Professional Documents
Culture Documents
في
خصائص الحبيب
تأليف
لحمُد ل الذي أتقن بحكمته كل شيء فاحتبك ،وبعث حبيبه محمدًا صلى ال عليه وآلببه وسببلم فأنبار بببه
كل حلك ،وآتاه من المعجزات والخصائص ما لم ُيؤَته نبي ول َمَلببك ،وجعببل جنببده الملئكببة تسببير معببه
سَلك ،صلى ال عليه وعلى آله وصحبه ما سار ُفلك ودار َفلك.
حيث َ
هذا أنموذج لطيف ،وعنوان شببريف ،لخصببته مببن كتببابي الكبببير الببذي جمعببت فيببه المعجببزات
والخصائص النبوية بدلئلها ،وتتبعت فيه الحاديث الواردة في منصب النبوة وعظيم فضائلها ،قصببرته
على إيراد الخصائص سردًا وجيزًا ،وميزت فيه كل نوع من أنواعها تمييزًا ،وسميته:
1
أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب صلى ال عليه وعلى آله وسلم
الباب الول
الفصل الول
ُاختص صلى ال عليه وآله وسلم بأنه أول النبببيين خلقبًا ،وبتقببدم نبببوته ،فكببان نبيبًا وآدم بيببن
الماء والطين ،وبتقدم أخذ الميثاق عليه ،وأنه أول من قال :بلى يوم ))ألسببت بربكببم(( ،وخلببق
آدم وجميع المخلوقات لجله،وكتابة اسمه الشريف على العرش ،وكل سماء وما فيها والجنببان
وسائر الملكوت ،وذكر الملئكة له في كببل سبباعة ،وذكببر اسببمه فببي الذان فببي عهببد آدم وفببي
الملكوت العلى ،وأخذ الميثاق على النبيين آدم فمن بعده أن يؤمنببوا بببه وينصببروه ،والتبشببير
به في الكتب السابقة ،ونعته فيها ونعت أصحابه وخلفائه وأمته ،وحجب إبليبس مبن السبموات
لمولده وشق صدره في أحد القولين ،وهو الصح ،وجعل خاتم النبوة بظهره بببإزاء قلبببه حيببث
يدخل الشيطان ،وسائر النبياء كان الخاتم في يمينهم ،وبأن له ألف إسم ،وباشتقاق اسمه مببن
2
ل ،وبأنه أوتببي كببل الحسببن ولببم
وبإظلل الملئكة له في سفره ،وبأنه أرجح الناس عق ً
يؤت يوسف إل شطره ،وبغطه ثلثًا عند ابتداء الوحي ،وبرؤيته جبريل في صورته التي خلببق
وبانقطاع الكهانة لمبعثه ،وحراسة السماء من استراق السمع ،والرمبي بالشبهب ،عبّد
وبإحياء أبويه له حتى آمنا به ،وبوعده بالعصمة من النبباس ،وبالسببراء ومببا تضببمنه
من اختراق السموات السبع والعلو إلى قاب قوسببين ،ووطئه مكانبًا مببا وطئه نبببي مرسببل ،ول
ك ُمقرب ،وإحياء النبياء له وصلته إمامًا بهم وبالملئكة ،وإطلعه على الجنببة والنببار،ع بّد
َمَل ٌ
هذه "البيهقي".
ورؤيته من آيات ربه الكبرى ،وحفظه حتى ما زاغ البصر وما طغى ،وبرؤيتببه للببباري
تعالى مرتين ،وبركوب البراق في أحد القولين ،وقتال الملئكة معه ،وسبيرهم معبه حيبث سبار
يمشون خلف ظهره ،وبإيتائه الكتاب وهو أمي ل يقرأ ول يكتب ،وبأن كتببابه ُمعجِب بٌز ومحفببوظ
من التبديل والتحريف على ممر الدهور ،ومشتمل على ما اشتملت عليه جميع الكتببب وزيببادة،
وجامع لكل شيء ،ومستغن عن غيره ،وُميسر للحفظ ،ونزل منجمًا ،وعلى سبعة أحرف ،ومن
ضل القرآن على سائر الكتب المنزلة بثلثين خصلة لم تكن في
وقال صاحب التحريرُ :ف ّ
غيره.
حجببٌة
وقال الحليمي في "المنهاج" :ومن عظيم قدر القرآن أن ال خصه بأنه دعوٌة و ُ
3
ص بالبسملة والفاتحة وآية الكرسي وخواتيم سببورة البقببرة
خ ّ
كنز العرش ولم ُيعط منه أحٌد ،و ُ
والسبع الطوال والمفصل ،وبأن معجزته مستمرةإلى يوم القيامة وهي القرآن ،ومعجزات سائر
النبياء عليه وعليهم الصلة والسلم انقرضت لوقتها ،وبأنه أكثر النبيبباء معجببزات ،فقببد قيببل
أنها تبلغ ألفًا ،وقيل :ثلثة آلف سوى القرآن فإن فيه ستين ألف معجزة تقريبًا.
قال الحليمي :وفيها مع كثرتها معنى آخر ،وهو أنه ليس في شيء من معجزات غيببره
ما ينحو نحو اختراع الجسام ،وإنما ذلك في معجزات نبينا صلى ال عليه وآله وسببلم خاصببة،
وبأنه جمع له كل ما أوتيه النبياء من معجزات وفضائل ولم يجمع ذلك لغيره ،بببل اختببص ُك بٍل
بنوع .وأوتي انشقاق القمر ،وتسليم الحجر ،وحنين الجذع ،ونبع الماء من بين الصببابع ،ولببم
وقال بعضهم :خص ال تعالى بعضًا بالمعجزات في الفعال كموسى ،وبعض بًا بالصببفات
كعيسى ،ونبينا صببلى الب عليببه وآلببه وسببلم بببالمجموع ليميبزه ،وبكلم الشببجر وشببهادتها لببه
بالنبوة وإجابتها دعوته ،وإحياء الموتى وكلمهم ،وكلم الصبيان في المراضع ،وشهادتهم لببه
سب ٌ
خ وبأنه خاتم النبيين وآخرهم بعثًا فل نبي بعده ،وشرعه مؤبد إلى يوم القيامة ل ُينسبخ ،ونا ِ
سببخ والمنسببوخ،
لجميع الشرائع قبله ،ولو أدركه النبياء لوجب عليهم التباع ،وفي كتابه وشرعه النا ِ
وقال السبكيُ :أرسل للخلق كافبة مبن لببدن آدم ،والنبيباء نببواب لبه بعثببوا بشبرائع لبه
ُمْعِنّيبات ،فهو نبببي النبيبباء ،وأرسببل إلببى الجببن بالجمبباع ،وإلبى الملئكببة فبي أحببد القببولين،
ورجحه السبكي.
قال البارزي :وإلى الحيوانات والجمادات والحجر والشجر ،وبعثه رحمة للعالمين حتى
الكفار بتأخير العذاب ،ولببم يعبباجلوا بالعقوبببة كسببائر المببم المكذبببة ،وبببأن الب أقسببم بحيبباته،
وأقسم على رسالته ،وتولى الرد علببى أعببدائه عنببه ،وخبباطبه بببألطف مببا خبباطب بببه النبيبباء،
4
وقرن اسمه باسمه في كتابه ،وفرض على العالم طاعته ،والتأسببي بببه ،فرضبًا مطلقبًا ل شبرط
فيه ول استثناء ،ووصفه في كتابه عضوًا عضوًا ،ولم يخاطبه في القرآن باسمه ،بل ))يا أيهببا
وكره الشافعي أن نقول في حقه :الرسول ،بل :رسول ال ،لنه ليس فيببه مببن التعظيببم
ما في الضافة.
وَفَرض على من ناجاه أن يقدم بين يدي نجواه صدقة ثم نسخ بعبد ذلبك ،ولبم ُيبِره فبي
أمته شيئًا يسوؤه حتى قبضه ال تعالى ،بخلف سائر النبياء ،وبأنه حبيب الرحمن ،وجمع لببه
خّلة ،وبين الكلم والرؤية ،وكّلمه عند سدرة المنتهى وكلم موسببى بالجبببل ،عبّد
بين المحبة وال ِ
وجمع له بين القبلتين :مكة وبيت المقدس ،والهجرتين :بيت المقدس والمدينة ،وجمع
له بين الحكم بالظاهر والباطن ،وجمعت له الشببريعة والحقيقببة ،ولببم يكببن للنبيبباء إل أحببدهما
بدليل قصة موسى مع الخضر وقوله" :إني على علم ل ينبغي لك أن تعلمه ،وأنت على علببم ل
ينبغي لي أن أعلمه" .ونصر ببالرعب مببن مسبيرة شبهٍر أمببامه وشببهر خلفبه ،وأوتببي جوامببع
الكلم ،وأوتي مفاتيح خزائن الرض على فرس أبلق ،عليه قطيفة مببن سببندس ،وكلمببه بجميببع
وهبط إسرافيل عليه ولم يهبط على نبي قبله .عدّ هذه "ابن سبع".
وأوتي علم كل شيء إل الخمس الببتي فبي سبورة لقمببان ،وهبي قبوله تعببالى) :إن الب
عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما فببي الرحببام ومببا تببدري نفببس مبباذا تكسببب غببدًا ومببا
وقيل :إنه أوتيها أيضًا وأمر بكتمها ،والخلف جار في الروح أيضًا ،وُبّين لببه مبن أمبر الببدجال
5
عد بالمغفرة وهو يمشي حيًا صببحيحًا ،وُرِفببع ِذكببره ،فل يببذكر الب جببل جللببه فببي أذان ول
َوُو ِ
قال ابن عباس :ما أّمن ال أحدًا من خلقه إل محمدًا صلى ال عليه وآلببه وسببلم فقببال:
وقال للملئكة) :ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم(.
وقال عمر بن الخطاب :ما تدري نفس ماذا مفعول بها ليس هذا الرجل الذي قد ُبين لنا
أنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر صلى ال عليه وآله وسلم أخرجه "الحاكم".
وعرض عليه أمته بأسرهم حتى رآهم ،وعرض عليه ما هو كائن في أمته حببتى تقببوم
الساعة.
قال السفرائيني :وعرض عليه الخلق كلهم من آدم فمن بعده ،كما علم آدم أسماء كل شيء.
وهببو سببيد ولببد آدم ،وأكببرم الخلببق علببى الب ،وأفضببل مببن سببائر المرسببلين وجميببع
وُأعطي من أصحابه أربعة عشر نجيبًا ،وكل نبي أعطي سبعة ،وأسلم قرينه.
وكان أزواجببه عونبًا لببه ،وبنبباته وزوجبباته أفضببل نسبباء العببالمين ،وثببواب أزواجببه وعقببابهن
ُمضاعف.
وأصحابه أفضل العالمين إل النبيين ،ويقاربون عدد النبياء ،وكلهم مجتهببدون ،ولهببذا
قال صلى ال عليه وآله وسلم" :أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم".
ومسجده أفضل المساجد ،وبلده أفضل البلد بالجماع فيما عدا مكة ،وعلى أحببد القببولين فيهببا
وهو المختار.
وقال الماوردي والقاضي عياض :ل تقتل حّيببات مدينببة النبببي صببلى الب عليببه وآلببه وسببلم إل
6
حّرم ما بين لبتي المدينة ،وتربتهبا مؤمنبة ،وغبارهبا يطفبئ
حلت له مكة ساعة من نهار ،و ُ
وُا ِ
أتاه جبريل بالحمى والطاعون أمسك الحمى بالمدينة وأرسل الطاعون إلببى الشببام ،ولمببا عببادت الحمببى
إلى المدينة باختياره إياها لم تستطع أن تأتي أحدًا من أهلها حتى جاءت ووقفت ببابه واسبتأذنته فيمببن
ويسأل عنه الميت في قبره ،واستأذن ملك الموت عليه ولم يستأذن على نبي قبله.
العرش.
