You are on page 1of 91

‫تابع‪ ‬الجديد‪ ‬والحصري‪ ‬على‪ ‬موقع‪ ‬اللوكة‪    ‬‬

‫‪ www.alukah.net‬‬

‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫المصارف‬
‫والسهم‬
‫والميسر‬
‫والتأمين‬
‫دم له‬
‫قرأ أصله‪ ،‬وق ّ‬
‫سماحة‪ ‬الوالد‪ ‬الشيخ‪ : ‬صالح‪ ‬بن‪ ‬محمد‪ ‬اللحيدان‬
‫رئيس‪ ‬مجلس‪ ‬القضاء‪ ‬العلى‬
‫وفضيلة‪ ‬الوالد‪ ‬الشيخ‪ : ‬عبدالرحمن‪ ‬بن‪ ‬حماد‪ ‬العمر‬
‫وفضيلة‪ ‬الوالد‪ ‬الشيخ‪ : ‬عبدالعزيز‪ ‬بن‪ ‬عبدال‪ ‬الراجحي‬

‫ححه‬
‫وقرأ أصله وص ّ‬
‫سماحة‪ ‬الوالد‪ ‬الشيخ‪ : ‬صالح‪ ‬بن‪ ‬فوزان‪ ‬الفوزان‬
‫عضو‪ ‬اللجنة‪ ‬الدائمة‪ ‬للفتاء‪ ،‬عضو‪ ‬هيئة‪ ‬كبار‪ ‬العلماء‪ ‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪2‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫جمع وإعداد‬
‫عبدالرحمن‪ ‬بن‪ ‬سعد‪ ‬بن‪ ‬علي‪ ‬الشثري‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪3‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫بسم‪ ‬ال‪ ‬الرحمن‪ ‬الرحيم‬
‫فضيلة‪ ‬الشيخ‪ ‬عبدالرحمن‪ ‬الشثري‪ ‬‬
‫كاتب عدل في المدينة المنورةسّلمه ال‬
‫السلم عليكم ورحمة ال وبركاته‪.‬‬
‫ت على هذه الُكّراسة المتعّلقة بشيء من صور المبايعات‬ ‫وبعد‪ :‬فقد اطلع ُ‬
‫ن‪ ‬الرشاد‪ ‬إلى‪ ‬‬ ‫سَ‬‫حُ‬‫التجارية بالسهم البنكية ونحوها‪ ،‬وقد‪ُ ‬أحسن‪ ‬النقل‪ ،‬و َ‬
‫مواطن‪ ‬الصور‪ ‬المنقولة‪.‬‬
‫وأسأل ال أن يوفقك في عملك‪ ،‬والمثابرة في تحصيل العلم‪.‬‬
‫ت‪ ‬نقلته‪ ‬إّل‪ ‬في‪ ‬جزئيات‪ ‬يسيرة‪ ‬ل‪ُ ‬تؤّثر‪.‬‬ ‫وإنِني‪ُ ‬أوافق‪ ‬على‪ ‬عاّمِة‪ ‬ما‪َ ‬أن َ‬
‫وال يحفظكم‪ ،‬والسلم عليكم ورحمة ال وبركاته‪.‬‬
‫صالح‪ ‬بن‪ ‬محمد‪ ‬اللحيدان‬
‫رئيس‪ ‬مجلس‪ ‬القضاء‪ ‬العلى‬
‫‪14/3/1426‬هـ‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪4‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫بسم‪ ‬ال‪ ‬الرحمن‪ ‬الرحيم‬
‫الحمد ل‪ ،‬وصلى ال وسلم على رسوله نبينا محمد وعلى آله‪ ،‬ورضي ال‬
‫عن صحبه ومن تبعهم بإحسان‪ ،‬وبعد ‪:‬‬
‫ت على ما جمعه الخ في ال فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن سعد‬ ‫فقد اطلع ُ‬
‫الشثري من فتاوى سماحة الشيخ‪ :‬عبدالعزيز بن باز تغمده ال برحمته‪،‬‬
‫وفتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء‪ ،‬وما أفتى به الشيخ العلمة‬
‫محمد بن عثيمين تغمده ال برحمته‪ ،‬بتحريم‪ ‬الّربا‪ ‬والوسائل‪ ‬الموصلة‪ ‬إليه‪ ،‬‬
‫حَيل‪ ‬التي‪ُ ‬اسُتحدثت‪ ‬لخذه‪ ‬وإعطائه‪ ،‬ومنها ‪:‬‬ ‫وال ِ‬
‫بيع‪ ‬البنك‪ ‬مال‪ ‬يملك‪ :‬من سيارة‪ ،‬أو عمارة على المحتاج‪ ،‬بمجّرد أن يختار‬
‫المحتاج السيارة‪ ،‬أو العمارة‪ ،‬أو بضاعة أخرى من طرف ثالث‪ ،‬فيدفع‪ ‬‬
‫البنك قيمتها لمالكها‪ ،‬وُيقّيد على المحتاج قيمتها‪ ،‬والزيادة المقابلة للتأجيل‪،‬‬
‫وهذا‪ ‬العقد‪ ‬قد‪ ‬اجتمع‪ ‬فيه‪ ‬الّربا‪ ‬والحتيال‪ ‬على‪ ‬ال‪ ‬سبحانه‪ ،‬وهو‪ ‬عمل‪ ‬‬
‫اليهود‪ ‬أصحاب‪ ‬السبت‪ ،‬والذين‪ ‬باعوا‪ ‬الشحم‪ ‬وأكلوا‪ ‬ثمنه‪ ،‬وقالوا‪ :‬إنما‪ ‬‬
‫حّرم‪ ‬ال‪ ‬علينا‪ ‬أكل‪ ‬الشحم‪ ،‬فحّقت‪ ‬عليهم‪ ‬لعنة‪ ‬ال‪ ،‬ورسوله‪ ،‬وملئكته‪ ،‬‬
‫والناس‪ ‬أجمعين‪.‬‬
‫سأل‪ ‬عن‪ ‬هذا‪ ‬الصنيع‪ ‬من‪ ‬علماء‪ ‬السلف‪ ‬الصالح‪ :‬بأنه‪ ‬‬ ‫‪ ‬ولهذا‪ ‬أفتى‪ ‬من‪ُ  ‬‬
‫أعظُم‪ ‬ذنبًا‪ ‬من‪ ‬الّربا‪ ‬الصريح‪.‬‬
‫وقد أحسن الشيخ عبدالرحمن في جمعه فتاوى من تقّدم ذكرهم‪ ،‬بتحريم‬
‫التأمين‪ ‬على‪ ‬الحياة‪ ،‬والسيارة‪ ،‬والبضائع‪ ،‬ونحوها‪ ‬من‪ ‬بطاقات‪ ‬التخفيض‪ ،‬‬
‫والمعاملت‪ ‬المجهولة‪ ..‬وتحريم‪ ‬العمل‪ ‬في‪ ‬البنوك‪ ‬الّربوية‪ ،‬ولو في وظيفة‬
‫ل ُيباشر فيها الموظف كتابة عقد ربوي‪ ،‬لما في ذلك من التعاون على الثم‬
‫عرف عنها تعاطي الّربا مع‬ ‫والعدوان‪ ،‬وكذا‪ ‬المساهمة‪ ‬في‪ ‬الشركات التي ُ‬
‫البنوك‪ ،‬بتوديع أموال المساهمين فيها ُمقابل أرباح ربوية‪.‬‬
‫ح‪ ‬أصحاب‪ ‬البنوك‪ ‬الّربوية‪ ،‬والمؤسسين‪ ‬للشركات‪ ‬‬ ‫وإني‪ ‬بدوري‪ :‬أنص ُ‬
‫المساهمة التي تتعامل بالّربا‪ ،‬والعاملين معهم‪ ،‬بأن يتوبوا إلى ال سبحانه‬
‫ن ال سبحانه وتعالى مرتكبها‪ ،‬وتأّذن‬ ‫من هذه الجريمة الشنيعة التي َلَع َ‬
‫بحربه‪ ،‬وأل يغتّروا بإمهال ال لهم‪ ،‬فإنه سبحانه ُيملي للظالم ثّم يأخذه أخذ‬
‫عزيز مقتدر‪.‬‬
‫ح‪ ‬إخواني‪ ‬العلماء‪ ‬وطلب‪ ‬العلم الذين اتخذت منهم البنوك الّربوية‬ ‫‪ ‬وأنص ُ‬
‫جة على استحلل معاملتهم الّربوية‪ ،‬وكذا شركات التأمين ومؤسساته‬ ‫حّ‬
‫ح‪ ‬أولئك‪ ‬‬‫التي تتعامل بما حّرم ال من أكل أموال الناس بالباطل‪ ...‬أنص ُ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪5‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫ل بها الُمرابون‬
‫الخوة‪ :‬أن يتخّلوا عن تلك اللجان وعن فتاواهم التي استح ّ‬
‫وأكلة الموال بالباطل ما حّرم ال سبحانه بأدنى الحيل‪.‬‬
‫‪ ‬وإنني‪ ‬لتقّدم‪ ‬في‪ ‬الختام‪ ‬بنصيحة‪ ‬لولة‪ ‬أمرنا حفظهم ال بالسلم‪ :‬بأن‪ ‬‬
‫ُيحاربوا‪ ‬هذا‪ ‬المنكر‪ ‬العظيم‪ ‬الذي‪ ‬تأّذن‪ ‬ال‪ ‬سبحانه‪ ‬بحرب‪ ‬من‪ ‬فعله‪ ‬أو‪ ‬رضي‪ ‬‬
‫ن ليل نهار في إذاعة )بنو راما( وغيرها‪،‬‬ ‫به‪ ،‬وأن‪ُ ‬يوقفوا‪ ‬الجهة‪ ‬التي‪ُ ‬تعل ُ‬
‫وُترهق أصحاب الجوالت بأن يتصلوا بها ليحصل المتصل على جائزة‬
‫جعل على المتصل مبلغًا خياليًا يصل إلى عشرات‬ ‫ل‪ ،‬وقد ُ‬
‫)المليون( ريا ً‬
‫الريالت قبل فراغه من التصال‪ ،‬فصار مئات اللوف وأكثر‪ ،‬يتصلون‬
‫منخدعين بهذا الزيف والكذب‪ ..‬والذي لو كان صدقًا لكانت الجائزة حراماً‬
‫ح‪ ‬ولة‪ ‬أمرنا حفظهم ال ووقاهم من كل سوء‬ ‫على الخذ والُمعطي‪ ،‬كما‪ ‬أنص ُ‬
‫ومكروه‪ ،‬أن يبذلوا ما في وسعهم فيوقفوا إذاعة )بنو راما( والجهات‬
‫ث‪ ‬ما‪ ‬فيه‪ ‬خلعة‪ ‬‬ ‫العلمية الخرى المرئية والمسموعة والمقروءة عن‪ ‬ب ّ‬
‫وفتنة‪ ‬تدعو‪ ‬الناس‪ ‬إلى‪ ‬الرذيلة‪ ‬والفساد‪ ‬الُموجب‪ ‬لمقت‪ ‬ال‪ ‬وعقابه‪ ،‬نسأل‬
‫ال أن ينصر دينه‪ ،‬ويحفظ حكومتنا وشعبها بالسلم‪ ،‬آمين‪ ،‬وصلى ال‬
‫وسلم على رسوله نبينا محمد وآله‪.‬‬
‫قال‪ ‬ذلك‪ ‬وكتبه‪ ‬الفقير‪ ‬إلى‪ ‬ال‬
‫عبدالرحمن‪ ‬بن‪ ‬حماد‪ ‬العمر‬
‫في ‪30/2/1426‬هـ‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪6‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫بسم‪ ‬ال‪ ‬الرحمن‪ ‬الرحيم‬
‫الحمد ل رب العالمين‪ ،‬والصلة والسلم على نبينا محمد وعلى آله‬
‫وصحبه والتابعين‪.‬‬
‫لء في المملكة العربية‬ ‫ت هذه الفتاوى للعلماء الج ّ‬ ‫أما‪ ‬بعد‪ :‬فقد قرأ ُ‬
‫السعودية برئاسة سماحة شيخنا الشيخ‪ :‬عبدالعزيز بن باز‪ ،‬رحم ال‬
‫الموات‪ ،‬ومّتَع الحياء متاعًا حسنًا‪ ..‬فيما‪ ‬يتعلق‪ ‬بالبنوك‪ ،‬والتي جمعها‬
‫أخونا الشيخ‪ :‬عبدالرحمن بن سعد الشثري وفقه ال‪ ،‬ولقد‪ ‬أحسن‪ ‬صنعًا‪ ‬في‪ ‬‬
‫جمع‪ ‬هذه‪ ‬الفتاوى‪ ‬لنشرها‪ ‬وتوزيعها‪ ‬على‪ ‬الناس‪ ،‬في‪ ‬وقت‪ ‬تكالب‪ ‬كثير‪ ‬من‪ ‬‬
‫الناس‪ ‬على‪ ‬الدنيا‪ ،‬وأقبلوا على المساهمات في البنوك وغيرها من غير‬
‫تبّين ول علم بهذه السهم‪ ,‬وهل هي متمشية وموافقة لما أباحه الشرع‬
‫المطّهر أم ل‪ ،‬وذلك‪ ‬بسبب‪ ‬ضعف‪ ‬اليمان‪ ‬ورّقة‪ ‬الدين‪ ،‬والواجب على‬
‫المسلم أن يتقي ال وأن يبتعد عما حّرم ال‪ ،‬وأن يتوقف فيما اشتبه عليه‬
‫حتى ل يقع فيما حّرم ال عز وجل‪.‬‬
‫ن‪ ‬‬
‫ي صلى ال عليه وسلم قال‪» :‬إ ّ‬ ‫ن النب ّ‬
‫وقد ثبت في الحديث الصحيح‪ :‬أ ّ‬
‫ن‪ ‬كثيٌر‪ ‬من‪ ‬‬ ‫الحلل‪ ‬بّين‪ ‬والحرام‪ ‬بّين‪ ،‬وبينهما‪ ‬أمور‪ ‬مشتبهات‪ ‬ل‪ ‬يعلمه ّ‬
‫الناس‪ ،‬فمن‪ ‬اّتَقى‪ ‬الشبهات‪ ‬فقد‪ ‬استبرأ‪ ‬لدينه‪ ‬وعرضه‪ ،‬ومن‪َ ‬وَقَع‪ ‬في‪ ‬‬
‫حَمى‪ُ ‬يوشك‪ ‬أن‪ ‬يقع‪ ‬فيه«‪.‬‬ ‫الشبهات‪َ ‬وَقَع‪ ‬في‪ ‬الحرام‪ ،‬كالراعي‪َ ‬يرعى‪ ‬حول‪ ‬ال ِ‬
‫وفي حديث الحسن بن علي‪ ،‬وسنده‪ ‬حسن‪ ،‬أنّ النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫ك‬
‫ك فيه إلى ما ل تش ّ‬ ‫ع ما َتش ّ‬
‫ك« أي‪َ :‬د ْ‬‫ك‪ ‬إلى‪ ‬ما‪ ‬ل‪َ ‬يريُب َ‬‫ع‪ ‬ما‪َ ‬يريُب َ‬
‫قال‪َ» :‬د ْ‬
‫فيه‪.‬‬
‫وإنني‪ ‬بهذه‪ ‬المناسبة‪ :‬أرى‪ ‬طبع‪ ‬هذه‪ ‬الفتاوى‪ ‬ونشرها‪ ‬بين‪ ‬الناس‪ ،‬ليكون‪ ‬‬
‫المسلُم‪ ‬على‪ ‬بصيرة‪ ‬في‪ ‬دينه‪ ‬فيما‪ ‬يتعّلق‪ ‬بالمساهمات‪.‬‬
‫وأسأل ال أن ُيثيب الشيخ عبدالرحمن على عنايته وجمعه لهذه الفتاوى‪،‬‬
‫وأن ينفع به وبجهوده‪ ،‬وأن يجعل العمل خالصًا لوجهه الكريم‪ ،‬وأن يجعلنا‬
‫ق وأنصاره‪ ،‬وأسأله‪ ‬سبحانه‪ ‬أن‪ ‬ينفع‪ ‬بهذه‪ ‬الفتاوى‪ ‬‬ ‫وإياه من دعاة الح ّ‬
‫خاصة‪ ،‬وأن‪ُ ‬يوفق‪ ‬عموم‪ ‬المسلمين‪ ‬للفقه‪ ‬في‪ ‬دينه‪ ،‬والبصيرة‪ ‬في‪ ‬شريعته‪ ،‬‬
‫كما أسأله سبحانه أن ُيثبتنا على دينه القويم‪ ،‬وأن يتوفانا على السلم غير‬
‫مغيرين ول مبدلين‪ ،‬إنه سبحانه جواد كريم‪.‬‬
‫وصلى ال وسلم على عبدال ورسوله نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبدال‬
‫وعلى آله وأصحابه وأتباعه ومن واله‪.‬‬
‫كتبه‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪7‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫عبدالعزيز‪ ‬بن‪ ‬عبدال‪ ‬الراجحي‬
‫في ‪19/2/1426‬هـ‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪8‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫بسم‪ ‬ال‪ ‬الرحمن‪ ‬الرحيم‬
‫ل زمان فترة من الرسل‪ ،‬بقايا من أهل العلم‬ ‫الحمد ل الذي جعل في ك ّ‬
‫ن منهم على الذى‪ُ ،‬يحيون بكتاب ال‬ ‫ل إلى الهدى‪ ،‬وَيصبرو َ‬ ‫ن من ض ّ‬ ‫عو َ‬‫َيد ُ‬
‫س قد أحيوه‪،‬‬ ‫ل لبلي َ‬‫ل الَعَمى‪ ،‬فكم من قتي ٍ‬ ‫صرون بنور ال أه َ‬ ‫الموتى‪ ،‬وُيب ّ‬
‫ح‪ ‬أثَر‪ ‬‬‫ن‪ ‬أثَرهم‪ ‬على‪ ‬الناس‪ ،‬وأقب َ‬ ‫ل تائٍه قد َهَدوه‪ ،‬فما‪ ‬أحس َ‬ ‫وكم من ضا ّ‬
‫الناس‪ ‬عليهم‪َ ،‬ينفون عن كتاب ال تحريف الغالين‪ ،‬وانتحال المبطلين‪،‬‬
‫وتأويل الجاهلين‪ ،‬الذين عقدوا ألوية البدع‪ ،‬وأطلقوا عقال الفتنة‪ ،‬فهم‬
‫مختلفون في الكتاب‪ُ ،‬مخالفون للكتاب‪ُ ،‬مجمعون على مفارقة الكتاب‪،‬‬
‫يقولون على ال‪ ،‬وفي ال‪ ،‬وفي كتاب ال بغير علم‪َ ،‬يتكّلمون بالمتشابه من‬
‫جّهال الناس بما ُيشّبهون عليهم‪ ،‬فنعوذ بال من فتن‬ ‫الكلم‪ ،‬ويخدعون ُ‬
‫الضالين)‪.(1‬‬
‫ض‪ ‬الِعلَم‪ ‬‬‫ن‪ ‬ال‪ ‬ل‪َ ‬يقب ُ‬ ‫والصلة والسلم على عبدال ورسوله القائل‪» :‬إ ّ‬
‫ض‪ ‬العلماِء‪ ،‬حّتى‪ ‬إذا‪ ‬لم‪ ‬‬ ‫ض‪ ‬الِعلَم‪ ‬بقب ِ‬
‫ن‪َ ‬يقب ُ‬ ‫ن‪ ‬العباِد‪ ،‬ولك ْ‬
‫عه‪ِ ‬م َ‬‫انتزاعًا‪َ ‬ينتز ُ‬
‫ضّلوا‪ ‬‬ ‫سِئُلوا‪ ‬فأفتوا‪ ‬بغير‪ ‬علٍم‪َ ،‬ف َ‬‫جّهاًل‪َ ،‬ف ُ‬
‫س‪ُ ‬رؤساَء‪ُ  ‬‬
‫خَذ‪ ‬النا ُ‬‫عاِلَمًا‪ ‬اّت َ‬‫ق‪َ  ‬‬
‫ُيْب ِ‬
‫)‪(2‬‬
‫ضّلوا« ‪.‬‬ ‫وَأ َ‬
‫ف‪ ‬‬
‫خَل ٍ‬ ‫ث‪ ‬هذا‪ ‬الِعلم‪ ‬من‪ ‬كّل‪َ  ‬‬ ‫ي عنه صلى ال عليه وسلم قوُله‪َ» :‬ير ُ‬ ‫والَمرِو ّ‬
‫ف‪ ‬‬
‫ن‪ ،‬وتحري َ‬ ‫ن‪ ،‬وانتحاَل‪ ‬الُمبطلي َ‬ ‫ن‪ ‬عنه‪ ‬تأويَل‪ ‬الجاهلي َ‬ ‫عدوُله‪َ ،‬ينُفو َ‬ ‫ُ‬
‫)‪(3‬‬
‫الغالين« ‪.‬‬
‫ورضي ال عن صحابته والتابعين‪ ،‬ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الّدين‪.‬‬

‫‪ ()1‬خطبة المام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى في كتابه‪ :‬الرد على الجهمية‬
‫والزنادقة ص ‪.57-55‬‬
‫م(؟‪،‬‬‫ُ‬ ‫العل‬ ‫ض‬‫ُ‬ ‫يقب‬
‫َ ُ‬‫ف‬ ‫كي‬ ‫ب‪:‬‬‫ٌ‬ ‫با‬ ‫)‬ ‫‪100‬‬ ‫ح‬ ‫له‬ ‫واللفظ‬ ‫البخاري‬ ‫‪ ()2‬رواه المام‬
‫ن‬
‫ن عبد العزيز إلى أبي بكر ب ِ‬ ‫ب عمُر ب ُ‬ ‫وقال رحمه الله تعالى‪» :‬وكت َ‬
‫ن من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم‬ ‫م‪ :‬انظر ما كا َ‬ ‫حز ٍ‬
‫ء‪ ،‬ول تقبل إل ّ‬ ‫ب العلما ِ‬ ‫س العلم ِ وذها َ‬ ‫ت دُُرو َ‬ ‫خف ُ‬ ‫ه‪ ،‬فإني ِ‬ ‫فاكتب ُ‬
‫م‪ ،‬ولَيجلسوا حّتى‬ ‫َ‬ ‫العل‬ ‫شوا‬ ‫ُ‬ ‫يف‬ ‫ُ‬ ‫ول‬ ‫وسلم‪،‬‬ ‫عليه‬ ‫الله‬ ‫صلى‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫النب‬ ‫ث‬‫حدي َ‬
‫ً‬
‫سّرا«‪.‬‬‫ن ِ‬ ‫ُ‬
‫م ل َيهل ِك حّتى يكو َ‬ ‫ن العل َ‬ ‫م‪ ،‬فإ ّ‬ ‫َ‬
‫من ل َيعل ُ‬ ‫م َ‬ ‫ُيعل ّ َ‬
‫ب‪ :‬رفع العلم وقبضه‪ ،‬وظهور الجهل‬ ‫ورواه المام مسلم ح ‪ 2673‬با ُ‬
‫والفتن في آخر الزمان‪.‬‬
‫ب‪ :‬الرجل من أهل الفقه ُيسأل‬ ‫ُ‬ ‫)با‬ ‫‪20700‬‬ ‫ح‬ ‫‪ ()3‬رواه البيهقي في الكبرى‬
‫دث بما‬ ‫فوا عن حديثه لنه يغلط أو ُيح ّ‬ ‫عن الرجل من أهل الحديث فيقول‪ :‬ك ُ ّ‬
‫لم َيسمع‪ ،‬أو أنه ل ُيبصر الفتيا( وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ج‬
‫ححه المام أحمد )فتح المغيث للسخاوي ج ‪.(1/297‬‬ ‫‪ ،7/38‬وص ّ‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪9‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫ي صلى ال عليه‬ ‫ن من علمات الساعة التي أخبر عنها النب ّ‬ ‫أما‪ ‬بعد‪ :‬فإ ّ‬
‫وسلم‪ :‬ظهور‪ ‬الّربا‪ ،‬وانتشاره‪ ‬بين‪ ‬الناس‪ ،‬وعدم المبالة بطرق جمع المال‪،‬‬
‫بل وعدم المبالة بأكل الحرام‪ ،‬وعدم تحّري الحلل في المكاسب‪ ،‬فعن‬
‫ي صلى ال عليه وسلم أنه قال‪:‬‬ ‫عبدال بن مسعود رضي ال عنه عن النب ّ‬
‫)‪(1‬‬
‫ي‪ ‬الساعِة‪َ ‬يظهُر‪ ‬الّربا‪ ،‬والّزنا‪ ،‬والخمر« ‪.‬‬ ‫ن‪َ ‬يَد ّ‬
‫»بي َ‬
‫ل ال صلى ال عليه وسلم قال‪:‬‬ ‫ن رسو َ‬ ‫وعن أبي هريرة رضي ال عنه أ ّ‬
‫ن‪ ‬حلٍل‪َ ‬أْم‪ِ ‬منْ‪ ‬‬ ‫ن‪ ‬ل‪ُ ‬يبالي‪ ‬المرُء‪ ‬بما‪َ ‬أخَذ‪ ‬المال‪َ ،‬أِم ْ‬ ‫س‪ ‬زما ٌ‬ ‫ن‪ ‬على‪ ‬النا ِ‬ ‫»َليأِتَي ّ‬
‫)‪(2‬‬
‫حَراٍم« ‪.‬‬ ‫َ‬
‫وعن النعمان بن بشير رضي ال عنه قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫شّبَه‪ ‬‬
‫ك‪ ‬ما‪ُ  ‬‬ ‫ن‪ ،‬وبيَنُهما‪ ‬أموٌر‪ُ ‬مشَتِبَهٌة)‪َ ،(3‬فَم ْ‬
‫ن‪ ‬تَر َ‬ ‫حَراُم‪َ ‬بّي ٌ‬‫ن‪ ،‬وال َ‬
‫»الحلُل‪ ‬بّي ٌ‬
‫ك‪ ‬فيه‪ ‬من‪ ‬الثم‪ ‬‬ ‫شّ‬‫ن‪ ‬اجَتَرأ‪ ‬على‪ ‬ما‪َ ‬ي ُ‬ ‫ك‪ ،‬وَم ِ‬
‫ن‪ ‬أتَر َ‬
‫ن‪ِ ‬لَما‪ ‬استبا َ‬ ‫عليه‪ ‬من‪ ‬الثم‪ ‬كا َ‬
‫حَمى‪ ‬‬‫حَمى‪ ‬ال‪ ،‬من‪َ ‬يرتْع‪ ‬حول‪ ‬ال ِ‬ ‫ن‪ ،‬والمعاصي‪ِ  ‬‬ ‫ك‪ ‬أن‪ُ ‬يواقع‪ ‬ما‪ ‬اسَتبا َ‬ ‫َأوش َ‬
‫)‪(4‬‬
‫ُيوشك‪ ‬أن‪ُ ‬يواِقَعُه« ‪.‬‬
‫ت من رسول ال صلى‬ ‫وقال الحسن بن علي رضي ال تعالى عنهما‪ :‬حفظ ُ‬
‫ن‪ ‬‬‫طمأنينٌة‪ ،‬وإ ّ‬ ‫ق‪ُ  ‬‬
‫ن‪ ‬الصد َ‬ ‫ك‪ ،‬فإ ّ‬ ‫ك‪ ‬إلى‪ ‬ما‪ ‬ل‪َ ‬يريُب َ‬ ‫ع‪ ‬ما‪َ ‬يريُب َ‬ ‫ال عليه وسلم‪َ» :‬د ْ‬
‫ب‪ ‬ريبٌة«)‪ ،(5‬وفي الصحيح في ذكر رؤيا النبي صلى ال عليه‬
‫)‪(6‬‬
‫الكذ َ‬
‫ت أنه‬ ‫ر ‪ -‬حسب ُ‬ ‫ه ٍ‬ ‫وسلم‪ ،‬وفيه‪ ..» :‬فانطلقنا فأتينا على ن َ َ‬
‫ل‬‫ر رج ٌ‬ ‫ه ِ‬ ‫م‪ ،‬وإذا في الن َ‬ ‫ل الدّ ِ‬ ‫ل ‪ -‬أحمَر مث ِ‬ ‫كان يقو ُ‬

‫‪ ()1‬رواه الطبراني في الوسط ح ‪ ،7695‬وقال الهيثمي‪) :‬ورجاله رجال‬


‫الصحيح( مجمع الزوائد ج ‪.4/118‬‬
‫‪ ()2‬رواه المام البخاري ح ‪ 1977‬باب قول الله تعالى‪ :‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪.     ‬‬
‫ه بعضها بعضا ً(‬ ‫شّبهة‪ :‬قال ابن منظور‪) :‬مشكلة ُيشب ُ‬ ‫م َ‬
‫مشتبهة و ُ‬‫‪ُ ()3‬‬
‫لسان العرب ج ‪ ،2/266‬وقال العيني‪) :‬الشبهات هي المور التي لم‬
‫يّتضح حكمها( عمدة القاري ج ‪.2/297‬‬
‫ن‪،‬‬ ‫ن‪ ،‬والحرام بي ّ ٌ‬ ‫ب‪ :‬الحل ُ‬
‫ل بي ّ ٌ‬ ‫‪ ()4‬رواه المام البخاري ح ‪) 2051‬با ٌ‬
‫ت(‪.‬‬
‫وبينهما مشتبها ٌ‬
‫‪ ()5‬أخرجه المام أحمد ح ‪ ،1723‬والترمذي واللفظ له ح ‪ 2518‬وقال‪:‬‬
‫حح إسناده الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق ج‬ ‫)حسن صحيح(‪ ،‬وص ّ‬
‫‪.3/211‬‬
‫‪ ()6‬أي صحيح المام البخاري رحمه الله تعالى ح ‪) 6640‬باب‪ :‬تعبير الرؤيا‬
‫بعد صلة الصبح(‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪10‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫ع‬
‫م َ‬ ‫ج َ‬ ‫ل قد َ‬ ‫ر رج ٌ‬ ‫ه ِ‬ ‫ط الن ّ َ‬ ‫ح‪ ،‬وإذا على ش ّ‬ ‫ح َيسب ُ‬ ‫ساب ٌ‬
‫ح ما‬ ‫سب َ َ‬‫ح َ‬ ‫عنده حجارةً كثيرة‪ ،‬وإذا ذلك الساب ُ‬
‫ة‬
‫ع عنده الحجار َ‬ ‫م يأتي ذلك الذي قد جم َ‬ ‫ح‪ ،‬ث ّ‬ ‫سب َ َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ح‪ ،‬ث ّ‬ ‫ق يسب ُ‬ ‫جرا فينطل ُ‬ ‫ً‬ ‫ح َ‬ ‫ه َ‬ ‫م ُ‬‫ق ُ‬ ‫ْ‬
‫غُر له فاهُ في ُل ِ‬ ‫فَيف َ‬
‫ه‬ ‫م ُ‬ ‫ق َ‬ ‫غَر له فاهُ فأل ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ع إليه َ‬ ‫ع إليه‪ ،‬كّلما رج َ‬ ‫يرج ُ‬
‫ق‬ ‫َ‬ ‫ت لهما‪ :‬ما هذان؟ قا َ‬ ‫جرًا‪ ،‬قال‪ :‬قل ُ‬
‫ل‪ :‬قال َلي‪ :‬انطل ِ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫ت عليه‬ ‫ل الذي أتي َ‬ ‫ق‪ «..‬وفي آخره‪» :‬وأما الّرج ُ‬ ‫انطل ِ ْ‬ ‫َ‬
‫حجارةَ فإنه آك ُ‬
‫ل‬ ‫م ال ِ‬ ‫ر وي ُْلق ُ‬ ‫ه ِ‬‫ح في الن ّ َ‬ ‫َيسب ُ‬
‫)‪(1‬‬
‫الّربا‪  «..‬الحديث‪.‬‬
‫وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال‪ :‬قال لي رسول‬
‫ن‬‫بب َ‬ ‫ك بالله يا كع ُ‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم‪ُ» :‬أعيذُ َ‬
‫من َ‬ ‫ُ‬
‫ي أبواَبهم‬ ‫ش َ‬ ‫غ ِ‬ ‫ة من أمراَء يكونون من بعدي‪ ،‬فَ َ‬ ‫جَر َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ُ‬
‫ذبهم‪ ،‬وأعانهم على ظلمهم‪ ،‬فليس‬ ‫دقهم في ك َ ِ‬ ‫فص ّ‬
‫ض‪ ،‬ومن‬ ‫ي الحو َ‬ ‫ردُ عل ّ‬ ‫ت منه‪ ،‬ول ي َ ِ‬ ‫مّني ولس ُ‬ ‫ِ‬
‫دقهم في كذبهم‪،‬‬ ‫ش فلم ُيص ّ‬ ‫ي أبوابهم أو لم َيغ َ‬ ‫ش َ‬ ‫غ ِ‬ ‫َ‬
‫مّني وأنا منه‪،‬‬ ‫ولم ُيعنهم على ظلمهم‪ ،‬فهو ِ‬
‫ة‬
‫ة‪ :‬الصل ُ‬ ‫عجر َ‬ ‫ن ُ‬ ‫بب َ‬ ‫ض‪ ،‬يا كع ُ‬ ‫ي الحو َ‬ ‫ردُ عل ّ‬ ‫سي َ ِ‬ ‫و َ‬
‫ة‬
‫ئ الخطيئ َ‬ ‫ة ُتطف ُ‬ ‫ة‪ ،‬والصدق ُ‬ ‫ة حصين ٌ‬ ‫جن ّ ٌ‬
‫م ُ‬ ‫ن‪ ،‬والصو ُ‬ ‫برها ٌ‬
‫ن عجرة‪ :‬إنه ل َيرُبو‬ ‫بب َ‬ ‫ئ الماُء الناَر‪ ،‬يا كع ُ‬ ‫كما ُيطف ُ‬
‫ت إل ّ كانت الناُر أولى به« ‪.‬‬ ‫َلح ٌ‬
‫)‪(2‬‬
‫ح ٍ‬ ‫س ْ‬ ‫ت من ُ‬ ‫م نب َ َ‬
‫ن‪ ‬الناظر‪ ‬بعين‪ ‬البصيرة‪ ‬إلى‪ ‬واقع‪ ‬المسلمين‪ ‬في‪ ‬العاَلم‪ ‬اليوم‪:‬‬ ‫‪ ‬وإ ّ‬

‫عوقب آكل الّربا بسباحته في النهر الحمر‪ ،‬وإلقامه‬


‫‪) ()1‬قال ابن هبيرة‪ :‬إنما ُ‬
‫الحجارة‪ :‬لن أصل الّربا يجري في الذهب‪ ،‬والذهب أحمر‪ ،‬وأما إلقام‬
‫حجر فإنه إشارة إلى أنه ل ُيغني عنه شيئا ً‪ ،‬وكذلك الّربا‬ ‫المَلك له ال َ‬
‫ل أن ماله يزداد‪ ،‬والله من ورائه يمحقه( فتح الباري ج‬ ‫فإن صاحبه يتخي ّ ُ‬
‫‪.12/445‬‬
‫‪ ()2‬رواه أحمد ح ‪ ،14481‬والترمذي واللفظ له ح ‪ 614‬باب‪ :‬ما ذكر في‬
‫فضل الصلة‪ ،‬وقال الهيثمي‪) :‬ورجاله ثقات( مجمع الزوائد ج ‪،10/231‬‬
‫وصححه الحافظ ابن حجر في المالي المطلقة ص ‪.214‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪11‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫ل ما تطرحه البنوك أو الشركات من أسهم‬ ‫يجد َلَهفهم الشديد إلى ك ّ‬


‫ومعاملت‪ ،‬فالكثير ُيساهم ويتعامل بدون استفتاء من أهل العلم‬
‫الُمعتبرين)‪.(3‬‬
‫والقليل يستفتي ولكن مّمن التبس عليه الحلل من الحرام من طلبة العلم‪،‬‬
‫ضهم فلن المتتّبع للرخص؟ أي‪ :‬المتتّبع لهون أقوال العلماء‬ ‫بل‪ ‬يقصد بع ُ‬
‫ن‪ ‬هذا‪ ‬دين‪ ،‬فلينظر المسلُم ممن‬ ‫ن‪ ‬أ ّ‬
‫عِلم‪ ‬المسكي ُ‬
‫في مسائل الخلف‪ ...‬وما‪َ  ‬‬
‫يأخذ دينه‪ ،‬وَمن يجعله بينه وبين رّبه تبارك وتعالى‪.‬‬
‫قال المام ابن القيم رحمه ال تعالى‪) :‬وَذَكَر أبو عمر عن مالك‪ :‬أخبرني‬
‫ل على ربيعة فوجده يبكي‪ ،‬فقال‪ :‬ما‪ُ ‬يبكيك؟ أمصيبٌة‪ ‬دخلت‪ ‬‬ ‫خَ‬‫ل أنه َد َ‬
‫رج ٌ‬
‫عْلَم‪ ‬له‪ ،‬وظهَر‪ ‬في‪ ‬‬
‫ن‪ ‬ل‪ِ  ‬‬
‫ي‪َ ‬م ْ‬
‫ع لبكائه‪ ،‬فقال‪ :‬ل‪ ،‬ولكن‪ ‬اسُتفت َ‬ ‫عليك؟ وارتا َ‬
‫ق‪ ‬بالحبس‪ ‬من‪ ‬‬ ‫السلم‪ ‬أمٌر‪ ‬عظيم‪ ،‬قال ربيعة‪ :‬وَلبعض‪ ‬من‪ُ ‬يفتى‪ ‬ههنا‪ ‬أح ّ‬
‫سّراق()‪.(2‬‬ ‫ال ّ‬

‫‪ ()3‬وهم )فقهاء السلم‪ ،‬ومن دارت الفتيا على أقوالهم بين‬


‫عنوا بضبط قواعد‬ ‫صوا باستنباط الحكام‪ ،‬و ُ‬ ‫خ ّ‬‫النام‪ ،‬الذين ُ‬
‫الحلل والحرام( إعلم الموقعين للمام ابن القيم رحمه الله تعالى ج ‪.1/7‬‬
‫ل عماد الناس عليهم في‬ ‫وهم أيضًا‪) :‬الذين جعل الله عّز وج ّ‬
‫الفقه والعلم‪ ،‬وأمور الدين والدنيا(‪ُ ،‬ينظر‪ :‬تفسير الطبري ج ‪.3/327‬‬
‫‪ ()2‬بدائع الفوائد ج ‪.3/277‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪12‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫ظفي‪ ‬اللجان‪ ‬الشرعية‪ ‬عند‪ ‬‬ ‫ض‪ ‬يعتمُد‪ ‬على‪ ‬فتاوى‪ ‬من‪ُ ‬يسّمون‪ ‬بمو ّ‬ ‫‪ ‬والبع ُ‬


‫)‪(1‬‬
‫ب نفسه مفتيًا لها ولسهمها‬ ‫ص َ‬
‫البنوك في العالم السلمي ‪ ،‬وِمّمن َن َ‬
‫ومعاملتها‪ ،‬مع ُمعارضة الكثير منها لفتاوى العلماء اْلُمعتبرين‪.‬‬
‫فيقع‪ ‬بذلك‪ ‬الفساد‪ ‬لثلثة‪ ‬أوجه‪:‬‬
‫ظفو‬
‫‪ ‬الول‪ :‬أصحاب‪ ‬البنوك‪ ،‬يقولون‪ :‬لول أّنا على صواب لنكر علينا مو ّ‬
‫هذه اللجان الشرعية‪ ،‬وكيف ل نكون مصيبين وهم يأكلون من أموالنا‬
‫ويعملون لدينا؟!‪.‬‬
‫‪ ()1‬قال شيخنا صالح بن فوزان الفوزان وفقه الله‪) :‬والله أنا ل أعرف‬
‫هذه الهيئات الشرعية‪ ،‬وأخشى أنها مسألة حيلة فقط‪ ،‬أو أنهم‬
‫ضرون ناسا ً باسم طلبة علم على‬ ‫يختصون ناسا ً يوافقونهم على رغبتهم‪ُ ،‬يح ّ‬
‫رغبتهم‪ ،‬يوافقونهم وُيعطونهم شهادة شرعية‪ ،‬أنا أخشى من هذا‪ ،‬إذا كانوا‬
‫صادقين أنهم يتحّرون الشرع‪ ،‬لماذا ل يسألون اللجنة الدائمة‪ ،‬أو‬
‫ونون‬ ‫هيئة كبار العلماء‪ ،‬إذا كانوا سيحترزون من الحرام‪ ،‬أم إنهم ُيك ّ‬
‫لجنة من عندهم‪ ،‬لجنة هم الذين يشكلونها على رغبتهم‪ ،‬فأنا ما‬
‫أثق من هذا العمل‪ ،‬ول أرى العتماد عليه( الّربا وبعض صوره‬
‫المعاصرة ص ‪.42‬‬
‫وصدقَ شيخنا حفظه الله )لماذا ل يسألون اللجنة الدائمة‪ ،‬أو هيئة‬
‫كبار العلماء( فقد كان من هدي السلف الصالح كما قال المام ابن‬
‫مبارك رحمه الله تعالى‪) :‬كان فقهاء أهل المدينة الذين كانوا‬ ‫ال ُ‬
‫يصدرون عن رأيهم سبعة‪ :‬ابن المسيب‪ ،‬وسليمان بن يسار‪ ،‬وسالم‪،‬‬
‫والقاسم‪ ،‬وعروة‪ ،‬وعبيد الله بن عبد الله‪ ،‬وخارجة بن زيد‪ ،‬وكانوا إذا‬
‫جاءتهم مسألة دخلوا فيها جميعا ً فنظروا فيها( سير أعلم النبلء‬
‫للذهبي ج ‪ ،4/461‬تهذيب التهذيب لبن حجر ج ‪ ،3/378‬فتح المغيث‬
‫للسخاوي ج ‪.3/159‬‬
‫سعة فقه شيخنا ‪ -‬حفظه الله ‪ -‬في قوله‪) :‬لماذا ل‬ ‫َ‬ ‫على‬ ‫ل‬‫وأيضا ً‪ :‬مما يد ّ‬
‫ن ولي المر في‬ ‫يسألون اللجنة الدائمة‪ ،‬أو هيئة كبار العلماء( حيث أ ّ‬
‫صَر الفتيا في المور العامة على هيئة‬ ‫هذه البلد ‪ -‬حفظها الله بالسلم ‪ -‬قَ َ‬
‫ي‬ ‫ً‬
‫كبار العلماء وعلى اللجنة الدائمة للفتاء‪ ،‬وهذا أيضا له أصله الشرع ّ‬
‫سنة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه‪ ،‬فعن محمد بن‬ ‫من ُ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م أن َّبـأ‪ ،‬أو‬ ‫ن مسعوٍد أل ْ‬ ‫مُر ‪ ‬لب ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ل‪) :‬قا َ‬ ‫سيرين رحمه الله تعالى قا َ‬
‫ُ‬
‫ها( أخرجه‬ ‫ّ َ‬‫ر‬ ‫قا‬ ‫لى‬ ‫ّ‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫َ ّ َ َ ْ َ َ‬‫ها‬ ‫ر‬ ‫حا‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫و‬‫َ‬ ‫بأمير‪،‬‬ ‫وَلس َ‬
‫ت‬ ‫ك ُتفِتي َ‬ ‫ت أن ّ َ‬‫أنبئ ُ‬
‫ة ص ‪،77‬‬ ‫شدّ ِ‬ ‫ب‪ :‬الفتيا وما فيه من ال ّ‬ ‫الدارمي واللفظ له ح ‪ 175‬با ُ‬
‫وعبد الرزاق في مصنفه ح ‪ ،15293‬وابن عبد البر في الجامع ج ‪،2/143‬‬
‫والذهبي في السير ج ‪.2/495‬‬
‫وّلى‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫َ ّ َ َ ْ َ َ‬ ‫ها‬ ‫ر‬ ‫حا‬ ‫ل‬‫ّ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫الصمعي‪:‬‬ ‫)وقال‬ ‫‪:‬‬‫‪4481‬‬ ‫قال أبو داود في سننه ح‬
‫ها(‪ ،‬قال الذهبي رحمه الله‪َ) :‬يد ّ‬
‫ل‬ ‫هي ّن َ َ‬‫ولى َ‬ ‫ّ‬ ‫ن تَ َ‬‫م ْ‬ ‫دها َ‬‫ل شدي َ‬ ‫ها‪ :‬و ّ‬ ‫قاّر َ‬
‫م من أفتى بل إذن( السير ج‬ ‫ُ‬ ‫الما‬ ‫يمنع‬ ‫َ‬ ‫أن‬ ‫‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫عمر‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫مذه‬ ‫ن‬
‫على ّ‬
‫أ‬
‫‪.2/495‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪13‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫الثاني‪ :‬العوام وضعاف النفوس‪ ،‬فإنهم يقولون‪ :‬ل بأس بالمساهمة والتعامل‬
‫ظفي هذه اللجان الشرعية ل يبرحون عندهم‪.‬‬ ‫ن مو ّ‬‫مع هذه البنوك‪ ،‬فإ ّ‬
‫والثالث‪ :‬موظفو اللجان الشرعية حيث حملوا أوزارهم وأوزارًا مع‬
‫أوزارهم‪.‬‬
‫ن‪ ‬انصراف‪ ‬المسلمين‪ ‬إلى‪ ‬استفتاء‪ ‬أهل‪ ‬التخفيف‪ ‬والترخيص‪ ،‬‬ ‫‪ ‬ويبدوا‪ ‬أ ّ‬
‫وانصرافهم‪ ‬عن‪ ‬أهل‪ ‬العلم‪ ‬الُمعتبرين‪ ،‬مّمن‪ ‬منعتهم‪ ‬هيبة‪ ‬الّدين‪ ‬عن‪ ‬‬
‫التساهل‪ ‬بالفتاوى‪ ‬الشرعية‪ ،‬كان أمرًا مستشريًا في أمتنا السلمية منذ َأَمٍد‬
‫بعيد)‪.(1‬‬
‫وفي حديث وابصة بن معبد رضي ال عنه‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫ت تسألني عن البّر والثم‪ ،‬فقال‪ :‬نعم‪،‬‬ ‫وسلم‪» :‬جئ َ‬
‫ن في صدري ويقول‪ :‬يا‬ ‫ت به ّ‬ ‫ه فجعل ينك ُ‬ ‫معَ أنامل َ ُ‬ ‫ج َ‬
‫ف َ‬
‫ك ‪ -‬ثلث‬ ‫ت نفس َ‬ ‫ك‪ ،‬واستف ِ‬ ‫ت قلب َ‬ ‫وابصة‪ ،‬استف ِ‬
‫م ما‬‫س‪ ،‬والث ُ‬ ‫مرات ‪ -‬ال ْب ِّر ما اطمأنـت إليه النف ُ‬
‫ك‬‫ن أفتا َ‬ ‫دد في الصدر‪ ،‬وإ ْ‬ ‫ك في النفس‪ ،‬وتر ّ‬ ‫حا َ‬
‫)‪(2‬‬
‫س وأفتوك« ‪.‬‬ ‫النا ُ‬

