Professional Documents
Culture Documents
اعداد المحامي
محمد قطيشات
1
ان يعتبر خروجا على التقالي د في محافظ ة نائي ة من محافظ ات المملك ة ق د ال يع د ك ذلك في عم ان
مثال ،وم ا ي راه ش خص بأن ه قم ة الت وازن والموض وعية ق د يعت بره انس ان آخ ر خروج ا على تل ك
المبادئ .
الركن المادي لهذه المجموعه من الجرائم ه و الكتاب ة في الموض وع الواح د بغ ير ت وازن
أو بشكل غير موضوعي .
التوازن هو عرض الموضوع لوجهات نظر متعددة ،بعضها ايجابي واآلخ ر س لبي .وبالت الي
فإن الموضوع لو تطرق إلي جانب واحد خاصة الجانب السلبي ال يكون متوازنا .
الموضوعية فهي عكس الشخصية ،بمع ني أن الك اتب ينطل ق في عرض ه من منظ ور شخص ي ،
ك أن يك ون ل ه حاج ه معين ه أو مطلب من جه ة معين ه ف ترفض تل ك الجه ة في دبج المق االت في
هجائها .
في بعض األح وال ال يك ون من الس هل تحدي د ال ركن الم ادي للجريم ة الموص وفة
بالمادتين 4و 5قد يستعصى في بعض األح وال فمثال تل زم الم ادة الخامس ة الص حف علي
االمتناع عن نشر ما يتع ارض م ع مب ادئ الحري ة والمس ؤولية الوطني ة وحق وق اإلنس ان
وقيم األم ة العربي ة واإلس المية " ،وال يمكن ب أي ح ال من األح وال معرف ه مع ني تقالي د
األم ة أو مب ادئ المس ئولية ،فتل ك المع اني متغ يره من ش خص إلي آخ ر ومن بيئ ة إلي
أخري .
يجب مالحظ ة ان جمي ع ج رائم الطبوع ات هي من ج رائم الخط ر ،بمع ني أن الش ارع ال
ينظر إلي تحقق النتيجة التي تغياها الجاني أو ال ،فمجرد اقتراف ه الفع ل عالم ا ب ه مري دا
نتيجته حق عليه العقاب سواء تحققت النتيجة أم ال.
يقوم الركن المعنوي في جرائم المطبوع ات علي أس اس ت وافر العلم وألرداه ل دي الك اتب
بأن ه يتن اول موض وعه بش كل يخ ل ب التوازن أو الموض وعية أو ين اهض قيم المجتم ع
...الخ.
2
والعلم هن ا ه و العلم ب المعني الع ام أي أن يعلم الج اني أن م ا يق وم ب ه إنم ا يخ ل بتل ك
القواعد ،فعند عرض المادة التحريرية مثال يتعين أن يعلم الجاني أن ما ينشره ه و غ ير
متوازن وانه لم يأخذ في االعتبار أراء األطراف كلها.
أم ا اإلرادة فالقص د منه ا أن تتج ه أراده الفاع ل إلي القي ام بالفع ل وان يري د ف وق ذل ك
تحقيق النتيجة ،فالصحفي الذي ينشر تحقيقا واسعا عن الفس اد في وزاره " م ا " ،ثم ال
يق وم بع رض أق وال المس ئولين عن تل ك ال وزارة وردهم علي االتهام ات الموجه ة إليهم
يعتبر قد اخل بالتوازن.
علي أن الص حفي يمكن ان يس قط ال ركن المعن وي إن اثبت ان ه ق د ق ام مثال بك ل م ا من
شانه أن يعرض لوجهات النظر المختلف ة ولكن ه لم يل ق التع اون الالزم ،او ان يثبت ان ه
ح اول بك ل الط رق التع رف علي ايجابي ات وس لبيات المنتج التج اري فلم يفلح ....الخ،
وفي هذه الحالة فإن بذله العناية الكافية يسقط ركن الإراده فيسقط معها القصد.
حقيقة ال يوجد تفسير قضائي مباشر لمخالفة النزاهة والموضوعية ولكن يمكن فهم ذلك من خالل
النظر الى القرار القضائي 1التالي :
[ وهك ذا وبن اء على م ا س بق وس ندا ألحك ام الم ادة ( ) 5من ق انون المطبوع ات ف ان م ا ورد في
الصحيفة وعلى الرغم من وجود بعض الوثائق المنشورة في الواقع إال انه ومن خالل ما توصلت
إليه المحكمة بناء على شهود النيابة ووزن البيانات المقدمة فان هذه الوثائق ال تصلح وال تعطي
1
القضية رقم 746/2005محكمة بداية جزاء عمان .
3
مؤش را على ان واق ع ش ركة مص انع االس منت ه و م ا نس ب إلي ه من االحتي ال في اس تقدام العمال ة
الواف دة ومن حيث الغش في األوزان واالس تفادة من ف روق الثمن وع دم التقي د بمع ايير الس المة
العام ة وحرم ان العم ال من حق وقهم وتجمي د الكف اءات ك دليل على الفس اد .وبن اء علي ه وحيث ان ه
للصحافة حرية التعبير ونشر الثقافة والمعلومات ولكن يجب ان يكون ذلك ضمن إطار القانون وقد
اوجب القانون في المادة السابعة من قانون المطبوعات والنشر على الصحفي ان يتحرى النزاهة
والموض وعية في نش ر الم ادة الص حفية وحيث ان الم ادة الم ذكورة ق د خلت من النزاه ة
والموضوعية وخالفت الحقيقة فان فعل االظناء يكون مخالفا للقانون وأحكام المادتين ( 5و )7من
قانون المطبوعات والنشر].
[ وعن ج رم مخاف ة الم ادة ( )5من ق انون المطبوع ات والنش ر رقم ( )8لس نة ....1998وتج د
المحكمة ان ما تضمنه المقال معلومات محددة لم يتم تقديم أية بينة.....وبذلك فإنه لم يثبت صحة
ما تم نشره ،وهذا يشكل عدم إحترام للحقيقة ويتحقق به جرم مخالفة المادة الخامسة المذكورة....
