You are on page 1of 19

‫جريمة مخالفة النزاهة والموضوعية وفقا للقضاء االردني‬

‫اعداد المحامي‬

‫محمد قطيشات‬

‫مخالفة النزاهة و الموضوعيه والتوازن‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫جرم قانون المطبوعات والنشر األردني مخالفة النزاهة والموضوعية وعدم احترام الحقيقة والحي اة‬
‫الخاص ة للن اس و حقيق ة ال يمكن وض ع معي ار منض بط لفك ره الت وازن او الموض وعية ‪ ،‬او ح تى‬
‫تقاليد األمه او غيرها ‪ ،‬فتلك المعاني متغيره من شخص الى آخر ومن بيئة الى اخرى ‪ ،‬فما يمكن‬

‫‪1‬‬
‫ان يعتبر خروجا على التقالي د في محافظ ة نائي ة من محافظ ات المملك ة ق د ال يع د ك ذلك في عم ان‬
‫مثال ‪ ،‬وم ا ي راه ش خص بأن ه قم ة الت وازن والموض وعية ق د يعت بره انس ان آخ ر خروج ا على تل ك‬
‫المبادئ ‪.‬‬

‫الركن المادي لهذه المجموعه من الجرائم ه و الكتاب ة في الموض وع الواح د بغ ير ت وازن‬ ‫‪‬‬
‫أو بشكل غير موضوعي ‪.‬‬

‫التوازن هو عرض الموضوع لوجهات نظر متعددة ‪ ،‬بعضها ايجابي واآلخ ر س لبي ‪ .‬وبالت الي‬
‫فإن الموضوع لو تطرق إلي جانب واحد خاصة الجانب السلبي ال يكون متوازنا ‪.‬‬

‫الموضوعية فهي عكس الشخصية ‪ ،‬بمع ني أن الك اتب ينطل ق في عرض ه من منظ ور شخص ي ‪،‬‬
‫ك أن يك ون ل ه حاج ه معين ه أو مطلب من جه ة معين ه ف ترفض تل ك الجه ة في دبج المق االت في‬
‫هجائها ‪.‬‬

‫في بعض األح وال ال يك ون من الس هل تحدي د ال ركن الم ادي للجريم ة الموص وفة‬ ‫‪‬‬
‫بالمادتين ‪4‬و‪ 5‬قد يستعصى في بعض األح وال فمثال تل زم الم ادة الخامس ة الص حف علي‬
‫االمتناع عن نشر ما يتع ارض م ع مب ادئ الحري ة والمس ؤولية الوطني ة وحق وق اإلنس ان‬
‫وقيم األم ة العربي ة واإلس المية "‪ ،‬وال يمكن ب أي ح ال من األح وال معرف ه مع ني تقالي د‬
‫األم ة أو مب ادئ المس ئولية ‪ ،‬فتل ك المع اني متغ يره من ش خص إلي آخ ر ومن بيئ ة إلي‬
‫أخري ‪.‬‬

‫يجب مالحظ ة ان جمي ع ج رائم الطبوع ات هي من ج رائم الخط ر ‪ ،‬بمع ني أن الش ارع ال‬ ‫‪‬‬
‫ينظر إلي تحقق النتيجة التي تغياها الجاني أو ال ‪ ،‬فمجرد اقتراف ه الفع ل عالم ا ب ه مري دا‬
‫نتيجته حق عليه العقاب سواء تحققت النتيجة أم ال‪.‬‬

‫يقوم الركن المعنوي في جرائم المطبوع ات علي أس اس ت وافر العلم وألرداه ل دي الك اتب‬ ‫‪‬‬
‫بأن ه يتن اول موض وعه بش كل يخ ل ب التوازن أو الموض وعية أو ين اهض قيم المجتم ع‬
‫‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫والعلم هن ا ه و العلم ب المعني الع ام أي أن يعلم الج اني أن م ا يق وم ب ه إنم ا يخ ل بتل ك‬ ‫‪‬‬
‫القواعد ‪ ،‬فعند عرض المادة التحريرية مثال يتعين أن يعلم الجاني أن ما ينشره ه و غ ير‬
‫متوازن وانه لم يأخذ في االعتبار أراء األطراف كلها‪.‬‬

‫أم ا اإلرادة فالقص د منه ا أن تتج ه أراده الفاع ل إلي القي ام بالفع ل وان يري د ف وق ذل ك‬ ‫‪‬‬
‫تحقيق النتيجة ‪ ،‬فالصحفي الذي ينشر تحقيقا واسعا عن الفس اد في وزاره " م ا " ‪ ،‬ثم ال‬
‫يق وم بع رض أق وال المس ئولين عن تل ك ال وزارة وردهم علي االتهام ات الموجه ة إليهم‬
‫يعتبر قد اخل بالتوازن‪.‬‬

‫علي أن الص حفي يمكن ان يس قط ال ركن المعن وي إن اثبت ان ه ق د ق ام مثال بك ل م ا من‬ ‫‪‬‬
‫شانه أن يعرض لوجهات النظر المختلف ة ولكن ه لم يل ق التع اون الالزم ‪ ،‬او ان يثبت ان ه‬
‫ح اول بك ل الط رق التع رف علي ايجابي ات وس لبيات المنتج التج اري فلم يفلح ‪....‬الخ‪،‬‬
‫وفي هذه الحالة فإن بذله العناية الكافية يسقط ركن الإراده فيسقط معها القصد‪.‬‬

‫تفسير المحاكم لمخالفة النزاهة والموضوعية والتوازن ‪:‬‬

‫حقيقة ال يوجد تفسير قضائي مباشر لمخالفة النزاهة والموضوعية ولكن يمكن فهم ذلك من خالل‬
‫النظر الى القرار القضائي‪ 1‬التالي ‪:‬‬

‫[ وهك ذا وبن اء على م ا س بق وس ندا ألحك ام الم ادة ( ‪ ) 5‬من ق انون المطبوع ات ف ان م ا ورد في‬
‫الصحيفة وعلى الرغم من وجود بعض الوثائق المنشورة في الواقع إال انه ومن خالل ما توصلت‬
‫إليه المحكمة بناء على شهود النيابة ووزن البيانات المقدمة فان هذه الوثائق ال تصلح وال تعطي‬

‫‪1‬‬
‫القضية رقم ‪ 746/2005‬محكمة بداية جزاء عمان ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مؤش را على ان واق ع ش ركة مص انع االس منت ه و م ا نس ب إلي ه من االحتي ال في اس تقدام العمال ة‬
‫الواف دة ومن حيث الغش في األوزان واالس تفادة من ف روق الثمن وع دم التقي د بمع ايير الس المة‬
‫العام ة وحرم ان العم ال من حق وقهم وتجمي د الكف اءات ك دليل على الفس اد‪ .‬وبن اء علي ه وحيث ان ه‬
‫للصحافة حرية التعبير ونشر الثقافة والمعلومات ولكن يجب ان يكون ذلك ضمن إطار القانون وقد‬
‫اوجب القانون في المادة السابعة من قانون المطبوعات والنشر على الصحفي ان يتحرى النزاهة‬
‫والموض وعية في نش ر الم ادة الص حفية وحيث ان الم ادة الم ذكورة ق د خلت من النزاه ة‬
‫والموضوعية وخالفت الحقيقة فان فعل االظناء يكون مخالفا للقانون وأحكام المادتين (‪ 5‬و ‪ )7‬من‬
‫قانون المطبوعات والنشر‪].‬‬

