Professional Documents
Culture Documents
2
السلم .و ربما كان هو صاحب كتاب النواء في علم
النجوم .
عيسى بن محمد الكاتب :لم يذكر في الرجال .روى عنه
الثقفي كما شاهدنا .و روى عن محمد بن الهذيل
المعروف بالعتزال .
المدائني :غير معلوم من هو المدائني فهناك أكثر من
واحد كالجراح المدائني أو ابراهيم بن ابي يحيى المدائني
أو عباد بن محمد المدائني و كلهم كانوا معاصرين تقريبا و
هناك غيرهم بنفس السم .
غياث بن ابراهيم :معروف بالوضع فقد كان يروي
احاديث مكذوبة للتقرب الى الحكام .
نتيجة التحليل...
بالرغم من أن رواة الحديث فيهم المجهول و فيهم
المشهور بالوضع و المتهم بالعتزال و لكن مضمون
الحديث ل يخالف القرآن و ل الحاديث المعتبرة ..لذلك
يمكن التسامح في السند و اعتبار الحديث صحيحا نوعا
ما بإعتبار صحة مضمونه .ولو أردنا التدقيق أكثر فربما
اعترانا بعض الشك في المحتوى حيث يقول بأن أصل
النسان لبه ثم يقول بأن عقله دينه ..وواضح أن اللب و
العقل بنفس المعنى فتكرارهما بلفظيين يكون مخل من
الناحية الدبية خاصة و أن العقل أتى مرة بمعنى الصل
في النسان ثم بمعنى الدين .و الظاهر أن هناك جملة
محذوفة بين العقلين .
الشرح...
نتيجة التحليل...
الشرح...
ليس فيه كثير مستمتع :اي ليس في وجوده فائدة
كثيرة .
4
و لكي يكون في وجود النسان فائدة فلبد من أن تكون
له خمس خصال :الدين و العقل و الحياء و حسن الخلق
و حسن الدب و الخير يعني حسن العمل و صالحه
فالنسان المؤدب يحسن عمله و تحسن معاشرته .
نلحظ أن المام يبدأ بالدين ثم العقل فبعد الدين ل يوجد
أهم من العقل و العقل كما ذكرنا مأخوذ من العقال الذي
يربط به البعير حتى ل يتهور و ل يسرع في العدو و هكذا
العقل للنسان يعتبر لجاما لشهواته و مانعا لهفواته و
زلته .و أما الحياء فنسبته الى الدين كنسبة اللزم الى
الملزوم فل دين لمن ل حياء له .و أما حسن الخلق فهو
الذي يميز النسان عن الحيوان و هو الذي يقود الى
جذب الخرين و جلبهم .قال تعالى " :ولو كنت فظا
غليظ القلب لنفضوا من حولك " فالخلق الحسن يجذب
الخرين كما يجذب المغناطيس الحديد .
و يستمر المام عليه السلم في ذكر خمس خصال
ضرورية للعيش الهنيء و السعادة و الحساس بالراحة و
الطمأنينة و هي :الصحة التي هي تاج على رؤوس
الصحاء ل يشعر به المرضى المبتلين .و المن وهو
سها .عندما يمن الله على
أساس الحياة الرغيدة و أ ّ
عباده و يأمرهم بعبادته يشير الى نقطتين اساسيتين في
حياتهم " :الذي اطعمهم من جوع و آمنهم من خوف "
ولول الغنى و المن لما استطاع النسان أن يعبد ربه حق
العبادة .و بالتأكيد ل نقصد بالغنى أن يكون ذا مال كثير
بل غنى ل يعوزه الى غيره في أبسط أمور الحياة كامأكل
و المشرب و الملبس و المسكن .و تأتي بعدهما القناعة
فالنسان القانع يحس دائما بالسعادة بعكس الطماع
الحريص الذي ل يقنع من العيش البسيط و يطلب دائما
المزيد .و الخصلة الخيرة هي :النيس الموافق .فكل
5
انسان يحتاج في حياته الى من يأنس به و يألفه .
فالنسان من أصله مأخوذ من النس و لكن ليس كل
أنيس محبوب فالنيس الذي يأنس به النسان هو الذي
يتلءم مع طبعه و تألفه أخلقه و يشعر بالراحة في
معاشرته و التعامل معه .و لعمري صديق واحد موافق
أحسن من ألف صديق غير مألوف و غير ملئم .
) يصنف الحديث في قسم المعاشرة (
6
ل ذلكيا رب ! ..أرني ثواب عبدك هذا ،فأراه الله عّز وج ّ
ل إليه أن اصحبه . ،فاستقّله الملك ،فأوحى الله عّز وج ّ
من أنت ؟ ..قال
فأتاه الملك في صورة أنسي ،فقال له َ :
ل عابد ٌ بلغنا مكانك وعبادتك بهذا المكان ،فجئت :أنا رج ٌ
لعبد معك ،فكان معه يومه ذلك ،فلما أصبح قال له
ن مكانك لنزهة ،قال : الملك :إ ّ
ليت لربنا بهيمة ،فلو كان لربنا حمار لرعيناه في هذا
ن هذا الحشيش يضيع ،فقال له الملك :وما الموضع ،فإ ّ
لربك حمار ؟ ..فقال :لو كان له حمار ماكان يضيع مثل
هذا الحشيش ! ..فأوحى الله عّز وج ّ
ل إلى الملك :
إنما أثيبه على قدر عقله.
قال الصادق )ع( :ما كّلم رسول الله )ص( العباد بكنه
ط.عقله ق ّ
8
ص 85المصدر :الكافي
السند :هذا الحديث جزء من الحديث السابق و هو حديث
مرسل جمعهما الكليني قدس سره في حديث واحد و
قال ك جماعة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى
عن الحسن بن علي بن فضال عن بعض أصحابنا عن أبي
عبد الله عليه السلم ...و قال قال رسول الله صلى الله
عليه و آله ...
النتيجة :قوله جماعة من أصحابنا أو عن بعض اصحابنا
يدل على أن رجال الحديث مجهولون و لذا ل يعتد به و
لكن المحتوى صحيح و جميل .
) يصنف في العلم و الجهل (
***
الصادق )ع( لداود الكرخي حين أراد التزويج :انظر أين
تضع نفسك.ص 83المصدر :مكارم الخلق
السند :عن سهل بن زياد و أحمد بن محمد جميعا ،عن
ابن محبوب ،عن ابراهيم الكرخي .هكذا جاء السند في
الكافي للكليني رحمه الله .و جاء الخبر نفسه مرسل في
كتاب مكارم الخلق للشيخ الطبرسي عن داود الكرخي و
نقل الخبر بعينه في كتاب معاني الخبار عن ابن المتوكل
عن الحميري عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن ابراهيم
الكرخي .و الظاهر أنه هو ابراهيم الكرخي كما ورد في
الكافي و ليس داود الكرخي كما جاء في مكارم الخلق و
انه من أصحاب المام الصادق عليه السلم المشهورين ز
اسمه ابراهيم بن أبي زياد الكرخي البغدادي .
9
الشرح :أنظر بدقة و اختر امرأة تناسبك .قال الشاعر :
أل ان النساء خلقن شتى *** فمنهن الغنيمة و الغرام
و منهن الحلل اذا تجلى *** لصاحبه و منهن الظلم
فمن يظفر بصالحهن يسعد *** و من يغبن فليس له
انتقام
و المام عليه السلم يرد على الكرخي حين يسأله عمن
يتزوج أن يحتاط و يختار من تكون صالحة حسنة الخلق .
يقول المام " :أنظر أين تضع نفسك و من تشركه في
مالك و تطلعه على دينك و سرك "...فالمرأة هي شريكة
الحياة و هي الوحيدة التي تطلع على كل أسرار النسان .
و بناء عليه يجب أن يختار المرء زوجه اختيارا صحيحا و
يتوكل على الله .
قال الرضا )ع( :ما استودع الله عبدا عقل إل استنقذه به
يوما .ص 88المصدر:أمالي الطوسي
الحديث نقله الشيخ الطوسي في أماليه عن أبي حفص
عمر بن محمد عن ابن مهروية عن داود بن سليمان عن
المام الرضا عليه السلم .
علي بن مهروية ) القزويني ( :يعتمدعليه ولو أن بعضهم
ضعفوه فقط لجل ارساله .و هو ينقل لنا أكثر من 185
رواية عن داود بن سليمان عن المام الرضا عليه
السلم .و داود بن سليمان من أعاظم الشيعة و من أجلة
اصحاب المام الرضا عليه السلم .
الشرح :اذا أراد الله أن يزيل نعمة من أحد فأولو أهم ما
يزيله هو عقله لن العقل من أهم النعم .قال تعالى " :و
منكم من ُيرد ّ الى أرذل العمر حتى ل يعلم بعد علم شيئا
10
" أي ان النسان بعد أن وصل الى الشيخوخة و ازداد
سنه كثيرا فقد يصل الى مرحلة يزيل الله أهم نعمة منه و
هو العقل حيث ل يعلم شيئا بعد أن كان قد علمه .بالطبع
هناك بعض الستثناءات وردت في الحاديث أن العاِلم ل
يخرف أو من قرء القرآن و حفظه فإنه لم يرد الى أرذل
العمر حتى ل يعلم بعد علم شيئا .و لكنها من صفات
النسان الطبيعية أن يخرف في الشيخوخة إل من شاء
الله أن ل يصل الى هذه الحالة .
11
يقول العلمة المجلسي في ذيل الحديث و قد استغرب
من هذه الكلمة فأراد أن يجد لها عذرا " :بغضه تعالى
عبارة عن علمه بدناءته و عدم قابليته للكمال و ما يترتب
عليه عن عدم توفيق على ما يقتضي رفعة شأنه لعدم
قابليته لذلك "..
و لكني أعلم أن كل انسان قابل للكمال و هذه القابلية
موجودة لدى كل شخص .و حسب ظني الناقص ان
النسان يتاثر بالعوامل الخرى -حتى قبل ولدته -تكون
مؤثرة في شقائه أو سعادته .و هذه العوامل أيضا قابلة
للتغيير بعد الولدة و على أثر المعاشرة أو نوع التربية أو
العوامل الفسيولوجية التي تؤدي الى نقص في خليا
الدماغ مثل .و هذا الموضوع عميق يحتاج الى بحث
طويل .
***
قال الصادق )ع( :إذا أراد الله أن يزيل من عبد نعمة ،
كان أول ما يغّير منه عقله .ص 94
المصدر :الختصاص
السند :هكذا ورد في اختصاص الشيخ المفيد دون ذكر
سند و نقله المجلسي في البحار .
أول نعمة و أفضلها هي العقل فإذا أراد الله ازالة أحسن
و أفضل نعمة من النسان فإنه يزيل عنه عقله .
12
قال أمير المؤمنين )ع( :ليست الرؤية كالمعاينة مع
من
ش العقل َالبصار ،وقد تكذب العيون أهلها ،ول يغ ّ
استنصحه .ص 95
المصدر :نهج البلغة و أيضا كتاب عيون الحكم و المواعظ
.و لم يذكر السند
الشرح :ليست الرؤية بالقلب كالرؤية بالعين فالرؤية
بالعين ربما كانت خاطئة و العين أحيانا تخطأ و لكن
القلب لن يخطأ و المقصود منه طبعا العقل فلو اتبعه
النسان و أخذ بحكمه و استرشده في أمور حياته فلن
يخذله العقل و لن يخونه .و أصل على النسان أن يعتمد
على العقل في معرفة حقائق الشياء ل بالحس فالرؤية
أمر حسي و لكن اتباع العقل أمر قلبيو النسان ل يصل
الى اليقين بالمحسوسات بل بالمعقولت أي بتعقل
الشياء و ادراكها .
م باتٌر ،
قال علي )ع( :الحلم غطاٌء ساتٌر ،والعقل حسا ٌ
خلقك بحلمك ،وقاتل هواك بعقلك .ص 95 فاستر خلل ُ
المصدر :نهج البلغة -الحكمة 434و ورد في روضة
الواعظين 460/بهذه العبارة " :العقل حسام قاطع .
قاتل هواك بعقلك " .و ورد في كتاب الكافي ج - 1ص
20عنه عليه السلم بهذه العبارة " :العقل الغطاء
الستير و الفضل جمال ظاهر ،فاستر خلل خلقك بفضلك
،و قاتل هواك بعقلك ،تسلم لك المودة ،و تظهر لك
المحبة "
13
فالشرح :الحلم غطاء و حاجب للمساوئ و العقل سي ٌ
قاطع يقطع به النسان ما بين الحق و الباطل و يفصل به
ما بين الخير و الشر ..فاحجب أيها النسان مساوئ
خلقك بالحلم و ادفع شر هوى النفس المارة بالسوء ،
ادفع شره باستغلل العقل و اتباع أوامره فالعقل يهديك
الى الصواب و الخير مثلما ترشدك النفس الى اتباع
الشيطان .و صدق رسول الله صلى الله عليه و آله اذ
قال " :أعدى عدوك ،نفسك التي بين جنبيك " و ما
دامت النفس العدوة الولى للنسان فل بد من قتالها و ل
يمكن مقاتلتها و التغلب عليها ال باتباع العقل .و هذا ما
يدعونا اليه أمير المؤمنين عليه أفضل الصلة و السلم .
قال الباقر )ع( :يا بني ! ..اعرف منازل الشيعة على قدر
ن المعرفة هي الدراية للرواية ،
روايتهم ومعرفتهم ،فإ ّ
وبالدرايات للروايات يعلو المؤمن إلى أقصى درجات
اليمان .
ن
إني نظرت في كتاب لعلي )ع( فوجدت في الكتاب أ ّ
ن الله تبارك وتعالى
ئ وقدره معرفُته ،إ ّ
قيمة كل امر ٍ
يحاسب الناس على قدر ما آتاهم من العقول في دار
الدنيا .ص 106
المصدر :معاني الخبار .سند الحديث :عن علي بن
ابراهيم عن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن يزيد
الرزاز عن أبي عبد الله عليه السلم قال :قال أبو جعفر
عليه السلم ...الظاهر أن يزيد الرزاز هو ُبريد الرزاز و
قد صحف خطأ باسم يزيد .و أما ابن أبي عمر فل يحتاج
في علو مقامه الى وصف الواصفين ،فقد كان أوثق
16
الناس و أورعهم و أعبدهم و انه من أصحاب الجماع أي
أي أن علماءنا البرار يقبلون مراسيله لنه ل يرسل ال
عن ثقة .فحديث فيه اسم محمد بن أبي عمير حديث
صحيح بالجماع .
الشرح :المام الباقر عليه السلم ينصح ابنه المام
الصادق سلم الله عليه :ان درجات الشيعة و مراتبهم
على قدر معرفتهم للروايات و الحاديث .فكلما ارتفعت
معرفة النسان و درايته للحديث فإنه يقترب أكثر من
غيره الى المعرفة و هذه المعرفة تكون حافزا له للوصول
الى درجات اليمان و التقوى العالية .ثم يستند المام
الى قول جده أمير المؤمنين عليه السلم حيث يصرح بما
ليدع مجال للرتياب أن قيمة و درجة كل انسان بمقدار
معرفته و دركه للحقائق و ان الله يحاسب الناس في يوم
الحساب كل بمقدار عقله و دركه .و ل شك أن الجر و
الثواب أيضا يكون على نفس المقياس فالمؤمن العالم
يرتقي الى الدرجات العلى في سلم الترقيات الخروية
بينما ل يصل الى درجته من كان دونه في التعقل و
المعرفة ولو كانت عبادته أكثر حسب الظاهر .و هذا هو
السر في كون العالم أفضل من العابد كأفضلية الرسول
الخاتم صلى الله عليه و آله على غيره من الرسل .
و اجمال القول أن العقل هو الحجة اللهية التي منحها
الله عباده ليحتج بهم على ما يعملون من عمل و يكسبون
من كسب .و لكن ل بد من الستدراك أن العقل ل يكفي
لوحده ملكا و حجة في الحكام و المنهيات دون الرجوع
الى الكتاب و الحاديث المروية عن الرسول و الئمة
الطهار عليهم السلم بطرق صحيحة فالعقل اذن حجة
بإرشاد الرسول و آله الطهار عليهم السلم ل
بالستقلل .
17
التصنيف :العقل و الجهل
19
الحسين بن خالد من أجلة العلماء و اسحاق بن عمار
يعترف بوثوقه و عظم مقامه علماء الرجال .لهذا
نستطيع الجزم بصحة الحديث .
الشرح :الراوي يسأل المام عن السبب في أن بعضهم
يعرف مقصوده قبل أن يكمل كلمه و البعض الخر يصل
الى المقصود بعد اتمام الكلم و يعرف و يحفظ الكلم
تماما و البعض الخر ل يستطيع أن يدرك المقصود في
أول مرة بل يطلب العادة .و ربما طلب العادة أكثر من
مرة حتى يصل الى المطلب .
و المام يرد عليه أن الول الذي يستوعب الكلم قبل
اتمامه هو الذي عجنت نطفته بعقله و أما الثاني فهو الذي
استكمل عقله في بطن أمه و أما الثالث فهو الذي اكتمل
عقله بعد أن كبر أي بعد بلوغه .و الظاهر أن المام عليه
السلم يريد ان يوضح درجات التعقل لدى البشر فهناك
ثلث درجات :
الولى :هو الذي منحه الله ادراكا كبيرا و كأن نطفته
امتزجت بالعقل ) و الظاهر أن هذه الجملة كناية عن
شدة ادراكه و كثرة تعقله و قرب استيعابه ليس ال (
فمثل هؤلء نوابغ و عباقرة يستوعبون الحديث حتى قبل
ان يكتمل و بالتأكيد فهم أقلية بين أبناء آدم .
الثانية :الذي منحه الله ادراكا متوسطا و كأنه تأخر عن
الول بتاخر الجنين عن النطفة .و هؤلء أيضا لهم قوة
الدراك حيث يستوعبون الحديث تماما بعد سماعه أو
مطالعته .
الثالثة :هو القل ادراكا فل يستطيع أفراد هذه الطائفة
أن يستوعبوا المور فورا بل يحتاجون الى اعادة و تكرار
حتى يفهموا الشياء .و هذا أمر طبيعي في البشر .و
20
خلفا لما يدعي البعض أن البشر متساوون في الدرك و
التعقل يوضح المام درجات متفاوتة و مراتب مختلفة
للتعقل من الشدة و القلة ،و الصفاء و الظلمة ،و القوة
و الضعف .و ربما كان اختلف الدرجات تابعة لختلف
التمرين و التدريب على التعقل فالنسان الذي يستخدم
فكره و ذهنه أكثر من غيره يصبح الدراك مَلكة له في
فهم المور أكثر من الخرين الذين قلما يستخدمون
فكرهم و ذهنهم .و ربما كان هذا المعنى مستخرجا من
قوله صلى الله عليه و آله ك " تفكر ساعة خير من عبادة
سبعين سنة " فالتفكير قبل العبادة ينشطها و يهذبها و
يصقلها و يجعلها أكثر لطافة و صفاء و نورا .و لقد صدق
رسول الله صلى الله عليه و آله حيث قال " :إذا رايتم
الرجل كثير الصلة ،كثير الصيام فل تباهوا به حتى
تنظروا كيف عقله " فليست العبرة في كثرة التعبد بل
في كثرة استخدام العقل و الدراك .
التصنيف :العقل و الجهل
***
قال الصادق )ع( :دعامة النسان العقل ،ومن العقل :
الفطنة ،والفهم ،والحفظ ،والعلم ..فإذا كان تأييد عقله
من النور ،كان عالما حافظا زكيا فطنا فهما ،وبالعقل
صره ومفتاح أمره .ص 90 يكمل ،وهو دليله ومب ّ
المصدر :العلل
السند :ابن الوليد عن الصفار عن أحمد بن محمد عن
ابن محبوب عن بعض اصحابه عن أبي عبد الله عليه
السلم ...نلحظ أن الحديث مرسل حيث يقول عن بعض
اصحابه ) مجهول (
21
الدعامة هي عمود البيت و عماده الذي يرتكز عليه و
المام الصادق عليه السلم يصف العقل بأنه عماد
النسان الذي يعتمد و يرتكز عليه ثم يقسم نتائج العقل
الى أربعة أقسام :الفطنة و هي الدراك السريع و
الوصول الى المقصود في أقرب وقت .و يأتي بعده
الفهم ثم الحفظ و العلم .و الفهم أولى درجات المعرفة
و لتركيزه يجب حفظه ثم العلم به .فليس كل محفوظ
معلوم بل العلم أيضا له مراحل و أولها الفهم .
ثم يسلط المام الضوء على النور لنه العلة في ظهور و
بروز المحسوسات و انه حقا وسيلة لنارة الطريق أمام
العقل البشري حتى يكون عالما مدركا كثير فهم و
فطنة .
ورد في الكافي كلمة " ذاكرا " بدل من " زكيا " و الزكي
هو الطاهر من دنس الجهل و الغباء و الذاكر هو الذي
وصل الى مراحل متقدمة من المعرفة ليذكر الله بكل
حواسه .و بالعقل يصل النسان الى أرقى مدارج الكمال
فهو الدليل و هو المرشد و هو مفتاح كل غوامض الحياة و
ابهاماته .
التصنيف :العقل و الجهل
22
الشرح :عبارات جميلة جدا و مبدعة حقا من مولنا
المام الصادق عليه السلم فالله تبارك و تعالى يبغض
ثلثة اشخاص :
-1الشيخ الجاهل :لماذا؟ لنه كبر في الجهل بعد أن
كانت له فرص كبيرة لتلقي العلم و لكنه استمر في جهله
و ابتعاده عن النور و بالطبع قبيح جدا على شيخ طاعن
في السن أن يبقى جاهل متغمسا في مهاوي الفقر
العلمي .
-2الغني الظلوم .و الظلوم بمعنى المبالغة في الظلم .
فالغني لكونه ذا مال و نعمة ،قبيح عليه ان يظلم غيره
لنه ليس محتاجا فالفقير هو الذي يظلم و يتعدى على
حقوق الخرين لكي يشبع بطنه و يشبع أهله و أما الغني
فل يحتاج الى ظلم أحد لن وسائل الراحة و الرفاهية
متاحة له أينما حل و لذلك فالظلم منه أقبح من غيره .
-3الفقير المختال :و المختال بمعنى المتكبر المتعجرف
جب بنفسه .و انه حقا من أقبح القبائح أن يغترالمع َ
الفقير الذي ل يملك ثروة و ل مال كثيرا و يجر ذيل الخيلء
من ردائه .فالُعجب و التكبر اقرب الى الغني منه الى
الفقير بل و من الفقير قبيح جدا لنه ليس له ما يعجبه
بنفسه و يتكبر على غيره .
النصنيف :المبغوضون
23
ول بعث الله رسول ول نبيا حتى يستكمل العقل ،ويكون
عقله أفضل من عقول جميع أمته ،وما يضمر النبي في
دى العاقل نفسه أفضل من اجتهاد المجتهدين ،وما أ ّ
فرائض الله حتى عقل منه ،ول بلغ جميع العابدين في
ن العقلء هم أولوا اللباب فضل عبادتهم ما بلغ العاقل ،إ ّ
ل } :إنما يتذكر أولوا اللباب {.الذين قال الله عّز وج ّ
ص 92
المصدر :المحاسن
السند :الحديث مرفوع و ليس له سند فصاحب المحاسن
يرفعه الى بعض اصحابه دون ذكر السند !
الشرح :العقل هو أفضل نعم الله على عباده و اذا كان
كذلك فبالتأكيد نوم العاقل العالم أفضل من سهر الجاهل
و حتى صوم الجاهل أقل فضل من افطار العاقل العالم
لن صومه ليس على وعي و معرفة و العاقل العالم
عندما يأكل أيضا يذكر الله و يشكره على نعمائه فأكله
أفضل من صوم الجاهل .و إقامة العاقل أفضل من
شخوص و خروج الجاهل الى السفر طلبا لمرضاة الله
كالحج و الجهاد .و هذا أمر عجيب فحتى الجهاد و الحج
مع جللة منزلتهما يكونان أقل فضل من المكوث و
القامة لدى العالم العاقل و كل ذلك بسبب المعرفة
الضئيلة للجاهل و شدة معرفة العاقل و سعة علمه .
ثم يستطرد الرسول العظم بقوله :و ما بعث الله رسول
بو ل نبيا حتى يستكمل العقل فكمال العقل أمٌر مطلو ٌ
للرسول الذي يريد ابلغ الرسالة الى الناس فل بد ان
يكون أكملهم عقل و أكثرهم علما و ما يضمر النبي
الكامل في نفسه من النوايا الحسنة و الفكار السليمة و
العقائد اليقينية فإنها قطعا أفضل من سعي المجتهدين و
24
اجتهادهم مهما بلغوا في سعيهم مراتب عظيمة و ما أدى
العاقل فرائض الله و واجباته حتى يعلم ان الله أراد منه
تلك الفرائض أي انه يؤديها مع العلم بأن عمله مطابق
لوامر الله .و جاء في نسخة الكافي :و ما أدى العبد
فرائض الله حتى عقل عنه أي ل يمكن للعبد أن يؤدي
الفرائض كما ينبغي إل بأن يعقل و يعلم فالعلم هو الذي
يكمل العبادة و يزكيها و يطهرها من الشوائب .
التصنيف :العقل و الجهل
قال الصادق )ع( :ما يعبأ من اهل هذا الدين بمن ل عقل
جعلت فداك ! ..إنا نأتي قوما ل بأس بهم
له ،قلت ُ :
عندنا ممن يصف هذا المر ليست لهم تلك العقول ،فقال
)ع( :
ليس هؤلء ممن خاطب الله في قوله :يا أولي
ن الله خلق العقل ،فقال له :أقبل فأقبل ، اللباب ! ..إ ّ
ثم قال له :أدبر فأدبر ! ..فقال :
ي
ب إل ّ
وعزتي وجللي ماخلقت شيئا أحسن منك ،وأح ّ
منك ،بك آخذ وبك ُأعطي .ص 92
المصدر :المحاسن
السند كسابقه حديث مرفوع ينقله صاحب المحاسن دون
ذكر السند .و لكن الكليني رحمه الله ينقله في الكافي
عن المام الرضا عليه السلم بهذا السند :عن علي بن
الحسن عن علي بن اسباط عن الحسن بن الجهم عن
أبي الحسن الرضا عليه السلم .و هناك اختلف بسيط
في الكلمات فمثل يقول ل يعبأ بأهل الدين و في حديث
25
البرقي يقول :ما يعبأ من أهل هذا الدين .و لكن
المضمون في الحديثين واحد .
الشرح :الحديث يدور في معرفة من المقصود من "
أولي اللباب " فالمام يقول بأنه ل يبالي و ل يعتني من
المسلمين ممن ل عقل له فيقول السائل :و عندنا
مسلمون غير كاملين في العقل فكيف يكون حالهم ؟
يجيب افمام عليه السلم بأنهم و إن حرموا عن فضائل و
مزايا أهل العقل لكن تكاليفهم و واجباتهم أقل و أسهل
من التكاليف الملقاة على أولي اللباب ثم يشرح المام
بداية خلقة العقل و أن الله قال له أقبل ثم أدبر و كل
ذلك كناية عن جمال العقل و حسنه ليس إل .و بعدئذ
يقول الله انه لم يخلق شيئا أحسن و أفضل و أجمل من
العقل بل و ان العقل أحب الئياء الى الله حيث به
يحاسب العباد و يجزيهم و يكافأهم على ما عملوا إن خيرا
فخير و إن شرا فشر .