‫وروى المام المروزي في )ما رواه الكابر ح ‪ 47‬ص ‪ :(61‬عن ابن وهب‬
‫ُ‬
‫س إل مالك بن‬ ‫ت مناديا ً ُينادي بالمدينة‪ :‬أل ل ُيفتي النا َ‬‫قال‪) :‬سمع ُ‬
‫أنس‪ ،‬وابن أبي ذئب( وانظر‪ :‬العلو للعلي الغفار للذهبي ح ‪ 351‬ج‬
‫‪ 2/967‬وفيه‪ُ) :‬نودي مّرة بالمدينة بأمر المنصور‪.(..‬‬
‫ت سنة ثمان وأربعين‬ ‫وقال أبو الوليد الباجي‪ :‬قال ابن وهب‪) :‬حجج ُ‬
‫ُ‬
‫س إل مالك بن أنس‪ ،‬وعبد‬ ‫ح‪ :‬ل ُيفتي النا َ‬‫ح َيصي ُ‬
‫ومائة‪ ،‬وصائ ٌ‬
‫العزيز بن أبي سلمة( التعديل والتجريح ج ‪ ،2/699‬وانظر‪ :‬تاريخ بغداد ج‬
‫‪ ،10/436‬المنتظم لبن الجوزي ج ‪.8/275‬‬
‫وروى المام البخاري رحمه الله في تاريخه ح ‪ 2999‬عن عبد الله بن‬
‫إبراهيم بن عمر بن كيسان قال‪) :‬أخبرني أبي‪ :‬أذكرهم في زمان بني‬
‫ء‪ ،‬فإن لم يكن عطاء‬ ‫س إل عطا ُ‬‫ح‪ :‬أل ل ُيفتي النا َ‬ ‫أمية صائحا ً يصي ُ‬
‫فابن أبي نجيح( وانظر‪ :‬أخبار مكة للفاكهي ح ‪ 1643‬ج ‪ ،2/347‬طبقات‬
‫الفقهاء للشيرازي ص ‪ ،57‬تهذيب الكمال للمزي ج ‪ ،20/78‬تاريخ مدينة‬
‫دمشق ج ‪.40/385‬‬
‫‪ُ ()1‬ينظر‪ :‬الفتاوى الكبرى الفقهية للهيتمي ج ‪ ،4/324‬وكتاب زجر‬
‫السفهاء عن تتبع رخص الفقهاء‪ ،‬لجاسم الفهيد الدوسري ص ‪.22-20‬‬
‫‪ ()2‬أخرجه المام أحمد ح ‪ ،18035‬والدارمي ح ‪ ،2533‬وأبو يعلى ح ‪،1587‬‬
‫وحسنه النووي في رياض الصالحين ح ‪.591‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪14‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫ي صلى ال عليه وسلم‬ ‫وعن أبي برزة السلمي رضي ال عنه عن النب ّ‬
‫ل‬ ‫َ‬
‫م القيامة حّتى ُيسأ َ‬ ‫ل َ‬ ‫قال‪» :‬ل ت َُزو ُ‬
‫د يو َ‬ ‫دما عب ٍ‬ ‫ق َ‬
‫َ‬
‫ل‪،‬‬‫ع َ‬ ‫ف َ‬‫ه فيما َ‬ ‫م ِ‬‫عل ْ ِ‬
‫ه‪ ،‬وعن ِ‬ ‫ما أفَنا ُ‬ ‫ه في َ‬ ‫ر ِ‬‫م ِ‬‫ع ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ع ْ‬‫َ‬
‫ن‬ ‫ه وفيما أنف َ‬ ‫َ‬
‫ع ْ‬ ‫ه‪ ،‬و َ‬ ‫ق ُ‬ ‫سب َ ُ‬
‫ن اكت َ َ‬ ‫ن أي َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬‫مال ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ع ْ‬ ‫و َ‬
‫)‪(1‬‬
‫ه« ‪.‬‬ ‫َ‬
‫ما أبل ُ‬ ‫ه في َ‬ ‫م ِ‬‫س ِ‬‫ج ْ‬ ‫ِ‬
‫ع‪ ‬‬
‫ب‪ ‬من‪ ‬أطا َ‬ ‫قال شيخ السلم محمد بن عبدالوهاب رحمه ال تعالى‪) :‬با ُ‬
‫العلماَء‪ ‬والمراَء‪ ‬في‪ ‬تحريم‪ ‬ما‪ ‬أحّل‪ ‬ال‪ ،‬أو‪ ‬تحليل‪ ‬ما‪ ‬حّرم‪ ‬ال‪ ‬فقد‪ ‬اتخذهم‪ ‬‬
‫ك‪ ‬أن‪َ ‬تنـزَل‪ ‬‬ ‫أربابًا‪ ‬من‪ ‬دون‪ ‬ال‪ :‬وقال ابن عباس رضي ال عنهما‪ُ :‬يوش ُ‬
‫ل أبو بكٍر‬ ‫ن‪ :‬قا َ‬ ‫ل‪ :‬قاَل‪ ‬رسوُل‪ ‬ال‪ ، ‬وتقولو َ‬ ‫عليكم‪ ‬حجارٌة‪ ‬من‪ ‬السماء‪ ،‬أقو ُ‬
‫وعمر؟!)‪.(2‬‬
‫حته‪ ،‬يذهبون‪ ‬‬ ‫ت‪ ‬لقوٍم‪ ‬عَرفوا‪ ‬السناَد‪ ‬وص ّ‬ ‫وقال المام أحمد بن حنبل‪ :‬عجب ُ‬
‫إلى‪ ‬رأي‪ ‬سفيان‪ ،‬وال تعالى يقول‪:‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪ ‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪ ‬‬‫‪‬‬
‫‪    ‬أتدري‪ ‬ما‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬
‫الفتنة؟‪ ‬الفتنُة‪ :‬الشرك‪ ،‬لعّله‪ ‬إذا‪ ‬رّد‪ ‬بعض‪ ‬قوله‪ ،‬أن‪ ‬يقع‪ ‬في‪ ‬قلبه‪ ‬شيٌء‪ ‬من‪ ‬‬
‫الترمذي وقال‪) :‬هذا حديث حسن صحيح( ح ‪ 2417‬باب‪ :‬ما‬ ‫الزيغ‪ ‬فيهِلك)‪.(3‬‬
‫)( رواه‬ ‫‪1‬‬

‫جاء في شأن الحساب والقصاص‪.‬‬


‫ج به المام ابن القيم في إعلم الموقعين ج‬ ‫‪ ()2‬ذكره بهذا اللفظ واحت ّ‬
‫‪.2/238‬‬
‫ومعناه ثابت في الحديث الذي رواه المام أحمد ح ‪ ،3121‬وابن عبد البر‬
‫في جامع بيان العلم ج ‪ ،2/196‬والمقدسي في الحاديث المختارة ح ‪،357‬‬
‫سنه ابن مفلح في الداب الشرعية ج ‪ ،2/74‬والهيثمي في مجمع الزوائد‬ ‫وح ّ‬
‫ححه أحمد شاكر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وص‬ ‫‪،‬‬‫‪3/234‬‬ ‫ج‬
‫ي‬‫ع النب ّ‬‫ولفظ المام أحمد‪ :‬عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‪) :‬تمت ّ َ‬
‫صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فقال عروة بن الزبير‪َ :‬نهى أبو بكر وعمر عن‬
‫عَرّية‪ ،‬قال‪ :‬يقول‪َ :‬نهى أبو بكر‬ ‫المتعة! فقال ابن عباس‪ :‬ما يقول ُ‬
‫كون‪ ،‬أقول‪ :‬قال‬ ‫هل ِ ُ‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫أراهم‬ ‫وعمر عن المتعة‪ ،‬فقال ابن عباس‪ُ :‬‬
‫َ َ ْ‬
‫ي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬ويقول‪ :‬نهى أبو بكر وعمر!(‪.‬‬ ‫النب ّ‬
‫‪ ()3‬ذكر هذا الثر شيخ السلم ابن تيمية رحمه الله في كتابه‪ :‬الصارم‬
‫المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم ج ‪ 117-2/116‬بلفظ‪:‬‬
‫ث ويذهبون إلى‬ ‫دعون الحدي َ‬ ‫ن قوما ً ي َ ّ‬‫)وقيل له ‪ -‬أي للمام أحمد ‪ :-‬إ ّ‬
‫ث‪ ،‬وعرفوا‬ ‫ب لقوم سمعوا الحدي َ‬ ‫رأي سفيان وغيره‪ ،‬فقال‪ :‬أعج ُ‬
‫ه ويذهبون إلى رأي سفيان وغيره‪ ،‬قال‬ ‫عون َ ُ‬
‫السناد وصحته‪ ،‬ي َدَ ُ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫الله‪ :‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪15‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫ي صلى ال عليه وسلم‬‫ي بن حاتم رضي ال عنه‪ :‬أنه سمَع النب ّ‬


‫وعن عد ّ‬
‫يقرُأ هذه الية‪                    :‬‬
‫‪            ‬‬
‫ت له‪ :‬إنا لسنا نعبدهم‪ ،‬قال‪) :‬أليس‪ُ ‬يحّرمون‪ ‬ما‪ ‬أحّل‪ ‬ال‪ ‬‬
‫الية‪ ،‬فقل ُ‬
‫ت‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬فتلك‪ ‬عبادتهم(‬
‫فتحّرمونه‪ ،‬وُيحّلون‪ ‬ما‪ ‬حّرم‪ ‬ال‪ ‬فتحّلونه‪ ،‬فقل ُ‬
‫سنه)‪.(2)((1‬‬
‫رواه أحمد والترمذي وح ّ‬

‫‪ ‬إذًا‪ :‬فُيخشى‪ ‬على‪ ‬من‪ ‬اّتبَع‪ ‬عاِلمًا‪ ‬مجتهدًا‪ ‬على‪ ‬خطئه‪ ‬في‪ ‬تحليل‪ ‬اْلُمساهمة‪ ‬‬
‫ن‪ ‬هذا‪ ‬العاِلُم‪ُ ‬مخطئ‪ :‬أن‪ ‬يكون‪ ‬له‪ ‬‬
‫في‪ ‬ذلك‪ ‬البنك‪ ‬أو‪ ‬تلك‪ ‬الشركة‪ ،‬وهو‪ ‬يعلُم‪ ‬أ ّ‬
‫ب‪ ‬من‪ ‬الشرك‪ :‬قال شيخ السلم ابن تيمية رحمه ال‪) :‬ولكن‪ ‬من‪ ‬علَم‪ ‬‬ ‫نصي ٌ‬
‫ن‪ ‬هذا‪ ‬أخطأ‪ ‬فيما‪ ‬جاء‪ ‬به‪ ‬الرسول‪ ‬ال‪ ،‬ثّم‪ ‬اتبعه‪ ‬على‪ ‬خطئه‪ ،‬وعدَل‪ ‬عن‪ ‬‬ ‫أّ‬
‫ب‪ ‬من‪ ‬هذا‪ ‬الشرك‪ ‬الذي‪ ‬ذّمه‪ ‬ال‪ ،‬ل سّيما إن‬ ‫قول‪ ‬الرسول‪  ‬فهذا‪ ‬له‪ ‬نصي ٌ‬
‫‪    ‬‬
‫‪ ،‬وتدري ما الفتنة؟‬ ‫‪‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪ ‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬‫الكفر‪ ،‬قال الله تعالى‪  :‬‬
‫ن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه‬ ‫دعو َ‬‫‪  ‬في َ َ‬
‫وسلم وتغلبهم أهواؤهم إلى الرأي( وذكره ابن مفلح في الفروع ج‬
‫مقارب‪.‬‬
‫‪ 6/375‬بلفظ ُ‬
‫ً‬
‫وذكر بعض العلماء قريبا من هذا الثر عن المام مالك رحمه الله‬
‫تعالى‪ُ ،‬ينظر‪ :‬الفقيه والمتفقه للخطيب ج ‪ ،1/379‬واعتقاد أهل السنة‬
‫لللكائي ج ‪ ،1/144‬وذم الكلم وأهله للهروي ج ‪ ،3/115‬ومواهب الجليل‬
‫للمغربي ج ‪ ،3/40‬والباعث على إنكار البدع والحوادث لبي شامة ص ‪.21‬‬
‫‪ ()1‬رواه الترمذي ح ‪ 3095‬باب‪ :‬ومن سورة التوبة‪ ،‬ولفظه‪ :‬عن عدي بن‬
‫ي‬
‫ب من ذهب‪ ،‬فقال‪ :‬يا عد ّ‬ ‫ت النبي ‪ ‬وفي عنقي صلي ٌ‬ ‫حاتم قال‪) :‬أتي ُ‬
‫ُ‬
‫رح عنك هذا الوثن‪ ،‬وسمعته يقرأ في سورة براءة‪ :‬‬ ‫اط َ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬
‫ما إنهم لم يكونوا‬ ‫َ‬
‫‪   ‬قال‪ :‬أ َ‬ ‫‪ ‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬
‫َيعبدونهم‪ ،‬ولكنهم كانوا إذا أحّلوا لهم شيئا ً استحّلوه‪ ،‬وإذا حّرموا‬
‫عليهم شيئا ً حّرموه(‪ ،‬ورواه أيضًا‪ :‬البيهقي في الكبرى ح ‪ 20137‬باب‪:‬‬
‫ما يقضي به القاضي وُيفتي به المفتي فإنه غير جائز له أن‬
‫ُيقّلد أحدا ً من أهل دهره‪ ،‬ول أن يحكم أو ُيفتي بالستحسان‪،‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫قال الله جل ثناؤه‪ :‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪‬‬‫‪ ‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪ ‬‬
‫‪،     ‬‬
‫ج به المام‬
‫سنه شيخ السلم ابن تيمية في كتاب اليمان ص ‪ ،64‬واحت ّ‬‫وح ّ‬
‫ابن عبد البر‪ :‬على فساد التقليد )جامع بيان العلم وفضله ج ‪.(2/109‬‬
‫‪ ()2‬فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ص ‪.427-419‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪16‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫ف للرسول ‪،‬‬ ‫اتبع في ذلك هواه ونصره باللسان واليد‪ ،‬مع علمه أنه مخال ٌ‬
‫ق‪ ‬صاحبه‪ ‬العقوبة‪ ‬عليه‪ ،‬ولهذا اتفق العلماء‪ :‬على‪ ‬أنه‪ ‬إذا‪ ‬‬ ‫ك‪ ‬يستح ّ‬ ‫فهذا‪ ‬شر ٌ‬
‫)‪(1‬‬
‫ق‪ ‬ل‪ ‬يجوز‪ ‬له‪ ‬تقليد‪ ‬أحد‪ ‬في‪ ‬خلفه‪. (..‬‬ ‫عرف‪ ‬الح ّ‬
‫وقال الوزير ابن هبيرة‪) :‬من مكايد الشيطان أنه‪ُ ‬يقيم‪ ‬أوثانًا‪ ‬في‪ ‬المعنى‪ ‬‬
‫ُتعبد‪ ‬من‪ ‬دون‪ ‬ال‪ ،‬مثل أن يتبين له الحق‪ ،‬فيقول‪ :‬هذا‪ ‬ليس‪ ‬بمذهبنا‪ ،‬تقليدًا‬
‫ظم عنده‪ ،‬قد قّدمه على الحق()‪.(2‬‬ ‫لمع ّ‬
‫وعن زياد بن حدير قال‪ :‬قال لي عمُر بن الخطاب رضي ال عنه‪) :‬هل‪ ‬‬
‫جَداُل‪ ‬‬
‫ل‪َ :‬يْهدُِمُه زّلُة‪ ‬العاِلم‪َ ،‬و ِ‬‫ت‪ :‬ل‪ ،‬قا َ‬‫ف‪َ ‬ما‪َ ‬يْهِدُم‪ ‬السلَم‪ :‬قال‪ :‬قل ُ‬‫تعر ُ‬
‫)‪(3‬‬
‫ضّلين( ‪.‬‬ ‫حْكُم‪ ‬الئمِة‪ ‬الُم ِ‬
‫ق‪ ‬بالكتاب‪ ،‬و ُ‬ ‫المناف ِ‬
‫ة عاِلم؟ قال‪ :‬العاِلُم‪َ ‬يِزّل‪ ‬‬ ‫ي رضي ال عنه‪) :‬ما‪ ‬زل ّ ُ‬ ‫سئل تميٌم الدار ّ‬‫وُ‬
‫)‪(4‬‬
‫ن‪ ‬به( ‪.‬‬ ‫س‪ ‬يأخذو َ‬ ‫ب‪ ‬منه‪ ‬العاِلُم‪ ،‬والنا ُ‬ ‫سى‪ ‬أن‪َ ‬يتو َ‬‫س‪ ‬فُيؤخُذ‪ ‬به‪ ،‬فع َ‬ ‫بالنا ِ‬
‫ت‪ ‬برخصة‪ ‬كّل‪ ‬‬ ‫وقال سليمان التيمي ت ‪143‬هـ رحمه ال تعالى‪) :‬لو‪ ‬أخذ َ‬
‫ك‪ ‬الشّر‪ ‬كّله()‪.(5‬‬ ‫عاِلٍم‪ ،‬أو‪ ‬زّلة‪ ‬كّل‪ ‬عاِلٍم‪ ،‬اجتمَع‪ ‬في َ‬
‫)‪(6‬‬
‫ع‪ ‬ل‪ ‬أعلُم‪ ‬فيه‪ ‬خلفًا( ‪.‬‬ ‫قال ابن عبد البر‪) :‬هذا‪ ‬إجما ٌ‬
‫ن الطاعة نوٌر‪ ،‬والمعصيَة‪ ‬‬ ‫ق أن يبتعد عن الذنوب )فإ ّ‬ ‫وعلى طالب الح ّ‬
‫ظلمٌة‪ ،‬وكّلما‪ ‬قويت‪ ‬الظلمة‪ ‬ازدادت‪ ‬حيرُته‪ ،‬حّتى يقَع في البدع والضللت‪،‬‬
‫والمور الُمهِلكة وهو‪ ‬ل‪ ‬يشعر‪ ،‬كأعمى‪ ‬خرج‪ ‬في‪ ‬ظلمة‪ ‬الليل‪ ‬يمشي‪ ‬وحده(‬
‫)‪.(7‬‬
‫ق‪ ،‬فإنه‬ ‫وعليه أن يستعين بال تعالى ويتضّرع إليه بالدعاء ليهديه إلى الح ّ‬
‫هو الهادي سبحانه إلى سواء السبيل‪ ،‬ففي الحديث القدسي‪» :‬يا‪ ‬عبادي‪ :‬‬
‫كّلكم‪ ‬ضاٌل‪ ‬إل‪ ‬من‪ ‬هديته‪ ،‬فاستهدوني‪ ‬أهدكم«)‪.(8‬‬

‫‪ ()1‬مجموع الفتاوى ج ‪.7/71‬‬


‫‪ ()2‬لوامع النوار ج ‪.2/465‬‬
‫ذ الّرأي‪ ،‬وأبو نعيم في‬
‫كراهية أخ ِ‬‫ب‪ :‬في َ‬ ‫‪ ()3‬أخرجه الدارمي ح ‪ 220‬با ٌ‬
‫الحلية ج ‪ ،4/196‬وابن عبد البر في الجامع ج ‪.2/110‬‬
‫‪ ()4‬تاريخ مدينة دمشق ج ‪.11/81‬‬
‫‪ ()5‬أخرجه ابن الجعد في مسنده ح ‪ ،1319‬وأبو نعيم في الحلية ج ‪،3/32‬‬
‫وذكره ابن القيم في إغاثة اللهفان ج ‪ ،1/230‬وغيره‪.‬‬
‫ن‬
‫ّ‬ ‫أ‬‫)‬ ‫العلم‪:‬‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫‪ ()6‬جامع بيان العلم وفضله ج ‪ ،2/92‬وذكر غير واحد‬
‫ل‪ :‬إعلم الموقعين ج ‪ ،4/222‬مطالب أولي‬ ‫ق( ُينظر مث ً‬
‫ص فس ٌ‬‫ع الّرخ ِ‬‫تتب ّ َ‬
‫النهى ج ‪ ،1/371‬حاشية ابن عابدين ج ‪.6/290‬‬
‫‪ ()7‬الجواب الكافي ص ‪.84-83‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪17‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫ي صلى ال عليه وسّلم الذي كان يستفتح به صلته إذا قام‬ ‫ع بدعاء النب ّ‬ ‫وليد ُ‬
‫ت‪ ‬‬
‫جبرائيَل‪ ‬وميكائيَل‪ ‬وإسرافيَل‪ ،‬فاطَر‪ ‬السموا ِ‬ ‫ب‪َ  ‬‬
‫من الليل‪» :‬اللُهّم‪َ ‬ر ّ‬
‫ك‪ ‬فيما‪ ‬كانوا‪ ‬فيه‪ ‬‬ ‫ن‪ ‬عباد َ‬‫ت‪ ‬تحكُم‪ ‬بي َ‬
‫ب‪ ‬والشهادِة‪ ،‬أن َ‬ ‫والرضِ‪ , ‬عاِلَم‪ ‬الغي ِ‬
‫ك‪ ‬تهدي‪َ ‬من‪ ‬تشاُء‪ ‬إلى‪ ‬‬ ‫ك‪ ،‬إن َ‬
‫ق‪ ‬بإذن َ‬‫ف‪ ‬فيه‪ ‬من‪ ‬الح ّ‬‫ن‪ ،‬اْهِدِني‪ِ ‬لَما‪ ‬اخُتِل َ‬
‫يختلفو َ‬
‫)‪(2‬‬
‫ط‪ ‬مستقيٍم« ‪.‬‬ ‫صرا ٍ‬
‫وبين‪ ‬يديك‪ ‬أخي‪ ‬المسلم‪:‬‬
‫مختارات فيما‪ ‬يتعّلق‪ ‬بالبنوك‪ ‬والسهم‪ ‬والملهي‪ ‬والميسر‪ ‬والتأمين‪ ..‬من‬
‫لء‪ :‬سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ‪،‬‬ ‫فتاوى علمائنا الج ّ‬
‫وأصحاب السماحة والفضيلة رئيس وأعضاء اللجنة الدائمة للبحوث العلمية‬
‫والفتاء‪ ،‬ومن قرارات المجمع الفقه السلمي‪ ،‬وهيئة كبار العلماء‪ ،‬ومن‬
‫فتاوى سماحة شيخنا عبدالعزيز بن عبدال بن باز‪ ،‬وسماحة شيخنا محمد‬
‫الصالح العثيمين‪ ،‬وفضيلة شيخنا صالح بن فوزان الفوزان‪ ،‬رحم ال‬
‫ي لما ُيحبه ويرضاه‪ ،‬آمين‪.‬‬ ‫المتوّفى منهم‪ ،‬ووفق الح ّ‬
‫ويسّرني‪ ‬أن‪ ‬أشكر‪ ‬مشايخي‪ ‬الفضلء‪ :‬سماحة الشيخ الوالد صالح بن محمد‬
‫اللحيدان‪ ،‬وفضيلة الوالد الشيخ عبدالرحمن بن حماد العمر‪ ،‬والوالد الشيخ‬
‫عبدالعزيز بن عبدال الراجحي‪ ،‬أشكرهم على قراءتهم لصل هذه الرسالة‪،‬‬
‫ت عليها كثيرًا من الفتاوى مما وجدته لمن تقّدم‬ ‫والتقديم لها‪ ،‬وقد أضف ُ‬
‫ذكرهم‪ ،‬رزقهم ال الفردوس العلى من الجنة‪ ،‬وكذلك‪ ‬أشكر‪ ‬شيخي‪ ‬الجليل‪ ‬‬
‫الوالد صالح بن فوزان الفوزان‪ ،‬على قراءته لصل هذه الرسالة‪ ،‬شكر ال‬
‫له‪ ،‬وجعل منزله الفردوس العلى من الجنة‪ ،‬كما‪ ‬أشكر‪ ‬الشيخ‪ ‬الفاضل‪ ‬‬
‫عبدال بن محمد الحمود‪ ،‬على نصحه وتوجيهه‪ ،‬جعل ال منزله ووالديه‬
‫ن ربنا‬‫الفردوس العلى من الجنة‪ ،‬ووالدينا وأهلينا وجميع المسلمين‪ ،‬إ ّ‬
‫لسميع الدعاء‪.‬‬
‫جة‪ ‬لنا‪ ‬ل‪ ‬علينا‪ ‬‬ ‫حّ‬‫وإلى‪ ‬الفتاوى‪ ‬نفعني‪ ‬ال‪ ‬وإياكم‪ ‬والمسلمين‪ ‬بها‪ ،‬وجعلها‪ُ  ‬‬
‫‪:‬‬

‫‪ ()8‬رواه مسلم في باب‪ :‬تحريم الظلم ح ‪ ،2577‬وقال المام أحمد عن‬


‫هذا الحديث‪) :‬هو أشرف حديث لهل الشام( مجموع فتاوى شيخ‬
‫السلم ج ‪.510 /8‬‬
‫‪ ()2‬رواه المام مسلم رحمه الله تعالى ح ‪ 770‬باب‪ :‬الدعاء في صلة‬
‫الليل وقيامه‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪18‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫* بماذا يأخذ المسلم في المسائل الخلفية‪ :‬الفتوى رقم ‪ 2171‬في‬


‫‪28/10/1398‬هـ‪.‬‬
‫س ‪ /3‬ما الحكم في المسائل الخلفية‪ ،‬هل‪ ‬نتبع‪ ‬القول‪ ‬الرجح‪ ‬والدليل‬
‫القوى‪ ،‬أو‪ ‬نتبع‪ ‬السهل‪ ‬واليسر‪ ،‬انطلقًا من مبدأ التيسير ل التعسير؟‪.‬‬
‫ج‪ / 3 ‬إذا‪ ‬كان‪ ‬في‪ ‬المسألة‪ ‬دليٌل‪ ‬شرعي‪ ‬بالتخيير كان المكّلف‪ ‬في‪ ‬سعة‪ ‬فله‪ ‬‬
‫أن‪ ‬يختار‪ ‬اليسر‪ ،‬انطلقًا من مبدأ التيسير في الشريعة مثل الخصال الثلث‬
‫ي صلى ال‬ ‫في كفارة اليمين‪ :‬الطعام والكسوة والعتق‪ِ ،‬لما ثبت عن النب ّ‬
‫سَرُهَما‪ ‬ما‪َ ‬لم‪ ‬يكن‪ ‬إْثمًا‪ ،‬فإن‪ ‬‬
‫ن‪ ‬إل‪ ‬اختاَر‪ ‬أي َ‬
‫خّيَر‪ ‬بين‪ ‬أمري ِ‬
‫عليه وسلم أنه‪» :‬ما‪ُ  ‬‬
‫)‪(1‬‬
‫كان‪ ‬إْثمًا‪ ‬كان‪ ‬أبعَد‪ ‬الناس‪ ‬منه« ‪.‬‬
‫ن‪ ‬فعليه‪ ‬أن‪ ‬يّتبع‪ ‬القول‪ ‬الذي‪ ‬يشهُد‪ ‬له‪ ‬‬ ‫أّما إن كانت‪ ‬مجّرد‪ ‬أقواٍل‪ ‬لمجتهدي َ‬
‫ل‪ ،‬إن كان عنده معرفة بالدلة صحة ودللة‪ ،‬وإن‪ ‬كان‪ ‬‬ ‫الدليل‪ ‬أو‪ ‬الرجح‪ ‬دلي ً‬
‫ل‪ ‬خبرة‪ ‬له‪ ‬بذلك‪ ‬فعليه‪ ‬أن‪ ‬يسأل‪ ‬أهل‪ ‬العلم‪ ‬الموثوق‪ ‬بهم‪ ،‬لقوله تعالى‪ :‬‬
‫‪‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪‬‬‫‪  ‬‬
‫‪ ،   ‬فإن‪ ‬اختلفوا‪ ‬عليه‪ ‬‬
‫أخذ‪ ‬بالحوط‪ ‬له‪ ‬في‪ ‬دينه‪ ،‬وليس‪ ‬له‪ ‬أن‪ ‬يتبع‪ ‬السهل‪ ‬من‪ ‬أقوال‪ ‬العلماء‪ ‬‬
‫ن‪ ‬تتبع‪ ‬الرخص‪ ‬ل‪ ‬يجوز‪.‬‬ ‫فيعمل‪ ‬به‪ ،‬فإ ّ‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬
‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬
‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬
‫وبا ِ‬
‫ث‪ ‬العلميِة‪ ‬والفتاِء‬
‫اللجنُة‪ ‬الدائمُة‪ ‬للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫نائب‪ ‬رئيس‪ ‬‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫اللجنة‬
‫عبد العزيز بن عبد ال‬ ‫عبد الرزاق عفيفي‬ ‫عبد ال بن قعود عبد ال بن غديان‬
‫بن باز‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫ي صلى‬
‫ة النب ّ‬
‫ب صف ِ‬
‫‪ ()1‬رواه المام البخاري رحمه الله تعالى ح ‪ 3560‬با ُ‬
‫الله عليه وسّلم‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪19‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫*‪ ‬التحذير‪ ‬من‪ ‬الفتاوى‪ ‬التي‪ُ ‬تجيز‪ ‬التعامل‪ ‬مع‪ ‬البنوك‪ ،‬والتي‪ ‬تنشرها‪ ‬‬
‫بعض‪ ‬الصحف‪) :‬فتاوى‪ ‬البلد‪ ‬الحرام‪ ‬ص‪.(681-677 ‬‬
‫من‪ ‬عبدالعزيز‪ ‬بن‪ ‬عبدال‪ ‬بن‪ ‬باز إلى من يراه من إخواننا المسلمين‪ ،‬وفقني‬
‫ال وإياهم سلوك صراطه المستقيم‪ ،‬وجّنبنا جميعًا طريق المغضوب عليهم‬
‫والضالين‪ ،‬آمين‪ ،‬سلٌم عليكم ورحمة ال وبركاته‪.‬‬
‫أما‪ ‬بعد‪ :‬فقد‪ ‬كثرت‪ ‬الّدعايات‪ ‬للمساهمة‪ ‬في‪ ‬البنوك‪ ‬الّربوية‪ ‬في‪ ‬الصحف‪ ‬‬
‫المحلية‪ ‬والجنبية‪ ،‬وإغراق الناس بإيداع أموالهم فيها مقابل فوائد ربوية‬
‫صريحة معلنة‪ ،‬كما‪ ‬تقوم‪ ‬بعض‪ ‬الصحف‪ ‬بنشر‪ ‬فتاوى‪ ‬لبعض‪ ‬الناس‪ُ ‬تجيز‪ ‬‬
‫ن فيه‬
‫التعامل‪ ‬مع‪ ‬البنوك‪ ‬الربوية‪ ‬بفوائد‪ ‬محّددة‪ ،‬وهذا‪ ‬أمٌر‪ ‬خطير‪ ،‬ل ّ‬
‫معصية ل ولرسوله صلى ال عليه وسلم ومخالفة لمره‪ ،‬وال سبحانه‬
‫وتعالى يقول‪    :‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪.     ‬‬
‫ن الفوائد‬
‫ومن‪ ‬المعلوم‪ ‬من‪ ‬الدين‪ ‬بالدلة‪ ‬الشرعية‪ ‬من‪ ‬الكتاب‪ ‬والسنة‪ :‬أ ّ‬
‫ب الموال ُمقابل ُمساهمتهم‪ ،‬أو إيداعهم في البنوك‬ ‫المعّينة التي يأخذها أربا ُ‬
‫سحت‪ ،‬وهي من الّربا الذي حّرمه ال ورسوله صلى ال عليه‬ ‫الّربوية حراٌم‪ُ  ‬‬
‫ق البركة‪ ،‬وُيغضب الّرب عز وجل‪،‬‬ ‫وسلم‪ ،‬ومن‪ ‬كبائر‪ ‬الذنوب‪ ،‬ومما َيمح ُ‬
‫ب‪ ‬عدم قبول العمل‪.‬‬ ‫وُيسّب ُ‬
‫ب‪ ‬ل‪ ‬‬‫ن‪ ‬ال‪ ‬طّي ٌ‬‫ح عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬أنه قال‪» :‬إ ّ‬ ‫وقد ص ّ‬
‫ن‪ ،‬فقال‪ :‬‬ ‫ن‪ ‬بما‪ ‬أمَر‪ ‬به‪ ‬المرسلي َ‬
‫ن‪ ‬ال‪ ‬أمَر‪ ‬المؤمني َ‬‫َيقبُل‪ ‬إّل‪ ‬طيبًا‪ ،‬وإ ّ‬
‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪ ‬‬‫‪‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪ ،    ‬وقال‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬
‫ب!‪ ‬‬
‫ث‪ ‬أغبَر‪َ ،‬يُمّد‪ ‬يديه‪ ‬إلى‪ ‬السماء‪ ،‬يا‪ ‬ر ّ‬ ‫سفَر‪ ،‬أشع َ‬ ‫جَل‪ُ ‬يطيُل‪ ‬ال ّ‬‫‪‬ثّم‪ ‬ذكَر‪ ‬الّر ُ‬
‫حَرام‪ ،‬‬
‫ي‪ ‬بال َ‬
‫غِّذ َ‬
‫سه‪ ‬حراٌم‪ ،‬و ُ‬
‫شَرُبه‪ ‬حراٌم‪ ،‬وَمْلَب ُ‬
‫حَراٌم‪ ،‬وَم ْ‬
‫ب!‪ ‬وَمطعُمُه‪َ  ‬‬ ‫يا‪ ‬ر ّ‬
‫)‪(1‬‬
‫ك« رواه مسلم ‪.‬‬ ‫ب‪ ‬لذل َ‬ ‫فَأّنى‪ُ ‬يستجا ُ‬

‫‪ ()1‬ح ‪ 1015‬باب‪ :‬قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
20
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

،‫أنه مسئول أمام ربه عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه‬ :‫مسلم‬ ‫كل‬ ‫وليعلم‬


 ‫يوم‬ ‫عبد‬ ‫َقَدَما‬ ‫تزوُل‬ ‫ »ل‬:‫ي صلى ال عليه وسلم أنه قال‬ ّ ‫ففي الحديث عن النب‬
 ‫ماله‬ ‫وعن‬ ،‫أفناه‬ ‫فيما‬ ‫عمره‬ ‫وعن‬ ،‫أبله‬ ‫فيما‬ ‫شبابه‬ ‫عن‬ ‫ُيسأل‬ ‫حتى‬ ‫القيامة‬
.(1)«‫فيه‬ ‫عمل‬ ‫ماذا‬ ‫علمه‬ ‫وعن‬ ،‫أنفقه‬ ‫وفيما‬ ‫جمعه‬ ‫أين‬ ‫من‬
‫ أن الّربا كبيرة من كبائر‬- ‫ وفقنا ال وإياك لما فيه رضاه‬- ‫واعلم يا عبَد ال‬
‫مغّلظًا في كتاب ال وسنة رسول صلى ال عليه‬ ‫الذنوب التي جاء تحريمها‬
 :‫قال تعالى‬ ،‫مياته‬
ّ ‫ومس‬ ،‫وأنواعه‬ ،‫أشكاله‬ ‫ بجميع‬،‫وسلم‬
  
  
  
  
    
.   
 

     
  :‫وقال تعالـى‬
  
  
  

.   
   :‫وقـال تعالى‬
     
     
   

 
    
    
    
     
    
  
      
      
  
.       
   :‫وقال تعالى‬
     

    

  

  
 
  
‫ نسأل‬،‫ب ال ورسوله‬ َ ‫ فما أعظَم جريمَة من حار‬ 
.‫ال العافية من ذلك‬
ّ ‫ وما ه‬:‫قالوا‬ ،‫ت‬
‫ن‬ ِ ‫الموبقا‬ ‫السبَع‬ ‫ »اجتنبوا‬:‫ي صلى ال عليه وسلم‬ ّ ‫وقال النب‬
 ‫إّل‬ ‫ال‬ ‫حّرَم‬ ‫التي‬ ‫س‬
ِ ‫النف‬ ‫وقتُل‬ ،‫سحُر‬
ّ ‫وال‬ ،‫بال‬ ‫ك‬
ُ ‫ الشر‬:‫ قال‬،‫ل ال‬َ ‫يا رسو‬

.‫دم تخريجه‬
ّ ‫ وقد تق‬،1435 ‫)( رواه البزار ح‬1

www.alukah.net
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪21‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫ف‪ ‬‬
‫ف‪ ،‬وقذ ُ‬ ‫ق‪ ،‬وأكُل‪ ‬الّربا‪ ،‬وأكُل‪َ ‬ماِل‪ ‬اليتيِم‪ ،‬والتوّلي‪ ‬يوَم‪ ‬الّزح ِ‬ ‫بالح ّ‬
‫)‪(2‬‬
‫ت« متفق على صحته ‪.‬‬ ‫ت‪ ‬المؤمنا ِ‬ ‫ت‪ ‬الغافل ِ‬ ‫المحصنا ِ‬
‫ل ال صلى ال‬ ‫ن‪ ‬رسو ُ‬ ‫وفي صحيح مسلم عن جابر رضي ال عنه قال‪َ) :‬لَع َ‬
‫سَواٌء(‪ ‬فهذه‬
‫عليه وسلم آِكَل‪ ‬الّربا‪ ،‬وُموِكَلُه‪ ،‬وكاِتَبُه‪ ،‬وشاِهَديِه‪ ،‬وقاَل‪ُ :‬هْم‪َ  ‬‬
‫ض الدلة من كتاب ال وسنة رسوله محمد صلى ال عليه وسلم التي‬ ‫بع ُ‬
‫ن َمن تعامل به وتعاطاه فقد‬ ‫ن تحريم‪ ‬الّربا‪ ‬وخطره على الفرد والمة‪ ،‬وأ ّ‬ ‫ُتبّي ُ‬
‫ارتكب كبيرة‪ ‬من كبائر الذنوب‪ ،‬وقد أصبح ُمحاربًا‪ ‬ل ولرسوله صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ،‬فنصيحتي‪ ‬لكّل‪ ‬مسلم‪ُ ‬يريد‪ ‬ال‪ ‬والدار‪ ‬الخرة‪ :‬أن يتقي ال‬
‫سبحانه وتعالى في نفسه وماله‪ ،‬وأن يكتفي بما أباحه ال ورسوله صلى ال‬
‫ف عّما حّرمه ال ورسوله صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ففيما‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬وأن َيك ّ‬
‫أباح ال كفاية وغنى عما حّرم‪ ،‬وعلى‪ ‬المسلم‪ ‬الناصح‪ ‬لنفسه‪ ‬الذي ُيريد لها‬
‫الخير والنجاة من عذاب ال‪ ،‬والفوز برضاه ورحمته‪ ،‬أن‪ ‬يبتعد‪ ‬عن‪ ‬‬
‫الشتراك‪ ‬في‪ ‬البنوك‪ ‬الّربوية‪ ،‬أو اليداع فيها بفوائد أو القتراض منها‬
‫ن‪ ‬المساهمة‪ ‬فيها‪ ‬أو‪ ‬اليداع‪ ‬فيها‪ ‬بفوائد‪ ،‬أو‪ ‬القتراض‪ ‬منها‪ ‬‬ ‫بفوائد‪ ،‬ل ّ‬
‫بفوائد‪ ‬كّل‪ ‬ذلك‪ ‬من‪ ‬المعاملت‪ ‬الّربوية‪ ،‬ومن التعاون على الثم والعدوان‬
‫الذي نهى ال عنه بقوله سبحانه‪           :‬‬
‫‪    ‬‬ ‫‪               ‬‬
‫‪      ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪         ‬‬
‫‪.        ‬‬
‫ج بنفسك‪ ،‬ول‪ ‬تغتّر‪ ‬بكثرة‪ ‬البنوك‪ ‬الّربوية‪ ،‬ول‪ ‬‬
‫ق ال يا عبَد ال‪ ،‬وان ُ‬‫فات ِ‬
‫ن ذلك‬
‫بكثرة‪ ‬انتشار‪ ‬معاملتها‪ ‬في‪ ‬كّل‪ ‬مكان‪ ،‬ول‪ ‬بكثرة‪ ‬المتعاملين‪ ‬معها‪ ،‬فإ ّ‬
‫ل على إباحتها‪ ،‬وإنما‪ ‬هو‪ ‬دليٌل‪ ‬على‪ ‬كثرة‪ ‬العراض‪ ‬عن‪ ‬أمر‪ ‬ال‪ ‬‬ ‫ليس دلي ً‬
‫ومخالفـة‪ ‬شرعه‪ ،‬وال سبحانه وتعالى يقول‪      :‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪ ‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪    ‬ومع السف الشديد أن كثيرًا من الناس َلّما أنعَم‬
‫سَع عليهم من فضله‪ ،‬وأغناهم بكثرة المال‪ ،‬أصبحوا ل‬‫ال عليهم‪ ،‬وو ّ‬
‫يهتمون بالعمل بأحكام السلم‪ ،‬والستغناء بما أباح ال لهم عما حّرم‬
‫‪ ()2‬رواه المامان البخاري ح ‪ 2615‬باب قول الله تعالى‪  :‬‬
‫‪‬‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪ ،‬ومسلم ح ‪89‬‬ ‫‪    ‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫باب‪ :‬بيان الكبائر وأكبرها‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪22‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫ل كان أم‬‫ي طريق كان‪ ،‬حل ً‬ ‫عليهم‪, ،‬إنما يهتمون بما ُيدّر عليهم المال من أ ّ‬
‫حرامًا‪ ،‬وما‪ ‬ذلك‪ ‬إل‪ ‬لضعف‪ ‬إيمانهم‪ ،‬وقّلة خوفهم من ربهم عز وجل‪ ،‬وغلبة‬
‫ل ما ُيخالف‬‫ب الدنيا على قلوبهم‪ ،‬نسأل ال لنا ولهم السلمة والعافية من ك ّ‬ ‫ح ّ‬
‫ن‪ ‬بحلول‪ ‬‬‫شرعه المطّهر‪ ،‬وهذا‪ ‬الواقُع‪ ‬المؤلم‪ ‬لحال‪ ‬كثير‪ ‬من‪ ‬المسلمين‪ ،‬مؤذ ٌ‬
‫ضب‪ ‬ال‪ ‬ونقمته‪ ،‬وقد‪ ‬قال‪ ‬سبحانه‪ُ ‬محّذرًا‪ ‬ومنذرًا‪ ‬من‪ ‬شؤم‪ ‬المعاصي‪ ‬‬ ‫غ َ‬‫َ‬
‫والذنوب‪                    :‬‬
‫‪  ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪         ‬‬
‫جه‪ ‬نصيحتي‪ ‬إلى‪ ‬المسئولين‪ ‬‬ ‫‪           ‬وإني‪ُ ‬أو ّ‬
‫في‪ ‬الصحف‪ ‬المحّلية خاصة‪ ،‬وفي صحف البلد السلمية عامة‪ :‬أن‬
‫ي مجال‬ ‫ل ما ُيخالف شرع ال المطّهر‪ ،‬في أ ّ‬ ‫ُيطّهروا صحافتهم من نشر ك ّ‬
‫من مجالت الحياة‪ ،‬كما‪ُ ‬أوصي‪ ‬الجهات‪ ‬المسئولة‪ ‬بالتأكيد‪ ‬على‪ ‬رؤساء‪ ‬‬
‫ن هذا‬ ‫كأّ‬‫الصحف‪ ‬بأن‪ ‬ل‪ ‬ينشروا‪ ‬شيئًا‪ ‬فيه‪ ‬مخالفة‪ ‬لدين‪ ‬ال‪ ‬وشرعه‪ ،‬ول ش ّ‬
‫صروا فيه‪ ،‬كما‪ُ ‬أوصي‪ ‬‬ ‫ب عليهم‪ ،‬وسُيسألون عنه أمام ال إذا ق ّ‬ ‫أمٌر واج ٌ‬
‫سكوا بكتاب ربهم‬ ‫إخواني‪ ‬المسلمين‪ ‬عامة‪ ‬أن يتقوا ال تبارك وتعالى‪ ،‬ويتم ّ‬
‫وسنة نبيهم محمد صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وأن يكتفوا بما أحله ال‪ ،‬ويحذروا‬
‫ما حّرمه ال‪ ،‬ول‪ ‬يغتّروا‪ ‬بما‪ ‬قد‪ُ ‬يكتب‪ ‬أو‪ُ ‬ينشر‪ ‬من‪ ‬فتاوى‪ ‬أو‪ ‬مقالت‪ُ ‬تجيز‪ ‬‬
‫ل من سوء عاقبة‬ ‫المساهمة‪ ‬في البنوك الّربوية أو اليداع فيها بفوائد‪ ،‬أو ُتقّل ُ‬
‫ن‪ ‬على‪ ‬أدلة‪ ‬شرعية‪ ‬ل‪ ‬من‪ ‬كتاب‪ ‬ال‪ ‬‬ ‫ن‪ ‬هذه‪ ‬الفتاوى‪ ‬والمقالت‪ ‬لم‪ُ ‬تْب َ‬ ‫ذلك‪ ،‬ل ّ‬
‫ول‪ ‬من‪ ‬سنة‪ ‬رسول‪ ‬ال‪ ‬صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وإنما‪ ‬هي‪ ‬آراء‪ ‬الّرجال‪ ‬‬
‫وتأّولتهم‪ ،‬نسأل ال لنا ولهم الهداية والعافية من ُمضّللت الفتن‪.‬‬
‫ق المسلمين عامة‪ ،‬وولة أمورهم خاصة للعمل بكتاب‬ ‫وال المسئول أن ُيوّف َ‬
‫ربهم وسنة نبيهم محمد صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وتحكيم شرع ال في جميع‬
‫شئونهم الخاصة والعامة‪ ،‬وأن يأخذ بنواصيهم إلى ما فيه صلح دينهم‬
‫ودنياهم‪ ،‬وأن ُيجّنب الجميع طريق المغضوب عليهم والضالين‪ ،‬إنه ول ّ‬
‫ي‬
‫ذلك والقادُر عليه‪ ،‬وصلى ال وسّلم على خير خلقه نبينا محمد وعلى آله‬
‫وصحبه أجمعين‪ ،‬والسلم عليكم ورحمة ال وبركاته‪.‬‬
‫مفتي‪ ‬عام‪ ‬المملكة‪ ‬العربية‪ ‬السعودية‬
‫ورئيس هيئة كبار العلماء‪ ،‬وإدارة البحوث العلمية والفتاء‬
‫عبد‪ ‬العزيز‪ ‬بن‪ ‬عبدال‪ ‬بن‪ ‬باز‬
‫‪  ‬‬
‫البنك الهلي‪ :‬الفتوى رقم ‪ 7655‬ج ‪ 58-15/57‬من مجموع فتاوى اللجنة‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪23‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫ن‪ ‬البنك‪ ‬يتعامل‪ ‬‬ ‫ف‪ ‬الجميع‪ ‬أ ّ‬ ‫س ‪ /‬إنني‪ ‬أعمُل‪ ‬في‪ ‬البنك‪ ‬الهلي‪ ،‬وكما‪َ ‬يعر ُ‬