‫وفي القضية رقم ‪ 2225/2004‬نجد المحكمة قد قررت اآلتي ‪:‬‬

‫[ وعن ج رم مخاف ة الم ادة (‪ )5‬من ق انون المطبوع ات والنش ر رقم (‪ )8‬لس نة ‪....1998‬وتج د‬
‫المحكمة ان ما تضمنه المقال معلومات محددة لم يتم تقديم أية بينة‪.....‬وبذلك فإنه لم يثبت صحة‬
‫ما تم نشره‪ ،‬وهذا يشكل عدم إحترام للحقيقة ويتحقق به جرم مخالفة المادة الخامسة المذكورة‪....‬‬
‫أم ا عن ج رم مخالف ة الم ادة (‪ )7‬من ق انون المطبوع ات والنش ر‪...‬ف إن ذل ك يجع ل من نش ر المق ال‬
‫الم ذكور مفتق راً إلى الت وازن والموض وعية في ع رض الم ادة الص حفية ويش كل ع دم ت وازن‬
‫وموضوعية في عرض المادة الصحفية ويتحقق به جرم مخالفة أحكام المادة ‪/7‬ج المذكورة‪].‬‬

‫ويذهب قرار قضائي آخر الى توضيح أدق لفكرة التوازن والموضوعية والذي جاء فيه اآلتي ‪:‬‬

‫[" وتج د المحكم ة ومن خالل دراس ة الم ادة الص حفية انه ا عب ارة عن تحقي ق وليس مق ال وتج د ان‬
‫الك اتب لم يب د رأي ه الخ اص وانم ا اعتم د في التحقي ق على ط رح الش كوى المقدم ة من المواط نين‬
‫وابدى رأيهم والرأي االخر فيه ونقل فيها رد مدير اليانصيب على كافة نقاط االتهام الواردة في‬
‫هذه الشكوى وتحرى كاتب المادة الصحفية النزاهة والموضوعية في عرض المادة الصحفية حيث‬
‫لم يعتمد في كتابته لهذه المادة على الشكوى المقدمة من بائعي اليانصيب وانما حاول الوصول الى‬

‫‪4‬‬
‫الحقيق ة لغاي ات اس تجالء كاف ة النق اط ال واردة في االتهام ات وذل ك عن طري ق اللج وء الى الجه ة‬
‫المختصة والمعنية في هذا الموضوع ‪ .‬ومن جهة اخرى فان المحكمة لم تجد في بينات النيابة ما‬
‫يثبت القصد الجرمي لدى الكاتب بان ينشر ما يخالف الحقيقة على الرغم علمه بالحقيقة وان ما‬
‫نش ر مخ الف له ا مم ا يجع ل ارك ان ج رم مخالف ة الحقيق ة غ ير مت وافرة ويس تتبع ذل ك الحكم ب براءة‬
‫االظن اء عن ه ذا الج رم ‪.‬ام ا فيم ا يتعل ق بج رم ع دم الت وازن والموض وعية فق د تم بحث ه ذا‬
‫الموضوع من خالل عرض المادة الصحفية وقيام الكاتب بابداء الرأي االخر وتأكيد شاهد النيابة‬
‫ان الص حفي ق د اورد تقريب ا نفس اجوب ة الش اهد ‪ ......‬وان ارك ان الج رم غ ير مت وافرة مم ا‬
‫يستوجب معها اعالن براءة االظناء عنها ‪ .‬اما جرم مخالفة المادة السابعة ‪/‬أ وهو احترام الحريات‬
‫العام ة لالخ رين وحف ظ حق وقهم وع دم المس بحرم ة حي اتهم الخاص ة ف ان المحكم ة تج د ان‬
‫الموضوع الذي تم بحثه هو موضوع عام ويمس قطاع بائعي اليانصيب والمواطنين الذين يقومون‬
‫بشرائها وطالما ان هناك شكوى تم توجيهها الى ثالث جهات رسمية فانه يحق للصحافة بحث هذا‬
‫الموض وع خصوص ا وان ه ثبت للمحكم ة ان اك ثر من ص حيفة تن اولت ه ذا الموض وع ومنه ا‬
‫صحيفة ‪ .....‬وبالتالي فان هذا الموضوع هو من المواضيع العامة والتي تخص قطاعا كبيرا من‬
‫المجتمع وبالتالي فان للصحيفة حق تناوله والتحقيق فيه يدخل من ضمن مهامها في نشر التوعية‬
‫والثقافة ويدخل ضمن حرية الرأي المباحة" ‪.2‬‬

‫وفي القضية رقم ‪ 2059/2006‬والتي جاء فيها ‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫القضية ‪506‬لسنة ‪ 2004‬والتي تخلص وقائعها في نشر جريده ‪...........‬في العدد رقم ‪.......‬بتاريخ ‪ .......‬تحقيق صحفي‬
‫في الصفحة الثامنة تحت عنوان "‪ 113‬بائع يانصيب يرفعون مذكرة إلي مكافحة‪ 3‬الفساد " وورد في هذا التحقيق أن ‪ 113‬بائع‬
‫يانصيب رفعوا مذكرة موجهة إلى ثالث جهات‪ 3‬وهي وزارة التنمية االجتماعية ووزارة العمل ومكافحة‪ 3‬الفساد اتهموا فيها‬
‫االتحاد العام للجمعيات‪ 3‬الخيرية بعدة تجاوزات وقد اقتبست الصحيفة هذه التجاوزات ومنها ‪ :‬وجود أرقام رابحة متشابهة‪ 3‬حيث‬
‫فاز بالجائزة األولى البالغة ‪ 20‬الف دينار أحد األرقام وبنفس اإلصدار وفاز نفس الرقم بجائزة ترضية ‪ ،‬عدم نشر صور‬
‫الفائزين بغايات إعطاء مصداقية لليانصيب ‪ ،‬وضع عبارات بخط صغير في بطاقة اليانصيب تتضمن أن قيمة الجائزة‬
‫مشروطة بنسبة البيع "أي نسبة البيع إذا كانت ‪ %20‬من إجمالي البطاقات‪ 3‬يتم تقييم الجائزة على ‪ 5‬أي أن الجائزة ال‪ 50‬الف‬
‫‪ .‬تصبح ‪ 10‬آالف ‪ ،‬وان الضريبة البالغة ‪ % 11‬يتم تحصيلها على بعض الجوائز وال يتم تحصيلها على جوائز اقل قيمة‬

‫وقد قدمت‪ 3‬الصحيفة الى المحاكمة‪ 3‬بجرم مخالفة المادة (‪ 5‬و ‪ )7‬من قانون المطبوعات والنشر ‪ ،‬وانتهت المحكمة‪ 3‬في حكمها‬
‫الى انه "لم يثبت للمحكمة ارتكاب االظناء الي من االفعال المنسوبة اليهم وحيث تم اسقاط الحق الشخصي فان المحكمة‬
‫‪ .‬واستنادا الى ما تقدم وعمال باحكام المادة ‪ 178‬من االصول الجزائية تقرر اعالن براءة االظناء عن الجرم المسند اليهم‬

‫‪5‬‬
‫[و من خالل الم ادة الص حفية المنش ورة و بن اء على م ا توص لت الي ه المحكم ة من ان القص د غ ير‬
‫متوافر في ارتكاب جرم اهانة الشعور الديني اال ان ما قام به الظنين عمر من استخدام الصورة‬
‫المتعارف عليها بين المسيحيين للسيد المسيح عليه السالم باستخدام الرمز الذي تقوم عليه الديانة‬
‫المس يحية و تميزه ا عن غيره ا من اج ل ايص ال فك رة سياس ية او من اج ل تحلي ل و نق د سياس ي‬
‫بحجة ان الصلب هي وسيلة عقاب رومانية في االساس فان المحكمة تجد انه و ان كان المفهوم‬
‫التاريخي لمعنى الصلب هو التعذيب و العقاب اال ان الديانة المسيحية و بعد صلب السيد المسيح‬
‫وفقا لمعتقدهم اتخذوا منه رمزا لعقيدتهم و بالتالي فان استخدام مثل هذه الرموز الدينية في الكتابة‬
‫الص حفية في ه تع رض للحري ة العام ة لمن يعتق د في ه ذه الرم وز خصوص ا وان ه ذه الص ورة و‬
‫نش رها به ذه الطريق ة اث ارت حوله ا احتجاج ا من مجلس الكن ائس و ردود فع ل في ه مم ا يؤش ر ان‬
‫اس تخدام مث ل ه ذه الرم وز ي ؤدي الى اث ارة التفرق ة بين المواط نين وان المحكم ة تج د ان نش ر‬
‫الصليب رمز المسيحية بهذه الصورة فيه مخالفة لنص المادة (‪ 7/1‬و ‪ )4‬و من قانون المطبوعات‬
‫و النشر مكرر مرتين مرة عند نشرها في المرة األولى مع المقال و الثانية بنشرها مع االحتجاج‬
‫الموجه من المجلس الكنائس ‪.‬‬

