Professional Documents
Culture Documents
مقدمة
ليعلم أن الوض ف حكا ية اختلف الفل سفة تطو يل ،فإن خبط هم طو يل ،ونزاع هم كث ي ،وآراء هم
منتشرة ،وطرق هم متباعدة متدابرة ،فلنقت صر على إظهار التنا قض ف رأي مقدم هم الذي هو الفلي سوف
الطلق ،والعلم الول ،فإ نه ر تب علوم هم وهذّب ا بزعم هم ،وحذف ال شو من آرائ هم ،وانت قى ما هو
القرب إل أصول أهوائهم ،وهو ((أرسطاطاليس))؛ وقد رد على كل من قبله حت على أستاذه اللقب
عند هم بأفلطون الل ى ،ث اعتذر عن مالف ته أ ستاذه بأن قال (( :أفل طن صديق وال ق صديق ول كن
الق أصدق منه)).
وإنا نقلنا هذه الكاية ليعلم أنه ل تثبت ول إتقان لذهبهم عندهم ،وأنم يكمون بظن وتمي ،من غي
تقيق ويقي ،ويستدلون على صدق علومهم اللية ،بظهور العلوم السابية ،والنطقية ،ويستدرجون به
ضعفاء العقول ،ولو كا نت علوم هم الل ية متق نة الباه ي ،نق ية عن التخم ي ،كعلوم هم ال سابية ،ل ا
اختلفوا في ها ،ك ما ل يتلفوا ف ال سابية .ث الترجون لكلم أر سطو ل ين فك كلم هم عن تر يف
وتبديعل ،موج إل تفسعي وتأويعل ،حتع أثار ذلك أيضا نزاعا بينهعم ،وأقومهعم بالنقعل معن التفلسعفة
السلمية :أبو نصر الفاراب ،وابن سينا.
فنقتصعر على إبطال معا اختاروه ،ورأياه الصعحيح معن مذهعب رؤسعائهما فع الضلل ،فإن معا هجراه
واستنكفا من التابعة فيه ل يتمارى ف اختلله ،ول يقتقر إل نظر طويل ف إبطاله ،فليعلم أنا مقتصرون
على رد مذاهبهم بسب نقل هذين الرجلي ،كي ل ينتشر الكلم بسب انتشار الذهب.
مقدمة ثانية
ليعلم أن اللف بينهم وبي غيهم ثلثة أقسام:
قسم <الول> :يرجع الناع فيه إل لفظ مرد ،كتسميتهم صانع العال –تعال عن قولم -جوهرا ،مع
تفسيهم الوهر :بأنه الوجود ل ف موضوع أى القائم بنفسه الذى ل يتاج إل مقوم يقومه ،ول يريدوا
به الوهر التحيز ،على ما أراده خصومهم.
ول سنا نوض ف إبطال هذا ،لن مع ن القيام بالن فس إذا صار متفقا عل يه ،ر جع الكلم ف الت عبي با سم
الوهر عن هذا العن ،إل البحث عن اللغة ،وإن سوّغت اللغة إطلقه ،رجع جواز إطلقه ف الشرع،
إل الباحث الفقهية ،فإنّ تري إطلق السامى وإباحتها يؤخذ ما يدل عليه ظواهر الشرع.
ولعلك تقول:
القسم الثان :ما ل يصدم مذهبهم فيه أصلً من أصول الدين ،وليس من ضرورة تصديق النبياء والرسل
منازعتهعم فيعه ،كقولمع :إن كسعوف القمعر ،عبارة ععن انحاء ضوء القمعر بتوسعط الرض بينعه وبيع
الش مس ،والرض كرة وال سماء مي طة ب ا من الوا نب ،وإن ك سوف الشمس ،وقوف جرم الق مر بي
الناظر وبي الشمس عند اجتماعهما ف العقيدتي على دقيقة واحدة.
وهذا الفن أيضا لسنا نوض ف إبطاله إذ ل يتعلق به غرض ومن ظن أن الناظرة ف ابطال هذا من الدين
ضعّ ف أمره ،فإن هذه المور تقوم علي ها براه ي هند سية ح سابيّة ل يب قى مع ها
ف قد ج ن على الد ين ،و َ
ريبة .فمن تطلّع عليها ،ويتحقّق أدلّتها ،حت يُخب بسببها عن وقت الكسوفي وقدرها ومدة بقائهما إل
النلء ،إذا قيل له إن هذا على خلف الشرع ،ل يسترب فيه ،وإنا يستريب ف الشرع ،وضرر الشرع
مّن ينصره ل بطريقه أكثر من ضرره مّن يطعن فيه بطريقة .وهو كما قيل :عدوّ عاقل خي من صديق
جاهل.
فان قيل :فقد قال رسول ال صلى ال عليه وسلّم (( :ان الشمس والقمر ليتان من آيات ال ل يسفان
لوت أحد ول لياته ،فاذا رأيتم ذلك فافزعوا ال ذكر ال والصلة)) ،فكيف يلئم هذا ماقالوه؟ قلنا:
ول يس ف هذا ما ينا قض ما قالوه ،اذ ل يس ف يه ال ن فى وقوع الك سوف لوت ا حد او ليا ته وال مر
بالصلة عنده .والشرع الذى يأمر بالصلة عند الزوال والغروب والطلوع من أين يبعد منه ان يأمر عند
الكسوف با استحبابا؟ فان قيل :فقد روُى انه قال ف آخر الديث (( :ولكن ال اذا تل ّى لشىء خضع
له)) فيد ّل على ان الك سوف خضوع ب سبب التجلى ،قل نا :هذه الزيادة ل ي صحّ نقل ها في جب تكذ يب
ناقلها ،وانا الروى ما ذكرناه كيف ،ولو كان صحيحا ،لكان تأويله أهون من مكابرة أمور قطعية .فكم
من ظواهر ُأوّلت بالدلة العقليّة الت ل تنتهي ف الوضوح إل هذا الد.
وأعظم ما يفرح به الُلحدة ،أن يصرح نا صر الشرع بأن هذا ،وأمثاله على خلف الشرع ،في سهل عليه
طريق إبطال الشرع ،ان كان شرطع امثال ذلك .وهذا :ل ّن البحث ف العال عن كونه حادثا أو قديا،
ث إذا ث بت حدو ثه ف سواء كان كرة ،أو ب سيطا ،أو مثمنا ،أو م سدّسا ،و سواء كا نت ال سماوات ،و ما
تتها ثلثة عشرة طبقة ،كما قالوه ،أو أقلّ ،أو أكثر ،فنسبة النظر فيه ال البحث اللىّ كنسبة النظر ال
ب الرمان .فالقصود :كونه من فعل ال سبحانه وتعال فقط ،كيف ما طبقات البصل وعددها وعدد ح ّ
كانت.
الثالث :ما يتعلق الناع ف يه بأصل من أصول الد ين ،كالقول ف حدوث العال ،وصفات ال صانع ،وبيان
ح شر الج ساد والبدان ،و قد أنكروا ج يع ذلك .فهذا ال فن ونظائره هو الذى ينب غي أن يظ هر ف ساد
مذهبهم فيه دون ما عداه.
مقدمة ثالثة
ليُعلم أن القصود تنبيه من ح سُن اعتقاده ف الفلسفة ،وظن أن مسالكهم نقية عن التناقض ،ببيان وجوه
تافتهم ،فلذلك أنا ل أدخل ف العتراض عليهم إل دخول مطالب منكر ،ل دخول مدع مثبت .فأبطل
عليهعم معا اعتقدوه مقطوعا بإلزامات متلفعة ،فألزمهعم تارة مذهعب العتزلة وأخرى مذهعب الكراميعة؛
وطورا مذهب الواقفية ،ول أتض ذابا عن مذهب مصوص بل أجعل جيع الفرق إلبا واحدا عليهم ،فإن
سائر الفرق رب ا خالفو نا ف التف صيل ،وهؤلء يتعرضون ل صول الد ين ،فلنتظا هر علي هم فع ند الشدائد
تذهب الحقاد.
مقدمة رابعة
من عظائم حيل هم ف ال ستدراج -إذا أورد علي هم إشكال ف معرض الجاج -قول م :إن هذه العلوم
الل ية غام ضة خف ية ،و هى أع صى العلوم على الفهام الذك ية؛ ول يتو صل إل معر فة الواب عن هذه
الشكالت ،إل بتقديع الرياضيات ،والنطقيات .فيمعن يقلدهعم فع كفرهعم ،إن خطعر له إشكال على
مذهب هم ،ي سن ال ظن ب م ،ويقول :ل شك ف أن علوم هم مشتملة على حله ،وا إن ا يع سر عل ّى در كه
لن ل أحكم النطقيات ول أحصل الرياضيات.
فنقول :أ ما الرياضيّات ال ت هى ن ظر ف ال كم النف صل – و هو ال ساب -فل تعلق للليات به ،وقول
القائل :ان فهم الليّات يتاج اليها ُخرْق ،كقول القائل :ان الطب والنحو واللغة يتاج اليها أو الساب
يتاج ال الطب.
وأما الندسيات ،الت هى نظر ف الكم التصل يرجع حاصله ال بيان ان السموات وتتها ال الركز كرىّ
الش كل ،وبيان عدد طيقات ا ،وبيان عدد ال كر التحرّ كة ف الفلك ،وبيان مقدار حركات ا ،فلن سلم
لم جيع ذلك ف شىء من النظر الل ّى ،وهو كقول القائل :العلم بان هذا البيت حصل بصنع بناء عال
مريد قادر حىّ يفتقر ال أن يعرف ان البيت مسدس أو مثمن وان يعرف عدد جذوعه وعدد لبناته ،وهو
هذيان ل يفى فساده .وكقول القائل :ليعرف كون هذه البصلة حادثة ما ل يعرف عدد طبقاتا ،ول
يعرف كون هذه الرمانة حادثة ما ل يعرف عدد حباتا ،وهو هجُر من الكلم مستغثّ عند كل عاقل.
نعم قولم :إن النطقيات ل ب ّد من إحكامها ،فهو صحيح ،ولكن النطق ليس مصوصا بم ،وإنا
هو ال صل الذي ن سمّيه ف فن (الكلم) (كتاب الن ظر) فغيّروا عبارا ته إل الن طق تويلً ،و قد ن سمّيه
(كتاب الدل) ،و قد ن سمّيه (مدارك العقول) ،فإذا سع التكا يس ال ستضعف ،ا سم الن طق ،ظن أ نه فن
غريب ،ل يعرفه التكلّمون ،ول يطلع عليه إل الفلسفة.
وننع ،لندفعع هذا البال ،واسعتئصال هذه اليلة فع الضلل ،نرى ان نفرد القول فع مدراك
العقول ف هذا الكتاب ونجر فيه ألفاظ التكلّمي والصوليّي ،بل نوردها بعبارات النطقيّي ونصبّها ف
فوالبهم ونقتفى آثارهم لفظا لفظا.
ونناظرهم ف هذا الكتاب بلغتهم ،أعن بعباراتم ف النطق ،ونوضح ان ما شرطوه ف صحة مادة
القياس وماوضعوه معن الوضاع فع ايسعاغوجى وقاطيغورياس التع هعى معن اجزاء النطعق ومقدّماتعه ل
يتمكنوا من الوفاء بشىء منه ف علومهم اللية.
ولكنا نرى أن نورد (مدراك العقول) ف آخر الكتاب فأنه كاللة لدرك مقصود الكتاب ،ولكن رب ناظر
يستغن عنه من ل يتاج إليه ،ومن ليفهم ف آحاد السائل ف الرد عليهم ،فينبغى أن يبتدئ أول يفظ
كتاب (معيار العلم) الذى هو اللقب بالنطق عندهم.
ولنذكر الن بعد القدمات:
فهرست المسائل
الت أظهرنا تناقض مذهبهم فيها ف هذا الكتاب.
وهي عشرون مسألة:
السألة الول :إبطال مذهبهم ف أزلية العال.
السألة الثانية :إبطال مذهبهم ف أبدية العال.
السألة الثالثة :بيان تلبسهم ف قولم :أن ال صانع العال ،وأن العال صنعه.
السألة الرابعة :ف تعجيزهم عن إثبات الصانع.
السألة الامسة :ف تعجيزهم عن إقامة الدليل على استحالة الي.
السألة السادسة :ف نفي الصفات.
السألة السابعة :ف قولم :إن ذات الول ل ينقسم بالنس والفصل.
السألة الثامنة :ف قولم :إن الول موجود بسيط بل ماهية.
السألة التاسعة :ف تعجيزهم ،عن بيان إثبات أن الول ليس بسم.
السألة العاشرة :ف تعجيزهم ،عن إقامة الدليل على أن للعال صانعا ،وعلة.
السألة الادية عشرة :ف تعجيزهم عن القول :بأن الول يعلم غيه.
السألة الثانية عشرة :ف تعجيزهم عن القول :بأن الول يعلم ذاته.
السألة الثالثة عشرة :ف إبطال قولم :أن الول ل يعلم الزئيات.
السألة الرابعة عشرة :ف إبطال قولم :أن السماء حيوان متحرك بالرادة.
السألة الامسة عشرة :فيما ذكروه من العرض الحرك للسماء.
السألة السادسة عشرة :ف قولم :أن نفوس السماوات ،تعلم جيع الزئيات الادثة ف هذا العال.
السألة السابعة عشرة :ف قولم :باستحالة خرق العادات.
السألة الثامنة عشرة :ف تعجيزهم عن إقامة البهان العقلي ،على أن النفس النسان جوهر روحان.
السألة التاسعة عشرة :ف قولم :باستحالة الفناء على النفوس البشرية.
ال سألة العشرون :ف إبطال إنكار هم الب عث ،وح شر الج ساد ،مع التلذذ والتأل بال نة والنار ،باللم
واللذات السمانية.
فهذا ماأردنا أن نذكر تناقضهم فيه من جلة علومهم اللية والطبيعية ،وأما الرياضيات فل معن لنكارها
ولللمخالفة فيها ،فإنا ترجع إل الساب والندسة.
وأما النطقيات ف هى ن ظر ف آلة الف كر ف العقولت ،وليت فق ف يه خلف به مبالة ،و سنورد ف كتاب
((معيار العلم)) من جلته ما يتاج إليه لفهم مضمون هذا الكتاب إن شاء ال.
الول يستحيل حدوث حادث من قدي مطلقا قولم يستحيل صدور حادث من قدي مطلقا لنا إذا فرضنا القدي ول
يصدر منه العال مثلً فإنا ل يصدر لنه ل يكن للوجود مرجح بل كان وجود العال مكنا إمكانا صرفا فإذا حدث بعد
ذلك ل يل إما أن تدد مرجح أو ل يتجدد فإن ل يتجدد مرجح بقي العال على المكان الصرف كما قبل ذلك وإن
تدد مر جح ف من مدث ذلك الر جح ول حدث الن ول يدث من ق بل وال سؤال ف حدوث الر جح قائم .وبالملة
فأحوال القدي إذا كانت متشابة فإما أن ل يوجد عنه شيء قط وإما أن يوجد على الدوام فأما أن يتميز حال الترك عن
حال الشروع ف هو مال .ل ل يدث العال ق بل حدو ثه ...وتقي قه أن يقال :ل ل يدث العال ق بل حدو ثه ل ي كن أن
يال على عجزه ععن الحداث ول على اسعتحالة الدوث فإن ذلك يؤدي إل أن ينقلب القديع معن العجعز إل القدرة
والعال من الستحالة إل المكان وكلها مالن .ول أمكن أن يقال :ل يكن قبله غرض ث تدد غرض ول أمكن أن
يال على فقد آلة ث على وجودها بل أقرب ما يتخيل أن يقال :ل يرد وجوده قبل ذلك .فيلزم أن يقال :حصل وجوده
لنه صار مريدا لوجوده بعد أن ل يكن مريدا فيكون قد حدثت الرادة.
أو قبل حدوث الرادة وحدوثه ف ذاته مال لنه ليس مل الوادث وحدوثه ل ف ذاته ل يعله مريدا .ولنترك النظر ف
مل حدوثه .أليس الشكال قائما ف أصل حدوثه! وأنه من أين حدث ول حدث الن ول يدث قبله أحدث الن ل
من ج هة ال فإن جاز حادث من غ ي مدث فلي كن العال حادثا ل صانع له وإل فأي فرق ب ي حادث وحادث وإن
حدث بإحداث ال فلم حدث الن ول يدث من قبل ألعدم آلة أو قدرة أو غرض أو طبيعة فلما أن تبدل ذلك بالوجود
وحدث عاد الشكال بعينه .أو لعدم الرادة فتفتقر الرادة إل إرادة وكذى الرادة الول ويتسلسل إل غي ناية .فإذن
قد تقق بالقول الطلق أن صدور الادث من القدي من غي تغي أمر من القدي ف قدرة أو آلة أو وقت أو غرض أو طبع
مال وتقدير تغي حال مال لن الكلم ف ذلك التغي الادث كالكلم ف غيه والكل مال ومهما كان العال موجودا
واستحال حدثه ثبت قدمه ل مالة .وهذا أقوى أدلتهم فهذا أخبل أدلتهم .وبالملة كلمهم ف سائر مسائل الليات
أرك من كلمهم ف هذه السألة إذ يقدرون هاهنا على فنون من التخييل ل يتمكنون منه ف غيها .فلذلك قدمنا هذه
السألة وقدمنا أقوى أدلتهم.
لاذا يستحيل حدوث حادث بإرادة قدية العتراض من وجهي :أحدها أن يقال :ب تنكرون على من يقول :إن العال
حدث بإرادة قدي ة اقت ضت وجوده ف الو قت الذي و جد ف يه وأن ي ستمر العدم إل الغا ية ال ت ا ستمر إلي ها وأن يبتدئ
الوجود معن حيعث ابتدأ وأن الوجود قبله ل يكعن مرادا فلم يدث لذلك وأنعه فع وقتعه الذي حدث فيعه مراد بالرادة
القدية فحدث لذلك فما الانع لذا العتقاد وما الحيل له قولم :لكل حادث سبب ...فإن قيل :هذا مال بي الحالة
لن الادث موجب ومسبب .وكما يستحيل حادث بغي سبب وموجب يستحيل وجود موجب قد ت بشرائط إيابه
وأركا نه وأ سبابه حت ل ي بق شيء منت ظر الب تة ث يتأخر الو جب بل وجود الو جب ع ند ت قق الو جب بتمام شروطه
ضروري وتأخره مال حسعب اسعتحالة وجود الادث الوجعب بل موجعب .فقبعل وجود العال كان الريعد موجودا
والرادة موجودة ون سبتها إل الراد موجودة ول يتجدد مر يد ول يتجدد إرادة ول تدد للرادة ن سبة ل ت كن فإن كل
ذلك تغي فكيف تدد الراد وما الانع من التجدد قبل ذلك وحال التجدد ل يتميز عن الال السابق ف شيء من الشياء
وأمر من المور وحال من الحوال ونسبة من النسب بل المور كما كانت بعينها .ث ل يكن يوجد الراد وبقيت بعينها
ل ول يس ا ستحالة هذاك ما كا نت فو جد الراد ما هذا إل غا ية الحالة .وذلك ف المور الوضع ية أيضا ف الطلق مث ً
ال نس ف الو جب والوجب الضروري الذات بل وف العرف والوضعي فإن الر جل لو تلفظ بطلق زوج ته ول تصل
البينونة ف الال ل يتصور أن تصل بعده لنه جعل اللفظ علة للحكم بالوضع والصطلح فلم يعقل تأخر العلول إل
أن يعلق الطلق بجيء الغد أو بدخول الدار فل يقع ف الال ولكن يقع عند ميء الغد وعند دخول الدار فإنه جعله
علة بالضافة إل شيء منتظر .فلما ل يكن حاضرا ف الوقت وهو الغد والدخول توقف حصول الوجب على حضور
ما ل يس با ضر ف ما ح صل الو جب إل و قد تدد أ مر و هو الدخول وحضور ال غد ح ت لو أراد أن يؤ خر الو جب عن
اللفظ غي منوط بصول ما ليس باصل ل يعقل مع أنه الواضع وأنه الختار ف تفصيل الوضع .فإذا ل يكننا وضع هذا
بشهوتنا ول نعقله فكيف نعقله ف اليابات الذاتية العقلية الضرورية القصود فعله ل يتأخر إل بانع وأما ف العادات فما
يصل بقصدنا ل يتأخر عن القصد مع وجود القصد إليه إل بانع فإن تقيق القصد والقدرة وارتفعت الوانع ل يعقل
تأخر القصود وإنا يتصور ذلك ف العزم لن العزم غي كاف ف وجود الفعل بل العزم على الكتابة ل يوقع الكتابة ما ل
يتجدد قصد هو انبعاث ف النسان متجدد حال الفعل فإن كانت الرادة القدية ف حكم قصدنا إل الفعل فل يتصور
تأ خر الق صود إل با نع ول يت صور تقدم الق صد فل يع قل ق صد ف اليوم إل قيام ف ال غد إل بطر يق العزم .وإن كا نت
الرادة القدية ف حكم عزمنا فليس ذلك كافيا ف وقوع العزوم عليه بل ل بد من تدد انبعاث قصدي عند الياد وفيه
قول بتغي القدي .لاذا يدث القصد ث يبقى عي الشكال ف أن ذلك النبعاث أو القصد أو الرادة أو ما شئت سه ل
حدث الن ول يدث قبل ذلك فإما أن يبقى حادث بل سبب أو يتسلسل إل غي ناية .ورجع حاصل الكلم إل أنه
وجد الوجب بتمام شروطه ول يبق أمر منتظر ومع ذلك تأخر الوجب ول يوجد ف مدة ل يرتقي الوهم إل أولا بل
آلف سني ل تنقص شيئا منها ث انقلب الوجب بغتة من غي أمر تدد وشرط تقق وهو مال ف نفسه .قولنا :من أين
تعرفون المر ...والواب أن يقال :استحالة إرادة قدية متعلقة بإحداث شيء أي شيء كان تعرفونه بضرورة العقل أو
نظره وعلى لغتكم ف النطق تعرفون اللتقاء بي هذين الدين بد أوسط أو من غي حد أوسط .فإن ادعيتم حدا أوسط
وهو الطريق النظري فل بد من إظهاره وإن ادعيتم معرفة ذلك ضرورة فكيف ل يشارككم ف معرفته مالفوكم والفرقة
العتقدة بدث العال بإرادة قدية ل يصرها بلد ول يصيها عدد ول شك ف أنم ل يكابرون العقول عنادا مع العرفة
فل بد من إقا مة برهان على شرط الن طق يدل على ا ستحالة ذلك إذ ل يس ف ج يع ما ذكرتوه إل ال ستبعاد والتمث يل
بعزمنا وإرادتنا وهو فاسد فل تضاهي الرادة القدية القصود الادثة وأما الستبعاد الجرد فل يكفي من غي برهان... .
من ضرورة العقل فإن قيل :نن بضرورة العقل نعلم أنه ل يتصور موجب بتمام شروطه من غي مو جب وموز ذلك
مكابر لضرورة العقل .خصومكم يقولون القول نفسه ف علم ال قلنا :وما الفصل بينكم وبي خصومكم إذا قالوا لكم:
إنا بالضرورة نعلم إحالة قول من يقول :إن ذاتا واحدا عال بميع الكليات من غي أن يوجب ذلك كثرة ومن غي أن
يكون العلم زيادة على الذات ومن غي أن يتعدد العلم مع تعدد العلوم وهذا مذهبكم ف حق ال وهو بالنسبة إلينا وإل
علومنا ف غاية الحالة ولكن تقولون :ل يقاس العلم القدي بالادث .وطائفة منكم استشعروا حالة هذا فقالوا :إن ال ل
يعلم إل نف سه ف هو العا قل و هو الع قل و هو العقول وال كل وا حد .فلو قال قائل :اتاد الع قل والعا قل والعقول معلوم
الستحالة بالضرورة إذ تقدير صانع للعال ل يعلم صنعه مال بالضرورة والقدي إذا ل يعلم إل نفسه -تعال عن قولكم
وعن قول جيع الزائغي علوا كبيا -ل يكن يعلم صنعه البتة .بل ل نتجاوز إلزامات هذه السألة .دورات الفلك :إن
كان ل نا ية لعداد ها ل يكون ل ا أق سام فنقول :ب تنكرون على خ صومكم إذ قالوا :قدم العال مال ل نه يؤدي إل
إثبات دورات للفلك ل نا ية لعداد ها ول ح صر لحاد ها مع أن ل ا سدسا وربعا ون صفا فإن فلك الش مس يدور ف
سنة وفلك زحل ف ثلثي سنة فتكون أدوار زحل ثلث عشر أدوار الشمس وأدوار الشتري نصف سدس أدوار الشمس
فإنه يدور ف اثن عشر سنة .ث كما أنه ل ناية لعداد دورات زحل ل ناية لعداد دورات الشمس مع أنه ثلث عشره
بل ل ناية لدوار فلك الكواكب الذي يدور ف ستة وثلثي ألف سنة مرة واحدة كما ل ناية للحركة الشرقية الت
للش مس ف اليوم والليلة مرة .فلو قال قائل :هذا م ا يعلم ا ستحالته ضرورة فبماذا تنف صلون عن قوله بل لو قال قائل:
أعداد هذه الدورات شفع أو وتر أو شفع ووتر جيعا أو ل شفع ول وتر .ول تكون شفع أو وتر فإن قلتم :شفع ووتر
جيعا أو ل ش فع ول و تر فيعلم بطل نه ضرورةً .وإن قل تم :ش فع فالش فع ي صي وترا بوا حد فك يف أعوز ما لنا ية له
واحد وإن قلتم :وتر فالوتر يصي بواحد شفعا فكيف أعوز ذلك الواحد الذي به يصي شفعا فيلزمكم القول بأنه ليس
بشفع ول وتر .قولم :التناهي وحده يوصف بالشفع والوتر فإن قيل :إنا يوصف بالشفع والوتر التناهي وما ل يتناهى
ل يوصف به .قولنا تكون هناك جلة آحاد قلنا :فجملة مركبة من آحاد لا سدس وعشر كما سبق ث ل توصف بشفع
ول وتر يعلم بطلنه ضرورة من غي نظر فبماذا تنفصلون عن هذا قولم :ليست هنالك جلة آحاد فإن قيل :مل الغلط
ف قولكم أنه جلة مركبة من آحاد فإن هذه الدورات معدومة .أما الاضي فقد انقرض وأما الستقبل فلم يوجد والملة
إشارة إل موجودات حاضرة ول موجود هاهنا! .قولنا ل بأس قلنا :العدد ينقسم إل الشفع والوتر ويستحيل أن يرج
عنه سواء كان العدود موجودا باقيا أو فانيا .فإذا فرضنا عددا من الفراس لزمنا أن نعتقد أنه ل يلو من كونه شفعا أو
وترا سواء قدرناها موجودة أو معدمة .فإن انعدمت بعد الوجود ل تتغي هذه القضية .أمر نفس النسان على أنا نقول
لم :ل يستحيل على أصلكم موجودات حاضرة هي آحاد متغايرة بالوصف ول ناية لا وهي نفوس الدميي الفارقة
للبدان بالوت ف هي موجودات ل تو صف بالش فع والو تر ف بم تنكرون على من يقول :بطلن هذا يعرف ضرورة وهذا
الرأي ف النفوس هو الذي اختاره ا بن سينا ولعله مذ هب ر سطاليس .قول م :الن فس واحدة فإن ق يل :فال صحيح رأي
أفلطن وهو أن النفس قدية وهي واحدة وإنا تنقسم ف البدان فإذا فارقتها عادت إل أصلها واتدت .قولنا :هذا ما
يالف ضرورة العقل ...قلنا :فهذا أقبح وأشنع وأول بأن يعتقد مالفا لضرورة العقل .فإنا نقول :نفس زيد عي نفس
عمرو أو غيه فإن كان عينه فهو باطل بالضرورة فإن كل واحد يشعر بنفسه ويعلم أنه ليس هو نفس غيه .ولو كان
هو عينه لتساويا ف العلوم الت هي صفات ذاتية للنفوس داخلة مع النفوس ف كل إضافة .وإن قلتم :إنه غيه وإنا انقسم
بالتعلق بالبدان قلنا :وانقسام الواحد الذي ليس له عظم ف الجم وكمية مقدارية مال بضرورة العقل فكيف ي صي
الواحد اثني بل ألفا ث يعود ويصي واحدا بل هذا يعقل فيما له عظم وكمية كماء البحر ينقسم بالداول والنار ث
يعود إل الب حر .فأ ما ما ل كم ية له فك يف ينق سم ولذا هم مفحمون والق صود من هذا كله أن نبي أن م ل يعجزوا
خصومهم عن معتقدهم ف تعلق الرادة القدية بالحداث إل بدعوى الضرورة وأنم ل ينفصلون عمن يدعي الضرورة
علي هم ف هذه المور على خلف معتقد هم وهذا ل مرج ع نه .قول م :إن ال ق بل خلق العال ...فإن ق يل :هذا ينقلب
عليكم ف أن ال قبل خلق العال كان قادرا على اللق بقدر سنة أو سنتي -ول ناية لقدرته -فكأنه صب ول يلق ث
خلق ومدة الترك متناه أو غ ي متناه .فإن قل تم :متناه صار وجود الباري متنا هي الول وإن قل تم :غ ي متناه ف قد انق ضى
مدة فيها إمكانات ل ناية لعدادها .راجع الدليل الثان قلنا :الدة والزمان ملوق عندنا .وسنبي حقيقة الواب عن هذا
ف النفصال عن دليلهم الثان .قولم :ما الذي ميز وقتا معينا عما قبله وعما بعده ...فإن قيل :فبم تنكرون على من
يترك دعوى الضرورة ويدل عليه من وجه آخر وهو أن الوقات متساوية ف جواز تعلق الرادة با فما الذي ميز وقتا
معينا عما قبله وعما بعده وليس ما ًل أن يكون التقدم والتأخر مرادا بل ف البياض والسواد والركة والسكون فإنكم
تقولون :يدث البياض بالرادة القدية والحل قابل للسواد قبوله للبياض فلم تعلقت الرادة القدية بالبياض دون السواد
وما الذي ميز أحد المكني عن الخر ف تعلق الرادة به ونن بالضرورة نعلم أن الشيء ل يتميز عن مثله إل بخصص
ولو جاز ذلك لاز أن يدث العال و هو م كن الوجود ك ما أ نه م كن العدم ويتخ صص جا نب الوجود الما ثل لا نب
العدم ف المكان بغ ي م صص .. .و ما الذي خ صص الرادة وإن قل تم :إن الرادة خ صصت فال سؤال عن اخت صاص
الرادة وأنا ل اختصت .فإن قلتم:
القد ي ل يقال له ل فلي كن العال قديا ول يطلب صانعه و سببه لن القد ي ل يقال ف يه :ل .فإن جاز ت صص القد ي
بالتفاق بأحد المكني فغاية الستبعد أن يقال :العال مصوص بيئات مصوصة كان يوز أن يكون على هيئات أخرى
بد ًل عنها .فيقال :وقع كذلك اتفاقا كما قلتم :اختصت الرادة بوقت دون وقت وهيئة دون هيئة اتفاقا .وإن قلتم :إن
هذا السؤال غي لزم لنه وارد على كل ما يريده وعائد على كل ما يقدره فنقول :ل بل هذا السؤال لزم لنه عائد ف
كل وقت وملزم لن خالفنا على كل تقدير .قولنا :الرادة تيز الشيء عن مثله قلنا :إنا وجد العال حيث وجد وعلى
الو صف الذي و جد و ف الكان الذي و جد بالرادة والرادة صفة من شأن ا تي يز الش يء عن مثله ولول أن هذا شأن ا
لوقع الكتفاء بالقدرة .ولكن لا تساوى نسبة القدرة إل الضدين ول يكن بد من مصص يصص الشيء عن مثله فقيل:
للقدي وراء القدرة صفة من شأنا تصيص الشيء عن مثله فقول القائل :ل اختصت الرادة بأحد الثلي كقول القائل:
ل اقتضى العلم الحاطة بالعلوم على ما هو به فيقال :لن العلم عبارة عن صفة هذا شأنا فكذى الرادة عبارة عن صفة
هذا شأنا بل ذاتا تييز الشيء عن مثله.