‫ت إلى العمل فيه بعد أن بحثت مدة ثمانية‬ ‫ببعض‪ ‬الفوائد‪ ،‬وقد اضطرر ُ‬
‫أشهر عن عمل فلم أجد إل فيه‪ ،‬وبعيد‪ ‬عن‪ ‬وظائف‪ ‬القروض‪ ‬التي‪ ‬يتعامل‪ ‬‬
‫بها‪ ‬بالّربا‪.‬‬
‫ن راتبه حرام‪ ،‬والعمل فيه حرام‪،‬‬ ‫ت من بعض الناس العامة‪ :‬بأ ّ‬ ‫وقد سمع ُ‬
‫ن الراتب حلل‪ ،‬حيث الموظف يعمل‬ ‫ت من أحد العلماء يقول‪ :‬إ ّ‬ ‫وأيضًا سمع ُ‬
‫ب أي شخص آخر‪ ،‬وهو‪ ‬من‪ ‬العلماء‪ ‬الذين‪ ‬يظهرون‪ ‬‬ ‫ب كما يكس ُ‬ ‫بيده‪ ،‬ويكس ُ‬
‫ن الّربا على صاحب البنك والثم‪ ،‬وما الموظف إل عامل‬ ‫على‪ ‬التلفزيون وأ ّ‬
‫مثل غيره‪ ،‬أرجو إفتائي؟‬
‫ج ‪ /‬العمل‪ ‬في‪ ‬البنوك‪ ‬الّربوية‪ ‬حراٌم‪ِ ،‬لَما‪ ‬فيه‪ ‬من‪ ‬التعاون‪ ‬على‪ ‬الّربا‪ ،‬وقد‬
‫قال ال تعالى‪    :‬‬
‫‪     ‬سواء‪ ‬كان‪ ‬‬
‫التعاون‪ ‬بكتابة‪ ‬الصك‪ ،‬أو‪ ‬الشهادة‪ ‬فيه‪ ،‬أو‪ ‬التقييد‪ ‬في‪ ‬الحساب‪ ‬بالسجلت‪ ،‬‬
‫أو‪ ‬نقل‪ ‬ما‪ُ ‬كتب‪ ‬من‪ ‬مكتب‪ ‬إلى‪ ‬آخر‪ ،‬أو‪ ‬تهيئة‪ ‬الجّو‪ ،‬وتسهيل‪ ‬الوسائل‪ ‬للقيام‪ ‬‬
‫بالعمال‪ ‬الّربوية‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬ ‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫نائب‪ ‬رئيس‪ ‬‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫اللجنة‬
‫عبد العزيز بن عبد ال‬ ‫عبد الرزاق عفيفي‬ ‫عبد ال بن قعود عبد ال بن غديان‬
‫بن باز‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫سئل سماحة شيخنا عبدالعزيز‪ ‬بن‪ ‬عبدال‪ ‬بن‪ ‬باز رحمه ال تعالى )س‬ ‫*وُ‬


‫‪ 236‬مجموع فتاوى سماحته ج ‪.(19/386‬‬
‫ك أنه لي ولد اسمه ع ع م وأنه مديون نحو مائة ألف ريال في‬ ‫س ‪ُ /‬أفيد َ‬
‫زواج‪ ،‬وفي سيارة يركبها‪ ،‬وأنه‪ ‬دخل‪ ‬في‪ ‬البنك‪ ‬الهلي‪ ‬بعمل‪ ‬مراسل‪ ‬براتب‪ ‬‬
‫نحو‪ ‬ألف‪ ‬وخمسمائة‪ ‬ريال‪ ،‬ويقول بعض الناس‪ :‬إن راتبه حرام‪ ،‬وناس‬
‫يقولون‪ :‬حلل‪ ،‬وال‪ ‬يعلم‪ ‬أنه‪ ‬دخل‪ ‬في‪ ‬هذا‪ ‬البنك‪ ‬لضرورة‪ ‬الّدين‪،‬‬
‫ل؟ وهذا وال يحفظكم‪.‬‬
‫ل عاج ً‬ ‫ومصاريف أهله‪ ،‬لذا نرجو الفادة حا ً‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪24‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫ب‪ ‬‬
‫‪ ‬ج‪ / ‬ل‪ ‬يجوُز‪ ‬العمُل‪ ‬في‪ ‬البنوك‪ ‬الّربوية‪ ،‬كالبنك‪ ‬الهلي‪ ‬المذكور‪ ،‬والواج ُ‬
‫ع‪ ‬العمَل‪ ‬المذكور‪ ،‬ويلتمس‪ ‬العمل‪ ‬في‪ ‬جهات‪ ‬أخرى‪ ‬‬ ‫على‪ ‬ابنك‪ ‬المذكور‪ ‬أن‪َ ‬يد َ‬
‫ل مسلم‪.‬‬
‫لكّ‬ ‫ح حاَله وحا َ‬
‫سَر ال أمره‪ ،‬وأصَل َ‬‫سليمة‪ ،‬ي ّ‬
‫‪  ‬‬
‫البنك العربي الوطني‪ :‬الفتوى رقم ‪ 4327‬ج ‪.37-15/36‬‬
‫س ‪ /‬لي دكاكين تقع على طريق الحجاز‪ ،‬وتقّدم‪ ‬البنك‪ ‬الوطني‪ ‬‬
‫ن‪ ‬هذا‪ ‬البنك‪ ‬من‪ ‬البنوك‪ ‬التي‪ ‬تتعامل‪ ‬بالّربا؟ فهل يجوُز‬ ‫لستئجارها‪ ،‬وحيث‪ ‬إ ّ‬
‫لي تأجير هذا البنك وأمثاله ممن يتعامل بالّربا؟ أفتونا أثابكم ال‪.‬‬
‫ج ‪ /‬ل‪ ‬يجوُز‪ ‬ذلك‪ ،‬لكون‪ ‬البنك‪ ‬المذكور‪ ‬سيتخذها‪ ‬مقّرًا‪ ‬للتعامل‪ ‬بالّربا‪ ‬‬
‫ن‪ ‬معه‪ ‬في‪ ‬عمل‪ ‬محّرم‪ ،‬وقد قال‬ ‫المحّرم‪ ،‬وتأجيرها‪ ‬عليه‪ ‬لهذا‪ ‬الغرض‪ ‬تعاو ٌ‬
‫ال تعالى‪   :‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪.  ‬‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬
‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬
‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫نائب‪ ‬رئيس‪ ‬‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫اللجنة‬
‫عبد العزيز بن عبد ال‬ ‫عبد الرزاق عفيفي‬ ‫عبد ال بن قعود عبد ال بن غديان‬
‫بن باز‬
‫‪  ‬‬
‫سئل سماحة شيخنا عبدالعزيز‪ ‬بن‪ ‬عبدال‪ ‬بن‪ ‬باز رحمه ال تعالى‬ ‫*وُ‬
‫)مجموع فتاوى سماحته س ‪ 230‬ج ‪.(377-19/376‬‬
‫س‪ /‬هل‪ ‬يجوُز‪ ‬تأجير‪ ‬عمارة‪ ‬أو‪ ‬جزء‪ ‬منها‪ ‬إلى‪ ‬البنك‪ ‬العربي‪ ‬الوطني؟‪.‬‬
‫ج ‪ /‬ل‪ ‬يجوُز‪ ‬التأجيُر‪ ‬على‪ ‬البنك‪ ‬العربي‪ ‬الوطني‪ ،‬ول‪ ‬غيره‪ ‬من‪ ‬البنوك‪ ‬‬
‫الّربوية‪ِ ،‬لَما في ذلك من التعاون على الثم والعدوان‪ ،‬وقد نهى ال سبحانه‬
‫ل‪  :‬‬ ‫عن ذلك في قوله عّز وج ّ‬
‫‪   ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪      ‬‬
‫ق ال الجميَع لما ُيرضيه‪ ،‬والسلم عليكم ورحمة ال وبركاته‪.‬‬
‫‪ ،‬وّف َ‬
‫مفتي‪ ‬عام‪ ‬المملكة‪ ‬العربية‪ ‬السعودية‪ ‬عبدالعزيز بن عبدال بن باز‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪25‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫‪  ‬‬
‫بنك الرياض‪ :‬الفتوى رقم ‪ 5524‬ج ‪.507-13/506‬‬
‫ت في شركة‪ ،‬وأفَلست هذه الشركة قبل ‪ 25‬عامًا‪،‬‬ ‫س ‪ /‬كان لي مساهما ٌ‬
‫وكان هناك أوصياء على الشركة اشتروا بالمبلغ المتبقي‪ ‬أسهمًا‪ ‬في‪ ‬بنك‪ ‬‬
‫الرياض‪ ‬قبل‪ 25 ‬عامًا بمبلغ ألف ريال للسهم الواحد‪ ،‬والن ثمن السهم‬
‫الواحد ‪ 30‬ألف ريال‪ ،‬وأنا بحاجة لهذا المبلغ‪ ،‬فهل‪ ‬يجوز‪ ‬لي‪ ‬أن‪ ‬آخذ‪ ‬المبلغ‪ ‬‬
‫ن‪ ‬شراءهم‪ ‬لسهم‪ ‬بنك‪ ‬الرياض تّم بدون علمنا طيلة‬ ‫الحالي‪ ‬للسهم؟‪ ‬علمًا‪ ‬بأ ّ‬
‫هذه المدة‪.‬‬
‫ك‪ ،‬وتصّدق‪ ‬‬ ‫ك َل َ‬
‫ج ‪ /‬تسّلم المبلغ كّله‪ ،‬أصله وفائدته‪ ،‬ثّم أمسك أصله‪ ،‬لنه ِمْل ٌ‬
‫بالفائدة‪ ‬في‪ ‬وجوه‪ ‬الخير‪ ،‬لنها‪ ‬ربًا‪ ،‬وال ُيغنيك من فضله وُيعّوضك خيرًا‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪ ‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫منها‪ ،‬وُيعينك على قضاء حاجتك ‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪ ‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫ل على نبّينا محمٍد‬‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬‫‪ ،   ‬وبا ِ‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬
‫وآلِه و َ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫نائب‪ ‬رئيس‪ ‬‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫اللجنة‬
‫عبد العزيز بن عبد ال‬ ‫عبد الرزاق عفيفي‬ ‫عبد ال بن قعود عبد ال بن غديان‬
‫بن باز‬
‫‪  ‬‬
‫سئل سماحة شيخنا عبدالعزيز‪ ‬بن‪ ‬عبدال‪ ‬بن‪ ‬باز رحمه ال تعالى‪:‬‬ ‫*وُ‬
‫)فتاوى علماء البلد الحرام ص ‪.(672-671‬‬
‫ف شديٌد حول‪ ‬المساهمة‪ ‬في‪ ‬بنك‪ ‬‬ ‫‪ ‬السؤال‪ :‬حصل بيني وبين أخي خل ٌ‬
‫الرياض‪ ‬المطروحة‪ ‬أسهمه‪ ‬للكتتاب هذا العام‪ ،‬حول جواز المساهمة فيه‪،‬‬
‫ن فيه شبهة وليس‬‫ن هذا حرام‪ ،‬لنه يتعامل بالّربا‪ ،‬وقال‪ :‬إ ّ‬
‫ت‪ ‬له‪ :‬إ ّ‬
‫فقل ُ‬
‫بحرام‪ ،‬والسؤال‪ ‬هو‪ ‬عن‪:‬‬
‫أوًل‪ :‬حكم‪ ‬المساهمة‪ ‬في‪ ‬البنك‪ ‬المذكور؟‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬حكم‪ ‬منح‪ ‬السماء‪ ‬لشخص‪ ‬يريد‪ ‬المساهمة‪ ‬بها‪ ‬في‪ ‬هذا‪ ‬البنك‪ ،‬مع أ ّ‬
‫ن‬
‫صاحب السماء يرى الحرمة؟ نرجو من سماحتكم جوابنا سريعًا‪ ،‬وال‬
‫يحفظكم‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪26‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫الجواب‪ :‬وعليكم السلم ورحمة ال وبركاته‪ ،‬وبعد‪ :‬ل‪ ‬تجوز‪ ‬المساهمة‪ ‬في‪ ‬‬


‫هذا‪ ‬البنك‪ ‬ول‪ ‬غيره‪ ‬من‪ ‬البنوك‪ ‬الّربوية‪ ،‬ول‪ ‬المساعدة‪ ‬في‪ ‬ذلك‪ ‬بإعطاء‪ ‬‬
‫ن‪ ‬ذلك‪ ‬كّله‪ ‬من‪ ‬التعاون‪ ‬على‪ ‬الثم‪ ‬والعدوان‪ ،‬وقد نهى ال‬
‫السماء‪ ،‬ل ّ‬
‫سبحانه عن ذلك في قوله عز وجل‪  :‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪   ‬‬
‫ي صلى ال عليه‬ ‫‪ ،  ‬وقد ثبت عن النب ّ‬
‫سَواٌء«‪ ‬‬‫ل‪ُ :‬هْم‪َ  ‬‬
‫ن‪ ‬آِكَل‪ ‬الّربا‪ ،‬وُموِكَلُه‪ ،‬وكاِتَبُه‪ ،‬وشاِهَديِه‪ ،‬وقا َ‬
‫وسلم‪» :‬أنه‪َ ‬لَع َ‬
‫)‪(1‬‬
‫خّرجه المام مسلم في صحيحه ‪.‬‬
‫وفق ال الجميع لما ُيرضيه‪ ،‬والسلم عليكم ورحمة ال وبركاته‪.‬‬
‫عبدالعزيز‪ ‬بن‪ ‬عبدال‪ ‬بن‪ ‬باز ‪7/7/1412‬هـ‬
‫‪  ‬‬
‫* الفتوى رقم ‪ 2620‬ج ‪.43-15/41‬‬
‫ق في ديوان الموظفين العام‪،‬‬ ‫س ‪ /‬اضطّرته ظروف المعيشة للعمل‪ ،‬وساب َ‬
‫ولم ُيحالفه النجاح‪ ،‬وأرغمته ظروفه حسب قوله إلى العمل‪ ‬في‪ ‬بنك‪ ‬‬
‫الرياض‪ ،‬ويذكر‪ :‬أنه عمل بأغلب أقسامه‪ ،‬ووجده‪ ‬يتعامل‪ ‬بالّربا‪ ،‬عين‪ ‬‬
‫الّربا‪ ،‬حيث ُيقرض الشخص تسعة آلف ريال‪ ،‬ويرتد المبلغ عشرة آلف‬
‫سٌر من‬ ‫ريال‪ ،‬بالضافة إلى كشف الحساب للعملء بفائدة‪ ،‬ويذكر أنه ُمتح ّ‬
‫ن راتبه من البنك دخله‬ ‫خَرج تراكمت عليه الديون‪ ،‬ل ّ‬ ‫هذا العمل‪ ،‬وأنه لو َ‬
‫الوحيد‪ ،‬ويطلب إرشاده‪.‬‬
‫ج ‪ /‬العمُل‪ ‬في‪ ‬البنوك‪ ‬التي‪ ‬تتعامل‪ ‬بالمعاملة‪ ‬التي‪ ‬وصفتها‪ ،‬والتي‪ ‬هي‪ ‬‬
‫عين‪ ‬الّربا‪ ‬ل‪ ‬يجوز‪ ،‬لدلة‪ ‬تحريم‪ ‬الّربا‪ ‬الواردة‪ ‬في‪ ‬الكتاب‪ ‬والسنة‪ ‬وإجماع‪ ‬‬
‫المة‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫ن‪ ‬رسوَل‪ ‬ال‪َ  ‬لَع َ‬
‫ن‪ ‬آِكَل‪ ‬الّربا‪ ،‬وُموِكَلُه‪ ،‬‬ ‫ما روى ابن مسعود ‪) :‬أ ّ‬
‫)‪(2‬‬
‫وشاِهَديِه‪ ،‬وكاتبُه( أخرجه الخمسة‪ ،‬وصححه الترمذي ‪ ،‬وما رواه جابر‬

‫‪ ()1‬ح ‪ 1598‬باب‪ :‬لعن آكل الّربا ومؤكله‪.‬‬


‫‪ ()2‬رواه المام أحمد ح ‪ 3725‬ج ‪ ،1/393‬وأبو داود ح ‪ 3333‬باب‪ :‬آكل‬
‫الّربا وموكله‪ ،‬وابن ماجة ح ‪ 2277‬باب‪ :‬التغليظ في الّربا‪ ،‬والترمذي‬
‫ح( ح ‪ 1206‬باب‪ :‬ما جاء في أكل الّربا‪،‬‬ ‫ن صحي ٌ‬
‫س ٌ‬
‫ح َ‬
‫ث َ‬‫وقال‪) :‬حدي ٌ‬
‫والنسائي ح ‪ 5104‬كتاب الزينة‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪27‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫ي‪َ  ‬لَع َ‬
‫ن‪ ‬آِكَل‪ ‬الّربا‪ ،‬وُموِكَلُه‪ ،‬وكاِتَبُه‪ ،‬وشاِهَديِه‪ ،‬‬ ‫بن عبد ال ‪) :‬أ ّ‬
‫ن‪ ‬النب ّ‬
‫)‪(3‬‬
‫سَواٌء( ‪.‬‬‫وقاَل‪ُ :‬هْم‪َ  ‬‬
‫ك‪ ‬العمَل‪ ‬فيه طاعة ل سبحانه ورسوله صلى ال‬ ‫ب‪ ‬عليك‪ :‬أن‪ ‬تتر َ‬ ‫فالواج ُ‬
‫حَذرًا‪ ‬من‪ ‬غضب‪ ‬ال‪ ‬وعقابه‪ ،‬والتماس عمل آخر مما أباح ال‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬و َ‬
‫ت‪ ‬عملك‪ ‬في‪ ‬البنك‪ ‬من‪ ‬أجل‪ ‬‬ ‫عز وجل‪ ،‬وأبشر‪ ‬بالتيسير‪ ‬والتسهيل‪ ‬إذا‪ ‬ترك َ‬
‫ل‪    :‬‬ ‫ال‪ ‬سبحانه‪ ،‬لقوله عّز وج ّ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪. ‬‬‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬
‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬
‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫نائب‪ ‬رئيس‪ ‬‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫اللجنة‬
‫عبد العزيز بن عبد ال‬ ‫عبد الرزاق عفيفي‬ ‫عبد ال بن قعود عبد ال بن غديان‬
‫بن باز‬
‫‪  ‬‬
‫البنك السعودي الهولندي‪ :‬الفتوى رقم ‪ 4331‬ج ‪.51-15/50‬‬
‫ل في بنك من البنوك واسمه‪ :‬البنك‪ ‬‬ ‫ت أعم ُ‬‫س ‪ُ /‬أحيطكم علمًا بأنني كن ُ‬
‫ت به حال تخّرجي من الثانوية بعام ولمدة ‪ 6‬أو ‪7‬‬ ‫السعودي‪ ‬الهولندي‪ ،‬عمل ُ‬
‫ن‪ ‬العمل‪ ‬بالبنك‪ ‬حرام‪ ،‬حيث‪ ‬إنه‪ ‬يتعامل‪ ‬في‪ ‬‬ ‫شهور‪ ،‬وأخبرني‪ ‬أحُد‪ ‬الزملء‪ ‬بأ ّ‬
‫ت البنك‬
‫ت بالخطوط السعودية كطالب‪ ،‬وترك ُ‬ ‫بعض‪ ‬حساباته‪ ‬بالّربا‪ ،‬فالتحق ُ‬
‫وما أوّد أن أسأله هو‪ :‬هل‪ ‬الرواتب‪ ‬في‪ ‬السبعة‪ ‬شهور‪ ‬التي‪ ‬استلمتها‪ُ ‬تعتبر‪ ‬‬
‫حرامًا؟ حيث إنني أعمل كموظف فقط‪ ،‬أتقاضى راتبًا على عملي وجهدي‪،‬‬
‫وهل يلزم أن أتصّدق بجميع ما تسّلمته من قبل من رواتب ومبالغ‪ ،‬أو يكفي‬
‫ت العمل بالبنك؟‪.‬‬ ‫أنني ترك ُ‬
‫ت‪ ‬أنه‪ ‬‬
‫ت‪ ‬العمَل‪ ‬به‪ ‬بعد‪ ‬أن‪ُ ‬أخبر َ‬
‫ك‪ ‬ترك َ‬‫ت‪ :‬من‪ ‬أن َ‬‫ج ‪ /‬إذا كان الواقُع كما ذكر َ‬
‫ل عملك‬ ‫ج عليك فيما قبضته من البنك ُمقاب َ‬‫ل‪ ‬يجوز‪ ‬العمُل‪ ‬في‪ ‬البنك‪ ،‬فل حَر َ‬
‫لديه مّدة الشهر المذكورة‪ ،‬ول يلزمك التصّدق بها‪ ،‬وتكفي‪ ‬التوبة‪ ‬عن‪ ‬‬
‫ذلك‪ ،‬عفى ال عنا وعنك‪ ،‬لقول ال سبحانه‪  :‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪‬‬‫‪    ‬‬
‫‪ ‬‬‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ()3‬رواه المام مسلم ح ‪ 1598‬باب‪ :‬لعن آكل الّربا ومؤكله‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪28‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫‪   ‬‬


‫‪.    ‬‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬
‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫نائب‪ ‬رئيس‪ ‬‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫اللجنة‬
‫عبد العزيز بن عبد ال‬ ‫عبد الرزاق عفيفي‬ ‫عبد ال بن قعود عبد ال بن غديان‬
‫بن باز‬
‫‪  ‬‬
‫البنك السعودي البريطاني‪ :‬الفتوى رقم ‪ 20507‬ج ‪.14-15/12‬‬
‫س ‪ /‬لدينا عمارة في موقع ممتاز‪ ،‬وعلى أفضل الشوارع في مدينة الطائف‬
‫بحمد ال‪ ،‬والن‪ ‬يترّدُد‪ ‬علينا‪ ‬مديُر‪ ‬البنك‪ ‬السعودي‪ ‬البريطاني‪ ،‬وذلك‪ ‬‬
‫لستئجار‪ ‬المعارض‪ ‬التي‪ ‬تحت‪ ‬هذه‪ ‬العمارة‪ ‬لجعل‪ ‬الفرع‪ ‬الرئيسي‪ ‬للبنك‪ ‬‬
‫بالطائف‪ ‬بها‪ ،‬بمبلغ مغر جدًا‪ ،‬ولمدة عشر سنوات‪ ،‬وسوف يدفع خمس‬
‫سنوات مقّدمًا‪ ،‬ونحن‪ ‬أصحاب‪ ‬العمارة‪ ‬في‪ ‬حاجة‪ ‬ماسة إلى السيولة في‬
‫الوقت الحاضر لسداد بعض الديون التي ترتبت على هذه العمارة‪ ،‬وديون‬
‫ض‪ ‬منا يريد‬
‫أخرى للغير‪ُ ،‬أحرجنا منهم من كثرة ترددهم علينا‪ ،‬البع ُ‬
‫ك‪ ‬إثمه‪ ‬عليه‪ ،‬ول‪ ‬إثَم‪ ‬علينا‪،‬‬
‫تأجيرها على البنك لسداد تلك الديون‪ ،‬والبن ُ‬
‫لننا لم نتعامل معه بالّربا‪ ،‬ول مع غيره بحمد ال‪ ،‬وهو مستأجر كغيره من‬
‫المستأجرين‪ ،‬والبعض‪ ‬منا‪ ‬يقول‪ :‬إن في ذلك إثمًا من باب‪  :‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ،  ‬والن نحن في حيرة من أمرنا‪،‬‬
‫جُر‪ ‬على‪ ‬البنك‪ ‬وإثمه‪ ‬عليه‪ ،‬أم نحن أصحاب‬ ‫أفتونا مأجورين‪ ،‬هل‪ ‬نؤ ّ‬
‫جرنا عليه تلك المعارض؟ حتى نتمكن من الرد على‬ ‫العمارة آثمون إذا أ ّ‬
‫البنك المستعجل على إجابتنا‪.‬‬
‫لت‪ ‬للتعامل‪ ‬بالّربا‪ ،‬‬ ‫ج ‪ /‬ل‪ ‬يجوُز‪ ‬تأجيُر‪ ‬المحلت‪ ‬للبنوك‪ ،‬لنها‪ ‬تتخذها‪ ‬مح ّ‬
‫ل ال صلى ال عليه وسّلم‪» :‬آِكَل‪ ‬الّربا‪َ ،‬وُموِكَلُه‪ ،‬وشاِهَديِه‪ ،‬‬ ‫ن رسو ُ‬‫وقد َلَع َ‬
‫ن‪ ‬على‪ ‬أكل‪ ‬الّربا‪ ‬بأخذ‪ ‬الجرة‪ ‬‬ ‫جُر‪َ ‬يدخُل‪ ‬في‪ ‬ذلك‪ ،‬لنه‪ ‬أعا َ‬ ‫وكاِتَبُه«‪ ،‬والمؤ ّ‬
‫في‪ ‬مقابل‪ ‬ذلك‪ ،‬وال تعالى يقول‪   :‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪    ‬‬
‫غنية‬
‫‪ ،‬وفي الحلل ُ‬ ‫‪  ‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪29‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫عن الحرام‪ ،‬وقد قال ال سبحانه‪    :‬‬


‫‪   ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪.  ‬‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬
‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬
‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫نائب‪ ‬الرئيس‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫عبد العزيز بن‬ ‫عبد العزيز آل‬ ‫عبد ال بن غديان‬ ‫صالح‬ ‫بكر أبو‬
‫باز‬ ‫الشيخ‬ ‫الفوزان‬ ‫زيد‬
‫‪  ‬‬
‫البنك السعودي المريكي‪ :‬الفتوى رقم ‪ 4490‬في ‪30/3/1402‬هـ‪.‬‬
‫ي خمسة عشر سهمًا من أسهم‪ ‬رأس‪ ‬مال‪ ‬البنك‪ ‬السعودي‪ ‬‬ ‫ن لد ّ‬
‫س ‪ /‬أُفيدكم أ ّ‬
‫ن‪ ‬نظام‪ ‬هذا‪ ‬‬ ‫المريكي‪ ،‬حيث استرديتها عندما طرحت للكتتاب‪ ،‬وأسمع‪ ‬أ ّ‬
‫طرحت‪ ‬‬ ‫البنك‪ ‬من‪ ‬قيل‪ ‬وقال‪ :‬ل يخلو في تعامله المالي من الّربا‪ ،‬والن‪ُ  ‬‬
‫أسهم‪ ‬جديدة‪ ‬للمساهمين‪ ‬الُقدامى‪ ‬وأترّدد‪ ‬في‪ ‬شرائها‪ ،‬بل أعتزم بناًء على‬
‫فتواكم التخّلص حتى من السهم القديمة‪ ،‬أنقذوني بفتوى سريعة‪ ،‬إما‬
‫ن قيمة السهم في السواق المالية‬ ‫بالتخّلص من السهم القديمة وكيف علمًا بأ ّ‬
‫الن أكثر من الضعفين‪ ،‬الن البنك يصرف أرباحًا بواقع ‪ %8‬فهل استلمها‪،‬‬
‫وأما بالحتفاظ بهذه السهم وشراء الجديدة إذا كان ذلك جائزًا شرعًا‪.‬‬
‫ك‪ ‬في‪ ‬البنوك‪ ‬التي‪ ‬تتعامل‪ ‬بالّربا‪ ،‬كالبنك‪ ‬المذكور‪ ‬ونحوه‪ ،‬‬ ‫ج‪ / ‬أوًل‪ :‬الشترا ُ‬
‫محّرٌم‪ ‬للدلة‪ ‬الواردة‪ ‬في‪ ‬تحريم‪ ‬الّربا‪ ،‬وفي‪ ‬تحريم‪ ‬التعاون‪ ‬على‪ ‬الثم‪ ‬‬
‫والعدوان‪.‬‬
‫ب‪ ‬على‪ ‬من‪ ‬اشترك‪ ‬فيه‪ ‬أن‪ ‬يتوب‪ ‬إلى‪ ‬ال‪ ‬سبحانه‪ ‬وتعالى‪ ،‬وأن‪ ‬‬ ‫‪ ‬ثانيًا‪ :‬يج ُ‬
‫س‪ ‬ماله‪ ‬فقط‪ ،‬تخّلصًا‪ ‬من‪ ‬الّربا‪ ‬المحّرم‪ ‬بالكتاب‪ ،‬والسنة‪ ،‬وإجماع‪ ‬‬ ‫ب‪ ‬رأ َ‬ ‫َيسح َ‬
‫المسلمين‪.‬‬
‫‪  ‬‬ ‫قال تعالى‪  :‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪   ‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪30‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫‪.‬‬
‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬

‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ال على نبّينا محمٍد وآله وصحبِه وسّلَم‪.‬‬


‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫نائب‪ ‬رئيس‪ ‬‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫اللجنة‬
‫عبد العزيز بن عبد ال‬ ‫عبد الرزاق عفيفي‬ ‫عبد ال بن قعود عبد ال بن غديان‬
‫بن باز‬
‫‪  ‬‬
‫بطاقة فيزا )سامبا( لدى البنك السعودي المريكي‪ :‬الفتوى رقم ‪ 17611‬ج‬
‫‪.525-13/524‬‬
‫س ‪ُ /‬يتداول بين الناس في الوقت الحاضر بطاقة )فيزا( سامبا‪ ،‬صادرة‬
‫من البنك‪ ‬السعودي‪ ‬المريكي‪ ،‬وقيمة هذه البطاقة إذا كانت ذهبية )‪(485‬‬
‫ل‪ُ ،‬تسّدد هذه القيمة سنويًا للبنك لمن‬
‫ل‪ ،‬وإذا كانت فضية )‪ (245‬ريا ً‬ ‫ريا ً‬
‫يحمل بطاقة )فيزا( للستفادة منها كاشتراك سنوي‪.‬‬
‫طريقة‪ ‬استعمال‪ ‬هذه‪ ‬البطاقة‪ :‬أنه يحق لمن يحمل هذه البطاقة أن يسحب‬
‫من فروع البنك المبلغ الذي ُيريده )سلفة( وُيسّدد بنفس القيمة‪ ،‬خلل مدة ل‬
‫تتجاوز )‪ (54‬يومًا‪ ،‬وإذا‪ ‬لم‪ُ ‬يسّدد المبلغ المسحوب )السلفة( في خلل الفترة‬
‫المحددة‪ ،‬يأخذ‪ ‬البنك عن كل مائة ريال من )السلفة( المبلغ المسحوب فوائد‪،‬‬
‫ل وخمس وتسعين هللة )‪.(1.95‬‬ ‫قيمتها ريا ً‬
‫ن‪ ‬البنك‪ ‬يأخذ عن كل عملية سحب نقدي لحامل البطاقة )‪ (3.5‬ريال‬ ‫‪ ‬كما‪ ‬أ ّ‬
‫ل كحّد أدنى عن كل‬ ‫عن كل )مائة ريال( تسحب منهم‪ ،‬أو يأخذون )‪ (45‬ريا ً‬
‫عملية سحب نقدي‪.‬‬
‫ويحق‪ ‬لمن‪ ‬يحمل‪ ‬هذه‪ ‬البطاقة‪ :‬شراء البضائع من المحلت التجارية التي‬
‫ل نقديًا‪ ،‬وتكون سلفة عليه للبنك‪ ،‬وإذا‬ ‫يتعامل معها البنك‪ ،‬دون أن يدفع ما ً‬
‫تأخر عن سداد قيمة الذي اشتراه )‪ (54‬يومًا‪ ،‬يأخذون على حامل البطاقة‬
‫عن كل مائة ريال من قيمة البضاعة المشتراة من المحلت التجارية التي‬
‫ل وخمس وتسعين هللة )‪.(1.95‬‬ ‫يتعامل معها البنك فوائد قيمتها ريا ً‬
‫فما‪ ‬حكم‪ ‬استعمال هذه‪ ‬البطاقة‪ ،‬والشتراك‪ ‬السنوي‪ ‬مع‪ ‬هذا‪ ‬البنك‪ ‬‬
‫للستفادة‪ ‬من‪ ‬هذه‪ ‬البطاقة؟ وال يحفظكم ويرعاكم‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪31‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫ج ‪ /‬إذا‪ ‬كان‪ ‬حاُل‪ ‬بطاقة )سامبا فيزا( كما‪ُ ‬ذكر‪ ،‬فهو‪ ‬إصداٌر‪ ‬جديٌد‪ ‬من‪ ‬أعمال‪ ‬‬


‫الُمرابين‪ ،‬وأكل‪ ‬أموال‪ ‬الناس‪ ‬بالباطل‪ ،‬وتأثيمهم‪ ،‬وتلويث‪ ‬مكاسبهم‪ ‬‬
‫ج‪ ‬عن‪ ‬حكم‪ ‬ربا‪ ‬الجاهلية‪ ‬المحّرم‪ ‬في‪ ‬الشرع‪ ‬‬ ‫وتعاملهم‪ ،‬وهو‪ ‬ل‪َ ‬يخر ُ‬
‫المطّهر‪) :‬إما‪ ‬أن‪َ ‬تقضي‪ ،‬وإما‪ ‬أن‪ ‬تربي(‪ ‬لهذا‪ ‬فل‪ ‬يجوُز‪ ‬إصداُر‪ ‬هذه‪ ‬‬
‫البطاقة‪ ،‬ول‪ ‬التعامل‪ ‬بها‪.‬‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬
‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬ ‫ل التوفيق وصّلى ا ُ‬
‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫عبد العزيز بن باز‬ ‫عبد ال بن‬ ‫صالح‬ ‫عبد العزيز آل‬ ‫بكر أبو‬
‫غديان‬ ‫الفوزان‬ ‫الشيخ‬ ‫زيد‬
‫‪  ‬‬
‫بنك الجزيرة‪ :‬الفتوى رقم ‪ 6760‬في ‪22/3/1404‬هـ‪.‬‬
‫ت الرباح‪،‬‬ ‫س ‪ /‬لي تسعون سهمًا في‪ ‬بنك‪ ‬الجزيرة‪ ‬منذ‪ ‬تأسيسه‪ ،‬استلم ُ‬
‫ل غير معروفة العدد خلل السنوات التي عقب التأسيس‪ ،‬وصرفتها في‬ ‫وحا ً‬
‫ت‪ ‬هذه‪ ‬السهم‪ ‬للبيع‪ ‬لدى فرع‬ ‫حينها مع مصاريف حياتنا اليومية‪ ،‬وعرض ُ‬
‫تبوك‪ ،‬وقال لي موظف الفرع المذكور‪ :‬بإمكانك بيع جميع السهم الموجودة‬
‫في البنك بمبلغ تسعمائة ريال للسهم الواحد‪ ،‬ولكني‪ ‬شكيت‪ ‬في‪ ‬جواز‪ ‬بيعها‪ ‬‬
‫ت‪ ‬للستفسار‪ ‬من‪ ‬فضيلتكم‪ :‬هل الرباح التي سبق أن‬ ‫شرعًا‪ ،‬وتريث ُ‬
‫ل‪ ‬حلل‪ ‬أم‪ ‬ربًا‪ ،‬وهل‪ ‬يجوز‪ ‬لي‪ ‬أن‪ ‬أبيع‪ ‬‬ ‫استلمتها وأرباح السهم‪ ‬مستقب ً‬
‫جميع‪ ‬أسهمي‪ ‬بالبنك‪ ‬المذكور‪ ‬بالمبلغ‪ ‬الذي‪ ‬ذكرته‪ ،‬أو بمبلغ أكثر أو أقل؟‬
‫أفتوني أثابكم ال‪.‬‬
‫خْذ‪ ‬جميَع‪ ‬الثمن‪ ،‬واحتفظ‪ ‬لنفسك‪ ‬‬ ‫ك‪ ‬في‪ ‬البنك‪ ‬المذكور‪ ،‬و ُ‬ ‫ج‪ / ‬بيع‪ ‬أسُهَم َ‬
‫ت‪ ‬به‪ ‬في‪ ‬البنك‪ ،‬وأنفق‪ ‬ما‪ ‬زاد‪ ‬عنه‪ ‬في‪ ‬وجوه‪ ‬البّر‪ ‬‬ ‫بأصل‪ ‬المبلغ‪ ‬الذي‪ ‬ساهم َ‬
‫ب‪ ‬من‪ ‬ذلك‪ ‬حراٌم‪ ،‬‬ ‫ي‪ ‬حراٌم‪ ،‬والكس ُ‬ ‫ك‪ ‬ربو ٍ‬ ‫ن‪ ‬المساهمة‪ ‬في‪ ‬بن ٍ‬ ‫العامة‪ ،‬ل ّ‬
‫ب‪ ‬إليه‪ ‬مما‪ ‬مضى‪ ،‬واحذر‪ ‬العودة‪ ‬إليه‪.‬‬ ‫واستغفِر‪ ‬ال‪ ‬وُت ْ‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬ ‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬ ‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫نائب‪ ‬رئيس‪ ‬اللجنة‬ ‫عضو‬
‫عبد العزيز بن عبد ال بن‬ ‫عبد الرزاق عفيفي‬ ‫عبد ال بن قعود‬
‫باز‬
‫‪  ‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪32‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫سئل سماحة‬ ‫شركة الراجحي للصرافة والتجارة‪ ،‬ومكتب الكعكي للصرافة‪ُ :‬‬
‫مفتي عام المملكة شيخنا عبدالعزيز‪ ‬بن‪ ‬عبدال‪ ‬بن‪ ‬باز رحمه ال تعالى )س‬
‫‪ 235‬مجموع فتاوى سماحته ج ‪.(385-19/384‬‬
‫‪ ‬س ‪ /235‬ما حكم من تضطره ظروفه للعمل في البنوك والمصارف‬
‫المحلية الموجودة في المملكة مثل‪ :‬البنك‪ ‬الهلي‪ ‬التجاري‪ ،‬وبنك‪ ‬الرياض‪ ،‬‬
‫وبنك‪ ‬الجزيرة‪ ،‬والبنك‪ ‬العربي‪ ‬الوطني‪ ،‬وشركة‪ ‬الراجحي‪ ‬للصرافة‪ ‬‬
‫والتجارة‪ ،‬ومكتب‪ ‬الكعكي‪ ‬للصرافة‪ ،‬والبنك‪ ‬السعودي‪ ‬المريكي‪ ،‬وغير‪ ‬ذلك‪ ‬‬
‫من‪ ‬البنوك‪ ‬المحلية‪ ،‬علمًا بأنها تفتح حسابات التوفير للعملء‪ ،‬والموظف‪ ‬‬
‫يشغل‪ ‬وظيفة‪ ‬كتابية‪ ‬مثل‪ :‬كاتب حسابات أو مدّقق‪ ،‬أو مأمور سنترال أو‬
‫غير ذلك من الوظائف الدارية‪ ،‬وهذه‪ ‬البنوك‪ُ ‬يوجد‪ ‬بها‪ ‬مزايا‪ ‬عديدة‪ ‬تجذب‬
‫الموظفين إليها مثل‪َ :‬بدل سكن وُيعادل اثني عشر ألف ريال تقريبًا أو أكثر‪،‬‬
‫ورواتب شهرين في نهاية السنة‪ ،‬فما الحكم في ذلك؟‪.‬‬
‫ي صلى ال عليه‬ ‫ت عن النب ّ‬ ‫ج‪ /‬العمُل‪ ‬في‪ ‬البنوك‪ ‬الّربوية‪ ‬ل‪ ‬يجوز‪ِ ،‬لَما ثب َ‬
‫سَواٌء«‬
‫ل‪ُ :‬هْم‪َ  ‬‬
‫وسّلم في لعن »آِكَل‪ ‬الّربا‪ ،‬وُموِكَلُه‪ ،‬وكاِتَبُه‪ ،‬وشاِهَديِه‪ ،‬وقا َ‬
‫أخرجه مسلٌم في صحيحه‪ ،‬وِلَما‪ ‬في‪ ‬ذلك‪ ‬من‪ ‬التعاون‪ ‬على‪ ‬الثم‪ ‬والعدوان‪،‬‬
‫‪  ‬‬ ‫وقد قال ال سبحانه‪ :‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪     ‬‬
‫‪.     ‬‬
‫‪  ‬‬
‫سئل سماحة شيخنا عبدالعزيز‪ ‬بن‪ ‬عبدال‪ ‬‬ ‫البنك السعودي التجاري المتحد‪ُ :‬‬
‫بن‪ ‬باز رحمه ال تعالى )فتاوى إسلمية ج ‪.(2/399‬‬
‫س ‪ /‬هل تجوُز المساهمة مع‪ ‬البنوك‪ ‬العاملة‪ ‬بالمملكة أمثال‪ :‬البنك‪ ‬‬
‫السعودي‪ ‬المريكي‪ ،‬والبنك‪ ‬السعودي‪ ‬التجاري‪ ‬المتحد‪ ،‬التي مطروحة‬
‫أسهمه الن للكتتاب العام‪ ،‬وغيرها‪ ‬من‪ ‬البنوك؟ أفيدونا جزاكم ال عنا ألف‬
‫خير‪.‬‬
‫‪ ‬ج‪ / ‬ل‪ ‬تجوُز‪ ‬المساهمُة‪ ‬في‪ ‬البنوك‪ ‬الّربوية‪ ،‬كما‪ ‬ل‪ ‬تجوُز‪ ‬المعاملتُ‪ ‬‬
‫ن‪ ‬ذلك‪ ‬من‪ ‬التعاون‪ ‬على‪ ‬الثم‪ ‬والعدوان‪،‬‬ ‫الّربوية‪ ‬مـع‪ ‬البنوك‪ ‬وغيرها‪ ،‬ل ّ‬
‫وال سبحانه يقـــول‪   :‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪.   ‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪33‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫‪  ‬‬
‫سئل سماحة شيخنا عبدالعزيز‪ ‬بن‪ ‬عبدال‪ ‬بن‪ ‬باز‪ ‬‬ ‫شراء وبيع أسهم البنوك‪ُ :‬‬
‫رحمه ال تعالى )فتاوى إسلمية ج ‪.(400-2/399‬‬
‫س‪ /‬ما‪ ‬حكم‪ ‬شراء‪ ‬أسهم‪ ‬البنوك‪ ‬وبيعها‪ ‬بعد‪ ‬مّدة‪ ،‬بحيث ُيصبح اللف‬
‫ل‪ ،‬وهل ُيعتبر ذلك من الّربا؟‪.‬‬
‫بثلثة آلف مث ً‬
‫ج‪ / ‬ل‪ ‬يجوُز‪ ‬بيُع‪ ‬أسهم‪ ‬البنوك‪ ،‬ول‪ ‬شراؤها‪ ،‬لكونها‪ ‬بيُع‪ ‬نقود‪ ‬بنقود‪ ‬بغير‪ ‬‬
‫ن‪ ‬‬
‫اشتراط‪ ‬التساوي‪ ‬والتقابض‪ ،‬ولنها‪ ‬مؤسسات‪ ‬ربوية‪ ‬ل‪ ‬يجوُز‪ ‬التعاو ُ‬
‫معها‪ ‬ل‪ ‬ببيع‪ ‬ول‪ ‬شراء‪ ،‬لقول ال سبحانه‪ :‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪     ‬‬
‫ي ‪ ‬أنه »َلَع َ‬
‫ن‪ ‬آِكَل‪ ‬الّربا‪ ،‬وُموِكَلُه‪ ،‬وكاِتَبُه‪ ،‬‬ ‫ت عن النب ّ‬ ‫الية‪ ،‬وِلَما ثب َ‬
‫ك‪ ‬إّل‪ ‬‬
‫س‪َ ‬ل َ‬
‫سَواٌء« رواه الماُم مسلٌم في صحيحه‪ ،‬ولي َ‬ ‫ل‪ُ :‬هْم‪َ  ‬‬
‫وشاِهَديِه‪ ،‬وقا َ‬
‫ك‪.‬‬
‫س‪ ‬ماِل َ‬
‫رأ ُ‬
‫ك‪ ‬من‪ ‬المسلمين‪ :‬هي الحذُر من جميع المعاملت‬ ‫ك‪ ‬ولغير َ‬ ‫ووصّيِتي‪ ‬ل َ‬
‫ن‪ ‬‬
‫ف من ذلك‪ ،‬ل ّ‬ ‫سَل َ‬‫الّربوية‪ ،‬والتحذير منها‪ ،‬والتوبة إلى ال سبحانه مما َ‬
‫المعاملت‪ ‬الّربوية‪ُ ‬محاربٌة‪ ‬ل‪ ‬سبحانه‪ ‬ولرسوله صلى ال عليه وسلم‪،‬‬
‫ومن‪ ‬أسباب‪ ‬غضب‪ ‬ال‪ ‬وعقابه‪ ،‬كما قال ال عز وجل‪ :‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪      ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪     ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪      ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪     ‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪34‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫‪‬‬ ‫‪ ،(1)‬وقال عّز وجل‪:‬‬