‫كيف يتجنب الصحفيون مخالفة النزاهة والتوازن والموضوعية ؟‬

‫تضع األحكام السابقة منهجية أمام الصحفيين يجب عليهم إتباعها عند نشر المادة الصحفية لتجنب‬
‫مخالف ة النزاه ة والموض وعية وهي فك رة ب ذل الجه د والتح ري عن ص حة المعلوم ات ‪ ،‬إذ أن‬
‫القض اء يف ترض أن على الص حفي أن يب ذل جه دا في التح ري عن المعلوم ات ال تي يحص ل عليه ا‬
‫وان يع رض أراء مختل ف األط راف بش كل محاي د‪ .‬وأن يتثبت من ص حة المعلوم ات ال واردة في‬
‫المادة الصحفية ‪.‬‬

‫و اتض ح أن التفس ير القض ائي يقيم عالق ة تبادلي ة بين ص حة المعلوم ات ودقته ا وبين النزاه ة‬
‫والتوازن والموضوعية فكلما كانت الحقائق الواردة في المادة الصحفية صحيحة كلما كانت تلك‬
‫المادة موضوعية و نزيهة ومتوازنة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫كذلك يفرض القضاء على الصحفي عند عرض الخبر اال يضفي عليه مبالغة أو تستعمل فيه‬
‫عبارات توحي للقارئ بمدلول مختلف له أو ان يستعمل الكاتب أسلوب بالكتابة يلجأ فيه إلى‬
‫استعمال عبارات تدل على التهكم والسخرية في غير مواطنهما المباحة ‪.‬‬

‫وحيث أن األحك ام القض ائية الس ابقة ال تب ني منهجي ة كافي ة لتجنب مخالف ة النزاه ة والت وازن‬
‫والموضوعية فإننا نجد انه لزاما علينا في هذا المقام تبيان أهم اإلرشادات القانونية العامة التالية‬
‫التي يجب على الصحفيين إتباعها للحيلولة دون الوقوع في دائرة تجريم قانون المطبوعات والنشر‬
‫بجرم عدم مراعاة النزاهة والتوازن والموضوعية وفقاً لالجتهاد القضائي األردني ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬في التحقيقات الصحفية بكافة أنواعها ‪:‬‬

‫البد من أثبات أن األقوال أو اآلراء المنشورة صادرة عمن أخذت منه ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يقرر القضاء األردني في كثير من أحكامه انه يجب على الصحفي أن يقدم لقاضي الموضوع‬
‫األدل ة القانوني ة إلثب ات ان األق وال و اآلراء المنش ورة في الم ادة الص حفية هي ص ادرة عمن‬
‫نس بت الي ه ‪ ،‬وبخالف ذل ك فان ه يعت بر ان نش ر مث ل تل ك األق وال واآلراء مخالف ة للت وازن‬
‫والموضوعية والنزاهة ‪.‬‬

‫يقول القضاء في احد احكامه ‪:‬‬

‫" ان قيام الصحيفة بنشر أقوال منسوبة الى المشتكي دون اثبات صدور هذه االقوال عن المشتكي‬
‫ووصفه بأنه عاطل عن العمل يشكل اعتداء على الحريات العامة وحرية الحياة الخاصة ويشكل‬
‫مخالفة ألحكام المادة الرابعة المذكورة " ‪ ,,,,,‬أما عن جرم مخالفة المادة ‪ 7‬من قانون المطبوعات‬
‫والنشر المتمثل بعدم التزام الموضوعية ‪ ،‬تجد المحكمة أن مخالفة هذه المادة المتعلقة بعد التوازن‬
‫والموضوعية والنزاهة في عرض المادة الصحفية يتعين لتحققه قيام ركن الجريمة المادي وركنها‬
‫المعنوي ‪ .‬وبخصوص النشر موضوع الدعوى فان نشر األقوال المنسوبة للمشتكي في حين أنه لم‬

‫‪7‬‬
‫يتم إجراء أي مقابلة معه كما هو ثابت من البينة الشخصية المستمعة يشكل عدم توازن‬
‫وموضوعية في عرض المادة الصحفية ويتحقق به جرم مخالفة المادة ‪/7‬ج مطبوعات " ‪.3‬‬

‫البد من نش ر ذات األق وال و اآلراء وب ذات المقاص د والمع اني وان توض ع ب ذات الق والب‬ ‫‪‬‬
‫والمعاني وان تستخدم على الوجه والغاية التي أخذت من أجله ‪.‬‬
‫بع د ان يثبت ل دى قاض ي الموض وع ان األق وال أو اآلراء او ح تى التعليق ات ص ادرة عمن نس بت‬
‫إلي ه فان ه يبحث في الطريق ة ال تي وض عت به ا تل ك األق وال أو اآلراء او التعليق ات وفيم ا إذا ك انت‬
‫بذات األلفاظ والعبارات و ما هي المواضع التي أسقطت فيها وهل تهدف إلى ذات المعاني التي‬
‫يريدها ممن صدرت عنه أم أنه قد تم استغاللها في مواضع أخرى ؟‬

‫ويعت بر القض اء ان أي تحري ف لحقيق ة األق وال و اآلراء والتعليق ات أو وض عها في غ ير الق الب أو‬
‫المعنى الذي أراده صاحبها فعالً مجرماً ألنه يخالف النزاهة والموضوعية والتوازن ‪.‬‬

‫ويلح ق به ذه األفع ال أيض ا نش ر ج زء من التعليق ات أو اآلراء دون نش رها كامل ة بحيث يفهم منه ا‬
‫معنى آخر غير المعنى الذي يريده صاحبها أو ال يعبر عن رأيه بشكل كامل ‪.‬‬

‫أو حتى نشرها في مواضيع او تحقيقات اخرى غير الذي اخذت من أجله اساساً ‪.‬‬

‫وتظهر رؤية القضاء األردني للتوازن والموضوعية في هذا المجال والذي جاء فيه " وتجد‬
‫المحكمة ومن خالل دراسة المادة الصحفية انها عبارة عن تحقيق وليس مقال وتجد ان الكاتب لم‬
‫يبد رأيه الخاص وانما اعتمد في التحقيق على طرح الشكوى المقدمة من المواطنين وابدى رأيهم‬
‫‪3‬‬
‫القضية رقم ‪ " 1517/2004‬ويخلص موضوع الدعوي ان صحيفة ‪ ..........‬األسبوعية نشرت في العدد رقم‬
‫‪...........‬بتاريخ ‪ ......‬مقاال تحت عنوان "كيف ترون الحكومة الجديدة؟ شباب مستاءون ‪ ...‬وبالحكومة متأملون" وتفاجأ‬
‫المدعي بالحق الشخصي بنشر أقوال منسوبة له وعلى لسانه في الصحيفة المذكورة على الصفحة ‪ 18‬وتحت عنوان‪ :‬كيف‬
‫يرون الحكومة الجديدة ) وجاء في المادة اآلتي " وأنا شاب عاطل عن العمل منذ اكثر من ‪ 8‬سنوات وليس كسال مني بل بحثت‬
‫عن عمل ولكن دون فائدة وها أنا الاملك مصروفي اليومي ولو كنت فاسداً لتوجهت للسرقة أو أي عمل غير مشروع حتى‬
‫أتمكن من االنفاق على نفسي والعيش كباقي الشباب ‪ ,,,‬ولكن في المقابل فان هذه االوضاع التي وصلنا لها كلها من الحكومة‬
‫التي ال تجد لها عمال سوى اقرار الضرائب وزيادة االسعار وتعيين فالن بالواسطة ووضع الشخص الغيرمناسب في المكان‬
‫الغير المناسب " ‪ ،‬وقد قدمت المنازعه الي المحكمة‪ 3‬بمخالفة المواد ‪ 4‬و‪ 5‬و ‪ 7‬من قانون المطبوعات والنشر ‪،‬وحكمت‬
‫المحكمة‪ 3‬علي الظنينين األول والثاني بمائة دينار غرامة والتعويض ‪ .‬وقد جرى استئناف القرار وقررت المحكمة فسخ الحكم‬
‫‪ .‬وإعادة الدعوي الي محكمة‪ 3‬اول درجة التي ايدت الحكم باسبابه ‪ ،‬وطعن فيه مره اخرى ورد األستئناف‬