التصنيف :العقل و الجهل
*** 17/11/2007
26
عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلم
قال قال رسول الله صلى الله عليه و آله ) الخبر ( .
الشرح :يعرفنا رسول الله بأن حسن حال النسان ليس
بحسن معيشته و حسن ظاهره و ليس بمقدار اقتنائه
حسن كل الحسن في للموال و الذخائر المادية بل ال ُ
العقل و التعقل ..ثم يبين الرسول العظم بأن سبب ذلك
يرجع الى أن الله يجازي النسان بمقدار استغلله لعقله .
فالعقل هو المحور في محاسبة الناس على أعمالهم و
أفعالهم .جاء في حديث للمام الكاظم عليه السلم يقول
لهشام " . ..كيف يزكو عند الله عملك و أنت قد شغلت
قلبك عن أمر ربك و أطعت هواك على غلبة عقلك "
فالنسان بين أمرين إما أن يطيع عقله و أما أن يطيع
هواه فكلما ازدادت اطاعة النسان لعقله ازداد قربه و
كلما ازدادت اطاعته لهواه و تغلب هواه على عقله فإنه
يزداد بعدا عن الله .
التصنيف :الحتجاج بالعقل .
عبد به الرحمن
قيل للصادق )ع( :ما العقل ؟ ..قال :ما ُ
،واكتسب به الجنان ،قيل :فالذي كان في معاوية ؟..
قال )ع( :تلك النكراء ،تلك الشيطنة ،وهي شبيهة
بالعقل ،وليست بعقل .ص 116
المصدر :معاني الخبار
السند :الشيخ الصدوق ينقله في معاني الخبار بهذا
السند :أبي رحمه الله قال :حدثنا محمد بن يحيى
العطار ،عن محمد بن أحمد بن يحيى ،عن محمد بن عبد
الجبار ،عن بعض اصحابنا رفعه الى أبي عبد الله عليه
27
السلم ) الخبر ( و أما البرقي ينقله في محاسنه هكذا :
عن محمد بن أحمد بن يحيى ،عن محمد بن عبد الجبار ،
عن بعض اصحابنا رفعه ال أبي عبد الله عليه السلم ..و
كما تلحظون فالحديث مرفوع و السند ليس كامل .و
لكنه مشهور و مضامينه عالية و محتواه راق .
الشرح :الراوي عندما يسأل المام ،يطلب منه معنى
للعقل بصورة مطلقة و لكن المام يرد عليه بالشارة الى
بعض خواص و خصائص العقل دون التطرق الى ماهيته و
ذلك لن الوصول الى ماهية العقل أمٌر في غاية الصعوبة
و قد تحير فيها العقلء و الحكماء فضل عن البسطاء و
العقل كما يصنفه الحكماء ينقسم الى قسمين عقل
نظري و عقل عملي .فبواسطة العقل النظري يتعرف
النسان على الحكام و المعارف اللهية و أ/ا العقل
العملي فبه يعمل النسان و ينفذ الحكام .و ربما كان
غرض المام عليه السلم التطرق الى النوعين النظري و
العملي فبهما معا يتم عبادة الرحمن و يكتسب العبد
الجنان .و لذلك فيطلق المام على عقل معاوية الشيطنة
لنه يستغل فكره و ذهنه للعمال النكراء الشيطانية
فقلبه أسود مظلم ل تشرق عليه النوار العقلية المباركة
و لذا فإنه يمسك من الطرف المظلم للذهن فل
يستضيء بنور العقل ليرشده الى الجنة و الى كسب رضا
الله سبحانه .و هكذا حال كل الظالمين و الفاسقين من
بني البشر فإنهم لن يخرجوا من ظلماتهم الى النور الحق
بل و غرقوا فيها فختم الله على قلوبهم و على أبصارهم
غشاوة .قال تعالى " :و من يرغب عن ابراهيم إل من
سفه نفسه " و يتضح من الية الشريفة أن الذي يخالف
النبياء و الشرائع السماوية فإنه سفيه و ليس بعاقل ولو
أن له ادراكا و فهما .
28
و الملحظ في كلم المام أنه يشّبه ما في معاوية بأنه
النكراء أي المر المكروه بشدة و هو الذي يكرهه العقل
و ينكره الشرع و انها الشيطنة التي تبعده عن الله و
تقربه الى الغراض الدنيوية الدنيئة المنكرة .و هكذا
يكون كل من تسولت له نفسه ليتمرد على ربه و يعصي
أوامره و يطيع شياطين النس و الجن و انها القوة التي
تدعو النسان الى تحصيل الشر و تقربه الى الفساد و
الفجور ،و انها قريبة الى العقل في ظاهرها لن في
كليهما سرعة التفطن الى النفع و الضرر ال أن صاحب
الشيطنة يستغلها في اجتلب المصالح المادية و ترك
المنافع الخروية بعكس من يستغل العقل في جلب
المنفعة و دفع الضرر فالعقل شريف بذاته و يدعو
النسان عادة الى ملزمة العمل الصالح و العلم ليكتسب
بهذين الجناحين جنة الرضوان و كلما زادت الستفادة من
العقل كلما زادت اشراقة النور في باطن العبد حتى يصبح
نورا محضا كما هو النسان الكامل الذي قال :أول ما
خلق الله نوري .
29
السند :الحديث مرفوع و فاقد السند في معاني الخبار و
لكن البرقي ينقله هكذا :عن العوسي عن أبي حفص
الجوهري عن ابراهيم بن محمد الكوفي رفعه قال ) الخبر
( .و جاء في بعض الكتب :التجرع للغصة و مداهنة
العداء .و ورد الحديث في أمالي الصدوق عن المام
الرضا عليه السلم عندما سئل ما العقل ؟ قال :التجرع
للغصة و مداهنة العداء و مداراة الصدقاء .
الشرح :الغصة ما يعترض في الحلق و يتعسر اساغته و
هضمه و يطلق مجازا على الشدائد و المحن و البليا التي
يتعرض لها النسان في حياته و يصعب عليه تحملها و أما
تجرع الغصة فإن التجرع كناية عن تحملها و عدم تدارك
الوضع قبل استفحال المر فالنسان العاقل يبحث عن
الفرص التي تدفعه لتحمل البلء دون تجرع الغصص .
التصنيف :حقيقة العقل
قال أمير المؤمنين )ع( للحسن )ع( :يا بني ما العقل ؟!..
قال :حفظ قلبك ما استودعه ،قال :فما الجهل ؟..
قال :سرعة الوثوب على الفرصة قبل الستمكان منها
م العون الصمت في مواطن والمتناع عن الجواب ،وِنع َ
كثيرة وإن كنت فصيحا .ص 117
المصدر :معاني الخبار
السند :الحديث طويل أخذ المجلسي جزءا منه .و أما
سنده كما جاء في معاني الخبار :حدثنا محمد بن ابراهيم
بن اسحق قال حدثنا محمد بن سعيد بن يحيى البزوفري ،
قال حدثنا ابراهيم الهيثم عن ) أمية ( البلدي قال حدثنا
30
أبي عن المعافا بن عمران ،عن إسرائيل ‘ عن المقدام
بن شريح بن هانئ عن أبيه شريح قال ) ...الخبر (
الشرح :يسأل أمير المؤمنين ابنه الحسن عليهما
السلم عن حقيقة العقل فيرد عليه ابنه :العقل هو ما
يحفظ القلب كلما خزنت فيه من معلومات .و أرى أن
الحفظ هو الفهم فمجرد التخزين ل ينفع شيئا و إل
فالكتاب أو الكمبيوتر كان عاقل .و لذلك فكلمة الحفظ ل
تقتصر على التخزين بل على الفهم و الدرك .
و عندما يسأله المام عن الجهل يرد قائل :سرعة الوثوب
على الفرصة قبل الستمكان منها أي عدم محاسبة
عواقب المر و المتناع عن الجواب أي عند عدم الظن
بضرر في الجواب فإن المتناع حينئذ عن الجواب ل يكون
ال بواسطة الجهل بحقيقة المر أو الجهل بمصلحة الوقت
لنه في هذا الوقت المصلحة تكمن في الجواب و ليس
في السكوت .ثم يستدرك المام قائل :و نعم العون
الصمت في مواطن كثيرة ولو كنت فصيحا فالعاقل الذي
يتمكن من محاسبة المصالح و المفاسد يعلم أنه في
مواطن كثيرة الفضل عليه أن يسكت حتى ل يعرض
نفسه للخطر .
التصنيف :حقيقة العقل
***
19/11/2007
32
ن ما في قعره ،وحبسته عن مجاريه فذ ّ
ل الماء ،ثم إ ّ
ي شيٍء يغلبني ؟.. الريح فخرت وعصفت وقالت :أ ّ
فخلق النسان فبنى واحتال ما يستتر به من الريح وغيرها
ن النسان طغى ،وقال :من أشد ّ مني فذّلت الريح ،ثم إ ّ
قوةً ؟..
ن الموت فخر
ل النسان ،ثم إ ّ فخلق الموت فقهره فذ ّ
ل :ل تفخر فإني ذابحك بينفي نفسه ،فقال الله عّز وج ّ
الفريقين ،أهل الجنة وأهل النار ثم ل ُأحييك أبدا فخاف ،
ثم قال :والحلم يغلب الغضب ،والرحمة تغلب السخط
والصدقة تغلب الخطيئة .ص 123
المصدر :التحف
السند :ل يوجد لهذا الحديث سند و قد ذكره صاحب
تحف العقول ضمن حديث طويل جدا و مسائل كثيرة
يسأله عنها راهب يعرف بشمعون بن لوي ابن يهودا ..و
العجيب أن حديثا مفصل كهذا ليس له سند و ذكره
بعضهم في كتبهم بإختصارات مختلفة .و مهما كان فإني
ل استطيع الجزم بصحته خاصة و أن فيه بعض الجمل
التي توحي بأنه من السرائيليات .ثم ماذا يعني فخر
الجبل أو الرض أو الريح أو الموت ؟! و ماذا يعني قول
الله للموت اني ذابحك ؟!!انه حديث مملوء بالغرابة .
أحبذ السكوت عنه و المرور عليه دون شرح .
من جهل عليه قال النبي )ص( :صفة العاقل :أن يحلم ع ّ
من هو دونه ،ويسابق من ظلمه ،ويتواضع ل َ ،ويتجاوز ع ّ
من فوقه في طلب البّر ،وإذا أراد أن يتكّلم تدّبر فإن َ
كان خيرا تكّلم فغنم ،وإن كان شرا ً سكت فسلم ،وإذا
33
عرضت له فتنة استعصم بالله ،وأمسك يده ولسانه ،
وإذا رأى فضيلة انتهز بها ،ل يفارقه الحياء ،ول يبدو منه
الحرص ،فتلك عشر خصال ُيعرف بها العاقل.
من دى على َ من خالطه ،ويتع ّ وصفة الجاهل :أن يظلم َ
ر،من هو فوقه ،كلمه بغير تدب ٍ هو دونه ،ويتطاول على َ
ة سارع إن تكلم أثم وإن سكت سها ،وإن عرضت له فتن ٌ
ة أعرض وأبطأ عنها ،ل إليها فأردته ،وإن رأى فضيل ً
يخاف ذنوبه القديمة ،ول يرتدع فيما بقي من عمره من
الذنوب ،يتوانى عن البر ويبطىء عنه ،غير مكترث لما
فاته من ذلك أو ضّيعه ،فتلك عشر خصال من صفة
حرم العقل .ص 129 الجاهل الذي ُ
المصدر :التحف
السند :و هذا الحديث أيضا بدون سند و قد ذكره صاحب
تحف العقول .و العجيب أن أكثر أحاديث تحف العقول
مرفوعة و بدون سند .و الحديث غير وارد في المصادر
و المنابع الخرى أي أن ابن شعبة الحراني ينفرد به دون
غيره.
الشرح :اذا كان الحديث صحيحا فإنه ينقل عن رسول
الله صلى الله عليه و آله أنه وصف العاقل بعشر صفات :
-1الحلم عن الجاهل السفيه عندما يقابله بأمر غير
مرغوب .
-2التجاوز و العفو عن الذي تعدى عليه و ظلمه .و لست
أدري هل السكوت عن الظلم و الظالم أمر يقره العقل
؟! نعم ..من العقل أن يسكت عن الظالم ان كان
ضعيفا ليس له حول و ل قوة و لكن العفو عنه ليس
مطلوبا أبدا .
34
-3يتواضع لكل من هو أقل درجة منه .و هنا أيضا سؤال
يعرض نفسه :هل التواضع فقط لمن هو دونك من
الدرجة و المقام أم التواضع مطلوب دائما و في كل
الحوال ؟
-4يتسارع الى طلب الخير و يسبق من فوقه في الدرجة
الى الخير .و لكن طلب الخير ل يحتاج الى مسابقة مع
العلى بل هو مطلوب في كل حين " و سارعوا الى
مغفرة من ربكم و جنة " ...فالتسابق الى الخير ل يحتاج
الى درجة أعلى أو أدنى .هكذا علمنا أولياؤنا عليهم
السلم .
-5اذا أراد الكلم يفكر قبل التحدث فإن كان في كلمه
خيرا فيستمر في حديثه و إن كان في كلمه شرا فالعقل
يأمره بالسكوت حتى يسلم من الشر الحالي و
المستقبلي .
-6عند الفتن يتوكل على الله و يطلب منه النجاة و يلوذ
اليه و ل يلقي بنفسه الى التهلكة و لذلك فإنه يمسك يده
و لسانه عن التعرض الى الطرف الخر عند وقوع الفتنة .
-7ينتهز الفرص عندما يرى خيرا فيتسارع اليه .
-8ل يفارقه الحياء أبدا في سفره و حضره ،في بيته و
مجتمعه ،في خلوته و جلوته .
-9بعيد كل البعد عن الحرص و الطمع .
و ما رأيت الخصلة العاشرة في الحديث .و العجيب أن
المجلسي أيضا ينقله دون التوجه لهذا المر !
و أما الجاهل فله عشر خصال و صفات :
-1يتعدى على من يعاشره و يصادقه .
35
-2يتكبر على من هو دونه في المقام .
-3يتطاول و يتجبر على من هو أكثر منه علما و فضل .
-4ل يفكر حين يتكلم فإن تكلم كان كذبا و إثما و إن
سكت ليس لمصلحة بل لنه سها و لم يعرف الجواب .
-5يتسارع الى الفتنة إن عرضت عليه حتى تودي به و
تهلكه .
-6يعرض و يتجنب الفضائل و أعمال البر .
-7ل يخاف الله فيما أذنب من قبل و ل يرتدع عن
المعاصي فيما بقي من عمره .
-8عندما ُتعرض عليه أعمال الخير يتكاسل و يتباطأ و
يهمل .
-9ل يبالي بما فاته من الخير أو ضيع الفرص الثمينة
طوال حياته .
و الخصلة العاشرة أيضا مفقودة بل و أظن أن الثامنة و
التاسعة خصلة واحدة !
التصنيف :صفات العاقل و الجاهل
37
الشرح :العاقل ل يستهين بكرامته و عزته لن الله أعزه
) العزة لله و لرسوله و للمؤمنين ( و لذلك فإنه ل يتحدث
مع الجاهل الذي يخاف أنه يكذبه بل يحفظ شرفه و
ل في حد نفسه كرامته ذلك لن المكذب للعاقل فإنه جاه ٌ
و ينجنب العاقل محادثة الجاهل و مجالسته لنه بمحادثته
و تكذيب الجاهل له ربما انجر الى الخصومة و النزاع و
العاقل يبتعد عن الجدال و النزاع الذي ل يثمر و ل ينفع .
و ل يسأل العاقل من يخاف منعه أي ل يطلب شيئا من
الذي يخشى أن يمتنع عن استجابة طلبه .طبعا النسان ل
يستطيع أن يلبي طلبات الحياة المستمرة لوحده مهما
كان .يقول الشاعر " :الناس للناس من بدو و من حضر
*** كل لكل و إن لم يشعروا خدم " فالحاجة من النسان
الى غيره أمر طبيعي و لكن العاقل يحاول أن ل يطلب
طلبه من اللئيم الذي يخاف أن يصده و يمتنع عن أداء
طلبه ذلك لن له كرامة و ل يمكن أن يريق ماء وجهه
لدى الجهال .قال أمير المؤمنين عليه السلم " :ماء
وجهك جامد فانظر عند من تقطره " و يا له من كلم
عظيم .
و يقول المام ضمن حديثه " :و ل يقدم على ما يخاف
العذر منه " أي أن العاقل يتحاشى أن يقدم على عمل
يستوجب العتذار فيفكر قبل قيامه بأي عمل طفولي أو
مستهتر حتى ل يضطر الى طلب العذر من غيره .
" و ل يرجو من ل يوثق برجائه " و في نسخة الكافي " ل
يرجو ما يعنف برجائه " و هذا تأكيد على الجملة السابقة
أنه ل يطلب من أحد شيئا ال بعد الطمئنان من أنه
سيستجيب له و ل يرد طلبه لن من الحمق أن تطلب
ن عليك حتى يقبل طلبك فهذا المن شيئا من انسان يم ّ
38
يساوي الذل و النكسار و اراقة ماء الوجه لمر بسيط
من أمور الدنيا يمكن التغاضي عنها .و ربما كان الغرض
من هذه الجملة أنه ل يطلب العاقل لنفسه أمرا فوق
مستواه فل يطلب السلطة -مثل -و هو دونها و ل يطلب
المقام و الجاه في حين يعلم أنه ل يستحقه .و ربما كان
هذا المعنى أظهر و أقرب للواقع حتى ل يكون المعنى
متكررا .
التصنيف :أوصاف العاقل
39
بكل دقة و يهتم بإختيار من يمثله و كل ذلك دليل على
شدة ادراك العاقل و محاسبته لعواقب المور .
التصنيف :أوصاف العاقل
40
قال أمير المؤمنين )ع( :ليس للعاقل أن يكون شاخصا إل
في ثلث :مرمة لمعاش ،أو خطوة ) أي مكانة ( في معاد
،أو لذة في غير محّرم .ص 131
المصدر :روضة الواعظين و قد نقله البرقي في محاسنه
بعبارة :قال أمير المؤمنين للحسن ابنه ) عليهما السلم (
و نقله الحر العاملي رحمه الله في وسائل الشيعة عن
بعض اصحابنا عن الصبغ بن نباتة و ينقله صاحب البحار
عن روضة الواعظين كما ورد بدون أي سند و لكنه أيضا
ينقل الحديث في المجلد 73نقل عن المحاسن عن بعض
أصحابنا بلغ به سعد بن طريف عن ابن نباتة .
الشرح :الغرض من كلمة " شاخص " الهتمام يعني
العاقل ل يهتم في حياته الدنيوية ال في ثلث أمور :
-1في كسب الرزق الحلل و تأمين المعاش له و لهله و
عائلته .
-2في أن يخطو خطوات لمعاده و حياته الباقية أي في
العمل الصالح الذي يقربه الى الله و يجعل حياته الخروية
سعيدة هنيئة .و جاء في بعض المصادر ) حظوة( و
الحظوة بمعنى الحظ و ربما جيء بالكلمة و قصد منها
النتيجة أي أن عمل ما يجعل حظه عظيما يوم القيامة .
-3و بما أن النسان يحب الستمتاع في حياته و يطلب
اللذة و هذا أمر فطري طبيعي فالعاقل يطلب اللذة و
المتعة لنفسه و لكن من الحلل .
التصنيف :أوصاف العاقل
41
27/11/2007
ن رسول الله مّر بمجنون ،فقال :ما له ؟ ..فقيل :
روي أ ّ
من آثر
ب ،إنما المجنون َإنه مجنون ،فقال :بل هو مصا ٌ
الدنيا على الخرة .ص 131
المصدر :روضة الواعظين .و الحديث ليس له سند و ما
رأيت من القدمين من ينقله سوى الطبرسي في مشكاة
النوار و النيسابوري في روضة الواعظين و نقل
المجلسي عن روضة الواعظين .
الشرح :تعريف جديد للمجنون ،يعرفنا به رسول الله
صلى الله عليه و آله و سلم حيث يخالف ما اعتاد الناس
ل العقل بالمجنون .و أما فيعليه اذ يسمون انسانا مخت ّ
لغة الرسالة فالمجنون ل ُيطلق ال على الذي يفضل
ن
الحياة الفانية على الحياة الباقية البدية .و انه لحق جنو ٌ
بّين فالعاقل يساوي بين الحياتين فيختار أيهما أبقى و
أفضل .
التصنيف :
قال النبي )ص( :ينبغي للعاقل إذا كان عاقل ،أن يكون
له أربع ساعات من النهار :ساعة يناجي فيها ربه ،
وساعة يحاسب فيها نفسه ،وساعة يأتي أهل العلم الذين
ينصرونه في أمر دينه وينصحونه ،وساعة ُيخلي بين نفسه
ل ويحمد .ص 131 ولذتها من أمر الدنيا فيما يح ّ
المصدر و السند :روضة الواعظين .الحديث ينقله
صاحب روضة الواعظين عن أمير المؤمنين عليه السلم
عن رسول الله صلى الله عليه و آله دون ذكر سند .و
لكن الحديث بإختلف في اللفاظ ورد في كتب أخرى مع
42
السند ففي وسائل الشيعة نقل عن خصال الصدوق عن
علي بن عبد الله السواري عن أحمد بن محمد بن قيس
عن عمرو بن حفص عن عبد الله بن محمد بن اسد عن
الحسين بن ابراهيم عن محمد بن سعيد عن ابن جريح
عن عطاء عن أبي ذر حيث يسأل أسئلة عن رسول الله
و من ضمنها الحديث و بعبارة أخرى حيث يقول ..." :
على العاقل ما لم يكن مغلوبا أن تكون له ساعات :
ساعة يناجي فيها ربه ،و ساعة يحاسب فيها نفسه ،و
ساعة يتفكر فيها صنع الله اليه و ساعة يخلو فيها بحظ
نفسه من الحلل فإن هذه الساعة عون لتلك الساعات و
استجمام للقلوب و تفريغ لها "..
الشرح :يشترط في العاقل اذا كان حقا عاقل أن بقسم
يومه الى أربعة أقسام :
-1ساعة فيها يناجي ربه .معلوم أن الساعة ليست عبارة
عن 60دقيقة كما نتصور اليوم بل الساعة الغرض منها
جزء من الوقت و الزمان فعندما يقول الرسول ساعة
يناجي غفيها ربه أي أن يكون للمرء جزءا من يومه للصلة
و العبادة و مناجاة الرب .و تصوري أن العاقل ل تقتصر
عبادته على أداء الفرائض الخمسة بل يتعداها الى النوافل
و تلوة القرآن و الدعاء .
-2و ساعة يحاسب نفسه .و قد ورد في بعض الحاديث
أن ل ينام النسان ال بعد أن يحاسب نفسه عما عمل في
يومه من عمل ..فمحاسبة المرء لنفسه تجعله يقوم
بتصحيح أوضاعه و أخطائه و تغيير حاله الى الفضل و
التوبة عما بدر منه من خطايا و عصيان .
-3الساعة الثالثة أو التقسيم الثالث لوقات يومه
الستفادة من علم العلماء و مراجعتهم إما بالحضور أو
43
بقراءة الكتب أو حتى بوسائل التصال الخرى للستفادة
من معلوماتهم حفظا لدينه و اتباعا لوامر ربه و تجنبا عن
الخطاء التي تؤثر سلبا على عاقبة أمره .
-4التقسيم الرابع لساعات يومه يكون في التلذذ الحلل
بمتع الحياة .فليس من المنطقي أن يبتعد النسان عن
كل المتع التي أحلها الله له و يتمسك بالمور الجادة دون
ل و يسأم و يحتاج الى أن يتخللها الستجمام فالقلب يم ّ
الراحة و الى التلذذ من الطعام و الشراب و النكاح و غير
ذلك من المور المباحة الترفيهية .قال رسول الله صلى
الله عليه و آله " :ل رهبانية في السلم ..إني رجل أأكل
اللحم وأشرب الماء العذب وأعمل وأدخل السواق
وأتزوج ،خذوا زينتكم عند كل مسجد " .اذن ل يريد منا
السلم أن نعطل رغباتنا الطبيعية و شهواتنا الجنسية
بالكامل بل علينا أن نهذبها و نصرفها في محلها
الصحيح .
التصنيف :شروط العاقل
قال علي )ع( :ل ُيرى الجاهل إل مفرطا ً أو مفّرطا ً .ص
159
المصدر :نهج البلغة
رط بدون الشرح :حديث مشهور ذو معنى كبير .المف ِ
تشديد هو المسرف في العمل و بالتشديد هو المقصر
فيه كما يقول أهل اللغة .بناء عليه فإن الفراط و
التفريط مذمومين و العاقل من يتخذ من العدالة مخرجا
له بين هذين المرين المذمومين . .فالعاقل مثل ليس
بجبان و ليس بمتهور بل أمر بين المرين و هو الشجاعة
ع دون
من دون افراط .و العاقل كريم دون تبذير و قان ٌ
بخل .و اجمال القول أن الزيادة و النقصان في الصفات
44
أمران مذمومان و المر الممدوح اتخاذ العدالة و
الوسطية " و جعلناكم أمة وسطا " .
التصنيف :شروط العاقل
من استغنى
ل،و َمن ُأعجب برأيه ض ّقال علي )ع( َ :
ل .ص 160من تكّبر على الناس ذ ّل،و َبعقله ز ّ
المصدر :نهج البلغة
الشرح :جاء في حديث آخر " اعجاب المرء بنفسه دليل
على ضعف عقله " ذلك لن العاقل يرى في نفسه كل
عيب و نقص و يحاول اصلحها نحو الفضل شيئا فشيئا و
جب بنفسه فإذا حصل على شهادة أما الجاهل فإنه مع َ
علمية بسيطة يخيل اليه أنه أعلم الناس طرا!! و اذا
حصل على مال فيتصور أن على الجميع أن يحترمه و
يقدره ! و يا للجهل من مرض ل دواء له .و أما العاقل فل
يتكل على عقله فقط بل يحاول الستزادة و الستفادة
من تجارب الخرين و يستشير من هو فوقه في العلم و
التجارب حتى ل يضل طريقه .ذلك لن العقل لوحده غير
ف لتخاذ القرارات الصعبة فل بد من مشاركة عقول كا ٍ
الخرين بالضافة الى التكال على الشرع الذي ل محيص
عنه .و أما المتكبر فيكون ذليل لن الله يرفع المتواضع و
يذل المتكبر المعجب بنفسه .
التصنيف :شروط العاقل .
***
2/12/2007
45
ف ،وأجهلهم
ن خائ ٌ
قال النبي )ص( :أعقل الناس محس ٌ
ن .ص 131
ئ آم ٌ
مسي ٌ
المصدر :عوالي اللئالئ .نقله ابن أبي جمهور في
العوالي في الرقم ) ( 171من كلمات قصار كثيرة
للرسول الكرم صلى الله عليه و آله و سلم و بالطبع
دون ذكر سند .و نقله الخرون منه .
