نوفل بن عبد مناف‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ .139‬أسد بن عبد العزى بن قصي‪5.‬‬
‫‪ .140‬نسب بني عبد الدار ‪ ‬بن‪  ‬قصي‪.‬‬
‫‪ .141‬نسب بني زهرة بن كالب‪.‬‬
‫‪ .142‬نسب بني تيم بن مرة‪.‬‬
‫‪ .143‬نسب بني عدي بن كعب بن لؤي‪.‬‬
‫‪ .144‬سهم‪  ‬بن عمرو بن هصيص‪.‬‬
‫‪ .145‬بني عامر بن لؤي‪.‬‬
‫‪ .146‬بني الحارث بن فهر‪.‬‬
‫‪ .147‬أمهات الخلفاء‪.‬‬
‫‪  .148‬بني محارب‪  ‬بن فهر‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .149‬خطب علي عليه السالم ‪.‬‬
‫‪ .150‬أخبار الجن وأشعارهم‪5.‬‬
‫وقال اليافعي‪ 5:‬وتصانيفه‪  ‬تزيد على مائة وخمسين‪  ‬تصنيفا ً في التاريخ واألخبار‪ 5‬وأحسنها وانفعها‬
‫(‪)2‬‬
‫كتاب الجمهرة في معرفة األنساب‪ ،‬لم يضف في بابه‪  ‬مثله‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫الكتب‪ ‬الموجودة‬

‫‪     .1‬مثالب العرب‪ ،‬قال خير الدين الزركلي‪ : )3( 5‬النسخة الخطية لهذا الكتاب موجودة ‪ ،‬ولم يشر إلى‬
‫مكانها‪ .‬وأشار بروكلمان (‪ )4‬إليها واستنسخ عليها نسخة بواسطة مجموعة أحمد زكي باشا‪ .‬وهناك نسخة‬
‫من الكتاب في الدار المصرية في القاهرة‪ .‬والنسخة األصلية في مكتبة النجف في العراق‪.‬‬
‫‪     .2‬أسواق‪ 5‬العرب‪.‬‬
‫‪     .3‬أخبار بكر وتغلب‪.‬‬
‫‪     .4‬الجمهرة في النسب‪ /‬لخصها ياقوت الحموي باسم المقتضب من كتاب جمهرة النسب‪ ،‬والنسخة‬
‫موجودة في مكتبة القاهرة رقم ‪.5/156‬‬
‫وبقي من كتاب الجمهرة قطعة صغيرة في المكتبة الوطنية في باريس‪ ،‬وهناك‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪  ‬‬
‫(‪   )1‬الفهرست‪ ،‬ابن النديم ‪111-108‬‬
‫(‪   )2‬مرآة الجنان‪ ،29‬طبعة األعلمي‪-‬بيروت‪ ،‬تاريخ اإلسالم‪ ،‬الذهبي‪ ،420‬حوادث سنة ‪210-201‬‬
‫هـ‪ ،‬هدية العارفين‪ ،2/508‬مقتل الحسين‪ ،‬أبو خنف‪.2‬‬
‫(‪   )3‬األعالم ‪.87 /9‬‬
‫(‪   )4‬صاحب كتاب تاريخ األدب العربي‪.‬‬

‫‪ ‬نسخة الجمهرة في مكتبة المتحف البريطاني‪ 5‬تحت رقم تحت رقم‪ 23297Add  ‬وتقع في تسع‪ ‬‬
‫وخمسين ومائتين ورقة ونشرته مكتبة النهضة العربية –بيروت‪ ،‬بتحقيق ناجي حسن‪.‬‬
‫‪     .5‬نسب الخيل‪ ،‬وقد‪ 5‬نشرته مكتبة النهضة‪  ‬العربية بيروت‪ ،‬بتحقيق القيسي والضامن سنة‬
‫‪1407‬هـ ‪ 1987-‬م‬
‫‪     .6‬نسب معد واليمن الكبير‪ ،‬بتحقيق الدكتور‪ 5‬ناجي حسن نشر مكتبة النهضة العربية –بيروت‪،‬‬
‫سنة ‪1408‬هـ‪1988-‬م‪.‬‬
‫‪     .7‬كتاب األصنام‪.‬‬

‫كتب المثالب‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪9‬‬
‫كانت العادة جارية على ذكر مثالب الناس من قبل رجال السيرة والحديث واألنساب والشعراء‪.‬‬
‫فكثرت كتب المثالب وراج سوقها‪ 5‬وإليك ما يفصح ويبين هذا‪:‬‬
‫كان زيد بن المنذر أبو الجارود‪ 5‬الثقفي يروي في المثالب‪ :‬روى‪ 5‬عن أنس بن مالك وكان أبو المظفر‬
‫(‪)3‬‬
‫المهذب يحفظ أشعاراً في مثالب الصحابة‪.‬‬
‫وقال السخاوي‪ 5:‬سمعت بعض المعتبرين يقول‪ :‬إنه لم يكن يغتاب أحد بلفظه فكتب بخطه ما يكون‬
‫مضبوطاً‪ 5‬عنه محفوظا ً له! وقيل‪ :‬كان قلم ابن حجر سيئا ً في‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬وفيات األعيان ‪3/436‬‬
‫(‪   )2‬الوافي‪ 5‬بالوفيات ‪ ،3/83‬الطبقات الكبرى‪ ،‬ابن سعد ‪.359-358 /6‬‬
‫(‪   )3‬إكمال الكمال ‪.82 /3‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬مثالب الناس ولسانه حسناً‪.‬‬


‫(‪)1‬‬

‫وكتب عبد الرحمن بن صالح األزدي كتابا ً في‪  ‬المثالب وهو من المقربين ألحمد بن حنبل‬
‫‪)2( .‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ومحمد‪ 5‬بن الحسن بن زبالة وضع كتاب مثالب األنساب‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ومعمر‪ 5‬بن المثنى ‪ ‬أبو عبيدة التيمي مدحه الجاحظ والمديني وله كتاب المثالب‪.‬‬
‫وإبراهيم‪ 5‬بن الحكم بن ظهير الكوفي‪ 5‬روى في مثالب معاوية‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫واسحق‪ 5‬بن الحسن البغدادي له كتاب مثالب النواصب‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫وذكر‪ 5‬الشاعر ابن الرومي قصيدة في مثالب بني العباس‪.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫ووضع‪ 5‬أبو عبيدة اآلجري كتاب مثالب في الصحابة‪.‬‬
‫(‪)8‬‬
‫وكتب عبد الرحمن بن يوسف بن خراش الحافظ كتابا ً في المثالب‪.‬‬
‫وقال الزبير‪ 5‬بن بكار‪  ‬ح ّدثني عمي مصعب قال‪ :‬سمعت مصعب بن عثمان أو غيره من أصحابنا يذكر‬
‫عروة بن الزبير قال‪ :‬لما قُتِل الزبير يوم الجمل جعل الناس يلقوننا بما نكره‪ ،‬ونسمع‪ 5‬منهم األذى ‪ ،‬فقت‬
‫ألخي المنذر‪ :‬انطلق بنا إلى‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪ )1‬تهذيب التهذيب‪ ،‬ابن حجر ‪463 /1‬‬
‫(‪ )2‬تهذيب التهذيب ‪179 /6‬‬
‫(‪ )3‬تهذيب التهذيب ‪102 /9‬‬
‫(‪ )4‬تهذيب التهذيب ‪222 /10‬‬
‫(‪ )5‬لسان الميزان‪360 /1‬‬
‫(‪ )6‬المجدي في األنساب‪382‬‬
‫(‪ )7‬تهذيب الكمال‪ ،‬المزي ‪181 /17‬‬
‫(‪ )8‬لسان الميزان ‪444 /3‬‬

‫حكيم بن حزام حتى نسأله عن مثالب قريش‪ ،‬فنلقى من يشتمنا‪ 5‬بما نعرف‪ ،‬فانطلقنا حتى ندخل عليه‬
‫داره‪ ،‬فذكرنا ذلك له‪ ،‬فقال لغالمه‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أغلق باب الدار‪ ،‬ثم قام إلى وسط راحلته فجعل يضربنا‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وكتب عبد الرحمن بن صالح‪  ‬كتابا ً في المثالب‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫والعالن السعوني صنّف كتابا ً في المثالب على ترتيب كتاب األنساب البن الكلبي‪.‬‬
‫وح ّدث عبد العزيز بن عبد الرحمن المالمسي في المثالب‪ ،‬وهو من أهالي مصر‪ ،‬وألف الحسن‬
‫العلوي كتابا ً في المثالب‪ )4( ،‬وكتب‪  ‬الهيثم بن عدي الثُعلي كتابا ً اسمه المثالب (‪  )5‬وكتب زياد بن أبيه في‬
‫المثالب لير ّد على ‪ ‬من ذكر نسبه بسوء‪ .‬وكتب الخوارزمي كتابا ً في المثالب‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫وكتب أبو الحسن علي بن محمد المدائني كتاب الحمقاء وكتاب اللواطيين وكتاب المسمومين‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫وكتب محمد بن الحسن قاضي الرقة من قبل الرشيد كتاب اللقيط‪ .‬وألف عالن الشعوبي كتاب الميدان‬
‫في المثالب فيه مثالب قريش‪ ،‬صناعات قري‪ 5‬وتجاراتها‪ 5‬ومثالب تيم بن مرة ومثالب بني أسد ومثالب بني‬
‫مخزوم ومثالب سامة بن لؤي‬
‫ومثالب ولد الدار بن قصي‪ 5‬ومثالب ولد زهرة بن كالب ومثالب بني‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬جمهرة نسب قريش‪ ،‬مصعب القريشي ‪ ،363 /1‬تهذيب الكمال ‪ ،190 /7‬وكان حكيم بن حزام‬
‫من حزب عثمان‪ ،‬والزبير‪ 5‬من قتلة عثمان لذا ضربهم حكيم‪.‬‬
‫(‪   )2‬تهذيب الكمال ‪181 /17‬‬
‫(‪   )3‬لسان الميزان ‪187 /4‬‬
‫(‪   )4‬البداية والنهاية ‪38 /6‬‬
‫(‪   )5‬الفهرست‪ ،‬ابن النديم ‪112‬‬
‫(‪   )6‬الفهرست‪ ،‬ابن النديم ‪117‬‬

‫(‪)1‬‬
‫عدي بن كعب ومثالب باقي القبائل العربية‪.‬‬
‫وكان أحمد بن محمد الجهمي يذكر‪  ‬النسب والمثالب وله كتاب المثالب‪ .‬ولما وقع بينه وبين العمريين‬
‫والعثمانيين شر ذكر سلفهم بأقبح ذكر‪ .‬فقال له بعض الهاشميين في ذلك فذكر العباس بأمر عظيم(‪ )2‬فأنهى‪5‬‬
‫المتوكل فأمر‪ 5‬بضربه مائة سوط‪ ،‬فضربه إياها إبراهيم بن اسحق بن إبراهيم فقال فيه‪:‬‬ ‫خبره إلى ُُُ‬
‫ص َد ُر‬
‫تبرا الكلوم وينبت الشع ُر ‪                            ‬ولكل مور ِ‪5‬د محن ٍة َ‬
‫(‪)3‬‬
‫ق الشج ُر‬‫ب منبطَح ‪                             ‬لعبيد ِه ما أور َ‬
‫واللو ُ‪5‬م في أثوا ِ‬

‫وكان أحمد بن يحيى‪  ‬البالذري يهجو كثيراً وتناول وهب بن سليمان لما ضرط‪ 5‬فمزقه قائالً‪:‬‬
‫ق في َسلّها جُهدهُ‬
‫(‪)4‬‬
‫ُسبَت رعدة ً ‪                            ‬تن ّو َ‬
‫أيا ضرطة ح ِ‬
‫(‪)5‬‬
‫وكتب ابن عمار الثقفي كتاب مثالب أبي نواس وكتاب مثالب معاوية‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫ودوّن محمد بن علي األصبهاني ( أبو حصين) كتاب مثالب ثقيف وسائر العرب‪.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫وكتب أبو عبيدة التيمي كتاب مثالب باهلة وكتاب أدعياء العرب‪.‬‬
‫(‪)8‬‬
‫وكتب أبو عمر العمري أو العنبري‪ 5‬كتاب الزناة من األشراف وذكر‪ 5‬أدعياء الجاهلية‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫‪   )1( ‬الفهرست‪ ،‬ابن النديم ‪118‬‬
‫(‪   )2‬مثلما ذكر هشام ذلك في كتابه المثالب‬
‫(‪   )3‬الفهرست‪ ،‬ابن النديم ‪124‬‬
‫(‪   )4‬الفهرست ‪24‬‬
‫(‪   )5‬الفهرست ‪166‬‬
‫(‪   )6‬الفهرست ‪152‬‬
‫(‪   )7‬الفهرست ‪59‬‬
‫(‪   )8‬الفهرست ‪113‬‬

‫(‪) 1‬‬
‫وألف أبو العبس كتاب السحاقات والبغائين‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وكتب أبو العباس الصيمري‪ 5‬كتاب السحاقات والبغايين‪.‬‬
‫لذا يكون كتاب المثالب لهشام بن الكلبي على غرار هذه الكتب الكثيرة‪ ،‬غير شاذ عن منحى العلماء‬
‫والمؤرخين‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫وكانت أنساب الناس واضحة ومعلومة عند المسلمين ومن لم يعرفوا نسبه سألوا عنه عقيل بن أبي‬
‫طالب أو محمد بن الكلبي أو هشام بن الكلبي والنسابة اآلخرين‪ .‬وحاول األمويون طمس معالم األنساب‬
‫ليرفعوا‪  5‬من منزلتهم‪ .‬وبلغ عملهم ذروته يوم ادعى معاوية بن زياد بن أبيه وس ّماه زياد بن أبي سفيان!‬
‫(‪)3‬‬
‫فذكر‪ 5‬المؤرخون ‪ :‬استلحق معاوية زياد بن أبيه من زنية‪.‬‬
‫وقضية استلحاق‪ 5‬العرب ألوالد نسائهم‪ 5‬أو أوالد أخر قد تسبّب في اختالط نسب الكثير من الناس‪ .‬لذا‬
‫تزوج رسول هللا صلى هللا عليه وآله زوجة زيد بن حارثة كي ال يظن المسلمون حرمة زواجه منها‪.‬‬
‫وذكوان كان خادما ً ألمية ولكن بني أمية سموه بابن أمية وكذلك أمية كان عبداً لعبد شمس فألحق به‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫وقال قوم‪ 5‬بأن زوجتي عثمان( رقية وأم كلثوم) بنتا خديجة من غير النبي صلى هللا عليه وآله‪.‬‬
‫ثم كتب األمويون بأنهما ابنتا رسول هللا‪  ‬صلى هللا عليه وآله ألنهما تربتا في حضنه‪.‬‬
‫وكان أمية عبداً لعبد شمس‪ ،‬وصل إلى مكة عبر تجارة الرقيق‪ ،‬فتبناه عبد‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪  ‬‬
‫(‪   )1‬الفهرست‪ ،‬ابن النديم ‪376‬‬
‫(‪   )2‬الفهرست‪ ،‬ابن النديم ‪169‬‬
‫(‪   )3‬النزاع والتخاصم‪ 5،‬المقريزي‪51 5‬‬
‫(‪   )4‬المجدي في األنساب‪ ،‬علي بن محمد ‪7‬‬

‫شمس‪ ،‬لذا لم يكن عثمان‪  ‬ومعاوية ويزيد ومروان وعبد الملك بن مروان أبناء عمومة النبي صلى هللا‬
‫عليه وآله قال أمير المؤمنين‪  ‬علي بن أبي طالب‪  ‬عليه السالم لمعاوية بن‪  ‬أبي سفيان في بعض كتبه‪  ‬إليه‬
‫(‪)1‬‬
‫أثناء الصراع بينهما يعرض بنسبه غير القرشي‪ :‬وليس المهجر كالطليق‪ ،‬وال الصريح كاللصيق‪.‬‬
‫وقال أبو طالب حين تظاهر‪ 5‬عليه وعلى رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪  ‬بنو عبد شمس ونوفل‪:‬‬
‫توالى علينا موليانا‪ 5‬كالهما‪  ‬‬
‫إذا سئال قاال إلى غيرنا األمر‬
‫بلى لهما أمر ولكن تراجما ً‪  ‬‬
‫كما ارتجمت من رأس ذي القلع الصخر‬
‫أخص خصوصا ً عبد شمس ونوفالً‪    ‬‬
‫هما نبذانا مثل ما نبذ الخمر‬
‫قديماً‪ 5‬أبوهم كان عبداً لجدنا‪ ‬‬
‫(‪)2‬‬
‫بني أمية شهالء جاش بها البحر ‪       ‬‬
‫فهنا صرّح أبو طالب بأن أمية قذف به البحر إلى الحجاز بواسطة التجارة أو غيرها ضمن تجارة‬
‫الرقيق واإلماء‪.‬‬
‫وكلمة شهالء تخص الروم فالشهل زرقة يشاب بها سواد العين‪ ،‬وهي صفة عرفت بها العين الرومية‪.‬‬
‫ولما كان أبو عمرو ( ذكوان ) ليس بابنه فقد تنازل أمية عن زوجته له‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬نهج البالغة‪ ،‬ك ‪ 17/4‬جواب علي عليه السالم لمعاوية‬
‫(‪   )2‬هاشم وأمية * صدر‪ 5‬الدين شرف الدين ‪27‬‬

‫(‪)1‬‬
‫وزوّجه إياها في حياته‪.‬‬
‫وروى ابن أبي الحديد في شرح النهج ‪ 3/466‬عن األغاني‪ :‬أن معاوية قال لدغفل النسابة‪ :‬أرأيت عبد‬
‫المطلب؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬كيف رأيته؟قال‪ :‬رأيته رجالً نبيالً وضيئاً‪ 5‬كأن على وجهه نور النبوة ‪ ،‬قال‬
‫معاوية‪ :‬أفرأيت‪  ‬أمية؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬كيف رأيته؟ قال‪ :‬رأيته رجالً ضئيالً منحنيا ً أعمى يقوده عبده‬
‫ذكوان‪.‬‬
‫فقال معاوية‪ :‬ذلك ابنه أبو عمرو ‪ .‬قال دغفل‪ :‬أنتم تقولون ذلك أما قريش فلم تكن تعرف إال أنه عبده‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫وإن عثمان بن عفان تمنى رجالً يح ّدثه عن الملوك وعما مضى فذكر له رجل بحضرموت‪ ،‬فأحضره‬
‫وكان له معه حديث طويل كان منه أن سأله‪ :‬أرأيت عبد المطلب؟ فقال‪ :‬نعم رأيت رجالً قعداً أبيض طويالً‬
‫مقرون الحاجبين بين عينيه غرة يقال‪ :‬إن فيها بركة‪ ،‬وإن فيه بركة‪.‬‬
‫قال‪ :‬أفرأيت أمية؟ قال‪ :‬نعم رأيت رجالً آدم دميما ً قصيراً‪ 5‬أعمى يقال‪ :‬إنه نكد‪ -‬وإن فيه نكدا‪ -‬فقال‬
‫ً‬
‫(‪)2‬‬
‫عثمان‪ :‬يكفيك من شر سماعه‪ ،‬وأمر بإخراج الرجل‪.‬‬
‫وكان ذكوان ( أبو عمرو) يهوديا ً من الشام‪ .‬إذ قال عقيل بن أبي طالب للوليد بن عقبة بن أبي معيط‬
‫بن ذكوان ‪ :‬كأنك ال تدري من أنت‪ ،‬وأنت علج من أهل صفورية – وهي قرية بين عكا واللجون من‬
‫(‪)3‬‬
‫أعمال األردن من بالد طبرية‪ ،‬كان ذكوان أبوه يهودياً‪ 5‬منها‪ -‬مروج الذهب‪ ،‬المسعودي‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬النزاع والتخاصم‪ ،22 5‬شرح النهج ‪456 /3‬‬
‫(‪   )2‬شرح النهج ‪467 /3‬‬
‫(‪   )3‬مروج الذهب ‪336 /1‬‬

‫(‪)1‬‬
‫وقال النبي‪  ‬صلى هللا عليه وآله لعقبة بن أبي معيط ‪ :‬إنما أنت يهودي من أهل صفورية‪.‬‬

‫وأود‪ 5‬أن ألفت نظر القارئ العزيز‪ 5‬بأن الكلمات المحصورة بين قوسين ليست من أصل الكتاب‪،‬‬
‫والسالم عليكم‪.‬‬

‫نجاح الطائي‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪ )1‬السيرة الحلبية ‪ ،‬الحلبي الشافعي‪ ، 186 /2  5‬وقال‪ 5‬النبي صلى هللا عليه وآله ‪ ‬عن أهل البيت عليهم‬
‫السالم ‪ ‬ال يحبهم إال سعيد الجد طيب المولد‪ ،‬وال يبغضهم‪ 5‬إال شقي الجد رديء الوالدة * مقتل الحسين‪،‬‬
‫الخوارزمي‪2/16 5‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪13‬‬
‫كتاب مثالب العرب‬
‫قال أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي‪ :‬أنبأنا أبو حرب عن أبيه عن أبي صالح‪ ،‬قال‪ :‬كان‬
‫في قريش أربعة نفر يتحاكمون إليهم ‪ ،‬ويُقبَل قولهم‪ ،‬ويحكمون في الناس بين المهاجرين‪ ،‬عقيل بن أبي‬
‫طالب ومخرمة بن نوفل وأبو جهل وحذيفة العدوي‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫قال أبو صالح ‪ ،‬قال ابن عباس‪ :‬كان أبو بكر بن أبي قحافة وعقيل بن أبي طالب أعلم الناس‬
‫بقريش‪ ،‬وكان أبو بكر يعرف محاسنها‪ ،‬وكان عقيل يعرف‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬عقيل‪ :‬أعلم قريش باألنساب أسلم قبل سنة ثمان وشهد غزوة مؤتة من أرض البلقاء ‪ ،‬وذكر أن‬
‫العباس وعقيالً ونوفالً أمروا بالرجوع‪ 5‬إلى مكة من المدينة ليقوموا بالسقاية والرياسة والرفادة ( أي تشتري‬
‫طعاما ً وزبيبا ً للحاج) التي كانت لبني هاشم‪ ،‬وكان عارفا ً بأنساب العرب لذلك قال له علي عليه السالم‪  ‬بعد‬
‫وفاة فاطمة عليها السالم ائتني بامرأة ولدتها‪ 5‬الفحول من العرب‪ .‬قال المجدي‪ :‬وكان عقيل ناسباً* المجدي‬
‫في األنساب‪.8‬‬
‫ً‬
‫وقال ابن أبي الحديد‪ :‬كان أنسب قريش وأعلمهم بأيامها‪ 5‬وكان مبغضا إليهم ألنه يعد مساوئهم * شرح‬
‫النهج ‪11/251‬‬
‫وقال عقيل عن الضحاك بن قيس الفهري في مجلس معاوية ‪ :‬الحمد هلل الذي رفع الخسيسة وتمم‬
‫النقيصة ‪ ،‬هذا الذي كان أبوه يخصي‪ 5‬بُهمنا ( جمع بهيم وهو الفرس) األبطح‪ ،‬لقد كان بخصائصها‪ 5‬رفيقا‬
‫ً‪.‬فقال الضحاك‪ :‬إني لعالم بمحاسن قريش وإن عقيالً لعالم بمساوئها‪ .‬ثم قال‪ :‬ومن هذا الشيخ؟‬
‫فقال( معاوية) أبو موسى األشعري‪ ،‬فقال( عقيل) ‪ :‬ابن المرّاقة لقد كانت أمه طيبة المرق‪ -  ‬معيّرا إياه‬
‫بانحراف أمه‪ * -‬تاريخ ابن عساكر ‪122-17/114‬‬
‫قال ابن األثير فيه‪ :‬كان سريع الجواب المسكت للخصم‪ ،‬وكان أعلم قريش‪ 5‬بالنسب وأعلمهم بأيامها‬
‫طرح له في مسجد رسول هللا‬ ‫بغضا ً إليهم‪ ،‬ألنه كان يع ّد مساويهم‪ 5.‬وكانت له ِطنفِسة ( بساط) تُ َ‬ ‫ولكنه كان ُم ِ‬
‫صلى هللا عليه وآله‪ ،‬ويجتمع الناس إليه في علم النسب وأيام العرب ‪.‬وكان يُكثر ذكر مثالب قريش‪ ،‬فعادوه‬
‫لذلك* أسد الغابة ‪64 /4‬‬
‫‪ ‬‬

‫مساويها‪ 5،‬وكان عقيل أعرف الناس من بين القوم‪ ،‬وذلك إن أبا بكر كان يع ّد محاسن الرجلين‪  ‬فأيهما‬
‫كان أكثر محاسن فضّله ‪ ،‬وكان عقيل يع ّد المساوئ‪ 5،‬فمن كان أكثر مساوئ حكم عليه ودرسه فقد أظهر‬
‫من المساوئ ما لم يعرفه الناس‪.‬‬
‫(عن ) هشام عن سفيان بن عيينة‪  ‬عن محمد بن قيس األسدي‪ ،‬قال‪ :‬سُئل علي بن أبي طالب عليه‬
‫السالم عن بني هاشم فقال‪ :‬أطيب الناس نفسا ً عند الموت‪ ،‬وذكر كريم األخالق‪ ،‬وسُئل عن بني أمية‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫أش ّدنا حجزاً (‪ )1‬وأدركنا للمنون (‪ )2‬إذا طلبوا‪.‬‬
‫وسُئل عن بني المغيرة من مخزوم‪ 5‬فقال‪ :‬أولئك ريحانة قريش‪ 5‬التي تش ّمها‪،‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬كناية عن الصبر يقال هو شديد الحُجزة‪ ،‬أقرب الموارد ‪1/166‬‬
‫(‪ )2‬أي حوادث الدهر ‪ ،‬قال أبو ذويب‪ :‬أمن المنون وريبه تتوجع* لسان العرب ‪13/416‬‬
‫وهذه الرواية واضح عليها الكذب ‪ :‬إذ نزلت في بني أمية وبني المغيرة قوله تعالى‪ { :‬الم …} إلى‬
‫قوله ‪ ‬تعالى { الذين بدلوا نعمت هللا كفراً} هما األفجران من قريش‪ :‬بنو المغيرة وبنو‪ 5‬أمية* كنز العمال‬
‫‪ ،1/444‬ح ‪ ،4452‬ونزلت في بني أمية قوله تعالى { الشجرة الملعونة في القرآن} * سورة اإلسراء‪،60‬‬
‫تفسير اآلية في الدر المنثور‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪14‬‬
‫وسُئل عن بطن آخر كنّى عنهم سفيان فقال‪ :‬هم بني تميم ومن بقي من قريش‪ ( .‬قال ) هشام ‪ :‬و ُح ّد ُ‬
‫ثت‬
‫عن عمر بن الخطاب أنه قال‪ :‬تعلّموا من األنساب ما تواصلون‪ ،‬فوالذي‪ 5‬نفسي بيده‪ ،‬لو قيل ال يخرج من‬
‫هذا الباب إال من سلم من أقوال الناس‪ ،‬لق ّل من يخرج‪ ،‬فقال الحرث بن حاطب الجمحي‪ :‬كال يا أمير‬
‫المؤمنين إذن وهللا يخرج أنا وأنت منه‪.‬فقال عمر‪ :‬أويؤخذ بثوبك فيقال اجلس يا جار أبناء لؤي(‪ ( )1‬قال)‬
‫هشام‪ :‬كعب بن لؤي وعامر بن لؤي وهما الصريحان (‪ )2‬اللذان ال يشك في عقبهما‪ ،‬وسامة بن لؤي وعوف‬
‫بن لؤي وسعد‪ 5‬بن لؤي وخزيمة بن لؤي والحرث بن لؤي‪.‬‬
‫فأما الحرث بن لؤي فدارهم‪ 5‬اليمامة ‪ ،‬وكانوا حلفاء لح يمن عنزة من ربيعة يقال لهم بنو هزان‪ ،‬فهم‬
‫الذين يقال لهم بنو جشم بن لؤي‪ ،‬وكان جشم عبداً للؤي حضن الحرث بن لؤي فغلب عليه ‪ ،‬فلذلك يقول‬
‫جرير‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫لفرع الزواني من لؤي بن غالب‬ ‫بني جشم لستم له ّزان فأنتموا‬
‫وال في شكيس بئس ح ّي الغرائب‬ ‫وال تنكحوا في آل ضوء بناتِكم‬
‫وأما خزيمة بن لؤي فهم عائذة رهط مغاس الشاعر وهم حلفاء لبني شيبان ثم لبني الحرث بن ه ّمام‪.‬‬
‫وأما سعد بن لؤي فهم في غطفان‪ ،‬منهم بنو مرة بن عوف‪ ،‬وهم أشراف قيس‪ ،‬وقد‪ 5‬جاءت هذه القبائل‬
‫من بني لؤي إلى عمر بن الخطاب فسألوه أن يلحقهم بقريش‪ ،‬فأبى ودعا بني مرة ابن عوف ليلحقهم‬
‫بقريش‪ ،‬فأبت بنو مرّة‪.‬‬
‫‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪ )1‬أي أص ّر على أقواله واتهمه في نسبه‬
‫(‪ )2‬الصريح‪ :‬الرجل الخالص النسب والجمع الصرحاء * لسان العرب ‪2/509‬‬
‫(‪ )3‬الزواني‪ 5‬جمع زانية* أقرب الموارد‪  1/477‬‬
‫‪ ‬‬

‫ثم أتوا عثمان بن عفان فألحقهم‪ ،‬فلما قُتل عثمان رجعوا إلى قومهم فقال الشاعر في ذلك‪:‬‬
‫ضرب التجوبي ضربة ‪            ‬ردت بنانة في بني شيبان‬
‫التجوبي‪  5‬كنانة بن بشر بن نجيب من السكون الذي ضرب عثمان بالعامود‪ 5‬على جبهته‪.‬‬
‫قال‪ :‬وجاءت بنو سامة بن لؤي إلى علي عليه السالم أو رجل منهم فانتسب إلى قريش‪ ،‬فأبى ذلك علي‬
‫عليه السالم وأنكره‪ ،‬وقال‪ :‬إن سامة لم يولد له‪ ،‬وكانت عنده امرأة من جهينة‪ ،‬فوثب عليها عبد له أسود‪،‬‬
‫فإن يكن للمرأة نسل فمن العبد األسود‪5.‬‬
‫ً‬
‫فغضب الرجل وخرج إلى رهطه فأخبرهم ‪ ،‬فكتبوا إلى الحرث بن راشد السامي ‪ ،‬فخالف‪ 5‬عليا عليه‬
‫السالم وكان من أمره ما كان ‪ ،‬حتى اشتراهم‪ 5‬مصقلة بن هبيرة‪.‬‬
‫قال هشام‪ :‬فح ّدثني سفيان عن عمار الدهني عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني‪ ،‬أن عليا عليه‬
‫السالم سبى بني ناجية‪ ،‬فأسلموا‪ 5‬ثم ارتدوا ورجعوا إلى النصرانية ‪ ،‬فقتل منهم مقاتلتهم وسبى ذراريهم ‪،‬‬
‫وباعهم من مصقلة بن هبيرة الشيباني‪ 5‬بمائة ألف درهم‪،‬فأعطاه منها خمسين ألفا ً ‪ ،‬وبقيت خمسون ألفاً‪،‬‬
‫فأعتقهم مصقلة ولحق بمعاوية ‪ ،‬فأجاز عليه عتقهم‪.‬‬
‫قال عمار وكانت الخوارج تقول سبى علي ِ عليه السالم المسلمين‪ .‬فلم يكن أحد أدرك ذلك غير أبي‬
‫ب علي عليه السالم مسلماً‪.‬قال هشام ‪ :‬وبنو سامة ح ّي فيهم أشراف ‪ ،‬ولهم حدب(‪ )1‬على‬ ‫الطفيل فقال‪ :‬لم يس ِ‬
‫العشيرة‪ ،‬وال يزال في طرف من األطراف منهم شريف‪ ،‬وكان أبو سارة األعور بناحية فارس قد غلب‬
‫عليها ‪ ،‬وكان سخيا ً قدم عليه سلمة بن عباد بن منصور‪ 5‬السامي ‪ ،‬فأعطاه ماالً‬
‫‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪ )1‬حدب‪ :‬أي عطف على العشيرة ‪ ،‬أقرب الموارد ‪1/22‬‬
‫‪ ‬‬

‫ووهب له مسحجا ً المغني‪  ‬غالمه ‪.‬‬


‫وكان منهم بخراسان جهم بن مسعود جد يحيى ‪ ،‬وولى طخارستان فلما وقفت الفتنة كان يموّن‬
‫عُشيرته ويُجري‪ 5‬عليهم اإلنزال‪.‬وأخوه عثمان بن مسعود ولي مرو وكان سخيا شريفا‪ ،‬قال‪ :‬وسعد ابن لؤي‬
‫‪15‬‬
‫وهم بنانة فكان منهم ثابت البناني الفقيه الناسك‪ ،‬ويقال‪ :‬إنه مولى ليس من أنفسهم‪ ،‬قال‪ :‬وبنو خزيمة بن‬
‫لؤي وهم عائذة ‪ ،‬فكان منهم مفاس العائذي الشاعر ومنهم محيص بن ثعلبة ذهب برأي الحسين عليه‬
‫السالم إلى يزيد بن معاوية ‪ ،‬ومنهم‪ 5‬علي بن مسهر قاضي‪ 5‬الموصل‪.‬‬
‫قال‪ :‬هشام‪  ‬لما ذهب محيص برأس الحسين عليه السالم وعياله‪ ،‬ووقف‪ 5‬على الباب ‪ ،‬فقال‪ :‬أعلموا‬
‫أمير المؤمنين يزيد أنّا قد جئناه باللئام الفجرة ‪ ،‬فقال يزيد‪ :‬ما ولدت أم محيص أألم وأفجر‪5.‬‬
‫قال‪ :‬والحرث بن لؤي وهم جشم‪ ،‬فكان منهم عباد الخطيم‪ ،‬وكان مع عايشة يوم الجمل‪ ،‬فس ّمى الخطيم‬
‫ألنه ضُرب على خطمه بالسيف‪ ،‬وكان منهم بخراسان حاجب بن عمر جد يحيى بن نصر بن حاجب‬
‫قاضيا ً ‪ ،‬ثم ولى الكذاب عتاب العمال‪ ،‬وكان أخوه أسد بن حاجب يقول بهذه الحون (‪ ، )1‬وكان يعلّم جواري‬
‫نصر بن سيّار القرآن والكتابة ‪ ،‬وكتب إليه عمر بن عبد العزيز بعهده على هراة‪،‬فلم يقبل‪ ،‬فمات وهو‪ ‬‬
‫عنده‪.‬‬
‫قال هشام‪ :‬وكنت قريش في الدهر األول تقرُّ بنسب هؤالء القوم الذين استلحقهم عثمان بن عفان‬
‫ومعاوية ‪ ،‬وهم بنو سامة وبنو‪ 5‬الحرث وإخوتهم ‪.‬‬
‫‪ ‬قال‪ :‬وزعم الوليد بن هشام بن قحذم الثقفي أن الوليد بن خالد المخزومي‪ 5‬ح ّدثه‪ ،‬أن‬
‫‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪ )1‬الكلمة هكذا باألصل‬

‫‪ ‬‬
‫الحرث أحد بني قيس بن ثعلبة خرج من البصرة يريد هشام بن عبد الملك ‪ ‬في خالفته‪،‬فصحبه رجل‪ ‬‬
‫شيخ حسن السمت والهيئة فسأله من هو فأخبره أنه من قريش‪ ،‬فعظمه القيسي وبجّله وق ّدمه في المجلس‬
‫حتى قدم‪ 5‬الشام‪ ،‬فلما صار إلى الدخول على هشام سلّم عليه فقال له هشام ‪ :‬من أنت ؟ قال من قريش قال‬
‫(‪)1‬‬
‫من أي قريش‪ ،‬قال‪ :‬من بني سامة بن لؤي‪ ،‬قال هشام تلك قريش إستها‪.‬‬
‫ثم ذكر القيسي فسأله ‪ ،‬فانتسب‪ 5‬إليه وأخبره عن نفسه بشجاعته ونجدته‪ ،‬فأمر‪ 5‬له بدرع عتيقة مهتكة‪،‬‬
‫قد أكلها الصدى‪ ،‬ووصله‪ ،‬فلما انصرفا أقبل القيسي على االسمي‪ ،‬فقال له يا هذا قد رأيت تقديمي لك‬
‫وتعظيمي‪ 5‬إياك على نفسي‪ ،‬وقد‪ 5‬رأيت أمير المؤمنين أعلم الناس بي وببك‪ ،‬إنك أخبرته إنك من بني سامة‬
‫بن لؤي فقال‪ :‬تلك قريش إستها‪ ،‬وأخبرته بنسبي‪ 5‬فأمر لي بدرع وصلة‪.‬‬
‫قال هشام‪ :‬وأخبرني الوليد قال‪ :‬أخبرني فرياد‪ 5‬بن عبد هللا بن مع ّمر‪ ،‬إن عباد بن منصور‪ 5‬السامي كان‬
‫شجاعا ً مهيبا ً حلواً يشبه أهل المدينة ‪ ،‬فبينما هو ذات يوم واقف بباب أبي جعفر‪ ،‬إذ نظر إليه فأعجبه‪ ،‬فدنا‬
‫منه فسأله من هو ؟ قال‪ :‬من قريش‪ ،‬قال أمن بني هاشم؟قال‪ 5:‬ال ‪ .‬قال‪ :‬أفمن بني أمية؟ قال‪ :‬ال‪ .‬قال‪ :‬فمن‬
‫أنت؟ قال من بني سامة بن لؤي‪ ،‬قال ‪ :‬أولئك قريش‪ 5‬الحاحكين‪ ،‬وهذه اللفظة فارسية تضربها الفرس‪،‬‬
‫وتعني بها السفلة‪ ،‬وكان يضحك إذا ذكر هذا الحديث‪.‬‬
‫قال‪ :‬هشام‪ :‬وقريش ال تزوجهم‪،‬‬
‫‪ ‬قال أبو الشمقمق يعيّر بعضهم‪5:‬‬
‫‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫(‪ )1‬ولد الحارث بن سامة لؤيا وعبيدة وربيعة وسعدا‪ 5‬وأمهم سلمى من بني فهر وعبد البيت وأمه‬
‫ناجية‪ ،‬خلف عليها بعد أبيها نكاح مقت فهم الذين قتلهم علي بن أبي طالب عليه السالم‪ ،‬جمهرة النسب‪،‬‬
‫هشام الكلبي ص ‪114‬‬

‫‪ ‬‬
‫تزوّجوا من قريش‬ ‫إن كنتم من قريش‪5‬‬
‫(‪)1‬‬
‫قال‪  ‬هشام ( بن الكلبي) ‪ :‬وقال رجل من جرم لمعاوية بن أبي سفيان حين أدخل بني ناجية‬
‫(‪)2‬‬
‫‪          ‬عجوز بعد ما بلى السالم‬ ‫زعمتم أن ناجية بنت جرم‬
‫(‪)3‬‬
‫‪          ‬فإن الحلي لألنثى تمام‬ ‫فإن كانت كذلك فقرطقوها‪5‬‬

‫‪16‬‬
‫قال هشام‪ :‬وكان من حديث سامة بن لؤي أنه جلس وكعب بن لؤي على شراب لهما‪ ،‬ففقأ سامة إحدى‬
‫عيني كعب‪ ،‬فخرج هاربا ً فأتى أسياف البحر فتزوج ناجية بنت جرم بن زبان بن حلوان بن عمران بن‬
‫ألحاف بن قضاعة‪ ،‬فولده منها ينسبون إلى ناجية‪ .‬قال ( هشام بن الكلبي) ‪ :‬وح ّدثني‪ 5‬غير واحد عن علي بن‬
‫أبي طالب عليه السالم أنه قال أما سامة فخف‪ ،‬وأما العقب فليس له‪ ،‬هؤالء بنو ناجية بن جرم بن زبان‪،‬‬
‫قال‪ :‬وخرج سامة على بعير له بناحية ع ّمان‪ ،‬وقد أرخى رأس بعيره ‪ ،‬فوقع البعير على حشيشة تحتها‬
‫أفعى فنهشت األفعى البعير فقتلته ‪ ،‬فقال الشاعر‪:‬‬
‫علقت ما بسامة العالقه‬ ‫عيني بكى لسامة بن لؤي‬
‫حملت حتفه إليه ناقه‬ ‫عين من ذا لسامة بن لؤي‬
‫كاس صدق ولم تكن مهراقه‬ ‫رب كاس هرقتها ابن لؤي‬
‫‪  ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪   )1‬أي أدخلهم في قريش‬
‫(‪   )2‬وهي ناجية‪  ‬بنت جرم بن ربان أم بني سامة بن لؤي بن غالب بن فهر وقيل هي أم غالب بن‬
‫سامة‪ ،‬إكمال الكمال‪ ،‬ابن ماكوال‪ ،4/113‬السالم‪ :‬ذكر محمد بن يزيد أن السالم في لغة العرب أربعة‬
‫أشياء‪ :‬فمنها سلّمت‪  ‬سالما مصدر سلّمت‪ ،‬ومنها السالم جمع سالمة‪ ،‬ومنها السال ُم اسم من أسماء هللا‬
‫تعالى‪ ،‬ومنها السالم شجر‪ ،‬لسان العرب‪ 292-12/289‬والمراد هنا شجر‬
‫(‪   )3‬في حديث منصور ‪ :‬جاء الغالم وعليه قرطق أبيض أي قباء‪ ،‬لسان العرب ‪ ،10/323‬فالشاعر‪5‬‬
‫يطلب أن يستروها‪ 5‬وهو كناية عن نسبهم غير القرشي‬
‫‪ ‬‬

‫بعد حد وحدة مشتاقه‬ ‫وخروس‪ 5‬الرمي تركت رديا‬


‫قال هشام ‪ :‬وقال سامة بن لؤي بعدما نزل عمان ‪:‬‬
‫إن نفسي إليهما مشتاقه‬ ‫أبلغا عامراً وكعبا ً رسوالً‪5‬‬
‫قال ( هشام) فقريش البطاح كعب بن لؤي‪ ،‬وعامر بن لؤي‪ ،‬وقريش الظواهر‪ 5‬بنو تيم بن غالب‪ ،‬وبنو‪5‬‬
‫محارب بن فهر‪ ،‬فأخرجت قريش البطاح قريش الظواهر‪ ،‬وأخرجت قريش الظواهر‪ 5‬كنانة عن الحرم‪،‬‬
‫وأخرجت كنانة أسداً‪ ،‬وأخرجت أسد تيما ً عن الحرم ‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫باب األدعياء‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ‬من قريش ‪ ‬قيس بن مخرمة بن المطلب دع ّي يقال ‪ :‬إن أصله من يهود خيبر ‪ ( ،‬عن ) هشام عن‬
‫أبي مخنف عن الشعبي قال‪ :‬كان أبو عبد هللا الجدلي عبداً لألزد ثم لحق بعدوان بن عمرو بن قيس عيالن‬
‫وهم جديلة‪ ،‬فاستلحقه آل عامر ابن الضرب‪ ،‬فتخاصمت فيه األزد وعدوان إلى عمر بن الخطاب‪ ،‬فقال له‬
‫عمر‪ :‬ممن أنت ؟ قال‪ :‬من عدوان‪ ،‬فقال لعدوان‪ :‬ما تقولون؟ فقالوا من أوسطنا فقضى به لعدوان‪.‬‬
‫حتى إذا كان زمن عثمان في آخر زمانه قعد للناس‪ ،‬فقال‪ :‬من نالته مظلمة فليقم‪ ،‬فقام أبو عبد هللا‬
‫الجدلي فقال‪ :‬يا عثمان حبست طعامي‪ 5‬محبس الحمامة في حوصلتها‪ ،‬فقال عثمان‪ :‬ما أنت وذاك ال أم لك يا‬
‫عبد خريبة‪ ،‬ألم تأتني ‪ ‬قومك‪5‬‬
‫‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪ )1‬وهو جد حكيم بن قيس بن مخرمة* التاريخ الكبير‪ ،‬البخاري‪ ،172 /5 5‬تهذيب الكمال ‪،56 /15‬‬
‫ويسار جد محمد بن اسحق صاحب السيرة مولى قيس بن مخرمة * فتوح البلدان ‪ ،302‬وهو أحد المؤلفة‬
‫قلوبهم * أسد الغابة ‪445 /4‬‬

