Professional Documents
Culture Documents
مقدمة ثانية
ليعلم أن الخلف بينهم وبين غيرهم ثلثة أقسام:
قسم >الول< :يرجع النزاع فيه إلى لفظ مجرد ،كتسضضميتهم صضضانع
العضضالم –تعضضالى عضضن قضضولهم -جضضوهرًا ،مضضع تفسضضيرهم الجضضوهر :بضضأنه
الموجود ل في موضوع أى القائم بنفسه الضضذى ل يحتضضاج إلضضى مقضضوم
يقومه ،ولم يريدوا به الجوهر المتحيز ،على ما أراده خصومهم.
ولسنا نخوض فضضي إبطضضال هضضذا ،لن معنضضى القيضضام بضضالنفس إذا صضضار
متفقا ً عليه ،رجع الكلم في التعبير باسم الجوهر عضضن هضضذا المعنضضى،
وغت اللغة إطلقه ،رجع جواز إطلقضضه إلى البحث عن اللغة ،وإن س ّ
ن تحريضضم إطلق السضضامى فضضي الشضضرع ،إلضضى المبضضاحث الفقهيضضة ،فضضإ ّ
وإباحتها يؤخذ مما يدل عليه ظواهر الشرع.
ولعلك تقول:
القسم الثضاني :مضا ل يصضدم مضذهبهم فيضه أصضل ً مضن أصضول الضدين،
وليس من ضرورة تصديق النبياء والرسل منازعتهم فيضضه ،كقضضولهم:
إن كسوف القمر ،عبارة عن انمحاء ضوء القمر بتوسط الرض بينضضه
وبين الشمس ،والرض كرة والسماء محيطة بها من الجضضوانب ،وإن
كسوف الشمس ،وقوف جرم القمر بين الناظر وبين الشضضمس عنضضد
اجتماعهما في العقيدتين على دقيقة واحدة.
وهذا الفن أيضا ً لسنا نخوض في إبطاله إذ ل يتعلق بضضه غضضرض ومضضن
ظن أن المناظرة في ابطال هذا من الدين فقضضد جنضضى علضضى الضضدين،
ضّعف أمره ،فإن هذه المور تقوم عليها براهين هندسية حسابّية ل و َ
ّ
قق أدلتها ،حتى ُيخبر بسضضببها ّ
يبقى معها ريبة .فمن تطلع عليها ،ويتح ّ
عن وقت الكسوفين وقدرهما ومدة بقائهما إلى النجلء ،إذا قيل لضضه
إن هذا علضضى خلف الشضضرع ،لضضم يسضضترب فيضضه ،وإنمضضا يسضضتريب فضضي
مضضنمن ينصره ل بطريقه أكثر من ضضضرره م ّ الشرع ،وضرر الشرع م ّ
يطعن فيه بطريقة .وهو كما قيل :عدوّ عاقل خير من صديق جاهل.
فضضان قيضضل :فقضضد قضضال رسضضول اللضضه صضضلى اللضضه عليضضه وس ضّلم )) :ان
الشمس والقمر ليتضضان مضضن آيضضات اللضضه ل يخسضضفان لمضضوت أحضضد ول
لحياته ،فاذا رأيتم ذلك فضضافزعوا الضضى ذكضضر اللضضه والصضضلة(( ،فكيضضف
يلئم هذا ماقالوه؟ قلنا :وليس فى هذا ما يناقض ما قالوه ،اذ ليس
فيه ال نفى وقضضوع الكسضضوف لمضضوت احضضد او لحيضضاته والمضضر بالصضضلة
عنده .والشرع الذى يأمر بالصلة عند الزوال والغروب والطلوع من
أين يبعد منه ان يأمر عند الكسضضوف بهضضا اسضضتحبابًا؟ فضضان قيضضل :فقضضد
ى لشضضىء خضضضع رُوى انه قال فى آخر الحديث )) :ولكن الله اذا تجل ّ
ل علضضى ان الكسضضوف خضضضوع بسضضبب التجلضضى ،قلنضضا :هضضذه لضضه(( فيضضد ّ
ح نقلها فيجب تكذيب ناقلها ،وانما المروى مضضا ذكرنضضاه الزيادة لم يص ّ
كيف ،ولو كان صحيحًا ،لكان تأويله أهون من مكابرة أمضضور قطعيضضة.
فكم من ظواهر أ ُّولت بالدلة العقلّية التي ل تنتهي في الوضوح إلضضى
هذا الحد.
ملحضضدة ،أن يصضضرح ناصضضر الشضضرع بضضأن هضضذا، وأعظم مضضا يفضضرح بضضه ال ُ
وأمثاله على خلف الشرع ،فيسهل عليه طريضضق إبطضضال الشضضرع ،ان
ن البحث في العالم عن كونه حادث ضا ً كان شرطع امثال ذلك .وهذا :ل ّ
أو قديمًا ،ثم إذا ثبت حدوثه فسواء كان كرة ،أو بسيطًا ،أو مثمنًا ،أو
دسًا ،وسواء كانت السماوات ،وما تحتها ثلثة عشرة طبقة ،كمضضا مس ّ
ى كنسضضبة ل ،أو أكثر ،فنسبة النظر فيه الى البحث اللهضض ّ قالوه ،أو أق ّ
ب الرمضضان .فالمقصضضود: النظر الى طبقات البصل وعضضددها وعضضدد حض ّ
كونه من فعل الله سبحانه وتعالى فقط ،كيف ما كانت.
الثالث :ما يتعلق النزاع فيه بأصضضل مضضن أصضضول الضضدين ،كضضالقول فضضي
حدوث العالم ،وصفات الصانع ،وبيان حشر الجسضضاد والبضضدان ،وقضضد
أنكروا جميع ذلضضك .فهضضذا الفضضن ونظضضائره هضضو الضذى ينبغضضي أن يظهضر
فساد مذهبهم فيه دون ما عداه.
مقدمة ثالثة
سن اعتقاده في الفلسضضفة ،وظضضن أن لُيعلم أن المقصود تنبيه من ح ُ
مسالكهم نقية عن التناقض ،ببيان وجوه تهافتهم ،فلذلك أنا ل أدخل
في العتراض عليهم إل دخول مطالب منكر ،ل دخضضول مضضدع مثبضضت.
فأبطل عليهم ما اعتقدوه مقطوعا ً بإلزامات مختلفة ،فألزمهم تضضارة
مذهب المعتزلة وأخرى مذهب الكراميضضة؛ وطضضورا ً مضضذهب الواقفيضضة،
ول أتهض ذابا ً عن مذهب مخصوص بل أجعل جميع الفرق إلبا ً واحدا ً
عليهضضم ،فضضإن سضضائر الفضضرق ربمضضا خالفونضضا فضضى التفصضضيل ،وهضضؤلء
يتعرضضضون لصضضول الضضدين ،فلنتظضضاهر عليهضضم فعنضضد الشضضدائد تضضذهب
الحقاد.
مقدمة رابعة
مضضن عظضضائم حيلهضضم فضضي السضضتدراج -إذا أورد عليهضضم إشضضكال فضضي
معرض الحجاج -قولهم :إن هذه العلوم اللهية غامضة خفيضضة ،وهضضى
أعصى العلوم على الفهام الذكية؛ ول يتوصل إلضضى معرفضضة الجضضواب
عضضن هضضذه الشضضكالت ،إل بتقضضديم الرياضضضيات ،والمنطقيضضات .فيمضضن
يقلدهم في كفرهم ،إن خطر له إشكال على مذهبهم ،يحسن الظن
بهم ،ويقول :ل شضضك فضضى أن علضضومهم مشضضتملة علضضى حلضضه ،وا إنمضضا
ى دركه لني لم أحكم المنطقيات ولم أحصل الرياضيات. يعسر عل ّ
فنقول :أما الرياضّيات الضضتى هضضى نظضضر فضضى الكضضم المنفصضضل – وهضضو
الحساب -فل تعلق لللهيضضات بضضه ،وقضضول القضضائل :ان فهضضم اللهي ّضضات
خْرق ،كقول القائل :ان الطب والنحو واللغة يحتاج اليهضضا يحتاج اليها ُ
أو الحساب يحتاج الى الطب.
وأما الهندسيات ،التى هى نظر فى الكم المتصل يرجع حاصضضله الضضى
بيان ان السموات وتحتهضضا الضضى المركضضز كضضرىّ الشضضكل ،وبيضضان عضضدد
طيقاتهضضا ،وبيضضان عضضدد الكضضر المتحّركضضة فضضى الفلك ،وبيضضان مقضضدار
ى ،وهضضو حركاتها ،فلنسلم لهم جميع ذلك فى شىء من النظر الله ّ
كقول القائل :العلم بان هذا البيت حصل بصنع بناء عالم مريضد قضضادر
ى يفتقر الى أن يعرف ان البيت مسدس أو مثمن وان يعرف عدد ح ّ
جذوعه وعدد لبناته ،وهو هضضذيان ل يخفضضى فسضضاده .وكقضضول القضضائل:
ليعرف كون هضضذه البصضضلة حادثضضة مضضا لضضم يعضضرف عضضدد طبقاتهضضا ،ول
جضضريعرف كون هذه الرمانة حادثة ما لم يعرف عدد حباتهضضا ،وهضضو ه ُ
ث عند كل عاقل. من الكلم مستغ ّ
نعم قضولهم :إن المنطقيضات ل بضد ّ مضن إحكامهضا ،فهضضو صضحيح،
ميه في ولكن المنطق ليس مخصوصا ً بهم ،وإنما هو الصل الذي نس ّ
ل ،وقضضدفن )الكلم( )كتاب النظر( فغّيروا عباراته إلى المنطضق تهضوي ً
ميه )مضضدارك العقضضول( ،فضضإذا سضضمع ميه )كتاب الجضضدل( ،وقضضد نسض ّ نس ّ
المتكايس المستضعف ،اسم المنطق ،ظن أنه فن غريب ،ل يعرفضضه
المتكّلمون ،ول يطلع عليه إل الفلسفة.
ونحن ،لندفع هذا الخبال ،واستئصال هذه الحيلضة فضى الضضلل،
نرى ان نفرد القول فى مدراك العقول فى هذا الكتضضاب ونهجضضر فيضضه
ألفاظ المتكّلمين والصولّيين ،بل نوردها بعبارات المنطقّيين ونصّبها
فى فوالبهم ونقتفى آثارهم لفظا لفظا.
وننضضاظرهم فضضى هضضذا الكتضضاب بلغتهضضم ،أعنضضى بعبضضاراتهم فضضي
المنطق ،ونوضح ان ما شرطوه فى صحة مادة القيضضاس وماوضضضعوه
من الوضاع فضضى ايسضضاغوجى وقاطيغوريضضاس الضضتى هضضى مضضن اجضضزاء
دماته لم يتمكنوا من الوفضضاء بشضضىء منضضه فضضى علضضومهم المنطق ومق ّ
اللهية.
ولكنا نرى أن نورد )مضدراك العقضول( فضى آخضر الكتضاب فضأنه كاللضة
لدرك مقصود الكتاب ،ولكضضن رب نضاظر يسضضتغنى عنضضه مضن ل يحتضاج
إليه ،ومن ليفهم فضضى آحضضاد المسضضائل فضضى الضضرد عليهضضم ،فينبغضضى أن
يبتدئ أول يحفظ كتاب )معيضضار العلضضم( الضضذى هضضو الملقضضب بضضالمنطق
عندهم.
ولنذكر الن بعد المقدمات:
فهرست المسائل
التي أظهرنا تناقض مذهبهم فيها في هذا الكتاب.
وهي عشرون مسألة:
المسألة الولى :إبطال مذهبهم في أزلية العالم.
المسألة الثانية :إبطال مذهبهم في أبدية العالم.
المسألة الثالثة :بيان تلبسهم في قولهم :أن الله صضضانع العضضالم ،وأن
العالم صنعه.
المسألة الرابعة :في تعجيزهم عن إثبات الصانع.
المسألة الخامسة :في تعجيزهم عضضن إقامضضة الضضدليل علضضى اسضضتحالة
الهين.
المسألة السادسة :في نفي الصفات.
المسضضألة السضضابعة :فضضي قضضولهم :إن ذات الول ل ينقسضضم بضضالجنس
والفصل.
المسألة الثامنة :في قولهم :إن الول موجود بسيط بل ماهية.
المسضضألة التاسضضعة :فضضي تعجيزهضضم ،عضضن بيضضان إثبضضات أن الول ليضضس
بجسم.
المسألة العاشرة :في تعجيزهم ،عن إقامة الضضدليل علضضى أن للعضضالم
صانعًا ،وعلة.
المسألة الحادية عشرة :في تعجيزهم عضضن القضضول :بضضأن الول يعلضضم
غيره.
المسألة الثانية عشرة :فضضي تعجيزهضضم عضضن القضضول :بضضأن الول يعلضضم
ذاته.
المسضضألة الثالثضضة عشضضرة :فضضي إبطضضال قضضولهم :أن الول ل يعلضضم
الجزئيات.
المسضضألة الرابعضضة عشضضرة :فضضي إبطضضال قضضولهم :أن السضضماء حيضضوان
متحرك بالرادة.
المسألة الخامسة عشرة :فيما ذكروه من العرض المحرك للسماء.
المسألة السادسة عشرة :في قولهم :أن نفضضوس السضضماوات ،تعلضضم
جميع الجزئيات الحادثة في هذا العالم.
المسألة السابعة عشرة :في قولهم :باستحالة خرق العادات.
المسألة الثامنة عشرة :في تعجيزهضضم عضضن إقامضضة البرهضضان العقلضضي،
على أن النفس النساني جوهر روحاني.
المسألة التاسعة عشرة :في قولهم :باستحالة الفناء علضضى النفضضوس
البشرية.
المسألة العشرون :في إبطال إنكارهم البعث ،وحشر الجسضضاد ،مضضع
التلذذ والتألم بالجنة والنار ،باللم واللذات الجسمانية.
فهضضذا ماأردنضضا أن نضضذكر تناقضضضهم فيضضه مضضن جملضضة علضضومهم اللهيضضة
والطبيعية ،وأما الرياضيات فل معنى لنكارها ولللمخالفة فيها ،فإنها
ترجع إلى الحساب والهندسة.
وأما المنطقيات فهى نظر في آلة الفكضضر فضضى المعقضضولت ،وليتفضضق
فيه خلف به مبالة ،وسنورد فى كتاب ))معيار العلضضم(( مضضن جملتضضه
ما يحتاج إليه لفهم مضمون هذا الكتاب إن شاء الله.
الول يستحيل حدوث حادث من قديم مطلقا ً قولهم يستحيل صدور حضضادث
من قديم مطلقا ً لنا إذا فرضنا القضضديم ولضضم يصضضدر منضضه العضالم مثل ً فإنمضضا لضم
يصدر لنه لم يكن للوجود مرجح بل كان وجود العالم ممكنا ً إمكانا ً صرفا ً فضضإذا
حدث بعد ذلك لم يخل إما أن تجدد مرجح أو لم يتجدد فإن لضضم يتجضضدد مرجضضح
بقي العالم على المكان الصرف كما قبل ذلك وإن تجدد مرجح فمضضن محضضدث
ذلك المرجح ولم حدث الن ولم يحدث من قبل والسؤال في حدوث المرجضضح
قائم .وبالجملة فأحوال القديم إذا كانت متشابهة فإما أن ل يوجضضد عنضضه شضضيء
قط وإما أن يوجد على الدوام فأما أن يتميز حال الترك عن حال الشروع فهو
محال .لم لم يحدث العالم قبضضل حضضدوثه ...وتحقيقضضه أن يقضضال :لضضم لضضم يحضضدث
العالم قبل حدوثه ل يمكن أن يحال على عجزه عن الحداث ول على استحالة
الحدوث فإن ذلك يؤدي إلى أن ينقلب القديم من العجز إلضضى القضضدرة والعضضالم
من الستحالة إلى المكان وكلهما محالن .ول أمكن أن يقال :لضضم يكضضن قبلضضه
غرض ثم تجدد غرض ول أمكن أن يحال على فقضضد آلضضة ثضضم علضضى وجودهضضا بضضل
أقرب ما يتخيل أن يقال :لم يضضرد وجضضوده قبضضل ذلضضك .فيلضضزم أن يقضضال :حصضضل
وجوده لنه صار مريدا ً لوجوده بعد أن لم يكن مريدا ً فيكون قد حدثت الرادة.
أو قبضضل حضضدوث الرادة وحضضدوثه فضضي ذاتضضه محضضال لنضضه ليضضس محضضل الحضضوادث
وحدوثه ل في ذاته ل يجعله مريضضدًا .ولنضضترك النظضضر فضضي محضضل حضضدوثه .أليضضس
الشكال قائما ً في أصل حدوثه! وأنه من أين حدث ولم حدث الن ولم يحدث
قبله أحدث الن ل من جهة الله فإن جاز حادث من غير محدث فليكن العضضالم
حادثا ً ل صانع له وإل فأي فرق بين حادث وحادث وإن حدث بإحداث الله فلضضم
حدث الن ولم يحدث من قبل ألعدم آلة أو قدرة أو غرض أو طبيعضضة فلمضضا أن
تبدل ذلك بالوجود وحدث عاد الشكال بعينضضه .أو لعضضدم الرادة فتفتقضضر الرادة
إلى إرادة وكذى الرادة الولضضى ويتسلسضضل إلضضى غيضضر نهايضضة .فضضإذن قضضد تحقضضق
بالقول المطلق أن صدور الحادث من القديم من غيضضر تغيضضر أمضضر مضضن القضضديم
في قدرة أو آلة أو وقت أو غرض أو طبع محال وتقدير تغيضضر حضضال محضضال لن
الكلم في ذلك التغير الحضضادث كضضالكلم فضضي غيضضره والكضضل محضضال ومهمضضا كضضان
العالم موجودا ً واستحال حدثه ثبت قدمه ل محالضضة .وهضضذا أقضضوى أدلتهضضم فهضضذا
أخبل أدلتهم .وبالجملة كلمهم في سائر مسائل اللهيات أرك من كلمهم فضي
هذه المسألة إذ يقدرون هاهنا علضضى فنضضون مضضن التخييضل ل يتمكنضضون منضه فضي
غيرها .فلذلك قدمنا هذه المسألة وقدمنا أقوى أدلتهم.
لماذا يستحيل حدوث حادث بإرادة قديمة العتراض من وجهيضضن :أحضضدهما أن
يقال :بم تنكضضرون علضضى مضضن يقضضول :إن العضضالم حضضدث بضضإرادة قديمضضة اقتضضضت
وجوده في الوقت الذي وجد فيه وأن يستمر العضضدم إلضضى الغايضضة الضضتي اسضضتمر
إليها وأن يبتدئ الوجود من حيث ابتدأ وأن الوجضضود قبلضضه لضضم يكضضن مضضرادا ً فلضضم
يحدث لذلك وأنه في وقته الذي حدث فيه مراد بالرادة القديمة فحدث لضضذلك
فما المانع لهذا العتقاد وما المحيل له قولهم :لكل حادث سبب ...فضضإن قيضضل:
هذا محال بين الحالة لن الحادث موجب ومسبب .وكما يستحيل حادث بغيضضر
سبب وموجب يستحيل وجود موجب قد تم بشضرائط إيجضابه وأركضانه وأسضبابه
حتى لم يبق شيء منتظر البتضضة ثضضم يتضضأخر المضضوجب بضضل وجضضود المضضوجب عنضضد
تحقق الموجب بتمام شروطه ضروري وتأخره محضضال حسضضب اسضضتحالة وجضضود
الحادث الموجب بل موجب .فقبل وجود العضالم كضان المريضد موجضودا ً والرادة
موجودة ونسبتها إلى المراد موجضضودة ولضضم يتجضضدد مريضضد ولضضم يتجضضدد إرادة ول
تجدد للرادة نسبة لم تكن فإن كل ذلك تغير فكيف تجضضدد المضضراد ومضضا المضضانع
من التجدد قبل ذلك وحال التجدد لم يتميز عن الحال السابق فضضي شضضيء مضضن
الشياء وأمر من المور وحال من الحوال ونسبة من النسب بضضل المضضور كمضضا
كانت بعينها .ثم لم يكن يوجد المراد وبقيت بعينها كما كانت فوجد المضضراد مضضا
هذا إل غاية الحالة .وذلك في المضضور الوضضضعية أيض ضا ً فضضي الطلق مثل ً وليضضس
اسضضتحالة هضضذا الجنضضس فضضي المضضوجب والمضضوجب الضضضروري الضضذاتي بضضل وفضضي
العرفي والوضعي فإن الرجل لو تلفظ بطلق زوجته ولم تحصل البينونضضة فضضي
الحضضال لضضم يتصضضور أن تحصضضل بعضضده لنضضه جعضضل اللفضضظ علضضة للحكضضم بالوضضضع
والصضضطلح فلضضم يعقضضل تضضأخر المعلضضول إل أن يعلضضق الطلق بمجيضضء الغضضد أو
بدخول الدار فل يقع في الحال ولكن يقع عند مجيء الغضضد وعنضضد دخضضول الضضدار
فإنه جعله علة بالضافة إلى شيء منتظر .فلما لضضم يكضضن حاضضضرا ً فضضي الضضوقت
وهو الغد والدخول توقف حصول الموجب على حضضضور مضضا ليضضس بحاضضضر فمضضا
حصل الموجب إل وقد تجدد أمر وهو الضدخول وحضضضور الغضضد حضتى لضضو أراد أن
يؤخر الموجب عن اللفظ غير منوط بحصول ما ليس بحاصل لم يعقل مع أنضضه
الواضع وأنه المختار في تفصيل الوضع .فإذا لم يمكننا وضع هذا بشهوتنا ولضضم
نعقله فكيف نعقله في اليجابات الذاتية العقليضضة الضضضرورية المقصضضود فعلضضه ل
يتأخر إل بمانع وأما في العادات فما يحصل بقصضضدنا ل يتضضأخر عضضن القصضضد مضضع
وجود القصد إليه إل بمانع فإن تحقيق القصضضد والقضضدرة وارتفعضضت الموانضضع لضضم
يعقل تأخر المقصود وإنما يتصور ذلضضك فضضي العضضزم لن العضضزم غيضضر كضضاف فضضي
وجود الفعل بل العزم علضضى الكتابضضة ل يوقضضع الكتابضضة مضضا لضضم يتجضضدد قصضضد هضضو
انبعاث في النسان متجدد حال الفعل فضضإن كضضانت الرادة القديمضضة فضضي حكضضم
قصدنا إلى الفعل فل يتصور تأخر المقصود إل بمضضانع ول يتصضضور تقضضدم القصضضد
فل يعقل قصد فضي اليضضوم إلضضى قيضضام فضضي الغضضد إل بطريضضق العضضزم .وإن كضانت
الرادة القديمة في حكم عزمنا فليس ذلك كافيا ً في وقوع المعزوم عليضضه بضضل
ل بد من تجدد انبعاث قصدي عند اليجاد وفيه قول بتغير القديم .لماذا يحضضدث
القصد ثم يبقى عين الشكال في أن ذلك النبعضاث أو القصضد أو الرادة أو مضا
شئت سمه لم حدث الن ولم يحدث قبل ذلك فإما أن يبقى حضضادث بل سضضبب
أو يتسلسل إلى غير نهاية .ورجع حاصل الكلم إلى أنضضه وجضضد المضضوجب بتمضضام
شروطه ولم يبق أمر منتظر ومع ذلك تأخر المضضوجب ولضضم يوجضضد فضضي مضضدة ل
يرتقي الوهم إلى أولها بل آلف سنين ل تنقص شيئا ً منها ثم انقلضضب المضضوجب
بغتة من غير أمر تجدد وشرط تحقق وهو محال فضضي نفسضضه .قولنضضا :مضضن أيضضن
تعرفون المضضر ...والجضضواب أن يقضضال :اسضضتحالة إرادة قديمضضة متعلقضضة بإحضضداث
شضضيء أي شضضيء كضضان تعرفضضونه بضضضرورة العقضضل أو نظضضره وعلضضى لغتكضضم فضضي
المنطق تعرفون اللتقاء بين هذين الحدين بحد أوسط أو من غير حد أوسضضط.
فإن ادعيتم حدا ً أوسط وهو الطريق النظري فل بضضد مضضن إظهضضاره وإن ادعيتضضم
معرفة ذلضك ضضرورة فكيضف لضم يشضارككم فضي معرفتضه مخضالفوكم والفرقضة
المعتقدة بحدث العالم بإرادة قديمة ل يحصرها بلد ول يحصضضيها عضضدد ول شضضك
في أنهم ل يكابرون العقول عنادا ً مع المعرفة فل بضد مضن إقامضضة برهضضان علضى
شرط المنطق يدل علضضى اسضضتحالة ذلضضك إذ ليضضس فضضي جميضضع مضضا ذكرتمضضوه إل
السضضتبعاد والتمثيضضل بعزمنضضا وإرادتنضضا وهضضو فاسضضد فل تضضضاهي الرادة القديمضضة
القصود الحادثضضة وأمضضا السضضتبعاد المجضضرد فل يكفضضي مضضن غيضضر برهضضان ... .مضضن
ضرورة العقل فإن قيل :نحن بضرورة العقل نعلم أنه ل يتصور مضضوجب بتمضضام
شروطه من غير موجب ومجوز ذلك مكابر لضرورة العقل .خصومكم يقولون
القول نفسه في علم الله قلنا :ومضا الفصضل بينكضضم وبيضن خصضومكم إذا قضالوا
لكم :إنا بالضرورة نعلضم إحالضة قضول مضن يقضول :إن ذاتضا ً واحضدا ً عضالم بجميضع
الكليات من غير أن يوجب ذلك كضضثرة ومضن غيضر أن يكضون العلضم زيضادة علضى
الذات ومن غير أن يتعدد العلم مع تعدد المعلوم وهذا مذهبكم فضضي حضضق اللضضه
وهو بالنسبة إلينا وإلى علومنا في غاية الحالة ولكن تقولون :ل يقضضاس العلضضم
القديم بالحادث .وطائفة منكم استشعروا حالة هذا فقالوا :إن الله ل يعلضضم إل
نفسه فهو العاقل وهو العقل وهو المعقول والكل واحد .فلو قال قائل :اتحضضاد
العقل والعاقل والمعقول معلوم الستحالة بالضرورة إذ تقدير صانع للعضضالم ل
يعلم صنعه محال بالضرورة والقديم إذا لم يعلم إل نفسه -تعالى عن قضضولكم
وعن قول جميع الزائغين علوا ً كبيرا ً -لم يكن يعلم صنعه البتضضة .بضضل ل نتجضضاوز
إلزامات هذه المسألة .دورات الفلك :إن كضضان ل نهايضضة لعضضدادها ل يكضضون لهضضا
أقسام فنقول :بم تنكرون علضى خصضومكم إذ قضالوا :قضدم العضالم محضال لنضه
يؤدي إلى إثبات دورات للفلك ل نهاية لعضضدادها ول حصضضر لحادهضضا مضضع أن لهضضا
سدسا ً وربعا ً ونصفا ً فإن فلك الشمس يدور في سنة وفلضضك زحضضل فضضي ثلثيضضن
سضنة فتكضون أدوار زحضل ثلضث عشضر أدوار الشضمس وأدوار المشضتري نصضف
سدس أدوار الشمس فإنه يدور فضضي اثنضضي عشضضر سضضنة .ثضضم كمضضا أنضضه ل نهايضضة
لعداد دورات زحل ل نهاية لعداد دورات الشمس مع أنه ثلضضث عشضضره بضضل ل
نهاية لدوار فلك الكواكب الذي يدور في ستة وثلثين ألضضف سضضنة مضضرة واحضضدة
كما ل نهاية للحركة المشرقية التي للشمس في اليوم والليلة مرة .فلضضو قضضال
قائل :هذا مما يعلم استحالته ضرورة فبماذا تنفصلون عضن قضضوله بضضل لضضو قضال
قائل :أعداد هذه الدورات شفع أو وتر أو شفع ووتر جميعا ً أو ل شفع ول وتضضر.
ول تكون شفع أو وتر فإن قلتم :شفع ووتضضر جميعضا ً أو ل شضضفع ول وتضضر فيعلضضم
ة .وإن قلتم :شفع فالشضضفع يصضضير وتضضرا ً بواحضضد فكيضضف أعضضوز مضضا بطلنه ضرور ً
ً
لنهاية له واحد وإن قلتم :وتر فضضالوتر يصضضير بواحضضد شضضفعا فكيضضف أعضضوز ذلضضك
الواحد الذي به يصير شفعا ً فيلزمكم القول بأنه ليس بشضضفع ول وتضضر .قضضولهم:
المتناهي وحده يوصف بالشفع والوتر فإن قيل :إنمضضا يوصضضف بالشضضفع والضضوتر
المتناهي وما ل يتناهى ل يوصف به .قولنا تكون هناك جملة آحاد قلنا :فجملضضة
مركبة من آحاد لها سدس وعشر كما سبق ثم ل توصف بشضضفع ول وتضضر يعلضضم
بطلنه ضرورة من غير نظر فبماذا تنفصلون عضن هضضذا قضضولهم :ليسضضت هنالضضك
جملة آحاد فإن قيل :محل الغلط في قولكم أنه جملضة مركبضة مضن آحضضاد فضإن
هذه الدورات معدومة .أما الماضي فقضضد انقضضرض وأمضضا المسضضتقبل فلضضم يوجضضد
والجملة إشارة إلى موجودات حاضرة ول موجود هاهنضضا! .قولنضضا ل بضضأس قلنضضا:
العدد ينقسم إلى الشفع والوتر ويستحيل أن يخرج عنضضه سضضواء كضضان المعضضدود
موجودا ً باقيا ً أو فانيًا .فإذا فرضنا عددا ً من الفراس لزمنا أن نعتقد أنه ل يخلو
من كونه شفعا ً أو وترا ً سواء قدرناها موجضضودة أو معدمضضة .فضضإن انعضضدمت بعضضد
الوجود لضضم تتغيضضر هضضذه القضضضية .أمضضر نفضضس النسضضان علضضى أنضضا نقضضول لهضضم :ل
يستحيل على أصلكم موجودات حاضرة هي آحضاد متغضايرة بالوصضف ول نهايضة
لها وهي نفوس الدميين المفارقة للبدان بالموت فهضضي موجضضودات ل توصضضف
بالشفع والوتر فبم تنكرون على من يقضضول :بطلن هضضذا يعضضرف ضضضرورة وهضضذا
الرأي في النفوس هو الذي اختاره ابن سينا ولعله مذهب رسطاليس .قولهم:
النفس واحدة فإن قيل :فالصحيح رأي أفلطن وهضضو أن النفضضس قديمضضة وهضضي
واحدة وإنما تنقسم في البدان فإذا فارقتها عادت إلى أصلها واتحدت .قولنضضا:
هذا مما يخالف ضرورة العقضضل ...قلنضضا :فهضضذا أقبضضح وأشضضنع وأولضضى بضضأن يعتقضضد
مخالفا ً لضرورة العقل .فإنا نقول :نفس زيد عين نفضضس عمضضرو أو غيضضره فضضإن
كان عينه فهو باطل بالضرورة فإن كل واحد يشعر بنفسه ويعلم أنه ليس هضضو
نفس غيره .ولو كضان هضو عينضه لتسضاويا فضي العلضوم الضتي هضي صضفات ذاتيضة
للنفوس داخلة مع النفوس في كل إضافة .وإن قلتم :إنه غيضضره وإنمضضا انقسضضم
بالتعلق بالبدان قلنا :وانقسام الواحد الذي ليس له عظم فضضي الحجضضم وكميضضة
مقدارية محال بضرورة العقل فكيضضف يصضضير الواحضضد اثنيضضن بضضل ألفضا ً ثضضم يعضضود
ويصير واحدا ً بل هذا يعقل فيما له عظم وكمية كماء البحضضر ينقسضضم بالجضضداول
والنهضار ثضم يعضود إلضى البحضر .فأمضا مضا ل كميضة لضه فكيضف ينقسضم ولضذا هضم
مفحمون والمقصود مضضن هضضذا كلضضه أن نضضبين أنهضضم لضضم يعجضضزوا خصضضومهم عضضن
معتقدهم في تعلضضق الرادة القديمضضة بالحضضداث إل بضضدعوى الضضضرورة وأنهضضم ل
ينفصلون عمن يدعي الضرورة عليهم في هضضذه المضضور علضضى خلف معتقضضدهم
وهذا ل مخرج عنه .قولهم :إن الله قبل خلق العالم ...فضضإن قيضضل :هضضذا ينقلضضب
عليكم في أن الله قبل خلق العالم كان قادرا ً على الخلق بقدر سنة أو سنتين
-ول نهاية لقدرته -فكأنه صبر ولم يخلق ثم خلق ومضضدة الضضترك متنضضاه أو غيضضر
متناه .فإن قلتم :متناه صار وجود الباري متنضاهي الول وإن قلتضم :غيضر متنضضاه
فقد انقضى مدة فيها إمكانضضات ل نهايضضة لعضضدادها .راجضضع الضضدليل الثضضاني قلنضضا:
المدة والزمان مخلوق عندنا .وسنبين حقيقة الجواب عضضن هضضذا فضي النفصضضال
عن دليلهم الثاني .قولهم :ما الذي ميز وقتا ً معينا ً عما قبله وعما بعده ...فضضإن
قيل :فبم تنكرون على من يترك دعوى الضضضرورة ويضضدل عليضضه مضضن وجضضه آخضضر
وهو أن الوقات متساوية في جواز تعلق الرادة بها فما الذي ميز وقتضضا ً معينضضا ً
عما قبله وعما بعضضده وليضضس محضضال ً أن يكضضون التقضضدم والتضضأخر مضضرادا ً بضضل فضضي
البياض والسواد والحركة والسضضكون فضضإنكم تقولضضون :يحضضدث البيضضاض بضضالرادة
القديمضضة والمحضضل قابضضل للسضضواد قبضضوله للبيضضاض فلضضم تعلقضضت الرادة القديمضضة
بالبياض دون السواد وما الذي ميز أحد الممكنين عن الخر فضضي تعلضضق الرادة
به ونحن بالضرورة نعلم أن الشيء ل يتميز عضضن مثلضضه إل بمخصضضص ولضضو جضضاز
ذلك لجاز أن يحدث العالم وهو ممكن الوجود كما أنه ممكن العدم ويتخصضضص
جانب الوجود المماثل لجانب العدم في المكان بغيضضر مخصضضص .. .ومضضا الضضذي
خصص الرادة وإن قلتم :إن الرادة خصصت فالسؤال عضضن اختصضضاص الرادة
وأنها لم اختصت .فإن قلتم:
ً
القديم ل يقال له لم فليكن العالم قديما ول يطلب صانعه وسببه لن القضضديم
ل يقال فيضضه :لضضم .فضضإن جضضاز تخصضضص القضضديم بالتفضضاق بأحضضد الممكنيضضن فغايضضة
المستبعد أن يقال :العالم مخصضضوص بهيئات مخصوصضضة كضضان يجضضوز أن يكضضون
على هيئات أخرى بضدل ً عنهضا .فيقضال :وقضع كضضذلك اتفاقضا ً كمضا قلتضضم :اختصضت
الرادة بوقت دون وقت وهيئة دون هيئة اتفاقًا .وإن قلتم :إن هذا السؤال غير
لزم لنه وارد على كل ما يريده وعائد على كل ما يقضضدره فنقضضول :ل بضضل هضضذا
السؤال لزم لنه عائد في كل وقت وملزم لمن خالفنا على كل تقدير .قولنا:
الرادة تميز الشيء عن مثله قلنا :إنما وجد العالم حيث وجضضد وعلضضى الوصضضف
الذي وجد وفي المكضضان الضضذي وجضضد بضضالرادة والرادة صضضفة مضضن شضضأنها تمييضضز
الشيء عن مثله ولول أن هذا شأنها لوقع الكتفاء بالقدرة .ولكن لمضضا تسضضاوى
نسبة القدرة إلى الضدين ولم يكن بد من مخصص يخصص الشيء عضضن مثلضضه
فقيل :للقديم وراء القدرة صفة من شأنها تخصيص الشضضيء عضضن مثلضضه فقضضول
القضائل :لضم اختصضت الرادة بأحضد المثليضن كقضول القضائل :لضم اقتضضى العلضم
الحاطة بالمعلوم على ما هو به فيقال :لن العلم عبارة عن صفة هضضذا شضضأنها
فكذى الرادة عبارة عن صفة هذا شأنها بل ذاتها تمييز الشيء عن مثله.
في المرين تناقض فإن قيل :إثبات صفة شأنها تمييز الشيء عضضن مثلضضه غيضضر
معقول بل هو متناقض فإن كونه مثل ً معناه أنه ل تميز له وكونه مميضضزا ً معنضضاه
أنه ليس مثل ً ول ينبغي أن يظن أن السوادين فضضي محليضضن متمضضاثلن مضضن كضضل
وجه لن هذا في محل وذاك في محل آخر وهذا يوجب التميضضز .ول السضضوادان
في وقتين في محل واحد متمضضاثلن مطلق ضا ً لن هضضذا فضضارق ذلضضك فضضي الضضوقت
فكيف يساويه من كل وجه .وإذا قلنا :السوادان مثلن عنينا به فضضي السضضوادية
مضافا ً إليه على الخصوص ل على الطلق وإل فلو اتحد المحل والزمضضان ولضضم
ل .العطشضضان إذا كضضان بيضضن يبق تغاير لم يعقل سوادان ول عقلت الثنينيضضة أصض ً
يديه قدحان متساويان ل يمكن أن يأخضضذ أحضضدهما بضضدون تمييضضز يحقضضق هضضذا أن
لفظ الرادة مستعارة من إرادتنا ول يتصور منا أن نميز بضضالرادة الشضضيء عضضن
مثله بل لو كان بين يدي العطشان قدحان من الماء يتسضضاويان مضضن كضضل وجضضه
بالضافة إلى غرضه لم يمكن أن يأخذ أحدهما بل إنما يأخذ ما يراه أحسضضن أو
أخف أو أقرب إلى جانب يمينه إن كان عادته تحريك اليمين أو سبب من هضضذه
السباب إما خفي وإما جلي وإل فل يتصور تمييز الشيء عن مثله بحال .إنكار
المر في حق الله ...الول أن قولكم :إن هذا ل يتصضضور عرفتمضضوه ضضضرورة أو
نظرا ً ول يمكن دعوى واحد منهما وتمثيلكم بإرادتنضضا مقايسضضة فاسضضدة تضضضاهي
المقايسة في العلضضم وعلضضم اللضضه يفضضارق علمنضضا فضضي أمضضور قررناهضضا فلضضم تبعضضد
المفارقة في الرادة بل هضو كقضول القضائل :ذات موجضضودة ل خضارج العضالم ول
داخله ول متصل ً ول منفصل ً ل يعقل لنا ل نعقلضضه فضضي حقنضضا .قيضضل :هضضذا عمضضل
توهمك وأما دليل العقل فقد ساق العقلء إلضضى التصضضديق بضضذلك فبضضم تنكضضرون
على من يقول :دليل العقل ساق إلى إثبات صفة لله تعالى مضضن شضضأنها تمييضضز
الشيء عن مثله فإن لم يطابقها اسم الرادة فلتسضضم باسضضم آخضضر فل مشضضاحة
في السماء .وإنما أطلقناها نحن بإذن الشرع وإل فالرادة موضوعة في اللغة
لتعيين ما فيضضه غضضرض ول غضضرض فضضي حضضق اللضضه وإنمضضا المقصضضود المعنضضى دون
اللفظ .. .وفي حق النسان فإنه إذا كانت بين يضديه تمرتيضن متسضاويتين يأخضذ
إحداهما .على أنه في حقنا ل نسلم أن ذلك غير متصضضور فإنضضا نفضضرض تمرتيضضن
متساويتين بين يدي المتشوف إليهما العضضاجز عضضن تناولهمضضا جميع ضا ً فضضإنه يأخضضذ
إحداهما ل محالة بصفة شأنها تخصيص الشيء عضضن مثلضضه .وكضضل مضضا ذكرتمضضوه
من المخصصات من الحسن أو القرب أو تيسر الخضضذ فإنضضا نقضضدر علضى فضضرض
انتفائه ويبقضى إمكضضان الخضضذ .فضضأنتم بيضضن أمريضضن :إمضا إن قلتضضم :إنضه ل يتصضضور
التساوي بالضافة إلى أغراضه فقط وهو حماقة وفرضه ممكن وإما إن قلتم:
التساوي إذا فرض بقي الرجل المتشضوف أبضضدا ً متحيضرا ً ينظضر إليهمضضا فل يأخضضذ
إحداهما بمجرد الرادة والختيار المنفك عضضن الغضضرض وهضضو أيض ضا ً محضضال يعلضضم
ة .فضضإذن لبضضد لكضضل نضضاظر شضضاهدا ً أو غائب ضا ً فضضي تحقيضضق الفعضضل
بطلنضضه ضضضرور ً
الختياري من إثبات صفة شأنها تخصيص الشيء عن مثله .لماذا اختص العالم
ببعض الوجوه ...الوجه الثاني في العتراض هو أنا نقول :أنتم في مذهبكم مضضا
استغنيتم عن تخصيص الشيء عن مثله فإن العالم وجد من سببه الموجب له
على هيئات مخصوصة تماثل نقائضها فلم اختص ببعض الوجوه واستحالة تميز
الشيء عن مثله في الفعل أو في اللضضزوم بضضالطبع أو بالضضضرورة ل تختلضضف.. .
قولهم :بضرورة النظام الكلي فإن قلتم :إن النظام الكلي للعضضالم ل يمكضضن إل
على الوجه الذي وجد وإن العالم لو كان أصغر أو أكبر مما هو الن عليه لكان
ل يتم هذا النظام وكذا القول فضضي عضضدد الفلك وعضضدد الكضضواكب .وزعمتضضم أن
الكبير يخالف الصغير والكثير يفارق القليل في ما يضضراد منضه فليسضضت متماثلضة
بل هي مختلفضضة إل أن القضضوة البشضضرية تضضضعف عضضن درك وجضضوه الحكمضضة فضضي
مقاديرها وتفاصيلها وإنما تدرك الحكمة فضضي بعضضضها كالحكمضضة فضضي ميضضل فلضضك
البروج عن معدل النهار والحكمة في الوج والفلك الخضضارج المركضضز والكضضثر ل
يدرك السر فيها ولكن يعرف اختلفها ول بعد في أن يتميز الشيء عن خلفضضه
لتعلق نظام المر به .وأما الوقات فمتشابهة قطعا ً بالنسبة إلى المكان وإلى
النظام ول يمكن أن يدعي أنه لو خلق بعد ما خلق أو قبله بلحظضضة لمضضا تصضضور
النظام فإن تماثل الحوال يعلم بالضرورة .قولنا :ل .مثلن...
فنقول :نحن وإن كنا نقدر على معارضتكم بمثله في الحوال إذ قال قضضائلون:
خلقه في الوقت الذي كان الصلح الخلق فيه لكنا ل نقتصر على هذه المقابلة
بل نفرض على أصلكم تخصصا ً في موضضضعين ل يمكضضن أن يقضضدر فيضضه اختلف:
أحدهما اختلف جهة الحركضضة والخضضر تعيضضن موضضضع القطضضب فضضي الحركضضة عضضن
المنطقة ... .مثل القطب الشمالي والقطب الجنضضوبي أمضضا القطضضب فبيضضانه أن
السماء كرة متحركة على قطبين كأنهما ثابتان وكرة السماء متشابهة الجزاء
فإنها بسيطة ل سيما الفلك العلى الذي هو التاسضع فضإنه غيضضر مكضضوكب أصضل ً
وهمضضا متحركضضان علضضى قطضضبين شضضمالي و جنضضوبي .فنقضضول :مضضا مضضن نقطضضتين
متقابلتين من النقط التي ل نهاية لها عندهم إل ويتصور أن يكون هو القطضضب.
فلضضم تعينضضت نقطتضضا الشضضمال والجنضضوب للقطبيضضة والثبضضات ولضضم لضضم يكضضن خضضط
المنطقضضة مضضارا ً بضضالنقطتين حضضتى يعضضود القطضضب إلضضى نقطضضتين متقضضابلتين علضضى
المنطقة فإن كان في مقدار كبر السماء وشكله حكمة فمضضا الضضذي ميضضز محضضل
القطب عن غيره حتى تعين لكضضونه قطبضا ً دون سضضائر الجضضزاء والنقضضط وجميضع
النقط متماثلة وجميع أجزاء الكرة متساوية وهضضذا ل مخضضرج عنضضه قضضولهم لعضضل
ذلك الموضع يفارق غيره بخاصية فضإن قيضل لعضل الموضضع الضضذي عليضضه نقطضضة
القطب يفارق غيره بخاصية تناسب كضضونه محل ً للقطضضب حضضتى يثبضضت فكضضأنه ل
يفارق مكانه وحيزه ووضعه أو ما يفضضرض إطلقضضه عليضضه مضن السضضامي وسضائر
مواضع الفلك يتبدل بالضضدور وضضضعها مضضن الرض ومضضن الفلك والقطضضب ثضضابت
الوضع فلعل ذلك الموضع كان أولى بأن يكون ثابت الوضع من غيره .تقولضضون
بتشابه السماء ...قلنضضا :ففضضي هضضذا تصضضريح بتفضضاوت أجضضزاء الكضضرة الولضضى فضضي
الطبيعة وأنهضضا ليسضضت متشضضابهة الجضضزاء وهضضو علضضى خلف أصضضلكم إذ أحضضد مضضا
استدللتم به على لزوم كون السماء كرى الشكل أنه بسيط الطبيعضضة متشضضابه
ل يتفاوت وأبسط الشكال الكضرة فضضإن الضضتربيع والتسضديس وغيرهمضا يقتضضي
خروج زوايا وتفاوتها وذلك ل يكون إل بأمر زائد على الطبع البسضضيط ... .ومضضن
أين تلك الخاصضضية ولكنضضه وإن خضضالف مضضذهبكم فليضضس ينضضدفع اللضضزام بضضه فضضإن
السؤال في تلك الخاصية قائم إذ سائر الجزاء هل كان قابل ً تلك الخاصضضية أم
ل فإن قالوا نعم فلم اختصت الخاصية من بين المتشابهات ببعضها وإن قالوا:
لم يكن ذلك إل في ذلك الموضع وسائر الجزاء ل تقبلها فنقول :سائر الجزاء
من حيضضث أنهضضا جسضضم قابضضل للصضضور متشضضابه بالضضضرورة وتلضضك الخاصضضية الضضتي
يستحقها ذلك الموضع بمجرد كضضونه جسضضما ً ول بمجضضرد كضضونه سضضماء فضضإن هضضذا
المعنى يشاركه فيه سائر أجزاء السماء فل بد وأن يكون تخصيصه بضضه بتحكضضم
أو بصفة من شأنها تخصيص الشيء عن مثله وإل فكما يسضضتقيم لهضضم قضضولهم:
إن الحوال في قبول وقوع العالم فيها متساوية يستقيم لخصضومهم أن أجضزاء
السماء في قبول المعنى الذي لجله صضضار ثبضضوت الوضضضع أولضضى بضضه مضضن تبضضدل
الوضع متساوية وهذا ل مخرج منه .مضضا سضضبب تبضضاين حركضضات السضضماء اللضضزام
الثاني تعين جهضضة حركضضة الفلك بعضضضها مضضن المشضضرق إلضضى المغضضرب وبعضضضها
بالعكس مع تساوي الجهات ما سببها وتساوي الجهات كتسضضاوي الوقضضات مضضن
غير فرق قولهم :تلك المناسبات مبدأ الحوادث في العالم فإن قيضضل :لضضو كضضان
الكل يدور من جهة واحدة لما تباينت أوضاعها ولم تحدث مناسضضبات الكضضواكب
بالتثليث والتسديس والمقارنة وغيرها ولكان الكل على وضع واحضضد ل يختلضضف
قط وهذه المناسبات مبدأ الحوادث في العالم .قلنا :لسضضنا نلضضزم اختلف جهضضة
الحركة بل نقول :الفلك العلى يتحرك من المشرق إلى المغرب والذي تحتضضه
بالعكس وكل ما يمكن تحصيله بهضضذا يمكضضن تحصضضيله بعكسضضه وهضضو أن يتحضضرك
العلى من المغرب إلضضى المشضضرق ومضضا تحتضضه فضضي مقضضابلته فيحصضضل التفضضاوت
وجهات الحركة بعد كونها دورية وبعد كونها متقابلة متساوية فلم تميزت جهضضة
عن جهة تماثلهضضا قضضولهم :الجهتضضان متضضضادتان فضضإن قضضالوا :الجهتضضان متقابلتضضان
متضادتان فكيف يتساويان قولنا :والوقات! قلنضضا :هضذا كقضضول القضائل :التقضضدم
والتأخر في وجود العالم يتضادان فكيف يدعي تشابههما ولكن زعموا أنه يعلم
تشابه الوقات بالنسبة إلى إمكان الوجود وإلى كل مصلحة يتصور فرضه فضضي
الوجود .فكذلك يعلم تساوي الحياز والوضاع والماكن والجهات بالنسبة إلضضى
قبول الحركة وكل مصلحة تتعلق بها .فإن ساغ لهضم دعضوى الختلف مضع هضذا
التشابه كان لخصومهم دعوى الختلف في الحوال والهيئات أيضًا .العضضتراض
الثاني :صدور حادث من قديم العتراض الثاني علضضى أصضضل دليلهضضم أن يقضضال:
استبعدتم حدوث حادث من قديم ول بد لكم من العتراف به فإن فضضي العضضالم
حوادث ولها أسباب .فإن استندت الحوادث إلى الحوادث إلى غيضضر نهايضضة فهضضو
محال وليس ذلك معتقد عاقل .ولو كان ذلك ممكنا ً لسضضتغنيتم عضضن العضضتراف
بالصانع وإثبات واجب وجود هضضو مسضضتند الممكنضضات .وإذا كضضانت الحضضوادث لهضضا
طرف ينتهي إليه تسلسلها فيكون ذلك الطضضرف هضضو القضضديم فل بضضد إذن علضضى
أصلهم من تجويز صدور حادث من قديم.
قولهم :في حصول الستعداد وحضور الوقت فإن قيضضل :نحضضن ل نبعضضد صضضدور
حادث من قديم أي حادث كان بل نبعضد صضدور حضادث هضو أول الحضوادث مضن
القديم إذ ل يفارق حال الحدوث ما قبله في ترجح جهضضة الوجضضود ل مضضن حيضضث
حضور وقت ول آلة ول شضضرط ول طبيعضضة ول غضضرض ول سضضبب مضضن السضضباب.
فأما إذا لم يكن هو الحادث الول جاز أن يصدر منه عند حدوث شيء آخر من
استعداد المحل القابل وحضضضور الضضوقت الموافضضق أو مضا يجضضري هضضذا المجضضرى.
قولنا :ومن أين ذلك قلنا :فالسؤال في حصول الستعداد وحضور الوقت وكل
ما يتجدد قائم فإما أن يتسلسل إلى غير نهاية أو ينتهي إلضضى قضضديم يكضضون أول
حادث منه .قولهم :وجود الحركة الدورية ...فإن قيضضل :المضضواد القابلضضة للصضضور
والعراض والكيفيات ليس شضضيء منهضضا حادثضا ً والكيفيضضات الحادثضضة هضضي حركضضة
الفلك أعني الحركة الدورية وما يتجدد من الوصاف الضافية لها من التثليث
والتسضضديس والضضتربيع وهضضي نسضضبة بعضضض أجضضزاء الفلضضك والكضضواكب إلضضى بعضضض
وبعضها نسبة إلضضى الرض كمضضا يحصضضل مضضن الطلضضوع والشضضروق والضضزوال عضضن
منتهى الرتفاع والبعد عن الرض بكون الكوكب في الوج والقرب بكضضونه فضضي
الحضضضيض والميضضل عضضن بعضضض القطضضار بكضضونه فضضي الشضضمال والجنضضوب وهضضذه
الضافة لزمة للحركة الدورية بالضرورة فموجبها الحركة الدورية .وهي سبب
الحوادث في العناصر ...وأمضضا الحضضوادث فيمضضا يحضضويه مقعضضر فلضضك القمضضر وهضضو
العناصر بما يعرض فيها من كون وفساد وامتزاج وافتراق واستحالة من صضضفة
إلى صفة فكضضل ذلضضك حضضوادث مسضضتند بعضضضها إلضضى بعضضض فضضي تفصضضيل طويضضل
وبالخرة تنتهي مبادئ أسبابها إلى الحركة السماوية الدورية ونسب الكضضواكب
بعضها إلى بعض أو نسبتها إلى الرض ... .وهي قديمة ...فيخرج مضضن مجمضضوع
ذلك أن الحركة الدورية الدائمة البدية مستند الحوادث كلها ومحضضرك السضضماء
حركتها الدورية نفوس السموات فإنها حية نازلة منزلضضة نفوسضضنا بالنسضضبة إلضضى
أبداننا ونفوسها قديمة فل جرم الحركة الدورية التي هي موجبها أيضا ً قديمضضة.
ولما تشابه أحوال النفس لكونها قديمة تشابه أحوال الحركات أي كانت دائرة
أبدًا .ولها أجزاء حادثة فإذن ل يتصور أن يصدر الحادث من قضضديم إل بواسضضطة
حركة دورية أبدية تشبه القديم من وجضضه فضضإنه دائم أبضضدا ً وتشضضبه الحضضادث مضضن
وجه فإن كل جزء يفرض منه كان حادثا ً بعضد أن لضم يكضن فهضو مضن حيضث أنضه
حادث بأجزائه وإضافاته مبدأ الحوادث ومن حيضضث أنضه أبضدي متشضابه الحضضوال
صادر عن نفس أزلية .فإن كان في العضضالم حضضوادث فل بضضد مضضن حركضضة دوريضضة
وفي العالم حوادث فالحركة الدورية البدية ثابتة .قولنا :هذا كلم باطضضل! إذ ل
بد من سبب آخر قلنا :هذا التطويل ل يغنيكم فإن الحركضضة الدوريضضة الضضتي هضضي
المستند حادث أم قديم فإن كان قديما ً فكيضف صضار مبضضدأ لول الحضضوادث وإن
كان حادثا ً افتقر إلى حادث آخر وتسلسل .وقولكم :إنه من وجه يشبه القضضديم
ومن وجه يشبه الحادث فإنه ثابت متجدد أي هو ثابت التجضضدد متجضضدد الثبضضوت.