الشرح :أعقل الناس اي اكثرهم فهما و دركا للوضاع .و
العاقل بالطبع انسان محسن يحب الخير للغير و يحسن
الى الناس و في نفس الوقت فإنه خائف أي انه محتاط ،
يحتاط في جميع شئون حياته و بالتأكيد في مسائل أخراه
و نتيجة أعماله و خوفه هو الحافز له لحسانه و للتيان
بأعمال الخير .و في الطرف المقابل فإن الجاهل الحمق
بالضافة الى أنه يسيء الى غيره و ل يعمل بما يمليه
ن من النتقام و غباؤه هو الذي
عليه عقله الباطن فإنه آم ٌ
يدفعه الى الشر و الى عدم التفكر في عاقبة المور .
التصنيف :صفات العاقل
***
3/12/2007
قال أمير المؤمنين )ع( :ليس للعاقل أن يكون شاخصا إل
في ثلث :مرمة لمعاش ،أو حظوة ) أي مكانة ( في معاد
،أو لذ في غير محّرم .ص 131
48
حفظه الله .و الحديث ضمن كلمات قصار في العقل منه
عليه السلم و دون سند .
الشرح :ربما كان الصل همة العاقل و ليس همة العقل
و لكن تصح النسبة الى العقل أيضا مجازا فالعاقل هو
الذي يهم و يقصد و العقل وسيلة تابعة له .و مهما كان
فالهمة و الغرض الساس للعاقل باستغلل عقله هو
البتعاد عن المعاصي و تجنب المحرمات ذلك لن العاقل
يزن المور بميزان الحكمة فيرى أنه لم يخلق عبثا و أن
خالقه سيحاسبه يوما ما على ما بدر منه إن خيرا فخير و
إن شرا فشر و بذلك يتجنب غضب الخالق و يبتعد عن
التمرد و العصيان و يحاول بشتى السبل إصلح عيوبه .و
هذا مقتضى العقل و الفهم و لكن الجاهل ل ينظر الى
عواقب المور و ل يقيسها بالمقياس الصحيح بل يتجنب
حتى التفكر في عقبة المر و لذلك فإنه يتخبط يمينا و
شمال دون أن يلجأ الى ركن وثيق .
التصنيف :أوصاف العاقل
**
7/12/2007
وصية الكاظم )ع( لهشام بن الحكم وصفته للعقل :يا
ن لقمان قال لبنه :تواضع للحق تكن أعقل هشام ! ..إ ّ
م
ق قد غرق فيه عال ٌ ن الدنيا بحٌر عمي ٌ
الناس ،يا بني ! ..إ ّ
كثيٌر ،فلتكن سفينتك فيها تقوى الله ،وجسرها اليمان ،
وشراعها التوكل ،وقّيمها العقل ،ودليلها العلم ،وس ّ
كانها
الصبر ....
يا هشام ! ..لو كان في يدك جوزةٌ وقال الناس :لؤلؤةٌ ،
ما كان ينفعك وأنت تعلم أّنها جوزةٌ ،ولو كان في يدك
49
لؤلؤةٌ وقال الناس :أّنها جوزةٌ ،ما ضّرك وأنت تعلم أّنها
لؤلؤةٌ !....
من سّلط ثلثا ّ على ثلث ،فكأّنما أعان هواه يا هشام !َ ..
من أظلم نور فكره بطول أمله ،ومحا على هدم عقله َ :
طرائف حكمته بفضول كلمه ،وأطفأ نور عبرته بشهوات
نفسه ،فكأّنما أعان هواه على هدم عقله ،ومن هدم
عقله أفسد عليه دينه ودنياه .
يا هشام ! ..كيف يزكو عند الله عملك ؟ ..وأنت قد
شغلت عقلك عن أمر رّبك ،وأطعت هواك على غلبة
عقلك .
من
وة العقل ،ف َ
يا هشام ! ..الصبر على الوحدة علمة ق ّ
عقل عن الله تبارك وتعالى اعتزل أهل الدنيا والراغبين
فيها ،ورغب فيما عند رّبه ،وكان أنسه في الوحشة ،
وصاحبه في الوحدة ،وغناه في العيلة ،ومعّزه في غير
عشيرة ....
يا هشام ! ..إن كان يغنيك ما يكفيك فأدنى ما في الدنيا
يكفيك ،وإن كان ل يغنيك ما يكفيك فليس شيٌء من
الدنيا يغنيك.
ن العقلء تركوا فضول الدنيا ،فكيف الذنوب
يا هشام ! ..إ ّ
؟ ..وترك الدنيا من الفضل ،وترك الذنوب من الفرض....
يا هشام ! ..لتمنحوا الجّهال الحكمة فتظلموها ،ول
تمنعوها أهلها فتظلموهم.
يا هشام ! ..كما تركوا لكم الحكمة فاتركوا لهم الدنيا....
من استحيا من الله حق الحياء :
يا هشام ! ..رحم الله َ
فحفظ الرأس وما حوى ،والبطن وما وعى ،وذكر الموت
50
ن الجّنة محفوفة بالمكاره ،والنار
والبلى ،وعلم أ ّ
محفوفة بالشهوات....
يا هشام ! ..اصلح أيامك الذي هو أمامك ،فانظر أي يوم
ل ،وخذف ومسؤو ٌ هو ؟ ..وأعد له الجواب فإنك موقو ٌ
ة قصيرةٌ ،ن الدهر طويل ٌ موعظتك من الدهر وأهله ،فإ ّ
فاعمل كأنك ترى ثواب عملك لتكون أطمع في ذلك ،
ن
واعقل عن الله ،وانظر في تصرف الدهر وأحواله ،فإ ّ
ت من الدنيا كما وّلى منها فاعتبر بها .
ما هو آ ٍ
ن جميع ما طلعت عليه وقال علي بن الحسين )ع( :إ ّ
الشمس في مشارق الرض ومغاربها بحرها وبرها وسهلها
وجبلها ،عند ولي من أولياء الله وأهل المعرفة بحق الله
كفيء الظلل ،ثم قال :أو ل حّر يدع هذه اللماظة ) أي
البقية القليلة ( لهلها ؟ ..يعني الدنيا ،فليس لنفسكم
ن إل الجنة فل تبيعوها بغيرها ،فإنه من رضي من اللهثم ٌ
بالدنيا فقد رضي بالخسيس.
ن كل الناس يبصر النجوم ،ولكن ل يهتدي يا هشام ! ..إ ّ
من يعرف مجاريها ومنازلها ،وكذلك أنتم تدرسون بها إل َ
الحكمة ،ولكن ل يهتدي بها منكم إل من عمل بها.
ن المسيح )ع( قال للحواريين :يا عبيد يا هشام ! ..إ ّ
ولكم طول النخلة وتذكرون شوكها ومؤنة السوء ! ..يه ّ
مراقيها ،وتنسون طيب ثمرها ومرافقتها ،كذلك تذكرون
مؤونة عمل الخرة فيطول عليكم أمده ،وتنسون ما
تفضون إليه من نعيمها ونورها وثمرها .
يا عبيد السوء ! ..نّقوا القمح وطّيبوه ،وادّقوا طحنه
تجدوا طعمه ،ويهّنئكم أكله ،كذلك فأخلصوا اليمان
وأكملوه تجدوا حلوته ،وينفعكم غّبه .
51
بحق أقول لكم :لو وجدتم سراجا يتوّقد بالقطران في
ليلة مظلمة لستضأتم به ولم يمنعكم منه ريح نتنه ،
كذلك ينبغي لكم أن تأخذوا الحكمة ممن وجدتموها معه ،
ول يمنعكم منه سوء رغبته فيها .
يا عبيد الدنيا ! ..بحق أقول لكم :ل تدركون شرف الخرة
ن دون غد
إل بترك ما تحبون ،فل تنظروا بالتوبة غدا ،فإ ّ
ة ،وقضاء الله فيهما يغدو ويروح .يوما ً وليل ً
دين من الناس أروح من ليس عليه َ ن َ
بحق أقول لكم :إ ّ
ل هما ً ممن عليه الدين وإن أحسن القضاء ،وكذلك وأق ّ
ل هما ً ممن عمل الخطيئة من لم يعمل الخطيئة أروح وأق ّ َ
ن صغار الذنوب ومحقراتها وإن أخلص التوبة وأناب ،وإ ّ
من مكائد إبليس يحّقرها لكم ويصّغرها في أعينكم ،
فتجتمع وتكثر فتحيط بكم .
ن الناس في الحكمة رجلن :فرج ٌ
ل بحق أقول لكم :إ ّ
دقها بفعله ،ورج ٌ
ل أتقنها بقوله وضّيعها أتقنها بقوله وص ّ
بسوء فعله ،فشتان بينهما ،فطوبى للعلماء بالفعل ،
ل للعلماء بالقول .ووي ٌ
يا عبيد السوء ! ..اتخذوا مساجد ربكم سجونا ً لجسادكم
وجباهكم ،واجعلوا قلوبكم بيوتا ً للتقوى ،ول تجعلوا
ن أجزعكم عند البلء لشدكم قلوبكم مأوى للشهوات ،إ ّ
ن أصبركم على البلء لزهدكم في الدنيا . حبا ً للدنيا ،وإ ّ
يا عبيد السوء ! ..ل تكونوا شبيها ً بالحداء الخاطفة ،ول
بالثعالب الخادعة ،ول بالذئاب الغادرة ،ول با ُ
لسد العاتية
،كما تفعل بالفراس كذلك تفعلون بالناس فريقا تخطفون
،وفريقا تخدعون ،وفريقا تقدرون بهم .
52
بحق أقول لكم :ل يغني عن الجسد أن يكون ظاهره
صحيحا وباطنه فاسدا ً كذلك ل تغني أجسادكم التي قد
أعجبتكم وقد فسدت قلوبكم ،وما يغني عنكم أن تنقوا
جلودكم وقلوبكم دنسة ،ول تكونوا كالمنخل يخرج منه
الدقيق الطّيب ويمسك النخالة ،كذلك أنتم تخرجون
ل في صدروكم . الحكمة من أفواهكم ويبقى الغ ّ
يا عبيد الدنيا ! ..إنما مثلكم مثل السراج يضيء للناس
ويحرق نفسه .
يا بني إسرائيل ! ..زاحموا العلماء في مجالسهم ولوجْثوا ً
ن الله يحيي القلوب الميتة بنور الحكمة
على الركب ،فإ ّ
كما يحيي الرض الميتة بوابل المطر.
ب في النجيل :طوبى للمتراحمين !.. يا هشام ! ..مكتو ٌ
أولئك هم المرحومون يوم القيامة ،طوبى للمصلحين بين
الناس ! ..أولئك هم المقّربون يوم القيامة ،طوبى
للمطّهرة قلوبهم ! ..أولئك هم المّتقون يوم القيامة ،
طوبى للمتواضعين في الدنيا ! ..أولئك يرتقون منابر
الملك يوم القيامة....
يا هشام ! ..تعّلم من العلم ما جهلت ،وعّلم الجاهل مما
علمت ،وع ّ
ظم العالم لعلمه ودع منازعته ،وصّغر الجاهل
لجهله ول تطرده ولكن قّربه وعّلمه.
ل نعمة عجزت عن شكرها بمنزلة سّيئة نك ّيا هشام ! ..إ ّ
ن لله عبادا كسرت تؤاخذ بها ،وقال أمير المؤمنين )ع( :إ ّ
قلوبهم خشيته ،وأسكتتهم عن النطق وإنهم لفصحاء
عقلء ،يستبقون إلى الله بالعمال الزكية ،ل يستكثرون
له الكثير ،ول يرضون له من أنفسهم بالقليل ،يرون في
أنفسهم أنهم أشرار ،وإنهم لكياس وأبرار....
53
م،ح ،وسال ٌ
يا هشام ! ..المتكلمون ثلثة :فراب ٌ
ب :فأما الرابح فالذاكر لله ،وأما السالم فالساكت وشاج ٌ
،وأما الشاجب ) أي الهالك ( فالذي يخوض في الباطل ،
ي قليل الحياء ،ل
ش بذ ّل فاح ٍ ن الله حّرم الجنة على ك ّإ ّ
يبالي ما قال ول ما قيل فيه ،وكان أبو ذر -رضي الله
ن هذا اللسان مفتاح عنه -يقول :يا مبتغي العلم ! ..إ ّ
خير ومفتاح شّر ،فاختم على فيك كما تختم على ذهبك
وورقك....
ل وعّز :وعزتي وجللي وعظمتي يا هشام ! ..قال الله ج ّ
وقدرتي وبهائي وعلوي في مكاني ،ل يؤثر عبد ٌ هواي
مه في آخرته ، على هواه إل جعلت الغنى في نفسه ،وه ّ
وكففت عليه ضيعته ،وضمنت السماوات والرض رزقه ،
وكنت له من وراء تجارة كل تاجر....
مَثل الحية :مسها لين ،وفيمَثل الدنيا َ
ن َ
يا هشام ! ..إ ّ
م القاتل ،يحذرها الرجال ذووا العقول ،ويهوي جوفها الس ّ
إليها الصبيان بأيديهم.
يا هشام ! ..اصبر على طاعة الله ،واصبر عن معاصي
ة فما مضى منها فليس تجد له الله ،فإنما الدنيا ساع ٌ
سرورا ول حزنا ً ،وما لم يأت منها فليس تعرفه ،فاصبر
على تلك الساعة التي أنت فيها ،فكأنك قد اغتبطت ) أي
إن صبرت فعن قريب تصير مغبوطا ً في الخرة (.
مَثل ماء البحر ،كلما شرب منه
مَثل الدنيا َ
يا هشام !َ ..
العطشان ازداد عطشا حتى يقتله....
من لم يحاسب نفسه في ك ّ
ل يوم ، يا هشام ! ..ليس منا َ
فإن عمل حسنا ً استزاد منه ،وإن عمل سيئا ً استغفر الله
منه وتاب إليه.
54
يا هشام ! ..تمثلت الدنيا للمسيح )ع( في صورة امرأة
زرقاء ،فقال لها :كم تزوجت ؟ ..فقالت :كثيرا ً ،قال :
ل طلّقك ؟ ..قالت :ل ،بل كل ّ قتلت ! ..قال
فك ّ
المسيح :فويح أزواجك الباقين كيف ل يعتبرون بالماضين
؟....
ن الزرع ينبت في السهل ول ينبت في الصفا يا هشام ! ..إ ّ
،فكذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع ول تعمر في
ن الله جعل التواضع آلة العقل ، قلب المتكّبر الجّبار ،ل ّ
من شمخ إلى ن َ
وجعل التكّبر من آلة الجهل ،ألم تعلم أ ّ
من خفض رأسه استظ ّ
ل تحته جه ؟ ..و َ
السقف برأسه ش ّ
من لم يتواضع لله خفضه وأكّنه ) أي حفظه ( ؟ ..فكذلك َ
من تواضع لله رفعه. الله ،و َ
يا هشام ! ..ما أقبح الفقر بعد الغنى ،وأقبح الخطيئة بعد
النسك ،وأقبح من ذلك العابد لله ثم يترك عبادته....
يا هشام !..قال رسول الله )ص( :إذا رأيتم المؤمن
صموتا ً فادنوا منه فإنه يلّقى الحكمة ،والمؤمن قليل
الكلم كثير العمل ،والمنافق كثير الكلم قليل العمل.
يا هشام ! ..أوحى الله إلى داود :قل لعبادي :ل يجعلوا
دهم عن ذكري ، بيني وبينهم عالما ً مفتونا ً بالدنيا فيص ّ
طاع الطريق منوعن طريق محبتي ومناجاتي ،أولئك ق ّ
ع بهم أن أنزع حلوة عبادتي عبادي ،إن أدنى ما أنا صان ٌ
ومناجاتي من قلوبهم....
يا هشام ! ..أوحى الله إلى داود :ح ّ
ذر وأنذر أصحابك عن
ن المعّلقة قلوبهم بشهوات الدنيا
ب الشهوات ،فإ ّح ّ
ة عني.قلوبهم محجوب ٌ
55
يا هشام ! ..إياك والكبر على أوليائي ،والستطالة بعلمك
فيمقتك الله ،فل تنفعك بعد مقته دنياك ول آخرتك ،وكن
في الدنيا كساكن الدار ليست له ،إنما ينتظر الرحيل....
يا هشام ! ..إياك ومخالطة الناس والنس بهم ،إل أن
تجد منهم عاقل ً مأمونا ً فأنس به واهرب من سائرهم
كهربك من السباع الضارية .
وينبغي للعاقل إذا عمل عمل ً أن يستحيي من الله ،إذ
تفّرد له بالنعم أن يشارك في عمله أحدا ً غيره ،وإذا
حزبك أمران ل تدري أيهما خيٌر وأصوب ،فانظر أيهما
ن كثير الثواب في مخالفة أقرب إلى هواك فخالفه ،فإ ّ
هواك ،وإياك أن تغلب الحكمة وتضعها في الجهالة .
قال هشام :فقلت له :فإن وجدت رجل ً طالبا ً غير أ ّ
ن
طف لهعقله ل يتسع لضبط ما ألقي إليه ؟ ..قال :فتل ّ
ن نفسك للفتنة . في النصيحة ،فإن ضاق قلبه فل تعرض ّ
ن العلم يدل على أن يحمل على
واحذر رد ّ المتكبرين ،فإ ّ
من ل يفيق ،قلت :فإن لم أجد من يعقل السؤال عنها
؟ ..قال فاغتنم جهله عن السؤال حتى تسلم فتنة القول
وعظيم فتنة الرد .
ن الله لم يرفع المتواضعين بقدر تواضعهم ،ولكنواعلم أ ّ
رفعهم بقدر عظمته ومجده ،ولم يؤمن الخائفين بقدر
خوفهم ،ولكن آمنهم بقدر كرمه وجوده ،ولم يفّرح
المحزونين بقدر حزنهم ،ولكن فّرحهم بقدر رأفته
من
دد إلى َورحمته ،فما ظنك بالرؤوف الرحيم الذي يتو ّ
يؤذيه بأوليائه ؟..
56
واب الرحيم الذي
من ُيؤذى فيه ؟ ..وما ظنك بالت ّفكيف ب َ
من يترضاه ويختار من يعاديه ؟ ..فكيف ب َ
يتوب على َ
عداوة الخلق فيه.
من أحب الدنيا ذهب خوف الخرة من قلبه ، يا هشام !َ ..
وما ُأوتي عبد ٌ علما ً فازداد للدنيا حبا ً إل ازداد من الله
بعدا ً ،وازداد الله عليه غضبا ً.
من ترك ما ل طاقة له به ، ن العاقل اللبيب َ
يا هشام ! ..إ ّ
من طال أمله ساء وأكثر الصواب في خلف الهوى ..و َ
عمله....
قال هشام :فأي العداء أوجبهم مجاهدة ؟ ..قال )ع( :
أقربهم إليك ،وأعداهم لك ،وأضرهم بك ،وأعظمهم لك
عداوة ،وأخفاهم لك شخصا ً مع دنوه منك ،ومن يحّرض
كل بوسواس القلوب ،أعداءك عليك ،وهو إبليس المو ّ
ن أصبر على مجاهدتك فله فلتشد ّ عداوتك ،ول يكون ّ
لهلكتك منك على صبرك لمجاهدته ،فإنه أضعف منك
ل منك ضررا ً في كثرة شره إذا أنت ركنا ً في قوته ،وأق ّ
من اعتصم بالله فقد هدي إلى صراط اعتصمت بالله ،و َ
مستقيم....
ن الناس فيها يا هشام ! ..احذر هذه الدنيا واحذر أهلها فإ ّ
مق لهواه ..ومتعل ّ ٌل مترد ّ معان ٌعلى أربعة أصناف :رج ٌ
ئ ،كلما ازداد علما ً ازداد كبرا ً ،يستعلن بقراءته
متقّر ٌ
من هو ل يستصغر َ من هو دونه ..وعابد ٌ جاه ٌوعلمه على َ
ظم وُيوّقر ..وذو بصير ٍ
ة دونه في عبادته ،يحب أن ُيع ّ
ق يحب القيام به فهو عاجٌز أو ف بطريق الح ّم عار ٌ عال ٌ
ن ب ،ول يقدر على القيام بما يعرف ،فهو محزو ٌ مغلو ٌ
م بذلك ،فهو أمثل أهل زمانه وأوجههم مغمو ٌ
عقل....الخبر .ص 157
57
المصدر :التحف
***
14/12/2007
قال علي )ع( :قلت أربعا أنزل الله تعالى تصديقي بها
في كتابه ،قلت :المرء مخبوٌء تحت لسانه فإذا تكّلم
ظهر ،فأنزل الله تعالى :
} ولتعرفّنهم في لحن القول { .
قلت :فمن جهل شيئا عاداه ،فأنزل الله } :بل كذبوا
بما لم يحيطوا بعلمه { .
وقلت :قدر أو قيمة ك ّ
ل امرئ ما يحسن ،فأنزل الله في
قصة طالوت :
ة في العلم
ن الله اصطفاه عليكم وزاده بسط ً
}إ ّ
والجسم { .
وقلت :القتل يق ّ
ل القتل ،فأنزل الله } :ولكم في
القصاص حيوة يا أولي اللباب { .ص 166
المصدر :أمالي الطوسي
السند :العلمة المجلسي يروي الحديث عن أمالي
الشيخ الطوسي بسند مرفوع عن جماعة ) مجهولة ( عن
أبي المفضل الشيباني عن عبيدالله بن الحسن بن
إبراهيم العلوي عن أبيه عن عبد العظيم الحسني الرازي
عن أبي جعفر الثاني عن آباءه عن علي بن أبي طالب
عليهم السلم قال :الحديث .أبو المفضل الشيباني
يضعفه النجاشي و يقول عنه :كان في أول أمره ثبتا ثم
58
ل أصحابنا يغمزونه و يضعفونه .و ليضعفه خلط و رأيت ج ّ
كذلك السيد الخوئي رحمه الله ) معجم رجال الحديث
( 7/2536و يقول عنه الشيخ الطوسي بنفسه في رجاله
:أبو المفضل ،كثير الرواية إل أنه ضّعفه قوم .اخبرنا
عنه جماعة ) .رجال الطوسي ( 6360 /و يقول عنه ابن
الغضائري في رجاله :أبو المفضل وضاع ،كثير المناكير .
رأيت كتبه و فيها السانيد من دون المتن و المتون من
دون السانيد و أرى ترك ما ينفرد به ) .رجال ابن
الغضائري ( 99 /
و لذلك فإني أيضا أرى ترك شرح هذه الرواية لنني أرى
أن محتواه ل يتناسب مع قول امير المؤمنين عليه
السلم بالضافة الى ضعف في عباراته .
60
قال رسول الله )ص( :أربع يلزمن كل ذي حجى وعقل
من أمتي ،قيل :يا رسول الله ! ..ما هن ؟ ..قال :
استماع العلم ،وحفظه ،ونشره عند أهله ،والعمل به .
ص 168
المصدر :نوادر الراوندي
الحديث يرويه الراوندي بدون سند عن المام موسى
الكاظم عليه السلم و نقله صاحب تحف العقول في
كتابه أيضا مرفوعا عن المام الكاظم عليه السلم دون
ذكر السند .و نقله الشيخ باقر المحمودي رحمه الله في
كتابــه نهج السعادة عن كتاب دعائم السلم ) ( 81/1و
كتاب العقد الفريد )(266/1
بالرغم من عدم ذكر سند للحديث و لكن مضمونه جليل و
محتواه جميل حيث يرى الرسول الكرم صلى الله عليه
و آله و سلم أن من لوازم كل عاقل لبيب أن ل يقتصر
عمله على كسب العلم بل على حفظه و نشره لمن له
قابلية التعليم ثم العمل به .فالعالم بدون عمل ل يختلف
عن الجاهل في شيء ثم ل ننس أن زكاة العلم نشره فل
يحق لك أيها العالم أن تنفرد بعلمك لنفسك دون أن
تنشره بين الناس و تعلمه من له القابلية في تعليمه .و
الجميل أن الرسول يأمرنا أيضا بحفظ العلم أي أن نحفظ
ما استطعنا من أحاديث موالينا عليهم السلم لنتسلح بهذا
السلح الواقي في جميع مدارج الحياة و ل نستعين
بالكتاب ال عند الضرورة .و ربما كان الغرض من حفظ
العلم ادراكه و فهمه .و الله و رسوله أعلم
التصنيف :فضل العلم
61
قال الصادق )ع( :منهومان ل يشبعان :منهوم علم ،
ومنهوم مال.ص 168
المصدر :الخصال و قد نقله الشيخ الصدوق في خصاله
بهذا السند :حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه
قال :حدثني محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد
الله البرقي عن أبيه محمد بن خالد البرقي عن عدة من
اصحابه يرفعونه الى أبي عبد الله عليه السلم ...و قد
نقل الكليني رحمه الله في الكافي مضمون الحديث عن
رسول الله صلى الله عليه و آله في حديث ذي سند قوله
" :منهومان ل يشبعان :طالب دنيا و طالب علم "
الشرح :المنهوم من النهم و هو الفراط في الطعام و
عدم الشبع و المنهوم هو الذي ل يشبع من الكل لشدة
حرصه و قد جاء في الحديث المنهوم للستعارة فالذي
يكون حريصا جدا على طلب المال أو طلب العلم يكون
في الحقيقة منهوما ل يشبع منهما .و الحقيقة أن طالب
الدنيا حقا ل يشبع من طلب المال و الحرص على جمعه
حتى الموت .و كذلك العالم فإننا نراه يطلب العلم من
المهد الى اللحد دون أن يشبع أو يتوانى و يكسل في
طلبه لن ساحة العلم واسعة و مداه طويل فطالب العلم
يريد بعلمه أن يرتقي الى أعلى مدارجه و لما يصل اليها
ففوق كل ذي علم عليم و لذلك نراه يمضي و يقضي جل
وقته بل كله في طلبه بنهم واضح و حرص كبير .
التصنيف :فضل العلم
***** 21/12
ن طالب العلم إذا خرج من منزله لمقال السجاد )ع( :إ ّ
س من الرض ،إل سّبحت لهب ول ياب ٍ
يضع رجله على رط ٍ
إلى الرضين السابعة .ص 168
62
المصدر :الخصال
السند :الحديث كما ورد في خصال الصدوق ضمن حديث
طويل ينقله عن المظفر بن جعفر بن العلوي السمرقندي
قال حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود العياشي عن أبيه
قال حدثنا عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي قال
حدثني أبي عن محمد بن زياد الزدي عن حمزة بن
حمران عن أبيه حمران بن أعين عن أبي جعفر محمد بن
علي الباقر عليهما السلم حيث ينقل عن أبيه السجاد
سلم الله عليه .و الحديث صحيح
الشرح :كل المؤشرات تشير الى أن المقصود من طالب
العلم في الحاديث الشريفة هو طالب علوم أهل البيت ل
العلوم الخرى فإنها فضل و ان كان فيها قصد التقرب
الى الله ففيها عظيم أجر و لكن الصل هو العلوم الدينية
من التفسير و الحديث و الفقه و الصول .و الحاديث
الكثيرة تحرضنا لطلب مثل هذا العلم الذي به يصل
النسان الى أعلى مدارج الكمال ان أخلص النية ،و منها
قول السجاد عليه السلم بأن كل الجمادات التي على
الرض و ما تحت الرض تسبح لطالب العلم .و هذه
مبالغة في الجر و الثواب لعظمة العمل .