‫‪8‬‬
‫والرأي اآلخر فيه ونقل فيها رد مدير اليانصيب على كافة نقاط االتهام الواردة في هذه‬
‫الشكوى’’’’’’’ ‪ .‬اما فيما يتعلق بجرم عدم التوازن والموضوعية فقد تم بحث هذا الموضوع من‬
‫خالل عرض المادة الصحفية وقيام الكاتب بإبداء الرأي اآلخر وتأكيد شاهد النيابة ان الصحفي‬
‫قد أورد تقريبا نفس أجوبة الشاهد ‪ ......‬وان أركان الجرم غير متوافرة مما يستوجب معها‬
‫إعالن براءة االظناء عنها ‪.4 " .‬‬

‫البد من طرح كافة اآلراء والردود بشكل محايد ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫يتطلب القضاء األردني في العديد من قراراته ان يتم أخذ كافة اآلراء المعنية أو الردود الواردة‬
‫غيب رأي ذو عالقة بالموضوع عن التحقيق الوارد في المادة‬
‫عليها بشكل متوازن بحيث أال ُي ّ‬
‫الصحفية ‪.‬‬

‫والحياد المطلوب في هذا المقام هو إتاحة ذات الفرصة والمساحة لكافة اآلراء ودون أن يكون‬
‫هناك أي تعليق على أي منها‪.‬‬

‫على أنه البد من اإلشارة إلى انه هناك بعض اآلراء ليس بالضرورة أخذ الردود عليها من‬
‫األطراف المعنية األخرى وذلك في الحاالت التي تكون المادة الصحفية هي مادة نقدية تتوافر فيها‬
‫شروط استعمال حق النقد ‪ .‬ففي هذه الحالة ال يعيب المادة الصحفية قانوناً عدم أخذ رأي أو رد‬
‫الموظف العام أو من في حكمه مثالً اذا كانت المادة الصحفية تنتقد أداءه الوظيفي طالما كانت‬

‫‪4‬‬
‫القضية ‪506‬لسنة ‪ 2004‬والتي تخلص وقائعها في نشر جريدة ‪...........‬في العدد رقم ‪.......‬بتاريخ ‪ .......‬تحقيق صحفي‬
‫في الصفحة الثامنة تحت عنوان "‪ 113‬بائع يانصيب يرفعون مذكرة إلى مكافحة‪ 3‬الفساد " وورد في هذا التحقيق أن ‪ 113‬بائع‬
‫يانصيب رفعوا مذكرة موجهة إلى ثالث جهات‪ 3‬وهي وزارة التنمية االجتماعية ووزارة العمل ومكافحة‪ 3‬الفساد اتهموا فيها‬
‫االتحاد العام للجمعيات‪ 3‬الخيرية بعدة تجاوزات وقد اقتبست الصحيفة هذه التجاوزات ومنها ‪ :‬وجود أرقام رابحة متشابهة‪ 3‬حيث‬
‫فاز بالجائزة األولى البالغة ‪ 20‬الف دينار أحد األرقام وبنفس اإلصدار وفاز نفس الرقم بجائزة ترضية ‪ ،‬عدم نشر صور‬
‫الفائزين بغايات إعطاء مصداقية لليانصيب ‪ ،‬وضع عبارات بخط صغير في بطاقة اليانصيب تتضمن أن قيمة الجائزة‬
‫مشروطة بنسبة البيع "أي نسبة البيع إذا كانت ‪ %20‬من إجمالي البطاقات‪ 3‬يتم تقييم الجائزة على ‪ 5‬أي أن الجائزة ال‪ 50‬الف‬
‫‪ .‬تصبح ‪ 10‬آالف ‪ ،‬وان الضريبة البالغة ‪ % 11‬يتم تحصيلها على بعض الجوائز وال يتم تحصيلها على جوائز اقل قيمة‬

‫وقد قدمت‪ 3‬الصحيفة الى المحاكمة‪ 3‬بجرم مخالفة المادة (‪ 5‬و ‪ )7‬من قانون المطبوعات والنشر ‪ ،‬وانتهت المحكمة‪ 3‬في حكمها‬
‫الى انه "لم يثبت للمحكمة ارتكاب االظناء الي من االفعال المنسوبة اليهم وحيث تم اسقاط الحق الشخصي فان المحكمة‬
‫‪ .‬واستنادا الى ما تقدم وعمال باحكام المادة ‪ 178‬من االصول الجزائية تقرر اعالن براءة االظناء عن الجرم المسند اليهم‬

‫‪9‬‬
‫الواقعة صحيحة وثابته وتهم المصلحة العامة واستخدمت فيها العبارات المتالئمة مع الموضوع‬
‫وكانت عبارات النقد موجها اساساً لعمله ال لشخصه قدر االمكان وصيغت تلك المادة بحسن نية‪.‬‬

‫وللتدليل على وجهة النظر القضائية بذلك الخصوص ندون القرارين التاليين ‪:‬‬

‫" وتجد المحكمة ومن خالل دراسة المادة الصحفية انها عبارة عن تحقيق وليس مقال وتجد ان‬
‫الكاتب لم يبد رأيه الخاص وانما اعتمد في التحقيق على طرح الشكوى المقدمة من المواطنين‬
‫وابدى رأيهم والرأي االخر فيه ونقل فيها رد مدير اليانصيب على كافة نقاط االتهام الواردة في‬
‫هذه الشكوى وتحرى كاتب المادة الصحفية النزاهة والموضوعية في عرض المادة الصحفية حيث‬
‫لم يعتمد في كتابته لهذه المادة على الشكوى المقدمة من بائعي اليانصيب وانما حاول الوصول الى‬
‫الحقيقة لغايات استجالء كافة النقاط الواردة في االتهامات وذلك عن طريق اللجوء الى الجهة‬
‫‪5‬‬
‫المختصة والمعنية في هذا الموضوع ‪" .‬‬

‫ويؤكد تلك الفكره ويعمقها حكم آخر يرى ان سؤال طرف واحد وعرض رأيه ‪ ،‬دون الرجوع الى‬
‫من تعلق به الخبر هو اخالل بالتوازن فيقول " اما فيما يتعلق بجرم مخالفة المادة السابعة من‬
‫قانون المطبوعات فان المحكمة تجد ان ما ينطبق على الوقائع من البنود الواردة فيها هو المادة‬
‫السابعة بفقرتها ج والتي نصت ‪ (:‬آداب مهنة الصحافة وأخالقياتها ملزمة للصحفي‪ ،‬وتشمل‪ :‬ج‪.‬‬
‫التوازن والموضوعية والنزاهة في عرض المادة الصحفية ‪ ،‬وبالرجوع إلى المادة الصحفية‬
‫المنشورة فان المحكمة تجد ان المادة المذكورة لم يتوافر فيها التوازن حيث ورد فيها ما أشارت‬
‫إليه الموظفة فقط دون الرجوع إلى من تعلق به الخبر وبالتالي فقد التوازن والموضوعية التي‬
‫أوجب نص المادة ‪/7‬ج توافرها بالمادة التي يتم نشرها" ‪.6‬‬