‫‪              ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪                       ‬‬
‫‪                 ‬‬
‫‪                ‬‬
‫‪         ‬‬ ‫‪    ‬‬
‫‪           ‬‬
‫‪           ‬‬
‫‪       ‬‬
‫‪           ‬‬
‫‪ ،      ‬وِلَما تقّدم من الحديث الشريف‪.‬‬
‫‪  ‬‬
‫شراء وبيع أسهم الشركات‪ :‬الفتوى رقم ‪ 6823‬في ‪12/4/1404‬هـ‪.‬‬
‫س ‪ / 1‬هل‪ ‬يجوز‪ ‬المساهمة‪ ‬بالشركات‪ ‬والمؤسسات‪ ‬المطروحة‪ ‬أسهمها‪ ‬‬
‫ن‪ ‬هذه‪ ‬‬
‫ك‪ ‬من‪ ‬أ ّ‬‫للكتتاب‪ ‬العام‪ ،‬في‪ ‬الوقت‪ ‬الذي‪ ‬نحن‪ُ ‬يساورنا‪ ‬فيه‪ ‬الش ّ‬
‫الشركات‪ ‬أو‪ ‬المؤسسات‪ ‬تتعامل‪ ‬بالّربا‪ ‬في‪ ‬معاملتها‪ ،‬ولم‪ ‬نتأكد‪ ‬من‪ ‬ذلك‪ ،‬‬
‫مع‪ ‬العلم‪ ‬أننا‪ ‬ل‪ ‬نستطيُع‪ ‬التأّكَد‪ ‬من‪ ‬ذلك‪ ،‬ولكن كما نسمع عنها من حديث‬
‫الناس؟‪.‬‬
‫ت التي ل‪ ‬تتعامل بالّربا‪ ‬وشيء‪ ‬من‪ ‬المحّرمات‪ ‬‬ ‫ت والمؤسسا ُ‬ ‫ج ‪ / 1‬الشركا ُ‬
‫يجوز المساهمة فيها‪ ،‬وأما التي‪ ‬تتعامل بالّربا‪ ‬وشيء‪ ‬من‪ ‬المحّرمات فيحرُم‪ ‬‬
‫ط‪ ‬له‪ ‬أن‪ ‬ل‪ُ ‬يساهَم‪ ،‬أخذًا‪ ‬‬ ‫ك‪ ‬في‪ ‬أمر‪ ‬شركة‪ ‬ما‪ ،‬فالحو ُ‬ ‫المساهمة فيها‪ ،‬وإذا‪ ‬ش ّ‬
‫)‪(2‬‬
‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬
‫ل‬ ‫ك( ‪ ،‬وبا ِ‬ ‫ك‪ ‬إلى‪ ‬ما‪ ‬ل‪َ ‬يريُب َ‬ ‫ع‪ ‬ما‪َ ‬يريُب َ‬
‫من‪ ‬الحديث‪َ) :‬د ْ‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬‫على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫نائب‪ ‬رئيس‪ ‬‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫اللجنة‬
‫عبد العزيز بن عبد ال‬ ‫عبد الرزاق عفيفي‬ ‫عبد ال بن قعود عبد ال بن غديان‬
‫بن باز‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ن المعنى‪:‬‬‫‪ ()1‬قال الحافظ أبو القاسم الغرناطي‪) :‬أجمع المفسرون أ ّ‬
‫ل يقومون من قبورهم في البعث إل كالمجنون( كتاب التسهيل‬
‫لعلوم التنزيل ج ‪.168-1/167‬‬
‫‪ ()2‬أخرجه المام أحمد ح ‪ 1723‬ج ‪ ،1/200‬والترمذي وقال‪) :‬حسن صحيح(‬
‫حح إسناده الحافظ ابن حجر )تغليق التعليق ج‬
‫ح ‪ 2518‬واللفظ له‪ ،‬وص ّ‬
‫‪.(3/211‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪35‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫شراء وبيع السهم‪ :‬الفتوى رقم ‪ 4016‬ج ‪.321-13/320‬‬


‫ت بعض السهم‬ ‫س‪ / ‬حكم‪ ‬شراء‪ ‬السهم‪ ‬بأكثر‪ ‬من‪ ‬رأس‪ ‬المال‪ ،‬وقد اشتري ُ‬
‫وبعتها بأكثر من الشراء‪ ،‬فما حكم التصّرف فيها؟ علمًا بأنه يوجد عندي‬
‫بعض السهم؟‪.‬‬
‫ل‪ ‬كليًا‪ ‬أو‪ ‬غالبًا‪ ،‬وهي‪ ‬معلومة‪ ‬‬ ‫ج ‪ /‬إذا‪ ‬كانت‪ ‬هذه‪ ‬السهم‪ ‬ل‪ُ ‬تمّثُل‪ ‬نقودًا‪ ‬تمثي ً‬
‫للبائع‪ ‬والمشتري‪ ‬جاز‪ ‬بيعها‪ ‬وشراؤها‪ ،‬لعموم أدلة جواز البيع والشراء‪ ،‬‬
‫وإنما‪ُ ‬تمّثُل‪ ‬أرضًا‪ ‬أو‪ ‬سيارات‪ ‬أو‪ ‬عمارات ونحو ذلك‪.‬‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬ ‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬
‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫نائب‪ ‬رئيس‪ ‬اللجنة‬ ‫عضو‬
‫عبد العزيز بن عبد ال بن‬ ‫عبد الرزاق عفيفي‬ ‫عبد ال بن‬
‫باز‬ ‫غديان‬
‫‪  ‬‬
‫شركة السمدة العربية السعودية )سافكو(‪) :‬مجموع فتاوى ورسائل سماحة‬
‫الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ ‪ -‬مفتي المملكة‪ ،‬ورئيس‬
‫القضاة‪ ،‬والشئون السلمية ‪ -‬رحمه ال تعالى ج ‪.(168-7/167‬‬
‫قال رحمه ال‪) :‬فقد اطلعنا على قرار مجلس إدارة شركة‪ ‬السمدة‪ ‬العربية‪ ‬‬
‫السعودية‪) ‬سافكو( المنشور في الصحف المحلية ومنها جريدة الرياض رقم‬
‫‪ 876‬وتاريخ ‪28/12/1387‬هـ وُوجد من ضمنه ما يتعلق بالقتراض‪ ،‬وأن‬
‫الشركة اقترضت‪ ‬من‪ ‬البنوك‪ ‬ما‪ ‬يزيد‪ ‬على‪ 22 ‬مليون‪ ‬دولر‪ ،‬إلى أن قال‪:‬‬
‫وبمجرد استلم الشركة لهذه الموال باشرت‪ ‬في‪ ‬استثمارها‪ ‬لدى‪ ‬البنوك‪ ‬‬
‫المحلية‪ ‬والجنبية‪ ،‬ريثما يحين موعد دفعها للشركات المتعاقد معها‪،‬‬
‫وحققت الشركة منذ بدايتها حتى تاريخ ‪ 31‬ديسمبر ‪ 1967‬مبلغ‬
‫‪.6838245‬‬
‫ول‪ ‬يخفى‪ ‬أن‪ ‬مثل‪ ‬هذه‪ ‬الشركة‪ ‬التي‪ ‬ساهم‪ ‬فيها‪ ‬أناس‪ ‬كثيرون‪ ‬من‪ ‬‬
‫المواطنين‪ ،‬الذين‪ ‬يرغبون‪ ‬الكسب‪ ‬الحلل‪ ‬ول‪ ‬يقصدون‪ ‬الّربا‪ ‬بوجه‪ ‬من‪ ‬‬
‫الوجوه‪ ،‬ومرابات‪ ‬الشركة‪ ‬بأموالهم‪ ‬تجعل‪ ‬كسبهم‪ ‬خبيثًا‪ ‬حرامًا‪ ،‬فلهذا‪ ‬يتعين‪ ‬‬
‫على‪ ‬الشركة‪ ‬اجتناب‪ ‬هذه‪ ‬المعاملت‪ ‬الّربوية‪ ‬الخبيثة‪ ،‬وسنكتب على هذا‬
‫كتابة مستوفاة فيما بعد‪ ،‬وإنما أردنا التنبيه على هذا بصورة مستعجلة‬
‫استجابة لمراجعة الذين استنكروا هذا من المواطنين‪ ،‬نستنكر هذا‪ ،‬ونرجو‬
‫من المسئولين ملحظة ذلك بصورة مستمرة‪ ،‬وال الموفق‪ ،‬والسلم عليكم‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪36‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫مفتي‪ ‬الديار‪ ‬السعودية‬
‫‪  ‬‬
‫شركة جمعية التموين المنزلي‪ :‬قال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل‬
‫الشيخ رحمه ال تعالى‪) :‬مجموع فتاوى سماحته ج ‪.(167-7/160‬‬
‫)فقد سمعنا نبأ تأسيس شركة باسم )جمعية‪ ‬التموين‪ ‬اْلمْنزلي( لموظفي‬
‫الدولة بالرياض‪ ،‬وقد اتصل بنا بعض الخوان من طلبة العلم والمنتسبين‬
‫إليه‪ ،‬وأطلعونا على صورة من اللئحة النظامية لهذه الجمعية‪ ،‬فجرى منا‬
‫دراستها‪.‬‬
‫ف‪ ‬أن‪ ‬تكون‪ ‬مشتملة‪ ‬على‪ ‬مواد‪ ‬ل‪ُ ‬يقّرها‪ ‬من‪ ‬رضي‪ ‬ال‪ ‬ربًا‪ ،‬والسلم‪ ‬‬ ‫ونأس ُ‬
‫دينًا‪ ،‬ومحمدًا‪ ‬صلى ال عليه وسّلم‪ ‬نبيًا‪ ،‬كما‪ ‬أننا‪ ‬نستغرب‪ ‬أن‪ ‬تكون‪ ‬صادرة‪ ‬‬
‫ن‪ ‬في‪ ‬هذا‪ ‬وال‪ ‬لشيء‪ ‬من‪ ‬‬ ‫من‪ ‬أهل‪ ‬الفطرة‪ ،‬فإنا‪ ‬ل‪ ‬وإنا‪ ‬إليه‪ ‬راجعون‪ ،‬وإ ّ‬
‫العراض‪ ‬ونسيان‪ ‬آيات‪ ‬ال‪.‬‬
‫قال ال تعالى‪    :‬‬
‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪ ‬‬‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬‫‪‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬
‫‪‬‬‫‪    ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪    ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪ ‬ونحن‪ ‬إذ‪ ‬نأسف‪ ‬على‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬
‫هذا‪ ‬وننكره‪ ‬بألسنتنا‪ ‬وأقلمنا‪ ‬وقلوبنا(‪.‬‬
‫إلى أن قال سماحته‪) :‬ونفيد‪ ‬بملحظاتنا‪ ‬فيما‪ ‬يأتي‪: ‬‬
‫صه‪ :‬يدفع كل عضو في‬ ‫أوًل‪ :‬جاء في المادة الرابعة من الحكام المالية ما ن ّ‬
‫الجمعية رسم‪ ‬خدمة‪ ‬بالنسبة‪ ‬للقروض التي يستلفها من الجمعية‪ ،‬وتحدد‬
‫الجمعية قيمة هذه العمولة‪ .‬أ‪.‬هـ‪ ،‬وملحظتنا‪ ‬على‪ ‬هذه‪ ‬المادة‪ ‬من‪ ‬حيث‪ ‬‬
‫ن الغرض من القرض‪ :‬الرفاق والقربة‪،‬‬ ‫الشتراط‪ ‬في‪ ‬القرض‪ :‬إذ أ ّ‬
‫والشتراط‪ ‬على‪ ‬المقترض‪ ‬أن‪ ‬يدفع‪ ‬رسم‪ ‬خدمة‪ ‬بالنسبة‪ ‬للقرض‪ ‬الذي‪ ‬‬
‫يستلفه‪ ‬من‪ ‬الجمعية‪ُ ‬يخرجه‪ ‬عن‪ ‬أصله‪ ‬المشروع‪ ‬إلى‪ ‬أنواع‪ ‬الّربا‪ ،‬إذ قد‬
‫أجمع العلماء على تحريم كل شرط في القرض جّر نفعًا‪ ،‬قال ابن المنذر‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪37‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫ن‪ ‬المسلف‪ ‬إذا‪ ‬شرط‪ ‬على‪ ‬المستلف‪ ‬زيادة‪ ‬أو‪ ‬‬ ‫رحمه ال‪) :‬أجمعوا‪ ‬على‪ ‬أ ّ‬


‫)‪(1‬‬
‫ن‪ ‬أخذ‪ ‬الزيادة‪ ‬على‪ ‬ذلك‪ ‬ربًا( أ‪.‬هـ ‪ ،‬وسواء كانت‬ ‫هدية‪ ‬فأسلف‪ ‬على‪ ‬ذلك‪ ،‬أ ّ‬
‫الزيادة في القدر أو الصفة(‪.‬‬
‫ت المدينَة‬
‫إلى أن قال سماحته‪) :‬وعن أبي بردة ابن أبي موسى قال‪ :‬قدم ُ‬
‫ك‪ ‬‬
‫ن‪َ ‬ل َ‬
‫ش‪ ،‬فإذا‪ ‬كا َ‬ ‫ض‪ ‬فيها‪ ‬الّربا‪ ‬فا ٍ‬
‫ك‪ ‬بأر ٍ‬ ‫ل لي‪» :‬إن َ‬ ‫ن سلٍم‪ ،‬فقا َ‬
‫ت عبَد ال ب َ‬
‫فلقي ُ‬
‫ت‪ ‬فل‪ ‬‬‫حمَل‪َ ‬ق ّ‬
‫شعيٍر‪ ،‬أو‪ِ  ‬‬
‫حْمَل‪َ  ‬‬
‫ن‪ ،‬أو‪ِ  ‬‬‫حْمَل‪ِ ‬تْب ٍ‬
‫ق‪ ‬فَأهَدى‪ ‬إليك‪ِ  ‬‬
‫حّ‬‫على‪ ‬رجٍل‪َ  ‬‬
‫)‪(2‬‬
‫تأخذه‪ ‬فإنه‪ ‬ربًا«‪ ‬رواه البخاري في صحيحه (‪.‬‬
‫إلى أن قال سماحته‪) :‬ثانيًا‪ :‬جاء في المادة الثالثة من الحكام المالية الفقرة‬
‫)ب( التي هذا نصها‪ :‬تدفع‪ ‬الجمعية‪ ‬عمولة‪ ‬على‪ ‬التوفيرات‪ ،‬ل تزيد نسبتها‬
‫على ‪ %3‬سنويًا‪ ،‬وذلك في حالة الوديعة‪.‬‬
‫‪ ‬لجل‪ ‬هذه‪ ‬المادة‪ ‬باطلة‪ ‬من‪ ‬أساسها‪ ،‬وهي‪ ‬تشتمل‪ ‬على‪ ‬الّربا‪ ‬الصريح‪ ‬‬
‫المحّرم‪ ‬شرعًا‪ ‬في‪ ‬كتاب‪ ‬ال‪ ‬تعالى‪ ،‬وعلى‪ ‬لسان‪ ‬رسوله‪ ‬صلى ال عليه‬
‫وسّلم‪ ،‬قال ال تعالى‪   :‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ،‬وقال تعالى‪   :‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪.(  ‬‬
‫إلى أن قال سماحته‪) :‬وقال صلى ال عليه وسّلم فيما رواه عبد ال بن‬
‫حنظلة رضي ال عنه‪» :‬درهُم‪ ‬ربًا‪ ‬يأكله‪ ‬الرجُل‪ ‬وهو‪ ‬يعلُم‪ ‬أشّد‪ ‬من‪ ‬ستة‪ ‬‬
‫وثلثين‪ ‬زنية« رواه أحمد‪ ،‬ورجاله رجال الصحيح)‪.(3‬‬
‫ن‪ ‬الّربا‪ ‬بقسميه‪ :‬ربا‪ ‬الفضل‪ ،‬و‪ ‬ربا‪ ‬‬ ‫ن‪ ‬ما‪ ‬تعنيه‪ ‬هذه‪ ‬المادة‪ ‬هو‪ ‬عي ُ‬‫‪ ‬ول‪ ‬شك‪ ‬أ ّ‬
‫النسيئة‪ ،‬بيان ذلك‪ :‬أن العضو في الجمعية ُيسلم مبلغًا من المال كألف ريال‬
‫ل‪ ،‬فإذا طلبه بعد عام سّلمته له بزيادة قدرها ثلثون ريال‪ ،‬فربا‪ ‬‬ ‫)‪ (1000‬مث ً‬
‫الفضل‪ ‬في‪ ‬هذا‪ :‬أنه سّلمها ألفًا وسّلمته ألفًا وثلثين ريال )‪ ،(1030‬وربا‪ ‬‬
‫النسيئة‪ :‬أنه سّلمها ألفًا في الحال‪ ،‬وسّلمته إياه بزيادة بعد عام‪ ،‬يتضح‪ ‬بطلن‪ ‬‬
‫هذا‪ ‬وأنه‪ ‬هو‪ ‬الّربا‪ ‬الصريح‪ ‬بقسميه من الحاديث الصحيحة الثابتة عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ومنها‪ :‬ما رواه عبادة بن الصامت رضي‬
‫ب‪ ،‬والفضُة‪ ‬‬‫ب‪ ‬بالّذه ِ‬
‫ي صلى ال عليه وسّلم قال‪» :‬الّذَه ُ‬‫ال عنه عن النب ّ‬
‫‪ ()1‬الجماع لبن المنذر رقم ‪ 508‬ص ‪.95‬‬
‫‪ ()2‬ح ‪ 3603‬باب‪ :‬مناقب عبد الله بن سلم رضي الله عنه‪.‬‬
‫‪ ()3‬رواه المام أحمد ح ‪ ،22007‬وغيره‪ ،‬وقال الهيثمي‪) :‬ورجاله رجال‬
‫الصحيح( مجمع الزوائد ج ‪.4/117‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪38‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫ح‪ ‬بالملح‪ ،‬‬‫بالفضِة‪ ،‬والُبّر‪ ‬بالُبّر‪ ،‬والشعيُر‪ ‬بالشعيِر‪ ،‬والّتمُر‪ ‬بالّتمِر‪ ،‬والِمْل ُ‬
‫ف‪ ‬‬
‫ف‪ ‬فبيعوا‪ ‬كي َ‬ ‫ل‪ِ ‬بِمْثٍل‪ ،‬سواًء‪ ‬بسَواٍء‪َ ،‬يدًا‪ ‬بيٍد‪ ،‬فإذا‪ ‬اختلفت‪ ‬هذه‪ ‬الصنا ُ‬ ‫ِمْث ً‬
‫)‪(1‬‬
‫ن‪ ‬يدًا‪ ‬بيٍد« رواه أحمد ومسلم (‪.‬‬ ‫شئتم‪ ،‬إذا‪ ‬كا َ‬
‫إلى أن قال سماحته‪:‬‬
‫ن وضوح ما ذكرنا ُيعفينا من السترسال في استقصاء الحاديث‬ ‫)ونعتقُد أ ّ‬
‫وأقوال العلماء‪.‬‬
‫صه‪ُ :‬تحال‪ ‬جميع‪ ‬الخلفات‪ ‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬جاء في المادة الثانية من القسم )هـ( ما ن ّ‬
‫التي‪ ‬تتعلق‪ ‬بأعمال‪ ‬الجمعية تفسير هذه اللئحة والقائمة بين العضاء الذين‬
‫يّدعون بالنيابة عنهم‪ ،‬أو بين العضاء الحاليين والعضاء السابقين الذين‬
‫يّدعون بالنيابة عنهم من جهة واحدة‪ ،‬والجمعية ومجلس الدارة من جهة‬
‫أخرى‪ :‬إلى‪ ‬وزارة‪ ‬العمل‪ ‬والشئون‪ ‬الجتماعية‪ ،‬التي‪ ‬تفصُل‪ ‬في‪ ‬الخلفات‪ ‬‬
‫حّكٍم‪ ‬واحد‪ ‬أو‪ ‬أكثر‪ ‬للفصل‪ ‬فيه‪ ،‬ويكون‪ ‬القرار‪ ‬الذي ُتصدره‬ ‫أو‪ُ ‬تحيله‪ ‬إلى‪ُ ‬م َ‬
‫وزارة العمل والشئون الجتماعية أو المحّكم والمحكمون المقترن بوزارة‬
‫العمل قطعيًا‪ ‬غير‪ ‬قابل‪ ‬للستئناف‪.‬‬
‫ح‪ ‬العراض‪ ‬عن‪ ‬حكم‪ ‬ال‪ ‬‬ ‫إننا‪ ‬قبل‪ ‬أن‪ ‬نستنكَر‪ ‬هذا‪ ،‬ونبين‪ ‬أنه‪ ‬صري ُ‬
‫ورسوله‪ ‬صلى ال عليه وسّلم‪ ،‬نتساءل‪َ ‬من‪ ‬أولئك‪ ‬الحّكام‪ ‬الذي سيفصلون‬
‫فيما َيحدث من مشاكل في هذه الشركة من أمثالها؟ ومع هذا تكون أحكامهم‬
‫قطعية غير قابلة للستئناف‪ ،‬ول للتمييز؟ إنهم‪ ‬قانونيون‪ ،‬قد‪ ‬يكونوا‪ ‬عرفوا‪ ‬‬
‫بعض‪ ‬أشياء‪ ،‬ولكن‪ ‬ليس‪ ‬منها‪ ‬قطعًا‪ ‬أحكام‪ ‬ال‪ ‬ورسوله‪ ‬صلى ال عليه‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫وسّلم‪ ،‬فإنا‪ ‬ل‪ ‬وإنا‪ ‬إليه‪ ‬راجعون‪ ‬‬
‫‪    ‬لو‪ ‬سمعنا‪ ‬بهذا‪ ‬خارج‪ ‬بلدنا‪ ‬لكان‪ ‬منا‪ ‬‬
‫الستنكار‪ ‬والستياء‪ ،‬ولكن‪ ‬ما‪ ‬الذي‪ ‬يكون‪ ‬منا‪ ‬إذا‪ ‬كان‪ ‬هذا‪ ‬المر‪ ‬في‪ ‬عقر‪ ‬‬
‫دورنا‪ ،‬ومن‪ ‬أبناء‪ ‬ل‪ ‬نزال‪ ‬نعتقد‪ ‬فيهم‪ ‬بقية‪ ‬باقية‪ ‬من‪ ‬الفطرة‪ ‬السليمة‪ ،‬‬
‫والتمسك بتحكيم الشريعة‪ ،‬إن ال سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه‬
‫‪  ‬‬ ‫الكريم‪  :‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ب‪ :‬الصرف وبيع‬


‫‪ ()1‬رواه المامان أحمد ح ‪ ،22779‬ومسلم ح ‪ 1587‬با ُ‬
‫الذهب بالورق نقدا ً‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
39
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

    :‫ويقول أيضًا‬


    
    
   
   
   :‫ ويقول تعالى‬، 
   
  
. 
     
  
  ،    

 
 
 
 

 
 :‫ ويقول تعالى‬، 
    
    
   
 :‫ ويقول تعالى‬،
  
   
  
   
    
   
  
  
   
.     
‫ نترافع إلى النبي صلى ال‬:‫ نزلت في رجلين اختصما فقال أحدهما‬:‫قيل‬
،‫ ثم ترافعا إلى عمر‬،‫ نترافع إلى كعب بن الشرف‬:‫ وقال الخر‬،‫عليه وسلم‬
‫ أكذلك؟‬:‫ فقال للذي لم يرض برسول ال صلى ال عليه وسّلم‬،‫فذكر القصة‬
.(1)‫ فضربه بالسيف فقتله‬،‫ نعم‬:‫قال‬
‫غير كتاب ال تعالى وسنة رسوله صلى ال‬ ‫التحاكم إلى‬ ‫ أن‬..‫ول يخفى‬
 ،‫والفسوق‬ ‫والظلم‬ ‫بالكفر‬ ‫أصحابها‬ ‫ال‬ ‫ف‬َ ‫ص‬َ ‫ َو‬،‫كبرى‬ ‫عليه وسّلم جريمة‬
 ‫إلى‬ ‫التحاكم‬ ‫عين‬ ‫هو‬ ‫المذكورة‬ ‫المادة‬ ‫عليه‬ ‫صت‬ّ ‫ن‬ ‫ما‬ ‫أن‬ ‫ك‬
ّ ‫ش‬ ‫ول‬
.‫( انتهى‬..‫الطاغوت‬
  
‫ تفسير‬،1/446 ‫ تفسير البغوي ج‬،1/339 ‫ تفسير السمرقندي ج‬:‫)( ُينظر‬1
.2/582 ‫ الدر المنثور للسيوطي ج‬،247-5/246 ‫القرطبي ج‬

www.alukah.net
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪40‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫سئل شيخنا عبدالعزيز بن عبدال الراجحي وفقه‬ ‫شركة اتحاد التصالت‪ُ :‬‬
‫ال تعالى )صدرت هذه الفتوى من مكتب فضيلته برقم ‪/210/26‬ف في‬
‫‪11/5/1426‬هـ(‪.‬‬
‫‪ ‬طرحت‪ ‬شركة‪ ‬اتحاد‪ ‬التصالت‪ ‬مؤخرًا‪ ‬خدمة‪ ‬الشتراك‪ ‬في‪ ‬الهاتف‪ ‬النقال‪،‬‬
‫ن الشركة ستقّدم ‪ -‬بحسب ما أعلنته ‪ -‬ما يلي ‪:‬‬ ‫علمًا بأ ّ‬
‫أوًل‪ :‬استقبال‪ ‬القنوات‪ ‬الفضائية‪ ‬عبر‪ ‬جهاز‪ ‬النقال والتي ل يخفى على‬
‫فضيلتكم ما تحمله هذه القنوات الفضائية من شرور وأضرار على الفراد‬
‫والمجتمعات ل سيما الشباب والفتيات الذين تستهويهم هذه الخدمة؟‪.‬‬
‫‪ ‬ثانيًا‪ :‬مشاهدة‪ ‬المتصل‪ ‬للطرف‪ ‬الخر‪ ‬والعكس‪ ،‬وما تحمله هذه الخدمة من‬
‫فتح باب من أبواب الشّر ل يعلم ضرره وآثاره إل ال تعالى‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬قيام‪ ‬الشركة‪ ‬بتوظيف‪ ‬النساء‪.‬‬
‫وفتح باب لغيرها من الشركات أن تحذو حذوها‪ ،‬وما قد يحمله ذلك من‬
‫وجود اختلط الرجال بالنساء؟‪.‬‬
‫‪ ‬فهل‪ ‬يجوز‪ ‬الشتراك‪ ‬في‪ ‬هذه‪ ‬الشركة؟‪ ..‬واستعمال خدمة الجوال الذي‬
‫تطرحه؟‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬فإذا كان حال شركة اتحاد التصالت كما ذكر السائل‪ :‬تستقبل‬
‫القنوات الفضائية عبر جهاز النقال بما تحمله هذه القنوات الفضائية من‬
‫ي للرجال والنساء وكذلك مشاهدة المتصل للطرف الخر‬ ‫شرور وفتن وعر ّ‬
‫ن‪ ‬في‪ ‬هذا‪ ‬من‪ ‬الضرار‪ ‬العظيمة‪ ‬ما‪ ‬ل‪ ‬يعلمه‪ ‬إل‪ ‬ال‪ ‬من‪ ‬‬ ‫ك‪ ‬أ ّ‬
‫والعكس‪ ،‬فل‪ ‬ش ّ‬
‫القضاء‪ ‬على‪ ‬الحشمة‪ ‬والخلق‪ ‬والستر‪ ‬والعفاف وكذلك قيام الشركة‬
‫بتوظيف النساء للّرّد على المتصلين وما‪ ‬قد‪ ‬يتسبب‪ ‬من‪ ‬ذلك‪ ‬من‪ ‬اختلط‪ ‬‬
‫الرجال‪ ‬بالنساء‪ ‬مما يكون سببًا لوقوع الفواحش والمنكرات لهذه المور‬
‫ن‪ ‬هذا‪ ‬من‪ ‬التعاون‪ ‬على‪ ‬‬ ‫المذكورة‪ ،‬فل‪ ‬يجوز‪ ‬الشتراك‪ ‬في‪ ‬هذه‪ ‬الشركة‪ ،‬ل ّ‬
‫الثم‪ ‬والعدوان‪ ،‬قال ال تعالى‪  :‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪     ‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ ‬ول‪ ‬يجوُز‪ ‬استعمال‪ ‬خدمة‪ ‬الجوال‪ ‬الذي‪ ‬تطرحه بحيث ُيشاهد المتصل‬
‫للطرف الخر وبالعكس‪ ،‬لنه وسيلة إلى مشاهدة النساء الذي هو سبب في‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪41‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫الفتنة والفساد‪ ،‬والشريعة‪ ‬جاءت‪ ‬بسّد‪ ‬الذرائع)‪ (1‬والوسائل الموصلة إلى‬


‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫الباطل‪ ،‬كما قال ال تعالى‪ :‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪. ‬‬
‫وإني ُأناشُد شركة اتحاد التصالت أن‪ ‬تتقي‪ ‬ال‪ ‬تعالى‪ ‬وأن‪ ‬تعدل‪ ‬عّما‪ ‬‬
‫أعلنته‪ :‬من توظيف النساء‪ ،‬واستقبال القنوات الفضائية عبر جهاز النقال‪،‬‬
‫وكذا مشاهدة المتصل للطرف الخر والعكس‪ ،‬درءًا للفتنة‪ ،‬ومنعًا لسباب‬
‫الشّر والفساد‪.‬‬
‫أسأل ال لنا ولهم الهداية والعافية من الفتنة وأسبابها‪ ،‬والثبات على الدين‬
‫ي ذلك والقادر عليه‪ ،‬وصلى ال وسّلم وبارك على‬ ‫والستقامة عليه‪ ،‬إنه ول ّ‬
‫عبدال ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين‪.‬‬
‫كتبه‪ / ‬عبدالعزيز‪ ‬بن‪ ‬عبدال‪ ‬الراجحي‬
‫‪  ‬‬
‫المساهمة في الشركات التي ُتؤّمن عند البنوك‪ :‬الفتوى رقم ‪ 8715‬ج‬
‫‪.409-13/408‬‬
‫س ‪ /‬التأمين‪ ‬لدى‪ ‬البنوك‪ ‬بفائدة‪ ،‬أو الخذ منها بفائدة‪ ،‬هذا حراٌم وربًا‪.‬‬
‫المساهمة‪ ‬بالشركات‪ ‬الوطنية‪ :‬مثل‪ :‬شركة السمنت‪ ،‬شركة الكهرباء‪،‬‬
‫شركة الغاز‪ ،‬الشركة الزراعية في حرض‪ ،‬الشركة الزراعية في حائل‪،‬‬
‫الشركة الزراعية في القصيم‪ ،‬شركة سابك بالجبيل‪ ،‬شركة السماك‪ ،‬جميع‪ ‬‬
‫هذه‪ ‬الشركات‪ُ ‬تَؤّمن‪ ‬عند‪ ‬البنوك‪ ‬ما تحصل عليه من المساهمين‪ ،‬وتأخذ‪ ‬‬
‫ل من أصول الشريعة السلمية‪ ،‬وحقيقته‪ :‬منع‬ ‫ن )سد ّ الذرائع أص ٌ‬
‫‪ ()1‬إ ّ‬
‫المباحات التي ُيتوصل بها إلى مفاسد أو محظورات‪ ..‬ول يقتصر ذلك على‬
‫مواضع الشتباه والحتياط‪ ،‬وإنما يشتمل كل ما من شأنه التوصل به إلى‬
‫الحرام( قرارات وتوصيات مجمع الفقه السلمي ص ‪ 209‬بتصرف‪.‬‬
‫وعّرف الباجي ت ‪474‬هـ هذه القاعدة بقوله‪) :‬المسألة التي ظاهرها‬
‫الباحة وُيتوصل بها إلى فعل المحظور( إحكام الفصول في أحكام‬
‫الصول ص ‪ 765‬للباجي‪.‬‬
‫وشيخ السلم ابن تيمية ت ‪728‬هـ بقوله‪) :‬الذريعة‪ :‬الفعل الذي ظاهره‬
‫أنه مباح وهو وسيلة إلى فعل المحّرم( الفتاوى الكبرى ج ‪.3/256‬‬
‫ولقد اتفقت جميع المذاهب الربعة على إعمال قاعدة سد ّ الذرائع‬
‫في الذريعة التي تؤول إلى المحّرم قطعًا‪ ،‬وفي الذريعة التي تؤول إلى‬
‫المحّرم ظنا ً )ُينظر‪ :‬قواعد الحكام في مصالح النام للعز بن عبد السلم ص‬
‫‪ ،76‬والموافقات للشاطبي ج ‪.(3/350‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪42‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫عليها‪ ‬فائدة بنسبة تتراوح من ‪ % 8‬إلى ‪ % 6‬سنويًا‪ ،‬ولم ُتمنع من الجهمية‬


‫سس‪ ‬للّربا‪،‬‬‫الرسمية‪ ،‬فهل‪ ‬المساهمة‪ ‬بهذه‪ ‬الشركات‪ ‬حرام؟ علمًا بأنها لم‪ُ ‬تؤ ّ‬
‫أفيدونا جزاكم ال عنا وعن المسلمين خيرًا‪.‬‬
‫ع‪ ‬أموال‪ ‬هذه‪ ‬الشركات‪ ‬في‪ ‬البنوك‪ ‬‬ ‫ت‪ ،‬فإيدا ُ‬
‫‪ ‬إذا‪ ‬كان‪ ‬الواقع كما ذكر َ‬
‫ُ‬ ‫ج‪/‬‬
‫سس‪ ‬هذه‪ ‬الشركات‪ ‬للتعامل‪ ‬‬ ‫بفائدة‪ ‬حراٌم‪ ،‬والمساهمة‪ ‬فيها‪ ‬حراٌم‪ ‬ولو‪َ ‬لْم‪ُ ‬تَؤ ّ‬
‫ن‪ ‬العتبار‪ ‬بالواقع‪ ‬ل‪ ‬بالتأسيس‪.‬‬ ‫بالّربا‪ ،‬ل ّ‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬ ‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬
‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬ ‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫نائب‪ ‬رئيس‪ ‬‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫اللجنة‬
‫عبد العزيز بن عبد ال‬ ‫عبد الرزاق عفيفي‬ ‫عبد ال بن قعود عبد ال بن غديان‬
‫بن باز‬
‫‪  ‬‬
‫المساهمة في شركات التأمين‪ :‬الفتوى رقم ‪ 1526‬مجلة البحوث ج‬
‫‪.79-18/78‬‬
‫ن عندهم شركات مساهمة خاصة بالعمال التجارية‬ ‫ل بأ ّ‬
‫ل يقو ُ‬
‫س ‪ /1‬رج ٌ‬
‫ق للمواطن المساهمة‬ ‫والزراعية والبنوك وشركات‪ ‬التأمين والبترول‪ ،‬ويح ّ‬
‫فيها هو وأفراد عائلته‪ ،‬فما الحكم الشرعي في ذلك؟‪.‬‬
‫ج ‪ /1‬يجوُز‪ ‬للنسان‪ ‬أن‪ُ ‬يساهَم‪ ‬في‪ ‬هذه‪ ‬الشركات‪ ‬إذا‪ ‬كانت‪ ‬ل‪ ‬تتعامل‪ ‬‬
‫ن كان تعاملها بالّربا فل يجوُز ذلك‪ ،‬لثبوت‪ ‬تحريم‪ ‬التعامل‪ ‬بالّربا‪ ‬‬ ‫بالّربا‪ ،‬فإ ْ‬
‫في‪ ‬الكتاب‪ ‬والسنة‪ ‬والجماع‪ ،‬وكذلك‪ ‬ل‪ ‬يجوُز‪ ‬للنسان‪ ‬أن‪ُ ‬يساهم‪ ‬في‪ ‬‬
‫جَهاَلِة‪ ‬‬
‫ضَرر‪ ‬وال َ‬
‫ن‪ ‬عقود‪ ‬التأمين مشتملة على ال ّ‬ ‫شركات‪ ‬التأمين‪ ‬التجاري‪ ،‬ل ّ‬
‫جَهاَلِة والّربا محّرمٌة في الشريعة‬ ‫ضَرِر وال َ‬
‫والّربا‪ ،‬والعقود المشتملة على ال ّ‬
‫السلمية‪.‬‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬ ‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬ ‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫نائب‪ ‬رئيس‪ ‬اللجنة‬ ‫عضو‬
‫عبد العزيز بن عبد ال بن‬ ‫عبد الرزاق عفيفي‬ ‫عبد ال بن‬
‫باز‬ ‫غديان‬
‫‪  ‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪43‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫التأمين التجاري والتأمين التعاوني‪) :‬بيان‪ ‬من‪ ‬اللجنة‪ ‬الدائمة‪ ‬للبحوث‪ ‬‬