فنقول :أهو مبدأ الحوادث من حيث أنه ثابت أو من حيث أنه متجدد فإن كضضان
من حيث أنه ثابت فكيف صدر مضضن ثضضابت متشضضابه الحضضوال شضضيء فضضي بعضضض
الوقات دون بعض وإن كان من حيث أنه متجدد فما سبب تجدده فضضي نفسضضه
فيحتاج إلى سبب آخر ويتسلسل فهذا غاية تقرير اللضضزام .سضضيأتي الكلم عضضن
ذلك ولهم في الخروج عن هذا اللزام نوع احتيال سنورده في بعض المسضضائل
بعد هذه كيل يطول كلم هذه المسألة بانشعاب شضضجون الكلم وفنضضونه .علضضى
أنا سضضنبين أن الحركضضة الدوريضضة ل يصضضلح أن تكضضون مبضضدأ الحضضوادث وأن جميضضع
الحوادث مخترعة لله ابتداًء ونبطل ما قالوه من كون السماء حيوانضضا ً متحركضضا ً
بالختيار حركة نفسية كحركاتنا.
الثاني قولنا :ليس الله متقدما ً بالذات فقط ...زعمضضوا أن القضضائل بضضأن العضضالم
متأخر عن الله والله متقدم عليه ليس يخلو إما أن يريد به أنه متقضضدم بالضضذات
ل بالزمان كتقدم الواحد على الثنين فإنه بالطبع مع أنه يجضضوز أن يكضضون معضضه
في الوجود الزماني وكتقدم العلة على المعلضضول مثضضل تقضضدم حركضضة الشضضخص
على حركة الظل التابع له وحركة اليد مع حركة الخاتم وحركة اليد فضضي المضضاء
مع حركة الماء فإنهضضا متسضضاوية فضضي الزمضضان وبعضضضها علضضة وبعضضضها معلضضول إذ
يقال :تحرك الظل لحركة الشخص وتحضضرك المضضاء لحركضضة اليضضد فضضي المضضاء ول
يقضضال تحضضرك الشضضخص لحركضضة الظضضل وتحضضرك اليضضد لحركضضة المضضاء وإن كضضانت
متساوية .فإن أريد بتقدم البضضاري علضضى العضضالم هضضذا لضضزم أن يكونضضا حضضادثين أو
قديمين واستحال أن يكون أحدهما قديما ً والخر حادثًا .وإن أريد به أن البضضاري
متقدم على العالم والزمضضان ل بالضضذات بضضل بالزمضضان فضضإذن قبضضل وجضضود العضضالم
والزمان زمان كان العالم فيه معدوما ً إذ كان العدم سابقا ً على الوجضضود وكضضان
الله سابقا ً بمدة مديدة لها طرف من جهة الخر ول طرف لها من جهة الول.
فإذن قبضضل الزمضضان زمضضان ل نهايضضة لضضه وهضضو متنضضاقض ولجلضضه يسضضتحيل القضضول
بحدوث الزمان .وإذا وجب قدم الزمان وهو عبارة عن قدر الحركة وجب قدم
الحركة ووجب قدم المتحرك الذي يدوم الزمان بدوام حركته .اعتراض :ليضس
قبل الخليقة زمان :القول بأن " كان الله ول عالم " ل يدل إل علضضى أمريضضن...
العتراض هو أن يقال :الزمان حادث ومخلوق وليس قبله زمضان أصضل ً ونعنضي
بقولنا إن الله متقدم على العالم والزمضضان إنضضه كضضان ول عضضالم ثضضم كضضان ومعضضه
عالم .ومفهوم قولنا :كان ول عالم وجود ذات الباري وعدم ذات العضضالم فقضضط
ومفهوم قولنا :كان ومعه عالم وجود الضضذاتين فقضضط .فنعنضضي بالتقضضدم انفضضراده
بالوجود فقط والعالم كشخص واحد .ولضو قلنضا :كضان اللضه ول عيسضى مثل ً ثضم
كان وعيسى معه لم يتضمن اللفظ إل وجود ذات وعدم ذات ثضم وجضضود ذاتيضن
وليس من ضرورة ذلك تقدير شيء ثالث وإن كان الوهم ل يسكن عن تقضضدير
ثالث فل التفات إلضضى أغضضاليط الوهضضام .فضضإن قيضضل لقولنضضا :كضضان اللضضه ول عضضالم
مفهوم ثالث سوى وجود الذات وعدم العالم بدليل أنا لضضو قضضدرنا عضضدم العضضالم
في المستقبل كان وجود ذات وعدم ذات حاصل ً ولم يصح أن نقول :كان اللضضه
ول عالم بل الصحيح أن نقول :يكون الله ول عالم .ونقول للماضي :كان اللضضه
ول عالم .فبين قولنا " كان " و " يكون " فضضرق إذ ليضضس ينضضوب أحضضدهما منضضاب
الخر .فلنبحث عن ما يرجع إليه الفضضرق :ول شضضك فضضي أنهمضضا ل يفترقضضان فضضي
وجود الذات ول في عدم العالم بل في معنى ثالث فإنا إذا قلنضضا لعضضدم العضضالم
في المستقبل :كان الله ول عالم قيل لنا :هذا خطضضأ فضضإن " كضضان " إنمضضا يقضضال
على ماض فدل أن تحت لفظ " كان " مفهوما ً ثالث ضا ً وهضضو الماضضضي والماضضضي
بذاته هو الزمان والماضضضي بغيضضره هضضو الحركضضة فإنهضضا تمضضضي بمضضضي الزمضضان.
فبالضرورة يلزم أن يكون قبل العالم زمان قد انقضى حتى انتهى إلضضى وجضضود
العالم .قولنا :ليس هو إل نسبة إلينا قلنا :المفهوم الصلي من اللفظين وجضضود
ذات وعضضدم ذات .والمضضر الثضضالث الضضذي فيضضه افضضتراق اللفظيضضن نسضضبة لزمضضة
بالضافة إلينا بدليل أنا لو قدرنا عدم العالم في المسضتقبل ثضم قضدرنا لنضا بعضد
ذلك وجودا ً ثانيا ً لكنا عند ذلك نقول :كضضان اللضضه ول عضضالم .ويصضضح قولنضضا سضضواء
أردنا به العدم الول أو العدم الثاني الذي هو بعد الوجضود وآيضضة أن هضضذه نسضضبة
أن المستقبل بعينه يجوز أن يصير ماضيا ً قبضضل المبتضضدأ نتضضوهم " قبل ً " ...وهضضذا
كله لعجز الوهم عن فهم وجود مبتدأ إل مع تقدير " قبل " له وذلك " القبضضل "
الذي ل ينفك الوهم عنه يظن أنه شضضيء محقضضق موجضضود هضضو الزمضضان ... .كمضضا
نتوهم وراء العالم " فوقا ً " وهو كعجز الوهم عن أن يقدر تنضاهي الجسضم فضي
جانب الرأس مثل ً إل على سطح له فوق فيتوهم أن وراء العالم مكانا ً إما ملء
وإما خلء .وإذا قيل :ليس فوق سطح العالم فوق ول بعد أبعد منه كاع الضضوهم
عن الذعان لقبوله كما إذا قيل :ليس قبضضل وجضضود العضضالم " قبضضل " هضضو وجضضود
محقق نفر عن قبوله وكما جاز أن يكذب الوهم في تقديره فضضوق العضضالم خلء
هو بعد ل نهاية له بأن يقال له :الخلء ليس مفهوما ً في نفسه وأما البعضضد فهضضو
تابع للجسم الذي تتباعد أقطاره فإذا كان الجسم متناهيا ً كان البعضضد الضضذي هضضو
تابع له متناهيا ً وانقطع الملء والخلء غير مفهوم فثبت أنه ليس وراء العضضالم ل
خلء ول ملء وإن كان الوهم ل يذعن لقبوله.
ولكن ذلك وهضضم فكضضذلك يقضضال :كمضضا أن البعضضد المكضضاني تضضابع للجسضضم فالبعضضد
الزماني تابع للحركة فإنه امتداد الحركضضة كمضا أن ذلضضك امتضضداد أقطضار الجسضضم
وكما أن قيام الدليل على تناهي أقطضضار الجسضضم منضضع مضضن إثبضضات بعضضد مكضضاني
وراءه .فقيام الدليل على تناهي الحركة من طرفيه يمنع من تقدير بعد زماني
وراءه وإن كان الوهم متشبثا ً بخياله وتقضضديره ول يرعضضوى عنضضه .ول فضضرق بيضضن
البعد الزماني الذي تنقسم العبارة عنه عنضد الضضافة إلضى " قبضل " و " بعضد "
وبين البعد المكاني الذي تنقسم العبارة عنه عنضضد الضضضافة إلضضى فضضوق وتحضضت.
فإن جاز إثبات " فوق " ل " فوق " فوقه جاز إثبات " قبل " ليس قبله " قبضضل
" محقق إل خيال وهمي كما في الفوق .وهذا لزم فليتأمل فإنهم اتفقوا علضضى
أنه ليس وراء العالم ل خلء ول ملء .قولهم ليس هناك موازنة فالعضضالم ليضضس
له " فوق " إل بالسم الضافي المتبدل ...فإن قيل :هذه الموازنة معوجة لن
العالم ليس له " فوق " ول " تحت " بل هو كري وليضضس للكضضرة " فضضوق " و "
تحت " بل إن سميت جهة " فوقا ً " من حيث أنه يلي رأسضضك والخضضر " تحتضا ً "
من حيث أنه يلي رجلك فهو اسم تجدد له بالضافة إليك والجهضضة الضضتي هضضي "
تحت " بالضافة إليك " فوق " بالضافة إلضضى غيضضرك إذا قضضدرت علضضى الجضضانب
الخر من كر ة الرض واقفا ً يحاذي أخمص قضضدمه أخمضضص قضضدميك بضضل الجهضضة
التي تقدرها فوقك من أجزاء السماء نهارا ً هو بعينه تحضضت الرض ليل ً ومضضا هضضو
تحت الرض يعضضود إلضضى فضضوق الرض فضضي الضضدور .وأمضضا الول لوجضضود العضضالم ل
يتصور أن ينقلب آخرًا .وهو كما لضضو قضضدرنا خشضضبة أحضضد طرفيهضا غليضظ والخضضر
دقيق واصطلحنا على أن نسمي الجهة التي تلي الدقيق فوقا ً إلى حيث ينتهي
والجانب الخر تحتا ً لضم يظهضر بهضذا اختلف ذاتضي فضي أجضضزاء العضالم بضل هضي
أسامي مختلفة قيامها بهيئة هذه الخشبة حتى لو عكس وضعها انعكس السم
والعالم لم يتبدل .فالفوق والتحت نسبة محضة إليضضك ل تختلضضف أجضضزاء العضضالم
وسطوحه فيه .وأما العدم المتقدم على العالم والنهاية الولى لوجوده ذاتي ل
يتصور أن يتبدل فيصير آخرا ً ول العدم المقدر عند إفناء العالم الذي هضضو عضضدم
لحق يتصور أن يصير سضضابقًا .فطرفضضا نهايضضة وجضضود العضضالم الضضذي أحضضدهما أول
والثاني آخر طرفان ذاتيان ثابتان ل يتصور التبدل فيضضه بتبضضدل الضضضافات البتضضة
بخلف الفوق والتحت .ولكن لوجضضود العضضالم " قبضضل " فضضإذن أمكننضضا أن نقضضول:
ليس للعالم فوق ول تحت ول يمكنكم أن تقولوا :ليس لوجود العضالم " قبضضل "
ول " بعد " .وإذا ثبت القبل والبعد فل معنى للزمان سوى ما يعبر عنه بالقبضضل
والبعد .قولنا :كما أن العالم ليس له " خضضارج " كضضذلك ليضضس لضضه قبضضل قلنضضا :ل
فرق فإنه ل غرض في تعيين لفظ الفوق والتحت بل نعضضدل إلضضى لفضضظ الضضوراء
والخارج ونقول :للعالم داخل وخارج فهل خارج العالم شيء مضضن ملء أو خلء
فسضضيقولون :ليضضس وراء العضضالم ل خلء ول ملء .وإن عنيتضضم بالخضضارج سضضطحه
العلى فله خارج وإن عينتم غيره فل خارج له .فكذلك إذا قيل لنا :هل لوجضضود
العالم " قبل " قلنا :إن عني به :هل لوجود العالم بدايضضة أي طضضرف منضضه ابتضضدأ
فله " قبل " على هذا كما للعالم خضضارج علضضى تأويضضل أنضضه الطضضرف المكشضضوف
والمنقطع السطحي .وإن عنيتم بقبل شيئا ً آخر فل " قبل " للعالم كما أنضضه إذا
عني بخارج العالم شيء سوى السضضطح قيضضل :ل خضضارج للعضضالم .فضضإن قلتضضم :ل
يعقل مبتدأ وجود ل " قبل " له فيقال :ول يعقل متناهى وجضضود مضضن الجسضضم ل
خارج له .فإن قلت :خارجه سطح الذي هو منقطعضضه ل غيضضر قلنضضا :قبلضضه بدايضضة
وجوده الذي هو طرفه ل غير .نسبة ذلك للمكان والزمان من عمضضل الضضوهم...
بقي أنا نقول :لله وجود ول عالم معه .وهذا القدر أيضا ً ل يوجب إثبضضات شضضيء
آخر والذي يدل على أن هذا عمل الوهم أنه مخصوص بالزمان والمكان .فضضإن
الخصم وإن اعتقد قدم الجسم يذعن وهمه لتقدير حدوثه .ونحن وإن اعتقضضدنا
حدوثه ربما أذعن وهمنا لتقدير قدمه .هذا في الجسم .فإذا رجعنا إلى الزمان
لم يقدر الخصم على تقدير حدوث زمان ل " قبل " له وخلف المعتقضضد يمكضضن
وضعه في الوهم تقديرا ً وفرضًا .وهذا مما ل يمكن وضعه في الوهم كمضضا فضضي
المكان فإن من يعتقد تناهي الجسم ومن ل يعتقد كل واحد يعجضضز عضضن تقضضدير
جسم ليس وراءه ل خلء ول ملء بل ل يذعن وهمه لقبول ذلك.
وهذا هو سبب الغلط ولكن قيل :صريح العقل إذا لم يمنع وجود جسضم متنضاه
بحكم الدليل ل يلتفت إلى الوهم .فكذلك صريح العقل ل يمنع وجضضودا ً مفتتح ضا ً
ليس قبله شيء .وإن قصر الوهم عنه فل يلتفت إليه لن الوهم لما لضضم يضضألف
جسما ً متناهيا ً إل وبجنبه جسم آخر أو هواء تخيله خلء لم يتمكن من ذلك فضضي
الغائب .فكذلك لم يألف الوهم حادثا ً إل بعد شيء آخر فكاع عن تقدير حضضادث
ليس له " قبل " هو شيء موجود قد انقضى .فهذا هو سبب الغلط والمقاومة
حاصلة بهذه المعارضة .صيغة ثانية لهم في إلضضزام قضضدم الزمضضان قضضولهم :كضضان
الله قادرا ً على أن يخلق العالم قبل أن خلقه بقدر سنين ...قالوا :ل شك فضضي
أن الله عندكم كان قادرا ً على أن يخلق العالم قبل أن خلقه بقدر سنة ومضضائة
سنة وألف سنة وإن هذه التقديرات متفاوتة في المقدار والكميضضة فل بضضد مضضن
إثبات شيء قبل وجود العالم ممتد مقدر بعضه أمد وأطول من البعضضض ... .أو
أن يخلق قبله عالما ً ثانيا ً مثله بحيث ينتهي إلى زماننا هذا بقدر عدد أكضضثر مضضن
الدورات وإن قلتم :ل يمكن إطلق لفضضظ سضضنين إل بعضضد حضضدوث الفلضضك ودوره
فلنترك لفظ سنين ولنورد صيغة أخرى فنقضضول :إذا قضضدرنا أن العضضالم مضضن أول
وجوده قد دار فلكه إلى الن بضضألف دورة مثل ً فهضضل كضضان اللضضه قضضادرا ً علضضى أن
يخلق قبله عالما ً ثانيا ً مثله بحيث ينتهي إلى زماننا هذا بضألف ومضائة دورة فضإن
قلتم :ل فكأنه انقلب القديم من العجز إلضضى القضضدرة أو العضضالم مضضن السضضتحالة
إلى المكان .وإن قلتم :نعم ول بد منه فهل كان يقضضدر علضضى أن يخلضضق عالم ضا ً
ثالثا ً بحيث ينتهي إلى زماننا بألف ومائتي دورة ول بد من نعضضم .قولنضضا :فهنضضاك
مقدار معلوم ...فنقول :هذا العالم الذي سضميناه بحسضب ترتيبنضا فضي التقضدير
ثالثا ً وإن كان هو السبق فهل أمكن خلقه مع العالم الذي سضضميناه ثانيضا ً وكضضان
ينتهي إلينا بألف ومائتي دورة والخر بضضألف ومضضائة دورة وهمضضا متسضضاويان فضضي
مسافة الحركة وسرعتها فإن قلتم :نعضضم فهضضو محضضال إذ يسضضتحيل أن يتسضضاوى
حركتان في السرعة والبطء ثم تنتهيان إلى وقت واحد والعداد متفاوتضة .وإن
قلتم :إن العالم الثالث الذي ينتهي إلينا بألف ومائتي دورة ل يمكضضن أن يخلضضق
مع العالم الثاني الذي ينتهي إلينا بألف ومائة دورة بضضل ل بضضد وأن يخلقضضه قبلضضه
بمقدار يساوي المقدار الذي تقضضدم العضضالم الثضضاني علضضى العضضالم الول وسضضمينا
الول ما هو أقرب إلى وهمنا إذ ارتقينا مضضن وقتنضضا إليضضه بالتقضضدير فيكضضون قضضدر
إمكان هو ضعف إمكان آخر ول بد من إمكان آخر هو ضعف الكضضل ... .فهنضضاك
زمان فهذا المكان المقضدر المكمضم الضذي بعضضه أطضول مضن البعضض بمقضدار
معلوم ل حقيقة له إل الزمان فليست هذه الكميات المقدرة صفة ذات الباري
تعالى عن التقدير ول صفة عدم العالم إذ العدم ليس شيئا ً حتى يتقدر بمقادير
مختلفة والكمية صفة فتستدعى ذا كميضضة وليضضس ذلضضك إل الحركضضة والكميضضة إل
الزمان الذي هو قدر الحركة .فإذن قبل العالم عندكم شيء ذو كمية متفاوتضضة
وهو الزمان .فقبل العالم عندكم زمان .اعتراض :وكذلك فوراء العضالم خلء أو
ملء ...العتراض أن كل هذا من عمل الوهم وأقرب طريق في دفعه المقابلة
للزمان بالمكان .فإنا نقول :هل كان في قدرة الله أن يخلق الفلك العلى في
سضضمكه أكضضبر ممضضا خلقضضه بضضذراع فضضإن قضضالوا :ل فهضضو تعجيضضز .وإن قضضالوا :نعضضم
فبذراعين وثلثة أذرع وكذلك يرتقي إلى غير نهاية .ونقضضول :فضضي هضضذا إثبضضات "
بعد " وراء العالم له مقدار وكمية إذ الكبر بذراعين ما كان يشغل مضضا يشضضغله
الكبر بذراع فوراء العالم بحكضضم هضضذا كميضضة فتسضضتدعي ذاكضضم وهضضو الجسضضم أو
الخلء .فوراء العالم خلء أو ملء فمضضا الجضضواب عنضضه ...فيكضضون الخلء مقضضدارا ً
وكذلك هل كان الله قادرا ً على أن يخلق كرة العالم أصغر مما خلقه بذراع ثم
بذراعين وهل بين التقديرين تفاوت فيما ينتفي من الملء والشضضغل للحيضضاز إذ
الملء المنتفي عند نقصان ذراعين أكثر مما ينتفضضي عنضضد نقصضضان ذراع فيكضضون
الخلء مقدرا ً والخلء ليس بشيء فكيف يكون مقدرا ً وجوابنا في تخييل الوهم
تقدير المكانات الزمانية قبل وجود العالم كجوابكم فضضي تخييضضل الضضوهم تقضضدير
المكانات المكانية وراء وجود العضضالم ول فضضرق .قضضولهم :كضضون العضضالم أكضضبر أو
أصغر مما هو عليه ليس بممكن فإن قيل :نحن ل نقول :إن مضا ليضضس بممكضن
فهو مقدور وكون العالم أكبر ممضا هضو عليضه ول أصضغر منضه ليضس بممكضن فل
يكون مقدورًا .ولماذا وهذا العذر باطل من ثلثة أوجه :أحدها أن هضضذا مكضضابرة
العقل فإن العقل في تقدير العالم أكبر أو أصضضغر ممضضا عليضضه بضضذراع ليضضس هضضو
كتقديره الجمع بين السواد والبياض والوجود والعدم والممتنع هضضو الجمضضع بيضضن
النفي والثبات وإليه ترجع المحالت كلها فهو تحكم بارد فاسضضد .وجضضود العضضالم
يكون واجبًا! الثاني أنه إذا كان العالم على ما هو عليه ل يمكن أن يكون أكبر
منه ول أصغر .فوجوده على ما هو عليه واجب ل ممكن والواجب مستغن عن
علة .فقولوا بمضضا قضضاله الضضدهريون مضضن نفضضي الصضضانع ونفضضي سضضبب هضضو مسضضبب
السباب وليس هذا مذهبكم .ووجوده قبل الوجود غير ممكضضن! الثضضالث هضضو أن
هذا الفاسد ل يعجز الخصم عضضن مقضضابلته بمثلضضه .فنقضضول :إنضضه لضضم يكضضن وجضضود
العالم قبل وجوده ممكنا ً بل وافق الوجود المكان من غير زيضضادة ول نقصضضان.
فإن قلتم :فقد انتقل القديم من القدرة إلى العجز قلنا :ل لن الوجود لم يكن
ممكنا ً فلم يكن مقدورا ً وامتناع حصول ما ليس بممكضضن ل يضضدل علضضى العجضضز.
وإن قلتم :إنه كيف كضضان ممتنع ضا ً فصضضار ممكن ضا ً قلنضضا :ولضضم يسضضتحيل أن يكضضون
ممتنعا ً فضي حضال ممكنضا ً فضضي حضضال فضإن قلتضضم :الحضضوال متسضضاوية قيضضل لكضضم:
والمقادير متساوية فكيف يكون مقدار ممكنا ً وأكبر منه أو أصغر بمقدار ظفضضر
ممتنعا ً فإن لم يستحل ذلك لم يستحل هذا .فهذا طريقة المقاومة.
إن الله إذا أراد فعل والتحقيق في الجواب أن ما ذكروه من تقضضدر المكانضضات
ل معنى لها وإنما المسلم أن الله قديم قادر ل يمتنع عليه الفعضل أبضدا ً لضو أراد
وليس في هذا القدر ما يوجب إثبات زمان ممتد إل أن يضيف الضضوهم بتلبيسضضه
إليه شيئا ً آخر .الثالث قولهم :إمكان العضضالم كضضان موجضضودا ً فالعضضالم أيض ضا ً كضضان
موجودا ً تمسكوا بأن قالوا :وجضضود العضضالم ممكضضن قبضضل وجضضوده إذ يسضضتحيل أن
يكون ممتنعا ً ثم يصير ممكنا ً وهذا المكان ل أول له أي لم يزل ثابتا ً ولم يضضزل
العالم ممكنا ً وجوده إذ ل حال من الحوال يمكن أن يوصضضف العضضالم فيضضه بضضأنه
ممتنع الوجود .فإذا كان المكان لم يزل فالممكن على وفق المكان أيضا ً لضضم
يزل فإن معنى قولنا أنه ممكن وجوده أنه ليس محال ً وجوده .فإذا كان ممكنا ً
وجوده أبدا ً لم يكن محال ً وجوده أبدا ً وإل فضضإن كضضان محضضال ً وجضضوده أبضضدا ً بطضضل
قولنا إنه ممكن وجوده أبدا ً وإن بطل قولنا إنه ممكن وجوده أبدا ً بطضضل قولنضضا
إن المكان لم يزل وإن بطل قولنا إن المكان لم يزل صح قولنضضا إن المكضضان
له أول وإذا صح أن له أول ً كان قبل ذلك غير ممكن فيؤدي إلى إثبات حال لم
يكن العالم ممكنا ً ول كان الله عليه قضضادرًا .اعضضتراض :العضضالم لضضم يضضزل ممكضضن
الحدوث العتراض أن يقال :العالم لم يزل ممكن الحضضدوث فل جضضرم مضضا مضضن
وقت إل ويتصور أحداثه فيه وإذا قضدر موجضودا ً أبضدا ً لضم يكضن حادثضا ً فلضم يكضن
الواقع على وفق المكان بل خلفه .وهذا كقولهم في المكضضان وهضضو أن تقضضدير
العالم أكبر مما هو أو خلق جسم فوق العضضالم ممكضضن وكضضذى آخضضر فضضوق ذلضضك
الخر وهكذا إلى غير نهايضة .فل نهايضة لمكضان الزيضادة ومضع ذلضك فوجضود ملء
مطلق ل نهاية له غير ممكن .فكذلك وجود ل ينتهي طرفه غير ممكن بل كمضضا
يقال الممكن جسم متناهي السطح ولكن ل تتعين مقاديره في الكبر والصضضغر
فكذلك الممكن الحدوث ومبادئ الوجود ل تتعين في الرابع
قولهم :كل حادث تسبقه مادة ...وهو أنهم قالوا :كل حادث فالمادة التي فيضضه
تسبقه إذ ل يستغني الحادث عن مادة فل تكون المضضادة حادثضضة وإنمضضا الحضضادث
الصور والعراض والكيفيات على المواد ... .ممكنة لضضه وبيضضانه أن كضضل حضضادث
فهو قبل حدوثه ل يخلوا إما أن يكون ممكن الوجود أو ممتنع الوجود أو واجب
الوجود ومحال أن يكون ممتنعا ً لن الممتنع في ذاته ل يوجضضد قضضط ومحضضال أن
يكون واجب الوجود لذاته فضضإن الضضواجب لضضذاته ل يعضضدم قضضط فضضدل أنضضه ممكضضن
الوجود بذاته .فضإذن إمكضان الوجضود حاصضل لضه قبضل وجضضوده وإمكضضان الوجضود
وصف إضافي ل قوام له بنفسه فل بد له من محضضل يضضضاف إليضضه ول محضضل إل
المادة فيضاف إليها كما نقول :هذه المادة قابلة للحرارة والضضبرودة أو السضضواد
والبياض أو الحركة والسكون أي ممكضضن لهضضا حضضدوث هضضذه الكيفيضضات وطريضضان
هذه التغيرات فيكون المكضضان وصضضفا ً للمضضادة .والمضضادة ل يكضضون لهضضا مضضادة فل
يمكن أن تحدث إذ لو حدثت لكان إمكان وجودها سضضابقا ً علضضى وجودهضضا وكضضان
المكان قائما ً بنفسه غير مضاف إلى شيء مع أنه معنى المكان ل يرجع إلضضى
كونه مقدورًا ...ول يمكن أن يقال إن معنى المكان يرجع إلضضى كضضونه مقضضدورا ً
وكون القديم قادرا ً عليه لنا ل نعرف كضضون الشضضيء مقضضدورا ً إل بكضضونه ممكنضًا.
فنقول :هو مقدور لنه ممكضضن وليضضس بمقضضدور لنضضه ليضضس بممكضضن .فضضإن كضضان
قولنا :هو ممكن يرجع إلى أنه مقدور فكأنا قلنا :هو مقدور لنه مقدور وليضضس
بمقدور لنه ليس بمقدور وهو تعريف الشضضيء بنفسضضه .فضضدل أن كضضونه ممكن ضا ً
قضية أخرى في العقل ظاهرة بها تعرف القضية الثانية وهو كونه مقضضدورًا... .
ول إلى كونه معلوما ً ويستحيل أن يرجع ذلك إلضضى علضضم القضضديم بكضضونه ممكن ضا ً
فإن العلم يستدعي معلومضًا .فالمكضضان المعلضضوم غيضضر العلضضم ل محالضضة ثضضم هضضو
وصف إضافي فل بد من ذات يضاف إليه وليس إل المضضادة .فكضضل حضضادث فقضضد
سبقه مادة فلم تكن المادة الولى حادثة بحال .اعضضتراض :المكضضان هضضو قضضضاء
العقل وهو يستدعي شيئا ً موجودًا ...العتراض أن يقال :المكان الذي ذكضضروه
يرجع إلى قضاء العقل .فكل ما قدر العقضضل وجضضوده فلضضم يمتنضضع عليضضه تقضضديره
سميناه ممكنا ً وإن امتنع سضضميناه مسضضتحيل ً وإن لضضم يقضضدر علضضى تقضضدير عضضدمه
سميناه واجبًا .فهذه قضايا عقلية ل تحتاج إلى موجود حضضتى تجعضضل وصضضفا ً لضضه.
بدليل ثلثة أمور :أحضدها أن المكضان لضو اسضتدعى شضيئا ً موجضودا ً يضضاف إليضه
ويقال إنه إمكانه لسضضتدعى المتنضضاع شضضيئا ً موجضضودا ً يقضضال إنضضه امتنضضاعه وليضضس
للممتنع وجود في ذاته ول مادة يطرى عليها المحال حتى يضاف المتناع إلضضى
المادة .إمكان السواد والثاني أن السواد والبيضضاض يقضضضي العقضضل فيهمضضا قبضضل
وجودهما بكونهما ممكنين .فإن كان هضضذا المكضضان مضضضافا ً إلضضى الجسضضم الضضذي
يطريان عليه حتى يقال معناه إن هذا الجسم يمكن أن يسود وأن يبيض فإذن
ليس البياض في نفسضضه ممكن ضا ً ول لضضه نعضضت المكضضان وإنمضضا الممكضضن الجسضضم
والمكان مضاف إليه .فنقول :ما حكم نفس السواد في ذاته أو هضضو ممكضضن أو
واجب أو ممتنع ول بضضد مضضن القضضول بضضأنه ممكضضن فضضدل أن العقضضل فضضي القضضضية
بالمكان ل يفتقر إلى وضع ذات موجود يضيف إليه المكضضان .إمكضضان النفضضوس
والثالث أن نفوس الدميين عندهم جواهر قائمة بأنفسها ليضضس بجسضضم ومضضادة
ول منطبع في مادة .وهي حادثة على ما اختاره ابضضن سضضينا والمحققضضون منهضضم
ولها إمكان قبل حدوثها وليس لها ذات ول مضضادة .فإمكانهضضا وصضضف إضضضافي ول
يرجع إلى قدرة القادر وإلى الفاعل فضضإلى مضضاذا يرجضضع قضضولهم :المكضضان ليضضس
بقضاء العقل فإذا قدر عدم القضاء لم يزل المكان فإن قيل :رد المكان إلضى
قضاء العقضضل محضضال إذ ل معنضضى لقضضضاء العقضضل إل العلضضم بالمكضضان .فالمكضضان
معلوم وهو غير العلم بل العلم يحيط به ويتبعه ويتعلق به على ما هضضو والعلضضم
لو قدر عدمه لم ينعدم المعلوم .والمعلوم إذا قدر انتفاؤه انتفى العلم .فالعلم
والمعلوم أمران اثنان أحدهما تابع والخضضر متبضضوع .ولضضو قضضدرنا إعضضراض العقلء
عن تقدير المكان وغفلتهم عنه لكنا نقول :ل يرتفع المكان بل الممكنات في
أنفسها ولكن العقول غفلت عنها أو عدمت العقول والعقلء .فيبقى المكان ل
محالة .للمتناع موضوع ...وأما المور الثلثة فل حجة فيها فإن المتناع أيضضضا ً
وصضضف إضضضافي يسضضتدعي موجضضودا ً يضضضاف إليضضه .ومعنضضى الممتنضضع الجمضضع بيضضن
الضدين فإذا كان المحل أبيض كان ممتنعا ً عليه أن يسود مع وجود البياض فل
بد من موضوع يشار إليه موصوف بصفة .فعند ذلك يقال :ضضضده ممتنضضع عليضضه
فيكون المتناع وصفا ً إضضضافيا ً قائمضا ً بموضضضوع مضضضافا ً إليضضه .وأمضضا الوجضضوب فل
يخفى أنه مضاف إلى الوجود الواجب .ولمكان السضضواد موضضضوع وأمضضا الثضضاني
وهو كون السواد في نفسه ممكنا ً فغلط .فإنه إن أخذ مجردا ً دون محل يحلضضه
كان ممتنعا ً ل ممكنا ً وإنما يصير ممكنا ً إذا قدر هيئة في جسم .فالجسضضم مهيضضأ
لتبدل هيئة والتبدل ممكن على الجسم وإل فليس للسواد نفس مفضضردة حضضتى
يوصف بإمكان .ولمكان النفوس موضوع وأما الثالث وهو النفس فهي قديمة
عند فريق ولكن ممكن لهضضا التعلضضق بالبضضدان فل يلضضزم علضضى هضضذا .ومضضن سضضلم
حدوثه فقد اعتقد فريق منهم أنه منطبع في المادة تضضابع للمضضزاج علضضى مضضا دل
عليه كلم جالينوس في بعض المواضع فتكون في مادة وإمكانها مضضضاف إلضضى
مادتها .وعلى مذهب من سلم أنها حادثة وليسضضت منطبعضضة فمعنضضاه أن المضادة
ممكن لها أن يدبرها نفس ناطقة فيكون المكان السابق على الحدوث مضافا ً
إلضضى المضضادة فإنهضضا وإن لضضم تنطبضضع فيهضضا فلهضضا علقضضة معهضضا إذ هضضي المضضدبرة
والمستعملة لها فيكون المكان راجعا ً إليها بهذا الطريق .الجواب المكان هضضو
قضضضاء العقضضل كمضضا يصضضرح بضضأن الكليضضات موجضضودة والجضضواب أن رد المكضضان
والوجوب والمتناع إلى قضايا عقلية صحيح وما ذكر بضضأن معنضضى قضضضاء العقضضل
علم والعلم يستدعي معلومضًا .فنقضول لضه :معلضوم كمضا أن اللونيضة والحيوانيضة
وسائر قضايا الكلية ثابتة في العقل عندهم وهي علضضوم ل يقضضال ل معلضضوم لهضضا
ولكضضن ل وجضضود لمعلوماتهضضا فضضي العيضضان حضضتى صضضرح الفلسضضفة بضضأن الكليضضات
موجضضودة فضضي الذهضضان ل فضضي العيضضان .وإنمضضا الموجضضود فضضي العيضضان جزئيضضات
شخصية وهي محسوسة غير معقولة ولكنها سبب لن ينتزع العقل منها قضية
مجضضردة عضضن المضضادة عقليضضة .فضضإذن اللونيضضة قضضضية مفضضردة فضضي العقضضل سضضوى
السوادية والبياضية ول يتصور في الوجود لون ليس بسواد ول بياض ول غيضضره
من اللوان ويثبت في العقل صورة اللونية من غير تفصيل ويقال :هي صضضورة
وجودها في الذهان ل في العيان .فإن لم يمتنع هذا لم يمتنع مضضا ذكرنضضاه .لضضو
قدر عدم العاقل ...وأما قولهم :لو قدر عدم العقلء أو غفلتهم ما كان المكان
ينعدم فنقول :ولو قدر عدمهم هل كانت القضايا الكلية وهي الجناس والنواع
تنعدم فإذا قالوا :نعم إذ ل معنى لها إل قضية في العقضضول فكضضذلك قولنضضا فضضي
المكان ول فرق بين البابين .وإن زعموا أنها تكون باقية في علم اللضضه فكضضذى
القول في المكان .فاللزام واقضضع والمقصضضود إظهضضار تنضضاقض كلمهضضم .امتنضضاع
وجود شريك لله وأما العذر عن المتناع بضضأنه مضضضاف إلضضى المضضادة الموصضضوفة
بالشيء إذ يمتنع عليه ضده فليس كضضل محضضال كضضذلك فضضإن وجضضود شضضريك للضضه
محال وليس ثم مضادة يضضاف إليهضا المتنضاع .فضإن زعمضوا أن معنضى اسضتحالة
الشريك أن انفضضراد اللضضه تعضضالى بضضذاته وتوحضضده واجضضب والنفضضراد مضضضاف إليضضه
فنقول :ليس واجب فإن العالم موجضضود معضضه فليضضس منفضضردًا .فضضإن زعمضضوا أن
انفراده عن النظير واجب ونقيض الواجب ممتنع وهو إضافة إليضضه قلنضضا :نعنضضي
أن انفراد الله عنها ليس كانفراده عن النظير فإن انفراده عن النظيضضر واجضضب
وانفراده عن المخلوقات الممكنة غير واجب فنتكلف إضافة المكان إليه بهذه
الحيلة كما تكلفوه في رد المتناع إلى ذاته بقلب عبارة المتناع إلضضى الوجضضوب
ثم بإضافة النفراد إليه بنعت الوجوب.
السواد هو في العقل وأما العذر عن السواد والبياض بأنه ل نفس لضضه ول ذات
منفردا ً إن عني بذلك في الوجضضود فنعضم وإن عنضضي بضضذلك فضي العقضل فل فضإن
العقل يعقل السواد الكلي ويحكم عليضضه بالمكضضان فضضي ذاتضضه .وهضضو فضضي الحضضق
يضاف إلى الفاعل وإلى المادة ثم العذر باطل بالنفوس الحادثة فإن لها ذواتا ً
مفردة وإمكانا ً سابقا ً على الحضضدوث وليضضس ثضضم مضضا يضضضاف إليضضه .وقضضولهم :إن
المادة ممكن لها أن يدبرها النفس فهذه إضافة بعيدة .فضضإن اكتفيتضضم بهضضذا فل
يبعد أن يقال :معنى إمكان الحادث أن القادر عليها يمكن في حقه أن يحضضدثها
فيكون إضافة إلى الفاعل مع أنه ليس منطبعا ً فيه كما أنه إضضضافة إلضضى البضضدن
المنفعل مع أنه ل ينطبع فيه .ول فرق بين النسبة إلضضى الفاعضضل والنسضضبة إلضضى
المنفعضضل إذا لضضم يكضضن انطبضضاع فضضي الموضضضعين .قضضولهم :قضضابلتم الشضضكالت
بالشضضكالت فضضإن قيضضل :فقضضد عضضولتم فضضي جميضضع العتراضضضات علضضى مقابلضضة
الشكالت بالشكالت ولم تحلضضوا مضضا أوردوه مضضن الشضضكال قولنضضا :المعارضضضة
تبين فسضضاد الكلم قلنضضا :المعارضضضة تضضبين فسضضاد الكلم ل محالضضة وينحضضل وجضضه
الشكال في تقدير المعارضة والمطالبة .ونحن لم نلضضتزم فضضي هضضذا الكتضضاب إل
تكدير مذهبهم والتغبير في وجوه أدلتهم بما نبين تهافتهم .ولضضم نتطضضرق الضضذب
عن مذهب معين فلم نخرج لذلك عن مقصود الكتاب ول نستقصي القول في
الدلة الدالة على الحدث إذ غرضنا إبطال دعواهم معرفة القدم.
إثبات المذهب الحق يكون في كتاب قواعد العقائد وأما إثبات المذهب الحق
فسنصنف فيه كتابا ً بعد الفراغ من هذا إن ساعد التوفيق إن شاء الله ونسميه
قواعد العقائد ونعتني فيه بالثبات كما اعتنينضضا فضي هضضذا الكتضضاب بالهضضدم واللضضه
أعلم .هذه المسألة فرع الولى ...ليعلضضم أن هضضذه المسضضألة فضضرع الولضضى فضضإن
العالم عندهم كما أنه أزلي ل بداية لوجوده فهو أبدي ل نهاية لخره ول يتصور
فساده وفناؤه بل لم يزل كضذلك ول يضزال أيضضا ً كضذلك .والدلضة الربعضة الضتي
ذكرت ل تزال جارية وأدلتهم الربعة التي ذكرناها في الزلية جارية في البدية
والعتراض كالعتراض من غير فرق .فإنهم يقولضضون :إن العضضالم معلضضول علتضضه
أزلية أبدية فكان المعلول مع العلضضة .ويقولضضون :إذا لضضم تتغيضضر العلضضة لضضم يتغيضضر
المعلول .وعليه بنوا منع الحدوث وهو بعينه جار في النقطاع .وهضضذا مسضلكهم
الول .الضضدليل الول والمسضضلك الثضضاني ومسضضلكهم الثضضاني أن العضضالم إذا عضضدم
فيكون عدمه بعد وجضضوده فيكضضون لضضه بعضضد ففيضضه إثبضضات الزمضضان .الضضدليل الول
والمسلك الثالث وهو فاسد لنه ل يستحيل بقضضاء العضضالم أبضضدًا :ويعضضرف الواقضضع
من الشضضرع ومسضضلكهم الثضضالث إن إمكضضان الوجضضود ل ينقطضضع .فكضضذلك الوجضضود
الممكن يجوز أن يكون علضضى وفضضق المكضضان .إل أن هضضذا الضضدليل ل يقضضوى فإنضضا
نحيل أن يكون أزليا ً ول نحيل أن يكون أبديا ً لو أبقاه اللضضه تعضضالى أبضضد إذا ً ليضضس
من ضرورة الحادث أن يكون له آخر ومن ضرورة الفعل أن يكضضون حادث ضا ً وأن
يكون له أول .ولم يوجب أن يكون للعالم ل محالة آخر إل أبضضو الهضضذيل العلف
فإنه قال :كما يستحيل في الماضي دورات ل نهاية لها فكذلك في المسضضتقبل
وهو فاسد لن كل المستقبل قط ل يدخل في الوجود ل متلحقا ً ول متسضضاوقا ً
والماضي قد دخل كله في الوجود متلحقا ً وإن لم يكن متساوقًا .وإذا تبين أنضضا
ل نبعد بقاء العالم أبدا ً من حيث العقل بل نجضضوز بقضضاءه وإفنضضاءه فإنمضضا يعضضرف
الواقع من قسمي الممكن بالشرع فل يتعلق النظر فيه بالمعقول.
الدليل الول والمسلك الرابع وأما مسلكهم الرابع فهو جار لنهم يقولون :إذا
عدم العضضالم بقضضي إمكضضان وجضضوده إذ الممكضضن ل ينقلضضب مسضضتحيل ً وهضضو وصضضف
إضافي .فيفتقر كل حادث بزعمهم إلى مادة سابقة وكل منعضضدم فيفتقضضر إلضضى
مادة ينعدم عنها .فالمواد والصضضول ل تنعضضدم وإنمضضا تنعضضدم الصضضور والعضضراض
الحالة فيها .الجواب ما سبق ويضاف إليه دليلن آخران والجواب عن الكل ما
سبق .الول دليل جالينوس ل يظهر أن الشمس ل تقبل النعدام ما تمسك به
جالينوس إذ قال :لو كان الشمس مثل ً تقبل النعدام لظهر فيها ذبول في مدة
مديدة والرصاد الدالضضة علضضى مقضضدارها منضضذ آلف سضضنين ل تضضدل إل علضضى هضضذا
المقدار فلما لم تذبل في هذه الماد الطويلة دل أنها ل تفسد .العتراض مضضن
الوجه الول لعلها تفسد بغير طريق الضضذبول كمضضا فضضي حضضال البغتضضة العضضتراض
عليه من وجوه :الول إن شكل هذا الدليل أن يقال :إن كضضان الشضضمس تفسضضد
فل بد وأن يلحقها ذبول لكن التالي محال فالمقدم محال وهضضو قيضضاس يسضضمى
عندهم الشرطي المتصل وهذه النتيجة غير لزمة لن المقدم غيضضر صضضحيح مضضا
لم يضف إليه شرط آخر وهو قوله :إن كان تفسد فل بد وأن تذبل فهذا التالي
ل يلزم هذا المقدم إل بزيادة شرط وهو أن نقول :إن كان تفسد فسادا ً ذبوليا ً
فل بد وأن تذبل في طول المدة .أو يضضبين أنضضه ل فسضضاد بطريضضق الضضذبول حضضتى
يلزم التالي للمقدم .ول نسلم أنه ل يفسد الشيء إل بالذبول بل الضضذبول أحضضد
وجوه الفساد .ول يبعد أن يفسد الشيء بغتة وهو العتراض من الوجه الثضضاني
الفساد ل يظهر للحس الثاني أنه لو سلم له هذا وأنه ل فساد إل بالذبول فمن
أين عرف أنه ليس يعتريها الذبول وأمضضا التفضضاته إلضضى الرصضضاد فمحضضال لنهضضا ل
تعرف مقاديرها إل بالتقريب .والشمس التي يقال إنها كالرض مضضائة وسضضبعين
مرة أو ما يقرب منه لو نقص منها مقدار جبال مثل ً لكان ل يبين للحس فلعلها
في الذبول وإلى الن قد نقص مقدار جبضال وأكضضثر .والحضس ل يقضدر علضى أن
يدرك ذلك لن تقديره في علم المناظر لم يعضرف إل بضالتقريب وهضذا كمضا أن
الياقوت والذهب مركبان من العناصر عندهم وهي قابلة للفساد ثضضم لضضو وضضضع
ياقوته مائة سنة لم يكن نقصانه محسوسا ً فلعل نسبة ما ينقص من الشضضمس
في مدة تاريخ الرصاد كنسبة ما ينقص من الياقوت فضضي مضضائة سضضنة .وذلضضك ل
يظهر للحس فدل أن دليله في غاية الفساد .وبضضاقي الدلضضة ليسضضت أكضضثر قضضوة
وقد أعرضنا عن إيراد أدلة كثيرة من هذا الجنس يستركها العقلء وأوردنا هضضذا
الواحد ليكون عبرة ومثال ً لما تركناه واقتصرنا على الدلة الربعة الضضتي يحتضضاج
إلى تكلف في حل شبهها كما الثضاني الضضدليل الثضاني :ل يعقضضل سضضبب معضضدم...
لهم في استحالة عدم العالم أن قالوا :العالم ل تنعضضدم جضضواهره لنضضه ل يعقضضل
سبب معدم له وما لم يكن منعدما ً ثم انعضضدم فل بضضد وأن يكضضون بسضضبب وذلضضك
السبب ل يخلوا إما من أن يكضضون إرادة القضضديم وهضضو محضضال لنضضه إذا لضضم يكضضن
مريدا ً لعدمه ثم صار مريدا ً فقد تغير أو يضضؤدي إلضضى أن يكضضون القضضديم وإرادتضضه
على نعت واحد في جميع الحوال والمراد يتغير من العدم إلى الوجود ثم مضضن
الوجود إلى العدم .وما ذكرناه من استحالة وجضضود حضضادث بضضإرادة قديمضضة يضضدل
على استحالة العدم.
ول فعله فإن القوال بهذا المر باطلة ويزيد هاهنا إشكال آخر أقوى من ذلك
وهو أن المراد فعل المريد ل محالة وكل من لم يكن فاعل ً ثم صار فاعل ً فضضإن
لم يتغير هو في نفسه فل بد وأن يصير فعله موجودا ً بعد أن لم يكن موجضضودًا.
فإنه لو بقي كما كان إذ لم يكن له فعل والن أيضا ً ل فعل له فإذن لضضم يفعضضل
شيئًا .والعدم ليس بشيء فكيف يكون فعل ً وإذا أعدم العالم وتجضضدد لضضه فعضضل
لم يكن فما ذلك الفعل أهو وجود العالم وهو محال إذا انقطع الوجود أو فعلضضه
عدم العالم وعدم العالم ليس بشيء حتى يكون فعل ً فإن أقل درجات الفعضضل
أن يكون موجودا ً وعدم العالم ليس شيئا ً موجودا ً حتى يقضضال :هضضو الضضذي فعلضضه
الفاعل وأوجده الموجد .ولشكال هذا زعموا :افترق المتكلمون فضضي التقصضضي
ل .قول المعتزلة بخلق الفناء ...أما عن هذا أربع فرق وكل فرقة اقتحمت محا ً
المعتزلة فإنهم قالوا :فعله الصادر منه موجود وهو الفناء يخلقضضه ل فضضي محضضل
فينعدم كل العالم دفعة واحدة وينعدم الفناء المخلضضوق بنفسضضه حضضتى ل يحتضضاج
إلى فناء آخر فيتسلسل إلى غير نهاية .وهو فاسد من وجوده أحدها أن الفنضضاء
ليس موجودا ً معقول ً حتى يقدر خلقه ثم إن كضضان موجضضودا ً فلضضم ينعضضدم بنفسضضه
من غير معدم ثم لم يعدم العالم فإنه إن خلق في ذات العالم وحل فيضضه فهضضو
محال لن الحال يلقي المحلول فيجتمعان ولو في لحظة فإذا جاز اجتماعهمضضا
لم يكن ضدا ً فلم يفنه .وإن خلقه ل في العالم ول في محضضل فمضضن أيضضن يضضضاد
وجوده وجود العالم ثم في هذا المضذهب شضناعة أخضضرى وهضضو أن اللضضه ل يقضضدر
على إعدام بعض جواهر العالم دون بعضضض بضضل ل يقضضدر إل علضضى إحضضداث فنضضاء
يعدم العالم كله لنها إذا لم تكن في محل كان نسبتها إلى الكل على وتيرة.
الفرقة الثانيضة الكراميضة حيضث قضالوا :إن فعلضه العضدام والعضدام عبضارة عضن
موجود يحدثه في ذاته تعالى عضضن قضضولهم فيصضضير العضضالم بضضه معضضدومًا .وكضضذلك
الوجود عندهم بإيجاد يحدثه في ذاته فيصير الموجود بضضه موجضضودًا .وهضضذا أيضضا ً
فاسد إذ فيه كون القديم محل الحوادث ثضضم خضضروج عضضن المعقضضول إذ ل يعقضضل
من اليجضضاد إل وجضضود منسضضوب إلضضى إرادة وقضضدرة .فإثبضضات شضضيء آخضضر سضضوى
الرادة والقدرة ووجود المقضضدور وهضضو العضضالم ل يعقضضل وكضضذى العضضدام .وقضضول
الشعرية بعدم خلق البقاء...
الفرقة الثالثة الشعرية إذ قالوا :أما العراض فإنها تفنى بأنفسضضها ول يتصضضور
بقاءها لنه لضضو تصضضور بقاءهضضا لمضضا تصضضور فناؤهضضا لهضضذا المعنضضى .وأمضضا الجضضواهر
فليست باقية بأنفسها ولكنها باقية ببقاء زائد على وجودها فإذا لم يخلضضق اللضضه
البقاء انعدم لعدم المبقى .وهو أيضا ً فاسد لما فيه من مناكرة المحسوس في
أن السواد ل يبقى والبياض كذلك وأنه متجدد الوجضضود والعقضضل ينبضضوا عضضن هضضذا
كما ينبوا عن قول القائل :إن الجسضضم متجضضدد الوجضضود فضضي كضضل حالضضة والعقضضل
القاضي بأن الشعر الذي على رأس النسان فضي يضوم هضو الشضعر الضذي كضان
بالمس ل مثله يقضي أيضا ً به في سواد الشعر .ثم فيه إشضضكال آخضضر وهضضو أن
الباقي إذا بقي ببقاء فيلزم أن تبقى صفات اللضضه ببقضضاء .وذلضضك وقضضول الفرقضضة
الرابعة بعضدم خلضق الحركضة أو السضكون والفرقضة الرابعضة طائفضة أخضرى مضن
الشعرية إذ قالوا :إن العراض تفنى بأنفسها وأما الجواهر فإنها تفنضضى بضضأن ل
يخلق الله فيها حركضضة ول سضضكونا ً ول اجتماعضا ً ول افتراقضا ً فيسضضتحيل أن يبقضضى
جسم ليس بساكن ول متحرك فينعدم .وكأن فرقتي الشضضعرية مضضالوا إلضضى أن
العدام ليس بفعل إنما هو كف عن الفعل لما لم يعقلوا كون العدم فع ً
ل .وإذا
بطلت هذه الطرق لم يبق وجه للقول بجواز إعدام العالم .وقضضولهم باسضضتحالة
انعدام النفس الحادثة ...هذا لو قيضل بضأن العضالم حضادث فضإنهم مضع تسضليمهم
حدوث النفس النسانية يدعون استحالة انعدامها بطريق يقرب مما ذكرناه.
وباستحالة انعدام كل قائم بنفسه وبالجملة عنضضدهم كضضل قضضائم بنفسضضه ل فضضي
محل ل يتصور انعدامه بعد وجوده سواء كان قضضديما ً أو حادث ضًا .وإذا قيضضل لهضضم:
مهما أغلي النار تحت الماء انعدم الماء قالوا لم ينعدم ولكن انقلب بخضضارا ً ثضضم
ماء .فالمادة وهي الهيولى باقية في الهواء وهضضي المضضادة الضضتي كضضانت لصضضورة
الماء وإنما خلعت الهيولى صورة المائية ولبست صضضورة الهوائيضضة .وإذا أصضضاب
الهواء برد كثف وانقلضضب مضضاء ل مضضن مضضادة تجضضددت بضضل المضضواد مشضضتركة بيضضن
العناصر وإنما يتبدل عليها صضضورها .الجضضواب :العضضدام بضضإرادة اللضضه الضضذي أجضضد
العدم والجواب :أن ما ذكرتموه من القسام وإن أمكن أن نذب عن كل واحد
ونبين أن إبطاله على أصلكم ل يستقيم لشضضتمال أصضضولكم علضضى مضضا هضضو مضضن
جنسه ولكنا ل نطول به ونقتصر على قسم واحد ونقول :بم تنكرون على من
يقول :اليجاد والعدام بإرادة القادر فإذا أراد الله أوجضضد وإذا أراد أعضضدم وهضضذا
معنى كونه قادرا ً على الكمال وهو في جملضضة ذلضضك ل يتغيضضر فضضي نفسضضه وإنمضضا
يتغير الفعل .وأما قولكم :إن الفاعل ل بد وأن يصدر منه فعل فما الصادر منه
قلنا :الصادر منه ما تجدد وهو العضضدم إذ لضضم يكضضن عضضدم ثضضم تجضضدد العضضدم فهضضو
الصادر عنه .قولهم :العدم ليس بشضضيء فضضإن قلتضضم :إنضضه ليضضس بشضضيء فكيضضف
صدر منه قولنا :هو واقع فهو معقضضول ...قلنضا :وهضو ليضس بشضيء فكيضف وقضع
وليس معنى صدوره منه إل أن ما وقع مضاف إلى قدرته فإذا عقل وقوعه لم
ل تعقل إضافته إلى القدرة وما الفرق بينهم وبين من ينكر طريان العدم أصل ً
على العراض والصور ويقول :العدم ليس بشيء فكيف يطرى وكيف يوصضضف
بالطريضضان والتجضضدد ول نشضضك فضضي أن العضضدم يتصضضور طريضضانه علضضى العضضراض
فالموصوف بالطريان معقول وقوعه سضضمى شضضيئا ً أو لضضم يسضضم فإضضضافة ذلضضك
الواقع المعقول إلى قدرة القادر أيضا ً معقول.