‫‪ ‬‬
‫فتزعم أنك عبد‪ ،‬فقلت‪ :‬أرى جلدة عربية‪ ،‬وهذا ابن عمر خير من عندي فأتحفتك في ألفين‪ ،‬وزوجتك‪5‬‬
‫امرأة عربية من قومك‪ ،‬فلم تحفظ ولم تشكر قم ال أم لك‪ ،‬قال الشعبي‪ :‬وكان عثمان غضبا ً سباً‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫(عن) هشام عن أبيه قال الحكم بن عوانة مولى كلب ادعى فيهم‪ 5‬صبياً‪ ،‬وشرف‪ 5‬بعد ونال حظا ً ‪ ،‬وم ّر‬
‫الحكم بمسجد‪ 5‬في واسط‪ 5‬وذو الرمة ينشد‪ ،‬فقال‪ :‬من هذا؟ ‪ ،‬فقالوا‪ :‬غيالن‪ ،‬قال‪ :‬ومن غيالن؟ قالوا‪ :‬ذو‬
‫الرمة ينشد‪ ،‬قال‪ :‬أو المسجد موضع‪ 5‬شعر فبلغ ذلك ذو الرمة فقال يهجوه‪:‬‬
‫إلى حكم من غير حبّ وال قرب‬ ‫وأنـى لمهـد باقـرات أبثـها‬
‫ً‬
‫جميـعا ولكـن ال أخالك من كـلب‬ ‫فلو كنت من كلب سليما ً لقرّبوا‬
‫كما لصـقت غيـر الثليـمة بالعقب‬ ‫ولكنني‪ 5‬أنبئت أنـك ملصـق‬
‫(‪)1‬‬
‫بمنزلة السنور من ولد الضب‬ ‫وجدتك‪ 5‬من كلب إذا ما نسبتها‬
‫وهؤالء هراسة بن عمرو الطائي وشبرة بن سلم الجدلي‪ ،‬وكان خياطا ً بالكوفة‪ ،‬وادعته جديلة قيس‬
‫وأبو السمحاء البجلي‪ ،‬فإنه تسمى على اسم أمه وعمر بن ناشرة األسدي‪ ،‬فأما هراسة فكان غالما ً تابعا ً‬
‫لهراسة بن عمرو الطائي فانتمة إليه ‪ ،‬وأما ابن ناشرة فكان مملوكا ً البن ناشرة اعتقه فسمي على اسمه‪،‬‬
‫فقال أعشى همدان في هراسه وكان غالما ً من أبناء الدهاقين‪:‬‬
‫لم تجنى من ثمر األراك بريرا‬ ‫كم خالة لك يا هراس وعمة‬
‫قـطع النهـار تـأوهـا ً وصـفيـرا‬ ‫فإذا دنا للزرع يوم حصـاده‬
‫فبلغ ذلك هراسة فقال ‪ :‬نرى المشان وهللا أحب إلي من بريرهم الخبيث‪،‬‬
‫وقال األعشى لشجرة ‪:‬‬
‫‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪ )1‬الهر‪ ،‬وجمعه سنانير*‪ 5‬لسان العرب‪381 /4 ،‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬تع ّد إذ ع ّد الفـوارس من مضـر‬ ‫‪ ‬قد كنت خياطا ً فأصبحت‪ 5‬فارسا ً‬


‫يبين لك الجرح القديم الذي دش‬ ‫فإن كنت تابها ً ما أقول فقل كذا‬
‫وما ذاك إال كسبك الدون باإلبر‬ ‫وأصبعك‪ 5‬الوسطى عليك شهيدة‬
‫قال ( هشام بن الكلبي) وكان ع ّمار بن ياسر مولى ألبي حذيفة بن المغيرة بن عبد هللا بن عمر بن‬
‫مخزوم ‪ ،‬وأمه سمية أمة لهم‪ ،‬وابنه محمد بن عمار اتّهمه المختار بن أبي عبيدة بامرأته أم ثابت بنت‬
‫سمرة بن جندب الفزاري فقتله‪ ،‬وكانت تحت عمار بنت سعيد بن حريث أخي عمرو بن حريث‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫باب الزناة‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫(‪)1‬‬
‫من قريش( عن ) هشام عن أبيه قال‪ :‬ممن شهر بالزنا من قريش‪ 5‬أمية بن عبد شمس ‪ ،‬وأبو سفيان‬
‫بن حرب(‪ )2‬وعبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص أخو مروان (‪ ، )3‬وولده بالشام وعبد الرحمن بن أبي‬
‫بكر الصديق‪ ،‬وولده‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫(‪ )1‬روى‪ 5‬ابن أبي الحديد المعتزلي قائال ‪ :‬وكان أمية عاهرا ضعيف النفس‪.‬وقال وهب بن عبد مناف‬
‫بن زهرة جد النبي صلى هللا عليه وآله ألمية‪:‬‬
‫ال يـكســبنـك‪ 5‬يــوم شـــره ذكــر‬ ‫‪      ‬مهالً ( أم ّي) فإن البغي مهلكة‬
‫يصب في الكأس منه الصبر والمقر‬ ‫‪      ‬تبدو كواكبه والشـمس طالعـة‬
‫·‪        ‬شرح نهج البالغة ‪456 /3‬‬
‫‪     ‬وقال نفيل بن عبد العزى لحرب بن أمية في عدواته لعبد المطلب‪:‬‬
‫وذاد الفيل عن بلد حرام‬ ‫‪        ‬أبوك معاه ٌر وأبوه ٌّ‬
‫عف‬
‫‪     ‬ذلك أن معاوية كان يعرض المراة من بني زهرة فضربه رجل منهم بالسيف‪ ،‬وأراد بنو أمية‬
‫ومن تابعهم إخراج زهرة من مكة‪ ،‬فقام دونهم قيس بن عدي السهمي‪ ،‬النزاع والتخاصم وجمهرة ابن حزم‬
‫‪ ، 165‬شرح النهج ‪465 /2‬‬
‫‪18‬‬
‫وكانت أفعال أمية قريبة من أفعال العبيد ‪ ،‬وبعيدة عن أعمال وصفات األحرار ‪ ،‬ذكر ابن أبي الحديد ‪:‬‬
‫لما نافر عبد المطلب أمية‪  ‬ونفره أراد‪  ‬أن يجز ناصية أمية‪ ،‬ولكن أمية افتدى جز ناصيته بأن يكون‬
‫عبداً لعبد المطلب عشر سنين‪ ،‬شرح النهج ‪ ،466 /3‬وكان سعيد بن عبد الملك من الزناة المشهورين‪،‬‬
‫النزاع‪  ‬والتخاصم‪ ،‬المقريزي‪36 5‬‬
‫(‪ )2‬لعن رسول هللا صلى هللا عليه وآله أبا سفيان في سبعة مواطن* نهج البالغة ‪ ،290 /6‬وص ّرح‪5‬‬
‫أبو سفيان بكفره في أواخر‪  ‬حياته قائالً ‪ :‬إنما هو الملك وما أدري جنة وال نار* النزاع‪  ‬والتخاصم‪،‬‬
‫المقريزي‪ ،56‬األغاني ‪ ، 356-351 /6‬شرح نهج البالغة ‪ ،‬المعتزلي ‪ ،53 /9‬وكان كهفا ً للمنافقين *‬
‫األغاني ‪ ،522 /6‬تاريخ اليعقوبي‪ ،218 /25‬النزاع والتخاصم‪ ،56‬وقال عبد الرحمن بن الحكم لمعاوية في‬
‫قضية زياد بن أبيه‪:‬‬
‫وترضى‪ 5‬أن يقال أبوك زان‪ ‬‬ ‫‪         ‬أتغضب أن يقال أبوك ٌ‬
‫عف‪ ‬‬

‫‪ ‬تاريخ ابن عساكر ‪240 /14‬‬


‫(‪ )3‬كان عبد الرحمن بن الحكم متّهما ً بنساء إخوته ‪ ،‬فقال معاوية بن أبي سفيان واصفا ً فرسا ً ليسمعه‪:‬‬
‫ال يطّلع على الكنائن * جمع كنّة امرأة االبن أو األخ وقال معاوية له أيضا ً ‪ :‬أراك تعجب بالشعر‪ ،‬فإن‬
‫فعلت فإياك والتشبيب‪ 5‬بالنساء ‪ ،‬فإنه تع ّر به الشريفة وترمى‪ 5‬به العفيفة‪ ،‬وتقر على نفسك بالفضيحة‬
‫وأرسل عبد الرحمن أخاه مروان ليخطب له إلى رجل شريف‪ ،‬فتزوج‪ 5‬مروان وترك‪ 5‬أخاه فكان يشبّب‬
‫بنسائه‪ ،‬فوجهت إليه امرأة مروان فقالت‪ :‬أما تستحي وأنا أختك من الرضاعة؟ فقال‪:‬‬
‫من األمر ما ال يفعل اإلخوان ‪ ‬‬ ‫‪    ‬دعتني أخاها بعدما كان بيننا‪ ‬‬

‫وقلـص عـن أنيـابها الشــفتان‪ ‬‬ ‫‪    ‬تقول وقد جرّدتها من ثيـابها‪ ‬‬

‫‪ ‬ومنزوعة من ضهرك العضدان ‪ ‬‬ ‫‪     ‬تعلم يقينا ً أن مروان قاتلي‪ ‬‬

‫* تاريخ ابن عساكر ‪242 /14‬‬


‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫بالمدينة وعبد الرحمن بن عمر بن الخطاب‪ ،‬وأبو شجرة ال عقب له وعتبة بن أبي سفيان بن حرب ‪،‬‬
‫وولده بالمدينة والبصرة وعقبه بن أبي معيط وسعد بن هشام بن عبد الملك وولده بالشام وإبراهيم‪  ‬بن‬
‫محمد بن سعد بن المغيرة المخزومي‪5.‬‬
‫ومن أشراف العرب ( عن ) هشام عن أبيه قال ممن شهر في الزنا من أشراف العرب امرؤ القيس بن‬
‫حجر الكندي الشاعر الشهير‪ ،‬وعامر بن طفيل الجعفري‪ ،‬ومغيرة بن شعبة الثقفي(‪  )1‬وحكحكة بن قيس‬
‫الفرازي‪ ،‬ومالك (‪ )2‬وعتبة ابنا أسماء بن خارجة الفرازي وأبو محجن الثقفي واألحوص بن محمد الشاعر‬
‫األنصاري‪ 5‬وسعيد بن أسلم بن زرعة ‪ ‬الكالبي وخوات بن جبير األوسي(‪ )3‬في الجاهلية ‪ ‬وعبد‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪ )1‬اشتهر المغيرة‪  ‬بالزنا فقد زنا في البصرة وحضر الشهود األربعة إلى المدينة للشهادة وأحدهم‬
‫زياد بن أبيه‪ ،‬فشهد ثالثة وبقي زياد فقال عمر له‪:‬إني أرى رجالً ال يخزي هللا على لسانه رجالً من‬
‫المهاجرين ‪ ،‬ثم سأله‪ ،‬فقال ( عمر) ‪ :‬أرأيته يدخله ويولجه كالميل في المكحلة؟ فقال‪ :‬ال ( المستدرك‪،‬‬
‫الحاكم ‪ )448 /3‬ولما كان المغيرة واليا ً على الكوفة سأل رجالً ال يعرفه عن رأيه في المغيرة فقال‪ :‬أعور‬
‫زناء ( األغاني‪ ،‬أبو الفرج األصفهاني ‪ )138 /15‬طبعة سامي‬
‫(‪ )2‬روى‪ 5‬عن أبيه * أسد الغابة ‪ ،349 /3‬وذكره ابن حبان في الثقات بينما ذكر أبو الفرج األصفهاني‬
‫أنه تولى أصبهان للحجاج‪ ،‬وكان الحجاج تزوّج أخته * لسان‪  ‬الميزان‪ ،‬ابن حجر العسقالني ‪5/5‬‬
‫(‪ )3‬خوات بن جبير األنصاري شهد بدراً مع النبي صلى هللا عليه وآله قاله ابن عيينة * التاريخ‬
‫الكبير ‪ ،‬البخاري‪ ،216 /2 ،‬وقال محمد بن اسحق لم يشهد بدراً ولكن رسول هللا صلى هللا عليه وآله‬
‫ضرب له بسهمه مع أصحاب بدر‪ ،‬وهو صاحب قصة ذات التحيين وهي امرأة من بني تيم هللا كانت تبيع‬
‫السمن في الجاهلية ‪ ،،‬وتضرب العرب المثل بها فتقول‪ :‬أشغل من ذات النحيين* أسد الغابة ‪ ،126 /2‬فأتى‬
‫‪19‬‬
‫خوات‪  ‬يبتاع منها سمنا ً ‪ ،‬فساومها ‪ ،‬فحلّت نحيا ً ( زقا) مملوءا‪ ،‬فقال‪ :‬امسكيه حتى أنظر غيره ‪ ،‬ثم ح ّل‬
‫آخر وقال لها ‪ :‬امسكيه ‪ ،‬فلما شغل يدها ساورها حتى قضى ما أراد وهرب ‪ ،‬وقال في ذلك شعراً انظره‬
‫في جمهرة األمثال ‪ ،322 /2‬لسان العرب ‪ ،311 /15‬سير أعالم النبالء ‪330 /2‬‬
‫‪ ‬‬

‫الرحمن بن محمد بن األشعث ‪ ،‬وخالد بن عتاب بن ورقاء التميمي (‪ ، )1‬وعكرمة بن ربعي(‪ )2‬من تيم‬
‫هللا ثعلبة ‪ ،‬وحوشب بن يزيد السامي( ‪ ، )3‬والفرزدق‪ 5‬بن غالب الشاعر‪.‬‬
‫قال هشام‪ :‬م ّر حكحكة بن قيس في بالد ط ّي فوقع على أمة لبعضهم فحملت فولدت غالما ً فسمته ثوابا ً‬
‫وبه يكنى حكحكة‪ ،‬ثم إنه اشتراه بعد ‪ ،‬فعقبه اليوم من ولد ثواب‪.‬‬
‫قال هشام‪ :‬وليس في العرب أكثر من قيس عيالن في الزنا ‪ ،‬بعدهم تغلب‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪  ‬‬
‫(‪ )1‬خالد التميمي كان أميراً على الري من قبل الحجاج ‪ ،‬فخافه فهرب إلى دمشق واستجار‪ 5‬بعبد الملك‬
‫بن مروان فأجاره‪ ،‬وكانت أمه أم ولد‪ ،‬فكتب إليه الحجاج يلخن( أي يشتم كأن يقول يا دنيء األصل‪ ،‬ويا‬
‫لئيم األم) ‪ ،‬فكتب إلى الحجاج ‪ :‬يا بن اللخناء المستفرمة بعجم زبيب الطائف حين فررت أنت وأبوك يوم‬
‫الحرة على جمل ثقال‪ ،‬أيكما كان أمام صاحبه؟ * تاريخ ابن عساكر ‪379-378 /7‬‬
‫(‪ )2‬قدم على عبد الملك بن مروان هاربا ً من الحجاج أيضا ُ‪  ‬فأمنه ‪ ،‬ثم قتله خيل الحجاج‪  ‬في بعض‬
‫سكك المربد* تاريخ ابن عساكر ‪379-7/387‬‬
‫(‪ )3‬حوشب بن يزيد وهو من رؤوس جيش مصعب بن الزبير الذين حاربوا المختار*‪ 5‬تاريخ الطبري‬
‫‪ ،568 /4‬ثم أصبح عامالً للحجاج على الكوفة* تاريخ الطبري ‪186 /5‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫باب‪  ‬البغائين والمخنثين‬


‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫( عن ) هشام عن أبيه قال‪ :‬كان ممن يلعب به ويتخنث عبد هللا أبو طلحة بن عبد هللا بن عثمان بن‬
‫عمرو بن كعب‪ ،‬وولده بالمدينة( و) والكوفة‪ ،‬وعفان بن أبي العاص بن أمية (‪ ، )1‬ومسافع بن طلحة بن أبي‬
‫طلحة من بني عبد الدار بن قصي‪ ،‬قُتل يوم أحد كافراً ‪ ،‬وولده بمكة‪ ،‬وجعفر بن رفاعة العائذي من بني‬
‫مخزوم ‪ ،‬وولده بمكة‪ ،‬والعيص بن وائل السهمي عم عمرو بن العاص‪ ،‬مات ال عقب له‪ ،‬والعالء بن وهب‬
‫السهمي‪ ،‬وأبو عليط بن عتبة بن أبي لهب‪ ،‬وولده بمكة‪ ،‬ومحمد‪ 5‬بن أبي حبيب من أمية بن خلف الجمحي ال‬
‫عقب له‪ ،‬وخالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية (‪ )2‬ولده بمكال بالبصرة وصله‪ ،‬وأخوه كلب ابن‪  ‬أسيد‬
‫عامل النبي‪  ‬صلى هللا عليه وآله وسلم‪ 5‬على مكة‪ ،‬ومن ولده عتاب ظيالن الفاتك بالبصرة‪.‬‬
‫وفي‪ 5‬عفان بن أبي العاص يقول عبد الرحمن بن حنبل يعيّر عثمان بن عفان ‪،‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪ )1‬والد عثمان‬
‫(‪ )2‬مات قبل فتح مكة * أسد الغابة ‪90 /2‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫( ‪)1‬‬
‫وكان عثمان يضرب بالدف ‪:‬‬
‫إن الغراة وما يحوز المشرق‬ ‫زعم ابن عفان وليس بهازل‬
‫ذهبـا ً وتـلك مقـالة ال تـصـدق‪5‬‬ ‫خرج له من شاء فأعطى فضله‬
‫صفراء فالنهر العباب األزرق‪5‬‬ ‫أنّـى لـعفان ابيك سـبيكة‬
‫جـزعا ً تكـاد له النفـوس تطلـق‬ ‫وورثته دفـا ً وعود أركة‬

‫‪20‬‬
‫فتكـون دقـفا ً (‪ )2‬فتـاتكم‪ 5‬ال تعتق‬ ‫وبودنا لو كنت أنثى مثله‬
‫وقال حسان بن ثابت في أبي ربيعة يهجو هند بن عتبة ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫بأبيك وابنك ذي بدر‬ ‫ت يا برة مبادرة‬ ‫أقبل ِ‬
‫(‪)4‬‬
‫فتيان مكة غير ذي ستر‬ ‫وبعمك المستوه يعطي دبره‬
‫(‪)5‬‬
‫وزعمت قريش أن هشام بن المغيرة وابنه أبا جهل بن هشام كان يُلعب بهما وقال حسان بن ثابت‪:‬‬
‫شنعاء أرصدها لقوم وضع‬ ‫قد آن قول قصيدة مشهورة‬
‫وأخالها سـتقال إن لم تـقطع‬ ‫يصلى بها صدري وأحسن حوكها‬
‫(‪)6‬‬
‫تمشون‪  ‬مشي المومسات الجندع‬ ‫ذهبت قريش بالعالء وأنتم‬
‫‪ ‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬ال َّدف وال ُّدف الذي يضرب به النساء والجمع دفوف آلة طرب يُضرب بها* أقرب الموارد ‪/1‬‬
‫‪ ،30‬لسان العرب ‪106 /9‬‬
‫(‪ )2‬قال ابن األعرابي ‪ :‬ال ّدقف‪ :‬هيجان الدقفانة‪ ،‬وهو المخنث * لسان العرب ‪106 /9‬‬
‫(‪ )3‬معاوية بن أبي سفيان‪   ‬‬
‫(‪  )4‬شيبة بن ربيعة المقتول في معركة بدر‬
‫ُ‬
‫(‪ )5‬وهو طاغية قريش وزعيم بني مخزوم‪ ،‬قتل في معركة بدر‬
‫(‪ )6‬رجل جندعة‪ :‬ال خير فيه ‪ ،‬والجندع ‪ :‬جندب أسود له قرنان طويالن وكل جندب يؤكل إال‬
‫الجندع*لسان العرب ‪ ،60 /8‬أقرب الموارد ‪143 /1‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫وامشوا‪ 5‬على رحب الطريق‪ 5‬المهيع‬ ‫فضعوا‪ 5‬التجافي واسبقوا‪ 5‬استاهكم‬
‫وإلـى خناثكـم يشـار بإصـبع‬ ‫أنتم بقية قوم لوط (‪ )1‬فاعلـموا‬
‫فبآل أشجع فافخروا‪ 5‬بالمجمع‬ ‫وإذا قـريــش خلطـت أنســابها‬
‫قال ‪ :‬وكان يقظة بن مرة(‪ )2‬وقع على‪ …  ‬فولدت مخزوما وكانت‪  ‬أمة ‪ ‬لبني بكر بن كنانة‪ ،‬فذهب‬
‫(‪)3‬‬

‫مخزوم إلى كالب وتيم فاشترياه فأعتقاه‪ ،‬فقال عثمان بن الحويرث األنصاري يهجو بني مخزوم‪5:‬‬
‫ولوالهمـا‪ 5‬كـنتم عبيـد بنـي بكـر‬ ‫كالب وتيـم‪ 5‬أعتقا ابن أخيـهما‬
‫شروه وكان العبد عبد بني نصر‬ ‫فجاءت بمخزوم أبيكم فليتهـم‪5‬‬
‫وأقـربهـم جـهالً إليـهم بـال وتــر‬ ‫فأمسوا‪ 5‬أشد الناس طراً عداوة‬
‫(‪)4‬‬
‫وقال حسان ( بن ثابت) يهجو المغيرة ‪:‬‬
‫(‪)5‬‬
‫بـنو المغيـرة عـن مجـد اللهـاميـم‬ ‫نالــت قريــش‪ 5‬ذرى العلـيا‬
‫(‪)6‬‬
‫أحسابهم‪ 5‬من قصير‪ 5‬في الغالصيم‬ ‫وافتخروا‪ 5‬بأمور أهلها لعن‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪ )1‬قال تعالى‪ ) :‬ولوطاً‪ 5‬إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين‬
‫( العنكبوت‪28 :‬‬
‫(‪ )2‬قال السمعاني‪ :‬مخزوم‪ 5‬بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب ‪ ،‬األنساب ‪225 /5‬‬
‫(‪ )3‬فراغ في األصل‬
‫(‪ )4‬وهو جد خالد بن الوليد المخزومي‪5‬‬
‫(‪ )5‬لهاميم الناس‪ :‬أشياخهم وأسخياؤهم‬
‫(‪ )6‬غالصم القوم ‪ :‬جماعة القوم‬

‫‪ ‬‬
‫‪ ‬وبـالـواتـي ســحاب القمـاقـيـم‪5‬‬ ‫‪ ‬بندوة من قريش كان وارثها‬

‫‪21‬‬
‫منهم معانيق في الهيجا مقاديم‬ ‫من جوهر في قريش فالتمس بدالً‬
‫وافخر‪ 5‬بمكرمة في بيت مخزوم‬ ‫واتـرك‪ 5‬مآثر قوم‪ 5‬في بيـوتهم‬
‫ك من القوم منسـوب ومعلـوم‪5‬‬ ‫زا ٍ‬ ‫ب‬‫أو في بني أشجع إن كنت ذا نس ٍ‬
‫(‪)1‬‬
‫عند التععه من عمرو بن مخزوم‪5‬‬ ‫هالّ منعتم مـن المخـزاة أمكـم‬
‫ماء الرجل علـى الفخذيـن كالمـوم‬ ‫أسلمتموها‪ 5‬فباتت غير طاهرة‬
‫توارثـوا الفحـش بعد الكفر واللـوم‬ ‫بنـو المغيرة فحـش في نديتـهم‬
‫وعمرو بن يحموم‪ 5‬الذي ذكره رجل من خزاعة ‪ ،‬وكان يقال‪ :‬إنه كان يأتي أمهم وهو فيما تزعم‬
‫قريش‪  ‬أبو أبي جهل والحرث ابني هشام‪.‬‬
‫ومن سائر العرب( عن ) هشام عن أبيه ( محمد بن الكلبي) قال‪ :‬كان م ّمن يلعب به مشهوراً حاجب‬
‫بن زرارة (‪ )2‬وعمرو‬
‫ابن أم كلثوم‪ 5‬الشاعر‪ ،‬وقابوس‪ 5‬بن المنذر عم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪ )1‬هكذا جاءت في األصل‬
‫(‪ )2‬آل حاجب بن زرارة من بيوتات العرب الشهيرة* تاريخ ابن خلدون ‪ ،138 /1‬وهو الذي وفد‬
‫على كسرى* تاريخ ابن خلدون ‪3/3‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫(‪)1‬‬
‫النعمان ‪ ،‬واأليادي الذي جعله الحرث بن جفنة في مصلحة بين العراق‪  ‬والشام ‪ ،‬وهو الذي قتل‬
‫عمرو الطائي‪ 5‬وعبد الرحمن بن أبي عقيل الثقفي عم الحجاج بن يوسف ويزيد‪ 5‬بن حوشب بن يزيد الشيباني‪5‬‬
‫وقيس بن‪  ‬الخطيم األوسي وسجاع‪ 5‬بن ورقا‪ 5‬األسدي ويقال‪ :‬إن أبا بكر الصديق أحرقه بالنار‪.‬‬
‫والفجاءة واسمه‪  ‬اياس بن عبد هللا بن عبد ياليل السلمي أحرقه أبو بكر الصديق حيّا بالنار‪ ،‬حين‬
‫أقيمت عليه البينة أنه نُ ِكح في دبره (‪ ، )2‬ويزيد‪ 5‬بن عمرو الصعق الكالبي‪.‬‬
‫وقال رجل من طهسه يقال له رق الخرق‪:‬‬
‫‪ ‬‬ ‫يقولون واف حاجبا وابن حاجب‬
‫وما رغبتي في حاجب وابن حاجب‬ ‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫له إليتا حياكة فارسية‬
‫تنش على المتنين سود الذوائب‬ ‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫ً‬ ‫(‪)3‬‬
‫جوادا إذا ما سيل يوما بدبره‬ ‫ً‬
‫بخيل بما ضمت على الرواكب‬ ‫‪ ‬‬
‫قال ( هشام بن الكلبي)‪ :‬وكان لحاجب ابن خال يقال له قراد‪ ،‬فيقال‪ :‬إن قراداً‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪ )1‬وقد‪ 5‬ولي قابوس‪ 5‬بن المنذر بن ماء السماء الحكم أربع سنين ثم ولي بعده النعمان بن المنذر‬
‫الحيرة* تاريخ الطبري ‪614 /1‬‬
‫(‪ )2‬إكمال الكمال ‪ ،500 /1‬تاريخ اليعقوبي‪135 /2 5‬‬
‫(‪ )3‬أي إذا سؤل‪ ،‬قال الشاعر ‪:‬‬
‫‪      ‬يؤدي‪ 5‬عن اآلثار ال الرأي همه‪        ‬وعن سلف األخيار ما سيل يخبر ‪ *   ‬الجرح والتعديل‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫نكحه‪ ،‬فنظر إليه يوما ً وهما على شراب لهم‪ ،‬وقام حاجب لحاجة وكان كبير االليتين‪ ،‬فقال قراد ما‬
‫كان أحوجه إلى أن يكون ايري في اليتيه ‪ ،‬وسمعه حاجب فتغفله حتى إذا سكر ضربه بالسيف‪ 5‬حتى برد ‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪22‬‬
‫باب تسمية ذوات الرايات وأمهاتهن ومن ولدن‬
‫‪ ‬‬
‫‪(  ‬عن ) هشام عن أبيه قال‪ :‬أرنب وهي الزرقاء وكريمة ومزنة وبنت أخباب األقطع و النابغة‬
‫وممتعة ودوحة ومارية الهموم وعناق وأم مهزول وأم عبد هللا ومارية بنت أبي مارية وصفية وعقيلة وأم‬
‫أبي الجهم‪.‬‬
‫وحمامة وصفية بنت الحضرمي وهي الزرقاء بنت موهب الليثي ‪ ،‬وكان مملوكا لبني جدعان فاشتراه‬
‫بعض قريش وأعتقه‪ ،‬فالزرقاء( صاحبة الراية) هي جدة مروان ( ‪ )1‬بن الحكم‪ ،‬وأم مروان آمنة بنت علقمة‬
‫بن صفوان بن أمية بن‪  ‬محرث الكناني‪ ،‬وأمها الصعبة بنت أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد‬
‫الدار وأمها الزرقاء‪ 5‬بنت موهب‪.‬‬
‫‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ )1( ‬وقد‪ 5‬لعن النبي صلى هللا عليه وآله مروان بن الزرقاء‪ ( ،‬الخلفاء‪ ،‬الذهبي‪ )136‬وقال اإلمام علي‬
‫عليه السالم ‪ ‬له‪ :‬ويلك وويل أمة محمد منك وقال عنه‪ :‬ليحملن راية ضالل* طبقات ابن سعد ‪،43 /5‬‬
‫ولقبه خيط باطل * البداية والنهاية ‪ .285 /8‬وقال عبد هللا بن الزبير لمروان ‪ :‬ما أنت وذاك يا بن‬
‫الزرقاء* شرح نهج البالغة ‪ ،‬المعتزلي ‪116 /20‬‬
‫‪ ‬‬

‫قال( هشام) ‪ :‬وكان صفوان بن أمية خليعا يكنى أبا الفواحش‪ ،‬ويقال ‪ :‬إن أباه من ملوك اليمن‪.‬‬
‫وأما مزنة( صاحبة الراية) فوقع‪ 5‬عليها معمر بن حبيب بن صداقة بن جمح فولدت‪ 5‬له الحرث بن‬
‫معمر (‪. )1‬‬
‫وأما كريمة ( صاحبة الراية) فوقع‪ 5‬عليها عبيد هللا بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم فولدت‬
‫له ذر بن عبيد هللا أخا طلحة بن عبيد هللا ‪.‬‬
‫قال حسان في طلحة يذكر أخاه وكان بمكة‪:‬‬
‫تنقون في النادي بفتق الضفادع‬ ‫بني ذرمهر‪  ‬ال أبا ً ألبيكم‬
‫ويقال إن أصلهم من فارس‪ ،‬وكان ذر مهر قينا ً بمكة‪.‬‬
‫وأما بنتا خباب‪ ،‬فإن خباب كان عبداً لبعض قريش فسرق فقطعت يده‪ ،‬فوقع على أحدهما عبد هللا بن‬
‫خلف فولدت له عبيد هللا بن عبد هللا‪ ،‬وأما األخرى فوقع‪ 5‬عليها أبوأحيمة فجاءت بخالد بن سعيد‪.‬‬
‫وأما النابغة ( ذات الراية) (‪ )2‬أم عمرو بن العاص فإنها كانت بغيا ً من طوائف‪5‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫‪ )1( ‬كثرة الزانيات ذوات الراية قبل اإلسالم يعود إلى هجرة الفواحش إليها من الحبشة ومن باقي‬
‫مدن الجزيرة العربية‪ ،‬لرقي الحياة االقتصادية فيها بالنسبة لباقي المناطق‪ ،‬كثرة زوارها‪ 5.‬ومدن الزيارة‬
‫والموانئ مبتالة بهذه الحالة السيئة‪ .‬وسوء سريرة الكثير من رجال مكة ساعد على ذلك‬
‫(‪  )2‬لما قال عمرو بن العاص لعمر‪ :‬إني وهللا ما تأبطني اإلماء‪ ،‬وال حملتني البغايا في غبّرات المآلي‬
‫‪ ،‬قال عمر ‪ :‬وهللا ما هذا بجواب ما سألتك عنه‪ ،‬وإن الدجاجة لتفحص في الرماد فتضع لغير الفحل‪ ،‬وإنما‬
‫تنسب البيضة إلى طرقها*‪ 5‬شرح نهج البالغة ‪ ،‬المعتزلي ‪ ، 35 /2 ،102 /3‬وقال‪ 5‬عقيل بن أبي طالب عن‬
‫عمرو ‪ :‬هذا الذي اختصم فيه‪  ‬ستة نفر‪ ،‬فغلب عليه ج ّزار قريش( شرح نهج البالغة ‪ ،‬المعتزلي‪/2 ،‬‬
‫‪ )125‬‬
‫وكان عمرو من المؤذين لرسو ل هللا صلى هللا عليه وآله في مكة فقال صلى هللا عليه وآله ‪ :‬اللهم إن‬
‫عمرو بن العاص‪  ‬هجاني‪  ‬ولست بشاعر فالعنه بعدد ما هجاني‪ .‬وقال الزمخشري في كتاب ربيع األبرار‪:‬‬
‫النابغة أم عمرو بن العاص أمة لرجل من عنزة فسبيت‪ ،‬فاشتراها‪ 5‬عبد هللا بن جدعان التيمي بمكة‪ ،‬فكانت‬
‫بغيا ً ثم أعتقها‪ ،‬فوقع‪ 5‬عليها أبو لهب بن عبد المطلب وأمية بن خلف الجمحي وهشام‪ 5‬بن المغيرة المخزومي‪5‬‬
‫وأبو سفيان بن حرب والعاص بن وائل السهمي في طهر واحد ‪ ،‬فولدت‪ 5‬عمراً فادعاه كلهم وكان العاص‬
‫ينفق عليها كثيراً ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫قالوا‪ :‬كان أشبه بأبي سفيان ( أي دميما ً قصيراً) ‪ .‬وفي ذلك يقول أبو سفيان بن الحارث بن عبد‬
‫المطلب في عمرو بن العاص‪ :‬أبوك أبو سفيان ال شك قد بدت لنا فيك منه بينات الشمائل * شرح النهج ‪/6‬‬
‫‪283‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫مكة‪ ،‬فقدمت مكة ومعها بنات لها‪ ،‬فوقع عليها العاص بن وائل في الجاهلية في عدة من قريش منهم‬
‫أبو لهب وهشام‪ 5‬بن المغيرة وأبو سفيان بن حرب في طهر واحد فولدت عمراً ‪.‬‬
‫فاختصم القوم جميعا فيه كل يزعم أنه ابنه ثم إنه أضرب عنه ثلثه وأكب عليه اثنان العاص بن وائل‬
‫وأبو سفيان بن حرب‪ ،‬فقال أبو سفيان‪ :‬أنا وهللا وضعته في رحم أمه‪ ،‬فقال العاص‪ :‬ليس هو كما تقول هو‬
‫ابني فح ّكما‪ 5‬أمه فيه‪ .‬فقالت‪ :‬للعاص‪ ،‬فقيل لها بعد ذلك ما حملك على ما صنعت وأبو سفيان أشرف من‬
‫العاص؟‬
‫فقالت ‪ :‬إن العاص كان ينفق على بناتي ولو ألحقته بأبي سفيان لم ينفق عل ّي العاص شيئا وخفت‬
‫الضيعة‪.‬‬
‫وزعم ابنها عمرو بن العاص أن أمه امرأة من عنزة بن أسد بن ربيعة!‬
‫وأما ممتعة ( ذات الراية) فهي فارة الحبك وهي أم عوف بن عبد عوف الزهري جدة عبد الرحمن بن‬
‫عوف( ‪ )1‬وحجل بن عبد المطلب‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪)1‬عبد الرحمن بن عوف الزهري من الصحابة المقرّبين جداً من عمر بن الخطاب‪ ،‬جعله أميراً‬
‫للحجاج في السنة األولى من خالفته وجعله رئيساً‪ 5‬لمجلس الشورى‪ 5‬الستة قبل وفاته ‪ ،‬وخلّف ثروة عظيمة‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫( ‪)1‬‬
‫وأما دوحة بنت عفر األعور‪ ،‬فأمه كانت لها راية عند الثنية فولدت له األسود بن عبد المطلب بن‬
‫أسد بن عبد العزى (‪ )2‬وهباراً (‪ )3‬وهبيرة ورفيعة جد أبي البختري القاضي‪ ،‬وهو وهب بن وهب بن عبد‬
‫الكبير بن عبد هللا بن رفعة‪.‬‬
‫ّ‬
‫وكانت دوحة ( ذات الراية) تكنى بأم األعور ‪ ،‬فعاتبت بني األسود‪ 5‬على إمساكها فأنشأ يقول‪:‬‬
‫رزء عل ّي فــراق أم األعـور‬ ‫ال تأمرن بفراق دوحة إنه‬
‫(‪)5‬‬
‫ونخير‪ 5‬زانية إذا قلت انخرى‬ ‫إن ال تكن نشب (‪ )4‬فإن مجلة‬
‫قال (‪  ‬هشام بن محمد الكلبي) ‪ :‬وكان بمكة قبطي‪ 5‬يقال‪  ‬له حرّاث بن قيسون‪ 5‬يختلف إلى أم المغيرة بن‬
‫أبي جهل المخزومي‪ ،‬وفي ذلك يقول عثمان بن الحويرث‪ 5‬يهجو المغيرة‪  ‬بن أبي جهل‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬الثنية في األصل كل عقبة في ‪ ‬الجبل مسلوكة‪ ،‬فكانت هناك ثنية أم قردان والثنية البيضاء‬
‫( قرب مكة‪  ‬تهبطك إلى فخ) وثنية الركاب* معجم البلدان ‪85 /2‬‬
‫ُ‬
‫(‪   )2‬وكان األسود من المستهزئين الذي كفى هللا وروسوله أمرهم بالموت والقتل‪ ،‬وابنه زمعه قتِل‬
‫يوم بدر كافراً‪ ،‬وقُتِل عقيل بن األسود يوم بدر كافراً ‪ ،‬وقتل الحارث بن زمعة يوم بدر كافراً‪. 5‬‬
‫وعبد هللا بن زمعه‪  ‬بن األسود هو الذي كسر ضلع عبد هللا بن مسعود بأمر عثمان وأخرجه من مسجد‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله وكان زمعه من المتآمرين على قتل النبي صلى هللا عليه وآله في مكة *‬
‫شرح النهج ‪53 /14 ،51 /2‬‬
‫(‪   )3‬هبار بن األسود بن عبد المطلب هو الذي روع‪  ‬زينب بنت رسول هللا صلى هللا عليه وآله‬
‫بالرمح باالشتراك‪ 5‬مع عمرو بن العاص فطرحت ما في بطنها وماتت‪ ،‬فأباح رسول‪ 5‬هللا صلى هللا عليه‬
‫وآله‪  ‬دمه عند فتح مكة* شرح النهج ‪ ،193 ،192 /2‬أسد الغابة ‪384 /5‬‬
‫(‪   )4‬ن ِشب الشيء في الشيء علِق‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫(‪   )5‬فهو مجانة ‪ ،‬مجن الرجل مجونا ومجانة ومجنا كان ال يبالي قوالً وال فعالً * أقرب الموارد ‪/2‬‬
‫‪ 1186‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أمسى يشارك حرّاث بن قيسون‬ ‫ال بارك هللا رب الناس في رجل‬
‫( ‪)2‬‬
‫حتى ترقيـت منّـا في العـرانيـن‬ ‫هل كنـت إال لحـراث ومومـسـة‬
‫ال حسـب يـرتجى منه وال ديـن‬ ‫ولد المغيرة إال صنو (‪ )3‬مومسة‬
‫حتى صفا الدين في رهط ابن ذي النون‬ ‫عيّرتني إن طلبت الدين مجتهدا‬
‫وال هـم لـبنـات النـاس يـزنـون‬ ‫جـن ليـلهم‬‫ال يســـرقون إذا مـا ّ‬
‫والفجرتين وإخوان الشـــياطين‬ ‫إني تركت أســافاً‪ )4( 5‬عند نائلة‬
‫(‪)5‬‬
‫قال ( هشام) ‪ :‬وكان يُتَّهم بابنة عمر فجر‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬ترك أبو جهل المخزومي‪ 5‬زوجته ضحية للزناة وأفنى‪ 5‬ج ّل وقته في محاربة اإلسالم والمسلمين‬
‫(‪   )2‬الخطاب للمغيرة بن أبي جهل يعيّره بأمه وأبيه‪ ،‬عرانين القوم‪ :‬ساداتهم وأشرافهم‪  ‬وعراينين‬
‫السحاب‪ :‬أوائل مطره * أقرب الموارد ‪774 /2‬‬
‫(‪   )3‬الصنو بالفتح‪ :‬العود الخسيس بين الجبلين ‪ ،‬وصنو األخ الشقيق‪ ،‬وصنو االبن وصنو‪ 5‬العم‪ ،‬جمع‬
‫صنو‪ 5‬وصُنو* أقرب الموارد‬‫أصناء وصنون وإذا خرج نخلتان أو أمثر من أصل واحد فكل واحدة منهن ِ‬
‫‪666 /1‬‬
‫(‪   )4‬أساف ونائلة صنمان من أصنام الجاهلية * األصنام‪ ، 5‬هشام بن الكلبي ‪ ،35 ،34 ،7‬البداية‬
‫والنهاية ‪ ،‬ابن كثير ‪ 48 /3‬لم يذكر اسم ابنة عمر‪ ،‬وفُ ُج ٌر جمع* أقرب الموارد ‪ ،904 /2‬وفجر‪ 5‬الرجل‬
‫بالمرأة يفجر فجوراً ‪ :‬زنا وف َج َرت المرأة‪ :‬زنت‪ .‬ورجل فاج ٌر من قوم فجّار وفجرة‪ ،‬وفجور من قوم فُج ٍ‬
‫ُر‪،‬‬
‫وكذلك األنثى بغير هاء* لسان العرب ‪47 /5‬‬
‫‪ ‬‬