‫‪5‬‬
‫القضية ‪506‬لسنة ‪2004‬‬

‫‪6‬‬
‫القضية رقم ‪ 369‬لسنة‪ 2006‬والتي تخلص وقائعها في انه بتاريخ ‪.........‬نشرت صحيفة ‪ .....‬وهي إحدى المطبوعات‬
‫األسبوعية الدورية والتي يعمل المشتكي عليه مديرا للتحرير فيها على الصفحة الرابعة من عددها‪......‬خبرا صحفيا تحت‬
‫عنوان " موظفة تتآمر على وزير التنمية االجتماعية" من إعداد المشتكى عليه ‪،‬حيث أشارت مادة الخبر الصحفية إلى وجود‬
‫موظفة في الوزارة متخصصة في تهريب الوثائق والمعلومات السرية والتي توصف بأنها (توب موديل) النها كاملة األوصاف‬
‫وتتعلق بالوزير واألمين العام ومدراء آخرين وان الموظفة ‪ -‬التي لم يشر إلى اسمها ‪ -‬لم تستجب للتحذيرات والتهديدات‬
‫المتكررة النها تعتقد وكما أشار الخبر إنها واصلة وايدها طائله وقد أشار الخبر في نهايته إلى ان ( قرار إعدام الموظفة أصبح‬

‫‪10‬‬
‫يجب عدم نشر األقوال واآلراء التي أخذت بطريق الحيلة والخداع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫في بعض األحيان قد يلجأ بعض الصحفيين للتنكر عند إجراء التحقيقات االستقصائية من اجل‬
‫أخ ذ أق وال يص عب أخ ذها إذا علم الش خص أنه ا ستنش ر في الص حافة ‪.‬وفي مث ل ه ذه األح وال‬
‫التي تأخذ فيها األقوال بالحيلة والخداع البد أن يقف الصحفي وقفة تفكير متأنية قبل نشرها‬
‫الن هناك من العديد من القرارات القضائية التي تجرم مثل هذا النشر ‪ ،‬وتعتبره نوع من عدم‬
‫التوازن وانتهاك حرمة الحياة الخاصة للمواطنين ‪.‬‬

‫ويمكن استخالص هذا األمر من الحكم الصادر في الدعوى رقم ‪ 378‬لسنة ‪7 2006‬حيث تقول‬
‫المحكمة في اسباب حكمها بإدانه الظنينين " ان المحكمة تجد ومن حيث واقعة ذهاب‬
‫الظنينة ‪ .........‬إلى منزل ذوي الطفل وحديثها معهم وقيامهم بإعطاء الصور التي نشرت هي وقائع‬
‫صحيحة ‪ ......‬إال ان الظنينة لم تثبت ان ما ورد على لسان المعنيين بالموضوع هو مطابق للواقع‬

‫‪" .‬مجرد وقت وقد أعذر من أنذر )‬

‫‪.‬وقد قدم اإلدعاء العام الظنين بجرم مخالفة المادة ‪ 5‬و‪ 7‬من قانون المطبوعات والنشر‬

‫وقد حكمت‪ 3‬المحكمة وعمال بالمادة (‪ )178‬من قانون أصول المحاكمات‪ 3‬الجزائية عدم مسؤولية الظنين عن جرم مخالفة المادة‬
‫(‪ )5‬من قانون المطبوعات والنشر ‪ ،‬وعمال بالمادة (‪/ 7‬ج) من قانون المطبوعات والنشر إدانة الظنين بجرم مخالفة آداب مهنة‬
‫الصحافة المتعلق بعدم التوازن والموضوعية في نشر المادة الصحفية‪ ،‬الحكم عليه حسب‪ 3‬المادة (‪/46‬ج) من ذات القانون‬
‫‪.‬بالغرامة مائة دينار والرسوم‬

‫‪7‬‬
‫نشرت صحيفة ‪ .......‬في عددها رقم ‪ .......‬بتاريخ ‪ ..........‬موضوعا صحفيا للظنينة ‪ ........‬تحت عنوان (إرهاب الكبار‬
‫فجر الطفل مصباح العايدة في الزرقاء) وقد ورد في العدد بان الطفل مصباح وشقيقته آيات كانا كبش فداء نتيجة وفاة والدهما‬
‫وزواج والدتهما من شخص آخر قسى عليهما وكان خشنا معهما وان الطفل مصباح كان يتعرض للضرب واإليذاء من زوج‬
‫والدته وكان األخير يطفئ أعقاب السجائر في جسمهما‪ 3‬إلى ان صعد زوج األم إلى السطح على الرغم من عدم وجود سور مع‬
‫الطفل مصباح ذو الثالثة أعوام وسقط من يد زوج أمه وان عم الطفل أخذ آيات ألنه لم يرض ان تبقى مع أم قاسية وان شقيقتها‬
‫ذكرت بان معه حق الن شقيقتها لم تحزن على موت إبنها وإنما حزنت على زوجها كيف تخرجه من دائرة االتهام‪ .‬وقامت‬
‫الظنينة بنشر صور لجدة الطفل وخاله وخالته وعائلته وزوج أمه وصورة للطفل المرحوم مصباح‪ .‬وقد ورد على الصفحة ‪25‬‬
‫من ذات العدد عنوان الموضوع كتبته الظنينة تحت عنوان (خفايا جريمة الرعب التي هزت األغوار الجنوبية) حيث نشر في‬
‫‪.‬هذا الموضوع صورة للمشتكيتين على الرغم من عدم وجود عالقة لهما بهذا الموضوع‬

‫‪11‬‬
‫وللحقيقة وان المحكمة تجد ان البينة التي تقدمت بها غير كافية خصوصا وان كافة أقوال شهود‬
‫النيابة أجمعوا على انها عرفت عن نفسها بانها من وزارة الصحة وتحقق في موضوع الطفل‪،‬‬
‫وأجمعوا ان المعلومات الواردة غير صحيحة وان زوج والدة الطفل لم يتسبب بوفاة الطفل وإ نما‬
‫كان يصاب بنوبات تشنج أدت إلى سقوطه‪ .‬وهي بذلك تكون قد خالفت نص المادة (‪ )5‬من هذا‬
‫القانون‪.‬‬

‫وحقيق ة نحن نق ف الى ج انب ه ذا الق رار ألن أخ ذ اق وال اي ش خص دون ان يك ون بالص ورة‬
‫والطريقة التي ستستخدم فيه ‪ ،‬هو امر في كل األحوال يتنافى مع مبادئ الشرف الصحفي ‪،‬‬

‫ولكنن ا ب ذات ال وقت نعتق د ان العق اب في مث ل ه ذه الحال ة يجب ان يك ون اخالقي اً وليس عقاب اً‬
‫قانونياً ‪.‬‬

‫ويلح ق به ذا االل تزام واجب آخ ر وه و ع دم نش ر الص ور دون أخ ذ الموافق ة على النش ر وفي ه ذا‬
‫المج ال الب د من مراع اة القواع د القانوني ة ال واردة في ق انون ح ق المؤل ف االردني الناف ذ ‪ ،‬اذ ان‬
‫القضاء انما يعتبر المادة الصحفية التي تخالف احكام التشريعات السارية انما هي بذات الوقت مادة‬
‫صحفية غير موضوعية وغير متوازنة ‪.‬‬

‫ولكن ما هي القواعد التي وضعها قانون حق المؤلف فيما يتعلق بالصور ‪.‬؟‬

‫لق د ح رص المش رع األردني في ق انون ح ق المؤل ف رقم ( ‪ )22‬لس نة ‪ 1992‬وتعديالت ه على‬