أم ا عن ج رم مخالف ة الم ادة ( )7من ق انون المطبوع ات والنش ر...ف إن ذل ك يجع ل من نش ر المق ال
الم ذكور مفتق راً إلى الت وازن والموض وعية في ع رض الم ادة الص حفية ويش كل ع دم ت وازن
وموضوعية في عرض المادة الصحفية ويتحقق به جرم مخالفة أحكام المادة /7ج المذكورة].
ويذهب قرار قضائي آخر الى توضيح أدق لفكرة التوازن والموضوعية والذي جاء فيه اآلتي :
[" وتج د المحكم ة ومن خالل دراس ة الم ادة الص حفية انه ا عب ارة عن تحقي ق وليس مق ال وتج د ان
الك اتب لم يب د رأي ه الخ اص وانم ا اعتم د في التحقي ق على ط رح الش كوى المقدم ة من المواط نين
وابدى رأيهم والرأي االخر فيه ونقل فيها رد مدير اليانصيب على كافة نقاط االتهام الواردة في
هذه الشكوى وتحرى كاتب المادة الصحفية النزاهة والموضوعية في عرض المادة الصحفية حيث
لم يعتمد في كتابته لهذه المادة على الشكوى المقدمة من بائعي اليانصيب وانما حاول الوصول الى
4
الحقيق ة لغاي ات اس تجالء كاف ة النق اط ال واردة في االتهام ات وذل ك عن طري ق اللج وء الى الجه ة
المختصة والمعنية في هذا الموضوع .ومن جهة اخرى فان المحكمة لم تجد في بينات النيابة ما
يثبت القصد الجرمي لدى الكاتب بان ينشر ما يخالف الحقيقة على الرغم علمه بالحقيقة وان ما
نش ر مخ الف له ا مم ا يجع ل ارك ان ج رم مخالف ة الحقيق ة غ ير مت وافرة ويس تتبع ذل ك الحكم ب براءة
االظن اء عن ه ذا الج رم .ام ا فيم ا يتعل ق بج رم ع دم الت وازن والموض وعية فق د تم بحث ه ذا
الموضوع من خالل عرض المادة الصحفية وقيام الكاتب بابداء الرأي االخر وتأكيد شاهد النيابة
ان الص حفي ق د اورد تقريب ا نفس اجوب ة الش اهد ......وان ارك ان الج رم غ ير مت وافرة مم ا
يستوجب معها اعالن براءة االظناء عنها .اما جرم مخالفة المادة السابعة /أ وهو احترام الحريات
العام ة لالخ رين وحف ظ حق وقهم وع دم المس بحرم ة حي اتهم الخاص ة ف ان المحكم ة تج د ان
الموضوع الذي تم بحثه هو موضوع عام ويمس قطاع بائعي اليانصيب والمواطنين الذين يقومون
بشرائها وطالما ان هناك شكوى تم توجيهها الى ثالث جهات رسمية فانه يحق للصحافة بحث هذا
الموض وع خصوص ا وان ه ثبت للمحكم ة ان اك ثر من ص حيفة تن اولت ه ذا الموض وع ومنه ا
صحيفة .....وبالتالي فان هذا الموضوع هو من المواضيع العامة والتي تخص قطاعا كبيرا من
المجتمع وبالتالي فان للصحيفة حق تناوله والتحقيق فيه يدخل من ضمن مهامها في نشر التوعية
والثقافة ويدخل ضمن حرية الرأي المباحة" .2
2
القضية 506لسنة 2004والتي تخلص وقائعها في نشر جريده ...........في العدد رقم .......بتاريخ .......تحقيق صحفي
في الصفحة الثامنة تحت عنوان " 113بائع يانصيب يرفعون مذكرة إلي مكافحة 3الفساد " وورد في هذا التحقيق أن 113بائع
يانصيب رفعوا مذكرة موجهة إلى ثالث جهات 3وهي وزارة التنمية االجتماعية ووزارة العمل ومكافحة 3الفساد اتهموا فيها
االتحاد العام للجمعيات 3الخيرية بعدة تجاوزات وقد اقتبست الصحيفة هذه التجاوزات ومنها :وجود أرقام رابحة متشابهة 3حيث
فاز بالجائزة األولى البالغة 20الف دينار أحد األرقام وبنفس اإلصدار وفاز نفس الرقم بجائزة ترضية ،عدم نشر صور
الفائزين بغايات إعطاء مصداقية لليانصيب ،وضع عبارات بخط صغير في بطاقة اليانصيب تتضمن أن قيمة الجائزة
مشروطة بنسبة البيع "أي نسبة البيع إذا كانت %20من إجمالي البطاقات 3يتم تقييم الجائزة على 5أي أن الجائزة ال 50الف
.تصبح 10آالف ،وان الضريبة البالغة % 11يتم تحصيلها على بعض الجوائز وال يتم تحصيلها على جوائز اقل قيمة
وقد قدمت 3الصحيفة الى المحاكمة 3بجرم مخالفة المادة ( 5و )7من قانون المطبوعات والنشر ،وانتهت المحكمة 3في حكمها
الى انه "لم يثبت للمحكمة ارتكاب االظناء الي من االفعال المنسوبة اليهم وحيث تم اسقاط الحق الشخصي فان المحكمة
.واستنادا الى ما تقدم وعمال باحكام المادة 178من االصول الجزائية تقرر اعالن براءة االظناء عن الجرم المسند اليهم
5
[و من خالل الم ادة الص حفية المنش ورة و بن اء على م ا توص لت الي ه المحكم ة من ان القص د غ ير
متوافر في ارتكاب جرم اهانة الشعور الديني اال ان ما قام به الظنين عمر من استخدام الصورة
المتعارف عليها بين المسيحيين للسيد المسيح عليه السالم باستخدام الرمز الذي تقوم عليه الديانة
المس يحية و تميزه ا عن غيره ا من اج ل ايص ال فك رة سياس ية او من اج ل تحلي ل و نق د سياس ي
بحجة ان الصلب هي وسيلة عقاب رومانية في االساس فان المحكمة تجد انه و ان كان المفهوم
التاريخي لمعنى الصلب هو التعذيب و العقاب اال ان الديانة المسيحية و بعد صلب السيد المسيح
وفقا لمعتقدهم اتخذوا منه رمزا لعقيدتهم و بالتالي فان استخدام مثل هذه الرموز الدينية في الكتابة
الص حفية في ه تع رض للحري ة العام ة لمن يعتق د في ه ذه الرم وز خصوص ا وان ه ذه الص ورة و
نش رها به ذه الطريق ة اث ارت حوله ا احتجاج ا من مجلس الكن ائس و ردود فع ل في ه مم ا يؤش ر ان
اس تخدام مث ل ه ذه الرم وز ي ؤدي الى اث ارة التفرق ة بين المواط نين وان المحكم ة تج د ان نش ر
الصليب رمز المسيحية بهذه الصورة فيه مخالفة لنص المادة ( 7/1و )4و من قانون المطبوعات
و النشر مكرر مرتين مرة عند نشرها في المرة األولى مع المقال و الثانية بنشرها مع االحتجاج
الموجه من المجلس الكنائس .