‫وأما مارية الهموم ( ذات الراية ) فهي جدة سعيد بن المسيب بن حرث بن أبي وهب (‪ . )1‬وقع عليها‪ ‬‬
‫أبو لهب المخزومي وهبيرة‪  ‬أبو جعدة بن هبيرة بن أبي وهب ففي ذلك يقول مسافع‪ 5‬بن عبد مناف‬
‫الجمحي‪:‬‬
‫( ‪)3‬‬ ‫( ‪)2‬‬
‫‪ ‬فقد أخـزتـك مـاريـة الهمـوم‬ ‫اغزيا بعد تيهك في قريش‬
‫وال في الفرع منها والصميم‬ ‫فلســتم‪ 5‬فـي المعاقـل مـن قريـــش‬
‫توارثـكم عن الكهل العظيــم‪5‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫ولــكن كــنتم خـدمـا ً لهـستم‬
‫وأما عناق ( ذات الراية ) فهي بنت مالك رجل من بني عامر بن لؤي‪ ،‬وكانت صديقة لمرثد بن أبي‬
‫مرثد الغنوي وأما أم مهزول ( ذات الراية ) فهي بنت مرذد رجل من بني جمح‪ ،‬وجاء مرثد إلى النبي‬
‫(‪)5‬‬
‫صلى هللا عليه وآله فسأله عن نكاحها فأنزل هللا هذه اآلية‪ )  ‬الزانية ال ينكحها إال زا ٍن أو مشرك (‬
‫‪ ‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪   )1‬وسعيد‪ 5‬بن المسيب من رجال الحديث المشهورين الناصبين العداء لعلي بن أبي طالب عليه‬
‫السالم ‪ ،‬فهو الذي روى موت أبي طالب على الكفر* صحيح البخاري‪ 1788 /4 5‬ح ‪ ،4494‬وقال‪ 5‬سعيد‬
‫بن المسيب‪  ‬لعمر بن علي‪ :‬يا بن أخي جعلتني منافقاً؟ قال عمر‪ :‬هو ما أقول لك* شرح‪  ‬النهج ‪،101 /4‬‬
‫ولم يص ّل سعيد على جنازة علي بن الحسين‪  ‬عليه السالم ‪ ،‬بيما جوّز الصالة خلف الحجاج! * المحلى ‪،‬‬
‫ابن حزم ‪214 /4‬‬
‫(‪   )2‬منقبة‬
‫ً‬
‫(‪   )3‬تاه يتيه تيها‪ :‬صلف وتكبّر ( أقرب الموارد‪)83 /1 5‬‬
‫(‪   )4‬لهس الشيء لهساً‪ :‬لحسه‪ ،‬ولهس الصبي ثدي أمه ‪ :‬لطعه بلسانه ولم يمصصه( أقرب الموارد‬
‫‪ )1165 /2‬أي أن ج ّدة المسيب لطعت كهل قريش أبا لهب المخزومي‪ ، 5‬ولم يدم لها زوجا ً‬
‫(‪   )5‬النور ‪ 3:‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪25‬‬
‫وأما أم عبد هللا فإنه وقع عليها زهرة بن النطاح بن كعب بن سعد بن تيم فجاءت بعبد هللا فكنيت به‪،‬‬
‫وكانت لها راية باألبطح (‪ ، )1‬وهي أمة لبني عياض بن صخر بن كعب بن سعد بن تيم‪.‬‬
‫وأما أم غانم فهي من بني عدي بن كعب‪ ،‬كانت لها راية‪ ،‬وفيها‪ 5‬يقول طالب لثويب بن حبيب‪:‬‬
‫وقد‪ 5‬فضحتكم قبلها أم غانم‬ ‫تسامي رجاالً من قريش أع ّزة‬
‫وأما مارية بنت أبي مارية ( ذات الراية ) فإنها أمة كانت للعاص بن وائل السهمي ‪ ،‬وهي ام عدي بن‬
‫عبد المطلب(‪ ، )2‬وفيها‪ 5‬يقول حسان بن ثابت ألبي سفيان بن الحرث‪:‬‬
‫وسمراء مغلوب وإن بلغ الجهد‬ ‫فإن امرءاً كانت سميّة أمه‬
‫وأما صفية ( ذات الراية ) فهي أم معمر بن حبيب‪ ،‬وهي أم صفوان بن أمية بن خلف الجمحي(‪، )3‬‬
‫وأواه من أمه الحنبل بن مليك‪ ،‬وفيها‪ 5‬يقول حسان بن ثابت‪:‬‬
‫‪ ‬أبو حنبل ينزو‪ 5‬على أم حنبل‬ ‫رأيت سواداً من بعيد فراعني‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬األبطح‪ :‬كل مسيب فيه دقاق‪ 5‬الحصى فهو أبطح‪ ،‬وقال ابن دريد‪ :‬األبطح والبطحاء الرمل‬
‫المنبسط على وجه األرض‪ .‬واألبطح يضاف‪ 5‬إلى مكة ‪ ،‬وإلى منى وربما كان إلى منى أقرب‪ ،‬وهو‬
‫المحصب‪ ،‬وهو خيف بني كنانة* معجم البلدان ‪74 /1‬‬
‫(‪   )2‬وكان أبو سفيان بن الحرث من الشعراء‪ ،‬فهجا رسول هللا صلى هللا عليه وآله ‪ ،‬ثم أسلم * أسد‬
‫الغابة ‪145 /6‬‬
‫(‪   )3‬وهو من أشراف قريش المحاربين لإلسالم إذ أرسل عمير بن وهب الجمحي الغتيال النبي‬
‫صلى هللا عليه وآله في المدينة على أن يسدد ديونه ويضمن معيشة عائلته إن قُتل عمير‪ ،‬فأخبر هللا تعالى‬
‫نبيه بذلك فأخبر‪ 5‬صلى هللا عليه وآله عميراً فدهش وأسلم * تاريخ الطبري ‪167 /2‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ذراع قلوص من نتاج‪  ‬بن أعزل‬ ‫كأن الذي ينزو به فوق ظهرها‬
‫وأما ممتعة فهي ابنة كعب بن أبي كعب من بني األحمر بن الحرث بن عبد مناف بن كنانة وهي أم‬
‫الضحاك (‪ )2‬بن قيس الفهري فيه يقول سلم بن عبد التغلبي‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫بغي وحجّام بخيبر أصهبا‬ ‫هل كنت يا ضحاك إال لقينة‬
‫وأما عقيلة ( ذات الراية ) أم أبي صيفي بن هاشم ومخرمة بن المطلب فإنها سورية من أهل فدك‬
‫سبيت فصارت‪ 5‬لسلول بن مالك بن قيس بن الخزرج‪ ،‬فولدت لهم عبد سلول‪ ،‬فأقاموا عنده ثم دعاهما‬
‫أبوهما حين كبرا‪ ،‬وكانت لها راية بذي المجاز‪ ،‬وكان أبوها حدادا بفدك قال حسان بن ثابت يهجو أبا‬
‫صيفي ومخرمة‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ ‬تقنع مـن مخازيـها‪ 5‬اللئــام‬ ‫إذا ذكرت عقيلة بالمخازي‪5‬‬
‫‪ ‬ومخرمة ال ّدعي المستهام‪5‬‬ ‫أبو صــيفي إال كـان منهـا‬
‫ً‬
‫ســالما ما بيـن لـهم كـالم‬ ‫إذا سـبوا بأيــديكـم تولـّوا‬
‫قال ( هشام بن الكلبي)‪ :‬وكانت أم أبي الجهم توافي مكة من ذوات الرايات ويقال لها رميثاء‪.‬‬
‫‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪   )1‬القلوص من اإلبل‪ :‬الشابّة بمنزلة الجارية من النساء* أقرب الموارد ‪1031‬‬
‫(‪   )2‬كان الضحاك على شرط معاوية ومن الموالين له والبنه يزيد‪ ،‬قتله مروان في معركة مرج‬
‫راهط‪ ،‬ونسب عقيل بن أبي طالب الحاضرين عند معاوية إلى الفواحش ونسب معاوية إلى حمامة وهي أم‬
‫أبي سفيان‪ ،‬فقال معاوية لهم‪ :‬وهم الضحاك بن قيس الفهري وأبو موسى‪ 5‬األشعري وعمرو بن العاص‪ :‬قد‬
‫ساويتكم‪ 5‬وزدت عليكم فال تغضبوا‪ * 5‬شرح نهج البالغة ‪ ،‬المعتزلي‪125 /2 5‬‬
‫(‪   )3‬في حديث اللّعان‪ :‬إن جاءت به أصهب فهو لفالن‪ ،‬وهو الذي يعلو لونه صهبة ‪ ،‬وهي كشقرة ‪.‬‬
‫صهْبُ ‪ ‬الِّسبال * لسان العرب ‪532 /1‬‬ ‫والروم‪ً 5‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪26‬‬
‫وأما حمامة فهي بعض ج ّدات معاوية ( ‪ )1‬كانت لها راية بذي المجاز‪ ،‬وقال الشرقي وهي ج ّدته على‬
‫والة الجدات‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وأما صفية فهي بنت الحضرمي كانت لها راية ‪ ،‬فاستبضعت بأبي سفيان فوقع عليها أبو سفيان ‪،‬‬
‫وتزوجها‪ 5‬عبد هللا بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم‪ ،‬فجاءت بطلحة بن عبد هللا(‪ )3‬لستة أشهر‪،‬‬
‫فاختصم‪ 5‬أبو سفيان(‪ )4‬وعبد هللا في طلحة فجعلوا‪ 5‬أمره‪  ‬إلى صفية فألحقته بعبد هللا‪ ،‬فقيل لها‪ :‬ترك ِ‬
‫ت أبا‬
‫سفيان؟ فقالت‪:‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬ذكر المعتزلي في شرح النهج ‪ ،245 /3 ، 135 /2‬وهجا الصحابة األمويين لفسادهم وقال‬
‫اسحق بن مروان الموصلي‪ : 5‬أما معاوية ومروان بن عبد الملك والوليد وسليمان وهشام ومروان بن محمد‬
‫فكان بينهم وبين الندماء ستارة وكان ال يظهر أحد من الندماء على ما يفعله الخليفة‪ ،‬إذا طرب للمغني‪،‬‬
‫حتى ينقلب ويمشي‪ 5‬ويحرّك كتفيه ويرقص‪ ،‬ويتجرد‪ 5‬حيث ال يراه إال خواص جواريه‪ ،‬إال أنه كان إذا‬
‫ارتفع من خلف الستارة صوت أو نعير أو رقص أو حركة بزفير‪ 5‬تجاوز المقدار‪ ،‬قال صاحب الستارة‪:‬‬
‫حسبك يا جارية كفى‪ :‬انتهى‪ - :‬يوهم الندماء أن الفاعل لذلك بعض الجواري‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪      ‬فأما الباقون من خلفاء بني أمية فلم يكونوا‪ 5‬يتحاشون أم يرقصوا أو يتجردوا ويحضروا‪ 5‬عراة‬
‫بحضرة الندماء ‪ ‬والمغنين‪ .‬وعلى ذلك لم يكن أحد منهم في مثل حال يزيد بن عبد الملك والوليد بن يزيد‬
‫في المجون والرفث بحضرة الندماء والتجرد‪ :‬ما يباليان ما صنعا* التاج‪ ،‬الجاحظ ‪77‬‬
‫(‪   )2‬ومر عبد هللا أبو النبي صلى هللا عليه وآله بامرأة فدعته إلى أن يستبضع منها ‪ ،‬أي ينكحها‬
‫فرفض‪.‬‬
‫(‪   )3‬طلحة بن عبد‪  ‬هللا التيمي من الصحابة‪ ،‬قَتَل عثمان بن عفان ثم طالب بدمه!فقتله مروان ‪ .‬قال‬
‫عبد الملك بن مروان‪ :‬لوال أن أمير المؤمنين مروان أخبرني أنه قتل طلحة ما تركت أحداً من ولد طلحة‬
‫إال قتلته بعثمان* تهذيب التهذيب ‪ ،‬ابن حجر ‪114 /4‬‬
‫(‪   )4‬زعيم الكفار وقال في أواخر سني عمره ‪ :‬يا معشر بني أمية إن الخالفة صارت إليكم فتلقفوها‬
‫بينكم تلقف الكرة‪ ،‬فوهللا ما من جنة وال نار* األغاني ‪ ،530 ،522 /6‬النزاع والتخاصم‪ ، 5‬المقريزي ‪56‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬يد عبد هللا طلقة(‪ )1‬ويد أبي سفيان كره(‪ ،)2‬فقال حسان بن ثابت‪  ‬وعتب على طلحة‪:‬‬
‫أخاها ذنابى (‪ )3‬بعد ريش القوادم‬ ‫فيا عجبا ً من عبد شمس وتركها‬
‫قال ( هشام بن الكلبي) وكان أبو سفيان يعشقها بعد ذلك‪ ،‬وقال فيها‪:‬‬
‫بعيدان والودود‪ 5‬قريب‬ ‫وإني وصفية فيما نرى‬
‫فعند الفتاة بهاء وطيب‬ ‫فإن لم يكن نسب ثاقب‬
‫(‪)5‬‬ ‫ً (‪)4‬‬
‫يحاول رمسا عليه الجنوب‬ ‫فمن ال مني اليوم في حبها‬
‫قال ( هشام بن الكلبي) وتزوج‪ 5‬طلحة‪  ‬بعد ذلك في اإلسالم بنت أبي سفيان بن حرب‪ ،‬فقال أهل المدينة‬
‫‪ :‬إن الحرام ال يحلله الحالل‪.‬قال هشام‪ :‬وقال عمرو التيمي لبني طلحة‪:‬‬
‫نالكم من لطخ بنت الحضرمي‪5‬‬ ‫أنتـم جــوهرة لـوال الــذي‬
‫غلب النتن على المسك الذكي‬ ‫مسكة ومعجونة في جيفة‬
‫وأقيــمونا على األمـر الجلـي‬ ‫فاصـدقونا قومنا‪ 5‬أنسـابكم‬
‫أم أبي ســــفيان ذاك األموي‬ ‫لعبيــد هللا أنتم معشـــر‬
‫(‪)6‬‬ ‫ّ‬
‫قـلت فالكاذب منا قصــمي‪5‬‬ ‫قلتم إنا كرام ســـــــادة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪   )1‬طَلَقَه الشيء أعطاه إياه‪ ،‬وطلقه يده بخير‪ :‬فتحها‪ 5‬به* أقرب الموارد ‪713 /1‬‬
‫(‪   )2‬أمر كريهٌ‪ :‬مكروه‪ .‬ووجهٌ كَرْ هٌ وكريهٌ‪ :‬قبيح * لسان العرب ‪ ،535 ،534 /13‬واليد البخيلة‬
‫قبيحة‬
‫(‪   )3‬ذنابى ‪ :‬ذنب الطائر‪ ،‬وال ِذنابة ‪ :‬القرابة‪  ‬والرحم* أقرب الموارد ‪ ،374 /1‬فحسان يعيّر طلحة‬ ‫ُ‬
‫بن عبد هللا بأنه ابن أبي سفيان من الزنا‪ ،‬وعبد شمس جد أبي سفيان‪.‬‬
‫(‪ )4‬ر َمس الشيء يرمسه رمسا ً ‪ :‬طمس أثَ َره ‪ ،‬لسان العرب ‪101 /6‬‬
‫‪27‬‬
‫الج ْنبُ القُرْ بُ وقوله‪ :‬على ما فرّطت في جنب هللا * لسان العرب ‪/1‬‬
‫(‪ )5‬جمع جنب‪ ،‬قال الفراء‪َ :‬‬
‫‪275‬‬
‫(‪)6‬يقال‪ :‬قَ َ‬
‫ص َ‪5‬م هللا سن الكافر أي أذهبه ويقال‪ :‬قصم‪ 5‬هللا ظهر الظالم* لسان العرب ‪486 ،485 /12‬‬
‫يتبع …‬

‫باب الالطة‬

‫(عن ) هشام ‪ ‬عن أبيه قال ‪ :‬كان ممن يتهم باللواطة كرز بن ربيعة بن حبيب‪ ،‬جد عبد هللا بن عامر‬
‫بن كرز (‪ )1‬وولده بالبصرة والبناج‪ ،‬وحاطب بن عمرو (‪ )2‬أخو سهيل بن عمرو له صحبة‪ ،‬وال عقب له ‪،‬‬
‫والعقب ألخيه سهيل بالمدينة‪ ،‬ويقال‪ :‬إن سهيالً ال عقب له أيضا‪.‬‬
‫وهشام‪ 5‬بن عبد هللا بن أبي قيس من بني عامر بن لؤي‪ ،‬وهو أبو وهيب جد ابن أبي ذؤيب‪  ‬المح ّدث‪،‬‬
‫مات في اإلسالم‪ ،‬ويقال‪ :‬إن العباس بن عبد المطلب كان أحد الالطة (‪ ،)3‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪ )1‬عبد هللا بن عامر والي عثمان على البصرة‪ ،‬وقد ساهم في حرب الجمل في صفوف عائشة‪ ،‬ثم‬
‫أصبح في حزب معاوية * تاريخ ابن عساكر ‪ ،285 ،12/284‬أسد الغابة ‪288 /3‬‬
‫(‪ )2‬قال الرازي هو حاطب بن عمرو بن عبد شمس من الهاجرين األولين* الجرح والتعديل ‪،‬‬
‫الرازي ‪ ،303 /3‬عيون ا ألثر ‪ ،‬ابن سيد الناس ‪151 /1‬‬
‫(‪ )3‬وأظن وقوف‪ 5‬األمويين خلف هذه اإلشاعة‪ ( .‬المحقق)‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫(‪)1‬‬
‫باب السرّاق‪ 5‬‬
‫‪ ‬‬
‫ومن قطعت يده في السرق‪ (5‬عن) هشام عن أبيه قال ‪ :‬كان عوف بن عتبة بن عمرو بن مخزوم‪ 5‬سرق‬
‫في الجاهلية مراراً ‪ ،‬فقطعت يده قريش(‪ ، )2‬ثم عاد فسرق فرجم‪ 5‬حتى مات‪ ،‬والخيمار‪ 5‬بن عدي بن نوفل بن‬
‫عبد مناف سرق في الجاهلية ‪ ،‬ودبل ودبيل م ّمن سرق غزال الكعبة فقطعا‪.‬‬
‫ً‬
‫ومقبس بن قيس ين عدي بن سعد بن سهم قطعت يده في‪  ‬الجاهلية خبيثا ‪ ،‬وعبد هللا بن عثمان بن‬
‫عمر بن سعد بن تيم‪ ،‬قطعت يده في الجاهلية في سرق ابل‪ ،‬ويقال إنه دع ّي ‪،‬وإن أصله من الشام‪ ،‬وادعته‬
‫هالة بن بنت عبد الدار‪ ،‬وكانت تحت عثمان بن عمرو بن كعب التيمي‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫ً‬
‫(‪ )1‬وكان أمية‪ (  ‬بن عبد شمس بالتبني) يسرق‪ 5‬الحجاج فسمي حارسا‪ 5‬من باب تسمية الشيء بضده‪،‬‬
‫شرح النهج ‪3/467‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫(‪ )2‬وروى هشام بن الكلبي أن أمية بن عبد شمس لما كان غالما كان يسرق‪ 5‬الحاج فسمي حارسا *‬
‫شرح النهج ‪233 /15‬‬
‫‪ ‬‬

‫وكانت‪  ‬سوى بن ملكان بن أقصر من خزاعة تحت عبد الدار بن قصي‪ ،‬فولدت‪ 5‬له‪  ‬ولداً كلم غير‬
‫هالة‪ ،‬وكانت لها جارية ‪ ،‬جاءت بها معها‪ ،‬فوقع‪ 5‬عليها عبد الدار‪ ،‬فأعتقتها هالة فقال حسان‪:‬‬
‫تقد من القماقمة العظام‪5‬‬ ‫ألم تر أن هالة من قريـش‬
‫(‪)1‬‬
‫يسوق‪ 5‬الشول في غلس الظالم‬ ‫وكان أبوه بالبطحاء دهراً‬
‫وعثمان من البلد الحرام‬ ‫هو الرجل الذي جلب ابن عمرو‬
‫مقيما بين زمزم والمقام‬ ‫هو الرجل الذي ح ّدثت عنه‬
‫كـام البركـابيـة المـرام‬ ‫فإنك إن نسـبت إلى قريـش‬

‫‪28‬‬
‫(عن) هشام عن أبيه قال‪ :‬كانت أم عمرو بنت سفيان بن عبد األسد المخزومي‪ ،‬وأمها ابنة عبد العزى‬
‫بن أبي قيس عبد ود من بني عامر بن لؤي خرجت تحت الليل‪ ،‬فوقعت‪ 5‬بركب بجانب المدينة ‪ ،‬فأصابت‬
‫عيبة لبعضهم‪ ، )2(5‬فأُخذت فأُتي بها إلى النبي صلى هللا عليه وآله وسلم فعاذت بحقوى أم سلمة بنت أبي‬
‫أمية ‪ ،‬فبعث النبي صلى هللا عليه وآله فأخرجها فقطع يدها‪ ،‬وقال‪ :‬لو كانت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها‪.‬‬
‫فخرجت تقطر يدها دما ً‪  ‬حتى دخلت على امرأة من أسيد بن خضير‪ 5‬بن سماك األشهلي (‪ )3‬فعرفتها‪5‬‬
‫فرحمتها‪ 5‬فآوتها ووضعت‪ 5‬لها طعاما ً ‪ ،‬وجاء أسيد من عند النبي صلى هللا عليه وآله فقال المرأته قبل أن‬
‫يدخل‪ :‬يا فالنة هل علمت ما أصاب أم عمرو بنت سفيان؟ قالت‪ :‬ها هي هذه عندي‪ ،‬فرجع في طريقه الذي‬
‫جاء منه‪ ،‬فأخبر‪5‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫خف لبنها وارتفع ضرعها‪ ،‬وفي التهذيب‪ :‬أما الناقة الشائل بغيرها فهي‬ ‫(‪ )1‬الشول‪ :‬من النوق التي ّ‬
‫لالقح التي تشول بذنبها للفحل أي ترفعه* لسان العرب ‪374 /11‬‬
‫(‪ )2‬أي سرقت‬
‫(‪ )3‬وهو من الصحابة من قبيلة األوس في المدينة‬
‫‪ ‬‬

‫النبي صلى هللا عليه وآله فقال‪ :‬رحمتها‪ 5‬رحمها هللا ‪.‬فلما رجعت إلى أبيها قال‪ :‬اذهبوا بها إلى بني‬
‫حويطب بن عبد العزى أخوالها فإنها تشبههم فقال‪ :‬يعلى ابن منبه (‪ )1‬حليف بني نوفل وهو ابن العدوية من‬
‫بني حنظلة بن مالك بن زيد بن تيم‪:‬‬
‫‪ ‬‬ ‫سـرّاقـة لحقـائـب الـركبان‬ ‫يا رب بنت البن سلمى جعدة‬
‫حتى أقـرت غب ذاك بنـاني‬ ‫باتت تجر عيابهم في كفها‬
‫وذروا‪ 5‬التبختر يا بني سفيان‬ ‫كونوا‪ 5‬عبيداً واقتدوا‪ 5‬بأبيكم‬
‫كبني المغيرة أو بني عمران‬ ‫اخسـوا فإن هللا لم يجعلكـم‬
‫(‪)2‬‬
‫كالثور‪ 5‬جاور منبت الحوذان‬ ‫أنتم بأرضهم‪ 5‬ولسـتم مثلهم‬
‫واللـؤم‪ 5‬عنـدكم بنـي جـدعان‬ ‫أنتم بـغاة بني كـالب كلـها‬
‫ً‬ ‫(‪)3‬‬
‫ومن سائر العرب سرق سمرة بن جندب جمال فقطعت يده بالمدينة‪،‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪ )1‬وكان يعلى بن أمية التيمي من الشاهدين للطائف وحنين‪ ،‬وهو عامل عمر على نجران وقد حارب‬
‫عليا ً عليه السالم في الجمل‪ ،‬وقُتل‪ 5‬في صفين مع علي عليه السالم* تاريخ ابن عساكر ‪ ،28/58‬أسد الغابة‪،‬‬
‫ابن األثير ‪5/523‬‬
‫(‪ )2‬الحوذان‪ :‬نبت حلو طيب الطعم يرتفع قدر‪ 5‬الذراع له زهرة حمراء في أصلها صفراء وورقته‬
‫مدورة والحافر يسمن عليه * لسان العرب ‪488 /3‬‬
‫(‪)3‬عيّن سمرة على سوق األهواز وأقرّه‪  ‬معاوية على البصرة ستة أشهر بعد وفاة زياد بن أبيه ثم‬
‫عذبني أبداً‪ ،‬فمات سمرة حتى‬ ‫عزله‪ ،‬فقال سمرة‪ :‬لعن هللا معاوية‪ ،‬وهللا لو أطعت هللا كما أطعت معاوية ما ّ‬
‫أخذه الزمهرير فمات ش ّر ميتة* تاريخ الطبري‪ ،4/2185‬شرح نهج البالغة ‪ ،‬المعتزلي‪ . 363 /1‬وباع‬
‫سمرة الخمر في عهد عمر* مسند أحمد ‪ ،1/25‬وبذل معاوية لسمرة أربعمائة ألف درهم ليروي أن قوله‬
‫تعالى ‪ ) ‬ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات هللا( نزل في ابن ملجم أشقى مراد‪ ،‬وقوله تعالى )‬
‫ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد هللا على ما في قلبه وهو ألد ّ الخصام ( نزل في علي‬
‫أمير المؤمنين‪  ‬فقَبِل! * شرح نهج البالغة ‪ ،‬المعتزلي ‪1/361‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وسرق‪ 5‬سيّار بن نصر بن سيار فقطعه زياد بن أبيه ‪ ،‬و( سرق) عمرو بن شاس المرادي‪ ،‬فقطعه‬
‫علي بن أبي طالب‪ ‬عليه السالم‪ ، ‬و( سرق) األسقع الكندي وهو رجل من الصدف‪ ،‬فقطعه زياد و ( سرق)‬
‫برد بن المناقب األسدي فقطعه زياد أيضا‪ ،‬وكان األسقع وبرد بن المناقب والمثنى ابن أخي جرير سرقوا‪،‬‬
‫فطلبهم زياد فأفلت المثنى وظفر باألسقع وبرد فقطعهما‪ ، 5‬وقال المثنى في ذلك ‪:‬‬
‫يا معشر المرد والشبان والشيب‬ ‫تحرّزوا‪ 5‬غ ّي زياد في مقامكم‬
‫‪29‬‬
‫مقطع أو طويل الجذع مصلوب‬ ‫كيف القرار بدار ال يزال بها‬
‫واألشمط الشيخ برد بن المناقيب‬ ‫قد أحكموا األسقع‪  ‬الكندي بصرغته‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪ )1‬قال ابن عباس في رسالته ليزيد بن معاوية‪  ‬عن عبيد هللا بن زياد بن أبيه‪ :‬فلست أنس الدعي ابن‬
‫الدعي ابن العاهرة الفاجرة‪ ،‬أخبار الدولة العباسية ‪ ،‬تحقيق الدكتور الدوري‪ ،865‬تاريخ اليعقوبي‪،249 /2‬‬
‫وقال الخوارزمي‪ 5‬عن عبيد هللا بن زياد‪:‬‬
‫هي للنبي الخير خي ُر ُمقَب ِّل‪ ‬‬ ‫نكت الدعي ابن البغ ّي ضواحكاً‪ 5‬‬

‫‪         ‬مقتل الحسين ‪ ،‬الخوارزمي ‪141 /1‬‬


‫‪ ‬‬
‫‪ … ‬يتبع‬

‫باب الصناعات‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫كان سعد بن أبي وقاص يبري النبل‪ ،‬وكان صانعا ً ‪ ،‬ومسلمة بن حبيب بن مسلمة الفهري ‪ ،‬والمطلب‬
‫بن أبي وداعة السهمي‪.‬‬
‫وكان الخطّاب أبو ضرار بن الخطّاب الشاعر طبيبا ً ‪ ،‬وكان الجراح أبو عبيدة بن الجراح ت ّمارا ‪.‬‬
‫ً (‪)1‬‬

‫وممن كان شعّابا ً (‪ )2‬الغرم بن خويلد ‪ ،‬وابن أبي خلف‪ ،‬وعتبة بن أبي معيط يصلح األقداح‪ ،‬والقصاع‪5.‬‬
‫وممن كان‪  ‬خصّافا ً (‪)3‬عائذ بن عمران بن مخزوم‪ 5‬والمغيرة بن أبي العاص وابنه معاوية ‪ ،‬كانوا‬
‫خصافين وبياعين للنعال بمكة‪.‬‬
‫ً (‪)4‬‬
‫وممن كان قينا‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫(‪   )1‬الت ّمار‪ :‬بائع التمر ‪ ،‬وكان ابنه أبو عبيدة حفارا للقبور يحفر للقرشيين في المدينة * أقرب‬
‫الموارد ‪ ، 1/80‬تاريخ الطبري‪452 /25‬‬
‫الشعابة‪ ،‬حرفة الشعّاب ‪ ،‬وهو الذي يلئم الصدع‪ ،‬في األواني مثال * أقرب الموارد ‪/3‬‬ ‫(‪   )2‬شعّاباً‪ِ :‬‬
‫‪ ، 243‬لسان العرب ‪4981‬‬
‫(‪   )3‬خصّافاً‪ 5:‬صانع النعل * لسان العرب ‪73 ،72 /9‬‬
‫(‪   )4‬القَين‪ :‬الح ّداد‪ ،‬وجاء في التهذيب‪ /‬كل عامل الحديد عند العرب قَين * لسان العرب ‪350 /13‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫الوليد بن المغيرة المخزومي أدرك النبي‪  ‬صلى هللا عليه وآله فلم يسلم‪ ،‬ونسله بالمدينة‪.‬‬
‫والعاص ابن هشام أخو أبي جهل بن هشام‪ ،‬نسله بالكوفة والمدينة‪ ، ،‬وهشام‪ 5‬بن ربيعة الذي قام يوم‬
‫الصحيفة من بني‪  ‬عامر بن لؤي‪ ،‬وولده بالمدينة‪ ،‬وعمير بن الحصين العامري‪ ،‬وولده بالمدينة‪ ،‬وطعيمة‪ ‬‬
‫ومطعم ابنا عدي بن توفل بن عبد نوفل بن عبد نوفل‪ 5‬وال ولد لطعيمة‪ ،‬وولد مطعم بالمدينة ومكة‪ ،‬وهشام‬
‫وهاشم كانا قينين أصحاب سيوف‪.‬‬
‫قال هشام ( ابن الكلبي) ‪ :‬قال عثمان بن أبي بكر بن عبد هللا بن حميد من بني أسيد بن عبد العزى‬
‫إلبراهيم بن هاشم بن إسماعيل بن الوليد بن المغيرة‪ ،‬وكان واليا ً على مكة ففاخره في شيء أو قضى‪5‬‬
‫عليه ‪ ،‬فقال عثمان‪ :‬وهللا ما أنا نافح قين (‪ )1‬وال ضارب عالة (‪ )2‬ولو نقبت قدماي‪ 5‬النتثرت منها بطحاء‬
‫مكة‪.‬‬
‫ً‬
‫قال له ابن هاشم‪ :‬فوهللا لقد كنتم وحوشا في الجاهلية وما استأنستم‪ 5‬في اإلسالم‪.‬‬
‫قال هشام‪ :‬وذكر ابن عياش عن أبيه قال‪ :‬كنا في موكب سليمان بن عبد الملك‪ ،‬وعلي بن عبد هللا بن‬
‫عباس يسائره‪ ،‬وركابه حينئذ غليظ(‪ ، )3‬فجاء الحرث بن خالد‪  ‬بن العاص بن هاشم بن الوليد بن المغيرة‬
‫المخزومي‪ ،‬فدخل بينهما فأصاب ساقه ركاب علي‪ ،‬فقال الحرث‪ :‬سبحان هللا السائرة بمثل هذا الركاب‪،‬‬

‫‪30‬‬
‫فقال‪ :‬إنه من صنعة قين بمكة ( ‪ )4‬فنحن نتبرك به‪ ،‬ويريد‪ 5‬العاص حين أسلمه أبو كعب قينا‪ ،‬وكان قامره‬
‫فقمره فأسلمه قينا‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬القين الح ّداد والصانع*‪ 5‬لسان العرب ‪ .13/350‬وعثمان هنا يفتخر بأنه لم يكن حدادا‪ ،‬وهي عادة‬
‫البدو في نبذ الحرف اليدوية‪.‬‬
‫(‪   )2‬ال َعالة كقناة‪ :‬الزبرة التي يضرب عليها الحداد الحديد * أقرب الموارد ‪3/303‬‬
‫(‪   )3‬شديد وخشن‪ ،‬أي غير مريح‬
‫(‪   )4‬يعرض بجده الوليد بن المغيرة الذي كان قينا ً أي حدادا في مكة‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫ومن كان تيّاسا ً (‪   )1‬أبو أحيحة سعد بن العاص‪ ،‬وحريث بن عمرو بن عثمان المخزومي‪ 5‬أبو عمرو‬
‫بن حريث وولده بالكوفة‪ ،‬وكان البياع صاحب تيوس يطرقها‪ )2( 5‬فلما مات أخذ أبو أحيحة تيوسه وكان‬
‫يطرقها‪ ،‬وثويب بن حبيب بن أسعد بن عبد العزى كانت له تيوس وكان يجللها ويبرقعها‪ 5‬كما يصنع بالخيل‬
‫لئال يراها الناس‪ ،‬مخافة العين عليها‪ ،‬فكان منها شاكر وعاثر‪ ،‬وكانت حمراً كلها وكانت أينس‪  ‬التيوس‬
‫فطنة‪  ‬بمكة وكان يعلق عليها الجالجل والعهن والتمائم‪ ، 5‬فكان يقال أتيس من تيوس ثويب‪ ،‬وقد هجاه‬
‫ثعمان بن الحويرب فقال‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫فإنـك يا بـن حمراء العجان‬ ‫أال مـن مــبلـ ٌغ عـني ثويـبـا ً‬
‫وإنك معرق لك في الزواني‪5‬‬ ‫تبادى الصيد من شقى قصتي‪5‬‬
‫علــى أقـرانـه ثـبت الجـنـان‬ ‫ألـم تعـلم بـأن الـلـيـث يعـدو‬
‫وتطرق حين يبدو من مكان‬ ‫تخاف األُسد منه حين يسطو‬
‫(‪)4‬‬
‫لما حاولـت ليـس بـذي بيـان‬ ‫وأنـت‪  ‬كهامة رعــش عيي‬
‫بعسب تيوسك الحمر القواني‬ ‫فكيــف‪ 5‬ترومني وتجاريـني‬
‫وراهـن‪  ‬أربـع لك ثـم ثـان‬ ‫كشاكر‪ 5‬ثم صــابر ثم عاري‬
‫وتعـقيـد التـمائـم واألرانـي‪5‬‬ ‫من العجف المقلد في ذراها‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪   )1‬ممسك التيس وصاحبه‪ ،‬والتيس الذكر من الظباء والمعز * أقرب الموارد ‪1/82‬‬
‫(‪   )2‬تيوس‪ :‬جمع تيس‪ ،‬وطرق الفحل الناقة يطرقها طرقاً‪ 5‬وطروقا ً أي قعا عليها وضربها‪ ،‬وأطرقه‬
‫فحالً‪ :‬أعطاه إياه يضرب في إبله‬
‫(‪   )3‬كلمة تقال عند السب والعجان ما بين الخصية والدبر‪ ،‬السيرة النبوية‪ ،‬ابن كثير ‪3/641‬‬
‫(‪   )4‬اإلعياء‪ :‬عجز يلحق البدن من المشي‪ ،‬والعي عجز يلحق من تولى األمر والكالم‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫عليها حمرة كاألرجوان‬ ‫فجللها مبرقعة قياما‬
‫وقال هبار بن األسود‪:‬‬
‫بأنــك عـبـد للئـام حـذيـن‬ ‫ثويـب ألم تعـلم وعلمك صائن‬
‫جعلت أراها دون كل قرين‬ ‫أترجو‪ 5‬مساماتي‪ ،‬بأتياسك التي‬
‫على شاكر أو عائر ورهين‬ ‫فرغ من مساماة الكرام واقبلن‬
‫وال تعترض في دائن ومدين‬ ‫عليك فجللها وبرقع‪ 5‬وجوهـها‬
‫وممن كان معلما ً وخياطاً‪ 5‬أبو سفيان صخر بن حرب وأبو قيس بن عبد مناف بن زهرة ‪ ،‬وولده‬
‫بالمدينة‪ ،‬وكانوا‪ 5‬معلمين علمهما بشر بن عبد الملك في بادية مصر‪ ،‬وغيالن بن سلمة الثقفي‪ ،‬كان معلما ً‬
‫بالطائف ‪ ،‬والقسم بن مخيمر يروي عنه األوزاعي وعبد الرحمن بن عمرو والكميت بن زيد األسدي‬
‫وحسين المعلم المحدث‪ ،‬وأبو صالح مولى أم هاني‪ ،‬الذي يروي عن ابن عباس‪ ،‬وقتادة بن دعامة‬
‫‪31‬‬
‫السدوسي‪ 5‬كان معلما ً أيضا ً ‪ ،‬وعثمان ابن أبي طلحة من بني عبد الدار‪ ،‬كان خياطا ً وولده بمكة‪ ،‬وقيس بن‬
‫مخرمة بن عبد المطلب بن عبد مناف‪ ،‬كان خياطا ً دعيا ً (‪  )1‬يقال أن أصله من يهود خيبر‪.‬‬
‫وممن كان جزاراً عامر بن كرز‪  ‬بن بني عبد شمس وولده بالنياج والبصرة‪ ،‬والعاص بن وائل‬
‫السهمي‪ ،‬وولده بالشام ومصرن‪ 5‬والزبير بن العوام‪ ،‬وعبد األسد بن سلمة بن عبد األسد‪.‬‬
‫وممن كان لحّاما ً(‪ )2‬قصابا ً عدي بن نوفل بن عبد مناف جد جبير بن مطعم‪،‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪   )1‬الدع ّي‪ :‬المنسوب إلى غير أبيه ( لسان العرب ‪)261 /14‬‬
‫(‪   )2‬اللحام‪ :‬الذي يبيع اللحم ( لسان العرب ‪)535 /12‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫وكرز‪ 5‬بن ربيعة بن قضب بن عبد شمس‪ ،‬وأبو‪ 5‬الجهم العدوي‪5.‬‬
‫وممن كان خ ّماراً (‪ )1‬أسيد بن أبي العاص بن أمية‪ ،‬ولده بالبصرة ومكة والمدينة والشام‪.‬‬
‫قال هشام ( ابن الكلبي) ‪  :‬حدثني أبي قال كان قيس بن عدي السهمي يأتي أسيد بن أبي العاص ومعه‬
‫مقرعة له فيقول له اسقني من خمرك فإنه كان جيداً‪ ،‬فيقول له ‪ :‬أنه روى‪ ،‬فيجيبه اشتري‪ 5‬منه ولو كان‬
‫رديئاً‪ ،‬فيقرع رأسه بالمقرعة ويقول يا هذا ما أجد ألذ من خمرك‪ ،‬وعقبة بن أبي معيط (‪ )2‬ولده بالشام‬
‫والجزيرة والكوفة وكان شريكه في الطائف األخنيس بن شريق الثقفي ومنبه وبنيه ابنا الحجاج السهميان ‪،‬‬
‫ولدهما بمكة‪ ،‬وأبو لهب بن عبد المطلب‪ ،‬وأبو سفيان بن حرب وكان شريكه بالطائف وأبو‪ 5‬حريم السلولي‬
‫وكان شريكه في خيبر‪ ،‬وسالم بن خشكم اليهودي‪ ،‬وكان أيسر أهل خيبر‪  ‬وأكثر‪ 5‬ماالً ‪ ،‬وهو الذي يقول له‬
‫أبو سفيان وينزل‪ 5‬عليه هنالك‪:‬‬
‫على ظماء مني سالم بن خشكم‬ ‫سقاني الكميت الخسرواني صافاً‪5‬‬
‫وممن كان حماما وحالقاً‪ 5‬الحكم بن أبي العاص‪  ‬كان حالقاً‪ ،‬وولده‬
‫)‬‫‪3‬‬ ‫(‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬يبيع الخمر‬
‫(‪   )2‬قال النبي صلى هللا عليه وآله له ‪ :‬إنما أنت يهودي من أهل صفورية* السيرة الحلبية ‪، 186 /2‬‬
‫مروج الذهب المسعودي‪ ،336 /1 5‬قال ابن األثير ‪ :‬وهو من المستهزئين‪ 5‬برسول هللا صلى هللا عليه وآله‬
‫عمد إلى ِمكتل فجعل فيه عذرة‪  ‬وجعله على باب رسول هللا صلى هللا عليه وآله فبصر‪ 5‬به طليب بن عمير‬
‫بن وهب بن عبد مناف بن قصي‪ 5‬وأمه أروى بنت عبد المطلب‪ ،‬فأخذ المكتل منه وضرب به رأسه ‪ ،‬وأخذ‬
‫بأذنيه وأسر عقبة ببدر فقُتل صبراً ( تاريخ ابن األثير ‪)74 /2‬‬
‫(‪   )3‬كان خصّاء يخصي الغنم * حياة الحيوان للدميري ‪ ، 276 /1‬وهو الحكم‪  ‬بن أبي العاص بن‬
‫أمية أبو مروان بن الحكم لعين رسول هللا صلى هللا عليه وآله وطريده‪ ،‬كان يتس ّمع سر رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وآله ويطّلع عليه‪  ‬من باب بيته ‪ ،‬وكان يحكي رسول هللا‪  ‬صلى هللا عليه وآله في مشيته‪  ‬فالتفت يوما‬
‫فرآه يتخلج في مشيته فقال صلى هللا عليه وآله ‪ :‬كن كذلك * أسد الغابة ‪ ، 2/37‬وقد‪ 5‬أعاده‪  ‬عثمان من منفاه‬
‫في الطائف‪ ،‬حيث نفاه إليها رسول هللا صلى هللا عليه وآله * الملل والنحل ‪ ،‬الشهرستاني‪ ، 1/32 5‬وأعطاه‬
‫صدقات‪  ‬قضاعة‪ ،‬فبلغت ثالثمائة ألف درهم * تاريخ اليعقوبي ‪ ، 164 /2‬أنساب األشراف‪ ، 5‬البالذري‪/5 5‬‬
‫‪ ،28‬المعارف‪ ،‬بن قتيبة ‪ ،194‬العقد الفريد ‪ ، 103 /4‬مرآة الجنان ‪ ،‬اليافعي ‪ ، 1/85‬تاريخ اإلسالم‪ ‬‬
‫للذهبي ‪366-365‬‬
‫‪ ‬‬

‫بالشام‪ ،‬وحريث بن عثمان المخزومي‪  ‬أبو عمرو بن حريث ‪ ،‬الذي قصره بالكوفة‪ ،‬وقد أدرك عمرو‬
‫بن حريث النبي صلى هللا عليه وآله ‪ ،‬وقيس بن خالد أبو الضحاك بن قيس كان حجّاما ً وولده بالشام‪ .‬وأبو‪ ‬‬
‫حبيب بن حذيفة المخزومي ‪ ،‬وكان ختّانا ً وولده بمكة‪ ،‬ومعمر‪ 5‬بن عثمان بن كعب بن سعد بن تيم جد عمر‬
‫بن عبد هللا بن معمر كان حجّاماً‪ ،‬وولده بالبصرة ‪ ،‬والمدينة‪.‬‬
‫قال ( عباس) ابن هشام ( الكلبي) ويقال إن ثويباً‪ 5‬كان حجّاماً‪ ،‬وولده بمكة‪.‬‬
‫وقال عتبة األسدي يهجو عمرو بن حريث‪:‬‬
‫‪32‬‬
‫(‪)1‬‬
‫تنسب في األنام على عناق‬
‫وعمرو بن حريث ففي عيون‬

‫بمكة وهـو مطّرب السـباق‬ ‫وكــان أبـوه يحلق قـد علمـتم‬


‫وكان رجل من بني تغلب انتحل هذا الشعر وهو لكعب بن جعيل التغلبي يهجو الضحاك‪:‬‬
‫بغ ّي لحجّام تحيلك أضرابا‪5‬‬ ‫هل أنت يا ضحاك إال لقينة‬
‫وقال بعض قريش‪ 5‬وقد سمعت من ينسبه إلى أبي طالب يهجو ثويباً‪:‬‬
‫فإنك يا بن العبد عبد المحاجم‬ ‫من مبلغ‪  ‬عني ثويباً‪ 5‬رسالة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪     )1‬العناق‪ :‬األنثى من المعز إذا أتت عليها السنة‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫وإن التي أدتك من عتق دارم‬ ‫وإن أباك العبد من شـــ ّر محتد‬
‫وقد‪ 5‬فضــحتكم قبلـها أم دارم‬ ‫تسامي رجاالً من قريش أعزة‬
‫وأنت إلى السوقات أول قادم‬ ‫تن ّح عن العليا فلست من أهلها‬
‫قال هشام عن أبي عبد الرحمن األبرص عن أبي‪  ‬عقيل قال ربما حلق مروان بن الحكم بكف من‬
‫دقيق (‪ )1‬قال‪:‬‬
‫وكان أبو أحيحة سعيد بن العاص حجّاما ً ‪.‬‬
‫(عن) هشام‪ :‬قال ‪ :‬أخبرني أبو مخذم وأبو الربيع مولى محمد بن سلمة‪ ،‬وأخبرني‪ 5‬أن أبي األهتم كان‬
‫يهوديا ً من يهود الحيرة‪ ،‬وكان أبو األهتم وجده حجامين‪ ،‬وله يقول الشاعر ‪:‬‬
‫بضاعات كانت إلى األهتم‬ ‫وحفر المناقير‪ 5‬أطرافها‬
‫( وعن) هشام عن أبي المخذم ‪ :‬أن أبا موسى‪ 5‬األشعري كان حالقا‪ً.‬‬
‫وممن كان دبّاغا ً‪  ‬الحرث بن جبيرة السهمي أبو رفاعة‪  ‬وأبو لهب بن عبد المطلب ثم صار مقامراً ‪،‬‬
‫وولده بمكة والمدينة وتسليم‪ 5‬بن خالد بن عبد مناف بن كعب بن تيم بن مرة ‪ ،‬وهو ادعا خالداً معه‪.‬‬
‫وممن كان يأكل الربا الوليد بن المغيرة (‪ )2‬كان يربى في ثقيف وولده بالمدينة‪،‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫ً‬
‫(‪   )1‬ثم تحوّل مروان ‪ ‬من الفقر إلى الغنى إذ أعطاه عثمان فدكا الخاصة بفاطمة عليها السالم *‬
‫المعارف ‪ ،‬بن قتيبة‪ ،195-194‬تاريخ أبي الفداء ‪ ،1/168‬السنن الكبرى‪ ،‬البيهقي ‪ ،6/301‬العقد الفريد‬
‫‪ ،4/103‬شرح نهج البالغة ‪ ،‬المعتزلي‪ ،199-1/198 ،‬وزوّجه ابنته ‪ ،‬وسلّمه خمس غنائم افريقية وقد‪5‬‬
‫بلغت مئتي ألف دينار* الملل والنحل‪ ،‬للشهرستاني‪1/32 5‬نشر مكتبة االنجلو المصرية‪ ،‬فكانت ال تقاس بما‬
‫كان يحصل عليه في الحالقة المتمثلة بكف من دقيق!‬
‫(‪   )2‬الوليد بن المغيرة المخزومي والد خالد‪ ،‬من طغاة قريش المخالفين للنبي‪  ‬صلى هللا عليه وآله‪،‬‬
‫وهو الذي دعا التفاق قريش في وصفهم رسول هللا صلى هللا عليه وآله بالساحر*‪ 5‬تاريخ ابن األثير ‪،2/72‬‬
‫سيرة ابن هشام ‪1/174‬‬
‫‪ ‬‬

‫والعباس بن عبد المطلب‪،‬‬


‫ّ‬
‫قال ( هشام) ‪ :‬ولما افتتح رسول هللا صلى هللا عليه وآله الطائف كلمه خالد بن الوليد في ربا أبيه الذي‬
‫(‪      )1‬‬
‫كان في ثقيف لوصية أبيه إياّه فأنزلت ‪ )  :‬يا أيها الذين ءامنوا اتقوا هللا وذروا ما بقي من الربا (‬
‫وممن كان ينادي على طعام ابن جدعان سفيان بن عبد األسد المخزومي‪ ،‬وولده بمكة‪  ،‬وأبو قحافة‬
‫عثمان (‪ )2‬بن عامر بن سعد‪ ،‬وولده بالمدينة‪ ،‬وفيه يقول أمية بن أبي الصلب يمدح ابن جدعان‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وآخر فوق‪ 5‬دارته ينادي‬ ‫له داع بمكة مشـــمعل‬
‫لباب البر يلبك بالشهاد‬ ‫إلى ردح من الشيزي عليها‬

‫‪33‬‬
‫فالمشمعل‪ 5‬هو سفيان بن عبد األسد‪ ،‬واآلخر‪ 5‬أبو قحافة‪.‬‬
‫وم ّمن كان يضرب بالعود ويغنّي ( عن ) هشام عن أبي مسكين محرد بن جعفر عن جعفر بن عمرو‬
‫الضمري‪ ،‬قال‪ :‬كانت قريش إنما تغنّي وي ّغني لها بالنصب وهو نصب األعراب وال تعرف غيره‪ ،‬حتى‬
‫قدم النضر بن الحرث وافداً على كسرى‪ ،‬فمر بالحيرة فتعلّم ضرب العود وغناء العباد ‪ ،‬فعلّم أهل مكة‬
‫(‪)4‬‬
‫وفيه نزلت‪ )  ‬ومن الناس من يشتري لهو الحديث (‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬البقرة ‪278:‬‬
‫(‪   )2‬كان أبو قحافة والد أبي بكر أجيراً عند عبد هللا بن جدعان ينادي على طعامه * األغاني ‪، 8/4‬‬
‫مسامرة األوائل‪  ،88‬لذا قال أبو سفيان عن خالفة أبي بكر ‪ :‬ما بال هذا األمر في أقل قريش قلّة‪ ،‬وأذلها‪5‬‬
‫ذلّة * أخرجه الحاكم وصحّحه الذهبي‪ ،‬تاريخ الخلفاء‪ ،‬السيوطي‪ ،66 5‬شرح نهج البالغة ‪ ،‬المعتزلي ‪/1‬‬
‫‪130‬‬
‫(‪   )3‬معجم البلدان‪ ،‬الحموي ‪  ، 2/424،5/185‬السيرة النبوية ‪ ،‬ابن كثير ‪1/117‬‬
‫(‪   )4‬لقمان‪6 :‬‬
‫‪ ‬‬