‫الموازن ة بين مص لحتين ‪ ،‬األولى هي حماي ة ح ق الخصوص ية للمواط نين والثاني ة حماي ة ح ق‬
‫الجمهور في المعرفة وتظهر هذه الموازنة اكثر في النص القانوني الذي يشير الى أنه يجوز‬
‫للمصورين الفوتغرافيين التابعين لوسائل االعالم أخذ صور من أماكن وألحداث ووقائع كان قد‬
‫تم تصويرها من قبل واليحول ذلك دون تسجيل الصور التي يلتقطونها كمصنفات لهم‪.‬‬

‫على انهم ال يجوز لهم عرض هذه الصور اذا ظهر بها أشخاص دون أخذ موافقتهم على النشر‬
‫أو العرض أو البث ‪ ,‬ولكن يستثنى من ذلك الصور التي التقطت في حوادث وقعت علنا أو أن‬
‫ذل ك الش خص ال وارد في الص ورة أح د الرج ال الرس ميين أو ذو ش هرة عام ة أو اذا س محت‬

‫‪12‬‬
‫السلطات العامة بنشر مثل هذه الصور ‪ ,‬كما حدث في تفجيرات ‪ 11/9/2005‬في عمان عندما‬
‫تم نش ر العدي د من ص ور جثث الض حايا مش وهة ‪ .‬ولكن يش ترط في ك ل ذل ك ان ال ي ؤدي ذل ك‬
‫الى المس اس بش رف من تمثل ه أو تع ريض بكرامت ه أو مرك زه االجتم اعي ‪ .‬وتنطب ق االحك ام‬
‫السابقة على الصور الفوتغرافية أو الصور الحية أيضا الن المشرع أطلق الوسيلة التي تأخذ بها‬
‫الصور ومهما كان نوعها في المادة ‪ 26‬من القانون المعدل رقم (‪ )9‬لسنة ‪ 2005‬لقانون حق‬
‫المؤلف رقم ‪ 22‬لسنة ‪. 1992‬‬

‫يجب عدم نشر المعلومات غير الصحيحة ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫يجب عدم نشر المعلومات غير الموثقة بموجب بينات قانونية كافية ‪ ( .‬سالمة الوثائق )‬ ‫‪‬‬
‫يقيم القض اء األردني في العدي د من قرارات ه عالق ة تبادلي ة بين ص حة المعلوم ات وبين النزاه ة‬
‫والموضوعية ‪ ،‬فكلما كانت المعلومات او الوقائع الواردة في المادة الصحفية صحيحة كلما كانت‬
‫متوازنة وموضوعية ‪.‬‬

‫ونعتقد أن هذا الواجب تفرض ه مهنية الصحفي قب ل القانون ولكن ه اآلن واجب قانوني ينص عليه‬
‫ق انون المطبوع ات والنش ر ‪ .‬ومن ش ان مخالفت ه جع ل الم ادة الص حفية غ ير موض وعية وغ ير‬
‫متوازنة من وجهة نظر القضاء‪.‬‬

‫و يمكن فهم ذلك من خالل قراءة القرار القضائي‪ 8‬التالي ‪:‬‬

‫[ وهك ذا وبن اء على م ا س بق وس ندا ألحك ام الم ادة ( ‪ ) 5‬من ق انون المطبوع ات ف ان م ا ورد في‬
‫الصحيفة وعلى الرغم من وجود بعض الوثائق المنشورة في الواقع إال انه ومن خالل ما توصلت‬
‫إليه المحكمة بناء على شهود النيابة ووزن البيانات المقدمة فان هذه الوثائق ال تصلح وال تعطي‬
‫مؤش را على ان واق ع ش ركة مص انع االس منت ه و م ا نس ب إلي ه من االحتي ال في اس تقدام العمال ة‬
‫الواف دة ومن حيث الغش في األوزان واالس تفادة من ف روق الثمن وع دم التقي د بمع ايير الس المة‬
‫العام ة وحرم ان العم ال من حق وقهم وتجمي د الكف اءات ك دليل على الفس اد‪ .‬وبن اء علي ه وحيث ان ه‬

‫‪8‬‬
‫القضية رقم ‪ 746/2005‬محكمة بداية جزاء عمان ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫للصحافة حرية التعبير ونشر الثقافة والمعلومات ولكن يجب ان يكون ذلك ضمن إطار القانون وقد‬
‫اوجب القانون في المادة السابعة من قانون المطبوعات والنشر على الصحفي ان يتحرى النزاهة‬
‫والموض وعية في نش ر الم ادة الص حفية وحيث ان الم ادة الم ذكورة ق د خلت من النزاه ة‬
‫والموضوعية وخالفت الحقيقة فان فعل االظناء يكون مخالفا للقانون وأحكام المادتين (‪ 5‬و ‪ )7‬من‬
‫قانون المطبوعات والنشر‪].‬‬

‫وفي القضية رقم ‪ 2225/2004‬نجد المحكمة قد قررت اآلتي ‪:‬‬

‫[ وعن ج رم مخالف ة الم ادة (‪ )5‬من ق انون المطبوع ات والنش ر رقم (‪ )8‬لس نة ‪....1998‬وتج د‬
‫المحكمة ان ما تضمنه المقال معلومات محددة لم يتم تقديم أية بينة‪.....‬وبذلك فإنه لم يثبت صحة‬
‫ما تم نشره‪ ،‬وهذا يشكل عدم إحترام للحقيقة ويتحقق به جرم مخالفة المادة الخامسة المذكورة‪....‬‬
‫أم ا عن ج رم مخالف ة الم ادة (‪ )7‬من ق انون المطبوع ات والنش ر‪...‬ف إن ذل ك يجع ل من نش ر المق ال‬
‫الم ذكور مفتق راً إلى الت وازن والموض وعية في ع رض الم ادة الص حفية ويش كل ع دم ت وازن‬
‫وموضوعية في عرض المادة الصحفية ويتحقق به جرم مخالفة أحكام المادة ‪/7‬ج المذكورة‪].‬‬

‫ول ذلك نج د أن القض اء األردني يق ر بح ق الص حفي في اثب ات الوق ائع ال واردة في الم ادة الص حفية‬
‫ولكن بذات الوقت يجب أن تكون البينات التي سيقدمها الصحفي هي بينات قانونية بالدرجة األولى‬
‫وان تكون كافية الثبات الوقائع المنشورة ‪.‬‬

‫وحقيقة هذا األمر يدفع الصحفيين الى التثقف قانونياً كأحد المكونات االساسية للمهنية الصحفية ‪.‬‬

‫على أي حال تتفق القرارات القضائية األردنية فيما بينها انه ال يجوز نشر معلومات غير موثقة‪.‬‬
‫ويعتبر إثبات المعلومات او الوقائع الواردة في المادة الصحفية سبباً للحكم بعدم مسؤولية الصحفي‬
‫من تهم ة ع دم الت وازن والموض وعية‪ .‬ف إذا اثبت الوق ائع ت وافرت النزاه ة والموض وعية والعكس‬
‫صحيح‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ويقول احد األحكام " وجدت المحكمة ان قيام الصحيفة بنشر المقال المذكور يمثل مخالفة المادة ‪5‬‬
‫من قانون المطبوعات و النشر سيما و ان الصحيفة ذكرت في نهاية المقال بانها ال تدعي صحة‬
‫او ع دم ص حة المعلوم ات ال تي اوردته ا في المق ال لع دم امتالك الص حيفة للوث ائق ال تي يمكن ان‬
‫تؤك د او تنفي ص حة المعلوم ات ال واردة في المق ال موض وع ال دعوى‪ ،‬وعلي ه وج دت المحكم ة ان‬
‫نش ر مث ل ذل ك الخ بر يمث ل ج رم ع دم اح ترام الحقيق ة و باالض افة الى ع دم التزام ه ب التوازن و‬
‫الموضوعية و النزاهة " ‪ ،‬عليه قررت المحكمة " ادانة الظنين بجرم مخالفة احكام المادتين (‪ 5‬و‬
‫‪ )7‬من قانون المطبوعات و النشر و الحكم عليه بغرامة مائة دينار" ‪.9‬‬