تضع األحكام السابقة منهجية أمام الصحفيين يجب عليهم إتباعها عند نشر المادة الصحفية لتجنب
مخالف ة النزاه ة والموض وعية وهي فك رة ب ذل الجه د والتح ري عن ص حة المعلوم ات ،إذ أن
القض اء يف ترض أن على الص حفي أن يب ذل جه دا في التح ري عن المعلوم ات ال تي يحص ل عليه ا
وان يع رض أراء مختل ف األط راف بش كل محاي د .وأن يتثبت من ص حة المعلوم ات ال واردة في
المادة الصحفية .
و اتض ح أن التفس ير القض ائي يقيم عالق ة تبادلي ة بين ص حة المعلوم ات ودقته ا وبين النزاه ة
والتوازن والموضوعية فكلما كانت الحقائق الواردة في المادة الصحفية صحيحة كلما كانت تلك
المادة موضوعية و نزيهة ومتوازنة.
6
كذلك يفرض القضاء على الصحفي عند عرض الخبر اال يضفي عليه مبالغة أو تستعمل فيه
عبارات توحي للقارئ بمدلول مختلف له أو ان يستعمل الكاتب أسلوب بالكتابة يلجأ فيه إلى
استعمال عبارات تدل على التهكم والسخرية في غير مواطنهما المباحة .
وحيث أن األحك ام القض ائية الس ابقة ال تب ني منهجي ة كافي ة لتجنب مخالف ة النزاه ة والت وازن
والموضوعية فإننا نجد انه لزاما علينا في هذا المقام تبيان أهم اإلرشادات القانونية العامة التالية
التي يجب على الصحفيين إتباعها للحيلولة دون الوقوع في دائرة تجريم قانون المطبوعات والنشر
بجرم عدم مراعاة النزاهة والتوازن والموضوعية وفقاً لالجتهاد القضائي األردني .
البد من أثبات أن األقوال أو اآلراء المنشورة صادرة عمن أخذت منه :
يقرر القضاء األردني في كثير من أحكامه انه يجب على الصحفي أن يقدم لقاضي الموضوع
األدل ة القانوني ة إلثب ات ان األق وال و اآلراء المنش ورة في الم ادة الص حفية هي ص ادرة عمن
نس بت الي ه ،وبخالف ذل ك فان ه يعت بر ان نش ر مث ل تل ك األق وال واآلراء مخالف ة للت وازن
والموضوعية والنزاهة .
" ان قيام الصحيفة بنشر أقوال منسوبة الى المشتكي دون اثبات صدور هذه االقوال عن المشتكي
ووصفه بأنه عاطل عن العمل يشكل اعتداء على الحريات العامة وحرية الحياة الخاصة ويشكل
مخالفة ألحكام المادة الرابعة المذكورة " ,,,,,أما عن جرم مخالفة المادة 7من قانون المطبوعات
والنشر المتمثل بعدم التزام الموضوعية ،تجد المحكمة أن مخالفة هذه المادة المتعلقة بعد التوازن
والموضوعية والنزاهة في عرض المادة الصحفية يتعين لتحققه قيام ركن الجريمة المادي وركنها
المعنوي .وبخصوص النشر موضوع الدعوى فان نشر األقوال المنسوبة للمشتكي في حين أنه لم
7
يتم إجراء أي مقابلة معه كما هو ثابت من البينة الشخصية المستمعة يشكل عدم توازن
وموضوعية في عرض المادة الصحفية ويتحقق به جرم مخالفة المادة /7ج مطبوعات " .3
البد من نش ر ذات األق وال و اآلراء وب ذات المقاص د والمع اني وان توض ع ب ذات الق والب
والمعاني وان تستخدم على الوجه والغاية التي أخذت من أجله .
بع د ان يثبت ل دى قاض ي الموض وع ان األق وال أو اآلراء او ح تى التعليق ات ص ادرة عمن نس بت
إلي ه فان ه يبحث في الطريق ة ال تي وض عت به ا تل ك األق وال أو اآلراء او التعليق ات وفيم ا إذا ك انت
بذات األلفاظ والعبارات و ما هي المواضع التي أسقطت فيها وهل تهدف إلى ذات المعاني التي
يريدها ممن صدرت عنه أم أنه قد تم استغاللها في مواضع أخرى ؟
ويعت بر القض اء ان أي تحري ف لحقيق ة األق وال و اآلراء والتعليق ات أو وض عها في غ ير الق الب أو
المعنى الذي أراده صاحبها فعالً مجرماً ألنه يخالف النزاهة والموضوعية والتوازن .
ويلح ق به ذه األفع ال أيض ا نش ر ج زء من التعليق ات أو اآلراء دون نش رها كامل ة بحيث يفهم منه ا
معنى آخر غير المعنى الذي يريده صاحبها أو ال يعبر عن رأيه بشكل كامل .
أو حتى نشرها في مواضيع او تحقيقات اخرى غير الذي اخذت من أجله اساساً .