ف المرين تناقض فإن قيل :إثبات صفة شأنا تييز الشيء عن مثله غي معقول بل هو متناقض فإن كونه مثلً معناه أنه
ل تيز له وكونه ميزا معناه أنه ليس مثلً ول ينبغي أن يظن أن السوادين ف ملي متماثلن من كل وجه لن هذا ف
مل وذاك ف مل آخر وهذا يوجب التميز .ول السوادان ف وقتي ف مل واحد متماثلن مطلقا لن هذا فارق ذلك ف
الوقت فكيف يساويه من كل وجه .وإذا قلنا :السوادان مثلن عنينا به ف السوادية مضافا إليه على الصوص ل على
الطلق وإل فلو اتد الحل والزمان ول يبق تغاير ل يعقل سوادان ول عقلت الثنينية أصلً .العطشان إذا كان بي يديه
قدحان متساويان ل يكن أن يأخذ أحدها بدون تييز يقق هذا أن لفظ الرادة مستعارة من إرادتنا ول يتصور منا أن
نيز بالرادة الشيء عن مثله بل لو كان بي يدي العطشان قدحان من الاء يتساويان من كل وجه بالضافة إل غرضه ل
يكن أن يأخذ أحدها بل إنا يأخذ ما يراه أحسن أو أخف أو أقرب إل جانب يينه إن كان عادته تريك اليمي أو
سبب من هذه السباب إما خفي وإما جلي وإل فل يتصور تييز الشيء عن مثله بال .إنكار المر ف حق ال ...الول
أن قول كم :إن هذا ل يت صور عرفتموه ضرورة أو نظرا ول ي كن دعوى وا حد منه ما وتثيل كم بإرادت نا مقاي سة فا سدة
تضاهي القايسة ف العلم وعلم ال يفارق علمنا ف أمور قررناها فلم تبعد الفارقة ف الرادة بل هو كقول القائل :ذات
ل ل يعقل لنا ل نعقله ف حقنا .قيل :هذا عمل توهك وأما موجودة ل خارج العال ول داخله ول متصلً ول منفص ً
دليل العقل فقد ساق العقلء إل التصديق بذلك فبم تنكرون على من يقول :دليل العقل ساق إل إثبات صفة ل تعال
من شأنا تييز الشيء عن مثله فإن ل يطابقها اسم الرادة فلتسم باسم آخر فل مشاحة ف الساء .وإنا أطلقناها نن
بإذن الشرع وإل فالرادة موضوعة ف اللغة لتعيي ما فيه غرض ول غرض ف حق ال وإنا القصود العن دون اللفظ.. .
وف حق النسان فإنه إذا كانت بي يديه ترتي متساويتي يأخذ إحداها .على أنه ف حقنا ل نسلم أن ذلك غي متصور
فإنا نفرض ترتي متساويتي بي يدي التشوف إليهما العاجز عن تناولما جيعا فإنه يأخذ إحداها ل مالة بصفة شأنا
تصيص الشيء عن مثله .وكل ما ذكرتوه من الخصصات من السن أو القرب أو تيسر الخذ فإنا نقدر على فرض
انتفائه ويبقى إمكان الخذ .فأنتم بي أمرين :إما إن قلتم :إنه ل يتصور التساوي بالضافة إل أغراضه فقط وهو حاقة
وفرضه مكن وإما إن قلتم :التساوي إذا فرض بقي الرجل التشوف أبدا متحيا ينظر إليهما فل يأخذ إحداها بجرد
الرادة والختيار النفك عن الغرض وهو أيضا مال يعلم بطلنه ضرورةً .فإذن لبد لكل ناظر شاهدا أو غائبا ف تقيق
الف عل الختياري من إثبات صفة شأن ا ت صيص الش يء عن مثله .لاذا اخ تص العال بب عض الوجوه ...الو جه الثا ن ف
العتراض هو أنا نقول :أنتم ف مذهبكم ما استغنيتم عن تصيص الشيء عن مثله فإن العال وجد من سببه الوجب له
على هيئات م صوصة تا ثل نقائض ها فلم اخ تص بب عض الوجوه وا ستحالة ت يز الش يء عن مثله ف الف عل أو ف اللزوم
بالطبع أو بالضرورة ل تتلف .. .قولم :بضرورة النظام الكلي فإن قلتم :إن النظام الكلي للعال ل يكن إل على الوجه
الذي وجد وإن العال لو كان أصغر أو أكب ما هو الن عليه لكان ل يتم هذا النظام وكذا القول ف عدد الفلك وعدد
الكواكب .وزعمتم أن الكبي يالف الصغي والكثي يفارق القليل ف ما يراد منه فليست متماثلة بل هي متلفة إل أن
القوة البشرية تضعف عن درك وجوه الكمة ف مقاديرها وتفاصيلها وإنا تدرك الكمة ف بعضها كالكمة ف ميل
فلك البوج ععن معدل النهار والكمعة فع الوج والفلك الارج الركعز والكثعر ل يدرك السعر فيهعا ولكعن يعرف
اختلفها ول بعد ف أن يتميز الشيء عن خلفه لتعلق نظام المر به .وأما الوقات فمتشابة قطعا بالنسبة إل المكان
وإل النظام ول يكعن أن يدععي أنعه لو خلق بععد معا خلق أو قبله بلحظعة لاع تصعور النظام فإن تاثعل الحوال يعلم
بالضرورة .قولنا :ل .مثلن...
فنقول :نن وإن كنا نقدر على معارضتكم بثله ف الحوال إذ قال قائلون :خلقه ف الوقت الذي كان الصلح اللق
فيه لكنا ل نقتصر على هذه القابلة بل نفرض على أصلكم تصصا ف موضعي ل يكن أن يقدر فيه اختلف :أحدها
اختلف جهة الركة والخر تعي موضع القطب ف الركة عن النطقة ... .مثل القطب الشمال والقطب النوب أما
الق طب فبيانه أن ال سماء كرة متحر كة على ق طبي كأن ما ثابتان وكرة ال سماء متشاب ة الجزاء فإن ا ب سيطة ل سيما
الفلك العلى الذي هو التاسع فإنه غي مكوكب أصلً وها متحركان على قطبي شال و جنوب .فنقول :ما من نقطتي
متقابلتي من النقط الت ل ناية لا عندهم إل ويتصور أن يكون هو القطب .فلم تعينت نقطتا الشمال والنوب للقطبية
والثبات ول ل يكن خط النطقة مارا بالنقطتي حت يعود القطب إل نقطتي متقابلتي على النطقة فإن كان ف مقدار
كب السماء وشكله حكمة فما الذي ميز مل القطب عن غيه حت تعي لكونه قطبا دون سائر الجزاء والنقط وجيع
النقط متماثلة وجيع أجزاء الكرة متساوية وهذا ل مرج عنه قولم لعل ذلك الوضع يفارق غيه باصية فإن قيل لعل
ل للقطب حت يثبت فكأنه ل يفارق مكانه وحيزه الوضع الذي عليه نقطة القطب يفارق غيه باصية تناسب كونه م ً
ووض عه أو ما يفرض إطل قه عل يه من ال سامي و سائر موا ضع الفلك يتبدل بالدور وضع ها من الرض و من الفلك
والقطب ثابت الوضع فلعل ذلك الوضع كان أول بأن يكون ثابت الوضع من غيه .تقولون بتشابه السماء ...قلنا :ففي
هذا ت صريح بتفاوت أجزاء الكرة الول ف الطبي عة وأن ا لي ست متشاب ة الجزاء و هو على خلف أ صلكم إذ أ حد ما
استدللتم به على لزوم كون السماء كرى الشكل أنه بسيط الطبيعة متشابه ل يتفاوت وأبسط الشكال الكرة فإن التربيع
والتسديس وغيها يقتضي خروج زوايا وتفاوتا وذلك ل يكون إل بأمر زائد على الطبع البسيط ... .ومن أين تلك
الاصية ولكنه وإن خالف مذهبكم فليس يندفع اللزام به فإن السؤال ف تلك الاصية قائم إذ سائر الجزاء هل كان
قابلً تلك الا صية أم ل فإن قالوا نعم فلم اختصت الا صية من ب ي التشابات ببعض ها وإن قالوا :ل ي كن ذلك إل ف
ذلك الو ضع و سائر الجزاء ل تقبل ها فنقول :سائر الجزاء من ح يث أن ا ج سم قا بل لل صور متشا به بالضرورة وتلك
الا صية ال ت ي ستحقها ذلك الو ضع بجرد كو نه ج سما ول بجرد كو نه ساء فإن هذا الع ن يشار كه ف يه سائر أجزاء
السماء فل بد وأن يكون تصيصه به بتحكم أو بصفة من شأنا تصيص الشيء عن مثله وإل فكما يستقيم لم قولم:
إن الحوال ف قبول وقوع العال في ها مت ساوية ي ستقيم ل صومهم أن أجزاء ال سماء ف قبول الع ن الذي لجله صار
ثبوت الو ضع أول به من تبدل الوضع مت ساوية وهذا ل مرج م نه .ما سبب تبا ين حركات ال سماء اللزام الثان تعي
ج هة حر كة الفلك بعض ها من الشرق إل الغرب وبعض ها بالع كس مع ت ساوي الهات ما سببها وت ساوي الهات
كت ساوي الوقات من غ ي فرق قول م :تلك النا سبات مبدأ الوادث ف العال فإن ق يل :لو كان ال كل يدور من ج هة
واحدة لا تباينت أوضاعها ول تدث مناسبات الكواكب بالتثليث والتسديس والقارنة وغيها ولكان الكل على وضع
وا حد ل يتلف قط وهذه النا سبات مبدأ الوادث ف العال .قل نا :ل سنا نلزم اختلف ج هة الر كة بل نقول :الفلك
العلى يتحرك من الشرق إل الغرب والذي ت ته بالع كس و كل ما ي كن ت صيله بذا ي كن ت صيله بعك سه و هو أن
يتحرك العلى من الغرب إل الشرق وما تته ف مقابلته فيحصل التفاوت وجهات الركة بعد كونا دورية وبعد كونا
متقابلة متساوية فلم تيزت جهة عن جهة تاثلها قولم :الهتان متضادتان فإن قالوا :الهتان متقابلتان متضادتان فكيف
يت ساويان قول نا :والوقات! قل نا :هذا كقول القائل :التقدم والتأ خر ف وجود العال يتضادان فك يف يد عي تشابه ما
ول كن زعموا أ نه يعلم تشا به الوقات بالن سبة إل إمكان الوجود وإل كل م صلحة يت صور فر ضه ف الوجود .فكذلك
يعلم ت ساوي الحياز والوضاع والما كن والهات بالن سبة إل قبول الر كة و كل م صلحة تتعلق ب ا .فإن ساغ ل م
دعوى الختلف مع هذا التشابه كان لصومهم دعوى الختلف ف الحوال واليئات أيضا .العتراض الثان :صدور
حادث من قدي العتراض الثان على أصل دليلهم أن يقال :استبعدت حدوث حادث من قدي ول بد لكم من العتراف
به فإن ف العال حوادث ول ا أ سباب .فإن ا ستندت الوادث إل الوادث إل غ ي نا ية ف هو مال ول يس ذلك معت قد
عا قل .ولو كان ذلك مكنا ل ستغنيتم عن العتراف بال صانع وإثبات وا جب وجود هو م ستند المكنات .وإذا كا نت
الوادث لا طرف ينتهي إليه تسلسلها فيكون ذلك الطرف هو القدي فل بد إذن على أصلهم من تويز صدور حادث
من قدي.
قولم :ف حصول الستعداد وحضور الوقت فإن قيل :نن ل نبعد صدور حادث من قدي أي حادث كان بل نبعد
صدور حادث هو أول الوادث من القد ي إذ ل يفارق حال الدوث ما قبله ف تر جح ج هة الوجود ل من ح يث
حضور وقت ول آلة ول شرط ول طبيعة ول غرض ول سبب من السباب .فأما إذا ل يكن هو الادث الول جاز أن
يصدر منه عند حدوث شيء آخر من استعداد الحل القابل وحضور الوقت الوافق أو ما يري هذا الجرى .قولنا :ومن
أ ين ذلك قل نا :فال سؤال ف ح صول ال ستعداد وحضور الو قت و كل ما يتجدد قائم فإ ما أن يت سلسل إل غ ي نا ية أو
ينتهعي إل قديع يكون أول حادث منعه .قولمع :وجود الركعة الدوريعة ...فإن قيعل :الواد القابلة للصعور والعراض
والكيفيات ليس شيء منها حادثا والكيفيات الادثة هي حركة الفلك أعن الركة الدورية وما يتجدد من الوصاف
الضاف ية ل ا من التثل يث والت سديس والترب يع و هي ن سبة ب عض أجزاء الفلك والكوا كب إل ب عض وبعض ها ن سبة إل
الرض ك ما ي صل من الطلوع والشروق والزوال عن منت هى الرتفاع والب عد عن الرض بكون الكو كب ف الوج
والقرب بكونه ف الضيض واليل عن بعض القطار بكونه ف الشمال والنوب وهذه الضافة لزمة للحركة الدورية
بالضرورة فموجبها الركة الدورية .وهي سبب الوادث ف العناصر ...وأما الوادث فيما يويه مقعر فلك القمر وهو
العناصر با يعرض فيها من كون وفساد وامتزاج وافتراق واستحالة من صفة إل صفة فكل ذلك حوادث مستند بعضها
إل ب عض ف تف صيل طو يل وبالخرة تنت هي مبادئ أ سبابا إل الر كة ال سماوية الدور ية ون سب الكوا كب بعض ها إل
ب عض أو ن سبتها إل الرض ... .و هي قدي ة ...فيخرج من مموع ذلك أن الر كة الدور ية الدائ مة البد ية م ستند
الوادث كلها ومرك السماء حركتها الدورية نفوس السموات فإنا حية نازلة منلة نفوسنا بالنسبة إل أبداننا ونفوسها
قدية فل جرم الركة الدورية الت هي موجبها أيضا قدية .ولا تشابه أحوال النفس لكونا قدية تشابه أحوال الركات
أي كانت دائرة أبدا .ولا أجزاء حادثة فإذن ل يتصور أن يصدر الادث من قدي إل بواسطة حركة دورية أبدية تشبه
القد ي من و جه فإ نه دائم أبدا وتش به الادث من و جه فإن كل جزء يفرض م نه كان حادثا ب عد أن ل ي كن ف هو من
حيث أنه حادث بأجزائه وإضافاته مبدأ الوادث ومن حيث أنه أبدي متشابه الحوال صادر عن نفس أزلية .فإن كان
ف العال حوادث فل بد من حركة دورية وف العال حوادث فالركة الدورية البدية ثابتة .قولنا :هذا كلم باطل! إذ ل
بد من سبب آخر قلنا :هذا التطويل ل يغنيكم فإن الركة الدورية الت هي الستند حادث أم قدي فإن كان قديا فكيف
صار مبدأ لول الوادث وإن كان حادثا افتقر إل حادث آخر وتسلسل .وقولكم :إنه من وجه يشبه القدي ومن وجه
يشبه الادث فإنه ثابت متجدد أي هو ثابت التجدد متجدد الثبوت .فنقول :أهو مبدأ الوادث من حيث أنه ثابت أو
من حيث أنه متجدد فإن كان من حيث أنه ثابت فكيف صدر من ثابت متشابه الحوال شيء ف بعض الوقات دون
بعض وإن كان من حيث أنه متجدد فما سبب تدده ف نفسه فيحتاج إل سبب آخر ويتسلسل فهذا غاية تقرير اللزام.
سيأت الكلم عن ذلك ولم ف الروج عن هذا اللزام نوع احتيال سنورده ف بعض السائل بعد هذه كيل يطول كلم
هذه ال سألة بانشعاب شجون الكلم وفنو نه .على أ نا سنبي أن الر كة الدور ية ل ي صلح أن تكون مبدأ الوادث وأن
جيع الوادث مترعة ل ابتدا ًء ونبطل ما قالوه من كون السماء حيوانا متحركا بالختيار حركة نفسية كحركاتنا.
الثان قولنا :ليس ال متقدما بالذات فقط ...زعموا أن القائل بأن العال متأخر عن ال وال متقدم عليه ليس يلو إما أن
يريد به أنه متقدم بالذات ل بالزمان كتقدم الواحد على الثني فإنه بالطبع مع أنه يوز أن يكون معه ف الوجود الزمان
وكتقدم العلة على العلول مثل تقدم حركة الشخص على حركة الظل التابع له وحركة اليد مع حركة الات وحركة
اليد ف الاء مع حر كة الاء فإنا متساوية ف الزمان وبعضها علة وبعضها معلول إذ يقال :ترك الظل لركة الشخص
وترك الاء لر كة ال يد ف الاء ول يقال ترك الش خص لر كة ال ظل وترك ال يد لر كة الاء وإن كا نت مت ساوية .فإن
أريد بتقدم الباري على العال هذا لزم أن يكونا حادثي أو قديي واستحال أن يكون أحدها قديا والخر حادثا .وإن
أر يد به أن الباري متقدم على العال والزمان ل بالذات بل بالزمان فإذن ق بل وجود العال والزمان زمان كان العال ف يه
معدوما إذ كان العدم سابقا على الوجود وكان ال سابقا بدة مديدة لا طرف من جهة الخر ول طرف لا من جهة
الول .فإذن ق بل الزمان زمان ل نا ية له و هو متنا قض ولجله ي ستحيل القول بدوث الزمان .وإذا و جب قدم الزمان
وهو عبارة عن قدر الركة وجب قدم الركة ووجب قدم التحرك الذي يدوم الزمان بدوام حركته .اعتراض :ليس قبل
اللي قة زمان :القول بأن " كان ال ول عال " ل يدل إل على أمر ين ...العتراض هو أن يقال :الزمان حادث وملوق
ل ونعن بقولنا إن ال متقدم على العال والزمان إنه كان ول عال ث كان ومعه عال .ومفهوم قولنا: وليس قبله زمان أص ً
كان ول عال وجود ذات الباري وعدم ذات العال فقعط ومفهوم قولنعا :كان ومععه عال وجود الذاتيع فقعط .فنعنع
ل ث كان وعيسى معه ل يتضمن بالتقدم انفراده بالوجود فقط والعال كشخص واحد .ولو قلنا :كان ال ول عيسى مث ً
الل فظ إل وجود ذات وعدم ذات ث وجود ذات ي ول يس من ضرورة ذلك تقد ير ش يء ثالث وإن كان الو هم ل ي سكن
ععن تقديعر ثالث فل التفات إل أغاليعط الوهام .فإن قيعل لقولنعا :كان ال ول عال مفهوم ثالث سعوى وجود الذات
ل ول يصح أن نقول :كان ال وعدم العال بدليل أنا لو قدرنا عدم العال ف الستقبل كان وجود ذات وعدم ذات حاص ً
ول عال بل الصحيح أن نقول :يكون ال ول عال .ونقول للماضي :كان ال ول عال .فبي قولنا " كان " و " يكون "
فرق إذ ليس ينوب أحدها مناب الخر .فلنبحث عن ما يرجع إليه الفرق :ول شك ف أنما ل يفترقان ف وجود الذات
ول ف عدم العال بل ف معن ثالث فإنا إذا قلنا لعدم العال ف الستقبل :كان ال ول عال قيل لنا :هذا خطأ فإن " كان
" إنا يقال على ماض فدل أن تت لفظ " كان " مفهوما ثالثا وهو الاضي والاضي بذاته هو الزمان والاضي بغيه هو
الر كة فإن ا ت ضي ب ضي الزمان .فبالضرورة يلزم أن يكون ق بل العال زمان قد انق ضى ح ت انت هى إل وجود العال.
قولنا :ليس هو إل نسبة إلينا قلنا :الفهوم الصلي من اللفظي وجود ذات وعدم ذات .والمر الثالث الذي فيه افتراق
اللفظي نسبة لزمة بالضافة إلينا بدليل أنا لو قدرنا عدم العال ف الستقبل ث قدرنا لنا بعد ذلك وجودا ثانيا لكنا عند
ذلك نقول :كان ال ول عال .ويصح قولنا سواء أردنا به العدم الول أو العدم الثان الذي هو بعد الوجود وآية أن هذه
نسبة أن الستقبل بعينه يوز أن يصي ماضيا قبل البتدأ نتوهم " قبلً " ...وهذا كله لعجز الوهم عن فهم وجود مبتدأ إل
مع تقدير " قبل " له وذلك " القبل " الذي ل ينفك الوهم عنه يظن أنه شيء مقق موجود هو الزمان ... .كما نتوهم
وراء العال " فوقا " وهو كعجز الوهم عن أن يقدر تناهي السم ف جانب الرأس مثلً إل على سطح له فوق فيتوهم أن
وراء العال مكانا إما ملء وإما خلء .وإذا قيل :ليس فوق سطح العال فوق ول بعد أبعد منه كاع الوهم عن الذعان
لقبوله كما إذا قيل :ليس قبل وجود العال " قبل " هو وجود مقق نفر عن قبوله وكما جاز أن يكذب الوهم ف تقديره
فوق العال خلء هو بعد ل ناية له بأن يقال له :اللء ليس مفهوما ف نفسه وأما البعد فهو تابع للجسم الذي تتباعد
أقطاره فإذا كان السم متناهيا كان البعد الذي هو تابع له متناهيا وانقطع اللء واللء غي مفهوم فثبت أنه ليس وراء
العال ل خلء ول ملء وإن كان الوهم ل يذعن لقبوله.
ولكن ذلك وهم فكذلك يقال :كما أن البعد الكان تابع للجسم فالبعد الزمان تابع للحركة فإنه امتداد الركة كما
أن ذلك امتداد أقطار السم وكما أن قيام الدليل على تناهي أقطار السم منع من إثبات بعد مكان وراءه .فقيام الدليل
على تناهي الركة من طرفيه ينع من تقدير بعد زمان وراءه وإن كان الوهم متشبثا بياله وتقديره ول يرعوى عنه .ول
فرق بي البعد الزمان الذي تنقسم العبارة عنه عند الضافة إل " قبل " و " بعد " وبي البعد الكان الذي تنقسم العبارة
عنه عند الضافة إل فوق وتت .فإن جاز إثبات " فوق " ل " فوق " فوقه جاز إثبات " قبل " ليس قبله " قبل " مقق
إل خيال وه ي كما ف الفوق .وهذا لزم فليتأ مل فإنم اتفقوا على أنه ل يس وراء العال ل خلء ول ملء .قول م ل يس
هناك مواز نة فالعال ل يس له " فوق " إل بال سم الضا ف التبدل ...فإن ق يل :هذه الواز نة معو جة لن العال ل يس له "
فوق " ول " ت ت " بل هو كري ول يس للكرة " فوق " و " ت ت " بل إن سيت ج هة " فوقا " من ح يث أ نه يلي
رأسك والخر " تتا " من حيث أنه يلي رجلك فهو اسم تدد له بالضافة إليك والهة الت هي " تت " بالضافة
إل يك " فوق " بالضا فة إل غيك إذا قدرت على الا نب ال خر من كر ة الرض واقفا ياذي أخ ص قد مه أخ ص
ل وما هو تت الرض يعود إل قدميك بل الهة الت تقدرها فوقك من أجزاء السماء نارا هو بعينه تت الرض لي ً
فوق الرض ف الدور .وأما الول لوجود العال ل يتصور أن ينقلب آخرا .وهو كما لو قدرنا خشبة أحد طرفيها غليظ
وال خر دق يق وا صطلحنا على أن ن سمي ال هة ال ت تلي الدق يق فوقا إل ح يث ينتهي والا نب ال خر تتا ل يظ هر بذا
اختلف ذات ف أجزاء العال بل هي أسامي متلفة قيامها بيئة هذه الشبة حت لو عكس وضعها انعكس السم والعال
ل يتبدل .فالفوق والتحت نسبة مضة إليك ل تتلف أجزاء العال وسطوحه فيه .وأما العدم التقدم على العال والنهاية
الول لوجوده ذا ت ل يت صور أن يتبدل في صي آخرا ول العدم القدر ع ند إفناء العال الذي هو عدم ل حق يت صور أن
ي صي سابقا .فطر فا نا ية وجود العال الذي أحده ا أول والثا ن آ خر طرفان ذاتيان ثابتان ل يت صور التبدل ف يه بتبدل
الضافات البتة بلف الفوق والتحت .ولكن لوجود العال " قبل " فإذن أمكننا أن نقول :ليس للعال فوق ول تت ول
يكنكم أن تقولوا :ليس لوجود العال " قبل " ول " بعد " .وإذا ثبت القبل والبعد فل معن للزمان سوى ما يعب عنه
بالق بل والب عد .قول نا :ك ما أن العال ل يس له " خارج " كذلك ل يس له ق بل قل نا :ل فرق فإ نه ل غرض ف تعي ي ل فظ
الفوق والتحت بل نعدل إل لفظ الوراء والارج ونقول :للعال داخل وخارج فهل خارج العال شيء من ملء أو خلء
فسيقولون :ليس وراء العال ل خلء ول ملء .وإن عنيتم بالارج سطحه العلى فله خارج وإن عينتم غيه فل خارج
له .فكذلك إذا قيل لنا :هل لوجود العال " قبل " قلنا :إن عن به :هل لوجود العال بداية أي طرف منه ابتدأ فله " قبل
" على هذا كما للعال خارج على تأويل أنه الطرف الكشوف والنقطع السطحي .وإن عنيتم بقبل شيئا آخر فل " قبل
" للعال كما أنه إذا عن بارج العال شيء سوى السطح قيل :ل خارج للعال .فإن قلتم :ل يعقل مبتدأ وجود ل " قبل
" له فيقال :ول يعقل متناهى وجود من السم ل خارج له .فإن قلت :خارجه سطح الذي هو منقطعه ل غي قلنا :قبله
بدا ية وجوده الذي هو طر فه ل غي .نسبة ذلك للمكان والزمان من عمل الو هم ...بقي أنا نقول :ل وجود ول عال
م عه .وهذا القدر أيضا ل يوجب إثبات شيء آخر والذي يدل على أن هذا عمل الو هم أنه مصوص بالزمان والكان.
