You are on page 1of 5

‫دليل المستخدم لجسم النسان‬

‫د‪ .‬زيد قاسم محمد غزاوي‬

‫الموقع اللكتروني‪www.quran-miracle.com :‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫يفبين هذا الموضوع رؤيفة جديدة لكيفيفة تعليفم القرآن الكريفم للناس و ذلك عفن طريفق التفكفر ففي‬
‫القرآن على أنه دليل المستخدم لجسم النسان بحيث أنه يحتوي على التعليمات التي إذا ما طبقها‬
‫النسان فإنه سيستخدم جسمه في الشيء المفيد و الذي يجلب له السعادة في هذه الحياة و في‬
‫الخرة‪.‬‬

‫ينبفع عنوان هذه المقالة مفن قول الحفق جفل و على ففي سفورة النمفل – آيفة (‪( :)88‬وَتََرى ال ْ ِ‬
‫جبَا َ‬
‫ل‬
‫ما تَفْعَلُو َ‬ ‫حاب صنْعَ الل َّفهِ الَّذِي أَتْقَفن ك ُ َّ‬
‫نف)‪ ،‬حيفث‬ ‫خبِيٌر ب ِف َ‬ ‫يءٍ إِن َّف ُ‬
‫ه َ‬ ‫ل َ‬
‫ش ْ‬ ‫َ‬ ‫مَّر ال َ‬
‫سّف َ ِ ُف‬ ‫مُّر َ‬ ‫مدَةً وَهِف َ‬
‫ي تَ ُ‬ ‫جا ِ‬
‫سبُهَا َ‬
‫ح َف‬
‫تَ ْ‬
‫َ‬
‫صفنْعَ الل ّفهِ) و هذا‬ ‫أنفه إذا تدبرنفا قول المولى نجفد بأنفه يفبين لنفا بأن خلقفه عبارة عفن عمليفة صفنع ( ُ‬
‫الوصف فيه علم كبير جدا و يمكن معرفة هذا العلم من التفكر في خلق الله لجسامنا كما يعظنا‬
‫ن)‪ ،‬حيفث أنفه إذا تفكرنفا ففي‬ ‫م أَفََل تُب ْف ِ‬
‫صُرو َ‬ ‫الخالق ففي سفورة الذاريات – اليفة (‪َ ( :)21‬وفِفي أَنفُف ِ‬
‫سك ُ ْ‬
‫خلق بعملية تصنيع و‬
‫خلق الله لمّركب الكولجين في أجسامنا نستطيع أن ندرك بأن جسم النسان ُ‬
‫أنه عبارة عن منتج (أي شيء مصنوع)‪.‬‬

‫خلق الله لمّركب الكولجين في جسم النسان‪:‬‬

‫بمفا أن الله عفز و جفل يصفف خلقفه بعمليفة صفنع فإن هذا العمليفة تسفتدعي وجود صفانع و الصفانع هفو‬
‫الله عز و جل و تستدعي أيضا و جود مصنع و المصانع في جسم النسان هي الخليا (كما هو مبيّن‬
‫في صورة (‪ ))1‬بدليل أن المدخلت لهذه الخليا هي المواد الخام (الحماض المينية) اللزمة لصنع‬
‫مّركبات جسفم النسفان (البروتينات) و يحدث ففي داخفل الخليفة عمليفة ترتيفب و ربفط بيفن الحماض‬
‫المينية على شريط (الرايبوسوم) (كما هو مبيّن في صورة (‪ ))2‬و هو بالضبط مثل ما يحدث في‬
‫داخفل أي مصفنع مفن ترتيفب و ربفط القطفع المختلقفة على خفط تجميفع (‪ )Assembly Line‬لصفنع‬
‫المنتجات المختلفة‪.‬‬

‫تبيّن صورة (‪ )3‬مّركب الكولجين في جسم النسان و نجد بأنه يتألف من ثلث خيوط من أحماض‬
‫أمينيفة مجدولة على بعضهفا البعفض‪ ،‬و نجفد أيضفا بأن هذا المّركفب خلقفه الله عفز و جفل بعمليفة صفنع‬
‫في أن الحماض المينية تترتب على خط التجميع في داخل الخلية لتصنيع هذا المّركب تماما مثل‬
‫ما يحدث في داخل أي مصنع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫صورة (‪ :)1‬الخليا (المصانع في جسم النسان)‪.‬‬