وُيحرم التكني بكنيته ،وقيل :التسمي باسمه محمدًا صببلى ال ب عليببه وآلببه وسببلم ،قيببل
والتسمي بالقاسم ،لئل ُيكنى أبوه أبا القاسم .حكاها النووي في "شرح مسلم".
ويجوز أن يقسم على ال به وليس ذلك لحد .ذكر هذه "ابن عبدالسلم".
من خصائصه أنه جامع لخواص النبياء ،وأنه نبي النبياء ،وأنه مامن نبي له خاصببة
نبوة في أمته ،إل وفي هذه المة عالم من علمائها يقوم في قبومه مقبام ذلبك النببي فبي أمتببه،
وَينحو منحاه في زمانه ،ولهذا ورد" :علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل".
قال :ومن خواصه أن سماه ال عبدال ،ولم يطلقها على أحد سواه ،وإنما قببال) :إنببه
7
ومن خواصه :أنه ليس في القرآن ول غيببره صببلة مببن الب تعببالى علبى غيببره فهببي
الفصل الثاني
فيما اختص به صلى ال عليه وآله وسلم في شببرعه فببي أمتببه فببي
الدنيا
ص صلى ال عليه وآله وسلم بإحلل الغنائم ،وجعل الرض كلها مسجدًا ،ولم تكببن
اخَت ّ
المم تصلي إل في البَيع والكنائس ،والتراب طهورًا وهو التيمم ،وبالوضببوء فبي أحببد القببولين
وعبارة ابن سراقة في "العداد" :خص بكمال الوضوء والتيمم وبمسح الخف ،وجعل
ل للنجاسة ،وأن كثير الماء ل تؤثر فيه النجاسة ،والستنجاء بالجامد .ذكبر ذلبك أببو
الماء مزي ً
وبالجمع فيه بين الماء والحجر ،وبمجموع الصلوات الخمس ولم تجمع لحببد وبببأنهن كفببارات
لما بينهن ،وبالِعشاَء ولم يصلها أحد ،وبالذان والقامة ،وافتتاح الصلة بالتكبير ،وبالتأمين وبببالركوع
8
صب ِ
ف وبقول :اللهم ربنا لك الحمد ،وبتحريم الكلم في الصلة ،وباسبتقبال الكعببة ،وبال َ
في الصلة كصفوف الملئكة ،وبالجماعة في الصلة كما يفهم من كلم ابن فرشته في "شببرح
المجمع".
وبتحية السلم ،وهي تحية الملئكة وأهل الجنة ،وبيوم الجمعة عيدًا لببه ولمتببه ،وبسبباعة
وذكببر أبببو سببعيد فببي "شببرف المصببطفى" ،وابببن سببراقة ،أنببه خببص بصببلة الجمعببة وصببلة
وبقصر الصلة في السفر ،وبالجمع بين الصلتين في السفر والمطر وفي المرض فببي
وبصلة الخوف ،فلم تشرع لحد من المم قبلنا ،وبصلة شدة الخوف عند شدة القتال،
أينما وحيثما توجه ،وبشهر رمضان ،عّد هذه القونوي في "شرح التعرف".
من ريح المسك ،وتستغفر لهم الملئكة حتى يفطروا ،ويغفر لهم في آخر ليلببة منببه،وبالسببحور
قبلنا ،وبإباحة الكلم في الصوم ،وكبان محرمبًا علبى مبن قبلنبا ،عكبس الصبلة .عبّد هبذه اببن
العربي في "الحوذي".
وبليلة القدر ،كما قاله النووي في "شرح المهذب" .وبجعببل صببوم يببوم عرفببة بكفببارة
9
عه .وقبله بحسنة لنه شرع فببي التببوراة.
وغسل اليدين بعد الطعام بحسنتين ،لنه شر ُ
وبالستغسببال مببن العيببن وأنببه يببدفع ضببررها .وبالسببترجاع عنببد المصببيبة ،وبالحوقلببة،
وباللحد)في القبر( ،ولهل الكتاب الشق ،وبالنحر ،ولهم الذبح فيما قاله مجاهد وعكرمة.
وبفببرق الشببعر ،ولهببم السببدل ،وبصبببغ الشببعر ،وكببانوا ل يغيببرون الشببيب ،وبتببوفير العثببانين
)اللحية( وتقصببير السبببال )طببرف الشببارب( ،وكببانوا يقصببرون عثببانينهم ،ويببوّفرون سبببالهم ،وكببانوا
وبترك القيام للجنازة ،وبتعجيل المغرب والفجر ،وبكراهة اشتمال الصماء ،وبكراهة صوم يببوم
الجمعة منفردًا ،وكان اليهود يصومون يوم عيدهم منفردًا ،وبضم تاسوعاء إلى عاشوراء فببي الصببوم،
وبالسجود على الجبهببة وكببانوا يسببجدون علببى حببرف ،وكراهببة التميببل فببي الصببلة وكببانوا يتميلببون،
وبكراهة تغميض البصر فيها،والختصار ،والقيام بعببدها للببدعاء ،وقببراءة المببام فيهببا فببي المصببحف،
والتعلق فيها بالحبال ،وبالكل يوم العيد قبببل الصببلة ،وكببان أهببل الكتبباب ل يببأكلون يببوم عيببدهم حببتى
خفاف.
يصلوا ،وبالصلة في النعال وال ِ
عن ابن عمر كانت بنو إسرائيل إذا قرأت أئمتهم جاوبوهم ،فكره ال ذلك لهببذه المببة،
وبالعذبة في العمامة وهي سيما الملئكة ،وبالتزار في الوساط ،وبكراهبة السبدل فبي الصبلة
والطيلسان المقور ،وشببد الوسببط علبى القميببص ،والقببزع ،وبالشببهر الهلليببة ،وبببالوقف ،وبالوصببية
10
وأن أمته خير المم ،وآخببر المببم ،ففضببحت المببم عنببدهم ولببم يفضببحوا،واشببتق لهببم
اسمان من أسماء ال :المسلمون والمؤمنون،وسمي دينهم السلم .ولم يوصف بهذا الوصببف
وقال عبدال بن يزيد النصاري :تسموا باسمكم الذي سماكم ال :بالحنيفية والسلم واليمان.
ورفع عنهم الصر الذي كان على المم قبلهم ،وأبيح لهم الكنز إذا أرادوا زكاته ،وأحل
لهم كثير مما تشدد على من قبلهم ،ولم يجعل عليهم في الدين من حرج.
وأبيح لهم أكل البل ،والنعام ،وحمار الوحش ،والوز والبط ،وجميع السمك ،والشحوم ،والببدم
وفي الحديث" :أحلت لنا ميتتان ودمان :السمك والجراد ،والكبد والطحال".
ن مببن هبّم
ورفع عنهم المؤاخذة بالخطأ والنسببيان ،ومببا اسببتكرهوا عليببه ،وحببديث النفببس ،وأ ّ
منهم بسيئة ولم يعملها لم تكتب سيئة ،بل تكتب حسنة ،فإن عملها كتبت سيئة واحدة ،وَمن هّم بحسنة
ولم يعملها كتبت حسنة ،فإن عملها كتبت له عشرًا إلى سبعمائة ضعف ،ووضع عنهم قتببل النفببس فببي
التوبة ،وفقأ العين من النظر إلى ما ل يحل ،وقرض موضع النجاسة ،وربع المال في الزكاة.
وفي الحديث" :ليس في ديني ترك النساء ،ول اللحم ،ول اتخاذ الصوامع" .وكان مببن
ل يوم السبت ُيصَلب ،ولم يجعل علينا يوم الجمعة مثل ذلك.
عمل من اليهود شُبغ ً
ق عبببدًا ،ومببن
وكانوا ل يطعمون طعامًا حتى يتوضؤا كوضوء الصلة ،وكان من سببرق استُببِر ّ
قتل نفسه حرمت عليه الجنة ،وكان إذا ملك الملك عليهم ،اشترط عليهم أنهم رقيقه ،وأن أمببوالهم لببه،
وفي مخالطة الحائض سوى الوطء ،وفي إتيان المرأة علىأي هيئة شاؤوا.
11
ع لهم دفع الصببائل وكببانت بنببو إسببرائيل كتببب
ع لهم التخيير بين القصاص والدية ،وشُبر َ
وشُبر َ
عليهم إذا الرجل بسط يده إلى الرجل ل يمتنع منه حتى يقتله أو يدعه ،قاله مجاهد وابن جريج.
وحرم عليهم كشف العورة ،والنوح على الميت ،والتصببوير ،وشببرب المسببكر وآلت الملهببي،
ونكاح الخت ]واستعمال[ أواني الذهب والفضة ،والحرير وحلي الذهب علبى رجبالهم ،والسبجود لغيبر
وكرهت لهم المحاريب ،وعصموا من الجتماع على ضللة .ومببن أن يظهببر أهببل الباطببل علبى
اختلف من قبلهم عذابًا ،والطاعون لهم شهادة ورحمة ،وكان على المم عذابًا ،وما دعوا به اس بُتجيب
لهم.
ويؤمنون بالكتاب الول ،والكتاب الخر ،ويحجببون البببيت الحببرام ل ينببأون عنببه أبببدًا،
ويغفر لهم الذنب بالوضوء ،وتبقى الصلة لهم نافلة ،ويأكلون صدقاتهم فببي بطببونهم ويثببابون
عليها،ويعجل لهم الثواب في الدنيا مع ادخاره في الخببرة ،وتتباشببر الجبببال والشببجار بمرهببم
عليها لتسبيحهم وتقديسهم ،وتُبفّتح أبواب السماء لعمالهم وأرواحهم،وتتباشر بهببم الملئكببة،
قال سفيان بن عيينة :أكرم ال أمة محمد صلى ال عليه وآله وسلم فصلى عليهم كمببا
ويقبضون على فرشهم وهم شهداء عند الب ،وتوضبع المببائدة بيبن أيبديهم فمايرفعونهبا حبتى
وصّديقهم أفضل الصديقين ،وهم علماء حكماء ،كادوا لفقههم أن يكونوا كلهم أنبياء.
ول يخافون في ال لومة لئم ،وأذلة علببى المببؤمنين أعببزة علببى الكببافرين ،وقرببباتهم
تأكل النار قربانه ،وتغفر لهم الذنوب بالستغفار ،والندم لهم توبة ،قاله رزين.
12
وروي أن آدم قال :ال أعطى أمة محمٍد صلى ال عليه وآله وسلم أربع كرامات لببم يعطينيهببا:
كانت توبتي بمكة ،وأحدهم يتوب في كل مكان ،وسبلبت ثبوبي حيبن عصبيت ،وهبم ل يسبلبون ،وفبرق
قال :وكان بنو اسرائيل إذا أخطاؤا حرم عليهم طيب الطعام ،وتصبح خطيئته مكتوبة على ببباب
داره ،انتهى.
عدوا أن ل يهلكوا بجببوع ول بَعببدّو مببن غيرهببم يستأصببلهم ،ول بغببرق ،ول يعببذبوا بعببذاب
وُو ِ
عذب به من قبلهم ،وإذا شهد الثنان منهم لعبد بخير وجبت له الجنببة ،وكببانت المببم السببابقة إذا شببهد
منهم مئة.
ل ،وأكثرهم أجرًا ،وأقصر أعمارًا ،وكان الرجل من المم السابقة أعَبَد منهببم
وهم أقل المم عم ً
بثلثين ضعفًا ،وهم خير منه بثلثين ووهب لهم عند المصيبة الصلة والرحمة والهدى ،وأوتوا العلببم
الول والخر ،وفتح عليهم خزائن كل شيء حتى العلم ،وأوتوا السناد والنساب والعراب ،وتصببنيف
قببال أبببو علببي الجّيبباني :خببص ال ب هببذه المببة بثلثببة أشببياء لببم يعطهببا مببن قبلهببا :السببناد،
والنساب ،والعراب.