‫العلمية‪ ‬والفتاء‪ ‬حول‪ ‬التأمين‪ ‬التجاري‪ ‬والتأمين‪ ‬التعاوني( الفتوى رقم‬
‫‪ 19406‬ج ‪.269-15/268‬‬
‫الحمد ل رب العالمين‪ ،‬والصلة والسلم على نبينا محمد وعلى آله‬
‫وصحبه‪.‬‬
‫صَدَر‪ ‬من‪ ‬هيئة‪ ‬كبار‪ ‬العلماء‪ ‬قراٌر‪ ‬بتحريم‪ ‬التأمين‪ ‬‬
‫ق‪ ‬أن‪َ  ‬‬ ‫سَب َ‬
‫أما بعد‪ :‬فإنه‪َ  ‬‬
‫ضَرِر‪ ‬والُمخاطرات‪ ‬العظيمة‪ ،‬وأكل‪ ‬‬‫التجاري‪ ‬بجميع‪ ‬أنواعه‪ِ ،‬لَما‪ ‬فيه‪ ‬من‪ ‬ال ّ‬
‫ع‪ ‬المطّهر‪ ،‬وينهى‪ ‬عنها‪ ‬‬‫أموال‪ ‬الناس‪ ‬بالباطل‪ ،‬وهي‪ ‬أموٌر‪ُ ‬يحّرمها‪ ‬الشر ُ‬
‫صَدَر قراٌر‪ ‬من‪ ‬هيئة‪ ‬كبار‪ ‬العلماء‪ ‬بجواز‪ ‬التأمين‪ ‬التعاوني‪ ‬‬ ‫أشّد‪ ‬النهي‪ ،‬كما َ‬
‫وهو‪ ‬الذي‪ ‬يتكون‪ ‬من‪ ‬تبرعات‪ ‬المحسنين‪ ،‬وُيقصد‪ ‬به‪ ‬مساعدة‪ ‬المحتاج‪ ‬‬
‫والمنكوب‪ ،‬ول‪ ‬يعوُد‪ ‬منه‪ ‬شيٌء‪ ‬للمشتركين‪ ،‬ل‪ ‬رؤوس‪ ‬أموال‪ ‬ول‪ ‬أرباح‪ ‬ول‪ ‬‬
‫ن قصد المشترك ثواب ال سبحانه وتعالى بمساعدة‬ ‫أي‪ ‬عائد‪ ‬استثماري‪ ،‬ل ّ‬
‫ل في قوله تعالى‪ :‬‬‫المحتاج‪ ،‬ولم يقصد عائدًا دنيويًا‪ ،‬وذلك داخ ٌ‬
‫‪  ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪    ‬‬
‫ن‪ ‬الَعْبُد‪ ‬في‪ ‬‬
‫ن‪ ‬الَعْبِد‪َ ‬ما‪َ ‬كا َ‬
‫عْو ِ‬
‫ل‪ ‬في‪َ  ‬‬‫ي صلى ال عليه وسّلم‪» :‬وا ُ‬ ‫وفي قول النب ّ‬
‫)‪(1‬‬
‫ح ل إشكال فيه‪.‬‬ ‫خيِه« ‪ ،‬وهذا واض ٌ‬ ‫ن‪َ ‬أ ِ‬
‫عْو ِ‬
‫َ‬
‫ن‪ ‬ظهَر‪ ‬في‪ ‬الونة‪ ‬الخيرة من بعض المؤسسات والشركات تلبيسٌ‪ ‬‬ ‫‪ ‬ولك ْ‬
‫ن‪ ‬التجاري‪ ‬المحّرم‪ ‬تأمينًا‪ ‬‬ ‫سّموا‪ ‬التأمي َ‬
‫ب‪ ‬للحقائق‪ ،‬حيث‪َ  ‬‬
‫على‪ ‬الناس‪ ،‬وقل ٌ‬
‫تعاونيًا‪ ،‬ونسبوا القول‪ ‬بإباحته إلى هيئة كبار العلماء من‪ ‬أجل‪ ‬التغرير‪ ‬‬
‫بالناس‪ ‬والّدعاية‪ ‬لشركاتهم)‪ ،(2‬وهيئة‪ ‬كبار‪ ‬العلماء‪ ‬بريئٌة‪ ‬من‪ ‬هذا‪ ‬العمل‪ ‬‬
‫ح‪ ‬في‪ ‬التفريق‪ ‬بين‪ ‬التأمين‪ ‬التجاري‪ ‬والتأمين‪ ‬‬ ‫ن‪ ‬قرارها‪ ‬واض ٌ‬‫كّل‪ ‬البراءة‪ ،‬ل ّ‬
‫التعاوني‪ ،‬وتغيير‪ ‬السم‪ ‬ل‪ُ ‬يغّير‪ ‬الحقيقة‪ ،‬ولجل‪ ‬البيان‪ ‬للناس‪ ،‬وكشف‪ ‬‬
‫صَدَر‪ ‬هذا‪ ‬البيان‪ ،‬وصلى ال وسلم على‬ ‫التلبيس‪ ،‬ودحض‪ ‬الكذب‪ ‬والفتراء‪َ  ،‬‬
‫نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫المفتي‪ ‬العام‪ ‬للمملكة‪ ‬العربية‪ ‬السعودية‬
‫ورئيس هيئة كبار العلماء‪ ،‬ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء‬
‫‪ ()1‬رواه المام مسلم رحمه الله تعالى ح ‪ 2699‬باب‪ :‬فضل الجتماع‬
‫على تلوة القرآن وعلى الذكر‪.‬‬
‫‪ ()2‬وهما‪ :‬شركة التأمين التعاوني‪ ،‬والشركة المتحدة للتقسيط‪ ،‬وقد ُ‬
‫ذكر‬
‫ذلك في بداية الفتوى المذكورة‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪44‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫عبد‪ ‬العزيز‪ ‬بن‪ ‬عبد‪ ‬ال‪ ‬بن‪ ‬باز‬
‫‪  ‬‬
‫ي‪ :‬الفتوى رقم ‪ 19399‬ج ‪.294-15/292‬‬ ‫حّ‬
‫التأمين الص ّ‬
‫س ‪ /‬بعض المؤسسات والشركات الهلية تكفل العلج الطبي لموظفيها‬
‫وُأسرهم‪ ،‬ومن‪ ‬أجل‪ ‬ذلك‪ ‬تتفق‪ ‬مع‪ ‬بعض‪ ‬المستشفيات‪ ‬الهلية‪ ‬لتأمين‪ ‬هذا‪ ‬‬
‫العلج‪ ،‬وتكون صورة التفاق كالتالي‪:‬‬
‫ل شخص قدره ‪ 100‬مائة‬ ‫‪ – 1‬تدفع المؤسسة للمستشفى مبلغًا شهريًا عن ك ّ‬
‫ض النظر عن عدد الزيارات التي يترّدُد بها المريض على‬ ‫ريال فقط‪ ،‬بغ ّ‬
‫المستشفى لتلّقي العلج‪.‬‬
‫‪ – 2‬يتوّلى المستشفى علج الشخاص وصرف الدوية اللزمة لهم‪،‬‬
‫ن لزَم المر‪.‬‬ ‫وإجراء بعض العمليات الجراحية إ ْ‬
‫ق المستشفى على علج الشخص‬ ‫‪ ‬ومن‪ ‬المعلوم‪ ‬أنه‪ ‬في‪ ‬بعض‪ ‬الشهر ُينف ُ‬
‫أكثر من ‪ 100‬مائة ريال‪ ،‬وخاصة إذا ُأجريت له عملية جراحية أو نحوها‪،‬‬
‫وأحيانًا ُأخرى قد ل يأتي الشخص إلى المستشفى‪ ،‬لنه ليس ُمحتاجًا لذلك‪،‬‬
‫ومن ثّم فإنه لم يستهلك شيئًا من المائة ريال‪ ،‬أو استهلك جزءًا يسيرًا منها‪،‬‬
‫والسؤال‪ ‬هو ‪:‬‬
‫أوًل‪ :‬هل‪ ‬هذا‪ ‬التأمين‪ ‬الطبي‪ ‬جائز‪ ‬شرعًا‪ ،‬أو‪ ‬أنه‪ ‬من‪ ‬الشروط‪ ‬المبنية‪ ‬على‪ ‬‬
‫جهاَلة‪ ‬والغرر؟‪.‬‬‫ال َ‬
‫ثانيًا‪ :‬هل هذا يدخل في باب الجعالة الجائزة شرعًا‪ ،‬كما قال بذلك بعض‬
‫الباحثين في مجلة البحوث الفقهية المعاصرة‪ ،‬العدد ‪31‬؟‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬ما صورة التأمين الطبي التعاوني الجائزة شرعًا؟‪.‬‬
‫‪ ‬ج‪ / ‬ما‪ُ ‬ذكر‪ ‬في‪ ‬السؤال‪ ‬هو‪ ‬من‪ ‬التأمين‪ ‬التجاري‪ ‬المحّرم‪ِ ،‬لما‪ ‬فيه‪ ‬من‪ ‬‬
‫جهالة‪ ،‬وأكل‪ ‬أموال‪ ‬الناس‪ ‬بالباطل‪ ،‬والتأمين التعاوني الجائز هو‪:‬‬ ‫الَغَرر‪ ‬وال َ‬
‫ق‪ُ ‬تجمُع‪ ‬فيه‪ ‬تبّرعات‪ ‬المحسنين‪ ‬لمساعدة‪ ‬المحتاجين‪ ‬‬ ‫أن‪ُ ‬يوضع‪ ‬صندو ٌ‬
‫ي‪ ‬للُمتبّرع‪ ،‬وإنما ُيقصد به مساعدة‬ ‫ب‪ ‬مال ّ‬‫للعلج‪ ‬أو‪ ‬غيره‪ ،‬ول‪ ‬يعوُد‪ ‬منه‪ ‬كس ٌ‬
‫المحتاجين‪ ،‬طلبًا للجر والثواب من ال تعالى‪.‬‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬ ‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬ ‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫نائب‪ ‬الرئيس‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫عبد العزيز بن‬ ‫عبد العزيز آل‬ ‫عبد ال بن‬ ‫صالح‬ ‫بكر أبو زيد‬
‫باز‬ ‫الشيخ‬ ‫غديان‬ ‫الفوزان‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪45‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬


‫* الفتوى رقم ‪ 4560‬ج ‪.296-15/295‬‬
‫حةِ‪ ،‬وذلك بأن َيدفع المَؤّمن عليه‬ ‫س ‪ /‬ما‪ ‬حكُم‪ ‬الشرع‪ ‬في‪ ‬التأمين‪ ‬على‪ ‬الص ّ‬
‫مبلغًا شهريًا أو سنويًا إلى شركة التأمين ُمقابل أن تقوم الشركة بعلج‬
‫ن عليه إذا دعت الحاجة إلى ذلك على حسابها‪ ،‬علمًا‪ ‬بأنه‪ ‬إذا‪ ‬لم‪ ‬يكن‪ ‬‬ ‫الُمَؤّم ُ‬
‫ن‪ ‬عليه‪ ‬فإنه‪ ‬ل‪ ‬يسترّد‪ ‬ما‪ ‬دفعه‪ ‬من‪ ‬تأمين؟‪.‬‬ ‫هنالك‪ ‬حاجة‪ ‬لعلج‪ ‬الُمَؤّم ُ‬
‫جز‪ِ ،‬لَما‪ ‬فيه‪ ‬من‪ ‬الَغَرِر‪ ‬‬ ‫ت‪ ‬لم‪َ ‬ي ُ‬
‫ي‪ ‬كما‪ ‬ذكر َ‬
‫حّ‬‫‪ ‬ج‪ / ‬إذا‪ ‬كان‪ ‬واقع‪ ‬التأمين‪ ‬الص ّ‬
‫ج‪ ‬بأكثَر‪ ‬مما‪ ‬‬‫ن‪ ‬على‪ ‬صحته‪ ‬كثيرًا‪ ،‬وُيعاَل ُ‬ ‫ض‪ ‬الُمَؤّم ُ‬
‫والُمخاطرة‪ ،‬إذ‪ ‬قد‪َ ‬يمر ُ‬
‫ض‪ُ ‬مّدة‪ ‬شهر‪ ‬أو‪ ‬شهرين‪ ‬‬ ‫َدَفَع‪ ‬للشركة‪ ،‬ول‪ ‬تلزمه‪ ‬الزيادة‪ ،‬وربما‪ ‬ل‪َ ‬يمر ُ‬
‫ع‪ ‬من‪ ‬‬‫ل‪ ،‬ول‪ُ ‬يَرّد‪ ‬إليه‪ ‬مما‪ ‬دفعه‪ ‬للشركة‪ ،‬وكّل‪ ‬ما‪ ‬كان‪ ‬كذلك‪ ‬فهو‪ ‬نو ٌ‬ ‫َمَث ً‬
‫الُمقاَمرِة‪.‬‬
‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ال على نبّينا محمٍد وآله وصحبِه وسّلَم‪.‬‬ ‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫عبد العزيز بن عبد ال بن باز‬ ‫عبد ال بن غديان‬ ‫عبد ال بن‬
‫قعود‬
‫‪  ‬‬
‫سئل سماحة شيخنا محمد‪ ‬الصالح‪ ‬العثيمين رحمه‬ ‫التأمين على الرخصة‪ُ :‬‬
‫ال تعالى )‪ 809‬قضية تهم المسلم ورأي العلماء فيها ص ‪.(326-325‬‬
‫س‪ /‬ماذا تقولون فيما تقوم به الشركة الوطنية للتأمين التعاوني في‪ ‬التأمين‪ ‬‬
‫على‪ ‬الرخصة‪ ‬الخاصة‪ ،‬بحيث تتكفل بمسؤولياتك تجاه الغير‪ ،‬نتيجة حادث‬
‫سيارة‪ ،‬لغاية‪ ‬ثلثة‪ ‬مليين‪ ‬ريال‪ ‬على‪ ‬أن‪ ‬تدفع‪ ‬لها‪ ‬اشتراك‪ 365 ‬ريال‪ ‬في‪ ‬‬
‫السنة‪ ،‬وجزاكم ال خيرًا؟‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ج‪ /‬هذا‪ ‬العقد‪ ‬التأميني‪ ‬حراٌم‪ ،‬لنه‪ ‬من‪ ‬الميسر ‪ .‬‬
‫‪  ‬‬
‫ما يحكُم به القانون من تأمين في حوادث السيارات‪ :‬الفتوى رقم ‪ 2759‬ج‬
‫‪.250-15/249‬‬
‫‪ ()1‬والميسر هو‪ :‬القمار‪.‬‬
‫)ُينظر‪ :‬تفسير الطبري ج ‪ ،4/324‬معالم التنزيل للبغوي ج ‪ ،1/252‬الجامع‬
‫لحكام القرآن ج ‪ ،53-2/52‬الصحاح مادة يسر ‪ ،2/857‬المصباح المنير ص‬
‫‪ 351‬مادة ي س ر(‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪46‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫س ‪ / 2‬ما رأي السلم في التأمين على السيارات ضّد الحوادث‪ ،‬وإذا‪ ‬‬


‫ب‪ ‬فيه‪ ،‬وحَكَم‪ ‬لي‪ ‬القانون‪ ‬‬
‫حدث‪ ‬حادث‪ ‬وكان‪ ‬الطرف‪ ‬الثاني‪ ‬هو‪ ‬المتسّب ُ‬
‫بغرامة‪ ،‬فهل‪ ‬يجوز‪ ‬أخذها؟‪.‬‬
‫ج‪ / ‬التأمين‪ ‬على‪ ‬السيارات‪ ‬من‪ ‬التأمين‪ ‬التجاري‪ ،‬والتأمين‪ ‬التجاري‪ ‬‬
‫محّرم‪ِ ،‬لما‪ ‬يشتمل‪ ‬عليه‪ ‬من‪ ‬الّربا‪ ‬والغرر‪ ‬والجهالة‪ ‬وغير‪ ‬ذلك‪ ‬من‪ ‬مبّررات‪ ‬‬
‫التحريم‪ ،‬فل‪ ‬يجوُز‪ ‬لك‪ ‬أخذ‪ ‬ما‪ ‬حكم‪ ‬لك‪ ‬به‪ ‬القانون‪ ‬بناء‪ ‬على‪ ‬التأمين‪ ،‬ومن‬
‫وضه ال خيرًا منه‪ ،‬كما قال سبحانه‪  :‬‬ ‫ترك شيئًا ل ع ّ‬
‫‪    ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪.  ‬‬
‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ال على نبّينا محمٍد وآله وصحبِه وسّلَم‪.‬‬
‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫نائب‪ ‬رئيس‪ ‬‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫اللجنة‬
‫عبد العزيز بن عبد ال‬ ‫عبد الرزاق عفيفي‬ ‫عبد ال بن قعود عبد ال بن غديان‬
‫بن باز‬
‫‪  ‬‬
‫الشتراك في بطاقات التخفيض لدى المستشفيات والمستوصفات‪ :‬الفتوى‬
‫رقم ‪ 18017‬ج ‪.274-15/271‬‬
‫خصه‪ :‬نريد أن نعمل في مستوصفنا الطبي‬ ‫سئلت اللجنة الدائمة ما مل ّ‬
‫ُ‬
‫برنامج مخّفض لعلج المترددين على المستوصف طوال السنة بالصيغة‬
‫التالية‪ :‬يدفع‪ ‬المشترك‪ ‬في‪ ‬البرنامج‪ ‬مبلغًا‪ ‬معينًا‪ُ ‬تقّرره‪ ‬الدارة‪ ،‬والذي‪ ‬يشمل‪ ‬‬
‫إجراء‪ ‬الكشف‪ ‬الطبي‪ ‬كّلما‪ ‬أراد‪ ‬المشترك‪ ‬طوال‪ ‬مدة‪ ‬الشتراك‪ ،‬وذلك‪ ‬إلى‪ ‬‬
‫ثلث‪ ‬مرات‪ ‬في‪ ‬الشهر‪ ‬إذا‪ ‬دعت‪ ‬الحاجة‪ ،‬بالضافة‪ ‬إلى‪ ‬المميزات‪ ‬التالية‪ :‬‬
‫حصوله على خصم ‪ % 5‬على الدوية‪ ،‬وحصوله على خصم ‪ % 15‬على‬
‫العمليات الجراحية‪ ،‬وحصوله على خصم ‪ % 20‬على التحاليل الطبية‪،‬‬
‫وحصوله على خصم ‪ % 5‬على تركيبات السنان‪ ،‬وقيمة‪ ‬البرنامج‪ ‬‬
‫ل في‬‫ك وأسرته يكون بـ ‪ 475‬ريا ً‬ ‫ل‪ ،‬وإذا اشتر َ‬
‫للشخص‪ ‬الواحد ‪ 580‬ريا ً‬
‫السنة على الشخص الواحد‪.‬‬
‫‪ ‬وكذلك‪ ‬لدينا‪ ‬برنامج‪ ‬متابعة‪ ‬الحمل‪ ،‬من أول الحمل إلى موعد الولدة بمبلغ‬
‫ل‪ ،‬وبمثل ما مضى تقريبًا‪ ،‬وكذلك‪ ‬لدينا‪ ‬برنامج‪ ‬الطفل بمبلغ ‪490‬‬ ‫‪ 800‬ريا ً‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪47‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫ل عن السنة الواحدة وبمثل ما مضى‪ ،‬فهل‪ ‬يجوز‪ ‬هذا‪ ‬العمل‪ ،‬والشتراك‪ ‬‬ ‫ريا ً‬


‫فيه؟‪.‬‬
‫ع‪ ‬من‪ ‬أنواع‪ ‬التأمين‪ ‬التجاري‪ ‬الصحي‪ ،‬وهو‪ ‬محّرم‪ ،‬لنه‪ ‬‬ ‫ج‪ / ‬هذا‪ ‬العمل‪ ‬نو ٌ‬
‫من‪ ‬عقود‪ ‬المقامرة‪ ‬والَغَرر‪ ،‬فالمبلغ المدفوع من المستأمن ليحصل به على‬
‫خصم مّدة سنة أو أكثر أو أقل‪ ،‬قد‪ ‬ل‪ ‬يستفيُد‪ ‬منه‪ ‬مطلقًا‪ ،‬لعدم حاجته إلى‬
‫المستوصف تلك المّدة‪ ،‬فيغرم بهذا ماله ويغنمه المستوصف‪ ،‬وقد‪ ‬يستفيد‪ ‬‬
‫منه‪ ‬كثيرًا‪ ،‬ويفوق ما دفعه مضاعفًا‪ ،‬فيغنم ويغرم المستوصف‪ ،‬فالغانُم‪ ‬‬
‫ب‪ ‬في‪ ‬رهانه‪ ،‬والغارُم‪ ‬خاسٌر‪ ‬فيه‪.‬‬‫منهما‪ ‬كاس ٌ‬
‫ص‪ ‬الكتاب‪.‬‬
‫ن‪ ‬المقامرة‪ ‬المحّرمة‪ ‬بن ّ‬‫‪ ‬وهذا‪ ‬العمُل‪ ‬عي ُ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬‫قال ال تعالى‪   :‬‬
‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬‫‪‬‬‫‪   ‬‬
‫‪  ‬‬‫‪‬‬
‫‪.    ‬‬
‫ي‪ ‬صلى ال عليه وسلم‪ ‬عن‪ ‬بيع‪ ‬‬ ‫والماُل‪ ‬في‪ ‬هذا‪ ‬كله‪ ‬مغّرر‪ ‬به‪ ،‬وقد‪ ‬نهى‪ ‬النب ّ‬
‫الغَرر)‪.(1‬‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬
‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬
‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫عبد العزيز بن‬ ‫عبد ال بن‬ ‫صالح‬ ‫عبد العزيز آل‬ ‫بكر أبو‬
‫باز‬ ‫غديان‬ ‫الفوزان‬ ‫الشيخ‬ ‫زيد‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ()1‬روى المام مسلم رحمه الله تعالى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‪:‬‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الحصاة‪ ،‬وعن بيع‬ ‫)نهى رسو ُ‬
‫غَرر( ح ‪ 1513‬باب‪ :‬بطلن بيع الحصاة والبيع الذي فيه غرر‪.‬‬ ‫ال َ‬
‫قال النووي‪) :‬بيع الحصاة ففيه ثلث تأويلت‪ :‬أحدها‪ :‬أن يقول‪ :‬بعتك‬
‫من هذه الثواب ما وقعت عليه الحصاة التي أرميها‪ ،‬أو بعتك من هذه‬
‫الرض من هنا إلى ما انتهت إليه هذه الحصاة‪ ،‬والثاني‪ :‬أن يقول‪ :‬بعتك‬
‫على أنك بالخيار إلى أن أرمي بهذه الحصاة‪ ،‬والثالث‪ :‬أن يجعل نفس الرمي‬
‫بالحصاة بيعًا‪ ،‬فيقول‪ :‬إذا رميت هذا الثوب بالحصاة فهو مبيعٌ منك بكذا(‬
‫شرح صحيح مسلم ج ‪.10/156‬‬
‫سّره( معالم‬‫ِ‬ ‫و‬ ‫باطنه‬ ‫عليك‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫ِ َ‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫علمه‪،‬‬ ‫ي عنك‬ ‫والغََرر هو‪) :‬ما ُ‬
‫طو َ‬
‫السنن للخطابي ج ‪.3/672‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪48‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫الشتراك في بطاقات التخفيض)‪ ,(1‬كبطاقة المعّلم‪ :‬الفتوى رقم ‪ 19558‬ج‪1‬‬


‫‪.17-4/16‬‬
‫س ‪ /‬حكم بطاقة المعّلم‪ ،‬والتي ُيؤخذ عليها رسوم معينة‪ ،‬من أجل حصوله‬
‫على تخفيضات من بعض الفنادق والمستشفيات والمراكز والمحال‬
‫التجارية؟‪.‬‬
‫ج‪ / ‬بطاقة‪ ‬المعّلم‪ ‬على‪ ‬هذا‪ ‬النظام‪ ‬المذكور‪ ،‬وهو‪ :‬أخُذ‪ ‬الرسوم‪ ‬عليها‪ ،‬غيُر‪ ‬‬
‫جائزة‪ ‬شرعًا)‪ِ ،(2‬لَما‪ ‬فيها‪ ‬من‪ ‬الَغَرر‪ ‬وأكل‪ ‬المال‪ ‬بالباطل‪ ،‬وبناًء على ذلك‪:‬‬
‫فل‪ ‬يجوُز‪ ‬إصدارها‪ ،‬ول‪ ‬التعامل‪ ‬بها‪.‬‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬
‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫نائب‪ ‬الرئيس‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫عبد العزيز بن‬ ‫عبد العزيز آل‬ ‫عبد ال بن غديان‬ ‫صالح‬ ‫بكر أبو‬
‫باز‬ ‫الشيخ‬ ‫الفوزان‬ ‫زيد‬
‫‪  ‬‬
‫المساهمة في شركة الراجحي المصرفية‪ :‬الفتوى رقم ‪ 18670‬في‬
‫‪5/3/1417‬هـ‪.‬‬
‫ت‪ ‬في‪ ‬شركة‪ ‬الراجحي‪ ‬المصرفية‪ ‬عند‪ ‬تأسيسها بمبلغ وقدره‬ ‫س ‪ /2‬ساهم ُ‬
‫‪ 3500‬ريال‪ ،‬قيمة ‪ 35‬سهم‪ ،‬والن أصبحت قيمة السهم حوالي ‪50000‬‬
‫صَرفت الشركة أرباحًا للمساهمين على السنوات الماضية‪ ،‬فهل‬
‫ريال‪ ،‬وقد َ‬
‫صرفت جائزة‪ ،‬أم أنها غير‬
‫الزيادة في قيمة هذه السهم والرباح التي ُ‬
‫جائزة؟ أفتونا‪.‬‬

‫‪ ()1‬لقد )نّبهت وزارة التجارة في المملكة إلى الحذر في التعامل مع من‬


‫يعرضون البطاقات التجارية الخاصة بمنح تخفيضات وخصومات في المحال‬
‫م تصفية العديد من الشركات والمؤسسات‬ ‫والمعارض التجارية‪ ،‬وأنه قد ت ّ‬
‫التي ُتعلن عن تخفيضات وهمية مكذوبة ل حقيقة لها – ُينظر‪ :‬جريدة‬
‫الجزيرة السبت ‪29/2/1415‬هـ العدد ‪ 7982‬ص ‪ (23‬الحوافز التجارية‬
‫التسويقية ص ‪ 191-190‬رسالة ماجستير للشيخ خالد المصلح‪.‬‬
‫‪ ()2‬أما )البطاقات التخفيضية التي ُتمنح للمستهلكين مكافأة لهم على‬
‫التعامل‪ ،‬أو تشجيعا ً عليه‪ :‬جائزة ل محذور فيها‪ ..‬وقد ذهب إلى إباحة هذا‬
‫النوع من بطاقات التخفيض اللجنة الدائمة‪ ..‬ففي جواب لها عن هذا النوع‬
‫قالت اللجنة‪ :‬بطاقة التخفيض التي تحملها ليس لها مقابل‪ ،‬فل‬
‫حرج عليك في استخدامها والنتفاع بها( الحوافز التجارية التسويقية‬
‫ص ‪.194‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪49‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫ت‪ ‬فيها‪ ‬ل‪ ‬تتعامل‪ ‬بالحرام‪ ‬من‪ ‬‬ ‫الجواب‪ :‬إذا‪ ‬كانت‪ ‬هذه‪ ‬الشركة‪ ‬التي‪ ‬ساهم َ‬


‫الّربا‪ ‬وغيره‪ ‬فأرباحها‪ ‬حلٌل‪ ‬لك‪ ،‬وإن‪ ‬كانت‪ ‬تتعامل‪ ‬بالحرام‪ ‬فالمساهمة‪ ‬فيها‪ ‬‬
‫ل على نبّينا محمٍد وآلهِ‬‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬ ‫ل‪ ‬تجوز‪ ،‬وأرباحها‪ ‬حراٌم‪ ،‬وبا ِ‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬
‫و َ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫نائب‪ ‬الرئيس‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫عبد العزيز بن‬ ‫عبد العزيز آل‬ ‫عبد ال بن‬ ‫صالح‬ ‫بكر أبو‬
‫باز‬ ‫الشيخ‬ ‫غديان‬ ‫الفوزان‬ ‫زيد‬
‫‪  ‬‬
‫شراء السهم من شركة الراجحي‪ :‬الفتوى رقم ‪ 19018‬ج ‪.352-14/351‬‬
‫ت عّدة أسهم من شركة الراجحي المصرفية للستثمار‪،‬‬ ‫س ‪ / 3‬اشتري ُ‬
‫وأريد بيعها الن‪ ،‬والسؤال‪ :‬ما حكم شراء السهم من هذه الشركة‪ ،‬وما‬
‫حكم بيعها‪ ،‬وهل‪ ‬يجوز‪ ‬أن‪ ‬أتعامل‪ ‬مع‪ ‬الشركة‪ ‬المذكورة‪ ‬بشراء‪ ‬أسهم‪ ‬أو‪ ‬‬
‫بيعها؟‪.‬‬
‫ج ‪ / 3‬إذا‪ ‬كانت‪ ‬السهم‪ ‬أسهمًا‪ ‬تجارية‪ ،‬عبارة‪ :‬عن نقود‪ُ ‬يباع‪ ‬بها‪ ‬‬
‫وُيشترى طلبًا للربح‪ ،‬فل‪ ‬يجوُز‪ ‬بيعها لنه‪ ‬يكون‪ ‬بيع‪ ‬نقود‪ ‬بنقود‪ ‬غائبة‪ ‬‬
‫وغير‪ ‬متساوية‪ ،‬وذلك‪ ‬هو‪ ‬الّربا‪ ‬بنوعيه‪ :‬التفاضل‪ ‬والنسيئة‪.‬‬
‫صحبِه وسّلَم‬‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫نائب‪ ‬الرئيس‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫عبد العزيز بن عبد ال بن باز‬ ‫عبد العزيز آل الشيخ‬ ‫صالح‬ ‫بكر أبو‬
‫الفوزان‬ ‫زيد‬
‫‪  ‬‬
‫شراء أسماء الغير للمساهمة بها‪ :‬مجلة الحسبة )العدد ‪ 59‬عام ‪1425‬هـ(‪.‬‬
‫سئل فضيلة شيخنا صالح‪ ‬بن‪ ‬فوزان‪ ‬الفوزان وفقه ال تعالى ‪:‬‬
‫ُ‬
‫س‪ /‬ما‪ ‬حكم‪ ‬شراء‪ ‬أسماء‪ ‬الغير‪ ‬من‪ ‬أجل‪ ‬المساهمة‪ ‬في‪ ‬الشركات‪ ‬‬
‫المساهمة‪ ‬والبنوك؟‪.‬‬
‫ج‪ /‬شراء أسماء الغير من أجل المساهمة في الشركات المساهمة والبنوك‬
‫هو‪ ‬من‪ ‬التزوير‪ ‬المحّرم‪ ‬فل‪ ‬يجوز‪ ‬فعله‪ ،‬والثمن‪ ‬الذي‪ ‬يأخذه‪ ‬صاحب‪ ‬السم‪ ‬‬
‫حراٌمعليه‪ ‬والكسب‪ ‬الذي‪ ‬يحصل‪ ‬عليه‪ ‬مشتري‪ ‬السماء‪ ‬حراٌم‪ ‬عليه‪ ‬أيضًا‪ ،‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪50‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫ثّم‪ ‬الشركات المساهمة الغالب‪ ‬عليها‪ ‬أن‪ ‬تشتغل‪ ‬بالّربا‪ ‬فل‪ ‬يجوُز‪ ‬المساهمة‪ ‬‬


‫فيها وكذلك البنوك هي مؤسسات ربوية فل تجوز المساهمة فيها‪.‬‬
‫‪  ‬‬
‫الصناديق الستثمارية في البنوك المحلية‪ :‬الفتوى رقم ‪ 21406‬في‬
‫‪23/3/1421‬هـ‪.‬‬
‫س‪ / ‬هناك‪ ‬عدد‪ ‬من‪ ‬الصناديق‪ ‬الستثمارية‪ ‬في‪ ‬البنوك‪ ‬المحلية‪ ‬والتي‬
‫تقول‪ :‬أنها‪ ‬تعمل‪ ‬وفق‪ ‬الشريعة‪ ‬السلمية‪ ‬من‪ ‬خلل‪ ‬تجارة‪ ‬المرابحة‪ ،‬حيث‬
‫يتم شراء سلع غير محّرمة شرعًا‪ ،‬مثل‪ :‬المعادن‪ ،‬الزيوت النباتية‬
‫والسيارات وغيرها والُمتاجرة فيها‪ ،‬وُتساهم في رأس مال الصندوق عدد‬
‫من الشركات والمؤسسات المحلية والعالمية والتي يغلب على أنشطتها‬
‫التجارية في المواد غير المحّرمة شرعًا كما سبق ذكره‪ ،‬ما‪ ‬حكم‪ ‬الشتراك‪ ‬‬
‫في‪ ‬هذه‪ ‬الصناديق؟ علمًا بأنها تأخذ ‪ % 10‬من الرباح نظير أتعابها علماً‬
‫أنها ل‪ ‬تضمن الربح؟‪.‬‬
‫ن‪ ‬البنوك‪ ‬أساسًا‪ ‬‬ ‫ك‪ ‬استثمارًا‪ ‬شرعيًا‪ ‬في‪ ‬غير‪ ‬البنوك‪ ،‬ل ّ‬ ‫ج‪ / ‬استثمر‪ ‬ماَل َ‬
‫قائمة‪ ‬على‪ ‬التعامل‪ ‬الّربوي‪ ،‬فل‪ُ ‬يصّدقون‪ ‬في‪ ‬قولهم‪ :‬إنهم‪ ‬يستثمرون‪ ‬‬
‫ن‪ ‬العبرة‪ ‬بغالب‪ ‬أحوالهم‪ ‬فل‪ُ ‬يوثق‪ ‬بهم‪ ،‬كما أ ّ‬
‫ن‬ ‫الموال‪ ‬استثمارًا‪ ‬شرعيًا‪ ،‬ل ّ‬
‫التعامل مع هذه البنوك الّربوية فيه تشجيٌع لهم‪ ،‬وإعانة لهم على الستمرار‬
‫في معاملتهم المحّرمة‪ ،‬وكل ذلك يشمله النهي المنصوص عليه في قول‬
‫ال تعالى‪    :‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪     ‬‬
‫‪.  ‬‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬
‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬
‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫عبد العزيز بن عبد ال آل‬ ‫عبد ال بن غديان‬ ‫صالح‬ ‫بكر أبو‬
‫الشيخ‬ ‫الفوزان‬ ‫زيد‬
‫‪  ‬‬
‫شهادات الستثمار‪ :‬الفتوى رقم ‪ 6605‬في ‪ 10/2/1404‬هـ‪.‬‬
‫س ‪ /2‬عندنا أيضًا في بلدي ما‪ُ ‬يسّمى‪ ‬بشهادات‪ ‬الستثمار‪ ‬التي‪ُ ‬تباع‪ ‬في‪ ‬‬
‫البنوك‪ ‬وهي‪ ‬بدون‪ ‬فوائد‪ ،‬أي‪ :‬لو اشتريت شهادة ثّم أردت أن أردها ولو‬
‫بعد عشر سنوات أو أكثر أو أقل فهي ترد بنفس السعر الذي اشتريت به‪،‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪51‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫وبعد ذلك يقوم الكمبيوتر بسحب رقم من أرقام الشهادات المباعة في البلد‬
‫ويكون هذا هو الفائز الول‪ ،‬ويوجد فائز ثاني وثالث إلى أكثر من )‪(400‬‬
‫فائز‪ ،‬ويحصل الفائز الول على عشرين ألف جنيه قيمة الجائزة‪ ،‬فأريد أن‬
‫ت من أحد الفائزين فهل‬ ‫أعرف أنه لو اشتريت من هذه الشهادات ثّم كن ُ‬
‫يجوز لي أن آخذ هذا المبلغ أم ل؟ وهل أكون مرتكب إثم؟‪.‬‬
‫ج ‪ /2‬ما ذكرته في سؤالك مما يتعّلق بشهادة السثتمار نوع‪ ‬من‪ ‬أنواع‪ ‬‬
‫القمار ‪ -‬اليانصيب ‪ -‬وهو‪ ‬محّرٌم‪ ،‬بل‪ ‬من‪ ‬كبائر‪ ‬الذنوب‪ ‬بالكتاب‪ ‬والسنة‪ ‬‬
‫والجماع‪.‬‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬
‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫نائب‪ ‬رئيس‪ ‬‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫اللجنة‬
‫عبد العزيز بن عبد ال‬ ‫عبد الرزاق عفيفي‬ ‫عبد ال بن قعود عبد ال بن غديان‬
‫بن باز‬
‫‪  ‬‬
‫صندوق التوفير‪ :‬الفتوى رقم ‪ 2923‬في ‪ 8/4/1400‬هـ‪.‬‬
‫س ‪ /4‬هل يجوز للنسان أن ُيودع أمواله في صندوق التوفير؟‪.‬‬
‫ج ‪ /4‬ل‪ ‬يجوز‪ ‬وضع‪ ‬أمواله‪ ‬في‪ ‬البنك‪ ‬أو‪ ‬في‪ ‬صندوق‪ ‬التوفير أو عند تاجر‬
‫أو نحو ذلك بفائدة ُمعّينة أو نسبة معلومة من رأس ماله كسبعة أو تسعة في‬
‫ت‪ ‬تحريمه‪ ‬بالكتاب‪ ‬والسنة‪ ‬‬ ‫المائة من رأس المال‪ ،‬لنه‪ ‬ربًا‪ ،‬وقد‪ ‬ثب َ‬
‫ن‪ ‬‬
‫والجماع‪ ،‬ول‪ ‬يجوُز‪ ‬أيضًا‪ ‬إيداعه‪ ‬فيما‪ُ ‬ذكر‪ ‬أو‪ ‬نحوه‪ ‬بل‪ ‬فائدة‪ ‬عنَد‪َ ‬م ْ‬
‫يتعامل‪ ‬بالّربا‪ِ ‬لما في ذلك من التعاون معه على المحّرم إل‪ ‬إذا‪ ‬اضطر إلى‬
‫ل فيجوُز بل فوائد‪.‬‬‫إيداعه لخوف سرقته أو غصبه مث ً‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬
‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬
‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫نائب‪ ‬رئيس‪ ‬‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫اللجنة‬
‫عبد العزيز بن عبد ال‬ ‫عبد الرزاق عفيفي‬ ‫عبد ال بن قعود عبد ال بن غديان‬
‫بن باز‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪52‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫سئل سماحة الشيخ محمد‪ ‬بن‪ ‬‬ ‫القتراض من أجل المساهمة في الشركات‪ُ :‬‬


‫صالح‪ ‬العثيمين رحمه ال تعالى )س ‪ 119‬مجموع فتاوى سماحته ج‬
‫‪.(196-18/195‬‬
‫س ‪ /119‬ما‪ ‬حكم‪ ‬المساهمة‪ ‬مع‪ ‬الشركات؟‪ ‬وما‪ ‬حكم‪ ‬القتراض‪ ‬لشراء‪ ‬‬
‫السهم؟‪.‬‬
‫ج ‪ /‬وضع‪ ‬السهم‪ ‬في‪ ‬الشركات‪ ‬فيه‪ ‬نظر‪ ،‬لننا‪ ‬سمعنا‪ ‬أنهم‪ ‬يضعون‪ ‬‬
‫فلوسهم‪ ‬لدى‪ ‬بنوك‪ ‬أجنبية‪ ،‬أو‪ ‬شبه‪ ‬أجنبية‪ ،‬ويأخذون‪ ‬عليها‪ ‬أرباحًا‪ ،‬وهذا‪ ‬‬
‫ن‪ ‬وضع‪ ‬السهم‪ ‬فيها‪ ‬حراٌم‪ ،‬ومن‪ ‬كبائر‪ ‬الذنوب‪ ،‬‬ ‫ح ذلك فإ ّ‬
‫من‪ ‬الّربا‪ ،‬فإن ص ّ‬
‫ن وضع السهم‬ ‫ن‪ ‬الّربا‪ ‬من‪ ‬أعظم‪ ‬الكبائر‪ ،‬أما إن كانت خالية من هذا‪ ،‬فإ ّ‬ ‫لّ‬
‫ل إذا لم يكن هناك محذوٌر شرعي آخر‪ ،‬وأما‪ ‬استدانة‪ ‬الشخص‪ ‬‬ ‫فيها حل ٌ‬
‫سـَفِه‪ ،‬سواء استدان ذلك‬
‫ليضع‪ ‬ما‪ ‬استدانه‪ ‬في‪ ‬هذه‪ ‬السهم‪ ‬فإنه‪ ‬من‪ ‬ال ّ‬
‫بطريق شرعي كالقرض‪ ،‬أو بطريق ربوي صريح‪ ،‬أو‪ ‬بطريق‪ ‬ربوي‪ ‬بحيلة‪ ‬‬
‫ُيخادع‪ ‬بها‪ ‬رّبه‪ ‬والمؤمنين‪ ،‬وذلك لنه ل يدري هل يستطيع الوفاء في‬
‫دين‪ ،‬وإذا كان ال تعالى يقول‪ :‬‬ ‫المستقبل أم ل‪ ،‬فكيف يشغل ذمته بهذا ال ّ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪  ‬‬‫‪ ‬‬‫‪‬‬
‫‪ ‬‬‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪  ‬‬‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪     ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬‫‪  ‬‬
‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪      ‬ولم‬
‫ن الحاجة إلى النكاح أشّد من‬ ‫ُيرشد هؤلء الُمعَدمين إلى الستقراض‪ ،‬مع أ ّ‬
‫ن َلْم‬
‫ي صلى ال عليه وسّلم لم ُيرشد َم ْ‬‫الحاجة إلى كثرة المال‪ ،‬وكذلك النب ّ‬
‫)‪(1‬‬
‫يستطع الباءة إلى ذلك‪ ،‬ولم ُيرشد من لم يجد خاتمًا من حديد يجعله مهرًا‬
‫ب أن يشغل المرء ذمته‬ ‫ل على أن الشارع ل ُيح ّ‬‫إلى ذلك‪ ،‬فإذا كان هذا د ّ‬

‫‪ ()1‬رواه البخاري ح ‪ 4855‬باب المهر بالعروض وخاتم من حديد‪ ،‬ومسلم ح‬


‫‪ 1425‬باب الصداق وجواز كونه تعليم قرآن وخاتم حديد وغير ذلك من قليل‬
‫وكثير واستحباب كونه خمسمائة درهم لمن ل يجحف به‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪53‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫سمعِتِه من التوّرط في‬ ‫بالّديون‪ ،‬فليحذر العاقل الحريص على دينه و ُ‬


‫الّديون‪ (...‬إلى آخر ما قال رحمه ال‪.‬‬
‫‪  ‬‬
‫العمل في البنوك الحالية‪ :‬الفتوى رقم ‪ 1338‬ج ‪.39-15/38‬‬
‫س‪ / ‬ما‪ ‬حكم‪ ‬العمل‪ ‬في‪ ‬البنوك‪ ‬الحالية؟‪.‬‬
‫ج‪ / ‬أكثُر‪ ‬المعاملت‪ ‬في‪ ‬البنوك‪ ‬المصرفية‪ ‬الحالية‪ ‬يشتمل‪ ‬على‪ ‬الّربا‪ ،‬وهو‪ ‬‬
‫حراٌم‪ ‬بالكتاب‪ ‬والسنة‪ ‬وإجماع‪ ‬المة‪.‬‬
‫ن‪ ‬من‪ ‬أعان‪ ‬آكل‪ ‬الّربا‪ ،‬وموكله‪ ،‬بكتابة له‪ ،‬أو شهادة‬ ‫ي ‪ :‬بأ ّ‬ ‫حَكَم النب ّ‬
‫وقد َ‬
‫عليه‪ ،‬وما أشبه ذلك‪ ،‬كان‪ ‬شريكًا‪ ‬لكله‪ ‬وموكله‪ ‬في‪ ‬اللعنة‪ ‬والطرد‪ ‬من‪ ‬‬
‫ل ال‬‫ن رسو ُ‬ ‫رحمة‪ ‬ال‪ ،‬ففي صحيح مسلم وغيره‪ :‬من حديث جابر ‪َ» :‬لَع َ‬
‫سَواٌء«‪.‬‬ ‫‪ ‬آِكَل‪ ‬الّربا‪ ،‬وُموِكَلُه‪ ،‬وكاِتَبُه‪ ،‬وشاِهَديِه‪ ،‬وقا َ‬
‫ل‪ُ :‬هْم‪َ  ‬‬
‫ن‪ ‬لرباب‪ ‬البنوك‪ ‬في‪ ‬إدارة‪ ‬‬ ‫والذين‪ ‬يعملون‪ ‬في‪ ‬البنوك‪ ‬المصرفية‪ ‬أعوا ٌ‬
‫ل للوراق‪ ،‬أو تسليمًا للنقود‪ ،‬أو‬ ‫أعمالها‪ :‬كتابة‪ ،‬أو تقييدًا‪ ،‬أو شهادة‪ ،‬أو نق ً‬
‫عَمل‪ ‬‬
‫ن‪َ  ‬‬‫تسّلمًا لها‪ ..‬إلى غير ذلك مما فيه إعانة للُمرابي‪ ،‬وبهذا‪ُ ‬يعرف‪ ‬أ ّ‬
‫النسان‪ ‬بالمصارف‪ ‬الحالية‪ ‬حراٌم‪ ،‬فعلى المسلم أن يتجّنب ذلك‪ ،‬وأن يبتغي‬
‫ب من الطرق التي أحّلها ال‪ ،‬وهي كثيرة‪ ،‬وليتق‪ ‬ال‪ ‬رّبه‪ ،‬ول‪ُ ‬يعّرض‪ ‬‬ ‫الكس َ‬
‫نفسه‪ ‬للعنة‪ ‬ال‪ ‬ورسوله‪.‬‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬ ‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬ ‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬ ‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬ ‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫نائب‪ ‬رئيس‪ ‬‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫اللجنة‬
‫عبد العزيز بن عبد ال‬ ‫عبد الرزاق عفيفي‬ ‫عبد ال بن منيع عبد ال بن غديان‬
‫بن باز‬
‫‪  ‬‬
‫القسام السلمية في البنوك الّربوية‪ :‬الفتوى رقم ‪ 5317‬ج ‪.56-15/55‬‬
‫س ‪ /1‬ب‪ -‬هل‪ ‬هناك‪ ‬أقسام‪ ‬معّينة‪ ‬في‪ ‬البنك‪ ‬حلل‪ ‬كما‪ ‬يترّدُد‪ ‬الن؟ وكيف‬
‫ذلك إذا كان صحيحًا؟‪.‬‬
‫ج ‪ /1‬ب‪ -‬ليس‪ ‬في‪ ‬أقسام‪ ‬البنك‪ ‬الّربوي‪ ‬شيٌء‪ُ ‬مستثنى‪ ‬فيما‪ ‬يظهُر‪ ‬لنا‪ ‬من‪ ‬‬
‫ن‪ ‬على‪ ‬الثم‪ ‬والعدوان‪ ‬حاصٌل‪ ‬من‪ ‬جميع‪ ‬موظفي‪ ‬‬ ‫ن‪ ‬التعاو َ‬‫الشرع‪ ‬الُمطّهر‪ ،‬ل ّ‬
‫البنك‪.‬‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬
‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬ ‫وبا ِ‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪54‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫ث العلميِة والفتاِء‬‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬


‫الرئيس‬ ‫نائب‪ ‬رئيس‪ ‬اللجنة‬ ‫عضو‬
‫عبد العزيز بن عبد ال بن‬ ‫عبد الرزاق عفيفي‬ ‫عبد ال بن قعود‬
‫باز‬
‫‪  ‬‬
‫اليداع في البنوك بدون فوائد‪ :‬الفتوى رقم ‪ 1080‬ج ‪.13/345‬‬
‫س ‪ /3‬هل إيداع النقود في البنك بفائدة أو‪ ‬بدون‪ ‬فائدة حرام؟ والقتراض‪ ‬‬
‫من‪ ‬البنك‪ ‬بفائدة‪ ‬لحاجة‪ ‬الستهلك‪ ‬حرام‪ ،‬أو التجارة حرام؟‪.‬‬
‫ل بفائدة‪،‬‬
‫ل َمث ً‬‫جٍ‬ ‫لَ‬‫ع نقود في البنوك ونحوها تحت الطلب أو َ‬ ‫ج ‪ /3‬إيدا ُ‬
‫ك‪ ‬تتعامل‪ ‬‬ ‫ُمقابل النقود التي أودعها حراٌم‪ ،‬وإيداعها‪ ‬بدون‪ ‬فائدة‪ ‬في‪ ‬بنو ٍ‬
‫بالّربا‪ ‬فيما‪ ‬لديها‪ ‬من‪ ‬أموال‪ ‬محّرم‪ِ ،‬لَما في ذلك من إعانتها على التعامل‬
‫سع في ذلك‪ ،‬اللهم‪ ‬إّل‪ ‬إذا‪ ‬كان‪ ‬مضطرًا‪ ‬ليداعها‪ ‬‬ ‫بالّربا‪ ،‬والتمكين لها من التو ّ‬
‫خشية‪ ‬ضياعها‪ ‬أو‪ ‬سرقتها‪ ،‬ولم‪ ‬يجد‪ ‬وسيلة‪ ‬لحفظها‪ ‬إّل‪ ‬اليداع‪ ‬في‪ ‬البنوك‪ ‬‬
‫الّربوية‪ ،‬فرّبما كان له في إيداعها فيها رخصة من أجل الضرورة‪.‬‬
‫ض‪ ‬منه‪ ‬إن‪ ‬كان‪ ‬بفائدة‪ ‬ربوية‪ ‬فهو‪ ‬حراٌم‪،‬‬ ‫ض‪ ‬البنك‪ ‬أو‪ ‬القترا ُ‬ ‫‪ ‬وأما‪ ‬إقرا ُ‬
‫سواء كان ذلك لحاجة الستهلك‪ ،‬أو كان للتنمية والستثمار عن طريق‬
‫التجارة أو الصناعة أو الزراعة أو غيرها من طرق النتاج لعموم‪ ‬أدلة‪ ‬‬
‫تحريم‪ ‬الّربا‪ ،‬وإن كان إقراض البنك من‪ ‬دون‪ ‬ربًا فهو جائز‪.‬‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬ ‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬ ‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫نائب‪ ‬رئيس‪ ‬‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫اللجنة‬
‫عبد العزيز بن عبد ال‬ ‫عبد الرزاق عفيفي‬ ‫عبد ال بن منيع عبد ال بن غديان‬
‫بن باز‬
‫‪  ‬‬
‫استلم الراتب عن طريق البنوك التي تتعامل بالّربا‪ :‬الفتوى رقم ‪16501‬‬
‫ج ‪.289-13/288‬‬
‫س‪ / ‬نحن من موظفي هذه الدولة والتي قامت على الشريعة السلمية‬
‫السمحاء‪ ،‬أدام ال عّزها وبقاءها‪ ،‬وفي الونة الخيرة بدأت إدارتنا بصرف‪ ‬‬
‫رواتبنا‪ ‬الشهرية‪ ‬بشيكات‪ ‬على‪ ‬البنك‪ ‬الهلي‪ ‬التجاري‪ ،‬وكثيرًا ما تحّدث‬
‫مشايخنا جزاهم ال خيرًا عن أنظمة هذه البنوك‪ ،‬مما أثار في نفوسنا الشك‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪55‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫والريبة حيال قبولنا لطريقة هذا الصرف‪ ،‬لذا أردنا عرض هذا الموضوع‬
‫على سماحتكم‪ ،‬راجين إفادتنا عن مدى تقبل صرف‪ ‬رواتبنا‪ ‬عن‪ ‬طريق‪ ‬هذا‪ ‬‬
‫البنك‪ ‬أو‪ ‬ما‪ُ ‬يماثله‪ ،‬مع وجود البديل لهذا دون أدنى مشّقة‪ ،‬مثل صرفها نقدًا‬
‫عن طريق أمين الصندوق الموجود لدينا‪ ،‬أو عن طريق شركة الراجحي‪،‬‬
‫ن‪ ‬العقد‪ ‬المبرم‪ ‬بين‪ ‬البريد‪ ‬والبنك‪ ‬الهلي‪ :‬أن يتّم إيداع صافي‬ ‫علمًا‪ ‬أ ّ‬
‫الرواتب في البنك خلل السبوعين الولين من كل شهر‪ ،‬ويبدأ صرف‬
‫الرواتب في ‪ 25‬من كل شهر‪ ،‬أي‪ :‬بعد ‪ 10‬أيام من اليداع؟‪.‬‬
‫ج‪ / ‬ل‪ ‬بأس بأخذ الرواتب التي ُتصرف عن طريق البنك‪ ،‬لنك‪ ‬تأخذها‪ ‬في‪ ‬‬
‫مقابل عملك في غير البنك‪ ،‬لكن‪ ‬بشرط‪ :‬أن‪ ‬ل‪ ‬تتركها‪ ‬في‪ ‬البنك‪ ‬بعد‪ ‬المر‪ ‬‬
‫بصرفها‪ ‬لك‪ ‬من‪ ‬أجل‪ ‬الستثمار‪ ‬الّربوي‪.‬‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬
‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬
‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫عبد العزيز بن‬ ‫عبد ال بن‬ ‫صالح‬ ‫عبد العزيز آل‬ ‫بكر أبو‬
‫باز‬ ‫غديان‬ ‫الفوزان‬ ‫الشيخ‬ ‫زيد‬
‫‪  ‬‬
‫أخذ البنك مبلغ )‪ (10‬ريال على صرف الراتب إذا كانت عن طريق غيره‬
‫من البنوك‪ :‬الفتوى رقم ‪ 16180‬ج ‪.287-13/286‬‬
‫س‪ / ‬كثيرًا ما تردنا أسئلة عن‪ ‬حكم‪ ‬أخذ‪ ‬البنوك‪ ‬مبلغ‪ ‬عشرة‪ ‬ريالت‪ ‬مقابل‪ ‬‬
‫ن الفرد ُيعطى شيكًا براتبه من قبل الفرع‬ ‫إعطاء‪ ‬الفرد‪ ‬راتبه‪ ،‬بمعنى‪ :‬أ ّ‬
‫المالي على‪ ‬بنك‪ ‬الرياض‪ ‬فرع المدينة العسكرية‪ ،‬ولكن‪ ‬لشّدة‪ ‬الزحام‪ ‬لدى‪ ‬‬
‫البنك‪ ،‬يذهب‪ ‬الفرد‪ ‬إلى‪ ‬بنك‪ ‬الراجحي‪ ‬أو‪ ‬البنك‪ ‬الهلي‪ ‬بنفس‪ ‬الشيك‪ ،‬فيطلب‪ ‬‬
‫منهم‪ ‬صرف‪ ‬راتبه‪ ،‬فيطلبون‪ ‬منه‪ ‬مبلغ‪ ‬عشرة‪ ‬ريالت‪ُ ‬مقابل‪ ‬صرف‪ ‬راتبه‪ ‬‬
‫سّلم له من قبل‬
‫من‪ ‬قبلهم‪ ،‬والبنك بدوره يسحب الراتب بموجب الشيك الذي ُ‬
‫الفرد‪ ،‬آمل التكّرم بالرفع لجهات الختصاص لعطائنا فتوى شرعية حول‬
‫هذا الموضوع؟‪.‬‬
‫ج‪ / ‬هذا‪ ‬العمُل‪ ‬ل‪ ‬يجوُز‪ ،‬بل‪ ‬هو‪ ‬من‪ ‬المعاملت‪ ‬الّربوية‪ ،‬لنه‪ ‬بيُع‪ ‬دراهم‪ ‬‬
‫بدراهم‪ ‬مع‪ ‬الزيادة‪.‬‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬
‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬ ‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪56‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫عبد العزيز بن‬ ‫عبد ال بن‬ ‫صالح‬ ‫عبد العزيز آل‬ ‫بكر أبو زيد‬
‫باز‬ ‫غديان‬ ‫الفوزان‬ ‫الشيخ‬
‫‪  ‬‬
‫شراء الراضي وتعميرها عن طريق البنوك‪ :‬الفتوى رقم ‪ 19492‬ج‬
‫‪.13/401‬‬
‫س ‪ /1‬بعض البنوك تنتهج سياسة ُتسّمى إسلمية‪ ،‬وهي‪ :‬أنه‪ ‬يشتري‪ ‬‬
‫الرض‪ ‬بمعرفتنا‪ ،‬وُيسّلمها‪ ‬لنا‪ ‬لقاء‪ ‬ضمانات‪ ‬وشروط‪ ‬ومّدة‪ ‬معينة‪ ،‬وكذلك‪ ‬‬
‫ب‪ ‬رغبتنا‪ ،‬ولمدة سنة أو سنتين أو أكثر‪ ،‬وهو‬ ‫س َ‬
‫ح َ‬
‫يتفق‪ ‬مع‪ ‬المقاول‪ُ ‬يعّمرها‪َ  ‬‬
‫بدوره هذا يحسب‪ ‬له‪ ‬ربحًا‪ ‬سنويًا‪ ،‬وإن سّدد المقترض قبل المّدة يخصم له‬
‫ربح بقية المدة‪ ،‬هل هذه الطريقة ُتعتبر إسلمية؟ وما تنصحون به حيالها‪.‬‬
‫ك‪ ‬يشتري‪ ‬الرض‪ ‬وُيعّمرها‪ ‬لكم‪ ،‬ثّم‪ ‬يسترجع‪ ‬منكم‪ ‬ما‪ ‬‬ ‫ج ‪ / 1‬إذا‪ ‬كان‪ ‬البن ُ‬
‫عماره‪ ‬مع‪ ‬زيادة‪ ،‬فهذا‪ ‬ربًا‪ ‬صريح‪ ،‬لنه‪ ‬قرضٌ‪ ‬‬ ‫َدفع‪ ‬ثمنًا‪ ‬للرض‪ ‬وتكاليف‪َ  ‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ض‪ ‬جّر‪ ‬منفعًة‪ ‬فهو‪ ‬ربًا ‪.‬‬ ‫ن‪ ‬كّل‪ ‬قر ٍ‬‫جّر‪ ‬نفعًا‪ ،‬وقد‪ ‬أجمَع‪ ‬العلماُء‪ ‬على‪ ‬أ ّ‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬
‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬ ‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫نائب‪ ‬الرئيس‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫عبد العزيز بن عبد ال بن‬ ‫عبد العزيز آل الشيخ‬ ‫صالح‬ ‫بكر أبو‬
‫باز‬ ‫الفوزان‬ ‫زيد‬
‫‪  ‬‬
‫شراء السيارات والبيوت من البنوك بالتقسيط‪ :‬الفتوى رقم ‪ 21286‬في‬
‫‪18/1/1421‬هـ‪.‬‬
‫س‪ / ‬انتشر‪ ‬بين‪ ‬الناس‪ ‬الشراء‪ ‬من‪ ‬البنوك‪ ‬بالتقسيط مقابل الزيادة في سعر‬
‫ن البنك ل يملك السيارة أو العمارة‪ ،‬وليست عنده‪ ،‬وإنما‪ ‬‬‫المبيع‪ ،‬علمًا أ ّ‬
‫لك‪ ،‬ثّم‪ ‬يأتي‪ ‬إلى‪ ‬البنك‪ ‬يطلبها‪ ،‬والبنك‪ ‬يقوم‪ ‬‬
‫يختارها‪ ‬المشتري‪ ‬من‪ ‬أحد‪ ‬الُم ّ‬
‫بشرائها‪ ‬ودفع‪ ‬قيمتها‪ ‬النقدية‪ ،‬وُيسّلمها‪ ‬للمشتري‪ ‬بالتقسيط‪ ‬بعد‪ ‬أن‪ُ ‬يوّقع‪ ‬‬

‫‪ ()1‬قال ابن المنذر رحمه الله تعالى‪) :‬وأجمعوا على أن المسلف إذا‬
‫ن أخذه‬
‫شر السلف هدية أو زيادة‪ ،‬فأسلفه على ذلك‪ ،‬أ ّ‬ ‫ع ْ‬
‫شرط ُ‬
‫ً‬
‫الزيادة ربا ( الجماع لبن المنذر رقم ‪ 508‬ص ‪.95‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪57‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫العقد‪ ‬بينهما‪ ،‬ويلتزم بالشروط المطلوبة في التسديد‪ ،‬ويستلمها بعد ذلك‪،‬‬


‫والسؤال‪ ‬هو‪ :‬هل‪ ‬يجوز‪ ‬هذا‪ ‬البيع؟‪.‬‬
‫لننا نسمع منكم ومن العلماء ونقرأ في الحديث‪ :‬أنه ل يجوز للنسان أن‬
‫ل إذا ملكه وحازه إلى رحله)‪ ،(1‬والبنك في الواقع لم يملك هذه‬‫يبيع شيئًا إ ّ‬
‫السيارة أو العمارة‪ ،‬ولم يشتريها لنفسه‪ ،‬وإنما اشتراها لهذا المشتري الذي‬
‫ن‪ ‬المشتري‪ ‬ليس‪ُ ‬مْلَزمًا‪ ‬‬‫جون‪ ‬بأ ّ‬
‫طلبها بعينها بعدما طلبها على أنها له‪ ،‬ويحت ّ‬

‫ن في‬ ‫ع‪ ،‬ول شرطا ِ‬ ‫ف وبي ٌ‬ ‫سل َ ٌ‬ ‫ل َ‬ ‫ح ّ‬ ‫‪ ()1‬كقوله صلى الله عليه وسلم‪) :‬ل ي َ ِ‬
‫ك( رواه أحمد ح‬ ‫س عند َ‬ ‫ع ما لي َ‬ ‫من‪ ،‬ول بي ُ‬ ‫ح ما لم ُيض َ‬ ‫ع‪ ،‬ول رب ُ‬ ‫بي ٍ‬
‫‪ ،6671‬وأبو داود ح ‪) 3504‬باب‪ :‬في الرجل يبيع ما ليس عنده(‬
‫والترمذي وقال‪) :‬حديث حسن صحيح( ح ‪ 1234‬باب‪ :‬ما جاء في‬
‫ن الحديث ثابت‬ ‫كراهية بيع ما ليس عندك‪ ،‬وذكر شيخ السلم بأ ّ‬
‫ع( قال ابن الثير‪) :‬هو مثل أن‬ ‫ف وبي ٌ‬ ‫سل َ ٌ‬ ‫)مجموع الفتاوى ج ‪َ ) ،(20/350‬‬
‫يقول‪ :‬بعتك هذا العبد بألف على أن تسلفني ألفًا‪ ،‬إنما ُيقرضه ليحابيه في‬
‫ل قرض جّر منفعة فهو ربا ً‪،‬‬ ‫نك ّ‬ ‫الثمن‪ ،‬فيدخل في حد ّ الجهالة‪ ،‬ول ّ‬
‫ح( النهاية ج ‪.2/390‬‬ ‫ن في العقد شرطا ً ول يص ّ‬ ‫ول ّ‬
‫ة‬ ‫قدا بديناٍر‪ ،‬وَنسيئ َ ً‬ ‫ً‬ ‫وب ن َ ْ‬ ‫َ‬
‫ولك ب ِعْت ُك هذا الث ّ ْ‬ ‫َ‬ ‫ق ْ‬
‫ع(‪) :‬هو ك َ‬ ‫) َ‬
‫ن في ب َي ْ ٍ‬ ‫شْرطا ِ‬
‫ة( النهاية ج ‪.2/459‬‬ ‫يع‬
‫َْ ٍ‬ ‫ب‬ ‫في‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫يعت‬
‫َْ ْ ِ‬ ‫ب‬‫كال‬ ‫وهو‬ ‫ين‪،‬‬‫َ ْ‬‫ر‬ ‫بدينا‬
‫ح ما لم يضمن( قال العظيم آبادي‪) :‬يعني ل يجوز أن يأخذ ربح‬ ‫)رب ُ‬
‫سلعة لم يضمنها‪ ،‬مثل‪ :‬أن يشتري متاعا ً ويبيعه إلى آخر قبل قبضه من‬
‫ل وربحه ل يجوز‪ ،‬لن المبيع في ضمان البائع الول‬ ‫البائع‪ ،‬فهذا البيعُ باط ٌ‬
‫وليس في ضمان المشتري منه لعدم القبض( عون المعبود ج ‪.293-9/292‬‬
‫ما‬
‫ق‪ ،‬فل ّ‬ ‫سو ِ‬‫ت زيتا ً في ال ّ‬ ‫وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال‪) :‬ابتع ُ‬
‫ب‬‫َ‬ ‫أضر‬ ‫أن‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫فأرد‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫سن‬‫ل فأعطاني به ربحا ً ح َ‬ ‫استوجبُته لنفسي َلقَيني رج ٌ‬
‫ل‪ :‬ل‬ ‫ت فقا َ‬ ‫ن ثاب ٍ‬ ‫ت فإذا زيد ُ ب ُ‬ ‫ل من خلفي بذراعي فالتف ّ‬ ‫على يده‪ ،‬فأخذ َ رج ٌ‬
‫ل الله صلى‬ ‫ن رسو َ‬ ‫ّ‬ ‫فإ‬ ‫ك‪،‬‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ح‬
‫َ ْ ِ‬ ‫ر‬ ‫إلى‬ ‫ه‬
‫َ ُ‬‫ز‬ ‫تحو‬ ‫حتى‬ ‫ه‬
‫عت َ ُ‬‫ث ابت ْ‬ ‫ه حي ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫تب ْ‬
‫ع حتى يحوَزها‬ ‫ث ُتبتا ُ‬ ‫ع حي ُ‬ ‫سل ُ‬ ‫َ‬ ‫ع ال ّ‬ ‫الله عليه وسلم نهى أن ُتبا َ‬
‫جاُر إلى رحاِلهم( رواه أبو داود ح ‪ 3499‬باب‪ :‬في بيع الطعام قبل‬ ‫الت ّ ّ‬
‫أن ُيستوفى‪.‬‬
‫ت‬ ‫ُ‬ ‫رأي‬ ‫لقد‬ ‫)‬ ‫قال‪:‬‬ ‫عنهما‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫عمر‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫عن‬ ‫وروى البخاري‬
‫جَزافا ً‬ ‫ن ِ‬ ‫ل الله صلى الله عليه وسلم َيبتاعو َ‬ ‫د رسو ِ‬ ‫س في عه ِ‬ ‫النا َ‬
‫وهُ إلى‬ ‫يؤ‬
‫ُ ُ‬ ‫تى‬ ‫ّ‬ ‫ح‬ ‫مكانهم‬ ‫في‬ ‫عوه‬ ‫َ ُ‬ ‫يبي‬ ‫أن‬ ‫ن‬ ‫بو‬
‫ُ َ ُ َ‬ ‫ر‬ ‫يض‬ ‫‪-‬‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫الطعا‬ ‫‪ -‬يعني‬
‫جزافا أن ل‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫من رأى إذا اشترى طعاما ِ‬ ‫ب‪َ :‬‬ ‫حاِلهم( ح ‪) 2030‬با ُ‬ ‫ر َ‬
‫ِ‬
‫ب في ذلك(‪ ،‬ورواه مسلم ح ‪1527‬‬ ‫ِ‬ ‫والد‬ ‫له‪،‬‬ ‫ح‬
‫َ ْ ِ‬ ‫ر‬ ‫إلى‬ ‫ه‬ ‫ي‬
‫ُ ِ َ ُ‬‫و‬ ‫يؤ‬ ‫حتى‬ ‫ه‬
‫َيبي َ ُ‬
‫ع‬
‫ب‪ :‬بطلن بيع المبيع قبل القبض(‪.‬‬ ‫)با ُ‬
‫وقد أجمع العلماء على النهي عن بيع ما َلم يملك )المبدع ج‬
‫‪.(4/18‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪58‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫بشرائها‪ ‬لو‪ ‬عدل‪ ‬عنه‪ ‬لكنهم يعلمون أنه عازم عليها‪ ،‬ولول ذلك لم‬


‫يشتروها؟‪.‬‬
‫والسؤال‪ ‬الثاني‪ :‬يشترط البنك على المشتري أنه لو عدل عن الشراء فإنه‬
‫ملزٌم بدفع ما يلحق البنك من نقص نتيجة عدوله عن الشراء‪ ،‬فهل هذا‬
‫ن‪ ‬لديهم‪ ‬فتوى‪ ‬شرعية‪ ‬بذلك‪ ،‬وإذا كان لديه‬ ‫الشرط صحيح‪ ،‬ويّدعي‪ ‬البنك‪ ‬أ ّ‬
‫ن الحقيقة في‬ ‫فتوى بذلك فهل‪ ‬هي‪ ‬شرعية‪ ‬أم‪ ‬احتيال‪ ‬على‪ ‬ال‪ ‬سبحانه‪ ،‬ل ّ‬
‫هذه المعاملة‪ :‬هي‪ ‬شراء‪ ‬نقد‪ ‬بنقد‪ ‬وزيادة‪ ،‬لكن تلك السيارة أو العمارة‬
‫ن المر قد‬‫جعلت واسطة لستحلل الّربا بأدنى الحيل‪ ،‬أفتونا مأجورين‪ ،‬فإ ّ‬ ‫ُ‬
‫شاع وعظم انتشاره؟‪.‬‬
‫ض‪ ‬بزيادة‪ ‬‬‫ن‪ ‬حقيقتها‪ ‬قر ٌ‬ ‫ج‪ / ‬ل‪ ‬يجوُز‪ ‬التعامُل‪ ‬بالمعاملة‪ ‬المذكورة‪ ،‬ل ّ‬
‫مشروطة‪ ‬عند‪ ‬الوفاء‪ ،‬والصورة‪ ‬المذكورة‪ ‬ما‪ ‬هي‪ ‬إل‪ ‬حيلة‪ ‬للتوصل‪ ‬إلى‪ ‬‬
‫ب ترك التعامل بها‬ ‫الّربا‪ ‬المحّرم‪ ‬بالكتاب‪ ‬والسنة‪ ‬وإجماع‪ ‬المة‪ ،‬فالواج ُ‬
‫طاعة ل ولرسوله صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫عبد العزيز بن عبد ال آل‬ ‫عبد ال بن‬ ‫صالح الفوزان‬ ‫بكر أبو‬
‫الشيخ‬ ‫غديان‬ ‫زيد‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬
‫الفتوى رقم ‪ 20838‬في ‪2/3/1420‬هـ‪.‬‬
‫س‪ / ‬هناك‪ ‬بنك‪ ‬يشتري‪ ‬كل‪ ‬ما‪ ‬أطلبه من أثاث أو قطعة أرض أو سيارة‬
‫بشرط‪ :‬أن‪ ‬أكون‪ ‬موظف‪ ،‬وأن‪ُ ‬أحّول‪ ‬راتبي‪ ‬في‪ ‬ذلك‪ ‬البنك‪ ‬ولمدة‪ ‬خمس‪ ‬‬
‫ل‪ :‬أذهب إلى ذلك البنك وأقول له‪ُ :‬أريد‬
‫سنوات‪ ،‬وذلك ضمانًا لحقه‪ ،‬فمث ً‬
‫منك شراء سيارة‪ ،‬فيقول‪ ‬لي‪ :‬اذهب إلى الشركة أو المعرض الذي توجد‬
‫فيها السيارة التي تريدها‪ ،‬وأعطني من ذلك المعرض أو تلك الشركة ورقة‬
‫رسمية ُمبّين فيها قيمة السيارة‪ ،‬فإذا أحضرت الورقة‪ ،‬أعطاني‪ ‬شيك‪ ‬باسم‪ ‬‬
‫تلك الشركة أو المعرض به قيمة السيارة‪ ،‬وبرفقته ورقة مكتوبًا فيها‪ :‬ادفعوا‬

‫وقال ابن المنذر‪) :‬بيع ما ليس عندك يحتمل معنيين‪ :‬أحدهما‪ :‬أن يقول‪:‬‬
‫أبيعك عبدا ً أو دارا ً معينة وهي غائبة‪ ،‬فيشبه بيع الغرر‪ ،‬لحتمال أن تتلف أو ل‬
‫يرضاها‪ ،‬ثانيهما‪ :‬أن يقول‪ :‬هذه الدار بكذا على أن أشتريها لك من‬
‫صاحبها‪ ،‬أو على أن ُيسلمها لك صاحبها( فتح الباري ج ‪.4/349‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪59‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫لحامل هذا الشيك سيارته‪ ،‬فإذا كان ثمن السيارة مائة ألف ريال‪ ،‬فإنه‪ ‬‬
‫ُيضيف عليها ‪ % 7‬للسنة الواحدة ُمقابل البيع الجل‪ ،‬ولمدة خمس سنوات‪،‬‬
‫ي في الوراق الرسمية لدى البنك مائة وخمس‬ ‫فيصبح ثمن السيارة عل ّ‬
‫وثلثون ألف ريال‪.‬‬
‫ت شراء قطعة أرض فإنه يطلب مني إحضار‬ ‫وهناك‪ ‬مثال‪ ‬آخر‪ :‬إذا أرد ُ‬
‫ي الشيك وُيضيف‬ ‫ورقة من مكتب العقار ُأبّين فيها قيمة الرض‪ ،‬ثّم يدفع إل ّ‬
‫‪ % 7‬فائدة مقابل الجل ولمدة خمس سنوات‪ ،‬فإذا كان ثمن الرض مائة‬
‫ع من‬ ‫ي لذلك البنك ‪ 135‬ألف ريال‪ ،‬هل‪ ‬هذا‪ ‬البيع نو ٌ‬ ‫ألف ريال ُيصبح عل ّ‬
‫سَلم‪ ،‬لنه ضمن حّقه مقّدمًا‪ ،‬ولمدة خمس سنوات‪ ،‬حيث أني‬ ‫أنواع بيع ال ّ‬
‫ي أوراق وتعهدات بموجبها تحول راتبي تلقائيًا لذلك‬ ‫موظف‪ ،‬وأخذ عل ّ‬
‫البنك‪ ،‬فيأخذ كل شهر قسطه‪ ،‬ويترك لي الباقي‪ ،‬وهل‪ ‬هذا‪ ‬البيع‪ ‬جائز‪ ‬شرعًا‪ ‬‬
‫أم‪ ‬ل؟‪.‬‬
‫ن‪ ‬حقيقتها‪ ‬قرض‪ ‬بزيادة‪ ‬‬ ‫ج‪ / ‬ل‪ ‬يجوُز‪ ‬التعامل‪ ‬بالمعاملة‪ ‬المذكورة‪ ،‬ل ّ‬
‫مشروطة‪ ‬عند‪ ‬الوفاء‪ ،‬والصورة‪ ‬المذكورة‪ ‬مجّرد‪ ‬حيلة‪ ،‬وإل‪ ‬فهي‪ ‬معاملة‪ ‬‬
‫ربوية‪ ‬محّرمة‪ ‬في‪ ‬الكتاب‪ ‬والسنة‪ ‬وإجماع‪ ‬المة‪ ،‬فيجب ترك التعامل بها‬
‫طاعة ل ولرسوله صلى ال عليه وسلم‪   :‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪.  ‬‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬
‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬
‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫عبد العزيز بن عبد ال آل‬ ‫عبد ال بن غديان‬ ‫صالح‬ ‫بكر أبو‬
‫الشيخ‬ ‫الفوزان‬ ‫زيد‬
‫‪  ‬‬
‫سئل سماحة الشيخ محمد‪ ‬بن‪ ‬صالح‪ ‬العثيمين رحمه ال تعالى )فتاوى‬ ‫*وُ‬
‫معاصرة ص ‪.(52-47‬‬
‫ن بعض الشركات‪ :‬يأتي إليها الشخص وهو بحاجة إلى‬ ‫س ‪ /‬لقد لوحظ أ ّ‬
‫شراء أثاث أو سيارة أو منزل أو غير ذلك ‪ -‬وهي‪ ‬غير‪ ‬مملوكة‪ ‬لدى‪ ‬‬
‫الشركة ‪ -‬فتقوم الشركة‪ ‬بشراء هذه الحاجة ثّم بيعها على هذا الشخص‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪60‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫بالتقسيط مع أخذ الفوائد عليها‪ ،‬أو‪ُ ‬تكّلفه‪ ‬بشرائها‪ ،‬ثّم تقوم الشركة بتسديد‬


‫سب الفواتير وتأخذ على هذا الشخص فائدة‪ ،‬فما الحكم؟‪.‬‬ ‫حَ‬‫المبلغ َ‬
‫ن من استقرض مائة ألف ريال ليوفيها على أقساط مع‬ ‫ج ‪ /‬من المعلوم أ ّ‬
‫ن‪ ‬‬
‫ل قسط‪ ،‬وتزيد هذه النسبة كّلما امتّد الجل‪ ،‬أو ل تزيد‪ ،‬أ ّ‬ ‫زيادة ‪ % 8‬لك ّ‬
‫هذا‪ ‬من‪ ‬الّربا‪ ،‬ربا‪ ‬النسيئة‪ ‬والفضل‪ ،‬وأنه يزداد‪ُ ‬قبحًا إذا كان كّلما امتّد‬
‫الجل ازدادت النسبة‪ ،‬وهذا‪ ‬من‪ ‬ربا‪ ‬الجاهلية الذي قال ال فيه‪ :‬‬
‫‪                            ‬‬
‫‪                   ‬‬
‫‪          ‬‬
‫‪                ‬‬
‫‪              ‬‬
‫‪      ‬‬
‫‪          ‬‬
‫‪.     ‬‬
‫ل على محارم ال‪ ،‬ومكٌر‪،‬‬ ‫ل على هذه المعاملة َتحّي ٌ‬
‫ن التحّي َ‬
‫ومن‪ ‬المعلوم‪ :‬أ ّ‬
‫ن التحّي َ‬
‫ل‬ ‫ع لمن يعلم خائنة العين وما ُتخفي الصدور‪ ،‬ومن‪ ‬المعلوم‪ :‬أ ّ‬ ‫وخدا ٌ‬
‫ل بمجّرد صورٍة ظاهُرها الحلل ومقصوُدها‬ ‫على محارم ال ل يجعلها حل ً‬
‫الحرام‪.‬‬
‫ن‪ ‬الُمتحّيَل‪ ‬‬
‫ل على محارم ال ل يزيُدها إل قبحًا‪ ،‬ل ّ‬ ‫ن التحّي َ‬
‫ومن‪ ‬المعلوم‪ :‬أ ّ‬
‫عليها‪ ‬يقُع‪ ‬في‪ ‬محذورين‪:‬‬
‫المحذور‪ ‬الول‪ :‬الخداع‪ ،‬والمكر‪ ،‬والتلعب بأحكام ال عّز وجل‪.‬‬
‫المحذور‪ ‬الثاني‪ :‬مفسدة ذلك المحّرم الذي تحّيل إلى الوصول إليه‪ ،‬لنها قد‬
‫تحققت بذلك الحيلة‪.‬‬
‫ع فيما ارتكبته اليهود‪،‬‬ ‫ل على محارم ال تعالى وقو ٌ‬ ‫ن التحّي َ‬
‫ومن‪ ‬المعلوم‪ :‬أ ّ‬
‫ل ُمشابهًا لهم في ذلك‪ ،‬ولهذا جاء في الحديث‪» :‬ل‪ ‬ترتكبوا‪ ‬ما‪ ‬‬ ‫ن الُمتحّي ُ‬
‫فيكو ُ‬
‫)‪(1‬‬
‫حيل« ‪.‬‬ ‫حّلوا‪ ‬محارَم‪ ‬ال‪ ‬بأدنى‪ ‬ال ِ‬‫ارتكبت‪ ‬اليهود‪ ،‬فتست ِ‬
‫ومن‪ ‬المعلوم‪ ‬للمتأّمل‪ ‬المتجّرد‪ ‬عن‪ ‬الهوى‪ :‬أنّ من قال لشخص ُيريُد‬
‫سيارة‪ :‬اذهب إلى المعرض وتخّير السيارة التي ُتريد‪ ،‬وأنا أشتريها من‬
‫المعرض ثّم أبيعها عليك مؤجلة بأقساط‪ ،‬أو قال لشخص يريد أرضًا‪ :‬اذهب‬

‫‪ ()1‬قال ابن القيم‪) :‬روى ابن بطة وغيره بإسناد حسن( وساق‬
‫الحديث‪ ،‬انظر‪ :‬حاشية ابن القيم ج ‪.9/244‬‬
‫ن الحديث ثابت )تنقيح تحقيق أحاديث التعليق ج‬ ‫وقال ابن عبدالهادي‪ :‬بأ ّ‬
‫‪.(3/426‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪61‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫إلى المخطط وتخّير الرض التي تريد وأنا أشتريها من المخطط ثّم أبيعها‬
‫عليك مؤجلة بأقساط‪ (...‬إلى أن قال رحمه ال ‪:‬‬
‫ن‪ ‬التعامل‪ ‬‬ ‫)أقول‪ :‬من المعلوم للمتأّمل المنصف المتجّرد عن هوى النفس‪ :‬أ ّ‬
‫ن التاجر الذي اشترى‬ ‫على‪ ‬هذا‪ ‬الوجه‪ ‬من‪ ‬التحّيِل‪ ‬على‪ ‬الّربا‪ ،‬وذلك ل ّ‬
‫السلعة لم يقصد شراءها ولم يكن ذلك يدور في فكره‪ ،‬ولم يكن اشتراها‬
‫لطالبها من أجل الحسان المحض إليه‪ ،‬وإنما اشتراها من أجل الزيادة التي‬
‫يحصل عليها منه في مقابلة التأجيل‪ ،‬ولهذا كّلما امتّد الجل كثرت الزيادة‪،‬‬
‫فهو‪ ‬في‪ ‬الحقيقة‪ ‬كقول‪ ‬القائل‪ُ :‬أقرضك ثمن هذه الشياء بزيادة ربوية ُمقابل‬
‫التأجيل‪ ،‬ولكنه أدخل بينهما سلعة‪ ،‬كما ثبت عن ابن عباس رضي ال عنهما‬
‫سئل عن رجل باع من رجل حريرة بمئة ثّم اشتراها بخمسين‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫أنه ُ‬
‫دراهم بدراهم متفاضلة دخلت بينهما حريرة‪.‬‬
‫قال ابن القيم رحمه ال ‪ 5/103‬من تهذيب السنن‪ :‬وهذا‪ ‬الّربا‪ ‬تحريمه‪ ‬تابٌع‪ ‬‬
‫لمعناه‪ ‬وحقيقته‪ ،‬فل‪ ‬يزول‪ ‬بتبدل‪ ‬السم‪ ‬بصورة‪ ‬البيع‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫‪ ‬وأنت‪ ‬لو‪ ‬قارنت‪ ‬مسألة‪ ‬العينة‪ ‬بهذه‪ ‬المسألة‪ ‬لوجدت‪ ‬هذه‪ ‬المسألة‪ ‬أقرب‪ ‬إلى‪ ‬‬
‫ن العينة كما قال‬ ‫التحّيل‪ ‬على‪ ‬الّربا‪ ‬من‪ ‬مسألة‪ ‬العينة‪ ‬في‪ ‬بعض‪ ‬صورها‪ ،‬فإ ّ‬
‫الفقهاء‪ :‬أن يبيع سلعة على شخص بثمن مؤجل ثّم يشتريها منه نقدًا بأقل‪،‬‬
‫ن البائع قد ل ينوي حين بيعها أن يشتريها‪ ،‬ومع ذلك يحرم عليه‪ ،‬ول‬ ‫مع أ ّ‬
‫ُيبّرُر هذه المعاملة قول البائع المتحّيل‪ :‬أنا ل ُأجبره على أخذ السلعة التي‬
‫ل لحاجته إليها‬ ‫اشتريُتها له‪ ،‬وذلك لنه من المعلوم أن المشتري لم يطلبها إ ّ‬
‫ن أحدًا من الناس الذين يشترون هذه‬ ‫وأنه لن يرجع عن شرائه‪ ،‬ولم نسمع أ ّ‬
‫ن التاجر المتحّيل قد احتاط لنفسه‬ ‫السلع على هذا الوجه رجع عن شرائه‪ ،‬ل ّ‬
‫ن المشتري لن يرجع‪ ،‬اللهم إل أن يجد في السلعة عيبًا أو نقصًا‬ ‫وهو يعلم أ ّ‬
‫في المواصفات‪.‬‬
‫‪ ‬فإن‪ ‬قيل‪ :‬إذا كانت هذه المعاملة من التحّيل على الّربا‪ ،‬فهل من طريق‬
‫تحصل به مصلحة هذه المعاملة بدون تحّيل على الّربا؟‪.‬‬
‫ن ال تعالى بحكمته ورحمته لم ُيغلق عن عباده أبواب‬ ‫‪ ‬فالجواب‪ :‬أ ّ‬
‫المصالح‪ ،‬فإنه إذا حّرم عليهم شيئًا من أجل ضرره فتح لهم أبوابًا تشتمل‬
‫على المصالح بدون ضرر‪.‬‬
‫والطريق‪ ‬للسلمة‪ ‬من‪ ‬هذه‪ ‬المعاملة‪ :‬أن تكون السلع موجودة عند التاجر‬
‫فيبيعها على المشترين بثمن مؤجل ولو بزيادة على الثمن الحال‪ ،‬ول أظن‬
‫التاجر الكبير ُيعجزه أن يشتري السلع التي يرى إقبال الناس عليها كثيرًا‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪62‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫ليبيعها إياهم بالثمن الذي يختاره فيحصل له ما يريد من الربح‪ ‬مع‪ ‬السلمة‪ ‬‬


‫من‪ ‬التحّيل‪ ‬على‪ ‬الّربا‪ ،‬وربما يحصل له الثواب في الخرة إذا قصَد بذلك‬
‫ي صلى ال عليه‬ ‫التيسير على العاجزين على الثمن الحال‪ ،‬فقد قال النب ّ‬
‫)‪(1‬‬
‫وسلم‪) :‬إنما العمال بالنيات‪ ،‬وإنما لكل امرئ ما نوى( ‪ ،‬وما‪ ‬ذكره‪ ‬‬
‫السائل‪ :‬من كون الشركة ُتكّلف المشتري بشراء السلعة التي ُيريدها‪ ،‬فإن‪ ‬‬
‫ل‪ ‬عنها‪ ‬في‪ ‬ذلك‪ ‬فهذه‪ ‬هي‪ ‬المسألة‪ ‬التي‪ ‬تكّلمنا‪ ‬‬ ‫كانت‪ُ ‬تريد‪ ‬أن‪ ‬يكون‪ ‬وكي ً‬
‫ض‪ ‬جّر‪ ‬نفعًا‪ ،‬ول‪ ‬إشكال‪ ‬‬ ‫عنها‪ ،‬وإن كانت تريد أن يشتريها لنفسه‪ ‬فهذا‪ ‬قر ٌ‬
‫في‪ ‬أنه‪ ‬ربًا‪ ‬صريح‪.‬‬
‫‪  ‬‬
‫من الحلول الشرعية في بيع السيارات‪ :‬الفتوى رقم ‪ 17337‬في‬
‫‪28/10/1414‬هـ‪.‬‬
‫س ‪ /1‬حضر عندي رجل وقال‪ :‬أعطني مبلغ ‪ 23000‬ثلثة وعشرون ألف‬
‫ريال‪ ،‬وبعد‪ ‬سنة‪ُ ‬أعطيك‪ ‬سيارة‪ ‬داتسون غمارة واحدة موديل ‪ ،94‬فهل هذا‬
‫جائز‪ ،‬أم ل؟‪.‬‬
‫ج ‪ /1‬يجوز أن ُتقّدم لشخص مبلغًا من المال على أن َيرد عليك ُمقابله‬
‫سَلم الذي هو‪ :‬تعجيل الثمن‬ ‫ط‪ ‬بالوصف‪ ،‬ويكون ذلك من قبيل ال ّ‬ ‫سيارة‪ ‬تنضب ُ‬
‫ط‪ ‬أن‪ ‬يقبض‪ ‬‬ ‫ن السيارة تنضبط بالوصف‪ ،‬ولكن‪ُ ‬يشتر ُ‬ ‫وتأجيل المثمن‪ ،‬ل ّ‬
‫ل‪ ‬في‪ ‬مجلس‪ ‬العقد‪ ،‬وأن‪ ‬يكون‪ ‬الجُل‪ ‬معلومًا‪.‬‬ ‫الثمن‪ ‬كام ً‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬ ‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬ ‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬ ‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫نائب‪ ‬الرئيس‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫عبد العزيز بن‬ ‫عبد الرزاق‬ ‫عبد ال بن‬ ‫عبد العزيز آل‬ ‫صالح‬ ‫بكر أبو‬
‫باز‬ ‫عفيفي‬ ‫غديان‬ ‫الشيخ‬ ‫الفوزان‬ ‫زيد‬
‫‪  ‬‬
‫سئل سماحة الشيخ محمد‪ ‬بن‪ ‬صالح‪ ‬العثيمين‪ ‬‬
‫شراء العملت والشيكات‪ُ :‬‬
‫رحمه ال تعالى )فتاوى معاصرة ص ‪: (46‬‬

‫ل الله‬
‫ن بدءُ الوحي إلى رسو ِ‬‫ف كا َ‬
‫ب‪ :‬كي َ‬
‫‪ ()1‬رواه البخاري ح ‪ 1‬با ٌ‬
‫ل ذكره‪ :‬‬
‫‪ ‬‬ ‫ل الله ج ّ‬‫صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وقو ُ‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬‫‪ ‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪63‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫س ‪ /‬ما حكم شراء‪ ‬العملت‪ ‬الجنبية‪ ‬من‪ ‬البنوك؟ وإذا أراد شخص أن‬