‫…‪ ‬يتبع‬

‫باب التجارات‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫فممن كان يبيع البز ‪ ‬أبو بكر بن أبي قحافة التيمي ‪ ،‬وعثمان بن عفان األموي‪ ،‬وطلحة بن عبيد هللا‬
‫التيمي ‪ ،‬وعبد الرحمن بن عوف لزهري‪ ،‬والحرث بن عبد المطلب بن هاشم‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وكان عبد هللا بن عثمان بن كعب ب ّزازاً يبيع الب ّز بالشام ويشتري الرقيق‪5.‬‬
‫عن هشام‪ :‬عن أبيه‪ ( :‬قال) ‪ :‬وممن كان يبيع الحنطة‪  ‬من قريش القوام بن خويلد األسدي‪.‬‬
‫وممن كان عطاراً ‪ ‬أبو طالب بن عبد المطلب‪ ،‬يقال ‪ :‬إنه كان يبيع الب ّز في أول النهار ويبيع آخر‬
‫النهار العطر‪.‬‬
‫وأبو عبيدة بن الجراح وال عقب له ‪ ،‬وشيبة بن ربيعة ‪ ،‬وأبو البختري بن هشام ‪ ،‬ومخرمة بن نوفل‪،‬‬
‫وعبيد هللا بن عثمان أبو طلحة ‪ ،‬وهشام‪ 5‬بن المغيرة‪ ،‬والحجاج أبو منبه بن الحجاج‪.‬‬
‫وكان نصر بن الحرث عطاراً وأمية بن خلف كان عطاراً فكثر ماله‪ .‬وكان‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬الب ّز‪ :‬الثياب والب ّزاز‪ : 5‬بائع الب ّز‪ *  ‬لسان العرب ‪5/311‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫عبد هللا بن جدعان‪ )1(  ‬عطاراً ‪ ،‬وكان سمرة بن جندب (‪ )2‬عطاراً ‪ ،‬وكان عبد شمس دهّانا ‪ً.‬‬
‫وممن كان يختلف في التجارات ‪ ‬عمر بن الخطاب (‪ )3‬كان يختلف في تجارات بني عدي بن كعب‪،‬‬
‫وأبو البختري بن هاشم بن الحرث بن عبد العزى ‪ ،‬وولده بالمدينة‪ ،‬قُتل يوم بدر كافراً‪ ،‬وزمعة بن األسود‬
‫بن عبد المطلب ج ّد أبي البختري القاضي وهم بالمدينة ‪ ،‬وأمية بن المغيرة المخزومي وولده بها‪ ،‬وحكيم‬
‫بن حزام بن خويلد‪ ،‬وولده بمكة والمدينة‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬عبد هللا بن جدعان التيمي ‪ :‬كان يجود‪ 5‬بالطعام على المساكين وهو مولى صهيب الرومي‪. 5‬‬
‫وعمله السمسرة في الرقيق‪ 5‬والتجارة بهم‪.‬‬
‫(‪   )2‬عن محمد بن سليم قال‪ :‬سألت أنس بن سيرين( مولى أنس بن مالك ) هل كان سمرة قتل أحدا؟ً‬
‫قال‪ :‬وهل يحصى من قتلهم سمرة بن جندب‪ ،‬استخلفه زياد على البصرة ستة أشهر حين كان واليا ً عليها‬
‫‪34‬‬
‫وعلى الكوفة من قبل معاوية وأتى معاوية ‪ ،‬وقد قتل ثمانية آالف من الناس‪ .‬فقال له زياد‪ :‬هل تخاف أن‬
‫تكون قتلت أحداً بريئا ً ؟ قال‪ :‬لو قتلت إليهم مثلهم ما خشيت * تاريخ الطبري‪ .6/122 5‬وقد قتل سمرة في‬
‫غداة سبعة وسبعين رجالً قد جمع القرآن * تاريخ الطبري‪176 /4 5‬‬
‫(‪   )3‬جاء‪ :‬كان عمر في الجاهلية مبرطشاً‪ 5‬أي سمساراً‪ 5‬في معامالت البيع والشراء‪ ،‬وذكر الحنبلي في‬
‫كتاب نهاية الطلب أن عمر كان قبل اإلسالم ن ّخاس ( سمسار) الحمير * العقد الفريد ‪ ،65-64 /1‬النهاية‪،‬‬
‫ابن األثير ‪ ،2/8‬الصراط المستقيم ‪ / 3‬ب ‪28 /12‬‬
‫ً‬
‫وخرج عمر مع الوليد بن المغيرة المخزومي إلى الشام عسيفا له ‪ ،‬والعسيف هو الخادم أو األجير *‬
‫أقرب الموارد ‪ ،781 /2‬شرح نهج البالغة ‪ ،‬المعتزلي ‪183 /12‬‬

‫باب المجلودين‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ‬من قريش العاص بن سعد بن العاص والعاص بن هشام بن المغيرة ومخرمة‪  ‬الزهري وأبو النجم‬
‫بن حذيفة العدوي‪ 5‬وعبد هللا بن السائب بن أبي حبيش‪  ‬من بني أسد بن عبد العزى والمسور‪ 5‬بن مخرمة‬
‫وهشام بن المسور وخالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد ضربه الزبير في شراب‪.‬‬
‫قال هشام‪ :‬جلد‪  ‬عمر بن الخطاب مخرمة بن نوفل(‪ )2‬في شهادة‪ ،‬وح ّد ابنه‪  ‬المس ّور‪ 5‬في شهادته على‬
‫يزيد بن معاوية بشرب الخمر فكتب يزيد بن معاوية إلى عامله بالمدينة بح ّده فح ّده‪ ،‬فقال ابن أبي عروة‪:‬‬
‫أبو خالد(‪ )3‬ويضرب‪ 5‬الحد مسور‪5‬‬ ‫‪    ‬أيشربها‪ 5‬صهباة كالمسك ريحها‬
‫وافترى هشام بن المسور على رجل من قريش‪ ،‬فاستعدى عليه بعد الملك‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪   )1‬الكوفي‪ 5‬المخزومي‪5‬‬
‫(‪   )2‬مخرمة بن نوفل‪ 5‬بن عبد مناف الزهري‬
‫(‪   )3‬يزيد بن معاوية‬

‫بن مروان ‪ ،‬فكتب إلى عامله ح ّده فإنه ابن محدودين‪.‬‬


‫ومن العرب ‪ :‬يوسف بن عمرو الثقفي‪ ،‬وقطن بن عبد هللا بن الحصين من بني الحرث بن كعب‪.‬‬
‫وضرب‪ 5‬عمر بن الخطاب شبل بن معبد البجلي وأبا بكرة واسمه نفيع بن مسروح ونافع‪ 5‬بن الحرث بن‬
‫كلدة الثقفي في شهادتهم على المغيرة ‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫نكاح الجاهلية‬
‫‪ ‬‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫( عن ) هشام قال‪ :‬حدثني أبو السائب المخزومي‪ 5‬عن الزهري عن سعيد بن المسيب أنه قال ‪:‬‬
‫نكاح قريش في الجاهلية على أربعة أوجه‪:‬‬
‫كما حكم هللا في المهور‪ 5‬والبيّنات‪ ،‬ونكاح آخر كانت المرأة من قريش تصيبها العاهة فيأتي الرجل‬
‫فتستطرقه(‪ )3‬نفسه‪ ،‬فيعرف نسله وولده‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬وهو محمد بن شهاب وكانت عالقته بالبالط األموي جيدة ودرس عند سعيد بن المسيب وعروة‬
‫بن الزبير‪ ،‬وقضى هشام بن عبد الملك عن الزهري سبعة آالف دينار* تاريخ أبي زرة الدمشقي ص‬
‫‪ .187‬وقال جعفر بن إببراهيم الجعفري‪ :‬كنت عند الزهري أسمع منه ‪ ،‬فإذا عجوز قد وقفت عليه فقالت‪:‬‬
‫يا جعفري ال تكتب‪  ‬عنه‪ ،‬فإنه مال إلى بني أمية‪ ،‬واخذ جوائزهم‪ 5.‬فقلت‪ :‬من هذه؟ قال ‪ :‬أختي رقية خرفت‪،‬‬
‫قالت‪ :‬خرفتَ أنت ‪ ،‬كتمت فضائل آل محمد * تاريخ ابن عساكر ‪357 /17‬‬
‫(‪   )2‬وهو سعيد بن المسيب المخزومي له أحاديث كثيرة‪.‬يطرق أي يعير فحله فيضرب طروقة الذي‬
‫يستطرقه‪ .‬والطّرق في األصل‪ :‬ماء الفحل وقيل هو الضراب ‪ ‬ثم سمي به الماء‪ ،‬واستعار أبو السمات‬
‫‪35‬‬
‫الطرق *‬
‫َ‬ ‫كالورس ‪ ،‬يطيّب النفس ويكثر‪5‬‬
‫الطرق في اإلنسان حين قال له النجاشي‪ :‬ما تسقيني؟ قال شراب َ‬
‫لسان العرب ‪216 /10‬‬
‫‪ ‬‬

‫ونكاح آخر كان الرجل يثب على أمة قوم فتلد له‪ ،‬فأما أن تمن عليه ‪ ،‬وإما أن تفادى‪.‬‬
‫ونكاح آخر يجتمعون عند المرأة من ذوات الرايات فتحمل فإذا حضر‪ 5‬والدها حكموها في الولد‪ ،‬فمن‬
‫(‪)1‬‬
‫ألحقته الولد لحقه ووصله‪.‬‬
‫( وعن ) هشام‪  ‬أخبرني معروف‪ 5‬بن خربوذ‪ 5‬عن موسى بن مخزوم‪ 5‬قال‪ :‬كان مسافر‪ 5‬بن أمية بن عبد‬
‫شمس بن عبد مناف يُتهم بهند‪ ،‬وكان معاوية يقال‪ :‬إنه من العباس بن عبد المطلب إذ كان يتهم بهند وكان‬
‫نديم أبي سفيان بن حرب‪ ،‬فقال‪ :‬إنه نادمه لمكانها‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬إنه لعمارة بن الوليد بن الغيرة المخزومي ‪ ،‬وكان عمارة من رجال قريش جماالً وسخا ًء‪ ،‬وهو‬
‫(‪)2‬‬
‫الذي مشى به عمرو بن العاص إلى النجاشي‪ ،‬فدعا السحرة فنفثن في إحليله‪ ،‬فهام مع الوحش‪.‬‬
‫ويقال إنه من مسافر‪ 5‬بن عمرو‪ ،‬وكان من أشد الناس حبا ً لهند‪ ،‬فلما حملت منه خاف أن يظهر أمره‬
‫فرحل إلى عمرو بن هند ملك الحيرة‪ ،‬فأقام‪ 5‬عنده حتى مات ثم تزوج أبو سفيان هنداً فولدت معاوية على‬
‫فراشه‪.‬‬
‫فقام أبو سفيان بن حرب على عمرو بن هند بالحيرة في حاجة له ومسافر‪ 5‬عنده‪ ،‬فجعل مسافر يسأله‬
‫عن أهل مكة فيخبره حتى جرى الحديث إلى أن قال‬
‫‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪   )1‬مثل قضية طلحة بن عبيد هللا إذ اختارت أمه عبيد هللا وفضلته على أبي سفيان ‪ ،‬وقضية عمرو‬
‫بن العاص حيث فضّلت أمه النابغة‪  ‬العاص بن وائل على أبي سفيان رغم اشتراك‪ 5‬الكثير من الرجال في‬
‫النزو عليها‪.‬‬
‫(‪   )2‬راجع نسب قريش لمصعب الزبيري ‪ ،322‬شرح نهج البالغة ‪ ،‬المعتزلي‪306 /6 5‬‬

‫‪ ‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫ً‬
‫‪ ‬أبو سفيان‪ :‬وهل علمت أني تزوجت هندا ‪ ،‬فقال له مسافر‪ 5:‬وقد فعلت؟ قال‪ :‬نعم ‪ ،‬فأخذ مسافر‪5‬‬
‫الهالمس حتى سقى بطنه(‪ ، )2‬فجعل يذوب ‪ ،‬فقيل للملك ليس له دواء إال الكي‪ ،‬فقال له الملك ما ترى؟ قال‪:‬‬
‫ذاك إليك‪ ،‬فجعل الذي يكويه يحمي المكاوي‪ ،‬فقال مسافر‪ 5:‬قد يضرط‪ 5‬العير والمكواة في النار(‪ )3‬فأرسلها‪5‬‬
‫مثالً‪ ،‬ونزل به الموت ‪ ،‬فاستأذن الملك في الخروج إلى أهله فأذن له ‪ ،‬فخرج ومات في موضع يقال له‬
‫هبالة فقال أبو طالب يرثيه‪:‬‬
‫لت صحار من دونه ومتوك‬ ‫رب ميت على هبالة قدحا‪5‬‬
‫وكان مسافر نديما ً ألبي طالب‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫قال هشام‪ :‬وكانت هند من المغتلمات ‪ ،‬وكان أحب الرجال إليها السودان‪ ،‬فكانت إذا ولدت أسود‬
‫قتلته‪.‬‬
‫قال هشام ‪ :‬ووقع بين يزيد بن معاوية وبين اسحق بن طلحة بن عبد هللا‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬راجع ربيع األبرار ‪ ،‬الزمخشري ‪ ،551 /3‬شرح نهج البالغة ‪ ،‬المعتزلي‪111 /1 5‬‬
‫(‪   )2‬السقي ‪ :‬ماء أصفر يقع في البطن‪ ،‬يقال ‪ :‬سقى بطنه‬
‫(‪   )3‬راجع تاريخ ابن عساكر ‪184 /27‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫(‪   )4‬كان زوجها‪ 5‬الفاكه طردها إلى أهلها لرؤيته رجال أجنبيا خرج من بيتها الذي كانت فيه‬
‫مضطجعة* تاريخ ابن عساكر ‪ ،180 /27‬وقال‪ 5‬ألبو هريرة رأيت هنداً بمكة‪  ‬كأن وجهها فلقة قمر‪،‬‬
‫وخلفها من عجيزتها مثل الرجل الجالس ومعها صبي يلعب* تاريخ ابن عساكر ‪ ،185 /27‬وفي معركة‬
‫أحد أخذت هند كبد حمزة فالكتها* تاريخ ابن عساكر ‪ ،185 /27‬ودعت جيش كفار أحد إلى نبش قبر أم‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله وقالت‪ :‬فإن أسر محمد صلى هللا عليه وآله منكم أحداً فديتم كل إنسان بإرب‬
‫من آرابها أي جزء من أجزائها* السيرة الحلبية ‪ ،‬الحلبي الشافعي ‪ ،218 /2‬ومثّلت بقتلى المسلمين في‬
‫أحد واتخذت من آذان الرجال وأنوفهم‪ 5‬خدما ً وقالئد‪ * 5‬تاريخ الطبري‪204 /2 5‬‬
‫‪36‬‬
‫‪ ‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫ً‬
‫كالم عند معاوية وهو خليفة‪ ،‬فقال يزيد ‪ :‬إن خيرا لك أن تدخل بنو حرب كلهم الجنة‪.‬‬
‫يدر ما عنى ‪ ،‬ولم‬ ‫فقال اسحق‪ :‬وأنت وهللا خيراً لك أن تدخل بنو العباس كلهم الجنة‪ ،‬فانكسر‪ 5‬يزيد ولم ِ‬
‫يكن سمع ذلك‪.‬‬
‫فلما قام اسحق قال معاوية ‪ :‬يا يزيد أتدري ما أراد إسحاق؟ قال ‪ :‬ال وهللا‪ ،‬قال ‪ :‬فكيف تشاتم الرجال‬
‫قبل أن تعلم ما يقال فيك‪ ،‬قال يزيد‪ :‬وما أراد إسحاق‪ 5‬يا أمير المؤمنين ؟ قال ‪ :‬يزعم الناس أن أبي العباس‬
‫(‪)2‬‬
‫بن عبد المطلب‪.‬‬
‫( عن ) هشام وأخبرني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال‪ :‬لما أتى النبي صلى هللا عليه وآله‬
‫( مكة وجاءت النسوة) يبايعنه أتته هند‪ ،‬فقال لها النبي صلى هللا عليه وآله وسلم في كالم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬معيّراً إياه بأنه ابن أبي سفيان وليس ابن عبيد هللا‪ ،‬فأبو سفيان هو‪  ‬الذي زنى بأم طلحة‬
‫(‪   )2‬قال الزمخشري‪ 5‬في كتابه ربيع األبرار‪ 5:‬كان معاوية يعزى إلى أربعة ‪ :‬إلى مسافر‪ 5‬بن أبي‬
‫مغن كان لعمارة بن‬ ‫عمرو وإلى عمارة بن الوليد بن المغيرة وإلى العباس بن عبد المطلب وإلى الصبّاح ّ‬
‫الوليد ‪ .‬قال‪ :‬وقد كان أبو سفيان دميما ً قصيراً‪ ، 5‬وكان الصبّاح‪  ‬عسيفا ً ( أجيراً) ألبي سفيان شابا ً وسيما ً ‪،‬‬
‫فدعته هند إلى نفسها فغشيها‪5.‬‬
‫وقالوا‪ : 5‬عن عتبة بن أبي سفيان من الصبّاح أيضاً‪ ،‬وقالوا ‪ :‬إنها كرهت أن تدعه في منزلها فخرجت‬
‫إلى أجياد فوضعته هناك ‪ .‬وفي هذا المعنى ‪ :‬قول حسان أيام المهاجاة بين المسلمين والمشركين في حياة‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله قبل الفتح‪:‬‬
‫في الترب ملقى غير ذي مهد‬ ‫لمن الصبي بجانب البطحاء‬
‫س صلتَة الخد‬
‫‪ ‬من عبد شم ٍ‬ ‫ن ََجلَت به بيضاء آنسةٌ‬
‫‪ ‬شرح نهج البالغة ‪ ،‬ابن أبي الحديد المعتزلي‪ ،336 /1 5‬وقال‪ 5‬العالمة المعتزلي‪ 5:‬كانت هند تُذكر‬
‫في مكة بفجور وعهر* شرح نهج البالغة ‪ ،336 /1‬نجلت به ‪ :‬ولدته ‪ ،‬وصلتة الخد‪ :‬الصلت أي األملس‬
‫‪ ‬‬

‫البيعة ‪ :‬وال تزنين‪ ،‬فقالت يا رسول هللا وهل تزني الحرة (‪ )1‬؟ فنظر النبي صلى هللا عليه وآله إلى‬
‫عمر بن الخطاب فتبسّم‪5.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫قال هشام ( بن الكلبي) ‪ :‬وكان عبد عوف بن عبد الوارث بن زهرة من أهل عين التمر يعزى‪  ‬إلى‬
‫تغلب‪ ،‬وكان يسمى عرقوبا ً ‪ ،‬وابتاعه رجل من قريش فقدم به مكة‪ ،‬فاشتراه عبيد بن الحرث (‪ )3‬فا ّدعاه‬
‫وألحقه به‪ ،‬فقال في ذلك مسافر بن عبد عوف‪:‬‬
‫من كان عوف لها ينسب‬ ‫سائل قريشا ً وأحالفها‬
‫وكان عوف بن عبد عوف عبداً لخزاعة‪ ،‬وكان يسمى‪  ‬سحيماً‪ ،‬وكان حجاما ً ‪ ،‬وكان في أخوة ثالثة‬
‫سحمة ودبل ودبيل‪ ،‬وكانوا‪ 5‬عبيداً لخزاعة ‪ ،‬وأمهم‪ 5‬ممتعة وأمها غزالة وأمها دمامة طرقها غيره فولدت‬
‫كن لخزاعة‪ ،‬وكانت ممتعة (‪ )4‬تسمى فارة الحبك‪ ،‬وكانت بغيا ً من بغايا الجاهلية ذات راية‪ ،‬فأما‬ ‫أربعا ً ّ‬
‫سحيم فاشتراه أزهر بن عبد عوف فألحقه بأبيه‪ ،‬وكان أكبر من عبد عوف وس ّماه يوم ألحقه عوفا ً ‪،‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬راجع نهج البالغة‪ ،‬المعتزلي ‪17 /18‬‬
‫(‪   )2‬عين التمر‪ :‬بلدة قريبة من األنبار غربي الكوفة‪ ،‬وهي على طرف‪ 5‬البرية افتتحها خالد سنة ‪12‬‬
‫هجرية ( معجم البلدان‪ )176 /4‬وهناك بلدة عين تمر أخرى وهي بليدة بنواحي الحجاز ‪ ،‬مما يلي المدينة‬
‫منها الشاعر أبو العتاهية ( األنساب‪ ،‬السمعاني ‪)271 /4‬‬
‫(‪   )3‬قال السمعاني ‪ :‬تغلب قبيلة معروفة وهي تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن افصي بن دعمي‬
‫بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان * األنساب ‪ ،‬السمعاني ‪ ،469 /1‬فيكون عبد‬
‫الرحمن بن عوف من غير قريش مثل سعد بن أبي وقاص العذري‪ .‬وقال هشام بن الكلبي في هذا الكتاب‬
‫باب الزناة من قريش بأن تغلب من القبائل المشهورة بالزنا‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫(‪   )4‬وهي جدة عبد الرحمن‪  ‬بن عوف التغلبي المسمى الحقا ً بالزهري‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫وأما سحمة فاشتراه عبد المطلب وألحقه بنفسه وسماه حجالً ‪.‬‬
‫وأما دبل ودبيل فكانا‪ 5‬بمكة ابني زنا ال يدري من أبوهما ‪ ،‬فزعموا أن‪  ‬رجالً من بني عدي بن عمرو‬
‫بن خزاعة اشتراهما فا ّدعاهما وألحقهما بنفسه‪ ،‬وكانا سرقا‪ 5‬غزال الكعبة مع أبي لهب فقطعا (‪ ، )1‬وأم عوف‬
‫ممتعة بنت عمرو بن مالك بن مويل بن سويد‪ 5‬بن أسعد بن‪  ‬مشتر بن عبد بن حبتر بن خزاعة وأخوه ألمه‬
‫حجل بن عبد المطلب‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬وكانوا‪ 5‬يقطعون يد السارق في الجاهلية‬
‫‪ ‬‬
‫يتبع …‬

‫(‪)1‬‬
‫باب نكاح المقت‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ( ‬عن ) هشام عن أبيه قال‪ :‬كانت برة‪  ‬بنت م ّر بن أداخت تميم بن مرتحت خزيمة بن مدركه‪ ،‬فولدت‬
‫له أسد بن خزيمة‪ ،‬ثم هلك عنها‪ ،‬فخلف عليها ابنه كنانة بن خزيمة نكاح المقت‪ ،‬فولدت له ولده كلهم إال‬
‫عبد مناف بن كنانة‪ ،‬فإنه لغير برة لكنانة النضر ومالك وملكان وسعد‪ 5‬وعامر‪.‬‬
‫قال( هشام) ‪ :‬وكانت ناجية بنت جرم بن زبان بن قضاعة عند سامة بن لؤي‪ ،‬فولدت له غالبا ً ثم هلك‬
‫فخلف عليها ابنه الحرث بن سامة نكاح المقت‪ ،‬فولدت له عدة بنين‪ ،‬وهم الذين خرجوا‪ 5‬على علي عليه‬
‫السالم ‪ ،‬وكانوا‪ 5‬مع الحرث بن راشد‪.‬‬
‫وكانت واقدة بنت أبي عدي من بني مازن بن صعصعة عند عبد مناف بن‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪   )1‬نكاح المقت ‪ :‬وهو النكاح الجاهلي الذي حرمه اإلسالم بقوله تعالى ‪ ) :‬وال تنكحوا ما نكح‬
‫ءاباؤكم من النساء إال ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتا ً وساء سبيال ( * النساء ‪ ،22 :‬وز ّوج‪ 5‬أمية ابنه‬
‫عمرو بن أمية امرأته في حياة منه زواج مقت* النزاع‪  ‬والتخاصم ‪ ،‬المقريزي ‪. 42‬‬

‫قصي‪ ،‬فولدت له نوفالً وأبا عمرو ثم‪  ‬هلك‪ ،‬فخلف عليها ابنه هشام بن عبد مناف نكاح المقت‪ ،‬فولدت‬
‫له خالدة وضعيفة‪.‬وكانت‪ 5‬آمنة بنت أبان بن كليب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة عند أمية بن عبد‬
‫شمس ‪ ،‬فولدت له األعياص (‪ ، )1‬ثم هلك عليها ابنه أبو عمرو بن أمية نكاح المقت‪ ،‬فولدت له أبا معيط ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫قال هشام‪ :‬وتزعم جرم أن ناجية بن جرم بن زبان تزوج هند بنت سامة بن لؤي‪ ،‬فولدت له الحرث‪،‬‬
‫فذلك قول علقمة بن حصين التميمي من بني ربيعة بن مالك بن زيد مناة بن تميم يهجوهم‪:‬‬
‫عجوز بعد ما بلى السالم‬ ‫زعمتم أن ناجية بن جرم‬
‫فإن الحـلـي لألنثـى تـمـام‬ ‫فإن كانت كذلك فالبسوها‬
‫(عن) هشام عن أبيه قال‪ :‬كانت أم خولة وهي مليكة بنت خارجة بن سنان أألخي خرم بن سنان هند‬
‫زبان بن سيّار‪ ،‬فهلك عنها زبان‪ ،‬ولم تلد له‪ ،‬فخلف عليها ابنه منظور‪ )3(5‬بن زبان نكاح المقت‪ ،‬فبلغ ذلك‬
‫عمر بن الخطاب‪ ،‬فأرسل إليه فأتاه‪ ،‬فقال‪ :‬يا منظور تزوجت أمك قال‪ :‬وهل يتزوج الرجل أمه؟ قال ‪ :‬نعم‬
‫امرأة أبيك أمك‪ ،‬أما علمت أن هللا حرم ذلك؟ قال ‪ :‬ال وهللا‪ ،‬قال‪ :‬وبلغني‪ 5‬أنك شربت الخمر ‪ ،‬قال ‪ :‬نعم‪،‬‬
‫قال‪ :‬أما علمت أن هللا حرّم ذلك؟‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪   )1‬األعياص وهم أبو العاص بن أمية األكبر جد عثمان بن عفان ‪ ،‬والعاص والعيص وأبو العيص‬
‫* إكمال الكمال‪ ،‬ابن ماكوال ‪22 /6‬‬
‫(‪   )2‬وهو والد عقبة بن أبي معيط‬
‫‪38‬‬
‫(‪   )3‬منظور‪ 5:‬وهو الذي تزوج امرأة أبيه ‪ ،‬فأنفذ إليه النبي‪  ‬صلى هللا عليه وآله خال البراء ليقتله*‬
‫الحديث أخرجه أحمد في مسنده ولم يصرح فيه باسم منظور‪ 5،‬المسند ‪ ،290 /4‬أسد الغابة ‪272 /5‬‬

‫قال‪ :‬ال وهللا فأمر‪ 5‬به عمر فاستحلف عند القبر بعد العصر أنه ال يعلم أن هللا حرّم نكاح نساء اآلباء‪،‬‬
‫وال علم أن هللا حرم الخمر‪ ،‬فحلف فخلى سبيله‪.‬‬
‫ويروى عن عمر أنه قال لمنظور‪ :‬أما وهللا لوال حلفك لضربت عنقك‪ ،‬فذلك قول منظور‪5:‬‬
‫إذا ذهبــت منّـي مليـــــكة‪  ‬الخمر‬ ‫أال ال أبالي اليوم ما فعل الدهر‬
‫فحب ابنة المرّى‪  ‬ما وضح الفجر‬ ‫فإن يـكن اإلســالم ف ّرق‪ 5‬بـينـنا‬
‫‪      ‬وال ضم في بيت على مثلها ســـقر‬ ‫‪      ‬لعمـرك ما كانت مليـكة سـودة‬

‫باب تسمية من تديّن بسفاح الجاهلية‬


‫‪ ‬‬
‫سفيان بن أسد المخزومي أخو أبي سلمة ‪ ،‬ولده بمكة ‪ ،‬واألسود بن عبد األسد المخزومي‪ ،‬ال عقب‬
‫له ‪ ،‬والحرث بن معمر بن حبيب الجمحي‪ ،‬ولده بالكوفة‪ ،‬وذ ّر بن عبيد هللا أخو طلحة‪ ،‬وعمرو بن العاص‬
‫والحويرث بن ذباب بن عبد هللا ‪ ،‬ال عقب له ‪ ،‬وفضيل بن عبد العزى بن رباح‪ ،‬وعمرو بن ربيعة بن‬
‫حبيب‪ ،‬وهو اخو نفيل ألمه من بني عامر بن لؤي ونضلة بن هاشم بن عبد مناف‪ ،‬وقيس بن الوليد بن عبد‬
‫شمس بن المغيرة المخزومي ال عقب له‪ ،‬وعبد الرحمن بن عدي بن نوفل أسد‪ ،‬ولده بمكة ‪ ،‬وعروة بن‬
‫عبد الرحمن بن عوف الزهري‪ ،‬وعبد هللا بن عبد هللا بن أبي خلف الجمحي‪ ،‬وعبد هللا بن أبي عمرو بن‬
‫حفص بن المغيرة المخزومي وهشام بن الحكم بن حزام بن أسد بن عبد العزى ‪ ،‬وزيد بن الخطاب بن‬
‫نفيل‪ ،‬عقبه بالجزيرة ‪ ،‬وليس من أم عمر (‪. )1‬‬
‫‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬حنتمة بن صهاك ‪.‬‬

‫و( عن ) هشام عن أبيه قال ‪ :‬كان ابن جدعان يبيع الرقيق‪ 5،‬وكان قد أمر جواريه أن ال تدفض كف‬
‫المس(‪ ، )1‬فكانت رجاالت قريش يقعن عليهن فيلدن‪ ،‬فإذا سأل الجارية من أبو ولدك؟ قالت ‪ :‬فالن‪ ،‬فربما‬
‫وهبه ألبيه ‪ ،‬وربما باعه من أمه‪ ،‬وربما باعه من أبيه‪ ،‬وربما باع أمه من غيره أو أمسكها‪ ،‬فلذلك كثر‬
‫ُرف و ُشهر‪ 5‬منهم سفيان بن عبد األسد(‪ )2‬واألسود بن عبد األسد(‪ )3‬وأخوه الحرث بن‬ ‫ماله‪ ،‬فكان م ّمن‪  ‬ع ِ‬
‫معمر بن حبيب وابنه حاطب بن الحرث بن معمر‪ ،‬عقبه بالكوفة‪.‬‬
‫قال هشام‪ :‬وأخبرني أبي قال‪ :‬كان لوهب بن عمرو بن عائد بن عمران بن مخزوم‪ 5‬إماء‪ ،‬فوقع على‬
‫أحدهن ذباب بن عبد هللا بن عامر بن الحرث بن حارث بن سعد‪  ‬بن تيم ‪ ،‬فولدت له الحويرث‪ ،‬فوهبه‪  ‬أبو‬
‫لهب ألبيه‪ ،‬ثم وقع عليها أبو طالب وبعض ولد الحضرمي‪ ،‬فولدت له طليقا ً ‪ ،‬فاختصما فيه ‪ ،‬فقال أبو‬
‫طالب‪:‬‬
‫‪ ‬وإني بخير من نداك حقيق‬ ‫‪      ‬هبني كذبـاب وهبـت لـه ابنـه‬
‫‪ ‬أبي وأبيـكم أن يباع طليـق‬ ‫‪      ‬أعوذ بثوب المرء عمرو بن عائذ‬
‫فوهبه أبو لهب ألبي طالب‪.‬‬
‫( عن ) هشام عن أبيه قال‪ :‬كانت صهاك أ َمة حبشية لهاشم بن عبد مناف‪ ،‬فوقع عليها فجاءت بنضلة‬
‫بن هاشم‪.‬ثم وقع عليها عبد العزى بن رباح‪ ،‬فجاءت بنفيل جد عمر بن الخطاب‪ ،‬ثم وقع عليها ربيعة بن‬
‫الحرث بن حبيب بن حذيمة فجاءت بعمرو بن ربيعة ‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬

‫‪39‬‬
‫نن رجال قريش من‬‫ضه دفضاً‪ 5:‬كسره و َش َد َخه * لسان العرب ‪ ،149 /7‬أي يم ّك َّ‬
‫(‪   )1‬دفض‪َ :‬دفَ َ‬
‫أنفسهن‪ ،‬ليكثر رقيقه فيبيعه! فإنه سمسار‪ 5‬فاحشات مكة ‪ .‬قال هشام ‪ :‬وكانت أم طلحة من جواريه ‪.‬‬
‫(‪   )2‬من المؤلفة قلوبهم*‪ 5‬أسد الغابة ‪405 /2‬‬
‫(‪   )3‬قتله حمزة بن عبد المطلب في معركة بدر * شرح‪  ‬النهج ‪208 /14‬‬
‫‪  ‬‬

‫قال هشام ‪ :‬وأخبرني أبي إن عبد هللا بن أبي خلف وقع على ابنة خباب األقطع ( ذات الراية ) ‪ ،‬وكان‬
‫خباب عبداً لبعض قريش فسرق‪ 5،‬فقطعت يده‪ ،‬فولدت ابنة خباب عبد هللا بن عبد هللا‪.‬‬
‫قال ( هشام بن محمد الكلبي) ‪ :‬وأم الخطاب بن نفيل‪  ‬حبشية يقال لها حنتمة أ َمة لجابر بن حبيب‬
‫الفهمي‪ ،‬وهم ينسبونها‪ 5‬أنها ابنته (‪.)1‬‬
‫قال هشام ‪ :‬وح ّدثني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال ثابت بن قيس ين شماس األنصاري‪ 5‬لعمر‬
‫بن الخطّاب يا بن السوداء فأنزل هللا تعالى‪ )  ‬يا أيها الذين‪  ‬ءامنوا ال يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا‬
‫(‪)2‬‬
‫خيراً منهم‪(  ‬‬
‫قال ( هشام بن الكلبي) ‪ :‬وكانت أم هشام بن حكيم بن حزام – وال عقب له – امرأة بغيا ً ‪ ،‬فأتت حكيم‬
‫بن حزام فقالت ‪ :‬يا حكيم إني امرأة ف ّي حسب قومي ولي مال وقد أحبني قومي‪ ، 5‬وقد‪ 5‬جئتك لشرفك‪ 5‬أن‬
‫تطرقني‪ 5‬نفسك ‪ ،‬فوقع عليها فجاءت بهشام سفاحا ً فاستلحقته‪ ،‬ولم يحفظ أبو منذر هشام‪  ‬من أي العرب‬
‫كانت ‪.‬‬
‫قال هشام ‪ :‬وكانت أم قدامة أ َمة للعاص بن وائل‪ ،‬فوقع عليها الخطاب بن نفيل‪ ،‬فجاءت بزيد فوهبه‬
‫العاص ألبيه ‪ ،‬وهم ينسبونها إلى بني عبس بن قين من بني أسد بن خزيمة‪.‬‬
‫قال هشام ‪ :‬وأم عبد هللا بن مسافع بن طلحة بن أبي طلحة كانت سوداء بغيا ً في الجاهلية ‪ ،‬وال عقب‬
‫لعبد هللا بن مسافع‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫( ‪ )1‬أي ابنة الخطاب‪ ،‬فيكون الخطاب أبا وأخا لعمر وفق‪ 5‬الرواية‪.‬‬
‫(‪)2‬الحجرات‪ ،11 :‬بينما قال الزمخشري‪ 5‬بأنها نزلت في قوم استهزؤوا ببالل وخباب وعمار‬
‫وصهيب وأبي ذر * تفسير الكشاف‪ ،370 /4 5‬وقال‪ 5‬ابن كثير في تفسيره بأنها نزلت في بني سلمة * تفسير‬
‫ابن كثير ‪343 /4‬‬
‫‪ ‬‬

‫باب أوالد الزنا الذين شرفوا‪ 5‬من العرب‬


‫‪ ‬‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪ ‬النعمان بن المنذر اللخمي والحطيئة ‪ ‬العبسي وعامر بن الطفيل الجعفري وعبيد بن‪  ‬مقاعس‬
‫السعدي والفرزدق‪ 5‬الشاعر وصعصعة وخبيبة ابنا ناجية بن عقال‪ ،‬وحسان بن جارية بن ذويب بن معاوية‬
‫بن عبد هللا بن دارم‪ ،‬وارطأة بن سهية‪.‬‬
‫قال هشام‪ :‬ح ّدثني أبو مسكين قال‪ :‬أم عامر بن الطفيل كبشة بنت عروة الرحّال‪  ‬كان يرحل إلى‬
‫الملوك‪ ،‬ففجرت بعامر مالعب األسنة (‪ ، )4‬وهو عم عامر بن‬
‫‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪   )1‬ملك العرب في العراق قتله كسرى‬
‫(‪   )2‬الشاعر الشهير‬
‫(‪   )3‬عامر‪ :‬وهو الذي قتل حرام بن ملحان مبعوث النبي صلى هللا عليه وآله إليه* سير أعالم النبالء‬
‫‪ ،307 /2‬تاريخ الطبري ‪220 /2‬‬
‫(‪   )4‬في التهذيب‪ :‬أ َسنَ الماء يأ ِسنُ ال يشربه أحد من نتنه‪ .‬قال هللا تعالى ‪) :‬من ماء غير آسن(‪،‬‬
‫ويأسن يتغير‪ .‬فمالعب السنة مالعب التغيير‪ 5‬النتن أي زنت به‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪40‬‬
‫الطفيل حين بان حملها‪ ،‬فولدت له عامراً على فراش الطفيل‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫وعمار بن ياسر مولى ألبي حذيفة بن المغيرة بن عبد هللا بن عمرو بن مخزوم ‪ ،‬وأمه سمية أ َمة لهم ‪،‬‬
‫وابنه محمد بن عمار اتّهمه المختار بن أبي عبيدة بامرأته أم ثابت بنت سمرة بن جندب الفزاري فقتله‪،‬‬
‫وكانت تحت عمار ابنة سعيد بن حريث أخي عمرو بن حريث‪.‬‬
‫قال ( هشام ) ويقال‪ :‬إن عامر بن فهيرة مولى الطفيل األزدي من بني النضير بن عثمان‪ ،‬أخو عائشة‬
‫وعبد الرحمن بن أبي بكر من أمهما‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وخباب بن األرث أمه موالة ألن غار حفافة بمكة‪ ،‬وكانت نسبت بعد إلى عدي‪ ،‬وهي أم سباع‬
‫وثابت ابني عبد العزيز بن شريف‪ 5‬بن نضلة بن غبشان من خزاعة من بني ملكان بن قصي‪ ،‬وخزاعة ال‬
‫تق ّر بهم‪ ،‬وسباع‪ 5‬الذي ( كان) يدعو ببدر وأحد إلى المبارزة ‪ ،‬فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب فقتله وأكبّ‬
‫عليه فأخذ درعه‪ ،‬فزرقه وحشي بحربة فقتله‪ ،‬وش ّد عليه أيضا ً معاوية (‪ )3‬بن المغيرة بن ابي العاص فبقر‬
‫بطنه وجدعه ومثّل به‪ ،‬وهو ج ّد عبد الملك بن مروان أبو أمه لم يلد غيرها‪.‬‬
‫فولد‪ 5‬ثابت بن عبد العزيز عاصما ً وجميعاً‪ ،‬فمن ولد جميع الوليد بن عبد هللا‪ ‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬ذكره ابن حجر فيمن أسلم وقال والصحيح إنه مات كافراً * اإلصابة‪ ،‬ابن حجر ‪251 /2‬‬
‫يحف حفا ً أي أحفاه‪ ،‬والمرأة‬
‫ّ‬ ‫وحف رأسه وشاربه‪.‬‬‫ّ‬ ‫حف رأسه يحف حفوفاً‪.‬‬ ‫(‪   )2‬قال األصمعي ‪ّ :‬‬
‫تحف وجهها حفّا ً وحفافا ً * لسان العرب ‪ ،50 /9‬أقرب الموارد‪211 /1 5‬‬ ‫ّ‬
‫(‪   )3‬ثم هرب معاوية بن المغيرة إلى بيت عثمان بن عفان في المدينة فأخفاه ( عثمان ) في بيته‬
‫فأخبر جبرائيل النبي صلى هللا عليه وآله بفعل عثمان فألقى المسلمون القبض عليه فكان ذلك من دالئل‬
‫النبوة لرسول هللا صلى هللا عليه وآله * السيرة الحلبية‪ ،‬الحلبي الشافعي‪ ،260 /2 5‬النزاع والتخاصم ‪20‬‬
‫‪ ‬‬

‫ابن جميع الزهري (‪ ، )1‬حالفوا بني زهرة ‪ ،‬لما أبت أن تق ّر بهم‪.‬‬


‫أما أرطأة بن سهية فسهية أمه‪ ،‬وهو اليوم ابن زفر بن عبد هللا ‪ ،‬ويقال هو ارطأة بن زيد الخيل‬
‫الطائي‪ ،‬ومن نسب إلى نفسه اليوم قال أرطأة بن زفر بن عبد هللا ‪ :‬ويقال عبد هللا بن رقينة بن مالك بن‬
‫عصفان ‪ ،‬ويقال في عصفان هو حنظلة بن رواحة العبسي‪ ،‬ويقال في عبس‪ :‬إنه كعب أخو الحرث بن‬
‫كعب‪ ،‬ونسبهم اليوم عبس بن بغيض من غطفان‪ ،‬ويقال إن غطفان هو غطفان بن سعد بن إياس بن حزام‬
‫بن جذام ‪ ،‬وحاطب بن أبي‪ ،‬كان ولده ينسبونه إلى عمرو بن أسد بن عبد العزى ‪ ،‬وكان عمرو عفيفا ً فلم‬
‫تقبلهم بنو أسد‪ ،‬فانتسبوا إلى لخم‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫والنعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن خالس بن أبي صيفي بن هاشم ‪،‬‬
‫‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ّ‬
‫(‪   )1‬الوليد بن جميع من الرواة الذين وثقهم مسلم والذهبي‪ 5‬وابن معين والعجلي وأبو زرعة وأبو حاتم‬
‫والرازي وابن حجر* ميزان االعتدال‪ ،‬الذهبي ‪ 337 /4‬ح ‪ 9362‬طبع دار المعرفة ‪ ،‬بيروت‪ ،‬الجرح‬
‫والتعديل ‪ 8 /9‬طبع دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬اإلصابة ‪ ،‬ابن حجر ‪ ، 454 /1‬البداية والنهاية ‪ ،‬ابن‬
‫كثير ‪ ،225 /6 ،310 /5 ،362 /4‬وقد‪ 5‬ورد ذكره في كتاب المحلى البن حزم األندلسي‪ ،‬بأنه قد روى‬
‫أخباراً فيها‪  ‬أن أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة وسعد بن أبي وقاص أرادوا قتل النبي صلى هللا عليه وآله‬
‫في العقبة في غزوة تبوك* المحلى‪ ،‬ابن حزم األندلسي ‪225 /11‬‬
‫‪ ‬انتسب النعمان إلى مالك بن ثعلبة بن كعب الخزرجي األنصاري‪ ،‬بينما نسبه الحقيقي ذكره هشام‬
‫الكلبي هنا ‪ ،‬مدرجاً‪           5‬اسمه في أوالد الزنا‪.‬‬
‫(‪ )2‬وامتنع‪  ‬النعمان من مبايعة علي عليه السالم ‪ ‬والتحق بمعاوية وشارك في حروبه ‪ ،‬وبايع يزيد بن‬
‫معاوية وأيّده‪  ‬في أعماله‪  ‬مثل قتل الحسين عليه السالم ‪ ‬وإحراق‪ 5‬الكعبة ‪ ،‬ومذبحة الحرّة * تاريخ ابن‬
‫عساكر ‪ ،161 /26‬أسد الغابة ‪328 /5‬‬

‫‪41‬‬
‫قال رجل فيهم‪:‬‬
‫وليـــــس المعلم كالعالم‬ ‫أبلغ لديك بني مالك‬
‫عن النسب الكاذب اآلثم‬ ‫بأنكم في بني مالك‬
‫‪ ‬وأنكم من بني هاشم‬ ‫وأنكم من بني غالب‬
‫وروح‪ )1 ( 5‬بن زنباع روح بن سالمة‪ ،‬ويقال فيه زنباع بن روح بن أبي قيس بن عبد مناف بن زهرة ‪،‬‬
‫وكان يقال ألبي قيس البريد من كثرة تطوافه في البالد‪ ،‬فأتى الشام أيام فتنته ‪ ،‬فتزوج‪  ‬امراة من جذام‪،‬‬
‫فمات عنها وهي حبلى‪ ،‬فتزوجها‪ 5‬سالمة فولدت‪  ‬روحا ً على فراشه‪.‬‬
‫عن هشام عن عبد المجيد بن أبي عيسى األنصاري‪ 5‬عن أبي كعب بن مالك عن أبيه قال‪ :‬مات ابن‬
‫دحداحة وليس له وارث فسأل النبي صلى هللا عليه وآله عنه ‪ :‬هل تعرفون نسبه ؟ قالوا‪ :‬ال نعرف‪ 5‬له نسبا ً‬
‫فأعطى ميراثه ابن أخيه أبا لبابة بن عبد المنذر‪.‬‬
‫وعمرو بن الشريد وفد‪ 5‬على النبي صلى هللا عليه وآله مع وفد‪ 5‬ثقيف‪ ،‬وكان به جذام‪  ‬فبعث النبي صلى‬
‫هللا عليه وآله‪  ‬إليه إنا قد بايعناك‪  ‬فانصرف‪.‬‬
‫وأم غطفان بن سلمة بن المغيث الثقفي كانت وهي كنّة المثالبة وأكثر من‬
‫)‬‫‪2‬‬ ‫(‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬قال ابن عساكر وابن األثير‪ :‬وهو روح بن زنباع بن روح بن سالمة بن حداد بن حديدة بن أمية‬
‫بن امرئ القيس بن حمانة بن وائل بن مالك بن زيد مناة بن أفصي‪ 5‬بن سعد بن دبيل بن إياس بن حرام بن‬
‫جذام‪ ،‬بينما نسبه ابن الكلبي إلى زهرة! وقد أ ّمره‪  ‬يزيد بن معاوية على جند فلسطين‪ ،‬وشهد معركة مرج‬
‫راهط مع مروان‪ ،‬وكان وزيراً لعبد الملك بن مروان ( تاريخ ابن عساكر ‪ ،340 /8‬أسد الغابة ‪،237 /2‬‬
‫سير أعالم النبالء ‪)251 /4‬‬
‫(‪   )2‬هنا كلمة محذوفة والظاهر أنها كلمة بغي‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫غير واحد‪.‬‬
‫وأم يزيد بن شريح بن األحوص عبساء بغي كانت أ َمة لخالد بن جعفر بن كالب‪ ،‬فوقع عليها شريح‬
‫بن األحوص‪ ،‬فولدت له يزيد وزبان‪ ،‬فمن ولد يزيد السندري الشاعر الذي يقول‪:‬‬
‫أنا الغالم األحوص الجعفري‬ ‫إني لمن يسأل عنّي السندري‪5‬‬
‫من ولد األحوص أخوالي عدي‬