وتظهر رؤية القضاء األردني للتوازن والموضوعية في هذا المجال والذي جاء فيه " وتجد
المحكمة ومن خالل دراسة المادة الصحفية انها عبارة عن تحقيق وليس مقال وتجد ان الكاتب لم
يبد رأيه الخاص وانما اعتمد في التحقيق على طرح الشكوى المقدمة من المواطنين وابدى رأيهم
3
القضية رقم " 1517/2004ويخلص موضوع الدعوي ان صحيفة ..........األسبوعية نشرت في العدد رقم
...........بتاريخ ......مقاال تحت عنوان "كيف ترون الحكومة الجديدة؟ شباب مستاءون ...وبالحكومة متأملون" وتفاجأ
المدعي بالحق الشخصي بنشر أقوال منسوبة له وعلى لسانه في الصحيفة المذكورة على الصفحة 18وتحت عنوان :كيف
يرون الحكومة الجديدة ) وجاء في المادة اآلتي " وأنا شاب عاطل عن العمل منذ اكثر من 8سنوات وليس كسال مني بل بحثت
عن عمل ولكن دون فائدة وها أنا الاملك مصروفي اليومي ولو كنت فاسداً لتوجهت للسرقة أو أي عمل غير مشروع حتى
أتمكن من االنفاق على نفسي والعيش كباقي الشباب ,,,ولكن في المقابل فان هذه االوضاع التي وصلنا لها كلها من الحكومة
التي ال تجد لها عمال سوى اقرار الضرائب وزيادة االسعار وتعيين فالن بالواسطة ووضع الشخص الغيرمناسب في المكان
الغير المناسب " ،وقد قدمت المنازعه الي المحكمة 3بمخالفة المواد 4و 5و 7من قانون المطبوعات والنشر ،وحكمت
المحكمة 3علي الظنينين األول والثاني بمائة دينار غرامة والتعويض .وقد جرى استئناف القرار وقررت المحكمة فسخ الحكم
.وإعادة الدعوي الي محكمة 3اول درجة التي ايدت الحكم باسبابه ،وطعن فيه مره اخرى ورد األستئناف
8
والرأي اآلخر فيه ونقل فيها رد مدير اليانصيب على كافة نقاط االتهام الواردة في هذه
الشكوى’’’’’’’ .اما فيما يتعلق بجرم عدم التوازن والموضوعية فقد تم بحث هذا الموضوع من
خالل عرض المادة الصحفية وقيام الكاتب بإبداء الرأي اآلخر وتأكيد شاهد النيابة ان الصحفي
قد أورد تقريبا نفس أجوبة الشاهد ......وان أركان الجرم غير متوافرة مما يستوجب معها
إعالن براءة االظناء عنها .4 " .
والحياد المطلوب في هذا المقام هو إتاحة ذات الفرصة والمساحة لكافة اآلراء ودون أن يكون
هناك أي تعليق على أي منها.
على أنه البد من اإلشارة إلى انه هناك بعض اآلراء ليس بالضرورة أخذ الردود عليها من
األطراف المعنية األخرى وذلك في الحاالت التي تكون المادة الصحفية هي مادة نقدية تتوافر فيها
شروط استعمال حق النقد .ففي هذه الحالة ال يعيب المادة الصحفية قانوناً عدم أخذ رأي أو رد
الموظف العام أو من في حكمه مثالً اذا كانت المادة الصحفية تنتقد أداءه الوظيفي طالما كانت
4
القضية 506لسنة 2004والتي تخلص وقائعها في نشر جريدة ...........في العدد رقم .......بتاريخ .......تحقيق صحفي
في الصفحة الثامنة تحت عنوان " 113بائع يانصيب يرفعون مذكرة إلى مكافحة 3الفساد " وورد في هذا التحقيق أن 113بائع
يانصيب رفعوا مذكرة موجهة إلى ثالث جهات 3وهي وزارة التنمية االجتماعية ووزارة العمل ومكافحة 3الفساد اتهموا فيها
االتحاد العام للجمعيات 3الخيرية بعدة تجاوزات وقد اقتبست الصحيفة هذه التجاوزات ومنها :وجود أرقام رابحة متشابهة 3حيث
فاز بالجائزة األولى البالغة 20الف دينار أحد األرقام وبنفس اإلصدار وفاز نفس الرقم بجائزة ترضية ،عدم نشر صور
الفائزين بغايات إعطاء مصداقية لليانصيب ،وضع عبارات بخط صغير في بطاقة اليانصيب تتضمن أن قيمة الجائزة
مشروطة بنسبة البيع "أي نسبة البيع إذا كانت %20من إجمالي البطاقات 3يتم تقييم الجائزة على 5أي أن الجائزة ال 50الف
.تصبح 10آالف ،وان الضريبة البالغة % 11يتم تحصيلها على بعض الجوائز وال يتم تحصيلها على جوائز اقل قيمة
وقد قدمت 3الصحيفة الى المحاكمة 3بجرم مخالفة المادة ( 5و )7من قانون المطبوعات والنشر ،وانتهت المحكمة 3في حكمها
الى انه "لم يثبت للمحكمة ارتكاب االظناء الي من االفعال المنسوبة اليهم وحيث تم اسقاط الحق الشخصي فان المحكمة
.واستنادا الى ما تقدم وعمال باحكام المادة 178من االصول الجزائية تقرر اعالن براءة االظناء عن الجرم المسند اليهم
9
الواقعة صحيحة وثابته وتهم المصلحة العامة واستخدمت فيها العبارات المتالئمة مع الموضوع
وكانت عبارات النقد موجها اساساً لعمله ال لشخصه قدر االمكان وصيغت تلك المادة بحسن نية.
وللتدليل على وجهة النظر القضائية بذلك الخصوص ندون القرارين التاليين :
" وتجد المحكمة ومن خالل دراسة المادة الصحفية انها عبارة عن تحقيق وليس مقال وتجد ان
الكاتب لم يبد رأيه الخاص وانما اعتمد في التحقيق على طرح الشكوى المقدمة من المواطنين
وابدى رأيهم والرأي االخر فيه ونقل فيها رد مدير اليانصيب على كافة نقاط االتهام الواردة في
هذه الشكوى وتحرى كاتب المادة الصحفية النزاهة والموضوعية في عرض المادة الصحفية حيث
لم يعتمد في كتابته لهذه المادة على الشكوى المقدمة من بائعي اليانصيب وانما حاول الوصول الى
الحقيقة لغايات استجالء كافة النقاط الواردة في االتهامات وذلك عن طريق اللجوء الى الجهة
5
المختصة والمعنية في هذا الموضوع " .