وقال ابن العربي في "شرح الترمذي" :لم يكن قط في المببم مببن انتهببى إلببى حببد هببذه
وقال القرافي في "شرح المحصول" :مببن خصائصببه صببلى الب عليببه وآلببه وسببلم أن
الواحد من أمته يحصل له في العمر القصير من العلوم والفهببوم مببا ل يحصببل لحببد مبن المببم
قال :ولهذا تهيأ للمجتهدين من هذه المة من العلوم والسببتنباطات والمعببارف مببا تقصببر عنببه
أعمارهم .انتهى.
13
وقال قتادة :أعطى ال هذه المة من الحفظ شيئًا لم يعطه أحدًا من المم قبلها ،خاصببة خصببهم
بها ،وكرامة أكرمهم بها ،ول تزال طائفة منهم على الحق حببتى يببأتي أمببر البب ،ول تخلببو الرض مببن
مجتهد فيهم قائم ل بالحجة ،حتى يتداعى الزمان بتزلزل القواعد ،وتأتي أشراط الساعة الكبرى.
ويبعث ال لهم على رأس كل مائة سنة من يجدد لهببم أمببر دينهببم ،حببتى يكببون فببي آخببر مببائة
ومنهم أقطاب وأوتاد ونجباء وأبدال ،ومنهم مبن يصبلي إمامبًا بعيسببى ابببن مريببم ،ومنهبم مبن
يجري مجرى الملئكة في الستغناء عن الطعام بالتسببيح ،ويقباتلون البدجال ،وعلمباؤهم كأنبيباء بنبي
وهم الحامدون ل على كل حال ،ويكبرون على كل شرف ،ويسبحون عنببد كببل هبببوط،
ويقولون عند إرادة المر :أفعله إن شاء ال ،وإذا غضبببوا هللببوا ،وإذا تنببازعوا سبببحوا ،وإذا
أرادوا استخاروا الب ثبم ركببوا ،وإذا ركببوا علبى ظهببور دوابهبم حمببدواال ،ومصبباحفهم فبي
صدورهم ،وسابقهم سابق ويدخل الجنة بغير حساب ،ومقتصدهم نبباج يحاسببب حسببابًا يسببيرًا،
وظالمهم مغفور له ،وليس منهم أحد إل مرحومًا ،ويلبسون ألوان ثياب أهل الجنببة ،ويراعببون
الشمس للصلة ،وهم أمة وسط،عدول بتزكيبة الب ،وتحضبرهم الملئكببة إذا قباتلوا ،وافبترض
عليهم ما افترض على النبياء والرسل ،وهو الوضوء والغسل مببن الجنابببة ،والببج ،والجهبباد،
وقال ال في حق غيرهم) :ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون(.
ونودوا بالقرآن بب )يا أيها الذين آمنوا( ،ونوديت المم في كتبها بب )يا أيها المساكين(،
وقال الّدميري في "شرح المنهاج" :قال بعض العلماء :خاطب الب هبذه المبة بقبوله:
)فاكروني أذكركم( ،فأمرهم أن يذكروه بغيببر واسببطة ،وخبباطب بنببي اسببرائيل بقببوله) :اذكببروا
نعمتي( ،فإنهم لم يعرفوا ال إل بآلئه ،فأمرهم أن يقصدوا الّنعم ليصلوا بها إلى ذكر المُبنِعم.
14
قال الزركشي في "الخببادم" :فمببا كببان مجتمعبًا فيببه صببلى الب عليببه وآلببه وسببلم مببن
الخلق والمعجزات صار متفرقًا في أمته ،بدليل :أنه كان معصومًا ،وأمته إجماعها معصوم.
يحصل لموسى ذلك ،وجاءه ملك الموت لطمه .وهم أكثر المم أيامى ومملوكين ،وفي "تفسببير
ابن أبي حاتم" عن عكرمة قال :لم تكن أمة دخل فيها من أصناف الناس غير هذه المة.
وفببي الحببديث :لمببا ُأنِزلببت) :والسببابقون الولببون مببن المهبباجرين والنصببار والببذين
اتبعوهم بإحسان رضي ال عنهم ورضوا عنه( قال صلى ال عليببه وآلببه وسببلم" :هببذه لمببتي
وقال معاوية :ما اختلفت أمة قط إل غلب أهل باطلها أهل حقها إل هذه المة.
وفي "شرح الرسالة" للجزولي :قيل :أهل القبلة اسم خصت به أمة محمببد صببلى ال ب
وفي سنن أبي داود حديث" :لن يجمع ال على هذه المبة سبيفين ،سبيفًا منهبا وسبيفًا
من عدوها".
ثيابه ول يمد عند إقامة الحدود ،بل يضرب قاعدًا وعليه ثوبه.
وفي الحديث" :ل ترث ِمّلة ملة ،ول تجوز شهادة ملة على ملة إل أمببة محمببد ،فببإن شببهادتهم
تجوز عل من سواهم".
وقال ابن الجوزيَ :بدء الشرائع كان على التخفيف ،ول يعرف في شرع نببوح وصببالح
وابراهيم تثقيل ،ثم جاء موسى بالشدائد والثقببال ،وجبباء عيسببى بنحببو ذلببك .وجبباءت شببريعة
نبينا صلى ال عليه وآله وسلم بنسخ تشديد أهل الكتاب ول يطلق بتسهيل من كان قبلهم فهببي
15
الفصل الثالث
اخُتببص صببلى الب عليببه وآلببه وسببلم بببأنه أول مببن تنشببق عنببه الرض ،وأول مببن َيفيببق مببن
الصعقة ،وبأنه يحشر في سبعين ألف ملك ،ويحشر على البراق ،وُيؤذن باسببمه فبي الموقببف ،وُيكسببى
في الموقف أعظم الحلل من الجنة ،وبأنه يقوم على يمين العرش ،وبالمقببام المحمببود ،وأن بيببده لببواء
الحمد ،وآدم فمن دونه تحت لوائه ،وأنه إمام النببيين يبومئذ ،وقبائدهم وخطيبهبم ،وأول مبن يبؤذن لبه
بالسجود ،وأول من يرفع رأسه ،وأول من ينظر إلى ال تعالى ،وأول شبباِفٍع وأول ُمشَببّفع ،ويسببأل فببي
وبالشببفاعة العظمببى فببي فصببل القضبباء ،وبالشببفاعة فببي إدخببال قببوم الجنببة بغيببر حسبباب،
س في الجنة.
وبالشفاعة فيمن استحق النار أن ل يدخلها ،وبالشفاعة في رفع درجات نا ٍ
وبالشفاعة في إخراج عموم أمته من النار ،حتى ل يبقى منهم أحد .ذكره السبكي.
وبالشفاعة في الموقف تخفيفًا عمن يحاسب ،وبالشببفاعة فببي أطفببال المشببركين أن ل يعببذبوا،
خّلد في النار من الكفار أن ُيخّفف عنه العببذاب ،وأنبه أول مبن ُيجيبُز
وبالشفاعة فيمن ُ
على الصراط ،وأن له في كل شعرة من رأسه ووجهه نورًا ،وليس للنبياء إل نببوران ،وُيببؤَمر
16
أهل الجمع بغض أبصارهم حتى تَبُمّر ابنته على الصراط ،وأنه أول من يقرع باب الجنة ،وأول
من يدخلها وبعده ابنته ،وبالكوثر ،زاد أبو سعيد وابن سراقة ،وبالحوض.
وفي أثٍر في خصائصه صلى ال عليه وآله وسلم :وحوضببه أعبرض الحيبباض وأكثرهببا واردًا،
الوسيلة التي اختص بها هي التوسل ،وذلك أن النبببي صببلى ال ب عليببه وآلببه وسببلم يكببون فببي
الجنة بمنزلة الوزير من الملك بغير تمثيل ،ل يصل إلى أحد شيء إل بواسبطته ،وقبوائم منببره رواتبب
في الجنة ،ومنبره على ُترعة من ُتَرع الجنة ،ومابين قبره ومنبره روضة من رياض الجنة ،ول يطلببب
منه شهيٌد على التبليغ ،ويطلب من سائر النبياء ،ويشهد لجميببع النبيبباء بببالبلغ ،وكببل سبببب ونسببب
فقيل :معناه أن أمته ينسبون إليه يوم القيامة ،وأمم سائر النبياء ل ينسبون إليهم.
وقيلُ :ينَتفع يومئذ بالنسبة إليه ،ول ُينَتفع بسائر النساب ،ويكنى آدم في الجنة بببه دون سببائر
ووردت أحاديث في أهل الفترة أنهم يمتحنون يوم القيامة فمن أطاع دخل الجنببة ،ومببن عصببى
دخل النار.
قال بعضهم :والظن بآل بيته كلهم أن يطيعوا عند المتحانِ ،لَتقّر بهم عينه.
خصيصٌة أخرى :وهو أنه ل يقرأ في الجنة إل كتببابه ،ول يتكلببم فببي الجنببة إل
ويخرج من ذلك َ
بلسانه.
17
وفي "تفسير ابن أبي حاتم" عن سعيد بن أبي هلل :أنه بلغببه أن المقببام المحمببود ،أن رسببول
ال صلى ال عليه وآله وسلم يوم القيامة يكببون بيبن الجبببار وبيبن جبريبل ،فيغبطبه بمقبامه ذلبك أهبل
الجمع.
وفي الحديث" :أناأول من يقرع باب الجنة ،فيقوم الخازن فيقول :من أنت؟ فأقول :أنببا
محمد ،فيقول :أقوم فأفتح لك ،ولم أقم لحد قبلك ول أقوم لحد بعدك".
الفصل الرابع
اخُتببص صببلى ال ب عليببه وآلببه وسببلم بببأن أمتببه أول مببن تنشببق عنهببم الرض مببن
المم،ويأتون يوم القيامة غُبّرا ُمحجلين مبن آثبار الوضبوء ،ويكونبون فبي الموقبف علبى كبوم
عال ،ولهم نوران كالنبياء ،وليس لغيرهم إل نور واحد ،ولهببم سببيماء فببي وجببوههم مبن أثببر
السجود ،ويسعى نورهم بين أيديهم ،ويؤتون كتبهم بأيمانهم ،ويمببرون علببى الصببراط كببالبرق
18
ممحصة ،وتدخل قبورها بذنوبها ومنها تخرج بل ذنبوب ،ويمحبص عنهبا باسبتغفار المبؤمنين
قال عكرمة :ويقضى لهم قبل الخلئق ،ويغفر لهم المقحمات ،وهم أثقل الناس ميزانببًا،
ونزلوا منزلة العدول من الحكام ،فيشهدون على النباس أن رسبلهم بلغتهبم ،ويعطبى كبل منهبم
يهوديًا أو نصرانيًا فيقال له :يا مسلم هذا فداؤك من النببار ،ويببدخلون الجنببة قبببل سببائر المببم،
ويدخل منهم الجنة سبعون ألفًا بغير حساب ،وأطفالهم كلهم في الجنببة ،وليببس ذلببك فببي سببائر
المم في أحد احتمالين للسبكي في "تفسيره" ،وذكر المام فخببر الببدين:أن مببن كببانت معجزتببه
قال السببكي :إل هذه المة ,فإن معجزات نبينا أظهر ،وثوابنا أكثر من سائر المم ،وأهل الجنة
مائة وعبشرون صفًا ،وهذه المة منها ثمانون ،وسائر المم أربعون.
ويتجلى ال عليهم فيرونه ،ويسجدون له بإجمبباع أهببل السّبببنة ،وفببي المببم السببابقة احتمببالن
وفي "فوائد" القاضي أبي البحبسين بن المهتدي من حببديث ابببن عمببر مرفوعبًا" :كببل
أمة يعضها في الجنة وبعضها في النار إل هذه المة فإنها كلها في الجنة".
وفي "مصنف عبدالرزاق" عن الربعي :أنه قرأ في بعض الكتببب أن ولببد الزنببا ل يببدخل الجنببة
إلى سبعة آباء ،فخفف ال عن هذه المة فجعلها إلى خمسة آباء".
