Professional Documents
Culture Documents
مقدمة:
يفبين هذا الموضوع رؤيفة جديدة لكيفيفة تعليفم القرآن الكريفم للناس و ذلك عفن طريفق التفكفر ففي
القرآن على أنه دليل المستخدم لجسم النسان بحيث أنه يحتوي على التعليمات التي إذا ما طبقها
النسان فإنه سيستخدم جسمه في الشيء المفيد و الذي يجلب له السعادة في هذه الحياة و في
الخرة.
ينبفع عنوان هذه المقالة مفن قول الحفق جفل و على ففي سفورة النمفل – آيفة (( :)88وَتََرى ال ْ ِ
جبَا َ
ل
ما تَفْعَلُو َ حاب صنْعَ الل َّفهِ الَّذِي أَتْقَفن ك ُ َّ
نف) ،حيفث خبِيٌر ب ِف َ يءٍ إِن َّف ُ
ه َ ل َ
ش ْ َ مَّر ال َ
سّف َ ِ ُف مُّر َ مدَةً وَهِف َ
ي تَ ُ جا ِ
سبُهَا َ
ح َف
تَ ْ
َ
صفنْعَ الل ّفهِ) و هذا أنفه إذا تدبرنفا قول المولى نجفد بأنفه يفبين لنفا بأن خلقفه عبارة عفن عمليفة صفنع ( ُ
الوصف فيه علم كبير جدا و يمكن معرفة هذا العلم من التفكر في خلق الله لجسامنا كما يعظنا
ن) ،حيفث أنفه إذا تفكرنفا ففي م أَفََل تُب ْف ِ
صُرو َ الخالق ففي سفورة الذاريات – اليفة (َ ( :)21وفِفي أَنفُف ِ
سك ُ ْ
خلق بعملية تصنيع و
خلق الله لمّركب الكولجين في أجسامنا نستطيع أن ندرك بأن جسم النسان ُ
أنه عبارة عن منتج (أي شيء مصنوع).
بمفا أن الله عفز و جفل يصفف خلقفه بعمليفة صفنع فإن هذا العمليفة تسفتدعي وجود صفانع و الصفانع هفو
الله عز و جل و تستدعي أيضا و جود مصنع و المصانع في جسم النسان هي الخليا (كما هو مبيّن
في صورة ( ))1بدليل أن المدخلت لهذه الخليا هي المواد الخام (الحماض المينية) اللزمة لصنع
مّركبات جسفم النسفان (البروتينات) و يحدث ففي داخفل الخليفة عمليفة ترتيفب و ربفط بيفن الحماض
المينية على شريط (الرايبوسوم) (كما هو مبيّن في صورة ( ))2و هو بالضبط مثل ما يحدث في
داخفل أي مصفنع مفن ترتيفب و ربفط القطفع المختلقفة على خفط تجميفع ( )Assembly Lineلصفنع
المنتجات المختلفة.
تبيّن صورة ( )3مّركب الكولجين في جسم النسان و نجد بأنه يتألف من ثلث خيوط من أحماض
أمينيفة مجدولة على بعضهفا البعفض ،و نجفد أيضفا بأن هذا المّركفب خلقفه الله عفز و جفل بعمليفة صفنع
في أن الحماض المينية تترتب على خط التجميع في داخل الخلية لتصنيع هذا المّركب تماما مثل
ما يحدث في داخل أي مصنع.
1
صورة ( :)1الخليا (المصانع في جسم النسان).
َ
صفنْعَ الل ّفهِ) فإننفا
و بالمثفل إذا طبّقنفا هذا الكلم على جسفم النسفان باعتباره شيفء مصفنوع (منتفج) ( ُ
نجففد بأنففه يجففب أن يكون هناك كتاب إرشادات و دليففل للمسففتخدم يففبيّن بطريقففة تفصففيلية كيفيففة
اسفتخدام جسفم النسفان بحيفث ل يحدث هناك ضرر على جسفم النسفان عنفد السفتخدام و ل يُحدث
هذا الجسم أضرارا بأشياء أخرى مثل البشر ،الدواب ،و غيرها .و في هذا الطار نجد بأن الله عز و
جل أهدانا كتاب يبين كيفية الستخدام المثل لجسم النسان و هو القرآن الكريم( .صورة ())5
3
سففأبين إن شاء الله بالمثلة الموضحففة فففي جدول ( )1كيفيففة اسففتخدام القرآن الكريففم كدليففل
المستخدم لجسم النسان.
جدول ( :)1أمثلة لبيان كيفية استخدام القرآن كدليل مستخدم لجسم النسان.