ويؤكد تلك الفكره ويعمقها حكم آخر يرى ان سؤال طرف واحد وعرض رأيه ،دون الرجوع الى
من تعلق به الخبر هو اخالل بالتوازن فيقول " اما فيما يتعلق بجرم مخالفة المادة السابعة من
قانون المطبوعات فان المحكمة تجد ان ما ينطبق على الوقائع من البنود الواردة فيها هو المادة
السابعة بفقرتها ج والتي نصت (:آداب مهنة الصحافة وأخالقياتها ملزمة للصحفي ،وتشمل :ج.
التوازن والموضوعية والنزاهة في عرض المادة الصحفية ،وبالرجوع إلى المادة الصحفية
المنشورة فان المحكمة تجد ان المادة المذكورة لم يتوافر فيها التوازن حيث ورد فيها ما أشارت
إليه الموظفة فقط دون الرجوع إلى من تعلق به الخبر وبالتالي فقد التوازن والموضوعية التي
أوجب نص المادة /7ج توافرها بالمادة التي يتم نشرها" .6
5
القضية 506لسنة 2004
6
القضية رقم 369لسنة 2006والتي تخلص وقائعها في انه بتاريخ .........نشرت صحيفة .....وهي إحدى المطبوعات
األسبوعية الدورية والتي يعمل المشتكي عليه مديرا للتحرير فيها على الصفحة الرابعة من عددها......خبرا صحفيا تحت
عنوان " موظفة تتآمر على وزير التنمية االجتماعية" من إعداد المشتكى عليه ،حيث أشارت مادة الخبر الصحفية إلى وجود
موظفة في الوزارة متخصصة في تهريب الوثائق والمعلومات السرية والتي توصف بأنها (توب موديل) النها كاملة األوصاف
وتتعلق بالوزير واألمين العام ومدراء آخرين وان الموظفة -التي لم يشر إلى اسمها -لم تستجب للتحذيرات والتهديدات
المتكررة النها تعتقد وكما أشار الخبر إنها واصلة وايدها طائله وقد أشار الخبر في نهايته إلى ان ( قرار إعدام الموظفة أصبح
10
يجب عدم نشر األقوال واآلراء التي أخذت بطريق الحيلة والخداع.
في بعض األحيان قد يلجأ بعض الصحفيين للتنكر عند إجراء التحقيقات االستقصائية من اجل
أخ ذ أق وال يص عب أخ ذها إذا علم الش خص أنه ا ستنش ر في الص حافة .وفي مث ل ه ذه األح وال
التي تأخذ فيها األقوال بالحيلة والخداع البد أن يقف الصحفي وقفة تفكير متأنية قبل نشرها
الن هناك من العديد من القرارات القضائية التي تجرم مثل هذا النشر ،وتعتبره نوع من عدم
التوازن وانتهاك حرمة الحياة الخاصة للمواطنين .
ويمكن استخالص هذا األمر من الحكم الصادر في الدعوى رقم 378لسنة 7 2006حيث تقول
المحكمة في اسباب حكمها بإدانه الظنينين " ان المحكمة تجد ومن حيث واقعة ذهاب
الظنينة .........إلى منزل ذوي الطفل وحديثها معهم وقيامهم بإعطاء الصور التي نشرت هي وقائع
صحيحة ......إال ان الظنينة لم تثبت ان ما ورد على لسان المعنيين بالموضوع هو مطابق للواقع
.وقد قدم اإلدعاء العام الظنين بجرم مخالفة المادة 5و 7من قانون المطبوعات والنشر
وقد حكمت 3المحكمة وعمال بالمادة ( )178من قانون أصول المحاكمات 3الجزائية عدم مسؤولية الظنين عن جرم مخالفة المادة
( )5من قانون المطبوعات والنشر ،وعمال بالمادة (/ 7ج) من قانون المطبوعات والنشر إدانة الظنين بجرم مخالفة آداب مهنة
الصحافة المتعلق بعدم التوازن والموضوعية في نشر المادة الصحفية ،الحكم عليه حسب 3المادة (/46ج) من ذات القانون
.بالغرامة مائة دينار والرسوم
7
نشرت صحيفة .......في عددها رقم .......بتاريخ ..........موضوعا صحفيا للظنينة ........تحت عنوان (إرهاب الكبار
فجر الطفل مصباح العايدة في الزرقاء) وقد ورد في العدد بان الطفل مصباح وشقيقته آيات كانا كبش فداء نتيجة وفاة والدهما
وزواج والدتهما من شخص آخر قسى عليهما وكان خشنا معهما وان الطفل مصباح كان يتعرض للضرب واإليذاء من زوج
والدته وكان األخير يطفئ أعقاب السجائر في جسمهما 3إلى ان صعد زوج األم إلى السطح على الرغم من عدم وجود سور مع
الطفل مصباح ذو الثالثة أعوام وسقط من يد زوج أمه وان عم الطفل أخذ آيات ألنه لم يرض ان تبقى مع أم قاسية وان شقيقتها
ذكرت بان معه حق الن شقيقتها لم تحزن على موت إبنها وإنما حزنت على زوجها كيف تخرجه من دائرة االتهام .وقامت
الظنينة بنشر صور لجدة الطفل وخاله وخالته وعائلته وزوج أمه وصورة للطفل المرحوم مصباح .وقد ورد على الصفحة 25
من ذات العدد عنوان الموضوع كتبته الظنينة تحت عنوان (خفايا جريمة الرعب التي هزت األغوار الجنوبية) حيث نشر في
.هذا الموضوع صورة للمشتكيتين على الرغم من عدم وجود عالقة لهما بهذا الموضوع
11
وللحقيقة وان المحكمة تجد ان البينة التي تقدمت بها غير كافية خصوصا وان كافة أقوال شهود
النيابة أجمعوا على انها عرفت عن نفسها بانها من وزارة الصحة وتحقق في موضوع الطفل،
وأجمعوا ان المعلومات الواردة غير صحيحة وان زوج والدة الطفل لم يتسبب بوفاة الطفل وإ نما
كان يصاب بنوبات تشنج أدت إلى سقوطه .وهي بذلك تكون قد خالفت نص المادة ( )5من هذا
القانون.