فإن الصم وإن اعتقد قدم السم يذعن وهه لتقدير حدوثه .ونن وإن اعتقدنا حدوثه ربا أذعن وهنا لتقدير قدمه.
هذا ف ال سم .فإذا رجع نا إل الزمان ل يقدر الصعم على تقد ير حدوث زمان ل " ق بل " له وخلف العت قد ي كن
وضعه ف الوهم تقديرا وفرضا .وهذا ما ل يكن وضعه ف الوهم كما ف الكان فإن من يعتقد تناهي السم ومن ل
يعتقد كل واحد يعجز عن تقدير جسم ليس وراءه ل خلء ول ملء بل ل يذعن وهه لقبول ذلك.
وهذا هو سبب الغلط ولكن قيل :صريح العقل إذا ل ينع وجود جسم متناه بكم الدليل ل يلتفت إل الوهم .فكذلك
صريح العقل ل ينع وجودا مفتتحا ليس قبله شيء .وإن قصر الوهم عنه فل يلتفت إليه لن الوهم لا ل يألف جسما
متناهيا إل وبن به جسم آ خر أو هواء تيله خلء ل يتم كن من ذلك ف الغائب .فكذلك ل يألف الو هم حادثا إل بعد
شيء آخر فكاع عن تقدير حادث ليس له " قبل " هو شيء موجود قد انقضى .فهذا هو سبب الغلط والقاومة حاصلة
بذه العارضة .صيغة ثانية لم ف إلزام قدم الزمان قولم :كان ال قادرا على أن يلق العال قبل أن خلقه بقدر سني...
قالوا :ل شك ف أن ال عند كم كان قادرا على أن يلق العال قبل أن خلقه بقدر سنة ومائة سنة وألف سنة وإن هذه
التقديرات متفاوتة ف القدار والكمية فل بد من إثبات شيء قبل وجود العال متد مقدر بعضه أمد وأطول من البعض.
...أو أن يلق قبله عالا ثانيا مثله ب يث ينت هي إل زمان نا هذا بقدر عدد أك ثر من الدورات وإن قل تم :ل ي كن إطلق
ل فظ سني إل ب عد حدوث الفلك ودوره فلنترك ل فظ سني ولنورد صيغة أخرى فنقول :إذا قدر نا أن العال من أول
ل فهعل كان ال قادرا على أن يلق قبله عالا ثانيا مثله بيعث ينتهعي إلوجوده قعد دار فلكعه إل الن بألف دورة مث ً
زماننا هذا بألف ومائة دورة فإن قلتم :ل فكأنه انقلب القدي من العجز إل القدرة أو العال من الستحالة إل المكان.
وإن قلتم :نعم ول بد منه فهل كان يقدر على أن يلق عالا ثالثا بيث ينتهي إل زماننا بألف ومائت دورة ول بد من
نعم .قولنا :فهناك مقدار معلوم ...فنقول :هذا العال الذي سيناه بسب ترتيبنا ف التقدير ثالثا وإن كان هو السبق فهل
أمكن خلقه مع العال الذي سيناه ثانيا وكان ينتهي إلينا بألف ومائت دورة والخر بألف ومائة دورة وها متساويان ف
مسافة الركة وسرعتها فإن قلتم :نعم فهو مال إذ يستحيل أن يتساوى حركتان ف السرعة والبطء ث تنتهيان إل وقت
واحد والعداد متفاوتة .وإن قلتم :إن العال الثالث الذي ينتهي إلينا بألف ومائت دورة ل يكن أن يلق مع العال الثان
الذي ينتهي إلينا بألف ومائة دورة بل ل بد وأن يلقه قبله بقدار يساوي القدار الذي تقدم العال الثان على العال الول
وسينا الول ما هو أقرب إل وهنا إذ ارتقينا من وقتنا إليه بالتقدير فيكون قدر إمكان هو ضعف إمكان آخر ول بد من
إمكان آخر هو ضعف الكل ... .فهناك زمان فهذا المكان القدر الكمم الذي بعضه أطول من البعض بقدار معلوم ل
حقيقة له إل الزمان فليست هذه الكميات القدرة صفة ذات الباري تعال عن التقدير ول صفة عدم العال إذ العدم ليس
شيئا حت يتقدر بقادير متلفة والكمية صفة فتستدعى ذا كمية وليس ذلك إل الركة والكمية إل الزمان الذي هو قدر
الركة .فإذن قبل العال عندكم شيء ذو كمية متفاوتة وهو الزمان .فقبل العال عندكم زمان .اعتراض :وكذلك فوراء
العال خلء أو ملء ...العتراض أن كل هذا من عمل الوهم وأقرب طريق ف دفعه القابلة للزمان بالكان .فإنا نقول:
هل كان ف قدرة ال أن يلق الفلك العلى ف سكه أ كب م ا خل قه بذراع فإن قالوا :ل ف هو تعج يز .وإن قالوا :ن عم
فبذراعي وثلثة أذرع وكذلك يرتقي إل غي ناية .ونقول :ف هذا إثبات " بعد " وراء العال له مقدار وكمية إذ الكب
بذراعي ما كان يشغل ما يشغله الكب بذراع فوراء العال بكم هذا كمية فتستدعي ذاكم وهو السم أو اللء .فوراء
العال خلء أو ملء فما الواب عنه ...فيكون اللء مقدارا وكذلك هل كان ال قادرا على أن يلق كرة العال أصغر
ما خلقه بذراع ث بذراعي وهل بي التقديرين تفاوت فيما ينتفي من اللء والشغل للحياز إذ اللء النتفي عند نقصان
ذراعي أكثر ما ينتفي عند نقصان ذراع فيكون اللء مقدرا واللء ليس بشيء فكيف يكون مقدرا وجوابنا ف تييل
الوهم تقدير المكانات الزمانية قبل وجود العال كجوابكم ف تييل الوهم تقدير المكانات الكانية وراء وجود العال
ول فرق .قول م :كون العال أ كب أو أ صغر م ا هو عل يه ل يس بم كن فإن ق يل :ن ن ل نقول :إن ما ل يس بم كن ف هو
مقدور وكون العال أكب ما هو عليه ول أصغر منه ليس بمكن فل يكون مقدورا .ولاذا وهذا العذر باطل من ثلثة
أوجه :أحدها أن هذا مكابرة العقل فإن العقل ف تقدير العال أكب أو أصغر ما عليه بذراع ليس هو كتقديره المع بي
ال سواد والبياض والوجود والعدم والمت نع هو ال مع ب ي الن في والثبات وإل يه تر جع الحالت كل ها ف هو ت كم بارد
فا سد .وجود العال يكون واجبا! الثا ن أ نه إذا كان العال على ما هو عل يه ل ي كن أن يكون أ كب م نه ول أ صغر.
فوجوده على ما هو عل يه وا جب ل م كن والوا جب م ستغن عن علة .فقولوا ب ا قاله الدهريون من ن في ال صانع ون في
سبب هو م سبب ال سباب ول يس هذا مذهب كم .ووجوده ق بل الوجود غ ي م كن! الثالث هو أن هذا الفا سد ل يع جز
الصم عن مقابلته بثله .فنقول :إنه ل يكن وجود العال قبل وجوده مكنا بل وافق الوجود المكان من غي زيادة ول
نقصان .فإن قلتم :فقد انتقل القدي من القدرة إل العجز قل نا :ل لن الوجود ل يكن مكنا فلم يكن مقدورا وامتناع
ح صول ما ل يس بم كن ل يدل على الع جز .وإن قل تم :إ نه ك يف كان متنعا ف صار مكنا قل نا :ول ي ستحيل أن يكون
متنعا ف حال مكنا ف حال فإن قلتم :الحوال متساوية قيل لكم :والقادير متساوية فكيف يكون مقدار مكنا وأكب
منه أو أصغر بقدار ظفر متنعا فإن ل يستحل ذلك ل يستحل هذا .فهذا طريقة القاومة.
إن ال إذا أراد فعل والتحقيق ف الواب أن ما ذكروه من تقدر المكانات ل معن لا وإنا السلم أن ال قدي قادر ل
يتنع عليه الفعل أبدا لو أراد وليس ف هذا القدر ما يوجب إثبات زمان متد إل أن يضيف الوهم بتلبيسه إليه شيئا آخر.
الثالث قولم :إمكان العال كان موجودا فالعال أيضا كان موجودا تسكوا بأن قالوا :وجود العال مكن قبل وجوده إذ
ي ستحيل أن يكون متنعا ث ي صي مكنا وهذا المكان ل أول له أي ل يزل ثابتا ول يزل العال مكنا وجوده إذ ل حال
من الحوال يكن أن يوصف العال فيه بأنه متنع الوجود .فإذا كان المكان ل يزل فالمكن على وفق المكان أيضا ل
يزل فإن معن قول نا أ نه مكن وجوده أنه ل يس مالً وجوده .فإذا كان مكنا وجوده أبدا ل ي كن مالً وجوده أبدا وإل
فإن كان مالً وجوده أبدا بطل قولنا إنه مكن وجوده أبدا وإن بطل قولنا إنه مكن وجوده أبدا بطل قولنا إن المكان
ل يزل وإن ب طل قول نا إن المكان ل يزل صح قول نا إن المكان له أول وإذا صح أن له أو ًل كان ق بل ذلك غ ي م كن
فيؤدي إل إثبات حال ل ي كن العال مكنا ول كان ال عل يه قادرا .اعتراض :العال ل يزل م كن الدوث العتراض أن
يقال :العال ل يزل م كن الدوث فل جرم ما من و قت إل ويت صور أحدا ثه ف يه وإذا قدر موجودا أبدا ل ي كن حادثا
فلم يكن الواقع على وفق المكان بل خلفه .وهذا كقولم ف الكان وهو أن تقدير العال أكب ما هو أو خلق جسم
فوق العال م كن وكذى آ خر فوق ذلك ال خر وهكذا إل غ ي نا ية .فل نا ية لمكان الزيادة و مع ذلك فوجود ملء
مطلق ل ناية له غي مكن .فكذلك وجود ل ينتهي طرفه غي مكن بل كما يقال المكن جسم متناهي السطح ولكن ل
تتعي مقاديره ف الكب والصغر فكذلك المكن الدوث ومبادئ الوجود ل تتعي ف الرابع
قولم :كل حادث تسبقه مادة ...وهو أنم قالوا :كل حادث فالادة الت فيه تسبقه إذ ل يستغن الادث عن مادة فل
تكون الادة حاد ثة وإن ا الادث ال صور والعراض والكيفيات على الواد ... .مك نة له وبيا نه أن كل حادث ف هو ق بل
حدوثه ل يلوا إما أن يكون مكن الوجود أو متنع الوجود أو واجب الوجود ومال أن يكون متنعا لن المتنع ف ذاته
ل يو جد قط ومال أن يكون وا جب الوجود لذا ته فإن الوا جب لذا ته ل يعدم قط فدل أ نه م كن الوجود بذا ته .فإذن
إمكان الوجود حاصل له قبل وجوده وإمكان الوجود وصف إضاف ل قوام له بنفسه فل بد له من مل يضاف إليه ول
م ل إل الادة فيضاف إلي ها ك ما نقول :هذه الادة قابلة للحرارة والبودة أو ال سواد والبياض أو الر كة وال سكون أي
مكن لا حدوث هذه الكيفيات وطريان هذه التغيات فيكون المكان وصفا للمادة .والادة ل يكون لا مادة فل يكن
أن تدث إذ لو حدثت لكان إمكان وجودها سابقا على وجودها وكان المكان قائما بنفسه غي مضاف إل شيء مع
أ نه مع ن المكان ل ير جع إل كو نه مقدورا ...ول ي كن أن يقال إن مع ن المكان ير جع إل كو نه مقدورا وكون
القدي قادرا عليه لنا ل نعرف كون الشيء مقدورا إل بكونه مكنا .فنقول :هو مقدور لنه مكن وليس بقدور لنه
ليس بمكن .فإن كان قولنا :هو مكن يرجع إل أنه مقدور فكأنا قلنا :هو مقدور لنه مقدور وليس بقدور لنه ليس
بقدور وهو تعريف الشيء بنفسه .فدل أن كونه مكنا قضية أخرى ف العقل ظاهرة با تعرف القضية الثانية وهو كونه
مقدورا ... .ول إل كونعه معلوما ويسعتحيل أن يرجعع ذلك إل علم القديع بكونعه مكنا فإن العلم يسعتدعي معلوما.
فالمكان العلوم غي العلم ل مالة ث هو وصف إضاف فل بد من ذات يضاف إليه وليس إل الادة .فكل حادث فقد
سعبقه مادة فلم تكعن الادة الول حادثعة بال .اعتراض :المكان هعو قضاء العقعل وهعو يسعتدعي شيئا موجودا...
العتراض أن يقال :المكان الذي ذكروه يرجع إل قضاء العقل .فكل ما قدر العقل وجوده فلم يتنع عليه تقديره سيناه
ل وإن ل يقدر على تقدير عدمه سيناه واجبا .فهذه قضايا عقلية ل تتاج إل موجود حت مكنا وإن امتنع سيناه مستحي ً
تعل وصفا له .بدليل ثلثة أمور :أحدها أن المكان لو استدعى شيئا موجودا يضاف إليه ويقال إنه إمكانه لستدعى
المتناع شيئا موجودا يقال إنه امتناعه وليس للممتنع وجود ف ذاته ول مادة يطرى عليها الحال حت يضاف المتناع
إل الادة .إمكان ال سواد والثا ن أن ال سواد والبياض يق ضي الع قل فيه ما ق بل وجوده ا بكون ما مكن ي .فإن كان هذا
المكان مضافا إل السم الذي يطريان عليه حت يقال معناه إن هذا السم يكن أن يسود وأن يبيض فإذن ليس البياض
ف نفسه مكنا ول له نعت المكان وإنا المكن السم والمكان مضاف إليه .فنقول :ما حكم نفس السواد ف ذاته أو
هو م كن أو وا جب أو مت نع ول بد من القول بأ نه م كن فدل أن الع قل ف القض ية بالمكان ل يفت قر إل و ضع ذات
موجود يضيف إليه المكان .إمكان النفوس والثالث أن نفوس الدميي عندهم جواهر قائمة بأنفسها ليس بسم ومادة
ول منطبع ف مادة .وهي حادثة على ما اختاره ابن سينا والحققون منهم ولا إمكان قبل حدوثها وليس لا ذات ول
مادة .فإمكانا وصف إضاف ول يرجع إل قدرة القادر وإل الفاعل فإل ماذا يرجع قولم :المكان ليس بقضاء العقل
فإذا قدر عدم القضاء ل يزل المكان فإن قيعل :رد المكان إل قضاء العقعل مال إذ ل معنع لقضاء العقعل إل العلم
بالمكان .فالمكان معلوم وهو غي العلم بل العلم ييط به ويتبعه ويتعلق به على ما هو والعلم لو قدر عدمه ل ينعدم
العلوم .والعلوم إذا قدر انتفاؤه انت فى العلم .فالعلم والعلوم أمران اثنان أحده ا تا بع وال خر متبوع .ولو قدر نا إعراض
العقلء عن تقدير المكان وغفلتهم عنه لكنا نقول :ل يرتفع المكان بل المكنات ف أنفسها ولكن العقول غفلت عنها
أو عدمعت العقول والعقلء .فيبقعى المكان ل مالة .للمتناع موضوع ...وأمعا المور الثلثعة فل حجعة فيهعا فإن
المتناع أيضا وصف إضاف يستدعي موجودا يضاف إليه .ومعن المتنع المع بي الضدين فإذا كان الحل أبيض كان
متنعا عليه أن يسود مع وجود البياض فل بد من موضوع يشار إليه موصوف بصفة .فعند ذلك يقال :ضده متنع عليه
فيكون المتناع وصعفا إضافيا قائما بوضوع مضافا إليعه .وأمعا الوجوب فل يفعى أنعه مضاف إل الوجود الواجعب.
ولمكان ال سواد موضوع وأ ما الثا ن و هو كون ال سواد ف نف سه مكنا فغلط .فإ نه إن أ خذ مردا دون م ل يله كان
متنعا ل مكنا وإن ا ي صي مكنا إذا قدر هيئة ف ج سم .فال سم مه يأ لتبدل هيئة والتبدل م كن على ال سم وإل فل يس
للسواد نفس مفردة حت يوصف بإمكان .ولمكان النفوس موضوع وأما الثالث وهو النفس فهي قدية عند فريق ولكن
مكن لا التعلق بالبدان فل يلزم على هذا .ومن سلم حدوثه فقد اعتقد فريق منهم أنه منطبع ف الادة تابع للمزاج على
ما دل عل يه كلم جالينوس ف ب عض الوا ضع فتكون ف مادة وإمكان ا مضاف إل مادت ا .وعلى مذ هب من سلم أن ا
حادثة وليست منطبعة فمعناه أن الادة مكن لا أن يدبرها نفس ناطقة فيكون المكان السابق على الدوث مضافا إل
الادة فإن ا وإن ل تنط بع في ها فل ها عل قة مع ها إذ هي الدبرة وال ستعملة ل ا فيكون المكان راجعا إلي ها بذا الطر يق.
الواب المكان هعو قضاء العقعل كمعا يصعرح بأن الكليات موجودة والواب أن رد المكان والوجوب والمتناع إل
قضا يا عقل ية صحيح و ما ذ كر بأن مع ن قضاء الع قل علم والعلم ي ستدعي معلوما .فنقول له :معلوم ك ما أن اللون ية
واليوانية وسائر قضايا الكلية ثابتة ف العقل عندهم وهي علوم ل يقال ل معلوم لا ولكن ل وجود لعلوماتا ف العيان
حت صرح الفلسفة بأن الكليات موجودة ف الذهان ل ف العيان .وإن ا الوجود ف العيان جزئيات شخصية و هي
مسوسة غي معقولة ولكنها سبب لن ينتزع العقل منها قضية مردة عن الادة عقلية .فإذن اللونية قضية مفردة ف العقل
سوى السوادية والبياضية ول يتصور ف الوجود لون ليس بسواد ول بياض ول غيه من اللوان ويثبت ف العقل صورة
اللونية من غي تفصيل ويقال :هي صورة وجودها ف الذهان ل ف العيان .فإن ل يتنع هذا ل يتنع ما ذكرناه .لو قدر
عدم العا قل ...وأ ما قول م :لو قدر عدم العقلء أو غفلت هم ما كان المكان ينعدم فنقول :ولو قدر عدم هم هل كا نت
القضايا الكلية وهي الجناس والنواع تنعدم فإذا قالوا :نعم إذ ل معن لا إل قضية ف العقول فكذلك قولنا ف المكان
ول فرق ب ي الباب ي .وإن زعموا أن ا تكون باق ية ف علم ال فكذى القول ف المكان .فاللزام وا قع والق صود إظهار
تناقض كلمهم .امتناع وجود شريك ل وأما العذر عن المتناع بأنه مضاف إل الادة الوصوفة بالشيء إذ يتنع عليه
ضده فليعس كعل مال كذلك فإن وجود شريعك ل مال وليعس ثع مادة يضاف إليهعا المتناع .فإن زعموا أن معنع
استحالة الشريك أن انفراد ال تعال بذاته وتوحده واجب والنفراد مضاف إليه فنقول :ليس واجب فإن العال موجود
معه فليس منفردا .فإن زعموا أن انفراده عن النظي واجب ونقيض الواجب متنع وهو إضافة إليه قلنا :نعن أن انفراد ال
عنها ليس كانفراده عن النظي فإن انفراده عن النظي واجب وانفراده عن الخلوقات المكنة غي واجب فنتكلف إضافة
المكان إل يه بذه اليلة ك ما تكلفوه ف رد المتناع إل ذا ته بقلب عبارة المتناع إل الوجوب ث بإضا فة النفراد إل يه
بنعت الوجوب.
السواد هو ف العقل وأما العذر عن السواد والبياض بأنه ل نفس له ول ذات منفردا إن عن بذلك ف الوجود فنعم وإن
عن بذلك ف العقل فل فإن العقل يعقل السواد الكلي ويكم عليه بالمكان ف ذاته .وهو ف الق يضاف إل الفاعل
وإل الادة ث العذر با طل بالنفوس الاد ثة فإن ل ا ذواتا مفردة وإمكانا سابقا على الدوث ول يس ث ما يضاف إل يه.
وقولم :إن الادة مكن لا أن يدبرها النفس فهذه إضافة بعيدة .فإن اكتفيتم بذا فل يبعد أن يقال :معن إمكان الادث
أن القادر عليها يكن ف حقه أن يدثها فيكون إضافة إل الفاعل مع أنه ليس منطبعا فيه كما أنه إضافة إل البدن النفعل
مع أنه ل ينطبع فيه .ول فرق بي النسبة إل الفاعل والنسبة إل النفعل إذا ل يكن انطباع ف الوضعي .قولم :قابلتم
الشكالت بالشكالت فإن ق يل :ف قد عول تم ف ج يع العتراضات على مقابلة الشكالت بالشكالت ول تلوا ما
أوردوه من الشكال قولنا :العارضة تبي فساد الكلم قلنا :العارضة تبي فساد الكلم ل مالة وينحل وجه الشكال ف
تقدير العارضة والطالبة .ونن ل نلتزم ف هذا الكتاب إل تكدير مذهبهم والتغبي ف وجوه أدلتهم با نبي تافتهم .ول
نتطرق الذب عن مذهب معي فلم نرج لذلك عن مقصود الكتاب ول نستقصي القول ف الدلة الدالة على الدث إذ
غرضنا إبطال دعواهم معرفة القدم.
إثبات الذهب الق يكون ف كتاب قواعد العقائد وأما إثبات الذهب الق فسنصنف فيه كتابا بعد الفراغ من هذا إن
ساعد التوفيق إن شاء ال ونسميه قواعد العقائد ونعتن فيه بالثبات كما اعتنينا ف هذا الكتاب بالدم وال أعلم .هذه
ال سألة فرع الول ...ليعلم أن هذه ال سألة فرع الول فإن العال عند هم ك ما أ نه أزل ل بدا ية لوجوده ف هو أبدي ل
نايعة لخره ول يتصعور فسعاده وفناؤه بعل ل يزل كذلك ول يزال أيضا كذلك .والدلة الربععة التع ذكرت ل تزال
جارية وأدلتهم الربعة الت ذكرناها ف الزلية جارية ف البدية والعتراض كالعتراض من غي فرق .فإنم يقولون :إن
العال معلول علته أزلية أبدية فكان العلول مع العلة .ويقولون :إذا ل تتغي العلة ل يتغي العلول .وعليه بنوا منع الدوث
و هو بعي نه جار ف النقطاع .وهذا م سلكهم الول .الدل يل الول وال سلك الثا ن وم سلكهم الثا ن أن العال إذا عدم
فيكون عد مه ب عد وجوده فيكون له ب عد فف يه إثبات الزمان .الدل يل الول وال سلك الثالث و هو فا سد ل نه ل ي ستحيل
بقاء العال أبدا :ويعرف الواقع من الشرع ومسلكهم الثالث إن إمكان الوجود ل ينقطع .فكذلك الوجود الم كن يوز
أن يكون على و فق المكان .إل أن هذا الدل يل ل يقوى فإ نا ن يل أن يكون أزليا ول ن يل أن يكون أبديا لو أبقاه ال
تعال أبعد إذا ليعس معن ضرورة الادث أن يكون له آخعر ومعن ضرورة الفععل أن يكون حادثا وأن يكون له أول .ول
يوجب أن يكون للعال ل مالة آخر إل أبو الذيل العلف فإنه قال :كما يستحيل ف الاضي دورات ل ناية لا فكذلك
ف الستقبل و هو فاسد لن كل الستقبل قط ل يد خل ف الوجود ل متلحقا ول مت ساوقا والاضي قد د خل كله ف
الوجود متلحقا وإن ل يكن متساوقا .وإذا تبي أنا ل نبعد بقاء العال أبدا من حيث العقل بل نوز بقاءه وإفناءه فإنا
يعرف الواقع من قسمي المكن بالشرع فل يتعلق النظر فيه بالعقول.
الدليل الول والسلك الرابع وأما مسلكهم الرابع فهو جار لنم يقولون :إذا عدم العال بقي إمكان وجوده إذ المكن
ل ينقلب م ستحيلً و هو و صف إضا ف .فيفت قر كل حادث بزعم هم إل مادة سابقة و كل منعدم فيفت قر إل مادة ينعدم
عن ها .فالواد وال صول ل تنعدم وإن ا تنعدم ال صور والعراض الالة في ها .الواب ما سبق ويضاف إل يه دليلن آخران
والواب عن الكل ما سبق .الول دليل جالينوس ل يظهر أن الشمس ل تقبل النعدام ما تسك به جالينوس إذ قال :لو
ل تقبل النعدام لظهر فيها ذبول ف مدة مديدة والرصاد الدالة على مقدارها منذ آلف سني ل تدل كان الشمس مث ً
إل على هذا القدار فلما ل تذ بل ف هذه الماد الطويلة دل أنا ل تفسد .العتراض من الو جه الول لعلها تفسد بغ ي
طريق الذبول كما ف حال البغتة العتراض عليه من وجوه :الول إن شكل هذا الدليل أن يقال :إن كان الشمس تفسد
فل بد وأن يلحقها ذبول لكن التال مال فالقدم مال وهو قياس يسمى عندهم الشرطي التصل وهذه النتيجة غي لزمة
لن القدم غ ي صحيح ما ل ي ضف إل يه شرط آ خر و هو قوله :إن كان تف سد فل بد وأن تذ بل فهذا التال ل يلزم هذا
القدم إل بزيادة شرط وهو أن نقول :إن كان تفسد فسادا ذبوليا فل بد وأن تذبل ف طول الدة .أو يبي أنه ل فساد
بطريق الذبول حت يلزم التال للمقدم .ول نسلم أنه ل يفسد الشيء إل بالذبول بل الذبول أحد وجوه الفساد .ول يبعد
أن يفسد الشيء بغتة وهو العتراض من الوجه الثان الفساد ل يظهر للحس الثان أنه لو سلم له هذا وأنه ل فساد إل
بالذبول فمن أين عرف أنه ليس يعتريها الذبول وأما التفاته إل الرصاد فمحال لنا ل تعرف مقاديرها إل بالتقريب.