‫يتبع ‪..‬‬
‫“باب األمهات”‬

‫باب‪  ‬األمهات‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ( ‬عن) هشام عن أبيه قال‪ :‬كانت الجزور‪ 5‬وهي قتيلة سميت الجزور‪ 5‬لعظمها بنت عامر بن مالك بن‬
‫جديمة المصطلق‪ ،‬تحت هاشم بن عبد مناف فولدت له أسد بن هاشم فولد أسد فاطمة وخالدة أمهما بنت‬
‫هرم بن رواحة بن حجر بن عبد بغيض بن عامر وولد‪ 5‬أسد حنينا ً ‪.‬‬
‫وأمه جهينة رومية‪ ،‬يقال إنه وقع عليها فجاءت بجنين وجهينة التي تقول‪:‬‬
‫ً‬
‫هل كانت الروم عبيدا ألحد‬ ‫(‪)1‬‬
‫هال سألت في نزار ومعد‬
‫وقال رجل‪:‬‬
‫‪ ‬أرض بها الكراث والثوم‪5‬‬ ‫ّ‬
‫حن حنين اليوم للروم‬
‫قال هشام الكلبي‪ :‬فلذلك قالت العرب بما ظ ّل حنين يعنون قول علي بن أبي طالب عليه السالم ‪ ‬حين‬
‫(‪)2‬‬
‫ادعى حنينا ً ‪ ،‬وقال‪ :‬هو خالي‪ ،‬وكانت فاطمة بنت أسد علوقة‬
‫‪42‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬كان نزار معد بن عدنان من اليمن * األنساب ‪ ،‬السمعاني‪30 /1 5‬‬
‫(‪   )2‬علِقت المرأة بالولد وكل أنثى علوقاً‪ 5:‬حبلت * أقرب الموارد‪ . 821 /2 5‬وفاطمة بنت أسد أم علي‬
‫عليه السالم ‪ ‬وزوجها‪ 5‬أبو طالب زعيم بني هاشم‪ ،‬وعندما ماتت نزل الرسول هللا صلى هللا عليه وآله في‬
‫قبرها وألبسها قميصه‬
‫‪ ‬‬

‫فولد‪ 5‬عمراً وعبد الرحمن أمهما سخطى بنت عوف بن عبد الحرث بن زهرة‪ ،‬وتزوج عمرو امرأة‬
‫تزوجها المثلم بن مالك بن حمار‪.‬‬
‫وكانت أم جرم وهي سلمى بنت حنين بن عامر بن كعب بن أسد بن تيم أم أبي بكر تعفّر الطيب لكل‬
‫عروس وتعين العرائس‪.‬‬
‫وكانت أم فروة بنت أبي قحافة عند تيم بن أوس الدارمي من لخم‪ ،‬فطلّقها فخلف عليها أبو أميّة‬
‫األزدي من بني الصقعب‪ ،‬فلما خطبها أبو‪  ‬أمية امتنع أبو بكر فقال ( أبو أمية ) له ‪ :‬ال أبا لك ما شر‪  ‬فإن‬
‫الخير في اليسير وإن الحرة ال تباع إذا جاء الكفر‪ ،‬فزوجه فولدت له جارية يقال لها أميمة‪ ،‬فتزوج أميمة‬
‫عبد هللا بن الزبير‪ ،‬ثم تزوج أم فروة األشعث بن قيس‪ ،‬فولدت له محمداً وإسحاق‪ 5‬وإسماعيل‪.‬‬
‫وأم عبد هللا بن أبي أمية‪  ‬المخزومي يقال لها فراحى‪ 5‬رومية نصرانية ‪ ،‬وكانت لطرب بن الخطاب‬
‫الفهري‪ ،‬ثم ابتاعها حراج مولى أبي أمية ‪ ،‬وهم ينسبونها إلى كندة ‪.‬‬
‫وكانت ريطة بنت ربيعة بن أبي أمية بن المغيرة عند قسطنطين مولى جبير بن مطعم‪ ،‬فطلّقها‬
‫فتزوّجها‪ 5‬صهيب بن سنان مولى أبي بكر‪ ،‬فولدت‪ 5‬له مح ّمداً‪ ،‬وكانت فاطمة بنت عتبة بن الحجاج السهمي‬
‫عند قسطنطين‪ ،‬فولدت له بمكة‪ ،‬وكانت سلمى بنت عمرو أم عبد المطلب بن هاشم من النسوة الالتي‬
‫(‪)1‬‬
‫طالقهن إليهن‪ ،‬إذا كرهت زوجها تركته‪.‬‬
‫وكانت أم سعيد بن العاص أبي أحيحة فاطمة بنت البياع‪ ،‬وكان البياع خياّطا ً باألبطح‪ ،‬وكان صاحب‬
‫تيوس يطرقها‪ ،‬فلما‪  ‬مات أخذ أبو أحيحة تيوسه‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪ )1‬ذلك بأن تشترط المرأة على زوجها‪ 5‬أن يكون طالقها بيدها فيوافق‪ 5‬على ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫فكان يطرقها‪ ، 5‬وكانت للبياع ابنة أخرى عند أبي المطاع بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن‬
‫تيم‪ ،‬فولدت زهرة بن أبي المطاع ‪ ،‬وكانت أم المهاجر بن قنفذ بن عمير بن جدعان علجة من أهل‬
‫البحرين‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وكانت حمنة بنت أبي سفيان من أمية بن عبد شمس أخت طريف‪ 5‬بن سفيان‪ ،‬وهي أم سعد وعمير‬
‫ابنا أبي وقاص ورغيه ادعاها سفيان لجمالها وأمها أمة مولّدة (‪ )2‬من سفاح‪.‬‬
‫(و) كانت أم حبيب بن أسد بن عبد العزى مولّدة لبني دارم‪ ،‬وكانت أم السود بن العوام أم‪  ‬مورق‪5‬‬
‫واسمها عبلة أ َمة ألبي بكير من بني عبد الدار‪ ،‬وكانت ال تمتنع(‪ ، )3‬وأم ثابت بن شرحبيل‪ 5‬بن أبي عزيز بن‬
‫عمير أخي مصعب بن عمير‪  ‬من‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬وأيّد الحلبي ذلك قائالً وأم سعد حمية ( حمنة) ابنة سفيان ملصقة النسب بسفيان وأم حميّة أ َمة‬
‫أبي السرح ‪.‬‬
‫ّ‬
‫وقد‪ 5‬قدحوا في نسب سعد بأن السالفة بنت مالك العذري قدمت مكة ومعها ابن لها صغير يدعى مالك‬
‫بن غراب من بني عذرة‪ ،‬فنزلوا‪ 5‬على وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كالب‪ ،‬فنكح وهب السالفة‪ ،‬فولدت‬
‫غالما ً س ّماه العذري‪ ،‬فا ّدعاه وخاصم‪ 5‬فيه العذريين‪ .‬وفي أبي وقاص مالك بن غراب العذري‪ 5‬الملصق إلى‬
‫وهيب بن عبد مناف يقول ضرار‪ ( 5‬بن الخطاب شاعر قريش) ‪:‬‬
‫عند المراغة مالك بن غراب‬ ‫أمسى يناقرني لئيم واضع‬
‫‪43‬‬
‫ولدوك‪ 5‬واترك زهرة بن كالب‬ ‫فافخر بعذرة إن فخرت فإنهم‬
‫تقريب المعارف‪ ،‬تقي بن نجم الحلبي المتوفى‪ 5‬سنة ‪ 447‬ه‬
‫(‪   )2‬كالم مولّد ليس من أصل لغتهم أي استحدثوه‪ .‬وكتاب مولد أي مفتعل* أقرب الموارد‪1485 /2 5‬‬
‫ّ‬
‫(‪   )3‬أي بغي‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫بني عبد الدار وفيهم نزلت ‪ ):‬إن شر الدواب عند هللا الذين كفروا فهم ال يؤمنون ( (‪ ، )1‬نزلت في بني‬
‫عبد الدار‪ ،‬وذلك أنه لم يهاجر منهم‪  ‬إال مصعب بن عمير‪ .‬ورحيمة كانت متغالمة (‪ )2‬أم عمرو هاشم‬
‫وهشيم وبرة‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وأم أسد بن سفيان بن عبد العزى ناهية بنت سعد بن سهم‪  ‬قرابة حبشية بغي‪ ،‬وأخوهم‪ 5‬ألمهم جبيل‬
‫بن عامر بن لؤي‪.‬‬
‫( و) أم عمرو وابان ابني عثمان بن عفان‪ ،‬أم عمرو الدوسية التي كانت تجعل الخنفساء في فيها‪،‬‬
‫وتقول لزوجها‪ :‬حاجيتك (‪ )4‬على ما فمي‪ ،‬وأم عبد هللا بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن أسيد بن‬
‫عالج من سفاح‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫( و) أم أبي سفيان بن حرب صفية بنت حزن بن بجير الهاللي ‪ ،‬وأمها نملة بنت عجرة السلمي‪،‬‬
‫وأمها حمامة (‪ )6‬وكانت لها راية باألبطح‪  ‬أ َمة سوداء تنسب إلى غفار‪ ،‬وأم بجير بن الهرام أ ِمة كانت‬
‫لجعفر بن كالب تدعى سعدى‪،‬‬
‫وأم الوليد بن‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬األنفال‪55 :‬‬
‫(‪   )2‬ال ُغلمة‪ :‬هيجان شهوة النكاح من المرأة والرجل ‪ ،‬واالغتالم في الشهوة مجاوزة القدر فيها‪.‬‬
‫ومقربة ومقرُبة وهو قربي وذو‪5‬‬
‫َ‬ ‫(‪    )3‬قال الزجاج في لسان العرب‪ :‬تقول بيني وبينه قرابة‪ ،‬وقُربٌ‬
‫قرابتي ‪ ،‬وقال هللا تعالى ‪ ) :‬قل ال أسئلكم عليه أجراً إال المودة في القربى ( * الشورى‪42 : 5‬‬
‫(‪   )4‬حاجيتك‪ :‬أي سألتك‪ ،‬والحجية والحُجيّا هي لعبة وأغلوطة يتعاطاها‪ 5‬الناس بينهم‪ ،‬وهي من نحو‬
‫أخرج ما في يدي ولك كذا* لسان العرب ‪ ،165 /14‬وذكر صاحب الطبقات أم عمرو في جملة‬ ‫قولهم ِ‬
‫زوجات عثمان بن عفان * الطبقات ‪504 /3‬‬
‫(‪   )5‬راجع مختصر تاريخ ابن عساكر ‪ 50 /11‬وجمهرة النسب لهشام الكلبي ‪128‬‬
‫(‪   )6‬راجع شرح النهج ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫عنينة بن أبي سفيان بن حبيب ابنة عبد العزى بن رفعة‪  ‬من بني عامر بن لؤي وهي دراعة القرية ‪.‬‬
‫وأم عبد بن زمعة أ َمة سوداء من سفاح‪ ،‬وأم حرب وأبي حرب وسفيان وأبي سفيان وبني أمية أ َمة‬
‫بنت أبي همهمة بن عبد العزى الفهري‪ ،‬وأم أبي همهمة رعاية كانت لهالل بن أبي معيط الكناني من‬
‫سفاح‪ ،‬وأم سهيل بن عمرو من خزاعة وأمها سوداء‪.‬‬
‫وكانت عاتكة بنت وهب بن عبد بن قصي تحت الحضرمي‪ 5‬ذرمهر‪ ،‬فولدت له الصعبة أم طلحة بن‬
‫(‪)1‬‬
‫عبيد هللا ‪ ،‬وكانت من ذوات الرايات وقد‪ 5‬ذكرنا خبرها‪.‬‬
‫قال هشام‪ :‬ح ّدثني يعقوب بن طلحة بن اسحق بن عبد هللا الثقفي‪ ،‬وابن ثمامة الدئلي وعبد هللا بن بحر‬
‫بن غالب الليثي زاد بعضهم‪ 5‬على بعض في الحديث قالوا‪ :‬وكانت قصة ذرمهر‪ 5:‬أن كلثوم‪ 5‬الدئلي‪  ‬كان‬
‫شريفا ً خرج إلى حضرموت فوجد الحضرمي‪ 5‬هناك وهو ذرمهر‪ 5‬فاشتراه‪ ،‬وكان فارسياً‪ 5‬فق ِدم به مكة عبداً‬
‫فأعتقه ورغب فيما رأى من جلده‪ ،‬وكان الحضرمي‪ 5‬تاجراً يتّجر في أسواق العرب‪ ،‬فأصاب ماالً فدخل‬
‫مكة ‪ ،‬فتزوج‪ 5‬عاتكة بنت وهب‪ ،‬وتزوج حيث شاء وحل في‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬

‫‪44‬‬
‫(‪   )1‬إذ قدحوا في نسبه بان أباه عبيد هللا كان عبداً راعيا ً بالبلقاء‪ ،‬فلحق بمكة ‪ ،‬فا ّدعاه عثمان بن‬
‫عمرو بن كعب التيمي فنكح الصعبة بنت دزمهر‪ 5‬الفارسي‪ ،‬وكان بعث به إلى اليمن‪ ،‬فكان بحضرموت‪5‬‬
‫خرّازاً‪ .‬وفيه يقول حسان بن ثابت‪:‬‬
‫به من الغطارفة العظام‬ ‫تر أن طلحة في قريش‬ ‫ألم َ‬
‫في يده الشوك في جنح الظالم‬ ‫ً‬ ‫وكـان أبـوه بالبلقـاء عـبدا‬
‫وعثمان من ( آل) بلد الــــشام‬ ‫هو العبد الذي جلب ابن‪  ‬سعد‬
‫* تقريب المعارف‪ ،‬أبو الصالح تقي بن نجم الحلبي ‪358‬‬
‫‪ ‬‬

‫بني أمية‪ ،‬وانقطع إليهم وحالفهم‪ ،‬ويقال إنه حالفهم لحلف كان بين بني نفاثة بن عدي من بني الدئل‬
‫وحرب بن أمية‪.‬‬
‫قال هشام ( بن الكلبي) ‪ :‬وكانت أم مروان بن الحكم أمية بنت صفوان بن علقمة بن محرث‪ ،‬وج ّدة‬
‫(‪)1‬‬
‫صفوان أم أبيه ودعاء أ َمة بني عامر بن لؤي ومذحج‪ ،‬وأمها الزرقاء بنت أرنب‪.‬‬
‫وكانت أم عمرو بن سهيل من بني عامر بن لؤي أم خليطة الحبشية‪.‬‬
‫( عن ) هشام عن أبيه قال‪ :‬كان سفيان رجالً من األنصار‪ ، 5‬ينتمي ( إلى) آ ل المعلى بن لوزان إلى‬
‫حارثة بن يزيد بن عدي بن مالك بن عبد مناف بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن الضب بن خشيم بن‬
‫الخزرج وهم حلفاء لبني زرين فقدم مكة وأقام‪ 5‬بها ‪ ،‬فانقطع إلى معمر بن حبيب بن وهب بن حذاقة بن‬
‫جمح فتبنّاه ‪ ،‬وزوّجه معمر امرأة يقال لها حسنة‪ ،‬وهي عدوية وتنسب إلى جزيرة من جزائر البحر ال‬
‫يعرف لها نسب‪.‬‬
‫ولها ابن يقال له شرحبيل‪ 5‬بن حسنة من رجل ال يعرف جاءت به معها‪ ،‬وكانت موالة لمع ّمر بن‬
‫حبيب‪ ،‬فولدت‪  ‬حسنة لسفيان رجلين جنادة‪  ‬وجابراً‪ ،‬فهدى هللا شرحبيل وجنادة لإلسالم وأكرمهم‪ 5‬هللا به‪،‬‬
‫وكانوا جميعا من مهاجرة الحبشة‪ ،‬فهلك سفيان وابناه وجابر في خالفة عمر بن الخطاب‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬لذلك قال اإلمام الحسين عليه السالم لمروان‪ :‬يا بن الزرقاء كذبت ولؤمت* تاريخ الطبري‪/5 5‬‬
‫‪ ،142 /6 ،340‬وأنساب األشراف ‪ ،2 /4‬وقال عبد الرحمن بن أبي بكر له ‪ :‬يا بن الزرقاء * العقد الفريد‬
‫‪ ،371 /4‬وشتّم‪ 5‬عمرو بن العاص مروان قائالً ‪ :‬يا بن الزرقاء* أنساب األشراف ‪126 /5‬‬
‫وقال سعيد بن جهمان لسفينة‪ :‬إن بني أمية يزعمون أن الخالفة فيهم‪ 5.‬فقال‪ :‬كذب بنو الزرقاء‪ ،‬هم‬
‫ملوك من أشر الملوك ‪ ،‬وأول الملوك معاوية * النزاع والتخاصم‪ ، 5‬المقريزي‪70 5‬‬
‫‪ ‬‬

‫وهاجرت حسنة أيضا ً معهم على الحبشة ‪ ،‬فل ّما هاجر رسول هللا صلى هللا عليه وآله إلى المدينة قدموا‪5‬‬
‫عليه من أرض الحبشة ‪ ،‬فنزلوا على قومهم‪ 5‬من بني زريق‪ 5‬وفي ربعهم‪ ،‬ونزل شرحبيل مع أخويه جنادة‬
‫ً (‪)1‬‬
‫وجابر في بني سفيان‪ ،‬فهلك األخوان في زمن عمر بن الخطاب ولم يتركا عقبا‪.‬‬
‫فتحول‪ 5‬شرحبيل بن حسنة على بني زهرة بن كالب من قريش‪ ،‬فخاصمه أبو سعيد بن المعلى لن‬
‫لوزان‪ - ،‬وكان وارث جنادة وجابر وعقِبهما‪ -‬إلى عمر بن الخطاب‪ ،‬وقال‪ :‬حليفي ليس له أن يتحول إلى‬
‫ي جنادة وجابر ( في)‬ ‫غيري‪ ،‬فقال شرحبيل‪ :‬يا أمير المؤمنين وهللا ما كنت لهم حليفا ً ولكني نزلت مع أخو ّ‬
‫بني سفيان في ربعهما‪ 5‬وفي قومهما‪ ،‬وكانا أحب الناس إل ّي وأقربهم مني رحماً‪ ،‬فل ّما هلكا اخترت لنفسي‬
‫محالفة من أردت‪.‬‬
‫فقال عمر‪ :‬صدق يا أبا سعيد إن جئت ببيّنة انه حالفهما فهو لك ليس له أن يتحول إلى غيرك‪ ،‬وإن لم‬
‫ت أبو سعيد على حلفه ببيّنة وثبت شرحبيل‬ ‫يكن إال ما ذكر الرجل فهو أولى بنفسه يضعها‪ 5‬حيث أحب فلم يأ ِ‬
‫في بني زهرة‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫وغلب معمر على سفيان فقيل سفيان بن معمر بن حبيب‪ ،‬وجنادة‪  ‬وجابر ابناه‪ ،‬وانتسب شرحبيل إلى‬
‫العوث بن مرة ‪ ،‬فقال‪ :‬شرحبيل بن مطاع بن عبد العزى بن ربيعة ورحم أبوه عبد هللا بن الحرث بن معمر‬
‫فزوّج ولده‪.‬‬
‫قال هشام‪ :‬وأخبرني الرجال من بني خالد بن عرطفة قال‪ :‬قدم عرطفة بن سنان بن الهيلة بن برهة بن‬
‫صيفي بن غيالن بن لجواد بن كاهل بن عذرة ومالك بن اهيب بن عبد مناف بن‪  ‬زهرة أبو سعد بن مالك‬
‫وهما عند رباب مكة‪ ،‬فخالف مالكا ً وهو أبو وقاص بن زهرة فصار‪ 5‬نسبه فيهم‪ ،‬فقال في ذلك عثمان بن‪ ‬‬
‫الحويرث‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪ )1‬أي ولداً‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫من أبناء أسد بن عبد العزى ووقع بينه وبين مالك شر‪:‬‬
‫وسط‪ 5‬المحافل مالك بن غراب‬ ‫أمسى يفاخرنا لئيم ساقط‬
‫واتـرك‪ 5‬تنحّل زهرة بن كـِالب‬ ‫فافخـر بعذرة إنهم آبـاؤكم‪5‬‬
‫يا آل عذرة عند كــل خطــاب‬ ‫وإذا ظللت فقل بأنك منهم‬
‫نسب تمت وال أروم‪ 5‬نصـــاب‬ ‫إن قلت إنك من قريش كلها‬
‫وقال حسان بن ثابت (‪ )1‬لعتبة بن أبي وقاص وقد‪ 5‬أدمى وجه النبي صلى هللا عليه وآله بوم أحد‪:‬‬
‫ينصرهم‪ 5‬الرحمن رب المشــــارق‪5‬‬ ‫إذا هللا حيّى معشـــــــراً بفعالهم‬
‫ولقاك قبل الموت إحدى الصواعق‬ ‫فأخزاك‪ 5‬ربي يا عتيب بن مالك‬
‫فأدميـــــت فاه قطعت بالبـــــوارق‬ ‫بســـطت يمينا ً للنبي تعمـــّداً‬
‫هوى في دجـــوجي من الفجر نائق‬ ‫فيا عجبا ً من عبد عذرة بعدما‬
‫وقال حسان بن ثابت‪  ‬في أم مروان بن الحكم ‪  ‬وكانت سرقت غزاالً من الكعبة فقطعت‪:‬‬
‫)‬‫‪2‬‬ ‫(‬

‫عليك بمجد يا بن مقطوعة اليد‬ ‫وما طلعت شمس النهار ( إذا ) بدت‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫(‪   )1‬وكان الناس ينالون من أم حسان بن ثابت أيضا‪ ،‬إذ قال عروة‪ :‬سببت ابن ف َريعة ( أعالم النبالء‬
‫‪ ، )514 /2‬وقال جبلة بن األيهم الغساني‪ :‬هذا ( الشعر) البن‪  ‬الفريعة حسان بن ثابت ( البداية والنهاية ‪،‬‬
‫ابن كثير ‪)71 /8‬‬
‫(‪   )2‬وهي أمية بنت صفوان بن علقمة بن محرث‬

‫‪ ‬‬
‫يتبع ‪..‬‬
‫‪ ‬‬
‫” باب أبناء الحبشيات ”‬

‫باب أبناء الحبشيات‬


‫‪ ‬‬
‫‪ ‬فمن قريش ‪ ‬نضلة بن‪ ‬هاشم بن عبد مناف ال عقب له أ ّمه صهاك‪ ،‬ونفيل بن عبد العزى بن رباح من‬
‫بني عبد هللا بن قرط‪ 5‬بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي أمه صهاك‪ ،‬وعمرو بن ربيعة بن الحرث بن‬
‫جذيمة من بني عامر بن لؤي أمه صهاك‪.‬‬
‫فأم هؤالء صهاك حبشية كانت لهاشم بن عبد مناف‪ ،‬والخطاب بن نفيل أ ّمه حبشية كانت لجابر بن‬
‫عبد حبيب الفهمي (‪ ، )1‬وذكروا‪ 5‬أن ثابت نب قيس بن شماس األنصاري‪ 5‬عيّر عمر بن الخطاب فقال‪ :‬يا بن‬
‫(‪)2‬‬
‫السوداء فأنزل هللا‪ )  ‬يا أيها الذين ءامنوا ال يسخر قوم‪  ‬من قوم عسى أن يكونوا‪ 5‬خيراً منهم‪(  ‬‬

‫‪46‬‬
‫وعمرو بن العاص السهمي ومعمر‪ 5‬بن عثمان التيمي والحارث بن عبد هللا بن أبي ربيعة المخزومي‬
‫وأ ّمه سحماء حبشية (‪ )3‬نصرانية ‪ ،‬وعثمان بن الحويرث بن أسد‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪     )1‬ذكر النسابة محمد بن حبيب أبناء الحبشيات ومنهم‪ 5‬نفيل والخطاب‪ ،‬كتاب المحبّر ‪306‬‬
‫(‪     )2‬الحجرات ‪11 :‬‬
‫(‪     )3‬ومن أبناء الحبشيات عمرو بن العاص وصفوان بن أمية وأسامة بن زيد ‪ ،‬كتاب المحبّر ‪306‬‬
‫طبعة حيدر آباد – الهند‬
‫‪ ‬‬

‫ابن عبد العزى بن قصي‪ ،‬وصفوان بن أمية بن خلف الجمحي عقبه بمكة‪ ،‬وهشام بن عقبة بن أبي‬
‫معيط ‪ ،‬عقبه بالشام‪ ، 5‬ومالك بن عبد هللا بن عثمان التيمي‪ ،‬وولده بالمدينة والبصرة‪ ،‬وعمير بن جدعان‬
‫التيمي ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫وأبو مليكة بن عبد هللا بن جدعان التيمي‪ ،‬وعبيد هللا بن معمر بن عثمان التيمي وسافع‪ 5‬بن عياض‬
‫بن صخر بن كعب التيمي ‪ ،‬عقبه بالمدينة‪ ،‬وقرظة بن عبد عمرو بن نوفل أبو فاخته امرأة معاوية السباق‬
‫بن عبد الدار بن قصي وعبد هللا بن قيس بن عبد هللا بن الزبير بن العوام‪.‬‬
‫وسمرة بن عبد هللا بن جندب بن عبد شمس‪ ،‬وعبد هللا بن مسافع بن طلحة بن أبي طلحة من بني عبد‬
‫هللا‪  ‬جد الحجبي من قبل أمه بنت عبد هللا بن ربيعة من بني عامر بن لؤي‪ ،‬نسبه بالمدينة والبصرة ‪ ،‬وعبد‬
‫هللا بن زمعة أحد بني عامر بن لؤي وعمر بن حصيص بن كعب بن لؤي‪ ،‬وأمه قسامة ‪ ،‬وعبد هللا بن عبد‬
‫هللا بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد‪  ‬شمس ‪ ،‬وأسامة بن زيد بن حارثة مولى رسول‪ 5‬هللا‬
‫صلى هللا عليه وآله ومحمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ‪.‬‬
‫وموسى وعلي ومحمد بن عبد هللا بن اسحق‪  ‬بن المهدي وجعفر بن إسماعيل بن موسى بن جعفر‬
‫ومحمد وجعفر ابنا إبراهيم بن حسن وأبوهما‪ 5‬ابن سليمان بن حسن ومحمد بن داوود بن محمد بن سليمان‬
‫الحـسيني وأحمد بن العباس بن الحسن بن عبد هللا من بني العباس بن علي وأحمد‪ 5‬بن عبد الملك بن أبي‬
‫مروان بن أبي عفان من ولد عثمان وأحمد بن صالح المخزومي‪ 5‬األرقم‪.‬‬
‫ومن العرب وكيعة بن شرحبيل ج ّد مخوس ومشرح وجمة وأبو ضرار‪ 5‬يزيد‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪     )1‬والي البصرة‬
‫ّ‬
‫(‪     )2‬الشاعر الذي هجا حسان ورد عليه حسان بالمثل‪ ،‬أسد الغابة ‪353 /4‬‬
‫‪ ‬‬

‫ابن كيان الصخري‪ 5‬وكردوس بن السفاح التغلبي وعنترة بن معاوية العبسي أمه زبيبة‪ ،‬والسليك بن‬
‫يثرب السعدي أمه السلكة‪ ،‬وخفاف بن عمير أمه ندبة وبها يعرف‪ ،‬وعبد هللا بن خازم السلمي أمه عجلى‬
‫بنت العقاب الجعفري وعمر بن الجناب السلمي أمه الصحفاء‪ ،‬وهمام بن مطرف التغلبي ويعلى بن الوليد‬
‫بن عقبة بن أبي معيط وله يقول الشاعر‪:‬‬
‫خنافس مرّنت زمن البطاح‬ ‫كان على مفارق رأس يعلى‬
‫بأفـلح أو ربـاح‬
‫َ‬ ‫نســـــ ّميـه‬ ‫على اسـم هللا أن يولد غال ٌم‬
‫واسقبه بن هاني بن قبيصة الشيباني‪ ،‬وسعيد بن عمرو الجرشي‪ ،‬وسعيد‪ 5‬بن عالج الثقفي‪ ،‬وعبد هللا بن‬
‫سبا صاحب السباية ‪ ،‬المتلمس الشاعر‪ ،‬والصيفي أمه سحمة‪ ،‬وأبرهة بن الصباح الحميري‪ ،‬أمه بنت‬
‫أبرهة بن األشرم الحبشي وحاتم بن النعمان الباهلي وابنه عبد العزيز بن حاتم‪ ،‬وجعفونه بن الحرث‬
‫العامري وسفيان بن األزد الكلبي‪ ،‬وخالد‪ 5‬بن عتاب بن ورقاء الرياحي‪ ،‬وعوانة بن عياض‪ ،‬وأبو‪ 5‬الحكم بن‬
‫وعوانة أ ّمه درة الحدباء‪ ،‬وصولعة بن أوس الكلبي‪ ،‬أمه سحبل‪ ،‬وكهم بن زياد األزدي وكان فارساً‪ ،‬ويزيد‪5‬‬
‫بن جبيرة المحاربي والقطامي‪ 5‬أبو الشرقي‪ 5‬وابن ميادة المري وشظاظ الطائي وأبو العادية المزني‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫يتبع ‪..‬‬
‫‪47‬‬
‫” باب أبناء النصرانيات والروميات ”‬

‫باب أبناء النصرانيات والروميات‬


‫‪ ‬فمن قريش ربيعة المخزومي‪ 5‬أ ّمه حبشية نصرانية والعباس بن الوليد بن عبد الملك ‪ ،‬ولده بالشام‪، 5‬‬
‫وعبد هللا بن أبي ليلى‪ ،‬وعبد هللا بن أبي عمرو بن حفص بن المغيرة المخزومي‪ ،‬وعمر بن حفص بن‬
‫المغيرة المخزومي‪ 5،‬ولده بمكة‪.‬‬
‫ومن العرب خالد بن عبد هللا القسري‪ ،‬وعبيد هللا بن عبد الرحمن بن قحمة‪ ،‬واألعور السلمي‪ ،‬ويزيد‬
‫بن أسيد السلمي‪ ،‬ومدرك بن ضب الكلبي‪ ،‬وسلمة أبو شقيق ابن سلمة بن أبي وائل من بني سعد بن ثعلبة‬
‫وحنظلة بن صفوان الكلبي‪.‬‬
‫قال ( هشام ) ‪ :‬ويقال إن أم حنظلة خرجت يوما ً إلى الكنيسة ومعها جوار لها فمرّت بحنظلة ومعه‬
‫أعراب من كلب فقال األعرابي‪ :‬عن علجتكم هذه لفتاك ما لها من فتيانكم‪ 5‬أحد‪.‬‬
‫فقال حنظلة ‪ :‬أجمل رحمك هللا فإنها أم بعض جلسائك ‪ ،‬ويزيد‪ 5‬بن أسد بن كريز البجلي وشبيب بن‬
‫يزيد الحروري‪5.‬‬
‫‪ ‬‬
‫يتبع ‪..‬‬
‫“ باب أبناء السنديات “‬
‫‪ ‬‬

‫أبناء السنديات‬
‫‪ ‬‬
‫فمن قريش محمد بن علي بن أبي طالب عليه السالم وعلي بن الحسين بن علي عليه السالم ‪ ‬وزيد بن‬
‫علي بن الحسين عليه السالم وسعيد بن هشام بن الملك‪.‬‬
‫ومن العرب شظاظ الطائي والعادية المزني ويزيد‪ 5‬بن عمر بن هبيرة وأبو الغزغاء واسمه المفضل‬
‫وعبد الملك ابنا المهلب وأمهما بهلة ومحمد‪ 5‬بن عبد الرحمن بن أبي ليلى‪ ،‬وعثمان بن عمارة بن خزيم‬
‫المرى أمه جمانة العطارة‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫أبناء النبطيات‬
‫‪ ‬‬
‫فمن قريش عيسة بن عمارة بن عتبة بن أبي معيط‪ ،‬عقبه بالكوفة‪ ،‬ومسلم‪ 5‬بن عقيل بن ابي طالب وامه‬
‫من أهل القرية يقال لها خلية‪.‬‬
‫ومن العرب يحيى بن أبجر بن سيما التيمي‪ ،‬وكان من أشراف بني تيم هللا بن ثعلبة‪ ،‬وعقبة بن بشر‬
‫األسدي ‪ ،‬وعبد الرحمن بن عبد هللا بن مسعود ‪ ،‬ج ّد القسم بن معن‪ ،‬وقدامة الثقفي‪ ،‬وزائدة بن عمرو‬
‫الطائي‪ ،‬وفروة بن شليط بن مالك بن زهير بن مالك العبسي‪ ،‬وعباس الهمداني‪  ‬أبو المنتوف‪.‬‬
‫وكان علي عليه السالم قطعها في سرقة‪ ،‬وشداد‪ 5‬بن المنذر ‪ ،‬أخو خنيس‪ ،‬يقال ألمه برهة من أهل‬
‫بارق‪ ،‬وزياد بن الربيع الحارثي يقال ألمه شريفة‪ ،‬والملطاط بن حصين من بني قيس ين عاصم‪ ،‬ويزيد‪ 5‬بن‬
‫جرير بن عبد البجلي‪ ،‬والحجاج بن أرطأة النخعي‪ ،‬وسماك بن عبيد هللا العبسي‪ ،‬كان خرج مع ابراهيم ‪،‬‬
‫وأبو حميد والجنيد ابنا عبد الرحمن المرواسيين والنعمان بن المنذر أمه الثقفية ‪.‬‬

‫أبناء اليهوديات‬

‫‪ ‬أبو سفيان بن عبد مناف‪ ،‬ال عقب له‪ ،‬ومخرمة بن عبد المطلب بن عبد مناف‪ ،‬أخو صيفي من أمه‪،‬‬
‫عقبه‪  ‬بالمدينة واسمها‪ 5‬واحدة من أهل خيبر‪ ،‬وقيس‪ 5‬بن مخرمة بن عبد المطلب‪ ،‬ومسافع بن عبد مناف‬
‫‪48‬‬
‫الجمحي‪ ،‬وأبو عزة الشاعر‪ ،‬وعمرو بن عبد هللا الجمحي‪ ،‬والخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف‪ ،‬أمه‬
‫من أهل يثرب يهودية شريفة‪ ،‬واهتم‪  ‬بن الوليد بن عتبة بن ربيعة‪ ،‬وأخته هند عقبه بالمدينة ومكة‪ ،‬وعمرو‬
‫بن قدامة‪ ،‬أخو مظعون‪ ،‬ولهما أخت‪ ،‬أمهم من يهود األنصار‪ ،‬وعقبه بالمدينة ومكة‪ ،‬وثويب بن حبيب بن‬
‫أسد أمه من يهود األنصار ‪ ،‬عقبه بالمدينة ومكة‪.‬‬
‫قال هشام ( بن محمد الكلبي) ‪ :‬أخبرني خراش بن اسماعيل قال‪ :‬كانت خولة وهم ينسبونها‪ 5‬خولة بنت‬
‫جعفر بن قيس بن سلمة الحنفي جاراً لبني أسد‪ ،‬فأغار عليهم قوم‪  ‬من العرب في سلطان أبي بكر‪ ،‬فأخذ‬
‫خولة وقدم‪ 5‬بها المدينة‪ ،‬فاشتراها‪ 5‬أسامة بن زيد ثم اشتراها منه علي بن أبي طالب عليه السالم ‪.‬‬
‫قال ( هشام) وولد علي عليه السالم يقولون أ ْقبَ َل بنو أبيها فقالوا‪ :‬هذه المرأة منا فمهرها علي عليه‬
‫السالم على مهر نسائها‪  ،‬ثم تزوجها فولدت له محمداً لم تلد غيره‪ ،‬وخلف عليها أبو معمر الغفاري‪ ،‬فولت‬
‫له جاريتين ‪ ،‬كانتا في حجر علي بن محمد ‪ ،‬فماتت واحدة‪ ،‬وولدت األخرى‪.‬‬
‫يتبع ‪..‬‬
‫” باب الحمقى ”‬

‫باب الحمقى‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫عامر بن كريز‪ 5‬بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس‪ ،‬استأذن عامر بن كريز عثمان بن عفان أن يزور‬
‫ابنه عبد هللا بن عامر‪ ،‬وهو أمير البصرة ‪ ،‬فأذن له ‪ ،‬على أن ال يقيم‪ ،‬فقدم البصرة يوم الجمعة‪ ،‬وعبد هللا‬
‫بن عامر يخطب‪ ،‬فقال عامر لجليس له وأشار إلى ابنه ‪ :‬أتعرف َمن هذا؟ ‪ ،‬ثم أشار إلى ذكره ‪ ،‬وقال‪ِ :‬من‬
‫هذا‪.‬‬
‫وكان كريز ضعيفا ً فقتلت بنو جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن أباه ربيعة بن حبيب‪ ،‬قتله مريم بن‬
‫نضلة بن ظريف بن كلفة‪ ،‬واألحمر بن دالف‪ ،‬وهما من بني عصيمة فخذ من بني جشم‪ ،‬فقال رجل من‬
‫قريش يرثيه‪:‬‬
‫وابن عمر واألحمر‪5‬‬ ‫ً‬
‫‪          ‬يا قتيال وما قتيل ابن عصم‬
‫بن دالف‬
‫وكان كريز بن ربيعة إذا قيل له ‪ :‬أال تطلب بدم أبيك صعد الجبل ثم رمى بالنبل في الهواء ثم يقول‬
‫أجب عصيمة‪ ،‬وكان عامر بن كريز أمه البيضاء بنت عبد المطلب‪ ،‬وكانت ترقص ابنها عامر وتقول‪:‬‬
‫ولكن جئت هذراً غير صقر‬ ‫‪          ‬فلم تشبه أباك وال أبانا‬
‫والهذر‪ 5‬طائر صغير‪ ،‬وهو عند العراقيين الباذنجان‪ ،‬الذي يصيد به الصبيان ويلعبون به‪.‬‬
‫‪ ‬ومعاوية بن مروان بن الحكم‪ ،‬ولده بالشام وعبد هللا بن معاوية بن أبي سفيان ال عقب له‪ ،‬وبطار‪ 5‬بن‬
‫عبد الملك بن مروان‪ ،‬ولده بالشام‪ ،‬وعبد هللا بن قيس بن مخرمة بن عبد المطلب‪ ،‬وعبد مناف بن العاص‬
‫بن هشام‪ ،‬أخو‪  ‬أبي جهل بن هشام ‪ ،‬وعتبة بن سفيان ‪ ،‬أخو معاوية‪ ،‬وسهل بن عمرو ‪ ،‬ولده بالمدينة‬
‫أشراف‪ ،‬والعاص بن سعيد بن أمية قُتِل ببدر كافراً‪ ،‬واألحوص بن جعفر بن عمرو بن حريث‪ ،‬ولده‬
‫بالكوفة‪.‬‬
‫( عن ) هشام عن خالد بن سعيد عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬تزوج معاوية بن مروان – وكان أحمق‪ -‬الخيرات بنت‬
‫زبان بن أنيف فأهديت إليه‪ ،‬فأتى أبوها زائراً لها بعد أيام‪ ،‬فدخل على معاوية وعنده أشراف أهل الشام‪.‬‬
‫فقال له معاوية‪ :‬يا أبا األصبغ ما لقينا من ابنتك؟ قال‪ :‬ما لها؟ قال ‪ :‬مألتنا دما ً يوم دخلت عليها‪ ،‬فوجم‪5‬‬
‫طويالً ثم قال‪ :‬إنهن من نسوة ي ّدخرن ذلك ألزواجهن‪ ،‬ولكن لعنة هللا على من عرّفني بك ‪ ،‬فبلغت كلمته‬
‫عبد الملك بن مروان‪ ،‬فقال‪ :‬أنا وهللا عرّفته به ‪ ،‬وهللا المستعان‪.‬‬
‫ومحمد‪ 5‬بن حوطب بن الحرث بن معمر بن حبيب‪ ،‬نسله بالمدينة والكوفة‪ ،‬منهم طائفة ‪.‬‬
‫(عن ) هشام قال‪ :‬كان عمر بن عبد العزيز ولّى عبد هللا بن قيس بن مخرمة بن عبد المطلب مكة‪،‬‬
‫وكان يحمق‪ ،‬فكتب إليه من عبد هللا بن قيس إلى عمر أمير المؤمنين فقيل له‪ :‬ابتدأ بنفسك قبل الخليفة فقال‬
‫إن لنا الكبر عليهم فبلغت كلمته عبد العزيز‪ 5‬فقال‪ :‬إنه وهللا أحمق من أهل بيت حمق وألن بنو المطلب‬
‫يسمونه المتوكل‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫( عن ) هشام عن أبيه قال‪ :‬كان أبو لهب قامر بن العاص بن هشام ‪ ،‬وكان يحمق‪ ،‬فقمره‪  ‬أبو لهب‬
‫ماله وداره ونفسه فاتّخذه عبداً وسلمه قينا‪ ،‬فلما كان يوم بدر ‪ ،‬كانت قريش تخرج أو تبعث بديالً‪ ،‬فبعث أبو‬
‫لهب العاص بن هشام(‪. )1‬‬
‫(عن ) هشام عن خالد بن سعيد ‪ ،‬قال طلّق معاوية ميسون بنت بجدل (‪ ، )2‬فأتاه محمد بن حاطب بن‬
‫الحرث بن معمر الجمحي‪ ،‬وكان يحمق‪ ،‬فقال‪ :‬ما جاء بك يا بن حاطب؟ قال ‪ :‬جئتك خاطباً‪ ،‬قال‪ :‬من‬
‫ذكرت؟ قال‪ :‬ميسون بنت بجدل‪ ،‬فسكت‪ ،‬فقال‪ :‬ما تقول‪  ‬يا أمير المؤمنين؟ قال‪ :‬أقول وهللا إنك لحمار‪،‬‬
‫فخرج من عنده يقول لي إنك حمار حتى دخل منزله‪.‬‬
‫( عن ) هشام قال‪ :‬كان األحوص بن جعفر بن عمر بن حرب من حمق قريش فتزوج‪ 5‬امرأة من قريش‬
‫فجرى بينه وبين أخويها خصومة في شيء من أمرها ‪ ،‬فوكلت أحدهما ‪ ،‬فقدمه إلى محمد بن عبد الرحمن‬
‫بن أبي ليلى قاض الكوفة ‪ ،‬فجرى‪ 5‬الكالم بين يدي القاضي‪ ،‬فقال األحوص‪ :‬أصلحك هللا إن خصيتيهما وهللا‬
‫في يدي‪  ‬فتضيع‪ 5‬ما أجد‪ ،‬فقال أخو المرأة ‪ :‬إنا هلل وهللا ال أخاصمك أبداً‪.‬‬
‫وكان األحوص يجالس حمزة بن بيض وجميل بن حمران وعمر بن هبيرة الفزاري والمغيرة بن‬
‫األعشى أعشى ربيعة‪ ،‬فقال له ابن ابيض يوما ً أتشتكي شيئا ً ؟ قال‪ :‬ال وهللا ‪ ،‬قال ‪ :‬فما بالك وجهك أصفر‪،‬‬
‫ثم لقي المغيرة فقال له مثل ذلك‪ ،‬فرجع إلى أهله فقال ‪ :‬إي بني الخبيثة أنا أشتكي وال تعلموني‪ 5‬اطرحوا‬
‫عل ّي وابعثوا إلى الطبيب‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬وقد‪ 5‬هلك العاص بن هشام المخزومي في معركة بدر وترك بنين ثالثة * تعجيل المنفعة ‪ ،‬ابن‬
‫حجر العسقالني ‪203‬‬
‫(‪   )2‬طلق معاوية ميسون الكلبية وهي حامل فولدت يزيداً وأبوها بحدل أو بجدل‪ ،‬وقد‪ 5‬ولدت لمعاوية‬
‫هنداً تزوجها‪ 5‬سعيد بن العاص‪ ،‬ورملة تزوجها عمرو بن عثمان بن عفان * البداية والنهاية ‪155 /8‬‬
‫‪ ‬‬

