‫أنـتـ المعدـ لكـل ما‬ ‫يـا مـن يرى امـ فـي الضميرـ ويسـمع‬

‫يتـوقـــع‬

‫ايـ مـن إليـه المشتكى‬ ‫ايـ مـن يرجـى للشـــدائد كلـــها‬

‫والمفزع‬
‫اُمنـن فإـن الخير عندك‬ ‫يامـن خزائـن رزقـه فـي قول كـن‬
‫أجمـــع‬

‫فباالفتقار إليك فقري‬ ‫مالـي سـوى فقري إليـك وسـيلة‬

‫أدفــــع‬
‫فلئـن رددت فأي باب‬ ‫مالـي سـوى قرعـي لبابـك حيلـة‬
 ‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫قال اهلل تعالى ‪:‬‬
‫( إن اهلل يحب التوابين ويحب المتطهرين )‬
‫سورة البقرة اآلية ‪222‬‬
‫عـن أـبي سـعيد الخدري رضـي اهللـ عنـه عـن النـبي صلى‬
‫اهللـ عليـه وسـلم قال‪ ( :‬قال إبليـس ‪ :‬وعزتـك ال أبرح أغوي‬
‫عبادك مادامـت أرواحهـم فـي أجسـادهم ‪ .‬فقال تعالى ‪:‬‬
‫وعزتـي وجاللـي ال أزال أغرفـ لهـم امـ استغفروني ) ‪ .‬رواه‬
‫أحمد والحاكم‬

‫عـن أنـسـ بـن مالـك رضـي اهللـ عنـه قال ‪ :‬قال رسـول اهلل‬
‫صـلى اهللـ عليـه وسـلم ‪ ( :‬أال أدلكـم علـى دائكـم ودوائكم ؟‬
‫عـن أبي هريرة رضي اهلل عنـه أنه قال ‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫وسلم‬
‫إذا كان يوم القيامة واجتمع الخالئق ليوم ال ريب فيه في صعيد واحد ‪.......‬‬
‫فبين امـ الخالئـق قيام كلهـم صـفوفا ً ‪ ,‬إذـ أتـى بالصـحف والميزان ‪ ,‬ووضعت‬
‫الصـحف وعلـق الميزان بيدـ ملـك مـن المالئكـة ‪ ,‬قال ‪ :‬فبين امـ هـم كذلـك إذ‬
‫كشـف الغطاء عـن الجنـة فأزلفـت ‪ ,‬فهبـت من اهـ ريـح ‪ ,‬فوجدـ المسلمون‬
‫عرفاهـ كالمسـك وبينهـم وبيناهـ مسـيرة خمسـمائة عام ثـم كشـف الغطاء عن‬
‫جهنـم فهبـت من اهـ ريـح مـع دخان شديدـ فوجدـ المجرمون عرف اهـ وبينهم‬
‫وبين اهـ مسـيرة خمسـمائة عام ثـم جيءـ ب اهـ تقاد موثقـة بسـلسلة عظيمة‬
‫شـ خازنا ً مـن المالئكـة ‪ ...‬تمشـي ول اهـ زفريـ وشهيـق ووعث‬
‫علي اهـ تسـعة ع ر‬
‫وظلمـة ودخان وتقعقـع ولهـب عال مـن شدة غضباهـ علـى أهلاهـ فينصبونها‬
‫بيـن الجنـة والموقـف ‪.........‬فلو تركـت ألتت علـى كـل مؤمن وكارفـ فلمارأت‬
‫أنهـ حبسـت عـن الخالئـق فارت فورا ً شديدا ً تكاد تميزـ مـن الغيـظ ثم‬ ‫ا‬
‫شهقـت الثانيـة فتسـمع الخالئـق صـوت صـريف أسـنانها فارتعدت حينئذ‬
‫األفئدة وانخلعـت القلوب وطارت األفئدة وشخصـت األبصـار وبلغت‬
‫• عن جابر بن عبد اهلل رضي اهلل عنهما قال ‪ :‬خطبنا رسول‬
‫اهللـ صـلى اهللـ عليـه وسـلم يومـ الجمعـة فقال ‪ :‬أيها الناس‬
‫توبوا إلـى اهللـ قبـل أـن تموتوا وبادروا باألعمال الصـالحة قبل‬
‫أن تشغلوا وصلوا الذي بينكم وبين ربكم تسعدوا ‪...‬‬

‫• وقال صـلى اهللـ عليـه وسـلم ‪ :‬مـن تاب قبـل أـن تغرغر تاب‬
‫اهلل عليه ‪.‬‬

‫• وجاء رجـل إلـى رسـول اهللـ صـلى اهللـ عليـه فقال ‪ :‬يارسول‬
‫اهللـ إنـي أذنبـت ذنبا ً قال صـلى اهللـ عليـه وسـلم ‪ :‬اسـتغفر اهلل‬
‫‪ ,‬قال إنـي أتوب ثـم أعود ‪ ,‬قال صـلى اهللـ عليـه وسـلم ‪ :‬كما‬
‫أذنبـت فتـب حتـى يكون الشيطان هوـ الحسـير ‪ ,‬قال ايـ نبي‬
‫اهللـ إذـ تكرثـ ذنوبـي ‪ ,‬فقال صـلى اهللـ عليـه وسـلم ‪ :‬عفوـ اهلل‬
‫أكبر من ذنوبك‬
 ‫حكـي أـن عمرـ بـن الخطاب رضـي اهللـ عنـه َـمر بسكك‬ ‫ُ‬
‫المدينـة فاسـتقبله شاب وهوـ يحمـل قارورة تحـت ثيابه فقال‬
‫ع رمـ ‪ :‬أياهـ الشاب ماالذي تحمـل تحـتـ ثيابك ؟ وكان خمرا ً‬
‫ره إلهـي التخجلني‬ ‫فخجـل الشاب أـن يقول خمراًوقال فـي سـ‬
‫عندـ عمرـ وال تفضحنـي واسـترني فال أشرب الخمرأبدا ً ثم‬
‫قال ‪ :‬ياأميرـ المؤمنيـن الذي أحملـه هوـ خـل ‪ :‬فقال‪ :‬أرني‬
‫حتى أراها فكشف بين يديه فرآها عمر صارت خال ً ‪.‬‬
‫فأن رظـ إلـى الشاب العاصـي بصـدق التوبـة عـن معصيته بدل‬
‫اهلل تعالى خمر معصيته بخل صدقه وطاعته ‪.‬‬