ل لكان ل يبي للحس والشمس الت يقال إنا كالرض مائة وسبعي مرة أو ما يقرب منه لو نقص منها مقدار جبال مث ً
فلعلها ف الذبول وإل الن قد نقص مقدار جبال وأكثر .والس ل يقدر على أن يدرك ذلك لن تقديره ف علم الناظر
ل يعرف إل بالتقريب وهذا كما أن الياقوت والذهب مركبان من العناصر عندهم وهي قابلة للفساد ث لو وضع ياقوته
مائة سنة ل يكن نقصانه مسوسا فلعل نسبة ما ينقص من الشمس ف مدة تاريخ الرصاد كنسبة ما ينقص من الياقوت
ف مائة سنة .وذلك ل يظهر للحس فدل أن دليله ف غاية الفساد .وباقي الدلة ليست أكثر قوة وقد أعرضنا عن إيراد
أدلة كثية معن هذا النعس يسعتركها العقلء وأوردنعا هذا الواحعد ليكون ععبة ومثالً لاع تركناه واقتصعرنا على الدلة
الربعة الت يتاج إل تكلف ف حل شبهها كما الثان الدليل الثان :ل يعقل سبب معدم ...لم ف استحالة عدم العال
أن قالوا :العال ل تنعدم جواهره ل نه ل يع قل سبب معدم له و ما ل ي كن منعدما ث انعدم فل بد وأن يكون ب سبب
وذلك السبب ل يلوا إما من أن يكون إرادة القدي وهو مال لنه إذا ل يكن مريدا لعدمه ث صار مريدا فقد تغي أو
يؤدي إل أن يكون القدي وإرادته على نعت واحد ف جيع الحوال والراد يتغي من العدم إل الوجود ث من الوجود إل
العدم .وما ذكرناه من استحالة وجود حادث بإرادة قدية يدل على استحالة العدم.
ول فعله فإن القوال بذا المر باطلة ويز يد هاه نا إشكال آ خر أقوى من ذلك و هو أن الراد ف عل الر يد ل مالة و كل
ل فإن ل يتغي هو ف نفسه فل بد وأن يصي فعله موجودا بعد أن ل يكن موجودا .فإنه لو ل ث صار فاع ً
من ل يكن فاع ً
بقي كما كان إذ ل يكن له فعل والن أيضا ل فعل له فإذن ل يفعل شيئا .والعدم ليس بشيء فكيف يكون فعلً وإذا
أعدم العال وتدد له فعل ل يكن فما ذلك الفعل أهو وجود العال وهو مال إذا انقطع الوجود أو فعله عدم العال وعدم
العال ليس بشيء حت يكون فعلً فإن أقل درجات الفعل أن يكون موجودا وعدم العال ليس شيئا موجودا حت يقال:
هو الذي فعله الفاعل وأوجده الوجد .ولشكال هذا زعموا :افترق التكلمون ف التقصي عن هذا أربع فرق وكل فرقة
اقتح مت مالً .قول العتزلة بلق الفناء ...أ ما العتزلة فإن م قالوا :فعله ال صادر م نه موجود و هو الفناء يل قه ل ف م ل
فينعدم كل العال دفعة واحدة وينعدم الفناء الخلوق بنفسه حت ل يتاج إل فناء آخر فيتسلسل إل غي ناية .وهو فاسد
من وجوده أحدها أن الفناء ليس موجودا معقولً حت يقدر خلقه ث إن كان موجودا فلم ينعدم بنفسه من غي معدم ث
ل يعدم العال فإنه إن خلق ف ذات العال وحل فيه فهو مال لن الال يلقي الحلول فيجتمعان ولو ف لظة فإذا جاز
اجتماعه ما ل ي كن ضدا فلم يف نه .وإن خل قه ل ف العال ول ف م ل ف من أ ين يضاد وجوده وجود العال ث ف هذا
الذ هب شنا عة أخرى و هو أن ال ل يقدر على إعدام ب عض جوا هر العال دون ب عض بل ل يقدر إل على إحداث فناء
يعدم العال كله لنا إذا ل تكن ف مل كان نسبتها إل الكل على وتية.
الفرقة الثانية الكرامية حيث قالوا :إن فعله العدام والعدام عبارة عن موجود يدثه ف ذاته تعال عن قولم فيصي العال
به معدوما .وكذلك الوجود عندهم بإياد يدثه ف ذاته فيصي الوجود به موجودا .وهذا أيضا فاسد إذ فيه كون القدي
مل الوادث ث خروج عن العقول إذ ل يعقل من الياد إل وجود منسوب إل إرادة وقدرة .فإثبات شيء آخر سوى
الرادة والقدرة ووجود القدور وهو العال ل يعقل وكذى العدام .وقول الشعرية بعدم خلق البقاء...
الفرقة الثالثة الشعرية إذ قالوا :أما العراض فإنا تفن بأنفسها ول يتصور بقاءها لنه لو تصور بقاءها لا تصور فناؤها
لذا الع ن .وأ ما الوا هر فلي ست باق ية بأنف سها ولكن ها باق ية ببقاء زائد على وجود ها فإذا ل يلق ال البقاء انعدم لعدم
البقى .وهو أيضا فاسد لا فيه من مناكرة الحسوس ف أن السواد ل يبقى والبياض كذلك وأنه متجدد الوجود والعقل
ينبوا عن هذا ك ما ينبوا عن قول القائل :إن ال سم متجدد الوجود ف كل حالة والع قل القا ضي بأن الش عر الذي على
رأس النسان ف يوم هو الشعر الذي كان بالمس ل مثله يقضي أيضا به ف سواد الشعر .ث فيه إشكال آخر وهو أن
البا قي إذا ب قي ببقاء فيلزم أن تب قى صفات ال ببقاء .وذلك وقول الفر قة الراب عة بعدم خلق الر كة أو ال سكون والفر قة
الرابعة طائفة أخرى من الشعرية إذ قالوا :إن العراض تفن بأنفسها وأما الواهر فإنا تفن بأن ل يلق ال فيها حركة
ول سكونا ول اجتماعا ول افتراقا في ستحيل أن يب قى ج سم ل يس ب ساكن ول متحرك فينعدم .وكأن فرق ت الشعر ية
مالوا إل أن العدام ليس بفعل إنا هو كف عن الفعل لا ل يعقلوا كون العدم فعلً .وإذا بطلت هذه الطرق ل يبق وجه
للقول بواز إعدام العال .وقول م با ستحالة انعدام الن فس الاد ثة ...هذا لو ق يل بأن العال حادث فإن م مع ت سليمهم
حدوث النفس النسانية يدعون استحالة انعدامها بطريق يقرب ما ذكرناه.
وباستحالة انعدام كل قائم بنفسه وبالملة عندهم كل قائم بنفسه ل ف مل ل يتصور انعدامه بعد وجوده سواء كان
قديا أو حادثا .وإذا قيل لم :مهما أغلي النار تت الاء انعدم الاء قالوا ل ينعدم ولكن انقلب بارا ث ماء .فالادة وهي
اليول باقية ف الواء و هي الادة الت كانت لصورة الاء وإنا خلعت اليول صورة الائية ولبست صورة الوائية .وإذا
أصعاب الواء برد كثعف وانقلب ماء ل معن مادة تددت بعل الواد مشتركعة بيع العناصعر وإناع يتبدل عليهعا صعورها.
الواب :العدام بإرادة ال الذي أ جد العدم والواب :أن ما ذكرتوه من الق سام وإن أم كن أن نذب عن كل وا حد
ونبي أن إبطاله على أصلكم ل يستقيم لشتمال أصولكم على ما هو من جنسه ولكنا ل نطول به ونقتصر على قسم
واحعد ونقول :بع تنكرون على معن يقول :الياد والعدام بإرادة القادر فإذا أراد ال أوجعد وإذا أراد أعدم وهذا معنع
كونه قادرا على الكمال وهو ف جلة ذلك ل يتغي ف نفسه وإنا يتغي الفعل .وأما قولكم :إن الفاعل ل بد وأن يصدر
منه فعل فما الصادر منه قلنا :الصادر منه ما تدد وهو العدم إذ ل يكن عدم ث تدد العدم فهو الصادر عنه .قولم:
العدم ليس بشيء فإن قلتم :إنه ليس بشيء فكيف صدر منه قولنا :هو واقع فهو معقول ...قلنا :وهو ليس بشيء فكيف
وقع وليس معن صدوره منه إل أن ما وقع مضاف إل قدرته فإذا عقل وقوعه ل ل تعقل إضافته إل القدرة وما الفرق
ل على العراض والصور ويقول :العدم ليس بشيء فكيف يطرى وكيف يوصف بينهم وبي من ينكر طريان العدم أص ً
بالطريان والتجدد ول نشك ف أن العدم يتصور طريانه على العراض فالوصوف بالطريان معقول وقوعه سى شيئا أو
ل يسم فإضافة ذلك الواقع العقول إل قدرة القادر أيضا معقول.
ل يقع العدم بل أضداد الطريان فإن قيل :هذا إنا يلزم على مذهب من يوز عدم الشيء بعد وجوده فيقال له :ما الذي
طرى وعند نا ل ينعدم الش يء الوجود وإن ا مع ن انعدام العراض طريان أضداد ها ال ت هي موجودات ل طريان العدم
الجرد الذي ل يس بش يء فإن ما ل يس بش يء ك يف يو صف بالطريان فإذا اب يض الش عر فالطاري هو البياض ف قط و هو
موجود ول نقول الطاري هو عدم ال سواد .قول نا :ي قع العدم وهذا فا سد من وجه ي :أحده ا أن طريان البياض هل
تضمن عدم السواد أم ل فإن قالوا :ل فقد كابروا العقول .وإن قالوا :نعم فالتضمن غي التضمن أم عينه فإن قالوا :هو
عينه كان متناقضا إذ الشيء ل يتضمن نفسه .وإن قالوا غيه فذلك الغي معقول أم ل فإن قالوا :ل قلنا :فبم عرفتم أنه
متض من وال كم عل يه بكو نه متضمنا اعتراف بكو نه معقولً .وإن قالوا :ن عم فذلك التض من العقول و هو عدم ال سواد
قدي أو حادث .فإن قالوا :قدي فهو مال .وإن قالوا :حادث فالوصوف بالدوث كيف ل يكون معقولً وإن قالوا :ل
قد ي ول حادث ف هو مال ل نه ق بل طريان البياض لو ق يل :ال سواد معدوم كان كذبا وبعده إذا ق يل :إ نه معدوم كان
صدقا فهو طار ل مالة .فهذا الطاري معقول فيجوز أن يكون منسوبا إل قدرة قادر.
الركة وما إليها تنعدم دون وقوع أضدادها الوجه الثان أن من العراض ما ينعدم عندهم ل بضده فإن الركة ل ضد
لا وإنا التقابل بينهما وبي السكون عندهم تقابل اللكة والعدم أي تقابل الوجود والعدم ومعن السكون عدم الركة.
فإذا عدمت الركة ل يطر سكون هو ضده بل هو عدم مض وكذلك الصفات الت هي من قبيل الستكمال كانطباع
أشباح الحسوسات ف الرطوبة الليدية من العي بل انطباع صور العقولت ف النفس فإنا ترجع إل استفتاح وجود
من غي زوال ضده وإذا عدم كان معناها زوال الوجود من غي استعقاب ضده .فزوالا عبارة عن عدم مض قد طرى
فعقل قدرة القادر ف إمكانا أن تدث العدم كما تدث الوجود .فتبي بذا أنه مهما تصور وقوع حادث بإرادة قدية ل
يفترق الال بي أن يكون الواقع عدما أو وجودا .مسألة ف بيان تلبيسهم بقولم إن ال فاعل العال وصانعه وأن العال
صنعه وفعله وبيان أن ذلك ماز عندهم وليس بقيقته قولنا :ل يتصور على مساق أصلهم أن يكون العال من صنع ال
و قد اتف قت الفل سفة سوى الدهر ية على أن للعال صانعا وأن ال هو صانع العال وفاعله وأن العال فعله و صنعه وهذا
تلبيس على أصلهم .بل ل يتصور على مساق أصلهم أن يكون العال من صنع ال من ثلثة أوجه :وجه ف الفاعل ووجه
ف الفعل ووجه ف نسبة مشتركة بي الفعل والفاعل.
ل لاخبالم من ثلثة وجوه أما الذي ف الفاعل فهو أنه ل بد وأن يكون مريدا متارا عالا با يريده حت يكون فاع ً
ل وما يصدر عنه فيلزم منه لزوما ضروريا .والثان أن العال قدي يريده .وال تعال عندهم ليس مريدا بل ل صفة له أص ً
والفعل هو الادث .والثالث أن ال واحد عندهم من كل وجه والواحد ل يصدر منه عندهم إل واحد من كل وجه
والعال مركب من متلفات فكيف يصدر عنه ف الفاعل :تقولون أن العال من ال باللزوم ...ولنحقق وجه كل واحد
من هذه الوجوه الثلثة مع خبالم ف دفعه .الول فنقول :الفاعل عبارة عمن يصدر منه الفعل مع الرادة للفعل على
سبيل الختيار ومع العلم بالراد .وعندكم أن العال من ال كالعلول من العلة يلزم لزوما ضروريا ل يتصور من ال دفعه
لزوم الظل من الشخص والنور من الشمس وليس هذا من الفعل ف شيء .ول يقال الفاعل فاعلً إل على وجه الرادة
والختيار بل من قال إن السراج يفعل الضوء والشخص يفعل الظل فقد جازف وتوسع ف التجوز توسعا خارجا من
الد واستعار اللفظ اكتفاء بوقوع الشاركة بي الستعار له والستعار عنه ف وصف واحد وهو أن الفاعل سبب على
ل صانعا بجرد كونه سببا بل بكونه سببا الملة والسراج سبب الضوء والشمس سبب النور .ولكن الفاعل ل يسم فاع ً
على وجه مصوص وهو على وجه الرادة والختيار حت لو قال القائل :الدار ليس بفاعل والجر ليس بفاعل والماد
ليس بفاعل وإنا الفعل للحيوان ل ينكر ذلك ول يكن قوله كاذبا .وللحجر فعل عندهم وهو الوى والثقل واليل إل
ل وهو التسخي وللحائط فعل وهو اليل إل الركز ووقوع الظل فإن كل ذلك صادر منه وهذا الركز كما أن للنار فع ً
مال .قولم :الفعل جنسان ...فإن قيل :كل موجود ليس واجب الوجود بذاته بل هو موجود بغيه فإنا نسمي ذلك
ل بآلةالشيء مفعو ًل ونسمي سببه فاعلً ول نبال كان السبب فاعلً بالطبع أو بالرادة كما أنكم ل تبالون أنه كان فاع ً
أو بغي آلة .بل الفعل جنس وينقسم إل ما يقع بآلة وإل ما يقع بغي آلة فكذلك هو جنس وينقسم إل ما يقع بالطبع
وإل ما يقع بالختيار .ويقال " :فعل " بالطبع والختيار بدليل أنا إذا قلنا " فعل " بالطبع ل يكن قولنا " بالطبع " ضدا
لقولنا " فعل " ول دفعا ونقضا له بل كان بيانا لنوع الفعل كما إذا قلنا " فعل " مباشرة بغي آلة ل يكن نقضا بل كان
تنويعا وبيانا .وإذا قل نا " ف عل " بالختيار ل ي كن تكرارا م ثل قول نا :حيوان إن سان بل كان بيانا لنوع الف عل كقول نا "
فعل " بآلة .ولو كان قولنا " فعل " يتضمن الرادة وكانت الرادة ذاتية للفعل من حيث أنه فعل لكان قولنا " فعل "
بالطبع متناقضا كقولنا فعل وما فعل .قولنا :الماد ل فعل له ...قلنا :هذه التسمية فاسدة ول يوز أن يسمى كل سبب
بأي و جه كان فاعلً ول كل م سبب مفعولً .ولو كان كذلك ل ا صح أن يقال الماد ل ف عل له وإن ا الف عل للحيوان
ل فبالستعارة كما قد يسمى طالبا مريدا على وهذه من الكلمات الشهورة الصادقة .إل بالستعادة فإن سى الماد فاع ً
سعبيل الجاز إذ يقال الجعر يهوى لنعه يريعد الركعز ويطلبعه والطلب والرادة حقيقيعة ل يتصعور إل معع العلم بالراد
الطلوب ول يتصور إل من اليوان.
فالفعل يتضمن الرادة وأما قولكم :إن قولنا " فعل " عام وينقسم إل ما هو بالطبع وإل ما هو بالرادة غي مسلم وهو
كقول القائل :قول نا " أراد " عام وينق سم إل من ير يد مع العلم بالراد وإل من ير يد ول يعلم ما ير يد و هو فا سد إذ
الرادة تتض من العلم بالضرورة فكذلك الف عل يتض من الرادة بالضرورة .وأ ما قول كم :إن قول نا " ف عل " بالط بع ل يس
بنقض للول فليس كذلك فإنه نقض له من حيث القيقة ولكن ل يسبق إل الفهم التناقض ول يشتد نفور الطبع عنه
ل مازا .الف عل بالختيار حقي قة هو ف عل ل نه يب قى مازا فإ نه ل ا أن كان سببا بو جه ما والفا عل أيضا سبب سي فع ً
حقيقي وإذا قال " فعل " بالختيار فهو تكرير على التحقيق كقوله " أراد " وهو عال با أراده .إل أنه لا تصور أن يقال
" فعل " وهو ماز ويقال " فعل " وهو حقيقة ل تنفر النفس عن قوله " فعل " بالختيار وكان معناه فعل فعلً حقيقيا ل
مازيا كقول القائل :تكلم بل سانه ون ظر بعي نه فإ نه ل ا جاز أن ي ستعمل الن ظر ف القلب مازا والكلم ف تر يك الرأس
واليد حت يقال قال برأسه أي نعم ل يستقبح أن يقال :قال بلسانه ونظر بعينه ويكون معناه نفي احتمال الجاز .فهذا
مزلة القدم فليتنبه لحل انداع هؤلء الغبياء .قولم :يقال النار ترق فإن قيل :تسمية الفاعل فاعلً إنا يعرف من اللغة
وإل فقد ظهر ف العقل أن ما يكون سببا للشيء ينقسم إل ما يكون مريدا وإل ما ل يكون .ووقع الناع ف أن اسم
الفععل على كلى القسعمي حقيقعة أم ل ول سعبيل إل إنكاره إذ العرب تقول :النار ترق والسعيف يقطعع والثلج يعبد
والسعقمونيا تسعهل والبعز يشبعع والاء يروي .وقولنعا " يضرب " معناه يفععل الضرب وقولنعا " ترق " معناه تفععل
الحتراق وقولنا " يقطع " معناه يفعل القطع .فإن قلتم :إن كل ذلك ماز كنتم متحكمي فيه من غي مستند .قولنا :من
أل قى إن سانا ف نار فمات هو القا تل دون النار ...والواب أن كل ذلك بطر يق الجاز وإن ا الف عل القي قي ما يكون
بالرادة .والدليل عليه أنا لو فرضنا حادثا توقف ف حصوله على أمرين أحدها إرادي والخر غي إرادي أضاف العقل
الفعل إل الرادي .وكذى اللغة فإن من ألقى إنسانا ف نار فمات يقال :هو القاتل دون النار حت إذا قيل :ما قتله إل
فلن صدق قائله .لنه متار فإن كان اسم الفاعل على الريد وغي الريد على وجه واحد ل بطريق كون أحدها أصلً
ل مع أن النار هي العلة القري بة ف الق تل وكأن وكون ال خر م ستعارا م نه فلم يضاف الق تل إل الر يد ل غة وعرفا وعق ً
ل ول تسم النار اللقى ل يتعاط إل المع بينه وبي النار .ولكن لا أن كان المع بالرادة وتأثي النار بغي إرادة سي قات ً
قاتلً إل بنوع من الستعارة .فدل أن الفاعل من صدر الفعل عن إرادته وإذا ل يكن ال مريدا عندهم ول متارا لفعل ل
ل قولم :نعن بكون ال فاعلً أن العال قوامه به فإن قيل :نن نعن بكون ال فاعلً أنه سبب لوجود يكن صانعا ول فاع ً
كل موجود سواه وأن العال قوامه به ولول وجود البارئ لا تصور وجود العال ولو قدر عدم البارئ لنعدم العال كما
لو قدر عدم الشمعس لنعدم الضوء .فهذا معا نعنيعه بكونعه فاعلً فإن كان الصعم يأبع أن يسعمي هذا العنع فعلً فل
مشاحة ف السامي بعد ظهور العن .قولنا :ل تقولوا إن ال " صانع " العال قلنا :غرضنا أن نبي أن هذا العن ل يسمى
ل وصنعا وإنا العن بالفعل والصنع ما يصدر عن الرادة حقيقية .وقد نفيتم حقيقة معن الفعل ونطقتم بلفظه تملً فع ً
بال سلميي ول ي تم الد ين بإطلق اللفاظ الفار غة عن العا ن .ف صرحوا بأن ال ل ف عل له ح ت يت ضح أن معتقد كم
مالف لديعن السعلمي .ول تلبسعوا بأن ال صعانع العال وأن العال صعنعه فإن هذه لفظعة أطلقتموهعا ونفيتعم حقيقتهعا
ومقصود هذه السألة الكشف عن هذا التلبيس فقط.
ل ل على أصلهم بشرط ف الفعل وهو أن الفعل الثان إن كان العال موجودا فل يكن إياده ف إبطال كون العال فع ً
عبارة عن الحداث والعال عندهم قدي وليس بادث ومعن الفعل إخراج الشيء من العدم إل الوجود بإحداثه .وذلك
ل يتصور ف القدي إذ الوجود ل يكن إياده .فإذن شرط الفعل أن يكون حادثا والعال قدي عندهم فكيف يكون فعلً
ل قولم :الوجود متعلق بالفاعل ...فإن قيل :معن الادث موجود بعد عدم فلنبحث أن الفاعل إذا أحدث كان الصادر
منه التعلق به الوجود الجرد أو العدم الجرد أو كلها .وباطل أن يقال :إن التعلق به العدم السابق إذ ل تأثي للفاعل ف
العدم وباطل أن يقال :كلها إذ بان أن العدم ل يتعلق به أصلً وأن العدم ف كونه عدما ل يتاج إل فاعل البتة فبقي
أنه متعلق به من حيث أنه موجود وأن الصادر منه مرد الوجود وأنه ل نسبة إليه إل الوجود .فإن فرض الوجود دائما
فرضت النسبة دائمة وإذا دامت هذه النسبة كان النسوب إليه أفعل وأدوم تأثيا لنه ل يتعلق العدم بالفاعل بال.
ل سبق العدم وإن كان مشترطا به فب قي أن يقال :إ نه متعلق به من ح يث أ نه حادث ول مع ن لكو نه حادثا إل أ نه
وجود بعد عدم والعدم ل يتعلق به فإن جعل سبق العدم وصف الوجود وقيل :التعلق به وجود مصوص ل كل وجود
و هو وجود م سبوق بالعدم فيقال :كو نه م سبوقا بالعدم ل يس من ف عل فا عل و صنع صانع فإن هذا الوجود ل يت صور
صدوره من فاعله إل والعدم سابق عليه وسبق العدم ليس بفعل الفاعل .فكونه مسبوق العدم ليس بفعل الفاعل فل تعلق
له به .فاشتراطه ف كونه فعلً اشتراط ما ل تأثي للفاعل فيه بال .وأما قولكم :إن الوجود ل يكن إياده إن عنيتم به
أنه ل يستأنف له وجود بعد عدم فصحيح .ل إياد إل لوجود وإن عنيتم به أنه ف حال كونه موجودا ل يكون موجدا
ف قد بي نا أ نه يكون موجدا ف حال كو نه موجودا ل ف حال كو نه معدوما .فإ نه إن ا يكون الش يء موجدا إذا كان
الفا عل موجدا ول يكون الفا عل موجدا ف حال العدم بل ف حال وجود الش يء م نه .والياد مقارن لكون الفا عل
موجدا وكون الفعول موجدا ل ته عبارة عن ن سبة الو جد إل الو جد و كل ذلك مع الوجود ل قبله .فإذن ل إياد إل
لوجود إن كان الراد بالياد النسبة الت با يكون الفاعل موجدا والفعول موجدا .قالوا :ولذا قضينا بأن العال فعل ال
أزلً وأبدا وما من حال إل وهو فاعل له لن الرتبط بالفاعل الوجود فإن دام الرتباط دام الوجود وإن انقطع انقطع ل
كما تيلتموه من أن البارئ لو قدر عدمه لبقى العال إذ ظننتم أنه كالبناء مع البناء فإنه ينعدم ويبقى البناء فإن بقاء البناء
ل يس بالبا ن بل هو باليبو سة الم سكة لتركي به إذ لو ل ي كن ف يه قوة ما سكة كالاء مثلً ل يت صور بقاء الش كل الادث
بفعل الفاعل فيه .قولنا :الفعل يتعلق بالفاعل من حيث حدوثه ...والواب :إن الفعل يتعلق بالفاعل من حيث حدوثه
ل من حيث عدمه السابق ول من حيث كونه موجودا فقط فإنه ل يتعلق به ف ثان حال الدوث عندنا وهو موجود
بل يتعلق به ف حال حدو ثه من حيث أ نه حدوث وخروج من العدم إل الوجود فإن نفى م نه معن الدوث ل يعقل
ل ول تعلقه بالفاعل.
كونه فع ً
ول يتعلق به سبق العدم وقولكم :إن كونه حادثا يرجع إل كونه مسبوقا بالعدم وكونه مسبوقا بالعدم ليس من فعل
الفا عل وج عل الا عل ف هو كذلك لك نه شرط ف كون الوجود فعل الفا عل أعن كو نه م سبوقا بالعدم .فالوجود الذي
ل ينبغي أن يكون ليس مسبوقا بعدم بل هو دائم ل يصلح لن يكون فعل الفاعل وليس كل ما يشترط ف كون الفعل فع ً
بفعل الفاعل فإن ذات الفاعل وقدرته وإرادته وعلمه شرط ف كونه وليس ذلك من أثر الفعل ولكن ل يعقل فعل إل من
ل وإن ل ي كن من أ ثر الفا عل .الف عل مع الفا عل موجود فكان وجود الفا عل شرطا وإراد ته وقدر ته وعل مه ليكون فاع ً
كالاء مع اليد ف تر يك الاء فإن ق يل :إن اعترفتم بواز كون الفعل مع الفا عل غي متأ خر عنه فيلزم أن يكون الفعل
حادثا إن كان الفا عل حادثا وقديا إن كان قديا .وإن شرط تم أن يتأ خر الف عل عن الفا عل بالزمان فهذا مال إذ من
حرك اليد ف قدح ماء ترك الاء مع حركة اليد ل قبله ول بعده إذ لو ترك بعده لكان اليد مع الاء قبل تنحيه ف حيز
وا حد ولو ترك قبله لنف صل الاء عن ال يد و هو مع كو نه م عه معلوله وف عل من جه ته .فإن فرض نا ال يد قدي ة ف الاء
متحر كة كا نت حر كة الاء أيضا دائ مة و هي مع دوام ها معلولة ومفعولة .ول يت نع ذلك بفرض الدوام فكذلك ن سبة
العال إل ال .قول نا :يكون الف عل حادثا! ول يس الكلم عن العلول قل نا :ل ن يل أن يكون الف عل مع الفا عل ب عد كون
ل ث سواء كان متأخرا عن ذات الفاعل أو مقارنا له. الفعل حادثا كحركة الاء فإنا حادثة عن عدم فجاز أن يكون فع ً
ل ماز مرد ل حقيقة له .وأما العلول مع العلة فيجوز أن وإنا نيل الفعل القدي فإن ما ليس حادثا عن عدم فتسميته فع ً
يكونا حادثي وأن يكونا قديي كما يقال :إن العلم القدي علة لكون القدي عالا ول كلم فيه وإنا الكلم فيما يسمى
ل ومعلول العلة ل ي سمى ف عل العلة إل مازا بل ما ي سمى فعلً فشر طه أن يكون حادثا عن عدم فإن توز متجوز فع ً
ل لغيه كان متجوزا ف الستعارة. بتسمية القدي الدائم الوجود فع ً
الر كة دائ مة الدوث وقول كم :لو قدر نا حر كة ال صبع مع ال صبع قديا دائما ل يرج حر كة الاء عن كو نه فعلً
ل له من حيث تلبيس لن الصبع ل فعل له وإنا الفاعل ذو الصبع وهو الريد ولو قدر قديا لكانت حركة الصبع فع ً
أن كل جزء من الركة فحادث عن عدم فبهذا العتبار كان فعلً وأما حركة الاء فقد ل نقول أنه من فعله بل هو من
ل من ح يث أ نه حادث إل أ نه دائم الدوث و هو ف عل من ح يث أ نه حادث. ف عل ال .وعلى أي و جه كان فكو نه فع ً
ل بل معلولً فإن ق يل :فإذا اعترف تم بأن ن سبة الف عل إل الفا عل من ح يث أ نه موجود كن سبة قول م :ل ت سمي هذا فع ً
العلول إل العلة ث سلمتم تصور الدوام ف نسبة العلة فنحن ل نعن بكون العال فعلً إل كونه معلولً دائم النسبة إل ال
تعال فإن ل تسموا هذا فعلً فل مضايقة ف التسميات بعد ظهور العان .قولنا :استعمالكم لفظة " فعل " ماز قلنا :ول
ل تقيقا ول العال غرض من هذه ال سألة إل بيان أن كم تتجملون بذه ال ساء من غ ي تق يق وأن ال عند كم ل يس فاع ً
فعله تقيقا وأن إطلق هذا السم ماز منكم ل تقيق له وقد ظهر هذا.