19
الباب الثاني
الفصل الول
خص صلى ال عليه وآله وسلم بوجببوب صببلة الضببحى ،والببوتر ،والتهجببد ،أي صببلة الليببل،
ُ
والسواك والضبحية ،والمشباورة علبى الصبح فبي السبنة وركعبتي الفجبر ،لحبديث فبي "المسبتدرك"
وغيره.
وغسل الجمعة ،وورد في حديث واٍه ،وأربع عند الزوال ،وورد عن سعيد بن المسيب.
قيل :وبالوضوء لكل صلة ثم نُببسخ ،وبالوضبوء كلمبا أحبدث فل يُبكّلببم أحبدًا ،ول َيبرّد سبلمًا
حتى يتوضأ ثم نُبسخ ،قيل وبالستعاذة عند القراءة ومصابرة العدو وإن كثُبببر عببددهم ،وإذا بببارز رج ً
ل
وتغيير المنكر ,ووجه الخصوصية فيه مببن جهبة أنببه فبي فبرائض اليمبان ،وفبي حببق
20
وأنه يجب عليه إظهار النكار ،ول يجب الظهار على أمته ،ذكره صاحب "الذخائر".
وأنببه ل يسببقط عنببه للخببوف فببإن البب وعببده العصببمة ،بخلف غيببره ،ذكببره فببي
"الروضة" ،ول إذا كان المرتكب يزيده النكار إغراء ،لئل يتوهم إببباحته بخلف سببائر المببة،
ووجبوب الوفباء بوعبده كضبمان غيبره ،بخلف سبائر المبة ذكبره الجبوزي وطائفبة،
وقضاء َدين من مات من المسلمين معسرًا على الصحيح .وتخيير نسببائه فببي فراقببه واختيبباره
على الصحيح ،وإمساكهن بعد أن اخترنه فببي أحببد الببوجهين .وتببرك الببتزوج عليهببن ،والتبببدل
بهن ،مكافأة لهن ،ثم نسخ ذلك لتكون المنة له صلى ال عليه وآلببه وسببلم ،وأن يقببول إذا رأى
ما يعجبه :لبيك إن العيش عيش الخرة ،في وجه حكبباه فببي "الروضببة" وأصببلها ،وأن يببؤدي
"الروضة" وأصلها.
وأن يدفع بالتي هي أحسن ،وكُببّلف مبن العلبم وحبده مبا كلفبه النباس ببأجمعهم ،وكبان مطالببًا
برؤية مشبباهدة الحببق مببع معاشببرة النبباس بببالنفس والكلم ،ذكببر الثلثببة ابببن سبببع وابببن القبباص فببي
"تلخيصه".
وقال أبو سعيد في "شرف المصطفى"ُ :كلّبف من العمل بما ُكلّبف بببه النبباس أجمعيببن.
وبين المرين فرق ،وكان يؤخذ عن الدنيا حالة الوحي ،ول يسقط عنه الصوم والصلة وسائر
الحكام ذكببره فببي "زوائد الروضببة" عببن ابببن القبباص ،والقفببال ،وجببزم بببه ابببن سبببع .وكببان
ُيغببان [1]1علببى قلبببه فيسببتغفر ال ب سبببعين مببرة ،ذكببره ابببن القبباص ونقلببه ابببن الملقببن فببي
"الخصائص".
وعبارة أبي سعيد في "شرف المصطفى" :ويستغفر كل يوم سبعين مرة ول يذنب.
قال الهدل في فتح الكريم :تنبيه :هذا الغين ليس بغين أغيار ،إنما هو غين أنوار كما قاله بعضهم ،وقال السيد
]1[1
السمهودي :ل يعتقد أن الغين حالة نقص ،بل هو الكمال أو تتمة الكمال ،فهو كجفن العين حين يسيل لدفع القذى،
.فإنه يمنع العين من الرؤية ،فهو من هذه الحيثية نقص ،وفي الحقيقة كمال .انتهى
21
وعبببارةرزين فببي "خصائصببه" :وممبباوجب عليببه أن يسببتغفر فببي كببل يببوم سبببعين
مرة,وعد أيضًا في خصائصه :أن الركعتين بعد العصر كببانت واجبببة عليببه ،وأن جميببع نببوافله
كانت فرضًا ،لن النفل إنما هو للجبببر ول نقببص فببي صببلته حببتى تُبببجبر ،وأنببه خببص بصببلة
خمسين صلة في كل يوم وليلة على وفق ما كبان ليلبة السبراء ،وأورد الحباديث فبي صبلته
وأنه كان إذا مر بنائم فببي وقببت الصببلة أيقظببه ،وهببو امتثببال قببوله ) :ادع إلببى سبببيل
ربك(.
المؤمنين على القتال ،وأوجب عليه التوكل ،وحرم عليه الدخار .وكببان ُيمبّون عيبال مبن مبات
ُمعسرًا ،ويؤدي الجنايات عمن لزمته وهو معسر ،وكذلك الكفبارات .وممبا وجبب عليبه الصببر
على مايكره ،وصبر نفسه مببع الببذين يببدعون ربهببم بالغببداة والعشببي ،والرفببق وتببرك الغلظببة،
وإبلغ كل ما أنزل إليه وخطاب الناس بما يعقلون ،والدعاء لمن أدى صدقات ماله ،وقيل :إن
كان ما يتقرب به كان واجبًا عليه ،وأن ل َيِعَد وعدًا أو يعلق أمرًا على غٍد بغير استثناء .انتهى
وقال أبو سعيد :كان يجب عليببه حفبظ أمبوال المسببلمين ،وكبانت المامببة فبي حقببه أفضببل مبن
الذان ،في وجٍه حكاه الجرجاني في "الشافي" ،لنه ل يقر علببى السببهو والغلببط ،بخلف غيببره ،وهببذا
الوجه ينبغي أن يقطع به ،ويجعل محل الخلف في التفضيل بين المامة والذان في غيره.
وذكر بعض الحنفية :أن في عهده ل يسقط فببرض الجنببازة إل بصببلته ،فيببؤول إلببى أن صببلة
الفصل الثاني
22
خص صلى ال عليه وآله وسلم بتحريم الزكاة والصدقة والكفببارة عليببه ,وتحريببم الزكبباة علبى
ُ
آله ،قيل :والصدقة أيضًا ،وعليه المالكية ،وعلى مببوالي أهلببه فببي الصببح ،وعلببى زوجبباته بالجمبباع،
والنذورات.
قال البلقيني :وخرجت على ذلك أنه كان َيحرم عليببه أن يوقببف عليببه معينبًا لن الوقببف صببدقة
تطوع.
قال :وفي "الجواهر" للَقمولي مبا يؤيبده ،فبإنه قبال :صبدقة التطبوع كبانت حرامبًا عليبه علبى
الصحيح.
وعن ابببن أبببي هريببرة :أن صببدقات العيببان كببانت حرامبًا عليببه دون صببدقات العامببة
كالمساجد وبناء البار ،وتحريم كون أهله عماًل على الزكاة في الصح.
وصرف النذر والكفارة إليهم ،وأكل ثمن أحٍد من ولد اسماعيل َوَرَد به حديث في المسببند ،ولببم
أر من تعرض لبه ،وأكبل مبا لببه رائحبة كريهببة ،والكبل متكئًا فبي أحببد الببوجهين فيهمببا ،والصببح فبي
"الروضة" كراهتهما ،قال أبو سعيد في "شرف المصطفى" :وكببره الضبب ،وتحريبم الكتاببة والشبعر،
وقال البغوي في "التهبذيب" :قيبل :كبان يحسبن الخبط ول يكتبب ،ويحسبن الشبعر ول
يقوله ،والصح أنه كان ل يحسنهما ،ولكنه كان يميز بين جيد الشعر ورديئه.
ونزع ْلمته إذا لبسها حتى يقاتل أو يحكم ال بينه وبين عدوه ،وكذلك النبياء.
قال أبوسعيد وابن سراقة :كان ل يرجع إذا خرج إلى الحرب ،ول ينهزم إذا لقي العدو وإن كثر
عليه العدد.
ن ليستكثر -أي أن يهدي هدية ليثبباب بببأكثر منهببا ،-ومببد العيببن إلببى مببا ُمتّبببع بببه
والَم ّ
الناس من زهرة الحياة الدنيا ،وخائنة العين ،وهي اليماء إلى مباح من قتل أو ضببرب ،علببى
23
وأن يخدع في الحرب ،فيما ذكره ابن القاص وخالفه الجمهور.
والصلة على من عليه َدين ثم نسخ .وإمساك كاِرهته ،وتحرم عليه مؤبببدًا فبي أحببد الببوجهين،
ونكاح من لم تهاجر في أحد الوجهين ،ونكاح الكتابية ،قيل :والتسري بها ،ونكاح المة المسلمة ،ولببو
قّدر نكاحه أمة فولببده منهببا حببر ،ول تلزمببه قيمتببه ،ول يشببترط فبي حقببه حينئذ خببوف العنببت ول فقببد
قال إمام الحرمين :ولو ُقّدر نكاح غرور في حقه لم يلزمه قيمة الولد.
وقال البلقيني :ل يتصور في حقه اضطرار قط إلى نكاح المة ،بل لو أعجبتببه أمببة وجببب علببى
مالكها بذلها إليه هبة قياسًا على الطعام ،وكان إذا خطب فُرّد لببم يعبد ،كببذا فبي حبديث مرسبل ،فيحتمبل
وعّد القضاعي وغيره من خصائصه :أنه ل يقبل هدية مشرك ،ول يستعين به ،ول يشهد علببى
جور.
حّرم عليه الخمر من أول ما بعث من قبل أن تحرم على النبباس بنحبو عشببرين سببنة،
وُ
وفي الحديث" :أول مبا نهباني عنبه رببي بعبد عببادة الوثبان :شبرب الخمبر وملحباة
الرجال"،وُنهي عن التعري وكشف العورة من قبل أن يبعث بخمسين سنة ،وقالت عائشببة :مببا
قال :كان النبي صلى ال عليه وآله وسلم إذا ُدعي إلى جنازة سأل عنها ،فإن أثني عليهببا خيببر
صلى عليها ،وإن أثني عليها غير ذلك قال لهلها" :شأنكم بها" ولم ُيصل عليها.
24
وفي "سنن أبي داود" حديث" :ما أبالي ما أتيت إن أنا شربت ترياقًا أو تعلقببت تميمببة
قال أبو داود هذا كان للنبي صلى ال عليه وآله وسلم خاصة ،وقد رخص الترياق لغيره.
وقد رخص أيضًا في تعليق التمائم لغيره إذا كان بعد نزول البلء.
الفصل الثالث
اخُتص صلى ال عليه وآله وسلم بإباحة المكث في المسجد جنبًا ،والعبور فيه عند المالكية.
وأنه ل ينتقض وضوؤه بالنوم ول باللمس ،في أحد الوجهين وهو الصح.
قيل :وبإباحة استقبال القبلة واستدبارها حال قضاء الحاجة ،حكاه ابن دقيبق العيبد فبي "شبرح
العمدة".
وإباحة الصلة بعد العصر ،وقضاء الراتبة بعد العصر عند قوم.
وحمل الصغيرة في الصلة فيما ذكره بعضهم ،وبالصلة على الغائب عند أبببي حنيفببة،
وعلى القبر عند المالكية ،وبجواز صلة الوتر على الراحلة مع وجوبه عليه ،ذكره في "شببرح
ذكره قوم بجواز استخلفه في المامة ،كما وقع لبي بكر حين تأخر وقّدمه ،فيما قاله جماعبة،
وبأنه يصلي الركعة الواحدة بعضها من قيام وبعضها من قعود فيما ذكره بعض السلف ،وقببال:
إن ذلك ممنوع لغيره،والُقبلة في الصوم مع قوة شهوته للوصببال ،والسببواك بعببد الببزوال وهببو
قيل :والصوم جنبًا حكاه الطحاوي ،وبإباحة دخول مكة بغير إحرام ،واسببتمرار الطيببب
في الحرام فيما ذكر المالكية ،وقهر من شاء على طعامه وشرابه.