‫وقال هشام ‪ :‬وربما‪ 5‬تخاب أي تحايل على أهله في شيء يطلبه منهم فيما رضى‪ ،‬قال‪ :‬وعاده أصحابه‬
‫يوما ً فجعل ال يتكلم فقال أهله‪ :‬إنا هلل ‪.‬‬
‫فأقبل‪ 5‬شراعة‪  ‬بن عبد هللا بن الزبير‪ ،‬مولى بني تيم هللا بن ثعلبة ‪ ،‬وكان أملح أهل الكوفة‪ ،‬فدخل عليه‬
‫فقال أهله‪ :‬لئن لم يتكلم مع شراعة إنه لفي الموت ‪ ،‬ومع شراعة صاحب له ‪ ،‬فكلم فلم يجبه بشيء ‪ ،‬فمس‬
‫ير به بأسا ً ‪ ،‬فقال شراعة لصاحبه‪ :‬يا فالن كنّا أمس بالحيرة فأخذنا ثالثين قينا ً بدرهم‪ ،‬والخمرة‬ ‫عرقه فلم َ‬
‫يومئذ يثلث درهم‪.‬‬
‫ً‬
‫فرفع‪ 5‬رأسه األحوص‪ ،‬وقال‪ :‬إيري في حرام الكاذب‪ ،‬واستوى‪ 5‬جالسا فنثر أهله السكر على شراعة‪،‬‬
‫فقال شراعة‪ :‬اجلس يا بن الثكالء ال جلست وال أفلحت‪ ،‬وهات شرابك ‪ ،‬فجاء به فشربوا يومهم‪.‬‬
‫(عن) هشام عن عوانة قال ‪ :‬تزوج سهيل بن عمرو أحد بني عامر بن لؤي صفية بنت عمرو بن عبد‬
‫ود العامري(‪ )1‬قتيل علي بن أبي طالب ‪ u‬يوم الختدق‪ ،‬وكان يحمق فولدت له عمرو بن سهيل فأنجبت ثم‬
‫ولدت له أنس بن سهيل فأحمق‪ ،‬فبينا‪ 5‬سهيل جالس على باب ومعه أنس‪ ،‬وهو شاب‪ ،‬إذ مر به األخنس بن‬
‫شريق الثقفي‪ ،‬فسلم عليه ‪ ،‬ثم قال‪ :‬كيف أصبحت يا أنس؟‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فقال‪ :‬ليس أمي في البيت‪ ،‬هي في بيت حنظلة تطحن سويقا لها ‪ ،‬فقال أبوه‪  :‬ساء سمعا فساء إجابة‪ ،‬ثم‬
‫قام مغضبا ً فدخل على صفية فقال‪ :‬ويحك وقف األخنس بن شريق على ابني فقال كذا وكذا ‪ ،‬فأخبرته أنه‬
‫صبي ال عقل له‪ ،‬فقال‪ :‬أنتَ وهللا أحمق منه ‪ ،‬أشبه امرء بعض بزه (‪ ، )2‬فأرسلها‪ 5‬مثالً‪ ،‬وهو أول من قالها‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬وهو بطل الكفار الذي قُتل في معركة أحد وابنه سهيل سفير قريش في صلح الحديبية ‪.‬‬
‫البز‪ :‬السالح والثياب وكذلك البزة* معجم ما استعجم‪ ،‬عبد هللا األندلسي‪ ،4/112‬لسان‬ ‫(‪   )2‬بزه‪ُّ :‬‬
‫العرب‪311 /5‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪50‬‬
‫(‪)1‬‬
‫( عن ) هشام قال‪ :‬كان يسمى عبد هللا بن معاوية مبت األكبر‪ ،‬ويسمى‪ 5‬أبو بكر بن عبد الملك مبت‬
‫األصغر لحمقهما‪ ،‬وكان عبد الملك ينهى ابنه أبا بكر أن يجالس خالد بن يزيد بن معاوية ‪ ،‬وكان خالد‬
‫يعبث به‪.‬‬
‫فجلس إليه ذات يوم فقال‪ :‬هذا وهللا امرء من قريش أمه فالنة‪ ،‬وأمها فالنة‪ ،‬فع ّدد‪ 5‬أمهاته‪ ،‬فقال أبو بكر‪:‬‬
‫أنا وهللا كما قال الشاعر ‪ :‬مردد في بني اللخناء (‪ )2‬ترديداً‪ 5‬فبلغت كلمته عبد الملك ‪ ،‬فغضب على خالد وأبي‬
‫بكر ‪ ،‬وقال له‪ :‬ألم أنهك عن مجالسته؟‪.‬‬
‫( قال هشام بن الكلبي)‪  :‬واسم أبي بكر ب ّكار ‪ ،‬وكان له بازي فطار‪ 5‬بدمشق‪ ،‬فأرسل إلى صاحب‬
‫(‪،)3‬‬

‫الشرطة‪ ،‬أغلق أبواب المدينة‪ ،‬فقد طار بازيي‪ ،‬لئال يخرج من المدينة‪.‬‬
‫ومالك بن يزيد ومبلغة بن تميم وكلب بن وبرة وعجل بن لجيم وعدي بن جناب الكلبي أخو زهير‬
‫( قال هشام الكلبي) ‪ :‬قدم زهير بن جناب على بعض الملوك ومعه عدي فذكر‪ 5‬الملك وجع أ ّمه فقال عدي‪:‬‬
‫ما أحوج أم الملك إلى كميرة (‪ )4‬حارة‪ ،‬فقال الملك لزهير‪ :‬ما يقول أخوك؟ فقال‪ :‬يعني ثيابا ً تكون ببالدنا ‪،‬‬
‫اقلب زهير‪  ‬وأنت القالب (‪ )5‬فهذا مثل‪  ‬في كلب إلى اليوم‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫يقض وطره وقد‬
‫ِ‬ ‫(‪   )1‬رجل مبت أي منقطع‪ ،‬والمعنى‪ 5‬أنه بقي في طريقه عاجزاً عن مقصده‪ ،‬لم‬
‫أعطب ظهره* مجمع البحرين‪ ،‬الطريحي ‪1/149‬‬
‫(‪   )2‬اللخنُ ‪ :‬نتن الريح عامة‪ ،‬واللخن قبح ريح الفرج ‪ ،‬وامرأة لخناء ويقال‪ :‬اللخناء التي لم تختن*‬
‫( لسان العرب ‪ ،‬أقرب الموارد‪. )1136 /2 5‬‬
‫(‪   )3‬بازي‪ :‬نوع من الصقور‪.‬‬
‫(‪   )4‬كمر‪ :‬ال َك َمرةُ رأس الذكر ‪ .‬وامرأة مكمورة ‪ :‬منكوحة* لسان العرب ‪5/151‬‬
‫(‪   )5‬القلب‪ :‬تحويل الشيء عن وجهه‪ ،‬وقَلَب الشيء وقلّبه‪ :‬حوّله ظهراً لبطن * لسان العرب‬
‫‪ ‬‬

‫قال ( هشام) وأما عجل بن لجيم فإن ابنا ً له أجرى الرهان فسبق‪ 5‬أباه‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبتي ما سام هذا الفرس‬
‫الذي سبق ؟ ففقأ عينه وقال‪ :‬اسمه األعور‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ومالك بن يزيد صاحب الحديث الذي أسى حبش وكلب بن وبرة صاحب الحديث‪ ،‬الذي أغار فأخذ‪5‬‬
‫امرأته ‪.‬‬
‫‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪   )1‬كلمة غير مفهومة باألصل لعله اسر‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫يتبع…‬
‫” باب المتع ”‬

‫باب المتع‬
‫‪ ‬‬
‫‪ (  ‬عن) هشام عن أبيه قال استمتع عمرو بن حريث من بني سعد ابنة بكر فجحدا ‪ ،‬واستمتع‪ 5‬سلمة بن‬
‫أمية بن خلف سلمى موالة حكيم بن أمية بن حارثة بن األوقص السلمي‪ ،‬فولدت له‪ ،‬فجحدها فعند ذلك نهى‬
‫عمر بن الخطاب عن المتعة‪.‬‬
‫واستمتع‪ 5‬سعد بن سعد بن أبي طلحة بن عبد الدار بن عميرة امرأة من كندة موالة ألبي المنذر بن أمية‬
‫بن عائذ المخزومي‪ ،‬فولدت له عبد هللا بن سعد‪ ،‬ثم استمتع منها األسود بن هشام بن الحرث بن أسد بن عبد‬
‫العزى ‪ ،‬فولدت له حبيبة‪ ،‬ثم استمتع منها فضالة بن جعفر بن رفعة بن أمية بن عائذ المخزومي فولدت له‬
‫أمية بن فضالة‪ ،‬ثم استمتع منها أبو مسلم بن الحرث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف‪ ،‬ثم استمتع منها هالل‬
‫بن رافع الزبيدي‪ 5‬من مذحج‪ ،‬فولدت له‪  ‬رجالً‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫واستمتع‪ 5‬أبو عبيدة بن حفص بن مغيرة المخزومي من دهم الهمدانية فولدت له عمراً‪ ،‬ال عقب له‪.‬‬
‫واستمتع‪ 5‬أبو عبد هللا بن عوف بن صبرة السهمي من لبيبة بنت أبي لبيبة موالة هاشم بن الوليد بن‬
‫المغيرة‪ ،‬وكانت تبيع الشراب وكان يعشي(‪ )1‬بها‪ ،‬فولدت له يوسف وال عقب له‪ ،‬فقال عمر ( بن‬
‫الخطاب) ‪ :‬انصرف بذلك الغالم ‪ ،‬فقال‪ :‬ال ‪ ،‬فقال لو فعلت لرجمتك بأحجارك ‪ ،‬وإنما قال ذلك ألنه عرفها‬
‫بالسوق‪.‬‬
‫واستمتع‪ 5‬ابن السائب بن الصيني بن عائذ المخزومي من مرثد موالة العاص بن وائل فولدت له عمرا‪ً،‬‬
‫فمن ولد عمر المتوكل بن أبي نهيك العائذي‪ ،‬ولده بمكة‪.‬‬
‫واستمتع‪ 5‬الحويرث بن عمرو بن عثمان بن عبيد بن عمرو بن مخزوم من أم غيالن موالة الرواسي‪،‬‬
‫فولدت له غيالن‪ ،‬ونسله بالجزيرة‪.‬‬
‫واستمتع‪ 5‬معاوية من ابنة زيتون بنت عبد ثقيف ‪ ،‬فولدت له عبد الرحمن‪ ،‬ال عقب له‪ ،‬ويكنّى به‪.‬‬
‫واستمتع‪ 5‬أبو واقد‪ 5‬صاحب رسول هللا‪  ‬صلى هللا عليه وآله من زيبان بنت الفسخ بثالث شياه‪.‬‬
‫ونكح عبد هللا بن جعفر بن أبي طالب بمكة‪ ،‬فولدت له مساوراً ‪ ،‬فل ّما قال عمر بن الخطاب ‪ :‬لو كنتَ‬
‫تقدمت بالمتعة لرُجمت عليها‪ ،‬جحد عبد هللا بن جعفر مساوراً ‪ ،‬وبقي مساور بواسط ينسبون إليه‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬في الحديث‪ :‬حتى ذهب عشوة من الليل‪ .‬يقال جئته عشيّة ً وعشيّه‪  ‬وأتيته العشيّة‪ ،‬ولقيته عشيّة‬
‫من العشيّات* لسان‪  ‬العرب‪60 /15‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬يتبع …‬
‫” باب يشير‪ 5‬إلى ما تقدم ”‬
‫‪ ‬‬
‫باب يشير‪ 5‬إلى ما تقدم‬
‫‪ ‬‬
‫‪(  ‬عن ) هشام عن أبي عبد الرحمن المديني‪ 5‬عن محمد بن اسحق قال ‪ :‬بعث مروان بن الحكم رجالً‬
‫من أهل الشام إلى الحسن بن علي ‪ u‬فقال‪ :‬قل له أبوك الذي فرّق الجماعة وقتل أمير المؤمنين عثمان‪،‬‬
‫وقتل الخوارج‪ ،‬وأهل الدين والفضل ثم أنت تذهب بنفسك‪ ،‬وإنما أنت بمنزلة البغل إذا قيل له من أبوك قال‬
‫خالي الحصان‪.‬‬
‫فأتى الرجل الحسن‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا محمد إني أتيتك بعزيمة من سلطان أرهب سوطه وال آمن حضرته‬
‫فإن كرهت أن أبلّغها‪ ،‬وقيتك‪ 5‬بنفسي‪ ،‬وطويت‪ 5‬عنك ما كرهت‪.‬‬
‫أبق شيئا ً إال قلته كما‬
‫قال‪ :‬بل فابلَغه القول‪ ،‬فقال الحسن‪ :‬هل أنت مبلغه عني‪ ،‬قال‪ :‬إي وهللاِ ثم لم ِ‬
‫تقوله‪.‬‬
‫فقال‪ :‬قل له يقول لك الحسن‪ :‬وهللا ال أسري عنك اليوم ما كتبه هللا عليكَ بأن أسبّك‪ ،‬ولكن موعدي‬
‫القيامة‪ ،‬فإن كنتَ صادقا ً فاهلل يجزيك بصدقك‪ ،‬وإن كنت كاذبا ً فاهلل يش ّد نقمته عليك‪.‬‬
‫فخرج الرجل من عند الحسن فلقيه الحسين بن علي‪ ،‬فقال‪ :‬من أين‪  ‬وما بك؟ فقال‪ :‬من عند أخيك‬
‫الحسن برسالة مروان ‪ ،‬قال‪ :‬ما تلك؟ قال‪ :‬لم أُرسل إليك فأنبئك‪ ،‬قال‪ :‬وهللا لتخبرني‪ ،‬قال‪ :‬ال أفعل‪ ،‬قال‬
‫بن ضرباً‪ 5‬ال تدري متى ترتفع األيدي عنك‪.‬‬ ‫وهللا لتفعلن أو لتُض َر ّ‬
‫قال‪ :‬وسمع الحسن كالمهما فخرج إليهما فقال ألخيه خ ِّل عن الرجل فأبى‪ 5‬فل ّما رأى الرجل أعاد ما قال‬
‫للحسن‪ ،‬فقال له‪ :‬قل له يقول لك الحسين بن علي‪ :‬يا بن الزرقاء(‪ )1‬ويا بن طريد رسول هللا ولعينه(‪ )2‬ويا‬
‫ابن الداعية إلى نفسها بسوق ذي المجاز(‪ )3‬ويا ابن أم حنبل صاحبة الراية بسوق‪ 5‬عكاظ فأبلغ الرجل مروان‬
‫رسالتيهما‪ ،‬فقال مروان‪ :‬ارجع إليهما فقل للحسن‪ :‬أشهد أنك ابن رسول‪ 5‬هللا وشبهه‪ ،‬وقل للحسين‪ :‬أشهد أنك‬
‫ابن علي‪.‬‬
‫ً‬
‫فقال الحسين‪ :‬كالهما لي رغما له‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬وقد‪ 5‬عيّره الصحابة بالزرقاء الفاحشة* راجع تاريخ الطبري‪ ،6/142 ،5/340 5‬أنساب األشراف‪5‬‬
‫‪ ،126 /5 ،4/2‬العقد الفريد ‪371 /4‬‬
‫‪52‬‬
‫(‪   )2‬لعن النبي مروان وأباه* تاريخ الخلفاء‪ ،‬الذهبي ‪136‬‬
‫(‪   )3‬قال الواقدي‪ :‬عكاظ بين نخلة والطائف ‪ ،‬وذو المجاز خلف عرفة بمر الظهران‪ ،‬وهذه أسواق‬
‫قريش والعرب‪ ،‬ولم بكن فيه أعظم من عكاظ‪ ،‬قالوا‪ 5:‬كانت العرب تقيم بسوق عكاظ شهر شوال ثم تنتقل‬
‫إلى سوق مجنة‪ ،‬فتقيم فيه عشرين يوما ً من ذي القعدة ثم تنتقل إلى سوق ذي المجاز ‪ ،‬فتقيم فيه إلى أيام‬
‫الحج* معجم البلدان ‪142 /4‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫يتبع …‬
‫” باب المنجبون في الحمق ”‬

‫‪ ‬‬
‫باب المنجبون في الحمق‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬من قريش وغيرهم من العرب عبد الدار بن قصي منجب وعبد الرحمن ‪ ‬بن أم الحكم وهو عبد هللا بن‬
‫ربيعة‪  ‬من ثقيف‪ ،‬والمغيرة بن أبي عقيل والقسم بن محمد بن أبي عقيل‪ ،‬وبكر بن حبيب بن عمر بن غنم‬
‫بن ثعلبة منجب‪ ،‬وكالب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة منجب‪.‬‬
‫وعتود بن عنيز بن سالمان بن يعلى بن عمرو بن الغوث منجب‪ ،‬وعمرو بن حومة بن لوزان‬
‫الفزاري منجب‪ ،‬وأوس بن جابر بن كعب بن غنم بن حيان بن هبل منجب‪ ،‬وعينية بن حصن الفزاري‬
‫منجب‪ ،‬وسماء بن قيس ين مسعود بن قيس ين خالد بن عبد هللا ذي المجدين منجب‪ ،‬وضرار‪ 5‬بن سنان بن‬
‫مرامد أخو بني جحاش منجب‪.‬‬
‫وقبصة بن المهلب بن أبي صفرة منجب‪ ،‬وسليمان بن نعمان بن قيس بن معدي بن كرب الكندي‪  ‬لم‬
‫ينجب‪ ،‬وخداش بن زهير بن جناب الكلبي لم ينجب‪ ،‬وهاني بن مسعود‪ 5‬بنوه كلهم حمقى منجبون‪ ،‬وأفلت‬
‫منهم قبيصة‪ ،‬وأنجب منهم عامر وقيس وسويد‪ 5‬وجبير ويزيد‪ 5‬بن ثروان وهو هنبثة لم ينجب‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬يتبع ‪..‬‬
‫” باب المنجبات من حمقى النساء “‬
‫‪ ‬‬

‫المنجبات من حمقى النساء‬


‫‪ ‬‬
‫ريطة بنت سعد بن تيم بن مرة بن كعب وهي التي نقضت غزلها من بعد قوة‪ ،‬والرقعاء وهي أسماء‬
‫بنت مرمة بن قضاعة وهي أم الكندي ومسروق‪ 5‬ابني حارثة‪  ‬ابن الم الطائيين‪ ،‬ودنحة بنت مفتح‪ ،‬وأم‬
‫عمرو بنت جندب بن عمرو بن جمحة الدوسي‪ ،‬وهي أم ابان وعمير ابني عثمان بن عفان‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫يتبع …‬
‫” باب أسماء أشراف المعلمين وفقهائهم ”‬

‫باب أسماء أشراف المعلمين وفقهائهم‬


‫‪ ‬‬
‫بشر بن عبد الملك السكوني‪ 5‬أخو اكيدر صاحب دومة الجندل جاهلي‪ ،‬وسفيان بن أمية بن عبد شمس‬
‫جاهلي‪ ،‬والحجاج بن يوسف بن أبي عقيل‪ ،‬والضحاك‪ 5‬بن مزاحم‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫جماعة أخرى‬
‫‪ ‬‬
‫‪53‬‬
‫ذكرهم الفضل بن دكين عن بشر بن سليمان قال‪ :‬كتب أبي في كتابه‪ :‬عبد الرحمن السلمي بن عبد هللا‬
‫بن حبيب معلم الحسن والحسين عليهما السالم ‪ ،‬وعبد هللا بن الحرث معلم روى‪ 5‬عنه عاصم األحول‪.‬‬
‫وعلي بن زيد بن جدعان ‪ ،‬وعبيد المكتسب بن مهران‪ ،‬روى عن إبراهيم ومجاهد وغيرهما‬
‫وإسماعيل بن عبد هللا بن أبي الهاجر‪ ،‬معلم أوالد عبد الملك بن مروان ‪ ،‬وأبان بن تغلب معلم يروي‪ 5‬عن‬
‫شعبة‪ ،‬وابن عيينة‪ ،‬وعبد الواحد بن قيس معلم ولد يزيد بن عبد الملك‪.‬‬
‫وأبو مسهر‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني صدقة بن خالد قال‪ :‬نبأنا مرمان بن جناح عن عبد الواحد بن قيس‪ ،‬قال‪:‬‬
‫قلت ليزيد بن عبد الملك إني لست آخذ منك على أنني معلم يروي عم عبد الواحد ومحمد‪ 5‬بن شهاب‬
‫الزهري معلم‪ ،‬وسفيان بن حسين الواسطي وشيبان عونه معلم دواتي يقرأ النحو ‪ ،‬وحبيب بن أبي بغية‬
‫معلم روى‪ 5‬عنه حماد بن سلمة‪ ،‬وحماد بن زيد وعبد الوارث‪،‬وهارون بن موسى األعور القارئ المعلم‪،‬‬
‫وعمر بن الفضل البصري‪5.‬‬
‫وحجاج بن محمد األعور معلم‪ ،‬يروي عنه ابن معين‪ ،‬وابن حنبل‪ .‬ويونس‪ 5‬بن محمد معلم ‪ ،‬وقبيصة‬
‫بن ذويب معلم‪.‬وذكر عثمان بن أبي شيبة‪  ‬عن اسحق بن منصور‪ 5‬عن محمد بن راشد عن جعفر بن عمرو‬
‫أمية قال‪ :‬كان قبيصة بن ذويب معلم كتاب عبد الكريم وأبو‪ 5‬أمية بن ابي المخارق معلم‪ ،‬روى‪ 5‬عنه حماد بن‬
‫سلمة‪ ،‬وصالح بن كيسان ضمه عبد العزيز بن مروان إلى ابنه عمر يعلمه‪ ،‬وعلقمة بن أبي علقمة المدني‪،‬‬
‫روى عنه مالك بن أنس‪ ،‬ومحمد‪ 5‬بن اسحاق وغيرهما‪ ،‬وكان معلماً‪ ،‬وكان يروي‪ 5‬عن أمه عايشة ‪.‬‬
‫وأبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر‪ 5‬كان مؤدباّ‪ 5‬لعبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك‪ .‬وعون بن عبد‬
‫هللا بن عتبة مؤدب ألبي أيوب بن سليمان بن عبد الملك‪ ،‬أتاه يوما ً فاحتجب فقعد عون عن إتيانه‪ ،‬فغضب‬
‫عليه أيوب‪ ،‬فأتاه عون يعاتبه فعتب عليه‪ ،‬فدخل عون على سليمان فقال‪ :‬ألزمتني‪ 5‬إنسانا ً عن أتيته احتجب ‪،‬‬
‫وإن قعدت عنه غضب‪ ،‬وإن عاتبته عتب‪.‬‬
‫وعبيدة بن حميد الحذاء النحوي كان معلما ً لمحمد بن هارون الرشيد‪ ،‬فأخبرني‪ 5‬أبو تربة النحوي أن‬
‫عبيدة علّم محمداً حتى بلغ سورة الحديد فأمر له بسبعين ألف درهم‪ ،‬فمات بعد ما قبضها‪ ،‬وض ّم معاوية بن‬
‫أبي سفيان إلى يزيد ابنه دغفالً النسابة معلما ً ‪ .‬واسحاق‪ 5‬بن اسرائيل كان معلماً‪ ،‬واسحاق بن يوسف‬
‫األزرق الواسطي‪ 5‬كان ثقة في الحديث فصيحاً‪ 5‬معلماً‪.‬‬

‫يتبع …‬
‫ً‬
‫‪ ” ‬باب من كان قينا في الجاهلية من قريش وأسد وتميم وسليم‪ 5‬وخزاعة”‬

‫باب أدعياء الجاهلية‬


‫‪ ‬‬
‫‪ ‬قال الهيثم بن عدي ‪ :‬ح ّدثني معروف‪ 5‬بن خربوذ قال‪ :‬من األدعياء أبو عمرو بن أمية بن عبد‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫شمس بن عبد مناف وهو أبو أبي معيط‪ ،‬وكان عبداً ألمة‪ ،‬وكان اسمه ذكوان فنكح امراة أُميّة بن عبد‬
‫شمس بعده‪ ،‬وهي أم األعياص‪ :‬العاص وأبو العاص وأبو العيص‪ ،‬فجاءت بابان بن أبي عمرو بن أمية‪،‬‬
‫وهو أبو‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬قال السمعاني‪ :‬يقال لمن يروي الحكايات والقصص والنوادر اإلخباري‪ 5‬اشتهر بهذه النسبة‬
‫الهيثم بن عدي الطائي‪ ،‬قال علي بن المديني‪ :‬الهيثم بن عدي أوثق عندي من الواقدي* األنساب‪ ،‬السمعاني‪5‬‬
‫‪94 ،1/29‬‬
‫(‪   )2‬معروف‪ 5‬بن خربوذ مولى عثمان‪ ،‬قال أبو حاتم‪ :‬يكتب حديثه‪ ،‬وذكره ابن حبان في الثقات‬
‫وروى‪ 5‬البخاري له* تهذيب التهذيب ‪10/208‬‬
‫(‪   )3‬ذكر هشام بن الكلبي في كتابه األصنام‪ 5‬صفحة ‪ :28‬وكان في جوف الكعبة ق ّدامه سبعة أقدح‪.‬‬
‫ق فإذا ش ّكوا في مولود أهدوا له هدية ثم ضربوا‪ 5‬بالقِداح ‪ ،‬فإن‬ ‫مكتوب في أولها‪ :‬صري ٌح واآلخر‪ُ :‬ملص ٌ‬
‫لصق ٌ دفعوه‪.‬‬ ‫خرج صري ٌح ألحقوه‪ ،‬وإن خرج ُم َ‬

‫‪54‬‬
‫‪ ‬‬
‫معيط‪ ،‬وهم أعمامه وأخواته ألمه ‪ ،‬والعاص أبو آل سعيد بن العاص أبي أحيحة‪ ،‬وأبو العاص أبو آل‬
‫عفان وآل مروان‪ ،‬وأبو عيص أبو آل خالد بن أسيد بن أبي العاص‪.‬‬
‫قال الهيثم‪ :‬ومن األدعياء عمرو بن العاص بن وائل السهمي‪ ،‬وأمه النابغة حبشية‪ ،‬وأخته ألمه أرينب‪،‬‬
‫وكانت تدعى لعفيف بن أبي العاص أخي عفان بن عمرو‪ ،‬وفيها‪ 5‬قال عثمان لعمرو بن العاص‪ :‬لمن كانت‬
‫تدعى أختك أرينب يا عمرو‪ ،‬فقال لعفيف بن أبي العاص‪ ،‬قال عثمان‪ :‬صدقت‪.‬‬
‫‪ ‬قال الهيثم‪ :‬قال معروف‪ 5:‬ومن األدعياء في بني سهم أيضا ً محيص بن أبي وواعة بن صبرة‪ ،‬وأبو‬
‫عوف‪  ‬بن ‪ ‬صبرة السهمي‪ ،‬وكان يدعى ألبي قيلة الخزاعي‪.‬‬
‫قال‪ :‬ومن األدعياء في بني جمح صفوان بن أمية بن خلف‪ ،‬كان ابن أمة لمعمر بن حبيب الجمحي‬
‫اسمها صفية الحوالء‪ ،‬قال ‪ :‬وكان معمر باعه‪ ،‬فذهب به إلى جوف مصر‪ ،‬وأنكح أمه عبد هللا ‪ ،‬وكان‬
‫روميا ً حداداً‪ ،‬وكان يقال له حنبل‪ ،‬فولدت له كلدة بن حنبل‪ ،‬فكلم الحرث بن معمر أباه معمراً‪ ،‬وقال‪ :‬يا‬
‫أبتي إن الرجل ال يبيع ابن أخيه يعني صفوان‪ ،‬فيقول بعض الناس إنه افتداه‪ ،‬فجاء به من جوف مصر‬
‫فرده إلى أبيه أمية بن خلف‪ ،‬وكان أميّة نكح‬
‫صفية أ َمة معمر‪ ،‬فلما فارقها أميّة ولدت له صفوان وفي‪ 5‬ذلك يقول أبو طالب في طليق‪:‬‬
‫‪ ‬وإني بخير من نداك حقيق‬ ‫كذاب وهبت له ابنه‬ ‫‪          ‬هبني ّ‬
‫وبفياء منكم للدني طليـق‬ ‫‪          ‬أعيذ طليقا ً منكم بـسراتكم‬
‫إذا خف مهبوب النوار حميق‬ ‫‪          ‬شبيه إليه أن يقول بمثكل‬
‫فافتداه العباس بن عبد المطلب‪.‬‬
‫قال الهيثم‪ :‬قال معروف‪ 5:‬ومن األدعياء في نبي مخزوم قيس بن الوليد بن عبد شمس بن المغيرة ‪.‬‬
‫‪ ‬قال‪ :‬ومن األدعياء في بني أسد بن عبد العزى‪ ،‬عبد الرحمن بن عبد هللا بن نوفل بن أسد بن‪  ‬عبد‬
‫العزى‪ ،‬والعوام‪ 5‬بن خويلد بن أسد بن عبد العزى(‪ ،)1‬بلغنا وهللا أعلم أنه نبطي من أهل قهقاء(‪ ،)2‬ويزعمون‬
‫أن أمه مازنية مازنة هوازن‪ ،‬وفي‪ 5‬ذلك يقول الشاعر‪:‬‬
‫ً‬
‫يحنون شوقا كل يوم إلى القبط‬ ‫ّ‬ ‫‪          ‬لقد أصبح العوام فينا ونسله‬
‫‪ ‬وللرمت المقرون والسمك الرقط‬ ‫‪          ‬إذا ذكر قهقاء حنّوا لذكرها‬
‫(‪)3‬‬
‫أتاها وإن يدعى إلى صالح يبط‬ ‫‪          ‬إذا ما دعوت الكهل منهم لغيبة‬
‫(‪)4‬‬
‫إلى أسد شكل ينازع للزط‬ ‫‪          ‬ير ّد عليهم ما ادعى في أرومهم‬
‫يحالف كعبا ً في محاكمة ق ِط‬ ‫‪         ‬عيون كأمثال الزجاج وصبغة‬
‫غداة تبناه ليوثق في الشرط‬ ‫ً‬ ‫‪          ‬ترى ذاك في الولدان أن خويلدا‬
‫ً‬
‫ّرك عبدا للهنا ِة وللغبط‬
‫‪ ‬أصي َ‪5‬‬ ‫ُ‬ ‫ي عظيمة‬ ‫‪          ‬بأنك إن تج ِن عل َّ‬
‫قال الهيثم( بن عدي) ‪ :‬ومن األدعياء في زهرة بن كالب عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري‪،‬‬
‫قال‪ :‬ومن األدعياء في تيم بن مرة أبو مليكة واسمه زهير‪ ،‬وكان ينسب إلى عبد هللا بن جدعان‪ ،‬وكان‬
‫جدعان قد أحصن مائة حرة فلم يولد له ولد منه‪ ،‬ولم ير ماءاً قط إال الدم‪.‬‬
‫وزعم الناس أن أبا مليكة لعايذة بن يسار النجاري‪ 5‬ولم ينكحهم أحد من آل عبد هللا بن جدعان‪ ،‬ولم‪ ‬‬
‫ينكح منهم إليهم‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬والد الزبير بن العوام‪.‬‬
‫(‪   )2‬كورة في مصر‪.‬‬
‫ّ‬
‫(‪   )3‬يبط‪ :‬ض ّد أسرع‪ ،‬وفي‪ 5‬الحديث من بطا به عمله لم يسرع به نسبه* أقرب الموارد‪47 /1 5‬‬
‫(‪   )4‬ال ُزط‪ :‬جيل من الهند معرّب جت‪ ،‬لواحد زطي* مجمع البحرين‪ ،‬الطريحي‪276 /2‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬قال الهيثم قال معروف‪ ( 5‬بن خربوذ) ‪ :‬ومن األدعياء زياد(‪ )1‬ادعى إلى أبي سفيان بن حرب ‪ ،‬وأمه‬
‫سمية‪ ،‬وكان يدعى لرجل من بني جمح ال شك فيه‪ ،‬وهو اليوم من ثقيف‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬وهو زياد بن عبيد ‪ ،‬وأمه من فاحشات الجاهلية‪ ،‬وقد ادعاه أبو سفيان‪ ،‬وأعلن ذلك معاوية‪،‬‬
‫فسمي زياد بن أبي سفيان‪ ،‬خالفا ً للحديث‪ ،‬الولد للفراش وللعاهر الحجر* تاريخ ابن عساكر ‪80-9/72‬‬

‫‪ ‬‬
‫يتبع …‬
‫“ باب من ولد على فراش ألبيه ويقال إنه لغير أبيه ”‬

‫باب‪  ‬من ولد على فراش ألبيه في الجاهلية ويقال إنه لغير أبيه‬
‫‪ ‬‬
‫قال هيثم ح ّدثني معروف بن خربوذ‪ 5‬قال‪ :‬ممن ولد على فراش أبيه في الجاهلية‪ ،‬ويقال هو لغير أبيه‬
‫جبير بن مطعم‪ ،‬يقال إنه لحمزة بن عبد المطلب‪ ،‬قال وأم حنين بنت شعبة بن عبد هللا بن أبي قيس ين عبد‬
‫ود بن بني عامر‪ ،‬وأمها أم حبيب بنت العاص بن أميّة‪ ،‬وهو أحد األعياص‪ ،‬ويقال ‪ :‬أبو هاني بن العاص‬
‫بن أميّة‪.‬‬
‫قال ( الهيثم) ‪ :‬وعبد هللا بن عامر بن كريز وهو يرمى به إلى النسر أحد بني نصر بن معاوية بن‬
‫هوازن‪ ،‬وأم عبد هللا‪  ‬بن عامر دجاجة السلمية‪ ،‬قال‪ :‬واألسود بن خلف بن سعد بن بياضة الخزاعي‪ ،‬يرمى‪5‬‬
‫به إلى سعيد بن العاص‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫يتبع …‬
‫” باب من دفع اإلسالم ثم أقر به ”‬

‫باب من دفع اإلسالم ثم أق ّر به‬


‫‪ ‬‬
‫ّ‬
‫‪ ‬قال الهيثم حدثني معروف قال‪ :‬ممن دفع اإلسالم ثم أق ّر به عثمان بن عتبة بن أبي سفيان وأ ّمه‬
‫اصطنية رومية نصرانية‪ ،‬قال‪ :‬ويقال‪ :‬إن عتبة بن سعيد كان قبطياً‪ ،‬وكان يلقب قلطقة قال‪ :‬ويقال إن‬
‫عثمان بن عبد هللا بن خالد بن أسيد كان ممن دفع اإلسالم ثم أق ّر به‪ ،‬قال‪ :‬وعدي بن ربيعة بن عبد هللا بن‬
‫عبد العزى بن عبد شمس‪ ،‬وهو ابن أخي أبي العاص بن الربيع صهر النبي‪ ‬صلى هللا عليه وآله كذلك‬
‫إن عديا وأخاه رجالن من أهل اليمن‪ ،‬واسماهما‪ 5‬عرطفة وعريطفة‪ ،‬وكانت أمهما تحت‬ ‫يُنسب‪ ،‬ويقال ّ‬
‫ربيعة بن عبد العزى فقال لهما‪ :‬أنتما ابناي فأبى عرطفة وقال‪ :‬أنا على نسبي ودخل عريطفة في نسبه‪،‬‬
‫وثبت عرطفة على نسبه فأصاب ماالً وشرفاً‪ 5‬وهم اآلن في المدينة بنو عثمان بن أوفى بن عرطفة وبنو‪5‬‬
‫عدي بن ربيعة أبو عدي الشاعر هذا أمرهم‪.‬‬
‫قال الهيثم قال المعروف‪ 5:‬وممن دفع اإلسالم‪  ‬وهب بن عمرو بن صفوان ممن دفع اإلسالم ثم أق ّر به‬
‫وأكرم‪ ،‬قال‪ :‬وعبد هللا بن األخنس حليف بني زهرة دفع ثم اعترف‪ ،‬وأمه مرجانة قال‪ :‬ومسافع بن عبد هللا‬
‫بن شعبة بن المدار‬
‫ممن دفع اإلسالم ثم أق ّر به‪ ،‬قال ‪ :‬وفضالة بن جعفر بن رفاعة من بني مخزوم ثم من بني عائد من‬
‫أدعياء اإلسالم‪.‬‬
‫قال‪ :‬وأم عكرمة بن أبي جهل أم مجالد أ َمة من فتيات مكة‪ ،‬قال‪ :‬وممن دفع اآلسالم خالد بن عبد الملك‬
‫بن الحرث بن الحكم ثم أق ّر به‪ ،‬وكان خياطا ً ثم ولي المدينة‪.‬‬
‫قال‪ :‬وممن دفع اإلسالم من بني جمح وهب بن عمرو بن صفوان‪ ،‬ول ّما ُولِد أرسل به وقد نفر منه أبوه‬
‫عمرو بن صفوان وقال‪ :‬اذهبوا به إلى أهله ليعرفوه فقالوا‪ :‬هو لعمرو بن صفوان من قبل أن يأتي البيان‬
‫فهذا شأنه‪.‬‬
‫قال‪ :‬ومسلم بن مرة بن عمرو الجمحي م ّمن اعترف‪ ،‬به قال‪ :‬ومعمر التيمي م ّمن دفع وأق ّ‪5‬ر وكان‬
‫يعمل الطيب‪ ،‬ثم صار يدعو الناس إلى طعام ابن جدعان وفيه يقول أمية بن الصلت‪:‬‬
‫‪56‬‬
‫وآخر فوق‪ 5‬دارته ينادي‬ ‫داع بمكة‬
‫‪                             ‬له ٍ‬
‫مشمع ٌل‬
‫فالداعي معمر أ ّمهُ حبشية‪ ،‬وإذا احتسبوا‪ 5‬إليها النسب قالوا‪ :‬هي من ثمالة من األزد‪ .‬قال‪ :‬وكان أمية بن‬
‫خلف يقال له‪ :‬ناخس كان يعترض القوم فيضربهم‪ 5‬بين حراء وثبير‪ ،‬وكان يؤذي‪ 5‬أبا بكر الصديق‪ ،‬ويقطع‬
‫عليه وعلى غيره من أصحاب النبي صلى هللا عليه وآله‪.‬‬
‫فلما رأى أبو بكر ما يصنع به وقف‪ 5‬له‪ ،‬ورفع أبو بكر بيده عن جبهته وأراه شجة‪ ،‬ثم قال شججتها ليلة‬
‫وقع عليك ركب بين حراء وثبير‪ 5‬فراميتهم‪ 5‬عنك حين طلبوك‪ ،‬وحلت بينك وبينهم‪ ،‬فأصابوني بهذه الشجة‪،‬‬
‫فعرف أمية صدقه‪ ،‬وقال‪ :‬يا بن أخي اسكت عن هذا فوهللا ال أريبك وال أؤذيك أبداً‪.‬‬
‫يتبع ‪..‬‬
‫“ باب أبناء الودائع من األشراف‪”5‬‬

‫باب أبناء الودائع من األشراف‪5‬‬


‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫قال عبد هللا الخزاعي ‪ :‬أخبرني‪ 5‬ابن األصم وعبد بن الحسن بن عبد هللا‪ ،‬والحرث بن ضبعان الغنوي‬
‫قالوا‪ :‬كان مروان بن محمد الجعدي عند هزيمته من عبد هللا بن علي يوم الزاب‪ ،‬استودع يزيد بن أسيد‬
‫السلمي جاريتين له‪ ،‬إحداهما تدعى سكينة واألخرى‪ 5‬زكير‪ ،‬فوثب عليهما‪ ،‬فأما سكينة فولدت أسيد بن‬
‫يزيد‪ ،‬وأما األخرى فولدت كوثر‪ 5‬بن يزيد‪ ،‬وكانت حجة يزيد فيهما أن قال‪ :‬وهبهما لي أبو جعفر ‪ ،‬وذلك‬
‫بعدما ولدتا‪.‬‬
‫وكان الوليد بن يزيد استودع‪ 5‬جارية له عند بيهس لما أتاه يزيد بن الوليد ومعه القدرية ‪ ،‬فوطأها‪5‬‬
‫وولدت صالح بن بيهس على فراشه‪ ،‬وكانت حامالً به‪ ،‬وذلك بعد قتل الوليد‪ ،‬فسمي صالح بن بيهس وهو‬
‫أشبه حلق هللا بالوليد‪ ،‬وهو من ودائع األشراف‪.‬‬
‫ً‬
‫وكان أبو دفافة بن الوليد بن القعقاع بن جليد استودع مواله جاريته حامال‪ ،‬فولدت دفافة‪ ،‬فكان أشبه‬
‫خلق هللا بأبي دفافة طويالً‪ ،‬حتى أدرك معاوية بن أبي سفيان‪ ،‬فقال معاوية‪ :‬يا ثوب كيف مشيك؟ فقال‪ :‬ما‬
‫كنت قط‬
‫ً‬
‫أمشي إال قيادة فأما اليوم فأهرول قال كيف بصرك؟ فقال‪ :‬ما كنت أرى الشخص إال واحدا فأنا أراه‬
‫اليوم اثنين‪ ،‬قال‪ :‬فلما أدركت‪ :‬فقال‪ :‬أدركت بني وائلة ثالث مرات ( يعني قرنا ً بعد قرن) ‪ ،‬قال‪ :‬هل تذكر‬
‫أميّة؟ فقال‪ :‬نعم رأيته أعمى يقوده عبد هللا بن ذكوان يطوف‪ 5‬بالبيت‪ ،‬فقال معاوية‪ :‬اسكت قد جاء فير ذلك‪،‬‬
‫قال‪ :‬أنتم أعلم بهم‪ ،‬فقال‪ :‬ما في البيت إال أموي فأيهم أشبه بأمية فتأملهم‪ 5‬ساعة‪ ،‬ثم قال هذا عمرو بن سعيد‬
‫بن العاص األشدق‪.‬‬
‫قال‪ :‬أبو المنذر هشام وذكوان الذي ذكره ثوب هو أبو عمرو بن أمية بن أبي معيط‬
‫‪ ‬قال هشام ( بن الكلبي) ‪ :‬وأخبرني‪ 5‬أبو عبد الرحمن المديني قال‪ :‬جلس الوليد بن عتبة وعبد هللا بن‬
‫الزبير عند معاوية بالمدينة‪ ،‬وكان ابن الزبير يعارض الوليد كثيراً‪ ،‬فقال عبد هللا يعرّض بالوليد‪:‬‬
‫كذلك وذكوان تكنّى أبا عمرو‬ ‫‪          ‬تس ّمى أبانا بعد أن كان نافعا ً‬
‫فقال الوليد‪:‬‬
‫صفية لم تزيدوا‪ 5‬في النفير‬ ‫‪          ‬فلوال حرّة مهرت عليكم‬
‫ً‬
‫ثم قام عبد هللا فقال معاوية للوليد‪ :‬ما سرني أنك نقصته حرفا مما قلت‪ ،‬ونافع‪ 5‬الذي ذكره ابن الزبير‪5‬‬
‫هو أبو معيط وإنما كان أجيراً ألمية فا ّدعاه أميّة واستلحقه‪.‬‬
‫قال هشام‪ :‬وأخبرني أبو مسكين قال‪ :‬اجتمع الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب ورجل من آل أبي‬
‫معيط عند الوليد بن عبد الملك ‪ ،‬فأنشد‪ 5‬الفضل شعراً‪ ،‬فقال الوليد للمعيطي‪ ،‬كيف ترى شعر ابن عمك فقال‪:‬‬
‫ما أسمع شعرا ‪ ،‬ثم انصرفا دراجا من العشي‪ ،‬فقال الفضل‪ :‬قد قلت بعدك شعراًَ‪  ‬يا أمير المؤمنين قال‪ :‬ما‬
‫قلت؟ فقال‪ :‬قلت‪:‬‬
‫ك شعبا الطني بل شعب‬ ‫ولم أ ُ‬ ‫‪          ‬أتيتك خاالً وابن خال وعمة‬
‫‪57‬‬
‫إال صلة األرحام‪ 5‬أبقى وأقرب‬ ‫‪          ‬فصيل ما شجاك بيننا من قرابة‬
‫(‪)1‬‬
‫وبينكم‪ 5‬قربى وال متنسب‬ ‫‪          ‬وال تجعلني كامرء ليــــس بينه‬
‫فقال المعيطي ما سمعت كاليوم شعراً أجود منه‪ ،‬فقال الوليد‪ :‬النخس يكفيك البطيء المختل خفت وهللا‬
‫نافعا ً وذكوان فسكت المعيطي‪.‬‬
‫عن هشام عن أبيه قال‪ :‬افترى طلحة بن عبيد هللا على الويد بن عقبة ‪ ،‬فغضب عثمان له‪ ،‬وأراد‬
‫ضرب طلحة‪ ،‬فغضب أبو سفيان وقال‪ :‬هذا ثوب بن تلدة(‪ )2‬فسله إن كنت ال تعلم‪ ،‬فسكت عثمان‪.‬‬
‫(‬
‫قال هشام‪ :‬وإنما غضب أبو سفيان ألن أم طلحة كانت عند أبي سفيان‪ ،‬وكان بعض الناس ينسبه إليه‪.‬‬
‫‪)3‬‬

‫(عن) هشام عن أبيه قال‪ :‬كان ثوب بن سلمة بن عبد هللا بن خالد بن المغيرة المخزومي أ ّمه أ ّم ولد‬
‫كانت أ َمة المرأة سلمة‪ ،‬فوقع عليها‪ ،‬فأتت بأيوب‪ ،‬وكان سلمة يخفي ذلك عن امرأته‪ ،‬فلما أدرك جعله‬
‫خياطا ً ‪ ،‬فلما أدركت سلمة الوفاة ا ّدعاه‪.‬‬
‫وكان أيوب من رجال قريش جلداً فتزوج‪ 5‬ابنة الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السالم‬
‫وأمها أم ولد‪ ،‬فوقع بينه وبين عبد هللا بن الحسن كالم‪ ،‬فقال عبد‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪     )1‬يعرض الفضل بابن أبي معيط بأنه ليس من قرابة الوليد بن عبد الملك وإنما كان ذكوان‬
‫يهودياً‪.‬‬
‫(‪     )2‬وكان ثوب بن تلدة من المعمرين قال فيه الكلبي‪:‬‬
‫إلى مائتين كلما هو ذاهب‬ ‫وإن امرءاً قد عاش تسعين حجة‬
‫‪ ‬‬
‫(‪     )3‬أراد أبو سفيان أن ينسب الكثير من الرجال إليه ألنه زنى بأمهاتهم‪ 5‬رغم مشاركة آخرين له في‬
‫فعل الزنى‪ ،‬فقد ا ّدعى زياداً وطلحة وعمرو بن العاص‪.‬‬