ل ل على أ صلهم الثالث ل يكون العال ف عل ال إذا ل ي صور من الوا حد إل ش يء وا حد ف ا ستحالة كون العال فع ً
بشرط مشترك بي الفاعل والفعل وهو أنم قالوا :ل يصدر من الواحد إل شيء واحد والبدأ واحد من كل وجه والعال
مركب من متلفات فل يتصور أن يكون فعلً ل بوجب أصلهم .قولم :بطريق التوسط ...فإن قيل :العال بملته ليس
صادرا من ال بغي واسطة بل الصادر منه موجود واحد هو أول الخلوقات وهو عقل مرد أي هو جوهر قائم بنفسه
غي متحيز يعرف نفسه ويعرف مبدأه ويعب عنه ف لسان الشرع باللك ث يصدر منه الثالث ومن الثالث رابع وتكثر
الوجودات بالتوسط .عن أسباب الكثرة فإن اختلف الفعل وكثرته إما أن يكون لختلف القوى الفاعلة كما أنا نفعل
بقوة الشهوة خلف ما نفعل بقوة الغضب وإما أن يكون لختلف الواد كما أن الشمس تبيض الثوب الغسول وتسود
و جه الن سان وتذ يب ب عض الوا هر وت صلب بعض ها وإ ما لختلف اللت كالنجار الوا حد ين شر بالنشار وين حت
بالقدوم ويثقب بالثقب وإما أن تكون كثرة الفعل بالتوسط بأن يفعل فعلً واحدا ث ذلك الفعل يفعل غيه فيكثر الفعل.
والتوسط وحده مكن وهذه القسام كلها مال ف البدأ الول إذ ليس ف ذاته اختلف واثنينية وكثرة كما سيأت ف أدلة
التوحيد ول ث اختلف مواد فإن الكلم ف العلول الول والذي هي الادة الول مثلً ول ث اختلف آلة إذ ل موجود
مع ال ف رتب ته .فالكلم ف حدوث اللة الول فلم ي بق إل أن تكون الكثرة ف العال صادرة من ال بطر يق التو سط
ك ما سبق .قل نا :فيلزم من هذا أن ل يكون ف العال ش يء وا حد مر كب من أفراد بل تكون الوجودات كل ها آحادا
وكل واحد معلول لواحد آخر فوقه وعلة لخر تته إل أن ينتهي إل معلول ل معلول له كما انتهى ف جهة التصاعد
إل علة ل علة له .ول يس كذلك فإن ال سم عند هم مر كب من صورة وهيول و قد صار باجتماعه ما شيئا واحدا.
والنسان مركب من جسم ونفس ليس وجود أحدها من الخر بل وجودها جيعا بعلة أخرى .والفلك عندهم كذلك
فإنه جرم ذو نفس ل تدث النفس بالرم ول الرم بالنفس بل كلها صدرا من علة سواها .حيث يقع التقاء الواحد
والركب يبطل القول بأن الواحد ل يصدر منه إل واحد فكيف وجدت هذه الركبات أمن علة واحدة فيبطل قولم :ل
يصدر من الواحد إل واحد أو من علة مركبة فيتوجه السؤال ف تركيب العلة إل أن يلتقي بالضرورة مركب ببسيط.
فإن البدأ بسيط وف الواخر تركيب ول يتصور ذلك إل بالتقاء وحيث يقع التقاء يبطل قولم إن الواحد ل يصدر منه
إل واحد .قولم :مذهبنا ف انقسام الوجودات ...فإن قيل :إذا عرف مذهبنا اندفع الشكال فإن الوجودات تنقسم إل
ما هي ف مال كالعراض وال صور وإل ما لي ست ف مال وهذا ينق سم إل ما هي مال لغي ها كالج سام وإل ما
ليست بحال كالوجودات الت هي جواهر قائمة بأنفسها وهي تنقسم إل ما يؤثر ف الجسام ونسميها نفوسا وإل ما
ل يؤثر ف الجسام بل ف النفوس ونسميها عقو ًل مردة .أما الوجودات الت تل ف الحال كالعراض فهي حادثة ولا
علل حادثة وتنتهي إل مبدأ هو حادث من وجه دائم من وجه وهي الركة الدورية وليس الكلم فيها.
القائمة بأنفسها وإنا الكلم ف الصول القائمة بأنفسها ل ف مال وهي ثلثة :أجسام وهي أخسها وعقول مردة وهي
الت ل تتعلق بالجسام ل بالعلقة الفعلية ول بالنطباع فيها وهي أشرفها ونفوس وهي أوسطها فإنا تتعلق بالجسام
نوعا من التعلق وهو التأثي والفعل فيها فهي متوسطة ف الشرف فإنا تتأثر من العقول وتؤثر ف الجسام .ث الجسام
عشرة ت سع سوات والعا شر الادة ال ت هي ح شو مق عر فلك الق مر وال سموات الت سع حيوانات ل ا أجرام ونفوس ول ا
ترتيب ف الوجود كما نذكره .ترتيب الصدور ...وهو أن البدأ الول فاض من وجوده العقل الول وهو موجود قائم
بنفسه ليس بسم ول منطبع ف جسم يعرف نفسه ويعرف مبدأه وقد سيناه العقل الول ول مشاحة ف السامي سي
ملكا أو عقلً أو ما أريد .ويلزم عن وجوده ثلثة أمور :عقل ونفس الفلك القصى وهي السماء التاسعة وجرم الفلك
القصى .ث لزم من العقل الثان عقل ثالث ونفس فلك الكواكب وجرمه ث لزم من العقل الثالث عقل رابع ونفس فلك
زحل وجرمه ولزم من العقل الرابع عقل خامس ونفس فلك الشتري وجرمه وهكذى حت انتهى إل العقل الذي لزم منه
ع قل ون فس فلك الق مر وجر مه .وأخيا الع قل الفعال والادة ال .والع قل الخ ي هو الذي ي سمى الع قل الفعال ولزم
حشو فلك القمر وهي الادة القابلة للكون والفساد من العقل الفعال وطبائع الفلك .ث إن الواد تتزج بسبب حركات
الكوا كب امتزاجات متلفة يصل من ها العادن والنبات واليوان ول يلزم أن يلزم من كل عقل عقل إل غي ناية لن
هذه العقول متلفة النواع فما ثبت لواحد ل يلزم للخر.
ف العلول الول ثلثة أشياء فخرج منه أن العقول بعد البدأ الول عشرة والفلك تسعة ومموع هذه البادئ الشريفة
بعد الول تسعة عشر وحصل منه أن تت كل عقل من العقول الول ثلثة أشياء :عقل ونفس فلك وجرمه فل بد وأن
يكون ف مبدئه تثل يث ل مالة ول يتصور كثرة ف العلول الول إل من وجه واحد وهو أنه يعقل مبدأه ويعقل نفسه
و هو باعتبار ذا ته م كن الوجود لن وجوب وجوده بغيه ل بنف سه وهذه معان ثل ثة متل فة .والشرف من العلولت
الثلثة ينبغي أن ينسب إل الشرف من هذه العان فيصدر منه العقل من حيث أنه يعقل مبدأه ويصدر نفس الفلك من
حيث أنه يعقل نفسه ويصدر جرم الفلك من حيث أنه مكن الوجود بذاته .ل يصدر من البدأ الول لزوما إل واحد
فيبقى أن يقال :هذا التثليث من أين حصل ف العلول الول ومبدؤه واحد فنقول :ل يصدر من البدأ الول إل واحد
وهو ذات هذا العقل الذي به يعقل نفسه ولزمه ضرورة ل من جهة البدأ إن عقل البدأ وهو ف ذاته مكن الوجود وليس
له المكان من البدأ الول بل هو لذاته .ونن ل نبعد أن يوجد من الواحد واحد يلزم ذلك العلول ل من جهة البدأ
أمور ضرور ية إضاف ية أو غ ي إضاف ية فيح صل ب سبه كثرة وي صي بذلك مبدأ لوجود الكثرة .فعلى هذا الو جه ي كن أن
يلتقي الر كب بالبسيط إذ ل بد من اللتقاء ول ي كن إل كذلك فهو الذي ي ب الكم به .فهذا هو القول ف تفه يم
مذهب هم .قول نا :إن ا ترهات! والعتراضات ل تنح صر وإلي كم بعض ها :قل نا :ما ذكرتوه تكمات و هي على التحق يق
ظلمات فوق ظلمات لو حكاه الن سان عن منام رآه ل ستدل به على سوء مزا جه أو أورد جن سه ف الفقهيات ال ت
ق صارى الطلب في ها تمينات لق يل أن ا ترهات ل تف يد غلبات الظنون .ومدا خل العتراض على مثله ل تنح صر ولك نا
نورد وجوها معدودة .إن جاز صدور الكثرة عن إمكان الوجود جاز صدورها عن وجوب الوجود الول هو أنا نقول:
ادعيتم أن أحد معان الكثرة ف العلول الول أنه مكن الوجود فنقول :كونه مكن الوجود عي وجوده أو غيه فإن كان
عينعه فل ينشعأ منعه كثرة وإن كان غيه فهل قلتعم :فع البدأ الول كثرة لنعه موجود وهعو معع ذلك واجعب الوجود
فوجوب الوجود غيع نفعس الوجود فليجعز صعدور الختلفات منعه لذه الكثرة .وإن قيعل :ل معنع لوجوب الوجود إل
الوجود فل معن لمكان الوجود إل الوجود .فإن قلتم :يكن أن يعرف كونه موجودا ول يعرف كونه مكنا فهو غيه
فكذا واجب الوجود يكن أن يعرف وجوده ول يعرف وجوبه إل بعد دليل آخر فليكن غيه .وبالملة الوجود أمر عام
ينقسم إل واجب وإل مكن فإن كان فصل أحد القسمي زائدا على العام فكذى الفصل الثان ول فرق .قولم :إمكان
الوجود غي الوجود فإن قيل :إمكان الوجود له من ذاته ووجوده من غيه فكيف يكون ما له من ذاته وما له من غيه
واحدا قول نا :كذلك وجوب الوجود قل نا :وك يف يكون وجوب الوجود ع ي الوجود وي كن أن ين فى وجوب الوجود
ويثبت الوجود والواحد الق من كل وجه هو الذي ل يتسع للنفي والثبات إذ ل يكن أن يقال :موجود وليس بوجود
أو وا جب الوجود ول يس بوا جب الوجود وي كن أن يقال :موجود ول يس بوا جب الوجود ك ما ي كن أن يقال :موجود
وليعس بمكعن الوجود .وإناع يعرف الوحدة بذا فل يسعتقيم تقديعر ذلك فع الول إن صعح معا ذكروه معن أن إمكان
الوجود غي الوجود المكن.
إن جاز صدور الكثرة عن قوة الع قل جاز صدورها عن البدأ الول العتراض الثا ن هو أن نقول :عقله مبدأه ع ي
وجوده وع ي عقله نف سه أم غيه فإن كان عي نه فل كثرة ف ذا ته إل ف العبارة عن ذا ته وإن كان غيه فهذه الكثرة
موجودة ف الول فإنه يعقل ذاته ويعقل غيه .فإن زعموا أن عقله ذاته عي ذاته ول يعقل ذاته ما ل يعقل أنه مبدأ لغيه
فإن الع قل يطا بق العقول فيكون راجعا إل ذا ته .فنقول :والعلول عقله ذا ته ع ي ذا ته فإ نه ع قل بوهره فيع قل نف سه
والع قل والعا قل والعقول م نه أيضا وا حد .ث إذا كان عقله ذا ته ع ي ذا ته فليع قل ذا ته معلو ًل لعلة فإ نه كذلك والع قل
يطابق العقول فيجع الكل إل ذاته فل كثرة إذن .وإن كانت هذه كثرة فهي موجودة ف الول فليصدر منه الختلفات.
ولنترك دعوى وحداني ته من كل و جه إن كا نت الوحدان ية تزول بذا النوع من الكثرة .قول م :الول ل يع قل إل ذا ته
فإن ق يل :الول ل يع قل إل ذا ته وعقله ذا ته هو ع ي ذا ته فالع قل والعا قل والعقول وا حد ول يع قل غيه .قول نا :ل
والواب من وجهي :أحدها أن هذا الذهب لشناعته هجره ابن سينا وسائر الحققي وزعموا أن الول يعلم نفسه مبدأ
ع بأنواعهعا عقلً كليا ل جزئيا إذ اسعتقبحوا قول القائل :البدأ الول ل لفيضان معا يفيعض منعه ويعقعل الوجودات كله ا
يصدر منه إل عقل واحد ث ل يعقل ما يصدر منه ومعلوله عقل ويفيض منه عقل ونفس فلك وجرم فلك ويعقل نفسه
ومعلولته الثلث وعلته ومبدأه فيكون العلول أشرف من العلة من حيث أن العلة ما فاض منها إل واحد .وقد فاض من
هذا ثلثة أمور والول ما عقل إل نفسه وهذا عقل نفسه ونفس البدأ ونفس العلولت .ومن قنع أن يكون قوله ف ال
راجعا إل هذه الرتبة فقد جعله أحقر من كل موجود يعقل نفسه ويعقله فإن ما يعقله ويعقل نفسه أشرف منه إذا كان
هو ل يعقل إل نفسه .أنزلوا ال منلة الاهل! هكذا يعامل ال التكبين فقد انتهى منهم التعمق ف التعظيم إل أن أبطلوا
كل ما يف هم من العظمة وقربوا حاله من حال ال يت الذي ل خب له م ا يري ف العال إل أ نه فارق اليت ف شعوره
بنفسه فقط .وهكذى يفعل ال بالزائغي عن سبيله والناكبي لطريق الدى النكرين لقوله " :ما أشهدتم خلق السموات
والرض ول خلق أنفسهم " " الظاني بال ظن السوء " العتقدين أن المور الربوبية يستول على كنهها القوى البشرية
الغرورين بعقولم زاعمي أن فيها مندوحة عن تقليد الرسل وأتباعهم .فل ول يعقل العلول الول غيه الواب الثان هو
أن من ذهب إل أن الول ل يع قل إل نفسه إن ا حاذر من لزوم الكثرة إذ لو قال به للزم أن يقال :عقله غيه غ ي عقله
نفسه .وهذا لزم ف العلول الول فينبغي أن ل يعقل إل نفسه لنه لو عقل الول أو غيه لكان ذلك غي ذاته ولفتقر
إل علة غي علة ذاته ول علة إل علة ذاته وهو البدأ الول فينبغي أن ل يعلم إل ذاته وتبطل الكثرة الت نشأت من هذا
الوجه .قولم :يعقل البدأ فإن قيل :لا وجد وعقل ذاته لزمه أن يعقل البدأ .قولنا :ل يلزمه ذلك بعلة وجوده قلنا :لزمه
ذلك بعلة أو بغ ي علة فإن كان بعلة فل علة إل البدأ الول و هو وا حد ول يت صور أن ي صدر م نه إل وا حد و قد صدر
و هو ذات العلول فالثا ن ك يف ي صدر م نه وإن لزم بغ ي علة فليلزم وجود الول موجودات بل علة كثية وليلزم من ها
الكثرة .فإن ل يعقل هذا من حيث أن واجب الوجود ل يكون إل واحدا والزائد على الواحد مكن والمكن يفتقر إل
علة فهذا اللزم ف حق العلول .إن كان واجب الوجود بذاته فقد بطل قولم :واجب الوجود واحد وإن كان مكنا فل
بد له من علة ول علة له فل يعقل وجوده.
ول بعلة إمكان وجوده ول يس هو من ضرورة العلول الول لكو نه م كن الوجود فإن إمكان الوجود ضروري ف كل
معلول .أمعا كون العلول عالا بالعلة ليعس ضروريا فع وجود ذاتعه كمعا أن كون العلة عالا بالعلول ليعس ضروريا فع
وجود ذاته .بل لزوم العلم بالعلول أظهر من لزوم العلم بالعلة فبان أن الكثرة الاصلة من علمه بالبدأ مال فإنه ل مبدأ
له وليعس هعو معن ضرورة وجود ذات العلول وهذا أيضا ل مرج منعه .فع العلول الول أكثعر معن التثليعث العتراض
الثالث هو أن عقل العلول الول ذات نفسه عي ذاته أو غيه .فإن كان عينه فهو مال لن العلم غي العلوم وإن كان
غيه فلي كن كذلك ف البدأ الول فيلزم م نه كثرة ويلزم ف يه ترب يع ل تثل يث بزعم هم فإ نه ذا ته وعقله مبدأه وإ نه م كن
الوجود بذا ته .وي كن أن يزاد أ نه وا جب الوجود بغيه فيظ هر تم يس وبذا يتعرف تع مق هؤلء ف الوس .العتراض
الرابع أن نقول :التثليث ل يكفي ف العلول الول فإن جرم السماء الول لزم عندهم من معن واحد من ذات البدأ وفيه
تركيب من ثلثة أوجه:
ل بد له من صورة وهيول أحدها أنه مركب من صورة وهيول وهكذى كل جسم عندهم .فل بد لكل واحد من
مبدأ إذ الصورة تالف اليول .وليست كل واحدة على مذهبهم علة مستقلة للخرى حت يكون أحدها بواسطة الخر
من غي علة أخرى زائدة عليه .ومقدار ...الثان أن الرم القصى على حد مصوص ف الكب .فاختصاصه بذلك القدر
من بي سائر القادير زائد على وجود ذاته إذ كان ذاته مكنا أصغر منه وأكب فل بد له من مصص بذلك القدار زائد
على العن البسيط الوجب لوجوده ل كوجود العقل فإنه وجود مض ل يتص بقدار مقابل لسائر القادير .فيجوز أن
يقال :ل يتاج إل إل علة بسيطة .قولم :ل غن عنه ف تصيل النظام فإن قيل :سببه أنه لو كان أكب منه لكان مستغن
عنه ف تصيل النظام الكلي ولو كان أصغر منه ل يصلح للنظام القصود .فنقول :وتعي جهة النظام هل هو كاف ف
وجود ما به النظام أم يفتقر إل علة موجدة فإن كان كافيا فقد استغنيتم عن وضع العلل فاحكموا بأن كون النظام ف
هذه الوجودات اقت ضى هذه الوجودات بل علة زائدة وإن كان ذلك ل يك في بل افت قر إل علة فذلك أيضا ل يك في
للختصاص بالقادير بل يتاج أيضا إل علة التركيب.
خواص القطب الثالث أن الفلك القصى انقسم إل نقطتي ها القطبان وها ثابتا الوضع ل يفارقان وضعهما .وأجزاء
النطقة يتلف وضعها فل يلوا أما إن كان جيع أجزاء الفلك القصى متشابا فلم لزم تعي نقطتي من بي سائر النقط
لكون ما ق طبي أو أجزاؤ ها متل فة ف في بعض ها خواص لي ست ف الب عض ف ما مبدأ تلك الختلفات والرم الق صى ل
يصدر إل من معن واحد بسيط والبسيط ل يوجب إل بسيطا ف الشكل وهو الكرى ومتشابا ف العن وهو اللو عن
الواص الميزة وهذا أيضا ل مرج منه .قولم :لعل ف البدأ أنواعا من الكثرة لزمة ل من جهة البدأ فإن قيل :لعل ف
البدأ أنواعا من الكثرة لزمة ل من جهة البدأ وإنا ظهر لنا ثلثة أو أربعة والباقي ل نطلع عليه وعدم عثورنا على عينه
ل يشككنا ف أن مبدأ الكثرة كثرة وأن الواحد ل قولنا :الوجودات كلها تكون صادرة عن العلول الول ...قلنا :فإذا
جوزت هذا فقولوا :إن الوجودات كلها على كثرتا وقد بلغت آلفا صدرت من العلول الول فل يتاج أن يقتصر على
جرم الفلك القصى ونفسه بل يوز أن يكون قد صدر م نه ج يع النفوس الفلك ية والنسانية وج يع الج سام الرض ية
والسماوية بأنواع كثرة لزمة فيها ل يطلعوا عليها فيقع الستغناء بالعلول الول.
ل بل عن العلة الول ث يلزم منه الستغناء بالعلة الول فإنه إذا جاز تولد كثرة يقال إنا لزمة ل بعلة مع أنا ليست
ضروريعة فع وجود العلول الول جاز أن يقدر ذلك معع العلة الول ويكون وجودهعا ل بعلة ويقال :إناع لزمعت ول
يدرى عددها وكلما تيل وجودها بل علة مع الول تيل ذلك بل علة مع الثان بل ل معن لقولنا :مع الول والثان إذ
ل يس بينه ما مفار قة ف زمان ول مكان .ف ما ل يفارقه ما ف مكان وزمان ويوز أن يكون موجودا بل علة ل ي تص
أحده ا بالضا فة إل يه .قول م :يب عد أن يبلغ اللف ف العلول الول فإن ق يل :ل قد كثرت الشياء ح ت زادت على ألف
ويبعد أن تبلغ الكثرة ف العلول إل هذا الد فلذلك أكثرنا الوسائط .قولنا :ولاذا قلنا :قول القائل " :يبعد " هذا رجم
ظن ل ي كم به ف العقولت إل أن يقول :إ نه ي ستحيل .فنقول :ل يستحيل و ما الرد والفيصل مه ما جاوز نا الوا حد
واعتقدنا أنه يوز أن يلزم العلول الول ل من جهة العلة لزم واثنان وثلث فما الحيل لربع وخس وهكذى إل اللف
وإل فمن يتحكم بقدار دون مقدار فل يس بعد ماوزة مرد الواحد وهذا أيضا قاطع .عن تلك الكوا كب صدر العلول
الثان ...ث نقول :هذا باطل بالعلول الثان فإنه صدر منه فلك الكواكب وفيه ألف ونيف ومئتا كوكب وهي متلفة
الع ظم والش كل والو ضع واللون والتأث ي والنحو سة وال سعادة فبعض ها على صورة ال مل والثور وال سد وبعض ها على
صورة الن سان ويتلف تأثي ها ف م ل وا حد من العال ال سفلي ف التب يد والت سخي وال سعادة والنحوس وتتلف
مقاديرها ف ذاتا.
ففيه أنواع من العلل فل يكن أن يقال :الكل نوع واحد مع هذا الختلف ولو جاز هذا أن يقال :كل أجسام العال
نوع وا حد ف ال سمية فيكفي ها علة واحدة .فإن كان اختلف صفاتا وجواهر ها وطبائع ها دل على اختلف ها فكذى
الكواكب متلفة ل مالة ويفتقر كل واحد إل علة لصورته وعلة ليوله وعلة لختصاصه بطبيعته السخنة أو البدة أو
السعدة أو النحسة ولختصاصه بوضعه ث لختصاص جلها بأشكال البهائم الختلفة .وهذه الكثرة إن تصور أن تعقل
ف العلول الثان تصور ف الول ووقع الستغناء .إن بيان العلل الت ذكرتوها لما يضحك منها العتراض الامس هو
أ نا نقول :سلمنا هذه الوضاع الباردة والتحكمات الفا سدة ول كن ك يف ل ت ستحيون من قول كم :إن كون العلول
الول م كن الوجود اقت ضى وجود جرم الفلك الق صى م نه وعقله نف سه اقت ضى وجود ن فس الفلك م نه وعقله الول
يقتضي وجود عقل منه وما الفصل بي هذا وبي قائل عرف وجود إنسان غائب وأنه مكن الوجود وأنه يعقل نفسه
وصانعه فقال :يلزم من كونه مكن الوجود وجود فلك فيقال :وأي مناسبة بي كونه مكن الوجود وبي وجود فلك منه
وكذلك يلزم من كونه عاقلً لنفسه ولصانعه شيئان آخران .وهذا إذا قيل ف إنسان ضحك منه فكذى ف موجود آخر
إذ إمكان الوجود قضية ل تتلف باختلف ذات المكن إنسانا كان أو ملكا أو فلكا .فلست أدري كيف يقنع الجنون
ل من العقلء الذين يشقون الشعر بزعمهم ف العقولت .اعتراض :فماذا تقولون أنتم ف نفسه بثل هذه الوضاع فض ً
فإن قال قائل :فإذا أبطل تم مذهب هم فماذى تقولون أن تم أتزعمون أ نه ي صدر من الش يء الوا حد من كل و جه شيئان
متلفان فتكابرون العقول أو تقولون :البدأ الول فيه كثرة فتتركون التوحيد أو تقولون ل كثرة ف العال فتنكرون الس
أو تقولون :لزمت بالوسائط فتضطرون إل العتراف با قالوه قولنا :ليس من غي العقول أن يصدر اثنان من واحد وهذا
ما ورد به النبياء قلنا :نن ل نض ف هذا الكتاب خوض مهد وإنا غرضنا أن نشوش دعاويهم وقد حصل.
على أ نا نقول :و من ز عم أن ال صي إل صدور اثن ي من وا حد مكابرة العقول أو ات صاف البدأ ب صفات قدي ة أزل ية
منا قض للتوح يد فهاتان دعوتان باطلتان ل برهان ل م عليه ما فإ نه ل يس يعرف ا ستحالة صدور الثن ي من وا حد ك ما
يعرف استحالة كون الشخص الواحد ف مكاني وعلى الملة ل يعرف بالضرورة ول بالنظر .وما الانع من أن يقال:
البدأ الول عال قادر مريعد يفععل معا يشاء ويكعم معا يريعد يلق الختلفات والتجانسعات كمعا يريعد وعلى معا يريعد
فاستحالة هذا ل يعرف بضرورة ول نظر وقد ورد به النبياء الؤيدون بالعجزات فيجب قبوله .البحث عن الكيفية من
الفضول وأ ما الب حث عن كيف ية صدور الف عل من ال بالرادة ففضول وط مع ف غ ي مط مع .والذ ين طمعوا ف طلب
الناسبة ومعرفته ر جع حاصل نظرهم إل أن العلول الول من حيث أ نه مكن الوجود صدر م نه فلك ومن حيث أنه
يعقل نفسه صدر منه نفس الفلك وهذه حاقة ل إظهار مناسبة .فلتتقبل مبادئ هذه المور من النبياء! فلتتقبل مبادئ
هذه المور من النبياء وليصدقوا فيها إذ العقل ل ييلها وليترك البحث عن الكيفية والكمية والاهية .فليس ذلك يتسع
له القوى البشر ية ولذلك قال صاحب الشرع :تفكروا ف خلق ال ول تتفكروا ف ذات ال .قول نا :يقولون إن صانع
العال قد ي فنقول :الناس فرقتان :فر قة أ هل ال ق و قد رأوا أن العال حادث وعلموا ضرورة أن الادث ل يو جد بنف سه
فافتقر إل صانع فيعقل مذهبهم ف القول بالصانع وفرقة أخرى هم الدهرية وقد رأوا العال قديا كما هو عليه ول يثبتوا
له صانعا ومعتقدهم مفهوم وإن كان الدليل يدل على بطلنه .وأما الفلسفة فقد رأوا أن العال قدي ث أثبتوا له مع ذلك
صانعا وهذا الذهب بوضعه متناقض ل يتاج فيه إل إبطال .قولم :هو البدأ الول فإن قيل :نن إذا قلنا :للعال صانع
ل نرد به فاعلً متارا يفعل بعد أن ل يفعل كما نشاهد ف أصناف الفاعلي من الياط والنساج والبناء بل نعن به علة
العال ونسميه البدأ الول على معن أنه ل علة لوجوده وهو علة لوجود غيه فإن سيناه صانعا فبهذا التأويل.