25
زاد رزين :ولباسه إذا احتبباج ،ويجببب علبى المالبك الببذل وإن هلببك ،ويفببدي بمُبببهجته
مهجة رسبول الب صببلى الب عليببه وآلبه وسببلم،وإباحبة النظببر إلبى الجنبيبات والخلبوة بهبن،
وإردافهن ،ونكاح أكثر من أربعة نسوة وكذلك النبياء ،والنكبباح بلفببظ الهبببة ،وبل مهببر ابتببدًء
وانتهاًء ،وبصداق مجهببول ،ذكببره الرويبباني فببي "البحببر" ،وبل ولببي وبل شببهود ،وفببي حببال
فلو رغب في نكاح امرأة خلية ،لزمتها الجابة وحبرم علبى غيبره خطبتهبا بمجبرد الرغببة ،أو
قال الغزالببي فببي "الخلصببة" :لببه حينئذ نكاحهببا مببن غيببر انقضبباءعدة ،وكببان لببه أن
يخطب على خطبة غيره ،وكان لببه تزويببج المبرأة ممببن شباء بغيبر إذنهببا ول إذن وليهببا ،ولببه
إجبار الصغيرة من غير بناته ،وزوج ابنة حمزة مع وجود عمها العباس ،فقدم على القرب.
وقال لم سلمةُ :مري ابنك أن يزوجك ،فزوجها وهو يومئذ صغير لم يبلغ ،وزّوجه ال ب بزينببب
وعّبر في "الروضة" عن هذه بقوله :وكانت المرأة تحل له بتحليل ال ،قال أبو سببعيد
في "شرف المصطفى" :وكان كفؤًا لكل أحد ،وإذا تزوج بولي فاسق أو أعمى أو أخببرس جبباز
له .انتهى.
وله نكاح الُمعَتّدة من غيببره ،فببي وجببه ]ضببعيف[ حكبباه الرافعببي،والجمببع بيببن المببرأة
وأختها ]وبين[ وعمتها وخالتها أحد الوجهين ،وبين المرأة وابنتها في وجه حكاه الرافعي.
وقال رزين في "خصائصه" :إذا وطئ جارية بملك اليمين لم تثبت الحرمة فببي أمهببا ول بنتهببا
فيحتمل أن يكون هو الوجه المحكي في "الشرح" و"الروضة" ،ويحتمل أن يكون غيره ،وأنه
26
وعتق أمته ،وجعل عتقها صداقها ،وأصدق جويرية عتق أسرى قومها ،ونكاح من لببم
تبلغ فيما ذكبره اببن شببرمة ،لكبن الجمباع علبى خلفبه ,وتبرك القسبم بيبن أزواجبه فبي أحبد
ق حتى يدخل فيها على جميع أزواجه فيفعل ما يريد بهن ،ثم يببدخل عنببد
ساعة ل يكون لزواجه فيهاح ّ
التي يكون الدور لها ،ول يجب عليه نفقتهن في وجه كالمهر ،وعلى الوجوب ل يتقدر.
ول ينحصر طلقه في الثلث في أحد الوجهين ،وعلى الحصر قيبل :تحببل لبه مببن غيبر
محّلل ،وقيل :ل تحل له أبدًا ،وتخيير نسببائه صببريح فببي وجببه ،وفببي حببق غيببره كنايببة قطعبًا،
وعلى الصراحة تكون بائنًا يوجب تحريم البد في وجه بخلف غيره.
ومرجع هذه الخصائص إلى النكاح في حقه كالتسري في حّقنا ،وحرم أمتببه فلببم تحببرم
الغنيمة قبل القسمة من جارية وغيرها وكذا من الفيء ،ذكره ابن كج في "التجريد".
خمس الفيء والغنيمة وأربعة أخماس الفيء ،وكان له النفال يفعل فيها ما يشاء.
س ُ
خم ُ
وُ
وذكر مالك في "خصائصه" :أنه لم يكببن يملببك المببوال ،إنمببا كببان لببه التصببرف والخببذ بقببدر
كفايته.
وعند الشافعي وغيره يملك ،وأن يحمي الموات لنفسه ول ينقض ما حمبباه ،ومببن أخببذ
شيئًا مما حماه ضمن قيمته في الصح ،بخلف ما حماه غيره مببن الئمببة ،ولببو رعبباه ذو قببوة
والقتال بمكة وحمل السلح والقتل بها ،والقتل بعد المان ،ويلعن من شاء بغير سبب،
ويكببون لببه رحمببة ،والقضبباء بعلمببه ،وفببي غيببره خلف ولنفسببه ولولببده ،وأن يشببهد لنفسببه
ولولده ،وأن يقبل شهادة من يشهد له ولولده ،وقبول الهدية بخلف غيره من الحكام.
27
ول يكره له الفتوى والقضاء في حال الغضببب ،ذكببره النببووي فببي "شببرح مسببلم" ،ولببو قببال:
لفلن على فلن كذا ،جاز لسامعه أن يشهد بذلك .ذكره شريح والروياني في "روضة الحكام".
وكان له قتل من اتهمه بالزنا من غير بينة ،ول يجوز ذلك لغيره ،ذكره ابن دحية.
وكان له أن يدعو لمن شاء بلفظ الصلة ،وليببس لنببا أن نصبلى إل علبى نبببي أو َمَلببك،
وضحى عن أمته وليس لحد أن يضحي عن الغير بغير إذنه ،وأكل من طعببام الفجبأة مبع نهيبه
عنه ،ذكر هذه ابن القاص ،وأنكرها البيهقي وقال :إنه مباح لمته والنهي لم يثبت.
وله أن يجمع في الضمير بينه وبين ال تعالى بخلف غيره ،ذكره ابن عبدالسلم وغيره ،ولببه
وأفتى الغزالي بكفر من عارض أولد تميم الداري فيما أقطعهم وقال :إنه صلى ال عليببه وآلببه
وذكر الشيخ تاج الدين بن عطاءال في التنببوير" :أن النبيبباء ل تجببب عليهببم الزكبباة،
لنهم ل ملك لهم مع ال ،إنما كانوا يستهدون ما في أيببديهم مببن ودائع الب لهببم ،يبببذلونه فببي
أوان بذله ،ويمنعونه في غير محله ،لن الزكاة إنماهي طهرة لما عساه أن يكون ممببن وجبببت
وعقد المساقاة لهل خيبر إلى مدة مبهمة بقوله" :أقركم ما أقركم ال" لنه كان يجوز
ف ل يحمل الشعريين ثم حملهم ،وقال" :لست أنا حملتكم ولكن ال ب حملكببم" ولببم
وحَل َ
وعانق جعفرًا عند قدومه من السفر ،فقال مالك :هو خاص به ،وكرهها لغيره.
بعد وإما فداء( كان خاصًا بالنبي صلى ال عليه وآله وسلم دون غيره.
28
الفصل الرابع
اخُتص صلى ال عليه وآله وسلم بمنصب الصلة ،وبببأنه ل ُيببوَرث ،وكببذلك النبيبباء ،فلهببم أن
يوصوا بكل مالهم صدقة ،وبأن ماله باق بعد موته علببى ملكببه ُينفببق منببه علببى أهلببه فببي أحببد
وأنه لو قصده ظالم وجب على من حضره أن يبببذل نفسببه دونببه ،حكبباه فببي "زوائد الروضببة"
قال قتادة :وكان من خصائصه :أنه إذا غزا بنفسه يجب علببى كببل أحببد الخببروج معببه،
لقوله تعالى) :ما كان لهل المدينة ومن حولهم من العراب أن يتخلفوا عن رسول البب( ،ولببم
وكان إذا حضر الصف يحرم على من معه أن يولوا عنه الُدبر لئل ينهزمببوا ويببتركوه،
قاله قتادة والحسن ،وذهبا إلى أن الفرار من الزحف بعده ليس من الكبببائر ،وكببان الجهبباد فببي
عهده فرض عين في أحد الوجهين عندنا وهو من بعده من فروض الكفاية.
ورأيت في بعض "المجاميع" عن التكريتي :أن مهر المثل ل يتصور في ابنتببه لنببه ل
مثل لها وهو حسن ببالغ ،وتحبرم رؤيبة أشبخاص أزواجبه فبي اًلُزر ،كمبا صبرح ببه القاضبي
عياض وغيره ،وكشف وجههببن وأكفهببن لشببهادة أو غيرهببا ،وسببؤالهن مشببافهة ،وصببلتهن
وقال معمر :إن أزواجه صلى ال عليببه وآلببه وسببلم إذا أرضببعن الكبببير دخببل عليهببن،
29
وقال طاووس :كان لهببن رضببعات معلومببات ،ولسببائر النسبباء رضببعات معلومببات ،وورد أنهببا
عشر رضعات لهن ،ولغيرهن خمس ،وأنهن أمهببات المبؤمنين ،ووجببوب جلوسببهن بعببده فبي الببيوت،
وتحريم خروجهن ولو لحج أو عمرة فببي أحببد القببولين ،وأببباح لهببن وللببه الجلببوس فببي المسببجد مببع
ويخاطبه المصلي بقوله :السلم عليك أيها النبي ،ول يخاطب غيره ،وكان يجببب علببى
من دعاه وهو في الصلة أن يجيبه ،ول تبطل صلته ،وكذلك النبياء ،ومن تكلببم وهببو يخطببب
بطلت جمعته ،وكان يجب الستماع والنصات لقراءته إذا قرأ في الصلة الجهرية ،وعند نزول
الوحي.
وقال مجاهد في قوله تعالى) :إذا قيل لكببم تفسببحوا فببي المجببالس فافسببحوا( :مجلببس
وقال جابر بن عبدال :ليس على من ضحك في الصلة إعادة وضوء ،إنما كان ذلببك لهببم حيببن
والنكاح في حقه عبادة مطلقًا كما قال السبكي ،وهو في حق غيره ليس عبببادة عنببدنا ،بببل مببن
المباحات ،والعبادة عارضة له .والكذب عليه كبيرة ليس كالكذب على غيره ،وقال الجوينيِ :رّدة ،ومن
كذب عليه لم تقبل روايته أبدًا وإن تاب فيما ذكره خلئق من أهل الحديث.
ويحرم التقدم بين يديه ورفع الصوت فوق صوته ،والجهر له بالقول ونداؤه مبن وراء
عنا.
الحجرات ،والصياح به من بعيد ،وأن ُيقال فيه :أبونا في أحد الوجهين ،وأن يقولوا له را ِ
وطهارة دمه وبببوله وغببائطه ،وسببائر فضببلته تشببرب وُيستشببفى بهببا ،ول خلف فبي طهببارة
والِعصمة من كل ذنب ولو صغير أو سهوًا ،وكذلك النبياء ،وينزه عببن فعببل المكببروه،
ومحبته فرض ،وتجب محبة أهل بيته وأصحابه ،ومن استهان به كفر ،قيل :أو زنى بحضرته،
30
ومن َتمّنى موته كفببر ،وكبذلك النبيبباء ،ذكببره المحباملي فبي "الوسبط" ،ورتبب عليبه تحريبم
قال غيره :ولذا لم يشب شعره ،لن النساء يكرهن الشيب ،ولو وقع ذلببك فببي أنفسببهن كفببرن،
الرافعي عن المام ،وقال النووي :ل خلف فيه ولم تبغ امرأة نبي قط ،وقببال الحسببن :امببرأة النبببي إذا
زنت لم يغفر لها ،ومن قذف أزواجه فل توبة له البتة ،كما قببال ابببن عببباس وغيببره ،ويقتببل كمببا نقلببه
القاضي عياض.
ب عائشة ،وُيحّذ في غيرها حبّدين ،وكبذا مبن قبذف أّم أحبد مبن
وفي قوله يختص القتل بمن س ّ
أصحابه.