‫‪ ‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫هللا‪ :‬أنا بن المصطفى‪ ،‬فقال له أيوب‪ :‬صدقت ولكن كان ذلك فاحشة ومقتا وساء سبيال ‪ ،‬يريد بذلك أن‬
‫خولة بنت منظور‪ 5‬بن زبان بن سيّار الفزاري‪ 5‬كانت أمها مليكة بنت خارجة بن سنان أخي هرم بن سنان‬
‫عند زبان بن سيار‪.‬‬
‫ً‬
‫فهلك عنها زبان‪ ،‬فخلف عليها منظور بن زبان نكاح مقت‪ ،‬فولدت له هشاما وخولة‪ ،‬فتزوج خولة‬
‫محمد بن طلحة بن عبيد هللا‪ ،‬وهو السجاد‪ ،‬فقتل عنها يوم الجمل مع أبيه‪ ،‬وهي حبلى بإبراهيم‪ 5‬بن محمد بن‬
‫طلحة‪ ،‬وكان إلبراهيم قدر‪ ،‬ثم خلف عليها الحسن بن علي عليه السالم ‪ ،‬فولدت له الحسن بن الحسن فكان‬
‫الذي منهما متباعداً اختصما في بعض ما يختصمان إلى هشام بن إسماعيل بن هشام بن المغيرة وكان‬
‫عامل المدينة لعبد الملك بن مروان‪.‬‬
‫فقال الحسن بن الحسن لهشام‪ :‬هل سمعت أصلحك هللا بالقاطع الظالم؟ فقال هشام ‪ :‬ال ‪ ،‬قال ‪ :‬هو‬
‫إبراهيم ‪ ،‬فقال إبراهيم‪ :‬وهللا ما زلت أبغضك منذ عرفتك ‪ ،‬فقال الحسن ‪ :‬إن تفعل فقد قتل أبي أباك ونكح‬
‫أبي أمك‪.‬‬
‫قال هشام‪ :‬وكان عمر بن الخطاب حين أخبر بما صنع منظور بن زبان من تزوجه امرأة أبيه أرسل‬
‫إليه فأتى‪ 5‬به فقال لمنظور‪:‬تزوجت أ ّمك؟ قال‪:‬وهل يتزوج‪ 5‬الرجل أ ّمه؟ قال‪ :‬امرأة أبيك أمك أفما علمت أن‬
‫هللا حرم ذلك؟ قال‪ :‬ال ‪ ،‬قال وتشرب الخمر؟‪،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬أفما علمت أن هللا حرم نكاح نساء اآلباء‬
‫وشرب الخمرة؟‪،‬قال‪ :‬ال ‪ ،‬فاستحلفه فحلف فخلى سبيله‪ ،‬ففي ذلك يقول منظور‪ 5‬بعد فراقه لزوجة أبيه‬
‫مليكة‪:‬‬
‫إذا ذهبــت عنـي مليـكة والخمر‬ ‫‪          ‬أال ال أبالي اليوم ما صنع الدهر‬
‫فحب ابنة المرى ما وضح الفجر‬ ‫‪          ‬فإن يكن اإلســالم ف ّرق‪ 5‬بيننا‬
‫وال ضم في بيت على مثلها سـتر‬ ‫‪          ‬لعمرك ما كانت مليكة سوءة‬
‫ً‬ ‫(‪)1‬‬
‫قال أبو المنذر‪  ‬هشام‪ :‬وأخبرت أن أيوب بن سلمة غبر بالمدينة دهرا ثم أثرى بعد وأشرف‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫(عن) هشام عن أبيه قال‪ :‬كانت أم عمرو بنت سفيان بن عبد األسد‪  ‬المخزومي‪ ،‬وأمها بنت عبد‬
‫العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر من بني عامر بن لؤي‪ ،‬خرجت تحت الليل فوقفت بركب بجانب‬
‫المدينة‪ ،‬فأصابت عيبة لهم‪ ،‬فاُخذت وأُتي بها النبي صلى هللا عليه وآله ‪ ،‬فعاذت بحقوى أم سلمة بنت أبي‬
‫أمية‪ ،‬فافتكت‪ 5‬يدها عن حقوى أم سلمة فذكروا أن النبي صلى هللا عليه وآله قال‪ :‬لو كانت فاطمة بنت محمد‬
‫لقطعت يدها‪ ،‬فقطعت فخرجت تقطر دما ً حتى دخلت على امرأة أسيد بن خضير بن سماك من بني عبد‬
‫األشهل فرحمتها امرأته فعرفتها وآوتها‪ 5‬فأطعمتها‪ 5،‬فجاء أسيد بن خضير الكاتب من عند النبي صلى هللا‬
‫ت أن فالنة صنع بها كذا وكذا؟‬ ‫عليه وآله ‪ ،‬فقال المرأته من قبل أن يدخل‪ :‬يا فالنة أعلم ِ‬
‫فقالت‪ :‬هاهي ذي عندي‪ ،‬فرجع أدراجه ‪ ،‬يعني بالطريق الذي جاء منه إلى النبي صلى هللا عليه وآله ‪،‬‬
‫فذكر ذلك للنبي صلى هللا عليه وآله فقال رحمتها رحمها هللا‪ ،‬فلما رجعت أم عمرو‪  ‬بنت سفيان إلى أبيها‪،‬‬
‫قال ‪ :‬اذهبوا بها إلى بني حويطب بن عبد العزى أخوالها‪ ،‬فإنها أشبهتهم‪ ،‬فقال خنيس بن يعلى بن أمية‬
‫حليف بن نوفل وهو من العدوية من بني حنظلة بن مالك بن زيد مناة‪:‬‬
‫ســراقة لحقائـب الركبـان‬ ‫‪          ‬يا ربِّ بنت البن سلمى جعدة‬
‫حتى أقـرت غيــر ذات بنـان‬ ‫‪          ‬باتـت تجـوس عيابهم بأكفها‬
‫‪ ‬وذروا‪ 5‬التبختر يا بني سفيان‬ ‫‪          ‬كونـوا‪ 5‬عبيـداً واقتدوا‪ 5‬بأبيكم‬
‫كبني المغيرة أو بني عمران‬ ‫‪          ‬اخسوا فإن هللا لم يجعل لكم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪َ )1‬غبَ َر‪ :‬مكث وبقي* أقرب الموارد‪858 /2‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫كالثور‪ 5‬جاور منبت الحوران‬ ‫‪          ‬أنتم بأرضهم‪ 5‬ولستم مثلهم‬
‫واللـؤم‪ 5‬عنـدكم بنـي جـدعـان‬ ‫‪          ‬أنتم بغـاة بني كـالب كلّها‬
‫وقال أميّة بن أبي الصلت البن جدعان‪:‬‬
‫وآخر فوق‪ 5‬دارته ينادي‬ ‫‪          ‬له داع بمكة مشمعل‬
‫َ‬
‫فالمشمعل‪ 5‬سفيان بن عبد األسد كانت أمه أ َمة البن جدعان فرقع عليها عبد األسد المخزومي‪ 5‬فجائت‬
‫بسفيان وكان عبداً البن جدعان زماناً‪ ،‬ثم ابن جدعان أرسل به وبأمه إليه‪ .‬ويزعم آخرون أن هشاما ً بن‬
‫المغيرة اشتراه‪ ،‬واآلخر‪ 5‬الذي غر الشاعر أبو قحافة‪ .‬كان أبو قحافة وأبو سفيان يناديان على طعام ابن‬
‫جدعان بمكة‪.‬‬
‫ً‬
‫قال هشام‪ :‬كان مسلم بن عمرو أبو قتيبة مغنيا ليزيد بن معاوية‪ ،‬يغنيه ويضرب بالعود‪ 5‬وفي ذلك يقول‬
‫سالم السلولي‪:‬‬
‫خلف لعمرك مـن يزيد أعـور‬ ‫‪          ‬اقيتب قـد لقنا غـداة أتيتنا‬
‫هيهات شــأنكم أدق وأصــغر‬ ‫‪          ‬إن المهلب لم يكن كأبيكم‬
‫بالسيف‪ 5‬ش ّمر والحروب لسعّر‬ ‫‪          ‬شتان من بالصبح أدرك والذي‬
‫قال هشام‪ :‬كان قلع علجا ً من أهل عمان وكان ظريف اللسان جيده‪ ،‬فضمه عمرو بن عباد بن ضبيعة‬
‫بن قيس بن ثعلبة واستلحقه‪ ،‬فولد قلع شهاب بن قلع‪ ،‬وولد شهاب شيبان‪ ،‬وولد شيبان مسمعا ً فهو مسمع بن‬
‫شيبان بن شهاب ابن قلع بن عمرو بن عباد ففي ذلك يقول األخطل‪:‬‬
‫سـبابجة ترمونني‪ 5‬نظراً شــزراً‬ ‫‪          ‬ألستم بني قلع من البحر أصلكم‬
‫لتشرب من لؤم طالء وال خمراً‬ ‫‪          ‬عيون جرى فيها النبيذ ولم تكن‬
‫وقال حارثة بن بدر العذاني‪:‬‬
‫والنصح أحسن والمغبون مغبون‬ ‫‪          ‬أبلغ بني مسمع عنّي مغلغلة‬
‫سواقط‪ 5‬األرض إذ غاب الدهاقين‬ ‫‪          ‬لســـتم بأول أعالج تدهقنكم‬
‫وإن تحالف ضبّ األرض والنون‬ ‫ً‬
‫‪          ‬وهل يقولون قلبي طائر فرقا‪5‬‬
‫يهلك ويعلـو‪ 5‬عليـه الماء والطيــن‬ ‫‪          ‬إن يهبط الضب أرض النون‬
‫ينصره‬
‫‪59‬‬
‫يهلك وتأكله قــوم غراثين‬ ‫‪        ‬أو يصعد النون أرض الضب‪ ‬‬
‫بنصره‬
‫قال هشام ( بن الكلبي) ‪ :‬وأنشدني‪ 5‬أبي لرجل من بني الصامت‪ ،‬واسم الصامت عمرو بن غنم بن مالك‬
‫بن بنهان يهجو آل عمران الطائي‪:‬‬
‫لكم وال كاعنة األسوار‬ ‫‪          ‬وهللا ما رسن رخى في الجنا‬
‫وهذابذ لهذابذ أشـــرار‬ ‫‪          ‬وجوان بود وشهربان ورســتم‬
‫(‪)1‬‬
‫وعراعر في كل يوم فخار‬ ‫‪          ‬والمردشاه وشاه بور در بهمن‬
‫ودع النمو لطيء األخيار‬ ‫‪          ‬فهم أبوتك‪  ‬األولى فافخر بهم‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ‬والميتون مسببّو‪  5‬األعيار‬ ‫‪          ‬أحيــــاؤهم‪ 5‬عار على موتاهم‬
‫ذهب ومعـــدن انك وابار‪5‬‬ ‫‪          ‬إن المعــادن معدنــان فمعدن‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ‬والهبرزيُّ معادن األحرار‬ ‫‪          ‬فبنو‪ 5‬اللئام من الرصاص معادن‬
‫قال هشام‪ :‬زعموا أن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة‪ ،‬أما هم فيقولون سدوس بن حنبل بن‬
‫الجماهر بن األشعر‪ ، 5‬وفي‪ 5‬ذلك يقول ابن الرافقية السدوسي‬
‫‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪     )1‬عُرا ِعر‪ :‬وعرعرة الجبل‪ :‬أعاله‪ ،‬وعرعرة السنام‪ :‬غاربه‪ .‬وال تنبت المرعى سباخ عراعر‬
‫(‪     )2‬األعيار‪ :‬كواكب ‪ ‬ز ْه ٌر في مجرى قدمي سهيل* أقرب الموارد ‪853 /2‬‬
‫(‪     )3‬الهَب ِْرزيُّ ‪ 5:‬الجميل الوسيم من كل شيء* أقرب الموارد‪1367 /2 5‬‬
‫‪ ‬‬

‫ينتسب إلى األشعريين في زمن معاوية‪ ،‬وكان هذا مع الضحاك بن قيس‪:‬‬


‫أحـن إلى لقائــهم حنينا ً‬
‫ّ‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪          ‬وقومي األشعرون وإن نووني‬
‫وردنا‪ 5‬دوسراً متغربينا‪5‬‬ ‫‪          ‬ولــو أني تطاوعني ســدوس‬
‫تخيره إمــام المؤمنينا‪5‬‬ ‫‪          ‬مع الضحاك وهو إمام عدل‬
‫(‪)2‬‬
‫مكاسرة ونأخذ ما هوينا‬ ‫‪          ‬فكانـــوا‪ 5‬حي بكـر ما أقمنـا‬
‫وي ّممنا‪ 5‬مناكـب أوّلـينا‬ ‫‪          ‬وإن عرضوا لنا ضيما ً أبينا‬
‫ولو أنا اغتربنا أو جنينا‬ ‫‪          ‬فلســت ببائع قومي بقوم‬
‫(عن ) هشام عن أبيه قال‪ :‬دخلت واسط القصب والحجّاج على المنبر‪ ،‬وأنا عاص يومئذ‪ ،‬فسمعته‬
‫يقول‪ :‬وهللا إن أبعث إلى هؤالء العصاة ألفا ً كألف بني عبس يحشرونهم‪ 5‬إل ّي من السواد‪ ،‬فقلت في نفسي‪ :‬أنا‬
‫وهللا من العصاة فما مقامي عنده‪.‬ثم قال يا أيها العراق ويا أهل النفاق تزعمون أني ساحر‪ ،‬وهللا يقول ‪ :‬‬
‫وال يفلح الساحر حيث أتى)‪  (3‬وتزعمون أني أعلم اسما ً من أسماء هللا فيه أذلكم وأقتلكم‪ ،‬وهللا لو اجتمع‬
‫الناس كلهم على هللا تبارك وتعالى أن يظلم‪  ‬رجالً واحداً ما ظلمه‪ ،‬وتزعمون أنا بقية ثمود ثم ضحك‪،‬‬
‫وقال‪ :‬نعم البقية بقية ثمود وهللا ما نجا مع صالح إال المؤمنون ‪ ،‬فقلت في نفسي‪ :‬أقررت وهللاِ إنك من‬
‫ثمود‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫قال هشام‪ :‬ويقال إن ثقيفا كان عبدا للهيجمانة بنت سعد بن زيد بن مناة بن تميم يرعى غنمها فابق منها‬
‫فأتى اياداً فا ّدعاه البنيت ُ بن منصور‪ 5‬بن مقدم بن ‪ ‬اقصر بن‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪     )1‬عادوني‬
‫(‪     )2‬الجار المكاسر أي القريب بيته إلى كسر بيتك يقال هو جاري مكاسري*‪ 5‬لسان العرب‪ ،‬أقرب‬
‫الموارد ‪2/1083‬‬
‫(‪     )3‬سورة طه‪69/‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪60‬‬
‫دعمي‪ ،‬فغارت عليه موالته فأخذته وأعتقته ‪ ،‬فرجع إليهم‪ ،‬ويقال‪:‬إنهم من رغال كان عبداً صالحا ً وله‬
‫حديث‪ ،‬ويقال إنه منسوب إلى احاظة من ذي الكالع‪.‬‬
‫قال هشام‪ :‬ور ّد أبو الهياج عبد هللا بن أبي سفيان بن الحرث بن عبد المطلب على الوليد بن عقبة‪:‬‬
‫عمارة ال يطلب بذحل(‪ )1‬وال وتر‪5‬‬ ‫‪     ‬فإن يالظني في ابن أمي صادقا ً‬
‫و أين الصقورى بن ذكوان بن عمرو‬ ‫‪     ‬تمنّيت أمراً لست منه وال له‬
‫وخلت أباها ان شابها ذوو الفخر‬ ‫‪     ‬كما اتصلت بنت الحمار بأمها‬
‫‪ ‬إليه كأقرب النبل من ولد الوبر‬ ‫‪     ‬فإنك ممن قد نمت وتدعى‬
‫والعامة ترد بها للفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب هشام عن الحسن بن عمارة عن الحكم عن‬
‫مقسم قال‪ :‬كانت البن عباس جارية يطأها ويعزل‪ 5‬عنها‪ ،‬فجاءت بولد فانتفى منها‪ ،‬وس ّماه سليطاً‪ ،‬ثم أق ّر‬
‫به‪ ،‬ووطأها‪ 5‬بعد ذلك‪.‬‬
‫( عن) هاشم عن أبي عمرو قال‪ :‬ح ّدثني اسحاق بن الفضل قال‪ :‬كانت تحت عبد الملك بن مروان‬
‫امرأة من ولد عبد هللا بن جعفر فرأى منها عبد الملك جفوة فخلى سبيلها‪.‬‬
‫وكان عبد الملك قد أكرم علي بن عبد هللا بن عباس‪ ،‬وقدم معه من الحجاز إلى دمشق‪ ،‬فأنزله في‬
‫قصره‪ ،‬ومات عبد الملك بإكرام‪ 5‬علي وحفظه‪ ،‬ثم إن المرأة الجعفرية أرادت الخروج إلى أهلها‪ ،‬فقالت‬
‫ت ابنة عمي‪،‬‬ ‫لعلي بن عبد هللا‪ :‬ليس ههنا قريب غيرك‪ ،‬فأنا أريد أن أخرج معك إلى الحجاز ‪ ،‬فقال لها‪ :‬أن ِ‬
‫ولست منك ذا محرم ‪ ،‬فأنا أتزوجك فتزوجها‪.‬‬
‫فبلغ ذلك الوليد فغضب‪ ،‬وقال‪ :‬امرأة كانت تحت أمير المؤمنين تتزوجها‪5‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪     )1‬دخل‪ :‬الثأر‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫بغير إذني‪ ،‬قال ‪ :‬هي ابنة عمي‪ ،‬فسكت وجفاه‪ ،‬وكان سليط الذي نفاه عبد هللا( بن عباس عنه) وأمه‬
‫مع علي بالشام‪ ،‬وكانت أمه بذية سليطة ‪ ،‬تؤذي‪ 5‬عليا ً وتخاصمه ‪.‬‬
‫فدسّ الوليد (‪ )1‬إلى سليط من قتله ودفنه في بستان عل ّي بن عبد هللا فجائت أمه حين فقدته إلى الوليد ‪،‬‬
‫فأرسل ففتّشوا البستان فوجدوه فيه‪.‬‬
‫قال( هشام) ‪ :‬فأخبرني‪ 5‬رجل من أهل الشام بواسط قال‪ :‬كنت في حرس الوليد فأتى بعلي فجلده‬
‫أربعمائة سوط‪ ،‬وحلق‪ 5‬رأسه ولحيته‪ ،‬وأمر بحبسه في الحجر‪ ،‬فأصابته وحشة‪.‬‬
‫وح ّدث الزبير‪  ‬عن هشام بن الحكم بن أبي العاص قال‪ :‬ما كان أسوء رأي هذا الحي من بني أمية فيما‬
‫بينهم‪ ،‬لقد جاء رجل منهم يقال له عتبة بن أمية بن عبد شمس‪ ،‬وفيهم‪ 5‬أبو سفيان بن عنبسة بن امية بابن له‬
‫إليهم‪ ،‬فقال‪ :‬من يكفل هذا الغالم فإن الحاجة قد غلبتني‪ ،‬فما التفت إليه أحد منهم‪ ،‬فذهب وابنه فلم يُريا حتى‬
‫الساعة‪ ،‬فقال أبو سفيان بن أمية‪:‬‬
‫‪ ‬وال علم لألقوام غير التجارب‬ ‫ً‬ ‫‪      ‬نشدتُكم‪ 5‬عند الجمار عشية‬
‫ينوء بما تنبو سيوف‪ 5‬النواصب‬ ‫‪     ‬فما إن وجدنا فيكم غوث مصرخ‬
‫‪ ‬إذا ما أتى مستمسك‪ 5‬بالشوارب‬ ‫‪     ‬لموت جهير عاجل ال شوى له‬
‫‪ ‬إذا ســــــئلوا تغامزوا بالمناكب‬ ‫‪     ‬أحب إل ّي من سؤال معاشر‬
‫(عن ) هشام ( بن الكلبي) عن خالد بن سعيد عن أبيه قال‪ :‬كان عبد هللا بن زمعة بن األسود بن عبد‬
‫المطلب بن اسد بن عبد العزى يلقى من ذكره شراً من فتاقه(‪ ، )2‬فكان ال يشهد لقريش مشهداً فاتخذ مسجداً‬
‫ال يفارقه‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪     )1‬الوليد بن عبد الملك‬
‫(‪     )2‬الفتاق‪ :‬أصل الليف األبيض‬
‫‪ ‬‬

‫‪61‬‬
‫فبلغ ذلك زينب بنت عمر بن أبي سلمة بن عبد األسد المخزومية‪ ،‬وكان ال يتزوج امرأة إال هربت‬
‫منه‪ ،‬فقال‪ :‬ما شأنهن يهربن منه‪ ،‬قالوا‪ :‬ال يطقنه‪ ،‬فعرضت‪ 5‬بنفسها فتزوجها‪ ،‬فولدت له ستة منهم أبو عبيدة‬
‫وأبو سلمة ووهب وكثير وهو جد لبني البختري‪ 5‬القاضي‪.‬واسم أبي البختري وهب بن وهب بن كثير قال‬
‫خالد قال أبي‪ :‬فأشبهوه في جماله ولم يشبهوه في عفافه‪ ،‬فما ظنّك بستة هذا حالهم‪ ،‬خرطوه(‪ )1‬بالمدينة‪.‬‬
‫( عن) هشام عن عوانة وغيره من بني جعفر‪ ،‬أن قطبة بنت بشر بن عامر بن مالك كان ابن عم لها‬
‫تزوجها سراً ‪ ،‬ثم مات عنها‪ ،‬فخطبها‪ 5‬مروان‪ ،‬فلما أدخلت عليه وكانا‪ 5‬قد احتالوا لها فصيرت عذراء‪ ،‬قال‬
‫عزيز بن زرارة الكالبي في ذلك‪:‬‬
‫أطال هللا عمرك يا أميري‪5‬‬ ‫‪     ‬أتزعم أنها عذراء بكر‬
‫بذي عجر كقائمة البعير‬ ‫‪     ‬وقد‪ 5‬غمز ابن عتاب حاللها‬
‫‪ ‬قال ( هشام) وح ّدثني بعض بني عامر‪ ،‬أن بعض بني جعفر قدم على بشر بن مروان بالبصرة‪،‬‬
‫(‪)2‬‬

‫فأجلسه معه على السرير‪ ،‬فقال‪ :‬أتى ( الرجل) ‪ :‬يوم تعرض عل ّي أمك فأءباها لعاجز الرأي (‪ ، )3‬فرفسه‬
‫بشر برجله وقال‪ :‬قم فلست لهذا الموضع بأهل‪.‬‬
‫قال‪ :‬وكان بشر يضعف‪ ،‬كانت وقعة بين الضباب وجعفر‪ ،‬وهزمت بنو عامر وقتلت بموضع‪ 5‬يقال له‬
‫غلى‪ ،‬فقال بشر بن مروان وهو أمير البصرة‪ :‬متى‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪     )1‬خَ َرطَ الورق‪ 5‬خرطاً‪ :‬قشره عن الشجرة اجتذابا ً بكفه* أقرب الموارد‪ .262 /15‬وخرطه بالمدينة‬
‫يعني خالفوا أباهم في عفافه ‪.‬‬
‫(‪     )2‬بشر بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية‬
‫(‪     )3‬أي أنه يرفض الزواج من أمه ويتركها له لتعلمه‪.‬‬

‫‪ ‬‬
‫يعود الخيل من غلى أي تبلغ البصرة يتخوف من الضباب أن تغير عليه‪.‬‬
‫قال( هشام) ‪ :‬وح ّدثني يعقوب بن طلحة الليثي‪ ،‬قال‪ :‬ح ّدثني‪ 5‬ابن أبي فدك قال‪ ،‬قال‪ :‬أشعب بن أبي‬
‫حيبش لطلحة بن عمر بن عبيد هللا بن معمر‪ :‬أما وهللا وإني لمن يعشق مكة وإنك لمن يغادرها‪ ،‬قال‬
‫األصبغ بن عبد العزيز‪ 5‬النحوي ‪ :‬فجلست له على طريقه وكان يهجر بالرواح‪ ، 5‬فطلع كأنه على صدر‬
‫مران من طوله رداء فضفاض‪ ،‬فسلمت عليه ثم قلت له‪ :‬جعلت فداك ما البعشق‪  ‬في البطحاء ‪.‬‬
‫اقل‪ :‬ألم تر إلى البئار التي في األبطح ينزح ماؤها فيخرج في أسفل دلوها شيء من البطحاء رقيق‬
‫تشتهي أن تنشقه إذا رأيته فقلت‪ :‬وما لبغاثر فضحك وقال‪ :‬هذه االكبسة يعني الزبل وأحدها بعثرة‪.‬‬
‫قال( هشام) بن الكلبي‪ :‬وأخبرني‪ 5‬يعقوب بن طلحة الليثي أن ربيعة الرأي‪  ‬كان إذا سئل عن كسب‬
‫الحجام قال‪ :‬وما بلين بذلك‪ ،‬لقد كان معمر بن عثمان حجاماً‪ ،‬وإذا سئل عن التياس قال‪ :‬كان أبو أحيحة‬
‫سعيد بن العاص تياساً‪ ،‬وأنشد يعقوب األحوص يبغي على طلحة بن عمر بن عبيد هللا بن معمر الحجامة‪:‬‬
‫كم من كمي أُدمي ومن بطل‬ ‫‪     ‬أبوك أوهى النّجا ُد عاتقه‬
‫قال‪ :‬وكان طلحة يظن بهذا‪ ،‬ثم فطن له بعد ذلك فعرفه‪ ،‬وقال سعيد بن سلم‪ :‬قدم ابن صفوان مكة‬
‫فجلس إلى رجل من بني عبد الدار يقال له العنفري فقال ‪ :‬ما اسمك؟ قال‪ :‬خالد‪ ،‬فقال هللا خالد‪ ،‬ابن من؟‬
‫قال ابن صفوان‪ ،‬فقال‪ :‬قال هللا تعالى ‪ :‬صفوان عليه تراب‪ ،‬ابن من؟ قال ابن األهتم‪ ،‬فقال الصحيح خير‬
‫من األهتم‪.‬‬
‫قال خالد‪ :‬فمن أنت؟قال العنفري فقال‪ :‬وما العنفرية عندنا إال الشبّان الزواني‪ ،‬م ّمن؟ قال من بني عبد‬
‫الدار‪ ،‬فقال‪ :‬أتتكلم وقد هشمتك هاشم‪ ،‬وأمتك أمية‪ ،‬وخزمتك‪ 5‬مخزوم‪ ،‬وأقصتك‪ 5‬قصي‪ ،‬وجمحتك جمح‪،‬‬
‫فصرت عبدها وابن عبد دارها‪ ،‬تفتح لها إذا دخلت‪ ،‬وتغلق إذا خرجت‪ (.‬عن ) هشام عن أبيه قال‪ :‬أربعة‬
‫من قريش مستهوون أبو أمية بن المغيرة وأبو جهل بن هشام وشيبة بن ربيعة وطالب ابن أبي طالب‪.‬‬
‫قال أبو المنذر هشام حدثني زكريا‪ 5‬بن محمد بن عمر بن الوليد بن عقبة وغيره من آل عمارة بن‬
‫(‬
‫عقبة‪ ،‬قالوا‪ 5:‬كان الوليد بن عقبة أصاب جارية فارسية‪ ،‬فولدت له جارية‪ ،‬فهلكت ثم أعتقها‪ ،‬وهي تسوء‬
‫‪ ، )1‬وهو ال يشعر‪ ،‬فولدت له غالما ً فسماه الحرث‪ ،‬وكان أشبه الناس به أزرق (‪ )2‬أحمر‪ ،‬وكذلك كان‬
‫عمارة عمه‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫فقال الحرث لالم من أبي؟ قالت أبوك الوليد بن عقبة بن أبي معيط القرشي من بني أمية‪ ،‬فقدم الكوفة‬
‫وبها خالد بن الوليد بن عقبة ‪ ،‬فاشترى داراً في عايذ هللا‪ ،‬وكان يعلّم الصبيان‪ ،‬فقال لخالد يوماً‪ :‬أنا أخوك‪،‬‬
‫فقال‪ :‬هللا لقد مات الوليد وما ذكر لنا من أمرك شيئاً‪ ،‬والوصية إلى عمرو وهو بالجزيرة‪.‬‬
‫وكان يعاديهم فمر به األقيشر الشاعر الكندي‪ ،‬وكان خبيثا ً فقال‪ :‬من هذا الكودن(‪ )3‬األخس يريد أن‬
‫يشارككم‪ 5‬في أنسابكم‪ 5‬يا معشر بني عقبة ؟ فسأل عنه الحرث‪ ،‬فقيل هذا األقيشر الشاعر‪ ،‬فهجاه الحرث‬
‫بشعر قال فيه‪ :‬إنما أنت أعرابي تشرب في قصعتك‪ 5‬وتأكل فيها ‪ ،‬وتسقي كلبك فيها‪ ،‬فقال األقيشر ير ّد‬
‫عليه‪  ‬ذلك‪:‬‬
‫وكل انت في فنجانكا‬ ‫‪     ‬دع القصاع ألهلها‬
‫‪ ‬والفن من أفنانكا‬ ‫‪     ‬والعب على خيل لكم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪     )1‬تسوء‪ :‬تزني‬
‫(‪     )2‬زرق‪ :‬الزرقة في العين تقول زرقت‪ 5‬عينه فهو أزرق‬
‫(‪     )3‬جاء في الهجاء كأنه كودن يوشي بكالب* اصالح المنطق‪ ،‬ابن السكيت‪ ،67‬الصحاح ‪،‬‬
‫الجوهري‪6/2525‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫خضراء من بستانكا‬ ‫‪     ‬واعصب برأسك خوصة‬
‫وعلى آخر ختانكا‬ ‫‪     ‬يا حار ويحك فاختتن‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬فليس من فرسانكا‪5‬‬ ‫‪     ‬ودع ادعائك للوليد‬
‫(‪)1‬‬
‫فقال الحرث لما بلغه هذا الشعر ‪ :‬رماني‪ 5‬بحجري فأتى الرقة وبها بنو الوليد‪ ،‬فأتى أبا قطيفة عمرو‬
‫بن الوليد‪ ،‬فذكر له نسبه‪ .‬فقال‪ :‬ما عهد إلينا فيك الوليد شيئاً‪ ،‬وسأنظر في ذلك وجعل ال يقربه وال يبعد‬
‫وخاف لسانه‪ ،‬فلما طال اختالفه عليه قال‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫حتى متى يرمي بي ‪ ‬الرجوان‬ ‫‪     ‬يا عمرو يا بن أبي تالفوا أمركم‬
‫فلقد غنيت بغيره وكفاني‬ ‫‪     ‬ال تحقراني رغبة في مالكم‬
‫أن تعرفوا‪ 5‬لي نسبتي ومكاني‪5‬‬ ‫‪     ‬يا ليت حظي من تراث أبيكم‬
‫وقال أيضاً‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وما أربى إلى كذب ومين‬ ‫‪     ‬أال من مبلغ أروى رسوالً‬
‫(‪)4‬‬
‫كما طلب البراء ذو رعين‬ ‫‪     ‬بأني قد طلبت العذر منكم‬
‫‪ ‬وما قد لف بينكم وبيني‪5‬‬ ‫‪     ‬فوال هللا واإلسالم‪ 5‬حقا ً‬
‫من األمثال نقداً غير د ِ‬
‫َين‬ ‫‪     ‬رحلتكم‪ 5‬بقافية شرود‬
‫‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪     )1‬الرقة ‪ :‬مدينة في سوريا‪ ،‬شيدها االسكندر المقدوني‪ ، 5‬وجعلها الرشيد‪ 5‬عاصمته الصيفية‪.‬‬
‫(‪     )2‬الرجا‪ ،‬مقصور‪ :‬ناحية كل شيء وخص بعضهم به ناحية البئر من أعالها إلى أسفلها‬
‫صوان‪ .‬و ُر ِم َي به ال َر َجوان‪ :‬استهين به فكأنه ُر ِمي هنالك‪ ،‬أرادوا أنه‬ ‫وحافيتها‪ ،‬وتثنيته ر َجوان كعصا و َع َ‬
‫طرح في المهالك * لسان العرب ‪14/310‬‬
‫(‪     )3‬المين‪ :‬الكذب‪ ‬‬
‫(‪ )4‬وهو يرين بن زيد بن سهل‪ ،‬ورعين قصر‪ 5‬عظيم باليمن* معجم البلدان‪52 /3‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫وأخذكم‪ 5‬المجذم باليدين‬ ‫‪     ‬فإنكم‪ 5‬وترككم أخاكم‬
‫(‪)1‬‬
‫فخيرت الرصاص على اللجين‬ ‫ّ‬
‫‪     ‬كعاطلة أرادت أن تحلى‬
‫‪63‬‬
‫يعني بالمجذم طهمان مولى الوليد ‪ ،‬فإنه كان ينتسب إلى الوليد بن عقبة وقال أيضاً‪:‬‬
‫وهذا أبو عثمان أحمر ناصع‬ ‫‪     ‬إن تنكروا بعدي فإني منكم‬
‫وكان أنشد بني الوليد عليه يعلى فقال الحرث فيه‪:‬‬
‫خنافس قد أتت زمن البطاح‬ ‫‪     ‬كأن الشعر الح برأس يعلى‬
‫فهلك عمرو بن الوليد قبل أن يق ّر له بنسبه‪ ،‬فرثاه الحرث فقال‪:‬‬
‫ً‬
‫قبل وشك ال ِحمام حكما قواما‪5‬‬ ‫‪     ‬إن هلل دره لو قضى لي‬
‫رحمة أن يواصل األرحاما‬ ‫‪     ‬فيالقي‪ 5‬بذلك عند مليك‬
‫ثم خاصمهم إلى عبد الملك بن مروان‪ ،‬فقال له عبد الملك ‪ :‬قد مات عمرو والوصية إليه‪ ،‬ولم يعرف‬
‫لك نسبا ً فأنت على ما ت ّدعي‪ ،‬ونحن نزوجك‪ 5‬امراة عربية‪ ،‬فزوّجه امرأة من بني تغلب‪ ،‬فولدت له غالمين‬
‫معاوية والحرث فهلك وهلك ولداه‪.‬‬
‫(عن) هشام عن عوانة قال‪ :‬خرج عبيد هللا بن عمر بن الخطاب من الكوفة يريد المدينة‪ ،‬ومعه جارية‬
‫له‪ ،‬فنزل على ماء لبني أسد‪ ،‬فغضب على جاريته فضربها‪،‬فالذت‪ 5‬بامرأة من بني أسد ثم من عبس بن قين‬
‫لك‪ ،‬وهي حرّة بحمل‪ ،‬فولدت غالما ً‬ ‫وهم أخوال زيد بن الخطاب‪ ،‬فطلبت إليه أن يعفو عنها‪ ،‬فقال ِ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪)1‬اللَ ِجين‪ :‬بفتح الالم وكسر‪ 5‬الجيم ‪ :‬الخبط‪ ،‬وذلك أن ورق‪ 5‬األراك والسلم يخبط حتى يسقط ويجف‪.‬ثم‬
‫يدق حتى يتلجن‪ .‬ويتلجن أي يتلزج ويصير‪ 5‬كالخطمي‪ .‬وكل شيء تلزج فقد تلجن*تاريخ المدينة المنورة‪،‬‬
‫ابن شبة‪ ،2/57‬النهاية في غريب الحديث‪ ،4/235‬واللُّ َجين‪ :‬الفضة‬

‫فس ّمته الحر‪.‬‬


‫وأقبل جرير‪ 5‬بن عبد هللا بن عبد هللا البجلي من المدينة‪ ،‬وقد‪ 5‬قُتِل عبيد هللا بن عمر بصفين‪،‬فنزل جرير‬
‫باألسدية‪ ،‬فقالت له‪ :‬اشتر منّي هذا الغالم وأمه فاشتراهما وقدم‪ 5‬بهما الكوفة فقالت له األمة‪ :‬إن هذا الغالم‬
‫ابن عبيد هللا بن عمر‪ ،‬فقال جرير‪ :‬ما أدري أصادقة أم كاذبة؟ وما ينبغي لي أن أستخدم غالما ً من آل‬
‫ت وهو حر‪ ،‬فأخبرته بالقصة‪.‬‬ ‫عمر‪ ،‬فأن ِ‬
‫ثم خرجت حتى أتت المدينة‪ ،‬فنزلت بين آل عبيد هللا بن عمر وآل عاصم بن عمر‪ ،‬وكان الحر بذيئا ً‬
‫جريئاً‪ ،‬فجعل يضرب الغلمان فشكى‪ 5‬إلى عبد هللا بن عمر فضربه‪ ،‬فقال‪ :‬يا عم‪.‬‬
‫فقال عبد هللا بن عمر‪ :‬لعن هللا ع ّمك(‪ )1‬اخرج عنّا‪ ،‬فخرج إلى الجزيرة‪ ،‬واستعمل‪ 5‬عبد الملك أخاه‬
‫محمد بن مروان على الجزيرة (‪ ،)2‬ومعه امرأته البكائية‪ ،‬له منها عبد الحميد بن محمد‪ ،‬فهلك الحر‬
‫بالجزيرة‪ ،‬وله ابن يقال له البختري فجرى بين البختري‪ 5‬وبين عبد الحميد كالم ‪ ،‬فنفاه عبد الحميد‪،‬‬
‫فاستدعى عليه عبد الملك بن مروان ‪ ،‬وأخبره بنسبه‪.‬‬
‫فقال عبد الملك‪ :‬نكتب فيك إلى آل عمر فكتب إليهم فأما آل عبيد هللا فنفوه‪ ،‬وأما آل عاصم فأثبتوه‪.‬‬
‫فجاء الكتاب‪ ،‬فقال عبد الملك‪ :‬ما بينك أن تكون ابن خليفة هللا أو تكون‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪     )1‬قضية الحرث السابقة وقضية الحر وآالف القضايا األخرى تثبت رغبة الناس في الحصول‬
‫على النسب القرشي للحصول على خير الدنيا‪ ،‬فاغتُصب هذا اللقب بشكل ملفت للنظر‪.‬‬
‫(‪     )2‬الجزيرة‪ :‬وهي المنطقة الواقعة ما بين النهرين ‪ :‬دجلة والفرات ‪ ،‬جرت فيها معارك خطيرة‬
‫بين األمويين ومناوئيهم‪ ،‬ومنها‪ 5‬انطلق الحمدانيون ليؤسسوا دولتهم‪ 5‬في الموصل وحلب‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫عبداً مدحوقا ً (‪ )1‬إال فض هذا الكتاب ففضّه‪ ،‬فإذا فيه‪  ‬أثبته آل عاصم‪  ‬وأنكره آل عبيد هللا‪.‬‬
‫فقال عبد الملك‪ :‬قد جاء فيك ما ترى‪  ‬فأما عبد الحميد فلسنا‪  ‬نحمده‪ ،‬فكتب له سجالً‪  ‬بإثبات نسبه‪ ،‬فقال‬
‫أبو قطيفة للبختري‪:‬‬
‫ً‬
‫نسبا ينكره آل عمر‬ ‫‪     ‬ده درين يا لهذا المدعي‬
‫‪64‬‬
‫ال وال تعرفه قدما ً مضر‬ ‫‪     ‬ليس من فهر إذا ما أخلصوا‬
‫ً‬
‫فانتمى‪ 5‬حرا وما المرء بح ّر‬ ‫ً‬ ‫‪     ‬عاش دهراً وهو يدعى معلفا‬
‫فإذا المضروط فينا قد عصر‬ ‫‪     ‬كان ال يدفع كفى المس‬
‫ً‬
‫عمريا إن ذا قول مبر‬ ‫‪     ‬أعتق العبد جرير فانتمى‪5‬‬
‫قال أبو المنذر هشام أنشدني‪ 5:‬هذا الشعر ذو الشامة المعيطي قال‪ :‬وقال وقال‪ 5‬عوانة‪ :‬تزوج الحر‬
‫بالمدينة امرأة من بني تغلب‪ ،‬فعقبه‪ ،‬اليوم بالجزيرة ينتمون إلى روح بن البختري بن الحر بن عبيد هللا بن‬
‫عمر بن الخطاب‪.‬‬
‫وأخبر‪ 5‬الوليد بن هشام عن جويرة بن أسماء قال‪ :‬مر عبد هللا بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب‬
‫على عامر بن عبد هللا بن الزبير بن حبيب بن عبد هللا‪ ،‬وهو بمر(‪ )2‬فقال له عبد هللا نزلت م ّراً فمرّت عليك‬
‫عيشك فقال‪ :‬بل نزلت م ّراً في مالي طاب لي أكله إذ أنت شكواك في أمرنا من بني همدان‪.‬‬
‫فقال عبد هللا‪ :‬أما وهللا لوال عمتي صفية بنت عبد المطلب لكنت كبعض بني حميد بن أسد بن عبد‬
‫العزى في شعاب مكة‪ ،‬فقال له عامر فمنّة عمتي خديجة أعظم عليك‪ ،‬ولوالها‪ 5‬لكنت كبعض بني عقيل‪ ‬‬
‫باألبطح تبيع وتبتاع‬
‫قال ( هشام) ‪ :‬وقال‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪     )1‬د ََحقَهُ دحقاً‪ :‬طرده وأبعده‬
‫‪ ‬‬
‫(‪     )2‬مر الظهران‪ :‬تقع بالقرب من مكة‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫عوانة تذاكر عثمان بن عفان والزبير شيئا نم الفخر فقال عثمان ‪ :‬أنا ابن البيضاء(‪.)1‬‬
‫وقال الزبير‪ :‬أنا ابن صفية (‪. )2‬‬
‫فقال عثمان‪ :‬أما أنها أدنتك من الظل ولوالها لكنت ضاحياً‪5.‬‬
‫( عن ) هشام عن بعض أهل المدينة قال‪ :‬جلس عبد هللا بن السائب بن أبي حبيش بن المطلب بن اسد‬
‫بن عبد العزى بن قصي‪ 5‬إلى نافع بن جبير بن مطعم بن هدي بن نوفل بن عبد مناف‪ ،‬وكان نافع بن جبير‬
‫يأتيه‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫فتكلم نافع فقطع عليه ابن أبي حبيش‪ ،‬وقا للنافع‪ :‬صه ‪ ،‬فقال نافع‪ :‬إلي صه أنا ابن عبد مناف قال ابن‬
‫أبي حبيش‪  :‬ايهات ذهبت هاشم بالنبوة وعبد شمس بالخالفة وصرت‪ 5‬بين القرناء(‪ )4‬والجماء أنف في‬
‫السماء واست في الماء‪ ،‬فسكت نافع‪ ،‬ولم يحر جواباً‪ ،‬فلما قام قيل له‪ :‬يا أبا محمد هال أجبته فقال‪ :‬ما‬
‫عسيت أن أقول لمعرق بذيئي‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫وروى معن بن عبس المدائني‪ 5‬عن خالد بن أبي بكرة قال قيل لنافع بن جبير‪ :‬أتنخر عند الجماع‬
‫قال‪ :‬أو حمحمة كحمحمة الفرس‪.‬‬
‫وأخبرني سليمان بن عيينة المهلبي عن محمد بن بالل بن أبي بردة عن عاصم بن المنذر قا لدخل‬
‫المفضل بن المهلب على عدي بن أرطأة الفزاري‪ ،‬وعنده محمد‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪     )1‬البيضاء‪ :‬وهي أم حكيم بنت عبد المطلب ع ّمة النبي صلى هللا عليه وآله‬
‫‪ ‬‬
‫(‪     )2‬صفية بنت عبد المطلب عمة النبي صلى هللا عليه وآله‪ ،‬وبنات عبد المطلب ّ‬
‫هن‪ :‬عاتكة وأم‬
‫حكيم وصفية وبرة وأميمة‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫(‪     )3‬صه‪ :‬اسكت ‪ .‬قال ‪ ‬الرسول صلى هللا عليه وآله للزبير‪ :‬صه إنه ( علي‪ ) ‬ليس به زهو ‪،‬‬
‫ولتقاتلنه وأنت له ظالم* تاريخ الطبري‪514 /3‬‬
‫‪ ‬‬
‫(‪     )4‬القرناء‪ :‬ذات القرن والجمآء‪ :‬الملساء‬
‫‪65‬‬
‫‪ ‬‬
‫(‪     )5‬نخر‪ ،‬الناخر‪ :‬الحمار وقيل‪ 5‬الفرس* أقرب الموارد‪3/3975‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬
‫ابن الحرث المخزومي بن هشام المخزومي‪ 5‬والحواري بن زياد والعتكي‪ 5‬يختصمان‪ ،‬فجعل يكرر‬
‫ذلك ‪ ،‬وكان ضلع عدي مع محمد‪.‬‬
‫فقال المفضل‪ :‬أصلح هللا األمير إن هذا ال يل أن يمثل ألحد على أحد‪ ،‬دعهما يختصمان أو أقضي‪5‬‬
‫بينهما بالحق‪ ،‬ثم قال المفضل لمحمد وقد أكثر من كالمه في مآثر قريش وأحوالها‪ :‬وما أنت وقريش‪ 5،‬أما‬
‫سمعت حسان يقول‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫فمالك في أرومتها‪ 5‬نصاب‬ ‫‪     ‬متى تنسب قريش‪ 5‬أو تحصل‬
‫(‪)2‬‬
‫لشجع حيث تسترق العياب‬ ‫‪     ‬نفتك بنو هصيص عن أبيها‬
‫(‪)4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪ ‬قد أندب حبل عاتقه الوطاب‬ ‫‪     ‬وأنت ابن المغيرة عبد سوء‬
‫قال فأسكته وخرج الحواري فقبّل رأس المفضل‪.‬‬
‫قال وحدثني سليمان بن عيينة قال‪ :‬كان سليمان بين حبيب بن المفضل قدم البصرة يدعو‪  ‬إلى طاعة‪ ‬‬
‫عبد هللا بن عمر ابن عبد العزيز‪ ،‬وقدم‪ 5‬ابن جعدة يدعو‪  ‬إلى طاعة مروان‪ ،‬فاجتمعا في بيت عبيدهللا بن‬
‫عثمان األموي‪5.‬‬
‫فقال المفضل بن عبد الرحمن لسليمان‪ :‬وما أنت والبصرة وهي بالدنا؟ قال كذبت ما هي ببالدك قدم‬
‫أبوك‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪     )1‬األَرُوم‪ 5‬واألُرُومة أصل الشجرة جمع أروم‪ ،‬ويستعار‪ 5‬للحسب يقال‪ :‬نفس ذات أكروم ٍة من‬
‫ُ‬
‫أطيب أرُومة* أقرب الموارد‪1/9‬‬
‫‪ ‬‬
‫ً‬
‫(‪     )2‬عيّبهُ‪ :‬تعييبا ‪ :‬نسبه إلى العيب والعياب‪ :‬جمع عيبه * أقرب الموارد‪2/8515‬‬
‫‪ ‬‬
‫ٌُ‬
‫ندُب وأندابٌ وندوبٌ *‪ 5‬لسان العرب‪،‬‬ ‫(‪     )3‬ندب‪ ،‬الندبة أثر الجرح إذا لم يرتفع عن الجلد‪ ،‬والجمع ٌ‪5‬‬
‫كلمة ندب‬
‫وأوطاب ووطابٌ * لسان العرب‪ ،‬كلمة وطب‪.‬‬ ‫ٌ‪5‬‬ ‫ُ‬
‫(‪     )4‬الوطبُ ‪ :‬سقاء اللبن والجمع أوطبُ ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫علينا جابيا ً من المدينة فلما شبع بزنت(‪ )1‬به البطنة فأقبل يحاربنا فنخسنا‪ 5‬في إسته حتى لحق بالسند‪،‬‬
‫فمات هناك بين زانية وزق(‪.)2‬‬
‫قال‪ :‬وكان عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة أبو الفضل بن عبد الرحمن مع ابن األشعث‪ ،‬فكانت بداية‬
‫سؤدده(‪ ،)3‬فلما انهزم ابن األشعث قال الفرزدق‪ 5‬في قصيدته الطويلة‪:‬‬
‫غيابة الموت موت ر ّده قد تنكرا‬ ‫‪     ‬فأفلتت رواض البغال وقد رأى‬
‫وقال الهيثم بن عدي ‪ :‬أخبرني عثمان بن عمر التيمي قال ‪ :‬سمعت عمر بن عبد العزيز يقول البنه‬
‫أي بني آت المدينة فجالس مشيخة قومك‪ ،‬وخذ عنهم فإنك بغير شك تفقدهم ‪ ،‬وقد أجريت عليك ثالثين‬
‫ديناراً في كل شهر‪ ،‬وجهزتك بما تحتاج إليه‪ ،‬ومر بأمير‪ 5‬المؤمنين فسلّم عليه قال‪ :‬فأتيت عبد الملك فقال‪:‬‬
‫يا بن أخي لو نصبر عن أبنائنا كصبر‪ 5‬أبيك عنك لوجهناهم إلى المدينة‪ .‬كم أجرى عليك أبوك؟‬
‫قلت ثالثين ديناراً‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فأجرينا‪ 5‬عليك مثلها‪ ،‬وأمرنا لك بمثل ما جهّزك به‪ ،‬وانظر‪ 5‬أهل المدينة فجالسهم‪ 5‬بأحسن ما‬
‫عندك‪ ،‬وخذ عنهم ‪ ،‬ادخل معهم في كريم‪ 5‬أخالقهم‪ ،‬واجتنب سوى ذلك من أمورهم‪ ،‬واحذر أهالً من قريش‬
‫آل الزبير وبني زهرة ‪ ،‬فأما هؤالء فأهل شؤم وأما بنو زهرة فأخفاء‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫‪66‬‬
‫(‪     )1‬بزن‪ ،‬األبزن‪ :‬شيء يتخذ من الصفر للماء وله جوف‪ ،‬وأصلهأبزن حوض من نحاس يستنقع‬
‫فيه* لسان العرب‪ ،‬كلمة بزن‪ ،‬والمراد استحواذه على أموا لعظيمة‬
‫‪ ‬‬
‫(‪     )2‬الز ُّ‬
‫ق‪ :‬الخمر ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫(‪     )3‬جاء في القول‪ :‬ال راحة لحسود ‪ ،‬وال سؤدد لشيء الخلق‪ ،‬وال خلة لبخيل‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬
‫(عن) هشام عن أبيه قال‪ :‬كان عفان بن أبي العاص بن أمية مخنّثا ً ‪ ،‬وكان يضرب بالدف ففي ذلك‬
‫يقول عبد الرحمن بن حنبل الجمحي‪ ،‬وهو يعيّر عثمان بن عفان‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أن الفراة وما يجوز المشرق‪5‬‬ ‫‪     ‬زعم ابن عفان وليس بهازل‬
‫ذهبا ً وتلك مقالة ال تصدق‪5‬‬ ‫‪     ‬خرج له من شاء أعطى مثله‬
‫صفراء والنهر العباب األزرق‪5‬‬ ‫‪     ‬أنّى لعفان أبيك سبيكة‬
‫فتكون رف فتاتكم‪ 5‬ال تعتق‬ ‫‪     ‬وبودنا لو كنت أنثى مثله‬
‫( عن ) هشام عن رجل من بني زهرة قال‪ :‬ترآى الناس الهالل في زمن عثمان أ ّما الصوم وأ ّما‬
‫الفطر‪ ،‬فجاء هشام(‪ )2‬بن عتبة بن أبي وقاص فقال‪ :‬أشهد لقد رأيته‪ ،‬فقال له عثمان‪ :‬بأي عينيك الصحيحة‬
‫كنت مثلك حين فررت يوم الزحف‪،‬‬ ‫أم العوراء؟ فقال‪ :‬وما تعيّرني بعين ذهبت في سبيل هللا ؟ أما وهللا ما ُ‬
‫(‬
‫فغضب عثمان فضربه ضربا ً وجيعاً‪ ،‬وقال يا ابن مسلك الذنب أ َم وهللا إني ألعرف فيك انخزال بني عذرة‬
‫‪.)3‬‬
‫قال هشام‪ :‬وأخبرني الرجال من ولد خالد بن عرطفة العذري قالوا‪:‬‬
‫قدم عرطفة ومالك أبو سعد ‪ ،‬وهو مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة ‪،‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪     )1‬الفراة يقصد به نهر الفرات‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫(‪     )2‬قال ابن حجر‪ :‬هاشم بن عتبة… الزهري الشجاع المعروف‪ 5‬بالمرقال ابن أخي سعد بن أبي‬
‫وقاص‪ .‬قا اللكلبي وابن حبان‪ :‬له صحبة‪ .‬قال‪ :‬وس ّماه بعضهم‪ 5‬هشاما ً * اإلصابة‪ ،‬ابن حجر‪593 /3‬‬
‫‪ ‬‬
‫(‪     )3‬ينتسب سعد وأخوه عتبة بن أبي وقاص إلى قبيلة بني زهرة القرشية ولكن عثمان ومعاوية‬
‫صرحا بنسبهما إلى قبيلة عذرة غير القرشية وهو الصحيح‪.‬‬

‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫وانتسب فيهم‪.‬‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫فقال عثمان بن الحويرث بن أسد وقد وقع بينه وبين مالك شرّ‪:‬‬
‫وسط‪ 5‬المحافل مالك بن غراب‬ ‫‪     ‬أمسى يفاخرنا غالم ساقط‪5‬‬
‫‪ ‬يا آل عذرة عند كل خطاب‬ ‫‪     ‬فافخر بعذرة إنهم آباؤكم‪5‬‬
‫واترك‪ 5‬تنحل زهرة بن كالب‬ ‫‪     ‬وإذا ظُلِمت فقل بأنك منهم‬
‫منهم وأنكرها‪ 5‬ذوو األلباب‬ ‫‪     ‬إن قلت إنك من قريش لم تكن‬
‫نسب يعد وال أروم نصاب‬ ‫‪     ‬وهللا مالك في قريش كلها‬
‫قال ( هشام) ‪ :‬فأبو سعد مالك بن غراب ومسك الذنب ج ّد له من كنانة‪ ،‬وهي من بني مسك الذنب ‪،‬‬
‫وفُقئت عين هشام بن عتبة يوم اليرموك‪.‬‬
‫قال هشام‪ :‬وكان عمار بن ياسر مولى ألبي حذيفة بن المغيرة بن عبد هللا بن عمرو بن مخزوم‪ ،‬وأمه‬
‫سمية أ َمة لهم وابنه محمد بن عمار اتهمه المختار بن أبي عبيدة بامرأته أم ثابت بنت سمرة بن جندب‬
‫الفزاري فقتله‪ ،‬وكانت تحت عمار بنت سعيد بن حريث أخي عمرو بن حريث‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪     )1‬وهو عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزى قدم على قيصر ملك الروم فتنصر‪ 5‬وحسنت‬
‫منزلته عنده*‪ (  ‬سيرة ابن هشام‪)147 /1‬‬
‫‪ ‬‬
‫(‪     )2‬والد سعد بن أبي وقاص‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫يتبع …‬
‫” باب من كانت المجوسية واليهودية والنصرانية والزندقة دينه ”‬

‫باب فيمن كانت المجوسية واليهودية والنصرانية والزندقة دينه‬


‫‪ ‬‬
‫‪ ‬ح ّدثنا الهيثم بن عدي بن عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس قال‪:‬‬
‫‪ ‬كانت النصرانية في ربيعة وغسّان وبعض قضاعة‪.‬‬
‫وكانت اليهودية في خيبر وبني كنانة والفرسا وبني الحرث بن كعب وكندة‪.‬‬
‫وكانت المجوسية في بني تميم‪ ،‬وكان هالل التميمي بالبحرين مجوسياً‪ ،‬وكان األقرع بن حابس‬
‫المجاشعي مجوسياً‪ ،‬وكان سخت بن عبد هللا التميمي مجوسيا ً وكان أبو أسود ج ّد وكيع بن أبي سود‬
‫مجوسيا ً ‪ ،‬وكان زرارة عدي أبو حاجب بن زرارة مجوسياً‪.‬‬
‫وكانت الزندقة في قريش‪ ،‬وكان عقبة بن أبي معيط بن خلف والنضر بن الحرث ونبه ونبيه ابنا‬
‫الحجاج‪  ‬والعاص بن وائل بن المغيرة زنادقة‪.‬‬
‫قال مجاهد ‪ :‬فقلت البن عباس وأنّى وقعوا في الزندقة؟‬
‫فقال‪ :‬من الحيرة بتجارتهم فيلقون النصارى فيدارسونهم‪.‬‬
‫يتبع …‬
‫” باب الشاذين من األشراف ”‬

‫باب الشاذين من األشراف‬


‫‪ ‬‬
‫ّ‬
‫وهم الزناة قال الهيثم عن أبي عياش‪ :‬كان األشراف‪ 5‬الذين يشذون ؛ الحكم بن المنذر الجارود‪ 5‬العبدي‬
‫ومحمد بن المهلب بن أبي صفرة ومعاوية بن المهلب ويزيد‪ 5‬بن المهلب‪ ،‬فقال حاجب الزبير يهجو يزيد بن‬
‫المهلب‪:‬‬
‫‪ ‬وصيّره أحدوثة آخر الدهر‬ ‫‪     ‬ما ليزيد خيّب هللا سعيه‬
‫ويشربها صهباء طيبة النشر‬ ‫‪     ‬أيزني يزيد بعدما شاب رأسه‬
‫وليس لعرس الجارودتك من ستر‬ ‫‪     ‬ويغضب إن قال امرء‪ :‬أنت عاهر‬
‫‪ ‬يزيد وال تكثر يزيد من الخمر‬ ‫‪     ‬فهذا لعمري الظلم ال شك فاــستتر‬
‫وأبو عيينة المهلب بن أبي صفرة(‪ ، )1‬والهندي بن عمران بن فضل بن عبد الرحمن وأبو حاضر‬
‫األسدي قاضي الجماعة بالبصرة وعبيد هللا بن زياد بن ظبيان ‪ ،‬ومقاتل بن مسمع ويحيى‪ 5‬بن محمد بن‬
‫األشعث بن قيس(‪ )2‬ومحمد‪ 5‬بن جرير‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬وهو عامل عبد هللا بن الزبير على البصرة‬
‫(‪   )2‬وهو زعيم بني كندة الذي غدر بقبيلته وشارك‪ 5‬في اغتيال اإلمام علي‪  ‬عليه السالم ‪ ،‬وكان من‬
‫ناشري بذور‪  5‬الفتنة‪ ،‬وقد ندم أبو بكر على عدم قتله‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪68‬‬
‫‪ ‬ابن عبد هللا وهيثم بن هاشم الفزاري‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وهشام‪ 5‬بن عبد الملك بن مروان وسعيد‪ 5‬بن هشام بن عبد الملك‪  ‬والوليد‪ 5‬بن يزيد بن عبد الملك‬
‫وبشر بن مروان وبشير بن عبد الملك وحبيب بن عبد هللا بن الزبير ومحمد بن اسماعيل المخزومي‪ 5‬خال‬
‫هشام وخالد بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط وعمر بن الحباب السلمي وعمير بن يزيد التميمي وسلم‪ 5‬بن‬
‫المسيب وعبد العزيز بن بشير ج ّد ثميلة التميمي وموسى بن المغيرة وجرير‪ 5‬بن عبد هللا بن ابي عقيل‬
‫البجلي والمغيرة بن زياد بن عمر العتكي وابن حرمل السكوني‪  ‬وأبو الزعيزعة‪  ‬مولى عبد الملك بن‬
‫مروان‪.‬‬
‫ّ‬
‫قال ( هشام) وح ّدثنا الهيثم عن الشعبي عن ابن عباس قال‪ :‬قال عمر بن الخطاب‪ :‬من شذ فاقتله‪.‬‬
‫وقال الهيثم ح ّدثنا العالء بن حرمل الطائي … (‪ ( )2‬عن ) هشام عن أبيه قال كان أميّة بن خلف نديما ً‬
‫لمعمر بن حبيب بن حذافة بن جمح فبينا هما يشدان إذ نظر أميّة إلى وصيف ناهد ذات هيئة فقال‪  ‬من هذه‬
‫الوصيف يا أبا حذافة ؟ قال‪ :‬ابنتي‪.‬‬
‫قال‪ :‬زوّجني إياها قال ‪ :‬قد زوّجتك‪ ،‬فولدت صفوان بن أمية‪ ،‬فطلقها ور ّدها إلى أبيها معمر‪ ،‬فزوّجها‪5‬‬
‫مولى له‪ ،‬فولدت حنبالً‪ ،‬فكان حنبل أخا صفوان أل ّمه فشهد حنبل بن مليل يوم حنين مع صفوان‪ ،‬فل ّما انهزم‬
‫المسلمون قال حنبل‪ :‬بطل سحر ابن أبي كبشة فقال صفوان‪ :‬فضّ هللا فاك‪ ،‬وهللا لئن يربني رجل من قريش‬
‫أحبّ إلي من أن يربني‪ 5‬رجل من هوازن‪ ،‬وفي ذلك يقول حسان بن ثابت األنصاري لصفوان‪:‬‬
‫‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪   )1‬كان الوليد بن يزيد من ملوك األمويين المشهورين‪ 5‬بالفسق والفجور‪5.‬‬
‫(‪   )2‬هكذا في األصل‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫أبو حنبل ينزو‪  5‬على أ ّم حنبل‬ ‫ً‬
‫‪     ‬رأيت سوادا من بعيد فراعني‬
‫ذراع قلوص(‪ )1‬من نتاج ابن خزعل‬ ‫‪     ‬كان الذي ينزو به فوق بظرها‬
‫تبين فيه اللؤم إذ هو مقبل‬ ‫‪     ‬فألقت به بعد التمام مج َّدداً‬
‫(‪)2‬‬
‫فجائت بشبه القرد عريان يرفل‬ ‫‪     ‬وعازمها لوال تتم رضاعة‬
‫(‪)3‬‬
‫وال بن هشام ثم البنه ديكل‬ ‫‪     ‬فيا ألم ما أدت وأنى لها العلى‬
‫‪ ‬وعرقهم‪ 5‬من نحوه غير أميل‬ ‫‪     ‬أصابهم‪ 5‬عرق لئيم‪  ‬من أ ّمهم‬
‫وقال حسان بن ثابت يهجو كلدة بن حنبل‪:‬‬
‫عضال‪  ‬الكالب في حشاش التقاعد‬ ‫‪     ‬أبو حنبل ينزو‪ 5‬على أم حنبل‬
‫تكشف عن رخو المذاقة بارد‬ ‫‪     ‬تنازعه جلد إستها فإذا أنثى‬
‫ذراع قلوص من نتاج ابن واقد‬ ‫‪     ‬كأن الذي ينزو به فوق بظرها‬
‫وقال حسان يهجو صفوان بن أمية‪:‬‬
‫َ‬
‫أ َمة لخادم معمر بن حبيب‬ ‫‪َ     ‬م ْن مبلغ صفوان أن عجوزه‬
‫ماذا أردت بوهبها‪ 5‬المثقوب‬ ‫‪     ‬سائل مليال إن أردت بيانها‬
‫قربت من األنساب غير قريب‬ ‫‪     ‬أَ َمة يقال من البراجم(‪ )4‬أصلها‬
‫‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪   )1‬القلوص من اإلبل‪ :‬الشابة بمنزلة الجارية من النساء‬
‫ً‬
‫(‪   )2‬رفل الرجل رفالً‪ :‬خرُق باللباس‪ ،‬وكل عمل فهو رافل‪ ،‬ورفل رفال ورفالنا‪ 5:‬ج ّر ذيله وتبختر‪5.‬‬
‫ً‬
‫(‪   )3‬قال الشمردل بن شريك اليربوعي‪ :‬شربت ونادمت الملوك فلم أجد=== على الكأس ندمانا ً لها‬
‫مثل ديكل‬
‫(‪   )4‬البرجمي‪ 5‬جماعة ينسبون إلى البراجم في تميم ببن مر‬
‫‪ ‬‬

‫‪69‬‬
‫قال الهيثم بن عدي قال‪ :‬معرور‪ 5‬وطليق بن أبي طالب بن عبد المطلب‪ :‬كان من أمة أبي وهب بن‬
‫عمرو حين أبى أن يعطيه إياه وقد طلبه منه‬
‫أبي وابيكم أن يباع طليق‬ ‫‪     ‬أعوذ بثوب المرء عمرو بن عائذ‬
‫ولكن كريم الوالدين عتيق‬ ‫‪     ‬حلفت به ما الحضرمي‪ 5‬أتّى به‬
‫قال فجاء محمد بن علي بن عبد هللا إلى عمر بن الوليد‪ ،‬فأهدى‪ 5‬إليه وألطفه‪ ،‬وسأله أن يكلم أباه في أبيه‬
‫قال عمرو‪ :‬كان محمد وإبراهيم ابنا هشام بن اسماعيل خال هشام بن عبد الملك فأطعمهما‪ 5‬الحجاز في‬
‫سلطانه كله ‪.‬‬
‫وكان إبراهيم قد حسّن له خلع الوليد بن يزيد والبيعة البنه‪ ،‬فحقد الوليد بن يزيد ذلك‪ ،‬ول ّما مات هشام‬
‫أرسل الوليد إليهما فكبلهما بالحديد‪ 5‬وأقامها للناس‪.‬‬
‫وكان ابراهيم بن هشام سابا ً لعلي بن أبي طالب عليه السالم مؤذياً‪ 5‬لولده‪ ،‬فل ّما أقامه للناس أقبل عبد هللا‬
‫بن حسن إليه‪ ،‬واجتمع أهل المدينة فقال‪ :‬أرى ما ابتليت به‪ ،‬فإن أردت ماالً أو كفيالً فأرسل إلينا‪ ،‬فقال‬
‫إبراهيم‪ :‬هللا أعلم حيث يجعل رسالته‪ ،‬ثم ُح ِمل إلى الوليد فقتله‪ ،‬و ُح ِمل أخوه إلى يوسف‪ 5‬بن عمر‪ ،‬وكان‬
‫فحشا ً يلقب شذرة‪.‬‬
‫قال عمر‪ :‬فأخبرني‪ 5‬هشام ابن خال العجلي قال‪ :‬قصدت يوسف بن عمر فأدخل عليه محمد بن هشام‬
‫فانبسط‪ 5‬عليه يستأديه أموال الحجاز‪ ،‬وقا هلل يا فيروزجه يعني شذرة ثم ضربه حتى مات‪.‬‬
‫( عن ) هشام عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى { والذين يرمون أزواجهم ولم‬
‫يكن لهم شهداء إال أنفسهم } إلى قوله{إنه لمن الصادقين} (‪ )1‬قال‪ :‬لما نزلت هذه اآلية قال عاصم بن عدي‬
‫العجالني األنصاري أحد بني بلى حليف األوس‪ :‬إن دخل منّا بيته فوجد رجالً على بطن امرأته‪ ،‬فعليه أن‬
‫يخرج ‪،‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪ )1‬النور‪6:‬‬

‫‪ ‬‬
‫ويجيء بأربعة رجال فيشهدون على ذلك‪ ،‬وقد قضى‪ 5‬الرجل‪ ،‬حاجته قبل مجيئه‪.‬‬
‫ُرب الح ّد أوالً عن امرأته‪ ،‬فإن سكت سكت‬ ‫فإن عجل وقتله قُتِل به ‪ ،‬وإن قال‪  ‬وجد فالنا ً مع فالنة ض ِ‬
‫عن غيظ شديد‪.‬‬
‫فابتلى‪ 5‬عاصم من بين الناس‪ ،‬رجع ذات يوم إلى أهله فوجد‪ 5‬شريك بن عبدة وأ ّمه سمحا ُء وهو ابن‬
‫عاصم على بطن امرأته‪.‬‬
‫فأتى رسول‪ 5‬هللا صلى هللا عليه وآله فقال‪ :‬يا رسول هللا ابتليت بهذا األمر من بين الناس وأخبره بما‬
‫رأى‪.‬‬
‫فأرسل‪ 5‬النبي صلى هللا عليه وآله إلى امرأته وشريك‪ 5‬وجمع بينهما وبين عاصم فقال صلى هللا عليه‬
‫ك ما يقول زوجك؟‪5‬‬ ‫وآله للمرأة‪ :‬ويح ِ‬
‫ً‬
‫قالت‪ :‬يا رسول هللا الباطل‪ ،‬وهللا إنه لكاذب ما رأى من ذلك شيئا‪ ،‬ولكنه رجل غيور‪ ،‬فذلك الذي حمله‬
‫ينهن عنه ساعة‬‫ِ‬ ‫على أن تكلّم بما تكلّم به ‪ ،‬وشريك ضيف عليه‪ ،‬فكان يدخل عل ّي يخرج وهو يعلم به‪ ،‬ولم‬
‫في ليل وال نهار‪ ،‬فاسأله عن ذلك‪.‬‬
‫فقال رسول هللا‪ :‬يا عاصم اتّق هللا في حليلتك وال تقل إال حقا‪ً.‬‬
‫قال‪ :‬يا رسول هللا أُقسم باهلل لقد رأيته على بطنها‪ ،‬وهي حبلى وما قربتها‪ 5‬منذ كذا وكذا‪.‬‬
‫فأمرهما‪ 5‬رسول هللا صلى هللا عليه وآله أن يتالعنا‪ ،‬وقال صلى هللا عليه وآله‪ :‬قم يا عاصم فاشهد أربع‬
‫شهادات باهلل أنها كما قلت‪ ،‬وإنك لمن الصادقين في قولك عليها‪ ،‬ثم قال والخامسة أن لعنة هللا عليك إن‬
‫كنت من الكاذبين عليها‪ ،‬ففعل ما أمره به‪.‬‬
‫ثم قال صلى هللا عليه وآله ويدرء‪ 5‬عنها العذاب أي يدفع عنها الحاكم الرجم أن تشهد أربع شهادات باهلل‬
‫إنه لمن الكاذبين عليها‪ ،‬والخامسة أن غضب هللا عليها إن كان من الصادقين في قوله عليها‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫فل ّما فرغ عاصم من الشهادة قال لها النبي صلى هللا عليه وآله‪ :‬قومي فاشهدي‪ 5‬قالت أشهد باهلل الذي ال‬
‫إله إال هو إنه لمن الكاذبين في قوله عل ّي ثم قالت الخامسة إن غضب هللا عليها إن كان من الصادقين عليها‬
‫في قوله‪ ،‬فل ّما تالعنا فرّق بينهما رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪.‬‬
‫ثم قال للمرأة إذا ولدتيه فال ترضعيه حتى تأتيني‪ 5‬به‪ ،‬فل ّما انصرفوا‪ 5‬قال رسول‪ 5‬هللا صلى هللا عليه وآله‬
‫ألصحابه‪ :‬إن ولدته أحير مثل الدرص (‪ ، )1‬يعني النملة الحمراء فهو يشبه الذي رميت به‪ ،‬فل ّما وضعته‬
‫أتت‪  ‬به النبي صلى هللا عليه وآله فنظر‪ 5‬إليه‪ ،‬فإذا هو أسود‪ 5‬أدعج(‪ )2‬جعد (‪ )3‬قطط(‪ ، )4‬فقال النبي صلى هللا‬
‫عليه وآله ‪ :‬لوال اللعان وما سبق من اإليمان لكان لي فيها رأي‪ ،‬وخلى سبيلها‪.‬‬
‫(عن) هشام عن أبي مخنف أن عتبة(‪ )5‬بن غزوان المازني حليف بني نوفل بن عبد مناف ‪ ،‬كان عامالً‬
‫لعمر بن الخطاب على البصرة‪ ،‬فبعث إليه يستأذنه في الحج‪ ،‬فأذن له‪ ،‬فاستخلف‪ 5‬المغيرة بن شعبة على‬
‫البصرة‪.‬‬
‫قال هشام ‪ :‬قال أبو مخنف‪ :‬ح ّدثني ابن مسلم المالكي عن الحسن بن أبي الحسن البصري‪ ،‬أن عتبة بن‬
‫غزوان حين استعمل المغيرة على البصرة وأراد‪ 5‬الرحيل‪ ،‬قام في الناس فحمد هللا وأثنى عليهم وأخبرهم‬
‫باستخالفه المغيرة‪.‬‬
‫ثم خرج فقدم على عمر فل ّما قضى حجّة حبسه عنده وأثبت المغيرة‪ ،‬فغزا‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬ال َّدرص والدِّرص‪ :‬ولد الفأر واليربوع‪ 5‬والقنفذ واألرنب والهرة والكلبة والذئبة ونحوها‪.‬‬
‫(‪   )2‬األدعج‪ :‬المظلم األسود‪.‬‬
‫(‪   )3‬جعد‪ :‬الجعد من الشعر‪ ،‬خالف البسط‪.‬‬
‫قط الشعر‪ :‬أي قصير جعده‪ ،‬والقطط‪ :‬شعر الزنجي‪.‬‬ ‫(‪   )4‬رجل ُّ‬
‫(‪   )5‬عتبة من الصحابة األوائل المهاجرين إلى الحبشة‪ ،‬شارك في فتح العراق وأسس البصرة لكنه‬
‫مات في ظروف‪ 5‬مشكوكة* راجع األنساب للسمعاني ‪ ،165 /5‬تاريخ اليعقوبي‪146 /2‬‬
‫‪ ‬‬

‫المغيرة صاحب ميسان فظهر عليه‪  ‬وفتح أرضه وبعث بالفتح إلى عمر مع أبي بكر بشيراً‪.‬‬
‫فأقام‪ 5‬المغيرة في البصرة أميراً‪ ،‬وقد ابتنى الناسُ المنازل‪ ،‬وكثر عددهم‪ ،‬وحسنت حالهم‪ ،‬فكان المغيرة‬
‫يختلف إلى امرأة من بني هالل بن عامر بن صعصعة يقال لها أم جميل بنت محجن بن األختم عمر بن‬
‫شعبة‪.‬‬
‫وكان لها زوج من ثقيف يقال له الحجاج بن عنيك‪ ،‬وهلك هناك‪ ،‬فبلغ ذلك شبل بن معبد البجلي قال‬
‫أبو المنذر وليس في البصرة من بجيلة غير بيت شبل بن معبد وأبي بكرة واسمه نفيع بن مسروح ونافع‪ 5‬بن‬
‫الحرث ( بن) كلدة الثقفي وزياد‪ 5‬ابن عبيدة فرصدوه حتى دخل عليها‪.‬‬
‫وعندئذ اقتحموا‪ 5‬عليهما فإذا هما عريانان‪ ،‬وإذا هو بين فخذيها‪ 5‬متبطنها‪ ،‬فخرجوا‪ 5‬إلى عمر بن الخطاب‬
‫فأخبروه الخبر‪ ،‬فبعث عمر أبا موسى األشعري‪ ،‬وكتب إلى المغيرة أ ّما بعد فإني قد بعثت إليك أبا موسى‪5‬‬
‫على عملك فخله وإياه‪ ،‬وأقبل إل ّي وال تلبث والسالم‪.‬‬
‫وأقبل أبو موسى حتى إذا كان يظهر البصرة أصاب من الغذاء هو وأصحابه ثم ادهنوا ولبسوا‪ 5‬ثيابهم‪،‬‬
‫فأتى المغيرة فقيل له هذا أبو موسى قد قدم‪.‬‬
‫فقال أقسم ما جاء زائراً وال تاجراً وروى‪ 5‬أنه ل ّما لم يرجع عتبة إلى البصرة‪ ،‬وبقي المغيرة عامالً‬
‫عليها كان يختلف إلى أم جميل ليالً فلقيه أبو بكره‪ ،‬فقال‪ :‬أين يذهب األمير في هذه الساعة فقال‪ :‬أزور‬
‫بعض إخواني‪.‬‬
‫إن األمير يزار وال يزور‪ ،‬فلم يزل أبو بكرة يتبعه حتى عرف مدخله‪ ،‬ورصده ذات يوم‬ ‫فقال أبو بكرة ّ‬
‫ً‬
‫الباب مفتوحا فسها أن يغلقه‪ ،‬وبعث أبو بكرة إلى أخويه زياد ونافع وشبل بن معبد ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وقد دخل عليها وترك‪5‬‬
‫فدخلوا عليه وهو معها في لحاف فنظروا‪ 5‬إلى جميع أمره ثم شخص أبو بكرة إلى عمر‪.‬‬
‫وكان عمر إذا نظر إليه قال‪ :‬اللهم إني أعوذ بك من شر ما جاء به‪ ،‬وكان ال يأتيه إال في شرّ‪ ،‬فل ّما رآه‬
‫عمر قال‪ :‬ما وراءك؟‬

‫‪71‬‬
‫قال زنى المغيرة فقال‪ :‬ما تقول؟ قال الحق وهللا يا أمير المؤمنين‪ ،‬قال‪ :‬ومن يعلم ذلك؟ قال ‪ :‬زياد‬
‫ونافع وشبل وهو من بجيلة حليف ثقيف‪.‬‬
‫ّ‬
‫فدعا أبا موسى فقال‪ :‬إني أريد أن أوجهك إلى أرض قد فرّخ فيها الشيطان بأعور ثقيف‪ ،‬فال تحلن‬
‫عقدة حتى تشخص إل ّي المغيرة والشهود‪.‬‬
‫ً‬
‫مت من قبله كان خيرا‪ ،‬فإذا جاءك كتابي هذا‬ ‫وكتب إلى المغيرة‪ :‬أما بعد فقد بلغني عنك أمر لو كنت َّ‬
‫فاشخص إل ّي أنت‪  ‬وزياد‪ 5‬وشبل بن معبد فقد ولّيت أبا موسى عليك فسلمه إليه‪ ،‬إن جاء والسالم‪5.‬‬
‫فل ّما قدم أبو موسى قيل للمغيرة هذا أبو موسى قد أتاك‪ ،‬فقال‪ :‬وهللا ما أتى زائراً وال تاجراً‪ ،‬فل ّما دخل‬
‫عليه قال له المغيرة ‪ :‬يا أبا موسى ما ابتلى به أخوك من بعدك؟ قال قد أمرني أمير المؤمنين أن أشخصك‬
‫إليه والشهود‪.‬‬
‫فشخصوا حتى قدموا على عمر‪ ،‬فأحضره وأحضر‪ 5‬الشهود‪ ،‬وقال ألبي بكرة‪ :‬بِ َم تشهد؟‬
‫قال‪ :‬أشهد على المغيرة إنه زنى بأم جميل‪ ،‬ورأيت ذلك من فيها كالميل في المكحلة‪ ،‬ورأيت جدريا ً‬
‫بعجيزتها‪.‬‬
‫فقال عمر‪ :‬ذهب ربع المغيرة‪ ،‬ثم قام نافع فشهد بمثل ما شهد به‪ ،‬فقال عمر ذهب نصف‪ 5‬المغيرة‪ ،‬ثم‬
‫قام شبل فشهد يمثل ما شهدا به‪ ،‬فقال عمر ذهب ثالثة أرباع المغيرة‪ ،‬ثم قام زياد‪.‬‬
‫فقال عمر‪ :‬ما كان ليُرجم رجل من أصحاب رسول هللا صلى هللا عليه وآله بشهادته‪.‬‬
‫فاخترط المغيرة سيفه وأراد أن يفتك إذا ثبتت عليه الشهادة‪ ،‬فقال عمر‪ :‬بِ َم تشهد؟‬
‫قال‪ :‬سمعت نفسا ً عاليا ً ورأيته بين فخذيها‪ 5‬في لحاف وال أدري فعل أم ال‪ ،‬ولم يثبت الشهادة‪.‬‬
‫فقال عمر للمغيرة‪ :‬اغمد سيفك عليك لعنة هللا‪ ،‬قال يا أمير المؤمنين إنّما أردت أن تعلم أني أضوء من‬
‫السيف‪ ،‬فقال هللا أعلم بما كنت فيه وأمر‪ 5‬بالثالثة فجلدوا‪.‬‬
‫فقال شبل‪ :‬أتجلد الشهود وتبطل الحدود بما تحبّ يا عمر؟‬
‫فقال المغيرة‪ :‬الحمد هلل الذي أخزاكم‪ .‬فقال عمر‪ :‬اسكت لعن هللا موضعا ً رُؤيت فيه‪.‬‬
‫وقال نافع بن الحرث‪ :‬أنت يا عمر جلدتنا ظالماً‪ ،‬ورددت‪ 5‬صاحبنا أن يشهد علّمته هواك فتبعك‪ ،‬ولو‬
‫كان تقيا ً كان رضا هللا والحق آثر عنده من رضاك‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ولما ُجلِد أبو بكرة قال ‪ :‬أشهد على المغيرة أنه زان وقد رأيت عجانه ‪ ،‬وهو على بطنها وذكره في‬
‫قبلها‪ ،‬فل ّما سمع حسّنا أخرجه منها‪ ،‬وأنا أراه‪ ،‬وما أنسى رقطاء‪ 5‬يفجر بها‪.‬‬
‫فأراد‪ 5‬عمر أن يجلده أيضا ً فقال له علي عليه السالم ‪ :‬إن جلدته أكملت شهادة أربعة ورجمت‪ 5‬صاحبك‬
‫فتركه‪ ،‬فقال أبو بكرة‪ :‬وهللا ال أكلمك من رأسي كلمة أبداً‪.‬‬
‫ثم إن عمر أمرهم بالرجوع إلى مصرهم‪ 5‬فرجعوا‪ 5‬إلى البصرة ‪ ،‬ورجع المغيرة إليها‪ ،‬وكانت مسكنه‬
‫فلم يزل بها حتى بعثه أبو موسى مدداً ألهل القادسية(‪.)2‬‬
‫قال هشام‪ :‬وح ّدثني عوانة بن الحكم حديث المغيرة وقال ‪ :‬بعث عمر بن الخطاب عتبة بن غزوان‬
‫للبصرة وهو الذي افتتحها فوفد إلى عمر ‪ ،‬واستخلف‪ 5‬المغيرة على عمله‪ ،‬فلم يرجع‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬ال ِعجان‪ :‬اإلست‪ ،‬الدبر‪.‬‬
‫(‪   )2‬قال الحسن بن علي‪ ‬عليه السالم‪ ‬للمغيرة‪ :‬إن ح ّد هللا في الزنا‪  ‬ثابت عليك ولقد درأ عمر عنك‬
‫حقا ً هللا سائله عنه ‪ .‬ولقد سألت رسول هللا صلى هللا عليه وآله هل ينظر الرجل إلى المرأة يريد أن يتزوجها‪5‬‬
‫؟ فقال‪ :‬ال بأس بذلك يا مغيرة ما لم ينو الزنا‪ ،‬لعلمه‪  ‬بأنَّك زان* شرح نهج البالغة‪ ،‬المعتزلي‪104 /2‬‬

‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وح ّدثني‪ 5‬عوانة قال ‪ :‬خرج المغيرة بن شعبة ومعه الهيثم بن األسود بعد غب مطر فاستبطن الجوف‬
‫فلقى ابن لسان الحمرة‪ ،‬فقال‪ :‬من أين أقبلت؟‬
‫قال‪ :‬من هذه السماوة‪ ،‬قال‪ :‬كيف تركت األرض خلفك؟ قال ‪ :‬عريضة‪ ،‬قال‪ :‬كيف كان المطر؟‪  ‬قال ‪:‬‬
‫عفى األثر ومأل الحفر‪ ،‬قال ‪ :‬م ّمن أنت ؟ قال من بكر بن وائل‪.‬‬
‫قال كيف علمك بهم؟ قال ‪ :‬إن جهلتهم لم أعلم غيرهم‬
‫(‪)2‬‬
‫قال‪ :‬وما تقول في بني شيبان؟ قال‪ :‬سادتنا‪ 5‬وسادة غيرنا ‪،‬قال‪ :‬فذهل؟ قال ‪ :‬سادة نوكى ‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫قال ‪ :‬فقيس بن ثعلبة؟ قال ‪ :‬إن جاورتهم‪ 5‬سرقوك‪ 5‬وإن ائتمنتهم خانوك‪.‬‬
‫قال‪ :‬فتيم هللا بن ثعلبة؟‪  ‬وهم قبيلة ابن لسان الحمرة فذكرهم‪ ،‬قال ‪ :‬فخيفة؟ قال يطعمون الطعام‪5‬‬
‫ويضربون الهام‬
‫قال ‪ :‬فعجل؟ قال أحالس الخيل‪.‬قال‪ :‬فعفرة؟ قال‪ :‬عقراً وجدعا ‪ً.‬‬
‫قال ‪ :‬فضبيعة؟ قال‪ :‬ال تليق بهما الشفتان لؤما ً ‪ ،‬قال‪ :‬فيشكر؟ قال‪ :‬وتحسبهم‪ 5‬موالي‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فما قولك في النساء؟ قال‪ :‬النساء أربع ربيع ربع ‪ ،‬وجميع يجمع‪ ،‬وشيطان سمعمع‪ ،‬وغل ال‬
‫يخلع‪.‬‬
‫قال‪ :‬فسرها لي‪ ،‬قال‪ :‬أما البيع المربع فالمرأة الشابة الجميلة إذا قسمت عليك برّتك‪ ،‬وأما الجميع التي‬
‫تجمع فالمرأة التي تزوجت فتجمع نشبها إلى نشبك(‪ ، )3‬وأما الشيطان السمعمع فالكالحة في وجهك‪ ،‬التي‬
‫إن دخلت عليها‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪   )1‬الجوف‪ :‬محلة بالبصرة* األنساب‪ ،‬السمعاني‪2/1235‬‬
‫(‪   )2‬نوكى‪ :‬قال البالذري‪ :‬انخدعت‪  ‬نوكى القراء ومن كان في قلوبهم مرض من أصحاب أمير‬
‫المؤمنين بخدعة معاوية وابن العاص في صفين* أنساب األشراف‪412‬‬
‫ب فالن‪َ  ‬م ْن َشب سوء‪ :‬وقع فيما ال يخلص‬ ‫(‪   )3‬نشب الشيء في الشيء نشبا ً ونشوباً‪ 5‬ونُشبَةً‪َ :‬علِق‪ِ .‬‬
‫ونش َ‬
‫عنه * أقرب الموارد ‪2/1299‬‬

‫‪ ‬‬
‫كلحت‪ ،‬وإن خرجت ولولت‪ ،‬وأما الغ ّل التي ال تخلع فابنة عمك العوهاء القصيرة السوداء الذميمة ‪،‬‬
‫التي قد نثرت ربطتها‪ ،‬فغن طلقتها ضاع ولدك وإن أمسكتها أمسكتها على مثل جدع(‪ )1‬أنفك‪.‬‬
‫ثم قال له المغيرة‪ :‬ما تقول في األمير؟ ‪ ،‬قال ‪ :‬أعيور زنّاء‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫فقال الهيثم به‪ :‬فضّ هللا فاك هذا المير يكلمك فأقبل به المغيرة إلى داره وعنده يومئذ ستون جارية‬
‫وأربع نسوة‪.‬‬
‫فقال‪ :‬أيزني المرء وعنده هؤالء؟ ثم قال ‪ :‬اطرحن إليه حليكن فخرج بمأل كسائه فضة‪.‬‬
‫(عن) هشام عن الحكم بن هشام الثقفي ‪ ،‬قال نظر المغيرة إلى امرأته الفارعة بنت همام بن عروة بن‬
‫ت طالق‪ ،‬وهللا لئن كان هذا من الغذاء لقد أجشعت‪ ،‬وإن كان من‬ ‫مسعود الثقفي وهي تخلل بكرة ‪ ،‬فقال‪ :‬أن ِ‬
‫فضل العشاء فقد أنتنت‪.‬‬
‫ّ‬
‫فقالت‪ :‬ال يبعد هللاُ غيرك فوهللا ما هو من واحد منهما‪ ،‬ولكن استمسك في سني شظية من السواك‬
‫فأخرجته‪.‬‬
‫قال فخلف عليها يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود‪ 5‬بن عامر بن معقب الثقفي‪.‬‬
‫( عن) هشام عن أبي سعيد مولى شيبان بن عاتك من كندة ‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي قال‪ :‬شهدت جنازة‬
‫المغيرة حين مات‪ ،‬ومات في يوم شديد الحر فانتهى‪ 5‬به إلى موضع الرصافة التي بناها أبو جعفر ومعه‬
‫أشراف الناس وغيرهم‪.‬‬
‫فأقبل‪ 5‬راكب بعير ال يدري من أين أقبل ولم يروه خرج من البيوت وال أقبل‬
‫‪ ‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪َ )1‬جدَعه َج ْدعا ً ‪ :‬قطع أنفه‪.‬‬
‫(‪ )2‬وهذا العدد الهائل من الجواري يثبت ترفهم وإفراطهم‪ 5‬في جمع الثروة‪.‬‬

‫‪ ‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫من الطريق متلثما بعمامته‪ ،‬فقال‪ :‬من هذا المرموس؟ قالوا ‪ :‬المغيرة بن شعبة‪ ،‬قال‪ :‬أمير الكوفة؟ قالوا‬
‫‪ :‬نعم‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫عليها زواني‪ 5‬الجن واإلنس عرف‬ ‫ً‬
‫‪     ‬ارسم ديارا للمغيرة تُع َْرفُ‬
‫‪ ‬وهامان فاعلم أن ذا العرش منصف‬ ‫‪     ‬فإن كنت قد القيت فرعون بعدنا‬
‫‪73‬‬
‫قال‪ :‬فأقبل عليه الثقفيون يشتمونه فخفى عنهم‪.‬‬
‫والسالم‪ 5‬عليكم ورحمة هللا وبركاته‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‪ ‬‬
‫(‪ )1‬فجر فهو‪ 5‬زا ٍن جمعه ُزناة‪ ،‬وزانية جمعها زوا ٍن‬
‫‪ ‬‬

‫انتهى‪     ‬‬
‫‪ ‬كتاب مثالب العرب لهشام بن الكلبي‬

‫نقله إلى ملف ‪Word‬‬


‫مرآة التواريخ‬
‫من إحدى المد ّونات على الشبكة (‪)1‬‬
‫‪http://nwawis.wordpress.com‬‬
‫بتاريخ* يوم الخميس ‪ 1430 / 4 / 7‬هـ‬
‫الموافق ‪ 2009 / 4 / 2‬م‬

‫ونسألكم الدعاء ‪،،،‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ ) 1‬وال أدري إن كان المنشور في المدونة المذكورة هو كامل الكتاب أم ال ‪ ،‬لكني لما رأيت هذا الكنز الثمين‬
‫أحببتُ جمعه في ملف وورد ونشره فوراً ليستفيد منه الباحثون والمهتمون بالتراث ‪ ،‬خصوصا ً هذا الكتاب الذي لم يكن‬
‫في الحسبان وجوده حتى اآلن !‪.‬‬

‫‪74‬‬

You might also like