التصنيف :فضل العلم
64
حسن سمت وجهه فقد ُيعرف خلل حديثه بقذارة قلبه
فعند ذاك يرى المؤمن في وجهه هالة من سواد القلب
فيشمئز منه ل اختياريا .
التصنيف :صفات المنافق
قال الصادق )ع( :كان فيما وعظ لقمان ابنه أنه قال له :
يا بني ! ..اجعل في أيامك ولياليك وساعاتك نصيبا لك في
طلب العلم ،فإنك لن تجد له تضييعا ً مثل تركه .ص 169
المصدر :أمالي الطوسي
السند :ينقله الشيخ رحمه الله في أماليه عن محمد ن
محمد قال أخبرني جعفر بن محمد بن قولويه قال حدثني
الحسين بن محمد بن عامر عن القاسم بن محمد
الصفهاني عن سليمان بن داود المنقري عن حماد بن
عيسى عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلم ..
الحديث .و جاء بعينه في أمالي المفيد رحمه الله و نقله
أيضا علي بن ابراهيم في تفسيره .و الحديث صحيح
الشرح :أكثر مواعظ لقمان ينقلها لنا أئمة الهدى عليهم
السلم خلل أحاديثهم و منها هذا الحديث الشريف
الجميل الذي ينقل افمام عليه السلم جملة من مواعظ
لقمان لبنه حيث ينصحه بأن يرتب أوقات يومه و يجعل
لطلب العلم فيها نصيبا موقوتا لن ترك العلم يوجب
فوات ما قد حصل و نسيان ما قد ترسخ في القلب .
ث على طلب العلم
التصنيف :الح ّ
65
قال الصادق )ع( :لست أحب أن أرى الشاب منكم إل
غاديا ً في حالين :إما عالما ً أو متعلما ً ..فإن لم يفعل
فّرط ،فإن فّرط ضّيع ،فإن ضّيع أثم ،وإن أثم سكن
النار والذي بعث محمدا بالحق .ص 170
المصدر :أمالي الطوسي
السند :الشيخ الطوسي ينقله مسندا عن أبي قتادة دون
ذكر السند و لكن الحر العاملي رحمه الله ينقله في
الفصول المهمة بسنده عن الحسين بن عبيد الغضائري
عن هارون بن موسى التلعكبري عن محمد بن همام عن
علي بن الحسين الهمداني عن محمد بن خالد البرقي عن
أبي قتادة القمي عن أبي عبد الله عليه السلم ..
الحديث.
الشرح :أجل يا مولي لقد حرضت شيعتك على طلب
العلم حتى جعلته واجبا فرضا علىكل من يحمل اسمك
الشريف و يدعي افنتساب الى مدرستك العلمية العظيمة
و أصبح اليمان التم و الكمل في منهاجك هو اليمان
الذي يستضيء بنور العلم حتى أنك ل تريد شابا جعفريا
يمشي على الرض دون أن يكون في حالة علم مستمر
إما عالم يعلم الناس و إما طالب علم يستمر في طلب
العلم حتى يصل الى أعلى مدارجه و إن لم يفعل ذلك
فقد جعلته مفرطا و المفرط مسرف و المسرف مقصر و
ص و العصيان مرده التمرد و الستكبار على المقصر عا ٍ
البارئ جل و عل و نتيجته النار دون ريب .و قد أقسمت
بالذي بعث محمدا بالحق أن هذه هي النتيجة الحتمية لمن
ل يريد طلب العلم في كل لحظات حياته .و يا له من
حديث عجيب يجعل طلب العلم واجبا فرضا على كل من
أراد الوصول الى الحق و النجاة من النار .
66
التصنيف :التحذير من ترك العلم
***
26/12
قال أمير المؤمنين )ع( :سمعت رسول الله )ص( يقول :
ل مسلم ،فاطلبوا العلم من طلب العلم فريضة على ك ّ
ة ،وطلبهن تعليمه لله حسن ٌ مظانه ،واقتبسوه من أهله فإ ّ
ح ،والعمل به جهاد ٌ ،وتعليمه عبادةٌ ،والمذاكرة به تسبي ٌ
ة إلى الله تعالى لنه ة ،وبذله لهله قرب ٌمن ل يعلمه صدق ٌ َ
معالم الحلل والحرام ،ومنار سبل الجنة ،والمونس في
دث في الوحشة ،والصاحب في الغربة والوحدة ،والمح ّ
الخلوة ،والدليل على السّراء والضّراء ،والسلح على
لء .العداء ،والزين عند الخ ّ
67
بيــان :هذه الخبار تدل على وجوب طلب العلم ،ول
شك في وجوب طلب القدر الضروري من معرفة الله
وصفاته ،وسائر أصول الدين ،ومعرفة العبادات
وشرائطها والمناهي ولو بالخذ عن عالم عينا ً ،والشهر
ن تحصيل أزيد من ذلك :إما من الواجباتبين الصحاب أ ّ
الكفائية أو من المستحبات .ص 173
السند :ينقل الشيخ الطوسي في أماليه مرسل عن
جماعة عن أبي المفضل عن عبد الله جعفر بن محمد بن
جعفربن الحسن الحسني ...فالحديث مرسل .و رواه
أيضا الشيخ الصدوق في أماليه و الطبرسي في مقدمة
مجمع البيان و نقل أيضا في عدة الداعي و منية المريد و
ارشاد القلوب بأسانيد صحيحة عن المام الرضا عن آبائه
عليهم السلم عن أمير المؤمنين عليه السلم ..فالحديث
صحيح شريف مفصل .
الشرح :الحديث يحكي وجوب طلب العلم و كما وضح
العلمة المجلسي في بيانه فوجوبه قطعي في المقدار
الضروري من معرفة الله و سائر أصول الدين و في
معرفة العبادات بصورة كلية .و ل شك أن طلب العلم
واجب كفائي فالمستفاد من الية الكريمة " فلول نفر من
كل فرقة طائفة منكم ليتفقهوا في الدين "...أنه ل بد
من وجود علماء في العلوم الدينية يعرفون الحلل و
الحرام بجزئياتهما حتى يستطيع الخرون اتباعهم و
تقليدهم في المسائل الشرعية و الحكام الكلية و الجزئية
.
و الرسول صلى الله عليه و آله عندما يأمرنا بطلب العلم
و ضرورة هذا الطلب يرشدنا الى طلبه من أهله و هم
68
العلماء العاملون الحافظون للدين الصائنون للنفس
المخالفون للهوى المطيعون لمر المولى جل و عل .
و يؤكد أن تعليم العلم حسنة و أجر عظيم و طلبه في حد
ذاته عبادة و مذاكرته تسبيح و فضل العمل به كفضل
الجهاد في سبيل الله تعالى و تعليم العلم لمن ل يعلمه
من أفضل الصدقات و أقربها الى الله ضرورة أن تكون
النية في التعليم و التعلم ،خالصة صادقة و الغرض في
التعلليم هو التقرب الى الله تبارك و تعالى لن من تعلم
هذا العلم يعرف بالتالي حلل الله و حرامه فإذا عمل به
فقد سار في مسير الله المستقيم الذي يوصله بالنهاية
الى جنة الرضوان و يؤنسه في السفر و الحضر و يصاحبه
في الغربة و الوحشة و يحدثه في الخلوة و يدله على
الخير و الشر ليأخذ بالخير و يتجنب الشر و العلم أفضل
سلح يتقي به النسان شر العداء و يتزين بهذا الجلباب
عند الخلن و الحباب .ثم يؤكد رسول الله أن الله يرفع
بالعلم درجات النسان حتى يصل الى مدارج التكامل
العالية و يجعل في وجوده الخير .
هؤلء هم قادة الناس و أئمتهم الى صراط العزيز الحميد
..يستفيد الناس من آثارهم و يستزيدون من علومهم و
يستظلون بظللهم و يأخذون بآرائهم و يهتدون الى
أعمالهم و أفعالهم و يقلدونهم في أمور دينهم و دنياهم و
حتى الملئكة المقربون عند الله يستأنسون بصحبتهم و
يرغبون في التقرب اليهم و يستغفرون لهم غدوا و
عشيا .بل و يستغفر لهم كل الشياء و الجمادات و
النباتات حتى أسماك البحر و حيوانات البر و طيور الجو .
العلم يحيي القلوب من غفلة الجهل و يضيء البصار من
ظلمة الهوى و يقوي البدن من ضعف العصيان و يبلغ
69
بعباد الله حيث منازل الخيار و الصالحين و مجالس
البرار و المقربين و يرفع درجاتهم و ممراتبهم في الدنيا
و الخرة .
مذاكرة العلم بمنزلة الصيام و أجر دراسته كأجر القيام و
التهجد في سبيل الله آناء الليل و أطراف النهار لن
بالعلم ُيعبد الله و بالعلم توصل الرحام و به يعرف الناس
الحلل و الحرام و بواسطته ُيميز الخبيث من الطيب و
الشر من الخير .و يتبعه العمل به فإذا عمل العالم بعلمه
فقد اكتملت سعادته .و الحظ كله في من أوصل العلم
بالعمل بتوفيق من ربه و من لم يوفقه الله لذلك فإنه
من الشقياء المحرومين .اللهم ل تحرمنا من هذا الحظ
العظيم بحق محمد و آله الطاهرين .
التصنيف :وجوب طلب العلم
قال علي )ع( :طالب العلم يشّيعه سبعون ألف ملك من
ل على محمد وآل محمد .مفرق السماء ،يقولون :ص ّ
ص 173
المصدر :بصائر الدرجات
السند :ينقله المجلسي عن كتاب بصائر الدرجات لمحمد
بن الحسن الصفار بسنده عن ابن هشام ،عن الحسين
بن سيف ،عن أبيه ،عن سليمان بن عمرو ،عن عبدالله
بن الحسن بن الحسن بن علي عن أبيه ،عن علي عليه
السلم ..الحديث .و ما رأيت غيره ينقل الحديث .و أما
الرواة فالحسين بن سيف قليل الرواية و غالبا ما ينقل
الدعية .و أما سليمان بن عمرو فإن كان هو سليمان بن
عمرو النخعي فإنه مشهور بالوضع و الكذب ولو كان في
70
ظاهره عابدا زاهدا !! يقول عنه ابن الغضائري " :كذاب
وضاع " .و هو الذي لقبه المحدثون كذاب النخع !كما
جاء في قاموس الرجال ) ( 317/11و لكن ربما كان هذا
غير ذاك .
الشرح :عندما يموت طالب العلم يشيعه سبعون ألف
ملك من مفرق ) وسط ( السماء في حال كونهم يصلون
على محمد و آل محمد ليزيد أجر ذلك الطالب و ثوابه .و
ربما كان في الصل " من مفرق رأسه الى السماء " و
ربما كان العدد كناية عن الكثرة حيث يعتبر العدد )
سبعة ( معيارا للكثرة .و مهما كان فإن الحديث -بفرض
صحته -يريد أن يذكر لنا مدى قرب طالب العلم الى الله
حيث يشيعه في مماته هذا الكم الغفير من ملئكة الله ..
فإن كانت هذه الدرجة لطالب العلم فكيف تكون درجة
العالم .ل شك أنه ل يعلم درجته و فضله ال الله تعالى .
التصنيف :فضل العالم
71
أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن الحسن بن
علي بن يوسف عن مقاتل عن الربيع بن محمد السلمي
عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر عليه السلم ..
الحديث .و ورد في بصائر الدرجات مختصرا حيث قال :
" ما من عبد يغدو في طلب العلم و يروح ال خاض
الرحمة خوضا " .
الشرح :الغدو و الرواح كناية عن كثرة المراودة و الزيارة
فالذهاب المستمر الى بيت العالم لطلب العلم فيه أجر
عظيم حتى ان ملئكة الرحمن يهتفون به و ينادونه مرحبا
بزائر الله و ذلك لنه أراد طلب العلم لوجه الله فكأنه قد
زار الله تعالى بالضافة الى أن مثل هذا النسان يكون
كمن دخل في رحمة الله حيث أحاطته من كل جانب .
التصنيف :فضل طلب العلم
73
دون التورع يكون وزرا و وبال على صاحبه و ل يأت بخير
ابدا .
من خرج من بيته ليلتمس بابا ً من العلم قال النبي )ص( َ :
ة عبادةل خطو ٍلينتفع به ويعّلمه غيره ،كتب الله له بك ّ
ألف سنة صيامها وقيامها ،وحّفته الملئكة بأجنحتها ،
وصّلى عليه طيور السماء ،وحيتان البحر ،ودواب البر ،
ديقا ،وكان خيرا ً له من أنوأنزله الله منزلة سبعين ص ّ
كانت الدنيا كلها له فجعلها في الخرة .ص 177
المصدر :الغوالي
السند :ينقله صاحب الغوالي دون سند .و ينقله أيضا
العلمة الحلي في كتابه " تحرير الحكام " ) (36/1بدون
سند و بحذف اللم من كلمة " يلتمس " .فالحديث
مرسل .
الشرح :يقول الرسول صلى الله عليه و آله -بفرض
صحة الحديث -أنه من يخرج من بيته قاصدا مدارسة
العلم و مباحثته و تعلمه و تعليمه لغيره فإن الله يكتب له
في صفحة حسناته بكل خطوة يخطوها في هذا السبيل ،
ثواب عبادة ألف سنة و صيامها و قيامها !! و ان ملئكة
الرحمن تحفظه بأجنحتها و تصلي عليه جميع حيوانات البر
و البحر و الجو و تطلب له الرحمة من الله و يعطيه الله
درجة سبعين صديقا !! ليس هذا فحسب بل ان هذه
الخطوة في طلب العلم النافع خير له و أفضل من الدنيا
و ما فيها .
74
مبالغة كثيرة في الحديث ..ل أستبعد الحسنات و الجر و
لكن هل لطالب العلم درجة سبعين صديقا و هل تساوي
خطوة في هذا السبيل كعبادة الف سنة بصيام نهارها و
قيام ليلها ؟ سؤال يحتاج الى جواب .
75
لهداكم أجمعين ،أن الله تبارك و تعالى يحاجج عبده
فيسأله إن كان عالما فلماذا لم يعمل بعلمه و إن كان
جاهل فلماذا لم يذهب لطلب العلم و تعلم حتى يعمل
بعلمه .و في كل الحالتين ليس للعبد جواب في هذا
العتراض الرباني الذي يخاصمه و يتغلب عليه .
****
2008/1/8
76
-1العالم الذي يستعمل علمه أي أنه ل يكتفي بأخذ العلم
بل يعمل به و يعّلمه لغيره و قد جاء في الحديث أن زكاة
العلم نشره .
-2الجاهل الذي يجاول جاهدا أن يتعلم و ل يستكبر من
طلب العلم و الستزادة به مهما أمكنه ذلك .
-3الغني الذي ل يبخل بماله و معروفه على عباد الله
المستحقين .
-4الفقير الذي ل يبيع آخرته بدنياه أي أنه يصبر على
فقره و ل يحاول الحصول على المال من الطرق غير
المشروعة .
فإذا استكبر العالم و لم يعمل بعلمه و لم ينشر علمه و
هكذا استكبر الجاهل من طلب العلم و بخل الغني بماله
على غيره و باع الفقير آخرته بدنياه رجعت الدنيا الى
الجاهلية و حل بالناس البلء من كل صوب و عظم
عقابهم في الدنيا و الخرة .
التصنيف :وجوب طلب العلم
ن العبد إذا خرج في طلب العلم قال رسول الله )ص( :إ ّ
ل من فوق العرش :مرحبا بك يا ناداه الله عّز وج ّ
عبدي ! ..أتدري أي منزلة تطلب ؟ ..وأي درجة تروم ؟..
تضاهي ملئكتي المقربين لتكون لهم قرينا ُ ،
لبّلغّنك ّ
لوصلّنك بحاجتك .. مرادك و ُ
79
الشرح :يخاطب الله طالب العلم خطابا جميل يدل على
محبة الله لطالب العلم حيث يرحب به و يسأله أي منزلة
يختار و أي درجة يريد ؟ ثم يبلغه أنه أصبح قرينا و جليسا
للملئكة المقربين و بذلك فإن الله يستجيب دعاءه و ل
يرد طلبه و حاجته .
و عندما يسأل السائل المام السجاد عليه السلم عن
كون طالب العلم قرينا للملئكة و مشابها لهم يتلو المام
عليه السلم آية " شهد الله " ...حيث تبدأ الشهادة بالله
ثم بالملئكة و بعدهم في الدرجة الثالثة يأتي دور أصحاب
العلم ) أولو العلم ( و بذلك يكون العلماء مقترنين
مشاكلين مشابهين للملئكة المقربين .
التصنيف :فضل طلب العلم
***
2008/1/7
من خرج يطلب بابا ً من علم ليرد ّ قال رسول الله )ص( َ :
ى ،كان عمله ذلك به باطل ً إلى حق أو ضلل ً
ة إلى هد ً
كعبادة متعّبد أربعين عاما .ص 182
المصدر :أمالي الطوسي
السند :ينقل الشيخ الطوسي قدس سره هذا الحديث
عن جماعة ،عن أبي المفضل قال :حدثنا علي بن جعفر
بن مسافر الهذلي قال :حدثنا أبي ،قال :حدثنا محمد
بن يعلي ،عن أبي نعيم عمر بن صبح الهروي عن مقاتل
بن حيان عن الضحاك بن مزاحم عن النزال بن سبرة عن
علي عليه السلم و عبدالله بن مسعود عن رسول الله
)الحديث ( و في كتاب أعلم الدين للديلمي ينقل
80
الحديث و لكن بإختلف بسيط و تحديدا كلمة يوما بدل
من عاما .و الفرق بينهما كثير .
يوجه الرسول صلى الله عليه و آله طالب العلم ليكون
علمه موجها و مطلوبا فالنية لها أكبر الثر في تهيئة
النسان و بناء معنوياته و تقوية روابطه الروحية فالهدف
من العلم يجب أن يكون واضحا بينا قبل طلبه .و لرب
عالم درس طوال سنين من عمره و لكن لجل أمر مادي
بحت فمثل هذا ل يصيبه خير و ليس في علمه أجر و أثر
ولو ارتقى الى أرفع مدارج العلم و ل يستطيع أن يهدي
انسانا ولو تصفح آلف الصفحات من الفقه و التفسير و
الصول فالرسول صلى الله عليه و آله يريد منا أن
نتدارس العلم و نتعلم لجل هدف يرضي الرب و هو أن
نرد باطل الى حق و نرد ضال الى هداية فمثل هذا العلم
يكون له من الجر كعبادة أربعين عاما .و الربعون
للتكثير و المبالغة و إل فهداية انسان واحد خير مما يخرج
من الرض و على الرض و مما تشرق عليه الشمس .
التصنيف :الهدف من العلم
81
الشرح :ثلث صفات يذكرها المام الصادق عليه السلم
للمؤمن أي ينبغي أن يكون للمؤمن هذه الصفات :
-1ان يكون متفقها في دينه عارفا حلل الله و حرامه .و
التفقه في الدين بمقدار الضرورة واجب فرض على كل
مسلم و مسلمة .
-2الصبر على المصائب و الحوادث .و هذا أمر في غاية
الهمية فكلما ازداد النسان من ربه ازداد صبره على
النوائب و المصائب .
-3التقدير في المعيشة أي التخطيط لعيش أفضل و
القتصاد في المصروفات و عدم السراف .
التصنيف :خصال المؤمن
82
في خطبة أبي ذر ) :الحديث ( و ينقله الكليني في
الكافي بسنده عن علي بن الحكم عن المثنى عن أبي
بصير عن المام الصادق عليه السلم قال :كان أبوذر
يقول في خطبته )الحديث ( و الخطبة طويلة اقتبس
المجلسي جزءا منها في هذا الباب .
الشرح :يا طالب العلم الدنيا كلها ل خير فيها لن ما فيها
إما خير و إما شر فأما الشر فإنه مضر ل يركن اليه
العاقل و أما خيره فغير نافع أيضا لنه معّرض للزوال .و
قد ورد كثيرا في القرآن أن متاع الدنيا قليل .و المتاع
في حد ذاته متعة مؤقتة .بناء عليه أصرف عينك و قلبك
عن الدنيا و اهتم بنفسك فيما تكسبه من فائدة مؤجلة
دائمة و ل تلهك الدنيا بمالها و زينتها و زبرجها :قال تعالى
" :يا أيها الذين آمنوا ل تلهكم أموالكم و ل أولدكم عن
ذكر الله و من يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون " .
ثم يرغب أبوذر في ترك الدنيا و يشبه النسان بضيف جاء
اليها ليقيم فيها مدة قصيرة ثم يرحل الى بيته الدائم و
مقره الخالد فعليه ان يأخذ من الدنيا أمتعة الخرة و
يعوض عن أمتعة الدنيا الفانية بما هو باق دائم يحتاج اليه
في عقباه .و في آخر خطابه -حسب هذا الحديث -
يحرض بشدة على تعلم العلم ذلك لن قلبا ليس فيه علم
مثله كمثل دار متهالكة خاوية ل يوجد من يعمرها و
يستفيد منها .فعليك يا طالب العلم أن تتسلح بسلح
العلم حتى يكون عملك ذا أجر و ثمر .
التصنيف :الحث على طلب العلم
ل كما تم ّ
ل البدان ، ن هذه القلوب تم ّ
قال علي )ع( :إ ّ
فابتغوا لها طرائف الحكمة .ص 182
83
المصدر :النهج
السند :ذكره الشريف الرضي في نهج البلغة و نقل منه
الخرون .
الشرح :طرائف الحكم أي غرائبها لتنبسط اليها القلوب .
هكذا جاء في شرح النهج .و أظن أن طرائف الحكمة ل
تنحصر على الغرائب بل ربما كان المقصود منها تنوع
العلم فل يقتصر التعليم على علم واحد حتى ل يمل
النسان كما يمل البدن من حالة واحدة و طعام واحد .
فطرائف الحكمة ربما كان الغرض منها تنوع مصادر
الحكمة و العلم مضافا الى أن الغرض الخر من طرائف
الحكم ما يستوجب تفكه القلب و اجمام النفس و ل
يمكن ذلك في العلوم المعقدة التي تحتاج الى تفكير كبير
بل ربما كان كالمثال الحكمية و انواع الشعر و طرائف
البلغة و ما يرجع الى كيفية المعاشرة مع الهل و
الصحاب ففي ذلك ليس كثير فكر و طويل تأمل .
التصنيف :ملل القلب
***
2008/1/14
85
السند :الحديث وارد في نهج البلغة المجلد الرابع /ص
21و ليس له سند .
الشرح :من الفضل أن ننقل الحديث كله لنه ل يتضمن
كل موارد الخير كما عرفها أمير المؤمنين عليه السلم
فقد ورد في الحديث أنه سئل عليه السلم عن الخير ما
هو ؟ فقال :ليس الخير أن يكثر مالك و ولدك و لكن
الخير أن يكثر علمك و يعظم حلمك ،و أن تباهي الناس
بعبادة ربك .و بناء عليه فإن الخير يتضمن ثلث عوامل :
-1كثرة العلم .و ليس فوق العلم خير فالمصداق البرز
للخير هو العلم و الحكمة بشرط أن يتبقاهما النسان من
مصادرهما الحقيقية .
-2كثرة الحلم أو كما يقول المام عظم الحلم فالحلم
يكبر و ل يكثر كالعلم .و أرى أن من مستلزمات طلب
العلم على طالبه أن يكون حليما صبورا على الشدائد و
إل فل يتمكن من الوصول الى مبتغاه .
-3العبادة ..فالعلم دون العمل منقصة للمرء و ليس
مفخرة و العمل هو التباع و الطاعة فالنسان يجب عليه
أول أن يتفقه في دينه و أن يعمل وفق علمه أول بأول
فالعلم و العمل أي العبادة متلزمان ولو أن العبادة تجمع
تحت ردائها العلم و العمل فكسب العلم لوجه الله أفضل
عبادة ثم العمل .
قال علي )ع( :كل وعاء يضيق بما جعل فيه إل وعاء
العلم ،فإنه يّتسع.ص 183
المصدر :النهج
86
السند :نهج البلغة ج / 4ص 47
الشرح :كلم عظيم لرجل عظيم فكل الوعية المادية و
حتى الحسية تضيق إل وعاء العقل الذي يحوي المعقولت
و المعلومات فهذا الوعاء ل يمكن أن يضيق بكثرة مواده
بل يتسع و ينبسط كلما تكررت عليه المعقولت و
المعلومات و لذلك نلحظ أن كثرة العلم تفتح علينا آفاقا
أوسع لنستنبط مما علمناه علوما أخرى و معارف جديدة
تتجدد بالضافة و ل تضيق عليها المساحات .
87
قال علي )ع( :المودة أشبك النساب ،والعلم أشرف
الحساب .ص 183
المصدر :النهج
من طلب علما ً فأدركه كتب الله لهقال النبي )ص( َ :
من طلب علما ً فلم يدركه كتب اللهكفلين من الجر ،و َ
له كفل ً من الجر .ص 184
المصدر :منية المريد
88
من طلب علما ً فأدركه كتب الله لهقال النبي )ص( َ :
من طلب علما ً فلم يدركه كتب اللهكفلين من الجر ،و َ
له كفل ً من الجر .ص 184
المصدر :منية المريد
نقله الهيثمي في مجمع الزوائد عن وائلة بن السقع نقل
عن الطبراني في الكبير و بمراجعة المعجم الكبير
للطبراني نراه ينقل الحديث عن أحمد بن محمد بن يحيى
بن حمزة الدمشقي عن اسحق بن ابراهيم أبوالنضر عن
ربيعة بن يزيد الرحبي عن وائلة بن السقع عن
الرسول ...و ينقله ابن حجر عن سنن أبي داود .على
كل حال الحديث لم ُيذكر في منابعنا الروائية الصلية و
الشهيد الثاني رحمه الله نقله عن كتب أهل السنة و ل
أدري ان كانت منابعنا و مصادرنا قليلة الحديث عن فضل
العلم حتى نضطر الى نقل الحاديث عن رجال وثقهم
الطبراني و ابن حجر و أبو داود ! و يكفي أن وائلة بن
السقع ناقل الحديث هو الذي يروي عن رسول الله )ص(
كذبا و افتراء أنه قال " :المناء عند الله ثلثة أنا و جبريل
و معاوية !!! " فهل يصح لنا أخذ الحديث عن طريقه و قد
افترى على رسول الله صلى الله عليه و آله ؟ و هل
فقدنا كل مصادرنا الروائية لنستجدي مثل هذا الحديث
عن الوضاعين ؟!
الشرح :يقول هذا الحديث المنقول من غير منابعنا أن
من طلب علما و وصل اليه فله ضعفين من الجر و من
طلب علما و لم يتمكن من اللمام به فله ضعف من
الجر .