من قذف أّم النبي صلى ال عليه وآله وسلم قتل ،مسببلمًا كبان أو كببافرًا ،وأولد بنباته ينسبببون
وفي حديث" :إن ال لم يبعث نبيًا قط إل جعل ذريته من صلبه ،غيري ،فببإن ال ب جعببل
وذكر المحب الطبري ماهو أبلغ من ذلببك ،فببإنه أورد حببديث الِمسْبببور ببن مخرمببة لمببا
خطب إليه حسن بن حسن ،فاعتذر إليه بقوله صلى ال عليه وآله وسلم" :فاطمة بضعة منببي
ثم قال :فيه دليل على أن الميت يراعى منه ما يراعى من الحي.
31
قال :وقد ذكر الشيخ أبو علي السنجي في :شرح التلخيص" :قببد يحببرم التزويببج علببى
بنات النبي صلى ال عليه وآله وسلم ،ولعله يريد من ينسببب إليببه بببالُبُنّوة ويكببون هببذا دليلببه.
انتهى.
فإن أخذ هذا على عمومه ،فمقتضاه أنه يحرم التزويج على ذرية بناته وإن سَبُفلن إلى
ول يجتهد في محراب صلى إليه في يمنة ول في يسرة ،وتختص صلة الخوف بعهده،
في قول أبي يوسف والمزنبي ،لن إمبامته ل عبوض عنهببا بخلف غيبره ،ويجببل منصبببه عبن
ويحرم النقش على نقش خاتمه ،وليس لحد أن ينقش على خاتمه محمد رسول ال ،ول ينطق
عن الهوى ،ول يقول في الغضب والرضا إل حقًا ،ورؤياه وحي ،وكذا النبياء ،ول يجوز على النبيبباء
الجنون ول الغماء الطويل الزمن ،فيما ذكره الشيخ أبو حامبد فبي "تعليقبه" ،وجبزم ببه البلقينبي فبي
"حواش الروضببة" ونبببه السبببكي علبى أن إغمبباءهم يخببالف إغمبباء غيرهببم ،كمببا خببالف نببومهم نببوم
غيرهم.
قال القاضي عياض في حديث قبول بنببي اسببرائيل عبن موسببى :آدر ،وتببرئة الب لببه :النبيبباء
خلق ،سالمون من العاهات والمعائب ،ول التفبات إلببى مبا يقبع فبي
خلق وال ُ
منزهون عن النقائص في ال َ
بعض التواريخ من إضافة بعض العاهات إلى بعضهم ،بل نزههم ال من كل عيب ،وكل مببا ينقببص مببن
وترخيصه في إرضاع سالم وهببو كببير ،وفبي النياحبة لتلبك المببرأة وهبي خولببة بنبت
حكيم ،وفي تعجيل صدقة عامين للعباس ،وفي ترك الحداد لسماء بنببت عميببس ،وفببي الجمببع
بين اسمه وكنيته للولد الذي يولد لعلي ،وفي الُمكث في المسجد جنبًا لعلي ،وفي فتح ببباب مببن
32
داره في المسجد له،وفي فتح خوخة فيه لبي بكر ،وفي أكل الُمجبباِمع فببي رمضببان مببن كفببارة
نفسه ،وفي الضحية بالَعناق لبي بردة بن نيار ،وبالَعتود لعقبة بن عامر ولزيد بن خالد ،وفي
نكاح ذلك الرجل بما معه من القرآن ،فيما ذكره جماعة ،وورد به حديث مرسببل ،قببال مكحببول:
وفي لبس الحرير للزبير وعبدالرحمن بن عوف ،فيما قاله جماعة ،وهو وجببه عنببدنا،
ولبس خاتم الذهب للبراء بن عازب ،وفي اشتراط عائشة الولء لمببوالي َبريببرة ،ول يببوفى بببه
فيما ذكره بعضهم ،وفي العرية لثعلبة بن يزيد الحارثي وذويه ،فيما ذهب إليببه الواقببدي ،وفببي
وفي التحلل بالمرض لضباعة بنت الزبير في أحد القولين ،وفي ترك مبيت ِمنبى لجل السببقاية
لبني العباس في وجه ،ولبني هاشم في آخر ،ولعائشة في صلة ركعتين بعد العصببر ،ولمعبباذ بببن جبببل
وفي "المستدرك" وغيره ،عن أنس أن أم سليم تزوجت أبا طلحة على إسلمه ،قال ثببابت :مببا
سمعت بامرأة قط كانت أكرم مهرًا من أم سليم وهو السلم .وأعاد امرأة أبي ركانة إليه بعد أن طلقهببا
ثلثًا من غير محلل ،وأسلم رجل على أن ل يصلي إل صلتين فقبل منه ذلك ،وضرب لعثمان يببوم بببدر
بسهم ولم يضرب لحد غاب غيره ،رواه أبو داود عن ابن عمر.
وقال الخطابي :هذا خاص بعثمان ،لنه كان يمرض ابنة رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم.
وكان يؤاخي بين أصحابه ويثبت بينهم التوارث ،وليس ذلك لغيره ،قاله ابن زيد.
وخص نساء المهاجرين بأن َيرثن دون أزواجهن لكبونهن غبرائب ل مبأوى لهبن ،وكبان أنبس
يصوم من طلوع الشمس ل من طلوع الفجر فالظاهر أنها له خصوصية ،وأصام أطفال أهببل بيتببه وهببم
ُرضّبع.
وكان يحرم على الصحابة إذا كانوا معه علببى أمببر جببامع ،لببم يببذهبوا حببتى يسببتأذنوه ،وكببانوا
يقولون له بأبي أنت وأمي ،ول يقال لغيره ،فيما ذكره بعضهم ،وكان يرى من خلفه كما ينظر أمامه.
33
زاد رزين :وعن يمينه وعن شماله ،ويرى بالليل وفي الظلمة كما يرى بالنهار والضوء.
وريقه ُيعذب الماء المالح ويجزي الرضيع ،وإبطه أبيبض ،غيبر متغيبر اللبون ول شبعر عليبه،
ويبلغ صوته وسمعه ما ل يبلغه غيره ،وتنام عينه ول ينام قلبه ،وما تثاءب قط ،ول احتلم قط ،وكببذلك
النبياء في الثلثة.
وعرقه أطيب من المسك ،وكببان إذا مشببي مببع الطويببل طبباله ،وإذا جلببس يكببون كتفببه
أعلى من جميع الجالسين ،ولم يقع ظله على الرض ،ول رؤي له ظل في شمس ول قمر.
قال ابن سبع :لنه كان نورًا ،وقال رزين :لغلبة أنواره.
ولم يقع على ثوبه ذباب قببط ،ول آذاه القمببل ،وكببان إذا ركببب دابتببه ل تببروث ول تبببول وهببو
راكبها ،نقل ذلك عن ابن اسحاق ،وبني عليه بعض المتأخرين طوافه على بعيره صلى الب عليببه وآلببه
صر رجلببه
خنب ب ُ
وكان وجهه كأن الشمس تجري فيه ،ولم يكن لقببدمه أخمبببص ،وكببانت ُ
متظاهرة ،وكانت الرض تطوى له إذا مشى ،وأوتي قوة أربعين في الجماع والبطش.
الجنة كمائة من أهل الدنيا ،فيكون أوتي قوة أربعة آلف .وبهذا يندفع ما يستشكله بعضهم.
فقال :كيف يؤتى قوة أربعين فقط وقد أوتي سليمان قوة مائة رجل أو ألف رجببل علببى مبباورد؟
وقال القاضي أبوبكر بن العربي في "سراج المريدين" :قد آتى ال ب رسببوله خصيصببة
عظمى :وهي قلة الكل والقبدرة علبى الجمباع ،وكبان أقنبع النباس فبي الغبذاء ،تقنعبه اللقمبة،
34
وتشبعه اللقمة والجرعة ،وكان أقوى الناس على الوطء ،ولم ُيَر له أثر قضاء حاجة ،بل كانت
ولم يقع في نسبه من لدن آدم سفاح قط ،وتقلب فبي السباجدين حبتى خبرج نبيبًا ،ومبا افببترقت
ونكست الصنام لمولده ،وولد مختونًا ،ومقطوع السرة ،ونظيفًا ما به قذر ,ووقببع إلببى الرض
ورأت أمه عند ولدته نورًا خرج منها أضاء لببه قصببور الشببام وكببذلك أمهببات النيبببين
َيَرين.
قال بعضهم :ولم ُترضعه ُمرضببعة إلأسببلمت ،قببال :ومرضببعاته أربببع ،أمببه ،وقببد ورد
وكان القمر ُيناغيه وهو في مهده ،ويميل حيث أشار إليه ،وتكلم في المهد ،وتظله الغمامة فببي
الحر ،ويميل إليه فبيء الشجرة إذا سبق إليه ،وكان يبيت جائعًا ويصبح طاعمًا يطعمه ربه ويسقيه من
عببك رجلن لمضبباعفة الجببر ،وعصببم مببن العلل الموجبببة ،ذكببر هببذه
عببك كمببا ُيو َ
الجنببة ،وكببان ُيو َ
القضاعي في "تاريخه".
وُرّدت إليه الروح بعد ما قبض ،ثم خير بين البقاء في الدنيا والرجوع إلبى الب تعبالى ،فاختبار
الرجوع إليه ،وكذلك النبياء ،وأرسل إليه ربه جبريل ثلثة أيام في مرضه يسأله عن حاله.
ولما نزل إليه ملك الموت نزل معه ملك يقال له :إسماعيل ،يسكن الهواء لم يصعد إلى
السماء قط ،لم يهبط إلبى الرض قببل ذلبك اليببوم قببط ,وسبمع صببوت ملبك المبوت باكيبًا عليبه
ينادي :وامحمداه ،صلى عليه ربه والملئكة ،وصلى عليه الناس أفواجًا بغير إمام ،قببالوا :هببو
إمامكم حيًا وميتًا ،وبغير دعاء الجنازة المعروفة ،وكررت الصلة عليه حتى فرغت الرجال ،ثم
النساء ،ثم الصبيان ،ول تكرر على غيره عند مالك وأبي حنيفببة ،وعنببد طائفببة مببن خصائصببه
35
أنه لم يصل عليه أصل ،وإنما كببان النبباس يببدخلون أرسبباًل فيببدعون وينصببرفون ،وعلببل بببأنه
لفضله غير محتاج لذلك ،ترك بل دفن ثلثة أيام ودفن بالليل ،وذلك في حق غيره مكببروه عنببد
الحسن ،وخلف الولى عند سائر العلماء ،ودفن في بيته حيث قبض وكذلك النبياء ،والفضببل
في حق من عداهم الدفن في المقبرة ،وفرش له في لحده قطيفة ،والمران في حقنا مكروهان.
قال وكيع :هذا للنبي صلى ال عليه وآله وسلم خاصة ،ويكره ذلك لغيره بالتفاق عنببد
الحنفية والمالكية ،ومن خصائصه أنه غسل فببي قميصببه ،وقببالوا :يكببره ذلببك فببي حببق غيببره،
وأظلمت الرض يوم موته ،ول يضغط في قبره وكذلك النبياء ،ولم يسلم من الضببغط ل صببالح
وفي "التذكرة" للقرطبببي :إل فاطمببة بنببت أسببد ببببركته صببلى الب عليببه وآلببه وسببلم ،وتحببرم
الصلة على قبره ،واتخاذه مسجدًا ،قال الذرعي :ويحرم البول عند قبور النبياء ،ويكره عند غيرهم.