‫أوالً ‪ :‬في المواد الصحفية الخبرية ‪:‬‬

‫يجب تحري الدقة عند نشر األخبار‪ (.‬دقة الخبر )‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحري دقة الخبر ترتبط ارتباطا وثيق اً بالتوازن والموضوعية من وجهة نظر القضاء تمام اً‬
‫كصحة المعلومات‪ .‬حيث يعتبر القضاء أن تحري دقة الخبر قبل نشره واجب على الصحفي‬
‫وعلى المطبوعة ايضاً بحيث يجب أن تقدم للقارئ ما يتفق والحقيقة ‪.‬‬

‫فتقول احدى القرارات " وتجد المحكمة ان المادة ‪ 4‬من قانون المطبوعات والنشر رقم ‪ 8‬لسنة ‪98‬‬
‫قد نصت‪ ......‬وبالتالي فقد ألزم القانون المطبوعة تحري دقة الخبر قبل نشره بحيث تقدم للقارئ‬

‫ما يتفق والحقيقة ولذلك فقد ألقي عبء إثبات صحة ما ورد في الخبر على المطبوعة خالفاً‬
‫للقواعد العامة في اإلثبات التي تلقي عبء إثبات أركان الجرم على عاتق النيابة" ‪ ،‬واضاف‬
‫الحكم " وبما أن الظنين لم يقدم أية بينة تثبت ما ورد في التحقيق الصحفي ‪........‬فان أركان‬
‫جرم مخالفة المادة ‪ 5‬من قانون المطبوعات والنشر تكون متوافرة حيث قامت الصحيفة بنشر‬
‫التحقيق واسم المشتكي وارد فيه وحققت النتيجة الجرمية بأن نشرت خبراً مخالفاً للحقيقة وغير‬
‫دقيق وانصرفت إلى نشر الخبر المخالف للحقيقة مع علمها بأنه غير دقيق‪ ،‬أما في ما يتعلق بجرم‬
‫‪9‬‬
‫القضية رقم ‪ 1973‬لسنة ‪ ، 2002‬وتخلص وقائعها في ان جريدة ‪......‬نشرت في عددها رقم ‪ .........‬مقاال بعنوان "‬
‫االتهامات المتبادلة بين وزير التعليم و رئيس جامعة‪ 3‬البلقاء المقال تتقاطع مع ترويج الملك لالردن‪ ،‬منحه المفاعل النووي هل‬
‫فجرت الخالف بين طوقان و العبادئ " وكان المدعي العام قد احال المتهمين بجرم مخالفة احكام المادتين (‪ 5‬و ‪7‬و ‪ )27‬من‬
‫‪.‬قانون المطبوعات و النشر رقم ‪ 8‬لسنة ‪1998‬‬

‫‪15‬‬
‫مخالفة المادة (‪ )7‬من قانون المطبوعات ‪........‬وحيث أن نشر المادة الصحفية كان خالفاً للحقيقة‬
‫فان من شأن ذلك مخالفة المادة ‪ 7‬مطبوعات من حيث عدم احترام المطبوعة لحريات اآلخرين‬
‫ونشر مادة صحفية تشكل مساساً بحقوقهم " ‪،‬وانتهى الحكم الى انه " وحيث ثبت للمحكمة ارتكاب‬
‫الظنين الجرم المسند إليه وهو مخالفة المادة (‪ 5‬و‪ )7‬من قانون المطبوعات والنشر ونظراً السقاط‬
‫اإلدعاء بالحق الشخصي فإن المحكمة تقرر إدانة الظنين بجرم مخالفة المادة الخامسة من قانون‬
‫المطبوعات والنشر والحكم عليه بالغرامة خمسة دنانير ‪ ،‬إدانة الظنين بجرم مخالفة المادة السابعة‬
‫من قانون المطبوعات والنشر والحكم عليه بالغرامة خمسة دنانير والرسوم " ‪.10‬‬

‫ويمكن مالحظة امر هام في ذلك القرار ‪ ،‬فهي من ناحية يشير الى ان الصحيفة قد نشرت الخبر‬
‫م ع علمه ا بان ه غ ير دقي ق ‪ ،‬ثم ع اد واش ار ان الخ بر ك ان خالف ا للحقيق ة ‪ ،‬وهك ذا يمكن الخ روج‬
‫باس تنتاج أساس ي مف اده ان ع دم دق ة الخ بر يجعل ه – من وجه ة نظ ر الحكم – مخالف ا للحقيق ة مهم ا‬
‫كانت درجة عدم الدقه ‪.‬‬

‫ونعتقد أن هذا األمر يجافي العدالة ‪ ،‬ففي بعض األحيان تغيب الدقه عن الخبر دون ان يعني ذلك‬
‫انه غير حقيقي ‪ ،‬فالدقة تعني نشر كل التفاصيل ‪ ،‬وهذا ما ال تقوم به الصحف احيان اً ألسباب فنية‬
‫مثل مساحة الخبر في الجريدة وطريقة االخراج أو للرغبه في اثارة اهتمام القارئ بحسن نية ‪.‬‬

‫عدم تجهيل الخبر ( يجب نسبة الخبر الى مصدره ) ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يرى القضاء في األردن‪ 11‬ان تجهيل الخبر هو خروج عن الموضوعية والنزاهة ‪ ،‬وتجهيل الخبر‬
‫يعني عدم نسبة الخبر الى مصدر يمكن التحقق من صحته عن طريق الرجوع اليه ‪ ،‬او حتى‬
‫مصدر معروف بالوصف دون األسم ويرى الصحفي ان من حقه الحفاظ على سريه المصدر ‪،‬‬
‫ويعتبر عدم اسناد الخبر الى مصدر من اهم العيوب المهنية التي يمكن ان يقع فيها اإلعالميون‬

‫‪10‬‬
‫القضية رقم‪ 2065‬لسنة ‪ 2004‬والتي تخلص وقائعها فيما نشرته صحيفة ‪.......‬بالعدد رقم ‪...............‬بتاريخ ‪.........‬‬
‫تحت عنوان قضية تزوير في دائرة األراضي و تضمن المقال اإلشارة الى اسم المشتكي‪ .........‬كأحد المشتركين في جرم‬
‫التزوير في مستندات رسمية صادرة عن دائرة األراضي وأشار المقال إلى حصول األرض رقم (‪ ).....‬من حوض عبدون‬
‫الشمالي رقم‪....‬من أراضي مدينة عمان باسمه ومن ثم قيامه ببيعها إلى شخص من عائلة ‪ ،.........‬وقد اتهم المدعي العام‬
‫‪ .‬الظنين بانه خالف المادتين ‪5‬و‪ 7‬من قانون المطبوعات‬
‫‪11‬‬
‫كتاب القول الفصل – دراسة في اتجاهات القضاء األردني في قضايا المطبوعات و النشر – ‪ . 2006 -2000‬الطبعة األولى‬