‫قال اهلل تعالى ‪ (:‬فأولئك يبدل اهلل سيئـاتهم حسنات )‬

‫سورة الفرقان اآلية ‪70‬‬
 ‫عتبـة الغالم رحمـه اهللـ تعالـى وكان مـن أهـل الفسق‬ ‫عـن ُ‬
‫مـ فدخـل يوما ً فـي مجلس‬ ‫والفجور مشهورا ً بالفسـاد وشرب الخ ر‬
‫الحسن البصري وهو يقرأ في تفسير قوله تعالى ‪:‬‬
‫( ألـم يأـن للذيـن آمنوا أـن تخشـع قلوبهـم لذ ركـ اهللـ ) الحديدـ اآليةـ‬
‫‪16‬‬
‫ووعـظ وعظا ً بليغا ً حتـى أبكـى الناس فقام مـن بينهم‬
‫شاب‬
‫فقال ‪ :‬ايـ تقـي المؤمنيـن أيقبـل اهللـ تعالـى الفاسق‬
‫الفاجرـ مثلـي إذا تاب ؟ فقال الشيـخ ‪ :‬نعـم يقبـل اهلل‬
‫تعالـى التوبـة فل امـ سـمع عتبـة هذا الكالم اصـفر وجهه‬
‫خـ مغشيا ً عليـه وعند امـ استيقظ قال‬
‫وارتعدت فرائصـه و ر‬
‫الشيـخ ‪ :‬يابنـي وهـل يقبـل توبـة العبدالجافي إال الرب‬
‫قال صـلى اهللـ عليـه وسـلم ‪ :‬لوـ عملتـم الخطاايـ حتى‬
‫تبلغ السماء ثم ندمتم لتاب اهلل عليكم ‪.‬‬

‫ع َب َد اهلل‬
‫رائيل شاب َ‬‫ويُروى أنـه كان فـي بنـي إسـ‬
‫عشريـن سـنة ثـم عصـاه عشريـن سـنة ثـم نظرـ في‬
‫المرأـة فرأـى الشيـب فـي لحيتـه فسـاءه ذلـك فقال‪ :‬إلهي‬
‫أطعتـك عشريـن سـنة ثـم عصـيتك عشريـن سـنة فإن‬
‫رجعـت إليـك أتقبلنـي ؟ فسـمع صـوتأ يقول‪ :‬أحببتنا‬
‫وتركتنـ فتركناك وعصـيتنا فأمهلناك وإن‬
‫ا‬ ‫فأحببناك‬
‫رجعت إلينا قبلناك ‪.‬‬
‫قال اهللـ تعالـى ‪ ( :‬وإنـي لغفار لمـن تاب وآمـن وعمل‬
‫ً‬
 ‫للتوبة شروط ثالث ‪ :‬أولها الندم على المعصية‬
‫وعالمة صحة الندم ‪ :‬رقة القلب وغزارة الدمع ولهذا‬
‫روي عن النبي صلى اهلل عليه وسلم أنه قال ‪:‬‬
‫جالسوا التوابين‬
‫فإنهم أرق أفئدة ‪.‬‬
‫والثاني ‪ :‬ترك المعاصي ‪ ,‬سرا ً وجهرا ً‬
‫والشرط الثالث ‪ :‬العزم على عدم العودة‬
‫الشرط الرابع ‪ :‬أما إذا كانت المعصية متعلقة بحق‬
‫من حقوق العباد فعليه أن يستبرىء منها فإن سرق‬
‫عليه أن يعيد ما سرقه وهكذا ‪... .‬‬
‫كلابن آدم خطاء ‪ ,‬وخير‬ ‫قال صلى اهلل عليه وسلم ‪ُ :‬‬
 ‫طرقت باب الرجى والناس قد رقدوا‬
‫وبت أشــكو إلى موالي ما أجـد‬
‫وقلت يا أملي في كل نائبــة‬
‫يا من عليه لكشف الضر أعتمد‬
‫أشكو إليك أمورا ً أنت تعلمها‬
‫مالي على حملها صبر وال جلد‬

‫ايـ خيــر مـن مـدت إليــه‬ ‫وقدـ مددت يدي بالذل مفتقرا ً‬
‫يــد‬

‫حـ جودك يروي كـل من‬

‫فب ر‬ ‫فال تردن اهـ ايـ رب خائبــة‬
 ‫يا من إذا قلت يا موالي لباني‬
‫يا واحدا ً ما له في ملكه ثاني‬

‫أنساك تذكرني‬ ‫أعصيك تسترني‬

‫فكيف أنساك يا من لست تنساني‬

‫أخواني أوصي نفسي وأوصيكم بالمسارعة‬

‫إلى التوبة في رمضان ‪.‬‬
‫(وسارعوا إلى مغفرة من ربكم )‬