ل يقع العدم بل أضداد الطريان فإن قيضل :هضذا إنمضا يلضزم علضى مضذهب مضن
يجوز عدم الشيء بعد وجوده فيقال له :ما الذي طرى وعندنا ل ينعدم الشيء
الموجود وإنما معنى انعدام العراض طريان أضدادها الضضتي هضضي موجضضودات ل
طريان العدم المجرد الذي ليس بشضضيء فضضإن مضضا ليضضس بشضضيء كيضضف يوصضضف
بالطريان فإذا ابيض الشعر فالطاري هو البياض فقضضط وهضضو موجضضود ول نقضضول
الطاري هو عدم السواد .قولنا :يقع العدم وهذا فاسد من وجهين :أحضضدهما أن
طريضضان البيضضاض هضضل تضضضمن عضضدم السضضواد أم ل فضضإن قضضالوا :ل فقضضد كضضابروا
المعقول .وإن قالوا :نعم فالمتضمن غيضضر المتضضضمن أم عينضضه فضضإن قضضالوا :هضضو
عينه كان متناقضا ً إذ الشيء ل يتضضضمن نفسضضه .وإن قضضالوا غيضضره فضضذلك الغيضضر
معقول أم ل فإن قالوا :ل قلنا :فبم عرفتم أنه متضضضمن والحكضضم عليضضه بكضضونه
ل .وإن قالوا :نعم فذلك المتضمن المعقضضول وهضضو متضمنا ً اعتراف بكونه معقو ً
عدم السواد قديم أو حادث .فإن قالوا :قضضديم فهضضو محضضال .وإن قضضالوا :حضضادث
فالموصوف بالحدوث كيف ل يكون معقول ً وإن قالوا :ل قديم ول حضضادث فهضضو
محال لنه قبل طريان البياض لضضو قيضضل :السضضواد معضضدوم كضان كضضذبا ً وبعضضده إذا
قيل :إنه معدوم كان صدقا ً فهو طار ل محالة .فهذا الطاري معقول فيجوز أن
يكون منسوبا ً إلى قدرة قادر.
الحركة وما إليها تنعدم دون وقوع أضدادها الوجه الثاني أن من العضضراض مضضا
ينعضضدم عنضضدهم ل بضضضده فضضإن الحركضضة ل ضضضد لهضضا وإنمضضا التقابضضل بينهمضضا وبيضضن
السضضكون عنضضدهم تقابضضل الملكضضة والعضضدم أي تقابضضل الوجضضود والعضضدم ومعنضضى
السكون عدم الحركة .فإذا عدمت الحركة لم يطر سضضكون هضضو ضضضده بضضل هضضو
عدم محض وكذلك الصفات التي هضضي مضضن قبيضضل السضضتكمال كانطبضضاع أشضضباح
المحسوسات في الرطوبة الجليدية من العين بل انطباع صور المعقولت في
النفس فإنها ترجضع إلضى اسضتفتاح وجضود مضن غيضر زوال ضضده وإذا عضدم كضان
معناها زوال الوجود من غير استعقاب ضده .فزوالها عبارة عضضن عضضدم محضضض
قد طرى فعقل قدرة القادر في إمكانها أن تحدث العدم كمضضا تحضضدث الوجضضود.
فتبين بهذا أنه مهما تصور وقوع حادث بإرادة قديمة لم يفترق الحضضال بيضضن أن
يكون الواقع عدما ً أو وجودًا .مسألة في بيان تلبيسهم بقضضولهم إن اللضضه فاعضضل
العالم وصانعه وأن العالم صضضنعه وفعلضضه وبيضضان أن ذلضضك مجضضاز عنضضدهم وليضضس
بحقيقته قولنا :ل يتصور على مساق أصلهم أن يكون العالم من صنع الله وقد
اتفقت الفلسفة سوى الدهرية على أن للعالم صانعا ً وأن الله هو صانع العالم
وفاعله وأن العالم فعله وصنعه وهذا تلبيس على أصضضلهم .بضضل ل يتصضضور علضضى
مساق أصلهم أن يكون العالم من صنع الله من ثلثة أوجه :وجه فضضي الفاعضضل
ووجه في الفعل ووجه في نسبة مشتركة بين الفعل والفاعل.
خبالهم من ثلثة وجوه أما الذي في الفاعل فهو أنضضه ل بضضد وأن يكضضون مريضضدا ً
مختارا ً عالما ً بما يريده حتى يكون فاعل ً لما يريده .والله تعضضالى عنضضدهم ليضضس
مريدا ً بل ل صفة له أصل ً وما يصدر عنه فيلزم منه لزوما ً ضروريًا .والثضضاني أن
العالم قديم والفعل هو الحادث .والثالث أن الله واحضضد عنضضدهم مضضن كضضل وجضضه
والواحضضد ل يصضضدر منضضه عنضضدهم إل واحضضد مضضن كضضل وجضضه والعضضالم مركضضب مضضن
مختلفات فكيف يصدر عنه في الفاعل :تقولون أن العالم من اللضضه بضضاللزوم...
ولنحقق وجه كل واحد من هذه الوجضضوه الثلثضضة مضضع خبضضالهم فضضي دفعضضه .الول
فنقول :الفاعل عبارة عمن يصدر منضه الفعضل مضع الرادة للفعضل علضى سضبيل
الختيار ومع العلم بالمراد .وعندكم أن العالم مضضن اللضضه كضضالمعلول مضضن العلضضة
يلزم لزوما ً ضروريا ً ل يتصور من الله دفعه لزوم الظضضل مضضن الشضضخص والنضضور
من الشمس وليس هذا من الفعل في شيء .ول يقال الفاعل فضضاعل ً إل علضضى
وجه الرادة والختيار بل من قال إن السضضراج يفعضضل الضضضوء والشضضخص يفعضضل
الظل فقد جازف وتوسع في التجوز توسعا ً خارجا ً مضضن الحضضد واسضضتعار اللفضضظ
اكتفاء بوقوع المشاركة بين المستعار له والمستعار عنه في وصف واحد وهضضو
أن الفاعل سبب على الجملة والسراج سبب الضضضوء والشضضمس سضضبب النضضور.
ولكن الفاعل لم يسم فاعل ً صانعا ً بمجرد كونه سببا ً بل بكونه سببا ً على وجضضه
مخصوص وهو على وجه الرادة والختيار حتى لضضو قضال القضضائل :الجضضدار ليضضس
بفاعل والحجر ليس بفاعل والجماد ليس بفاعل وإنما الفعل للحيوان لم ينكضضر
ذلك ولم يكن قوله كاذبًا .وللحجر فعل عندهم وهو الهوى والثقل والميل إلضضى
المركز كما أن للنار فعل ً وهو التسخين وللحائط فعل وهو الميل إلضضى المركضضز
ووقوع الظل فإن كل ذلك صادر منه وهضضذا محضضال .قضضولهم :الفعضضل جنسضضان...
فإن قيل :كل موجود ليضضس واجضضب الوجضضود بضضذاته بضضل هضضو موجضضود بغيضضره فإنضضا
نسمي ذلك الشيء مفعول ً ونسمي سببه فاعل ً ول نبضضالي كضضان السضضبب فضضاعل ً
بالطبع أو بالرادة كما أنكم ل تبالون أنه كان فاعل ً بآلة أو بغير آلة .بل الفعضضل
جنس وينقسم إلى ما يقع بآلة وإلى ما يقع بغير آلة فكذلك هو جنس وينقسم
إلى ما يقع بالطبع وإلى ما يقضضع بالختيضضار .ويقضضال " :فعضضل " بضضالطبع والختيضضار
بدليل أنا إذا قلنا " فعل " بالطبع لم يكن قولنا " بالطبع " ضدا ً لقولنا " فعل "
ول دفعا ً ونقضا ً له بل كان بيانا ً لنوع الفعل كما إذا قلنا " فعل " مباشرة بغيضضر
آلة لم يكن نقضا ً بل كان تنويعضا ً وبيانضًا .وإذا قلنضضا " فعضضل " بالختيضضار لضضم يكضضن
تكرارا ً مثل قولنا :حيوان إنسان بل كان بيانا ً لنوع الفعل كقولنا " فعل " بآلضضة.
ولو كان قولنا " فعل " يتضمن الرادة وكانت الرادة ذاتية للفعل من حيث أنه
فعل لكان قولنا " فعل " بالطبع متناقضا ً كقولنا فعل وما فعل .قولنضضا :الجمضضاد
ل فعل له ...قلنا :هذه التسمية فاسدة ول يجوز أن يسمى كل سبب بأي وجه
ل .ولو كان كذلك لمضضا صضضح أن يقضضال الجمضضاد ل كان فاعل ً ول كل مسبب مفعو ً
فعل لضه وإنمضا الفعضضل للحيضضوان وهضذه مضن الكلمضات المشضهورة الصضضادقة .إل
بالستعادة فإن سمى الجماد فاعل ً فبالستعارة كمضضا قضضد يسضضمى طالبضا ً مريضضدا ً
على سبيل المجاز إذ يقال الحجضضر يهضضوى لنضضه يريضضد المركضضز ويطلبضضه والطلضضب
والرادة حقيقية ل يتصضور إل مضع العلضم بضالمراد المطلضوب ول يتصضور إل مضن
الحيوان.
فالفعل يتضمن الرادة وأما قولكم :إن قولنا " فعل " عضضام وينقسضضم إلضضى مضضا
هو بالطبع وإلى ما هو بالرادة غير مسضضلم وهضضو كقضضول القضضائل :قولنضضا " أراد "
عام وينقسم إلى من يريد مع العلم بالمراد وإلى من يريضضد ول يعلضضم مضضا يريضضد
وهو فاسد إذ الرادة تتضمن العلضضم بالضضضرورة فكضضذلك الفعضضل يتضضضمن الرادة
بالضرورة .وأما قولكم :إن قولنا " فعضضل " بضضالطبع ليضضس بنقضضض للول فليضضس
كذلك فإنه نقض له من حيث الحقيقة ولكن ل يسبق إلضضى الفهضضم التنضضاقض ول
يشتد نفور الطبع عنه لنه يبقى مجازا ً فإنه لما أن كان سببا ً بوجه ما والفاعضضل
أيضا ً سبب سمي فعل ً مجازًا .الفعل بالختيار حقيقة هو فعل حقيقي وإذا قضضال
" فعل " بالختيار فهو تكرير على التحقيق كقوله " أراد " وهو عالم بما أراده.
إل أنه لما تصور أن يقال " فعل " وهو مجاز ويقال " فعضضل " وهضضو حقيقضضة لضضم
تنفر النفس عن قوله " فعل " بالختيار وكان معناه فعل فعل ً حقيقيا ً ل مجازيا ً
كقول القائل :تكلم بلسانه ونظر بعينه فإنه لمضضا جضضاز أن يسضضتعمل النظضضر فضضي
القلب مجازا ً والكلم في تحريك الرأس واليد حتى يقال قضضال برأسضضه أي نعضضم
لم يسضضتقبح أن يقضضال :قضضال بلسضضانه ونظضضر بعينضضه ويكضضون معنضاه نفضضي احتمضضال
المجاز .فهذا مزلة القدم فليتنبه لمحل انخضضداع هضضؤلء الغبيضضاء .قضضولهم :يقضضال
النار تحرق فإن قيل :تسمية الفاعل فاعل ً إنما يعرف من اللغة وإل فقد ظهضضر
في العقل أن ما يكون سببا ً للشيء ينقسم إلضى مضا يكضضون مريضدا ً وإلضى مضا ل
يكون .ووقع النزاع في أن اسم الفعضضل علضضى كلضضى القسضضمين حقيقضضة أم ل ول
سبيل إلى إنكاره إذ العضضرب تقضضول :النضضار تحضضرق والسضضيف يقطضع والثلضضج يضضبرد
والسقمونيا تسهل والخبز يشبع والماء يروي .وقولنا " يضضضرب " معنضضاه يفعضضل
الضرب وقولنا " تحرق " معناه تفعل الحتراق وقولنا " يقطضضع " معنضضاه يفعضضل
القطع .فإن قلتم :إن كل ذلضضك مجضضاز كنتضضم متحكميضضن فيضضه مضضن غيضضر مسضضتند.
قولنا :من ألقى إنسانا ً في نار فمات هو القاتل دون النار ...والجضضواب أن كضضل
ذلك بطريق المجاز وإنما الفعل الحقيقي ما يكون بالرادة .والضضدليل عليضضه أنضضا
لو فرضنا حادثا ً توقضضف فضضي حصضضوله علضضى أمريضضن أحضضدهما إرادي والخضضر غيضضر
إرادي أضاف العقل الفعل إلى الرادي .وكذى اللغة فإن من ألقى إنسانا ً فضضي
نار فمات يقال :هو القاتضضل دون النضضار حضضتى إذا قيضضل :مضضا قتلضضه إل فلن صضضدق
قائله .لنه مختار فإن كان اسم الفاعل على المريضضد وغيضضر المريضضد علضضى وجضضه
واحد ل بطريق كون أحدهما أصل ً وكون الخر مستعارا ً منه فلم يضاف القتضضل
إلى المريد لغة وعرفا ً وعقل ً مع أن النار هي العلضضة القريبضضة فضضي القتضضل وكضضأن
الملقى لم يتعاط إل الجمع بينه وبين النار .ولكن لمضا أن كضان الجمضع بضالرادة
وتأثير النار بغير إرادة سمي قاتل ً ولم تسم النار قاتل ً إل بنوع مضضن السضضتعارة.
فدل أن الفاعل من صدر الفعل عن إرادته وإذا لم يكن الله مريدا ً عنضضدهم ول
مختارا ً لفعل لم يكن صانعا ً ول فاعل ً قولهم :نعني بكون الله فضضاعل ً أن العضضالم
قوامه به فإن قيل :نحن نعني بكون الله فاعل ً أنضضه سضضبب لوجضضود كضضل موجضضود
سواه وأن العالم قوامه به ولول وجود البارئ لما تصور وجود العالم ولضضو قضضدر
عدم البارئ لنعدم العالم كما لو قدر عدم الشضمس لنعضضدم الضضضوء .فهضذا مضا
نعنيضضه بكضضونه فضضاعل ً فضضإن كضضان الخصضضم يضضأبى أن يسضضمي هضضذا المعنضضى فعل ً فل
مشاحة في السامي بعد ظهضضور المعنضضى .قولنضضا :ل تقولضضوا إن اللضضه " صضضانع "
العالم قلنا :غرضنا أن نبين أن هذا المعنى ل يسمى فعل ً وصنعا ً وإنما المعنضضى
بالفعل والصنع ما يصدر عن الرادة حقيقية .وقد نفيتضضم حقيقضضة معنضضى الفعضضل
ونطقتم بلفظه تجمل ً بالسلميين ول يتم الدين بضإطلق اللفضاظ الفارغضة عضن
المعاني .فصرحوا بأن الله ل فعل له حتى يتضضضح أن معتقضضدكم مخضضالف لضضدين
المسلمين .ول تلبسوا بأن الله صانع العالم وأن العالم صنعه فإن هضضذه لفظضضة
أطلقتموها ونفيتم حقيقتها ومقصود هذه المسألة الكشضضف عضضن هضضذا التلضضبيس
فقط.
ً
الثاني إن كان العالم موجودا فل يمكن إيجاده في إبطال كون العالم فعل ً لله
على أصلهم بشرط في الفعضضل وهضضو أن الفعضضل عبضضارة عضضن الحضضداث والعضضالم
عندهم قديم وليس بحادث ومعنى الفعل إخراج الشيء من العدم إلى الوجود
بإحداثه .وذلك ل يتصور في القديم إذ الموجود ل يمكن إيجضضاده .فضضإذن شضضرط
الفعل أن يكضون حادثضا ً والعضالم قضديم عنضدهم فكيضف يكضون فعل ً للضه قضولهم:
الوجود متعلق بالفاعل ...فإن قيل :معنى الحادث موجود بعد عدم فلنبحث أن
الفاعل إذا أحدث كان الصادر منه المتعلق به الوجود المجرد أو العدم المجرد
أو كلهما .وباطل أن يقال :إن المتعلق بضضه العضضدم السضضابق إذ ل تضضأثير للفاعضضل
في العدم وباطضضل أن يقضضال :كلهمضضا إذ بضضان أن العضضدم ل يتعلضضق بضضه أصضل ً وأن
العدم في كونه عدما ً ل يحتاج إلى فاعل البتة فبقي أنه متعلضضق بضضه مضضن حيضضث
أنه موجود وأن الصادر منه مجرد الوجود وأنضضه ل نسضضبة إليضضه إل الوجضضود .فضضإن
فضضرض الوجضضود دائم ضا ً فرضضضت النسضضبة دائمضضة وإذا دامضضت هضضذه النسضضبة كضضان
المنسوب إليه أفعل وأدوم تأثيرا ً لنه لم يتعلق العدم بالفاعل بحال.
ل سبق العدم وإن كان مشترطا ً به فبقي أن يقال :إنه متعلضضق بضضه مضضن حيضضث
أنه حادث ول معنى لكونه حادثا ً إل أنه وجود بعد عدم والعدم لم يتعلق به فإن
جعل سبق العدم وصضف الوجضود وقيضل :المتعلضق بضه وجضود مخصضوص ل كضل
وجود وهو وجود مسبوق بالعدم فيقال :كونه مسبوقا ً بالعضضدم ليضضس مضضن فعضضل
فاعل وصنع صانع فإن هضضذا الوجضضود ل يتصضضور صضضدوره مضضن فضضاعله إل والعضضدم
سابق عليه وسبق العدم ليس بفعل الفاعل .فكونه مسبوق العدم ليس بفعل
الفاعل فل تعلق له به .فاشتراطه في كونه فعل ً اشتراط مضضا ل تضضأثير للفاعضضل
فيه بحال .وأما قولكم :إن الموجود ل يمكن إيجاده إن عنيتم به أنه ل يستأنف
له وجود بعد عدم فصحيح .ل إيجاد إل لموجود وإن عنيتم به أنه في حال كونه
موجودا ً ل يكون موجدا ً فقد بينا أنه يكون موجدا ً في حال كونه موجودا ً ل فضضي
حال كونه معدومًا .فإنه إنما يكون الشيء موجضضدا ً إذا كضضان الفاعضضل موجضضدا ً ول
يكون الفاعل موجدا ً في حال العدم بل في حال وجود الشضضيء منضضه .واليجضضاد
مقارن لكون الفاعضضل موجضضدا ً وكضضون المفعضضول موجضضدا ً لتضضه عبضضارة عضضن نسضضبة
الموجد إلى الموجد وكل ذلك مع الوجود ل قبله .فإذن ل إيجاد إل لموجضضود إن
كان المراد باليجاد النسبة التي بها يكضضون الفاعضضل موجضضدا ً والمفعضضول موجضضدًا.
قالوا :ولهذا قضينا بأن العالم فعل الله أزل ً وأبدا ً وما من حضضال إل وهضضو فاعضضل
له لن المرتبضضط بالفاعضضل الوجضضود فضضإن دام الرتبضضاط دام الوجضضود وإن انقطضضع
انقطع ل كما تخيلتموه من أن البارئ لو قدر عدمه لبقى العالم إذ ظننتضضم أنضضه
كالبناء مع البناء فإنه ينعدم ويبقى البناء فإن بقاء البناء ليضضس بالبضضاني بضضل هضضو
باليبوسة الممسكة لتركيبه إذ لضضو لضضم يكضضن فيضضه قضضوة ماسضضكة كالمضضاء مثل ً لضضم
يتصور بقاء الشكل الحادث بفعل الفاعل فيه .قولنا :الفعل يتعلق بالفاعل من
حيث حدوثه ...والجواب :إن الفعل يتعلضضق بالفاعضضل مضضن حيضضث حضضدوثه ل مضضن
حيث عدمه السابق ول من حيث كونه موجودا ً فقط فإنه ل يتعلق به في ثضاني
حال الحدوث عندنا وهو موجود بل يتعلق به فضضي حضضال حضضدوثه مضضن حيضضث أنضضه
حدوث وخروج من العدم إلى الوجود فإن نفى منه معنضضى الحضضدوث لضضم يعقضضل
كونه فعل ً ول تعلقه بالفاعل.
ول يتعلق به سبق العدم وقولكم :إن كضضونه حادث ضا ً يرجضضع إلضضى كضضونه مسضضبوقا ً
بالعدم وكونه مسبوقا ً بالعدم ليس من فعل الفاعل وجعل الجاعل فهو كضضذلك
لكنه شرط في كون الوجود فعل الفاعل أعني كونه مسبوقا ً بالعدم .فضضالوجود
الذي ليس مسبوقا ً بعدم بل هو دائم ل يصلح لن يكضضون فعضضل الفاعضضل وليضضس
كل ما يشترط في كون الفعل فعل ً ينبغضضي أن يكضضون بفعضضل الفاعضضل فضضإن ذات
الفاعل وقدرته وإرادته وعلمه شضضرط فضضي كضضونه وليضضس ذلضضك مضضن أثضضر الفعضضل
ولكن ل يعقل فعل إل من موجود فكان وجود الفاعل شضضرطا ً وإرادتضضه وقضضدرته
وعلمه ليكون فاعل ً وإن لم يكن من أثر الفاعل .الفعل مع الفاعل كالمضضاء مضضع
اليد في تحريك الماء فإن قيل :إن اعترفتم بجواز كون الفعل مع الفاعل غيضضر
متأخر عنه فيلزم أن يكون الفعل حادثا ً إن كان الفاعل حادثضا ً وقضضديما ً إن كضضان
قديمًا .وإن شرطتم أن يتأخر الفعل عن الفاعل بالزمضضان فهضضذا محضضال إذ مضضن
حرك اليد في قدح ماء تحرك الماء مع حركة اليد ل قبله ول بعده إذ لو تحرك
بعده لكان اليد مع الماء قبل تنحيه فضي حيضضز واحضد ولضو تحضرك قبلضه لنفصضضل
الماء عن اليد وهو مع كونه معه معلضضوله وفعضضل مضضن جهتضضه .فضضإن فرضضضنا اليضضد
قديمة في الماء متحركة كانت حركة الماء أيضا ً دائمة وهي مع دوامها معلولة
ومفعولة .ول يمتنع ذلك بفرض الدوام فكذلك نسضضبة العضضالم إلضضى اللضضه .قولنضضا:
يكون الفعل حادثًا! وليس الكلم عن المعلول قلنضضا :ل نحيضضل أن يكضضون الفعضضل
مع الفاعل بعد كون الفعل حادثا ً كحركة الماء فإنها حادثة عضضن عضضدم فجضضاز أن
يكون فعل ً ثم سواء كان متأخرا ً عضضن ذات الفاعضضل أو مقارن ضا ً لضضه .وإنمضضا نحيضضل
الفعل القديم فإن ما ليس حادثا ً عن عدم فتسميته فعل ً مجاز مجرد ل حقيقضضة
له .وأما المعلول مع العلضضة فيجضضوز أن يكونضضا حضضادثين وأن يكونضضا قضضديمين كمضضا
يقال :إن العلم القديم علة لكون القديم عالما ً ول كلم فيه وإنمضضا الكلم فيمضضا
يسمى فعل ً ومعلول العلة ل يسمى فعل العلضة إل مجضضازا ً بضل مضا يسضضمى فعل ً
فشرطه أن يكون حادثا ً عن عضضدم فضضإن تجضضوز متجضضوز بتسضضمية القضضديم الضضدائم
الوجود فعل ً لغيره كان متجوزا ً في الستعارة.
الحركة دائمة الحدوث وقولكم :لو قدرنا حركة الصبع مع الصبع قديما ً دائما ً
لم يخرج حركة الماء عن كونه فعل ً تلبيس لن الصبع ل فعل له وإنما الفاعضضل
ذو الصبع وهو المريد ولو قدر قديما ً لكانت حركة الصبع فعل ً له من حيث أن
كل جزء من الحركة فحادث عن عدم فبهذا العتبار كان فعل ً وأما حركة الماء
فقد ل نقول أنه من فعله بل هو من فعل الله .وعلى أي وجه كان فكونه فعل ً
من حيث أنه حادث إل أنه دائم الحدوث وهو فعل من حيث أنه حادث .قولهم:
ل تسمي هذا فعل ً بل معلول ً فإن قيضضل :فضإذا اعضترفتم بضأن نسضضبة الفعضضل إلضى
الفاعل من حيث أنه موجود كنسبة المعلول إلى العلة ثم سلمتم تصور الدوام
في نسبة العلة فنحن ل نعني بكضون العضالم فعل ً إل كضونه معلضول ً دائم النسضبة
إلى الله تعالى فإن لم تسموا هذا فعل ً فل مضايقة في التسضميات بعضد ظهضور
المعاني .قولنا :اسضتعمالكم لفظضة " فعضضل " مجضضاز قلنضا :ول غضرض مضن هضضذه
المسألة إل بيان أنكم تتجملون بهذه السماء من غير تحقيق وأن اللضضه عنضضدكم
ليس فاعل ً تحقيقا ً ول العالم فعله تحقيقا ً وأن إطلق هذا السم مجاز منكضضم ل
تحقيق له وقد ظهر هذا.
الثالث ل يكون العالم فعل الله إذا ل يصور مضضن الواحضضد إل شضضيء واحضضد فضضي
استحالة كون العالم فعل ً لله على أصلهم بشرط مشترك بين الفاعل والفعضضل
وهو أنهم قالوا :ل يصدر من الواحد إل شيء واحد والمبدأ واحد من كضضل وجضضه
والعالم مركب من مختلفضضات فل يتصضضور أن يكضضون فعل ً للضضه بمضضوجب أصضضلهم.
قولهم :بطريق التوسط ...فإن قيل :العالم بجملته ليس صادرا ً من اللضضه بغيضضر
واسطة بل الصادر منه موجود واحد هو أول المخلوقات وهضضو عقضضل مجضضرد أي
هو جوهر قائم بنفسه غير متحيز يعرف نفسه ويعرف مبضضدأه ويعضضبر عنضضه فضضي
لسان الشرع بالملك ثم يصدر منه الثالث ومن الثالث رابع وتكثر الموجضضودات
بالتوسط .عن أسباب الكثرة فإن اختلف الفعل وكثرته إما أن يكضضون لختلف
القوى الفاعلة كما أنا نفعل بقوة الشهوة خلف ما نفعضضل بقضضوة الغضضضب وإمضضا
أن يكون لختلف المواد كما أن الشمس تبيض الثوب المغسول وتسود وجضضه
النسان وتضذيب بعضض الجضواهر وتصضلب بعضضها وإمضا لختلف اللت كالنجضار
الواحد ينشر بالمنشار وينحت بالقدوم ويثقضضب بضضالمثقب وإمضضا أن تكضضون كضضثرة
الفعل بالتوسط بأن يفعل فعل ً واحدا ً ثم ذلك الفعل يفعل غيره فيكثر الفعضضل.
والتوسط وحده ممكن وهذه القسام كلها محال في المبدأ الول إذ ليس في
ذاته اختلف واثنينية وكثرة كما سيأتي في أدلضضة التوحيضضد ول ثضضم اختلف مضضواد
فإن الكلم في المعلول الول والذي هي المادة الولى مثل ً ول ثم اختلف آلة
إذ ل موجود مع الله في رتبته .فالكلم في حدوث اللة الولى فلم يبضضق إل أن
تكون الكثرة في العالم صضضادرة مضن اللضضه بطريضضق التوسضضط كمضضا سضضبق .قلنضضا:
فيلزم من هذا أن ل يكون في العالم شيء واحد مركب من أفضضراد بضضل تكضضون
الموجودات كلها آحادا ً وكل واحد معلول لواحد آخر فوقه وعلة لخر تحته إلضى
أن ينتهي إلى معلول ل معلول له كما انتهى في جهة التصاعد إلى علة ل علضضة
له .وليس كذلك فإن الجسضضم عنضضدهم مركضضب مضضن صضضورة وهيضضولى وقضضد صضضار
باجتماعهما شيئا ً واحدًا .والنسان مركب من جسم ونفس ليس وجود أحدهما
من الخر بل وجودهما جميعا ً بعلة أخرى .والفلك عندهم كضضذلك فضضإنه جضضرم ذو
نفس لم تحدث النفس بالجرم ول الجرم بالنفس بل كلهمضضا صضضدرا مضضن علضضة
سواهما .حيث يقع التقاء الواحد والمركب يبطل القضضول بضضأن الواحضضد ل يصضضدر
منه إل واحد فكيف وجدت هذه المركبات أمن علضضة واحضضدة فيبطضضل قضضولهم :ل
يصدر من الواحد إل واحد أو من علة مركبة فيتوجه السؤال في تركيب العلضضة
إلى أن يلتقضضي بالضضضرورة مركضضب ببسضضيط .فضضإن المبضضدأ بسضضيط وفضضي الواخضضر
تركيب ول يتصور ذلك إل بالتقاء وحيث يقع التقضاء يبطضل قضولهم إن الواحضد ل
يصدر منه إل واحد .قولهم :مذهبنا فضي انقسضام الموجضودات ...فضإن قيضضل :إذا
عرف مذهبنا اندفع الشكال فإن الموجودات تنقسم إلضضى مضضا هضضي فضضي محضضال
كالعراض والصور وإلى ما ليست في محال وهذا ينقسم إلى مضضا هضضي محضضال
لغيرها كالجسام وإلى ما ليست بمحال كالموجودات التي هضضي جضضواهر قائمضضة
بأنفسها وهي تنقسم إلى ما يؤثر في الجسام ونسميها نفوسا ً وإلى ما ل يؤثر
في الجسام بل في النفوس ونسضضميها عقضضول ً مجضضردة .أمضا الموجضضودات الضضتي
تحل في المحال كالعراض فهي حادثة ولها علل حادثة وتنتهي إلضضى مبضضدأ هضضو
حادث من وجه دائم من وجه وهي الحركة الدورية وليس الكلم فيها.
القائمة بأنفسها وإنما الكلم في الصول القائمة بأنفسها ل فضضي محضضال وهضضي
ثلثة :أجسام وهي أخسضضها وعقضضول مجضضردة وهضضي الضضتي ل تتعلضضق بالجسضضام ل
بالعلقة الفعلية ول بالنطباع فيها وهي أشرفها ونفضضوس وهضضي أوسضضطها فإنهضضا
تتعلق بالجسام نوعا ً من التعلق وهو التأثير والفعل فيهضضا فهضي متوسضضطة فضي
الشرف فإنها تتأثر من العقول وتؤثر في الجسام .ثم الجسضضام عشضضرة تسضضع
سموات والعاشر المادة التي هي حشو مقعر فلضضك القمضضر والسضضموات التسضضع
حيوانضضات لهضضا أجضضرام ونفضضوس ولهضضا ترتيضضب فضضي الوجضضود كمضضا نضضذكره .ترتيضضب
الصدور ...وهو أن المبدأ الول فاض من وجوده العقل الول وهو موجود قائم
بنفسه ليس بجسم ول منطبضضع فضضي جسضضم يعضضرف نفسضضه ويعضضرف مبضضدأه وقضضد
سميناه العقل الول ول مشاحة في السامي سمي ملك ضا ً أو عقل ً أو مضضا أريضضد.
ويلضضزم عضن وجضضوده ثلثضضة أمضضور :عقضل ونفضضس الفلضضك القصضضى وهضي السضماء
التاسعة وجرم الفلك القصى .ثم لزم مضضن العقضضل الثضضاني عقضضل ثضضالث ونفضضس
فلك الكواكب وجرمه ثم لزم من العقل الثالث عقل رابضضع ونفضضس فلضضك زحضضل
وجرمه ولزم من العقل الرابع عقضضل خضضامس ونفضضس فلضضك المشضضتري وجرمضضه
وهكذى حتى انتهى إلى العقل الذي لزم منه عقل ونفس فلك القمر وجرمضضه.
وأخيرا ً العقل الفعال والمضضادة الضضخ .والعقضضل الخيضضر هضضو الضضذي يسضضمى العقضضل
الفعال ولزم حشو فلك القمر وهي المادة القابلة للكون والفساد مضضن العقضضل
الفعال وطبائع الفلك .ثم إن المواد تمتزج بسبب حركات الكواكب امتزاجات
مختلفة يحصل منها المعادن والنبات والحيوان ول يلزم أن يلزم من كل عقضضل
عقل إلى غير نهاية لن هذه العقول مختلفة النضضواع فمضضا ثبضضت لواحضضد ل يلضضزم
للخر.
في المعلول الول ثلثة أشياء فخرج منه أن العقول بعد المبدأ الول عشضضرة
والفلك تسعة ومجموع هذه المبادئ الشريفة بعد الول تسعة عشضضر وحصضضل
منه أن تحت كل عقل من العقول الول ثلثة أشياء :عقل ونفس فلك وجرمه
فل بد وأن يكون في مبدئه تثليث ل محالة ول يتصور كثرة في المعلضضول الول
إل من وجه واحد وهو أنه يعقل مبدأه ويعقل نفسه وهضضو باعتبضضار ذاتضضه ممكضضن
الوجود لن وجوب وجوده بغيره ل بنفسه وهذه معان ثلثة مختلفة .والشرف
من المعلولت الثلثة ينبغي أن ينسب إلى الشرف من هذه المعضضاني فيصضضدر
منه العقل من حيث أنه يعقل مبدأه ويصدر نفس الفلك مضضن حيضضث أنضضه يعقضضل
نفسه ويصدر جرم الفلك مضضن حيضضث أنضضه ممكضضن الوجضضود بضضذاته .ل يصضضدر مضضن
المبدأ الول لزوما ً إل واحد فيبقى أن يقال :هذا التثليضضث مضضن أيضضن حصضضل فضضي
المعلول الول ومبدؤه واحد فنقول :لم يصدر من المبضضدأ الول إل واحضضد وهضضو
ذات هذا العقل الذي به يعقل نفسه ولزمه ضرورة ل من جهة المبدأ إن عقل
المبدأ وهو في ذاته ممكن الوجود وليس له المكان من المبضضدأ الول بضضل هضضو
لذاته .ونحن ل نبعد أن يوجد من الواحد واحد يلزم ذلك المعلضضول ل مضضن جهضضة
المبدأ أمور ضرورية إضافية أو غير إضافية فيحصل بسبه كضضثرة ويصضضير بضضذلك
مبدأ لوجود الكثرة .فعلى هذا الوجه يمكن أن يلتقي المركب بالبسيط إذ ل بد
من اللتقاء ول يمكن إل كذلك فهو الذي يجب الحكم به .فهذا هضضو القضول فضي
تفهيم مذهبهم .قولنا :إنها ترهات! والعتراضات ل تنحصر وإليكم بعضها :قلنا:
ما ذكرتموه تحكمضضات وهضضي علضضى التحقيضضق ظلمضضات فضضوق ظلمضضات لضضو حكضضاه
النسضضان عضضن منضضام رآه لسضضتدل بضضه علضضى سضضوء مزاجضضه أو أورد جنسضضه فضضي
الفقهيات التي قصارى المطلب فيها تخمينات لقيل أنها ترهات ل تفيد غلبضضات
الظنون .ومداخل العتراض على مثله ل تنحصر ولكنضضا نضضورد وجوه ضا ً معضضدودة.
إن جاز صدور الكثرة عن إمكان الوجود جاز صدورها عن وجوب الوجود الول
هو أنا نقضضول :ادعيتضضم أن أحضضد معضضاني الكضضثرة فضضي المعلضضول الول أنضضه ممكضضن
الوجود فنقول :كونه ممكن الوجود عيضضن وجضضوده أو غيضضره فضضإن كضضان عينضضه فل
ينشأ منه كثرة وإن كان غيره فهل قلتم :فضضي المبضضدأ الول كضضثرة لنضضه موجضضود
وهو مع ذلك واجب الوجود فوجوب الوجود غيضضر نفضضس الوجضضود فليجضضز صضضدور
المختلفات منه لهذه الكثرة .وإن قيل :ل معنى لوجوب الوجود إل الوجضضود فل
معنى لمكان الوجود إل الوجود .فإن قلتم :يمكن أن يعرف كضضونه موجضضودا ً ول
يعرف كونه ممكنا ً فهو غيره فكذا واجب الوجضضود يمكضضن أن يعضضرف وجضضوده ول
يعرف وجوبه إل بعد دليل آخر فليكن غيره .وبالجملة الوجود أمر عام ينقسضضم
إلى واجب وإلى ممكن فإن كان فصل أحد القسمين زائدا ً على العضضام فكضضذى
الفصل الثاني ول فرق .قولهم :إمكان الوجود غيضر الوجضود فضإن قيضل :إمكضان
الوجود له من ذاته ووجوده من غيره فكيف يكون ما له من ذاته ومضضا لضضه مضضن
غيره واحدا ً قولنا :كذلك وجوب الوجود قلنا :وكيف يكون وجوب الوجضضود عيضضن
الوجود ويمكن أن ينفى وجوب الوجود ويثبت الوجود والواحضضد الحضضق مضضن كضضل
وجه هو الضضذي ل يتسضضع للنفضضي والثبضضات إذ ل يمكضضن أن يقضضال :موجضضود وليضضس
بموجود أو واجب الوجود وليس بواجب الوجود ويمكن أن يقال :موجود وليس
بواجب الوجود كما يمكن أن يقال :موجود وليس بممكن الوجود .وإنما يعضضرف
الوحدة بهذا فل يستقيم تقدير ذلك في الول إن صح ما ذكروه من أن إمكضضان
الوجود غير الوجود الممكن.
إن جاز صدور الكثرة عن قوة العقل جاز صدورها عن المبدأ الول العتراض
الثاني هو أن نقول :عقله مبدأه عين وجوده وعين عقله نفسضضه أم غيضضره فضضإن
كان عينه فل كثرة فضضي ذاتضضه إل فضضي العبضضارة عضضن ذاتضضه وإن كضضان غيضضره فهضضذه
الكثرة موجودة في الول فإنه يعقل ذاته ويعقل غيضره .فضإن زعمضوا أن عقلضه
ذاته عين ذاته ول يعقل ذاته ما لم يعقل أنضضه مبضضدأ لغيضضره فضضإن العقضضل يطضضابق
المعقول فيكون راجعا ً إلى ذاته .فنقول :والمعلول عقله ذاته عيضضن ذاتضضه فضضإنه
عقل بجوهره فيعقل نفسه والعقل والعاقل والمعقول منه أيضا ً واحضضد .ثضضم إذا
كان عقله ذاته عين ذاته فليعقل ذاته معلول ً لعلة فضضإنه كضضذلك والعقضضل يطضضابق
المعقول فيرجضضع الكضضل إلضضى ذاتضضه فل كضضثرة إذن .وإن كضضانت هضضذه كضضثرة فهضضي
موجودة في الول فليصدر منه المختلفات .ولنترك دعضضوى وحضضدانيته مضضن كضضل
وجه إن كانت الوحدانية تزول بهذا النوع من الكثرة .قولهم :الول ل يعقضضل إل
ذاته فإن قيل :الول ل يعقل إل ذاته وعقله ذاته هو عين ذاته فالعقل والعاقل
والمعقول واحد ول يعقل غيره .قولنا :ل والجواب من وجهين :أحدهما أن هذا
المذهب لشناعته هجره ابضضن سضضينا وسضضائر المحققيضضن وزعمضضوا أن الول يعلضضم
نفسه مبدأ لفيضان ما يفيض منه ويعقل الموجودات كلها بأنواعها عقل ً كلي ضا ً ل
جزئيا ً إذ استقبحوا قول القائل :المبدأ الول ل يصدر منه إل عقضضل واحضضد ثضضم ل
يعقل ما يصدر منه ومعلوله عقل ويفيض منه عقل ونفضضس فلضضك وجضضرم فلضضك
ويعقل نفسه ومعلولته الثلث وعلته ومبدأه فيكون المعلول أشرف من العلة
من حيث أن العلة ما فاض منها إل واحد .وقد فاض من هذا ثلثة أمضور والول
ما عقل إل نفسه وهذا عقل نفسه ونفس المبدأ ونفس المعلولت .ومضضن قنضضع
أن يكون قوله في الله راجعا ً إلى هذه الرتبة فقد جعله أحقر من كضضل موجضضود
يعقل نفسه ويعقله فإن ما يعقله ويعقل نفسه أشرف منه إذا كان هو ل يعقل
إل نفسه .أنزلوا الله منزلة الجاهل! هكذا يعامضضل اللضضه المتكضضبرين فقضضد انتهضضى
منهم التعمق في التعظيم إلى أن أبطلوا كضضل مضضا يفهضضم مضضن العظمضضة وقربضضوا
حاله من حال الميت الذي ل خبر له مما يجري في العالم إل أنه فارق الميضضت
في شعوره بنفسه فقط .وهكذى يفعل اللضضه بضضالزائغين عضضن سضضبيله والنضضاكبين
لطريق الهدى المنكريضضن لقضضوله " :مضضا أشضضهدتهم خلضضق السضضموات والرض ول
خلق أنفسهم " " الظانين بالله ظضضن السضضوء " المعتقضضدين أن المضضور الربوبيضضة
يستولي علضضى كنههضضا القضضوى البشضضرية المغروريضضن بعقضضولهم زاعميضضن أن فيهضضا
مندوحة عن تقليد الرسل وأتباعهم .فل ول يعقل المعلول الول غيره الجضضواب
الثاني هو أن من ذهب إلى أن الول ل يعقضل إل نفسضه إنمضا حضاذر مضن لضضزوم
الكثرة إذ لو قال به للزم أن يقال :عقله غيره غير عقله نفسه .وهذا لزم في
المعلول الول فينبغي أن ل يعقل إل نفسه لنه لو عقضضل الول أو غيضضره لكضضان
ذلك غير ذاته ولفتقر إلى علة غير علة ذاته ول علة إل علضضة ذاتضضه وهضضو المبضضدأ
الول فينبغي أن ل يعلم إل ذاته وتبطل الكضثرة الضتي نشضأت مضن هضذا الضوجه.
قولهم :يعقل المبدأ فإن قيضل :لمضا وجضد وعقضل ذاتضه لزمضه أن يعقضل المبضدأ.
قولنا :ل يلزمه ذلك بعلة وجوده قلنا :لزمه ذلضك بعلضضة أو بغيضضر علضضة فضإن كضان
بعلة فل علة إل المبدأ الول وهو واحد ول يتصور أن يصدر منضضه إل واحضضد وقضضد
صدر وهو ذات المعلول فالثاني كيف يصضضدر منضضه وإن لضضزم بغيضضر علضضة فليلضضزم
وجود الول موجودات بل علة كثيرة وليلزم منها الكثرة .فإن لم يعقل هذا من
حيث أن واجب الوجود ل يكون إل واحدا ً والزائد على الواحد ممكن والممكضضن
يفتقر إلى علة فهذا اللزم في حق المعلول .إن كان واجب الوجود بذاته فقضضد
بطل قولهم :واجب الوجود واحد وإن كان ممكنا ً فل بد له من علة ول علة لضضه
فل يعقل وجوده.
ول بعلة إمكان وجوده وليس هضضو مضضن ضضضرورة المعلضضول الول لكضضونه ممكضضن
الوجود فإن إمكان الوجود ضروري في كل معلول .أمضضا كضضون المعلضضول عالمضا ً
بالعلة ليس ضروريا ً في وجود ذاته كما أن كضضون العلضضة عالمضا ً بضضالمعلول ليضضس
ضروريا ً في وجود ذاته .بل لزوم العلم بالمعلول أظهر من لزوم العلضضم بالعلضضة
فبان أن الكثرة الحاصلة من علمه بالمبدأ محال فإنه ل مبدأ له وليس هو مضضن
ضرورة وجود ذات المعلول وهذا أيضا ً ل مخرج منه .في المعلضضول الول أكضضثر
من التثليث العتراض الثالث هو أن عقل المعلول الول ذات نفسه عين ذاتضضه
أو غيره .فإن كان عينضضه فهضضو محضضال لن العلضضم غيضضر المعلضضوم وإن كضضان غيضضره
فليكن كضضذلك فضضي المبضضدأ الول فيلضضزم منضضه كضضثرة ويلضضزم فيضضه تربيضضع ل تثليضضث
بزعمهم فإنه ذاته وعقله مبدأه وإنه ممكن الوجود بذاته .ويمكضضن أن يضضزاد أنضضه
واجب الوجود بغيره فيظهر تخميس وبهذا يتعضرف تعمضق هضؤلء فضي الهضوس.
العتراض الرابضضع أن نقضضول :التثليضضث ل يكفضضي فضضي المعلضضول الول فضضإن جضضرم
السماء الول لزم عندهم من معنى واحضضد مضن ذات المبضضدأ وفيضضه تركيضضب مضن
ثلثة أوجه:
ل بد له من صورة وهيولى أحدها أنه مركب من صورة وهيضضولى وهكضضذى كضضل
جسم عندهم .فل بد لكل واحد من مبدأ إذ الصورة تخضضالف الهيضضولى .وليسضضت
كل واحدة على مذهبهم علة مسضضتقلة للخضضرى حضضتى يكضضون أحضضدهما بواسضضطة
الخر من غير علة أخرى زائدة عليه .ومقدار ...الثاني أن الجرم القصى على
حد مخصوص في الكبر .فاختصاصه بذلك القدر من بيضضن سضضائر المقضضادير زائد
على وجود ذاته إذ كان ذاته ممكنا ً أصضغر منضضه وأكضبر فل بضضد لضه مضن مخصضضص
بذلك المقدار زائد على المعنى البسيط الموجب لوجوده ل كوجود العقل فإنه
وجود محض ل يختص بمقدار مقابل لسائر المقادير .فيجوز أن يقال :ل يحتضاج
إل إلى علة بسيطة .قولهم :ل غنى عنه في تحصيل النظضضام فضضإن قيضضل :سضضببه
أنه لو كان أكبر منه لكان مستغنى عنه في تحصضضيل النظضضام الكلضضي ولضضو كضضان
أصغر منه لم يصلح للنظام المقصود .فنقول :وتعين جهة النظام هل هو كضضاف
في وجود ما به النظام أم يفتقر إلى علة موجدة فإن كان كافيا ً فقد استغنيتم
عن وضع العلل فاحكموا بأن كون النظام في هضضذه الموجضضودات اقتضضضى هضضذه
الموجودات بل علة زائدة وإن كان ذلك ل يكفي بل افتقر إلى علة فذلك أيضا ً
ل يكفي للختصاص بالمقادير بل يحتاج أيضا ً إلى علة التركيب.
خواص القطب الثالث أن الفلك القصى انقسم إلضضى نقطضضتين همضضا القطبضضان
وهما ثابتا الوضع ل يفارقان وضعهما .وأجزاء المنطقة يختلف وضعها فل يخلوا
أما إن كان جميع أجزاء الفلك القصى متشابها ً فلم لزم تعين نقطتين من بين
سائر النقط لكونهما قطبين أو أجزاؤها مختلفة ففي بعضها خواص ليست في
البعض فما مبدأ تلك الختلفات والجرم القصى لم يصدر إل من معنضضى واحضضد
بسيط والبسيط ل يوجب إل بسضيطا ً فضي الشضكل وهضو الكضرى ومتشضابها ً فضي
المعنى وهو الخلو عن الخواص المميزة وهذا أيضا ً ل مخرج منه .قولهم :لعضضل
في المبدأ أنواعا ً من الكثرة لزمة ل من جهة المبدأ فإن قيل :لعل في المبضضدأ
أنواعا ً من الكثرة لزمة ل من جهة المبدأ وإنما ظهر لنا ثلثة أو أربعة والبضضاقي
لم نطلع عليه وعدم عثورنا على عينه ل يشككنا في أن مبدأ الكثرة كثرة وأن
الواحد ل قولنا :الموجودات كلها تكون صادرة عن المعلول الول ...قلنا :فضضإذا
جوزتم هذا فقولوا :إن الموجودات كلها على كثرتها وقضضد بلغضضت آلف ضا ً صضضدرت
من المعلول الول فل يحتاج أن يقتصر على جرم الفلك القصضضى ونفسضضه بضضل
يجوز أن يكون قد صدر منه جميع النفوس الفلكية والنسانية وجميع الجسضضام
الرضية والسماوية بأنواع كثرة لزمة فيها لضضم يطلعضضوا عليهضضا فيقضضع السضضتغناء
بالمعلول الول.
ل بل عن العلة الولى ثم يلزم منه الستغناء بالعلة الولى فإنه إذا جضضاز تولضضد
كثرة يقال إنها لزمة ل بعلة مع أنها ليست ضرورية في وجضضود المعلضضول الول
جاز أن يقدر ذلك مع العلة الولى ويكون وجودها ل بعلة ويقال :إنها لزمت ول
يدرى عددها وكلما تخيل وجودها بل علة مع الول تخيل ذلك بل علة مع الثاني
بل ل معنى لقولنضا :مضع الول والثضضاني إذ ليضس بينهمضا مفارقضة فضي زمضان ول
مكان .فما ل يفارقهما في مكان وزمان ويجوز أن يكضضون موجضضودا ً بل علضضة لضضم
يختص أحدهما بالضافة إليه .قولهم :يبعد أن يبلضضغ اللضضف فضضي المعلضضول الول
فإن قيل :لقد كثرت الشياء حتى زادت على ألف ويبعضضد أن تبلضضغ الكضضثرة فضضي
المعلول إلى هذا الحد فلذلك أكثرنا الوسائط .قولنا :ولماذا قلنا :قول القضضائل:
" يبعد " هذا رجم ظن ل يحكم به في المعقولت إل أن يقضضول :إنضضه يسضضتحيل.
فنقول :لم يستحيل وما المرد والفيصل مهما جاوزنا الواحد واعتقدنا أنه يجوز
أن يلزم المعلول الول ل من جهة العلة لزم واثنان وثلث فمضضا المحيضضل لربضضع
وخمس وهكذى إلى اللف وإل فمضضن يتحكضضم بمقضضدار دون مقضضدار فليضضس بعضضد
مجضضاوزة مضضرد الواحضضد وهضضذا أيضضا ً قضضاطع .عضضن تلضضك الكضضواكب صضضدر المعلضضول
الثاني ...ثم نقول :هذا باطل بالمعلول الثاني فضضإنه صضضدر منضضه فلضضك الكضضواكب
وفيه ألف ونيف ومئتا كوكب وهي مختلفضضة العظضضم والشضضكل والوضضضع واللضضون
والتأثير والنحوسة والسعادة فبعضها على صورة الحمل والثور والسد وبعضها
على صورة النسان ويختلف تأثيرها في محل واحد مضضن العضضالم السضضفلي فضضي
التبريد والتسخين والسعادة والنحوس وتختلف مقاديرها في ذاتها.
ففيه أنواع من العلل فل يمكن أن يقال :الكل نوع واحد مع هذا الختلف ولو
جاز هذا أن يقال :كل أجسضام العضالم نضوع واحضد فضي الجسضمية فيكفيهضا علضة
واحدة .فإن كان اختلف صفاتها وجواهرها وطبائعها دل على اختلفهضضا فكضضذى
الكواكب مختلفة ل محالة ويفتقر كل واحضضد إلضضى علضضة لصضضورته وعلضضة لهيضضوله
وعلضضة لختصاصضضه بطضضبيعته المسضضخنة أو المضضبردة أو المسضضعدة أو المنحسضضة
ولختصاصه بموضعه ثم لختصضضاص جملهضضا بأشضضكال البهضضائم المختلفضضة .وهضضذه
الكثرة إن تصور أن تعقل في المعلول الثاني تصور في الول ووقع الستغناء.
إن بيان العلل التي ذكرتموها لممضضا يضضضحك منهضضا العضضتراض الخضضامس هضضو أنضضا
نقضضول :سضضلمنا هضضذه الوضضضاع البضضاردة والتحكمضضات الفاسضضدة ولكضضن كيضضف ل
تستحيون من قولكم :إن كضضون المعلضضول الول ممكضضن الوجضضود اقتضضضى وجضضود
جرم الفلك القصى منه وعقله نفسه اقتضى وجود نفضضس الفلضضك منضضه وعقلضضه
الول يقتضي وجود عقل منه وما الفصضضل بيضضن هضضذا وبيضضن قضضائل عضضرف وجضضود
إنسان غائب وأنه ممكن الوجود وأنه يعقضضل نفسضضه وصضضانعه فقضضال :يلضضزم مضضن
كونه ممكن الوجود وجود فلك فيقال :وأي مناسبة بيضضن كضضونه ممكضضن الوجضضود
وبين وجود فلك منضه وكضذلك يلضزم مضن كضضونه عضاقل ً لنفسضه ولصضضانعه شضيئان
آخران .وهذا إذا قيل في إنسان ضحك منه فكذى فضضي موجضضود آخضضر إذ إمكضضان
الوجود قضية ل تختلضف بضاختلف ذات الممكضن إنسضانا ً كضان أو ملكضا ً أو فلكضًا.