‫‪16‬‬
‫واهل القلم ‪ ،‬تقول المحكمة ” ان المحكمة رأت انه وعلى الرغم من ان حرية التعبير قد كفلها‬
‫الدستور االردني ‪ ،‬وكذلك قانون المطبوعات و النشر الذي جاء منسجما مع احكام الدستور نصا‬
‫و روحا فيما يتعلق بهذا االمر‪ ،‬و لكن القانون قد جرم أي فعل من شأنه تجاوز حدود هذه الحرية‪،‬‬
‫و ان التجريم هنا ليس تعديا على حرية التعبير وانما جاء احياء لهذه الحرية و ترسيخا لها‪ ،‬و‬
‫التي ال يمكن ان تقوم اال اذا جرى التقيد بالتقاليد الصحفية التي تعتمد على النزاهة و الصدق و‬
‫الموضوعية في نقل الخبر بين االفراد العاديين في حياتهم العادية فمن باب اولى اتباع هذه القيم‬
‫من قبل الصحفي الذي تتاح له فرص عريضة غير محدودة بصناعة الرأي العام و صياغة‬
‫الوجدان الشعبي بهدف عريض يكمن وراء اقرار حرية التعبير ابتداء‪ ،‬وان الصحيفة كاداة‬
‫لتصحيح السلوك االجتماعي الفراد المجتمع لها اثر بالغ على حياة االفراد وبالتالي فان االخالل‬
‫باخالقيات العمل الصحفي يمثل سلوكا محذورا بموجب قواعد المنطق العامة و التقاليد الصحفية‬
‫واصول ممارسة مهنة الصحافة مما ينقل هذا الفعل المحذور الى دائرة الفعل المجرم بموجب‬
‫القانون لتجاوزه القواعد و الضوابط التي وضعها القانون " ويضيف هذا الحكم الهام " فقد رأت‬
‫المحكمة ان قيام الصحيفة ايراد الخبر موضوع الشكوى بصيغة علمت الصحيفة دون ان تستند‬
‫الصحيفة الى طرف محدد او مصدر هذه المعلومة ذات الخطورة البالغة هو ابتداء دليل على قصد‬
‫التجاوز للقواعد التي قررها القانون و االقدام على مخالفتها‪ ،‬هذا باالضافة الى ان تبين صحة النبأ‬
‫هو من اساسيات السلوك االجتماعي القويم للفرد العادي فكيف االمر لمن يصنع الرأي العام‬
‫للمجتمع التي من واجبها ان تتحلى باقصى درجات الموضوعية‪ ،‬هذا باالضافة الى ان حرية‬
‫التعبير ال تشمل و ال تتسع للحرية في اختراع الخبر اساسا او اسناده الى مصدر غير معلوم "‬
‫‪ ،‬وانتهت المحكمة الى ان " ذلك كله يعني مسؤولية الظنين و ادانته بارتكاب الفعل المخالف‬ ‫‪12‬‬

‫‪12‬‬
‫القضية رقم ‪ 2185‬لسنة ‪ ، 2000‬والتي تخلص في ان صحيفة ‪......‬قد نشرت في عددها رقم‬
‫‪.........‬بتاريخ ‪...............‬مقاال بعنوان " مكتب الموساد في عمان بدأ توسيع نشاطه‪ ،‬انضمام مجموعة جديدة رفع عدد‬
‫عناصره الى ‪ 35‬عنصرا " ‪ ،‬حيث تحدثت الصحيفة تحت هذا العنوان عن وصول عدد من الفتيات االسرائيليات الى االردن‬
‫لالنضمام الى عناصر الموساد المقيمين في االردن‪ ،‬والذين يشرفون على النشاطات‪ 3‬االستخبارية لجهاز الموساد و الذي بدا‬
‫بتوسيع نشاطه من خالل زيادة العناصر العامله فيه ‪ ،‬كما قامت الصحيفة المذكورة و على الصفحة االولى بنشر خبر اخر‬
‫تحت عنوان "اسرائيل تفرض على االردن توطين العمالء مقابل‪ 50‬مليون دوالر" حيث تحدثت الصحيفة عن قيام اسرائيل‬
‫بعرض ‪ 50‬مليون دوالر على االردن مقابل موافقة االردن على توطين مئات الفلسطينين الذين كانوا يتعاملون مع اسرائيل و‬
‫ترغب في التخلص منهم‪ ،‬و ان االدارة االمريكية تبذل جهودا القناع الحكومة بذلك " ‪ ،‬وقد قدم األدعاء العام المتهمين بمخالفة‬
‫‪.‬احكام المادتين (‪ 5‬و ‪/7‬ج) من قانون المطبوعات و النشر رقم ‪ 8‬لسنة ‪1998‬‬

‫‪17‬‬
‫لقانون المطبوعات و النشر بالمواد ‪ 5‬و ‪/7‬ج ‪ ،‬لذا تقرر المحكمة وعمال باحكام المادة ‪/46‬ج من‬
‫ذات القانون تغريم الظنين مبلغ مائة دينار و الرسوم " ‪.‬‬

‫ما هي أفضل الدفوع القانونية أمام المحامين ؟‬

‫الدفع بعدم الدستورية ‪:‬‬ ‫‪-‬‬


‫إزاء ع دم وج ود ض ابط مح دد ومعي ار واض ح لعب ارات الت وازن و النزاه ة والموض وعية الب د‬
‫للمح امين أن يث يروا دف ع ع دم دس تورية مث ل ه ذا النص الق انوني لمخالفت ه مب دأ ش رعية الجريم ة‬
‫والعقوب ة وال ذي يف ترض أن يك ون النص الق انوني المج رم " القاع دة الموض وعية " نص واض ح‬
‫ومفه وم للش خص الع ادي وليس فق ط لرج ال الق انون ‪ ،‬إذ ي ترتب على التفس يرات المتع ددة تج ريم‬
‫أفعال ال يريد أن يجرمها المشرع ‪.‬‬

‫ال دفع بوج ود الت وازن والموض وعية في الم ادة الص حفية ك ون المعلوم ات‬ ‫‪-‬‬
‫صحيحة‪:‬‬
‫وحقيقة يفترض هذا الدفع أن يثبت المحامي بصفته وكيالً عن الصحفي صحة المعلومات الواردة‬
‫في الم ادة الص حفية ‪ .‬وان يقدم أدل ة قانوني ة معت برة قض ائياً إلثب ات ص حة المعلوم ات‪ .‬وإ ذا حملت‬
‫الم ادة الص حفية بعض المعلوم ات ال تي ال يمكن للص حفي أن يق دم بين ات الثب ات ص حتها فالب د في‬
‫ه ذه الحال ة ان يق دم المح امي األدل ة القانوني ة المعت برة على قي ام الص حفي بواجب ه في التح ري‬
‫والتمحيص والتدقيق في الوصول للمعلومات ‪.‬‬

‫الدفع بوجود التوازن والموضوعية في المادة الصحفية كونها عب ارة عن تحقي ق‬ ‫‪-‬‬
‫وال تحمل أي رأي أو تعليق من الصحفي‪.‬‬
‫ويتم اللجوء لهذا الدفع في الحاالت التي تكون فيها المادة الصحفية عبارة عن تحقيق صحفي أي‬
‫بمع نى اخ ذ آلراء االط راف المعني ة ونش رها كم ا هي ووض عها ام ام الجمه ور في الص ورة ال تي‬
‫وردت فيها ‪.‬‬

‫طلب الخبرة الفنية لتحديد فيما اذا كانت المادة الصحفية متوازنة وموضوعية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪18‬‬
‫في بعض الح االت ال تي ي دق فيه ا الموض وع فيم ا اذا ك انت الم ادة الص حفية متوازن ة وموض وعية‬
‫وحيث أن الم ادة ‪ 7‬من ق انون المطبوع ات والنش ر انم ا تتعل ق بالواجب ات المهني ة المفروض ة على‬
‫الصحفيين وانما هي مادة اخالقية أكثر منها مادة قانونية تجريمية فمن باب أولى أن يتم تحديد فيم ا‬
‫اذا ك ان هن اك خط أ مه ني من الص حفي من ذوي الخ برة في المهن ة نفس ها تمام اً كاالخط اء الطبي ة‬
‫التي تلجأ المحاكم فيها للخبرة الطبية الفنية لتحديد فيما اذا كان هناك خطأ طبي أم ال ‪.‬‬

‫‪19‬‬

You might also like