وليبلببى جسببده وكببذلك النبيبباء ،ول تأكببل لحببومهم الرض ول السببباع ول خلف فببي طهببارة
ول يجوز للمضطر أكل ميتة نبي ،وهو حي في قبره ،يصلى فيه بببأذان وإقامببة وكببذلك
النبياء ،ولهبذا قيبل :ل عبدة علبى أزواجبه ،وأوكبل بقببره ملبك يبلغبه صبلة المصبلين عليبه،
وتعرض عليه أعمال أمته فيستغفر لهم ،والمصيبة بموته عامة لمته إلى يوم القيامة ،وجببواز
ومن رآه في المنام فقد رآه حقًا ،وأن الشيطان ل يتمثببل فببي صببورته ،ومببن أمببره فبي
المنام وجب عليه امتثاله في أحد الوجهين ،واستحب في الخر ،وورد أن أول ما يرفببع رؤيتببه
صلى ال عليه وآله وسلم في المنام ،والقرآن ،والحجر السود ،وقببراءة أحبباديثه عبببادة يثبباب
36
ويكببره أن يحمببل فببي الخلء مببا كتببب عليببه اسببمه ،ويسببتحب الغسببل لقببرآة حببديثه،
طّيب ،ول ترفع عنده الصوات ويقرأ على مكان عال ،ويكره لقارئه أن يقوم لحد ،وحملته
والَت َ
ل تزال وجوههم نضرة لقببوله صببلى الب عليببه وآلببه وسببلم" :نضببر الب امببرءًا سببمع مقببالتي
واختصوا بالتلقيب بالحفاظ ،وأمراء المببؤمنين ،مببن بيببن سببائر العلمبباء ،وتجعببل كتبببه
على كرسي كالمصحف ،وتثبت الصببحبة لمبن اجتمببع بببه صبلى الب عليببه وآلبه وسبلم لحظبة،
بخلف التابعي مع الصحابة ،فل تثبت إل بطول الجتماع معه على الصح عنببد أهببل الصببول،
والفرق عظم منصب النبببوة ونورهببا ،فبمجببرد مببا يقببع بصببره علببى العرابببي الجِببْلف َينطِبببق
بالحكمة.
وأصحابه كلهم عدول ،فل يبحث عن عدالة أحد منهم كما يبحث عن سائر الرواة ،ول يفسقون
وقال محمد بن كعب القرظي :أوجب ال لجميع الصحابة الجنة والرضوان فببي كتببابه ُمحسببنهم
ول يكره للنساء زيارة قبره ،كما يكره لهن سائر القبور ،بل يستحب كما قببال العراقببي
في "نكته" أنه ل شك فيه ،والمصلي في مسجده ل يبصق عن يساره كما هو السنة فببي سببائر
المساجد ،ولو ُبني مسجده إلبى صبنعاء كببان مسبجده ،ول يفتببح فيبه ببباب ول خوخبة ول كببوة
بحال.
ومن خصائصه :وجوب الصلة عليه فبي التشبهد الخيبر عنبدنا ،عبدها فبي "الخبادم"
أخذًا من "الحلبيات" للسبكي ،وكلما ذكر عند الحليمي والطحاوي ،لنه ليس بأقل مببن تشببميت
37
ومن صلى عليه عند المر الذي ُيستقذر أو ُيضحك منبه ،أو جعبل الصبلة عليبه كفايبة
ومن حكم عليه وكان فبي قلببه حبرج مبن حكمبه عليبه كفبر ،بخلف غيبره مبن الحكبام ،ذكبره
ومن خصائصه :أن المام بعده ل يكون إل واحدًا ،ولم تكببن النبيبباء قبلببه كببذلك ،قبباله
وجواز الوصية لله مطلقًا ،وفي غيره وجه أنهببا ل تصببح لبهببام اللفببظ ،وتببردده بيببن القرابببة
كذا مصطلح السلف ،وإنماحدث تخصيص الشريف بولد الحسن والحسين في مصر خاصبة فبي
عهد الخلفاءالفاطميين.
وذكر صاحب "الفتاوي الظهيرية" من الحنفية :أن من خصائصه صلى ال عليه وآلببه
وسلم أن ابنته فاطمة رضي ال عنها لم تحض ،ولما ولدت طهرت من نفاسها بعد ساعة حببتى
"ذخائر العقبى" .وأورد فيه حديث أنها حوراء آدمية طاهرة مطهرة ل تحيض ول يرى لها دم
وفي "الدلئل" للبيهقي :أنه صلى ال عليه وآلببه وسببلم وضببع يببده علببى صببدرها فرفببع عنهببا
وفي "مسند أحمد" وغيببره :أنهببا لمببا احتضببرت غسببلت نفسببها وأوصببت أن ل يكشببفها أحببد،
وذكر المام علم الدين العراقي :أن فاطمة وأخاها إبراهيم أفضل من الخلفاء الربعة باتفاق.
38
ونقل عن مالك أنه قال :ل أَفضل على بضعة من النبي صلى ال عليه وآلببه وسببلم أحببدًا ،وفببي
"معاني الثار" للطحاوي قال أبو حنيفة :كان الناس لعائشة محرمًا ،فمع أيهم سافرت فقد سافرت مببع
ومما أورده رزين في خصائصه :أن شيئًا من شَبْعره وقع في النار فلببم يحببترق ،وأنببه
مسح بيده رأس أقرع فنبت شببعره فبي وقتببه ،ووضبع كفبه علبى المريبض فعقبل مبن سبباعته،
ل فأثمرت من عامها ،وهز بيده عمر فأسلم من ساعته ،وأنه كانت أصبعه المسبحة
وغرس نخ ً
أطول أصابعه ،وما أشار بها إلى شيء إل أطاعه ،ول وطيء على صخر إل وأثر فيببه ،أو فببي
َنخٍل إل وبورك فيها ،وأنه كان إذا تبسم في الليلة أضاء البيت ،وأنه كان يسمع حفيببف أجنحببة
جبريل وهو َبعُد في سدرة المنتهى ،ويشم رائحته إذا توجه بالوحي إليه ،وأنه ما التصق ببدنه
مسلم فتمسه النار ،وكببان فئة المسببلمين يتحيببزون إليببه ،وكببان قليببل الكلم ،فببإذا أمببر بالقتببال
حّرم على الناس دخول بيته بغير إذنه ،وطول القعود فيه .انتهى.
شمر ،و ُ
وفي "نكت الحاوي" للناشري :روي عنه صلى ال عليه وآله وسلم أنه لم يصّل على
ابنه ابراهيم ،قال بعض العلماء لنه استغنى بنبوة أبيه عن ُقربة الصلة ،كمبا اسبتغنى الشبهيد
بُقربة الشهادة.
وفي "المستدرك" عن أنس :أنه صلى ال عليه وآله وسلم صلى علببى حمببزة ولببم يصببل علبى
أحد من الشهداء غيره ،وفي حديث أنه كبر عليببه سبببعين تكبببيرة ،وفببي آخببر أنببه صببلى عليببه سبببعين
صلة.
حببد
وفي "الصحيحين" وغيرهما ،من حديث عقبة بن عامر أنه خرج يومبًا فصببلى علببى أهببل أ ُ
صلته على الميت ،وذلك قرب موته ،بعد ثمان سنين من وفاتهم.
39
قال القاضي عيباض عبن بعضبهم :محتمبل أن تكبون الصببلة المعلومبة علبى المبوتى،
ويكون هذا خصوصًا بآله ،ويكون أراد أن يعمهم بصلته إذ فيهم من دفببن وهببو غببائب ،أو لببم
ومن الخصائص :أنه يجوز أن يقال للنببي صببلى الب عليبه وآلببه وسببلم :احكبم بمبا تشباء فمبا
حكمت به فهو صواب موافق لحكمي على ما صححه الكثرون في الصول ،وليس ذلك للعالم علببى مببا
وذهبت طائفة إلى أن من خصائصه :امتناع الجتهاد له لقبدرته علبى اليقيبن ببالوحي،
ولغيره في عصره لقدرته على اليقين بتلقينببه منببه ،وأجمعببوا علببى أنببه ل ينعقببد الجمبباع فببي
عصره.
حجة على الُملهم وغيره ،إن كان الُملهببم نبي بًا وعلببم أنببه
وفي "شرح المنار" لسكاكي :اللهام ُ
وفي "سنن سعيد بن منصور" عن سعيد بن جبير قال :ما سمعنا قط أن نبيًا قتل في القتال.
وفي "المبسوط" من كتب الحنفية عن بعضهم :أن الوقف إنما يلزم من النبياء خاصة
دون غيرهم ،وحمل عليه حديث "ل نورث ما تركناه صبدقة" وجعلبه هبذا القببائل مسببتثنى مببن
وفي "تفسير ابن المنذر" عن ابن جريج :كانوا إذا دخلوا على النبببي صببلى ال ب عليببه
وآله وسلم بدأهم بالسلم ،فقال :سلم عليكم،وإذا لقيهم فكذلك أيضًا ،لقوله تعببالى )وإذا جبباءك
الذين يؤمنون بآياتنا فقببل سبلم عليكببم( وفبي هبذا خصيصبتان :ابتببداؤه بالسببلم علبى البداخل
سنة في حقنا أن الداخل والمار هو الذي يبدأ ،ووجوب البتداء عليه للمببر بببه فببي
والمار ،وال ّ
40
ومن خصائصه :أنه يجوز له رؤية ال تعالى في المنام ،ول يجوز ذلك لغيره فببي أحببد
وفببي "المسببتدرك" حببديث :ليببس لنبببي أن يببدخل بيتبًا مَزّوقبًا ،وقببال ابببن عببباس :مببا
وقال قتادة :إنما عبارة الرؤيا بالظن فيحق ال منهاما يشاء ويبطل ما يشبباء ،قببال ابببن جريببر:
هو كذلك في غير النبياء ،وأما النبياء فيما عبروه كائن ل محالة ,وكذب ثعلبة بن حبباطب فبامتنع مببن
أخذ الزكاة منه عقوبة له فلم يقبلها منه أبوبكر ،ول عمر ،ول عثمان حتى مات في خلفته.
وكذبت تميمة بنت وهب فامتنع من ردها إلى ُمطّلقها رفاعة فلم يرجعها إليه أبوبكر ول عمببر،
أقيله عنك.
وقال ابن عباس :كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إل النبي صلى ال عليه وآله وسلم.
وفي "مسند الشافعي" حديث "نصرت بالصبا وكانت عذابًا على من قبلي".
وفي أثر :أن آله صلى ال عليه وآله وسلم في أعل ذروة في الجنة.
وفي الحديث" :مثل أهل بيتي مثل سببفينة نببوح مببن ركبهببا نجببا ،ومببن تخلببف عنهببا
غرق" ،وأن من تمسك بهم وبالقرآن لم يضل ،وأنهم أمببان للمببة مببن الختلف ،وأنهببم سببادة
أهل الجنة ،وأن ال وعد أن ل يعذبهم ،وأن من أبغضهم أدخله ال النببار ،ول يببدخل قلببب أح بٍد
اليمان حتى يحبهم ل ولقرابتهم منه صلى ال عليه وآله وسلم ،وأن من قاتلهم كان كمن قاتل
41
مع الدجال ،وأن من صنع إلى أحدهم يدًا كافأه صلى ال عليه وآله وسلم ،يوم القيامببة ،وأنهببم
ما من أحد إل وله شفاعة يوم القيامة ،وأن الرجببل يقببوم لخيببه مببن مجلسببه إل بنببي هاشببم ل
يقومون لحد.
وشرع في عهده أحكام ثم ُنسخت ،فعل بها أصحابه ولم يعمل بها أحٌد بعدهم.
منها :فسخ الحج إلى العمرة عند الجمهور ،ومتعة النساء عند أكثر المببة ،ومتعببة الحببج فيمببا
والخلع فيما ذهب إليه أبوبكر بن عبدال المزني ،وقراءة القببرآن بببالمعنى ،ووجببوب
رمضان والفدية ،وتحريم زيارة القبور ،وادخبار الضبحية فبوق ثلث ،والنتبباذ فبي الوعيبة،
ونكاح الزاني العفيفة والزانية العفيف ،والقتال في الشهر الحببرام ،ووجببوب الوصببية للوالببدين
والقربين ،واعتداد المتوّفي عنها حوًل ،ومصابرة العشرين مئتين ،والقسمة مببن التركببة لمببن
حْلف
ل ،والرث بببال ِ
حضر ،واستئذان الصبيان والرقاء في الوقببات الثلث ،وقيببام الليببل إل قلي ً
بالذهب ،وتحريم المسألة لمن عنبده غبداء يبومه وعشباؤه ،وقتبل شبارب الخمبر فبي الرابعبة،
بزمنه صلى ال عليه وآله وسلم لنه كان يكفي الجاني منه هذا القدر.