فلست أدري كيف يقنع المجنضضون فضضي نفسضضه بمثضضل هضضذه الوضضضاع فض ضل ً مضضن
العقلء الذين يشقون الشعر بزعمهم في المعقولت .اعتراض :فماذا تقولضضون
أنتم فإن قال قائل :فإذا أبطلتم مضضذهبهم فمضضاذى تقولضضون أنتضضم أتزعمضضون أنضضه
يصدر من الشيء الواحد من كل وجه شيئان مختلفان فتكضضابرون المعقضضول أو
تقولون :المبدأ الول فيه كثرة فتتركون التوحيد أو تقولون ل كثرة في العضضالم
فتنكرون الحس أو تقولون :لزمت بالوسضضائط فتضضضطرون إلضضى العضضتراف بمضضا
قالوه قولنا :ليس من غير المعقول أن يصدر اثنان من واحد وهضضذا مضضا ورد بضضه
النبياء قلنا :نحن لضضم نخضضض فضضي هضضذا الكتضضاب خضضوض ممهضضد وإنمضضا غرضضضنا أن
نشوش دعاويهم وقد حصل.
على أنا نقول :ومضن زعضم أن المصضضير إلضى صضضدور اثنيضن مضن واحضد مكضضابرة
المعقول أو اتصاف المبدأ بصفات قديمة أزلية مناقض للتوحيد فهاتان دعوتان
باطلتان ل برهان لهم عليهما فضضإنه ليضضس يعضضرف اسضضتحالة صضضدور الثنيضضن مضضن
واحد كما يعرف استحالة كون الشخص الواحد فضضي مكضضانين وعلضضى الجملضضة ل
يعرف بالضرورة ول بالنظر .وما المانع من أن يقال :المبضضدأ الول عضضالم قضضادر
مريد يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد يخلق المختلفات والمتجانسضضات كمضضا يريضضد
وعلى ما يريد فاستحالة هذا ل يعضضرف بضضضرورة ول نظضضر وقضضد ورد بضضه النبيضضاء
المؤيدون بالمعجزات فيجب قبضضوله .البحضضث عضضن الكيفيضضة مضضن الفضضضول وأمضضا
البحث عن كيفية صضضدور الفعضضل مضضن اللضضه بضضالرادة ففضضضول وطمضضع فضضي غيضضر
مطمع .والذين طمعوا في طلب المناسبة ومعرفته رجع حاصضضل نظرهضضم إلضضى
أن المعلول الول من حيث أنه ممكن الوجود صدر منه فلضضك ومضضن حيضضث أنضضه
يعقل نفسه صدر منه نفس الفلضضك وهضضذه حماقضضة ل إظهضضار مناسضضبة .فلتتقبضضل
مبضضادئ هضضذه المضضور مضضن النبيضضاء! فلتتقبضضل مبضضادئ هضضذه المضضور مضضن النبيضضاء
وليصدقوا فيها إذ العقل ل يحيلها وليترك البحث عن الكيفية والكمية والماهية.
فليس ذلك يتسع له القوى البشرية ولذلك قال صضضاحب الشضضرع :تفكضضروا فضضي
خلق اللضضه ول تتفكضضروا فضضي ذات اللضضه .قولنضضا :يقولضضون إن صضضانع العضالم قضضديم
فنقول :الناس فرقتان :فرقة أهضضل الحضق وقضد رأوا أن العضالم حضادث وعلمضضوا
ضرورة أن الحادث ل يوجد بنفسه فافتقر إلى صانع فيعقل مذهبهم في القول
بالصانع وفرقة أخرى هم الدهرية وقضضد رأوا العضالم قضديما ً كمضا هضو عليضه ولضم
يثبتوا له صانعا ً ومعتقضضدهم مفهضضوم وإن كضضان الضضدليل يضضدل علضضى بطلنضضه .وأمضضا
الفلسفة فقد رأوا أن العالم قديم ثم أثبتوا له مع ذلضضك صضانعا ً وهضضذا المضضذهب
بوضعه متناقض ل يحتاج فيه إلى إبطال .قضضولهم :هضضو المبضضدأ الول فضضإن قيضضل:
نحن إذا قلنا :للعالم صانع لم نرد به فاعل ً مختارا ً يفعل بعد أن لضضم يفعضضل كمضضا
نشاهد في أصناف الفاعلين مضضن الخيضضاط والنسضضاج والبنضضاء بضضل نعنضضي بضضه علضضة
العالم ونسميه المبدأ الول على معنى أنضضه ل علضضة لوجضضوده وهضضو علضضة لوجضضود
غيره فإن سميناه صانعا ً فبهذا التأويل.
لنه من المحال أن تتسلسضضل العلضضل إلضضى غيضضر نهايضضة .وثبضضوت موجضضود ل علضضة
لوجوده يقوم عليه البرهان القطعي على قرب فإنا نقول :العضضالم وموجضضوداته
إما أن يكون له علة أو ل علة له .فإن كان له علة فتلضضك العلضضة لهضضا علضضة أم ل
علة لها وكذى القول في علة العلضضة :فإمضضا أن يتسلسضضل إلضضى غيضضر نهايضضة وهضضو
محال وإما أن ينتهي إلى طرف فالخير علضضة أولضضى ل علضضة لوجودهضضا فنسضضميه
المبدأ الول .وإن كان العالم موجودا ً بنفسه ل علة له فقد ظهضضر المبضضدأ الول
فإنا لم نعن به إل موجودا ً ل علة له وهو ثابت بالضرورة .الخلف في الصفات
مسألة غير هذه نعم ل يجوز أن يكون المبضضدأ الول هضضي السضضموات لنهضضا عضضدد
ودليل التوحيد يمنعه فيعرف بطلنه بنظر في صفة المبضضدأ ول يجضضوز أن يقضضال
إنه سماء واحد أو جسم واحد أو شمس أو غيره لنضضه جسضضم والجسضضم مركضضب
من الصورة والهيولى والمبدأ الول ل يجوز أن يكون مركبا ً وذلك يعرف بنظضضر
ثان .والمقصود أن موجضضودا ً ل علضضة لوجضضوده ثضضابت بالضضضرورة والتفضاق .وإنمضضا
الخلف في الصفات وهو الذي نعنيضضه بالمبضضدأ الول .قولنضضا :الجسضضام تكضضون ل
علة لها والجواب من وجهين :أحدهما أنه يلزم على مساق مضضذهبكم أن تكضضون
أجسام العالم قديمة كذلك ل علة لها .وقولكم :إن بطلن ذلك يعلم بنظر ثضضان
فسيبطل ذلك عليكم في مسألة التوحيد وفي نفي الصفات
تلك العلل تكون إلى غير نهاية الثاني وهو الخاص بهذه المسألة هو أن يقضضال:
ثبت تقديرا ً أن هذه الموجودات لها علضضة ولكضضن لعلتهضضا علضضة ولعلضضة العلضضة علضضة
كذلك وهكذى إلى غير نهاية .وتقولون إنها حوادث هكذا وقولكم :إنه يسضضتحيل
إثبات علل ل نهاية لها ل يستقيم منكم فإنا نقول :عرفتضضم ذلضضك ضضضرورة بغيضضر
وسضضط أو عرفتمضضوه بوسضضط ول سضضبيل إلضضى دعضضوى الضضضرورة .وكضضل مسضضلك
ذكرتموه في النظر بطل عليكم بتجويز حوادث ل أول لها .وإذا جضاز أن يضدخل
في الوجود ما ل نهاية له فلم يبعد أن يكون بعضضضها علضضة للبعضضض وينتهضضي مضضن
الطرف الخير إلى معلول ل معلول له ول ينتهي من الجانب الخر إلى علضضة ل
علة لها كما أن الزمضان السضابق لضه آخضر وهضو الن الراهضن ول أول لضه .حضتى
الموجودة معا ً كالنفوس البشضضرية فضضإن زعمتضضم أن الحضضوادث الماضضضية ليسضضت
موجودة معا ً في الحال ول فضي بعضضض الحضضوال والمعضضدوم ل يوصضضف بالتنضضاهي
وعضضدم التنضضاهي فيلزمكضضم النفضضوس البشضضرية المفارقضضة للبضضدان فإنهضضا ل تفنضضى
عندكم والموجود المفارق للبضضدن مضضن النفضضوس ل نهايضضة لعضضدادها إذ لضضم تضضزل
نطفة من إنسان وإنسان من نطفة إلى غير نهاية .ثضم كضل إنسضان مضات فقضد
بقي نفسه وهو بالعدد غير نفس من مات قبله ومعه وبعضضده وإن مكضضان الكضضل
بالنوع واحدا ً فعندكم في الوجود في كل حال نفوس ل نهاية لعدادها .قولهم:
ل ترتيب لها فإن قيل :النفوس ليس لبعضها ارتباط بالبعض ول ترتيضضب لهضضا ل
بالطبع ول بالوضع وإنما نحيل نحن موجودات ل نهاية لهضضا إذا كضضان لهضضا ترتيضضب
بالوضع كالجسام فإنها مرتبة بعضها فوق البعضضض أو كضضان لهضضا ترتيضضب بضضالطبع
كالعلل والمعلولت وأما النفوس فليست كذلك .قولنا :الترتيب بالزمان يكفي
قلنا :وهذا الحكم في الوضع ليس طرده بضضأولى مضضن عكسضضه فلضضم أحلتضضم أحضضد
القسمين دون الخر وما البرهان المفرق وبم تنكرون على من يقول :إن هذه
النفوس التي ل نهاية لها ل تخلوا عن ترتيب إذ وجود بعضها قبل البعضضض فضضإن
اليام والليالي الماضية ل نهاية لها .وإذا قدرنا وجود نفس واحد فضضي كضضل يضضوم
وليلة كان الحاصل في الوجود الن خارجا ً عن النهاية واقعضا ً علضضى ترتيضضب فضضي
الوجود أي بعضها بعد البعض .والعلة غايتها أن يقال :إنها قبل المعلول بضضالطبع
كما يقال إنها فوق المعلول بالذات ل بالمكان .فإذا لم يستحل ذلك في القبل
الحقيقي الزماني فينبغي أن ل يستحيل في القبل الذاتي الطبعي .ومضضا بضضالهم
لضضم يجضضوزوا أجسضضاما ً بعضضضها فضضوق البعضضض بالمكضضان إلضضى غيضضر نهايضضة وجضضوزوا
موجودات بعضها قبل البعض بالزمان إلى غير نهاية وهل هذا إل تحكم بضضارد ل
أصل له قولهم :إن العلل إن كانت ممكنة افتقرت إلى علة زائدة .فضضإن قيضضل:
البرهان القاطع على استحالة علل إلى غير نهاية أن يقال :كل واحد من آحضضاد
العلل ممكنة في نفسها أو واجبة .فإن كانت واجبة فلضضم تفتقضضر إلضضى علضضة وإن
كانت ممكنة فالكل موصوف بالمكان وكل ممكن فيفتقر إلى علة زائدة على
ذاته فيفتقر الكل إلى علة خارجة عنها .قولنا :كضضل واحضضد ممكضن والكضل ليضس
بممكن .قلنا :لفظ الممكن والواجب لفظ مبهم إل أن يراد بالواجب ما ل علضضة
لوجوده ويراد بالممكن ما لوجوده علة .وإن كان المراد هذا فلنرجع إلضى هضذه
اللفظة فنقول :كل واحد ممكن على معنى أن له علة زائدة على ذاته والكضضل
ليس بممكن على معنى أنه ليس لضه علضة زائدة علضى ذاتضه خارجضة منضه .وإن
أريد بلفظ الممكن غير ما أردناه فهضو ليضضس بمفهضوم .بممكنضضات الوجضود وهضو
محال فإن قيل :فهذا يؤدي إلى أن يتقوم واجب الوجود بممكنات الوجود وهو
محال .قولنا :كما يتقوم القديم بالوائل قلنا :إن أردتم بضضالواجب والممكضضن مضضا
ذكرناه فهو نفس المطلوب .فل نسلم أنه محال وهو كقضضول القضضائل :يسضضتحيل
أن يتقوم القديم بالحوادث والزمان عندهم قديم وآحاد الضضدورات حادثضضة وهضضي
ذوات أوائل والمجموع ل أول له .فقد تقوم ما ل أول له بضضذوات أوائل وصضضدق
ذوات الوائل على الحاد ولم يصدق على المجمضضوع .فكضضذلك يقضضال علضضى كضضل
واحد :إن له علة ول يقال :للمجموع علة وليس كل ما صدق على الحاد يلزم
أن يصدق على المجموع إذ يصدق على كل واحضضد أنضضه واحضضد وأنضضه بعضضض وأنضضه
جزء ول يصدق على المجموع .وكل موضوع عيناه من الرض فإنه قد استضاء
بالشمس في النهار وأظلم بالليل .وكل واحضضد حضادث بعضضد أن لضضم يكضضن أي لضضه
أول .والمجموع عندهم ما له أول.
فل سبيل لهم إلى الوصول إلى إثبات المبدأ الول فتبين أن من يجوز حوادث
ل أول لها وهي صور العناصر الربعة والمتغيرات فل يتمكن من إنكضضار علضضل ل
نهاية لها .ويخرج من هذا أنه ل سبيل لهم إلى الوصول إلى إثبات المبدأ الول
لهذا الشكال ويرجضع فرقهضم إلضى التحكضم المحضض .قضولهم :إنمضا الكلم فضي
الموجود في العيان فإن قيل :الدورات ليست موجضضودة فضضي الحضضال ول صضضور
العناصر وإنما الموجود منها صورة واحدة بالفعضضل ومضضا ل وجضضود لضضه ل يوصضضف
بالتناهي وعدم التناهي إل إذا قدر فضي الضضوهم وجودهضضا ول يبعضد مضا يقضدر فضي
الوهم وإن كانت المقدرات أيضا ً بعضها علل ً لبعض فالنسان قضضد يفضضرض ذلضضك
فضضي وهمضضه وإنمضضا الكلم فضضي الموجضضود فضضي العيضضان ل فضضي الذهضضان .نفضضوس
المضضوات ل يكضضون فيهضضا عضضدد ل يبقضضي إل نفضضوس المضضوات .وقضضد ذهضضب بعضضض
الفلسفة إلى أنها كانت واحدة أزلية قبل التعلق بالبدان وعند مفارقة البدان
تتحد فل يكون فيه عدد فضل ً من أن توصف بضأنه ل نهايضة لهضا .وقضال آخضرون:
النفس تابع للمضضزاج وإنمضضا معنضضى المضضوت عضضدمها ول قضضوام لهضضا بجوهرهضضا دون
الجسم .فإذن ل وجود في النفوس إل فضضي حضضق الحيضضاء والحيضضاء الموجضضودون
محصضضورون ول تنتفضضي النهايضضة عنهضضم والمعضضدمون ل يوصضضفون أصضل ً ل بوجضضود
النهاية ول بعدمها إل في الوهم إذا فرضوا قولنا :هذا ما أوردناه على ابن سينا
والفارابي الخ .والجواب :إن هذا الشكال في النفوس أوردناه على ابضضن سضضينا
والفارابي والمحققين منهضضم إذ حكمضضوا بضأن النفضضس جضوهر قضائم بنفسضه وهضضو
اختيار أرسضضطاليس والمعتضضبرين مضضن الوائل .ونقضضول لغيرهضضم :عضضوض النفضضس
قدروا أي حادث ل ينقضي .ومن عدل عن هذا المسلك فنقول له :هل يتصضضور
أن يحدث شيء يبقى أم ل فإن قالوا :ل فهو محال وإن قالوا :نعم قلنضضا :فضضإذا
قدرنا كل يوم حدوث شيء وبقاءه اجتمع إلى الن ل محالة موجودات ل نهاية
لها .فالدورة وإن كانت منقضية فحصول موجضضود فيهضضا يبقضضي ول ينقضضضى غيضضر
مستحيل .وبهذا التقدير يتقرر الشكال .ول غرض فضضي أن يكضضون ذلضضك البضضاقي
نفس آدمي أو جني أو شيطان أو ملك أو ما شئت من الموجودات .وهضضو لزم
على كل مذهب لهم إذ أثبتوا دورات لنهاية لها.
مسألة في بيان عجزهم عن إقامة الضدليل علضى أن اللضه واحضد وأنضه ل يجضوز
فرض اثنين واجبي الوجود كل واحد منهما ل علضضة لضضه المسضضلك الول قضضولهم:
إنهما لو كانا اثنين لكان نوع وجوب الوجود مقول ً على كضضل واحضضد منهمضضا .ومضضا
قيل عليه أنه واجب الوجود فل يخلضضوا إمضا أن يكضضون وجضضوب وجضضوده لضضذاته فل
يتصور أن يكون لغيره أو وجوب الوجود لضضه لعلضضة فيكضضون ذات واجضضب الوجضضود
معلول ً وقد اقتضت علة له وجوب الوجود .ونحن ل نريد بواجب الوجضضود إل مضضا
ل ارتباط لوجوده بعلة بجهة مضضن الجهضضات .زيضضد هضضو معلضضول لنضضه ليضضس وحضضده
إنسانا ً وزعموا أن نوع النسان مقول على زيد وعلى عمرو .وليس زيد إنسانا ً
لذاته إذ لو كان إنسانا ً لذاته لما كان عمرو إنسانا ً بل لعلة جعلضضه إنسضضانًا .وقضضد
جعل عمرا ً أيضا ً إنسانا ً فتكثرت النسانية بتكضضثر المضضادة الحاملضضة لهضضا .وتعلقهضضا
بالمادة معلول ليس لضضذات النسضضانية .فكضضذلك ثبضضوت وجضضوب الوجضضود لضضواجب
الوجود إن كان لذاته فل يكون إل لضضه وإن كضضان لعلضضة فهضضو إذن معلضضول وليضضس
بواجب الوجود وقد ظهر بهذا أن واجب الوجود ل بد وأن يكون واحضضدًا .قولنضضا:
هذا التقسيم ل يطبق على الذي ل علة له ...قلنا :قولكم :نوع وجضضوب الوجضضود
لواجب الوجود لذاته أو لعلة تقسضضيم خطضضأ فضضي وضضضعه فإنضضا قضضد بينضضا أن لفضضظ
وجوب الوجود فيه إجمال إل أن يراد به نفضضي العلضضة فلتسضضتعمل هضضذه العبضضارة.
فنقول :لم يستحيل ثبوت موجضضودين ل علضضة لهمضضا وليضضس أحضضدهما علضضة للخضضر
فقولكم :إن الذي ل علة له ل علة له لذاته أو لسبب تقسضضيم الخطضضأ لن نفضضي
العلة واستغناء الوجود عن العلة ل يطلب له علة .فأي معنى لقول القائل :إن
ما ل علة له ل علة له لذاته أو لعلة إذ قولنا :ل علة له سلب محضضض والسضضلب
المحض ل يكون له سبب .ول يقال فيه :إنه لذاته أو ل لذاته.
وعلى واجب الوجود وإن عنيتم بوجضضوب الوجضضود وصضضفا ً ثابتضا لضضواجب الوجضضود
ً
سوى أنه موجود ل علة لوجوده فهو غير مفهوم في نفسه .والذي ينسبك مضضن
لفظه نفى العلة لوجوده وهو سلب محض ل يقال فيه :إنه لذاته أو لعلة حضضتى
يبنى على وضع هذا التقسيم غرض فدل أن هذا برهان من خرف ل أصضضل لضضه.
بل نقول :معنى أنه واجب الوجود أنه ل علضضة لوجضضوده ول علضضة لكضضونه بل علضضة
ل.وليس كونه بل علة معلل ً أيضا ً بذاته بل ل علة لوجوده ول لكونه بل علة أص ض ً
ول يطبق على السضضود :فهضضل اللونيضضة لضضذاتها أم لعلضضة كيضضف وهضضذا التقسضضيم ل
يتطرق إلى بعض صفات الثبات فضل ً عما يرجع إلى السلب إذ لو قال قضضائل:
السواد لون لذاته أو لعلة :فإن كان لذاته فينبغي أن ل تكون الحمرة لون ضا ً وأن
ل يكون هذا النوع أعني اللونية إل لضضذات السضواد وإن كضان السضواد لونضا ً لعلضضة
جعلته لونا ً فينبغي أن يعقل سواد ليس بلون أي لم تجعله العلة لونًا .فضضإن مضضا
يثبت للذات زائدا ً علضى الضذات بعلضضة يمكضن تقضضدير عضضدمه فضي الضضوهم وإن لضم
يتحقضق فضي الوجضود .ولكضن يقضال :هضذا التقسضيم خطضأ فضي الوضضع فل يقضال
للسواد :إنه لون لذاته قول ً يمنع أن يكون ذلك لغير ذاتضضه .وكضضذلك ل يقضضال :إن
هذا الموجود واجب لذاته أو ل علة له لذاته قول ً يمنع أن يكون ذلك لغير ذاتضضه
بحال .قولهم :لو فرضنا واجبي الوجود فإن كانا متماثلين من كضضل وجضضه يبطضضل
تعددهما ...مسلكهم الثاني أن قالوا :لو فرضنا واجبي الوجضضود لكانضضا متمضضاثلين
من كل وجه أو مختلفين .فإن كانضضا متمضضاثلين مضضن كضضل وجضضه فل يعقضضل التعضضدد
والثنينية إذ السوادان هما اثنان إذا كانا في محلين أو فضضي محضضل واحضضد ولكضضن
في وقتين إذ السضضواد والحركضضة فضضي محضضل واحضضد فضضي وقضضت واحضضد همضضا اثنضضان
لختلف ذاتيهما .أما إذا لم يختلف الذاتان كالسوادين ثم اتحد الزمان والمكان
لم يعقل التعدد ولو جاز أن يقال :في وقضت واحضضد فضي محضضل واحضد :سضوادان
لجاز أن يقال فضضي حضضق كضضل شضضخص :إنضضه شخصضضان ولكضضن ليضضس يضضبين بينهمضضا
مغايرة .وإن كانا مختلفين يكونا متركبين ...وإذا استحال التماثل من كل وجضضه
ول بد من الختلف ولم يمكن بالزمان ول بالمكان فل يبقضضى إل الختلف فضضي
الذات .ومهما اختلفضضا فضضي شضضيء فل يخلضضوا إمضضا أن اشضضتركا فضضي شضضيء أو لضضم
يشتركا في شيء .فإن لم يشتركا في شيء فهو محال إذ يلزم أن ل يشضضتركا
في الوجود ول في وجوب الوجود ول في كون كل واحضضد قائمضا ً بنفسضضه ل فضضي
موضوع .وإذا اشتركا في شيء واختلفا في شيء كان ما فيضضه الشضضتراك غيضضر
ما فيه الختلف فيكون ثم تركيب وانقسام بالقول .. .ومن المحضضال أن يكضضون
واجب الوجود مركبا ً وواجب الوجود ل تركيب فيه وكما ل ينقسضضم بالكميضضة فل
ينقسم أيضا ً بالقول الشارح إذ ل يتركب ذاتضضه مضضن أمضضور يضضدل القضضول الشضضارح
على تعدده كدللة الحيوان والنضضاطق علضى مضا تقضضوم بضضه ماهيضة النسضان فضإنه
حيوان وناطق .ومدلول لفظ الحيوان من النسان غيضضر مضضدلول لفضضظ النضضاطق
فيكون النسان متركبضا ً مضن أجضزاء تنتظضم فضي الحضد بألفضاظ تضدل علضى تلضك
الجزاء ويكون اسم النسضان لمجمضوعه .وهضضذا ل يتصضور ودون هضضذا ل تتصضور
التثنية .قولنضضا :هضضذا النضضوع مضن الضضتركيب ليضضس مضن المحضضال فضي المبضضدأ الول
والجضضواب أنضضه مسضضلم أنضضه ل تتصضضور التثنيضضة إل بالمغضضايرة فضضي شضضيء مضضا وأن
المتماثلين من كل وجه ل يتصور تغايرهما .ولكضضن قضضولكم :إن هضضذا النضضوع مضضن
التركيب محال في المبدأ الول تحكم محض .فما البرهان عليضضه فضضي وحدانيضضة
الله ولنرسم هذه المسألة على حيالها فضضإن مضضن كلمهضضم المشضضهور أن المبضضدأ
الول ل ينقسضضم بضضالقول الشضضارح كمضضا ل ينقسضضم بالكميضضة وعليضضه ينبنضضى إثبضضات
وحدانية الله عنضضدهم .قضضولهم :الوحضضدة فضضي اللضضه تنفضضي الكضضثرة بضضل زعمضضوا أن
التوحيد ل يتم إل بإثبات الوحدة لذات الباري من كل وجه وإثبات الوحدة بنفي
الكثرة من كل وجضضه والكضضثرة تتطضضرق إلضضى الضضذوات مضضن خمسضضة أوجضضه :كضضثرة
الجزاء ...الول بقبول النقسام فعل ً أو وهمًا .فلذلك لم يكضضن الجسضضم الواحضضد
واحدا ً مطلقا ً فإنه واحد بالتصال القائم القابل للزوال فهو منقسم في الضضوهم
بالكمية .وهذا محال في المبدأ الول ... .والهيولى والصورة الثاني أن ينقسضضم
الشيء في العقل إلى معنيين مختلفين .ل بطريضضق الكميضضة كانقسضضام الجسضضم
إلى الهيولى والصورة فإن كل واحد من الهيولى والصورة وإن كضضان ل يتصضضور
أن يقضضوم بنفسضضه دون الخضضر فهمضا شضضيئان مختلفضضان بالحضضد والحقيقضضة يحصضضل
بمجموعهما شيء واحد هو الجسم .وهضذا أيضضا ً منفضضي عضن اللضه فل يجضضوز أن
يكون الباري صورة في جسم ول مادة في هيولى لجسم ول مجموعهمضضا .أمضضا
مجموعهما فلعلتين إحديهما أنضضه منقسضضم بالكميضضة عنضضد التجضضزئة فعل ً أو وهمضا ً
والثانية أنه منقسم بالمعنى إلى الصورة والهيولى ول يكون مضادة لنهضا تحتضاج
إلى الصورة وواجب الوجود مستغن من كل وجه فل يجضضوز أن يرتبضضط وجضضوده
بشرط آخر سواه ول يكون صورة لنها تحتاج إلى مادة ... .وتنفي أيضا ً الكثرة
بالصفات ...الثالث الكثرة بالصفات بتقدير العلم والقضضدرة والرادة .فضضإن هضضذه
الصفات إن كانت واجبة الوجود كان وجوب الوجود مشتركا ً بيضضن الضضذات ويبضضن
هذه الصفات ولزمت كثرة في واجب الوجضضود وانتفضضت الوحضضدة ... .وبضضالجنس
والنوع ...الرابع كثرة عقلية تحصل بتركيب الجنس والنوع .فإن السواد سضضواد
ولون والسوادية غير اللونية في حق العقل بل اللونية جنس والسوادية فصضضل
فهو مركب من جنس وفصل والحيوانية غير النسانية في العقل فإن النسضضان
حيوان وناطق والحيوان جنس والناطق فصل وهو مركب من الجنس والفصل
وهذا نوع كثرة .فزعموا أن هضضذا أيضضا ً منفضضي عضضن المبضضدأ الول ... .وبالماهيضضة
والوجضضود والخضضامس كضضثرة تلضضزم مضضن جهضة تقضضدير ماهيضضة وتقضضدير وجضضود لتلضضك
الماهية .فإن للنسان ماهية قبضضل الوجضضود والوجضضود يضضرد عليهضا ويضضضاف إليهضا.
وكذى المثلث مثل ً له ماهية وهو أنه شكل يحيط به ثلثة أضلع وليس الوجضضود
جزءا ً من ذات هذه الماهية مقوما ً لهضضا ولضضذلك يجضضوز أن يضضدرك العاقضضل ماهيضضة
النسان وماهية المثلث وليس يدري أن لهما وجودا ً في العيان أم ل .ولو كان
الوجود مقوما ً لماهيته لما تصور ثبوت ماهيته في العقل قبل وجوده .فالوجود
مضاف إلى الماهية سواء كان لزما ً بحيث ل تكضضون تلضضك الماهيضضة إل موجضضودة
كالسماء أو عارضا ً بعد ما لم يكن كماهية النسضضانية مضضن زيضضد وعمضضرو وماهيضضة
العراض الصور الحادثة .فزعمضضوا أن هضضذه الكضضثرة أيض ضا ً يجضضب أن تنفضضى عضضن
الول.
الواجب الوجود كالماهيضة فيقضال :ليضس لضه ماهيضضة الوجضضود مضضاف إليهضضا بضضل
الوجود الضضواجب لضضه كالماهيضضة لغيضضره .فضضالوجود الضضواجب ماهيضضة وحقيقضضة كليضضة
وطبيعة حقيقية كما أن النسانية والشجرية والسمائية ماهية إذ لو ثبت ماهيضضة
لكان الوجود الواجب لزما ً لتلك الماهية غير مقضضوم لهضضا واللزم تضضابع ومعلضضول
فيكون الوجود الواجب معلول ً وهو مناقض لكونه واجبًا .ومضضع هضضذا يقولضضون إن
اللضضه مبضضدأ وأول موجضضود ...ومضضع هضضذا فضضإنهم يقولضضون للبضضاري :إنضضه مبضضدأ وأول
وموجود وجوهر وواحضد وقضديم وبضاق وعضالم وعقضل وعاقضل ومعقضول وفاعضل
وخالق ومريد وقادر وحي وعاشق ومعشوق لذيذ وملتذ وجضضواد وخيضضر محضضض.
وزعموا أن كل ذلك عبارة عن معنى واحضضد ل كضضثرة فيضضه وهضضذا مضضن العجضضائب.
فينبغي أن نحقق مذهبهم للتفهيم أول ً ثم نشضضتغل بضضالعتراض فضضإن العضضتراض
على المذاهب قبل تمام التفهيم رمي في عماية ... .ويردون هذه المضضور إلضى
السلب والضافة والعمدة في فهم مضضذهبهم أنهضضم يقولضضون :ذات المبضضدأ واحضضد
وإنما تكثر السامي بإضافة شيء إليه أو إضضضافته إلضضى شضضيء أو سضضلب شضضيء
عنه والسلب ل يوجب كثرة في ذات المسلوب عنه ول الضضضافة تضضوجب كضضثرة
فل ينكرون إذا ً كثرة السلوب وكثرة الضافات ولكن الشأن في رد هضضذه الول
والمبضضدأ والموجضضود والجضضوهر ...فقضضالوا :إذا قيضضل لضضه :أول فهضضو إضضضافة إلضضى
الموجودات بعده .وإذا قيل :مبدأ فهضضو إشضضارة إلضضى أن وجضضود غيضضره منضضه وهضضو
سبب له فهو إضافة إلى معلولته .وإذا قيل :موجود فمعناه معلوم .وإذا قيضضل:
جضوهر فمعنضاه الوجضود مسضلوبا ً عنضه الحلضول فضي موضضوع وهضذا سضلب .وإذا
ل .وإذا قيل :بضضاققيل ... :والقديم والباقي ...قديم فمعناه سلب العدم عنه أو ً
فمعناه سلب العدم عنه آخرا ً ويرجع حاصل القديم والبضضاقي إلضضى وجضضود ليضضس
مسبوقا ً بعدم ول ملحوقا ً بعدم ... .وواجضب الوجضود وإذا قيضل :واجضب الوجضود
فمعناه أنه موجود ل علة له وهو علة لغيره فيكون جمعا ً بين السلب والضافة
إذ نفي علة له سلب وجعله علة لغيره إضافة.
...والعقل ...وإذا قيل :عقل فمعناه أنه موجود بريء عن المادة وكل موجضضود
هذا صفته فهو عقل أي يعقضضل ذاتضضه ويشضضعر بضضه ويعقضضل غيضضره وذات اللضضه هضضذا
صفته أي هو بريء عن المادة فإذن هو عقضضل وهمضضا ...والعاقضضل والمعقضضول...
وإذا قيل :عاقل فمعناه أن ذاته الذي هو عقل فله معقول هو ذاته فإنه يشضضعر
بنفسه ويعقل نفسه فذاته معقول وذاته عاقل وذاته عقل والكل واحضضد إذ هضضو
معقول من حيث أنه ماهية مجردة عن المادة غير مستورة عن ذاته الذي هضضو
عقل بمعنى أنه ماهية مجردة عن المادة ل يكضضون شضضيء مسضضتورا ً عنضضه .ولمضضا
عقل نفسه كان عاقل ً ولما كان نفسه معقول ً لنفسضضه كضضان معقضضول ً ولمضضا كضضان
عقله بذاته ل بزائد على ذاته كان عقل ً ول يبعد أن يتحد العاقل والمعقول فإن
العاقل إذا عقل كونه عاقل ً عقله بكونه عاقل ً فيكون العاقل والمعقضضول واحضضدا ً
بوجه ما وإن كان ذلك يفارق عقضل الول فضإن مضا للول بالفعضل أبضدا ً ومضا لنضا
يكون بالقوة تارة وبالفعل أخرى .والخالق والفاعل والبارئ الضضذي عنضضه يفيضضض
كل شيء لزوما ً بعلم منه ل غفلة وإذا قيل :خالق وفاعل وبارئ وسائر صفات
الفعل فمعناه أن وجوده وجود شريف يفيض عنه وجود الكل فيضانا ً لزما ً وإن
وجود غيره حاصل منه وتابع لوجوده كما يتبع النور الشمس والسضضخان النضضار.
ول تشبه نسبة العالم إليه نسبة النور إلى الشمس إل في كضضونه معلضضول ً فقضضط
وإل فليضضس هضضو كضضذلك فضضإن الشضضمس ل تشضضعر بفيضضضان النضضور عنهضضا ول النضضار
بفيضان السخان فهو طبع محض بل الول عالم بضضذاته وأن ذاتضضه مبضضدأ لوجضضود
غيره ففيضان ما يفيض عنه معلوم له فليس به غفلة عما يصضدر منضه .ول هضو
أيضا ً كالواحد منا إذا وقف بين مريض وبين الشمس فاندفع حر الشضضمس عضضن
المريض بسببه ل باختياره ولكنه عالم به وهو غير كاره أيضا ً لضضه فضضإن المظضضل
الفاعل للظل شخصه وجسمه والعالم الراضي بوقوع الظل نفسضضه ل جسضضمه
وفي حق الول ليس كذلك فإن الفاعل منه هضضو العضضالم وهضضو الراضضضي أي أنضضه
غير كاره وأنه عالم بأن كماله في أن يفيض منه غيره.
فيكون علمه علة فيضان كضضل شضضيء بضضل لضضو أمكضضن أن يفضضرض كضضون الجسضضم
المظل بعينه هو العالم بعينه بوقوع الظل وهو الراضي لم يكن أيض ضا ً مسضضاويا ً
للول فإن الول هو العالم وهو الفاعل وعلمه هو مبدأ فعله فإن علمه بنفسه
في كضضونه مبضضدأ للكضضل علضضة فيضضضان الكضضل فضضإن النظضضام الموجضضود تبضضع للنظضضام
المعقول بمعنى أنه واقع به فكونه فاعل ً غير زائد علضضى كضضونه عالم ضا ً بالكضضل إذ
علمه بالكل علة فيضان الكل عنه وكونه عالما ً بالكل ل يزيد على علمه بضضذاته
فضإنه ل يعلضضم ذاتضه مضا لضم يعلضضم أنضه مبضدأ للكضضل فيكضون المعلضضوم بالقصضد . .
والقادر ...وإذا قيل :قادر لم نعن به إل كونه فاعل ً علضضى الضضوجه الضضذي قررنضضاه
وهو أن وجوده وجود يفيض عنه المقدورات التي بفيضانها ينتظم الترتيب فضضي
الكل على أبلغ وجوه المكان في الكمال والحسن ... .والمريد والعالم ...وإذا
قيل :مريد لم نعن به إل أن ما يفيض عنه ليس هو غافل ً عنه وليس كاره ضا ً لضضه
بل هو عالم بأن كماله في فيضان الكل عنه .فيجوز بهذا المعنى أ ن يقال :هو
راض وجاز أن يقال للراضي :إنه مريضضد .فل تكضضون الرادة إل عيضضن القضضدرة ول
القدرة إل عيضن العلضم ول العلضضم إل عيضن الضذات فالكضضل إذن يرجضع إلضى عيضن
الذات ... .علم العلة ل علم المعلول ...وهذا لن علمه بالشياء ليضضس مضضأخوذا ً
من الشياء وإل لكان مستفيدا ً وصفا ً أو كمال ً من غيره وهو محال فضضي واجضضب
الوجود .ولكن علمنا على قسمين :علم شيء حصل من صضضورة ذلضضك الشضضيء
كعلمنا بصورة السماء والرض وعلم اخترعناه كشيء لم نشاهد صورته ولكن
صورناه في أنفسنا ثم أحدثناه .فيكون وجضضود الصضضورة مسضضتفادا ً مضضن العلضضم ل
العلم من الوجود وعلم الول بحسب القسم الثاني فإن تمثل النظام في ذاته
سبب لفيضان النظام عن ذاته ... .وليس هذا شأننا فإننا نحتاج مع العلضضم إلضضى
القدرة نعم لو كان مجرد حضور صورة نقش أو كتابة خط فضضي نفوسضضنا كافي ضا ً
في حدوث تلك الصورة لكان العلم بعينه منا هو القدرة بعينها والرادة بعينهضضا.
ولكنا لقصورنا فليس يكفي تصورنا ليجاد الصورة بل نحتاج مع ذلك إلى إرادة
متجددة تنبعث من قوة شضضوقية ليتحضضرك منهمضضا معضا ً القضضوة المحركضضة للعضضضل
والعصاب اللية .فيتحضضرك بحركضضة العضضضل والعصضضاب اليضضد أو غيضضره ويتحضضرك
بحركته القلم أو آلة أخرى خارجضضة وتتحضضرك المضضادة بحركضضة القلضضم كالمضضادة أو
غيره ثم تحصل الصورة المتصورة في نفوسنا .فلضضذلك لضضم يكضضن نفضضس وجضضود
هذه الصورة في نفوسضضنا قضضدرة ول إرادة بضضل كضضانت القضضدرة فينضضا عنضضد المبضضدأ
المحرك للعضل وهذه الصورة محركة لذلك المحضضرك الضضذي هضضو مبضضدأ القضضدرة
وليس كذلك في واجب الوجود فإنه ليس مركبا ً من أجسام تنبضضث القضضوى فضضي
أطرافه فكانت القدرة والرادة والعلم والضضذات منضضه واحضضدًا ... .والحضضي ...وإذا
قيل له :حي لم يرد به إل أنه عالم عليمضا ً يفيضضض عنضه الموجضضود الضذي يسضمى
فعل ً له فإن الحي هو الفعال الدراك فيكضضون المضضراد بضضه ذاتضضه مضع إضضضافة إلضضى
الفعال على الوجه الذي ذكرناه ل كحياتنضضا فإنهضضا ل تتضضم إل بقضضوتين مختلفضضتين
ينبعضضث عنهمضضا الدراك والفعضضل فحيضضاته عيضضن ذاتضضه أيض ضًا ... .والجضضواد الضضذي ل
يكتسب بجوده شيئا ً وإذا قيل له :جواد أريد به أن يفيض عنضضه الكضضل ل لغضضرض
يرجع إليه .والجود يتم بشيئين :أحدهما أن يكون للمنعم فائدة فيما وهب منضضه
فلعل من يهب شيئا ً ممضضن هضضو مسضضتغن عنضضه ل يوصضضف بضضالجود .والثضضاني أن ل
يحتاج الجواد إلى الجود فيكون إقدامه علضضى الجضضود لحاجضضة نفسضضه .وكضضل مضضن
يجود ليمدح أو يثنى عليه أو يتخلص مضضن مذمضضة فهضضو مسضضتعيض وليضضس بجضضواد
وإنما الجود الحقيقي لله فإنه ليس يبغي به خلصا ً عن ذم ول كمضضال ً مسضضتفادا ً
بمدح .فيكون الجواد اسما ً منضضبئا ً عضن وجضضوده مضع إضضافة إلضى الفعضل وسضلب
للغرض فل يؤدي إلى الكثرة في ذاتضضه ... .والخيضضر المحضضض ...وإذا قيضضل :خيضضر
محض فإما أن يراد به وجوده بريئا ً عضضن النقضضص وإمكضضان العضضدم فضضإن الشضضر ل
ذات له بل يرجع إلى عدم جوهر أو عدم صلح حال الجوهر وإل فضضالوجود مضضن
حيث أنه وجود خير فيرجع هذا السم إلى السلب لمكان النقص والشر .وقضضد
يقال :خير لما هو سبب لنظام الشياء والول مبدأ لنظام كل شيء فهضضو خيضضر
ويكون السم دال ً على الوجود مع نوع إضضضافة ... .وواجضضب الوجضضود وإذا قيضضل:
واجب الوجود فمعناه هذا الوجود مع سلب علة لوجوده وإحالة علة لعدمه أول ً
وآخرًا.
...والعاشق والمعشوق واللذيذ والملتضضذ وإذا قيضضل :عاشضضق ومعشضضوق ولذيضضذ
وملتذ فمعناه هضضو أن كضضل جمضضال وبهضضاء وكمضضال فهضضو محبضضوب ومعشضضوق لضضذي
الكمال ول معنى للذة إل إدراك الكمال الملئم .ومن عرف كمضضال نفسضضه فضضي
إحاطته بالمعلومات لو أحاط بها وفي جمال صورته وفي كمضضال قضضدرته وقضضوة
أعضائه وبالجملة إدراكه لحضور كل كمال هو ممكن لضضه لضضو أمكضضن أن يتصضضور
ذلك في إنسان واحد لكان محبا ً لكماله وملتذا ً بضضه وإنمضضا تنتقضضص لضضذته بتقضضدير
العدم والنقصان فإن السرور ل يتم بما يزول أو يخشى زواله والول له البهاء
الكمل والجمال التم إذ كل كمال هو ممكن لضه فهضو حاضضر لضه .وهضو مضدرك
لذلك الكمال مع المن من إمكان النقصان والزوال .والكمال الحاصل له فوق
كل كمال فإحبابه وعشقه لذلك الكمال فوق كل إحباب والتذاذه به فضضوق كضضل
التذاذ بل ل نسضضبة لضضذاتنا إليهضضا البتضضة بضضل هضضي أجضضل مضضن أن يعضضبر عنهضضا باللضضذة
والسرور والطيبة .عدم وجود العبارات الخاصة إل أن تلك المعضضاني ليضضس لهضضا
عبارات عندنا فل بد من البعاد فضضي السضضتعارة كمضضا نسضضتعير لضضه لفضضظ المريضضد
والمختار والفاعل منا مع القطع ببعد إرادته عن إرادتنا وبعد قدرته وعلمه عن
قدرتنا وعلمنا ول بعد في أن يستبشع عبارة اللذة فيستعمل غيره.
اللضضه مغبضضوط وهضضو الخيضضر المحضضض والمقصضضود أن حضضالته أشضضرف مضضن أحضضوال
الملئكة وأحرى بأن يكون مغبوطا ً وحالة الملئكة أشرف من أحوالنضضا ولضضو لضضم
تكن لذة إل في شهوة البطن والفرج لكان حال الحمار والخنزير أشضضرف مضضن
حال الملئكة وليس لها لذة أي للمبادئ من الملئكة المجضضردة عضضن المضضادة إل
السرور بالشعور بما خص بهضضا مضضن الكمضضال والجمضضال الضضذي ل يخشضضى زوالضضه.
ولكن الذي للول فوق الذي للملئكة فضضإن وجضضود الملئكضضة الضضتي هضضي العقضضول
المجردة وجود ممكن في ذاته واجب الوجود بغيضضره وإمكضضان العضضدم نضضوع شضضر
ونقص فليس شيء بريئا ً عن كل شر مطلقا ً سوى الول فهضضو الخيضضر المحضضض
وله البهاء والجمال الكمل .ثم هو معشوق عشقه غيره أو لم يعشقه كما أنضضه
عاقل ومعقول عقله غيره أو لم يعقله .وكضضل هضضذه المعضضاني راجعضضة إلضضى ذاتضضه
وإلى إدراكه لذاته وعقله له وعقله لذاته هو عين ذاته فإنه عقل مجرد فيرجضضع
الكل إلى معنى واحد .قولنا :سضضنبين بضضذلك مضضا ل يصضضح علضضى أصضضلهم ومضضا هضضو
فاسد فهذا طريق تفهيم مذهبهم وهذه المور منقسمة إلى ما يجضضوز اعتقضضاده
فنبين أنه ل يصح على أصلهم وإلى ما ل يصضضح اعتقضضاده فنضضبين فسضضاده .ولنعضضد
إلى المراتب الخمسة في أقسام الكثرة ودعواهم نفيهضضا ولنضضبين عجزهضضم عضضن
إقامة الدليل ولنرسم كل واحد مسألة على حيالها.
مسألة الفلسفة أجمعوا على نفي الصفات اتفقت الفلسضضفة علضضى اسضضتحالة
إثبات العلم والقدرة والرادة للمبدأ الول كما اتفقت المعتزلضضة عليضضه وزعمضضوا
أن هذه السامي وردت شرعا ً ويجوز إطلقها لغة ولكن ترجع إلى ذات واحدة
كما سبق ول يجوز إثبات صفات زائدة على ذاته كما يجوز في حقنضا أن يكضون
علمنا وقدرتنا وصفا ً لنا زائدا ً على ذاتنا ... .لنها توجب الكثرة في الله وزعموا
أن ذلك يوجب كثرة لن هذه الصفات لو طرت علينا لكنا نعلم أنها زائدة على
الذات إذ تجددت ولو قدر مقارنا ً لوجودنا مضن غيضر تضأخر لمضا خضرج عضن كضونه
زائدا على الذات بالمقارنة .فكل شيئين إذا طرى أحدهما على الخر وعلم أن
هذا ليس ذاك وذاك ليس هذا فلو اقترنضضا أيض ضا ً عقضضل كونهمضضا شضضيئين فضضإذن ل
تخرج هذه الصفات بأن تكون مقارنة لذات الول عضضن أن تكضضون أشضضياء سضضوى
الذات فيوجب ذلك كثرة في واجب الوجود وهضضو محضضال .فلهضضذا أجمعضضوا علضضى
نفي الصفات .قولنا :ما المانع أن تكون الصفات مقارنضضة للضضذات فيقضضال لهضضم:
وبم عرفتم استحالة الكثرة من هذا الوجه وأنتم مخالفون من كافة المسلمين
سوى المعتزلة فما البرهان عليه فإن قول القائل :الكضضثرة محضضال فضضي واجضضب
الوجود مع كون الذات الموصوفة واحدة يرجع إلى أنه يستحيل كثرة الصضضفات
وفيه النزاع .وليس استحالته معلومة بالضرورة فل بد من البرهان.
قولهم إما أن يستغني كل واحد من الصفة والموصضضو عضضن الخ أو يفتقضضر كضضل
واحضضد إلضضى الخضضر أو يسضضتغني واحضضد عضضن الخ ولهضضم مسضضلكان :الول قضضولهم:
البرهان عليه أن كل واحد من الصفة والموصوف إذا لم يكن هذا ذاك ول ذاك
هذا فإما أن يستغني كل واحد عن الخر في وجضضوده أو يفتقضر كضل واحضد إلضى
الخر أو يستغني واحد عن الخر ويحتاج الخر .فإن فرض كل واحضضد مسضضتغنيا ً
فهما واجبا وجود وهو التثنية المطلقة وهضضو محضضال .وإمضضا أن يحتضضاج كضضل واحضضد
منهما إلى الخر فل يكون واحد منهما واجب الوجود إذ معنى واجب الوجود ما
قوامه بذاته وهو مستغن من كل وجه عن غيضضره فمضضا احتضضاج إلضضى غيضضره فضضذك
الغير علته إذ لو رفع ذلك الغير لمتنع وجوده فل يكون وجوده من ذاته بل من
غيضضره .وإن قيضضل :أحضضدهما يحتضضاج دون الخضضر فالضضذي يحتضضاج معلضضول والضضواجب
الوجود هو الخر ومهما كان معلول ً افتقر إلى سبب فيؤدي إلى أن ترتبط ذات
واجب الوجود بسبب .قولنا المختار من هذه القسام هضضو القسضضم الخيضضر هضضذا
وإنكم ل تنفون القسم الول والعتراض على هذا أن يقال :المختضار مضن هضذه
القسام هو القسم الخير .ولكن إبطالكم القسم الول وهضضو التثنيضضة المطلقضضة
قد بينا أنه ل برهان لكم عليهضضا فضضي المسضضألة الضضتي قبضضل هضضذه وأنهضضا ل تتضضم إل
بالبناء على نفضضي الكضضثرة فضضي هضضذه المسضضألة ومضضا بعضضدها .فمضضا هضضو فضضرع هضضذه
المسألة كيف تنبنى هذه المسألة عليضضه ولكضضن المختضضار أن يقضضال :الضضذات فضضي
قوامه غير محتاج إلى الصفات والصفة محتاجة إلى الموصوف كما في حقنضضا.
قولهم :المحتاج إلى غيره ل يكون واجب الوجضضود فيبقضضى قضضولهم :إن المحتضضاج
إلى غيره ل يكون واجب الوجود .قولنا :الصفة قديمة ل فاعل لهضضا فيقضضال :إن
أردت بواجب الوجود أنه ليس له علة فاعلية فلم قلت ذلضضك ولضضم اسضضتحال أن
يقال :كما أن ذات واجب الوجود قديم ل فاعل له فكذلك صضضفته قديمضضة معضضه
ول فاعل لها وإن أردت بواجب الوجود أن ل يكون لضضه علضضة قابليضضة فهضضو ليضضس
بواجب الوجود على هذا التأويل ولكنه مع هذا قديم ل فاعل لضضه .فمضضا المحيضضل
لذلك قولهم :هي معلولة فإن قيل :واجب الوجود المطلق هو الضضذي ليضضس لضضه
ل .قلنا:علة فاعلية ول قابلية .فإذا سلم أن له علة قابلية فقد سلم كونه معلو ً
تسمية الذات القابلة علة قابلية من اصطلحكم والدليل لضضم يضضدل علضضى ثبضضوت
واجب وجود بحكم اصطلحكم وإنما دل على إثبات طرف ينقطع بضضه تسلسضضل
العلل والمعلولت ولم يدل إل على هذا القدر وقطع التسلسضضل ممكضضن بواحضضد
له صفات قديمة ل فاعل لها كما ل فاعل لذاته ولكنها تكون متقررة في ذاته.
فليطرح لفظ واجب الوجود فإنه ممكن التلبس فيه فإن البرهضضان لضضم يضضدل إل
على قطع التسلسل ولم يدل على غيره البتة .فدعوى غيره تحكم .قضضولهم :ل
في العلل القابلية فإن قيل :كما يجب قطع التسلسل في العلة الفاعلية يجب
قطعها في القابلية إذ لو افتقر كل موجود إلى محل يقوم فيه وافتقضضر المحضضل
أيضا ً للزم التسلسل كما لو افتقر كل موجود إلى علضضة وافتقضضرت العلضضة أيض ضا ً
إلى علة .قولنضضا :يكفضضي أن ينقطضضع التسلسضضل بالضضذات قلنضضا :صضضدقتم فل جضضرم
قطعنا هذا التسلسل أيضا ً وقلنا :إن الصفة في ذاته وليضضس ذاتضضه قائمضا ً بغيضضره
كما أن علمنا في ذاتنا وذاتنا محل له وليس ذاتنضضا فضضي محضضل .فالصضضفة انقطضضع
تسلسل علتها الفاعلية مع الذات إذ ل فاعل لهضا كمضا ل فاعضل للضذات بضل لضم
تزل الذات بهذه الصفة موجودة بل علة له ول لصفته .وأما العلضضة القابليضضة لضضم
ينقطع تسلسلها إل على الذات .ومن أين يلزم أن ينتفضضي المحضضل حضضتى تنتفضضي
العلة والبرهان ليس يضطر إل إلى قطع التسلسل .فكضل طريضق أمكضن قطضع
التسلسل به فهو وفاء بقضية البرهان الداعي إلى واجب الوجود.
واجب الوجود ما ليس له علة فاعلية وإن أريد بضضواجب الوجضضود شضضيء سضضوى
موجود ليس له علة فاعلية حتى ينقطع به التسلسل فل نسلم أن ذلك واجضضب
ل .ومهما اتسع العقل لقبول موجود قديم ل علة لوجوده اتسع لقبول قديم أص ً
موصوف ل علة لوجوده في ذاته وفي صفاته جميعًا .قولهم :تكون الذات علة
العلم المسلك الثاني قولهم :إن العلم والقدرة فينا ليس داخل ً في ماهية ذاتنا
بل هو عارض .وإذا أثبت هذه الصضضفات للول لضم يكضن أيضضا ً داخل ً فضضي ماهيضة
ذاته بل كان عارضا ً بالضافة إليه وإن كان دائما ً له .ورب عضضارض ل يفضضارق أو
يكون لزما ً لماهية ول يصير بضذلك مقومضا ً لضذاته .وإذا كضان عارضضا ً كضان تابعضا ً
للذات وكان الذات سببا ً فيه فكان معلول ً فكيف يكون واجب الوجود وهذا هضضو
الول مع تغيير عبارة .فنقول :إن عنيتم بكونه تابعا ً للذات وكون الضضذات سضضببا ً
له أن الذات علة فاعلية له وأنه مفعول للذات فليس كضضذلك فضضإن ذلضضك ليضضس
يلزم في علمنا بالضافة إلضضى ذاتنضضا إذ ذواتنضضا ليسضضت بعلضضة فاعلضضة لعلمنضضا .وإن
عنيتم أن الذات محل وأن الصفة ل تقوم بنفسها في غيضضر محضضل فهضضذا مسضضلم
فلم يمتنع هذا .فبأن يعبر عنه بالتابع أو العارض أو المعلول أو ما أراده المعبر
لم يتغير المعنى إذا لم يكضضن المعنضضى سضضوى أنضضه قضضائم بالضضذات قيضضام الصضضفات
بالموصوفات ولم يستحيل أن يكضضون قائمضا ً فضضي ذات وهضضو مضضع ذلضضك قضضديم ول
فاعل له.
فإن أريد هذا المعنى فليعبر عنه بغير عبارة فكل أدلتهم تهويل بتقبيح العبارة
بتسميته ممكنا ً وجائزا ً وتابعا ً ولزما ً ومعلول ً وإن ذلك مستنكر .فيقال :إن أريد
بذلك أن له فاعل ً فليس كذلك .وإن لم يضضرد بضضه إل أنضضه ل فاعضضل لضضه ولكضضن لضضه
محل هو قائم فيه فليعبر عن هذا المعنى بضضأي عبضضارة أريضضد فل اسضضتحالة فيضضه.