‫يشتري دولرًا أو غيره بريالت‪ ،‬هل ُيشترط التقابض؟ وهل الشيك من‬
‫البنك ُيعتبر قبضًا؟‪.‬‬
‫ج‪ / ‬شراء الُعملت من البنوك أو غيرها جائز‪ ،‬لكن‪ُ ‬يشترط‪ ‬أن يكون‬
‫التقابض قبل التفّرق‪ ،‬لن‪ ‬العملت‪ ‬يجري‪ ‬فيها‪ ‬ربا‪ ‬النسيئة‪ ،‬فإذا تقابضا قبل‬
‫التفّرق فل بأس‪.‬‬
‫حواَلة‪ ،‬بدليل‪ :‬أنه لو استلم الشيك مث ً‬
‫ل‬ ‫أما‪ ‬الشيك‪ :‬فل‪ ‬نرى‪ ‬أنه‪ ‬تسليم‪ ،‬لنه َ‬
‫جَع على صاحبه الذي أعطاه إياه‪ ،‬ولم يقل إني قبضتك‪ ،‬فل‬ ‫فضاع منه‪َ ،‬ر َ‬
‫شيء لك‪ ،‬وعلى‪ ‬هذا‪ :‬يقع‪ ‬في‪ ‬ربا‪ ‬النسيئة‪.‬‬
‫‪  ‬‬
‫معنى ربا الفضل وربا النسيئة‪ :‬الفتوى رقم ‪ 18612‬ج ‪.331-13/330‬‬
‫ضل ببيان ربا الفضل وربا النسيئة‪ ،‬والفرق بينهما؟‪.‬‬ ‫س ‪ /32‬نرجو التف ّ‬
‫ج ‪ /32‬ربا‪ ‬النسيئة مأخوذ من النسأ‪ ،‬وهو‪ ‬التأخير‪ ،‬وهو‪ ‬نوعان‪ :‬الول‪ :‬‬
‫ب‪ ‬الّدين‪ ‬على‪ ‬المعسر‪ ،‬وهذا هو ربا الجاهلية‪ ،‬فيكون للرجل على الرجل‬ ‫قل ُ‬
‫ل قال له صاحب الّدين‪ :‬إّما أن تقضي‪ ،‬وإما أن تربي‪،‬‬ ‫جل‪ ،‬فإذا ح ّ‬ ‫ل مؤ ّ‬‫ما ٌ‬
‫فإن قضاه وإل زاد الدائن في الجل وزاد في الّدين ُمقابل التأجيل‪،‬‬
‫فيتضاعف الّدين في ذمة المدين‪.‬‬
‫‪ ‬الثاني‪ :‬ما‪ ‬كان‪ ‬في‪ ‬بيع‪ ‬جنسين‪ ‬اتفقا‪ ‬في‪ ‬عّلة‪ ‬ربا‪ ‬الفضل‪ ،‬مع تأخير‬
‫قبضهما أو قبض أحدهما‪ ،‬كبيع الذهب بالذهب أو بالفضة‪ ،‬أو الفضة‬
‫ل أو بدون تقابض في مجلس العقد‪.‬‬ ‫جً‬ ‫بالذهب مؤ ّ‬
‫‪ ‬أّما‪ ‬ربا‪ ‬الفضل‪ :‬فهو‪ ‬مأخوٌذ‪ ‬من‪ ‬الفضل‪ ،‬وهو‪ :‬الزيادة‪ ‬في‪ ‬أحد‪ ‬العوضين‪،‬‬
‫وجاءت النصوص بتحريمه في ستة أشياء‪ ،‬وهي‪ :‬الذهب‪ ،‬والفضة‪ ،‬والُبر‪،‬‬
‫والشعير‪ ،‬والتمر‪ ،‬والملح‪.‬‬
‫حُرَم‪ ‬التفاضل‪ ‬بينهما‪ ،‬وُيقاس على هذه‬ ‫فإذا‪ِ ‬بيَع‪ ‬أحُد‪ ‬هذه‪ ‬الشياء‪ ‬بجنسه‪َ  ‬‬
‫ل‪ :‬بيع كيلو ذهب رديء‬ ‫الشياء الستة ما شاركها في العّلة‪ ،‬فل يجوز مََث ً‬
‫جّيد‪ ،‬وكذا الفضة بالفضة‪ ،‬والبّر بالُبّر‪ ،‬والشعير‬ ‫بنصف كيلو ذهب َ‬
‫بالشعير‪ ،‬والتمر بالتمر‪ ،‬والملح بالملح‪ ،‬ل‪ ‬يجوز‪ ‬بيع‪ ‬شيء‪ ‬منها‪ ‬بجنسه‪ ‬إل‪ ‬‬
‫ل بمثل‪ ،‬سواًء بسواٍء‪ ،‬يدًا بيٍد‪.‬‬ ‫ِمْث ً‬
‫لكن‪ ‬يجوز‪ ‬بيع كيلو ذهب بكيلوين فضة إذا كان يدًا بيد‪ ،‬لختلف الجنس‪،‬‬
‫ضِة‪ ،‬والُبّر‪ ‬‬‫ضُة‪ ‬بالِف ّ‬‫ب‪ ،‬والِف ّ‬ ‫ب‪ ‬بالّذه ِ‬
‫وقد قال صلى ال عليه وسّلم‪» :‬الّذَه ُ‬
‫سَواًء‪ ‬‬ ‫ل‪ِ ‬بمْثٍل‪َ  ،‬‬
‫ح‪ِ ،‬مْث ً‬
‫ح‪ ‬بالِمْل ِ‬
‫شعيِر‪ ،‬والّتمُر‪ ‬بالّتمِر‪ ،‬والِمْل ُ‬ ‫شعيُر‪ ‬بال ّ‬‫بالُبّر‪ ،‬وال ّ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪64‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫ن‪ ‬يَدًا‪ ‬‬
‫شئُتْم‪ ،‬إذا‪ ‬كا َ‬
‫ف‪ِ  ‬‬‫ف‪ ‬فبيُعوا‪ ‬كي َ‬
‫ت‪ ‬هذه‪ ‬الصنا ُ‬ ‫سَواٍء‪َ ،‬يَدًا‪ ‬بَيٍد‪ ،‬فإذا‪ ‬اختَلَف ْ‬
‫ب َ‬
‫)‪(1‬‬
‫بيٍد« رواه مسلم من حديث عبادة بن الصامت رضي ال عنه ‪.‬‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬ ‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫نائب رئيس‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫اللجنة‬
‫عبد العزيز بن عبد ال‬ ‫عبد العزيز آل‬ ‫عبد ال بن قعود عبد ال بن غديان‬
‫بن باز‬ ‫الشيخ‬
‫‪  ‬‬
‫بيع شهادة الزراعة‪ :‬الفتوى رقم ‪ 12564‬ج ‪.222-13/221‬‬
‫س ‪ /‬أنا رجل مزارع عندي قمح قليل مقداره‪ :‬رد واحد على سيارة قلبي‬
‫عادي‪ ،‬وعندي‪ ‬شهادة‪ ‬من‪ ‬الزراعة‪ ‬إني‪ ‬مزارع‪ ،‬ثم‪ ‬أبيع‪ ‬زرعي‪ ‬على‪ ‬أخي‪ ‬‬
‫ل‪ ،‬ثم‪ ‬أخي‪ ‬يأخذ‪ ‬مني‪ ‬الشهادة‪ ‬‬ ‫في‪ ‬ثمن‪ ‬معلوم‪ ،‬مقداره ‪ 10000‬ريال مث ً‬
‫التي‪ ‬عندي‪ ‬من‪ ‬الزراعة‪ ،‬ويحط‪ ‬مع‪ ‬زرعي‪ ‬هذا‪ ‬القليل‪ ‬عيش‪ ‬كثير‪ ‬من‪ ‬‬
‫مزرعته‪ ،‬يمل سيارة كبيرة سكس أو عايدي أو تريلة‪ ،‬ثم ُيسلمه لمطاحن‬
‫الدقيق هو‪ ،‬وشهادته في اسمي‪ ،‬علمًا أنني بايعه في المبلغ المذكور عشرة‬
‫آلف ريال ‪ ،10000‬فهل هذا يجوز لي أم هذا من التحّيل الممنوع‪ ،‬والكذب‬
‫ن الحاجة‬‫على الحكومة؟ أرجو الجابة في أسرع وقت ممكن إن شاء ال‪ ،‬ل ّ‬
‫إلى ذلك ماسة‪ ،‬وأكثر المزارعين واقعين في هذا‪ ،‬وحجتهم يقولون‪ :‬ما فيه‬
‫بأس‪ ،‬البائع يأخذ القيمة في سعر معلوم‪ ،‬والشاري تنفعه الشهادة‪ ،‬ول على‬
‫البائع مضّرة‪.‬‬
‫ش‪ ‬والكذب‪.‬‬ ‫ج ‪ /‬إذا‪ ‬كان‪ ‬المُر‪ ‬كما‪ُ ‬ذكر‪ ‬فل‪ ‬يجوز‪ِ ،‬لما‪ ‬فيه‪ ‬من‪ ‬الغ ّ‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬
‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬
‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫نائب رئيس اللجنة‬ ‫عضو‬
‫عبد العزيز بن عبد ال بن‬ ‫عبد الرزاق عفيفي‬ ‫عبد ال بن‬
‫باز‬ ‫غديان‬
‫‪  ‬‬
‫العمل في الجمارك ومصلحة الضرائب‪ :‬الفتوى رقم ‪ 7883‬ج ‪-15/64‬‬
‫‪.67‬‬
‫ب‪ :‬الصرف وبيع الذهب بالورق نقدا ً‪.‬‬
‫‪ ()1‬ح ‪ 1587‬با ُ‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪65‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫خصه‪:‬‬‫سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء ما ُمَل ّ‬ ‫ُ‬


‫ن الجمارك تأتي لها من الخارج جميع البضائع والسلع سواء‬ ‫يعلم فضيلتكم أ ّ‬
‫كانت سلعًا وبضائع مباحة أو كانت محّرمة كالخمور والتبغ وغيرها‪،‬‬
‫وعملي‪ ‬في‪ ‬ذلك‪ ‬هو‪ :‬أنني مأمور جمرك أقوم بفحص هذه البضائع وتحديد‬
‫نوعيتها ومطابقتها للمستندات والوراق الخاصة بها تمهيدًا لتحديد الرسوم‬
‫الجمركية عليها‪ ،‬فوظيفتي هنا تستلزم فحص وتقييم السلع والبضائع الواردة‬
‫سواء كانت محّرمة أو ُمحّلَلة‪ ،‬ومطابقتها لقوائم الشحن الواردة مع البضائع‪،‬‬
‫فما رأي فضيلتكم في مثل هذه النوعية من العمال؟ أفتونا مأجورين‪.‬‬
‫أما‪ ‬بالنسبة‪ ‬للضرائب‪ :‬فالنظام الظريبي المصري يقتضي أن يدفع الشخص‬
‫ق مطلق للدولة وهي تحصل قسرًا‬ ‫مبلغًا معّينًا من المال أو فريضة نقدية كح ّ‬
‫وجبرًا من الفراد‪ ،‬ووظيفتي فيها ستكون هي تحديد الضريبة المعينة التي‬
‫يخضع لها الشخص المعّين وتحصيلها منه قسرًا وعنوة وجبرًا‪ ،‬فكما‪ ‬قيل‪ ‬‬
‫لنا‪ :‬إنها نوع من أنواع المُكوس‪ ،‬فالضرائب هذه ُتفرض على أصحاب‬
‫الملهي والكباريهات والكازينوهات والسيارات والممثلين والتجار‬
‫والصّناع والمزارعين والشركات والمصانع‪ ،‬وبالتالي فالجر الذي سوف‬
‫أحصل عليه خليط من جملة هذه النواع من الضرائب‪ ،‬ونرجو منكم‬
‫المسارعة في إرسال الفتوى حيث إنني على وشك العمل في الجمارك‪.‬‬
‫ت فهو‪ ‬‬ ‫ج ‪ /‬أوًل‪ :‬إذا كان العمل بمصلحة الضرائب على الصفة التي ذكر َ‬
‫ُمحّرٌم‪ ‬أيضًا‪ِ ،‬لما‪ ‬فيه‪ ‬من‪ ‬الظلم‪ ‬والعتساف‪ ،‬وِلما‪ ‬فيه‪ ‬من‪ ‬إقرار‪ ‬الُمحّرمات‪ ‬‬
‫وجباية‪ ‬ضريبة‪ ‬عليها‪.‬‬
‫طُرق الكسب َوْقَفًا على ما ُذكر من العمال‪ ،‬ول محصورة في‬ ‫ثانيًا‪ :‬ليست ُ‬
‫الوظائف‪ ،‬بل أبواب الكسب الحلل والحصول على ما يحتاجه النسان من‬
‫الثروة وما يقوم بشؤون حياته كثيرة‪ ،‬فعلى المسلم أن يتقي ال ويسلك طرق‬
‫سر ال أمره‪ ،‬وقال ال تعالى‪   :‬‬ ‫الكسب الحلل‪ ،‬إرضاًء ل لُيي ّ‬
‫‪     ‬‬‫‪‬‬
‫‪ ‬‬‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪     ‬‬
‫‪     ‬‬
‫‪.     ‬‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬
‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬
‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪66‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫الرئيس‬ ‫نائب‪ ‬رئيس‪ ‬‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬


‫اللجنة‬
‫عبد العزيز بن عبد ال‬ ‫عبد الرزاق عفيفي‬ ‫عبد ال بن قعود عبد ال بن غديان‬
‫بن باز‬
‫‪  ‬‬
‫لت والجرائد‪ :‬الفتوى رقم ‪ 4961‬ج ‪.53-15/52‬‬ ‫ل في المج ّ‬ ‫العم ُ‬
‫س‪ /‬أعمُل‪ ‬محاسبًا‪ ‬في‪ ‬جريدة‪ ،‬والجريدة‪ ‬تنشر‪ ‬يوميًا‪ ‬صفحة‪ ‬عن‪ ‬أخبار‪ ‬‬
‫الممثلين‪ ‬والممثلت‪ ،‬والمطربين‪ ‬والمطربات‪ ،‬فهل‪ ‬في‪ ‬راتبي‪ ‬شيء؟‪.‬‬
‫ب في أخبار الممثلين والممثلت في فّنهم‪ ،‬وفي الحديث عن‬ ‫ج‪ /‬الغال ُ‬
‫طَرِبهم الشّر والنحراف عن الجاّدة‪ ،‬وفي ذلك‬
‫المطربين والمطربات في َ‬
‫ج لفنون اللهو‪ ،‬وإشاعة‪ ‬للفتن‪ ‬والمغريات‪ ‬بالفواحش‪ ،‬ونشر‪ ‬للشّر‪ ‬‬ ‫تروي ٌ‬
‫والفساد‪ ،‬وأمثال ذلك مما ُيدنس الهيئة‪ ،‬ويذهب بالكرامة والقيم الخلقية‪،‬‬
‫ن‪ ‬العمل‪ ‬في‪ ‬مثل‪ ‬هذا‪ ‬الميدان‪ ‬ل‪ ‬يجوز‪ِ ،‬لما‪ ‬فيه‪ ‬من‪ ‬التعاون‪ ‬على‪ ‬‬ ‫ك‪ ‬أ ّ‬
‫ول‪ ‬ش ّ‬
‫الثم‪ ‬والعدوان‪ ،‬وعلى‪ ‬هذا‪ ‬ل‪ ‬يجوز‪ ‬اتخاذه‪ ‬طريقًا‪ ‬للكسب‪ ،‬وطرق الرزق‬
‫كثيرة‪ ،‬فليتق العبد ربه‪.‬‬
‫قال ال تعالى‪     :‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪     ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪    ‬‬‫‪ ‬‬
‫‪     ‬‬
‫‪‬‬
‫‪.  ‬‬
‫‪‬‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬
‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬
‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫نائب‪ ‬رئيس‪ ‬‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫اللجنة‬
‫عبد العزيز بن عبد ال‬ ‫عبد الرزاق عفيفي‬ ‫عبد ال بن قعود عبد ال بن غديان‬
‫بن باز‬
‫‪  ‬‬
‫خّلة‪ :‬الفتوى رقم ‪ 13508‬ج‬
‫لت والجرائد الُم ِ‬
‫ل للمج ّ‬
‫ل في بريٍد فيه نق ٌ‬
‫العم ُ‬
‫‪.86-15/85‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪67‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫س ‪ /‬حكُم السلم في عمل البريد في مجال التوزيع أو التوفير حيث إنني‬


‫يا فضيلة الشيخ أعمل في مجال التوزيع في البريد وأقوم بحمل بعض‬
‫خّلة بالداب‪.‬‬ ‫لت الُم ِ‬ ‫الجرائد والمج ّ‬
‫ج ‪ /‬ل‪ ‬يجوُز‪ ‬لك‪ ‬العمل‪ ‬في‪ ‬البريد‪ ‬إذا‪ ‬كان‪ ‬عملك‪ ‬يشتمل‪ ‬على‪ ‬توزيع‪ ‬مجلت‪ ‬‬
‫خّلة‪ ‬بالداب‪ ‬السلمية‪ِ ،‬لما‪ ‬في‪ ‬ذلك‪ ‬من‪ ‬التعاون‪ ‬على‪ ‬الثم‪ ‬والعدوان‪.‬‬ ‫ُم ِ‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬ ‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬ ‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫نائب‪ ‬رئيس‪ ‬اللجنة‬ ‫عضو‬
‫عبد العزيز بن عبد ال بن‬ ‫عبد الرزاق عفيفي‬ ‫عبد ال بن‬
‫باز‬ ‫غديان‬
‫‪  ‬‬
‫عمل الرجل مضيفًا في الطائرة‪ :‬الفتوى رقم ‪ 7356‬ج ‪.161-15/159‬‬
‫س‪ /‬ما حكم ديننا السلمي الحنيف في وظيفة مضيف جوي‪ ،‬وصفة هذه‬
‫الوظيفة هي تقديم المشروبات والعصير والمأكولت للركاب على‬
‫الطائرات المدنية وخدمتهم في جميع شركات الطيران ومنها الخطوط‬
‫السعودية‪ ،‬وإلى هنا والمر يسير في ضوء تعالم ديننا الحنيف ولكن يوجد‬
‫ل طائرة مدنية إلزاميًا عدد من المضيفين الشباب وعدد آخر من‬ ‫في ك ّ‬
‫ن نسبة كبيرة غير‬ ‫المضيفات الفتيات الفاتنات على نفس الطائرة ومنه ّ‬
‫ن ُتبدي فتنته ّ‬
‫ن‬ ‫ن غير محتشمات على الطلق وألبسته ّ‬ ‫مسلمات وجميعه ّ‬
‫ن بشكل سافر يتنافى مع تعاليم ديننا السلمي الحنيف تمامًا‪ ،‬وفي‬ ‫وعوراته ّ‬
‫هذا دعوة غير مباشرة من المضيفات لزملئهن من الشباب المضيفين‬
‫للفسق والفجور والفساد والخروج على تعاليم ديننا الحنيف وبشكل صارخ‬
‫فمهما حاول الشاب المضيف أن يمسك نفسه عن الفواحش والمعاصي فإنه‬
‫ل يستطيع أمام إغرائهن وفتنة جمالهن وهو معهن بالساعات واليام‬
‫الطويلة في مقصورة الركاب بالطائرات ويقوم معهن بنفس العمل أن يعصم‬
‫نفسه أو يمنعها من المعاصي وبما أن وظيفة مضيف جوي تؤدي إلى الفسق‬
‫والفجور والفساد والخروج على تعاليم السلم بطبيعتها فإننا نوجه لكم هذا‬
‫السؤال ما هو حكم الدين السلمي في هذه الوظيفة؟‪.‬‬
‫ج‪ /‬خدمة الركاب وتقديم الطعمة والمشروبات غير الُمحّرمة من العمال‬
‫الجائزة‪ ،‬لكن‪ :‬عمل‪ ‬الذكور‪ ‬مع‪ ‬بنات‪ ‬فاتنات‪ ‬كاسيات‪ ‬عاريات‪ ‬واختلطهم‪ ‬‬
‫ن‪ ‬في‪ ‬العمل‪ُ ‬محّرٌم‪ ،‬لنه‪ ‬مثار‪ ‬فتنة‪ ،‬ومدعاة‪ ‬لنتشار‪ ‬الشّر‪ ‬والفساد‪ ،‬‬ ‫به ّ‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪68‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫فيحرُم‪ ‬على‪ ‬المسلم‪ ‬أن‪ ‬يعمل‪ ‬في‪ ‬هذا‪ ‬المجال‪ ،‬محافظة‪ ‬على‪ ‬دينه‪ ،‬وبعدًا‪ ‬عن‪ ‬‬
‫ذرائع‪ ‬الفساد‪ ‬وانتهاك‪ ‬العراض ‪   ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪.     ‬‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬
‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬
‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬ ‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫نائب‪ ‬رئيس‪ ‬‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫اللجنة‬
‫عبد العزيز بن عبد ال‬ ‫عبد الرزاق عفيفي‬ ‫عبد ال بن قعود عبد ال بن غديان‬
‫بن باز‬
‫‪  ‬‬
‫عمل الرجال مع النساء‪ :‬الفتوى رقم ‪ 8311‬ج ‪.162-15/161‬‬
‫س ‪ / 1‬عندنا في العمل الحكومي يوجد‪ ‬الختلط‪ ‬بصورة‪ ‬مشينة‪ ،‬فجميع‬
‫المكاتب بالدائرة التي نعمل بها يوجد بها النساء أكثر من الرجال‪ ،‬وطبعًا‬
‫معظم النساء متبرجات بصورة مزرية‪ ،‬ويقع بصرنا رغمًا عنا على هذه‬
‫ث في هذا العمل‪ ،‬أم نبحث‬‫المناظر‪ ،‬فما نصيحتكم لمثلنا في هذا المر؟ أأمك ُ‬
‫عن غيره؟‪.‬‬
‫ت ولم‪ ‬تستطع‪ ‬تغيير‪ ‬المنكر‪ ‬فاجتهد‪ ‬مع‪ ‬‬ ‫ج ‪ / 1‬إذا كان الواقع كما ذكر َ‬
‫المسئولين‪ ‬في‪ ‬نقلك‪ ‬إلى‪ ‬عمل‪ ‬آخر‪ ‬ل‪ ‬اختلط‪ ‬فيه‪ ،‬فإذا‪ ‬لم‪ ‬يتم‪ ‬ذلك‪ ‬فاترك‪ ‬هذا‪ ‬‬
‫العمل‪ ‬واكتسب‪ ‬من‪ ‬عمٍل‪ ‬ل‪ُ ‬منكَر‪ ‬فيه‪ ،‬ولو‪ ‬غير‪ ‬حكومي‪ ،‬محافظة‪ ‬على‪ ‬‬
‫ة كثيرٌة ‪‬‬
‫ب المشروع ِ‬‫ق الكس ِ‬
‫طر ِ‬
‫دينك‪ ،‬وبعدًا‪ ‬عن‪ ‬مثار‪ ‬الفتنة‪ ،‬و ُ‬
‫‪      ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪. ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬
‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬
‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫نائب‪ ‬رئيس‪ ‬‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫اللجنة‬
‫عبد العزيز بن عبد ال‬ ‫عبد الرزاق عفيفي‬ ‫عبد ال بن قعود عبد ال بن غديان‬
‫بن باز‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪69‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫طباعة تعريف لمن سيأخذ سلفة من البنك‪ :‬الفتوى رقم ‪ 15229‬ج ‪-15/58‬‬
‫‪.60‬‬
‫س‪/‬أنا موظف بجامعة‪ ،‬قسم النسخ‪ ،‬ومن ضمن طبيعة عملنا الذي نقوم به‪:‬‬
‫طباعة تعاريف لبعض منسوبي الجامعة‪ ،‬لغرض أخذ سلفة من بنك القاهرة‪،‬‬
‫ن البنك يأخذ من‬
‫والذي تتعامل معه الجامعة في صرف الرواتب‪ ،‬علمًا أ ّ‬
‫جراء هذه السلفة من العميل ‪ %10‬فائدة ربوية فوق قيمة السلفة‪ ،‬فأرجو من‬
‫سماحتكم توضيح التي ‪:‬‬
‫‪ – 1‬ما‪ ‬حكم‪ ‬قيامي‪ ‬بنسخ‪ ‬هذا‪ ‬التعريف‪ ،‬وحكم من أعّده قبل نسخه )علماً‬
‫بأننا مجبورون على هذا العمل(؟‪.‬‬
‫‪ – 2‬ما حكم المستفيد من هذا التعريف؟‪.‬‬
‫‪ – 3‬حكم عمل البنك؟ وجزاكم ال خيرًا‪.‬‬
‫ج ‪ /‬ل‪ ‬يجوز‪ ‬هذا‪ ‬النسخ‪ ،‬ول‪ ‬التعريف‪ ‬لصاحبه‪ ‬إذا‪ ‬كان‪ ‬المعّرف‪ ‬والناسخ‪ ‬‬
‫ن‪ ‬به‪ ‬على‪ ‬المعاملة‪ ‬الّربوية‪ ،‬لعموم الحديث‬ ‫يعلم‪ ‬أن‪ ‬المكتوب‪ ‬له‪ ‬يستعي ُ‬
‫ن‪ ‬آكل‪ ‬الربا‪ ،‬وموكله‪ ،‬‬‫الصحيح عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪) :‬أنه‪ ‬لع َ‬
‫وكاتبه‪ ،‬وشاهديه(‪ ،‬وقال‪) :‬هم‪ ‬سواءٌ( رواه مسلم في صحيحه‪ ،‬ولعموم‬
‫قول ال عز وجل‪   :‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪      ‬‬
‫‪.‬‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬
‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬
‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫نائب‪ ‬الرئيس الرئيس‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫عبد العزيز بن‬ ‫عبد الرزاق‬ ‫عبد ال بن‬ ‫عبد العزيز آل‬ ‫صالح‬
‫باز‬ ‫عفيفي‬ ‫غديان‬ ‫الشيخ‬ ‫الفوزان‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫قرار هيئة كبار العلماء في المسابقات التجارية‪ :‬مضمون القرار رقم ‪162‬‬
‫وتاريخ ‪26/2/1410‬هـ‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪70‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫)درس المجلس موضوع المسابقات التجارية بصفة‬


‫ج لها بواسطة بعض وسائل‬ ‫و ُ‬
‫عامة‪ ،‬التي ُير ّ‬
‫العلم‪ ،‬أو بواسطة بعض المؤسسات التجارية كالتي‬
‫سبق ذكرها آنفا ً)‪ ،(1‬وبعد دراسة المجلس لموضوع هذه‬
‫المسابقات التي لجأت إليها بعض الشركات والمؤسسات‬
‫لطلب الحصول على الموال الكثيرة دون مقابل‬
‫اعتمادا ً على التغرير والخداع لعامة الناس‪.‬‬
‫بعد اطلعه على البحث المعد في الموضوع وتأمله للدلة‬
‫ل‬‫ص على تحريم الميسر )القمار( لك ّ‬ ‫الشرعية التي تن ّ‬
‫معاملة فيها مقامرة أو تغرير أو أكل للمال بالباطل أو‬
‫إضرار بالخرين‪ ،‬اتضح للمجلس تحريم مسابقة‬
‫مى بالدولر‬ ‫جاسابا الدولية‪ ،‬ومسابقة ما ُيس ّ‬
‫الصاروخي‪ ،‬ومسابقة مؤسسة رشا التجارية‬
‫وأمثالها‪ِ ،‬لما تشتمل عليه هذه المسابقات من‬
‫ن كل مشترك يدفع‬ ‫أكل أموال الناس بالباطل‪ ،‬ل ّ‬
‫مبلغا ً من المال مخاطرة‪ ،‬وهو ل يدري هل‬
‫يحصل على مقابل أم ل‪ ،‬وهذا هو القمار‪ ،‬وِلما‬
‫فيها من التلعب بعقول الناس والتغرير بهم‪،‬‬
‫وخداعهم‪ ،‬وجميع هذه المسابقات من الميسر‪،‬‬
‫وهو محّرم شرعًا‪.‬‬
‫‪ ‬‬ ‫كما في قول الله سبحانه‪ :‬‬
‫‪‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪  ‬‬‫‪   ‬‬
‫‪  ‬‬‫‪‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪.  ‬‬

‫‪ ()1‬وهي‪ :‬مسابقة جاسبا الدولية‪ ،‬ومسابقة الدولر الصاروخي‪ ،‬ومسابقة‬


‫مؤسسة رشا للتجارة‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪71‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫والله الموفق‪ ،‬وصلى الله على عبده ورسوله نبينا محمد‬


‫وعلى آله وصحبه‪.‬‬
‫هيئة كبار العلماء‬
‫‪  ‬‬
‫لت التجارية‪ :‬فتاوى‬ ‫الجوائز المقّدمة من الشركات والمؤسسات والمح ّ‬
‫إسلمية ج ‪.366-2/365‬‬
‫الحمد ل‪ ،‬والصلة والسلم على رسول ال وآله وصحبه‪.‬‬
‫لت‪ ‬التجارية‪ ‬بنشر‪ ‬‬ ‫أما‪ ‬بعد‪ :‬فقد‪ ‬لوحظ‪ ‬قيام‪ ‬بعض‪ ‬المؤسسات‪ ‬والمح ّ‬
‫إعلنات‪ ‬في‪ ‬الصحف‪ ‬وغيرها‪ ‬عن‪ ‬تقديم‪ ‬جوائز‪ ‬لمن‪ ‬يشتري‪ ‬من‪ ‬بضائعهم‪ ‬‬
‫المعروضة‪ ،‬مما ُيغري بعض الناس على الشراء من هذا المحل دون غيره‪،‬‬
‫أو يشتري سلعًا ليس له فيها حاجة‪ ،‬طمعًا في الحصول على إحدى هذه‬
‫ع‪ ‬من‪ ‬القمار‪ ‬المحّرم‪ ‬شرعًا‪ ،‬والمؤّدي إلى أكل‬ ‫ن‪ ‬هذا‪ ‬نو ٌ‬‫الجوائز‪ ،‬وحيث‪ ‬أ ّ‬
‫أموال الناس بالباطل‪ ،‬وِلما فيه من الغراء والتسّبب في ترويج سلعته‬
‫وإكساد سلعة الخرين المماثلة ممن لم ُيقامر مثل ُمقامرته‪ ،‬لذلك أحبب ُ‬
‫ت‬
‫ن‪ ‬هذا‪ ‬العمل‪ ‬محّرم‪ ،‬والجائزة‪ ‬التي‪ ‬تحصل‪ ‬عن‪ ‬طريقه‪ ‬‬ ‫تنبيه المسلمين على‪ ‬أ ّ‬
‫محّرمة‪ ‬لكونها‪ ‬من‪ ‬الميسر‪ ‬المحّرم‪ ‬شرعًا‪ ،‬وهو‪ ‬القمار‪ ،‬فالواجب على‬
‫أصحاب التجارة الحذر من هذه المقامرة‪ ،‬وليسعهم ما يسع الناس‪.‬‬
‫وقد قال ال سبحانه‪   :‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪       ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪     ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪     ‬‬
‫‪ ،    ‬وهذه المقامرة ليست من‬
‫التجارة التي ُتباح بالتراضي‪ ،‬بل‪ ‬هي‪ ‬من‪ ‬الميسر‪ ‬الذي‪ ‬حّرمه‪ ‬ال‪ِ ،‬لما فيه‬
‫من أكل المال بالباطل‪ ،‬وِلما فيه من إيقاع الشحناء والعداوة بين الناس‪ ،‬كما‬
‫قال ال سبحانه‪   :‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪72‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫‪                          ‬‬
‫‪               ‬‬
‫‪               ‬‬
‫‪            ‬‬
‫‪                 ‬‬
‫‪.         ‬‬
‫وال المسئول أن يوفقنا وجميع المسلمين لما فيه رضاه وصلح أمر عباده‪،‬‬
‫وأن ُيعيذنا جميعًا من كل عمل ُيخالف شرعه إنه جواد كريم‪ ،‬وصلى ال‬
‫وسّلم على نبينا محمد وآله وصحبه‪.‬‬
‫عبد‪ ‬العزيز‪ ‬بن‪ ‬عبد‪ ‬ال‪ ‬بن‪ ‬باز‬
‫الرئيس العام لدارات البحوث العلمية‪ ،‬والفتاء والدعوة والرشاد‬
‫‪  ‬‬
‫حكم الجوائز التي ُتقّدمها بعض البنوك قرعة بين من يفتح لديها حسابًا‪:‬‬
‫الفتوى رقم ‪ 18528‬ج ‪.197-15/196‬‬
‫س ‪ /‬بعض‪ ‬البنوك‪ ‬التجارية‪ ‬بدول‪ ‬الخليج‪ ‬تقوم‪ ‬بوضع‪ ‬جوائز‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫سيارات‪ ،‬أو بيوت جاهزة لمن يفتح في البنك حساب توفير لحفظ أمواله‪،‬‬
‫وتعمل قرعة بين زبائن البنك‪ ،‬ثّم يفوز بالجائزة أحد الزبائن‪ ،‬فما حكم هذه‬
‫الجائزة‪ ،‬سواء كانت عينية أو مادية؟‪.‬‬
‫ن‪ ‬هذه‪ ‬الجوائز‪ ‬غير‪ ‬جائزة‪ ،‬لنها‪ ‬فوائد‪ ‬‬ ‫ج ‪ /‬إذا كان المر كما ذكر‪ ،‬فإ ّ‬
‫ربوية‪ُ ‬مقابل‪ ‬إيداع‪ ‬الموال‪ ‬في‪ ‬البنوك‪ ‬الربوية‪ ،‬وتغيير‪ ‬السماء‪ ‬ل‪ُ ‬يغير‪ ‬‬
‫الحقائق‪.‬‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬
‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫نائب‪ ‬الرئيس‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫عبد العزيز بن عبد‬ ‫عبد العزيز آل‬ ‫عبد ال بن‬ ‫صالح‬ ‫بكر أبو‬
‫ال باز‬ ‫الشيخ‬ ‫غديان‬ ‫الفوزان‬ ‫زيد‬
‫‪  ‬‬
‫* حكم اليانصيب‪ :‬الفتوى رقم ‪ 17628‬ج ‪.15/205‬‬
‫س ‪ / 5‬تقوم البلدية بجمع الموال من التجار لمساعدتها على القيام بعملها‪،‬‬
‫وتقوم بتوزيع أوراق اليانصيب عليهم ليفوز بعضهم بجوائز‪ ،‬فهل هذا حراٌم‬
‫أم ل‪.‬‬
‫ع‪ ‬من‪ ‬القمار‪ ‬وهو‪ ‬الميسر‪ ،‬والمال‪ ‬الذي‪ ‬يؤخذ‪ ‬بسببه‪ ‬‬‫ج ‪ / 5‬اليانصيب‪ ‬نو ٌ‬
‫مال‪ ‬حرام‪ ،‬لقوله تعالى‪    :‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪73‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫‪  ‬‬


‫‪  ‬‬
‫‪     ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪.    ‬‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬
‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬ ‫ل التوفيق وصّلى ا ُ‬
‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫عبد العزيز بن عبد ال‬ ‫عبد ال بن‬ ‫صالح‬ ‫عبد العزيز آل‬ ‫بكر أبو‬
‫بن باز‬ ‫غديان‬ ‫الفوزان‬ ‫الشيخ‬ ‫زيد‬
‫‪  ‬‬
‫شراء العلب الغذائية التي بداخلها جوائز نقدية‪ :‬الفتوى رقم ‪ 20656‬في‬
‫‪6/11/1419‬هـ‪.‬‬
‫ت إلى إحدى البقالت قبل أيام لشراء حليب لولدي‪ ،‬فقال لي‬ ‫س‪ /‬ذهب ُ‬
‫ع من الحليب بداخله جوائز نقدية عبارة عن ريالت‪ :‬تبدأ‬ ‫البائع‪ :‬عندنا نو ٌ‬
‫من ريال إلى ‪ 500‬ريال‪ ،‬فاشتريت أربع علب طمعًا في المال‪ ،‬فوجدت في‬
‫ل في كل علبة‪ ،‬وفي الثالثة‪ :‬عشرة ريالت‪ ،‬وفي الرابعة‪:‬‬ ‫اثنتين منها‪ :‬ريا ً‬
‫ي أن‬‫ل لي هذه المبالغ‪ ،‬وإذا لم يكن ذلك فماذا عل ّ‬ ‫خمسمائة ريال‪ ،‬فهل تح ّ‬
‫أفعل بها؟ وإذا كان ذلك حرامًا فلماذا ل ُتمنع حتى ل يقع الناس في الحرام؟‬
‫أرشدونا جزاكم ال خيرًا‪.‬‬
‫ن‪ ‬الصل‪ ‬عدم‪ ‬جواز‪ ‬وضع‪ ‬نقود‪ ‬أو‪ ‬هدايا‪ ‬داخل‪ ‬الُمعّلبات‪ ‬والبضائع‪ ‬‬ ‫ج‪ / ‬إ ّ‬
‫التي‪ُ ‬تباع‪ِ ‬لَما‪ ‬في‪ ‬ذلك‪ ‬من‪ ‬التغرير‪ ‬بالناس‪ ‬وجلب‪ ‬أكبر‪ ‬قدر‪ ‬ممكن‪ ‬من‪ ‬‬
‫الزبائن‪ ،‬وصرف الناس عن بضائع الناس التي ل يوجد فيها مثل ذلك‪،‬‬
‫وشراء علب الحليب المشتملة على نقود بداخلها يتفاوت قدرها من علبة إلى‬
‫أخرى لجل ما بها من نقود ل‪ ‬يجوز‪ ‬شرعًا‪ ،‬بل‪ ‬هو‪ ‬من‪ ‬الميسر‪ ‬الذي‪ ‬حّرمه‪ ‬‬
‫ن حقيقته استرداد‬ ‫ال‪ِ ‬لَما‪ ‬فيه‪ ‬من‪ ‬الغَرر‪ ‬والجهالة‪ ،‬ولدخول‪ ‬ذلك‪ ‬في‪ ‬الّربا‪ ،‬ل ّ‬
‫ن‪ ‬الجهل‪ ‬بالتساوي‪ ‬‬ ‫بعض ماله أو أكثر منه‪ ،‬وذلك‪ ‬ربًا‪َ ‬يحرُم‪ ‬التعامل‪ ‬به‪ ،‬ل ّ‬
‫كالعمل‪ ‬بالتفاضل‪ ،‬وعلى ذلك ل‪ ‬يجوز‪ ‬لك‪ ‬أخذ‪ ‬هذه‪ ‬المبالغ‪ ‬التي وجدتها‬
‫سر لك‬ ‫داخل الحليب‪ ،‬وعليك‪ ‬أن‪ُ ‬ترجعها‪ ‬لصحابها الموردين للحليب إن تي ّ‬
‫ذلك‪ ،‬وإّل‪ ‬فتخّلص‪ ‬منها‪ ‬بالتصّدق بها على الفقراء والمساكين‪.‬‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬
‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬ ‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬ ‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪74‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫الرئيس‬ ‫نائب‪ ‬الرئيس‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬


‫عبد العزيز بن عبد ال بن‬ ‫عبد العزيز آل‬ ‫عبد ال بن غديان‬ ‫صالح‬
‫باز‬ ‫الشيخ‬ ‫الفوزان‬
‫‪  ‬‬
‫مسابقات الصحف‪ :‬الفتوى رقم ‪ 18172‬في ‪ 15/10/1416‬هـ‪.‬‬
‫س ‪ /1‬ما حكم شراء الصحف بغرض الفوز بالمسابقة‬
‫التي ُتطرح فيها مقابل مبلغ من المال لمن ُيحالفه الحظ‪،‬‬
‫ن المسابقة عبارة عن أسئلة ثقافية عامة‪،‬‬ ‫علما ً بأ ّ‬
‫ويتخللها بعض السئلة الدينية؟‪.‬‬
‫ج ‪ /1‬هذه المسابقات التي ُتنشر في بعض الصحف‬
‫الغرض منها ترويج الصحف والدعاية لها‪ ،‬وليس القصد‬
‫ن ذلك‬‫منها نشر العلم‪ ،‬فل تجوز المشاركة فيها‪ ،‬ل ّ‬
‫ما فيها من المغامرة‪ ،‬وقد‬ ‫من أكل المال بالباطل ل ِ َ‬
‫تكون هذه الصحف أو المجلت التي تعمل‬
‫المسابقات تحمل أفكارا ً سيئة تريد ترويجها‬
‫ب الحذُر منها‪ ،‬وعدم الشتراك‬ ‫ونشرها‪ ،‬فيج ُ‬
‫فيها‪.‬‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬
‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫نائب‪ ‬الرئيس‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫عبد العزيز بن عبد ال‬ ‫عبد العزيز آل‬ ‫عبد ال بن‬ ‫صالح‬ ‫بكر أبو‬
‫بن باز‬ ‫الشيخ‬ ‫غديان‬ ‫الفوزان‬ ‫زيد‬
‫‪  ‬‬
‫كروت محطات البنزين‪ :‬الفتوى رقم ‪ 13326‬في ‪10/11/1410‬هـ‪.‬‬
‫س ‪ /2‬لديه محطة محروقات‪ ،‬وعملت كروت ُتوّزع على المواطنين‪ ،‬أي‪:‬‬
‫ق‪ ‬له‪ ‬غسيل‪ ‬سيارته‪ ‬مجانًا‪،‬‬ ‫بمعنى أنه عندما‪ُ ‬يكمل‪ ‬السائق‪ ‬ألف‪ ‬لتر‪ ‬يح ّ‬
‫وأرفق لكم صورة من هذا الكرت‪ ،‬فهل يجوز لنا الستمرار فيه وتوزيعه أو‬
‫نتوقف عنه نهائيًا؟ علمًا بأننا الن أوقفنا التوزيع وفقكم ال‪.‬‬
‫ج ‪ /2‬إذا كان المر كما ُذكر جاز‪ ‬ذلك‪ ‬البيع‪ ،‬ونرفق لك صورة في مسألة‬
‫صحبِه‬‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬
‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬‫ُتشبه مسألتك‪ ،‬وبا ِ‬
‫وسّلَم‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪75‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫نائب‪ ‬رئيس‪ ‬اللجنة‬ ‫عضو‬
‫عبد العزيز بن عبد ال بن‬ ‫عبد الرزاق عفيفي‬ ‫عبد ال بن‬
‫باز‬ ‫غديان‬
‫‪  ‬‬
‫َلِعب الورق‪ :‬الفتوى رقم ‪ 4338‬في ‪21/1/1402‬هـ مجلة البحوث ج‬
‫‪.102-22/101‬‬
‫س ‪ / 2‬لعب الورق إذا كان ل ُيلهي عن الصلة ومن دون فلوس‪ ،‬هل هو‬
‫حراٌم أم ل؟‪.‬‬
‫ن الشأن فيه أنه‬
‫ج ‪ / 2‬اللعب‪ ‬بالورق‪ ‬ل‪ ‬يجوز‪ ‬ولو‪ ‬كان‪ ‬بدون‪ ‬عَِوض‪ ،‬ل ّ‬
‫ُيشغل عن ذكر ال وعن الصلة‪ ،‬وإن زعم أنه ل يصّد عن ذلك‪ ،‬ثّم‪ ‬هو‪ ‬‬
‫ص القرآن‪ ،‬قال تعالى‪ :‬‬ ‫ذريعٌة‪ ‬إلى‪ ‬الميسر‪ ‬المحّرم بن ّ‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪.  ‬‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬
‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬
‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫نائب‪ ‬رئيس‪ ‬‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫اللجنة‬
‫عبد العزيز بن عبد ال‬ ‫عبد الرزاق عفيفي‬ ‫عبد ال بن قعود عبد ال بن غديان‬
‫بن باز‬
‫‪  ‬‬
‫سئل سماحة شيخنا عبدالعزيز بن عبدال بن باز رحمه ال‬ ‫َلِعب الشطرنج‪ُ :‬‬
‫تعالى )فتاوى إسلمية ج ‪.(4/437‬‬
‫س ‪ /‬هل يجوُز لعب الورق البلوت‪ ،‬وما حكم لعب الشطرنج مع العلم أنهما‬
‫ل ُيلهيان عن الصلة؟‪.‬‬
‫ج‪ / ‬ل‪ ‬تجوُز‪ ‬هاتان‪ ‬اللعبتان وما أشبههما لكونهما من آلت اللهو‪ ،‬وِلما‬
‫ق‪،‬‬
‫فيهما من الصّد عن ذكر ال وعن الصلة‪ ،‬وإضاعة الوقات في غير ح ِّ‬
‫وِلما قد‪ُ ‬تفضي إليه من الشحناء والعداوة‪ ،‬هذا إذا كانت هذه اللعبة ليس فيها‬
‫ن‪ ‬التحريم‪ ‬يكون‪ ‬أشّد‪ ،‬لنها بذلك‬
‫ي فإ ّ‬
‫عَوض مال ّ‬
‫عَوض‪ ،‬أما إن كان فيها ِ‬ ‫ِ‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪76‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫ك‪ ‬في‪ ‬تحريمه‪ ‬ول‪ ‬خلف‪ ‬فيه‪ ،‬وال ول ّ‬
‫ي‬ ‫تكون من‪ ‬أنواع‪ ‬القمار‪ ‬الذي‪ ‬ل‪ ‬ش ّ‬
‫التوفيق‪.‬‬
‫‪  ‬‬
‫لعبة تماثيل لعبي كرة القدم‪ :‬الفتوى رقم ‪ 2209‬ج ‪.207-15/206‬‬
‫س ‪ /‬ما حكم هذه اللعبة التي ظهرت في السواق‪ ،‬ويلعبها الطفال‬
‫والشّبان‪ ،‬وهي مركبة من منضدة فيها تماثيل لعبي كرة القدم‪ ،‬ويوضع‬
‫فيها كرة صغيرة ُتحّرك باليدي‪ ،‬فمن غلب يدفع ُأجرة اللعبة إلى صاحبها‪،‬‬
‫والغالب ل يدفع شيئًا‪ ،‬فهل يجوز هذا وأمثاله في الشريعة السلمية؟‪.‬‬
‫ت من وجود تماثيل بالمنضدة التي‬ ‫ج ‪ /‬إذا كان حال هذه اللعبة ما ذكر َ‬
‫ُيلعب عليها ودفع المغلوب أجرة استعمال اللعبة لصاحبها فهي ُمحّرمة‪ ‬‬
‫لمور ‪:‬‬
‫ن الشتغال بهذه اللعبة من اللهو الذي يقطع على اللعب بها‬ ‫أوًل‪ :‬أ ّ‬
‫فراغه‪ ،‬ويضيع عليه الكثير من مصالح دينه ودنياه‪ ،‬وقد يصير اللعب بها‬
‫عادة له وذريعة إلى ما هو أشد من ذلك من أنواع المقامرة‪ ،‬وكل ما كان‬
‫كذلك فهو باطل محّرم شرعًا‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬صنع‪ ‬التماثيل‪ ‬والصور‪ ‬واقتناؤها‪ ‬من‪ ‬كبائر‪ ‬الذنوب‪ ،‬للحاديث‬
‫ل ذلك بالنار‪ ‬‬ ‫عد رسوله ‪َ ‬من فع َ‬ ‫عد ال تعالى وتو ّ‬ ‫الصحيحة التي تو ّ‬
‫والعذاب الليم‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬دفع المغلوب أجرة استعمال اللعبة ُمحّرم‪ ،‬لنه إسراف وإضاعة‬
‫ل‪ ،‬وكسب صاحبها منها‬ ‫للمال بإنفاقه في لعب ولهو‪ ،‬وإيجار اللعبة عقٌد باط ٌ‬
‫ل للمال بالباطل فكان ذلك من الكبائر والقمار المحّرم‪.‬‬ ‫ت وأك ٌ‬‫سح ٌ‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬ ‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫نائب‪ ‬رئيس‪ ‬‬ ‫عضو‬ ‫عضو‬
‫اللجنة‬
‫عبد العزيز بن عبد ال‬ ‫عبد الرزاق عفيفي‬ ‫عبد ال بن قعود عبد ال بن غديان‬
‫بن باز‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫لعبة الضومنة‪ ،‬والجوقر‪ :‬الفتوى رقم ‪ 4010‬ج ‪.209-15/207‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪77‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫س ‪ /‬هذه اللعاب التي ُيمارسها الناس‪ ،‬وهي‪ :‬الضومنة‪ ،‬والجوقر‪ ،‬والبييه‬