التصنيف :فضل العلم
89
من طلب العلم فهو كالصائم نهاره ، قال النبي )ص( َ :
ن بابا ً من العلم يتعّلمه الرجل خيٌر له من
القائم ليله ،وإ ّ
أن يكون له أبو قبيس ذهبا ً ،فأنفقه في سبيل الله .ص
184
المصدر :منية المريد
السند :هذا الحديث ككثير من أحاديث منية المريد
مرفوع و ليس له سند واضح .و الظاهر أن هذا الحديث
أيضا منقول من كتب السنة ذلك لن منابعنا الروائية قبل
الشهيد قدس الله سره لم تشهد مثل هذا الحديث كما
لحظت في بحثي و حتى ان المولى محمد صالح
المازندراني ينقله في كتابه " شرح أصول الكافي " 10/2
بقوله " :و من طرق العامة عنه صلى الله عليه و آله
قال ... :الحديث "
الشرح :طالب العلم يكون له من الجر كأجر مؤمن
يصوم نهاره و يقوم ليله بالدعاء و الصلة و المناجاة .و
واضح أن مثل هذا الشخص الذي يصوم كل أيامه و يقوم
كل ليالي عمره له من الجر عند الله الكثير الكثير .و
الحديث يريد ان يقيس فضل طلب العلم بهذه المكانة
السامية و المنزلة الرفيعة .و حتى أن بابا من العلم
يتعلمه النسان خير له من أن ينفق ذهبا في سبيل الله
يزن كجبل أبي قبيس .
التصنيف :فضل العلم
من جاءه الموت وهو يطلب العلم قال النبي )ص( َ :
ة واحدةٌ فيليحيي به السلم ،كان بينه وبين النبياء درج ٌ
الجنة .ص 184
المصدر :منية المريد
90
السند :و هذا الحديث أيضا غير وارد في منابعنا الروائية
و الشهيد رحمه الله ينقله عن سنن الدارمي ج 1ص
100أو تفسير الفخر الرازي ج 2ص 180و الدارمي
ينقله بسنده عن بشر بن ثابت البزار عن نصر بن القاسم
عن محمد بن اسماعيل عن عمرو بن كثير عن الحسن
عن رسول الله ...و الرازي ينقله مرفوعا عن الحسن و
ينقله ابن عساكر مرسل عن الحسن و ابن النجار عن
أنس ..و لم ينقله أحد من علمائنا السابقين على الشهيد
الثاني رحمه الله .
الشرح :الشرط الوارد في الحديث شرط جميل حيث ل
ينفع مجرد أخذ العلم و تعلمه فهناك من يتعلم العلم
ليباهي به العلماء أو ليتفاخر على عامة الناس أو له
مقاصد مادية و لذلك فالحديث يشترط على أن يكون
طلب العلم لجل احياء الدين المبين و إل فهو هراء و
عبث ل يزيد صاحبه ال خسارا فمن كانن خدمة السلم
هدفه و ديدنه من طلب العلم فإن بينه و بين النبياء درجة
واحدة فقط يسبقه النبياء في الجنة .
التصنيف :درجة العلماء
قال النبي )ص( :لئن يهدي الله بك رجل واحدا ،خيٌر من
أن يكون لك حمر النعم .ص 184
المصدر :منية المريد
السند :الحديث ورد ضمن حديث خيبر حيث قال صلى
الله عليه و آله " :لعطين الراية غدا رجل يفتح الله على
يديه يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله و كان من
الغد و جاء علي و أعطاه الراية فقال له الرسول ضمن
مقاله ... " :فو الله لن يهدي الله بك رجل واحدا خير
من أن يكون لك حمر النعم "..و قد نقل الحديث كثير
91
من رجال الحديث و منهم البخاري و مسلم بإسنادهما عن
سعيد بن سهل .
و كان ينبغي ورود الحديث في البحار ضمن أحاديث
الهداية ل أحاديث فضل العلم .
الشرح :حديث جميل نقله كثير من علماء الحديث من
العامة ضمن حديث الراية و نقله بعضهم منفصل كما ورد
في جامع بيان العلم 147/1و مفتاح دار السعادة 65/1و
احياء علوم الدين 9/1و ل يهمنا السند مادام المحتوى
جميل بالرغم من أنه لم بذكر في منابعنا الصلية و أما
حمر النعم فكناية عن الشياء الثمينة جدا و تعني البل
الحمر ) من اللون الحمر ( و هي أنفس و أثمن أموال
العرب آنذاك و كانوا يضربون بها المثل في نفاسة الشيء
بل و ليس عندهم أنفس و أثمن منه .و ل يشك اثنان أن
هداية انسان و إخراجه من ظلمات الجهل و الضللة خير
من أن يكون له ملء الرض ذهبا و قد ورد مثل هذا
الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و آله قائل لمعاذ :
" يا معاذ لن يهدي الله بك رجل واحدا خير لك من الدنيا
و ما فيها " .أجل الهداية خير من كل شيء مادي حتى لو
كانت المقايسة بين هداية انسان واحد و بين اعطائه كل
الدنيا بما فيها من النعم .
التصنيف :فضل الهداية
***
2008/2/9
ن مثل ما بعثني الله به من الهدى
قال النبي )ص( :إ ّ
ة
ة طيب ٌ
ث أصاب أرضا ،وكان منها طائف ٌ مَثل غي ٍ
والعلم ك َ
فقبلت الماء ،فأنبتت الكل والعشب الكثير ،وكان منها
92
أجادب أمسكت الماء ،فنفع الله بها الناس وشربوا منها ،
وسقوا وزرعوا ،وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان
ل تمسك ماًء ول تنبت كل ً ،فذلك مثل من فقه في دين
الله ،وتفّقه ما بعثني الله به ،فعلم وعّلم ،ومثل من لم
يرفع بذلك رأسا ً ولم يقبل هدى الله الذي ُأرسلت به .ص
184
المصدر :منية المريد
السند :مصدر الحديث من كتب العامة نقله صاحب منية
المريد بدون سند و بدون ذكر الكتاب الذي ينقل عنه .و
قد بحثت عنه فلقيته في صحيح مسلم ) ج - 7ص ( 63
عن أبي بكر بن أبي شيبة و أبي عامر الشعري و محمدج
بن العلء قالوا حدثنا أبو اسامة عن بريد عن أبي بردة عن
أبي موسى ) الشعري ( عن رسول الله ...الخبر .و نقله
الخرون منه و لم أعثر على الحديث في مصادرنا الروائية
.
الشرح :يشبه الرسول الهداية و العلم اللذان بعثه الله
بهما بالمطر الذي يصيب أرضا فقسم منها تقبل الغيث )
المطر ( لنها أرض خصبة فتنبت عشبا و فواكه و خضارا
كثيرة و منها أراض جدباء و لكنها تمسك في باطنها الماء
لينتفع منه الحاضر و البادي فيسقون به أنعامهم و يرتوون
منه و قسم آخر أرض خشنة ل تمسك في داخلها ماء
فالقسم الول يشبه به من تفقه في الدين فتعلم و عّلم
غيره و القسم الخر لمن اهتدى لنفسه دون أن يعلم
غيره و قسم ثالث للذي ل يتقبل الهداية من الناس
ليست لهم قلوب حافظة و ل أفهام واعية فإذا سمعوا
العلم ل ينتفعون به و ل يحفظونه ليصال النفع الى
الخرين ..
93
العشب و الكل و الحشيش كلها أسماء للنبات لكن
الحشيش مختص باليابس و العشب و الكل مختصان
بالرطب .و أما الجادب فهي الرض الجدباء التي ل تنبت
كل و زرعا .و أما القيعان جمع القاع و هو الرض
المستوية الملساء .
التصنيف :فضل طلب العلم
قال النبي )ص( :من غدا في طلب العلم أظّلت عليه
الملئكة ،وبورك له في معيشته ،ولم ينقص من رزقه .
ص 184
المصدر :منية المريد
السند :لم يذكر الشهيد الثاني رحمه الله سند الحديث و
لم يذكر حتى مصدره و الحديث منقول من كتب العامة
منها الدر المنثور لجلل الدين السيوطي ) ج - 4ص 313
( عن أبي سعيد الخدري .و منها كتاب كنز العمال ) ج
- 10ص ( 163عن الخدري أيضا .
الشرح :الذي يصبح و همه طلب العلم يظلله الملئكة
بظلل الرحمة اللهية و يبارك الله في معيشته الدنيوية
دون أن ينقص من رزقه شيئا و أظن أن الجملتين تؤكدان
بعضهما بعضا فمن بورك له في العيش فإنه يوفى رزقه .
التصنيف :فضل طلب العلم
ش نشأ في العلم والعبادة حتى
قال النبي )ص( :أيما نا ٍ
يكبر ،أعطاه الله يوم القيامة ثواب اثنين وسبعين
ديقا .ص 185ص ّ
المصدر :منية المريد
94
السند :أصل الحديث منقول من كتب العامة و منها
المعجم الكبير للطبراني عن أبي أمامة و يشبهه حديث
آخر نقله المتقي الهندي في كنز العمال ) ج - 15ص
( 785عن أبي أمامة أيضا عن الرسول )ص( " :ايما
ناش نشأ في عبادة الله حتى يموت أعطاه الله أجر
تسعة و تسعين صديقا ".
و قد نقل صاحب كنز العمال نفس الحديث أيضا بعبارة "
ش ).ج - 10ص ( 152
ناشئ " بدل من نا ٍ
الشرح :النشأ هو الحداث و الناشئ أو الناشي هو
الحدث أي الشاب فإذا نشأ الشاب في طلب العلم و
العبادة و استمر الى أن يكبر أعطاه الله ثواب 72صديقا
و بالطبع هذا الجر الكبير ان كان في مقابل طلب العلم
خالصا مخلصا لله ليس ببعيد من الله تعالى أن يعطيه
طالب العلم و لكن ان كان في نيته و هدفه أمر آخر
فليس عمله بمحمود أصل .
التصنيف :فضل طلب العلم
قال النبي )ص( :من غدا إلى المسجد ل يريد إل ليتعّلم
خيرا أو ليعّلمه كان له أجر معتمر تام العمرة ،ومن راح
إلى المسجد ل يريد إل ليتعّلم خيرا أو ليعّلمه ،فله أجر
جة .ص 185 م الح ّ
ج تا ّ
حا ّ
المصدر :منية المريد
السند :الحديث وارد في كتاب المستدرك على
الصحيحين ) ج - 1ص ( 91عن أبي عاصم عن ثور بن
يزيد عن خالد بن معدان عن أبي أمامة و مجمع الزوائد )
ج - 1ص ( 123عن أبي أمامة أيضا و رواه الطبراني و
غيرهم من علماء العامة .
95
و الظاهر أن الشهيد رحمه الله ينقل كل أحاديث فضل
العلم و طلبه من كتب العامة و مصادرها دون ذكر السند
بعد أن استحسنها !
الشرح :الحضور الى المسجد و الدخول فيه إن كان
بقصد طلب العلم ففي أوله ثواب عمرة كاملة و في
الثاني ثواب حج كامل .هذا اذا صح الحديث و ل أدري
لماذا الفاصل بين الغدو الى المسجد و الرواح فيه
كالفاصل بين العمرة الكاملة و الحج الكامل !
التصنيف :فضل طلب العلم
***
2008/2/14
97
الشرح :كلم جميل جدا منسوب الى أمير الفصاحة و
البلغة أمير المؤمنين سلم الله عليه وبالرغم من أن
الحديث مرسل و لكنه يحتوي على مضمون رائع عال وهو
أن الجميع حتى الجهال يحاولون النتساب الى العلم لن
العلم فخر و شرف و كرامة بل و منتهى الشرف للنسان
أن يكون عالما بعد التقوى و أما الجهل فالجميع بشمئز
منه و ينفر عنه حتى الجاهل نفسه لنه صفة مهينة مشينة
وضيعة .و على هذا المعنى يقتبس الشاعر قول امير
المؤمنين عليه السلم و يقول :
كفى شرفا للعلم دعواه جاهــل ***** و يفرح أن ُيدعى
اليه و ُينسب
و يكفي خمول للجهـــالة انني ***** أراع متى أنسب
اليها و أغضب
التصنيف :فضل العلم
98
وي الرجل على المرور على الصراط
السابع :العلم يق ّ
والمال يمنعه .ص 185
المصدر :منية المريد
السند :ينقله الشهيد رحمه الله دون سند في منية المريد
و ينقله الخرون عنه .و لم أجد الحديث في مصادرنا
الروائية بل رأيت الفخر الرازي ينقله في تفسيره ) /2
( 183
الشرح :سبعة خصال يجعل العلم في منزلة أعلى و
مرتبة اسمى من المال كما يقول أمير المؤمنين عليه
السلم :
-1العلم ميراث النبياء و الولياء و المرسلين و أما المال
فأكثر اصحابه الجبابرة و الطواغيت الذين ينهبون الناس و
يسرقون أموال الضغفاء .و لول الظلم لما بقي المال
بهذه الكثرة والوفرة في أيدي المترفين و خرج من أيدي
الفقراء المستضعفين !.
-2كما جاء في الحديث فالعلم يزيد و يكثر مع تعليمه
للخرين و انفاقه على المتعلمين و أما المال فإنه ينقص
بالنفاق و يقل .و هذا واضح تماما فالعالم كلما علم غيره
استذكر علومه و توصل خللها الى معلومات أكثر بالطبع
و أما المال فينقص بالصرف .
-3المال يحتاج منك أن تحفظه في صندوق محكم أو في
البنوك -مثل -حتى ل يصل اليه أيدي اللصوص و كلما زاد
المال كلما كثر الحرص على حفظه في مأمن من
الناهبين و أما العلم فل يحتاج الى الحفظ بل هو الذي
يحفظ النسان و يحرصه ،يحفظه من الدخول الى مهاوي
النزلق و الفساد و النجراف الى الرذيلة ،و يحفظ من
99
الوقوع في مخالب الغيار و مكائد الشياطين و خدع
الدجالين و ما أكثرهم .
-4عندما يموت المرء يتوزع أمواله بين وراثه و ل
حمل معه يستطيع حمل ماله معه الى قبره و حتى لو ُ
فلن يستفيد منه قطعا و أما العلم فإنه يدفن مع النسان
و يكون جليسه و أنيسه في القبر ،لن العلم يرفعه
درجات و يرى هذه الرفعة واضحا مليا بعد وفاته .
-5حسب هذا الحديث فإن المال يحصل عليه كل إنسان
بكده و سعيه كائنا من كان فالممؤمن و الكافر في طلب
المال سواء و أما العلم -الذي به يتعرف النسان على
ربه و يتعلم الحلل و الحرام -فإنه خاص بالمؤمن و لن
يصل اليه الكافر لنه ل يريده و ل يستسيغه .
-6العالم يحتاج اليه الجميع و ل يستغني من علمه
الطبيب و التاجر و المهندس و الفلح و الكاسب و كل
الناس لن الجميع مبتلون بمسائل شرعية فالفقه يتدخل
في كل شئون الحياة و بالتالي تكون الحاجة الى العالم
ضورة ملحة ل مناص منها و أما صاحب المال فل يحتاج
اليه أحد إل الفقراء الذين يطلبون منه شيئا من متاع الدنيا
و كثير منهم يستعفف من الطلب حتى في حالة الُعسرة .
ل ل ينفد و يحتاج اليه النسان
-7و أخيرا فالعلم رأس ما ٍ
لكي يمّر مرتاح البال على الصراط يوم ل ينفع مال و ل
بنون و أما المال فإن فيه حسابا عسيرا يمنع المرء من
المرور مرتاحا على الصراط إل من اكتفى منه بالقليل و
نجى ففي ذلك اليوم يقال للمخفين جوزوا و للمثقلين
حطوا .
التصنيف :فضل العلم
100
قال زين العابدين )ع( :لو يعلم الناس ما في طلب العلم
لطلبوه ولو بسفك المهج ،وخوض الّلجج ،إ ّ
ن الله تعالى
أوحى إلى دانيال :
ق أهل العلم ،
ف بح ّ ي الجاهل المستخ ّ ن أمقت عبيدي إل ّأ ّ
ب عبادي عندي التقي ن أح ّ
التارك للقتداء بهم ،وأ ّ
الطالب للثواب الجزيل ،اللزم للعلماء ،التابع للحكماء ،
القابل عن الحكماء .ص 186
المصدر :منية المريد
السند :ورد في كتاب المعتبر للمحقق الحلي هذا
الحديث ) الجزء الول منه ( منقول عن المام الصادق
عليه السلم و وورد في البحار أيضا في ج - 1ص 177
و ورد في الكافي عن الحسين بن محمد عن علي بن
محمد بن سعد ،رفعه ،عن أبي حمزة عن المام زين
العابدين عليه السلم ) ( 35 / 1فالحديث مرفوع .
الشرح :اذا علم الناس فضل طلب العلم و أجره لطلبوه
ولو كان في ذلك إزهاق أرواحهم لن العلم مصدر
الشرف و منبع الكرامة فحتى لو فني النسان في طلبه
فإنه يكون مأجورا و عند الله مقربا و إن طلب العلم
يخرج المرء من حضيض الجهالة ليرفعه إلى عنان
السعادة و من حدود الصفات البشرية الناسوتية الى
مدارج الصفات الملكوتية العالية .أجل ..لو علم الناس
ما في طلب العلم من فوائد مادية و معنوية و من أجر و
ثواب لسارعوا اليه ولو بإراقة دماء قلوبهم و زهق
أرواحهم و للجوا المكاره و ارتكبوا المشاق و المتاعب
في سبيل ذلك المر الحيوي الهام .
101
و لقد أوحى الله تعالى لنبيه دانيال بأن ابغض عبيده عنده
الجاهل الذي يستخف بحق أهل العلم و ل يقدرهم و ر
يبجلهم و ل يستعظم شأنهم و ل يقتدي بهم و ل يأخذ
بمشورتهم و ل يتبع آراءهم و أفكارهم المستمدة من
الكتاب و السنة و أما اولئك العباد الذين يلجؤون الى
العلماء و يزورونهم صباح مساء و يلتزمون باتباعهم و
القتداء بهم و السترشاد برأيهم و الستزادة بحكمهم
فإنهم أحب العباد الى بارئهم و ان لهم عند الله لجرا
عظيما .و انه لمن حقوق العالم على الجاهل أو على من
ل يستنكف من طلب العلم أن يقتدوا به و من لم يقتد
بهم فقد استخف بالعلم و العالم و الستخفاف بهم ،
كفران بالنعم و استخفاف بالولياء و العياذ بالله .
التصنيف :فضل العلم و العلماء
قال رسول الله )ص( :من سلك طريقا يطلب فيه علما
سلك الله به طريقا الى الجنة ..وان الملئكة لتضع
اجنحتها لطالب العلم رضا به ،وانه ليستغفر لطالب العلم
من في السماء ومن في الرض حتى الحوت في البحر ،
وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم
ليلة البدر ..وان العلماء ورثة النبياء ،ان النبياء ام
يوّرثوا دينارا ول درهما ولكن ورثوا العلم ،فمن اخذ منه
اخذ بحظ وافر .ص 164
المصدر :امالي الصدوق
السند :و نقله أيضا الكليني في الكافي ) (26-1بسنده
عن محمد بن الحسن و علي بن محمد عن سهل بن زياد
و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا ،عن جعفر
بن محمد الشعري ،عن عبدالله ميمون القداح و علي بن
102
ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن القداح عن أبي
عبدالله عليه السلم قال قال رسول الله ...الخبر .و أما
الصدوق في أماليه فإنه ينقله عن الحسين بن ابراهيم عن
علي بن ابراهيم عن أبيه ابراهيم بن هاشم عن عبد الله
بن ميمون عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلم عن
رسول الله .و كما ترى فإن الخبر له أكثر من سند
متصل بالمام الصادق عليه السلم و انه حديث معتبر .و
نقله عنهما كثير من العلماء في كتبهم .
الشرح :بالرغم من أن طلب العلم جاء بصورة عامة و
لكن المراد -و الله العالم -من العلم هو العلم بالكتاب و
السنة و الحكام أي العلم الرباني الذي يدخل النسان في
طريق يوصله الى الجنة و الجنة في الدنيا هي العلوم
اللهية ابتداء من التوحيد و انتهاء الى الحكام الشرعية .
و الملئكة تضع أجنحتها أي أنها تستغفر لطالب العلم لن
الله يرضى به و أكثر من هذا فكل ذي روح حتى
الحيوانات تستغفر لطالب العلم و تطلب من الله أن
يستر عليه زلته و يغفر له خطاياه .و ان فضل العالم
على العابد كفضل القمر على سائر النجوم من حيث
شدة النارة و الضاءة حسب مشاهدة الرائي له و لها .و
الفضل يزيد و يكثر ان كان العالم عابدا أيضا فالعابد
الجاهل بل شك أقل قدرا من العالم حتى لو لم يكن
بمستوى العابد من حيث كثرة الصلة و الصيام لن
ركعتين يصليهما العالم العارف بالله أفضل بكثير من آلف
الركعات دون عرفان و تبصر .و ان العالم يرثون العلم و
الكمال و الحكمة من النبياء حيث انهم لم يورثوا دينارا و
درهما و أما التوريث بالعلم فإنه باق ما بقي الدهر ولو
بعد آلف السنين من موت النبياء .و ان هاهنا إشارة
لبقاء العلم من النبي أو العالم يرثه من بعده كل من
103
طلب العلم و استنار بنوره .و ان الحظ الوفى و الوفر
لطالب العلم دون غيره .
التصنيف :فضل العلم و العالم
***
5-3-2008
106
الشرح :حديث عجيب يفصل فيه أمير المؤمنين عليه
السلم فضل العلم و العالم على غيره و كأنه يؤكد ذلك
مرارا بعد أن أخذ بيد كميل و ذهبا الى المقبرة حيث ل
تراهما العيون و كأنه يريد أن يسّر الى صاحبه سرا فيقول
له مؤكدا عليه أن يحفظ ما يقوله :
الناس ثلثة أصناف فإما أن يكون عالما ربانيا عارفا بالله
متألها شديد التمسك بدين الله و طاعته و إما أن يكون
متعلما يريد أن ينقذ نفسه من مهاوي الفساد و مزالق
الضلل و يصل الى ما وصل اليه العلماء من قرب و كمال
و أما أن يكون تافها سافل ل قدر له ،مثله كمثل الذباب
الصغير الذي يسقط على وجوه الغنم و أعينها يتبع كل
صوت دون وعي و يميل الى كل حركة دون رشاد لم
يتنور قلبه بنور العلم و لم يلجأ في مدلهمات الحياة الى
ملجأ آمن و ركن وثيق .
ثم يتنفس الصعداء ليكمل مسيرة العلم بقوله :العلم خير
من المال فل تفاضل و ل تناسب بينهما ذلك لن العلم
يحفظك أيها النسان من النحراف و النجراف و أما
المال فأنت تحرسه و تحافظ عليه من السارقين الناهبين
و المال عندما تنفق منه شيئا فإنه ينقص و أما العلم
فكلما أنفقت أكثر ازددت علما و معرفة و أجرا
محبة العالم الرباني التي تؤدي الى صحبته خير دين يدان
به المرء ذلك لن العالم هو الذي تاخذ منه معالم دينك و
أحكام شريعتك فإن أحسنت الصحية و أخذت منه ما
نفعك في دينك و دنياك فأنت الكاسب و انت الرابح ليس
في الدنيا فحسب بل و حتى فيما بعد الموت فيحسنون
القول فيك و يمدحونك فيما أفنيت عمرك فيه .
107
يا كميل عندما يزول المال تزول كل منافعه و هذا أمر
واضح فلماذا تخّزنه لغيرك حتى ُيمحى اسمك بعد موتك و
أما إن كنت تريد البقاء حتى بعد الموت فعليك بالعلم لن
العلم باق ما بقي أثره و العلماء ل يفنون و ل يموتون .
فها نحن اليوم نستفيد من نتاج فكر العلماء السابقين
الذي ماتوا قبل قرون فعلم العالم مخزون في القلوب
حتى لو لم يكن مطبوعا محشورا بين صفحات الكتب .
يستفيد منه الجيال تلو الجيال و يترحم عليه كل من
استضاء بنوره و علمه .
ثم يشير المام بتأثر الى صدره الشريف و يقول لكميل :
ان هاهنا لعلما جما فصدر المام مملوء بالعلم و لكن أين
من يستفيد منه ،أين الذين يطلبونه عن فهم و دراية و
أما الذين يتلقون العلم ليباهون به و يفتخرون بعلمهم و
يجذبون البسطاء من الناس لجل فوائد مادية أو شهرة أو
طلب جاه فهؤلء ليسوا حملة العلم الحقيقيين بل هم
كالنعام بل هم أضل سبيل .
ثم يدرج بالقول الى حجج الله على عباده و هم الئمة
المعصومون الذين وجب الله طاعتهم على عباده
فيقسمهم الى قسمين قسم ظاهر و قسم مخفي غائب
فالظاهر هم الئمة الحد عشر و الغائب المخفي هو
المام المنتظر سلم الله عليهم أجمعين و يصفهم بقوله :
"اللهم بلى ل تخلو الرض من قائم بحجة ظاهر مشهور أو
مستتر مغمور " و السبب في ذلك أنه لبد لهذه المة من
حجة في كل زمان فل يمكن أن تخلو الرض من حجة
ثانية واحدة وال ساخت الرض بأهلها و بهم يحتج الله
على الناس و هؤلء بالرغم من قلة عددهم فإنهم أعظم
شأنا و أعلى مقاما و مرتبة من سائر الناس و هم
المقدمة و هم المقربون و هم خلفاء الله في الرض و
108
دعاة الله الى الدين الحق فإنهم جاؤوا الى الدنيا و
أرواحهم معلقة بالمحل العلى .ثم تنغس الصعداء " هاه
هاه شوقا الى رؤيتهم " و استغفر الله و نزع يده من يد
كميل و قال له :انصرف اذا شئت .
التصنيف :حجج الله
***
15-3-2008
ن الناس أربعة :رج ٌ
ل عن بعض الصادقين )ع( :أ ّ روي
م فاّتبعوه ..ورج ٌ
ل ويعلم أنه يعلم فذاك مرشد ٌ عال ٌ يعلم
لل ل فأيقظوه ،ورج ٌ ول يعلم أنه يعلم ،فذاك غاف ٌ يعلم
لل ل فعّلموه ..ورج ٌويعلم أنه ل يعلم ،فذاك جاه ٌ يعلم
ل فأرشدوه .ص 195 ويعلم أنه يعلم ،فذاك ضا ّ يعلم
الغوالي المصدر:
السند :الحديث نقل في الغوالي بهذا التعبير " :نقل عن
بعضهم عليهم السلم " و ل يعني ذلك أنه أحد الصادقين
سلم الله عليهما كما جاء في نقل البحار عن الغوالي و
ربما اشتبه عليه المر في حديث ثبل هذا حيث ينقله أيضا
من الغوالي و عن أحد الصادقين سلم الله عليهما .و
مهما كان فالحديث ضعيف لعدم ذكر السند و المسند اليه
و ذلك بالرغم من جمال المحتوى .و هناك من نسبه الى
المام الصادق عليه السلم و لكن أيضا دون سند و دون
ذكر الرواة .