قولهم :هذا يؤدي إلى أن يكون الول محتاجا ً إلى الصفات وربما هولوا بتقبيضضح
العبارة من وجه آخر فقالوا :هذا يؤدي إلى أن يكضضون الول محتاج ضا ً إلضضى هضضذه
قولنا :بها يتم له الكمال! وهذا كلم وعظضضي فضضي غايضضة الركاكضضة فضضإن صضضفات
الكمال ل تباين ذات الكامل حتى يقال :إنه محتاج إلى غيره .فإذا لضضم يضضزل ول
يزال كامل ً بالعلم والقدرة والحياة فكيف يكون محتاجا ً أو كيف يجضضوز أن يعضضبر
عن ملزمة الكمال بالحاجة وهو كقول القائل :الكامل من ل يحتاج إلى كمضضال
فالمحتاج إلى وجود صفات الكمال لذاته ناقص فيقال :ل معنى لكونه كامل ً إل
وجود الكمال لذاته .فكضذلك ل معنضى لكضونه غنيضا ً إل وجضود الصضفات المنافيضة
للحاجات لذاته .فكيف تنكر صفات الكمضضال الضضتي بهضضا تتضضم اللهيضضة بمثضضل هضضذه
التخييلت اللفظية قولهم :فيحتاج إلى مركب فليس هو جسضضما ً فضضإن قيضضل :إذا
أثبتم ذاتا ً وصفة وحلول ً للصفة بالضضذات فهضضو تركيضضب وكضضل تركيضضب يحتضضاج إلضضى
مركب ولذلك لم يجز أن يكضضون الول جسضضما ً لنضضه مركضضب .قولنضضا :كلضضه قضضديم
الجسم حادث قلنا :قول القائل :كضضل تركيضضب يحتضضاج إلضضى مركضضب كقضضوله :كضضل
موجود يحتاج إلى موجد فيقال له :الول موجضضود قضضديم ل علضضة لضضه ول موجضضد.
فكذلك يقال :هو موصوف قديم ول علة لذاته ول لصفته ول لقيام صفته بذاته
بل الكل قديم بل علة .وأمضضا الجسضضم فإنمضضا لضضم يجضضز أن يكضضون هضضو الول لنضضه
حادث من حيث أنه ل يخلوا عن الحوادث ومضضن لضضم يثبضضت لضضه حضضدوث الجسضضم
يلزمه أن يجوز أن تكون العلة الولى جسما ً كما سنلزمه عليكم من بعد.
فالدلة باطلة وكل مسالكهم في هذه المسألة تخييلت .ل يقدرون رد الجميع
إلى نفس الذات ثم إنهم ل يقدرون على رد جميع ما يثبتونه إلى نفس الذات.
فإنهم أثبتوا كونه عالما ً ويلزمهم أن يكون ذلك زائدا ً على مجرد الوجود فيقال
لهم :أتسلمون أن الول يعلم غير ذاته ومنهم من يسلم ذلك ومنهم من قضضال:
ل يعلم إل ذاته .علمه بالكليات ...فأما الول فهو الذي اختاره ابن سينا .فضضإنه
زعم أنه يعلم الشياء كلها بنوع كلي ل يدخل تحت الزمان ول يعلضضم الجزئيضضات
التي يوجب تجدد الحاطة بها تغيرا ً في ذات العالم .فنقول :علم الول بوجضضود
كل النواع والجناس التي ل نهاية لها عين علمه بنفسه أو غيضضره .فضضإن قلتضضم:
إنه غيره فقد أثبتم كثرة ونقضتم القاعدة .وإن قلتم :إنه عينه لم تتميزوا عضضن
من يدعي أن علم النسان ...غير علمه بذاته وقيضضل :حضضد الشضضيء الواحضضد أن
يستحيل في الوهم الجمع فيه بين النفي والثبات .فالعلم بالشيء الواحد لمضضا
كان شيئا ً واحدا ً استحال أن يتوهم في حالة واحدة موجودا ً ومعدوما ً ولمضضا لضضم
يستحل في الوهم أن يقدر علضضم النسضضان بنفسضضه دون علمضضه بغيضضره قيضضل :إن
علمه بغيره غير علمه بنفسه إذ لو كان هو هو لكان نفيه نفيا ً له وإثبضضاته إثبات ضا ً
له إذ يستحيل أن يكون زيد موجودا ً وزيد معضضدوما ً أعنضضي هضضو بعينضضه فضضي حالضضة
واحدة ول يستحيل مثل ذلك في العلم بالغير مع العلم بنفسه .وكذى في علم
الول بذاته مع علمه بغيره إذ يمكن أن يتوهم وجود أحضضدهما دون الخضضر فهمضضا
إذن شيئان .ول يمكن أن يتوهم وجود ذاتضضه دون وجضضود ذاتضضه .فلضضو كضضان الكضضل
ل .فكل من اعترف من الفلسفة بأن الول يعرف كذلك لكان هذا التوهم محا ً
غير ذاته فقد أثبت كثرة ل محالة.
قولهم كونه يعلم ذاته مبدأ للكل يؤدي إلضضى أن يعلضضم الشضضياء بالقصضضد الثضضاني
فإن قيل :هو ل يعلم الغير بالقصد الول بل يعلم ذاته مبدأ للكل فيلزمه العلم
بالكل بالقصد الثاني إذ ل يمكضضن أن يعلضضم ذاتضضه إل مبضضدأ فضضإنه حقيقضضة ذاتضضه ول
يمكن أن يعلم ذاته مبدأ لغيضضره إل ويضضدخل الغيضضر فضضي علمضضه بطريضضق التضضضمن
واللزوم ول يبعد أن يكون لذاته لوازم .وذلك ل يوجب كثرة في ماهيضضة الضضذات
وإنما يمتنع أن يكون في نفس الذات كثرة .قولنا :علمه بوجود ذاته غير علمه
بكونه مبدأ للكل والجواب مضضن وجضضوه :الول أن قضضولكم :إنضضه يعلضضم ذاتضضه مبضضدأ
تحكم بل ينبغي أن يعلم وجود ذاته فقط .فأمضضا العلضضم بكضضونه مبضضدأ يزيضضد علضضى
العلضضم بضضالوجود لن المبدئيضضة إضضضافة للضضذات ويجضضوز أن يعلضضم الضضذات ول يعلضضم
إضافته ولو لم تكن المبدئية إضافة لتكثر ذاته وكضضان لضضه وجضضود ومبدئيضضة وهمضضا
شيئان .وكما يجوز أن يعرف النسان ذاته ول يعلم كونه معلضضول ً إلضضى أن يعلضضم
لن كونه معلول ً إضافة له إلى علته فكذلك كونه علة إضافة لضضه إلضضى معلضضوله.
فاللزام قضضائم فضضي مجضضرد قضضولهم :إنضضه يعلضضم كضضونه مبضضدأ إذ فيضضه علضضم بالضضذات
وبالمبدئية وهو الضافة والضافة غير الذات فالعلم بالضافة غير العلم بالذات
بالضضدليل الضضذي ذكرنضضاه وهضضو أنضضه يمكضضن أن يتضضوهم العلضضم بالضضذات دون العلضضم
بالمبدئيضضة ول يمكضضن أن يتضضوهم العلضضم بالضضذات دون العلضضم بالضضذات لن الضضذات
واحدة.
هناك معلومان فهناك علمان الوجه الثاني هو أن قولهم :إن الكل معلضضوم لضضه
بالقصد الثاني كلم غير معقول فإنه مهما كان علمه محيطا ً بغيره كمضضا يحيضضط
بذاته كان له معلومان متغايران وكان لضضه علضضم بهمضضا وتعضضدد المعلضضوم وتغضضايره
يوجب تعدد العلم إذ يقبل أحد المعلضضومين الفصضضل عضضن الخضضر فضضي الضضوهم فل
يكون العلم بأحدهما عين العلم بالخر إذ لو كضضان لتعضضذر تقضضدير وجضضود أحضضدهما
دون الخر وليس ثم آخر مهما كان الكل واحدًا .فهذا ل يختلف بضضأن يعضضبر عنضضه
بالقصد الثاني .الكليات ل تتناهى! ثم ليت شعري كيف يقدم على نفي الكثرة
من يقول :إنه ل يعزب عن علمه مثقال ذرة في السضضموات ول فضضي الرض إل
أنه يعضضرف الكضضل بنضضوع كلضي والكليضضات المعلومضضة لضضه ل تتنضضاهى فيكضضون العلضضم
المتعلق بها مع كثرتها وتغايرها واحدا ً من كل وجضضه .فضضابن سضضينا ل يحضضترز مضضن
لزوم " الكثرة " وقد خالف ابن سينا في هذا غيره من الفلسفة الضذين ذهبضوا
إلى أنه ل يعلم إل نفسه احترازا ً من لزوم الكثرة .فكيضضف شضضاركهم فضضي نفضضي
الكثرة ثم باينهم في إثبات العلم بالغير ولما استحيا أن يقال :إن اللضضه ل يعلضضم
شيئا ً أصل ً في الدنيا والخرة وإنما يعلم نفسه فقط وأما غيره فيعرفه ويعرف
أيضا ً نفسه وغيره فيكون غيره أشرف منه في العلم .فترك هذا حياء من هضضذا
المذهب واستنكافا ً منه ثم لم يستحي من الصرار على نفي الكضضثرة مضضن كضضل
وجه وزعم أن علمه بنفسه وبغيره بل وبجميع الشياء هو ذاته مضضن غيضضر مزيضضد
وهو عين التناقض الذي استحيا منه سائر الفلسفة لظهور التنضضاقض فيضضه فضضي
أول النظر .فإذن ليس ينفك فريق منهم عن خزي في مضضذهب وهكضضذى يفعضضل
الله بمن ضل عن سبيله وظن أن المور اللهية يسضضتولي علضضى كنههضضا بنظضضره
وتخييله .قولهم :العلم يكون بمعرفة واحدة :علم الب والبن ...فإن قيضضل :إذا
ثبت أنه يعرف نفسه مبدأ على سبيل الضافة فالعلم بالمضضضاف واحضضد إذ مضضن
عرف البن عرفه بمعرفضة واحضدة وفيضه العلضم بضالب وبضالبوة والبنضوة ضضمنا ً
فيكثر المعلوم ويتحد العلم .فكذلك هو يعلم ذاته مبدأ لغيره فيتحد العلضضم وإن
تعدد المعلوم .ثم إذا عقل هذا في معلول واحد وإضافته إليه ولم يوجب ذلضضك
كثرة فالزيادة فيما ل يوجب جنسضضه كضضثرة ل تضضوجب كضضثرة .العلضضم يكضضون بعلضضم
الشيء وبعلم العلم بالشيء وكذلك من يعلضضم الشضضيء ويعلضضم علمضضه بالشضضيء
فإنه يعلمه بذلك العلم .فكل علم هو علم بنفسه تقولون :إن معلومات الله ل
نهاية لها وعلمه واحد ويدل عليه أيضا ً أنكم ترون أن معلومات الله ل نهاية لها
وعلمه واحد ول تصفونه بعلوم ل نهاية لعدادها .فإن كان تعدد المعلوم يوجب
تعدد ذات العلم فليكن في ذات الله علوم ل نهاية لعدادها وهذا محال .قولنا:
يقتضي ذلك كثرة أكثر مما إذا أضيف وجود إلى ماهية قلنا :مهمضضا كضضان العلضضم
واحدا ً من كل وجه لم يتصور تعلقه بمعلومين بل يقتضي ذلك كثرة ما على ما
هو وضع الفلسفة واصطلحهم في تقدير الكثرة حتى بضالغوا فقضالوا :لضو كضان
للول ماهية موصوفة بالوجود لكان لذلك كضضثرة .فلضضم يعقلضضوا شضضيئا ً واحضضدا ً لضضه
حقيقية ثم يوصف بالوجود بل زعمضضوا أن الوجضضود مضضضاف إلضضى الحقيقضضة وهضضو
غريه فيقتضي كثرة .فعلى هذا الوجه ل يمكضضن تقضضدير علضضم يتعلضضق بمعلومضضات
كثيرة إل ويلزم فيه نوع كثرة أجلى وأبلغ من اللزم في تقضضدير وجضضود مضضضاف
إلى ماهية .القول الول باطضضل ...وأمضا العلضضم بضالبن وكضضذى سضضائر المضضضافات
ففيه كثرة إذ ل بد من العلم بذات البن وذات الب وهما علمان .وعلضضم ثضضالث
وهو الضافة .نعم هذا الثالث مضمن بالعلمين السضضابقين إذ همضضا مضضن شضضرطه
وضرورته وإل فما لم يعلم المضاف أول ً ل تعلم الضافة .فهضضي علضضوم متعضضددة
بعضها مشروطة في البعضضض .فكضضذلك إذا علضضم الول ذاتضضه مضضضافا ً إلضضى سضضائر
الجناس والنواع بكونه مبدأ لها افتقر إلى أن يعلم ذاتضضه وآحضضاد الجنضضاس وأن
يعلم إضافة نفسه بالمبدئية إليها وإل لم يعقل كضضون الضضضافة معلومضضة لضضه... .
والثاني أيضًا ...وأما قولهم :إن من علضم شضيئا ً علضم كضونه عالمضا ً بضذلك العلضم
بعينه فيكون المعلوم متعددا ً والعلم واحدا ً فليس كذلك بل يعلضضم كضضونه عالم ضا ً
بعلم آخر وينتهي إلى علم يغفل عنه ول يعلمه .ول نقول :يتسلسضضل إلضضى غيضضر
نهاية بل ينقطع على علم متعلق بمعلومه وهو غافل عضضن وجضضود العلضضم ل عضضن
وجود المعلوم كالضضذي يعلضضم السضضواد وهضضو فضضي حضضال علمضضه مسضضتغرق النفضضس
بمعلومه الذي هو سواد وغافضضل عضضن علمضضه بالسضضواد وليضضس ملتفتضا ً إليضضه فضضإن
التفت إليه افتقر إلى علم آخر إلى أن ينقطع التفاته ... .وأما الثضضالث فعليكضضم
البرهان وأما قولهم :إن هذا ينقلب عليكم في معلومات الله فإنها غير متناهية
والعلم عندكم واحد فنقول :نحن لم نخض في هضضذا الكتضضاب خضضوض الممهضضدين
بل خضضوض الهضادمين المعترضضضين ولضضذلك سضضمينا الكتضضاب :تهضافت الفلسضفة ل
تمهيد الحق .فليس يلزمنا هذا الجواب .قولهم :في المر إشضضكال علضضى جميضضع
الفرق فإن قيل :إنا ل نلزمكم مذهب فرقة معينة من الفرق .فأمضا مضضا ينقلضضب
على كافة الخلق وتسضضتوي القضضدام فضضي إشضضكاله فل يجضضوز لكضضم إيضضراده وهضضذا
الشكال منقلب عليكضضم ول محيضضص لحضضد مضضن الفضضرق عنضضه .قولنضضا :المقصضضود
تشكيككم في دعاويكم قلنضا :ل بضضل المقصضود تعجيزكضضم عضن دعضواكم معرفضة
حقائق المور بضالبراهين القطعيضضة وتشضضكيككم فضي دعضاويكم .أنتضضم تعترضضضون
على المؤمنين بالرسول ...وإذا ظهر عجزكم ففي الناس مضضن يضضذهب إلضضى أن
حقائق المور اللهية ل تنال بنظضضر العقضضل بضضل ليضضس فضضي قضضوة البشضضر الطلع
عليه .ولذلك قال صاحب الشرع :تفكروا في خلق اللضضه ول تتفكضضروا فضضي ذات
الله .فما إنكاركم على هذه الفرقة المعتقدة صدق الرسضضول بضضدليل المعجضضزة
المقتصرة من قضية العقل على إثبات ذات المرسل المحترزة عن النظر في
الصفات بنظر العقل المتبعة صضضاحب الشضضرع فيمضضا أتضضى بضضه مضضن صضضفات اللضضه
المقتفية أثره في إطلق العالم والمريد والقادر والحي المنتهية عن إطلق ما
لم يؤذن فيه المعترفة بالعجز عن درك العقل ... .ونحن نعترض عليكم! وإنما
إنكاركم عليهم بنسبتهم إلى الجهل بمسالك البراهين ووجه ترتيب المقضضدمات
على أشكال المقاييس ودعواكم أنا قد عرفنا ذلك بمسضضالك عقليضضة .وقضضد بضضان
عجزكم وتهافت مسالككم وافتضاحكم في دعوى معرفتكم وهو المقصود من
هذا البيان .فأين من يدعي أن براهيضضن اللهيضضات قاطعضضة كضضبراهين الهندسضضيات
قولهم :الول لم يعلم إل نفسه فإن قيل :هذا الشكال إنما لزم على ابن سينا
حيث زعم أن الول يعلم غيره .فأما المحققون من الفلسفة قد اتفقضضوا علضضى
أنه ل يعلم إل نفسه فيندفع هذا الشكال .قولنضضا :كضضل واحضضد مضضن العقلء يعلضضم
أشياء كثيرة! فنقول :ناهيكم خزيا ً بهذا المذهب ولول أنه في غاية الركاكة لما
استنكف المتأخرون عن نصرته .ونحن ننبه علضضى وجضضه الخضضزي فيضضه فضضإن فيضضه
تفضيل معلولته عليه إذ الملك والنسان وكل واحد مضضن العقلء يعضضرف نفسضضه
ومبدأه ويعرف غيره والول ل يعرف إل نفسه فهو ناقص بالضضضافة إلضضى آحضضاد
الناس فضل ً عن الملئكة بل البهيمة مضضع شضضعورها بنفسضضها تعضضرف أمضضورا ً أخضضر
سواها .ول شك فضي أن العلضم شضرف وان عضدمه نقصضان .فضأين قضولهم :إنضه
عاشق ومعشوق لن له البهاء الكمل والجمال التم وأي جمال لوجود بسضضيط
ل ماهية له ول حقيقة ول خبر لضضه ممضضا يجضضري فضضي العضضالم ول ممضضا يلضضزم ذاتضضه
ويصدر منه وأي نقصان في عالم الله يزيد على هذا بلغ الفلسفة هذا المبلضضغ!
وليتعجب العاقل من طائفة يتعمقون في المعقولت بزعمهضضم ثضضم ينتهضضي آخضضر
نظرهم إلى أن رب الرباب ومسبب السباب ل علم له أصضل ً بمضضا يجضضري فضضي
العالم .وأي فرق بينه وبين الميت إل في علمه بنفسضضه وأي كمضضال فضضي علمضضه
بنفسه مع جهله بغيره وهذا مذهب تغني صورته فضضي الفتضضضاح عضضن الطنضضاب
واليضاح.
الذات غير العلم بالذات كما في النسان ثم يقضضال لهضضؤلء :لضضم تتخلصضضوا عضضن
الكثرة مع اقتحام هذه المخازي أيضا ً فإنا نقول :علمه بذاته عين ذاتضضه أو غيضضر
ذاته .فإن قلتم :إنه غيره فقد جاءت الكثرة وإن قلتم :إنضضه عينضضه فمضضا الفصضضل
بينكم وبين قائل :إن علم النسان بذاته عين ذاته وهو حماقضضة إذ يعقضضل وجضضود
ذاته في حالة هو فيها غافضل عضن ذاتضه ثضم تضضزول غفلتضه ويتنبضضه لضذاته فيكضضون
شعوره بذاته غير ذاته ل محالة .قولهم :النسان قد يطرى عليه العلم فيكضضون
غيره فإن قلتم :إن النسان قد يخلوا عضن العلضضم بضذاته فيطضضرى عليضه فيكضضون
غيره ل محالة .قولنا :يقدر طريان الذات فنقول :الغيريضضة ل تعضضرف بالطريضضان
والمقارنة فإن عين الشيء ل يجوز أن يطرى علضضى الشضضيء وغيضضر الشضضيء إذا
قارن الشيء لم يصر هو هو ولم يخرج عضن كضضونه غيضضرًا .فبضضأن كضان الول لضضم
يزل عالما ً بذاته ل يدل على أن علمه بضضذاته عيضضن ذاتضضه ويتسضضع الضضوهم لتقضضدير
الذات ثم طريان الشعور .ولو كان هضضو الضضذات بعينضضه لمضضا تصضضور هضضذا التضضوهم.
قولهم :ذاته عقل وعلم ...فإن قيل :ذاته عقل وعلم فليضضس لضضه ذات ثضضم علضضم
قائم به .قولنا :يردون الله إلى حقائق الغراض! ...قلنا :الحماقة ظاهرة فضضي
هذا الكلم فإن العلم صفة وعرض يستدعي موصوفا ً وقضضول القضضائل :هضضو فضضي
ذاته عقل وعلم كقوله :هو قدرة وإرادة وهو قائم بنفسضضه .ولضضو قيضضل :بضضه فهضضو
كقول القائل في سواد وبياض :إنه قائم بنفسه وفي كمية وتربيع وتثليث :إنضضه
قائم بنفسضه .وكضذى فضي كضل العضراض .وبضالطريق الضذي يسضتحيل أن تقضوم
صفات الجسام بنفسها دون جسم هو غير الصفات بعين ذلضضك الطريضضق يعلضضم
أن صفات الحياء من العلضضم والحيضضاة والقضضدرة والرادة أيضضا ً ل تقضضوم بنفسضضها
وإنمضضا تقضضوم بضضذات .فالحيضضاة تقضضوم بالضضذات فيكضضون حيضضاته بهضضا وكضضذلك سضضائر
الصضضفات .فضإذن لضضم يقنعضوا بسضلب الول سضضائر الصضضفات ول بسضلبه الحقيقضضة
والماهيضضة حضضتى سضضلبوه أيضضضا ً القيضضام بنفسضضه وردوه إلضضى حقضضائق العضضراض
والصفات التي ل قوام لها بنفسها ... .ول يقيمون الدليل علضضى كضضونه عالم ضًا...
وسنبين ذلك على أنا سنبين بعد هضضذا عجزهضضم عضضن إقامضضة الضضدليل علضضى كضضونه
عالما ً بنفسه وبغيره في مسألة مفردة .مسألة في إبطضضال قضضولهم أن الول ل
يجوز أن يشارك غيره في جنس ويفارقه بفصل وأنضضه ل يتطضضرق إليضضه انقسضضام
في حق العقل بالجنس رأيهضضم وقضضد اتفقضضوا علضضى هضضذا وبنضضوا عليضضه أنضضه إذا لضضم
يشارك غيره بمعنى جنسي لم ينفصل عنه بمعنى فصلي فلم يكضضن لضضه حضضد إذ
الحد ينتظم من الجنس والفصل وما ل تركيب فيه فل حد لضضه .وهضضذا نضضوع مضضن
التركيب .وزعموا أن قول القائل :أنه يساوي المعلول الول في كونه موجودا ً
وجوهرا ً وعلة لغيضضره ويبضضاينه بشضيء آخضضر ل محالضضة فليضضس هضضذا مشضاركة فضضي
الجنس بل هو مشاركة في لزم عام .في الجنس وفرق بيضضن الجنضضس واللزم
في الحقيقة وإن لضم يفترقضا فضي العمضوم علضى مضا عضرف فضي المنطضق فضإن
الجنس الذاتي هو العام المقول في جواب ما هو ويضضدخل فضضي ماهيضضة الشضضيء
المحدود ويكون مقوما ً لذاته .فكون النسضضان حي ضا ً داخضضل فضضي ماهيضضة النسضضان
أعني الحيوانية فكان جنسضًا .وكضضونه مولضضودا ً ومخلوقضا ً لزم لضضه ل يفضضارقه قضضط
ولكنه ليس داخل ً في الماهية .وإن كان لزما ً عاما ً ويعرف ذلضضك فضضي المنطضضق
معرفضضة ل يتمضضارى فيهضضا .قضضولهم :إن الوجضضود ل يضضدخل فضضي ماهيضضة الشضضياء...
وزعموا أن الوجود ل يدخل قط في ماهية الشياء بل هو مضاف إلى الماهية:
إمضضا لزمضضا ً ل يفضضارق كالسضضماء أو واردا ً بعضضد أن لضضم يكضضن كالشضضياء الحادثضضة
فالمشاركة في الوجود ليس مشاركة في الجنس ... .ول يضضدخل فيهضضا " كضضونه
علة " ...وأما مشاركته في كونه علة لغيره كسضضائر العلضضل فهضضو مشضضاركة فضضي
إضافة لزمة ل تدخل أيضا ً في الماهية فضضإن المبدئيضضة والوجضضود ل يقضضوم واحضضد
منهمضضا الضضذات بضضل يلزمضضان الضضذات بعضضد تقضضوم الضضذات بضضأجزاء مضضاهيته .فليضضس
المشاركة فيضضه إل مشضضاركة فضضي لزم عضضام يتبضضع الضضذات لزومضضه ل فضضي جنضضس.
ولذلك ل تحضضد الشضضياء إل بالمقومضضات فضضإن حضضدث بضضاللوازم كضضان ذلضضك رسضضما ً
للتمييز ل لتصوير حقيقة الشيء .فل يقال في حضضد المثلضضث إنضضه الضضذي تسضضاوي
زواياه القائمتين وإن كان ذلك لزما ً عاما ً لكل مثلث بل يقال إنه شكل يحيضضط
به ثلثة أضلع ... .ول يدخل فيها كونه جوهرًا ...وكضضذلك المشضضاركة فضضي كضضونه
جوهرا ً فإن معنضى كضونه جضوهرا ً أنضه موجضود ل فضي موضضوع والموجضود ليضس
بجنس .فبأن يضاف إليه أمر سلبي وهو أنضضه ل فضضي موضضضوع فل يصضضير جنس ضا ً
مقوما ً بل لو أضيف إليه إيجابه وقيل موجود في موضوع لضم يصضضر جنسضا ً فضضي
العرض وهذا لن من عرف الجوهر بحده الذي هو كالرسم له وهو أنه موجضضود
ل في موضوع فليس يعرف كونه موجودا ً فضل ً أن يعرف أنه في موضوع أو ل
في موضوع بل معنى قولنا في رسم الجوهر أنه الموجضود ل فضي موضضوع أي
أنه حقيقة ما إذا وجد وجد ل في موضوع .ولسنا نعني بضه أنضه موجضود بالفعضل
حالة التحديد فليس المشاركة فيه مشاركة في جنس ... .بل الوجود الضضواجب
هو للول ل لغيره بضضل المشضضاركة فضضي مقومضضات الماهيضضة هضضي المشضضاركة فضضي
الجنس المحوج إلى المباينة بعده بالفصل وليضضس للول ماهيضضة سضضوى الوجضضود
الواجب .فالوجود الواجب طبيعة حقيقية وماهية فضضي نفسضضه هضضو لضضه ل لغيضضره.
وإذا لم يكن وجوب الوجود إل له لضم يشضارك غيضره فلضم ينفصضل عنضه بفصضل
نوعي فلم يكن له حد .قولنا :المطالبة فهذا تفهيم مذهبهم .والكلم عليضضه مضن
وجهين :مطالبة وإبطال .أما المطالبة فهو أن يقال :هذا حكايضضة المضضذهب فبضضم
عرفتم استحالة ذلك في حق الول حتى بنيتم عليضضه نفضضي التثنيضضة إذ قلتضضم :إن
الثاني ينبغي أن يشاركه في شيء ويباينه في شيء والذي فيه ما يشضضارك بضضه
وما يباين به فهضضو أبطلنضضا إمكضضان الضضتركيب فضضي الول فنقضضول :هضضذا النضضوع مضضن
التركيب من أين عرفتم استحالته ول دليل عليه إل قولكم المحكي عنكم فضضي
نفي الصفات وهو أن المركب من الجنس والفصل مجتمع من أجزاء فإن كان
يصح لواحد من الجزاء أو الجملة وجود دون الخر فهو واجب الوجود دون مضضا
عداه وإن كان ل يصضضح للجضضزاء وجضضود دون المجتمضضع ول للمجتمضضع وجضضود دون
الجزاء فالكل معلول محتاج .وقد تكلمنا عليه في الصفات وبينا أن ذلك ليس
بمحال فضضي قطضضع تسلسضضل العلضضل والبرهضضان لضضم يضضدل علضضى قطضضع التسلسضضل.
البرهان ل يدل إل على قطع التسلسل فقط فأما العظائم التي اخترعوها فضضي
لزوم اتصاف واجب الوجود به فلم يدل عليه دليل .فإن كان واجب الوجود مضضا
وصفوه به وهو أنه ل يكون فيه كثرة فل يحتاج في قوامه إلى غيضضره فل دليضضل
إذن على إثبات واجب الوجود وإنما الدليل دل على قطع التسلسل فقط وهذا
قد فرغنا منه في الصفات .ليس بين الجنس والفصل مباينة تامة وهو في هذا
النضضوع أظهضضر فضضإن انقسضضام الشضضيء إلضضى الجنضضس والفصضضل ليضضس كانقسضضام
الموصوف إلى ذات وصفة فإن الصفة غير الذات والذات غيضضر الصضضفة والنضضوع
ليس غير الجنس من كل وجه فمهما ذكرنا النوع فقد ذكرنضضا الجنضضس وزيضضادة.
وإذا ذكرنا النسان فلم نذكر إل الحيضضوان مضضع زيضضادة نطضضق .فقضضول القضضائل :إن
النسانية هل تستغني عضضن الحيوانيضضة كقضضوله :إن النسضضانية هضضل تسضضتغني عضضن
نفسها إذا انضم إليها شيء آخر فهذا أبعد عن الكثرة من الصفة والموصضضوف.
إن لم تكن المباينة في الفصل ...ومضضن أي وجضضه يسضضتحيل أن تنقطضضع سلسضضلة
المعلضضولت علضضى علضضتين إحضضديهما علضضة السضضموات والخضضرى علضضة العناصضضر أو
أحدهما علة العقول والخر علة الجسام كلها ويكضضون بينهمضضا مباينضضة ومفارقضضة
في المعنى كما بين الحمرة والحرارة في محل واحد فإنهما يتباينضضان بضضالمعنى
من غير أن نفرض في الحمرة تركيبا ً جنسيا ً وفصليا ً بحيث يقبل النفصضضال بضضل
إن كان فيه كثرة فهضضو نضضوع كضضثرة ل يقضضدح فضضي وحضضدة الضضذات .فمضضن أي وجضضه
يستحيل هذا في العلل وبهذا يتبين عجزهم عن نفي إلهين صانعين.
إما أن يكون هذا شرطا ً فضي وجضوب الوجضود وإمضا أن ل يكضضون ول يصضح فضي
الحالين فإن قيل :إنما يستحيل هذا من حيث أن ما به من المباينة بين الذاتين
إن كان شضضرطا ً فضي وجضضوب الوجضضود فينبغضضي أن يوجضضد لكضضل واجضضب وجضضود فل
يتباينان وإن لم يكن هذا شرطا ً ول الخر شرطا ً فكل ما ل يشترط في وجوب
الوجود فوجوده مستغنى عنه ويتم وجوب الوجضضود بغيضضره .قلنضا :هضذا عيضن مضضا
ذكرتموه في الصفات وقد تكلمنا عليه .ومنشأ التلضضبيس فضضي جميضضع ذلضضك فضضي
لفظ واجب الوجود فليطرح فإنا ل نسلم أن الدليل يضدل علضى واجضضب الوجضضود
إن لم يكن المراد به موجود ل فاعل لضضه قضضديم وإن كضضان المضضراد هضضذا فليضضترك
لفظ واجب الوجود وليبين أن موجودا ً ل علة له ول فاعل يستحيل فيضضه التعضضدد
والتباين ول يقوم عليه دليل .بعض التباين هو شرط في " كضضون " اللضضون لون ضا ً
فيبقى قولهم :إن ذلك هل هو شرط في أن ل يكون له علة فهضضو هضضوس فضضإن
ما ل علة له قد بينا أنه ل يعلل كونه ل علة له حتى يطلب شرطه أو هو كقول
القائل :إن السوادية هل هي شرط في كون اللون لونا ً فإن كان شضضرطا ً فلضضم
كان الحمرة لونا ً فيقال :أما في حقيقته فل يشترط واحضضد منهمضضا أعنضضي ثبضضوت
حقيقة اللونية في العقل وأما في وجوده فالشرط أحدهما ل بعينه أي ل يمكن
جنس في الوجود إل وله فصل .فكذلك من يثبت علتين ويقطع التسلسل بهما
فيقول :يتباينان بفصل وأحد الفصضضول شضضرط الوجضضود ل محالضضة ولكضضن ل علضضى
التعين .قولهم :وجوب الوجود كوجود اللونية ل كماهيته فضضإن قيضضل :هضضذا يجضضوز
في اللون فإن له وجودا ً مضافا ً إلى الماهية زائدا ً على الماهيضضة ول يجضضوز فضضي
واجب الوجود إذ ليس له إل وجوب الوجضضود وليضضس ثضم ماهيضضة يضضاف الوجضضود
إليها .وكما أن فصل السواد وفصل الحمرة ل يشترط للونية في كونهضضا لونيضضة
إنما يشترط في وجودها الحاصل بعلة فكذلك ينبغي أن ل يشترط في الوجود
الواجب فإن الوجود الضضواجب للول كاللونيضضة للضضون ل كضضالوجود المضضضاف إلضضى
اللونيضضة .قولنضضا :كل وسضضيأتي الكلم عضضن المضضر قلنضضا :ل نسضضلم بضضل لضضه حقيقضضة
موصوفة بالوجود على ما سنبينه في المسألة التي بعده .وقضضولهم :إنضضه وجضضود
بل ماهية خارج عن المعقول .ورجع حاصل الكلم إلى انهضضم بنضضوا نفضضي التثنيضضة
على نفي التركيب الجنسضضي والفصضضلي ثضضم بنضضوا ذاك علضضى نفضضي الماهيضضة وراء
الوجود فمهما أبطلنضا الخيضضر الوجضضود فمهمضا أبطلنضا الخيضضر الضضذي هضضو أسضضاس
السضضاس بطضضل عليهضضم الكضضل وهضضو بنيضضان ضضضعيف الثبضضوت قريضضب مضضن بيضضوت
العنكبوت .العقلية مشتركة بين الول والمعلول الول المسلك الثضضاني اللضضزام
وهو أنا نقول :إن لم يكن الوجود والجوهرية والمبدئية جنسا ً لنه ليضضس مقضضول ً
في جواب ما هو فالول عندكم عقل مجضرد كمضا أن سضائر العقضول الضتي هضي
المبادئ للوجود المسمى بالملئكة عنضضدهم الضضتي هضضي معلومضضات الول عقضضول
مجردة عن المواد فهذه الحقيقضضة تشضضمل الول ومعلضضوله الول فضضإن المعلضضول
الول أيضا ً بسيط ل تركيب في ذاته إل من حيث لوازمه وهما مشضضتركان فضضي
أن كل واحد عقضضل مجضضرد عضضن المضضادة وهضضذه حقيقضضة جنسضضية .فليضضس العقليضضة
المجردة للذات من اللوازم بل هي الماهية وهذه الماهية مشضضتركة بيضضن الول
وسائر العقول .فإن لم يباينها بشيء آخر فقد عقلتضضم اثنينيضضة مضضن غيضضر مباينضضة
وإن باينها فما به المباينة غير ما به المشاركة والعقلية .وهذه المشضضاركة هضضي
في ذات كليهما والمشاركة فيها مشاركة في الحقيقية فإن الول عقل نفسضضه
وعقل غيره عند من يرى ذلك من حيث أنه في ذاته عقضضل مجضضرد عضضن المضضادة
وكذى المعلضضول الول وهضضو العقضضل الول الضضذي أبضضدعه اللضضه مضن غيضضر واسضضطة
مشارك في هذا المعنى والدليل عليضضه أن العقضضول الضضتي هضضي معلضضولت أنضضواع
مختلفة وإنما اشتراكها في العقلية وافتراقها بفصول سوى ذلك وكضضذلك الول
شارك جميعها في العقليضضة فهضضم فيضضه بيضضن نقضضض القاعضضدة أو المصضضير إلضى أن
العقلية ليست مقومة للذات وكلهما محالن عندهم.
مسألة في إبطال قولهم إن وجود الول بسيط أي هو وجود محض ول ماهيضضة
ول حقيقضضة يضضضاف الوجضضود إليهضضا بضضل الوجضضود الضضواجب لضضه كالماهيضضة المطالبضضة
بالدليل والكلم عليه من وجهين :الول المطالبضضة بالضضدليل فيقضضال :بضضم عرفتضضم
ذلك أبضرورة أو نظر وليس بضروري فل بد من ذكضضر طريضضق النظضضر .قضضولهم:
يكون الوجود الواجب معلول ً وهو محال فإن قيل :لنه لو كان له ماهيضضة لكضضان
الوجود مضافا ً إليها وتابعا ً لها ولزما ً لها والتابع معلول فيكون الوجود الضضواجب
معلول ً وهو متناقض .قولنا :هو محال إذا لم يكن له علضضة فاعليضضة فنقضول :هضضذا
رجوع إلى منبع التلبيس في إطلق لفظ الوجود الواجب فإنا نقول :له حقيقضضة
وماهية وتلك الحقيقة موجودة أي ليست معدومة منفية ووجودها مضاف إليها
وإن أحبوا أن يسموه تابعا ً ولزما ً فل مشاحة في السامي بعد أن يعرف أنه ل
فاعل للوجود بل لم يزل هذا الوجود قديما ً مضضن غيضضر علضضة فاعليضضة .فضضإن عنضضوا
بالتابع والمعلول أن له علة فاعلية فليس كذلك وإن عنوا غيره فهو مسضضلم ول
استحالة فيه إذ الدليل لم يدل إل على قطضضع تسلسضضل العلضضل وقطعضضه قضضولهم:
تكون الماهية سببا ً فاعل ً فإن قيل :فتكون الماهية سببا ً للوجود الذي هضضو تضضابع
ل .قولنا :أي أنه ل يستغنى عنضضه قلنضضا :الماهيضضة له فيكون الوجود معلول ً ومفعو ً
في الشياء الحادثة ل تكون سببا ً للوجود فكيف في القضضديم إن عنضضوا بالسضضبب
الفاعل له وإن عنوا به وجها ً آخضضر وهضضو أنضضه ل يسضضتغنى عنضضه فليكضضن كضضذلك فل
استحالة فيه إنمضضا السضضتحالة فضضي تسلسضضل العلضضل فضضإذا انقطضضع فقضضد انضضدفعت
الستحالة وما عدى ذلك لم تعرف استحالته فل بد من برهان على اسضضتحالته.
وكل براهينهم تحكمات مبناها على أخذ لفظ واجب الوجضضود بمعنضى لضضه لضضوازم
وتسلم أن الدليل قضضد دل علضضى واجضضب الوجضضود بضضالنعت الضضذي وصضضفوه وليضضس
كذلك كما سبق .من الضلل أن يقال :إن كل ماهية موجودة فمتكثرة
وعلى الجملة دليلهم في هذا يرجع إلى دليل نفضضي الصضضفات ونفضضي النقسضضام
الجنسي والفصلي إل أنضضه أغمضضض وأضضضعف لن هضضذه الكضضثرة ل ترجضضع إل إلضضى
مجرد اللفظ وإل فالعقل يتسع لتقدير ماهية واحدة موجودة وهو يقولون :كضضل
ماهية موجودة فمتكثرة إذ فيه ماهية ووجود .وهذا غاية الضلل فضضإن الموجضضود
الواحد معقول بكل حضال ول موجضود إل ولضضه حقيقضة ووجضود الحقيقضة ل ينفضضي
الوحدة .وجود بل ماهية ول حقيقة غير معقول المسضضلك الثضضاني هضضو أن نقضضول:
وجود بل ماهية ول حقيقة غير معقول وكما ل نعقل عدما ً مرسضضل ً إل بالضضضافة
إلى موجود يقدر عدمه فل نعقل وجود مرسل ً إل بالضافة إلى حقيقة معينة ل
سيما إذا تبين ذاتا ً واحدة فكيف يتعيضضن واحضضدا ً متميضضزا ً عضضن غيضضره بضضالمعنى ول
حقيقة له فإن نفي الماهية نفي للحقيقة وإذا نفى حقيقضضة الموجضضود لضم يعقضضل
الوجود فكأنهم قالوا :وجود ول موجضضود وهضضو متنضضاقض .ل يعقضضل فضضي المعلضضول
نفي الماهية من الوجود ويدل عليه أنه لو كان هذا معقول ً لجاز أن يكضضون فضضي
المعلولت وجود ل حقيقة له يشارك الول فضضي كضضونه ل حقيقضضة ول ماهيضضة لضضه
ويباينه في أن له علة والول ل علة له فلم ل يتصور هذا في المعلضضولت وهضضل
له سبب إل أنه غير معقول في نفسه وما ل يعقل في نفسه فبأن ينفي علتضضه
ل يصير معقضضول ً ومضضا يعقضضل فبضضأن يقضضدر لضضه علضضة ل يخضضرج عضضن كضضونه معقضضو ً
ل.
والتناهي إلى هذا الحد غاية ظلماتهم فقضضد ظنضضوا أنهضضم ينزهضضون فيمضضا يقولضضون
فانتهى كلمهم إلى النفي المجرد فإن نفي الماهية نفضضي قضضولهم :مضضاهيته هضضي
أنه واجضضب فضضإن قيضضل :حقيقتضضه أنضضه واجضضب وهضضو الماهيضضة .قولنضا :الوجضضود غيضضر
المعلول ل يستغني عن الماهيضة قلنضا :ول معنضى للضواجب إل نفضي العلضة وهضو
سلب ل يتقوم به حقيقة ذات ونفي العلضضة عضضن الحقيقضضة لزم الحقيقضضة فلتكضضن
الحقيقة معقولة حضضتى توصضضف بضضأنه ل علضضة لهضضا ول يتصضضور عضضدمها إذ ل معنضضى
للوجوب إل هذا .على أن الوجوب إن زاد على الوجود فقد جاءت الكضضثرة وإن
لم يزد فكيف يكون هو الماهية والوجود ليس بماهية فكذى ما ل يزيد عليه.
مسألة في تعجيزهم عن إقامة الدليل على أن الول ليس بجسم قولنضضا :ومضضا
المر إذا كان الول جسما ً قديما ً فنقول :هذا إنما يستقيم لمن يرى أن الجسم
حادث من حيث أنه ل يخلوا عن الحوادث وكل حادث فيفتقر إلى محدث .فأما
أنتم إذا عقلتم جسما ً قديما ً ل أول لوجوده مع أنه ل يخلوا عن قولهم :الول ل
يقبل القسمة والجسم ل يكضضون إل مركبضا ً فضضإن قيضضل :لن الجسضضم ل يكضضون إل
مركبا ً منقسما ً إلى جزئين بالكمية وإلى الهيولى والصضورة بالقسضضمة المعنويضضة
وإلى أوصاف يختص بهضا ل محالضة حضتى يبضاين سضائر الجسضام وإل فالجسضام
متساوية في أنها أجسام وواجب الوجود واحد ل يقبل القسضمة بهضذه الوجضوه.
قولنا :أبطلنا هذا فيما سبق قلنا :وقد أبطلنا هذا عليكم وبينا أنضضه ل دليضل لكضضم
عليه سوى أن المجتمع إذا افتقر بعض أجزائه إلضضى البعضض كضان معلضضو ً
ل .وقضضد
تكلمنا عليه وبينا أنه إذا لم يبعد تقدير موجود ل موجد له لم يبعد تقدير مركب
ل مركب له وتقدير موجودات ل موجد لها إذ نفي العدد والتثنية بنيتمضضوه علضضى
نفي التركيب ونفي التركيب على نفي الماهية سوى الوجود وما هضضو السضضاس
الخير فقد استأصلناه وبينا تحكمكم فيه.
قولهم الجسم بل نفس ل يكون فاعل ً وإن كان له نفس فنفسه علة لضضه فضضإن
قيل :الجسم إن لم يكن له نفس ل يكون فاعل ً وإن كان له نفس فنفسه علة
له فل يكون قولنا :كل قلنا :نفسنا ليس علضضة لوجضضود جسضضمنا ول نفضضس الفلضضك
بمجردها علة لوجود جسمه عندكم بل همضضا يوجضضدان بعلضضة سضضواهما فضضإذا جضضاز
وجودهما قديما ً جاز أن ل يكون لهما علة .قولهم :كيف اتفضضق اجتماعهمضضا فضإن
قيل :كيف اتفق اجتماع النفس والجسضضم قولنضضا :ومضضا المضضانع إذا كانضضا قضضديمين
قلنا :هو كقول القائل :كيف اتفق وجود الول فيقال :هضضذا سضضؤال عضضن حضضادث
فأما ما لم يزل موجودا ً فل يقال كيف اتفضضق .فكضضذلك الجسضضم ونفسضضه إذا لضضم
يزل كل واحد موجودا ً لم يبعد أن يكضضون صضضانعا ً قضضولهم :لن الجسضضم ل يخلضضق
غيره والنفس ل تخلق إل بواسطة الجسم فإن قيل :لن الجسم من حيث أنضضه
جسم ل يخلق غيره والنفس المتعلقة بالجسم ل تفعل إل بواسطة الجسم ول
يكون الجسم واسطة للنفس في خلق الجسام ول في إبداع النفوس وأشضضياء
ل تناسب الجسام .قولنا :هذا أمر ل يدل عليضضه برهضضان قلنضضا :ولضضم ل يجضضوز أن
يكون في النفوس نفس تختضضص بخاصضضية تتهيضضأ بهضضا لن توجضضد الجسضضام وغيضضر
الجسام منها فاستحالة ذلك ل يعرف ضرورة ول برهان يدل عليضضه إل أنضضه لضضم
نشاهد من هذه الجسام المشاهدة وعدم المشضضاهدة ل يضضدل علضضى السضضتحالة
فقد أضافوا إلى الموجود الول بما ل يضاف إلى موجود أصل ً ولم نشاهد مضضن
غيره وعدم المشاهدة من غيره ل يدل على استحالته منضضه فكضضذى فضضي نفضضس
الجسم والجسم .قولهم :الجسم يقدر بمقدار فضضإن قيضضل :الجسضضم القصضضى أو
الشمس أو ما قدر من الجسام فهو متقدر بمقدار يجوز أن يزيد عليه وينقص
ل .قولنضا:منه فيفتقر اختصاصه بذلك المقدار الجائز إلى مخصص فل يكضون أو ً
وهذا المقدار يكون على حسب نظام الكل قلنا :بم تنكرون علضضى مضضن يقضضول:
إن ذلك الجسم يكون على مقدار يجب أن يكون عليه لنظضضام الكضضل ولضضو كضضان
أصغر منه أو أكبر لم يجضضز كمضضا أنكضضم قلتضضم :إن المعلضضول الول يفيضضض الجضضرم
القصى منه متقدرا ً بمقدار وسائر المقادير بالنسضضبة إلضضى ذات المعلضضول الول
متساوية ولكن تعين بعض المقادير لكون النظضضام متعلق ضا ً بضضه فضضوجب المقضضدار
الذي وقع ولم يجضضز خلفضضه فكضضذى إذا قضضدر غيضضر معلضضول .قولنضضا إذا أثبتضضم مبضضدأ
للتخصيص اضطررتم إلى تجويز التخصيص بغير علة بل لو أثبتوا في المعلضضول
الول الذي هو علة الجرم القصى عندهم مبدأ للتخصضضيص مثضضل إرادة مثل ً لضضم
ينقطع السؤال إذ يقال :ولضضم أراد هضضذا المقضضدار دون غيضضره كمضا ألزمضضوه علضى
المسلمين في إضافتهم الشياء إلى الرادة القديمة وقد قلبنا عليهم ذلك فضضي
تعين جهة حركة السماء وفي تعين نقطتي القطبين.
فليطلق ذلك على غير المعلول أيضا ً فإذا بان أنهم مضطرون إلى تجويز تميز
الشيء عن مثله في الوقوع بعلة فتجويزه بغير علة كتجويزه بعلضضة إذ ل فضضرق
بين أن يتوجه السؤال في نفس الشيء فيقال :لم اختص بهذا القدر وبيضضن أن
يتوجه في العلة فيقال :ولضضم خصصضضه بهضضذا القضضدر عضضن مثلضضه فضضإن أمكضضن دفضضع
السؤال عن العلة بأن هذا المقدار ليس مثل غيره إذ النظضضام مرتبضضط بضضه دون
غيره أمكن دفع السؤال عن نفس الشيء ولم يفتقر إلى علة وهضضذا ل مخضضرج
عنه فإن هذا المقدار المعين الواقع إن كان مثل الذي لم يقع فالسؤال متوجه
أنه كيف ميز الشضضيء عضضن مثلضضه خصوص ضا ً علضضى أصضضلهم وهضضم ينكضضرون الرادة
المميزة وإن لم يكن مثل ً له فل يثبت الجواز بل يقال :وقع كضضذلك قضضديما ً كمضضا
وقعت العلة القديمة بزعمهم .راجع ما سبق وليستمد النضضاظر فضضي هضضذا الكلم
مما أوردناه لهم من توجيه السؤال في الرادة القديمة وقلبنا ذلك عليهم فضضي
نقطة القطب وجهة حركة الفلك .الخاتمة وتبين بهذا أن من ل يصدق بحضضدوث
الجسام فل يقدر على إقامة دليل على أن الول ليس بجسم أص ً
ل.
في إمكان الله أن يخلق لنا مثل هذا العلم وقولهم :من ضرورة إثبضضات العلضضم
بالكون الن والنقضاء بعده تغير فليس بمسلم فمن أين عرفضضوا ذلضضك بضضل لضضو
خلق الله لنا علما ً بقدوم زيد غدا ً عنضضد طلضضوع الشضضمس وأدام هضضذا العلضضم ولضضم
يخلق لنا علما ً آخر ول غفلة عن هذا العلم لكنضا عنضد طلضوع الشضمس عضالمين
بمجرد العلم السابق بقدومه الن وبعده بأنه قدم من قبضضل وكضضان ذلضضك العلضضم
الواحد الباقي كافيا ً في الحاطة بهذه الحوال الثلثة .اعتراضهم فيبقى قولهم:
إن الضافة إلى المعلوم المعين داخلة فضضي حقيقتضضه ومهمضضا اختلفضضت الضضضافة
اختلف الشيء الذي الضافة ذاتية لضضه ومهمضضا حصضضل الختلف والتعضضاقب فقضضد
حصل التغير .تقولون بأن اللضه ل يعلضم " النسضان المطلضق " الضخ فنقضول :إن
صح هذا فاسلكوا مسلك إخوانكم مضضن الفلسضضفة حيضضث قضضالوا :إنضضه ل يعلضضم إل
نفسه وإن علمضه بضذاته عيضن ذاتضه لنضه لضو علضم النسضان المطلضضق والحيضوان
المطلق والجماد المطلق وهذه مختلفات ل محالة فالضافات إليهضضا تختلضضف ل
محالة فل يصلح العلم الواحد لن يكون علما ً بالمختلفات لن المضاف مختلف
والضضضافة مختلفضضة والضضضافة إلضضى المعلضضوم ذاتيضضة للعلضضم فيضضوجب ذلضضك تعضضددا ً
واختلفا ً ل تعددا ً فقط مع التماثل إذ المتماثلت ما يسضضد بعضضضها مسضضد البعضضض
والعلم بالحيوان ل يسد مسد العلم بالجماد ول العلم بالبياض يسد مسد العلم
بالسواد فهما مختلفان ... .فكم بالحرى بهذا المر ثم هذه النضضواع والجنضضاس
والعوارض الكلية ل نهاية لها وهضي مختلفضة .فضالعلوم المختلفضة كيضضف تنطضضوي
تحت علم واحد ثم ذلك العلم هو ذات العالم من غير مزيد عليه وليت شضضعري
كيف يستجير العاقل من نفسه أن يحيضضل التحضضاد فضضي العلضضم بالشضضيء الواحضضد
المنقسم أحواله إلى الماضي والمستقبل والن وهو ل يحيل التحاد في العلضضم
المتعلق بجميع الجناس والنضضواع المختلفضضة والختلف والتباعضضد بيضن الجنضاس
والنضضواع المتباعضضدة أشضضد مضضن الختلف الواقضضع بيضضن أحضضوال الشضضيء الواحضضد
المنقسم بانقسام الزمان وإذا لم يوجب ذلك تعددا ً واختلفا ً كيضف يضوجب هضذا
تعددا ً واختلفا ً ومهما ثبت بالبرهان أن اختلف الزمضضان دون اختلف الجنضضاس
والنواع وأن ذلك لم يوجب التعدد والختلف فهذا أيضا ً ل يوجب الختلف وإذا
لم يوجب الختلف جاز الحاطة بالكضضل بعلضضم واحضضد دائم فضضي الزل والبضضد ول
يوجب ذلك تغيرا ً في ذات العالم .هل تعقلون قضديما ً متغيضرا ً العضتراض الثضاني
هو أن يقال :وما المانع على أصلكم من أن يعلم هذه المور الجزئية وإن كان
يتغير وهل اعتقدتم أن هذا النوع من التغير ل يستحيل عليه كما ذهب جهم من
المعتزلة إلى أن علومه بالحوادث حادثة وكما اعتقد الكرامية من عند آخرهضضم
أنه محل الحوادث ولم ينكر جماهير أهل الحق عليهم إل من حيث أن المتغيضضر
ل يخلوا عن التغير وما ل يخلوا عن التغير والحوادث فهو حادث وليس بقضضديم.