وحقيق ة نحن نق ف الى ج انب ه ذا الق رار ألن أخ ذ اق وال اي ش خص دون ان يك ون بالص ورة
والطريقة التي ستستخدم فيه ،هو امر في كل األحوال يتنافى مع مبادئ الشرف الصحفي ،
ولكنن ا ب ذات ال وقت نعتق د ان العق اب في مث ل ه ذه الحال ة يجب ان يك ون اخالقي اً وليس عقاب اً
قانونياً .
ويلح ق به ذا االل تزام واجب آخ ر وه و ع دم نش ر الص ور دون أخ ذ الموافق ة على النش ر وفي ه ذا
المج ال الب د من مراع اة القواع د القانوني ة ال واردة في ق انون ح ق المؤل ف االردني الناف ذ ،اذ ان
القضاء انما يعتبر المادة الصحفية التي تخالف احكام التشريعات السارية انما هي بذات الوقت مادة
صحفية غير موضوعية وغير متوازنة .
ولكن ما هي القواعد التي وضعها قانون حق المؤلف فيما يتعلق بالصور .؟
على انهم ال يجوز لهم عرض هذه الصور اذا ظهر بها أشخاص دون أخذ موافقتهم على النشر
أو العرض أو البث ,ولكن يستثنى من ذلك الصور التي التقطت في حوادث وقعت علنا أو أن
ذل ك الش خص ال وارد في الص ورة أح د الرج ال الرس ميين أو ذو ش هرة عام ة أو اذا س محت
12
السلطات العامة بنشر مثل هذه الصور ,كما حدث في تفجيرات 11/9/2005في عمان عندما
تم نش ر العدي د من ص ور جثث الض حايا مش وهة .ولكن يش ترط في ك ل ذل ك ان ال ي ؤدي ذل ك
الى المس اس بش رف من تمثل ه أو تع ريض بكرامت ه أو مرك زه االجتم اعي .وتنطب ق االحك ام
السابقة على الصور الفوتغرافية أو الصور الحية أيضا الن المشرع أطلق الوسيلة التي تأخذ بها
الصور ومهما كان نوعها في المادة 26من القانون المعدل رقم ( )9لسنة 2005لقانون حق
المؤلف رقم 22لسنة . 1992
ونعتقد أن هذا الواجب تفرض ه مهنية الصحفي قب ل القانون ولكن ه اآلن واجب قانوني ينص عليه
ق انون المطبوع ات والنش ر .ومن ش ان مخالفت ه جع ل الم ادة الص حفية غ ير موض وعية وغ ير
متوازنة من وجهة نظر القضاء.
[ وهك ذا وبن اء على م ا س بق وس ندا ألحك ام الم ادة ( ) 5من ق انون المطبوع ات ف ان م ا ورد في
الصحيفة وعلى الرغم من وجود بعض الوثائق المنشورة في الواقع إال انه ومن خالل ما توصلت
إليه المحكمة بناء على شهود النيابة ووزن البيانات المقدمة فان هذه الوثائق ال تصلح وال تعطي
مؤش را على ان واق ع ش ركة مص انع االس منت ه و م ا نس ب إلي ه من االحتي ال في اس تقدام العمال ة
الواف دة ومن حيث الغش في األوزان واالس تفادة من ف روق الثمن وع دم التقي د بمع ايير الس المة
العام ة وحرم ان العم ال من حق وقهم وتجمي د الكف اءات ك دليل على الفس اد .وبن اء علي ه وحيث ان ه
8
القضية رقم 746/2005محكمة بداية جزاء عمان .
13
للصحافة حرية التعبير ونشر الثقافة والمعلومات ولكن يجب ان يكون ذلك ضمن إطار القانون وقد
اوجب القانون في المادة السابعة من قانون المطبوعات والنشر على الصحفي ان يتحرى النزاهة
والموض وعية في نش ر الم ادة الص حفية وحيث ان الم ادة الم ذكورة ق د خلت من النزاه ة
والموضوعية وخالفت الحقيقة فان فعل االظناء يكون مخالفا للقانون وأحكام المادتين ( 5و )7من
قانون المطبوعات والنشر].
[ وعن ج رم مخالف ة الم ادة ( )5من ق انون المطبوع ات والنش ر رقم ( )8لس نة ....1998وتج د
المحكمة ان ما تضمنه المقال معلومات محددة لم يتم تقديم أية بينة.....وبذلك فإنه لم يثبت صحة
ما تم نشره ،وهذا يشكل عدم إحترام للحقيقة ويتحقق به جرم مخالفة المادة الخامسة المذكورة....
أم ا عن ج رم مخالف ة الم ادة ( )7من ق انون المطبوع ات والنش ر...ف إن ذل ك يجع ل من نش ر المق ال
الم ذكور مفتق راً إلى الت وازن والموض وعية في ع رض الم ادة الص حفية ويش كل ع دم ت وازن
وموضوعية في عرض المادة الصحفية ويتحقق به جرم مخالفة أحكام المادة /7ج المذكورة].
ول ذلك نج د أن القض اء األردني يق ر بح ق الص حفي في اثب ات الوق ائع ال واردة في الم ادة الص حفية
ولكن بذات الوقت يجب أن تكون البينات التي سيقدمها الصحفي هي بينات قانونية بالدرجة األولى
وان تكون كافية الثبات الوقائع المنشورة .
وحقيقة هذا األمر يدفع الصحفيين الى التثقف قانونياً كأحد المكونات االساسية للمهنية الصحفية .
على أي حال تتفق القرارات القضائية األردنية فيما بينها انه ال يجوز نشر معلومات غير موثقة.
ويعتبر إثبات المعلومات او الوقائع الواردة في المادة الصحفية سبباً للحكم بعدم مسؤولية الصحفي
من تهم ة ع دم الت وازن والموض وعية .ف إذا اثبت الوق ائع ت وافرت النزاه ة والموض وعية والعكس
صحيح.