‫‪ -‬أي‪ :‬البيه ‪ -‬والشطرنج‪ ،‬والنرونج‪ ،‬والطبل‪ ،‬والفصوص‪ ،‬هل هذه اللعاب‬
‫ُتعتبر من الميسر‪ ،‬وهل هي يا صاحب الفضيلة محّرمة أم مكروهة‪ ،‬وهل‬
‫تجوز للمام الذي يؤم المسلمين في أوقات الصلة‪ ،‬ويعتلي المحراب أيام‬
‫الجمع والعياد لكي يخطب الخطبة المنبرية؟ هذا سؤالي أرجو الفادة‪.‬‬
‫ج ‪ /‬اللعب‪ ‬بما‪ُ ‬ذكر‪ ‬من‪ ‬اللعب‪ ‬محّرم‪ ،‬بل‪ ‬من‪ ‬كبائر‪ ‬الذنوب‪ ‬إذا‪ ‬كان‪ ‬بعوض‪ ،‬‬
‫ن‪ ‬‬
‫وُيعتبر‪ ‬قمارًا‪ ،‬قال أبو عمر بن عبد البر رحمه ال‪) :‬أجمع‪ ‬العلماء‪ ‬على‪ ‬أ ّ‬
‫اللعب‪ ‬بالشطرنج‪ ‬على‪ ‬العوض‪ ‬قماٌر‪ ‬ل‪ ‬يجوز(‪.‬ا‪.‬هـ‪.‬‬
‫‪ ‬وكذا‪ ‬يحرم‪ ‬اللعب‪ ‬بما‪ُ ‬ذكر‪ ‬إذا‪ ‬ترّتب‪ ‬عليه‪ ‬ترك‪ ‬واجب‪ ،‬كتأخير الصلة عن‬
‫وقتها‪ ،‬وضياع حق زوجته وأبويه وسائر من يعولهم‪ ،‬أو‪ ‬أّدى‪ ‬إلى‪ ‬الوقوع‪ ‬‬
‫في‪ ‬محّرم من عداوة وبغضاء ونزاع وسباب‪ ،‬فهو‪ ‬حراٌم‪ ‬ولو‪ ‬كان‪ ‬بغير‪ ‬‬
‫عوض‪.‬‬
‫‪ ‬أّما‪ ‬إذا‪ُ ‬قّدر‪ ‬خلو‪ ‬اللعب‪ ‬بها‪ ‬عن‪ ‬ذلك‪ ‬فالصحيح‪ ‬أنه‪ُ ‬محّرٌم‪ ‬أيضًا‪ِ ،‬لما ص ّ‬
‫ح‬
‫عن علي بن أبي طالب رضي ال عنه أنه مّر بقوٍم يلعبون بالشطرنج فقال‪:‬‬
‫‪                     ‬‬
‫‪                     ‬‬
‫‪     ‬فشّبههم بالعاكفين على الصنام‪.‬‬
‫ل عن ابن عمر وغيره من الصحابة رضي ال عنهم من النهي عن‬ ‫وِلما ُنق َ‬
‫اللعب بها‪ ،‬وِمّمن قال بتحريم ذلك‪ :‬أبو حنيفة وأصحابه‪ ،‬وأحمد وأصحابه‬
‫رحمهم ال‪ ،‬ومالك وأصحابه رحمهم ال تعالى‪.‬‬
‫ن خل منه‬
‫ل‪ ،‬وإ ْ‬‫ن اللعب بها وبأمثالها ذريعٌة إلى اللعب بعوض آج ً‬
‫وذلك ل ّ‬
‫ن الغالب بها أنه ُيشغل عن واجبات‪ ،‬وُيفضي إلى الِنزاع‬‫ل‪ ،‬ول ّ‬ ‫عاج ً‬
‫والسباب‪ ،‬وُيوّلُد العداوة والبغضاء‪ ،‬ويصّد عن الصلة وعن ذكر ال‪ ،‬وفي‬
‫ب‪ ‬بالَنْرِد)‪ (1‬فقد‪ ‬عصى‪ ‬ال‪ ‬ورسوله()‪.(2‬‬
‫الحديث‪) :‬من‪ ‬لع َ‬

‫‪) ()1‬النرد‪ :‬لعبة ذات صندوق وحجارة وفصين‪ ،‬تعتمد على الحظ‪ ،‬وتنقل فيها‬
‫الحجارة على حسب ما يأتي به الفص الزهر‪ ،‬وتعرف عند العامة بالطاولة‪،‬‬
‫يقال لعب بالنرد( المعجم الوسيط ج ‪.2/912‬‬
‫‪ ()2‬رواه أبو داود ح ‪ 4938‬باب في النهي عن اللعب بالنرد‪ ،‬ابن حبان‬
‫ح ‪ 5872‬ذكر اثبات اسم العصيان لله ورسوله صلى الله عليه‬
‫وسلم باللعب بالنرد في الدنيا‪ ،‬والحاكم وصححه ح ‪.160‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪78‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫ي كالدعاة إلى ال وجماعة الحسبة‪ ،‬وأئمة‬ ‫ن في مركٍز قياد ّ‬ ‫وإذا كان النسا ُ‬
‫ن فوقهم في المنصب أو أدنى منهم‪ ،‬كان اجتناب‬ ‫المساجد وخطبائها‪ ،‬وَم ْ‬
‫المنكر وفعل الواجب ألزم عليه‪ ،‬لكونه قدوة لغيره ُيحتذى حذوه‪.‬‬
‫صحبِه وسّلَم‪.‬‬‫ل على نبّينا محمٍد وآلِه و َ‬ ‫ل التوفيق‪ ،‬وصّلى ا ُ‬ ‫وبا ِ‬
‫ث العلميِة والفتاِء‬
‫اللجنُة الدائمُة للبحو ِ‬
‫الرئيس‬ ‫نائب‪ ‬رئيس‪ ‬اللجنة‬ ‫عضو‬
‫عبد العزيز بن عبد ال بن‬ ‫عبد الرزاق عفيفي‬ ‫عبد ال بن‬
‫باز‬ ‫غديان‬
‫‪  ‬‬
‫قرار مجمع الفقه السلمي حول سوق الوراق المالية والبضائع‬
‫)البورصة(‪ :‬مجلة البحوث ج ‪.373 -52/367‬‬
‫الحمد لله وحده‪ ،‬والصلة والسلم على من ل نبي بعده‪،‬‬
‫سيدنا ونبينا محمد‪ ،‬وآله وصحبه‪ ،‬وسلم تسليما ً كثيرًا‪،‬‬
‫وبعد ‪:‬‬
‫ن مجلس المجمع الفقهي السلمي قد نظر‬ ‫فإ ّ‬
‫موضوع سوق الوراق المالية والبضائع )البورصة( وما‬
‫ُيعقد فيها من عقود بيعا ً وشراء على العملت الورقية‬
‫وأسهم الشركات‪ ،‬وسندات القروض التجارية‬
‫والحكومية)‪ ،(1‬والبضائع‪ ،‬وما كان من هذه العقود على‬
‫طلع مجلس‬ ‫جل‪ ،‬كما ا ّ‬ ‫جل‪ ،‬وما كان منها على مؤ ّ‬ ‫مع ّ‬
‫المجمع على الجوانب اليجابية المفيدة لهذه السوق في‬
‫نظر القتصاديين والمتعاملين فيها‪ ،‬وعلى الجوانب‬
‫السلبية الضاّرة فيها‪.‬‬
‫)أ( فأما الجوانب اليجابية المفيدة فهي ‪:‬‬

‫‪ ()1‬السهم‪ :‬حصة الشخص ُتمثل جزءا ً شائعا ً من رأس مال شركة أهلية أو‬
‫د‪:‬‬
‫مقابل مبلغ يدفعه للستثمار في مشروع‪ ،‬والسن ُ‬ ‫هيئة حكومية‪ ،‬يستحقها ُ‬
‫هو صك بمبلغ لشخص أقرضه لشركة مساهمة أو هيئة حكومية بفائدة‪ ،‬عادة‬
‫در بنسبة مئوية ثابتة من هذا المبلغ )ُينظر‪ :‬بورصة الوراق المالية‬
‫ُتق ّ‬
‫والضرائب‪ ،‬لسماحة الشيخ عبدالرزاق عفيفي رحمه الله تعالى‪ ،‬نائب رئيس‬
‫اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء(‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪79‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫ل تلقي البائعين‬ ‫ل‪ :‬أنها ُتقيم سوقا ً دائمة ُتسهّ ُ‬ ‫أو ً‬


‫والمشترين‪ ،‬وتعقد فيها العقود العاجلة والجلة على‬
‫السهم والسندات والبضائع‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬أنها ُتسّهل عملية تمويل المؤسسات الصناعية‬
‫والتجارية والحكومية عن طريق طرح السهم وسندات‬
‫القروض للبيع‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬أنها ُتسّهل بيع السهم وسندات القروض للغير‪،‬‬
‫في‬ ‫درة لها ل تص ّ‬ ‫ن الشركات المص ّ‬ ‫والنتفاع بقيمتها‪ ،‬ل ّ‬
‫قيمتها لصحابها‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬أنها ُتسّهل معرفة ميزان أسعار السهم وسندات‬
‫القروض والبضائع‪ ،‬وتموجاتها في ميدان التعامل عن‬
‫طريق حركة العرض والطلب‪.‬‬
‫)ب( وأما الجوانب الضارة في هذه السوق‬
‫فهي‪:‬‬
‫ن العقود الجلة التي تجري في هذه السوق‬ ‫ل‪ :‬أ ّ‬‫أو ً‬
‫ليست في معظمها بيعا ً حقيقيًا‪ ،‬ول شراء حقيقيًا‪ ،‬لنها‬
‫ل يجري فيها التقابض بين طرفي العقد فيما ُيشترط له‬
‫التقابض في العرضين أو أحدهما شرعًا‪.‬‬
‫ن البائع فيها غالبا ً يبيع ما ل يملك من عملت‬ ‫ثانيًا‪ :‬أ ّ‬
‫وأسهم أو سندات قروض أو بضائع على أمل شرائه من‬
‫السوق وتسليمه في الموعد‪ ،‬دون أن يقبض الثمن عند‬
‫العقد‪ ،‬كما هو الشرط في السلم‪.‬‬
‫ن المشتري فيها غالبا ً يبيع ما اشتراه لخر‬ ‫ثالثًا‪ :‬أ ّ‬
‫قبل قبضه‪ ،‬والخر يبيعه أيضا ً لخر قبل قبضه‪ ،‬وهكذا‬
‫يتكرر البيع والشراء على الشيء ذاته قبل قبضه‪ ،‬إلى أن‬
‫تنتهي الصفقة إلى المشتري الخير الذي قد يريد أن‬
‫يتسّلم المبيع من البائع الول الذي يكون قد باع ما ل‬
‫يملك‪ ،‬أو أن ُيحاسبه على فرق السعر في موعد التنفيذ‪،‬‬
‫وهو يوم التصفية‪ ،‬بينما يقتصر دور المشترين والبائعين‬
‫غير الول والخير على قبض فرق السعر في حالة الربح‪،‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪80‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫أو دفعه في حالة الخسارة‪ ،‬في الموعد المذكور‪ ،‬كما‬


‫مقامرين تمامًا‪.‬‬ ‫يجري بين ال ُ‬
‫رابعًا‪ :‬ما يقوم به المتمولون من احتكار السهم‬
‫والسندات والبضائع في السوق للتحكم في البائعين‬
‫الذين باعوا ما ل يملكون على أمل الشراء قبل موعد‬
‫تنفيذ العقد بسعر أقل‪ ،‬والتسليم في حينه‪ ،‬وإيقاعهم في‬
‫الحرج‪.‬‬
‫ن خطورة السوق المالية هذه تأتي من‬ ‫خامسًا‪ :‬أ ّ‬
‫اتخاذها وسيلة للتأثير في السواق بصفة عامة‪،‬‬
‫ن السعار فيها ل تعتمد كليا ً على العرض والطلب‬ ‫ل ّ‬
‫الفعليين من قبل المحتاجين إلى البيع أو إلى الشراء‪،‬‬
‫وإنما تتأثر بأشياء كثيرة‪ ،‬بعضها مفتعل من المهيمنين‬
‫على السوق‪ ،‬أو من المحتكرين للسلع أو الوراق المالية‬
‫فيها‪ ،‬كإشاعة كاذبة أو نحوها‪ ،‬وهنا تكمن الخطورة‬
‫دي إلى تقلبات غير طبيعية‬ ‫ن ذلك ُيؤ ّ‬ ‫المحظورة شرعًا‪ ،‬ل ّ‬
‫في السعار‪ ،‬مما ُيؤثر على الحياة القتصادية تأثيرا ً سيئًا‪.‬‬
‫ولين‬ ‫مم ّ‬‫وعلى سبيل المثال ل الحصر‪ :‬يعمد كبار ال ُ‬
‫إلى طرح مجموعة من الوراق من أسهم أو سندات‬
‫قروض‪ ،‬فيهبط سعرها لكثرة العرض‪ ،‬فُيسارع صغار‬
‫حملة هذه الوراق إلى بيعها بسعر أقل‪ ،‬خشية هبوط‬
‫سعرها أكثر من ذلك وزيادة خسارتهم‪ ،‬فيهبط سعرها‬
‫مجددا ً بزيادة عرضهم‪ ،‬فيعود الكبار إلى شراء هذه‬
‫الوراق بسعر أقل بغية رفع سعرها بكثرة الطلب‪ ،‬وينتهي‬
‫المر بتحقيق مكاسب للكبار‪ ،‬وإلحاق خسائر فادحة‬
‫بالكثرة الغالبة وهم صغار حملة الوراق المالية‪ ،‬نتيجة‬
‫خداعهم بطرح غير حقيقي لوراق مماثلة‪ ،‬ويجري مثل‬
‫ذلك أيضا ً في سوق البضائع‪ ،‬ولذلك قد أثارت سوق‬
‫البورصة جدل ً كبيرا ً بين القتصاديين‪ ،‬والسبب في‬
‫ذلك‪ :‬أنها سّببت في فترات معّينة من تاريخ العالم‬
‫القتصادي ضياع ثروات ضخمة في وقت قصير‪ ،‬بينما‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪81‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫جهد‪ ،‬حتى إنهم في الزمات‬ ‫سّببت غنى الخرين دون ُ‬


‫ب الكثيرون بإلغائها‪،‬‬ ‫الكبيرة التي اجتاحت العالم طال َ‬
‫إذ تذهب بسببها ثروات‪ ،‬وتنهار أوضاع اقتصادية في‬
‫هاوية‪ ،‬وبوقت سريع‪ ،‬كما يحصل في الزلزل‬
‫ن مجلس المجمع‬ ‫والنخسافات الرضية‪ ،‬ولذلك كله‪ :‬فإ ّ‬
‫الفقهي السلمي‪ ،‬بعد اطلعه على حقيقة سوق الوراق‬
‫المالية والبضائع )البورصة( وما يجري فيها من عقود‬
‫عاجلة وآجلة على السهم وسندات القروض والبضائع‬
‫والعملت الورقية ومناقشتها في ضوء أحكام الشريعة‬
‫السلمية ُيقّرر ما يلي‪:‬‬
‫ن غاية السوق المالية )البورصة( هي إيجاد سوق‬ ‫أو ً‬
‫ل‪ :‬أ ّ‬
‫مستمرة ودائمة يتلقى فيها العرض والطلب والمتعاملون‬
‫بيعا ً وشراء‪ ،‬وهذا أمر جيد ومفيد‪ ،‬ويمنع استغلل‬
‫المحترفين للغافلين والمسترسلين الذين يحتاجون إلى‬
‫بيع أو شراء‪ ،‬ول يعرفون حقيقة السعار ول يعرفون‬
‫ن هذه‬ ‫المحتاج إلى البيع ومن هو محتاج إلى الشراء‪ ،‬ولك ّ‬
‫المصلحة الواضحة يواكبها في السواق المذكورة‬
‫)البورصة( أنواع من الصفقات المحظورة شرعًا‪،‬‬
‫ب بيان حكم‬ ‫والمقامرة حكم شرعي عام بشأنها‪ ،‬بل يج ُ‬
‫المعاملت التي تجري فيها‪ ،‬كل واحدة منها على حده‪.‬‬
‫ن العقود العاجلة على السلع الحاضرة الموجودة‬ ‫ثانيًا‪ :‬أ ّ‬
‫في ملك البائع التي يجري فيها القبض فيما ُيشترط له‬
‫القبض في مجلس العقد شرعا ً هي عقود جائزة‪ ،‬ما لم‬
‫تكن عقودا ً على محّرم شرعًا‪ ،‬أما إذا لم يكن المبيع في‬
‫مل‬ ‫سَلم‪ ،‬ث ّ‬
‫ملك البائع فيحب أن تتوافر فيه شروط بيع ال ّ‬
‫يجوز للمشتري بعد ذلك بيعه قبل قبضه‪.‬‬
‫ن العقود العاجلة على أسهم الشركات‬ ‫ثالثًا‪ :‬أ ّ‬
‫والمؤسسات حين تكون تلك السهم في ملك البائع جائزة‬
‫شرعًا‪ ،‬ما لم تكن تلك الشركات أو المؤسسات موضوع‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪82‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫تعاملها محّرم شرعا ً كشركات البنوك الربوية‪ ،‬وشركات‬


‫الخمور‪ ،‬فحينئذ يحرم التعاقد في أسهما بيعا ً وشراًء‪.‬‬
‫ن العقود العاجلة والجلة على سندات القروض‬ ‫رابعًا‪ :‬أ ّ‬
‫بفائدة‪ ،‬بمختلف أنواعها غير جائزة شرعًا‪ ،‬لنها معاملت‬
‫تجري بالّربا المحّرم‪.‬‬
‫ن العقود الجلة بأنواعها‪ ،‬التي تجري على‬ ‫خامسًا‪ :‬أ ّ‬
‫المكشوف‪ ،‬أي‪ :‬على السهم والسلع التي ليست في‬
‫ملك البائع‪ ،‬بالكيفية التي تجري في السوق المالية‬
‫)البورصة( غير جائزة شرعًا‪ ،‬لنها تشتمل على بيع‬
‫الشخص ما ل يملك‪ ،‬اعتمادا ً على أنه سيشتريه فيما بعد‬
‫ي عنه شرعًا‪ِ ،‬لما ص ّ‬
‫ح‬ ‫وُيسّلمه في الموعد‪ ،‬وهذا منه ّ‬
‫عن رسول الله صلى الله عليه وسّلم أنه قال‪» :‬ل تبع‬
‫ما ليس عندك«)‪ ،(1‬وكذلك ما رواه المام أحمد وأبو‬
‫ن‬
‫داود بإسناد صحيح عن زيد بن ثابت رضي الله عنه‪» :‬أ ّ‬
‫ي صلى الله عليه وسّلم نهى أن ُتباع السلع حيث‬ ‫النب ّ‬
‫تبتاع حتى يحوزها التجار إلى رحالهم«)‪.(2‬‬
‫سادسًا‪ :‬ليست العقود الجلة في السوق المالية‬
‫سَلم الجائز في الشريعة‬‫)البورصة( من قبيل بيع ال ّ‬
‫السلمية‪ ،‬وذلك للفرق بينهما من وجهين ‪:‬‬
‫)أ( في السوق المالية )البورصة( ل ُيدفع الثمن في‬
‫العقود الجلة في مجلس العقد‪.‬‬
‫ن الثمن‬ ‫جل دفع الثمن إلى موعد التصفية‪ ،‬بينما أ ّ‬ ‫وإنما ُيؤ ّ‬
‫سَلم يجب أن ُيدفع في مجلس العقد‪.‬‬ ‫في بيع ال ّ‬
‫‪ ()1‬رواه الئمة‪ :‬أحمد ح ‪ ،15346‬وأبو داود ح ‪ 3503‬باب‪ :‬في الرجل يبيع‬
‫ما ليس عنده‪ ،‬والترمذي ح ‪ 1232‬باب‪ :‬ما جاء في كراهية بيع ما‬
‫ليس عندك‪ ،‬وابن ماجة ح ‪ 2187‬باب‪ :‬النهي عن بيع ما ليس عندك‪،‬‬
‫وعن ربح ما لم يضمن‪ ،‬والنسائي ح ‪ 4613‬بيع ما ليس عند البائع‪.‬‬
‫‪ ()2‬رواه أبو داود ح ‪ 3499‬باب‪ :‬في بيع الطعام قبل أن يستوفي‪،‬‬
‫والبيهقي في الكبرى ح ‪ ،10473‬والحاكم ح ‪ ،2271‬ورواه المام أحمد ح‬
‫‪ 4517‬من رواية عبدالله بن عمر قال‪) :‬أنهم كانوا يضربون على عهد‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتروا طعاما ً جزافا ً أن‬
‫وه إلى رحالهم(‪.‬‬
‫يبيعوه في مكانه حتى ُيؤ ُ‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪83‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫)ب( في السوق )البورصة( ُتباع السلعة المتعاقد عليها‬


‫وهي في ذمة البائع الول‪ ،‬وقبل أن يحوزها‬
‫دة بيوعات‪ ،‬وليس الغرض من‬ ‫المشتري الول ع ّ‬
‫ذلك إل قبض أو دفع فروق السعار بين البائعين‬
‫والمشترين غير الفعليين‪ ،‬مخاطرة منهم على الكسب‬
‫والربح‪ ،‬كالمقامرة سواء بسواء‪ ،‬بينما ل يجوز بيع المبيع‬
‫في عقد السلم قبل قبضه‪.‬‬
‫ب على‬‫وبناء‪ ‬على‪ ‬ما‪ ‬تقّدم‪ ‬يرى‪ ‬المجمع‪ ‬الفقهي‪ ‬السلمي‪ :‬أنه يج ُ‬
‫المسئولين في البلد السلمية أن ل يتركوا أسواق البورصة في بلدهم‬
‫حّرة تتعامل كيف تشاء في عقود وصفقات‪ ،‬سواء أكانت جائزة أو محّرمة‪،‬‬
‫وأل يتركوا المتلعبين بالسعار فيها أن يفعلوا ما يشاءون‪ ،‬بل‪ ‬يوجبون‪ ‬‬
‫فيها‪ ‬مراعاة‪ ‬الطرق‪ ‬المشروعة‪ ‬في‪ ‬الصفقات‪ ‬التي‪ ‬تعقد‪ ‬فيها‪ ،‬ويمنعون‪ ‬‬
‫العقود‪ ‬غير‪ ‬الجائزة‪ ‬شرعًا‪ ،‬ليحولوا دون التلعب الذي يجّر إلى الكوارث‬
‫ن الخير كل‬‫المالية‪ ،‬ويخرب القتصاد العام‪ ،‬ويلحق النكبات بالكثيرين‪ ،‬ل ّ‬
‫ل شيء‪ ،‬قال ال تعالى‪ :‬‬ ‫الخير في التزام طريق الشريعة السلمية في ك ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪    ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪ ‬‬‫‪  ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪.  ‬‬ ‫‪‬‬
‫ي التوفيق‪ ،‬والهادي إلى سواء‬
‫والله سبحانه هو ول ّ‬
‫السبيل‪ ،‬وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد‪ ،‬وعلى آله‬
‫وصحبه وسّلم‪.‬‬
‫رئيس مجلس المجمع‬ ‫نائب الرئيس‬
‫الفقهي‬
‫عبدالعزيز بن عبدالله بن باز‬ ‫د‪ .‬عبدالله عمر نصيف‬
‫العضاء‬
‫محمد الصالح‬ ‫صالح بن فوزان‬ ‫عبدالله‬
‫العثيمين‬ ‫الفوزان‬ ‫العبدالرحمن‬
‫البسام‬
‫محمد محمود‬ ‫مصطفى أحمد‬ ‫محمد بن عبدالله‬
‫الصواف‬ ‫الزرقاء‬ ‫بن سبيل‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪84‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫محمد الشاذي‬ ‫محمدح رشيد‬ ‫محمد سالم عدود‬


‫النيفر‬ ‫قباني‬
‫محمد رشيدي‬ ‫عبدالقدوس‬ ‫أبو بكر جومي‬
‫الهاشمي‬
‫محمد أحمد قمر‬
‫مقّرر مجلس المجمع الفقهي السلمي‬
‫‪  ‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪85‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫الخاتمة‬
‫‪ ‬‬ ‫ب سبحانه وتعالى‪:‬‬
‫قال شديد ُ العقا ِ‬
‫‪    ‬‬
‫‪     ‬‬
‫‪      ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪.     ‬‬
‫ع‪ ‬شيئًا‪ ‬ل‪ ‬عّز‪ ‬وجّل‪ ‬إل‪ ‬‬ ‫ن‪ ‬تَد َ‬ ‫ك‪َ ‬ل ْ‬ ‫وقال صلى الله عليه وسّلم‪» :‬إّن َ‬
‫ك منه«)‪.(1‬‬ ‫بّدلك‪ ‬ال‪ ‬به‪ ‬ما‪ ‬هو‪ ‬خيٌر‪َ ‬ل َ‬
‫مبت َِلين في‬ ‫ك أخي المسلم‪ :‬كثرة ال ُ‬ ‫غرن ّ َ‬ ‫ول ي َ ُ‬
‫ه‬
‫مشت َب َ ِ‬ ‫مساهمات بالبنوك والشركات المحّرمة‪ ،‬أو ال ُ‬ ‫ال ُ‬
‫ي صلى الله عليه وسّلم‪ :‬أنه ل يزال في‬ ‫فيها‪ ،‬فقد أخبر النب ّ‬
‫ث ال به محمدًا صلى ال عليه‬ ‫ق الذي َبع َ‬ ‫هذه المة طائفة متمسكة بالح ّ‬
‫ت‬‫وي َ ْ‬ ‫وسلم إلى قيام الساعة‪ ،‬كقوله صلى الله عليه وسّلم‪ُ» :‬ز ِ‬
‫ت مشارقها ومغاربها‪،‬‬ ‫ض حّتى رأي ُ‬ ‫ي الر ُ‬ ‫ل َُ‬
‫ض‪-‬‬ ‫ن‪ :‬الصفَر أو الحمَر والبي َ‬ ‫ت الكنزي ِ‬ ‫وأعطي ُ‬
‫ث‬
‫ك إلى حي ُ‬ ‫ن ملك َ‬ ‫ل لي‪ :‬إ ّ‬ ‫ة ‪ -‬وقي َ‬ ‫ب والفض َ‬ ‫يعني الذه َ‬
‫نل‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ت الله عّز وج ّ‬ ‫يل َ‬
‫ل ثلثا‪ :‬أ ْ‬ ‫ك‪ ،‬وإني سأل ُ‬ ‫و َ‬ ‫ُز ِ‬
‫َ‬ ‫جوعا ً َ‬ ‫ُ‬ ‫ُيسل ّ َ‬
‫نل‬ ‫وأ ْ‬ ‫ة‪َ ،‬‬ ‫م ً‬ ‫عا ّ‬ ‫ه َ‬ ‫مب ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫هل ِك َ ُ‬ ‫في ُ ْ‬ ‫مِتي ُ‬ ‫ط على أ ّ‬
‫َ‬
‫ه‬ ‫ض‪ ،‬وإن ّ ُ‬ ‫س بع ٍ‬ ‫م ب َأ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫ق بع َ‬ ‫عا ً وُيذي َ‬ ‫شي َ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ي َل ْب ِ َ‬
‫ن‬ ‫وإ ِّني ل َ ْ‬ ‫ه‪َ ،‬‬ ‫مَردّ ل َ ُ‬ ‫فل َ‬ ‫ضاءً َ‬ ‫ق َ‬‫ت َ‬ ‫ل لي‪ :‬إذا قضي ُ‬ ‫قي َ‬
‫ُ‬
‫ع‬
‫م َ‬
‫ج َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫هم فيه‪ ،‬ول َ ْ‬ ‫جوعا ً فُيهل ِك َ ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫ط على أمت َ‬ ‫سل ّ َ‬ ‫أ َ‬
‫ضهم‬ ‫ي بع ُ‬ ‫ن أقطارها‪ ،‬حتى ُيفن َ‬ ‫ن ب َي ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫عليهم َ‬
‫ف‬‫سي ُ‬ ‫ع ال ّ‬ ‫وض َ‬ ‫ضهم بعضا‪ ،‬وإذا ُ‬ ‫ً‬ ‫ل بع ُ‬ ‫بعضًا‪ ،‬وَيقت ُ َ‬
‫ُ‬
‫ع عنهم إلى يوم ِ القيامة‪،‬‬ ‫ن ُيرف َ‬ ‫مِتي‪ ،‬فل َ ْ‬ ‫في أ ّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ما أ َت َ َ‬
‫ن‪،‬‬ ‫ضّلي َ‬ ‫م ِ‬ ‫ة ُ‬ ‫م ً‬ ‫مِتي‪ :‬أئ ِ ّ‬ ‫ف على أ ّ‬ ‫و ُ‬ ‫خ ّ‬ ‫م ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫وإ ّ‬
‫ل‬‫ق قبائ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ستعبدُ قبائ ُ‬
‫ح ُ‬ ‫ستل َ‬ ‫ن‪ ،‬و َ‬ ‫مِتي الوثا َ‬ ‫ل من أ ّ‬ ‫و َ‬
‫ة‬ ‫ُ‬
‫دي الساع ِ‬ ‫ن بين ي َ َ‬ ‫ن‪ ،‬وإ ّ‬ ‫مِتي بالمشركي َ‬ ‫من أ ّ‬

‫‪ ()1‬رواه المام أحمد ح ‪ ،23124‬والبيهقي في الكبرى ح ‪ ،10603‬وقال‬


‫الهيثمي‪) :‬ورجالها رجال الصحيح( مجمع الزوائد ج ‪.10/296‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪86‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫م َأنه‬ ‫م َيزع ُ‬ ‫ن‪ ،‬ك ُل ّ ُ‬


‫ه ْ‬ ‫ن‪ ،‬قريبا ً من ثلثي َ‬ ‫ذابي َ‬ ‫نك ّ‬ ‫جالي َ‬ ‫دَ ّ‬
‫ق‬‫ة من أمتي على الح ّ‬ ‫ل طائف ٌ‬ ‫ن تزا َ‬ ‫ول َ ْ‬‫ي‪َ ،‬‬ ‫ن َب ِ ّ‬
‫ي أمُر‬ ‫من خالفهم‪ ،‬حتى يأت َ‬ ‫ن‪ ،‬ل َيضّرهم َ‬ ‫منصوري َ‬
‫ما فََرغ َ أبو عبد الله‬ ‫َ‬
‫ن‪ :‬ل ّ‬ ‫الله عّز وج ّ‬
‫الحس ِ‬
‫َ )‪(1‬‬ ‫َ‬
‫ل« قال أبو‬
‫ه( ‪.‬‬ ‫ل‪ :‬ما أهْوَل ُ‬ ‫من هذا الحديث‪ ،‬قا َ‬
‫ك‪ ‬‬
‫ط‪ ،‬هَل َ‬‫سٌ‬‫حَكٌم‪ِ ‬ق ْ‬
‫ل قال‪ :‬ال‪َ  ‬‬ ‫س َمجِلسًا للذكر إ ّ‬ ‫و )كان معاذ ل يجل ُ‬
‫ن‪ ،‬حتى‪ ‬‬ ‫ح‪ ‬فيها‪ ‬القرآ ُ‬ ‫ن‪ ‬ورائكم‪ِ ‬فَتنًا‪َ ‬يكثُر‪ ‬فيها‪ ‬الماُل‪ ،‬وُيفت ُ‬ ‫ن‪ِ ‬م ْ‬‫اْلُمرتابون‪ ،‬إ ّ‬
‫ق‪ ،‬والّرجُل‪ ‬والمرأُة‪ ،‬والصغيُر‪ ‬والكبيُر‪ ،‬والعبُد‪ ‬‬ ‫ن‪ ‬والمناف ُ‬ ‫خَذُه‪ ‬المؤم ُ‬ ‫َيأ ُ‬
‫ن‪ ،‬ما‪ ‬‬ ‫ت‪ ‬القرآ َ‬ ‫ن‪ ‬يقول‪ :‬ما‪ ‬للناس‪ ‬ل‪َ ‬يّتبعوِني‪ ‬وقْد‪ ‬قرأ ُ‬ ‫ك‪ ‬قائٌل‪ ‬أ ْ‬ ‫شُ‬ ‫حّر‪ ،‬فيو ِ‬ ‫واْل ُ‬
‫ن‪ ‬ما‪ ‬ابُتدع‪ ‬ضللٌة‪ ،‬‬ ‫ع‪ ‬فإ ّ‬ ‫ع‪َ ‬لهم‪ ‬غيَرُه‪ ،‬فإّياكم‪ ‬وما‪ ‬ابُتد َ‬ ‫ي‪ ‬حّتى‪َ ‬أبتَد َ‬ ‫ُهْم‪ ‬بُمّتِبع ّ‬
‫ن‪ ‬قد‪ ‬يقوُل‪ ‬كلمَة‪ ‬الضللِة‪ ‬على‪ ‬لسان‪ ‬‬ ‫ن‪ ‬الشيطا َ‬ ‫وُأحّذركم‪َ ‬زْيَغَة‪ ‬الحكيِم‪ ،‬فإ ّ‬
‫ت‪ ‬لمعاذ‪ :‬ما‪ُ ‬يدريِني‪ ‬رحمكَ‪ ‬‬ ‫ق‪ ،‬قاَل‪ :‬قل ُ‬ ‫ق‪ ‬كلمَة‪ ‬الح ّ‬ ‫الحكيم‪ ،‬وقد‪ ‬يقوُل‪ ‬المناف ُ‬
‫ق‪ ،‬‬‫ق‪ ‬قْد‪ ‬يقوُل‪ ‬كلمَة‪ ‬الح ّ‬ ‫ن‪ ‬المناف َ‬ ‫ن‪ ‬الحكيَم‪ ‬قد‪ ‬يقوُل‪ ‬كلمَة‪ ‬الضللِة‪ ،‬وأ ّ‬ ‫ال‪ ‬أ ّ‬
‫ت‪ ‬التي‪ُ ‬يقاُل‪ ‬لها‪ :‬ماهذه‪ ،‬ول‪ ‬‬ ‫ن‪ ‬كلم‪ ‬الحكيِم‪ ‬المشتِهَرا ِ‬ ‫قال‪ :‬بلى‪ ،‬اجتنب‪ِ ‬م ْ‬
‫ن‪ ‬على‪ ‬‬ ‫ق‪ ‬إذا‪ ‬سمعته‪ ،‬فإ ّ‬ ‫ق‪ ‬الح ّ‬ ‫ن‪ُ ‬يراجع‪ ،‬وتّل َ‬ ‫ك‪ ‬عنه‪ ،‬فإنه‪ ‬لعّله‪ ‬أ ْ‬ ‫ك‪ ‬ذل َ‬ ‫َيْثِنيّن َ‬
‫)‪(2‬‬
‫ق‪ ‬نورًا( ‪.‬‬ ‫الح ّ‬
‫من سواه ‪‬‬ ‫كفانا الله بحلله عن حرامه‪ ،‬وأغنانا بفضله ع ّ‬
‫‪       ‬‬
‫‪      ‬‬
‫‪.   ‬‬

‫وصلى الله وسّلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه‪.‬‬


‫كتبه‬
‫)‪(3‬‬
‫عبدالرحمن بن سعد الشثري‬

‫ب‪ :‬ما يكون من الفتن(‪ ،‬والطبراني في‬ ‫‪ ()1‬رواه ابن ماجة ح ‪) 3952‬با ُ‬
‫ححه اللباني في صحيح سنن ابن ماجة ح ‪ 3192‬ج‬ ‫الوسط ح ‪ ،8397‬وص ّ‬
‫‪.2/352‬‬
‫ب لزوم السنة‪ ،‬وعبد الرزاق في مصنفه ح‬ ‫ُ‬ ‫با‬ ‫‪4611‬‬ ‫ح‬ ‫داود‬ ‫أبو‬ ‫‪ ()2‬رواه‬
‫‪ ،20750‬والحاكم في المستدرك ح ‪ 8422‬كتاب الفتن والملحم‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫)هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه(‪.‬‬
‫‪ ()3‬آمل منك أخي الكريم‪ :‬موافاتي باقتراحاتك وملحظاتك على‬
‫‪ 0504595759‬والمؤمن مرآة أخيه‪ ،‬والله في عون العبد ما كان العبد في‬
‫عون أخيه‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪87‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫‪2‬‬ ‫تقديم سماحة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان‪.‬‬


‫‪3‬‬ ‫تقديم فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن حماد العمر‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫تقديم فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد ال الراجحي‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫المقدمة‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫بماذا يأخذ المسلم في المسائل الخلفية‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪1‬‬ ‫التحذير من الفتاوى التي ُتجيز التعامل مع البنوك ‪ ،‬والتي تنشرها‬
‫‪7‬‬ ‫بعض الصحف‬
‫‪2‬‬ ‫العمل في البنك الهلي‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬ ‫العمل في البنك الهلي من أجل سداد الديون‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬ ‫تأجير الدكاكين على البنك العربي‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪2‬‬ ‫تأجير عمارة أو جزء منها إلى البنك العربي الوطني‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪2‬‬ ‫المساهمة في بنك الرياض‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬ ‫حكم منح السماء لشخص يريد المساهمة بها في بنك الرياض‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬ ‫العمل في بنك الرياض من أجل الضرورة‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪2‬‬ ‫البنك السعودي الهولندي‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪2‬‬ ‫البنك السعودي البريطاني‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪2‬‬ ‫البنك السعودي المريكي‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪88‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫‪2‬‬ ‫بطاقة فيزا )سامبا( لدى البنك السعودي المريكي‪.‬‬


‫‪8‬‬
‫‪2‬‬ ‫بنك الجزيرة‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪3‬‬ ‫شركة الراجحي للصرافة والتجارة‪ ،‬ومكتب الكعكي للصرافة‪.‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬ ‫البنك السعودي التجاري المتحد‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪3‬‬ ‫شراء وبيع أسهم البنوك‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪3‬‬ ‫شراء وبيع أسهم الشركات‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3‬‬ ‫شراء وبيع السهم‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪3‬‬ ‫شركة السمدة العربية السعودية سافكو‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪3‬‬ ‫شركة جمعية التموين المنزلي‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪3‬‬ ‫شركة اتحاد التصالت‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪3‬‬ ‫المساهمة في الشركات التي ُتؤّمن عند البنوك‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪4‬‬ ‫المساهمة في شركات التأمين‪.‬‬
‫‪0‬‬
‫‪4‬‬ ‫التأمين التجاري والتأمين التعاوني‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪4‬‬ ‫ي‪.‬‬
‫حّ‬
‫التأمين الص ّ‬
‫‪2‬‬
‫‪4‬‬ ‫حِة‪.‬‬
‫التأمين على الص ّ‬
‫‪3‬‬
‫‪4‬‬ ‫التأمين على الرخصة‪.‬‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪89‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫‪4‬‬
‫‪4‬‬ ‫ما يحكُم به القانون من تأمين في حوادث السيارات‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪4‬‬ ‫الشتراك في بطاقات التخفيض لدى المستشفيات والمستوصفات‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪4‬‬ ‫الشتراك في بطاقات التخفيض كبطاقة المعّلم‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪4‬‬ ‫المساهمة في شركة الراجحي المصرفية‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪4‬‬ ‫شراء السهم من شركة الراجحي‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪4‬‬ ‫شراء أسماء الغير للمساهمة بها‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪4‬‬ ‫الصناديق الستثمارية في البنوك المحلية‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪4‬‬ ‫شهادات الستثمار‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪5‬‬ ‫صندوق التوفير‪.‬‬
‫‪0‬‬
‫‪5‬‬ ‫القتراض من أجل المساهمة في الشركات‪.‬‬
‫‪0‬‬
‫‪5‬‬ ‫العمل في البنوك الحالية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪5‬‬ ‫القسام السلمية في البنوك الّربوية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪5‬‬ ‫اليداع في البنوك بدون فوائد‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪5‬‬ ‫استلم الراتب عن طريق البنوك التي تتعامل بالّربا‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪5‬‬ ‫أخذ البنك مبلغ ‪ 10‬ريال على صرف الراتب إذا كانت عن طريق‬
‫‪4‬‬ ‫غيره من البنوك‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪90‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫‪5‬‬ ‫شراء الراضي وتعميرها عن طريق البنوك‪.‬‬


‫‪5‬‬
‫‪5‬‬ ‫شراء السيارات والبيوت من البنوك بالتقسيط‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪5‬‬ ‫ربا الجاهلية‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪6‬‬ ‫من الحلول الشرعية في بيع السيارات‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪6‬‬ ‫شراء العملت والشيكات‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪6‬‬ ‫معنى ربا الفضل وربا النسيئة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪6‬‬ ‫بيع شهادة الزراعة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪6‬‬ ‫العمل في الجمارك ومصلحة الضرائب‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪6‬‬ ‫لت والجرائد‪.‬‬
‫ل في المج ّ‬
‫العم ُ‬
‫‪5‬‬
‫‪6‬‬ ‫خّلة‪.‬‬
‫لت والجرائد الُم ِ‬
‫ل للمج ّ‬
‫ل في بريٍد فيه نق ٌ‬
‫العم ُ‬
‫‪6‬‬
‫‪6‬‬ ‫عمل الرجل مضيفًا في الطائرة‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪6‬‬ ‫عمل الرجال مع النساء‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪6‬‬ ‫طباعة تعريف لمن سيأخذ سلفة من البنك‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪6‬‬ ‫قرار هيئة كبار العلماء في المسابقات التجارية‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪7‬‬ ‫لت التجارية‪.‬‬
‫الجوائز المقّدمة من الشركات والمؤسسات والمح ّ‬
‫‪0‬‬
‫‪7‬‬ ‫حكم الجوائز التي ُتقّدمها بعض البنوك قرعة بين من يفتح لديها‬
‫‪www.alukah.net‬‬
‫المجموع الثمين‬
‫لفتاوى‬
‫‪91‬‬
‫المصارف والسهم‬
‫والميسر والتأمين‬

‫‪1‬‬ ‫حسابًا‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫حكم اليانصيب‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪7‬‬ ‫شراء العلب الغذائية التي بداخلها جوائز نقدية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪7‬‬ ‫مسابقات الصحف‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪7‬‬ ‫كروت محطات البنزين‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪7‬‬ ‫َلِعب الورق‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪7‬‬ ‫َلِعب الشطرنج‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪7‬‬ ‫لعبة تماثيل لعبي كرة القدم‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪7‬‬ ‫لعبة الضومنة‪ ،‬والجوقر‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪7‬‬ ‫قرار مجمع الفقه السلمي حول سوق الوراق المالية‬
‫‪7‬‬ ‫والبضائع )البورصة(‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫الخاتمة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪8‬‬ ‫الفهرس‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬

You might also like