وأما أنتم فمذهبكم أن العالم قديم وأنه ل يخلوا عن التغير .قولهم يكون العلم
حادثا ً إما من جهته أو من جهة غيره والحال أنه محال في الحضضالين فضإن قيضضل:
إنما أحلنا ذلك لن العلم الحادث في ذاته ل يخلوا إما أن يحضضدث مضضن جهتضضه أو
من جهة غيره وباطل أن يحدث منه فإنا بينا أن القديم ل يصدر منه حضادث ول
يصير فاعل ً بعد أن لم يكن فاعل ً فإنه يضضوجب تغيضضرا ً وقضضد قررنضضاه فضضي مسضضألة
حدث العالم وإن حصل ذلك في ذاته من جهة غيره فكيف يكون غيضضره مضضؤثرا ً
فيه ومغيرا ً له حتى تتغير أحضضواله علضضى سضضبيل التسضضخر والضضضطرار مضضن جهضضة
غيره قولنا :عليكم أل ترفضوا الحال الول ...قلنا :كل واحد من القسمين غير
محال على أصلكم .أما قولكم :إنه يستحيل أن يصدر من القضضديم حضضادث قفضضد
أبطلناه في تلك المسألة .كيف وعندكم يستحيل أن يصدر مضن القضديم حضادث
هو أول الحوادث فشرط استحالته كضضونه أول ً وإل فهضضذه الحضضوادث ليسضضت لهضضا
أسباب حادثة إلى غير نهاية بضضل تنتهضضي بواسضضطة الحركضضة الدوريضضة إلضضى شضضيء
قديم هو نفس الفلك وحياته .فالنفس الفلكية قديمة والحركة الدوريضضة تحضضدث
منها وكل جزء من أجزاء الحركة يحدث وينقضي ومضضا بعضضده متجضضدد ل محالضضة.
فإذن الحوادث صادرة من القديم عندكم ولكن إذ تشابه أحوال القضديم تشضابه
فيضان الحوادث منه على الضضدوام كمضضا يتشضضابه أحضضوال الحركضضة لمضضا أن كضضانت
تصدر من قديم متشابه الحوال .فاسضضتبان أن كضضل فريضضق منهضضم معضضترف بضضأنه
يجوز صدور حادث من قديم إذا كضضانت تصضضدر علضضى التناسضضب والضضدوام فلتكضضن
العلوم الحادثة من هذا القبيل.
...ول الحال الثاني :وذلك ل للزوم التغير ...وأما القسضضم الثضضاني وهضضو صضضدور
هذا العلم فيه من غيره فنقول :ولم يستحيل ذلك عنضضدكم وليضضس فيضه إل ثلثضضة
أمور :أحدها التغير وقد بينا لزومه على أصلكم ... .ول لحدوث التغير من جهة
غيره ...والثاني كون الغير سضببا ً لتغيضر الغيضر وهضو غيضر محضال عنضدكم فليكضن
حضدوث الشضيء سضببا ً لحضدوث العلضم بضه كمضا أنكضم تقولضون :تمثضل الشضخص
المتلضضون بضإزاء الحدقضة الباصضرة سضضبب لنطبضضاع مثضال الشضخص فضي الطبقضة
الجليدية من الحدقة عند توسط الهواء المشضضف بيضضن الحدقضضة والمبصضضر .فضضإذا
جاز أن يكون جماد سببا ً لنطباع الصورة في الحدقة وهو معنضضى البصضضار فلضضم
يستحيل أن يكون حدوث الحوادث سضضببا ً لحصضضول علضضم الول بهضضا فضضإن القضضوة
الباصرة كما أنها مستعدة للدراك ويكون حصول الشخص المتلون مع ارتفضضاع
الحواجز سببا ً لحصول الدراك فليكن ذات المبدأ الول عندكم مستعدا ً لقبضضول
العلم ويخرج من القوة إلى الفعل بوجود ذلضضك الحضضادث .فضضإن كضضان فيضضه تغيضضر
القديم فالقديم المتغير عندكم غير مستحيل وإن زعمتم أن ذلك يستحيل فضضي
واجب الوجود فليس لكم علضى إثبضضات واجضب الوجضود دليضل إل قطضع سلسضضلة
العلضضل والمعلضضولت كمضضا سضضبق .وقضضد بينضضا أن قطضضع التسلسضضل ممكضضن بقضضديم
متغير ... .ول " لتسخر " القديم والمضضر الثضضالث الضضذي يتضضضمنه هضضذا هضضو كضضون
القديم متغيرا ً بغيره وإن ذلك يشبه التسخر واستيلء الغير عليضضه فيقضضال :ولضضم
يستحيل عندكم هذا وهو أن يكون هو سببا ً لحدوث الحوادث بوسائط ثم يكون
حدوث الحوادث سببا ً لحصول العلم له بها فكأنه هو السبب في تحصيل العلم
لنفسه ولكن بالوسائط.
تقولون إن ما يصدر من الله يصور علضضى سضضبيل اللضضزوم والطبضضع وقضضولكم إن
ذلك يشبه التسخر فليكن كذلك فإنه لئق بأصلكم إذ زعمتم أن ما يصضضدر مضضن
الله يصدر على سبيل اللزوم والطبع ول قدرة له على أن ل يفعل .وهذا أيضضا ً
يشبه نوعا ً من قولهم :كماله فضي أن يكضون مصضدر الكضل فضإن قيضل :إن ذلضك
ليس باضطرار لن كماله في أن يكون مصدرا ً لجميع الشضياء .قولنضا ...:وفضي
أن يعلم الكل فهذا ليس بتسخر فإن كمضضاله فضضي أن يعلضضم جميضضع الشضضياء ولضضو
حصل لنا علم مقارن لكل حادث لكان ذلك كمال ً لنا ل نقصانا ً وتسخرًا .فليكن
كذلك في حقه .مسألة في تعجيزهم عن إقامة الدليل على أن السماء حيوان
مطيع لله تعالى بحركته الدورية قولهم وقد قضضالوا إن السضضماء حيضضوان وإن لضضه
نفسا ً نسبته إلى بدن السماء كنسبة نفوسنا إلى أبداننا وكما أن أبداننا تتحضضرك
بالرادة نحو أغراضها بتحريك النفس فكضذى السضموات وإن غضرض السضموات
بحركتها الذاتية عبادة رب العالمين على وجه سنذكره.
ل ينكضر إمكضانه ومضذهبهم فضي هضذه المسضألة ممضا ل ينكضر إمكضانه ول يضدعى
استحالته فإن الله قادر على أن يخلق الحياة في كضضل جسضضم فل كضضبر الجسضضم
يمنع من كونه حيا ً ول كونه مسضضتديرا ً فضضإن الشضضكل المخصضضوص ليضضس شضضرطا ً
للحياة إذ الحيوانات مع اختلف أشكالها مشتركة فضضي قبضضول الحيضضاة .ولكضضن ل
يعرف بدليل العقل ولكنا ندعى عجزهم عن معرفة ذلك بدليل العقل وإن هذا
إن كان صحيحا ً فل يطلع عليه إل النبياء بإلهام من الله أو وحي وقياس العقل
ليس يدل عليه .نعم ل يبعد أن يتعرف مثل ذلك بدليل إن وجد الدليل وسضضاعد
ولكنا نقول مضضا أوردوه دليل ً ل يصضضلح إل لفضضادة ظضضن فأمضضا أن يفيضضد قطعضا ً فل.
الضلل في قولهم بأن السماء متحرك وخبالهم فيه أن قالوا :السماء متحضضرك
وهذه مقدمة حسية .وكل جسم متحرك فله محرك وهذه مقدمة عقلية إذ لضضو
كان الجسم يتحرك لكونه جسما ً لكان كل جسم متحركًا .كضل متحضضرك إمضا أن
يكون قسريا ً أو طبيعيا ً أو إراديا ً وكضضل محضضرك فإمضضا أن يكضضون منبعثضا ً عضضن ذات
المتحرك كالطبيعة في حركة الحجر إلى أسضضفل والرادة فضضي حركضضة الحيضضوان
مع القدرة وإما أن يكون المحضضرك خارج ضا ً ولكضضن يحضضرك علضضى طريضضق القسضضر
كدفع الحجر إلى فوق .وكل ما يتحرك بمعنى في ذاته فإمضضا أن ل يشضضعر ذلضضك
الشيء بالحركة ونحن نسميه طبيعة كحركة الحجر إلى أسفل وإمضا أن يشضعر
به ونحن نسميه إراديا ً ونفسانيا ً فصضضارت الحركضضة بهضضذه التقسضيمات الحاصضرة
الدائرة بين النفي والثبات إما قسرية طبيعيضضة وإمضضا طبيعيضضة وإمضضا إراديضضة وإذا
بطل قسمان تعين الثالث.
ً ً
ول يمكن أن يكون قسريا ول يمكن أن يكون قسريا لن المحرك القاسر إمضضا
جسم آخر يتحرك بالرادة أو بالقسر وينتهي ل محالة إلضضى إرادة ومهمضضا أثبضضت
في أجسام السموات متحرك بالرادة فقد حصل الغرض فأي فائدة في وضضضع
حركات قسضضرية وبضالخرة ل بضضد مضن الرجضوع إلضى الرادة وإمضا أن يقضال :إنضه
يتحرك بالقسر والله هو المحرك بغير واسطة وهو محال لنه لو تحرك به من
حيث أنضضه جسضضم وأنضضه خضضالقه للضضزم أن يتحضضرك كضضل جسضضم فل بضضد وأن تختضضص
الحركة بصفة به يتميضضز عضضن غيضضره مضضن الجسضضام وتلضضك الصضضفة هضضي المحضضرك
القريب إما بالرادة أو الطبع .ول يمكن أن يقضضال إن اللضضه يحركضضه بضضالرادة لن
إرادته تناسب الجسام نسبة واحدة فلم استعد هضضذا الجسضضم علضضى الخصضضوص
لن يراد تحريكه دون غيره ول يمكن أن يكون ذلك جزافا ً فإن ذلك محال كمضضا
سبق في مسألة حدث العالم وإذا ثبت أن هضضذا الجسضضم ينبغضضي أن يكضضون فيضضه
صفة هو مبدأ الحركة بطل القسم الول وهو تقضضدير الحركضضة القسضضرية .ول أن
يكون طبيعيا ً لنه يعود إلى المكان المهضضروب عنضضه .فهضضو إذا إراديضا ً فيبقضضى أن
يقال :هي طبيعية وهو غير ممكضضن لن الطبيعضضة بمجردهضضا قضضط ل تكضضون سضضببا ً
للحركة لن معنى الحركة هرب من مكان وطلب لمكان آخضضر فالمكضضان الضضذي
فيه الجسم إن كان ملئما ً له فل يتحرك عنه ولهضضذا ل يتحضضرك زق مملضضوء مضضن
الهواء على وجه الماء وإذا غمس في الماء تحرك إلضى وجضه المضاء فضإنه وجضد
المكان الملئم فسكن والطبيعة قائمة ولكن إن نقل إلى مكان ل يلئمه هرب
منه إلى الملئم كما هرب من وسط الماء إلى حيز الهواء .والحركة الدورية ل
يتصور أن تكون طبيعية لن كل وضع وأين يفرض الهرب منضضه فهضضو عضضائد إليضضه
والمهروب عنه بالطبع ل يكون مطلوب ضا ً بضضالطبع ولضضذلك ل ينصضضرف زق الهضضواء
إلى باطن الماء ول الحجضضر ينصضضرف بعضضد السضضتقرار علضضى الرض فيعضضود إلضضى
الهوى .فلم يبق إل القسم الثالث وهي الحركة الرادية.
العتراض هناك ثلث احتمالت أخرى العتراض هو أنا نقول :نحن نقرر ثلضضث
احتمالت سوى مذهبكم ل برهان على بطلنها .الول أن يقدر حركضضة السضضماء
قهرا ً لجسم آخر مريد لحركتها يديرها على الضضدوام وذلضضك الجسضضم المحضضرك ل
يكون كرة ول يكون محيطا ً فل يكون سماء فيبطضضل قضضولهم إن حركضضة السضضماء
إرادية وإن السماء حيوان .وهذا الذي ذكرناه ممكن وليس في دفعه إل مجضضرد
استبعاد .أو تكون بإرادة الله الثاني هو أن يقال الحركة قسرية ومبضضدؤها إرادة
الله فإنا نقول :حركة الحجر إلى أسفل أيضا ً قسري يحدث بخلق الله الحركضضة
فيه وكذى القول في سائر حركات الجسام التي ليست حيوانيضضة .والعضضتراض
على الرادة قد أبطلناه فيبقى اسضضتبعادهم أن الرادة لضضم اختصضضت بضضه وسضضائر
الجسضضام تشضضاركها فضضي الجسضضمية فقضضد بينضضا أن الرادة القديمضضة مضضن شضضأنها
تخصيص الشيء عن مثله وأنهم مضطرون إلضى إثبضضات صضضفة هضضذا شضضأنها فضي
تعيين جهة الحركضضة الدوريضضة وفضضي تعييضضن موضضضع القطضضب والنقطضضة فل نعيضضده
والقول الوجيز إن ما استبعدوه في اختصاص الجسم بتعلق الرادة به من غير
تميز بصفة ينقلب عليهم في تميزه بتلك الصفة فإنضضا نقضضول :ولضضم تميضضز جسضضم
السماء بتلك الصفة التي بها فارق غيره من الجسضضام وسضضائر الجسضضام أيض ضا ً
أجسام فلم حصل فيه ما لم يحصل فضضي غيضضره فضضإن علضضل ذلضضك بصضضفة أخضضرى
توجه السؤال في الصفة الخرى وهكذى يتسلسل إلى غيضضر نهايضضة فيضضضطرون
بالخرة إلى التحكم في الرادة وأن في المبضضادئ مضضا يميضضز الشضضيء عضضن مثلضضه
ويخصصه بصفة عن أمثاله.
أو تكون بالطبع وبدون أن تشعر ل لطلب المكان ول للهرب منضضه الثضضالث هضضو
أن يسلم أن السماء اختص بصفة تلك الصفة مبدأ الحركة كمضضا اعتقضضدوه فضضي
هوى الحجر إلى أسضضفل إل أنضضه ل يشضضعر بضضه كضضالحجر .وقضضولهم :إن المطلضضوب
بالطبع ل يكون مهروبضا ً عنضه بضالطبع فتلضبيس لنضه ليضس ثضم أمضاكن متفاصضلة
بالعدد عنضضدهم بضضل الجسضضم واحضضد والحركضضة الدوريضضة واحضضدة فل للجسضضم جضضزء
بالفعل ول للحركة جضضزء بالفعضضل وإنمضضا يتجضضزى بضضالوهم فليسضضت تلضضك الحركضضة
لطلب المكان ول للهرب من المكان .فيمكن أن يخلق جسم وفي ذاته معنضضى
يقتضي حركة دورية وتكون الحركة نفسها مقتضى ذلك المعنى ل أن مقتضضضى
المعنى طلب المكان ثم تكون حركة للوصول إليه .الحركة نفس المقتضضضى ل
لطلب مكان وقولكم :إن كل حركة فهو لطلضضب مكضضان أو هضضرب منضضه إذا كضضان
ضروريا ً فكأنكم جعلتضضم طلضضب المكضضان مقتضضضى الطبضضع وجعلتضضم الحركضضة غيضضر
مقصودة في نفسها بضضل وسضيلة إليضضه ونحضضن نقضول :ل يبعضضد أن تكضون الحركضضة
نفس المقتضى ل لطلب مكان فما الذي يحيل ذلك الخلصضضة فاسضضتبان أن مضضا
ذكروه إن ظن أنه أغلب من احتمال آخر فل يتيقن قطعا ً انتفاء غيره .فضضالحكم
على السماء بأنه حيوان تحكم محض ل مستند له.
مسألة في إبطال ما ذكروه من الغرض المحرك للسضضماء قضضولهم إن السضضماء
متقرب إلى الله وقد قالوا :إن السماء مطيع لله بحركته ومتقرب إليه لن كل
حركة بالرادة فهو لغرض إذ ل يتصور أن يصدر الفعل والحركة من حيضضوان إل
إذا كان الفعل أولى به من الترك وإل فلضضو اسضضتوى الفعضضل والضضترك لمضضا تصضضور
الفعل .في الكمال ثم التقرب إلى الله ليس معناه طلضضب الرضضضا والحضضذر مضن
السخط فإن الله يتقدس عن السخط والرضا وإن أطلق هضضذه اللفضضاظ فعلضضى
سبيل المجاز يكني بهضضا عضضن إرادة العقضضاب وإرادة الثضضواب ول يجضضوز أن يكضضون
التقرب بطلب القرب منه في المكان فإنه محضضال فل يبقضضى إل طلضضب القضضرب
في الصفات فإن الوجود الكمضضل وجضضوده وكضضل وجضضود فبالضضضافة إلضضى وجضضوده
ناقص وللنقصان درجات وتفاوت فالملك أقرب إليه صفة ل مكانا ً وهو المضضراد
بالملئكة المقربيضن أي الجضواهر العقليضة الضتي ل تتغيضر ول تفنضى ول تسضتحيل
وتعلم الشياء على ما هضضي عليضضه والنسضضان كلمضضا ازداد قرب ضا ً مضضن الملضضك فضضي
الصفات ازداد قربا ً من الله ومنتهى طبقة الدميين التشبه بالملئكة.
الملئكة المقربون كمالهم ل يزداد وإذا ثبت أن هذا معنضضى التقضضرب إلضضى اللضضه
وأنه يرجع إلى طلب القرب منه في الصفات وذلك للدمي بضضأن يعلضضم حقضضائق
الشياء وبأن يبقى بقاًء مؤبدا ً على أكمل أحواله الممكن له فضضإن البقضضاء علضضى
الكمال القصى هو الله .والملئكة المقربون كل مضضا يمكضضن لهضضم مضضن الكمضضال
فهو حاضر معهم في الوجود إذ ليس فيهم شيء بالقوة حتى يخرج إلى الفعل
فإذن كمضضالهم فضضي الغايضضة القصضضوى بالضضضافة إلضضى مضضا سضضوى اللضضه .والملئكضضة
السماوية يزداد كمالهم بتحريك السماء ويتشبهون بضضالله والملئكضضة السضضماوية
هي عبارة عن النفوس المحركة للسموات وفيها ما بالقوة وكمالتها منقسضضمة
إلى ما هو بالفعل كالشكل الكري والهيئة وذلك حاضر وإلى ما هو بالقوة وهو
الهيئة في الوضع والين .وما من وضع معين إل وهو ممكن له ولكن ليست له
سائر الوضاع بالفعل فضضإن الجمضضع بيضضن جميعهضضا غيضضر ممكضضن فلمضضا لضضم يمكنهضضا
استيفاء آحاد الوضضاع علضى الضدوام قصضد اسضضتيفاءها بضالنوع فل يضضزال يطلضضب
وضعا ً بعد وضع وأين ضا ً بعضضد أيضضن ول ينقطضضع قضضط هضضذا المكضضان فل تنقطضضع هضضذه
الحركات وإنما قصضضده التشضضبه بالمبضضدأ الول فضضي نيضضل الكمضضال القصضضى علضضى
حسب المكان في حقه وهو معنى طاعة الملئكة السماوية لله.
فإنهم يستوفون كل وضع ممكن فيفيض منه الخير وقد حصل لها التشبه مضضن
وجهين :أحدهما استيفاء كضضل وضضضع ممكضضن لضضه بضالنوع وهضضو المقصضضود بالقصضضد
الول .والثاني ما يترتب على حركته من اختلف النسب في التثليضضث والضضتربيع
والمقارنة والمقابلة واختلف الطوالع بالنسبة إلى الرض فيفيضضض منضضه الخيضضر
على ما تحت فلك القمر ويحصل منه هذه الحوادث كلها فهذا وجضضه اسضضتكمال
النفضضس السضضماوية .وكضضل نفضضس عاقلضضة فمتشضضوقة إلضضى السضضتكمال بضضذاتها.
والعتراض على هذا هو أن في مقدمات هذا الكلم ما يمكن النزاع فيه ولكنضضا
ل نطول به ونعود إلى الغرض الذي عنيتموه آخرا ً ونبطله من وجهين .أحضضدهما
أن طلب الستكمال بالكون في كل أين يمكضن أن يكضون لضه حماقضة ل طاعضة
وما هذا إل كإنسان لم يكن له شغل وقد كفي المؤونة فضضي شضضهواته وحاجضضاته
فقام وهو يدور في بلد أو بيت ويزعم أنه يتقرب إلى الله فضضإنه يسضضتكمل بضضأن
يحصل لنفسه الكون في كل مكان أمكن وزعم أن الكون في الماكن ممكضضن
لي ولست أقدر على الجمع بينها بالعدد فأستوفيه بضضالنوع فضضإن فيضضه اسضضتكمال ً
وتقربا ً فيسفه عقله فيه ويحمل على الحماقة ويقضضال :النتقضضال مضضن حيضضز إلضضى
حيز ومن مكان إلى مكان ليس كمال ً يعتد به أو يتشوف إليه ول فرق بيضضن مضضا
ذكروه وبين هذا.
لماذا ل تختلف الحركة والثاني هو أنا نقول :ما ذكرتموه مضضن الغضضرض حاصضضل
بالحركة المغربية فلم كانت الحركة الولى مشرقية وهل كانت حركضضات الكضضل
إلى جهة واحدة فإن كان فضضي اختلفهضضا غضضرض فهل اختلفضضت بضضالعكس فكضضانت
التي هي مشرقية مغربية والتي هي مغربية مشرقية فإن كل مضضا ذكضضروه مضضن
حصول الحوادث باختلف الحركات من التثليثات والتسديسات وغيرها يحصضضل
بعكسه .وكذى ما ذكروه من استيفاء الوضاع واليون كيف ومن الممكضضن لهضضا
الحركة إلى الجهة الخرى فما بالها ل تتحرك مرة من جانب ومرة مضضن جضضانب
استيفاء لما يمكن لها إن كان في استيفاء كل ممكن كمال هذه المضضور يطلضضع
عليها على سضضبيل اللهضضام ل علضضى سضضبيل السضضتدلل فضضدل أن هضضذه خيضضالت ل
حاصل لها وأن أسرار ملكوت السموات ل يطلضع عليضضه بأمثضضال هضضذه الخيضضالت
وإنمضضا يطلضضع اللضضه عليضضه أنبيضضاءه وأوليضضاءه علضضى سضضبيل اللهضضام ل علضضى سضضبيل
الستدلل ولذلك عجز الفلسفة من عند آخرهم عضضن بيضضان السضضبب فضضي جهضضة
الحركة واختيارها .السضضتكمال بالحركضة -وبهضضذه الحركضة إفاضضضة الخيضضر وقضضال
بعضهم :لما كان استكمالها يحصل بالحركة من أي جهضضة كضضانت وكضضان انتظضضام
الحوادث الرضية يستدعي اختلف حركات وتعين جهات كان الداعي لهضضا إلضضى
أصل الحركة التقرب إلى الله والداعي إلى جهضضة الحركضضة إفاضضضة الخيضضر علضضى
العالم السفلي .قولنا :قد يكون بالسكون وهذا باطل من وجهيضضن .أحضضدهما أن
ذلك إن أمكن أن يتخيضضل فليقضضض بضضأن مقتضضضى طبعضضه السضضكون احضضترازا ً عضضن
الحركضضة والتغيضضر وهضضو التشضضبه بضضالله علضضى التحقيضضق فضضإنه مقضضدس عضضن التغيضضر
والحركة تغير ولكنه اختار الحركة لفاضة الخير فإنه كان ينتفع به غيره وليس
يثقل عليه الحركة وليس تتعبه فما المانع من هذا الخيال أو باختلف الحركات
والثاني أن الحوادث تنبنى على اختلف النسضضب المتولضضدة مضضن اختلف جهضضات
الحركات فلتكن الحركة الولضضى مغربيضضة ومضضا عضضداها مشضضرقية وقضضد حصضضل بضضه
الختلف ويحصل به تفاوت النسب .فلم تعينت جهة واحدة وهضضذه الختلفضضات
ل تستدعي إل أصل الختلف فأما جهة بعينها فليضضس بضضأولى مضضن نقيضضضها فضضي
هذا الغرض .مسألة في إبطال قولهم إن نفوس السموات مطلعة على جميضضع
الجزئيضضات الحادثضضة فضضي هضضذا العضضالم وإن المضضراد بضضاللوح المحفضضوظ نفضضوس
السموات وإن انتقاش جزئيات العالم فيها يضاهي انتقضضاش المحفوظضضات فضضي
القوة الحافظة المودعة في دماغ النسان ل أنه جسم صلب عريضضض مكتضضوب
عليه وإذا لم يكن للمكتوب نهاية لم يكن للمكتوب عليه نهاية ول يتصور جسم
ل نهاية له ول يمكن خطوط ل نهاية لها على جسم ول يمكن تعريضضف أشضضياء ل
نهاية لها بخطوط معضضدودة .مضضذهبهم وقضضد زعمضضوا أن الملئكضضة السضضماوية هضضي
نفوس السموات وأن الملئكة الكرويين المقربين هي العقول المجضضردة الضضتي
هي جواهر قائمة بأنفسها ل تتحيز ول تتصرف في الجسضضام وأن هضضذه الصضضور
الجزئيضضة تفيضضض علضضى النفضضوس السضضماوية منهضضا وهضضي أشضضرف مضضن الملئكضضة
السماوية لنها مفيدة وهي مستفيدة والمفيد أشرف من المستفيد ولذلك عبر
عن الشرف بالقلم فقال تعالى :علم بالقلم لنه كالنقاش المفيد مثل المعلم
وشبه المستفيد باللوح .هذا مذهبهم.
هو محال فنطالبهم بالدليل عليه والنزاع في هذه المسألة يخالف النزاع فيما
قبلها فإن ما ذكروه من قبل ليس محال ً إذ منتهاه كون السماء حيوانا ً متحركضا ً
لغرض وهو ممكن .أما هذه فترجع إلى إثبات علم لمخلوق بالجزئيضات الضتي ل
نهاية لها وهذا ربما يعتقد اسضضتحالته فنطضضالبهم بالضضدليل عليضضه فضضإنه تحكضضم فضضي
نفسه .استدللهم :إرادة الحركة بإرادة دورية جزئية اسضضتدلوا فيضضه بضضأن قضضالوا:
ثبت أن الحركة الدورية إرادية والرادة تتبع المراد والمراد الكلي ل يتوجه إليه
إل إرادة كلية والرادة الكلية ل يصدر منها شيء فإن كل موجود بالفعل معيضن
جزئي والرادة الكلية نسبتها إلى آحاد الجزئيات على وتيضضرة واحضضدة فل يصضضدر
عنها شضضيء جضضزئي بضضل ل بضضد مضضن إرادة جزئيضضة للحركضضة المعينضضة .فهضضي تضضدرك
الجزئيات بإدراك جزئي فللفلك بكل حركة جزئية معينة من نقطة إلضضى نقطضضة
معينة إرادة جزئية لتلك الحركة فلضه ل محالضة تصضور لتلضك الحركضات الجزئيضة
بقوة جسمانية إذ الجزئيات ل تدرك إل بالقوى الجسمانية فإن كل إرادة فمضضن
ضرورتها تصور لذلك المراد أي علم به سواء كان جزئيا ً أو كليًا.
وبالتالي تدرك لوازمها ومهما كان للفلك تصور لجزئيات الحركات وإحاطة بها
أحاط ل محالة بما يلزم منها من اختلف النسضضب مضضع الرض مضضن كضضون بعضضض
أجزائه طالعة وبعضها غاربة وبعضها في وسط سضضماء قضضوم وتحضضت قضضدم قضضوم
وكذلك يعلم ما يلضزم مضن اختلف النسضب الضتي تتجضدد بالحركضة مضن التثليضث
والتسديس والمقابلة والمقارنة إلى غير ذلك من الحوادث السماوية إما بغيضضر
واسطة وإما بواسطة واحدة وإما بوسائط كثيرة .وعلضى الجملضة فكضل حضادث
فله سبب حادث إلضضى أن ينقطضضع التسلسضضل بالرتقضضاء إلضضى الحركضضة السضضماوية
البدية التي بعضها سبب للبعضضض .فضضإذن السضضباب والمسضضببات فضضي سلسضضلتها
تنتهي إلى الحركات الجزئية السماوية فالمتصضضور للحركضضات متصضضور للوازمهضضا
ولوازم لوازمها إلى آخر السلسلة .وبالتالي تدرك كل ما سيحدث فبهذا يطلضضع
على ما يحدث فإن كل ما سيحدث فحضضدوثه واجضضب عضضن علتضضه مهمضضا تحققضضت
العلة .ونحن إنما ل نعلم ما يقع في المستقبل لنا ل نعلضضم جميضضع أسضضبابها ولضضو
علمنضا جميضع السضباب لعلمنضا المسضببات فإنضا مهمضا علمنضا أن النضار سضيلتقي
بالقطن مثل ً في وقت معين فنعلم احضضتراق القطضضن ومهمضضا علمنضضا أن شخص ضا ً
سيأكل فنعلم أنه سيشضضبع وإذا علمنضضا أن شخصضا ً سضضيتخطى الموضضضع الفلنضضي
الذي فيه كنز مغطى بشيء خفيف إذا مشى عليه الماشي تعثر رجلضضه بضضالكنز
وعرفه فنعلم أنه سيستغني بوجود الكنز .ولكن هذه السباب ل نعلمهضضا وربمضضا
نعلم بعضها فيقع لنا حدس بوقوع المسبب فإن عرفنا أغلبها وأكثرها حصل لنا
ظضضن ظضضاهر بضضالوقوع .فلضضو حصضضل لنضضا العلضضم بجميضضع السضضباب لحصضضل بجميضضع
المسببات إل أن السماويات كثيرة ثضضم لهضضا اختلط بضضالحوادث الرضضضية وليضضس
في القوة البشرية الطلع عليضضه ونفضضوس السضضموات مطلعضضة عليهضضا لطلعهضضا
على السبب الول ولوازمها ولوازم لوازمها إلى آخر السلسضضلة .قضضولهم :يضضرى
النائم ما يكون في المستقبل وذلك باتصاله باللوح المحفوظ أي بنفس الفلضضك
ولهذا زعموا :يرى النائم فضضي نضضومه مضضا يكضضون فضضي المسضضتقبل وذلضضك باتصضضاله
باللوح المحفوظ ومطالعته ومهما اطلع على الشيء ربما بقي ذلك بعينه فضضي
حفظه وربما تسارعت القوة المتخيلة إلى محاكاتها فإن من غريزتها محاكاتهضضا
الشياء بأمثلة تناسبها بعض المناسبة أو النتقال منهضضا إلضضى أضضضدادها فينمحضضى
المدرك الحقيقي عن الحفظ ويبقى مثال الخيال في الحفظ فيحتاج إلى تعبير
ما يمثل الخيضضال الرجضضل بشضضجر والزوجضضة بخضضف والخضضادم ببعضضض أوانضضي الضضدار
وحافظ مال البر والصدقات بزيت البذر فضضإن البضضذر سضضبب للسضضراج الضضذي هضضو
سبب الضياء وعلم التعبير يتشعب عن هذا الصضضل .وهضضذا التصضضال مشضضغولون
عنه في يقظتنا بما تورده الحواس وزعموا أن التصال بتلضضك النفضضوس مبضضذول
إذ ليس ثم حجاب ولكنا في يقظتنا مشغولون بما تورده الحضضواس والشضضهوات
علينا فاشتغالنا بهذه المور الحسية صرفنا عنه وإذا سقط عنا في النوم بعض
اشتغال الحواس ظهر به استعداد ما للتصال .والنبي يرى في اليقظة وزعموا
أن النبي مطلع على الغيب بهذا الطريق أيضًا .إل أن القوة النفسية النبوية قد
تقوى قوة ل تستغرقها الحواس الظاهرة فل جرم يرى هو في اليقظة ما يراه
غيره في المنام .ثم القوة الخيالية تمثل له ما رآه وربما يبقضضى الشضضيء بعينضضه
في ذكره وربما يبقى مثاله فيفتقر مثل هذا الوحي إلى التأويل كما يفتقر مثل
ذلك المنام إلى التعبير .ولول أن جميع الكائنات ثابتة في اللوح المحفضضوظ لمضا
عرف النبياء الغيب في يقظة ول منام لكن جف القلم بما هو كضائن إلضى يضوم
القيامة ومعناه هذا الضذي ذكرنضاه .فهضذا مضا أردنضا أن نضورده لتفهيضم مضذهبهم.
جوابنا :ل دليل لكم في هذا عن النبي والجواب أن نقول :بم تنكرون على من
يقول إن النبي يعرف الغيب بتعريف الله على سبيل البتداء وكضضذى مضضن يضضرى
في المنام فإنما يعرفه بتعريف أو بتعريف ملضضك مضضن الملئكضضة فل يحتضضاج إلضضى
شيء مما ذكرتموه فل دليل في هذا ول دليضضل لكضضم فضضي ورود الشضضرع بضضاللوح
والقلم فإن أهل الشرع لم يفهموا مضضن اللضضوح والقلضضم هضضذا المعنضضى قطعضا ً فل
متمسك في الشرعيات يبقي التمسضضك بمسضضالك العقضضول .ومضضا ذكرتمضضوه وإن
اعترف بإمكانه مهما لم يشترط نفي النهاية عضضن هضضذه المعلومضضات فل يعضضرف
وجوده ول يتحقق كونه وإنما السبيل فيه أن يتعرف من الشرع ل من العقل.
وإذا تعدى إلى المستقبل لم يكن له آخر فكيف يعرف تفصيل الجزئيضضات فضضي
الستقبال إلى غير نهاية وكيف يجتمع في نفس مخلوق في حالضضة واحضضدة مضضن
غير تعاقب علوم جزئية مفصلة ل نهاية لعدادها ول غاية لحادها ومن ل يشهد
له عقله باستحالة ذلك فلييأس من عقله .نفس الفلضضك أشضضبه بنفضضس النسضضان
فإن قلبوا هذا علينا في علم الله فليضضس تعلضضق علضضم اللضضه بالتفضضاق بمعلومضضاته
على نحو تعلق العلوم التي هي للمخلوقضضات بضضل مهمضا دار نفضضس الفلضضك دورة
نفس النسان كان مضن قبيضل نفضس النسضان فضضإنه شضضاركه فضضي كضضونه مضضدركا ً
للجزئيات بواسطة فإن لم يلتحق به قطعا ً كضضان الغضضالب علضضى الظضضن أنضضه مضضن
قبيله فإن لم يكن غالبا ً على الظن فهو ممكن والمكان يبطل دعواهم القطضضع
بما قطعوا به .قولهم :إن نفس النسان تدرك جميع الشياء لول انشغالها فإن
قيل :حق النفس النسانية في جوهرهضضا أن تضضدرك أيضضا ً جميضضع الشضضياء ولكضضن
اشتغالها بنتائج الشضهوة والغضضضب والحضضرص والحقضضد والحسضضد والجضوع واللضضم
وبالجملة عوارض البضضدن ومضضا يضضورده الحضضواس عليضضه حضضتى إذا أقبلضضت النفضضس
النسانية على شيء واحد شغلها عن غيره .وأما النفوس الفلكيضضة فبريضضة عضضن
هذه الصفات ل يعتريها شاغل ول يستغرقها هم وألم وإحساس فعرفت جميضضع
الشياء .قولنا :لعل نفس الفلك تنشغل قلنا :وبم عرفتم أنه ل شاغل لها وهل
كضضانت عبادتهضضا واشضضتياقها إلضضى الول مسضضتغرقا ً لهضضا وشضضاغل ً لهضضا عضضن تصضضور
الجزئيات المفصلة أو ما الذي يحيل تقدير مانع آخر سضضوى الغضضضب والشضضهوة
وهذه الموانع المحسوسة ومضضن أيضضن عضضرف انحصضضار المضضانع فضضي القضضدر الضضذي
شاهدناه من أنفسنا وفي العقلء شواغل من علو الهمضضة وطلضضب الرئاسضضة مضضا
يستحيل تصوره عنضضد الطفضضال ول يعتقضضدونها شضضاغل ً ومانعضا ً فمضضن أيضضن يعضضرف
استحالة ما يقوم مقامها فضضي النفضضوس الفلكيضضة هضضذا مضضا أردنضضا أن نضضذكره فضضي
العلوم الملقبة عندهم باللهية.
أما الملقب بالطبيعيات وهي علوم كضضثيرة وصضفها نضذكر أقسضامها ليعضضرف أن
الشرع ليس يقتضي المنازعة فيها ول إنكارها إل فضضي مواضضضع ذكرناهضضا .وهضضي
منقسمة إلى أصول وفروع .وأصولها ثمانية أقسام :أصولها ثمانية الول يضضذكر
فيه ما يلحق الجسم من حيث أنه جسم مضن النقسضضام والحركضضة والتغيضضر ومضا
يلحق الحركة ويتبعه من الزمان والمكان والخلء ويشضضتمل عليضضه كتضضاب سضضمع
الكيان .الثاني يعرف أحوال أقسام أركان العالم التي هي السموات ومضضا فضضي
مقعر فلك القمر من العناصر الربعة وطبائعها وعلة استحقاق كل واحضضد منهضضا
موضعا ً متعينا ً ويشتمل عليه كتاب السماء والعالم .الثالث يعضضرف فيضضه أحضضوال
الكون والفساد والتولد والتوالد والنشوء والبلى والستحالت وكيفيضضة اسضضتبقاء
النضضواع علضضى فسضضاد الشضضخاص بضضالحركتين السضضماويتين الشضضرقية والغربيضضة
ويشتمل عليه كتاب الكون والفساد .الرابع في الحوال التي تعضضرض للعناصضضر
الربعة من المتزاجات التي منها تحدث الثضضار العلويضضة مضضن الغيضضوم والمطضضار
والرعد والبرق والهالة وقوس قزح والصواعق والرياح والزلزل .الخامس في
الجواهر المعدنية .السادس في أحكضضام النبضضات .السضضابع فضضي الحيوانضضات وفيضضه
كتاب طبائع الحيوانات .الثامن في النفس الحيوانية والقوى الدراكة وأن نفس
النسان ل يموت بموت البدن وأنه جوهر روحاني يستحيل عليه الفناء.
وفروعها سبعة أما فروعها فسبعة :الول الطب ومقصوده معرفة مبادئ بدن
النسان وأحواله من الصحة والمرض وأسبابها ودلئلها ليدفع المرض ويحفضضظ
الصحة .الثاني فضضي أحكضضام النجضضوم وهضضو تخميضضن فضضي السضضتدلل مضضن أشضضكال
الكضضواكب وامتزاجاتهضضا علضضى مضضا يكضضون مضضن أحضضوال العضضالم والملضضك والمواليضضد
والسنين .الثالث علم الفراسة وهو استدلل من الخلضضق علضضى الخلق .الرابضضع
التعبير وهو استدلل من المتخيلت الحلمية على ما شاهدته النفس من عضضالم
الغيب فخيلته القوة المتخيلضضة بمثضضال غيضضره .الخضضامس علضضم الطلسضضمات وهضضو
تأليف للقوى السماوية بقوى بعض الجرام الرضية ليأتلف من ذلك قوة تفعل
فعل ً غريب ضا ً فضضي العضضالم الرضضضي .السضضادس علضضم النيرنجضضات وهضضو مضضزج قضضوى
الجواهر الرضية ليحدث منضضه أمضضور غريبضضة .السضضابع علضضم الكيميضضاء ومقصضضوده
تبديل خواص الجواهر المعدنية ليتوصل إلى تحصيل الذهب والفضة بنضضوع مضضن
الحيل .ل نخالفهم شرعا ً في شضضيء منهضضا وليضضس يلضضزم مخضضالفتهم شضضرعا ً فضضي
شيء من هذه العلوم وإنما نخالفهم من جملة هذه العلوم في أربعة مسائل:
نخالفهم في أربعة مسائل الولضضى حكمهضضم بضضأن هضضذا القضضتران المشضضاهد فضضي
الوجود بين السباب والمسببات اقتران تلزم بالضرورة فليضضس فضضي المقضضدور
ول في المكان إيجاد السبب دون المسبب ول وجضضود المسضضبب دون السضضبب.
الثانية قولهم إن النفوس النسانية جواهر قائمة بأنفسها ليسضضت منطبعضضة فضي
الجسم وإن معنى الموت انقطاع علقتها عن البدن بانقطاع التضضدبير وإل فهضضو
قائم بنفسه في كل حضضال .وزعمضضوا أن ذلضضك عضضرف بالبرهضضان العقلضضي .الثالثضضة
قولهم إن هذه النفوس يستحيل عليها العضضدم بضضل هضضي إذا وجضضدت فهضضي أبديضضة
سرمدية ل يتصضضور فناؤهضضا .والرابعضضة قضضولهم :يسضضتحيل رد هضضذه النفضضوس إلضضى
الجساد .المسألة الولى :لثبات المعجزات فقط وإنما يلزم النزاع في الولى
من حيث أنه ينبنى عليها إثبضضات المعجضضزات الخارقضضة للعضضادة مضضن قلضضب العصضضا
ثعبانا ً وإحياء الموتى وشق القمر .ومضضن جعضضل مجضضاري العضضادات لزمضضة لزومضا ً
ضروريا ً أحال جميع ذلك .وأولوا ما في القرآن من إحياء المضضوتى وقضضالوا :أراد
به إزالة موت الجهل بحياة العلضم .وأولضوا تلقضف العصضا سضضحر السضضحرة علضى
إبطال الحجة اللهية الظاهرة علضى يضد موسضضى شضضبهات المنكريضضن وأمضضا شضضق
القمر فربما أنكروا وجوده وزعموا أنه لو يتواتر .قضضولهم :ل تكضضون المعجضضزات
إل في القوة المتخيلة ولم يثبت الفلسفة من المعجزات الخارقضضة للعضادات إل
في ثلثة أمور :أحدها في القوة المتخيلة فإنهم زعموا أنها إذا استولت وقويت
ولم يستغرقها الحواس والشتغال اطلعت على اللوح المحفوظ وانطبضضع فيهضضا
صور الجزئيات الكائنة في المستقبل وذلك في اليقظة للنبياء ولسائر النضضاس
في النوم وفي القوة العقلية لن البعض ينتبهون في أسضضرع الوقضضات وأقربهضضا
الثانية خاصية في القوة العقلية النظريضضة وهضضو راجضضع إلضضى قضضوة الحضضدس وهضضو
سرعة النتقال من معلوم إلى معلوم .فضضرب ذكضضي إذا ذكضضر لضضه المضضدلول تنبضضه
للدليل وإذا ذكر له الدليل تنبه للمدلول من نفسه وبالجملة إذا خطر لضضه الحضضد
الوسط تنبه للنتيجة وإذا حضر في ذهنه حدا النتيجة خطر بباله الحد الوسضضط
الجامع بين طرفي النتيجة .والناس في هذا منقسمون فمنهم من يتنبه بنفسه
ومنهم من يتنبه بأدنى تنبيه ومنهم من ل يدرك مع التنضضبيه إل بتعضضب كضضثير .وإذا
جاز أن ينتهي طرف النقصان إلى من ل حضضدس لضضه أص ضل ً حضضتى ل يتهيضضأ لفهضضم
المعقولت مع التنبيه جاز أن ينتهي طرف القوة والزيضضادة إلضضى أن ينتبضضه لكضضل
المعقولت أو لكثرها وفي أسرع الوقضضات وأقربهضضا .ول سضضيما النضضبي ويختلضضف
ذلك بالكمية في جميضضع المطضضالب أو بعضضها وفضي الكيفيضضة حضتى يتفضضاوت فضضي
السضضرعة والقضضرب .فضضرب نفضضس مقدسضضة صضضافية يسضضتمر حدسضضها فضضي جميضضع
المعقولت وفي أسرع الوقات .فهو النبي الذي له معجزة من القوة النظريضضة
فل يحتاج في المعقولت إلى تعلم بل كأنه يتعلم من نفسه وهو الضضذي وصضضف
بأنه يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور .الثالث القضضوة النفسضضية
العملية وقد تنتهي إلى حد تتأثر بها الطبيعيات وتتسخر .ومثاله أن النفس منضضا
إذا توهم شيئا ً خدمته العضاء والقوى التي فيها فحركت إلى الجهضضة المتخيلضضة
المطلوبة حتى إذا توهم شيئا ً طيب المضذاق تحلبضت أشضداقه وانتهضضت القضوة
الملعبة فياضة باللعاب من معادنها وإذا تصور الوقاع انتهضت القضضوة فنشضضرت
اللة بل إذا مشى على جذع ممدود على فضضضاء طرفضضاه علضضى حضضائطين اشضضتد
توهمه للسقوط فانفعل الجسم بتضضوهمه وسضضقط ولضضو كضضان ذلضضك علضضى الرض
لمشى عليه ولم يسقط وذلك لن الجسام والقوى الجسمانية خلقضضت خادمضضة
مسخرة للنفوس ويختلف ذلك باختلف صفاء النفوس وقوتها.
وقد يكون النفعال حتى في غير البدن فل يبعد أن تبلغ قوة النفضضس إلضضى حضضد
تخدمه القوة الطبيعية في غير بدنه لن نفسه ليست منطبعة فضضي بضضدنه إل أن
له نوع ونزوع وشوق إلى تضضدبيره خلضضق ذلضضك فضضي جبلتضضه فضضإذا جضضاز أن تطيعضضه
أجسام بدنه لم يمتنع أن يطيعه غيره فيتطلع نفسه إلضضى هبضضوب ريضضح أو نضضزول
مطر أو هجوم صاعقة أو تزلزل أرض لتخسف بقضضوم وذلضضك موقضضوف حصضضوله
على حدوث برودة أو سضضخونة أو حركضضة فضضي الهضضواء فيحضضدث فضضي نفسضضه تلضضك
السخونة والبرودة ويتولد منه هذه المور من غير حضور سبب طضضبيعي ظضضاهر
ويكون ذلك معجزة للنبي ولكنه إنما يحصل ذلك في هواء مسضضتعد للقبضضول ول
ينتهي إلى أن ينقلب الخشب حيوان ضا ً وينفلضضق القمضضر الضضذي ل يقبضضل النخضضراق.
قولنا :هذا ل ننكره ولكنا نثبت معجضضزات غيرهضضا يسضضتثنونها فهضضذا مضضذهبهم فضضي
المعجزات ونحن ل ننكر شيئا ً مما ذكضضروه وأن ذلضضك ممضضا يكضضون للنبيضضاء وإنمضضا
ننكر اقتصارهم عليه ومنعهم قلب العصضضا ثعبانضا ً وإحيضضاء المضضوتى وغيضضره فلضضزم
الخوض في هذه المسألة لثبات المعجزات ولمر آخضر وهضو نصضرة مضا أطبضق
عليه المسلمون من أن الله قادر على كل شيء .فلنخض في المقصود.
مسألة القتران بين ما يعتقد في العادة سببا ً وما يعتقد مسببا ً ليضضس ضضروريا ً
القتران بين ما يعتقد في العادة سببا ً وما يعتقد مسببا ً ليس ضروريا ً عندنا بل
كل شيئين ليس هذا ذاك ول ذاك هذا ول إثبات أحدهما متضمن لثبضضات الخضضر
ول نفيه متضمن لنفي الخر فليس من ضرورة وجود أحدهما وجضضود الخضضر ول
من ضرورة عضضدم أحضضدهما عضضدم الخضضر مثضضل الضضري والشضضرب والشضضبع والكضضل
والحتراق ولقاء النار والنور وطلوع الشضضمس والمضضوت وجضضز الرقبضضة والشضضفاء
وشضضرب الضضدواء وإسضضهال البطضضن واسضضتعمال المسضضهل وهلضضم جضضرا إلضضى كضضل
المشاهدات مضضن المقترنضضات فضضي الطضضب والنجضضوم والصضضناعات والحضضرف وإن
اقترانها لمضضا سضضبق مضضن تقضضدير اللضضه سضضبحانه يخلقهضضا علضضى التسضضاوق ل لكضضونه
ضروريا ً في نفسه غير قابل للفرق بل فضضي المقضضدور خلضضق الشضضبع دون الكضضل
وخلق الموت دون جز الرقبة وإدامة الحيضضوة مضضع جضضز الرقبضضة وهلضضم جضضرا إلضضى
جميع المقترنات وأنكر الفلسفة إمكانه وادعوا اسضضتحالته .مثل ً النضضار والقطضضن
والنظر في هذه المور الخارجة عن الحصضر يطضول فلنعيضن مثضال ً واحضدا ً وهضو
الحتراق في القطن مثل ً مع ملقاة النار فإنا نجوز وقوع الملقضضاة بينهمضضا دون
الحتراق ونجوز حدوث انقلب القطن رمضضادا ً محترق ضا ً دون ملقضضاة النضضار وهضضم
ينكرون جوازه .قول الخصم :فاعل الحتراق هو النار فقط وهو فاعل بضضالطبع
وللكلم في المسألة ثلثة مقامات :المقضضام الول أن يضضدعي الخصضضم أن فاعضضل
الحتراق هو النار فقط وهو فاعل بضضالطبع ل بالختيضضار قولنضضا :فاعضضل الحضضتراق
ليس هو النار بل الله وهذا مما ننكره بل نقول :فاعل الحتراق بخلق السضضواد
في القطن والتفرق في أجزائه وجعله حراقا ً أو رمضضادا ً هضضو اللضضه إمضضا بواسضضطة
الملئكة أو بغير واسطة فأما النار وهي جماد فل فعل لها.
وهذا يكون بالحصول عنده ل بالحصول به فما الدليل على أنها الفاعل وليس
له دليل إل مشاهدة حصول الحتراق عند ملقاة النضضار والمشضضاهدة تضضدل علضضى
الحصول عنده ول تدل على الحصول به وأنه ل علة سضضواه إذ ل خلف فضضي أن
انسلك الروح والقوى المدركة والمحركة في نطفة الحيوانات ليس يتولد عن
الطبضضائع المحصضضورة فضي الحضضرارة والضبرودة والرطوبضة واليبوسضضة ول أن الب
فاعل ابنه بإيداع النطفة في الرحم ول هو فاعل حيوته وبصره وسمعه وسائر
المعاني التي هي فيه ومعلوم أنها موجودة عنده ولم نقل أنها موجودة به بضضل
وجودها من جهة الول إما بغير واسطة وإما بواسطة الملئكة الموكلين بهضضذه
المور الحادثة وهذا مما يقطع بضضه الفلسضضفة القضضائلون بالصضضانع والكلم معهضضم
فقد تبين أن الوجود عند الشيء ل يدل على أنه موجود بضضه .فضضالكمه إذا بصضضر
فجأة ورأى اللوان ل يعلم أن نور الشمس هو السبب في انطباعها في بصره
بل نبين هذا بمثال وهو أن الكمه لو كضان فضي عينضضه غشضضاوة ولضم يسضمع مضن
الناس الفرق بين الليل والنهار لضضو انكشضضفت الغشضضاوة عضضن عينضضه نهضضارا ً وفتضضح
أجفانه فرأى اللوان ظن أن الدراك الحاصل في عينضضه لصضضور اللضضوان فضضاعله
فتح البصر وأنه مهما كان بصره سليما ً ومفتوحا ً والحجضضاب مرتفع ضا ً والشضضخص
المقابل متلونا ً فيلزم ل محالة أن يبصر ول يعقضل أن ل يبصضضر حضضتى إذا غربضضت
الشمس وأظلم الهواء علم أن نور الشمس هضضو السضضبب فضضي انطبضضاع اللضضوان
في بصره .فمن أين يأمن الخصم أن يكون في المبادئ للوجود علل وأسضضباب
يفيض منها الحوادث عند حصول ملقاة بينها إل أنها ثابتة ليست تنعدم ول هي
أجسام متحركة فتغيب ولو انعدمت أو غضضابت لدركنضضا التفرقضضة وفهمنضضا أن ثضضم
سضضببا ً وراء مضضا شضضاهدناه وهضضذا ل مخضضرج منضضه علضضى قيضضاس أصضضلهم .وواهضضب
الصور !...ولهذا اتفق محققوهم على أن هذه العراض والحوادث التي تحصل
عند وقوع الملقاة بين الجسام وعلى الجملة عند اختلف نسضضبها إنمضضا تفيضضض
من عند واهب الصور وهو ملك أو ملئكة حضضتى قضالوا :انطبضضاع صضضورة اللضضوان
فضي العيضضن يحصضضل مضن جهضضة واهضضب الصضضور وإنمضضا طلضضوع الشضضمس والحدقضضة
السضضليمة والجسضضم المتلضضون معضضدات ومهيئات لقبضضول المحضضل هضضذه الصضضورة
وطردوا هذا في كل حادث وبهذا يبطل دعوى من يدعي أن النار هي الفاعلضضة
للحتراق والخبز هو الفاعل للشبع والدواء هو الفاعضضل للصضضحة إلضضى غيضضر ذلضضك
من السباب.
العلم بحدوث الممكن يجوز للنبي ل للعامي بل يجوز أن يعلم نبي من النبياء
بالطرق التي ذكرتموها أن فلنا ً ل يقدم من سفره غدا ً وقدومه ممكضضن ولكضضن
يعلم عدم وقوع ذلك الممكن بل كما ينظر إلى العامي فيعلم أنضضه ليضضس يعلضضم
الغيب في أمر من المور ول يدرك المعقولت من غير تعلم ومع ذلك فل ينكر
أن تتقوى نفسه وحدسه بحيث يدرك ما يدركه النبياء على ما اعترفوا بإمكانه
ولكن يعلمون أن ذلك لم يقع فإن خرق الله العادة بإيقاعهضضا فضضي زمضضان خضضرق
العادات فيها انسلت هذه العلوم عن القلوب ولم يخلقها .فل مانع إذن من أن
يكون الشيء ممكنا ً في مقدورات الله ويكون قد جرى في سابق علمه أنه ل
يفعله مع إمكانه في بعض الوقات ويخلق لنا العلم بأنه ليس يفعله فضضي ذلضضك
الوقت فليس في هذا الكلم إل تشنيع محض .إن الله يغير صفة النار أو صضضفة
إبراهيم المسلك الثاني وفيه الخلص من هضضذه التشضضنيعات وهضضو أن نسضضلم أن
النار خلقت خلقة إذا لقاها قطنتان متماثلتان أحرقتهما ولضضم تفضضرق بينهمضضا إذا
تماثلتا من كل وجه ولكنا مع هذا نجوز أن يلقى نبي فضي النضار فل يحضترق إمضا
بتغيير صفة النار أو بتغيير صفة النبي فيحدث من اللضضه أو مضضن الملئكضضة صضضفة
في النار يقصر سخونتها على جسمها بحيضضث ل تتعضضداه فيبقضضى معهضا سضضخونتها
وتكون على صورة النار وحقيقتها ولكضضن ل تتعضضدى سضضخونتها وأثرهضضا أو يحضضدث
في بدن الشخص صفة ول يخرجه عن كونه لحما ً وعظما ً فيدفع أثر النار.