لنه من الحال أن تتسلسل العلل إل غي ناية .وثبوت موجود ل علة لوجوده يقوم عليه البهان القطعي على قرب فإنا
نقول :العال وموجوداته إما أن يكون له علة أو ل علة له .فإن كان له علة فتلك العلة لا علة أم ل علة لا وكذى القول
ف علة العلة :فإما أن يتسلسل إل غي ناية وهو مال وإما أن ينتهي إل طرف فالخي علة أول ل علة لوجودها فنسميه
البدأ الول .وإن كان العال موجودا بنف سه ل علة له ف قد ظ هر البدأ الول فإ نا ل ن عن به إل موجودا ل علة له و هو
ثابت بالضرورة .اللف ف الصفات مسألة غي هذه نعم ل يوز أن يكون البدأ الول هي السموات لنا عدد ودليل
التوحيد ينعه فيعرف بطلنه بنظر ف صفة البدأ ول يوز أن يقال إنه ساء واحد أو جسم واحد أو شس أو غيه لنه
جسم والسم مركب من الصورة واليول والبدأ الول ل يوز أن يكون مركبا وذلك يعرف بنظر ثان .والقصود أن
موجودا ل علة لوجوده ثابعت بالضرورة والتفاق .وإناع اللف فع الصعفات وهعو الذي نعنيعه بالبدأ الول .قولنعا:
الج سام تكون ل علة ل ا والواب من وجه ي :أحده ا أ نه يلزم على م ساق مذهب كم أن تكون أج سام العال قدي ة
كذلك ل علة لا .وقولكم :إن بطلن ذلك يعلم بنظر ثان فسيبطل ذلك عليكم ف مسألة التوحيد وف نفي الصفات
تلك العلل تكون إل غ ي نا ية الثا ن و هو الاص بذه ال سألة هو أن يقال :ث بت تقديرا أن هذه الوجودات ل ا علة
ولكن لعلتها علة ولعلة العلة علة كذلك وهكذى إل غي ناية .وتقولون إنا حوادث هكذا وقولكم :إنه يستحيل إثبات
علل ل نا ية ل ا ل ي ستقيم من كم فإ نا نقول :عرف تم ذلك ضرورة بغ ي و سط أو عرفتموه بو سط ول سبيل إل دعوى
الضرورة .وكل مسلك ذكرتوه ف النظر بطل عليكم بتجويز حوادث ل أول لا .وإذا جاز أن يدخل ف الوجود ما ل
ناية له فلم يبعد أن يكون بعضها علة للبعض وينتهي من الطرف الخي إل معلول ل معلول له ول ينتهي من الانب
الخعر إل علة ل علة لاع كمعا أن الزمان السعابق له آخعر وهعو الن الراهعن ول أول له .حتع الوجودة معا كالنفوس
البشرية فإن زعمتم أن الوادث الاضية ليست موجودة معا ف الال ول ف بعض الحوال والعدوم ل يوصف بالتناهي
وعدم التناهي فيلزمكم النفوس البشرية الفارقة للبدان فإنا ل تفن عندكم والوجود الفارق للبدن من النفوس ل ناية
لعدادها إذ ل تزل نطفة من إنسان وإنسان من نطفة إل غي ناية .ث كل إنسان مات فقد بقي نفسه وهو بالعدد غي
نفس من مات قبله ومعه وبعده وإن مكان الكل بالنوع واحدا فعندكم ف الوجود ف كل حال نفوس ل ناية لعدادها.
قولم :ل ترتيب لا فإن قيل :النفوس ليس لبعضها ارتباط بالبعض ول ترتيب لا ل بالطبع ول بالوضع وإنا نيل نن
موجودات ل ناية لا إذا كان لا ترتيب بالوضع كالجسام فإنا مرتبة بعضها فوق البعض أو كان لا ترتيب بالطبع
كالعلل والعلولت وأما النفوس فليست كذلك .قولنا :الترتيب بالزمان يكفي قلنا :وهذا الكم ف الوضع ليس طرده
بأول من عك سه فلم أحل تم أ حد الق سمي دون ال خر و ما البهان الفرق و ب تنكرون على من يقول :إن هذه النفوس
الت ل ناية لا ل تلوا عن ترتيب إذ وجود بعضها قبل البعض فإن اليام والليال الاضية ل ناية لا .وإذا قدرنا وجود
نفس واحد ف كل يوم وليلة كان الاصل ف الوجود الن خارجا عن النهاية واقعا على ترتيب ف الوجود أي بعضها
بعد البعض .والعلة غايتها أن يقال :إنا قبل العلول بالطبع كما يقال إنا فوق العلول بالذات ل بالكان .فإذا ل يستحل
ذلك ف القبل القيقي الزمان فينبغي أن ل يستحيل ف القبل الذات الطبعي .وما بالم ل يوزوا أجساما بعضها فوق
البعض بالكان إل غي ناية وجوزوا موجودات بعضها قبل البعض بالزمان إل غي ناية وهل هذا إل تكم بارد ل أصل
له قولم :إن العلل إن كانت مك نة افتقرت إل علة زائدة .فإن ق يل :البهان القا طع على ا ستحالة علل إل غ ي نا ية أن
يقال :كل واحد من آحاد العلل مكنة ف نفسها أو واجبة .فإن كانت واجبة فلم تفتقر إل علة وإن كانت مكنة فالكل
موصوف بالمكان وكل مكن فيفتقر إل علة زائدة على ذاته فيفتقر الكل إل علة خارجة عنها .قولنا :كل واحد مكن
والكل ليس بمكن .قلنا :لفظ المكن والواجب لفظ مبهم إل أن يراد بالواجب ما ل علة لوجوده ويراد بالمكن ما
لوجوده علة .وإن كان الراد هذا فلنر جع إل هذه اللف ظة فنقول :كل وا حد م كن على مع ن أن له علة زائدة على ذا ته
والكل ليس بمكن على معن أنه ليس له علة زائدة على ذاته خارجة منه .وإن أريد بلفظ المكن غي ما أردناه فهو ليس
بفهوم .بمكنات الوجود وهعو مال فإن قيعل :فهذا يؤدي إل أن يتقوم واجعب الوجود بمكنات الوجود وهعو مال.
قولنا :كما يتقوم القدي بالوائل قلنا :إن أردت بالواجب والمكن ما ذكرناه فهو نفس الطلوب .فل نسلم أنه مال وهو
كقول القائل :يسعتحيل أن يتقوم القديع بالوادث والزمان عندهعم قديع وآحاد الدورات حادثعة وهعي ذوات أوائل
والجموع ل أول له .فقد تقوم ما ل أول له بذوات أوائل وصدق ذوات الوائل على الحاد ول يصدق على الجموع.
فكذلك يقال على كل واحد :إن له علة ول يقال :للمجموع علة وليس كل ما صدق على الحاد يلزم أن يصدق على
الجموع إذ يصدق على كل واحد أنه واحد وأنه بعض وأنه جزء ول يصدق على الجموع .وكل موضوع عيناه من
الرض فإ نه قد ا ستضاء بالش مس ف النهار وأظلم بالل يل .و كل وا حد حادث ب عد أن ل ي كن أي له أول .والجموع
عندهم ما له أول.
فل سبيل ل م إل الو صول إل إثبات البدأ الول ف تبي أن من يوز حوادث ل أول ل ا و هي صور العنا صر الرب عة
والتغيات فل يتمكن من إنكار علل ل ناية لا .ويرج من هذا أنه ل سبيل لم إل الوصول إل إثبات البدأ الول لذا
الشكال ويرجع فرقهم إل التحكم الحض .قولم :إنا الكلم ف الوجود ف العيان فإن قيل :الدورات ليست موجودة
ف الال ول صور العناصر وإنا الوجود منها صورة واحدة بالفعل وما ل وجود له ل يوصف بالتناهي وعدم التناهي إل
ل لبعض فالنسان قد يفرض إذا قدر ف الوهم وجودها ول يبعد ما يقدر ف الوهم وإن كانت القدرات أيضا بعضها عل ً
ذلك ف وه ه وإن ا الكلم ف الوجود ف العيان ل ف الذهان .نفوس الموات ل يكون في ها عدد ل يب قي إل نفوس
الموات .وقد ذهب بعض الفلسفة إل أنا كانت واحدة أزلية قبل التعلق بالبدان وعند مفارقة البدان تتحد فل يكون
فيه عدد فضلً من أن توصف بأنه ل ناية لا .وقال آخرون :النفس تابع للمزاج وإنا معن الوت عدمها ول قوام لا
بوهر ها دون ال سم .فإذن ل وجود ف النفوس إل ف حق الحياء والحياء الوجودون م صورون ول تنت في النها ية
عنهم والعدمون ل يوصفون أصلً ل بوجود النهاية ول بعدمها إل ف الوهم إذا فرضوا قولنا :هذا ما أوردناه على ابن
سينا والفاراب ال .والواب :إن هذا الشكال ف النفوس أوردناه على ابن سينا والفاراب والحققي منهم إذ حكموا بأن
النفس جوهر قائم بنفسه وهو اختيار أرسطاليس والعتبين من الوائل .ونقول لغيهم :عوض النفس قدروا أي حادث
ل ينق ضي .و من عدل عن هذا ال سلك فنقول له :هل يت صور أن يدث ش يء يب قى أم ل فإن قالوا :ل ف هو مال وإن
قالوا :ن عم قل نا :فإذا قدر نا كل يوم حدوث ش يء وبقاءه اجت مع إل الن ل مالة موجودات ل نا ية ل ا .فالدورة وإن
كا نت منقض ية فح صول موجود في ها يب قي ول ينق ضى غ ي م ستحيل .وبذا التقد ير يتقرر الشكال .ول غرض ف أن
يكون ذلك الباقي نفس آدمي أو جن أو شيطان أو ملك أو ما شئت من الوجودات .وهو لزم على كل مذهب لم إذ
أثبتوا دورات لناية لا.
مسألة ف بيان عجزهم عن إقامة الدليل على أن ال واحد وأنه ل يوز فرض اثني واجب الوجود كل واحد منهما ل
علة له السلك الول قولم :إنما لو كانا اثني لكان نوع وجوب الوجود مقو ًل على كل واحد منهما .وما قيل عليه
أنعه واجعب الوجود فل يلوا إمعا أن يكون وجوب وجوده لذاتعه فل يتصعور أن يكون لغيه أو وجوب الوجود له لعلة
فيكون ذات واجب الوجود معلو ًل وقد اقتضت علة له وجوب الوجود .ونن ل نريد بواجب الوجود إل ما ل ارتباط
لوجوده بعلة بهة من الهات .زيد هو معلول لنه ليس وحده إنسانا وزعموا أن نوع النسان مقول على زيد وعلى
عمرو .وليس زيد إنسانا لذاته إذ لو كان إنسانا لذاته لا كان عمرو إنسانا بل لعلة جعله إنسانا .وقد جعل عمرا أيضا
إن سانا فتكثرت الن سانية بتك ثر الادة الاملة ل ا .وتعلق ها بالادة معلول ل يس لذات الن سانية .فكذلك ثبوت وجوب
الوجود لوا جب الوجود إن كان لذا ته فل يكون إل له وإن كان لعلة ف هو إذن معلول ول يس بوا جب الوجود و قد ظ هر
بذا أن واجب الوجود ل بد وأن يكون واحدا .قولنا :هذا التقسيم ل يطبق على الذي ل علة له ...قلنا :قولكم :نوع
وجوب الوجود لواجب الوجود لذاته أو لعلة تقسيم خطأ ف وضعه فإنا قد بينا أن لفظ وجوب الوجود فيه إجال إل أن
يراد به ن في العلة فلت ستعمل هذه العبارة .فنقول :ل ي ستحيل ثبوت موجود ين ل علة ل ما ول يس أحده ا علة لل خر
فقولكم :إن الذي ل علة له ل علة له لذاته أو لسبب تقسيم الطأ لن نفي العلة واستغناء الوجود عن العلة ل يطلب له
علة .فأي معن لقول القائل :إن ما ل علة له ل علة له لذاته أو لعلة إذ قولنا :ل علة له سلب مض والسلب الحض ل
يكون له سبب .ول يقال فيه :إنه لذاته أو ل لذاته.
وعلى واجب الوجود وإن عنيتم بوجوب الوجود وصفا ثابتا لواجب الوجود سوى أنه موجود ل علة لوجوده فهو غي
مفهوم ف نفسه .والذي ينسبك من لفظه نفى العلة لوجوده وهو سلب مض ل يقال فيه :إنه لذاته أو لعلة حت يبن
على وضع هذا التقسيم غرض فدل أن هذا برهان من خرف ل أصل له .بل نقول :معن أنه واجب الوجود أنه ل علة
ل أيضا بذا ته بل ل علة لوجوده ول لكو نه بل علة أ صلً .ول لوجوده ول علة لكو نه بل علة ول يس كو نه بل علة معل ً
يطبق على السود :فهل اللونية لذاتا أم لعلة كيف وهذا التقسيم ل يتطرق إل بعض صفات الثبات فضلً عما يرجع
إل ال سلب إذ لو قال قائل :ال سواد لون لذا ته أو لعلة :فإن كان لذا ته فينب غي أن ل تكون المرة لونا وأن ل يكون هذا
النوع أعن اللونية إل لذات السواد وإن كان السواد لونا لعلة جعلته لونا فينبغي أن يعقل سواد ليس بلون أي ل تعله
العلة لونا .فإن ما يث بت للذات زائدا على الذات بعلة ي كن تقد ير عد مه ف الو هم وإن ل يتح قق ف الوجود .ول كن
يقال :هذا التقسيم خطأ ف الوضع فل يقال للسواد :إنه لون لذاته قولً ينع أن يكون ذلك لغي ذاته .وكذلك ل يقال:
إن هذا الوجود واجب لذاته أو ل علة له لذاته قولً ينع أن يكون ذلك لغي ذاته بال .قولم :لو فرضنا واجب الوجود
فإن كانا متماثلي من كل وجه يبطل تعددها ...مسلكهم الثان أن قالوا :لو فرضنا واجب الوجود لكانا متماثلي من
كل وجه أو متلفي .فإن كانا متماثلي من كل وجه فل يعقل التعدد والثنينية إذ السوادان ها اثنان إذا كانا ف ملي
أو ف مل واحد ولكن ف وقتي إذ السواد والركة ف مل واحد ف وقت واحد ها اثنان لختلف ذاتيهما .أما إذا ل
يتلف الذاتان كال سوادين ث ات د الزمان والكان ل يع قل التعدد ولو جاز أن يقال :ف و قت وا حد ف م ل وا حد:
سوادان لاز أن يقال ف حق كل ش خص :إ نه شخ صان ول كن ل يس يبي بينه ما مغايرة .وإن كا نا متلف ي يكو نا
متركعبي ...وإذا اسعتحال التماثعل معن كعل وجعه ول بعد معن الختلف ول يكعن بالزمان ول بالكان فل يبقعى إل
الختلف ف الذات .ومهما اختلفا ف شيء فل يلوا إما أن اشتركا ف شيء أو ل يشتركا ف شيء .فإن ل يشتركا ف
ش يء ف هو مال إذ يلزم أن ل يشتر كا ف الوجود ول ف وجوب الوجود ول ف كون كل وا حد قائما بنف سه ل ف
موضوع .وإذا اشتركا ف شيء واختلفا ف شيء كان ما فيه الشتراك غي ما فيه الختلف فيكون ث تركيب وانقسام
بالقول .. .و من الحال أن يكون وا جب الوجود مركبا ووا جب الوجود ل ترك يب ف يه وك ما ل ينق سم بالكم ية فل
ينقسم أيضا بالقول الشارح إذ ل يتركب ذاته من أمور يدل القول الشارح على تعدده كدللة اليوان والناطق على ما
تقوم به ماه ية الن سان فإ نه حيوان ونا طق .ومدلول ل فظ اليوان من الن سان غ ي مدلول ل فظ النا طق فيكون الن سان
متركبا من أجزاء تنت ظم ف ال د بألفاظ تدل على تلك الجزاء ويكون ا سم الن سان لجمو عه .وهذا ل يت صور ودون
هذا ل تت صور التثن ية .قول نا :هذا النوع من الترك يب ل يس من الحال ف البدأ الول والواب أ نه م سلم أ نه ل تت صور
التثنية إل بالغايرة ف شيء ما وأن التماثلي من كل وجه ل يتصور تغايرها .ولكن قولكم :إن هذا النوع من التركيب
مال ف البدأ الول ت كم م ض .ف ما البهان عل يه ف وحدان ية ال ولنر سم هذه ال سألة على حيال ا فإن من كلم هم
الشهور أن البدأ الول ل ينقسم بالقول الشارح كما ل ينقسم بالكمية وعليه ينبن إثبات وحدانية ال عندهم .قولم:
الوحدة ف ال تن في الكثرة بل زعموا أن التوح يد ل ي تم إل بإثبات الوحدة لذات الباري من كل و جه وإثبات الوحدة
بنفي الكثرة من كل و جه والكثرة تتطرق إل الذوات من خسة أوجه :كثرة الجزاء ...الول بقبول النقسام فعلً أو
وها .فلذلك ل ي كن ال سم الوا حد واحدا مطلقا فإ نه وا حد بالت صال القائم القا بل للزوال ف هو منق سم ف الو هم
بالكمية .وهذا مال ف البدأ الول ... .واليول والصورة الثان أن ينقسم الشيء ف العقل إل معنيي متلفي .ل بطريق
الكمية كانقسام السم إل اليول والصورة فإن كل واحد من اليول والصورة وإن كان ل يتصور أن يقوم بنفسه دون
الخر فهما شيئان متلفان بالد والقيقة يصل بجموعهما شيء واحد هو السم .وهذا أيضا منفي عن ال فل يوز
أن يكون الباري صورة ف جسم ول مادة ف هيول لسم ول مموعهما .أما مموعهما فلعلتي إحديهما أنه منقسم
بالكمية عند التجزئة فعلً أو وها والثانية أنه منقسم بالعن إل الصورة واليول ول يكون مادة لنا تتاج إل الصورة
ووا جب الوجود م ستغن من كل و جه فل يوز أن يرت بط وجوده بشرط آ خر سواه ول يكون صورة لن ا تتاج إل
مادة ... .وتنفي أيضا الكثرة بالصفات ...الثالث الكثرة بالصفات بتقدير العلم والقدرة والرادة .فإن هذه الصفات إن
كا نت واج بة الوجود كان وجوب الوجود مشتركا ب ي الذات وي ب هذه ال صفات ولز مت كثرة ف وا جب الوجود
وانت فت الوحدة ... .وبال نس والنوع ...الرا بع كثرة عقل ية ت صل بترك يب ال نس والنوع .فإن ال سواد سواد ولون
وال سوادية غ ي اللون ية ف حق الع قل بل اللون ية ج نس وال سوادية ف صل ف هو مر كب من ج نس وف صل واليوان ية غ ي
النسانية ف العقل فإن النسان حيوان وناطق واليوان جنس والناطق فصل وهو مركب من النس والفصل وهذا نوع
كثرة .فزعموا أن هذا أيضا من في عن البدأ الول ... .وبالاه ية والوجود والا مس كثرة تلزم من ج هة تقد ير ماه ية
ل له
وتقد ير وجود لتلك الاه ية .فإن للن سان ماه ية ق بل الوجود والوجود يرد علي ها ويضاف إلي ها .وكذى الثلث مث ً
ماهية وهو أنه شكل ييط به ثلثة أضلع ول يس الوجود جزءا من ذات هذه الاهية مقوما لا ولذلك يوز أن يدرك
العا قل ماه ية الن سان وماه ية الثلث ول يس يدري أن ل ما وجودا ف العيان أم ل .ولو كان الوجود مقوما لاهي ته ل ا
تصور ثبوت ماهيته ف العقل قبل وجوده .فالوجود مضاف إل الاهية سواء كان لزما بيث ل تكون تلك الاهية إل
موجودة كالسماء أو عارضا بعد ما ل يكن كماهية النسانية من زيد وعمرو وماهية العراض الصور الادثة .فزعموا
أن هذه الكثرة أيضا يب أن تنفى عن الول.
الوا جب الوجود كالاه ية فيقال :ل يس له ماه ية الوجود مضاف إلي ها بل الوجود الوا جب له كالاه ية لغيه .فالوجود
الواجب ماهية وحقيقة كلية وطبيعة حقيقية كما أن النسانية والشجرية والسمائية ماهية إذ لو ثبت ماهية لكان الوجود
الواجب لزما لتلك الاهية غي مقوم لا واللزم تابع ومعلول فيكون الوجود الواجب معلو ًل وهو مناقض لكونه واجبا.
و مع هذا يقولون إن ال مبدأ وأول موجود ...و مع هذا فإن م يقولون للباري :إ نه مبدأ وأول وموجود وجو هر ووا حد
وقدي وباق وعال وعقل وعاقل ومعقول وفاعل وخالق ومريد وقادر وحي وعاشق ومعشوق لذيذ وملتذ وجواد وخي
مض .وزعموا أن كل ذلك عبارة عن معن واحد ل كثرة فيه وهذا من العجائب .فينبغي أن نقق مذهبهم للتفهيم أولً
ث نشتغل بالعتراض فإن العتراض على الذاهب قبل تام التفهيم رمي ف عماية ... .ويردون هذه المور إل السلب
والضافة والعمدة ف فهم مذهبهم أنم يقولون :ذات البدأ وا حد وإنا تك ثر السامي بإضافة ش يء إل يه أو إضاف ته إل
شيء أو سلب شيء عنه والسلب ل يوجب كثرة ف ذات السلوب عنه ول الضافة توجب كثرة فل ينكرون إذا كثرة
السعلوب وكثرة الضافات ولكعن الشأن فع رد هذه الول والبدأ والوجود والوهعر ...فقالوا :إذا قيعل له :أول فهعو
إضا فة إل الوجودات بعده .وإذا ق يل :مبدأ ف هو إشارة إل أن وجود غيه م نه و هو سبب له ف هو إضا فة إل معلول ته.
وإذا قيل :موجود فمعناه معلوم .وإذا قيل :جوهر فمعناه الوجود مسلوبا عنه اللول ف موضوع وهذا سلب .وإذا قيل:
...والقد ي والبا قي ...قد ي فمعناه سلب العدم ع نه أولً .وإذا ق يل :باق فمعناه سلب العدم ع نه آخرا وير جع حا صل
القدي والباقي إل وجود ليس مسبوقا بعدم ول ملحوقا بعدم ... .وواجب الوجود وإذا قيل :واجب الوجود فمعناه أنه
موجود ل علة له وهو علة لغيه فيكون جعا بي السلب والضافة إذ نفي علة له سلب وجعله علة لغيه إضافة.
...والعقل ...وإذا قيل :عقل فمعناه أنه موجود بريء عن الادة وكل موجود هذا صفته فهو عقل أي يعقل ذاته ويشعر
به ويعقل غيه وذات ال هذا صفته أي هو بريء عن الادة فإذن هو عقل وها ...والعاقل والعقول ...وإذا قيل :عاقل
فمعناه أن ذاته الذي هو عقل فله معقول هو ذا ته فإنه يشعر بنفسه ويعقل نفسه فذاته معقول وذا ته عا قل وذاته عقل
والكل واحد إذ هو معقول من حيث أنه ماهية مردة عن الادة غي مستورة عن ذاته الذي هو عقل بعن أنه ماهية مردة
عن الادة ل يكون ش يء م ستورا ع نه .ول ا ع قل نف سه كان عاقلً ول ا كان نف سه معقولً لنف سه كان معقو ًل ول ا كان
ل عقله بكونه عقله بذاته ل بزائد على ذاته كان عقلً ول يبعد أن يتحد العاقل والعقول فإن العاقل إذا عقل كونه عاق ً
ل فيكون العاقل والعقول واحدا بوجه ما وإن كان ذلك يفارق عقل الول فإن ما للول بالفعل أبدا وما لنا يكون عاق ً
بالقوة تارة وبالفعل أخرى .والالق والفاعل والبارئ الذي عنه يفيض كل شيء لزوما بعلم منه ل غفلة وإذا قيل :خالق
وفا عل وبارئ و سائر صفات الف عل فمعناه أن وجوده وجود شر يف يف يض ع نه وجود ال كل فيضانا لزما وإن وجود
غيه حاصل منه وتابع لوجوده كما يتبع النور الشمس والسخان النار .ول تشبه نسبة العال إليه نسبة النور إل الشمس
إل ف كونه معلو ًل فقط وإل فليس هو كذلك فإن الشمس ل تشعر بفيضان النور عنها ول النار بفيضان السخان فهو
طبع مض بل الول عال بذاته وأن ذاته مبدأ لوجود غيه ففيضان ما يفيض عنه معلوم له فليس به غفلة عما يصدر منه.
ول هو أيضا كالواحد منا إذا وقف بي مريض وبي الشمس فاندفع حر الشمس عن الريض بسببه ل باختياره ولكنه
عال به وهو غي كاره أيضا له فإن الظل الفاعل للظل شخصه وجسمه والعال الراضي بوقوع الظل نفسه ل جسمه وف
حق الول ليس كذلك فإن الفاعل منه هو العال وهو الراضي أي أنه غي كاره وأنه عال بأن كماله ف أن يفيض منه
غيه.
فيكون علمه علة فيضان كل ش يء بل لو أم كن أن يفرض كون ال سم ال ظل بعي نه هو العال بعي نه بوقوع ال ظل و هو
الراضي ل يكن أيضا مساويا للول فإن الول هو العال وهو الفاعل وعلمه هو مبدأ فعله فإن علمه بنفسه ف كونه مبدأ
لل كل علة فيضان ال كل فإن النظام الوجود ت بع للنظام العقول بع ن أ نه وا قع به فكو نه فاعلً غ ي زائد على كو نه عالا
بالكل إذ علمه بالكل علة فيضان الكل عنه وكونه عالا بالكل ل يزيد على علمه بذاته فإنه ل يعلم ذاته ما ل يعلم أنه
مبدأ للكل فيكون العلوم بالقصد . .والقادر ...وإذا قيل :قادر ل نعن به إل كونه فاعلً على الوجه الذي قررناه وهو
أن وجوده وجود يفيعض عنعه القدورات التع بفيضاناع ينتظعم الترتيعب فع الكعل على أبلغ وجوه المكان فع الكمال
والسن ... .والريد والعال ...وإذا قيل :مريد ل نعن به إل أن ما يفيض عنه ليس هو غافلً عنه وليس كارها له بل هو
عال بأن كماله ف فيضان الكل عنه .فيجوز بذا العن أ ن يقال :هو راض وجاز أن يقال للراضي :إنه مريد .فل تكون
الرادة إل عي القدرة ول القدرة إل عي العلم ول العلم إل عي الذات فالكل إذن يرجع إل عي الذات ... .علم العلة
ل علم العلول ...وهذا لن علمه بالشياء ليس مأخوذا من الشياء وإل لكان مستفيدا وصفا أو كما ًل من غيه وهو
مال ف وا جب الوجود .ول كن علم نا على ق سمي :علم ش يء ح صل من صورة ذلك الش يء كعلم نا ب صورة ال سماء
والرض وعلم اخترعناه كشيء ل نشاهد صورته ولكن صورناه ف أنفسنا ث أحدثناه .فيكون وجود الصورة مستفادا
من العلم ل العلم من الوجود وعلم الول بسب القسم الثان فإن تثل النظام ف ذاته سبب لفيضان النظام عن ذاته... .
وليس هذا شأننا فإننا نتاج مع العلم إل القدرة نعم لو كان مرد حضور صورة نقش أو كتابة خط ف نفوسنا كافيا ف
حدوث تلك الصورة لكان العلم بعينه منا هو القدرة بعينها والرادة بعينها .ولكنا لقصورنا فليس يكفي تصورنا لياد
الصورة بل نتاج مع ذلك إل إرادة متجددة تنبعث من قوة شوقية ليتحرك منهما معا القوة الحركة للعضل والعصاب
اللية .فيتحرك بركة العضل والعصاب اليد أو غيه ويتحرك بركته القلم أو آلة أخرى خارجة وتتحرك الادة بركة
القلم كالادة أو غيه ث تصل الصورة التصورة ف نفوسنا .فلذلك ل يكن نفس وجود هذه الصورة ف نفوسنا قدرة
ول إرادة بل كانت القدرة فينا عند البدأ الحرك للعضل وهذه الصورة مركة لذلك الحرك الذي هو مبدأ القدرة وليس
كذلك ف واجب الوجود فإنه ليس مركبا من أجسام تنبث القوى ف أطرافه فكانت القدرة والرادة والعلم والذات منه
ل له فإن الي واحدا ... .وال ي ...وإذا ق يل له :حي ل يرد به إل أنه عال عليما يف يض ع نه الوجود الذي يسمى فع ً
هو الفعال الدراك فيكون الراد به ذاته مع إضافة إل الفعال على الوجه الذي ذكرناه ل كحياتنا فإنا ل تتم إل بقوتي
متلفت ي ينب عث عنه ما الدراك والف عل فحيا ته ع ي ذا ته أيضا ... .والواد الذي ل يكت سب بوده شيئا وإذا ق يل له:
جواد أريد به أن يفيض عنه الكل ل لغرض يرجع إليه .والود يتم بشيئي :أحدها أن يكون للمنعم فائدة فيما وهب
منه فلعل من يهب شيئا من هو مستغن عنه ل يوصف بالود .والثان أن ل يتاج الواد إل الود فيكون إقدامه على
الود لا جة نف سه .و كل من يود ليمدح أو يث ن عل يه أو يتخلص من مذ مة ف هو م ستعيض ول يس بواد وإن ا الود
القيقي ل فإنه ليس يبغي به خلصا عن ذم ول كما ًل مستفادا بدح .فيكون الواد اسا منبئا عن وجوده مع إضافة
إل الف عل و سلب للغرض فل يؤدي إل الكثرة ف ذا ته ... .وال ي ال حض ...وإذا ق يل :خ ي م ض فإ ما أن يراد به
وجوده بريئا عن النقص وإمكان العدم فإن ال شر ل ذات له بل يرجع إل عدم جوهر أو عدم صلح حال الو هر وإل
فالوجود من حيث أنه وجود خي فيجع هذا السم إل السلب لمكان النقص والشر .وقد يقال :خي لا هو سبب
لنظام الشياء والول مبدأ لنظام كعل شيعء فهعو خيع ويكون السعم دا ًل على الوجود معع نوع إضافعة ... .وواجعب
الوجود وإذا قيل :واجب الوجود فمعناه هذا الوجود مع سلب علة لوجوده وإحالة علة لعدمه أولً وآخرا.