الحال عند استخدام القرآن كدليل المستخدم الحال عند عدم استخدام القرآن كدليل المثال
لجسم النسان استخدام لجسم النسان
يعلّمنفففا الله عفففز و جفففل ففففي القرآن( دليفففل أدّى اعتماد غالبيفففة البشفففر على أهوائهفففم و شرب الخمر
المسفففتخدم للنسفففان) كيفيفففة التصفففرف ففففي بدون كتاب يرجعون إليفه لمعرففة الحفق إلى
موضوع الخمر في سورة المائدة (آية ( :)90ي َا شربهفم للخمفر و اعتباره شيفء ل خطفأ فيفه و
َ َ َ
ب سُر وَاْلن َف
صا ُ مُر وَال ْ َ
مي ْف ِ ما ال ْ َ
خ ْ منُوا إِن َّف َ أيُّهَفا ال ّذِي َف
نآ َ كانت النتيجة كما يلي:
مل ال َّ َ
شيْطَا ِ ف
ن فَا ْ
جتَن ِبُوه فُ ن عَ َ ِ
م ْف
س ِّج ٌف م رِ ْ وَاْلْزَل ُ ف
َ
ن) ،حيفففث أن الله يأمرنفففا بعدم حو َ فف
م تُفْل ِ ُ لَعَل ّك ُففف ْ
شرب الخمر و من نتائج هذا هو التالي:
انخفاض نسبة ارتكاب أعمال السوء ارتكاب السففوء مففن إيذاء النفففس
و الفحشاء فففففي المجتمعات التففففي (كالنتحار) و إيذاء الغيففففففففففففففر
تطب ّق إلى درجة ما تعليمات الله عز النتيجة: (كارتكاب الجرائم تحففففت تأثيففففر النتيجة:
و جفل ففي القرآن الكريفم ففي عدم الخمفففر) و ارتكاب الفحشاء مفففن
شرب الخمر. زنا و غيره تحت تأثير الخمر.
إذا تفكرنا في القرآن الكريم نجد بأن الله عز و نجد بأن فئات مختلفة من الناس يؤمنون بأن الدين الحق
جفل يخبرنفا بأن السفلم هفو الديفن الحفق و أن دينهففم (كالنصففرانية ،اليهوديفة ،الهندوسففية ،و
ثلث القرآن يتحدث عفن يوم القيامفة و الحسفاب غيرهففا) هففو الحففق و ذلك لعدم تطففبيق دليففل
ليكون ذلك رادعففا للناس عففن ارتكاب السففوء، المسففتخدم للنسففان (القرآن) و نتيجففة ذلك
الفحشاء ،و القول على الله بمفففففففففففففا ل يعلم هي ما يلي:
النسان.
4
يعلمنفا الله عفز و جفل الجابفة على هذا السفؤال هناك سفففؤال حول أفضفففل وضعيفففة لجسفففم أفضل وضعية لجسم
فففي القرآن الكريففم بدون أسففلوب التجربففة و النسفان عنفد النوم ،و ففي هذا الطار اعتمفد النسان عند النوم
َ
الخطفأ ،ففي سفورة الحزاب – اليفة (( :)21ل ّقَدْ غالبيفة الناس على التجربفة و الخطفأ لمعرففة
َ ُ
من كَا َ
ن ة ل ِّ َ
سن َ ٌ
ح َ سوَة ٌ َ ل الل ّهِ أ ْسو ِ م ف ِي َر ُ ن لَك ُ ْكَا َ الوضعيففة المثلى للنوم و كانففت النتيجففة كمففا
َ َ
ه كَث ِيًرا) ،حيفث خَر وَذ َكََر الل ّف َ
م اْل ِ
ه وَالْيَوْف َ
جو الل ّف َ يَْر ُف يلي:
يخبرنفا المولى أن نتعلم مفن أفعال حبيبنفا محمفد
صففلى الله عليففه و سففلم فففي كيفيففة تطففبيقه
للقرآن و فففي هذا نجفففد بأنفففه عليفففه الصففلة و
السفلم كان ينام على شقفة اليمفن و نتيجفة هذا
هو التالي:
تفبيّن المثلة السفابقة كيفف أن القرآن الكريفم هفو بمثابفة كتاب المسفتخدم لجسفم النسفان و الذي
يعتصم به يجلب لنفسه السعادة في هذه الحياة و الخرة و أما إذا اعتمد النسان على أهوائه بدون
هدى من الله عز و جل فإنه يجلب لنفسه اللم و الحسرة في هذه الحياة و الخرة و ذلك تصديقا
لقول الحق بضرورة العتصام بحبل الله (وهو القرآن الكريم) في سورة آل عمران – الية (:)103
ََ َ َ
ن قُلُوبِك ُ ْ
م ف بَي ْ َ م أَعْدَاءً فَأل ّ َ ت الل ّهِ عَلَيْك ُ ْ
م إِذ ْ كُنت ُ ْ م َ ميع ًا وََل ت َ َفَّرقُوا وَاذ ْكُُروا ن ِ ْع َ ل الل ّهِ َ
ج ِ حب ْ ِموا ب ِ َ
ص ُ( َواعْت َ ِ
َ َ َف
ه لَك ُف ْ
م آيَات ِفهِ ن الل ّف ُ منْهَفا كَذٰل ِف َ
ك يُبَي ّ ِف ُ م نَف النَّارِ فَأن َقذ َك ُفم ِّ ح ْفَرةٍ ِّ
شفَفا ُ م عَلَىٰ َ خوان ًفا وَكُنت ُف ْ حتُم بِنِعْ َ
مت ِفهِ إ ِ ْ َ فَأ ْ
صب َ ْ
َ
ن). م تَهْتَدُو َلَعَل ّك ُ ْ
5