من يطلي نفسه بالطلق ل يتأثر بالنار فإنا نرى من يطلي نفسضضه بضضالطلق ثضضم
يقعد في تنور موقدة ول يتأثر به .والذي لم يشاهد ذلك ينكره .فإنكار الخصضضم
اشتمال القدرة على إثبات صفة مضضن الصضضفات فضضي النضضار أو فضضي البضضدن يمنضضع
الحتراق كإنكار من لضضم يشضضاهد الطلضضق وأثضضره .وفضضي مقضضدورات اللضضه غضضرائب
وعجائب ونحن لم إن الله يغير الشياء في وقت أقرب مما عهضضد فيضضه وكضضذلك
إحياء الميت وقلب العصا ثعبانا ً يمكن بهذا الطريق وهو أن المادة قابلضضة لكضضل
شيء فالتراب وسضضائر العناصضضر يسضضتحيل نباتضا ً ثضضم النبضضات يسضضتحيل عنضضد أكضضل
الحيوان دما ً ثم الدم يستحيل منيا ً ثم المني ينصب في الرحم فيتخلضضق حيوان ضا ً
وهذا بحكم العادة واقع في زمان متطضضاول فلضضم يحيضضل الخصضضم أن يكضضون فضضي
مقدور الله أن يدير المادة في هذه الطوار في وقت أقرب مما عهد فيه وإذا
جاز في وقت أقرب فل ضبط للقل فتستعجل هذه القوى في عملها ويحصضضل
به ما هو معجزة النبي .اعتراض :أيصدر هنا من نفس النبي أم من مبضضدأ آخضضر
فإن قيل :وهذا يصدر من نفس النبي أو من مبدأ آخر من المبادئ عند اقتراح
النبي .قولنا :من الله لثبات النبوة قلنا :وما سلمتموه من جواز نزول المطار
والصواعق وتزلزل الرض بقضضوة نفضضس النضضبي يحصضضل منضضه أو مضضن مبضضدأ آخضضر.
فقولنا في هذا كقولكم في ذاك والولى بنا وبكم إضافة ذلك إلى الله إما بغير
واسطة أو بواسطة الملئكة .ولكضضن وقضضت اسضضتحقاق حصضضولها انصضضراف همضضة
النبي إليه وتعين نظام الخير في ظهوره لستمرار نظام الشضضرع فيكضضون ذلضضك
مرجحا ً جهة الوجود ويكون الشيء في نفسه ممكنا ً والمبدأ بضضه سضضمحا ً جضضوادا ً
ولكن ل يفيض منه إل إذا ترجحت الحاجة إلى وجوده وصار الخيضضر متعين ضا ً فيضضه
ول يصير الخير متعينا ً فيه إل إذا احتاج نبي في إثبات نبوته إليه لفاضة الخير.
هذا لئق بمساق كلمهم ولزم لهم فهذا كله لئق بمساق كلمهضضم ولزم لهضضم
مهما فتحوا باب الختصاص للنبي بخاصية تخالف عادة الناس فإن مقادير ذلك
الختصاص ل ينضبط في العقل إمكانه فلم يجب معه التكذيب لما تضضواتر نقلضضه
وورد الشرع بتصديقه .تقبل الصضور مختلفضة بسضبب اختلف السضتعداد وعلضى
الجملة لما كان ل يقبل صورة الحيوان إل النطفة وإنما تفيض القوى الحيوانية
عليها من الملئكة التي هي مبادي الموجضضودات عنضضدهم ولضضم يتخلضضق قضضط مضضن
نطفة النسان إل إنسان ومن نطفة الفضضرس إل فضضرس مضضن حيضضث أن حصضضوله
من الفرس أوجب ترجيحا ً لمناسبة صورة الفرس على سائر الصور فلم يقبل
إل الصورة المترجحة بهذا الطريق ولذلك لم ينبت قط من الشضضعير حنطضضة ول
من بذر الكمثرى تفاح .ثم رأينا أجناسا ً مضضن الحيوانضضات تتولضضد مضضن الضضتراب ول
تتوالد قط كالديدان ومنها ما يتولد ويتوالد جميعا ً كالفار والحية والعقرب وكان
تولدها من التراب ويختلف استعدادها لقبول الصور بأمور غابت عنا ولضضم يكضضن
في القوة البشرية الطلع عليها إذ ليس تفيضضض الصضضور عنضضدهم مضضن الملئكضضة
بالتشهي ول جزافا ً بل ل يفيض على كضضل محضضل إل مضضا تعيضضن قبضضوله لضضه بكضضونه
مستعدا ً في نفسه والستعدادات مختلفة ومبادئها عندهم امتزاجات الكضضواكب
واختلف نسب الجرام العلوية في حركاتها.
مبادىء الستعدادات فيها غضضرائب وعجضضائب فقضضد انفتضضح مضضن هضضذا أن مبضضادىء
الستعدادات فيها غرائب وعجائب حضضتى توصضضل أربضضاب الطلسضضمات مضضن علضضم
خواص الجواهر المعدنية وعلم النجوم إلضضى مضضزج القضضوى السضضماوية بضضالخواص
المعدنية فاتخذوا أشكال ً من هذه الرضضضية وطلبضضوا لهضضا طالع ضا ً مخصوص ضا ً مضضن
الطوالع وأحدثوا بها أمورا ً غريبة في العالم فربما دفعوا الحيضضة والعقضضرب عضضن
بلد والبق عن بلد إلى غير ذلك من أمور تعرف من علم الطلسضضمات .لمضاذا ل
يحصل هذا في أقرب زمان فتكون معجزة فإذا خرجضضت عضضن الضضضبط مبضضادىء
الستعدادات ولم نقف على كنهها ولم يكن لنا سضضبيل إلضى حصضضرها فمضن أيضضن
نعلم استحالة حصول الستعداد في بعض الجسام للستحالة في الطوار فضضي
أقرب زمان حتى يستعد لقبول صورة ما كان يستعد لها من قبل وينتهض ذلك
معجزة ما إنكار هذا إل لضيق الحوصلة والنس بالموجودات العاليضضة والضضذهول
عن أسرار الله سبحانه في الخلقة والفطرة ومن استقرأ عجضضائب العلضضوم لضضم
يستبعد من قدرة اللضضه مضضا يحكضضى مضضن معجضضزات النبيضضاء بحضضال مضضن الحضضوال.
اعتراض :إذا حددتم المحال هكضضذا فضضإن قيضضل :فنحضضن نسضضاعدكم علضضى أن كضضل
ممكن مقدور لله وأنتم تسضضاعدون علضضى أن كضضل محضضال فليضضس بمقضضدور ومضضن
الشياء ما يعرف استحالتها ومنها ما يعرف إمكانها ومنهضضا مضضا يقضضف العقضضل فل
يقضي فيه باستحالة ول إمكان .فالن ما حضضد المحضضال عنضضدكم فضضإن رجضضع إلضضى
الجمع بين النفي والثبات في شيء واحد فقولوا إن كل شيئين ليس هذا ذاك
ول ذاك هذا فل يستدعي وجضضود أحضضدهما وجضضود الخضضر فضضالله قضضادر علضضى خلضضق
المحال وقولوا إن الله يقدر على خلق إرادة من غير علم بالمراد وخلضضق علضضم
من غير حيوة ويقضدر علضضى أن يحضضرك يضضد ميضت ويقعضده ويكتضب بيضضد مجلضدات
ويتعاطى صناعات وهو مفتوح العين محدق بصره نحوه ولكنه ل يرى ول حيوة
فيه ول قدرة له عليه وإنمضضا هضضذه الفعضضال المنظومضضة يخلقهضضا اللضضه تعضضالى مضضع
تحريك يده والحركة مضضن جهضة اللضضه وبتجضضويز هضضذا يبطضضل الفضضرق بيضضن الحركضضة
الختيارية وبين الرعضضدة فل يضضدل الفعضضل المحكضضم علضضى العلضضم ول علضضى قضضدرة
الفاعل .وعلى قلضب الجنضاس وينبغضي أن يقضدر علضى قلضب الجنضاس فيقلضب
الجوهر عرضا ً ويقلب العلم قدرة والسواد بياض ضا ً والصضضوت رائحضضة كمضضا اقتضضدر
على قلب الجماد حيوانا ً والحجر ذهبضا ً ويلضزم عليضه أيضضا ً مضن المحضالت مضا ل
حصر له .جوابنضضا :ل والجضضواب أن المحضضال غيضضر مقضضدور عليضضه والمحضضال إثبضضات
الشيء مع نفيه أو إثبات الخص مع نفي العم أو إثبات الثنين مع نفي الواحد
وما ل يرجع إلى هذا فليس بمحال وما ليس بمحال فهو مقدور.
المحال أن يجمع بين السواد والبياض وأن يكون الشخص في مكضضانين ...الضضخ
أما الجمع بين السواد والبياض فمحال لنا ل نفهضضم مضن إثبضضات صضورة السضواد
في المحل نفي هيئة البياض ووجود السواد فإذا صار نفي البياض مفهوما ً مضضن
ل .وإنمضضا ل يجضضوز كضضون الشضضخص إثبات السواد كان إثبات البياض مع نفيه محا ً
في مكانين لنا نفهم من كونه في البيت عدم كونه في غيضضر الضضبيت فل يمكضضن
تقديره في غير البيت مع كونه في البيت المفهم لنفيه عن غير البيت .وكذلك
نفهم من الرادة طلب معلوم فإن فرض طلب ول علضضم لضضم تكضضن إرادة فكضضان
فيه نفي ما فهمناه .والجماد يستحيل أن يخلق فيه العلم لنا نفهم من الجمضضاد
ما ل يدرك فإن خلق فيه إدراك فتسميته جمادا ً بالمعنى الضضذي فهمنضضاه محضضال
وإن لم يدرك فتسميته الحادث علما ً ول يدرك به محله شيئا ً محال فهضضذا وجضضه
استحالته .إن الله ل يقدر على قلب الجناس لعدم وجود مادة مشضضتركة وأمضضا
قلب الجناس فقد قال بعض المتكلمين أنه مقدور لله فنقول :مصضير الشضيء
شيئا ً آخر غير معقول لن السواد إذا انقلب قدرة مثل ً فالسواد بضضاق أم ل فضضإن
كان معدوما ً فلم ينقلب بل عدم ذاك ووجد غيره وإن كان موجودا ً مع القضضدرة
فلم ينقلب ولكن انضاف إليه غيضضره وإن بقضضي السضضواد والقضضدرة معدومضضة فلضضم
ينقلب بل بقي على ما هو عليه .وإذا قلنا :انقلب الدم مني ضا ً أردنضضا بضضه أن تلضضك
المادة بعينها خلعت صورة ولبست صورة أخرى فرجع الحاصل إلى أن صضضورة
عدمت وصورة حضضدثت وثضضم مضضادة قائمضضة تعضضاقب عليهضضا الصضضورتان .وإذا قلنضضا:
انقلب الماء هواء بالتسخين أردنا به أن المادة القابلضضة لصضورة المائيضضة خلعضت
هذه الصورة وقبلت صورة أخرى فالمادة مشتركة والصفة متغيرة .وكذلك إذا
قلنا :انقلب العصا ثعبانا ً والضضتراب حيوان ضا ً وليضضس بيضضن العضضرض والجضضوهر مضضادة
مشتركة ول بين السواد والقدرة ول بين سائر الجناس مضضادة مشضضتركة فكضضان
هذا محال ً من هذا الوجه.
إن الميت إذا حرك الله يده يكتضضب وأمضضا تحريضضك اللضضه يضضد ميضضت ونصضضبه علضضى
صورة حي يقعد ويكتب حتى يحدث من حركة يضضده الكتابضضة المنظومضضة فليضضس
بمستحيل في نفسه مهما أحلنا الحوادث إلى إرادة مختار وإنمضضا هضضو مسضضتنكر
لطراد العادة بخلفه .لكن الدليل في علم الفاعل .وقضضولكم :تبطضضل بضضه دللضضة
أحكام الفعل على علم الفاعل فليس كضضذلك فضضإن الفاعضضل الن هضضو اللضضه وهضضو
المحكم وهو فاعل به .وأما قولكم إنضضه ل يبقضضى فضضرق بيضضن الرعشضضة والحركضضة
المختارة فنقول :إنما أدركنا ذلك من أنفسنا لنا شاهدنا من أنفسنا تفرقة بين
الحالتين فعبرنضا عضن ذلضك الفضارق بالقضدرة فعرفنضا أن الواقضع مضن القسضمين
الممكنين أحدهما في حالة والخر فضضي حالضضة وهضضو إيجضضاد الحركضضة مضضع القضضدرة
عليها في حالة وإيجاد الحركة دون القدرة في حالة أخرى .وأما إذا نظرنا إلى
غيرنا ورأينا حركات كثيرة منظومة حصل لنا علم بقدرتها فهذه علضضوم يخلقهضضا
الله تعالى بمجاري العادات يعرف بها وجود أحد قسمي المكان ول يتضضبين بضضه
استحالة القسم الثاني كما سبق.
مسألة في تعجيزهم عن إقامضضة البرهضضان العقلضضي علضضى أن النفضضس النسضضاني
جوهر روحاني قائم بنفسه ل يتحيز وليس بجسم ول منطبع في الجسم ول هو
متصل بالبدن ول هو منفصل عنضه كمضا أن اللضه ليضس خضارج العضالم ول داخضل
العالم وكذى الملئكة عندهم والخوض في هضذا يسضتدعي شضرح مضذهبهم فضي
القوى الحيوانية والنسانية .والقضضوى الحيوائيضضة تنقسضضم عنضضدهم إلضضى قسضضمين:
محركة ومدركة .والمدركة قسمان :ظاهرة وباطنة .والظضضاهرة هضضي الحضضواس
الخمسة وهي معان منطبعة فضضي الجسضضام أعنضضي هضضذه القضضوى .وأمضضا الباطنضضة
فثلثة :والباطنة تنقسم إلى خيالية إحديها القضضوة الخياليضضة فضضي مقدمضضة الضضدماغ
وراء القوة الباصرة وفيه تبقى صور الشضضياء المرئيضضة بعضضد تغميضضض العيضضن بضضل
ينطبع فيها ما تورده الحواس الخمس فيجتمع فيه ويسضضمى الحضضس المشضضترك
لذلك .ولوله لكان من رأى العسل البيض ولم يدرك حلوتضضه إل بالضضذوق فضضإذا
رآه ثانيا ً ل يدرك حلوته ما لم يذق كالمرة الولى ولكن فيه معنى يحكضضم بضضأن
هذا البيض هو الحلو فل بد وأن يكون عنده حاكم قد اجتمع عنده المضضر أعنضضي
اللون والحلوة حتى قضى عند وجود أحدهما بوجود الخر.
ووهمية والثانية القوة الوهمية وهي التي تدرك المعاني وكضضان القضضوة الولضضى
تدرك الصور .والمراد بالصور مضا ل بضد لوجضضوده مضن مضادة أي جسضضم والمضراد
بالمعاني ما ل يستدعي وجوده جسضضما ً ولكضضن قضضد يعضضرض لضضه أن يكضضون جسضضم
كالعداوة والموافقة فإن الشاة تدرك من الذب لضضونه وشضضكله وهيئتضضه وذلضضك ل
يكون إل في جسم وتدرك أيضا ً كونه مخالفا ً لهضضا .وتضضدرك السضضخلة شضضكل الم
ولونه ثم تدرك موافقته ومليمته ولذلك تهرب مضضن الضضذئب وتعضضدو خلضضف الم.
والمخالفة والموافقة ليضضس مضضن ضضضرورتها أن تكضضون فضضي الجسضضام ل كضضاللون
والشكل ولكن قد يعرض لها أن تكون في الجسام أيض ضا ً فكضضانت هضضذه القضضوة
مباينة للقوة الثانية وهذا محله التجويف الخير من الدماغ .ومتخيلضضة -مفكضضرة
أما الثالثة فهي القوة التي تسمى في الحيوانات متخيلة وفي النسان مفكضضرة
وشأنها أن تركب الصور المحسوسة بعضها مضضع بعضضض وتركضضب المعضضاني علضضى
الصور وهي في التجويف الوسط بين حافظ الصور وحافظ المعضضاني .ولضضذلك
يقدر النسان على أن يتخيل فرسا ً يطيضر وشخصضا ً رأسضضه رأس إنسضضان وبضدنه
بدن فرس إلى غير ذلك من التركيبات وإن لم يشضضاهد مثضضل ذلضضك والولضضى أن
تلحق هذه القوة بالقوى المحركة كما سيأتي ل بالقوى المدركة وإنمضضا عرفضضت
مواضع هذه القوى وإليها تضم القوة الحافظة والقضضوة الضضذاكرة ثضضم زعمضضوا أن
القوة الضضتي تنطبضضع فيهضضا صضضور المحسوسضضات بضضالحواس الخمضضس تحفضضظ تلضضك
الصور حتى تبقى بعد القبول والشيء يحفظ الشيء ل بالقوة الضضتي بهضضا يقبضضل
فإن الماء يقبل ول يحفظ والشمع يقبل برطوبته ويحفظ بيبوسته بخلف الماء
فكانت الحافظة بهذا العتبار غير القابلضضة فتسضضمى هضضذه قضضوة حافظضضة .وكضضذى
المعاني تنطبع في الوهميضضة وتحفظهضضا قضضوة تسضضمى ذاكضضرة فتصضضير الدراكضضات
الباطنة بهذا العتبار إذا ضم إليها المتخيلة خمسة كما كانت الظاهرة خمسضضة.
والقوى المتحركة تنقسم إلى باعثضضة شضهوانية وغضضبية وأمضضا القضوى المحركضة
فتنقسم إلى محركة على معنى أنها باعثضضة علضضى الحركضضة وإلضضى محركضضة علضضى
معنضضى أنهضا مباشضضرة للحركضضة فاعلضة .والمحركضة علضى أنهضا باعثضة هضي القضوة
النزوعية الشوقية وهي التي إذا ارتسم في القوة الخيالية التي ذكرناها صورة
مطلوب أو مهروب عنه بعثضضت القضضوة المحركضضة الفاعلضضة علضضى التحريضضك .ولهضضا
شعبتان شعبة تسمى قوة شهوانية وهي قوة تبعث على تحريك يقرب به مضضن
الشياء المتخيلة ضرورية أو نافعة طلبا ً للذة وشعبة تسمى قوة غضضضبية وهضضي
قوة تبعث على تحريك يدفع به الشيء المتخيل وفاعلة وأمضضا القضضوة المحركضضة
على أنها فاعلة هي قوة تنبعث في العصاب والعضلت مضضن شضضأنها أن تشضضنج
العضلت فتجذب الوتار والرباطات المتصلة بالعضاء إلى جهة الموضع الضضذي
فيه القوة أو ترخيها وتمددها طول ً فتصير الوتار والرباطات إلى خلف الجهة.
فهذه قوى النفس الحيوانيضضة علضضى طريضضق الجمضضال وتضضرك التفصضضيل .للنفضضس
العاقلة قوتان :عملية ونظرية فأما النفس العاقلة النسانية المسماة الناطقضضة
عندهم والمراد بالناطقة العاقلة لن النطق أخص ثمرات العقضضل فضضي الظضضاهر
فنسبت إليه فلها قوتان :قوة عالمة وقوة عاملة وقد يسمى كضضل واحضضدة عقل ً
ولكن باشتراك السضضم .فالعاملضضة قضضوة هضضي مبضضدأ محضضرك لبضضدن النسضضان إلضضى
الصناعات المرتبة النسانية المستنبط ترتيبها بالروية الخاصة بالنسضضان .وأمضضا
العالمة فهي الضضتي تسضضمى النظريضضة وهضضي قضضوة مضضن شضضأنها أن تضضدرك حقضضائق
المعقولت المجردة عن المادة والمكان والجهات وهضضي القضضضايا الكليضضة الضضتي
يسميها المتكلمون أحوال ً مضضرة ووجودهضضا أخضضرى وتسضضميها الفلسضضفة الكليضضات
المجردة .الولى تنقاد للبدن والثانية مأخوذة من الملئكة فإذن للنفس قوتضضان
بالقياس إلى جنبتين :القوة النظرية بالقياس إلضضى جنبضضة الملئكضضة إذ بهضضا تأخضضذ
من الملئكة العلوم الحقيقية وينبغي أن تكون هضضذه القضضوة دائمضضة القبضضول مضضن
جهة فوق .والقوة العملية لها بالنسبة إلضضى أسضضفل وهضضي جهضضة البضضدن وتضضدبيره
وإصلح الخلق وهذه القوة ينبغي أن تتسلط علضضى سضضائر القضضوى البدنيضضة وأن
تكون سائر القوى متأدبة بتأديبها مقهورة دونهضضا حضضتى ل تنفعضضل ول تتضضأثر هضضي
عنها بل تنفعل تلك القوى عنها لئل يحضضدث فضضي النفضضس مضضن الصضضفات البدنيضضة
هيآت انقيادية تسمى رذائل بل تكون هي الغالبة ليحصل للنفس بسببها هيضضآت
تسمى فضائل.
هذه كلها ل تنكر فهذا إيجاز ما فصلوه من القوى الحيوانية والنسانية وطولوا
بذكرها مع العراض عن ذكر القوى النباتية إذ ل حاجة إلى ذكرها في غرضضضنا.
وليس شيء مما ذكروه مما يجضضب إنكضضاره فضضي الشضضرع فإنهضضا أمضضور مشضضاهدة
أجرى الله العادة بها .اعتراضنا عليهم لنهضضم يقصضضدون الدللضضة وإنمضضا نريضضد أن
نعترض الن على دعواهم معرفة كون النفضضس جضضوهرا ً قائمضا ً بنفسضضه بضضبراهين
العقل .ولسنا نعترض اعتراض من يبعد ذلك من قدرة الله أو يرى أن الشضضرع
جاء بنقيضه بل ربما نبين في تفصضضيل الحشضضر والنشضضر أن الشضضرع مصضضدق لضضه
ولكنضا ننكضر دعضواهم دللضة مجضرد العقضل عليضه والسضتغناء عضن الشضرع فيضه.
فلنطالبهم بالدلة ولهضم فيضه براهيضن كضثيرة بزعمهضم .الول دليلهضم الول :أن
محل العلم ل ينقسم فهو ليس جسضما ً قضولهم إن العلضوم العقليضة تحضل محضل
النفس النساني وهي محصورة وفيها آحاد ل تنقسم فل بضضد وأن يكضضون محلضضه
أيضا ً ل ينقسم وكل جسم فمنقسم فضضدل أن محلضضه شضضيء ل ينقسضضم .ويمكضضن
إيراد هذا على شرط المنطضق بأشضكاله ولكضن أقربضه أن يقضال إن كضان محضل
العلم جسما ً منقسما ً فالعلم الحال أيضا ً منقسم لكن العلم الحال غير منقسم
فالمحل ليس جسمًا .وهذا هو قياس شرطي استثنى فيه نقيض التضضالي فينتضضج
نقيضضض المقضضدم بالتفضضاق فل نظضضر فضضي صضضحة شضضكل القيضضاس ول أيضضضا ً فضضي
المقدمتين فإن الول قولنا إن كل حال في منقسضضم ينقسضضم ل محالضضة بفضضرض
القسمة في محله وهو أولضضي ل يمكضضن التشضضكك فيضضه والثضضاني قولنضضا إن العلضضم
الواحد يحل في الدمي وهو ل ينقسم لنه لو انقسم إلى غير نهاية كان محال ً
وإن كان له نهاية فيشضضتمل علضضى آحضضاد ل محالضضة ل تنقسضضم .وعلضضى اعتراضضضنا:
لماذا ل يكون محل العلم جوهرا ً فردا ً والعتراض على مقضامين :المقضام الول
أن يقال :بم تنكرون على من يقول .محل العلم جوهر فضضرد متحيضضز ل ينقسضضم
وقد عرف هذا من مذهب المتكلمين .ول يبقى بعده إل استبعاد وهو أنه كيضضف
تحل العلوم كلها في جوهر فرد وتكضضون جميضضع الجضضواهر المطيفضضة بهضضا معطلضضة
مجاورة .والستبعاد ل خير فيه إذ يتوجه علضضى مضضذهبهم أيض ضا ً أنضضه كيضضف تكضضون
النفس شيئا ً واحدا ً ل يتحيز ول يشار إليه ول يكون داخل البضضدن ول خضضارجه ول
متصل ً بالجسم ول منفصل ً عنه .لكن هذه المسألة يطضضول حلهضضا إل أنضضا ل نضضؤثر
هذا المقام فإن القول في مسألة الجزء الذي ل يتجزى طويل ولهم فيضضه أدلضضة
هندسية يطول الكلم عليها ومن جملتها قولهم :جوهر فرد بيضضن جضضوهرين هضضل
يلقي أحد الطرفين منه عين ما يلقيه الخر أو غيره فإن كان عينه فهو محال
إذ يلزم منه تلقي الطرفين فإن ملقي الملقي ملق وإن كان ما يلقيه غيره
ففيه إثبات التعدد والنقسام وهذه شبهة يطول حلهضضا وبنضضا غنيضضة عضضن الخضضوض
فيها فلنعدل إلى مقام آخر .المقام الثاني أن نقول :ما ذكرتمضضوه مضضن أن كضضل
حال في جسم فينبغي أن ينقسم باطل عليكم بما تدركه القوة من الشاة من
عداوة الذئب فإنها في حكم شضضيء وحضضد ل يتصضضور تقسضضيمه إذ ليضضس للعضضداوة
بعضضض حضضتى يقضضدر إدراك بعضضضه وزوال بعضضضه وقضضد حصضضل إدراكهضضا فضضي قضضوة
جسمانية عندكم فإن نفس البهائم منطبعة في الجسام ل تبقى بعضضد المضضوت.
وقضضد اتفقضضوا عليضضه فضضإن أمكنهضضم أن يتكلفضضوا تقضضدير النقسضضام فضضي المضضدركات
بالحواس الخمس وبضضالحس المشضضترك وبضضالقوة الحافظضضة للصضضور فل يمكنهضضم
تقدير النقسام في هذه المعاني التي ليس من شرطها أن تكضضون فضضي مضضادة.
قد يقال :ليس الكلم عن العداوة المجردة فإن قيل :الشاة ل تضضدرك العضضداوة
المطلقضضة المجضردة عضن المضادة بضضل تضضدرك عضداوة الضذئب المعيضن المشضضخص
مقرونا ً بشخصه وهيكله .والقوة العاقلضضة تضضدرك الحقضضائق مجضضردة عضضن المضضواد
والشخاص.
الدراك ل ينقسم قلنا :الشاة قد أدركت لون الذئب وشكله ثضضم عضضداوته فضضإن
كان اللون ينطبع في القوة الباصضضرة وكضضذى الشضضكل وينقسضضم بانقسضضام محضضل
البصر فالعداوة بماذى تدركها فإن أدرك بجسم فلينقسم وليت شعري ما حال
ذلك الدراك إذا قسم وكيضضف يكضضون بعضضضه أهضضو إدراك لبعضضض العضضداوة فكيضضف
يكون لها بعض أو كل قسم إدراك لكل العداوة فتكون العداوة معلومة مضضرارا ً
بثبوت إدراكها في كل قسم من أقسام المحل .فإذن هذه شبهة مشضضكلة لهضضم
في برهانهم فل بد من الحل .قد يقال :ل شك في المقدمتين فإن قيضضل :هضضذه
مناقضة في المعقولت والمعقضضولت ل تنقضضض فضضإنكم مهمضضا لضضم تقضضدروا علضضى
الشك في المقدمتين وهو أن العلم الواحد ل ينقسم وأن ما ل ينقسم ل يقضضوم
بجسم منقسم لم يمكنكم الشك في النتيجة .جوابنا :بينا أن أقضضوالهم تتنضضاقض
والجضواب أن هضذا الكتضضاب مضا صضضنفناه إل لبيضان التهضافت والتنضاقض فضي كلم
الفلسفة وقد حصل إذ انتقض بضضه أحضضد المريضضن :إمضضا مضضا ذكضضروه فضضي النفضضس
الناطقة أو ما ذكروه في القوة الوهمية.
ليس العلم كاللون ثم نقضضول :هضضذه المناقضضضة تضضبين أنهضضم غفلضضوا عضضن موضضضع
تلبيس في القياس ولعل موضع اللتباس قولهم إن العلم منطبع فضضي الجسضضم
انطباع اللون في المتلضضون وينقسضضم اللضضون بانقسضضام المتلضضون فينقسضضم العلضضم
بانقسام محله .والخلل في لفظ النطباع إذ يمكن أن ل تكون نسبة العلم إلى
محله كنسبة اللون إلى المتلضضون حضضتى يقضضال إنضضه منبسضضط عليضضه ومنطبضضع فيضضه
ومنتشر في جوانبه فينقسم بانقسامه .فلعل نسبة العلم إلى محله على وجضضه
آخر وذلك الوجه ل يجوز فيضضه النقسضام عنضضد انقسضام المحضضل بضضل نسضضبته إليضه
كنسبة إدراك العداوة إلى الجسم .ووجوه نسبة الوصاف إلضضى محلهضضا ليسضضت
محصورة في فن واحد ول هي معلومة التفاصيل لنا علما ً نثق به فالحكم عليه
دون الحاطة بتفصيل النسبة حكم غير موثوق به .ل دليل لهم وعلى الجملة ل
ينكر أن ما ذكروه مما يقوي الظن ويغلبه وإنما ينكر كونه معلوما ً يقينا ً علما ً ل
يجوز الغلط فيه ول يتطرق إليضضه الشضضك وهضضذا القضضدر مشضضكك فيضضه .دليضضل ثضضان
دليلهم الثاني :للعلم نسبة إلى العالم قضضالوا :إن كضضان العلضضم بضضالمعلوم الواحضضد
العقلي وهو المعلوم المجرد عن المواد منطبعا ً فضي المضضادة انطبضاع العضضراض
في الجوهر الجسمانية لزم انقسامه بالضرورة بانقسام الجسم كما سبق وإن
لم يكن منطبعا ً فيضه ول منبسضطا ً عليضضه واسضضتكره لفضضظ النطبضاع فنعضدل إلضى
عبارة أخرى ونقول :هل للعلم نسبة إلى العالم أم ل ومحال قطع النسبة فإنه
إن قطعت النسبة عنه فكونه عالما ً به لم صضضار أولضضى مضضن كضضون غيضضره عالم ضا ً
وهذه النسبة تكون من ثلثة أقسام إما إلضى الكضل أو إلضى البعضض أو ل تكضون
وثلثتها باطلضة وإن كضان لضه نسضبة فل يخلضوا مضن ثلثضة أقسضام :إمضا أن تكضون
النسبة لكل جزء من أجزاء المحل أو تكون لبعض أجضضزاء المحضضل دون البعضضض
أو ل يكون لواحد من الجزاء نسبة إليه .وباطل أن يقال :ل نسضضبة لواحضضد مضضن
الجزاء فإنه إذا لم يكن للحاد نسبة لم يكن للمجموع نسبة فإن المجتمع مضضن
المباينات مباين .وباطل أن يقال :النسبة للبعض فإن الضضذي ل نسضضبة لضضه ليضضس
هو مضضن معنضضاه فضضي شضضيء وليضضس كلمنضضا عنضضه .وباطضضل أن يقضضال :لكضضل جضضزء
مفروض نسبة إلى الذات لنه إن كانت النسبة إلى ذات العلم بأسره فمعلضضوم
كل واحد من الجزاء ليس هو جزءا ً من المعلوم كما هو فيكون معقول ً مضضرات
ل نهاية لها بالفعل وإن كان كل جزء له نسبة أخرى غيضضر النسضضبة الضضتي للجضضزء
الخر إلى ذات العلم فذات العلم إذن منقسمة في المعنى وقد بينضضا أن العلضضم
بالمعلوم الواحد من كل وجه ل ينقسم في المعنى وإن كان نسضضبة كضضل واحضضد
إلى شيء من ذات العلم غير ما إليه نسبة في الحس أقسام ومن هضضذا يتضضبين
أن المحسوسضضات المنطبعضضة فضضي الحضضواس الخمضضس ل تكضضون إل أمثلضضة لصضضور
جزئية منقسمة فإن الدراك معناه حصول مثضضال المضضدرك فضضي نفضضس المضضدرك
ويكون لكل جزء من مثال المحسوس نسبة إلى جزء من اللة الجسمانية.
اعتراضنا :وهذا شأن عداوة الذئب والعتراض على هذا مضضا سضضبق فضضإن تبضضديل
لفظ النطباع بلفظ النسضضبة ل يضضدرأ الشضضبهة فيمضضا ينطبضضع فضضي القضضوة الوهميضضة
للشاة من عداوة الذئب كما ذكروه فإنه إدراك ل محالة وله نسبة إليضضه ويلضضزم
في تلك النسبة ما ذكرتموه فإن العداوة ليس أمرا ً مقضضدرا ً لضضه كميضضة مقداريضضة
حتى ينطبع مثالها في جسم مقدر وتنتسب أجزاؤها إلى أجضضزائه وكضضون شضضكل
الذئب مقدرا ً ل يكفي فإن الشضضاة أدركضضت شضضيئا ً سضضوى شضضكله وهضضو المخالفضضة
والمضادة والعداوة والزيادة على الشكل مضضن العضضداوة ليضضس لهضضا مقضضدار وقضضد
أدركته بجسم مقدر .فهذه الصور مشككة في هذا البرهان كما في الول.
قد يقال :هل تعترضون على الجضضوهر الفضضرد فضضإن قضضال قضضائل :هل دفعتضضم هضضذه
البراهين بأن العلم يحل من الجسم في جوهر متحيضضز ل يتجضضزى وهضضو جوابنضضا:
هذا البحث طويل ل فائدة فيه قلنا :لن الكلم في الجوهر الفرد يتعلق بضضأمور
هندسية يطول القول في حلها .ثم ليس فيه ما يضضدفع الشضضكال فضضإنه يلضضزم أن
تكون القدرة والرادة أيضا ً في ذلك الجزء فإن للنسضضان فعل ً ول يتصضضور ذلضضك
إل بقدرة وإرادة ول يتصور الرادة إل بعلم وقضضدرة الكتابضضة فضضي اليضضد والصضضابع
والعلم بها ليس في اليد إذ ل يزول بقطضع اليضضد ول إرادتهضا فضضي اليضضد فضإنه قضضد
يريدها بعد شلل اليد وتتعذر ل لعدم الرادة بل لعدم القدرة.
دليل ثالث دليلهم الثالث :النسان دون الجزء هو العالم قولهم :العلم لو كان
فضضي جضضزء مضضن الجسضضم لكضضان العضضالم ذلضضك الجضضزء دون سضضائر أجضضزاء النسضضان
والنسان يقال له عالم والعالمية صفة لضضه علضضى الجملضضة مضضن غيضضر نسضضبة إلضضى
محل مخصوص جوابنا :وهو المبصر! وهذا هوس فإنه يسمى مبصضضرا ً وسضضامعا ً
وذائقا ً وكذى البهيمة توصضضف بضضه وذلضضك ل يضضدل علضضى أن إدراك المحسوسضضات
ليس بالجسم بل هو نوع من التجوز كما يقال فلن في بغداذ وإن كان هو في
دليل رابع دليلهم الرابع :قد يكون العلم والجهضضل فضضي المحضضل الواحضضد إن كضضان
العلم يحل جضضزءا ً مضضن القلضضب أو الضضدماغ مثل ً فالجهضضل ضضضده فينبغضضي أن يجضضوز
قيامه بجزء آخر من القلب أو الدماغ ويكون النسان في حالضضة واحضضدة عالم ضا ً
وجاهل ً بشيء واحد فلما استحال ذلك تبين أن محضضل الجهضضل هضضو محضضل العلضضم
وأن ذلك المحل واحد يستحيل اجتماع الضدين فيه فإنه لو كضضان منقسضضما ً لمضضا
استحال قيام الجهل ببعضه والعلم ببعضه لن الشيء في محل ل يضاده ضده
في محل آخر كما تجتمع البلقضضة فضضي الفضضرس الواحضضد والسضضواد والبيضضاض فضضي
العين الواحدة ولكن في محلين.
إذا عاد المريض صحيحا ً عاد العلم من غيضضر اسضضتئناف تعلضضم وآيضضة أن المضضرض
الحال في البدن ليس يتعرض لمحل العلوم أنه إذا عاد صحيحا ً لم يفتقضضر إلضضى
تعلم اعتراضنا :هناك أسباب كثيرة لزيادة بعض الحواس والعتراض أن نقول:
نقصان القوى وزيادتها لها أسباب كثيرة ل تنحصر فقد يقوى بعض القوى فضضي
ابتداء العمر وبعضها في الوسط وبعضها في الخر وأمضضر العقضضل أيض ضا ً كضضذلك.
فل يبقى إل أن يدعى الغالب .مثل الشم ول بعد في أن يختلف الشم والبصضضر
في أن الشم يقوى بعد الربعين والبصر يضعف وإن تساويا في كونهما حضضالين
في الجسم كما تتفاوت هذه القوى في الحيوانضضات فيقضضوى الشضضم مضضن بعضضضها
والسمع من بعضها والبصر من بعضها لختلف في أمزجتها ل يمكضضن الوقضضوف
على ضبطه فل يبعد أن يكون مزاج اللت أيض ضا ً يختلضضف فضضي حضضق الشضضخاص
وفي حق الحوال .والعقل ويكون أحد السباب في سبق الضعف إلضضى البصضضر
دون العقل أن البصر أقدم فإنه مبصر فضي أول فطرتضه ول يتضضم عقلضضه إل بعضضد
خمسة عشر سنة أو زيادة على ما يشضضاهد اختلف النضضاس فيضضه حضضتى قيضضل إن
الشيب إلى شعر الرأس أسبق منه إلى شعر اللحية لن شضضعر الضضرأس أقضضدم.
فهذه السباب إن خاض الخائض فيها ولم يرد هذه المور إلى مجاري العادات
فل يمكن أن ينبنى عليها علم موثضضوق بضه لن جهضات الحتمضال فيمضضا تزيضضد بهضضا
القوى أو تضعف ل تنحصر فل يورث شيء من ذلك يقينًا.
دليل تاسع دليلهم التاسع :مهمضضا تبضضدل الجسضضم فالنسضضان يبقضضى بعينضضه ومعضضه
علوم قالوا :كيف يكون النسان عبارة عن الجسم مع عوارضه وهذه الجسام
ل تزال تنحل والغذاء يسضضد مسضضد مضضا ينحضضل حضضتى إذا رأينضضا صضضبيا ً انفصضضل مضضن
الجنين فيمرض مرارا ً ويذبل ثم يسمن وينموا فيمكننا أن نقول :لضضم يبضضق فيضضه
بعد الربعين شيء من الجزاء التي كانت موجودة عند النفصال بل كضضان أول
وجوده من أجزاء المني فقط ولم يبق فيه شيء من أجضضزاء المنضضي بضضل انحضضل
كل ذلك وتبدل بغيضضره .فيكضضون هضضذا الجسضضم غيضضر ذلضضك الجسضضم .ونقضضول :هضضذا
النسان هو ذلك النسضضان بعينضضه وحضضتى أنضضه يبقضضى معضضه علضضوم مضضن أول صضضباه
ويكون قد تبدل جميع أجسامه .فدل أن للنفس وجودا ً سوى البدن وأن البضضدن
آلته .وكلك الشجرة العتراض أن هضذا ينتقضض بالبهيمضة والشضجرة إذا قيسضت
حالة كبرهما بحالة الصغر فإنه يقال إن هذا ذاك بعينه كما يقضضال فضضي النسضضان
وليس يدل ذلك على أن له وجودا ً غير الجسضضم .وتبقضضى الصضضور المتخيلضضة ومضضا
ذكر في العلم يبطل بحفظ الصور المتخيلة فإنه يبقى في الصضضبي إلضضى الكضضبر
وإن تبدل سائر أجزاء الدماغ فإن زعمضضوا أنضضه لضضم يتبضضدل سضضائر أجضضزاء الضضدماغ
فكذى سائر أجزاء القلضضب وهمضضا مضضن البضضدن فكيضضف يتصضضور أن يتبضضدل الجميضضع
والنسان يبقى منه شيء بل نقول :النسان وإن عاش مضضائة سضضنة مثل ً فل بضضد
وأن يكون قد بقي فيه أجزاء من النطفضضة فأمضضا أن تنمحضضى عنضضه فل فهضضو ذلضضك
النسان باعتبار مضضا بقضضي كضضم أنضضه يقضضال :هضضذا ذاك الشضضجر وهضضذا ذاك الفضضرس
ويكون بقاء المني مع كثرة التحلل والتبدل .مثل الماء الذي تصب عليه وتأخضضذ
منه مثاله ما إذا صب في موضع رطل من الماء ثم صب عليه رطل آخر حتى
اختلط به ثم أخذ منه رطل ثم صب عليه رطل آخر ثم أخضضذ منضضه رطضضل ثضضم ل
يزال يفعل كذلك ألف مرة فنحن في المرة الخيرة نحكم بأن شيئا ً من المضضاء
الول باق وأنه ما من رطل يؤخذ منه إل وفيه شيء من ذلك المضضاء لنضضه كضضان
موجودا ً في الكرة الثانية والثالثة قريبة من الثانية والرابعة من الثالثة وهكضضذى
إلى الخر .وهذا على أصلهم ألزم حيث جوزوا انقسام الجسام إلى غير نهاية
فانصباب الغذاء في البدن وانحلل أجزاء البدن يضضضاهي صضضب المضضاء فضضي هضضذا
الناء واغترافه عنه .دليل عاشر دليلهم العاشر :في العقل كليات عامة قضضالوا:
القوة العقلية تدرك الكليات العامة العقليضضة الضضتي يسضضميها المتكلمضضون أحضضوال ً
فتدرك النسان المطلق عند مشاهدة الحس لشخص إنسان معيضضن وهضضو غيضضر
الشخص المشاهد فإن المشاهد في مكان مخصوص ولون مخصوص ومقضضدار
مخصوص ووضع مخصوص والنسان المعقول المطلق مجرد عن هذه المضضور
بل يضضدخل فيضضه كضل مضا ينطلضق عليضه اسضضم النسضضان وإن لضم يكضن علضى لضون
المشاهد وقدره ووضعه ومكانه بل الذي يمكن وجوده فضضي المسضضتقبل يضضدخل
فيه بل لو عدم النسان يبقضضى حقيقضضة النسضضان فضضي العقضضل مجضضردا ً عضضن هضضذه
الخواص وهكذى كل شيء شاهده الحس مشخصا ً فيحصل منه للعقل حقيقضضة
ذلك الشخص كليا ً مجردا ً عن المواد والوضاع حتى تنقسم أوصافه إلى ما هو
ذاتي كالجسمية للشجر والحيوان والحيوانية للنسان وإلى ما هضضو عرضضضي لضضه
كالبياض والطول للنسان والشجر ويحكضضم بكضضونه ذاتي ضا ً وعرضضضيا ً علضضى جنضضس
النسان والشجر وكضل مضا يضدرك ل علضى الشضخص المشضاهد فضدل أن الكلضي
المجرد عن القرائن المحسوسة معقولة عنده وثابتة في عقله.
تجردهضضا عضضن القضضرائن المحسوسضضة تتعلضضق بضضالنفس المجضضردة وذلضضك الكلضضي
المعقول ل إشارة إليه ول وضع له ول مقدار فإما أن يكون تجرده عن الوضضضع
والمادة بالضافة إلى المأخوذ منه وهو محال فإن المأخوذ منه ذو وضضضع وأيضضن
ومقدار وإما أن يكون بالضافة إلى الخضضذ وهضضو النفضضس العاقلضضة فينبغضضي أن ل
يكون للنفس وضع ول إليه إشارة ول له مقدار وإل لضضو ثبضضت ذلضضك لثبضضت للضذي
حضضل فيضضه .اعتراضضضنا :مضضا يحضضل فضضي الحضضس يحضضل فضضي العقضضل ولكضضن مفص ضل ً
والعتراض أن المعنى الكلي الذي وضعتموه حال ً في العقل غير مسلم بضضل ل
يحل في العقل إل ما يحل في الحس ولكن يحل في الحس مجموعا ً ول يقدر
الحس على تفصيله والعقل يقدر على تفصيله .في العقل النسضضبة إلضضى جميضضع
المفردات نسبة واحدة ثم إذا فصل كضضان المفصضضل المفضضرد عضضن القضضرائن فضضي
العقل في كضضونه جزئيضا ً كضضالمقرون بقرائنضضه إل أن الثضضابت فضضي العقضضل يناسضضب
المعقول وأمثاله مناسبة واحدة فيقال إنه كلي على هذا المعنضى وهضضو أن فضي
العقل صورة المعقول المفرد الذي أدركه الحس أول ً ونسبة تلك الصورة إلضضى
سائر آحاد ذلك الجنس نسبة واحدة فإنه لو رأى إنسانا ً آخر لم يحدث لضضه هيئة
أخرى كما إذا رأى فرسا ً بعد إنسان فإنه يحدث فيه صورتان مختلفتان.
ومثل هذا في الحس ومثل هذا قد يعضضرض فضضي مجضضرد الحضضس فضضإن مضضن رأى
الماء حصل في خياله صورة فلو رأى الدم بعده حصلت صورة أخرى فلو رأى
ماء آخر لم تحدث صورة أخرى بل الصورة التي انطبعت في خياله من المضضاء
مثال لكل واحد من آحاد المياه فقد يظن أنضضه كلضضي بهضضذا المعنضضى .فكضضذلك إذا
رأى اليد مثل ً حصل في الخيال وفي العقل وضع أجزائه بعضها مع بعضضض وهضضو
انبساط الكف وانقسام الصابع عليه وانتهاء الصابع على الظفار ويحصل مضضع
ذلك صغره وكبره ولونه .فإن رأى يدا ً أخرى تماثله في كل شيء لم يتجدد له
صورة أخرى بل ل تؤثر المشاهدة الثانية في إحداث شيء جديضضد فضضي الخيضضال
كما إذا رأى الماء بعد الماء في إناء واحد على قدر واحد وقد يضضرى يضضدا ً أخضضرى
تخالفه في اللون والقدر فيحدث له لون آخر وقدر آخضضر ول يحضضدث لضضه صضضورة
جديدة لليد فإن اليضضد الصضضغير السضضود يشضضارك اليضضد الكضضبير البيضضض فضضي وضضضع
الجزاء ويخالفه في اللون والقدر فمضضا يسضضاوي فيضضه الول ل تتجضضدد صضضورته إذ
تلك الصورة هي هذه الصورة بعينها وما يخالفه يتجدد صضضورته .وهضضذا ل يضضؤذن
بثبوت كلي في العقل ل وضع له أصل ً فهذا معنى الكلضضي فضضي العقضضل والحضضس
جميعا ً فإن العقل إذا أدرك صورة الجسم من الحيوان فل يستفيد من الشضضجر
صورة جديدة في الجسمية كما في الخيال بإدراك صورة الماءين فضضي وقضضتين
ل .علضضى أن وكذى في كل متشابهين وهذا ل يؤذن بثبوت كلي ل وضضضع لضضه أص ض ً
العقل قد يحكم بثبضضوت شضضيء ل إشضضارة إليضضه ول وضضضع كحكمضضه بوجضضود صضضانع
العالم ولكن من أين أن ذلك ل يتصور قيامه بجسضضم وفضضي هضضذا القسضضم يكضضون
المنتزع عن المادة هو المعقول في نفسه دون العقل والعاقل .فأمضضا المضضأخوذ
من المواد فوجهه ما ذكرناه.
مسألة في إبطضال قضضولهم إن النفضوس النسضانية يسضتحيل عليهضا العضدم بعضد
وجودها وأنها سرمدية ل يتصضضور فناؤهضضا دليلهضضم الول :ل يكضضون بمضضوت البضضدن
أحدهما قولهم إن عدمها ل يخلوا إمضضا أن يكضضون بمضضوت البضضدن أو بضضضد يطضضرى
عليها أو بقدرة القادر .وباطل أن تنعدم بموت البدن فإن البدن ليس محل ً لهضضا
بل هو آلة تستعملها النفس بواسطة القضضوى الضضتي فضضي البضضدن وفسضضاد اللضضة ل
يوجب فساد مستعمل اللة إل أن يكون حال ً فيهضا منطبعضا ً كضالنفوس البهيميضة
والقضضوى الجسضضمانية ولن النفضضس فعل ً بغيضضر مشضضاركة اللضضة وفعل ً بمشضضاركتها
فالفعل الذي لهضا بمشضاركة اللضضة التخيضل والحسضضاس والشضهوة والغضضب فل
جرم يفسد بفساد البضضدن ويفضضوت بفضضواته وفعلهضضا بضضذاتها دون مشضضاركة البضضدن
إدراك المعقولت المجردة عن المواد ول حاجة فضضي كضضونه مضضدركا ً للمعقضضولت
إلى البدن بل الشتغال بالبدن يعوقها عن المعقولت ومهما كان لها فعل دون
البدن ووجود دون البدن لم تفتقر في قوامها إلى البدن .ول بالضد وباطضضل أن
يقال إنها تنعدم بالضد إذ الجضضواهر ل ضضضد لهضضا ولضضذلك ل ينعضضدم فضضي العضضالم إل
العراض والصور المتعاقبة على الشياء إذ تنعدم صضضورة المائيضضة بضضضدها وهضضو
صورة الهوائية والمادة التي هي المحل ل تنعضضدم قضضط وكضضل جضضوهر ليضضس فضضي
محل فل يتصور عدمه بالضد إذ ل ضد لمضا ليضضس فضي ول بالقضضدرة وباطضضل أن
يقال :تفنى بالقدرة إذ العدم ليس شيئا ً حتى يتصور وقوعه بالقدرة وهذا عين
ما ذكروه في مسألة أبدية العالم وقد قررناه وتكلمنضضا عليضضه .اعتراضضضنا الول:
راجع ما سبق والعتراض عليه من وجضضوه :الول أنضضه بنضضاء علضضى أن النفضضس ل
يموت بموت البدن لنه ليس حال ً في جسم وهضضو بنضضاء علضضى المسضضألة الولضضى
فقد ل نسلم ذلك :اعتراضنا الثاني :حدوث النفس ل يكضضون إل بحضضدوث البضضدن
الثاني هو أنه ل يحل البدن عندهم فله علقة بالبدن حتى لم يحدث إل بحدوث
البدن .هذا ما اختاره ابن سينا والمحققون وأنكضضروا علضضى أفلطضضن أن النفضضس
قديمة ويعرض لها الشتغال بالبدان بمسلك برهاني محقق .كما تحقضضق المضضر
وهو أن النفوس قبل البدان إن كانت واحدة فكيف انقسمت وما ل عظضضم لضضه
ول مقضضدار ل يعقضضل انقسضضامه .وإن زعضضم أنضضه لضضم ينقسضضم فهضضو محضضال إذ يعلضضم
ضرورة أن نفس زيد غير نفس عمرو ولو كانت واحدة لكضضانت معلومضضات زيضضد
معلومة لعمرو فإن العلم من صفات ذات النفضضس وصضضفات الضضذات تضضدخل مضضع
الذات في كل إضافة وإن كانت النفضضوس متكضضثرة فمضضاذى تكضضثرت ولضضم تتكضضثر
بالمواد ول بالماكن ول بالزمنة ول بالصفات إذ ليضضس فيهضضا مضضا يضضوجب اختلف
الصفة بخلف النفوس بعد موت البدن فإنها تتكثر باختلف الصضضفات عنضد مضن
يرى بقاءها لنها استفادت من البضضدان هيئات مختلفضضة ل تتماثضضل نفسضضان منهضضا
فإن هيئاتها تحصل من الخلق والخلق قط ل تتماثل نفسان منها فإن هيئاتها
تحصل من الخلق والخلق قط ل تتماثل كما أن الخلق الظاهر قط ل يتماثل
ولو تماثلت لشتبه علينا زيد بعمرو.
والنفس تتعلق بالبدن المخصضضوص ببعضضض الوسضضائط ومهمضضا ثبضضت بحكضضم هضضذا
البرهان حدوثه عند حدوث النطفة في الرحم واستعداد مزاجها لقبول النفضضس
المدبرة ثم قبلت النفس ل لنهضضا نفضضس فقضضط إذ قضضد تسضضتعد فضضي رحضضم واحضضد
نطفتان لتوأمين في حالضضة واحضضدة للقبضضول فيتعلضضق بهمضا نفسضان يحضضدثان مضن
المبدأ الول بواسطة أو بغير واسطة ول يكون نفس هذا مدبرا ً لجسم ذاك ول
نفس ذاك مدبرا ً لجسم هذا فليس الختصضضاص إل لعلقضضة خاصضضة بيضضن النفضضس
المخصوص وبيضضن ذلضضك البضضدن المخصضضوص وإل فل يكضضون بضضدن أحضضد التضضوأمين
بقبول هذه النفس أولضضى مضضن الخضضر وإل فقضضد حضضدثت نفسضضان معضا ً واسضضتعدت
نطفتان لقبول التدبير معًا .فإذا بطل البضضدن انعضضدمت النفضضس فمضضا المخصضضص
فإن كان ذلك المخصص هو النطباع فيضضه فيبطضضل ببطلن البضضدن وإن كضضان ثضضم
وجه آخر به العلقة بين هذه النفضضس علضضى الخصضضوص وبيضضن هضضذا البضضدن علضضى
الخصوص حتى كانت تلك العلقة شرطا ً فضي حضضدوثه فضضأي بعضضد فضضي أن تكضضون
شرطا ً في بقاءه فإذا انقطعت العلقة انعدمت النفس ثضضم ل يعضضود وجودهضضا إل
بإعادة الله سبحانه وتعالى على سبيل البعث والنشور كما ورد به الشرع فضضي
المعاد .قد يقال :ليست هذه العلقة إل بطريق الشوق فإن قيضل :أمضا العلقضة
بين النفس والبدن فليس إل بطريق نزاع طبيعي وشوق جبلي خلق فيها إلضضى
هذا البدن خاصة يشغلها ذلك الشوق بها عن غيره من البضدان ول يخليهضا فضي
لحظة فتبقى مقيدة بذلك الشوق الجبلي بالبدن المعيضن مصضروفا ً عضن غيضضره.