...والعاشق والعشوق واللذيذ واللتذ وإذا قيل :عاشق ومعشوق ولذيذ وملتذ فمعناه هو أن كل جال وباء وكمال
فهعو مبوب ومعشوق لذي الكمال ول معنع للذة إل إدراك الكمال اللئم .ومعن عرف كمال نفسعه فع إحاطتعه
بالعلومات لو أحاط با وف جال صورته وف كمال قدرته وقوة أعضائه وبالملة إدراكه لضور كل كمال هو مكن
له لو أمكن أن يتصور ذلك ف إنسان واحد لكان مبا لكماله وملتذا به وإنا تنتقص لذته بتقدير العدم والنقصان فإن
السرور ل يتم با يزول أو يشى زواله والول له البهاء الكمل والمال الت إذ كل كمال هو مكن له فهو حاضر له.
وهو مدرك لذلك الكمال مع المن من إمكان النقصان والزوال .والكمال الاصل له فوق كل كمال فإحبابه وعشقه
لذلك الكمال فوق كل إحباب والتذاذه به فوق كل التذاذ بل ل نسبة لذاتنا إليها البتة بل هي أجل من أن يعب عنها
باللذة وال سرور والطي بة .عدم وجود العبارات الا صة إل أن تلك العا ن ل يس ل ا عبارات عند نا فل بد من البعاد ف
الستعارة كما نستعي له لفظ الريد والختار والفاعل منا مع القطع ببعد إرادته عن إرادتنا وبعد قدرته وعلمه عن قدرتنا
وعلمنا ول بعد ف أن يستبشع عبارة اللذة فيستعمل غيه.
ال مغبوط وهو الي الحض والقصود أن حالته أشرف من أحوال اللئكة وأحرى بأن يكون مغبوطا وحالة اللئكة
أشرف من أحوال نا ولو ل ت كن لذة إل ف شهوة الب طن والفرج لكان حال المار والن ير أشرف من حال اللئ كة
وليس لا لذة أي للمبادئ من اللئكة الجردة عن الادة إل السرور بالشعور با خص با من الكمال والمال الذي ل
ي شى زواله .ول كن الذي للول فوق الذي للملئ كة فإن وجود اللئ كة ال ت هي العقول الجردة وجود م كن ف ذا ته
واجب الوجود بغيه وإمكان العدم نوع شر ونقص فليس شيء بريئا عن كل شر مطلقا سوى الول فهو الي الحض
وله البهاء والمال الكمل .ث هو معشوق عشقه غيه أو ل يعشقه كما أنه عاقل ومعقول عقله غيه أو ل يعقله .وكل
هذه العان راجعة إل ذاته وإل إدراكه لذاته وعقله له وعقله لذاته هو عي ذاته فإنه عقل مرد فيجع الكل إل معن
واحد .قولنا :سنبي بذلك ما ل يصح على أصلهم وما هو فاسد فهذا طريق تفهيم مذهبهم وهذه المور منقسمة إل ما
يوز اعتقاده فنبي أنه ل يصح على أصلهم وإل ما ل يصح اعتقاده فنبي فساده .ولنعد إل الراتب المسة ف أقسام
الكثرة ودعواهم نفيها ولنبي عجزهم عن إقامة الدليل ولنرسم كل واحد مسألة على حيالا.
م سألة الفل سفة أجعوا على ن في ال صفات اتف قت الفل سفة على ا ستحالة إثبات العلم والقدرة والرادة للمبدأ الول
كما اتفقت العتزلة عليه وزعموا أن هذه السامي وردت شرعا ويوز إطلقها لغة ول كن ترجع إل ذات واحدة كما
سبق ول يوز إثبات صفات زائدة على ذاته كما يوز ف حقنا أن يكون علمنا وقدرتنا وصفا لنا زائدا على ذاتنا... .
لن ا تو جب الكثرة ف ال وزعموا أن ذلك يو جب كثرة لن هذه ال صفات لو طرت علي نا لك نا نعلم أن ا زائدة على
الذات إذ تددت ولو قدر مقارنا لوجودنا من غي تأخر لا خرج عن كونه زائدا على الذات بالقارنة .فكل شيئي إذا
طرى أحدها على الخر وعلم أن هذا ليس ذاك وذاك ليس هذا فلو اقترنا أيضا عقل كونما شيئي فإذن ل ترج هذه
ال صفات بأن تكون مقار نة لذات الول عن أن تكون أشياء سوى الذات فيو جب ذلك كثرة ف وا جب الوجود و هو
مال .فلهذا أجعوا على نفي الصفات .قولنا :ما الانع أن تكون الصفات مقارنة للذات فيقال لم :وب عرفتم استحالة
الكثرة من هذا الوجه وأنتم مالفون من كافة السلمي سوى العتزلة فما البهان عليه فإن قول القائل :الكثرة مال ف
وا جب الوجود مع كون الذات الو صوفة واحدة ير جع إل أ نه ي ستحيل كثرة ال صفات وف يه الناع .ول يس ا ستحالته
معلومة بالضرورة فل بد من البهان.
قولم إما أن يستغن كل واحد من الصفة والوصو عن الخ أو يفتقر كل واحد إل الخر أو يستغن واحد عن الخ
ولم مسلكان :الول قولم :البهان عليه أن كل واحد من الصفة والوصوف إذا ل يكن هذا ذاك ول ذاك هذا فإما أن
يستغن كل واحد عن الخر ف وجوده أو يفتقر كل واحد إل الخر أو يستغن واحد عن الخر ويتاج الخر .فإن
فرض كل واحد مستغنيا فهما واجبا وجود وهو التثنية الطلقة وهو مال .وإما أن يتاج كل واحد منهما إل الخر فل
يكون واحد منهما واجب الوجود إذ معن واجب الوجود ما قوامه بذاته وهو مستغن من كل وجه عن غيه فما احتاج
إل غيه فذك الغي علته إذ لو رفع ذلك الغي لمتنع وجوده فل يكون وجوده من ذاته بل من غيه .وإن قيل :أحدها
يتاج دون ال خر فالذي يتاج معلول والوا جب الوجود هو ال خر ومه ما كان معلولً افت قر إل سبب فيؤدي إل أن
ترتبط ذات واجب الوجود بسبب .قولنا الختار من هذه القسام هو القسم الخي هذا وإنكم ل تنفون القسم الول
والعتراض على هذا أن يقال :الختار من هذه الق سام هو الق سم الخ ي .ول كن إبطال كم الق سم الول و هو التثن ية
الطلقة قد بينا أنه ل برهان لكم عليها ف السألة الت قبل هذه وأنا ل تتم إل بالبناء على نفي الكثرة ف هذه السألة وما
بعد ها .ف ما هو فرع هذه ال سألة ك يف تنب ن هذه ال سألة عل يه ول كن الختار أن يقال :الذات ف قوا مه غ ي متاج إل
الصفات والصفة متاجة إل الوصوف كما ف حقنا .قولم :الحتاج إل غيه ل يكون واجب الوجود فيبقى قولم :إن
الحتاج إل غيه ل يكون واجب الوجود .قولنا :الصفة قدية ل فاعل لا فيقال :إن أردت بواجب الوجود أنه ليس له
علة فاعلية فلم قلت ذلك ول استحال أن يقال :كما أن ذات واجب الوجود قدي ل فاعل له فكذلك صفته قدية معه
ول فاعل لا وإن أردت بواجب الوجود أن ل يكون له علة قابلية فهو ليس بواجب الوجود على هذا التأويل ولكنه مع
هذا قدي ل فاعل له .فما الحيل لذلك قولم :هي معلولة فإن قيل :واجب الوجود الطلق هو الذي ليس له علة فاعلية
ول قابل ية .فإذا سلم أن له علة قابل ية ف قد سلم كو نه معلولً .قل نا :ت سمية الذات القابلة علة قابل ية من ا صطلحكم
والدليعل ل يدل على ثبوت واجعب وجود بكعم اصعطلحكم وإناع دل على إثبات طرف ينقطعع بعه تسعلسل العلل
والعلولت ول يدل إل على هذا القدر وق طع الت سلسل م كن بوا حد له صفات قدي ة ل فا عل ل ا ك ما ل فا عل لذا ته
ولكن ها تكون متقررة ف ذا ته .فليطرح ل فظ وا جب الوجود فإ نه م كن التل بس ف يه فإن البهان ل يدل إل على ق طع
التسلسل ول يدل على غيه البتة .فدعوى غيه تكم .قولم :ل ف العلل القابلية فإن قيل :كما يب قطع التسلسل ف
العلة الفاعلية يب قطعها ف القابلية إذ لو افتقر كل موجود إل مل يقوم فيه وافتقر الحل أيضا للزم التسلسل كما لو
افت قر كل موجود إل علة وافتقرت العلة أيضا إل علة .قول نا :يك في أن ينق طع الت سلسل بالذات قل نا :صدقتم فل جرم
قطعنا هذا التسلسل أيضا وقلنا :إن الصفة ف ذاته وليس ذاته قائما بغيه كما أن علمنا ف ذاتنا وذاتنا مل له وليس ذاتنا
ف مل .فالصفة انقطع تسلسل علتها الفاعلية مع الذات إذ ل فاعل لا كما ل فاعل للذات بل ل تزل الذات بذه الصفة
موجودة بل علة له ول لصفته .وأما العلة القابلية ل ينقطع تسلسلها إل على الذات .ومن أين يلزم أن ينتفي الحل حت
تنت في العلة والبهان ل يس يض طر إل إل ق طع الت سلسل .ف كل طر يق أم كن ق طع الت سلسل به ف هو وفاء بقض ية البهان
الداعي إل واجب الوجود.
واجب الوجود ما ليس له علة فاعلية وإن أريد بواجب الوجود شيء سوى موجود ليس له علة فاعلية حت ينقطع به
الت سلسل فل ن سلم أن ذلك وا جب أ صلً .ومه ما ات سع الع قل لقبول موجود قد ي ل علة لوجوده ات سع لقبول قد ي
موصوف ل علة لوجوده ف ذاته وف صفاته جيعا .قولم :تكون الذات علة العلم السلك الثان قولم :إن العلم والقدرة
ل ف ماهية ذاتنا بل هو عارض .وإذا أثبت هذه الصفات للول ل يكن أيضا داخلً ف ماهية ذاته بل كان فينا ليس داخ ً
عارضا بالضافة إليه وإن كان دائما له .ورب عارض ل يفارق أو يكون لزما لاهية ول يصي بذلك مقوما لذاته .وإذا
كان عارضا كان تابعا للذات وكان الذات سببا فيه فكان معلو ًل فكيف يكون واجب الوجود وهذا هو الول مع تغيي
عبارة .فنقول :إن عنيتعم بكونعه تابعا للذات وكون الذات سعببا له أن الذات علة فاعليعة له وأنعه مفعول للذات فليعس
كذلك فإن ذلك ليس يلزم ف علمنا بالضافة إل ذاتنا إذ ذواتنا ليست بعلة فاعلة لعلمنا .وإن عنيتم أن الذات مل وأن
الصفة ل تقوم بنفسها ف غي مل فهذا مسلم فلم يتنع هذا .فبأن يعب عنه بالتابع أو العارض أو العلول أو ما أراده العب
ل يتغ ي الع ن إذا ل ي كن الع ن سوى أ نه قائم بالذات قيام ال صفات بالو صوفات ول ي ستحيل أن يكون قائما ف ذات
وهو مع ذلك قدي ول فاعل له.
فإن أريد هذا العن فليعب عنه بغي عبارة فكل أدلتهم تويل بتقبيح العبارة بتسميته مكنا وجائزا وتابعا ولزما ومعلولً
ل فليس كذلك .وإن ل يرد به إل أنه ل فاعل له ولكن له مل هو وإن ذلك مستنكر .فيقال :إن أريد بذلك أن له فاع ً
قائم فيه فليعب عن هذا العن بأي عبارة أريد فل استحالة فيه .قولم :هذا يؤدي إل أن يكون الول متاجا إل الصفات
وربا هولوا بتقبيح العبارة من وجه آخر فقالوا :هذا يؤدي إل أن يكون الول متاجا إل هذه قولنا :با يتم له الكمال!
وهذا كلم وعظي ف غاية الركاكة فإن صفات الكمال ل تباين ذات الكامل حت يقال :إنه متاج إل غيه .فإذا ل يزل
ل بالعلم والقدرة والياة فك يف يكون متاجا أو ك يف يوز أن ي عب عن ملز مة الكمال بالا جة و هو ول يزال كام ً
كقول القائل :الكا مل من ل يتاج إل كمال فالحتاج إل وجود صفات الكمال لذا ته نا قص فيقال :ل مع ن لكو نه
كاملً إل وجود الكمال لذا ته .فكذلك ل مع ن لكو نه غنيا إل وجود ال صفات الناف ية للحاجات لذا ته .فك يف تن كر
صفات الكمال الت با تتم اللية بثل هذه التخييلت اللفظية قولم :فيحتاج إل مركب فليس هو جسما فإن قيل :إذا
أثب تم ذاتا و صفة وحلولً لل صفة بالذات ف هو ترك يب و كل ترك يب يتاج إل مر كب ولذلك ل ي ز أن يكون الول
جسما لنه مركب .قولنا :كله قدي السم حادث قلنا :قول القائل :كل تركيب يتاج إل مركب كقوله :كل موجود
يتاج إل موجد فيقال له :الول موجود قدي ل علة له ول موجد .فكذلك يقال :هو موصوف قدي ول علة لذاته ول
لصفته ول لقيام صفته بذاته بل الكل قدي بل علة .وأما السم فإنا ل يز أن يكون هو الول لنه حادث من حيث أنه
ل يلوا عن الوادث ومن ل يثبت له حدوث السم يلز مه أن يوز أن تكون العلة الول ج سما كما سنلزمه عليكم
من بعد.
فالدلة باطلة وكل مسالكهم ف هذه السألة تييلت .ل يقدرون رد الميع إل نفس الذات ث إنم ل يقدرون على رد
ج يع ما يثبتو نه إل ن فس الذات .فإن م أثبتوا كو نه عالا ويلزم هم أن يكون ذلك زائدا على مرد الوجود فيقال ل م:
أتسلمون أن الول يعلم غي ذاته ومنهم من يسلم ذلك ومنهم من قال :ل يعلم إل ذاته .علمه بالكليات ...فأما الول
ف هو الذي اختاره ا بن سينا .فإ نه ز عم أ نه يعلم الشياء كل ها بنوع كلي ل يد خل ت ت الزمان ول يعلم الزئيات ال ت
يو جب تدد الحا طة ب ا تغيا ف ذات العال .فنقول :علم الول بوجود كل النواع والجناس ال ت ل نا ية ل ا ع ي
علمه بنفسه أو غيه .فإن قلتم :إنه غيه فقد أثبتم كثرة ونقضتم القاعدة .وإن قلتم :إنه عينه ل تتميزوا عن من يدعي أن
علم النسان ...غي علمه بذاته وقيل :حد الشيء الواحد أن يستحيل ف الوهم المع فيه بي النفي والثبات .فالعلم
بالشيء الوا حد ل ا كان شيئا واحدا ا ستحال أن يتو هم ف حالة واحدة موجودا ومعدوما ول ا ل يستحل ف الو هم أن
يقدر علم الن سان بنف سه دون عل مه بغيه ق يل :إن عل مه بغيه غ ي عل مه بنف سه إذ لو كان هو هو لكان نف يه نفيا له
وإثباته إثباتا له إذ يستحيل أن يكون زيد موجودا وزيد معدوما أعن هو بعينه ف حالة واحدة ول يستحيل مثل ذلك ف
العلم بالغ ي مع العلم بنف سه .وكذى ف علم الول بذا ته مع عل مه بغيه إذ ي كن أن يتو هم وجود أحده ا دون ال خر
فهما إذن شيئان .ول يكن أن يتوهم وجود ذاته دون وجود ذاته .فلو كان الكل كذلك لكان هذا التوهم مالً .فكل
من اعترف من الفلسفة بأن الول يعرف غي ذاته فقد أثبت كثرة ل مالة.
قولم كونه يعلم ذاته مبدأ للكل يؤدي إل أن يعلم الشياء بالقصد الثان فإن قيل :هو ل يعلم الغي بالقصد الول بل
يعلم ذاته مبدأ للكل فيلزمه العلم بالكل بالقصد الثان إذ ل يكن أن يعلم ذاته إل مبدأ فإنه حقيقة ذاته ول يكن أن يعلم
ذاته مبدأ لغيه إل ويدخل الغي ف علمه بطريق التضمن واللزوم ول يبعد أن يكون لذاته لوازم .وذلك ل يوجب كثرة
ف ماهية الذات وإنا يتنع أن يكون ف نفس الذات كثرة .قولنا :علمه بوجود ذاته غي علمه بكونه مبدأ للكل والواب
من وجوه :الول أن قولكم :إنه يعلم ذا ته مبدأ تكم بل ينبغي أن يعلم وجود ذا ته ف قط .فأ ما العلم بكو نه مبدأ يزيد
على العلم بالوجود لن البدئية إضافة للذات ويوز أن يعلم الذات ول يعلم إضافته ولو ل تكن البدئية إضافة لتكثر ذاته
وكان له وجود ومبدئ ية وه ا شيئان .وك ما يوز أن يعرف الن سان ذا ته ول يعلم كو نه معلولً إل أن يعلم لن كو نه
معلولً إضافة له إل علته فكذلك كونه علة إضافة له إل معلوله .فاللزام قائم ف مرد قولم :إنه يعلم كونه مبدأ إذ فيه
علم بالذات وبالبدئية وهو الضافة والضافة غي الذات فالعلم بالضافة غي العلم بالذات بالدليل الذي ذكرناه وهو أنه
يكن أن يتوهم العلم بالذات دون العلم بالبدئية ول يكن أن يتوهم العلم بالذات دون العلم بالذات لن الذات واحدة.
هناك معلومان فهناك علمان الو جه الثا ن هو أن قول م :إن ال كل معلوم له بالق صد الثا ن كلم غ ي معقول فإ نه مه ما
كان عل مه ميطا بغيه كما ي يط بذا ته كان له معلومان متغايران وكان له علم بما وتعدد العلوم وتغايره يو جب تعدد
العلم إذ يق بل أ حد العلوم ي الف صل عن ال خر ف الو هم فل يكون العلم بأحده ا ع ي العلم بال خر إذ لو كان لتعذر
تقد ير وجود أحده ا دون ال خر ول يس ث آ خر مه ما كان ال كل واحدا .فهذا ل يتلف بأن ي عب ع نه بالق صد الثا ن.
الكليات ل تتناهعى! ثع ليعت شعري كيعف يقدم على نفعي الكثرة معن يقول :إنعه ل يعزب ععن علمعه مثقال ذرة فع
السموات ول ف الرض إل أنه يعرف الكل بنوع كلي والكليات العلومة له ل تتناهى فيكون العلم التعلق با مع كثرتا
وتغايرها واحدا من كل وجه .فابن سينا ل يترز من لزوم " الكثرة " وقد خالف ابن سينا ف هذا غيه من الفلسفة
الذين ذهبوا إل أنه ل يعلم إل نفسه احترازا من لزوم الكثرة .فكيف شاركهم ف نفي الكثرة ث باينهم ف إثبات العلم
ل ف الدنيا والخرة وإنا يعلم نفسه فقط وأما غيه فيعرفه ويعرف بالغي ولا استحيا أن يقال :إن ال ل يعلم شيئا أص ً
أيضا نف سه وغيه فيكون غيه أشرف م نه ف العلم .فترك هذا حياء من هذا الذ هب وا ستنكافا م نه ث ل ي ستحي من
الصرار على نفي الكثرة من كل وجه وزعم أن علمه بنفسه وبغيه بل وبميع الشياء هو ذاته من غي مزيد وهو عي
التناقض الذي استحيا منه سائر الفلسفة لظهور التناقض فيه ف أول النظر .فإذن ليس ينفك فريق منهم عن خزي ف
مذ هب وهكذى يف عل ال ب ن ضل عن سبيله و ظن أن المور الل ية ي ستول على كنه ها بنظره وتييله .قول م :العلم
يكون بعر فة واحدة :علم الب وال بن ...فإن ق يل :إذا ث بت أ نه يعرف نف سه مبدأ على سبيل الضا فة فالعلم بالضاف
واحد إذ من عرف البن عرفه بعرفة واحدة وفيه العلم بالب وبالبوة والبنوة ضمنا فيكثر العلوم ويتحد العلم .فكذلك
هو يعلم ذا ته مبدأ لغيه فيت حد العلم وإن تعدد العلوم .ث إذا ع قل هذا ف معلول وا حد وإضاف ته إل يه ول يو جب ذلك
كثرة فالزيادة في ما ل يو جب جن سه كثرة ل تو جب كثرة .العلم يكون بعلم الش يء وبعلم العلم بالش يء وكذلك من
يعلم الشيء ويعلم علمه بالشيء فإنه يعلمه بذلك العلم .فكل علم هو علم بنفسه تقولون :إن معلومات ال ل ناية لا
وعلمه واحد ويدل عليه أيضا أنكم ترون أن معلومات ال ل ناية لا وعلمه واحد ول تصفونه بعلوم ل ناية لعدادها.
فإن كان تعدد العلوم يوجب تعدد ذات العلم فليكن ف ذات ال علوم ل ناية لعدادها وهذا مال .قولنا :يقتضي ذلك
كثرة أكثر ما إذا أضيف وجود إل ماهية قلنا :مهما كان العلم واحدا من كل وجه ل يتصور تعلقه بعلومي بل يقتضي
ذلك كثرة ما على ما هو وضع الفلسفة واصطلحهم ف تقدير الكثرة حت بالغوا فقالوا :لو كان للول ماهية موصوفة
بالوجود لكان لذلك كثرة .فلم يعقلوا شيئا واحدا له حقيقيعة ثع يوصعف بالوجود بعل زعموا أن الوجود مضاف إل
القي قة و هو غر يه فيقت ضي كثرة .فعلى هذا الو جه ل ي كن تقد ير علم يتعلق بعلومات كثية إل ويلزم ف يه نوع كثرة
أجلى وأبلغ من اللزم ف تقدير وجود مضاف إل ماهية .القول الول باطل ...وأما العلم بالبن وكذى سائر الضافات
فف يه كثرة إذ ل بد من العلم بذات ال بن وذات الب وه ا علمان .وعلم ثالث و هو الضا فة .ن عم هذا الثالث مض من
بالعلمي السابقي إذ ها من شرطه وضرورته وإل فما ل يعلم الضاف أولً ل تعلم الضافة .فهي علوم متعددة بعضها
مشروطة ف البعض .فكذلك إذا علم الول ذاته مضافا إل سائر الجناس والنواع بكونه مبدأ لا افتقر إل أن يعلم ذاته
وآحاد الجناس وأن يعلم إضا فة نف سه بالبدئ ية إلي ها وإل ل يع قل كون الضا فة معلو مة له ... .والثا ن أيضا ...وأ ما
قولمع :إن معن علم شيئا علم كونعه عالا بذلك العلم بعينعه فيكون العلوم متعددا والعلم واحدا فليعس كذلك بعل يعلم
كونه عالا بعلم آخر وينتهي إل علم يغفل عنه ول يعلمه .ول نقول :يتسلسل إل غي ناية بل ينقطع على علم متعلق
بعلومه وهو غافل عن وجود العلم ل عن وجود العلوم كالذي يعلم السواد وهو ف حال علمه مستغرق النفس بعلومه
الذي هو سواد وغافل عن علمه بالسواد وليس ملتفتا إليه فإن التفت إليه افتقر إل علم آخر إل أن ينقطع التفاته... .
وأ ما الثالث فعلي كم البهان وأ ما قول م :إن هذا ينقلب علي كم ف معلومات ال فإن ا غ ي متناه ية والعلم عند كم وا حد
فنقول :ننع ل نضع فع هذا الكتاب خوض المهديعن بعل خوض الادميع العترضيع ولذلك سعينا الكتاب :تافعت
الفل سفة ل ته يد ال ق .فل يس يلزم نا هذا الواب .قول م :ف ال مر إشكال على ج يع الفرق فإن ق يل :إ نا ل نلزم كم
مذ هب فر قة معي نة من الفرق .فأ ما ما ينقلب على كا فة اللق وت ستوي القدام ف إشكاله فل يوز ل كم إيراده وهذا
الشكال منقلب عليكم ول ميص لحد من الفرق عنه .قولنا :القصود تشكيككم ف دعاويكم قلنا :ل بل القصود
تعجيز كم عن دعوا كم معر فة حقائق المور بالباه ي القطع ية وتشكيك كم ف دعاوي كم .أن تم تعترضون على الؤمن ي
بالر سول ...وإذا ظهر عجز كم ففي الناس من يذهب إل أن حقائق المور الل ية ل تنال بنظر العقل بل ل يس ف قوة
البشر الطلع عليه .ولذلك قال صاحب الشرع :تفكروا ف خلق ال ول تتفكروا ف ذات ال .فما إنكاركم على هذه
الفر قة العتقدة صدق الر سول بدل يل العجزة القت صرة من قض ية الع قل على إثبات ذات الر سل الحترزة عن الن ظر ف
الصفات بنظر العقل التبعة صاحب الشرع فيما أتى به من صفات ال القتفية أثره ف إطلق العال والريد والقادر والي
النته ية عن إطلق ما ل يؤذن ف يه العتر فة بالع جز عن درك الع قل ... .ون ن نعترض علي كم! وإن ا إنكار كم علي هم
بنسبتهم إل الهل بسالك الباهي ووجه ترتيب القدمات على أشكال القاييس ودعواكم أنا قد عرفنا ذلك بسالك
عقل ية .و قد بان عجز كم وتا فت م سالككم وافتضاح كم ف دعوى معرفت كم و هو الق صود من هذا البيان .فأ ين من
يدعي أن براهي الليات قاطعة كباهي الندسيات قولم :الول ل يعلم إل نفسه فإن قيل :هذا الشكال إنا لزم على
ا بن سينا ح يث ز عم أن الول يعلم غيه .فأ ما الحققون من الفل سفة قد اتفقوا على أ نه ل يعلم إل نف سه فيند فع هذا
الشكال .قولنا :كل واحد من العقلء يعلم أشياء كثية! فنقول :ناهيكم خزيا بذا الذهب ولول أنه ف غاية الركاكة
لا استنكف التأخرون عن نصرته .ونن ننبه على وجه الزي فيه فإن فيه تفضيل معلولته عليه إذ اللك والنسان وكل
واحد من العقلء يعرف نفسه ومبدأه ويعرف غيه والول ل يعرف إل نفسه فهو ناقص بالضافة إل آحاد الناس فضلً
عن اللئكة بل البهيمة مع شعورها بنفسها تعرف أمورا أخر سواها .ول شك ف أن العلم شرف وان عدمه نقصان.
فأين قولم :إنه عاشق ومعشوق لن له البهاء الكمل والمال الت وأي جال لوجود بسيط ل ماهية له ول حقيقة ول
خب له ما يري ف العال ول ما يلزم ذاته ويصدر منه وأي نقصان ف عال ال يزيد على هذا بلغ الفلسفة هذا البلغ!