‫صورة (‪ :)2‬خط التجميع في الخلية (خط تجميع الحماض المينية)‪.‬‬

‫صورة (‪ :)3‬مّركب الكولجين في جسم النسان‪.‬‬

‫خلق بعمليفة تصفنيع (‪ )Manufacturing Process‬و هذا‬


‫نسفتنتج ممفا سفبق أن مّركفب الكولجيفن ُ‬
‫ينطبق على جميع مّركبات جسم النسان و على جسم النسان ككل فهذا يبين بأن جسم النسان‬
‫‪2‬‬
‫عبارة عفن منتفج (شيفء مصفنوع)‪ ،‬وأي منتفج بحاجفة إلى دليفل للسفتخدام فإذا نظرنفا إلى منتفج مثفل‬
‫السفيّارة على سفبيل المثال فإننفا نجفد بأن هناك كتاب يفبين كيفيفة السفتخدام المثفل للسفيّارة و نجفد‬
‫بأنفه إذا مفا تفم تطفبيق تعليمات دليفل السفتخدام ففي كيفيفة اسفتخدام السفيّارة فإن النتيجفة تكون‬
‫ايجابية و استخدام جيد للسيّارة بحيث ل يؤدي إلى إحداث ضرر في المنتج (أي السيّارة) و ل يؤدي‬
‫أيضا إلى إلحاق المنتج (السيّارة) ضرر بأشياء أخرى (مثل البشر و المباني)‪( .‬مو ّضح في صورة (‬
‫‪))4‬‬

‫صورة (‪ :)4‬دليل المستخدم لمنتج (السيّارة)‪.‬‬

‫َ‬
‫صفنْعَ الل ّفهِ) فإننفا‬
‫و بالمثفل إذا طبّقنفا هذا الكلم على جسفم النسفان باعتباره شيفء مصفنوع (منتفج) ( ُ‬
‫نجففد بأنففه يجففب أن يكون هناك كتاب إرشادات و دليففل للمسففتخدم يففبيّن بطريقففة تفصففيلية كيفيففة‬
‫اسفتخدام جسفم النسفان بحيفث ل يحدث هناك ضرر على جسفم النسفان عنفد السفتخدام و ل يُحدث‬
‫هذا الجسم أضرارا بأشياء أخرى مثل البشر‪ ،‬الدواب‪ ،‬و غيرها‪ .‬و في هذا الطار نجد بأن الله عز و‬
‫جل أهدانا كتاب يبين كيفية الستخدام المثل لجسم النسان و هو القرآن الكريم‪( .‬صورة (‪))5‬‬

‫صورة (‪ :)5‬دليل المستخدم لمنتج (جسم النسان)‪.‬‬

‫القرآن الكريم = دليل المستخدم لجسم النسان‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫سففأبين إن شاء الله بالمثلة الموضحففة فففي جدول (‪ )1‬كيفيففة اسففتخدام القرآن الكريففم كدليففل‬
‫المستخدم لجسم النسان‪.‬‬

‫جدول (‪ :)1‬أمثلة لبيان كيفية استخدام القرآن كدليل مستخدم لجسم النسان‪.‬‬

‫الحال عند استخدام القرآن كدليل المستخدم‬ ‫الحال عند عدم استخدام القرآن كدليل‬ ‫المثال‬
‫لجسم النسان‬ ‫استخدام لجسم النسان‬