14
ويقول احد األحكام " وجدت المحكمة ان قيام الصحيفة بنشر المقال المذكور يمثل مخالفة المادة 5
من قانون المطبوعات و النشر سيما و ان الصحيفة ذكرت في نهاية المقال بانها ال تدعي صحة
او ع دم ص حة المعلوم ات ال تي اوردته ا في المق ال لع دم امتالك الص حيفة للوث ائق ال تي يمكن ان
تؤك د او تنفي ص حة المعلوم ات ال واردة في المق ال موض وع ال دعوى ،وعلي ه وج دت المحكم ة ان
نش ر مث ل ذل ك الخ بر يمث ل ج رم ع دم اح ترام الحقيق ة و باالض افة الى ع دم التزام ه ب التوازن و
الموضوعية و النزاهة " ،عليه قررت المحكمة " ادانة الظنين بجرم مخالفة احكام المادتين ( 5و
)7من قانون المطبوعات و النشر و الحكم عليه بغرامة مائة دينار" .9
يجب تحري الدقة عند نشر األخبار (.دقة الخبر ).
تحري دقة الخبر ترتبط ارتباطا وثيق اً بالتوازن والموضوعية من وجهة نظر القضاء تمام اً
كصحة المعلومات .حيث يعتبر القضاء أن تحري دقة الخبر قبل نشره واجب على الصحفي
وعلى المطبوعة ايضاً بحيث يجب أن تقدم للقارئ ما يتفق والحقيقة .
فتقول احدى القرارات " وتجد المحكمة ان المادة 4من قانون المطبوعات والنشر رقم 8لسنة 98
قد نصت ......وبالتالي فقد ألزم القانون المطبوعة تحري دقة الخبر قبل نشره بحيث تقدم للقارئ
ما يتفق والحقيقة ولذلك فقد ألقي عبء إثبات صحة ما ورد في الخبر على المطبوعة خالفاً
للقواعد العامة في اإلثبات التي تلقي عبء إثبات أركان الجرم على عاتق النيابة" ،واضاف
الحكم " وبما أن الظنين لم يقدم أية بينة تثبت ما ورد في التحقيق الصحفي ........فان أركان
جرم مخالفة المادة 5من قانون المطبوعات والنشر تكون متوافرة حيث قامت الصحيفة بنشر
التحقيق واسم المشتكي وارد فيه وحققت النتيجة الجرمية بأن نشرت خبراً مخالفاً للحقيقة وغير
دقيق وانصرفت إلى نشر الخبر المخالف للحقيقة مع علمها بأنه غير دقيق ،أما في ما يتعلق بجرم
9
القضية رقم 1973لسنة ، 2002وتخلص وقائعها في ان جريدة ......نشرت في عددها رقم .........مقاال بعنوان "
االتهامات المتبادلة بين وزير التعليم و رئيس جامعة 3البلقاء المقال تتقاطع مع ترويج الملك لالردن ،منحه المفاعل النووي هل
فجرت الخالف بين طوقان و العبادئ " وكان المدعي العام قد احال المتهمين بجرم مخالفة احكام المادتين ( 5و 7و )27من
.قانون المطبوعات و النشر رقم 8لسنة 1998
15
مخالفة المادة ( )7من قانون المطبوعات ........وحيث أن نشر المادة الصحفية كان خالفاً للحقيقة
فان من شأن ذلك مخالفة المادة 7مطبوعات من حيث عدم احترام المطبوعة لحريات اآلخرين
ونشر مادة صحفية تشكل مساساً بحقوقهم " ،وانتهى الحكم الى انه " وحيث ثبت للمحكمة ارتكاب
الظنين الجرم المسند إليه وهو مخالفة المادة ( 5و )7من قانون المطبوعات والنشر ونظراً السقاط
اإلدعاء بالحق الشخصي فإن المحكمة تقرر إدانة الظنين بجرم مخالفة المادة الخامسة من قانون
المطبوعات والنشر والحكم عليه بالغرامة خمسة دنانير ،إدانة الظنين بجرم مخالفة المادة السابعة
من قانون المطبوعات والنشر والحكم عليه بالغرامة خمسة دنانير والرسوم " .10
ويمكن مالحظة امر هام في ذلك القرار ،فهي من ناحية يشير الى ان الصحيفة قد نشرت الخبر
م ع علمه ا بان ه غ ير دقي ق ،ثم ع اد واش ار ان الخ بر ك ان خالف ا للحقيق ة ،وهك ذا يمكن الخ روج
باس تنتاج أساس ي مف اده ان ع دم دق ة الخ بر يجعل ه – من وجه ة نظ ر الحكم – مخالف ا للحقيق ة مهم ا
كانت درجة عدم الدقه .
ونعتقد أن هذا األمر يجافي العدالة ،ففي بعض األحيان تغيب الدقه عن الخبر دون ان يعني ذلك
انه غير حقيقي ،فالدقة تعني نشر كل التفاصيل ،وهذا ما ال تقوم به الصحف احيان اً ألسباب فنية
مثل مساحة الخبر في الجريدة وطريقة االخراج أو للرغبه في اثارة اهتمام القارئ بحسن نية .
عدم تجهيل الخبر ( يجب نسبة الخبر الى مصدره ) :
يرى القضاء في األردن 11ان تجهيل الخبر هو خروج عن الموضوعية والنزاهة ،وتجهيل الخبر
يعني عدم نسبة الخبر الى مصدر يمكن التحقق من صحته عن طريق الرجوع اليه ،او حتى
مصدر معروف بالوصف دون األسم ويرى الصحفي ان من حقه الحفاظ على سريه المصدر ،
ويعتبر عدم اسناد الخبر الى مصدر من اهم العيوب المهنية التي يمكن ان يقع فيها اإلعالميون
10
القضية رقم 2065لسنة 2004والتي تخلص وقائعها فيما نشرته صحيفة .......بالعدد رقم ...............بتاريخ .........