الشرح :الناس على أربعة أصناف -1 :عالم :و هو الذي
يعلم كثيرا من الحقائق و يعلم أنه عالم فهذا النسان
يستحق أن يكون مرشدا لغيره .و هنا يأتي سؤال :هل
حقا العالم يعلم بأنه عالم ؟ بالرغم من أن القرآن يصرح
109
بانه " :و ما أوتيتم من العلم ال قليل " و قد رأيت في
شرح حياة بعض كبار العلماء أنهم في اواخر حياتهم كانوا
يصرحون بكثرة جهلهم و أنهم عندما كانوا في قمة العلم
كانوا يعترفون بجهلهم .و لكن ربما قال قائل بأن الدعاء
غير العلم فمهما بلغوا من العلم يميزون كثرة مجهولتهم
أمام معلوماتهم ) و هذا علم كبير في حد ذاته ( و ل
يمانع ذلك من علمهم بأنهم علماء .على كل حال ل بد
لمرشد الناس و هاديهم أن يكون هو عالما ل أن يفشل
في الجابة على أبسط السئلة مثل قوله تعالى " و فاكهة
ب و ل يعرف تفسير اليات و و أبا " فل يعرف معنى ال ّ
يجعل نفسه واليا على المة " .قل هل يستوي الذين
يعلمون و الذين ل يعلمون "
-2الغافل :و هو الذي يعلم و يفقه و لكنه ل يعلم أنه
يعلم ! و هنا أيضا سؤال يطرح نفسه :كيف يمكن لرجل
أمضى عمره في العلم و المعرفة و ل يعرف أنه عالم
حتى يحتاج الى التنبيه و الستيقاظ من غفلته ؟!!
-3الجاهل البسيط :و معنى ذلك أنه يجهل كثيرا من
الشياء و لكنه يعلم بجهله فل يدعي العلم مثل كثيرين
يدعون العلم و ل يفقهون شيئا و العجيب أنهم لشدة
جهلهم ل يعلمون أنهم هم الجهال .و هذا الصنف من
الناس الذي يعترفون بجهلهم و ل يستكبرون ،لبد من
تعليمهم لن لهم القابليةو الستعداد بعكس الجاهل
المركب الذي ل يتقبل العلم من العلماء لجهله المركب
كما سيأتي .
-4الجاهل المركب :و هذا من أخطر أصناف الناس حيث
أنه ل يعلم شيئا و ل يعلم بأنه ل يعلم .ان شدة الغباء
لديه وصلت الى درجة عالية حيث يدعي العلم وهو جاهل
110
بأبسط مبادئه .و أظن أن أكثر الناس ن هذا الصنف حيث
تراهم يبحثون في أي موضوع تفتحه أمامهم و كأنهم
علماء الدهر و فلسفة العصر فيدخلون في جميع وديان
العلم وهم ل يفقهون شيئا .مثل هذا الشخص أحمق ل
يمكن معاشرته و مرافقته بل الولى البتعاد عنه تماما .و
نعم ما قال المتنبي :لكل داء دواء يستطب به *** إل
الحماقة أعيت من يداويها .و جاء في الثر عن عيسى بن
مريم عليه السلم قوله " :داويت المرضى فشفيتهم
بإذن الله و أبرأت الكمه و البرص بإذن الله ،و عالجت
الموتى فأحييتهم بإذن الله ،و عالجت الحمق فلم أقدر
على إصلحه .قيل يا رسول الله :و ما الحمق ؟ قال :
المعجب برأيه و نفسه الذي يرى الفضل كله له ل عليه و
يوجب الحق كله لنفسه و ل يوجب عليها حقا فذلك
الحمق الذي ل حيلة في مداواته " ).الختصاص -ص
( 221
التصنيف :اصناف الناس
م
مة اس ٌ
قال الهادي )ع( :الغوغاء قتلة النبياء ،والعا ّ
ق من العمى ،ما رضي الله لهم أن شّبههم بالنعام مشت ٌ
ل سبيل { .ص 196 حتى قال } :بل أض ّ
أمالي الطوسي المصدر:
السند :نقله الطوسي رحمه الله في أماليه بسنده عن
جماعة ! عن أبي المفضل عن عبدالله بن محمد بن عبيد
،عن أبي الحسن الثالث عليه السلم ..الخبر .و الجملة
الولى " الغوغاء قتلة النبياء " نقله بعضهم كصاحب العدد
القوية ) علي بن يوسف الحلي ( منقول عن المام الرضا
عليه السلم .
111
الشرح :الغوغاء كما جاء في نهج البلغة يصفهم أمير
المؤمنين عليه السلم بقوله " :هم الذين اذا اجتمعوا
غلبوا ،و اذا تفرقوا لم يعرفوا " و قال أيضا " :هم الذين
اذا اجتمعوا ضروا و اذا تفرقوا نفعوا " فقيل :قد عرفنا
مضرة اجتماعهم فما معنى افتراقهم ؟ فقال " :يرجع
اصحاب المهن الى مهنتهم فينتفع الناس بهم كرجوع البناء
الى بنائه و النساج الى منسجه و الخباز الى مخبزه " .و
اجمال القول فإن الغوغاء هم عامة الناس الذين يدعونهم
الفهماء أو أصحاب المكر لغرض ما فل يفكرون و ل
يستطيعون الهتداء الى سبيل الحق فتراهم يسرعون الى
دعوا اليه و غالبا ما ُيدعون الى أمور باطله فيتسببون ما ُ
في الشغب و الخراب .و لكن كما قال امير المؤمنين
عليه السلم اذا تفرقوا فكل يرجع الى مهنته و يعمل بها و
بذلك ينتفع الناس منهم و أما اجتماع هؤلء الغوغائيين
فكلها ضرر حتى أن المام الهادي سلم الله عليه يصفهم
مة التي هي بمعنى الغوغائيين حيث بقتلة النبياء .و العا ّ
يعني العوام من الناس أو الهمج الرعاع فيقول المام أن
العامة مشتقة من كلمة " العمى " حيث انهم عميان
البصيرة ل يهتدون الى سبيل الحق بل يتبعون الباطل
حيثما اشتهوا و حيثما كانت فيه مصلحتهم دون النظر الى
عواقب المور أو الرجوع الى مبدأ الحق المطلق سبحانه
و تعالى .ثم يقتبس المام سلم الله عليه آية القرآن
حيث يشبههم بالنعام و الحيوانات بل و أضل سبيل حتى
من البهائم .فكيف يستطيع هؤلء الغوغائيين أن ينتخبوا
حاكما أو نائبا بالحق ؟!
التصنيف :أصناف الناس
112
قال أمير المؤمنين )ع( :إذا أرذل الله عبدا ً ح ّ
ظر عليه
العلم.
النهج المصدر:
السند :هذا الحديث وارد في نهج البلغة مرفوعا كالعادة
و قد ُنقل بصيغة مختلفة قليل عن رسول الله صلى الله
عليه و آله في كنز العمال ) ( 175-10حيث يقول " :ما
ظر عليه العلم و الدب " و هذهاسترذل الله عبدا إل ح ّ
الجملة أكثر وضوحا فالنسان ان كان في نفسه مهانا
ليس له قابلية الكرامة و العزة عندئذ يسترذله الله
لتحقيره هو نفسه فلم يوفقه لطلب العلم .
الشرح :الرذل النسان الحقير الدنيء الذي فيه خساسة
و دنية فإذا حّقر الله انسانا لقابليته للتحقير و المهانة فإنه
بالتأكيد يحرم عليه تلقي العلم اللهي و يبعد عنه الحكمة
و لم يوفقه لتحصيلهما .و قد أجاد الشاعر حيث قال :
شكوت الى وكيع سوء حالي *** فأرشدني الى ترك
المعاصي
و قال لن حفظ العلم فضل *** و فضل الله ل يؤتيه
عاصي
و كما قال أمير المؤمنين عليه السلم فالعلم أصل كل
خير و الجهل أصل كل شر .
التصنيف :فضل العلم
114
عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه ،عن مروان بن
مسلم ،عن ثابت بن أبي صفية ،عن سعد الخفاف عن
الصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين ..الخبر .
الشرح :ينبغي للنسان أن يزور هذه البواب العشرة
حيث صنفهم أمير المؤمنين نقل عن الحكماء السابقين :
-1أن يداوم على زيارة المساجد و المعابد التي يذكر فيها
اسم الله
-2أن يمر على أبواب الملوك .و ل يمكن القبول بأن
الغرض من الملوك هم حكام الجور ولو أن الحديث ينقله
المام عن الحكماء فالملك الذي طاعته متصلة بطاعة
الله -كما ورد في الحديث -ل يمكن أن يكون إل خليفة
الله في أرضه و حجته على عباده الين فرض الله
طاعتهم على العباد و هم النبياء و الئمة المعصومون
عليهم السلم ,أما الملوك أو حكام الظلم و الجور فل
يمكن أن يصفهم المام بهذا الوصف العال إل أن يكون
الحديث ساقطا من درجة العتبار .
-3أبواب العلماء من أفضل البواب لن مواصلتهم فيها
خير الدنيا و الخرة .و منهم يتعلم الحكام و يتفقه في
الدين و مجالستهم توجب الجر والثواب العظيم .
-4الكرماء و أهل الجود حيث تكون في معاشرتهم منفعة
لنفسه و لغيره .
-5أبواب السفهاء و الغوغائيين و الجهال حيث يميلون مع
كل ريح و يستفيد الشخص منهم بإجتماعهم و تحريكهم
لغرض ما .و بالتأكيد ان كان تحريكهم لمر حسن فإنه
مفيد و إل فيكون وزرا كبيرا على من حركهم .
115
-6أبواب النقربين الى المراء و الولة حيث يتوسط بهم
النسان لقضاء حوائجه و حوائج الخوان .
-7أبواب الحكماء و العقلء ،يستشيرهم النسان في
أمور الحياة و يستفيد من تجاربهم و حكمهم .
-8و من أفضل البواب أبواب إخوان المرء في الله حيث
تواصلهم و برهم و الحسان اليهم و الستعانة منهم أمور
مشروعة راجحة .
-9أبواب العداء و ذلك بالمداراة معهم و بلطائف الحيل
جلب محبتهم و تجنب عدائهم .
-10أبواب من يستأنس بهم النسان حيث الخلق
الحسنة و المعاشرة اللطيفة فغالبا ما يحتاج النسان الى
صديق حسن العشرة طيب المحادثة ليقضي معه يوما
ممتعا جميل .
التصنيف :اصناف الناس
**
16-3-2008
ة
قال رسول الله )ص( :المؤمن إذا مات وترك ورق ً
م ،تكون تلك الورقة يوم القيامة سترا واحدةً عليها عل ٌ
فيما بينه وبين النار ،وأعطاه الله تبارك وتعالى بكل
ة أوسع من الدنيا سبع مرات . ب عليها مدين ًف مكتو ٍ حر ٍ
ة عند العالم إل ناداه ربه عّز
ن يقعد ساع ً وما من مؤم ٍ
ل :جلست إلى حبيبي ،وعزتي وجللي لسكنّنك الجنة وج ّ
معه ول ُأبالي ! .ص 198
أمالي الصدوق المصدر:
116
السند :ينقله الصدوق في أماليه عن محمد بن علي
قال :حدثنا علي بن محمد بن أبي القاسم ،عن أبيه ،
عن محمد بن أبي عمر العدني بمكة ،عن أبي العباس بن
حمزة ،عن أحمد بن سوار ،عن عبيدالله بن عاصم عن
سلمة بن وردان ،عن أنس بن مالك قال :قال رسول
الله ..الخبـر .و ل أدري صحة الخبر عن سقمه فالقول
في أنس بن مالك مختلف منهم من يصدق بعض أحاديثه
و منهم من يقول بضعفه بل بكذبه .جاء في حديث عن
جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه عن المام الصادق
عليه السلم أنه قال " :ثلثة كانوا يكذبون على رسول
الله :ابو هريرة و أنس بن مالك و امرأة " ) معجم رجال
الحديث للخوئي ( 80-11وهو الذي كتم حديث الولية
فابتله الله بالبرص بدعاء أمير المؤمنين عليه السلم
عليه .و هناك أحاديث كثيرة نقلت عنه في فضائل أهل
البيت عليهم السلم بالرغم من نقله لحاديث مكذوبة نقل
كثير منها الميني في الغدير منها قوله عن رسول الله
)ص( :ما قدمت أبابكر و عمر و لكن الله قدمهما و من
بهما علي فأطيعوهما و اقتدوا بذكرهما !! فكيف يقدمهما
النبي و قد أكد مرارا بأن عليا هو الفضل و العلم و
التقى و الصلح و يأمر الناس بالولء له كما كان في
حديث غدير خم .فكيف سمع ذلك أنس من الرسول و
لم يسمع مئات الحاديث في حق أمير المؤمنين .و أما
أحمد بن سوار و سلمة بن وردان فقليل الحديث .
الشرح :ل شك أن العلم كلما انتشر أكثر كان أجر صاحبه
أكثر ولو أن ما في هذا الحديث مبالغ فيه و قد اشتهر بين
الصحاب فكثيرا ما ينقله العلماء في كتبهم من باب ثواب
نشر العلم .فكما يقول هذا الحديث ،أن الله يعطي بكل
حرف مدينة أوسع من الدنيا سبع مرات
117
فالذي ألف كتابا للحديث يحتوي على 110مجلدات و فيه
مليين الحروف فكم يكون مقدار مدنه التي يعطيه الله و
ماذا يريد بمليارات المدن ؟!! أنا ل أدري لماذا ل يتوجه
الجلة من علمائنا الى نص الحديث ليروا المبالغة فيه قد
وصل الى قمة جبل افرست .ثم هل يكفي الجلوس عند
العالم ساعة واحدة ليقسم الله تعالى بعظمته و جللته
أن يسكنه الجنة مع العالم ؟! و الغريب أن كثيرا من
علمائنا نقلوا الحديث دون التفكير فيه و دون ملحظة
السند .
التصنيف :فضل العلم
ك من تذ ّ
كر مصابنا فبكى وأبكى ،لم تب ِ قال الرضا )ع( َ :
عينه يوم تبكي العيون ،ومن جلس مجلسا يحيى فيه
أمرنا ،لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.ص 200
العيون المصدر:
السند :ينقله الشيخ الصدوق في كتابه ) عيون أخبار
الرضا ( في حديث مستند عن أحمد بن الحسن القطان
و محمد بن بكران النقاش و محمد بن ابراهيم بن اسحاق
قالوا حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني عن علي
بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن المام الرضا
عليه السلم ...الخبر .و ذكره كثيرون عنه و الحديث ذو
مضمون راق .
الشرح :أجل ..العين التي تبكي على مصابهم سلم الله
عليهم حبا لهم ،لن تبك يوم القيامة ،ان كان البكاء تقربا
لله .و أجر البكاء و البكاء على مصابهم لجر عظيم .و
118
اللطيف في الحديث أنه يذكر مباشرة بعد فضل البكاء ،
فضل احياء أمرهم .فلعمري ما البكاء ال لحياء أمرهم و
ما التأكيد على اقامة مجالس العزاء إل لحياء أمرهم و ل
يوجد على وجه الرض أمٌر أهم من إحياء أمرهم سلم
الله عليهم فالذي يحيي أمرهم و يجلس في مجلس يحيي
أمرهم و يشارك في نشر ثقافتهم لم يمت قلبه يوم
تموت القلوب بإذن الله .
التصنيف :قضل إحياء أمرهم
119
في علم الدين ،فإن في ذلك حياة لمرنا رحم الله عبدا
أحيى أمرنا .و أعلمهم يا خيثمة أنا ل نغني عنهم من الله
شيئا إل بالعمل الصالح فإن وليتنا ل تنال إل بالورع و إن
اشد الناس عذابا يوم القيامة من وصف عدل ثم خالفه
الى غيره ".و نقل في الختصاص أيضا ) المنسوب الى
الشيخ المفيد ( عن ابراهيم بن عمر اليماني عن عبد
العلى مولى آل سام عن أبي عبد الله ..الى قوله " :
رحم الله من أحيى أمرنا " .و نقله ابن ادريس الحلي في
مستطرفات السرائر ) ص ( 625و نقل أيضا في الكافي
و قرب السناد .و الحديث من أروع ما نقل عن المام
الصادق عليه السلم و لعمري ان الجزء الخير منه و
الذي لم ينقله صاحب الجواهر ) للختصار ( أهم بكثير مما
جاء فيه .
الشرح :و ما أحلى و ألطف من أن يبلغنا إمامنا السلم
قبل أن يوصينا بتقوى الله و علينا أن نفتخر و نعتز بسلم
إمامنا لنا فإن سلمه سلمة لديننا ان شاء الله و يوصينا
المام بوصايا عامة منها عيادة المرضى و تشييع الجنائز و
مساعدة الغنياء للفقراء ثم يوصينا بوصية خاصة و هي
إحياء أمرهم و أن نجتمع في بيوتنا بالضافة الى مجالسنا
و مساجدنا و حسينياتنا ،نجتمع فيها و نحيي فيها أمرهم
فإحياء أمرهم أهم فريضة من الله عبينا " و ما نودي
بشيء مثل ما نودي بالولية " ثم يمكث قليل فيؤكد مرة
أخرى بندائه اياه " يا خيثمة :اخبر و أنبئ شيعتنا و موالينا
بأنا ل نغني عنهم من الله شيئا إل إن كانوا مؤمنين و
عملوا الصالحات و اتصفوا بالورع و التقوى ..و ما الولية
لهم إل اليمان المضاف اليه العمل الصالح و الذي نوجزه
في كلمة واحدة :التقوى .فشفاعتهم ل تنال من يكون
مستخفا بصلته أو مجاهرا للفسق و الفجور أبدا .
120
التصنيف :فضل إحياء أمرهم
الشرح :و نراه سلم الله عليه عندما يريد التأكيد على
احياء أمرهم يحاول ايصال وصيته المباركة عن طريق أحد
أصحابه المقربين اليه و نراه يبلغ مواليه السلم من ذلك
الحين الى يوم القيامة و كأنه يريد التأثير عليهم من خلل
السلم حتى يصغوا الى وصيته الخالدة بكل لهفة و شوق
ثم يترحم على من يجتمع مع نفر آخر لحياء و تذاكر
ذكرهم سلم الله عليهم و كأنه يقول لنا :لو اجتمعتم معا
121
حتى لو لم يتجاوز عددكم الثنين فتذاكروا أمرنا و تباحثوا
ك مقرب يستغفر لكم طيلة علمنا فإن ثالثكم سيكون مل َ ٌ
مدة احيائكم لمرنا بل و أكثر من ذلك فالله تبارك و
تعالى بعظمته يباهي بكم الملئكة ..ثم يؤكد ثانية بقوله
:فإذا اجتمعتم فاشتغلوا بالذكر ..لماذا ؟ لن ذكركم لهم
سلم الله عليهم إحياء لهم ..و يا لهذه الكلمة من أثر
على قلب الموالي المحب حيث يشتغل بذكرهم و كأنه
يحييهم عليهم السلم .و تأكيد ثالث أن أفضل الناس
بعدهم الذين يدعون الخرين الى التمسك بهم و الى
إحياء آثارهم و ذكر أمرهم صلوات الله عليهم و رحم الله
من استمع اليهم و أنصت بقلبه لهم و دعا الناس اليهم و
حشرنا في زمرتهم ان شاء الله .
التصنيف :فضل احياء أمرهم
***
19-3-2008
124
التصنيف :مجالس الذكر
ن الحديث
دثوا ! ..فإ ّ
قال النبي )ص( :تذاكروا وتلقوا وتح ّ
ن القلوب لترين ) أي لتخبث ( كما يرين السيف جلٌء ،إ ّ
وجلؤها الحديث .ص 203
الغوالي المصدر:
السند :بالضافة الى نقله في غوالي اللئالي بدون سند ،
فقد نقله الكليني في الكافي مرفوعا أيضا عن محمد بن
يحيى عن أحمد بن محمد عن عبدالله بن محمد الحجال
عن بعض أصحابه .
الشرح :أكبر الحتمالت أن المقصود من التذاكر ،تذاكر
العلم و بحثه و لكن يحتمل أيضا أن يكون معناه أن يتذكر
بعضنا بعضا بالخير و الرحمة و اللطف .و التلقي أيضا له
وجهان :إما أن نتلقى لبحث العلم و إما أن نتلقى
لظهار المحبة فيما بيننا و بين إخوتنا في الله و أما
الحديث فأظنه هو الحديث الذي يوجب الجر و الثواب ل
غب فيه النبي هو الذيالحاديث الباطلة فالحديث الذي ير ّ
يذكرنا بالله و بالخرة و يقربنا الى الله تبارك و تعالى
فالقلب مثل الحديد يصدأ و يخبو و يسود و جلؤه و
126
تصفيته و تنظيفه من الصدأ و الخبث ل يكون ال
بالحديث .
التصنيف :ثواب الذكر
***
25-3-2008
من نجالس
قال الحواريون لعيسى )ع( :يا روح الله !َ ..
كركم الله رؤيته ،ويزيد في علمكممن يذ ّ؟ ..قال َ :
غبكم في الخرة عمله.ص 203 منطقه ،وير ّ
الغوالي المصدر:
السند :صاحب الغوالي ينقله كعادته دون سند و لكن
الشيخ الكليني رحمه الله ينقله في الكافي الشريف عن
أحمد بن محمد بن البرقي عن شريف بن سابق عن
الفضل بن أبي قرة عن أبي عبدالله عليه السلم ...الخبر
.و ينقله المجلسي في البحار عنه و عن الغوالي .الفضل
بن أبي قرة ضعيف مضطرب المر .
الشرح :يحصر نبي الله عيسى بن مريم سلم الله عليه
المعاشرة في ثلثة اشخاص :
-1الذي نرى في محياه صفاء ذاته و ضياء صفاته و بهاء
عبادته و طراوة لسانه بذكر الله ..سيماه في وجهه من
أثر السجود ,فعندما ننظر اليه و نجتمع معه يذكرنا بالله
ليس لسانه فحسب بل و حتى أفعاله و خصاله و صفاته .
-2علينا أن نعاشر العالم العامل الذي يزيدنا في علمنا
كلما تكلم و تحدث لنه ل ينطق عبثا و ل يتكلم سدى بل
يتحدث حديث النبياء و الولياء و ينقل لنا حكمهم و
معارفهم و آثارهم و ثقافتهم ..فمنهم نستقي أخبار آل
127
محمد )ص( و منهم نأخذ معالم ديننا و شريعة نبينا و
أحكام مذهبنا و ثقافة موالينا سلم الله عليهم .
-3الذي نرى في عمله الخير و الصلح و نحس منه النية
الصادقة و حسن العمل ..مؤمن صالح ل يشغل نفسه
بأمور الدنيا ال بقدر كسب الرزق الحلل و يصرف سائر
أوقاته بالعمل المثمر الصالح تقربا الى الله و طلبا للمزيد
من رضاه ..و ان أعماله و أفعاله كافية لكي يأخذ منها
الرائي قسطا وافرا من الخير فيسير على هداه و يقتدي
به و يعمل مثله .
التصنيف :كيفية المعاشرة
س
روي عن بعض الصادقين )ع( :الجلساء ثلثة :جلي ٌ
سلس تفيده فأكرمه ،وجلي ٌ
تستفيد منه فألزمه ،وجلي ٌ
تفيد ول تستفيد منه فاهرب عنه! ..ص 203
الغوالي المصدر:
السند :ليس له سند يذكر في كتاب الغوالي و لم أعثر
عليه في كتب أخرى ال من تأخر عنه فنقل منه .و
العجيب أنه لم يذكر حتى اسم المام الذي تحدث به
فيخير بين الصادقين أو الباقرين ) المام الباقر و المام
الصادق ( سلم الله عليهما .و بالرغم من جمال المحتوى
فإني أراه ناقصا و الحرى به أن ل ُينقل .و لكنهم نقلوه
فننقله منهم .
الشرح :جلساء المرء منحصرون في ثلث :إما أن يكون
نافعا يستفيد منه فحري به أن يلزمه و يستمر في
معاشرته و ل ينفصل عنه .و إما أن يستفيد هو الخر منه
فيكون في مجالسته نفعا له و يستغل الفرصة للستفادة
128
فهذا رجل يستحق التكريم و التقدير .و إما أن يكون رجل
ل فائدة منه و ل يحب أن يستفيد من غيره ..همج رعاع
ل يعرف علة خلقته و ل يستضيء بنور علم غيره فمثل
هذا ل يليق أن يجالسه النسان و الفضل التهرب منه
حتى ل يكون في مجالسته وزرا و وبال على المرء .
التصنيف :أصناف الناس
129
القزويني عن المام الرضا عليه السلم .و لم ينقله
غيره من القدمين حسب تتبعي .
أنواع العبادات حسب هذا الحديث : الشرح :
-1مجالسة العلماء و معاشرتهم و الدخول الى مجالسهم
عبادة .و كيف ل تكون عبادة فإنهم يدعون الى فعل
الخير و يقربوننا الى الله و يعلموننا الحلل و الحرام .
-2النظر الى وجه علي عبادة ..ل شك في ذلك فالنظر
الى وجه أمير المؤمنين عليه السلم كالنظر الى وجه
رسول الله صلى الله عليه و آله .نعم مجرد النظر الى
هذا الوجه المبارك الذي يذكر النسان بالله و بالرسول
عبادة إن كان الطرف الخر يقصد التقرب الى الله
بالنظر الى هذا الوجه المقدس .
-3النظر الى بيت الله الحرام ،الكعبة المقدسة عبادة
لنه أول بيت وضع للناس و انه مبارك بتعبير القرآن
الكريم .هذا البيت الذي زاره و طافه كل النبياء و
المرسلين و عباد الله الصالحين .
-4النظر الى كتاب الله ،القرآن الكريم عبادة و النظر
بتبصر فيه عبادة أكبر و قراءته و تلوته من على الكتاب
عبادة ليس فوقها عبادة .طوبى لمن يرطب فاه بقراءة
القرآن آناء الليل و أطراف النهار .
-5النظر الى الوالدين الذين تعبا و شقيا في سبيل اسعاد
أبنائهما و بناتهما عبادة .و اللطف اليهما عبادة أكبر و
الحسان اليهما أجر عظيم .
التصنيف :العبادة
130
***
30-3-2008
131
،ومن الكبر إلى التواضع ،ومن الرياء إلى الخلص ،
ومن العداوة إلى النصيحة ،ومن الرغبة إلى الزهد .ص
205
الختصاص المصدر:
السند :بالرغم من أن المجلسي ينقل الحديث من
الختصاص للمفيد و لكنه اشتبه عليه المر فنقله كحديث
سابقه من المام موسى بن جعفر عليه السلم و لكن
الصح كما جاء في الختصاص نفسه أنه من أحاديث
رسول الله صلى الله عليه و آبه .و الختصاص ينقصه
ذكر سند الحاديث .و قد ذكره المتقي الهندي في " كنز
العمال " نقل عن ابن عساكر عن جابر ) و من جملة
رواته عباد بن كثير اليقفي الذي يضعفه حتى أبناء
العامة ( و أغلب الظن أن المفيد رحمه الله أخذ الحديث
من كتب العامة .
الشرح :الحديث -كما وضحنا -من رسول الله صلى الله
عليه و آله ،و لم يكن من المام الكاظم عليه السلم )
ولو أنهم كلهم نور واحد ( و يريد أن يركز على صفات
العالم العامل الناصح و ليس كل من كان عالما .و هذا
أمر خطير و مهم فل يمكن قبول مجالسة أي انسان لبس
زي العلماء أو حتى كان عالما بل و مجتهدا ال أن يكون
فيه بعض الخصال منها :
-1مجالسته تبعد عنا الشك و تقربنا من اليقين .