‫يعلّمنفففا الله عفففز و جفففل ففففي القرآن( دليفففل‬ ‫أدّى اعتماد غالبيفففة البشفففر على أهوائهفففم و‬ ‫شرب الخمر‬
‫المسفففتخدم للنسفففان) كيفيفففة التصفففرف ففففي‬ ‫بدون كتاب يرجعون إليفه لمعرففة الحفق إلى‬
‫موضوع الخمر في سورة المائدة (آية ‪( :)90‬ي َا‬ ‫شربهفم للخمفر و اعتباره شيفء ل خطفأ فيفه و‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫سُر وَاْلن َف‬
‫صا ُ‬ ‫مُر وَال ْ َ‬
‫مي ْف ِ‬ ‫ما ال ْ َ‬
‫خ ْ‬ ‫منُوا إِن َّف َ‬ ‫أيُّهَفا ال ّذِي َف‬
‫نآ َ‬ ‫كانت النتيجة كما يلي‪:‬‬
‫مل ال َّ‬ ‫َ‬
‫شيْطَا ِ ف‬
‫ن فَا ْ‬
‫جتَن ِبُوه فُ‬ ‫ن عَ َ ِ‬
‫م ْف‬
‫س ِّ‬‫ج ٌف‬ ‫م رِ ْ‬ ‫وَاْلْزَل ُ ف‬
‫َ‬
‫ن)‪ ،‬حيفففث أن الله يأمرنفففا بعدم‬ ‫حو َ فف‬
‫م تُفْل ِ ُ‬ ‫لَعَل ّك ُففف ْ‬
‫شرب الخمر و من نتائج هذا هو التالي‪:‬‬

‫انخفاض نسبة ارتكاب أعمال السوء‬ ‫ارتكاب السففوء مففن إيذاء النفففس‬
‫و الفحشاء فففففي المجتمعات التففففي‬ ‫(كالنتحار) و إيذاء الغيففففففففففففففر‬
‫تطب ّق إلى درجة ما تعليمات الله عز‬ ‫النتيجة‪:‬‬ ‫(كارتكاب الجرائم تحففففت تأثيففففر‬ ‫النتيجة‪:‬‬
‫و جفل ففي القرآن الكريفم ففي عدم‬ ‫الخمفففر) و ارتكاب الفحشاء مفففن‬
‫شرب الخمر‪.‬‬ ‫زنا و غيره تحت تأثير الخمر‪.‬‬

‫إذا تفكرنا في القرآن الكريم نجد بأن الله عز و‬ ‫نجد بأن فئات مختلفة من الناس يؤمنون بأن‬ ‫الدين الحق‬
‫جفل يخبرنفا بأن السفلم هفو الديفن الحفق و أن‬ ‫دينهففم (كالنصففرانية‪ ،‬اليهوديفة‪ ،‬الهندوسففية‪ ،‬و‬
‫ثلث القرآن يتحدث عفن يوم القيامفة و الحسفاب‬ ‫غيرهففا) هففو الحففق و ذلك لعدم تطففبيق دليففل‬
‫ليكون ذلك رادعففا للناس عففن ارتكاب السففوء‪،‬‬ ‫المسففتخدم للنسففان (القرآن) و نتيجففة ذلك‬
‫الفحشاء‪ ،‬و القول على الله بمفففففففففففففا ل يعلم‬ ‫هي ما يلي‪:‬‬
‫النسان‪.‬‬

‫اليمان الصفحيح بالبعفث و الحسفاب‬ ‫عدم اليمان الصفحيح بالبعفث و‬


‫ففي المجتمعات السفلمية أدى إلى‬ ‫الحسففاب ممففا يؤدي إلى عدم‬
‫تقليفل معدل الجريمفة و إلى تقليفل‬ ‫وجود رادع حقيقففي عففن القيام‬
‫القيام بالعمال التفففففففي تؤدي إلى‬ ‫بالسففففففوء‪ ،‬الفحشاء‪ ،‬و القول‬
‫النتيجة‪:‬‬ ‫النتيجة‪:‬‬
‫اللم و الحسففرة فففي هذه الحياة و‬ ‫على الله بما ل يعلم النسان و‬
‫الخرة‪.‬‬ ‫نتيجففة لذلك تنتشففر الجريمففة‪،‬‬
‫اللم النفسفففي‪ ،‬المصفففائب‪ ،‬و‬
‫الضلل في هذه المجتمعات‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫يعلمنفا الله عفز و جفل الجابفة على هذا السفؤال‬ ‫هناك سفففؤال حول أفضفففل وضعيفففة لجسفففم‬ ‫أفضل وضعية لجسم‬
‫فففي القرآن الكريففم بدون أسففلوب التجربففة و‬ ‫النسفان عنفد النوم‪ ،‬و ففي هذا الطار اعتمفد‬ ‫النسان عند النوم‬
‫َ‬
‫الخطفأ‪ ،‬ففي سفورة الحزاب – اليفة (‪( :)21‬ل ّقَدْ‬ ‫غالبيفة الناس على التجربفة و الخطفأ لمعرففة‬
‫َ ُ‬
‫من كَا َ‬
‫ن‬ ‫ة ل ِّ َ‬
‫سن َ ٌ‬
‫ح َ‬ ‫سوَة ٌ َ‬ ‫ل الل ّهِ أ ْ‬‫سو ِ‬ ‫م ف ِي َر ُ‬ ‫ن لَك ُ ْ‬‫كَا َ‬ ‫الوضعيففة المثلى للنوم و كانففت النتيجففة كمففا‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه كَث ِيًرا)‪ ،‬حيفث‬ ‫خَر وَذ َكََر الل ّف َ‬
‫م اْل ِ‬
‫ه وَالْيَوْف َ‬
‫جو الل ّف َ‬ ‫يَْر ُف‬ ‫يلي‪:‬‬
‫يخبرنفا المولى أن نتعلم مفن أفعال حبيبنفا محمفد‬
‫صففلى الله عليففه و سففلم فففي كيفيففة تطففبيقه‬
‫للقرآن و فففي هذا نجفففد بأنفففه عليفففه الصففلة و‬
‫السفلم كان ينام على شقفة اليمفن و نتيجفة هذا‬
‫هو التالي‪:‬‬