ومن خصائصه فيما حكى القاضي عياض :أنه ل يجوز لحد أن يؤمه ،لنه ل يصببح
التقدم بين يديه في الصلة ول غيرها ،ل لعذر ول لغيره ،وقد نهى ال المؤمنين عن ذلببك ،ول
42
يكون أحد شافعًا له ،وقد قال صلى ال عليه وآله وسلم "أئمتكم شفعاؤكم" ،ولذلك قال أبوبكر:
ما كان لبن أبي قحافة أن يتقدم بين يدي رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم.
وخص أهل بدر من أصحابه بأن زادوا في الجنازة على أربع تكبيرات ،تمييزًا لهم لفضلهم.
ومن خصائصه :أن من أصحابه من اهتز العبرش لمبوته فرحبًا بلقباء روحبه ،وحضبر جنبازته
سبعون ألف من الملئكة لم يطأوا الرض قبل موته ،ومن غسلته الملئكة ،ومن ُيشّبه بجبريل وابراهيم،
وفي "طبقات ابن سعد" عن عمر بن سليمان قال :الحسبن والحسبين اسبمان مبن أسبماء أهبل
الجنة لم يكونا في الجاهلية .وفيها عن سببعيد بببن المسببيب أنببه كببان ل يسببتحب أن ُيسببمى ولببده بأسببماء
النبياء.
وفي "جامع الثوري" و"مصنف عبد الرزاق" عن سعيد بن المسيب أنببه رأى قوم بًا
يسلمون على النبي صلى ال عليه وآله وسلم ،فقال" :ما مكث نبي في قبره أكببثر مببن أربعيببن
وأورد إمام الحرمين فبي "النهايببة" ،والرافعببي فبي "الشببرح الصببغير" حببديث :أنببه
صلى ال عليه وآله وسلم قال" :أنا أكرم على ربي من أن يتركني في قبري بعد ثلث".
وفي "كفاية المعتقد" لليافعي :قال بعضهم :اليقين :اسم ورسم ،وعلم ،وعيببن ،وحببق .فالسببم
والرسم للعببوام ،والعلببم علببم اليقيببن للوليبباء ،وعيببن اليقيببن لخببواص الوليبباء ،وحببق اليقيببن للنبيبباء،
وقال الشيخ تاج الدين بن عطباء البب :النبيبباء يطبالعون بحقببائق المبور ،والوليبباء يطبالعون
بتمثالها.
وقال اليافعي أيضًا :فرق الشيخ عبدالقادر الكيلني بين ما تسمعه النبيبباء وبيببن مببا
تسمعه الولياء ،بأن وحي النبياء يسمى كلمبًا ،وإلهببام الوليبباء يسببمى حببديثًا ،فببالكلم يلببزم
43
وقال أبو عمر الدمشببقي الصببوفي :فببرض الب علببى النبيبباء إظهببار المعجببزات ليؤمنببوا بهببا،
للعوام.
وقببال النسببفي فببي "بحببر الكلم" :أرواح النبيبباء تخببرج مببن جسببدها وتصببير مثببل
صورتها ،مثل المسك والكافور ،وأرواح الشهداء تخرج من جسدها وتكون فبي أجبواف طيببور
خضر.
ومن خصائص النبياء :أنهم ُينصب لهم في الموقف منابر مببن ذهببب يجلسببون عليهببا ،وليببس
وقال سعيد بن المسيب :ل اعتكاف إل في مسجد نبي ،أخرجه النسائي من حديث قتيبة.
الحاديث في إجابة الدعاء وغيره ،فقال :لست أنكر من هذا إل شببيئين :الببذهب والمشببي علببى
وقال النووي في حببديث" :مببامن مولببود يولببد إل نخسببه الشببيطان إل مريببم وابنهببا"،
ظاهر الحديث اختصاص هببذه الفضببيلة بعيسببى وأمببه ،وأشببار القاضببي عيبباض إلببى أن جميببع
وفي "حاشية الكشاف" للطيبي في قوله تعالى) :الن خفف ال عنكم( روى السلمي
عن النصر آبادي :هذا التخفيف كان للمة دون الرسول صلى ال عليه وآله وسلم ،ومن يثقله
حمل أمانة النبوة كيف يخاطب بتخفيف اللقاء للضداد؟ وكيببف يخبباطب وهببو الببذي يقببول :بببك
أصول ،وبك أجول ،ومن كان به كيف يخفف عنه أو يثقل عليه؟.
وفي "تاريخ ابن عساكر" عن أبي حاتم الرازي قال :لم يكن في أمة مببن المببم منببذ خلببق ال ب
44
فقال له رجل :يا أبا حاتم ربما رووا حديثًا ل أصل له.
فقال :علماؤهم يعرفون الصحيح من السقيم ،فروايتهم الحديث الواهي ليتبين لمن بعببدهم أنهببم
وقال السبكي :إن من صلى مع النبببي صببلى الب عليببه وآلببه وسببلم ،وقببام معببه إلببى
خامسة عامدًا أو سلم من اثنيببن عامببدًا لبم تبطبل صببلته ،لنببه يجبوز أن يببوحى إليبه بالزيبادة
والنقصان ،أما بعده صلى ال عليه وآله وسلم فمتى تابع المأموم المام في ذلببك عامببدًا بطلببت
صلته.
وذكر ابن العربببي فببي "شببرح السببنن" مببن خصائصببه :النفببراد فببي السببفر وحببده لمنببه مببن
الشيطان ،بخلف غيره .وقال ابن دحية في "التنوير" خص ال نبيه صلى ال عليه وآلببه وسببلم بببألف
خصلة:
منها :صلة ال تعالى والملئكة عليه ،ومنهببا الرؤيببة والقببرب والببدنو ،والشببفاعة ،والوسببيلة
والفضببيلة والدرجببة الرفيعببة ،والبببراق والمعببراج ،والصببلة بالنبيبباء ،والسببراء ،وإعطبباء الرضببا
والسؤال ،والكوثر ،وسماع القول وإتمام النعمة ،والعفو عما تقبدم ومبا تبأخر ،وشبرح الصبدر ووضبع
الوزر ،ورفع الذكر وعزة النصر ،ونزول السبكينة وإيتباء الكتباب ،والسببع المثباني ،والقبرآن العظيبم،
وأن بعثه رحمة للعالمين ،والحكم بين الناس بما أراه ال ،وليس ذلك لغيره من النبيباء عليبه وعليهببم
الصلة والسببلم ،حسبببما نطببق بببه القببرآن العظيببم ،والقسببم بإسببمه ،وإجببابته دعببوته ،والشببهادة بيببن
النبياء والمم يوم القيامة ،والمحبة والخلة ،وغير ذلك مما ل يحصى كثرة،انتهى.
ووقفببت علبى كتباب "حسببن القتصبباص لمببا يتعلببق بالختصباص" للشببيخ ببدر البدين
ابنالدماميني ،فوجدته قببال فيببه :مببن خصائصببه صببلى ال ب عليببه وآلببه وسببلم :وجببوب وقببايته
بالنفس.
قال ابن الُمنيّبر :أوجب ال في حقبه عليبه الصبلة والسبلم أن ُيبؤَثر علبى النفبس ،وأن يكبون
45
حبد :نحبري دون نحبرك ،فهبذا مبن خصائصبه ،ل خلف أن هبذا ل يجبب
ولهذا قال سعد يبوم أ ُ
لغيره ،وهل يجوز أن يفعل لغيره؟ الظبباهر أنببه ل يجببوز بالقيبباس علببى عببدم جببواز اليثببار بالمبباء فببي
قال :وانظر هببل فببي منعببه مببن نكبباح المببة وتعليلهببم ،لن مببن تببزوج َأمبًة كببان ولببده
منهارقيقًا ،ومنصبه صلى ال عليه وآله وسلم ُينّزه عن مثل ذلك فيه إشارة إلى منببع الشببريف
جببل منصببب
الحسني والحسيني من تزويج المة ،لنه يفضي إلى أن يكون ولده منها رقيقًا ،وَي ِ
سيد الخلق صلى ال عليه وآله وسلم من أين يسترق أحد من ذريته؟
ولما تكلم ابن الُمَنيّبر في "شرح البخاري" على الحديث المببذكور فببي ببباب "مببن ملببك
من العرب رقيقًا" وفيه قوله صلى ال عليه وآله وسلم" :اعتقها فانها من ولد اسماعيل".
قال :تملك العرب ل بد عندي فيه من تفصبيل ،ومبن تخصبيص الشبرفاء مبن ولبد فاطمبة .فلبو
فرضنا أن حسنيًا أو حسينيًا تزوج أَمة ،لستبعدنا الخلف في أن ولده منها ل يسترق.
دليله قوله عليه السلم" :أعتقها فإنها مبن ولبد اسبماعيل" فبإذا كبان كونهبا مبن ولبد
صعب عسر.
قببال اسببحاق بببن راهببويه :كببانت تلببك رائحتببه بل طيببب ،وقببد ع بّد بعضببهم ذلببك فببي
خصائصه ،انتهى.
وفي "تذكرة" الشيخ بدر الدين بن الصاحب ما نصه :كببانت همببم النبيبباء متوجهببة إلببى طلببب
رجل يقص عليهم أخبار الولين والخرين ،فجاء النبي صلى ال عليه وآله وسلم عن تلك الهمم كلهببا،
46
وقال ابن السبكي في "التوشيح" :سمعت الوالد يقول وقببد سببئل عببن العلقببة السببوداء
إن تلك العلقة خلقها ال في قلوب البشر قابلة لما يلقيه الشيطان فيها ،فأزيلت من قلب
النبي صلى ال عليه وآله وسلم ،فلم يبق فيه مكان قابل لن يلقي الشيطان فيه شيئًا ،قببال هببذا
معنى الحديث .ولم يكن للشيطان فيببه حببظ قببط ،وإنمببا الببذي نقبباه الملببك أمببر هببو فببي الجبلت
البشرية فأزيل القابل الذي لم يكن يلزم من حصوله حصول القذف في القلب.
قلت لهَ :فِلَم خلق ال هذا القابل في هذه الذات الشريفة ،وكببان يمكببن أن ل يخلقببه ال ب
فيها؟
خ الوالَد بعد موته ،وعليه أنوار ،ووقع في نفسه أنه ببركة هذا البحث.
وقد رأى ال ُ
وقال السبكي في "الطبقات" :لم يثبت عندي أن وليًا أحيبى لبه ميتبًا أزمانبًا كبثيرة بعبدما صبار
عظمًا رميمًا ،ثم عاش بعده يحيببى زمانبًا كببثيرًا ،فهببذا القببدر لببم يبلغنببا ،ول أعتقببد أنببه وقببع لحببد مببن
الولياء ،ول شك فببي مثببل وقببوعه للنبيبباء عليهببم السببلم ،فمثببل هببذا يكببون معجببزة ول تنتهببي إليببه
الكرامة.
هذه النسخة المباركة بحمد ال تعالى وعونه من نسخة نقلت من نسخة نقلت عن نسخة سيدنا
ومولنا الشيخ المام العالم العامل الجمالي يوسببف الشببريف تلميببذ سببيدنا ومولنببا شببيخ السببلم الجلل
السيوطي ،مؤلف هذا الكتاب وهي نسخة معتمدة مكتوبة أعني نسخة السيد الشريف من نسببخة المؤلببف
47
التي ألحقها الزيادة بعد أن انتشرت النسخ التي تعتبر زيادة .انتهى .وال أعلببم بالصببواب وإليببه المرجببع
والمآب.
وكان التمام بتاريخ أوائل شهر شعبان المعظم من شهور سنة تسع بعد اللببف مببن
الهجرة النبوية ،على صاحبها أفضل الصلة والسلم ،على يد أفقر عباد ال وأحببوجهم إلببى
بإحسان إلى يوم الدين ،ول حول ول قوة إل بال العلببي العظيببم ،سبببحان ربببك رب
*
48
49