Professional Documents
Culture Documents
العلقة بين الدبلوماسية واستخدام القوة العسكرية هي العلقة بين السلم والحرب .فالعلقة بين الدبلوماسية والقوة يربط
بينهما خيط رفيع ،فإذا انقطع هذا الخيط وفشلت معركة الدبلوماسية تبدأ معركة القوة العسكرية وتمر المعركة
الدبلوماسية في مناوراتها بالتهديد باستخدام القوة ،وذلك بحشد القوات العسكرية والستعدادات الحربية للضغط على
الخصم لتحقيق مآرب سياسية قبل نشوب الحرب ،فإذا تحققت تلك الهداف لم يعد مجديا استخدام القوة العسكرية،
ويعتبر ذلك نصرا للدبلوماسية ودعاة السلم ،وإذا فشلت ونشبت الحرب فهذا يعني فشل معركة ومساعي الدبلوماسية
* عضو مجلس الشورى
وانتصار معركة دعاة ورجال الحرب ،وتبدأ معركة جديدة بين الدبلوماسية والقوة العسكرية في محاولة لنهاء الحرب
د .يوسف بن ابراهيم بأقل الخسائر ،وتظهر المعركة بين الدبلوماسية والقوة ماثلة أمامنا في وقت كتابة هذا المقالة وهي المعركة الدائرة في
أروقة هيئة المم المتحدة ومجلس المن ووزارات الخارجية في البلدان المعنية لمنع نشوب الحرب بين الحلفاء والعراق
السلوم
وهي أحد الوظائف الساسية لمجلس المن حيث أنشئت هيئة المم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية لمنع تجدد نشوب
الحرب واستتباب المن وإقرار السلم في العالم.
ويستخدم العلم لتبادل الرسائل الدبلوماسية وتقرير الحرب في المعركة الدائرة بينهما إن دراسة القضية العراقية لنزع سلح الدمار الشامل تحولت إلى
معركة أخرى هي معركة لفرض النفوذ والتلميح بفرض الديمقراطية بعد انتهاء الحرب ليس في العراق وحده بل في المنطقة المحيطة بالعراق العربية
واليرانية بعده ،ويغيب عن هؤلء أن فرض الديمقراطية بواسطة أسنة الرماح وفوهات البنادق والمدافع وضجيج الدبابات وأزيز الطائرات هي محاولة
يائسة ،لن الديمقراطية يجب أن تنبع من الشعوب ول تستورد من وراء الحدود بالقوة والحشود العسكرية التي نراها من حولنا هذه اليام.
وعندي أن المعركة الدائرة بين الدبلوماسية والقوة العسكرية بين الحلفاء والعراق ما هي إل جزء من الحرب الدائرة والتي بدأت سنة 1991م ولم تنته
واستمرت خلل العقد الماضي بين مد وجزر واستعداد لجراء تجارب لتكتيكات واستراتيجيات وأسلحة جديدة منها على سبيل المثال :أم القنابل وهي
استعارة لمسمى أم المعارك وتدخل في المجال بين العسكرية العراقية والعسكرية المريكية في معركة غير متكافئة وهذه السياسة المريكية ليست جديدة
على المنطقة بل هي تنفيذ وامتداد لخطط سابقة لبسط النفوذ المريكي في المنطقة لتطبيق نظرية قديمة هي ملء الفراغ الذي تركه الستعمار في المنطقة
بعد آخر خطوة لرحيله سنة 1971م يوم استقلت المارات العربية المتحدة وبقية دول الخليج العربي ،ومنذ ذلك التاريخ والسيناريوهات والخطط تجري
عليها التجارب والدراسات في المعاهد والكليات العسكرية العليا وخاصة بعد استخدام العرب لسلح النفط بقطع البترول سنة 1973م وتم وضع
استراتيجية الحرب الستبقاية أو الوقائية التي يبدو أن استخدامها بدا وشيكا ،كما يظهر في البيانات والتحركات.
وهي تطوير لستراتيجية الردع التي كانت تهدف إلى التهديد باستخدام القوة إلى استخدامها بالفعل ،وظهرت هذه الستراتيجية الجديدة بعد أن انفردت
أمريكا بالقوة بعد سقوط التحاد السوفيتي لفرض وتطبيق النظام العالمي الجديد والعولمة ولكن العرب ل يستفيدون من دروس التاريخ لوضع الخطط
المعاكسة ول يستفيدون من الحروب والمعارك السابقة بل إنهم ينشغلون في معارك جانبية ولذا فإنهم يقفون موقف العاجز أمام القضايا المطروحة.
إن في السلم قوة وفي القوة البشرية للعرب والمسلمين قوة وفي القوة المادية ومنها النفطية من القوة المعنوية والمادية ،ما ل يستهان بها إذا استخدمت،
إننا يجب أن نتعلم من محاولة القوى الخارجية السيطرة على مصادر الثروة الوطنية بكيفية المحافظة عليها والستفادة منها لبناء القوة العسكرية
والصناعية والدبلوماسية اليجابية واستخدام سلح العلم وجميع القوى التي نمتلكها ،كما يجب أن نتعلم من تجارب المم الخرى التي خرجت من
الحرب العالمية الثانية مهزومة مثل اليابان وألمانيا لعادة بناء القوة القتصادية والعسكرية بل والدبلوماسية لكي نوجد لنا مكانا مرموقا بين دول العالم.
وهذا يحتاج إلى تبني استراتيجيات جديدة في مجالت التعليم ونقل التقنية واستخدام واستثمار الثروة المادية الوطنية في الداخل وإكمال معركة التنمية
القتصادية والجتماعية بإسناد المشروعات القتصادية إلى القطاع الخاص وبناء الصناعات والقوة العسكرية البشرية ومكافحة الفقر والجهل والمرض
والبطالة إلى جانب العدل وتطبيق الشريعة السلمية وتطوير النظمة ،أي أن الحكومات في الوطن العربي والدول السلمية يجب أن تركز على
الوظائف الساسية والسيادية للدول مثل إقرار العدل والهتمام بالشؤون الداخلية والخارجية والدفاع والمن وترك المشروعات القتصادية وقطاع
الخدمات إلى القطاع الخاص وتتفرغ الحكومات لقرار العدل والمن والستقرار وبناء علقات دبلوماسية مع المم الخرى .كما ينبغي الهتمام
بالدراسات الستراتيجية وإنشاء المراكز للدراسات والبحوث المتخصصة في الستراتيجية والعلقات الدولية لتلفي أخطاء الماضي.وال الموفق ؛؛؛