‫الذيفن ينامون على الجانفب اليمفن‬ ‫النوم على الجنففففب اليسففففر‪،‬‬


‫للجسفم ل يعانون مفن مشاكفل ففي‬ ‫البطفففففن‪ ،‬و الظهفففففر أدى إلى‬
‫العمود الفقري و ل ففففففي العضاء‬ ‫مشاكفففل صفففحية كفففبيرة ففففي‬
‫النتيجة‪:‬‬ ‫النتيجة‪:‬‬
‫الداخليفة مفن أثفر النوم و بالتالي ل‬ ‫العمود الفقري و العضاء‬
‫يوجفففد ضرر على المنتفففج (جسفففم‬ ‫الداخلية لجسم النسان‪.‬‬
‫النسان)‪.‬‬

‫تفبيّن المثلة السفابقة كيفف أن القرآن الكريفم هفو بمثابفة كتاب المسفتخدم لجسفم النسفان و الذي‬
‫يعتصم به يجلب لنفسه السعادة في هذه الحياة و الخرة و أما إذا اعتمد النسان على أهوائه بدون‬
‫هدى من الله عز و جل فإنه يجلب لنفسه اللم و الحسرة في هذه الحياة و الخرة و ذلك تصديقا‬
‫لقول الحق بضرورة العتصام بحبل الله (وهو القرآن الكريم) في سورة آل عمران – الية (‪:)103‬‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن قُلُوبِك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ف بَي ْ َ‬ ‫م أَعْدَاءً فَأل ّ َ‬ ‫ت الل ّهِ عَلَيْك ُ ْ‬
‫م إِذ ْ كُنت ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ميع ًا وََل ت َ َفَّرقُوا وَاذ ْكُُروا ن ِ ْع َ‬ ‫ل الل ّهِ َ‬
‫ج ِ‬ ‫حب ْ ِ‬‫موا ب ِ َ‬
‫ص ُ‬‫( َواعْت َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َف‬
‫ه لَك ُف ْ‬
‫م آيَات ِفهِ‬ ‫ن الل ّف ُ‬ ‫منْهَفا كَذٰل ِف َ‬
‫ك يُبَي ّ ِف ُ‬ ‫م نَف النَّارِ فَأن َقذ َك ُفم ِّ‬ ‫ح ْفَرةٍ ِّ‬
‫شفَفا ُ‬ ‫م عَلَىٰ َ‬ ‫خوان ًفا وَكُنت ُف ْ‬ ‫حتُم بِنِعْ َ‬
‫مت ِفهِ إ ِ ْ َ‬ ‫فَأ ْ‬
‫صب َ ْ‬
‫َ‬
‫ن)‪.‬‬ ‫م تَهْتَدُو َ‬‫لَعَل ّك ُ ْ‬

‫زيد قاسم محمد غزاوي‬

‫الموقع اللكتروني‪www.quran-miracle.com :‬‬

‫‪5‬‬

You might also like