Professional Documents
Culture Documents
محمد سعيد ناود:رثاء متأخر لقائد متقدم على عصره- كلمات �أولية
كانت حركة التحرير اإلري��ت��ري��ة أول تنظيم وروحه الثائرة. حزينا جد ًا وقد طلب مني أن انقل تأخرت كثير ًا في الكتابة عن القائد الراحل
إريتري ينادي باستقالل إريتريا عن إثيوبيا ن���اود ال��ش��اب الثائر تعازيه ألس��رة ال��راح��ل وللشعب ال��ف��ذ محمد سعيد ن���اود ،كنت ف��ي انتظار أن
من خالل اتباع وسائل نضالية .قد تبدو هذه هو نتاج لروح التغيير اإلري��ت��ري .الصديق اآلخ��ر الذي ترسل ل��ي تسجيالت حل���وارات أجريتها معه
الوسائل غير عملية اليوم ،لكن ما مييزها في والتحرر الوطني التي اتصلت به هو األخ حسن كنتيباي قبل سبعة عشر عام ًا ألكتب عنه بشكل مفصل،
إط��اره��ا التاريخي إن��ه��ا فتحت ال��ط��ري��ق أمام كانت تهب حينها على فأنا أعرف الصداقة العميقة التي فتجربته الثرية وريادته البد أن متلك لألجيال
�لا لتحررهم دون اإلري��ت��ري�ين ليجربوا وس��ائ ً دول ال���ع���ال���م الثالث جمعته مع الراحل رغم فارق السن احلالية وأن يستعان بها إلن���ارة الطريق في
ال��رك��ون للمجتمع ال��دول��ي أو محاولة حتسني ف��أرداد أن يلحق شعبه بينهما وأعرف مدى التقدير الذي ه��ذه األوق���ات العصيبة التي مير بها الشعب
تطبيق االحتاد الفيدرالي. بركب الشعوب الثائرة يكنه حسن له .وعندما اتصلت به اإلري��ت��ري .ومب��ا أن ه��ذه احل���وارات قد تـأخرت
وسيذكر التاريخ ن��اود باعتباره أح��د قادة ويناله حقه في احلرية ك��ان حسن ف��ي كسال ف��ي طريقه كثير ًا رأيت أن أسجل هنا هذه التحية لذكراه
التحرر الوطني العربي واإلفريقي أبان ستينيات واالنعتاق من االحتالل إلى إريتريا للمشاركة في تشييع واعبر عن التقدير العميق ال��ذي يستحقه هذا
القرن املاضي وسيبقى في ذاكرة اإلرتريني كأحد اإلث��ي��وب��ي ال����ذي كانت ن��اود وك��ان يحاول ومعه آخرون الرائد ،الزاهد املعطاء آمال أن أمتكن الحق ًا من
رموزهم الشامخة وصناع تاريخهم الوطني. ال��ع��دي��د م��ن املؤشرات احلصول على تأشيرة خروج في الكتابة عنه بشكل مفصل.
مثل ن��اود يظل حتى بعد وفاته يخدم القضية ت����دل ع��ل��ى إن����ه يخطط وق��ت متأخر م��ن الليل حلضور عندما علمت ب��وف��ادة القالئد الكبير خطر
التي نذر حياته من أجلها فعندما رحل غطى إلك��م��ال إحل��اق إريتريا التشييع الذي كان مقرر ًا إقامته بذهني االتصال بصديقني أعرف مدى محبتهما
رحيله على األص����وات ال��ت��ي ج��اه��رت بالتنكر وإن����ه����اء آخ����ر مظاهر ياسني محمد عبدالله في اليوم التالي. وتقديرهما له فكان إن اتصلت باملناضل الكبير
إلرثنا العظيم املعمد بالدم وال��ذي رسمه قادة احل����ك����م ال����ف����ي����درال����ي. ب��ال��ه��دؤ امل���ع���روف ع��ن��ه رحل أح��م��د س��وي��را ألع��زي��ه ف��ي رج��ل أع���رف محبته
عظام أمثال ن��اود ،عواتي ،إدري��س محمد آدم اخ��ت��ل��ف ن���اود م��ع فرع محمد سعيد ن���اود ف��ي أسمرا ل��ه رغ��م خالفاتهما السياسية ف��ي مرحلة ما.
،عثمان سبي ،طاهر سالم وعمر إزاز وغيرهم مخلف ًا إرث��� ًا نضاليا وثقافيا عظيم ًا .اثنان احل��زب الشيوعي السوداني في بورتسودان ك��ان س��وي��را ي��ذك��ر ن���اود دائ��م�� ًا بتقدير عظيم
من األفذاذ الذي دشنوا وقادوا في أوقات صعبة وخمسون عام ًا مرت بني تأسيسه ،مع مجموعة الذي كان عضو ًا فيه بخصوص خياره اجلديد ليس فقط ل��دوره النضالي الكبير إمن��ا أيض ًا
نضال اإلرتريني من أجل احلرية.
أال رحم الله القائد الكبير محمد سيعد ناود
م��ن ال��ش��ب��اب ،ف��ي ب��ورت��س��ودان ح��رك��ة حترير وباالحتكام للمركز وجد ناود تأييد ًا ملشروعه
إريتريا ورحيله الشهر املاضي كرسها ناود من ال��وط��ن��ي اإلري���ت���ري ف��ك��ان أن ك���رس ل���ه وقته
ل���دوره التثقيفي بالنسبة لهم أع��ض��اء حركة
حترير إريتريا ،حيث كان يعد لهم أوراق ًا حول نافذة على القرن االفريقي
وألهم آله الصبر والسلوان. أجل قضية آمن بها وأعطاها عصارة عقله النير وجهده. موضوعات مختلفة ويوزعها عليهم .كان سويرا
ا�سبوعية ..متخ�ص�صة