-2مجالسته تدعونا الى التواضع و نزع رداء التكبر .
-3مجالسته تخلق في وجودنا الخلص في العمل و
البتعاد تماما عن الرياء ذلك لن قبول العمل ل يتأنى ال
بالخلص في النية و أما الرياء فإنه يقضي على الجر و
132
الثواب و يجعل العمل -مهما كان عظيما -كالهباء المنثور
بل و يحبطه و يبطله .
-4مجالسته تحبب الينا النصح للمسلمين و دعوتهم الى
الحق بالكلمة الطيبة و البعد عن العداوة و الحقد و
الحسد .
-5مجالسته تطفئ في وجودنا الشهوات الزائفة و ترغبنا
في طلب الحلل و القناعة فيه و العمل وفق الشريعة
المقدسة بعيدا عن الهوى .
التصنيف :مجالسة العلماء
133
السند :الحديث منقول في سنن ابن ماجة ) ( 83-1و
سنن الدارمي ) ( 99 -1عن عبد الرحمن بن رافع عن
عبدالله بن عمرو و احياء علوم الدين ) ( 10 -1و كنز
العمال ) ( 147 - 10و كتب أخرى من كتب العامة
بإختلف في اللفاظ و لكن الشهيد -كعادته -نقله دون
ذكر المنبع و السند .
الشرح :يقول الحديث بأن النبي عندما ورد الى المسجد
ذات يوم رأى حلقتين مجتمع عليهما الناس :حلقة
يتعلمون فيها الفقه و يستفسرمن عن الحكام الشرعية و
حلقة أخرى يدعون الله و يذكرونه فأثنى على الحلقتين و
ضل حلقة الفقه على حلقة الدعاء و
لكنه رجح و ف ّ
شاركهم في مجلسهم و أكد أنه قد ُأرسل من قبل الله
لتعليم الناس .
التصنيف :فضل العلم
****
2-4-2008
136
مع كثير العلم خير من كثير العمل مع قليل العلم والشك
والشبهة .ص 208
الختصاص المصدر:
السند :ينقله المفيد من غير سند و ينقل الخرون منه .
الشرح :تشبيه الجاهل الناسك بالحمار فيه تهكم و
سخرية شديدة له ثم إن المام سلم الله عليه يشبه
الحمق الذي يعبد الله دون علم و وعي بأنه مثل حمار
الطاحونة حيث يدور حول نفسه دون أن يعلم بذلك لن
على عينه غطاء و هكذا الجاهل العابد فإن على عينه
غشاوة ل يستطيع أن يميز الخير من الشر و الصالح من
الفاسد فيتبع كل ناعق و يميل مع كل ريح و لكنه في
نفس الوقت يظهر للرائي بأنه عابد زاهد ناسك و لكن
عبادته ل تفيد و ل تنتج ال حنظل و سما .ثم ان المام
يقارن بين ركعتين من صلة عالم بسبعين ركعة من صلة
العابد الجاهل فيرجح كفة العالم على الخر و السبعين
دليل الكثرة و إل فإن ركعتين من العالم العالمل يرجح
على ألف ركعة من الجاهل المتنسك .و هكذا فإن العالم
في الفتن المظلمة يشق الظلمة بشعاع علمه فيخرج
منها منتصرا فائزا و أما الجاهل فإنه يغرق في تيه
الظلمات و ل يخرج إل ببلء أكبر و ظلمة أكثر .و إن الله
يقبل عمل قليل بعلم و بصيرة و يفضله على العمل الكثير
مع الشك و الشبهة .
التصنيف :العالم و الجاهل
137
ن لدين الله أركانا ل ينفع من جهلها
لكم في جهله ،فإ ّ
شدة اجتهاده في طلب ظاهر عبادته ،ول يضّر من عرفها
،فدان بها حسن اقتصاده ،ول سبيل لحد إلى ذلك إل
ل .ص 209 بعون من الله عّز وج ّ
كنز الكراجكي المصدر:
السند :نقله الكراجكي و المفيد في الرشاد دون سند و
هكذا أيضا نقله الفتال النيسابوري في روضة الواعظين
دون سند مع بعض الختلف في النص .
الشرح :الحث على النظر في دين الله و التحريض على
معرفة أولياء الله من أهم ما ينصحنا به أئمتنا سلم الله
عليهم .و أما الجهل فقد بني النسان عليه إل النبياء و
الولياء فإنهم لم يبتلوا بحجب الغفلة و تعلقت مشيئة الله
أن على أن ل يحجبوا عن الفطرة بخلقتهم المادية ليكون
منابع هداية و مصادر ارشاد للغافلين و الجاهلين فمن أراد
الكمال و أراد أن تنقشع عن عينيه حجب الغفلة المادية
فعليه أن يتبعهم لنهم أركان دين الله فل تنفع عبادة من
أحد إل إذا كانت مطابقة مع أقوالهم و أفعالهم ذلك لن
أقوال النبياء الكرام و أئمة الهدى سلم الله عليهم و
أفعالهم و تقريرهم حسن الصواب فمن عمل بها فاز و
من تخلف عنها خسر .و الهتداء بهداهم هو التفقه في
الدين فمن لم يتفقه في الدين فقد اختار لنفسه تلك
الحجب المادية التي تغمره في مهاوي الغفلة و تغرقه في
بحار الظلمة .و لعمري ل يتأتى ذلك إل بتوفيق من الله
تعالى و جد و اجتهاد في تعلم الحكام و التفقه فيها .
التصنيف :العالم و الجاهل
***
138
11-4-2008
السند :
ينقله لنا الشيخ الصدوق رحمه الله في أماليه عن
الحسين بن أحمد بن ادريس عن أبيه عن أحمد بن أبي
عبدالله البرقي عن محمد بن عيسى عن عبيد الله بن
عبدالله الدهقان عن درست بن أبي منصور الواسطي
عن ابراهيم بن عبد الحميدعن أبي الحسن موسى بن
جعفر عليهما السلم ..الخبر .و ينقله الكليني أيضا في
الكافي بإختلف بسيط في مقدمة السند و بزيادة جميلة
في آخر الحديث حيث يقول " :ثم قال النبي صلى الله
عليه و آله و سلم " :إنما العلم ثلثة :آية محمكة أو
فريضة عادلة أو سنة قائمة و ما خلهن فضل " ) الكافي
(33-1-و ينقله كثيرون عنهما .
139
الشرح :العلمة صيغة مبالغة بمعنى الزيادة في العلم ثم
يسأل الرسول مستغربا عنهم :و ما العلمة ؟ فقالوا انه
أعلم الناس بأنساب العرب و حوادث الجاهلية و تواريخ
وقائعها .و لكن الرسول يعلمهم أن مثل هذه المعارف ل
تدخل في " العلم " لن العلم بالنساب أو بالتاريخ
الجاهلي ليس فيه منفعة أخروية للنسان و ل يضر
الجاهل عن مثله بعدم معرفته له و لكنه فضل أي زيادة
في المعلومات ليس إل .ثم يحصر الرسول العلم في
ثلثة أشياء ل رابع لها :آية محكمة ليس فيها نسخ و ل
تحتاج الى تأويل و ل اختلف فيها ..أو فريضة عادلة يعني
علم بالواجبات دون افراط و تفريط أو علم متفق عليه
بين المسلمين أو فريضة معدلة على السهام المذكورة
في الكتاب و السنة من غير جور كما جاء في شرح
بعضهم ..أو سنة قائمة أي سنة صحيحة من السنن
النبوية و المراد بها العلم بما هو ثابت من السنة الشريفة
دون نسخ أو تحريف فيها .و الله و رسوله أعلم .
التصنيف :أقسام العلم
ة ،أو
ة محكم ٌ
قال الكاظم )ع( :إنما العلم ثلثة :آي ٌ
ة ،وما خلهن هو فضل .ص ة قائم ٌ
ة ،أو سن ٌ
ة عادل ٌ
فريض ٌ
211
الغوالي المصدر:
السند :الغوالي ينقله دون سند .و كما وضحنا في
الحديث السابق فإنه تتمة لما سبق من كلم رسول الله
صلى الله عليه و آله كما جاء في الكافي الشريف و
الظاهر أن صاحب الغوالي أسنده الى المام الكاظم عليه
السلم لنه هو الذي روى الحديث عن جده .
140
الشرح :سبق شرحه
142
الداعي ليجاد هذا المخلوق العاقل ؟ هل لكي يتمتع
كالنعام أم أن في وجوده أمر آخر .أتزعم أنك جرم
صغير *** و فيك انطوى العالم الكبر .و يأتي في جواب
هذا السؤال العتقاد الكلي بالصول والفروع ،فهذا العلم
يتلخص في العقيدة بالنبياء و الئمة عليهم السلم و
تسري جزئيات العقيدة في محاسن الخلق و سر بعثة
النبياء ":إنما بعثت لتمم مكارم الخلق " .
و العلم الرابع أن تعرف ما يخرجك من دينك .و يبدأ من
الشرك بالله -و العياذ بالله -إلى ارتكاب الموبقات و
التمرد على الحكام و عصيان أوامر المعبود و التخلق
بالصفات الذميمة و إنكار الفرائض و الواجبات و اتباع
الهوى و النزلق الى مهاوي الفساد و ارتكاب المحرمات
و المنهيات و خلصة القول البتعاد عن الله بأي شكل كان
و بأي مقدار .
التصنيف :أصناف العلم
143
زرارة و محمد بن مسلم و بريد رضوان الله تعالى
عليهم ( .
الشرح :يدخل الرجل الى مجلس المام عليه السلم
على استحياء و يستأذنه في أن ابنه يريد أن يسأل المام
عن الحلل و الحرام .قيرد عليه المام ردا يفتح آفاق
السؤال عليه و على ابنه حيث يقول سلم الله عليه :و
هل يسأل الناس عن شيء أفضل من الحلل و الحرام ؟
أي أن هذا السؤال أفضل من كل سؤال فليسأل ابنك و
لتسأل انت و ليسأل كل من يستمع الى هذا الحديث لننا
مسؤولون يو القيامة عن أعمالنا و عن حياتنا و عن عمرنا
فيم صرفناه و عن أعمالنا هل كانت مطابقة لما أنزل الله
أو شبه مطابقة أم ل ؟ و ذلك لننا في زمن الغيبة ل
نستطيع أن نصل الى الجواب القطعي إل ما استنبطه
فقهاؤنا بعد تعب و جهد طويل من أحادي أئمتنا عليهم
السلم .و على هذا الساس يجب تقليد المراجع ) العلم
منهم ( في مسائل الحلل و الحرام حتى يسقط منا
التكليف و يتقبل الله منا أعمالنا خير قبول ان شاء الله .
التصنيف :الحلل و الحرام
144
الشرح :يتمنى المام الصادق عليه السلم أن يتعلم
أصحابه الفقه حتى لو كان بالسوط فما يهمه أن يكون
اصحابه متفقهين في أمور الشريعة .و الفقه في العرف
اللغوي يعني الفهم أما الفقه الصطلحي فهو العلم
بالحكام الشرعية الفقهية عن أدلتها التفصيلية و ل يتأتى
ذلك إل لمن أفنى عمره في التفقه في الدين و جال في
كتب القدمين و بحث عن حلل الله و حرامه في كتاب
الله و سنة نبيه و أحاديث الئمة المعصومين عليهم
صلوات المصلين .
التصنيف :فضل العلم
***
14-4-2008
146
قال الصادق )ع( :ثلث هن من علمات المؤمن :علمه
بالله ،ومن يحب ،ومن يبغض .ص 215
المحاسن المصدر:
السند :ينقله البرقي في المحاسن عن علي بن حسان ،
عمن ذكره ،عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله عليه
السلم ...الخبر .و نراه أيضا في هذا الحديث ينقله
مرفوعا عمن ذكره دون أن يذكر اسمه فيكون السند
مرفوعا و الحديث ناقصا .و يذكره الكافي أيضا بنفس
السند ) ( 126-2
الشرح :علمات المؤمن ثلثة :أن يعرف الله بمقدار
وسعه عن طريق معرفة صفاته و أسمائه الحسنى ثم
علمه بمن يحب و يبغض و الضمير يمكن أن يرجع الى
الله فيكون العلم بمن يحبه الله و يبغضه أو أن يرجع الى
المؤمن فيكون المعنى من يحبه المؤمن و يبغضه .و كما
جاء في الحديث " :ما الدين ال الحب " ذلك لن المؤمن
يكمل ايمانه بهذه العلوم و يهتدي الى مواطن الخير
لينتقع بها و الى مواطن الشر ليتجنبها .
التصنيف :علمات المؤمن
147
السند :يذكره العياشي في تفسيره عن يونس بن
عبدالرحمن أن داود قال ...الخبر .و لم يذكره غيره بل
نقل منه الخرون بهذه الصورة الناقصة و معلوم أن الذي
كانوا عنده هو المام جعفر الصادق سلم الله عليه .
الشرح :عندما يسأل ابوبصير عن كلم الرعد ،ينهاه
المام عن سؤال ل فائدة له في جوابه كما جاء في الية
الشريفة " :يا أيها الذين آمنوا ل تسألوا عن أشياء ان تبد
لكم تسؤكم " و هنا أيضا يؤكد المام على أن ل نسأل
عما ل يفيدنا في أمور ديننا و دنيانا .كما يدل الحديث
على أن التفكر في حقيقة الشياء عديم الفائدة و لسنا
مأمورين بمثل هذا النوع من التفكير .
ف لما ورد في أحاديث و لكن الظاهر أن هذا المر مخال ٌ
أخرى و حتى القرآن الكريم فنحن مأمورون بالتفكر في
حقائق الشياء بل و هذا التفكر و البحث يقربنا الى الله
بصورة أعمق و أكثر معرفة .و ما نهانا الله و أولياؤه ال
عن التفكر في ذات الله و أما التفكر في الشياء فممدوح
حسب ما ورثناه من علوم أهل البيت .و حتى القرآن
الكريم يؤكد على تسبيح الشياء كلها و لكننا ل نعرف نوع
تسبيحهم فكان من الجدر أن يقول له المام بأن للرعد
كلما و لكنه غير كلمكم و انه مثل سائر الشياء يسبح
بحمد ربه .و بما أن الحديث مرسل فإما أن نطرحه و ل
نعتد به و إما أن نقول بأن المام لم يشاهد الستعداد و
القابلية في الطرف المقابل ليقول له الحقيقة فنهاه عن
السؤال .و هذا المر بعيد جدا عن المام المعصوم سلم
الله عليه .
التصنيف :السؤال عن حقائق الشياء
148
كر في مأكوله ،كيف لب لمن يتف ّ
قال الحسن )ع( :عج ٌ
يتف ّ
كر في معقوله ؟! ..فيجّنب بطنه ما يؤذيه ،ويودع
صدره ما يرديه ! .ص 218
دعوات الرواندي المصدر:
السند :حديث مرسل نقله الراوندي دون سند في دعواته
و لم ينقله غيره .
الشرح :يتعجب المام المجتبى سلم الله عليه من
النسان كيف يهمه أمر بطنه فيفكر صباح مساء فيما
يفيده من الغذاء و يتجنب ما يؤذيه من الطعام و لكنه ل
يتفكر فيما يصل الى عقله و قلبه من معلومات و ل
يحاول البحث في أمور معنوية هي أجدر من التحقيق و
التعمق فيها .
التصنيف :التفكر في المعنويات
ق
قال أمير المؤمنين )ع( -وقد سئل عن القدر : -طري ٌ
ق فل تلجوه ،وسّر الله فل
م فل تسلكوه ،وبحٌر عمي ٌ
مظل ٌ
تتكّلفوه .ص 218
النهج 4/69 المصدر:
السند :الحديث وارد في نهج البلغة بدون سند كعادته .
و لكن الكليني رحمه الله نقله مسندا في الكافي عن
أحمد بن أبي عبدالله ،عن عثمان بن عيسى ،عن
إسماعيل بن جابر قال " :كان في مسجد المدينة رجل
در و الناس مجتمعون .سئل أمير المؤمنين يتكلم في الق َ
عليه السلم عن القدر فقال ...الخبر .
149
الشرح :أجل علينا أن نمر بكل حيطة و حذر من أمور ل
نستطيع الوصول الى كنهها خاصة فيما يتعلق بالله
سبحانه و تعالى فل ننسب اليه ما ليس فيه و ل نتفوه من
عند أنفسنا في أمر في غاية الخطورة مثل القدر .نعم
في مثل هذا الوضع ل بد للمام أن يحذر الخرين من
الدخول في هذا النفق المظلم و البحر العميق حتى ل
ينحرفوا عن مساره و ل يغرقوا فيه .ثم من كان هذا
الرجل الذي أراد البحث في أمر ل يدرك كنهه و ل يصل
الى مداه .
و خلصة القول أن مثل هذه المور الغامضة يجب البحث
فيها بما علمنا أئمتنا دون الولوج و التعمق حتى ل نصل
الى الكفر و العياذ بالله .و بظني القاصر أنه لو كان
الطرف الخر عالما أو مستعدا لتفهم المر فلن يردعه
المام ردعا و لن يرده ردا بل يعلمه و يوضح له المر و
يقرب الى فهمه بقدر المستطاع و أما الردع التام فلن
المقام صعب للغاية و الدخول فيه أقرب الى الكفر منه
الى اليمان و لذلك يحذر المام من التعمق في هذا
المر .فقد ورد من بعض العلماء قولهم :القدر -في هذا
الحديث -معناه ما ل نهاية له من معلومات الله تعالى
فكيف لنا الوصول اليها .و قال البعض الخر :القدر هو
ما يكون مكتوبا في اللوح المحفوظ و ليس لنا علم
بتفصيله و ل داعي لنا أن نتكلفه .و قال بعضهم :هو
تقدير الشياء كلها أول مرة و ليس لنا معرفة بكميته و
كيفيته و تفصيله فل يجوز لنا التكلم فيه .و أكثر الظن -
كما قلت -أن المختص بالنهي عن التعمق في مثل هذه
المور هم العامة من الناس أما الخواص من العلماء و
الباحثين فالباب مفتوح أمامهم للدخول في كل أمر يتعلق
بالعقيدة مهما كان غموضه و عمق مبحثه .
150
التصنيف :القضاء و القدر
***
15-4-2008
152
الشرح :يأمرنا الحديث -بفرض صحته -أن نختار من كل
علم أحسنه أو نختار من كل باب من أبواب العلم أحسنه
و أكثره نفعا ذلك لن موارد العلم كثيرة ل يستطيع المرء
إحصاءها و بالتالي ل يمكن اللمام بها جميعا ..و العاقل
يختار من بين هذه العلوم أكثرها نفعا و أجدرها فائدة و
أفضلها مرتبة .
التصنيف :طلب العلم
153
التصنيف :أنواع العلوم
قال النبي )ص( :من يرد الله به خيرا يفّقهه في الدين .
ص 220
كنز الكراجكي المصدر:
السند :رواه الكراجكي دون ذكر السند و المصدر .و
لكني رأيته في كثير من كتب العامة مثل مسند أحمد بن
حنبل ) ( 306-1و سنن الدارمي ) ( 74-1و في صحيح
البخاري ) ( 25-1و في صحيح مسلم ) ( 95-3نقل عن
معاوية بن أبي سفيان !! و في سنن ابن ماجة ) (80-1
عن أبوهريرة و عن معاوية و في غيره من كتب السنة
عن معاوية .إل أن الكليني نقله في الكافي عن الصادق
عليه السلم بعبارة أخرى فقد قال " :إذا أراد الله بعبد
خيرا فقهه في الدين "
الشرح :ل أشك بأن الخير كله في التفقه في الدين و
لكن التفقه ان لم يكن مصاحبا للورع و التقوى فسيكون
وبال على صاحبه و ضلل لغيره .و الحديث مرفوع و غير
موجود في منابعنا ال كنز الفوائد دون ذكر المصدر
والسند ،لذا ل يعتد به .و لكن الفضل أن ننقل ما نقله
الكافي فإنه نفس المحتوى و لكن بتغيير بسيط في
اللفاظ و نعلم أن الخير كله في الفقه و التفقه .و قد
ورد هذا المعنى في روايات كثيرة جدا تصل الى درجة
التواتر و لكن بعبارة " فقهه في الدين " كما جاء أيضا في
مكارم الخلق للشيخ الطبرسي عن رسول الله في
وصيته الطويلة لبي ذر ) ص ( 463و في أمالي
الطوسي ) ص ( 531و في منابع كثيرة أخرى ل مجال
154
لذكرها .و بناء عليه فمحتوى الحديث صحيح معتبر و لكن
بعبارة " فقهه " ل " يفقهه " ولو أن المعنى واحد .
التصنيف :التفقه في الدين
155
السلم " :اذا مات المؤمن الفقيه ثلم في السلم ثلمة ل
يسدها شيء " ذلك لن الفقيه حصن السلم و سور
مدينته فإذا مات انكسر جزء من هذا السور .حفظ الله
علماءنا البرار من كل سوء و أطال في عمرهم المبارك
لينتفع بهم المؤمنون أكثر و أكثر .
التصنيف :موت العالم
***
18-4-2008
156
المام ،مجهو ٌ
ل .فالحديث اذا مرفوع و ان اختلفت
مصادره .
الشرح :حقا اذا مات العالم المؤمن الورع ،يخلق خلل
في نظام العاَلم لن وجوده خير و بركة للجميع و لكل
عالم نهج خاص فإذا ارتحل من الدنيا فلن يخلفه أحد
بنفس منهجه ولو أن من يخلفه ربما كان أعلم منه و
أفضل و لكن لكل زهرة رائحة ل تشم من أخرى مثلها .
ناهيك أن وجود العالم في المجتمع اليماني يحصنه من
دخول الغيار و انحراف الفساق و الُفجار و وفقدانه يجعل
مسار الشيطان أكثر مرونة و سهولة للنفوذ فيه و التغلغل
في عقائد أفراده إل أن يأتي من يخلف العالم بقوة أكبر و
يتصدى للشياطين و المنحرفين .و مهما سعى العلماء
لخلفة من سبقهم فإن آثاره تبقى خالدة مهما بقي
الزمان .
التصنيف :فضل العالم
157
الشرح :يوصي الله -حسب الحديث -نبيه موسى عليه
السلم بتلقي العلم و الحكمة و يقول بأن من كان في
قلبه كثيرا من الحكمة فهو أقرب الى مغفرتي و رحمتي ،
ثم يأمره الله أن يتعلمها و يعمل بها و يعلمها غيره حتى
ينال كرامة الدنيا و الخرة .فمجرد تعلم العلم و اقتناء
الحكمة ل يفيد صاحبه شيئا بل يجب عليه أن يكون هو
أول من يأخذ بالعلم و يعمل به .و ل ينحصر نيل كرامة
الدنيا و الخرة بالعلم و العمل فحسب بل و عليه أن
ينشر العلم فقد قالوا " :زكاة العلم نشره " و نشر العلم
و التبليغ عنه و تعليم الخرين بالضافة الى العمل بإخلص
يكون جامعا لكرامة و خير الدنيا و الخرة بإذن الله .
التصنيف :فضل العلم
158
و لشك أن طريق أهل البيت هو طريق الهداية و الطرق
الخرى منحرفة .فغذا أردنا الخير في الدنيا فعلينا أن
نتفقه في الدين حتى نصل الى طريق الهداية و نسلكه و
نحاول اقتداء الخرين اليه .و أما الخير في الخرة فهو
الدخول في مرضاة الله و الفوز بجنة الرضوان و ل يتأتى
ذلك إل بعد الحصول على خير الدنيا و كلا الخيرين يبدآن
من التفقه في الدين و معرفة أحكام سيد المرسلين .
ثم يستطرد مولنا المام الصادق عليه السلم كلمه بأن
منكم من ل يتفقه فيحتاج الى العامة في معرفة أحكامه و
عندئذ ينحرف عن مسير الحق و يدخل في باب الضلل و
هو غافل ل يعلم .و قد رأيت بعيني أحد المنتسبين الينا
وهو ل يعلم شيئا من كتاب الله و سنة نبيه كيف احتال
عليه أحد كبار الضللة فأغواه دون أن يعي حتى وصل الى
العتقاد بإنكار الحجة المنتظر سلم الله عليه ،فلو كان
صاحبنا قد تفقه في دينه و عرف ربه و عرف إمام زمانه
ولو قليل لما انحرف و ضل سواء السبيل و إنا لله و إنا
إليه راجعون .
التصنيف :فائدة التفقه
159
عليه السلم ...الخبر .و " عمن رواه " يعني مجهول .
فالحديث مرفوع .
الشرح :أظن أن المقصود من عبارة " هذا المر " التي
جاءت في الحديث ،هو أمر المامة .فالسائل يريد أن
يسأل المام عن رجل اعتقد بالمامة تماما و لكنه ل
يختلط بالناس و ل يتردد على العلماء بل هاجرهم و
تركهم و جلس في منزله فيستغرب المام منه و يقول :
كيف يتفقه هذا في دينه " أي أنه ل بد من أن يخالط
العلماء و يجتمع بإخوته المؤمنين ويسألهم عن أمور دينه
و يتباحث معهم مسائله العقائدية باستمرارذلك لن لزوم
البيت و عدم التباحث في المور الشرعية يفتح باب
الشيطان لنفسه فل يزيده إل ضلل و غواية و العياذ
بالله .
التصنيف :ضرورة مجالسة العلماء
)) ملحظة هامة ((
أرجو استبدال هذا الحديث بما أرسلته سابقا لني غيرت
في السند و الشرح كثيرا :
قال النبي )ص( :من يرد الله به خيرا يفّقهه في الدين .
ص 220
كنز الكراجكي المصدر:
السند :رواه الكراجكي دون ذكر السند و المصدر .و
لكني رأيته في كثير من كتب العامة مثل مسند أحمد بن
160
حنبل ) ( 306-1و سنن الدارمي ) ( 74-1و في صحيح
البخاري ) ( 25-1و في صحيح مسلم ) 95-3
إذا أراد الله بعبد خيرا فقهه في الدين " و أورده كثير من
علمائنا البرار في كتبهم بهذه العبارة أيضا ز
161
الله في وصيته الطويلة لبي ذر ) ص ( 463و في أمالي
الطوسي ) ص ( 531و في منابع كثيرة أخرى ل مجال
لذكرها .و بناء عليه فمحتوى الحديث صحيح معتبر و لكن
بعبارة " فقهه " ل " يفقهه " ولو أن المعنى واحد .
التصنيف :التفقه في الدين
***
19-4-2008
جد
قال رسول الله )ص( :ل سهر إل في ثلث :مته ّ
بالقرآن ،أو في طلب العلم ،أو عروس تهدى إلى زوجها
.ص 222
163
الخصال المصدر:
السند :ينقله الشيخ الصدوق في خصاله عن جعفر بن
علي بن الحسن الكوفي عن جده الحسن بن علي عن
جده عبد الله بن المغيرة ،عن السكوني ،عن جعفر بن
محمد ،عن أبيه عليهما السلم قال :قال رسول الله
صلى الله عليه و آله ...الخبر .و أما المجلسي فينقله
مرة عن الخصال و مرة أخرى عن الراوندي في نوادره
بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه عليهم السلم )
نوادر الراوندي . ( 13 -و الطريق الى عبد الله بن
المغيرة صحيح حيث يوثقه علماء الرجال و هو من
أصحاب الجماع .