تحت عنوان قضية تزوير في دائرة األراضي و تضمن المقال اإلشارة الى اسم المشتكي .........كأحد المشتركين في جرم
التزوير في مستندات رسمية صادرة عن دائرة األراضي وأشار المقال إلى حصول األرض رقم ( ).....من حوض عبدون
الشمالي رقم....من أراضي مدينة عمان باسمه ومن ثم قيامه ببيعها إلى شخص من عائلة ،.........وقد اتهم المدعي العام
.الظنين بانه خالف المادتين 5و 7من قانون المطبوعات
11
كتاب القول الفصل – دراسة في اتجاهات القضاء األردني في قضايا المطبوعات و النشر – . 2006 -2000الطبعة األولى
16
واهل القلم ،تقول المحكمة ” ان المحكمة رأت انه وعلى الرغم من ان حرية التعبير قد كفلها
الدستور االردني ،وكذلك قانون المطبوعات و النشر الذي جاء منسجما مع احكام الدستور نصا
و روحا فيما يتعلق بهذا االمر ،و لكن القانون قد جرم أي فعل من شأنه تجاوز حدود هذه الحرية،
و ان التجريم هنا ليس تعديا على حرية التعبير وانما جاء احياء لهذه الحرية و ترسيخا لها ،و
التي ال يمكن ان تقوم اال اذا جرى التقيد بالتقاليد الصحفية التي تعتمد على النزاهة و الصدق و
الموضوعية في نقل الخبر بين االفراد العاديين في حياتهم العادية فمن باب اولى اتباع هذه القيم
من قبل الصحفي الذي تتاح له فرص عريضة غير محدودة بصناعة الرأي العام و صياغة
الوجدان الشعبي بهدف عريض يكمن وراء اقرار حرية التعبير ابتداء ،وان الصحيفة كاداة
لتصحيح السلوك االجتماعي الفراد المجتمع لها اثر بالغ على حياة االفراد وبالتالي فان االخالل
باخالقيات العمل الصحفي يمثل سلوكا محذورا بموجب قواعد المنطق العامة و التقاليد الصحفية
واصول ممارسة مهنة الصحافة مما ينقل هذا الفعل المحذور الى دائرة الفعل المجرم بموجب
القانون لتجاوزه القواعد و الضوابط التي وضعها القانون " ويضيف هذا الحكم الهام " فقد رأت
المحكمة ان قيام الصحيفة ايراد الخبر موضوع الشكوى بصيغة علمت الصحيفة دون ان تستند
الصحيفة الى طرف محدد او مصدر هذه المعلومة ذات الخطورة البالغة هو ابتداء دليل على قصد
التجاوز للقواعد التي قررها القانون و االقدام على مخالفتها ،هذا باالضافة الى ان تبين صحة النبأ
هو من اساسيات السلوك االجتماعي القويم للفرد العادي فكيف االمر لمن يصنع الرأي العام
للمجتمع التي من واجبها ان تتحلى باقصى درجات الموضوعية ،هذا باالضافة الى ان حرية
التعبير ال تشمل و ال تتسع للحرية في اختراع الخبر اساسا او اسناده الى مصدر غير معلوم "
،وانتهت المحكمة الى ان " ذلك كله يعني مسؤولية الظنين و ادانته بارتكاب الفعل المخالف 12
12
القضية رقم 2185لسنة ، 2000والتي تخلص في ان صحيفة ......قد نشرت في عددها رقم
.........بتاريخ ...............مقاال بعنوان " مكتب الموساد في عمان بدأ توسيع نشاطه ،انضمام مجموعة جديدة رفع عدد
عناصره الى 35عنصرا " ،حيث تحدثت الصحيفة تحت هذا العنوان عن وصول عدد من الفتيات االسرائيليات الى االردن
لالنضمام الى عناصر الموساد المقيمين في االردن ،والذين يشرفون على النشاطات 3االستخبارية لجهاز الموساد و الذي بدا
بتوسيع نشاطه من خالل زيادة العناصر العامله فيه ،كما قامت الصحيفة المذكورة و على الصفحة االولى بنشر خبر اخر
تحت عنوان "اسرائيل تفرض على االردن توطين العمالء مقابل 50مليون دوالر" حيث تحدثت الصحيفة عن قيام اسرائيل
بعرض 50مليون دوالر على االردن مقابل موافقة االردن على توطين مئات الفلسطينين الذين كانوا يتعاملون مع اسرائيل و
ترغب في التخلص منهم ،و ان االدارة االمريكية تبذل جهودا القناع الحكومة بذلك " ،وقد قدم األدعاء العام المتهمين بمخالفة
.احكام المادتين ( 5و /7ج) من قانون المطبوعات و النشر رقم 8لسنة 1998
17
لقانون المطبوعات و النشر بالمواد 5و /7ج ،لذا تقرر المحكمة وعمال باحكام المادة /46ج من
ذات القانون تغريم الظنين مبلغ مائة دينار و الرسوم " .
ال دفع بوج ود الت وازن والموض وعية في الم ادة الص حفية ك ون المعلوم ات -
صحيحة:
وحقيقة يفترض هذا الدفع أن يثبت المحامي بصفته وكيالً عن الصحفي صحة المعلومات الواردة
في الم ادة الص حفية .وان يقدم أدل ة قانوني ة معت برة قض ائياً إلثب ات ص حة المعلوم ات .وإ ذا حملت
الم ادة الص حفية بعض المعلوم ات ال تي ال يمكن للص حفي أن يق دم بين ات الثب ات ص حتها فالب د في
ه ذه الحال ة ان يق دم المح امي األدل ة القانوني ة المعت برة على قي ام الص حفي بواجب ه في التح ري
والتمحيص والتدقيق في الوصول للمعلومات .
الدفع بوجود التوازن والموضوعية في المادة الصحفية كونها عب ارة عن تحقي ق -
وال تحمل أي رأي أو تعليق من الصحفي.
ويتم اللجوء لهذا الدفع في الحاالت التي تكون فيها المادة الصحفية عبارة عن تحقيق صحفي أي
بمع نى اخ ذ آلراء االط راف المعني ة ونش رها كم ا هي ووض عها ام ام الجمه ور في الص ورة ال تي
وردت فيها .
طلب الخبرة الفنية لتحديد فيما اذا كانت المادة الصحفية متوازنة وموضوعية . -
18
في بعض الح االت ال تي ي دق فيه ا الموض وع فيم ا اذا ك انت الم ادة الص حفية متوازن ة وموض وعية
وحيث أن الم ادة 7من ق انون المطبوع ات والنش ر انم ا تتعل ق بالواجب ات المهني ة المفروض ة على
الصحفيين وانما هي مادة اخالقية أكثر منها مادة قانونية تجريمية فمن باب أولى أن يتم تحديد فيم ا
اذا ك ان هن اك خط أ مه ني من الص حفي من ذوي الخ برة في المهن ة نفس ها تمام اً كاالخط اء الطبي ة
التي تلجأ المحاكم فيها للخبرة الطبية الفنية لتحديد فيما اذا كان هناك خطأ طبي أم ال .
19