وذلك ل يوجب فساده بفساد البدن الذي هو مشتاق بالجبلة إلى تضضدبيره .نعضضم
قد يبقى ذلك الشضوق بعضد مفارقضة البضدن إن اسضتحكم فضي الحيضوة اشضتغالها
بالبدن وإعراضها عن كسر الشهوات وطلب المعقولت فيتأذى بضضذلك الشضضوق
مع فوات اللة التي الشوق إلى مقتضاها.
وبمناسبة تخفى علينا وأما تعيضضن نفضضس زيضضد لشضضخص زيضضد فضضي أول الحضضدوث
فلسبب ومناسبة بين البدن والنفس ل محالة حتى يكون هذا البدن مثل ً أصضضلح
لهذه النفس من الخر لمزيد مناسبة بينهما فترجح اختصاصه وليس في القوة
البشرية إدراك خصوص تلك المناسبات وعدم اطلعنا على تفصيله ل يشككنا
في أصل الحاجة إلى مخصص ول يضرنا أيض ضا ً فضضي قولنضضا إن النفضضس ل تفنضضى
بفناء البدن .جوابنا :قد تكون على وجه يحضضوج النفضس فضي بقائهضا قلنضا :مهمضا
غابت المناسبة عنا وهي المقتضية للختصاص فل يبعد أن تكون تلك المناسبة
المجهولة على وجه يحوج النفس فضي بقائهضا إلضى بقضاء البضدن حضتى إذا فسضد
فسدت فإن المجهول ل يمكن الحكم عليه بأنه يقتضي التلزم أم ل فلعل تلك
النسبة ضرورية في وجود النفس فإن انعدمت انعدمت فل ثقة بالضضدليل الضضذي
ذكروه .اعتراضنا الثالث :تنعدم بقدرة الله العتراض الثالث هو أنه ل يبعضضد أن
يقضضال :تنعضضدم بقضضدرة اللضضه تعضضالى كمضضا قررنضضاه فضضي مسضضألة سضضرمدية العضضالم.
اعتراضنا الرابع :لعل هناك طرق غيرها العتراض الرابع هو أن يقضضال :ذكرتضضم
أن هذه الطرق الثلث في العدم تنحسم فهو مسلم .فما الدليل على أن عضضدم
الشيء ل يتصور إل بطريق من هذه الطرق الثلث فضضإن التقسضضيم إذا لضم يكضضن
دائرا ً بين النفي والثبات فل يبعضضد أن يزيضضد علضضى الثلضضث والربضضع فلعضضل للعضضدم
طريقا ً رابعا ً وخامسا ً سوى ما ذكرتموه فحصضضر الطضضرق فضضي هضضذه الثلضضث غيضضر
معلوم بالبرهان .دليلهم الثاني :كل جوهر يستحيل عليه العدم دليل ثان وعليه
تعويلهم أن قالوا :كل جوهر ليس في محل فيستحيل عليه العدم بل البسائط
ل تنعدم قط .وهذا الدليل يثبت فيه أول ً أن موت البدن ل يوجب انعضضدامه لمضضا
سبق.
ما ينعدم ففيه قوة الفساد وحامله يبقى فبعد ذلك يقضضال :يسضضتحيل أن ينعضضدم
بسبب آخر بسبب آخر لن كل ما ينعدم بسبب مضضا أي سضضبب كضضان ففيضضه قضضوة
الفساد أي إمكان العدم سابق علضى النعضدام كمضا أن مضا يطضرى وجضوده مضن
الحوادث فيكون إمكان الوجود سابقا ً على الوجود ويسمى إمكان الوجود قوة
الوجود وإمكان العدم قوة الفساد .وكما أن إمكضضان الوجضضود وصضضف إضضضافي ل
يقوم إل بشيء حتى يكون إمكانا ً بالضافة إليضضه فكضضذلك إمكضضان العضضدم ولضضذلك
قيل إن كل حادث فيفتقر إلى مادة سابقة يكضضون فيهضضا إمكضضان وجضضود الحضضادث
وقوته كما سبق في مسألة قدم العالم فالمادة التي فيهضضا قضضوة الوجضضود قابلضضة
للوجود الطاري والقابل غير المقبول فيكون القابل موجودا ً مع المقبضضول عنضضد
طريانه وهو غيره .فكذلك قابل العضضدم ينبغضضي أن يكضضون موجضضودا ً عنضضد طريضضان
العدم حتى يعدم منه شيء كما وجد فيه شيء ويكون مضضا عضضدم غيضضر مضضا بقضضي
ويكون ما بقي هو الذي فيه قوة العدم وقبوله وإمكضضانه كمضضا أن مضضا بقضضي عنضضد
طريان الوجود يكون غير ما طرى وقد كان ما فيه قضضوة قبضضول الطضضاري .وهضضو
كالمادة فيلزم أن يكون الشيء الذي طرى عليه العدم مركبا ً من شيء انعدم
ومن قابل للعدم بقي مع طريان العدم وقد كضان هضو حامضضل قضضوة العضدم قبضضل
طريان العدم ويكون حامل القوة كالمادة والمنعدم منها كالصورة.
لكن النفس غير مركبة ولكن النفس بسيطة وهي صورة مجردة عضضن المضضادة
ل تركيب فيها فإن فرض فيها تركيب من صورة ومادة فنحن ننقل البيان إلضضى
المادة التي هي السضضنخ والصضضل الول إذ ل بضضد وأن ينتهضضي إلضضى أصضضل فنحيضضل
العدم علضى ذلضك الصضل وهضو المسضمى نفسضا ً كمضا نحيضل العضدم علضى مضادة
الجسام فإنها أزلية أبدية إنما تحدث عليها الصور وتنعضضدم منهضضا الصضضور وفيهضضا
قوة طريان الصور عليها وقوة انعدام الصور منهضضا فإنهضضا قابلضضة للضضضدين علضضى
السواء وقد ظهر من هذا الوجود أن كل موجود أحضضدى الضضذات يسضضتحيل عليضضه
العدم .إن قوة الوجود للشضضيء يكضضون لغيضضر ذلضضك الشضضيء ويمكضضن تفهيضضم هضضذا
بصيغة أخرى وهو أن قوة الوجود للشيء يكون قبل وجود الشيء فيكون لغير
ذلك الشيء ول يكون نفس قوة الوجضضود .بيضضانه أن الصضضحيح البصضضر يقضضال أنضضه
بصير بالقوة أي فيه قوة البصار ومعناه أن الصفة التي ل بد منهضضا فضضي العيضضن
ليصح البصار موجودة فإن تأخر البصار فلتأخر شرط آخر فيكون قوة البصار
للسواد مثل ً موجودا ً للعين قبل إبصار السواد بالفعل فإن حصل إبصار السواد
بالفعل لم يكن قوة إبصار ذلك السواد موجودا ً عنضضد وجضضود ذلضضك البصضضار إذ ل
يمكن أن يقال :مهما حصضضل البصضضار فهضضو مضضع كضضونه موجضضودا ً بالفعضضل موجضضود
بالقوة بل قوة الوجود لو انعدم الشيء البسيط لجتمضضع فضضي الشضضيء الواحضضد
قوة الوجود مع حصضضول الوجضضود وإذا ثبتضضت هضضذه المقدمضضة فنقضضول :لضضو انعضضدم
الشيء البسيط لكان إمكان العدم قبل العدم حاصل ً لذلك الشيء وهو المراد
بالقوة فيكون إمكان الوجود أيضا ً حاصل ً فإن مضضا أمكضضن عضضدمه فليضضس واجضضب
الوجود فهو ممكن الوجود ول نعني بقوة الوجود إل إمكان الوجود فيؤدي إلضضى
أن يجتمع في الشيء الواحضضد قضضوة وجضضود نفسضضه مضضع حصضضول وجضضوده بالفعضضل
ويكون وجوده بالفعل هو عين قوة الوجود وقد بينا أن قوة البصار تكضضون فضضي
العين التي هي غير البصار ول تكون في نفس البصار إذ يؤدي إلى أن يكضضون
الشيء بالقوة والفعل وهما متناقضان بل مهما كان الشضضيء بضضالقوة لضضم يكضضن
بالفعل ومهما كان بالفعل لم يكن بالقوة وفي إثبات قوة العدم للبسضضيط قبضضل
العدم إثبات لقوة الوجود في حالضة الوجضود وهضو محضال .راجضع مضا سضبق فضي
مسألة أزلية العالم وهذا بعينه هو الذي قررناه لهم في مصيرهم إلى استحالة
حدوث المادة والعناصضضر واسضضتحالة عضضدمها فضضي مسضضألة أزليضضة العضضالم وأبضضديته
ومنشأ التلبيس وضعهم المكان وصفا ً مستدعيا ً محل ً يقوم به .وقد تكمنا عليه
بما فيضضه مقنضضع فل نعيضضد فضضإن المسضضألة هضضي المسضضألة فل فضضرق بيضضن أن يكضضون
المتكلم فيه جوهر مادة أو جوهر نفس.
مسألة في إبطال إنكارهم لبعث الجساد ورد الرواح إلى البدان ووجود النار
الجسمانية ووجود الجنة والحور العين وسائر ما وعد به الناس وقولهم إن كل
ذلك أمثلة ضربت لعوام الخلق لتفهيم ثواب وعقاب روحانيين هما أعلى رتبضضة
من الجسمانية وهو مخالف لعتقاد المسلمين كافة .فلنقدم تفهيضضم معتقضضدهم
في المور الخروية ثم لنعترض على ما يخالف السضضلم مضضن جملتضضه .قضضولهم:
اللذة السرمدية ل تكون إل بضضالعلم والعمضضل وقضضد قضضالوا إن النفضضس تبقضضى بعضضد
الموت بقاء سرمديا ً إما في لذة ل يحيط الوصف بها لعظمها وإمضضا فضضي ألضضم ل
يحيط الوصف به لعظمه ثم قد يكون ذلك اللم مخلدا ً وقد ينمحى على طضضول
الزمان .ثم تتفاوت طبقات الناس في درجات اللم واللذة تفاوتا ً غير محصضضور
كمضضا يتفضضاوتون فضضي المراتضضب الدنيويضضة ولضضذاتها تفاوتضضا ً غيضضر محصضضور واللضضذة
السرمدية للنفوس الكاملة الزكية واللم السرمدي للنفوس الناقصة الملطخة
واللضم المنقضضضي للنفضوس الكاملضة الملطخضضة فل تنضال السضعادة المطلقضضة إل
بالكمال والتزكية والطهارة والكمال بالعلم والزكاء بالعمل.
تلتذ بهما القوة العقلية ووجضضه الحاجضضة إلضضى العلضضم أن القضضوة العقليضضة غضضذاؤها
ولذتها في درك المعقولت كما أن القوة الشهوانية لضضذتها فضضي نيضضل المشضضتهى
والقوة البصرية لذتها في النظر إلى الصور الجميلة وكذلك سائر القوى .وإنما
يمنعهضضا مضضن الطلع علضضى المعقضضولت البضضدن وشضضواغله وحواسضضه وشضضهواته.
والنفس الجاهلة في الحيوة الدنيا حقهضضا أن تتضضألم بفضضوات لضضذة النفضضس ولكضضن
الشضضتغال بالبضضدن ينسضضيه نفسضضه ويلهيضضه عضضن ألمضضه كالخضضائف ل يحضضس بضضاللم
وكالخدر ل يحس بالنار فإذا بقيت ناقصة حتى انحط عنه شغل البدن كان فضضي
صورة الخدر إذا عرض على النار فل يحس باللم فإذا زال الخضضدر شضضعر بضضالبل
العظيم دفعة واحدة هجومًا .والبدن يشغل عنها والنفوس المدركة للمعقولت
قد تلتذ بها التذاذا ً خفيا ً قاصرا ً عما يقتضيه طباعه وذلك أيضضا ً لشضضواغل البضضدن
وأنس النفس بشهواتها .ومثاله مثال المريض الذي فضضي فيضضه مضضرارة يستبشضضع
الشيء الطيب الحلو ويستهجن الغذاء الذي هو أتم أسباب اللذة في حقضضه فل
يتلذذ به لما عرض من المرض.
فإذا انحط عنها أعباء البدن أدركت اللذة دفعة فالنفوس الكاملضضة بضضالعلوم إذا
انحط عنها أعباء البدن وشواغله بالموت كان مثاله مثضضال مضضن عضضرض للطعضضم
اللذ والذوق الطيب وكان به عارض مرض يمنعه من الدراك فضضزال العضضارض
فضضأدرك اللضضذة العظيمضضة دفعضضة .أو مثضضال مضضن اشضضتد عشضضقه فضضي حضضق شضضخص
فضاجعه ذلك الشخص وهو نائم أو مغمى عليه أو سكران فل يحس بضضه فتنبضضه
فجأة فيشعر بلذة الوصال بعد طول النتظار دفعة واحضضدة .اللضضذات الروحانيضضة
تفهم بالجسمانية وهذه اللذات حقيرة بالضافة إلى اللذات الروحانيضضة العقليضضة
إل أنه ل يمكن تفهيمه إل بأمثلة مما شاهدها الناس في هذه الحيوة وهذا كمضضا
أنا لو أردنا أن نفهم الصبي أو العنين لذة الجماع لم نقدر عليضضه إل بضضأن نمثلضضه
في حق الصبي باللعب الذي هو ألذ الشياء عنده وفي حق العنين بلذة الكضضل
الطيب مع شدة الجوع ليصدق بأصل وجود اللذة ثم يعلم أن ما فهمه بالمثضضال
ليس يحقق عنده لذة الجماع وأن ذلضك ل يضدرك إل بالضذوق .وهضذه أحضط مضن
الولى :لعدم وجودها في الملئكة والدليل على أن اللذات العقلية أشرف من
اللذات الجسمانية أمران :أحدهما أن حال الملئكة أشضضرف مضضن حضضال السضضباع
والخنازير من البهائم وليس لها اللذات الحسية من الجمضضاع والكضضل وإنمضضا لهضضا
لذة الشعور بكمالها وجمالها الضضذي خضضص بهضضا فضضي نفسضضها فضضي اطلعهضضا علضضى
حقائق الشياء وقربها من ربي العالمين في الصفات ل في المكان وفي رتبضضة
الوجود فإن الموجودات حصلت من الله على ترتيب وبوسضضائط فالضضذي يقضضرب
من الوسائط رتبته ل محالة أعلى.
ولكن النسان يفضلها على غيرها والثاني أن النسان أيض ضا ً قضضد يضضؤثر اللضضذات
العقلية على الحسية فإن من يتمكن من غلبضضة عضضدو والشضضماتة بضضه يهجضضر فضضي
تحصيله ملذ النكحة والطعمة بل قد يهجر الكل طول النهضضار فضضي لضضذة غلبضضة
الشطرنج والنرد مع خسة المر فيه ول يحس بألم الجوع .وكضضذلك المتشضضوف
إلى الحشمة والرئاسة يتردد بين انخرام حشمته بقضضضاء الضضوطر مضضن عشضضيقته
مثل ً بحيث يعرفه غيضضره وينتشضضر عنضضه فيصضضون الحشضضمة ويضضترك قضضضاء الضضوطر
ويستحقر ذلك محافظة على ماء الوجه فيكون ذلك ل محالة ألذ عنده بل ربما
يهجم الشجاع على جم غفير من الشجعان مستحقرا ً خطر الموت شضضغفا ً بمضضا
يتوهمه بعضضد المضضوت مضن لضذة الثنضضاء والطضضراء عليضه .فالفضضلية :هضي للضذات
العقلية الخروية فإذن اللذات العقليضضة الخرويضضة أفضضضل مضضن اللضضذات الحسضضية
الدنيوية ولول ذلك لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :أعددت لعبضضادي
الصالحين ما ل عيضضن رأت ول أذن سضضمعت ول خطضضر علضضى قلضضب بشضضر .وقضضال
تعالى " :ل تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعيضن " فهضذا وجضه الحاجضة إلضى
العلم .بعض العلوم نافعة والنافع مضضن جملتضضه العلضضوم العقليضضة المحضضضة وهضضي
العلم بالله وصفاته وملئكته وكتبه وكيفية وجود الشياء منه وما وراء ذلضضك إن
كان وسيلة إليه فهو نافع لجله وإن لم يكن وسيلة إليه كالنحو واللغة والشعر
وأنواع العلوم المفترقة فهي صناعات وحرف كسائر الصناعات.
النفس المواظبة على الشهوات تنال الذى وأما الحاجة إلى العمضضل والعبضضادة
فلزكاء النفس فإن النفس في هذا البدن مصدود عضضن درك حقضضائق الشضضياء ل
لكضضونه منطبعضا ً فضضي البضضدن بضضل لشضضتغاله ونزوعضضه إلضضى شضضهواته وشضضوقه إلضضى
مقتضياته وهذا النزوع والشوق هيئة للنفس تترسخ فيها وتتمكضضن منهضضا بطضضول
المواظبة على اتباع الشهوات والمثابرة على النس بالمحسوسات المسضضتلذة
فإذا تمكنت من النفس فمات البدن كانت هذه الصفات متمكنضضه مضضن النفضضس
ومؤذية من وجهين .فتكون عاجزة عن التصال بالملئكة أحضضدهما أنهضضا تمنعهضضا
عن لذتها الخاصة بهضا وهضو التصضال بالملئكضة والطلع علضى المضور الجميلضة
اللهية ول يكون معه البدن الشاغل فيلهيه عن التألم كما قبضضل المضضوت .وعضضن
اللذة الجسمانية والثاني أنه يبقى معضضه الحضضرص والميضضل إلضضى الضضدنيا وأسضضبابها
ولذاتها وقد استلب منه اللة فإن البدن هضضو اللضضة للوصضضول إلضضى تلضضك اللضضذات
فيكون حاله حال من عشق امرأة وألف رئاسة واستأنس بأولد واستروح إلى
مال وابتهج بحشمة فقتل معشوقه وعزل عن رئاسضضته وسضضبي أولده ونسضضاؤه
وأخذ أمواله أعداؤه وأسقط بالكلية حشمته فيقاسضضي مضضن اللضضم مضضا ل يخفضضى
وهو في هذه الحيوة غير منقطع المل عن عود أمثال هذه المضضور فضضإن الضضدنيا
غاد ورائح فكيف إذا انقطع المل فالولى أن يعرض عن الدنيا ول ينجضضي عضضن
التضمخ بهذه الهيئات إل كف النفس عن الهوى والعراض عن الدنيا والقبضضال
بكنه الجد على العلم والتقوى حتى تنقطع علئقه عن المور الدنيوية وهو فضضي
الدنيا وتستحكم علقته مع المضضور الخرويضضة فضضإذا مضضات كضضان كضضالمتخلص عضضن
سجن فالواصل إلى جميع مطالبه فهو جنتضضه .لكضضن الضضضرورات البدنيضضة جاذبضضة
إليها ول يمكن سلب جميضع هضذه الصضفات عضن النفضس ومحوهضا بالكليضة فضإن
الضرورات البدنية جاذبة إليها إل أنه يمكن تضضضعيف تلضضك العلقضضة ولضضذلك قضضال
تعالى " :وإن منكم إل واردها كان على ربك حتما ً مقضيا " .إل أنه إذا ضضضعفت
العلقة لم تشتد نكاية فراقها وعظم اللتذاذ بما اطلع عليضضه عنضضد المضضوت مضضن
المور اللهية فأماط أثر مفارقة الدنيا والنزوع إليها على قرب كمن يسضضتنهض
من وطنه إلى منصب عظيم وملك مرتفع فقد ترق نفسه حالضضة الفضضراق علضضى
أهله ووطنه فيتأذى أذى ما ولكن ينمحى بما يستأنفه من لذة البتهضضاج بالملضضك
والرئاسة .ولذلك ورد الشرع بالتوسط فضضي الخلق وإذا لضضم يكضضن سضضلب هضضذه
الصفات ورد الشرع في الخلق بالتوسط بين كل طرفين متقابلين لن المضضاء
الفاتر ل حار ول بارد فكأنه بعيد عن الصفتين فل ينبغي أن يبضضالغ فضضي إمسضضاك
المال فيستحكم فيه حرص المال ول في النفضاق فيكضضون مبضضذرا ً ول أن يكضون
ممتنعا ً عن كل المور فيكون جبانا ً ول منهمكا ً في كل أمر فيكضضون متهضضورا ً بضضل
يطلب الجود فإنه الوسط بين البخضضل والتبضضذير والشضضجاعة فإنهضضا الوسضضط بيضضن
الجبن والتهور وكذلك في جميع الخلق وعلم الخلق طويل والشريعة بضضالغت
في تفصيلها ول سبيل في تهذيب الخلق إل بمراعاة قانون الشرع في العمل
حتى ل يتبع النسان هواه فيكون قد اتخذ إلهه هضضواه بضضل يقلضضد الشضضرع فيقضضدم
ويحجم بإشارته ل باختياره فتتهذب به أخلقه.
فمنهم من يكونون تعساء ومنهم سعداء على وجه كامل أو غيضضر كامضضل ومضضن
عدم هذه الفضيلة في الخلق والعلم جميعا ً فهو الهالك ولضضذلك قضضال تعضضالى" :
قد أفلح من زكاهضضا وقضضد خضضاب مضضن دسضضاها " .ومضضن جمضضع الفضضضيلتين العلميضضة
والعملية فهو العارف العابد وهو السضضعيد المطلضضق ومضضن لضضه الفضضضيلة العلميضضة
دون العملية فهو العالم الفاسق ويتعضضذب مضضدة ولكضضن ل يضضدوم لن نفسضضه قضضد
كمل بالعلم ولكن العوارض البدنية لطخته تلطيخضا ً عارضضا ً علضضى خلف جضضوهر
النفس وليس تتجدد السباب المجددة فينمحى علضضى طضضول الزمضضان ومضضن لضضه
الفضيلة العملية دون العلمية فيسضضلم وينجضضو عضضن اللضضم ول يحظضضى بالسضضعادة
الكاملة .وزعموا أن من مات فقد قامت قيامته .في الشرع صور وأما مضضا ورد
في الشرع من الصور فالقصد ضرب المثضضال لقصضضور الفهضضام عضضن درك هضضذه
اللذات فمثل لهم ما يفهمون ثم ذكر لهم أن تلك اللذات فوق ما وصضف لهضضم.
فهذا مذهبهم .جوابنا :أكثر المور صضضحيحة ولكضضن ل تعضضرف إل بالشضضرع ونحضضن
نقول :أكثر هذه المور ليس على مخالفة الشرع فإنضا ل ننكضضر أن فضي الخضضرة
أنواع من اللذات أعظم من المحسوسات ول ننكر بقضضاء النفضضس عنضضد مفارقضضة
البدن ولكنا عرفنا ذلك بالشرع إذ ورد بالمعاد ول يفهم المعاد إل ببقاء النفضضس
وإنما أنكرنا عليهم من قبل دعواهم معرفة ذلك بمجرد العقل.
فالشضضرع يعلمنضضا حشضضر الجسضضاد ولكضضن المخضضالف للشضضرع منهضضا إنكضضار حشضضر
الجساد وإنكار اللذات الجسمانية في الجنة واللم الجسمانية في النار وإنكار
وجود جنة ونار كما وصضضف فضضي القضضرآن .فمضضا المضضانع مضضن تحقيضضق الجمضضع بيضضن
السعادتين الروحانية والجسضضمانية وكضضذى الشضضقاوة وقضضوله :ل تعلضضم نفضضس مضضا
أخفي لهم أي ل يعلم جميع ذلك .وقوله :أعددت لعبادي الصالحين مضضا ل عيضضن
رأت فكذلك وجود تلك المور الشريفة ل يدل على نفي غيرها بل الجمضضع بيضضن
المرين أكمل والموعود أكمل المضضور وهضضو ممكضضن فيجضضب التصضضديق بضضه علضى
وفق الشرع .قد يقال :هذه أمثال فإن قيل :ما ورد فيه أمثال ضربت على حد
أفهام الخلق كما أن الوارد من آيضضات التشضضبيه وإخبضضاره أمثضضال علضضى حضضد فهضضم
الخلق والصفات اللهية مقدسة عما يخيله عامة الناس .قولنا :ل محل للتأويل
والجواب أن التسوية بينهما تحكم بل همضضا يفترقضضان مضضن وجهيضضن :أحضضدهما أن
اللفاظ الواردة في التشبيه تحتمل التأويل على عضادة العضرب فضي السضضتعارة
وما ورد في وصف الجنضضة والنضضار وتفصضضيل تلضضك الحضضوال بلضضغ مبلغضا ً ل يحتمضضل
التأويضضل فل يبقضضى إل خمضضل الكلم علضضى التلضضبيس بتخييضضل نقيضضض الحضضق ول
للستحالة والثاني أن أدلة العقول دلت على استحالة المكان والجهة والصورة
ويد الجارحة وعين الجارحة وإمكضضان النتقضضال والسضضتقرار علضضى اللضضه سضضبحانه
فوجب التأويل بأدلة العقول وما وعد من المور الخرة ليس محال ً فضضي قضضدرة
الله تعالى فيجب الجري على ظاهر الكلم بل علضضى فحضضواه الضضذي هضضو صضضريح
فيه .قولهم :هناك أمور محالة فإن قيل :وقد دل الدليل العقلي على اسضضتحالة
بعث الجساد كما دل على استحالة تلك الصفات على اللضضه تعضضالى .فنطضضالبهم
بإظهاره .ولهم فيه مسالك مسلكهم الول :إما أن يعاد البدن والحياة المسلك
الول قولهم :تقضضدير العضضود إلضضى البضضدان ل يعضضدوا ثلثضضة أقسضضام .إمضضا أن يقضضال:
النسان عبارة عن البدن والحيوة التي هي عرض قائم به كما ذهب إليه بعض
المتكلمين وأن النفضضس الضضتي هضي قضضائم بنفسضضه ومضضدبر للجسضضم فل وجضضود لضضه
ومعنى الموت انقطاع الحيوة أي امتناع الخالق عن خلقها فتنعدم والبدن أيضا ً
ينعدم ومعنى المعاد إعادة الله للبدن الضضذي انعضضدم ورده إلضضى الوجضضود وإعضضادة
الحيوة التي انعدمت أو يقال :مادة البدن تبقى ترابا ً ومعنضضى المعضضاد أن يجمضضع
ويركب على شكل آدمي ويخلق فيه الحيوة ابتداء فهذا قسم.
إما أن ترد النفس إلى البدن وإما أن يقال :النفس موجود ويبقى بعد المضضوت
ولكن يرد البدن الول بجمع تلك الجزاء بعينها وهذا قسم .إما أن ترد النفضضس
إلى بدن أيا ً كان وإمضضا أن يقضضال :يضضرد النفضضس إلضضى بضضدن سضضواء كضضان مضضن تلضضك
الجزاء أو من غيرها ويكون العضضائد ذلضضك النسضضان مضضن حيضضث أن النفضضس تلضضك
النفس فأما المادة فل التفات إليها إذ النسان ليضضس إنسضضانا ً بهضضا بضضل بضضالنفس.
وهذه القسام الثلثة باطلة .وهذه الثلثة باطلة أما الول فظضضاهر البطلن لنضضه
مهما انعدمت الحيوة والبدن فاستئناف خلقها إيجاد لمثل مضضا كضضان ل لعيضضن مضضا
كان بل العود المفهوم هو الذي يفرض فيه بقاء شيء وتجد شيء كمضضا يقضضال:
فلن عاد إلى النعام أي أن المنعم باق وترك النعام ثم عاد إليه أي عضضاد إلضضى
ما هو الول بالجنس ولكنه غيره بالعدد فيكون عودا ً بالحقيقة إلى مثله ل إليه.
ويقال :فلن عاد إلى البلد أي بقي موجودا ً خارجا ً وقد كان له كضضون فضضي البلضضد
فعاد إلى مثل ذلك فإن لم يكن شيء باق وشيئان متعددان متماثلن يتخللهمضضا
زمان لم يتم اسم العود إل أن يسلك مذهب المعتزلة فيقال :المعضضدوم شضضيء
ثابت والوجود حال يعرض له مرة وينقطع تضضارة ويعضضود أخضضرى فيتحقضضق معنضضى
العود باعتبار بقاء الذات ولكنه رفع للعدم المطلضضق الضضذي هضضو النفضضي المحضضض
وهو إثبات للذات مستمرة الثبات إلى أن يعود إليه الوجود وهو محال.
فل يعود النسان بعينه وإن احتال ناصر هذا القسم بأن قضضال :تضضراب البضضدن ل
يفنى فيكون باقيا ً فتعود إليه الحيوة .فنقول عند ذلضضك يسضضتقيم أن يقضضال :عضضاد
التراب حيا ً بعد أن انقطعت الحيوة عنه مرة ول يكون ذلك عضضودا ً للنسضضان ول
رجوع ذلك النسان بعينه لن النسان إنسان ل بمضضادته والضضتراب الضضذي فيضضه إذ
يتبدل عليه سائر الجزاء أو أكثرها بالغضضذاء وهضضو ذاك الول بعينضضه فهضضو باعتبضضار
روحه أو نفسه فإذا عدمت الحيضضوة أو الضضروح فمضضا عضضدم ل يعقضضل عضضوده وإنمضضا
يستأنف مثله ومهما خلق الله حيوة إنسانية في تراب يحصل مضضن بضضدن شضضجر
أو فرس أو نبات كان ذلك ابتداء خلق النسان فالمعضدوم قضط ل يعقضل عضوده
والعائد هو الموجود أي عاد إلى حالضضة كضضانت لضضه مضضن قبضضل أي إلضضى مثضضل تلضضك
الحالة فالعائد هو التراب إلى صفة الحيوة .وليس النسان قائما ً ببضضدنه وليضضس
النسان ببدنه إذ قد يصير بدن الفرس غذاء النسان فيتخلق منه نطفة يحصل
منها إنسان فل يقال :الفرس انقلب إنسانا ً بل الفرس فرس بصورته ل بمادته
وقد انعدمت الصورة وما بقي إل المادة.
وأما الثاني فل يمكن أن يرد البدن الفاسد وأما القسم الثاني وهو تقدير بقضاء
النفس ورده إلى ذلك البدن بعينه فهو لو تصور لكان معادا ً أي عودا ً إلى تدبير
البدن بعد مفارقته ولكن محضضال إذ بضضدن الميضضت ينحضضل ترابضا ً أو تضضأكله الديضضدان
والطيضضور ويسضضتحيل دمضا ً وبخضضارا ً وهضضواء ويمضضتزج بهضضواء العضضالم وبخضضاره ومضضائه
امتزاجا ً يبعد انتزاعه يستقبح جمع أجزاء الميت وحضضدها ولكضضن إن فضضرض ذلضضك
اتكال ً على قدرة الله فل يخلوا إما أن يجمضضع الجضضزاء الضضتي مضضات عليهضضا فقضضط
فينبغي أن يكون معاد القطع ومجذوع النف والذن وناقص العضاء كما كضضان
وهذا مستقبح ل سيما في أهل الجنة وهضضم الضضذين خلقضضوا ناقصضضين فضضي ابتضضداء
الفترة فإعادتهم إلى ما كانوا عليه من الهزال عنضد المضوت فضي غايضضة النكضضال.
هذا إن اقتصر على جمع الجزاء الموجودة عند الموت .ول يمكن جمضضع جميضضع
الجزاء التي كانت في طول عمره وإن جمع جميع أجزائه التي كانت موجودة
في جميع عمره فيه فهضضو محضضال مضضن وجهيضضن :أحضضدهما أن النسضضان إذا تغضضذى
بلحم إنسان وقد جرت العادة بضه فضي بعضض البلد ويكضثر وقضضوعه فضي أوقضات
القحط فيتعذر حشرهما جميعا ً لن مادة واحدة كضضانت بضضدنا ً للمضضأكول وصضضارت
بالغذاء بدنا ً للكل ول يمكن رد نفسين إلى بضضدن واحضضد .والثضضاني أنضضه يجضضب أن
يعاد جزء واحد كبدا ً وقلبا ً ويضدا ً ورجل ً فضإنه ثبضت بالصضناعة الطبيضة أن الجضضزاء
العضوية يغتذي بعضها بفضلة غذاء البعض فيتغذى الكبد بأجزاء القلب وكضضذلك
سائر العضاء .فنفرض أجزاء معينة قد كانت مادة لجملة مضضن العضضضاء فضضإلى
أي عضو تعاد بل ل يحتاج في تقرير الستحالة الولى إلى أكضضل النضضاس النضضاس
فإنك إذا تأملت ظاهر التربضضة المعمضضورة علمضضت بعضضد طضضول الزمضضان أن ترابهضضا
جثث الموتى قد تتربت وزرع فيها وغرس وصار حبا ً وفاكهضضة وتناولهضضا الضضدواب
فصارت لحما ً وتناولناها فعادت بدنا ً لنا فما من مادة يشار إليها إل وقضضد كضضانت
بدنا ً لناس كثيرة فاستحالت وصارت ترابا ً ثم نباتا ً ثم لحما ً ثم حيوانًا .بل يلضضزم
منه محال ثالث وهو أن النفوس المفارقة للبدان غير متناهية والبدان أجسام
متناهية فل تفي المواد التي كانت مواد النسان بأنفس الناس كلهم بل تضيق
عنهم.
وأما الثالث فهو محضضال فضضالنفس هضضي متناهيضضة وأمضضا القسضضم الثضضالث وهضضو رد
النفس إلى بدن إنساني من أي مادة كانت وأي تراب اتفضضق فهضضذا محضضال مضضن
وجهين :أحدهما أن المواد القابلة للكون والفسضضاد محصضضورة فضضي مقعضضر فلضضك
القمر ل يمكن عليها مزيد وهي متناهية والنفس المفارقة للبدان غير متناهية
فل تفي بها .فليس هناك طرق مقبولة والثاني أن التراب ل يقبل تدبير النفس
ما بقي ترابا ً بل ل بد وأن تمتزج العناصر امتزاجا ً يضضاهي امضضتزاج النطفضة بضل
الخشب والحديد ل يقبل هذا التدبير ول يمكن إعادة النسان وبدنه من خشضضب
أو حديد بضضل ل يكضضون إنسضانا ً إل إذا انقسضضم أعضضضاء بضضدنه إلضضى اللحضضم والعظضضم
والخلط ومهمضضا اسضضتعد البضضدن والمضضزاج لقبضضول نفضضس اسضضتحق مضضن المبضضادئ
الواهبة للنفوس حدوث نفس فيتوارد علضضى البضضدن الواحضضد نفسضضان .ول يسضضلم
بالتناسخ وبهذا بطل مذهب التناسخ وهذا المذهب هو عين التناسخ فضضإنه رجضضع
إلى اشتغال النفس بعد خلصها من البدن بتدبير بضضدن آخضضر غيضضر البضضدن الول.
فالمسلك الذي يدل على بطلن التناسخ يدل على بطلن هذا المسلك.
اعتراضنا أن نختار القسم الثضضالث وهضضو ل يخضضالف الشضضرع والعضضتراض هضضو أن
يقال :بم تنكرون على من يختضار القسضم الخيضر ويضرى أن النفضس باقيضة بعضد
الموت وهو جوهر قائم بنفسه وأن ذلك ل يخالف الشرع بل دل عليضضه الشضضرع
في قوله " :ول تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا ً بل أحياء عند ربهم "
وبقوله عليه السلم :أرواح الصالحين فضضي حواصضضل طيضضر خضضضر معلقضضة تحضضت
العرش وبمضضا ورد مضضن الخبضضار بشضضعور الرواح بالصضضدقات والخيضضرات وسضضؤال
منكر ونكير وعذاب القبر وغيره وكل ذلك يدل على البقاء .وفيه عضضود محقضضق
نعم قد دل مع ذلك على البعث والنشور بعده هضضو بعضضث البضضدن .وذلضضك ممكضضن
بردها إلى بدن أي بدن كان سواء كان من مضضادة البضضدن الول أو مضضن غيضضره أو
من مادة استؤنف خلقها فإنه هو بنفسه ل ببضضدنه إذ يتبضضدل عليضضه أجضضزاء البضضدن
من الصغر إلى الكبر بالهزال والسمن وتبدل الغذاء ويختلف مزاجضضه مضضع ذلضضك
وهو ذلك النسان بعينه فهذا مقدور لله ويكون ذلك عضضودا ً لضضذلك النفضضس فضضإنه
كان قد تعذر عليه أن يحظى باللم واللذات الجسمانية بفقد اللة وقد أعيدت
إليه آلة مثل الولى فكان ذلك عودا ً محققًا.
النفوس ليست غير متناهية وما ذكرتموه من استحالة هذا بكون النفوس غير
متناهية وكون المواد متناهية محضضال ل أصضضل لضضه فضضإنه بنضضاء علضضى قضضدم العضضالم
وتعاقب الدوار علضى الضضدوام ومضضن ل يعتقضد قضضدم العضالم فضالنفوس المفارقضضة
للبدان عنده متناهية وليست أكثر من المضضواد الموجضضودة وإن سضضلم أنهضضا أكضضثر
فالله تعالى قادر على الخلق واسضضتئناف الخضضتراع وإنكضضاره إنكضضار لقضضدرة اللضضه
على الحداث .وقد سبق إبطضضاله فضضي مسضضألة حضضدث العضضالم .أمضضا التناسضضخ فل
مشاحة في السضضماء وأمضضا إحضضالتكم الثانيضضة بضضأن هضضذا تناسضضخ فل مشضضاحة فضضي
السماء فما ورد الشضضرع بضضه يجضضب تصضضديقه فليكضضن تناسضضخا ً وإنمضضا نحضضن ننكضضر
التناسخ في هذا العالم .فأما البعث فل ننكره سمي تناسخا ً أو لم يسم .واللضضه
قادر على تدبير المر وقولكم إن كل مزاج استعد لقبول نفس استحق حدوث
نفس من المبادئ رجوع إلى أن حدوث النفس بضالطبع ل بضضالرادة وقضضد أبطضضل
ذلك في مسألة حدث العضضالم .كيضضف ول يبعضضد علضضى مسضضاق مضضذهبكم أيضضا ً أن
يقال :إنما يستحق حدوث نفس إذا لم يكن ثم نفس موجودة فتستأنف نفضضس
فيبقى أن يقال :فلم لم تتعلق بالمزجة المسضضتعدة فضضي الرحضضام قبضضل البعضضث
والنشور بل في عالمنا هذا فيقال :لعل النفس المفارقة تسضضتدعي نوعضا ً آخضضر
مضضن السضضتعداد ول يتضضم سضضببها إل فضضي ذلضضك الضضوقت .ول بعضضد فضضي أن يفضضارق
الستعداد المشروط للنفس الكاملة المفارقضضة السضضتعداد المشضضروط للنفضضس
الحادثة ابتداء التي لم تستفد كمال ً بتدبير البدن مدة والله تعالى أعضضرف بتلضضك
الشروط وبأسبابها وأوقات حضورها وقد ورد الشضضرع بضضه وهضضو ممكضضن فيجضضب
التصديق به.
مسلكهم الثاني كما أن قلب الحديد ثوبا ً المسلك الثاني أن قضضالوا :ليضضس فضضي
المقدور أن يقلب الحديد ثوبا ً منسوجا ً بحيضضث يتعمضضم بضضه إل بضضأن تحلضضل أجضضزاء
الحديد إلى العناصر بأسباب تستولي على الحديد فتحلله إلى بسائط العناصضضر
ثم تجمع العناصر وتدار في أطوار في الخلقة إلى أن تكتسضب صضورة القطضن
ثم يكتسب القطن صورة الغزل ثم الغزل يكتسب النتظام المعلوم الذي هضضو
النسج على هيئة معلومة .ولو قيل إن قلب الحديد عمامة قطنيضضة ممكضضن مضضن
ل .نعضضم يجضضوز أن غير الستحالة في هذه الطوار على سبيل الترتيب كان محا ً
يخطر للنسان أن هذه الستحالت يجوز أن تحصل كلها في زمان متقضضارب ل
يحس النسان بطولها فيظن أنه وقع فجأة دفعة واحدة .هذا ما يقتضضضيه أيض ضا ً
تجضضدد بضضدن النسضضان لضضترد النفضضس إليضضه وإذا عقضضل هضضذا فالنسضضان المبعضضوث
المحشور لو كان بدنه من حجر أو ياقوت أو در أو تراب محض لم يكن إنسانا ً
بل ل يتصور أن يكون إنسانا ً إل أن يكون متشكل ً بالشضضكل المخصضضوص مركبضا ً
من العظام والعروق واللحوم والغضاريف والخلط والجضضزاء المفضضردة تتقضضدم
على المركبة فل يكون البدن ما لم تكن العضاء ول تكون العضاء المركبة ما
لم تكن العظام واللحوم والعروق ول تكون هذه المفردات ما لم تكن الخلط
ول تكون الربعة ما لم تكن موادها من الغذاء ول يكون الغذاء ما يكضضن حيضضوان
أو نبات وهو اللحضضم والحبضضوب ول يكضضون حيضضوان ونبضضات مضضا لضضم تكضضن العناصضضر
الربعة جميعا ً ممتزجة بشضضرائط مخصوصضضة طويلضضة أكضضثر ممضضا فصضضلنا جملتهضضا.
فإذن ل يمكن أن يتجدد بدن إنسان لترد النفس إليه إل بهذه المور.
وهذا محال من جميع الوجوه ولها أسباب كثيرة :أفينقلب التراب إنسضضانا ً بضضأن
يقال له كن أو بأن تمهد أسضضباب انقلبضضه فضضي هضضذه الدوار وأسضضبابه هضي إلقضضاء
النطفة المستخرجة مضن لبضاب بضضدن النسضان فضي رحضم حضتى يسضضمد مضن دم
الطمث ومن الغذاء مدة حتى يتخلق مضغة ثضضم علقضضة ثضضم جنين ضا ً ثضضم طفل ً ثضضم
ل .فقضول القضائل :يقضال لضه كضن فيكضون غيضر معقضول إذ الضتراب ل شابا ً ثم كه ً
يخاطب وانقلبه إنسانا ً دون التردد في هذه الطوار محال .وتضضردده فضضي هضضذه
ل .اعتراضنا :هذا ل الطوار دون جريان هذه السباب محال فيكون البعث محا ً
بد منه ولو في زمان طويل والعتراض أنا نسلم أن الترقي في هضضذه الطضضوار
ل بد منه حتى يصير بدن النسان كما ل بد منه حتى يصير الحديد عمامة فضضإنه
لو بقي حديدا ً لما كان ثوبا ً بل ل بد وأن يصير قطنا ً مغزول ً ثم منسوجًا .ولكضضن
ذلك في لحظة أو في مدة ممكن ولم يبن لنا أن البعث يكضضون فضضي أوحضضى مضضا
يقدر إذ وهذا يحصل بقضضدرة اللضضه إمضضا مضضن غيضضر واسضضطة وإنمضضا النظضضر فضضي أن
الترقي في هذه الطوار يحصل بمجرد القدرة من غير واسطة أو بسضضبب مضضن
السباب وكلهما ممكنان عندنا كما ذكرناه في المسألة الولى من الطبيعيات
عند الكلم على إجراء العادات وإن المقترنات في الوجود اقترانها ليس علضضى
طريق التلزم بل العادات يجوز خرقها فيحصل بقدرة الله تعضضالى هضضذه المضضور
دون وجود أسبابها.
أو بواسطات غريبة وأما الثاني فهو أن نقول :ذلك يكون بأسباب ولكن ليضضس
من شرط أن يكون السبب هو المعهضضود بضضل فضضي خزانضضة المقضضدورات عجضضائب
وغرائب لم يطلع عليها ينكرها من يظن أن ل وجود إل لمضضا شضضاهده كمضضا ينكضضر
طائفة السحر والنارنجضضات والطلسضضمات والمعجضضزات والكرامضضات وهضضي ثابتضضة
بالتفاق بأسباب غريبة ل يطلع عليها .من استنكر قوة المغناطيس ثم شاهدها
تعجب منها فهكذا يتعجبون بل لو لضضم يضضر إنسضضان المغنضضاطيس وجضضذبه للحديضضد
وحكي له ذلك لستنكره وقال :ل يتصضضور جضضذب للحديضضد إل بخيضضط يشضضد عليضضه
ويجذب فإنه المشاهد في الجذب حتى إذا شاهده تعجب منه وعلضضم أن علمضضه
قاصر عن الحاطة بعجائب القدرة .وكذلك الملحدة المنكرة للبعضضث والنشضضور
إذا بعثوا ورأوا عجائب صنع الله فيه ندموا ندامضضة ل تنفعهضضم ويتحسضضرون علضضى
جحودهم تحسرا ً ل يغنيهم ويقال لهم " :هذا الضضذي كنتضضم بضضه تكضضذبون " كالضضذي
يكضضذب بضضالخواص والشضضياء الغريبضضة .إن النسضضان لضضو خلضضق عضضاقل ً لنكضضر خلضضق
النسان من النطفة بل لو خلق إنسان عاقل ً ابتداء وقيضضل لضضه إن هضضذه النطفضة
القذرة المتشابهة الجضضزاء تنقسضضم أجزاؤهضضا المتشضضابهة فضضي رحضضم آدميضضة إلضضى
أعضاء مختلفة لحمية وعصبية وعظمية وعرقية وغضضضروفية وشضضحمية فيكضضون
منه العين على سضضبع طبقضضات مختلفضضة فضضي المضضزاج واللسضضان والسضضنان علضضى
تفاوتهما في الرخاوة والصلبة مع تجاورهما وهلم جرا إلضضى البضضدائع الضضتي فضضي
الفطرة لكان إنكاره أشد من إنكار الملحدة حيث قالوا :أئذا كنا عظامضا ً نخضضرة
الية.
فيجب عدم إنكار ما لم يشاهد فليس يتفكر المنكر للبعث أنه من أيضن عضرف
انحصار أسباب الوجود فيما شاهد ولم يبعد أن يكون في إحياء البضضدان منهضضاج
غير ما شاهده .وقد ورد في بعضض الخبضار أنضه يعضم الرض فضي وقضت البعضث
مطر قطراتهضا تشضضبه النطضضف وتختلضضط بضالتراب فضأي بعضضد فضضي أن يكضضون فضضي
السباب اللهية أمضضر يشضضبه ذلضضك ونحضضن ل نطلضضع عليضضه ويقتضضضي ذلضضك انبعضضاث
الجساد واستعدادها لقبول النفوس المحشضضورة وهضضل لهضضذا النكضضار مسضضتند إل
الستبعاد المجرد قد يقضضال :إن الفعضضل اللهضضي ل يتغيضضر وهضضو دوري فضضإن قيضضل:
الفعل اللهي له مجرى واحد مضروب ل يتغير ولذلك قال تعالى " :ومضا أمرنضا
إل واحدة كلمح بالبصر " وقال " :ولن تجد لسنة الله تبضضديل " وهضضذه السضضباب
التي أوهمتهم إمكانها إن كانت فينبغي أن تطرد أيض ضا ً وتتكضضرر إلضضى غيضضر غايضضة
وأن يبقى هذا النظام الموجود في العالم من التولضد والتوالضضد إلضى غيضضر غايضضة.
وبعد العتراف بالتكرر والدور فل يبعد أن يختلف منهاج المضضور فضضي كضضل ألضضف
ألف سنة مثل ً ولكن يكون ذلك التبدل أيضا ً دائما ً أبديا ً علضضى سضضنن واحضضد فضضإن
سنة الله ل تبديل فيها.
ويصدر عن الرادة وهي غير متعينة وهذا لمكان أن الفعل اللهضضي يصضضدر عضن
المشيئة اللهية والمشيئة اللهية ليسضضت متعينضضة الجهضضة حضضتى يختلضضف نظامهضضا
بضضاختلف جهاتهضضا فيكضضون الصضضادر منهضضا كيضضف مضضا كضضان منتظمضا ً انتظامضا ً يجمضضع
وستكون الخرة والقيامضضة فضضإن جضضوزتم اسضضتمرار التوالضضد والتناسضضل بضضالطريق
المشاهد الن أو عود هذا المنهاج ولضضو بعضضد زمضضان طويضضل علضضى سضضبيل التكضضرر
والدور فقد رفعتم القيامة والخرة وما دل عليه ظواهر الشضضرع إذ يلضضزم عليضضه
أن يكون قد تقدم على وجودنا هذا البعث كرات وسيعود كرات وهكضضذى علضضى
الضضترتيب .ول يمكضضن انقسضضام الحضضالت إلضضى ثلثضضة وإن قلتضضم إن السضضنة اللهيضضة
بالكلية تتبدل إلى جنس آخر ول تعود قط هضذه السضنة وتنقسضم مضدة المكضان
إلى ثلثة أقسام :قسم قبل خلق العالم إذ كان الله ول عالم وقسم بعد خلقه
على هذا الوجه وقسم به الختتام وهو المنهاج البعثي بطل التساق والنتظام
وحصل التبديل لسنة الله وهضضو محضضال فضضإن هضضذا إنمضضا يمكضضن بمشضضيئة مختلفضضة
باختلف الحوال أما المشيئة الزلية فلها مجرى واحد مضضضروب ل تتبضضدل عنضضه
لن الفعل مضاه للمشيئة والمشيئة على سنن واحد ل تختلضضف بالضضضافة إلضضى
الزمان وهذا ل يناقض القول بأن الله " قادر علضضى كضضل شضضيء " وزعمضضوا أن
هذا ل يناقض قولنا إن الله قادر على كل شيء فإنا نقول إن اللضضه قضضادر علضضى
البعث والنشور وجميع المور الممكنة على معنى أنه لو شاء لفعل وليس من
شرط صدق قولنا هذا أن يشاء ول أن يفعل .وهذا كما أنا نقول إن فلنا ً قضضادر
على أن يجز رقبة نفسه ويبعج بطن نفسه ويصضضدق ذلضضك علضضى معنضضى أنضضه لضضو
شاء لفعل ولكنا نعلم أنه ل يشاء ول يفعل .ول يناقضه أنه " ل يشاء ول يفعضضل
" وقولنا :ل يشاء ول يفعل ل يناقض قولنا إنه قادر بمعنى أنضضه لضضو شضضاء لفعضضل
فإن الحمليات ل تناقض الشرطيات كما ذكر فضضي المنطضضق إذ قولنضضا :لضضو شضضاء
لفعل شرطي موجب وقولنضا :مضا شضاء ومضا فعضضل حملتضان سضالبتان والسضضالبة
الحملية ل تناقض الموجبة الشرطية .فإذن الدليل الذي دلنضضا علضضى أن مشضضيئة
أزلية وليست متفننة يدلنا على أن مجرى المر اللهي ل يكون إل على انتظام
وإن اختلفت في آحضضاد الوقضضات فيكضضون اختلفهضضا أيضضا ً علضضى انتظضضام واتسضضاق
بالتكرر والعود وأما غير هذا فل يمكن .جوابنا :يمكن انقسام الحالت إلى ثلثة
والجواب أن هذا استمداد من مسألة قدم العالم وأن المشضضيئة قديمضضة فليكضضن
العالم قديما ً وقد أبطلنا ذلك وبينا أنه ل يبعد في العقل وضع ثلثة أقسام وهضضو
أن يكون الله موجضضودا ً ول عضضالم ثضضم يخلضضق العضضالم علضضى النظضضم المشضضاهد ثضضم
يستأنف نظما ً ثانيا ً وهو الموعود في الجنة ثم يعدم الكل حتى ل يبقى إل اللضضه
وهو ممكن لول أن الشرع قد ورد بأن الثواب والعقضضاب والجنضضة والنضضار ل آخضضر
لهما .المسألة تنبنى على المسألتين الولى والسضابعة عشضرة وهضذه المسضألة
كيف ما رددت تنبنى على مسئلتين إحديهما حدث العالم وجواز حصول حضضادث
مضضن قضضديم الثانيضضة خضضرق العضضادات بخلضضق المسضضببات دون السضضباب أو إحضضداث
أسباب على منهج آخر غير معتضضاد وقضضد فرغنضضا عضضن المسضضئلتين جميعضًا .خاتمضضة
الكتاب هل هم كافرون فإن قال قائل :قد فصضضلتم مضضذاهب هضضؤلء أفتقطعضضون
القول بكفرهم ووجوب القتل لمن يعتقد اعتقادهم
تكفيرهم ل بد منه في المسائل الولى والثالثة عشرة والسابعة عشرة قلنضضا:
تكفيرهم ل بد منه في ثلضضث مسضضائل إحضضديها مسضضألة قضضدم العضضالم وقضضولهم إن
الجواهر كلها قديمة والثانية قولهم إن الله ل يحيضضط علم ضا ً بالجزئيضضات الحادثضضة
من الشخاص والثالثة في إنكضضارهم بعضضث الجسضضاد وحشضضرها فهضضذه المسضضائل
الثلث ل تلئم السلم بوجه ومعتقدها معتقضضد كضضذب النبيضضاء .وإنهضضم ذكضضروا مضضا
ذكروه على سبيل المصلحة تمضثيل ً لجمضاهير الخلضضق وتفهيمضا ً وهضضذا هضضو الكفضضر
الصراح الذي لم يعتقده أحد من فرق المسلمين .وفضضي غيرهضضا مضضن المسضضائل
فمذهبهم قريب من مذاهب الفرق السلمية فأما ما عدا هذه المسائل الثلث
من تصرفهم في الصفات اللهية واعتقاد التوحيضضد فيهضضا فمضضذهبهم قريضضب مضضن
مضضذاهب المعتزلضضة ومضضذهبهم فضضي تلزم السضضباب الطبيعيضضة هضضو الضضذي صضضرح
المعتزلة به في التولد وكذلك جميع ما نقلنضاه عنهضم قضد نطضق بضه فريضق مضن
فرق السلم إل هذه الصول الثلث .فمضضن يضضرى تكفيضضر أهضضل البضضدع مضضن فضضرق
السلم يكفرهم أيضا ً به ومن يتوقف عن التكفير يقتصر على تكفيرهضضم بهضضذه
المسائل.
المسائل التي ل يحسن الخوض فيها وأما نحن فلسنا نضضؤثر الن الخضضوض فضضي
تكفير أهل البدع وما يصح منه وما ل يصح كيل يخرج الكلم عضضن مقصضضود هضضذا
الكتاب والله تعالى الموفق للصواب.