الشرح :ل ينبغي أن يسهر النسان ليله ويمنع الراحة الى
نفسه و جسمه بإستثناء ثلث :الول :الذي يقضي ليله
بتلوة القرآن .و حري بالمرء أن يسهر في تلوة كتاب
الله .و أما الثاني فهو الذي يسهر ليله في المطالعة و
البحث طلبا للعلم لن العلم يستحق السهر .و أما الثالث
فللعروس ليلة زفافها .و هذا ما اعتدنا عليه خلفا للول و
ذين فيهما طريق النجاة . الثاني ال َ
التصنيف :السهر في طلب العلم .
164
مضى عليه الولون من آبائك ،والصالحون من أهل بيتك ،
دعوا أن نظروا لنفسهم كما أنت ناظٌر ، فإنهم لم ي َ َ
دهم آخر ذلك إلى الخذ بما كروا كما أنت مفك ٌّر ،ثم ر ّ وف ّ
ما لم يكّلفوا .عرفوا ،والمساك ع ّ
فإن أبت نفسك أن تقبل ذلك دون أن تعلم كما علموا
فليكن طلبك ذلك بتفّهم وتعّلم ،ل بتوّرط الشبهات وعل ّ
و
الخصومات ،وابدأ قبل نظرك في ذلك بالستعانة عليه
بإلهك ،والرغبة إليه في توفيقك ،وترك كل شائبة
أولجتك في شبهة ،أو أسلمتك إلى ضللة ،فإذا أيقنت أن
م رأيك واجتمع ،وكان همك في صفا قلبك فخشع ،وت ّ
سرت لك ،وإن أنت لم ذلك هما واحدا فانظر فيما ف ّ
يجتمع لك ما تحب من نفسك ،وفراغ نظرك وفكرك ،
فاعلم أنك إنما تخبط العشواء أو تتورط الظلماء ،وليس
طالب الدين من خبط ول خلط ،والمساك عن ذلك أمثل
.
إلى قوله )ع( :فإن أشكل عليك شيٌء من ذلك ،فاحمله
خلقت جاهل ثم خلقت ُ على جهالتك به فإنك أول ما ُ
عُّلمت ،وما أكثر ما تجهل من المر ويتحّير فيه رأيك ،
ل فيه بصرك ثم تبصره بعد ذلك ،فاعتصم بالذي ويض ّ
واك ،وليكن له تعّبدك ،وإليه رغبتك ،
خلقك ورزقك وس ّ
هديت لقصدك ومنه شفقتك ..إلى قوله )ع( :فإذا أنت ُ
فكن أخشع ما تكون لربك .ص 224
النهج 3/40 المصدر:
السند :ذكره الشريف الرضي في نهج البلغة -الكتاب
21و أخذ منه غيره .و الكتاب طويل مفصل اقُتطف
جزء منه .
165
الشرح :لقد كتب المام عليه السلم وصيته هذه لبنه
الحسن سلم الله عليه و قد تجاوز الستين عاما كما جاء
في الثر .يقول فيه أن قلب الشاب مثل الرض الخالية
الخصبة كلما ألقيت فيها بذرة قبلته لنها شابة يافعة
خصبة .
ثم يؤكد على أن أحب شيء لديه هو أن يقتصر ابنه على
الفرائض و الواجبات و يقوم بها خير قيام و أن يستمر
على ما مضى عليه سلفه الصالح و أجداده الطيبون و ل
تستوقفه الشبهات فإن ابت نفسه إل أن يعلم فعليه
بالتعلم عند من يكون كفؤا ..و من أكفأ من أبيه أمير
المؤمنين عليه السلم و قد علمه ما تعلم من رسول الله
صلى الله عليه و آله و لكن الظاهر أن أمير المؤمنين
عليه السلم في خطبته يريد أن يدعونا نحن أيضا الى
التعلم أو المساك من الدخول في الشبهات .و أما النظر
في المور كما نظر أهل بيته فيها فالظاهر أنه يأمره بأن
ل يكون مأخذ علومه مجرد تقليد من آبائه بل النظر و
التفكر و التأمل كما أنهم نظروا و تأملوا و تكون في
نظرك و تأملك طالبا للحق غير قاصد المراء و الجدال و
أن تكون صافي القلب مجتمع الفكر ..فإن صفا قلبك و
اجتمع أمرك و فرغ بالك بما أنت فيه من طلب جاد للعلم
و الحكمة ،ففكر للوصول الى المعان السامية و انظر
حتى تتمكن من ايجاد حلول شافية للشبهات و إن لم
يجتمع كل ذلك لك فالفضل أن تمسك عن التغلغل في
الشبهات لنه أسلم لدينك و أفضل لدنياك و آخرتك فلن
تكون كالناقة العشواء ل تهتدي أو كالمتورط في الظلماء
ل يبصر طريقه .ثم يدعو الله أن يوفقه في مسيره
العلمي و حركته التكاملية .
166
و بعد كل الحتياط في النظر في أصول الدين و أموره و
في الشبهات العقائدية فتمهل و ل تتسرع في الحكم و ل
تطلب غاية من العلم ل تستطيع ادراكها و الوصول اليها و
تذكر أنك كنت جاهل أول ما ُولدت و تعلمت شيئا فشيئا و
عساك أن تتعلم ما جهلته اليوم في المستقبل القريب
فما أكثر مجهولتك بالنسبة الى معلوماتك ) و ما أوتيتم
من العلم إل قليل ( و ستعرفها و تتعلمها بعد حين .و ربما
جاء المام بهذه الجملة الستدراكية حتى ل يكون عتابه
محبطا لولده في تعلم ما يجهله .ثم يعود فيأمره مرة
أخرى بالعتصام بالخالق الذي خلقه و أتقن صنعه و ليكن
كل تعبدك له فل تشرك بعبادته شيئا فإياه وحده نعبد و
إياه وحده نستعين و عليه وحده نتوكل و هو وحده المعين
.فلتكن خشيتك من غضبه و رغبتك في مرضاته .
التصنيف :هدف التعلم
167
ما ً ولم أختلف إلى مالك بن أنس ،
ورجعت إلى داري مغت ّ
ب جعفر ،فما خرجت من داري إل ُ
لما أشرب قلبي من ح ّ
ما ضاق صدري إلى الصلة المكتوبة حتى عيل صبري ،فل ّ
ديت وقصدت جعفرا ،وكان بعد ما صّليت تنّعلت وتر ّ
العصر .
م له
فلما حضرت باب داره استأذنت عليه ،فخرج خاد ٌ
فقال :ما حاجتك ؟ ..فقلت :السلم على الشريف ،
م في مص ّ
له ،فجلست بحذاء بابه ما لبثت فقال :هو قائ ٌ
م فقال :ادخل على بركة الله !..
إل يسيرا إذ خرج خاد ٌ
فدخلت وسّلمت عليه ،فرد ّ السلم وقال :اجلس غفر
الله لك ،فجلست فأطرق مليا ً ثم رفع رأسه وقال :أبو
من ؟ ..قلت :أبو عبد الله ،قال :ثّبت الله كنيتك ووّفقك َ
،يا أبا عبد الله ما مسألتك ؟! ..فقلت في نفسي :لو لم
يكن لي من زيارته والتسليم غير هذا الدعاء لكان كثيرا ً ،
ثم رفع رأسه ثم قال :ما مسألتك ؟ ..فقلت :سألت الله
ن الله ي ويرزقني من علمك ،وأرجو أ ّ أن يعطف قلبك عل ّ
تعالى أجابني في الشريف ما سألته ،فقال :يا أبا عبد
من الله ! ..ليس العلم بالتعّلم ،إنما هو نوٌر يقع في قلب َ
يريد الله تبارك وتعالى أن يهديه ،فإن أردت العلم
فاطلب أول في نفسك حقيقة العبودية ،واطلب العلم
باستعماله واستفهم الله يفهمك .
قلت :يا شريف ! ..فقال :قل :يا أبا عبد الله ،قلت :يا
أبا عبد الله ! ..ما حقيقة العبودية ؟ ..قال :ثلثة أشياء :
ملكا ً ،ل ّ
ن العبيد ل وله الله ِ
أن ل يرى العبد لنفسه فيما خ ّ
ك ،يرون المال مال الله يضعونه حيث مل ٌ
يكون لهم ِ
أمرهم الله به ..ول يدّبر العبد لنفسه تدبيرا ..وجملة
اشتغاله فيما أمره تعالى به ونهاه عنه .
168
ملكا ً ،هان
وله الله تعالى ُ
فإذا لم يَر العبد لنفسه فيما خ ّ
عليه النفاق فيما أمره الله تعالى أن ينفق فيه ،وإذا
وض العبد تدبير نفسه على مدّبره ،هان عليه مصائب ف ّ
الدنيا ،وإذا اشتغل العبد بما أمره الله تعالى ونهاه ،ل
يتفّرغ منهما إلى المراء والمباهاة مع الناس ..فإذا أكرم
الله العبد بهذه الثلثة هانت عليه الدنيا ،وإبليس والخلق ،
ول يطلب الدنيا تكاثرا ً وتفاخرا ً ،ول يطلب ما عند الناس
عّزا ً وعلوّا ً ،ول يدع أيامه باطل ً ..فهذا أول درجة التقى ،
قال الله تبارك وتعالى } :تلك الدار الخرة نجعلها للذين
ل يريدون علوّا ً في الرض ول فسادا ً والعاقبة للمتقين { .
قلت :يا أبا عبد الله ! ..أوصني ،قال :أوصيك بتسعة
أشياء ،فإنها وصيتي لمريدي الطريق إلى الله تعالى ،
ة منها في رياضة والله أسأل أن يوّفقك لستعماله ،ثلث ٌ
ة منها في العلم ،ة منها في الحلم ،وثلث ٌ النفس ،وثلث ٌ
فاحفظها وإياك والتهاون بها ،ففّرغت قلبي له ،فقال :
أما اللواتي في الرياضة :فإياك أن تأكل ما ل تشتهيه!..
فإنه يورث الحماقة والبله ،ول تأكل إل عند الجوع ،وإذا
م الله ،واذكر حديث الرسول )ص( : أكلت فكل حلل وس ّ
ثي وعاًء شّرا ً من بطنه ،فإن كان ول بد ّ فثل ٌ ما مل آدم ّ
ث لن ََفسه .
ث لشرابه وثل ٌلطعامه وثل ٌ
من قال لك :إن قلت واحدةً وأما اللواتي في الحلم :ف َ
سمعت عشرا ً فقل :إن قلت عشرا ً لم تسمع واحدة ،
من شتمك فقل له :إن كنت صادقا فيما تقول فأسأل و َ
الله أن يغفر لي ،وإن كنت كاذبا فيما تقول ،فالله أسأل
من وعدك بالخنى ) أي الفحش ( فعده أن يغفر لك ،و َ
بالنصيحة والرعاء .
169
وأما اللواتي في العلم :فاسأل العلماء ما جهلت ،وإياك
أن تسألهم تعّنتا ً وتجرب ً
ة ،وإياك أن تعمل برأيك شيئا ،
وخذ بالحتياط في جميع ما تجد إليه سبيل ! ..واهرب من
الفتيا هربك من السد ،ول تجعل رقبتك للناس جسرا ،
قم عني يا أبا عبد الله ! ..فقد نصحت لك ،ول تفسد
من
ن بنفسي ،والسلم على َ ي وردي ،فإني امرؤٌ ضني ٌ عل ّ
اتبع الهدى .ص 226
منية المريد ص 149 المصدر:
السند :ينقله المجلسي في البحار هكذا :وجدت بخط
شيخنا البهائي ) قدس سره ( قال الشيخ شمس الدين
محمد بن مكي :نقلت من خط الشيخ أحمد الفراهاني
عن عنوان البصري ..الخبر .و نقله الخرون عنه و لم
ينقله المتقدمين غيره و واضح أن السند ضعيفو قد رأيت
في شرح احقاق الحق للسيد المرعشي رحمه الله
يقول :الحديث رواه جماعة من أعلم العامة ...و ربما
كان الشيخ أحمد الفراهاني الذي ينقل منه محمد بن مكي
رحمه الله أيضا من علماء العامة أو عرفائهم حيث أن "
عنوان البصري " هذا أيضا من اعرفاء العامة و لم ينقل
منه أحاديث كثيرة .و في هذا الحديث -بفرض صحته -
نرى أن المام عليه السلم لم يجبه مدة الى طلبه و بعد
اصرار منه وافق على اسداء بعض النصائح له .و العجيب
ل فقهائنا العظام ينقلون هذا الحديث للستدلل بهأن ج ّ
على وجوب الخذ بالحتياط في أمور الدين من عدمه و
كأنهم يسّلمون بصحة الحديث و قطعيته مع ضعف
السند .
الشرح :أرى أن نقتطف من هذا الحديث الطويل مقطعا
فيما نحن فيه و ل داعي لشرح كله .
170
يقول " :وأما اللواتي في العلم :فاسأل العلماء ما جهلت
ة ،وإياك أن تعمل برأيك ،وإياك أن تسألهم تعّنتا ً وتجرب ً
شيئا ،وخذ بالحتياط في جميع ما تجد إليه سبيل !..
واهرب من الفتيا هربك من السد ،ول تجعل رقبتك
للناس جسرا" و من وصايا المام بالنسبة للعلم يؤكد له
أن يسأل العلماء عن كل مجهولته و لكنه -في الوقت
نفسه -يحذره من أن ل يكون سؤاله إياهم بقصد تجربة
مدى علمهم أو غرض آخر غير خلقي كالتعنت و محاولة
ايذائهم .ثم يحذره بشدة أن يعمل وفق رأيه فمن استبد
برأيه ضل و من استعان بذوي اللباب سلك سبيل الرشاد
.و ل يمكن للرأي الفردي دون الرجوع الى المنطق و
العلم أن يكون صائبا و ذا قيمة ثم يأمره المام بالحتياط
في مسائله و أموره كل ما أمكنه ذلك .و أغلب الظن أن
هذا المر ل يوجب الحتياط في المسائل الشرعية و ل بد
من حمله على المر الرشادي .و الستدلل بوجوب
الحتياط من خبر ضعيف السناد كهذا ليس قويا فالمر
فيه عام لجميع أمور النسان و بناء عليه فإنه وظيفة
أخلقية محضة ل دليل على الوجوب فيه كما هو واضح .
و أخير افالمام يحذره من الفتيا دون وعي و دونما علم
بالواقع أو ما يقرب الى الواقع بالستنباط الشرعي
الصحيح فل تجعل رقبتك جسرا يعبر عليه الخرون أي ل
تفت بما ل تعلم حتى ل يكون لعمال الناس في رقبتك و
ذمتك دينا لن تتمكن من أدائه يوم الحساب .
التصنيف :كيفية السؤال عن الحكام
****
24-4-2008
171
قال رسول الله )ص( :أشد ّ من يتم اليتيم الذي انقطع
عن أبيه ،يتم يتيم انقطع عن إمامه ول يقدر على
الوصول إليه ،ول يدري كيف حكمه فيما ُيبتلى به من
شرائع دينه ..أل فمن كان من شيعتنا عالما ً بعلومنا ،
م فيوهذا الجاهل بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتي ٌ
حجره ،أل فمن هداه وأرشده وعّلمه شريعتنا ،كان معنا
في الرفيق العلى .ص 2
تفسير المام العسكري ،الحتجاج المصدر:
السند :الشيخ الطبرسي في الحتجاج ينقله عن
أبوعبدالله جعفر بن محمد الدوريستس ،عن أبي محمد
بن أحمد ،عن ابن بابويه القمي قال :حدثني محمد بن
القاسم السترابادي عن يوسف بن محمد بن زياد و علي
بن محمد بن سيار ،قال حدثنا أبو محمد الحسن بن علي
العسكري عليهما السلم عن آبائه عن رسول الله )ص (
الخبر ...
الشرح :اليتم :هو انقطاع الصبي عن أبيه قبل بلوغه ،
هكذا يعرفونه علماء اللغة فاليتيم هو الذي فقد والده و
هو صغير لم يبلغ الحلم ،و إنما سمي يتسما لنه ل زال
محتاجا الى من يكفله حتى يبلغ أشده .قال تعالى في
حق رسول الله " :أ لم يجدك يتيما فآوى " و هذا اليتم
هو قبل البلوغ .و أما لماذا يعبر الرسول صلى الله عليه
و آله في هذا الحديث عن شيعة آل محمد باليتام لن
هؤلء قد انقطعوا عن إمامهم و لم يدركوه و لم يتشرفوا
172
بحضوره ،فمثلهم مثل اليتيم الذي انقطع عن أبيه و هو
صغير .و مثلما أن اليتيم إذا جاء من يكفله فإن له أجرا
عظيما فإن من العلماء من إذا كفل أيتام آل محمد أي
شيعتهم و أخرجهم من ظلمات الجهل الى نور الهداية و
العلم فإن له لجرا ل يستطيع أحد حسابه إل رب العالمين
و اذا كان أجر من يكفل اليتيم الذي فقد أباه كبيرا فما
بالك بالذي يكفل شيعة أمير المؤمنين عليهم السلم
كفالة معنوية .
أجل يا رسول الله نحن أيتام آل محمد فقد انقطع بنا
السبل عنكم و ل نستطيع الوصول الى إمامنا الذي قدر
الخالق المتعال أن يكون وراء الستار ..ففي هذا الوضع
الجتماعي الذي نعيشه في عصر الغيبة الكبرى نحتاج الى
من يرشدنا و يهدينا سواء الصراط و يقربنا اليكم و الى
علومكم و أخباركم ،نريد من يأخذ بيدنا في ظلمات
الجهل و يؤينا سبيل الحق ،نريد من يعلمنا شرايع ديننا و
يفتنا في مسائل دنيانا و أحكام أخرانا و ليس ذلك إل
العالم العامل الذي أمضى شطرا طويل من عمره
المبارك في تلقي حكم آل محمد و درس في مدرسة
المام الصادق و آبائه و أبنائه عليهم السلم ..و من كان
كذلك فإنه حقا معكم في الرفيق العلى و الرفيع العلى
مع النبياء و الولياء و أئمة الهدى سلم الله عليهم
أجمعين .
التصنيف :فضل العلماء
174
ديقة فاطمة قال العسكري )ع( :حضرت امرأةٌ عند الص ّ
ن لي والدة ضعيفة ،وقد لبس الزهراء )ع( فقالت :إ ّ
عليها في أمر صلتها شيٌء ،وقد بعثتني إليك أسألك ،
فأجابتها فاطمة )ع( عن ذلك ،فثّنت فأجابت ،ثم ثّلثت
شرت ،فأجابت ثم خجلت من الكثرة فقالت :ل إلى أن ع ّ
ق عليك يا ابنة رسول الله .قالت فاطمة )ع( :هاتي أش ّ
ما بدا لك ! ..أرأيت من أكترى ) أي استأجر ( وسلي ع ّ
ل وكراه مائة ألف دينار ل ثقي ٍ يوما يصعد إلى سطح بحم ٍ
ت أنا لكليثقل عليه ؟ ..فقالت :ل ،فقالت :اكتري ُ
مسألة بأكثر من ملء ما بين الثرى إلى العرش لؤلؤا ،
ن
ي ..سمعت أبي )ص( يقول :إ ّ فأحرى أن ل يثقل عل ّ
علماء شيعتنا يحشرون ،فُيخلع عليهم من خلع الكرامات
دهم في إرشاد عباد الله ،حتى على قدر كثرة علومهم وج ّ
يخلع على الواحد منهم ألف ألف حّلة من نور ،ثم ينادي
ل :أيها الكافلون ليتام محمد )ص( !.. منادي ربنا عّز وج ّ
الناعشون لهم عند انقطاعهم عن آبائهم الذين هم أئمتهم
،هؤلء تلمذتكم واليتام الذين كفلتموهم ونعشتموهم ،
فاخلعوا عليهم خلع العلوم في الدنيا .يخلعون على كل
واحد من أولئك اليتام على قدر ما أخذوا عنهم من
ن فيهم -يعني في اليتام -لمن يخلع عليه العلوم ،حتى أ ّ
مائة ألف خلعة وكذلك يخلع هؤلء اليتام على من تعّلم
ن الله تعالى يقول :أعيدوا على هؤلء منهم ..ثم إ ّ
موا لهم خلعهم ،وتضّعفوها العلماء الكافلين لليتام حتى تت ّ
م لهم ما كان لهم قبل أن يخلعوا عليهم ، لهم ،فيت ّ
ويضاعف لهم ،وكذلك من يليهم ممن خلع على من يليهم
ة من تلك ن سلك ً ..وقالت فاطمة )ع( :يا أمة الله ! ..إ ّ
الخلع لفضل مما طلعت عليه الشمس ألف ألف مرة ،
وما فضل فإنه مشوب بالتنغيص والكدر .ص 3
175
تفسير المام العسكري المصدر:
السند :لم ينقل الحديث أحد إل ما جاء في التفسير
المنسوب الى المام العسكري عليه السلم و انه حقا
لخبر واحد و دون سند بالرغم من أن الكتاب أيضا ل يوجد
من يوثقه تماما .و ليت الحديث كان معنعنا حتى يتمكن
القارئ من التحقيق حول رجاله .و بناء عليه فالحديث
ضعيف .
الشرح :تقول سيدتنا الزهراء سلم الله عليها -ان صح
الحديث -بأن العلماء الذين يتكفلون بهداية و تعليم أيتام
آل محمد لهم هدايا و خلعا راقية قّيمة يوم القيامة و يقول
الحديث بأن خيطا واحدا من آلف الخلع التي تهدى الى
العلماء أفضل مما طلعت هليه شمس الدنيا ألف ألف
مرة ! و ل أدري ما المقصود من هذا الكثار و المبالغة
في الفضل ؟ و ل أستطيع أن أدرك مداه .نعم ل أشك أن
للعلماء العاملين لجرا جما يوم يلقون ربهم و لكنني ل
أستطيع أن أدرك أن سلكا أو خيطا واحدا من كل
الملبس و الخلع التي تهدى الى العالم أفضل و أرقى من
كل ما طلعت عليه الشمس آلف المرات !
التصنيف :فضل العلماء
177
أحكام دينه و مسائل شريعة نبيه و علمته سبيل الوصول
الى رضا ربه فإن لك لجرا عظيما و ثوابا جزيل .
التصنيف :فضل العلماء
ة تضيء للناس ، قال الباقر )ع( :العالم كمن معه شمع ٌ
ل من أبصر شمعته دعا له بخير ،كذلك العالم مع فك ّ
من أضاءت له شمعة تزيل ظلمة الجهل والحيرة ،فك ّ
ل َ
فخرج بها من حيرة ،أو نجا بها من جهل ،فهو من عتقائه
ل شعرة لمن أعتقه ما وضه عن ذلك بك ّ من النار ،والله يع ّ
هو أفضل له من الصدقة بمائة ألف قنطار ،على غير
ل به ،بل تلك الصدقة وبال الوجه الذي أمر الله عّز وج ّ
على صاحبها ،لكن يعطيه الله ما هو أفضل من مائة ألف
ركعة بين يدي الكعبة.ص 4
تفسير المام العسكري ،الحتجاج المصدر:
ضل تعليم العلم أول على أقول :لعله )ع( ف ّ بيــان:
الصدقة بهذا المقدار الكثير في غير مصرفه ،لدفع ما
همه عامة الناس من فضل الظلمة الذين يعطون يتو ّ
بالموال المحّرمة العطايا الجزيلة ،على العلماء الباذلين
للعلوم الحقة من يستحّقه ،ثم استدرك )ع( بأن تلك
الصدقة وبال على صاحبها لكونها من الحرام ،فل فضل
ل
لها حتى يفضل عليها شيء ،ثم ذكر )ع( فضله في عم ٍ
ل ،ليظهر مقدار فضله ورفعة قدره .ص 5 ل جزي ٌ
له فض ٌ
السند :اقرأ ما كتبناه سابقا
الشرح :الجملة الولى جميلة جدا فالمام -حسب
الرواية -يشبه العالم بالذي معه شمعة يضيء درب
الناس في الظلمات لن العالم يخرج الخرين من ظلمات
178
الوهم و الجهل الى نور الرشد و الهداية ..و لكن الكلم
في الثواب الذي يتصوره الحديث حيث يقول :و الله
يعوضه بكل شعرة لمن أعتقه أي علمه ما هو أفضل من
الصدقة بمائة ألف قنطار في حال كون الصدقة رياء و
ليست لوجه الله و اني أقول :ل يمكن قياس انارة
الطريق للجاهل بالصدقة الباطلة التي تكون نتيجتها الوزر
و الوبال على صاحبها فالقياس من أصله باطل لن
التعليم و الهداية أمر في غاية الستحسان و انفاق المال
في غير سبييل الله في غاية القبح ثم نرى أن الكلم يتغير
الى مائة ألف ركعة بين يدي الكعبة و السؤال ال : ،ما هو
الداعي لذكر الصدقة الباطلة التي توجب العقاب بدل من
الثواب ؟ و لماذا استدرك المام بعد بحث طويل عن
قياس التعلم بالصدقة ليقول بأن ثواب التعليم كثواب مائة
ألف ركعة في الكعبة ؟ سؤال يحتاج الى جواب .و لذلك
فإن الحديث ضعيف سندا و محتوى و الله أعلم .
التصنيف :فضل العالم
***
9-5-2008
179
الروم والترك والخزر ألف ألف مرة ،لنه يدفع عن أديان
محّبينا ،وذلك يدفع عن أبدانهم .ص 5
تفسير المام العسكري ،الحتج المصدر:
م الرجل قال الرضا )ع( :يقال للعابد يوم القيامة :ن ِعْ َ
كنت! ..همتك ذات نفسك ،وكفيت الناس مؤونتك فادخل
ن الفقيه من أفاض على الناس خيره ، الجنة ..أل إ ّ
وأنقذهم من أعدائهم ،ووّفر عليهم نعم جنان الله ،
وحصل لهم رضوان الله تعالى .ويقال للفقيه :يا أيها
الكافل ليتام آل محمد ! ..الهادي لضعفاء محبيهم
ومواليهم ،قف حتى تشفع لمن أخذ عنك ،أو تعّلم منك ،
فيقف فيدخل الجنة معه فئاما وفئاما وفئاما حتى قال
180
من أخذعشرا ،وهم الذين أخذوا عنه علومه ،وأخذوا ع ّ
من أخذ عنه إلى يوم القيامة ،فانظروا
من أخذ ع ّ
عنه ،وع ّ
كم فرق بين المنزلتين ؟! ..ص 6
الحتجاج ،تفسير المام العسكري المصدر:
قال الهادي )ع( :لول من يبقى بعد غيبة قائمنا )ع( من
العلماء الداعين إليه ،والداّلين عليه ،والذاّبين عن دينه
181
بحجج الله ،والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس
ومردته ،ومن فخاح النواصب ،لما بقي أحد ٌ إل ارتد ّ عن
مة قلوب ضعفاء دين الله ،ولكنهم الذين ُيمسكون أز ّ
كانها ،أولئك همالشيعة ،كما يمسك صاحب السفينة س ّ
ل .ص6 الفضلون عند الله عّز وج ّ
الحتجاج ،تفسير المام العسك المصدر:
182