وليتعجب العاقل من طائفة يتعمقون ف العقولت بزعمهم ث ينتهي آخر نظرهم إل أن رب الرباب ومسبب السباب
ل علم له أصلً با يري ف العال .وأي فرق بينه وبي اليت إل ف علمه بنفسه وأي كمال ف علمه بنفسه مع جهله
بغيه وهذا مذهب تغن صورته ف الفتضاح عن الطناب واليضاح.
الذات غ ي العلم بالذات ك ما ف الن سان ث يقال لؤلء :ل تتخل صوا عن الكثرة مع اقتحام هذه الخازي أيضا فإ نا
نقول :علمه بذاته عي ذاته أو غي ذاته .فإن قلتم :إنه غيه فقد جاءت الكثرة وإن قلتم :إنه عينه فما الفصل بينكم وبي
قائل :إن علم النسان بذاته عي ذاته وهو حاقة إذ يعقل وجود ذاته ف حالة هو فيها غافل عن ذاته ث تزول غفلته ويتنبه
لذاته فيكون شعوره بذاته غي ذاته ل مالة .قولم :النسان قد يطرى عليه العلم فيكون غيه فإن قلتم :إن النسان قد
يلوا ععن العلم بذاتعه فيطرى عليعه فيكون غيه ل مالة .قولنعا :يقدر طريان الذات فنقول :الغييعة ل تعرف بالطريان
والقارنة فإن عي الشيء ل يوز أن يطرى على الشيء وغي الشيء إذا قارن الشيء ل يصر هو هو ول يرج عن كونه
غيا .فبأن كان الول ل يزل عالا بذا ته ل يدل على أن عل مه بذا ته ع ي ذا ته ويت سع الو هم لتقد ير الذات ث طريان
الشعور .ولو كان هو الذات بعينه لا تصور هذا التوهم .قولم :ذاته عقل وعلم ...فإن قيل :ذاته عقل وعلم فليس له
ذات ثع علم قائم بعه .قولنعا :يردون ال إل حقائق الغراض! ...قلنعا :الماقعة ظاهرة فع هذا الكلم فإن العلم صعفة
وعرض يستدعي موصوفا وقول القائل :هو ف ذاته عقل وعلم كقوله :هو قدرة وإرادة وهو قائم بنفسه .ولو قيل :به
فهو كقول القائل ف سواد وبياض :إنه قائم بنفسه وف كمية وتربيع وتثليث :إنه قائم بنفسه .وكذى ف كل العراض.
وبالطر يق الذي ي ستحيل أن تقوم صفات الج سام بنف سها دون ج سم هو غ ي ال صفات بع ي ذلك الطر يق يعلم أن
صعفات الحياء معن العلم والياة والقدرة والرادة أيضا ل تقوم بنفسعها وإناع تقوم بذات .فالياة تقوم بالذات فيكون
حياته با وكذلك سائر الصفات .فإذن ل يقنعوا بسلب الول سائر الصفات ول بسلبه القيقة والاهية حت سلبوه أيضا
القيام بنف سه وردوه إل حقائق العراض وال صفات ال ت ل قوام ل ا بنف سها ... .ول يقيمون الدل يل على كو نه عالا...
وسنبي ذلك على أنا سنبي بعد هذا عجزهم عن إقامة الدليل على كونه عالا بنفسه وبغيه ف مسألة مفردة .مسألة ف
إبطال قولم أن الول ل يوز أن يشارك غيه ف جنس ويفارقه بفصل وأنه ل يتطرق إليه انقسام ف حق العقل بالنس
رأيهم وقد اتفقوا على هذا وبنوا عليه أنه إذا ل يشارك غيه بعن جنسي ل ينفصل عنه بعن فصلي فلم يكن له حد إذ
ال د ينت ظم من ال نس والف صل و ما ل ترك يب ف يه فل حد له .وهذا نوع من الترك يب .وزعموا أن قول القائل :أ نه
يساوي العلول الول ف كونه موجودا وجوهرا وعلة لغيه ويباينه بشيء آخر ل مالة فليس هذا مشاركة ف النس بل
هو مشار كة ف لزم عام .ف ال نس وفرق ب ي ال نس واللزم ف القي قة وإن ل يفتر قا ف العموم على ما عرف ف
النطق فإن النس الذات هو العام القول ف جواب ما هو ويدخل ف ماهية الشيء الحدود ويكون مقوما لذاته .فكون
النسان حيا دا خل ف ماه ية الن سان أع ن اليوان ية فكان جن سا .وكو نه مولودا وملوقا لزم له ل يفار قه قط ولك نه
ليس داخلً ف الاهية .وإن كان لزما عاما ويعرف ذلك ف النطق معرفة ل يتمارى فيها .قولم :إن الوجود ل يدخل
ف ماه ية الشياء ...وزعموا أن الوجود ل يد خل قط ف ماه ية الشياء بل هو مضاف إل الاه ية :إ ما لزما ل يفارق
كالسماء أو واردا بعد أن ل يكن كالشياء الادثة فالشاركة ف الوجود ليس مشاركة ف النس ... .ول يدخل فيها "
كونه علة " ...وأما مشاركته ف كونه علة لغيه كسائر العلل فهو مشاركة ف إضافة لزمة ل تدخل أيضا ف الاهية فإن
البدئ ية والوجود ل يقوم وا حد منه ما الذات بل يلزمان الذات ب عد تقوم الذات بأجزاء ماهي ته .فل يس الشار كة ف يه إل
مشاركة ف لزم عام يتبع الذات لزومه ل ف جنس .ولذلك ل تد الشياء إل بالقومات فإن حدث باللوازم كان ذلك
ر سا للتمي يز ل لت صوير حقي قة الش يء .فل يقال ف حد الثلث إ نه الذي تساوي زواياه القائمت ي وإن كان ذلك لزما
عاما لكل مثلث بل يقال إنه شكل ييط به ثلثة أضلع ... .ول يدخل فيها كو نه جوهرا ...وكذلك الشاركة ف
كونه جوهرا فإن معن كونه جوهرا أنه موجود ل ف موضوع والوجود ليس بنس .فبأن يضاف إليه أمر سلب وهو أنه
ل ف موضوع فل يصي جنسا مقوما بل لو أضيف إليه إيابه وقيل موجود ف موضوع ل يصر جنسا ف العرض وهذا
لن من عرف الو هر بده الذي هو كالر سم له و هو أ نه موجود ل ف موضوع فل يس يعرف كو نه موجودا فضلً أن
يعرف أنه ف موضوع أو ل ف موضوع بل معن قولنا ف رسم الوهر أنه الوجود ل ف موضوع أي أنه حقيقة ما إذا
وجد وجد ل ف موضوع .ولسنا نعن به أنه موجود بالفعل حالة التحديد فليس الشاركة فيه مشاركة ف جنس ... .بل
الوجود الوا جب هو للول ل لغيه بل الشار كة ف مقومات الاه ية هي الشار كة ف ال نس الحوج إل الباي نة بعده
بالفصل وليس للول ماهية سوى الوجود الواجب .فالوجود الواجب طبيعة حقيقية وماهية ف نفسه هو له ل لغيه .وإذا
ل يكن وجوب الوجود إل له ل يشارك غيه فلم ينفصل عنه بفصل نوعي فلم يكن له حد .قولنا :الطالبة فهذا تفهيم
مذهبهم .والكلم عليه من وجهي :مطالبة وإبطال .أما الطالبة فهو أن يقال :هذا حكاية الذهب فبم عرفتم استحالة
ذلك ف حق الول حت بنيتم عليه نفي التثنية إذ قلتم :إن الثان ينبغي أن يشاركه ف شيء ويباينه ف شيء والذي فيه ما
يشارك به وما يباين به فهو أبطلنا إمكان التركيب ف الول فنقول :هذا النوع من التركيب من أين عرفتم استحالته ول
دليل عليه إل قولكم الحكي عنكم ف نفي الصفات وهو أن الركب من النس والفصل متمع من أجزاء فإن كان يصح
لواحد من الجزاء أو الملة وجود دون الخر فهو واجب الوجود دون ما عداه وإن كان ل يصح للجزاء وجود دون
الجتمع ول للمجتمع وجود دون الجزاء فالكل معلول متاج .وقد تكلمنا عليه ف الصفات وبينا أن ذلك ليس بحال
ف قطع تسلسل العلل والبهان ل يدل على قطع التسلسل .البهان ل يدل إل على قطع التسلسل فقط فأما العظائم الت
اخترعو ها ف لزوم اتصاف وا جب الوجود به فلم يدل عل يه دل يل .فإن كان وا جب الوجود ما وصفوه به و هو أ نه ل
يكون فيه كثرة فل يتاج ف قوامه إل غيه فل دليل إذن على إثبات واجب الوجود وإنا الدليل دل على قطع التسلسل
فقط وهذا قد فرغنا منه ف الصفات .ليس بي النس والفصل مباينة تامة وهو ف هذا النوع أظهر فإن انقسام الشيء إل
ال نس والف صل ل يس كانق سام الو صوف إل ذات و صفة فإن ال صفة غ ي الذات والذات غ ي ال صفة والنوع ل يس غ ي
النس من كل وجه فمهما ذكرنا النوع فقد ذكرنا النس وزيادة .وإذا ذكرنا النسان فلم نذكر إل اليوان مع زيادة
ن طق .فقول القائل :إن الن سانية هل ت ستغن عن اليوان ية كقوله :إن الن سانية هل ت ستغن عن نف سها إذا ان ضم إلي ها
شيء آخر فهذا أبعد عن الكثرة من الصفة والوصوف .إن ل تكن الباينة ف الفصل ...ومن أي وجه يستحيل أن تنقطع
سلسلة العلولت على علتي إحديهما علة السموات والخرى علة العناصر أو أحدها علة العقول والخر علة الجسام
كلها ويكون بينه ما مباينة ومفارقة ف الع ن كما بي المرة والرارة ف مل واحد فإن ما يتباينان بالعن من غ ي أن
نفرض ف المرة تركيبا جن سيا وف صليا بيث يق بل النف صال بل إن كان ف يه كثرة ف هو نوع كثرة ل يقدح ف وحدة
الذات .فمن أي وجه يستحيل هذا ف العلل وبذا يتبي عجزهم عن نفي إلي صانعي.
إما أن يكون هذا شرطا ف وجوب الوجود وإما أن ل يكون ول يصح ف الالي فإن قيل :إنا يستحيل هذا من حيث
أن ما به من الباينة بي الذاتي إن كان شرطا ف وجوب الوجود فينبغي أن يوجد لكل واجب وجود فل يتباينان وإن ل
ي كن هذا شرطا ول ال خر شرطا ف كل ما ل يشترط ف وجوب الوجود فوجوده م ستغن ع نه وي تم وجوب الوجود
بغيه .قلنا :هذا عي ما ذكرتوه ف الصفات وقد تكلمنا عليه .ومنشأ التلبيس ف جيع ذلك ف لفظ واجب الوجود
فليطرح فإنا ل نسلم أن الدليل يدل على واجب الوجود إن ل يكن الراد به موجود ل فاعل له قدي وإن كان الراد هذا
فليترك لفظ واجب الوجود وليبي أن موجودا ل علة له ول فاعل يستحيل فيه التعدد والتباين ول يقوم عليه دليل .بعض
التباين هو شرط ف " كون " اللون لونا فيبقى قولم :إن ذلك هل هو شرط ف أن ل يكون له علة فهو هوس فإن ما ل
علة له قد بينا أنه ل يعلل كونه ل علة له حت يطلب شرطه أو هو كقول القائل :إن السوادية هل هي شرط ف كون
اللون لونا فإن كان شرطا فلم كان المرة لونا فيقال :أما ف حقيقته فل يشترط واحد منهما أعن ثبوت حقيقة اللونية
ف العقل وأما ف وجوده فالشرط أحدها ل بعينه أي ل يكن جنس ف الوجود إل وله فصل .فكذلك من يثبت علتي
ويقطع التسلسل بما فيقول :يتباينان بفصل وأحد الفصول شرط الوجود ل مالة ولكن ل على التعي .قولم :وجوب
الوجود كوجود اللون ية ل كماهي ته فإن ق يل :هذا يوز ف اللون فإن له وجودا مضافا إل الاه ية زائدا على الاه ية ول
يوز ف وا جب الوجود إذ ل يس له إل وجوب الوجود ول يس ث ماه ية يضاف الوجود إلي ها .وك ما أن ف صل ال سواد
وف صل المرة ل يشترط للون ية ف كون ا لون ية إن ا يشترط ف وجود ها الا صل بعلة فكذلك ينب غي أن ل يشترط ف
الوجود الوا جب فإن الوجود الوا جب للول كاللون ية للون ل كالوجود الضاف إل اللون ية .قول نا :كل و سيأت الكلم
عن المر قلنا :ل نسلم بل له حقيقة موصوفة بالوجود على ما سنبينه ف السألة الت بعده .وقولم :إنه وجود بل ماهية
خارج عن العقول .ورجع حاصل الكلم إل انم بنوا نفي التثنية على نفي التركيب النسي والفصلي ث بنوا ذاك على
نفي الاهية وراء الوجود فمهما أبطلنا الخي الوجود فمهما أبطلنا الخي الذي هو أساس الساس بطل عليهم الكل
و هو بنيان ضع يف الثبوت قر يب من بيوت العنكبوت .العقل ية مشتر كة ب ي الول والعلول الول ال سلك الثا ن اللزام
وهو أنا نقول :إن ل يكن الوجود والوهرية والبدئية جنسا لنه ليس مقو ًل ف جواب ما هو فالول عندكم عقل مرد
كما أن سائر العقول الت هي البادئ للوجود السمى باللئكة عندهم الت هي معلومات الول عقول مردة عن الواد
فهذه القي قة تش مل الول ومعلوله الول فإن العلول الول أيضا ب سيط ل ترك يب ف ذا ته إل من ح يث لواز مه وه ا
مشتركان ف أن كل وا حد ع قل مرد عن الادة وهذه حقيقة جنسية .فل يس العقل ية الجردة للذات من اللوازم بل هي
الاهية وهذه الاهية مشتركة ب ي الول وسائر العقول .فإن ل يباينها بش يء آخر فقد عقلتم اثنين ية من غ ي مباينة وإن
باينها فما به الباينة غي ما به الشاركة والعقلية .وهذه الشاركة هي ف ذات كليهما والشاركة فيها مشاركة ف القيقية
فإن الول عقل نفسه وعقل غيه عند من يرى ذلك من حيث أنه ف ذاته عقل مرد عن الادة وكذى العلول الول وهو
العقل الول الذي أبدعه ال من غي واسطة مشارك ف هذا العن والدليل عليه أن العقول الت هي معلولت أنواع متلفة
وإنا اشتراكها ف العقلية وافتراقها بفصول سوى ذلك وكذلك الول شارك جيعها ف العقلية فهم فيه بي نقض القاعدة
أو الصي إل أن العقلية ليست مقومة للذات وكلها مالن عندهم.
مسألة ف إبطال قولم إن وجود الول بسيط أي هو وجود مض ول ماهية ول حقيقة يضاف الوجود إليها بل الوجود
الواجب له كالاهية الطالبة بالدليل والكلم عليه من وجهي :الول الطالبة بالدليل فيقال :ب عرفتم ذلك أبضرورة أو
نظر وليس بضروري فل بد من ذكر طريق النظر .قولم :يكون الوجود الواجب معلو ًل وهو مال فإن قيل :لنه لو كان
له ماه ية لكان الوجود مضافا إلي ها وتابعا ل ا ولزما ل ا والتا بع معلول فيكون الوجود الوا جب معلولً و هو متنا قض.
قولنا :هو مال إذا ل يكن له علة فاعلية فنقول :هذا رجوع إل منبع التلبيس ف إطلق لفظ الوجود الواجب فإنا نقول:
له حقي قة وماه ية وتلك القي قة موجودة أي لي ست معدو مة منف ية ووجود ها مضاف إلي ها وإن أحبوا أن ي سموه تابعا
ولزما فل مشاحة ف السامي بعد أن يعرف أنه ل فاعل للوجود بل ل يزل هذا الوجود قديا من غي علة فاعلية .فإن
عنوا بالتابع والعلول أن له علة فاعلية فليس كذلك وإن عنوا غيه فهو مسلم ول استحالة فيه إذ الدليل ل يدل إل على
ل فإن قيل :فتكون الاهية سببا للوجود الذي هو تابع له فيكون قطع تسلسل العلل وقطعه قولم :تكون الاهية سببا فاع ً
الوجود معلو ًل ومفعولً .قول نا :أي أ نه ل يستغن ع نه قل نا :الاه ية ف الشياء الاد ثة ل تكون سببا للوجود فكيف ف
القد ي إن عنوا بال سبب الفا عل له وإن عنوا به وجها آ خر و هو أ نه ل ي ستغن ع نه فلي كن كذلك فل ا ستحالة ف يه إن ا
الستحالة ف تسلسل العلل فإذا انقطع فقد اندفعت الستحالة وما عدى ذلك ل تعرف استحالته فل بد من برهان على
ا ستحالته .و كل براهين هم تكمات مبنا ها على أ خذ ل فظ وا جب الوجود بع ن له لوازم وت سلم أن الدل يل قد دل على
واجب الوجود بالنعت الذي وصفوه وليس كذلك كما سبق .من الضلل أن يقال :إن كل ماهية موجودة فمتكثرة
وعلى الملة دليلهم ف هذا يرجع إل دليل نفي الصفات ونفي النقسام النسي والفصلي إل أنه أغمض وأضعف لن
هذه الكثرة ل ترجع إل إل مرد اللفظ وإل فالعقل يتسع لتقدير ماهية واحدة موجودة وهو يقولون :كل ماهية موجودة
فمتكثرة إذ فيعه ماهيعة ووجود .وهذا غايعة الضلل فإن الوجود الواحعد معقول بكعل حال ول موجود إل وله حقيقعة
ووجود القي قة ل ين في الوحدة .وجود بل ماه ية ول حقي قة غ ي معقول ال سلك الثا ن هو أن نقول :وجود بل ماه ية
ل إلول حقي قة غ ي معقول وك ما ل نع قل عدما مر سلً إل بالضا فة إل موجود يقدر عد مه فل نع قل وجود مر س ً
بالضافة إل حقيقة معينة ل سيما إذا تبي ذاتا واحدة فكيف يتعي واحدا متميزا عن غيه بالعن ول حقيقة له فإن نفي
الاهية نفي للحقيقة وإذا نفى حقيقة الوجود ل يعقل الوجود فكأنم قالوا :وجود ول موجود وهو متناقض .ل يعقل ف
العلول نفي الاهية من الوجود ويدل عليه أنه لو كان هذا معقولً لاز أن يكون ف العلولت وجود ل حقيقة له يشارك
الول ف كو نه ل حقي قة ول ماه ية له ويباي نه ف أن له علة والول ل علة له فلم ل يت صور هذا ف العلولت و هل له
سبب إل أنه غي معقول ف نفسه وما ل يعقل ف نفسه فبأن ينفي علته ل يصي معقولً وما يعقل فبأن يقدر له علة ل
يرج عن كو نه معقولً .والتنا هي إل هذا ال د غا ية ظلمات م ف قد ظنوا أن م ينهون في ما يقولون فانت هى كلم هم إل
النفي الجرد فإن نفي الاهية نفي قولم :ماهيته هي أنه واجب فإن قيل :حقيقته أنه واجب وهو الاهية .قولنا :الوجود
غي العلول ل يستغن عن الاهية قلنا :ول معن للواجب إل نفي العلة وهو سلب ل يتقوم به حقيقة ذات ونفي العلة عن
القيقة لزم القيقة فلتكن القيقة معقولة حت توصف بأنه ل علة لا ول يتصور عدمها إذ ل معن للوجوب إل هذا.
على أن الوجوب إن زاد على الوجود فقد جاءت الكثرة وإن ل يزد فكيف يكون هو الاهية والوجود ليس باهية فكذى
ما ل يزيد عليه.
مسألة ف تعجيزهم عن إقامة الدليل على أن الول ليس بسم قولنا :وما المر إذا كان الول جسما قديا فنقول :هذا
إنا يستقيم لن يرى أن السم حادث من حيث أنه ل يلوا عن الوادث وكل حادث فيفتقر إل مدث .فأما أنتم إذا
عقل تم ج سما قديا ل أول لوجوده مع أ نه ل يلوا عن قول م :الول ل يق بل الق سمة وال سم ل يكون إل مركبا فإن
ق يل :لن ال سم ل يكون إل مركبا منق سما إل جزئ ي بالكم ية وإل اليول وال صورة بالق سمة العنو ية وإل أو صاف
يتص با ل مالة حت يباين سائر الجسام وإل فالجسام متساوية ف أنا أجسام وواجب الوجود واحد ل يقبل القسمة
بذه الوجوه .قولنا :أبطلنا هذا فيما سبق قلنا :وقد أبطلنا هذا عليكم وبينا أنه ل دليل لكم عليه سوى أن الجتمع إذا
افتقر بعض أجزائه إل البعض كان معلولً .وقد تكلمنا عليه وبينا أنه إذا ل يبعد تقدير موجود ل موجد له ل يبعد تقدير
مر كب ل مر كب له وتقد ير موجودات ل مو جد ل ا إذ ن في العدد والتثن ية بنيتموه على ن في الترك يب ون في الترك يب
على نفي الاهية سوى الوجود وما هو الساس الخي فقد استأصلناه وبينا تكمكم فيه.
ل وإن كان له ن فس فنف سه علة له فإن ق يل :ال سم إن ل ي كن له ن فس ل يكون قول م ال سم بل ن فس ل يكون فاع ً
ل وإن كان له نفعس فنفسعه علة له فل يكون قولنعا :كل قلنعا :نفسعنا ليعس علة لوجود جسعمنا ول نفعس الفلك فاع ً
بجرد ها علة لوجود ج سمه عند كم بل ه ا يوجدان بعلة سواها فإذا جاز وجوده ا قديا جاز أن ل يكون ل ما علة.
قولم :كيف اتفق اجتماعهما فإن قيل :كيف اتفق اجتماع النفس والسم قولنا :وما الانع إذا كانا قديي قلنا :هو
كقول القائل :ك يف ات فق وجود الول فيقال :هذا سؤال عن حادث فأ ما ما ل يزل موجودا فل يقال ك يف ات فق.
فكذلك السم ونفسه إذا ل يزل كل واحد موجودا ل يبعد أن يكون صانعا قولم :لن السم ل يلق غيه والنفس ل
تلق إل بوا سطة ال سم فإن ق يل :لن ال سم من ح يث أ نه ج سم ل يلق غيه والن فس التعل قة بال سم ل تف عل إل
بوا سطة ال سم ول يكون ال سم وا سطة للن فس ف خلق الج سام ول ف إبداع النفوس وأشياء ل تنا سب الج سام.
قولنا :هذا أمر ل يدل عليه برهان قلنا :ول ل يوز أن يكون ف النفوس نفس تتص باصية تتهيأ با لن توجد الجسام
وغ ي الجسام منها فاستحالة ذلك ل يعرف ضرورة ول برهان يدل عليه إل أنه ل نشاهد من هذه الجسام الشاهدة
ل ول نشاهد من غيه وعدم الشاهدة ل يدل على الستحالة فقد أضافوا إل الوجود الول با ل يضاف إل موجود أص ً
وعدم الشاهدة من غيه ل يدل على استحالته منه فكذى ف نفس السم والسم .قولم :السم يقدر بقدار فإن قيل:
السم القصى أو الشمس أو ما قدر من الجسام فهو متقدر بقدار يوز أن يزيد عليه وينقص منه فيفتقر اختصاصه
بذلك القدار الائز إل مصص فل يكون أولً .قولنا :وهذا القدار يكون على حسب نظام الكل قلنا :ب تنكرون على
من يقول :إن ذلك ال سم يكون على مقدار ي ب أن يكون عل يه لنظام ال كل ولو كان أ صغر م نه أو أ كب ل ي ز ك ما
أنكعم قلتعم :إن العلول الول يفيعض الرم القصعى منعه متقدرا بقدار وسعائر القاديعر بالنسعبة إل ذات العلول الول
متساوية ولكن تعي بعض القادير لكون النظام متعلقا به فوجب القدار الذي وقع ول يز خلفه فكذى إذا قدر غي
معلول .قول نا إذا أثبتم مبدأ للتخصيص اضطررت إل تو يز التخصيص بغ ي علة بل لو أثبتوا ف العلول الول الذي هو
علة الرم القصى عندهم مبدأ للتخصيص مثل إرادة مثلً ل ينقطع السؤال إذ يقال :ول أراد هذا القدار دون غيه كما
ألزموه على السلمي ف إضافتهم الشياء إل الرادة القدية وقد قلبنا عليهم ذلك ف تعي جهة حركة السماء وف تعي
نقطت القطبي.
فليطلق ذلك على غي العلول أيضا فإذا بان أنم مضطرون إل تويز تيز الشيء عن مثله ف الوقوع بعلة فتجويزه بغي
علة كتجويزه بعلة إذ ل فرق بي أن يتوجه السؤال ف نفس الشيء فيقال :ل اختص بذا القدر وبي أن يتوجه ف العلة
فيقال :ول خصصه بذا القدر عن مثله فإن أمكن دفع السؤال عن العلة بأن هذا القدار ليس مثل غيه إذ النظام مرتبط
به دون غيه أمكن دفع السؤال عن نفس الشيء ول يفتقر إل علة وهذا ل مرج عنه فإن هذا القدار العي الواقع إن
كان مثل الذي ل يقع فالسؤال متوجه أنه كيف ميز الشيء عن مثله خصوصا على أصلهم وهم ينكرون الرادة الميزة
ل له فل يث بت الواز بل يقال :و قع كذلك قديا ك ما وق عت العلة القدي ة بزعم هم .را جع ما سبق وإن ل ي كن مث ً
وليستمد الناظر ف هذا الكلم ما أوردناه لم من توجيه السؤال ف الرادة القدية وقلبنا ذلك عليهم ف نقطة القطب
وجهة حركة الفلك .الاتة وتبي بذا أن من ل يصدق بدوث الجسام فل يقدر على إقامة دليل على أن الول ليس
بسم أصلً.
مسألة ف تعجيزهم عن إقامة الدليل على أن للعال صانعا وعلة فنقول :من ذهب إل أن كل جسم فهو حادث لنه ل
يلوا عن الوادث عقل مذهبهم ف قولم :إنه يفتقر إل صانع وعلة .وأما أنتم فما الذي ينعكم من مذهب الدهرية وهو
أن العال قدي كذلك ول علة له ول صانع وإنا العلة للحوادث وليس يدث ف العال جسم ول ينعدم جسم وإنا تدث
الصور والعراض فإن الجسام هي السموات وهي قدية والعناصر الربعة الت هي حشو فلك القمر وأجسامها وموادها
قدية وإنا تتبدل عليها الصور بالمتزاجات والستحالت وتدث النفوس النسانية والنباتية وهذه الوادث تنتهي عللها
إل الركة الدورية والركة الدورية قدية ومصدرها نفس قدية للفلك فإذن ل علة للعال ول صانع لجسامه بل هو
ك ما هو عل يه ل يزل قديا كذلك بل علة أع ن الج سام .ف ما مع ن قول م إن هذه الج سام وجود ها بعلة و هي قدي ة
قولم :ل يكون واجب الوجود وهو مال فإن قيل :كل ما ل علة له فهو واجب الوجود وقد ذكرنا من صفات واجب
الوجود ما تبي به أن السم ل يكون واجب الوجود .قولنا :بل ينقطع تسلسل العلل قلنا :وقد بينا فساد ما ادعيتموه
من صفات واجب الوجود وأن البهان ل يدل إل على قطع السلسلة وقد انقطع عند الدهري ف أول المر إذ يقول :ل
علة للج سام وأ ما ال صور والعراض فبعضها علة للبعض إل أن تنت هي إل الركة الدور ية وهي بعضها سبب للبعض
كما هو مذهب الفلسفة وينقطع تسلسلها با .ومن تأمل ما ذكرناه علم عجز كل من يعتقد قدم الجسام عن دعوى
علة لا ولزمه الدهر واللاد كما صرح به فريق فهم الذين وفوا بقتضى نظر هؤلء .قولم :الجسام غي واجبة الوجود
فهي مكنة فإن ق يل :الدليل عل يه أن هذه الج سام إما أن كا نت واج بة الوجود و هو مال وإ ما أن كانت مكنة و كل
مكن يفتقر إل علة .قولنا :ول ل تكون بغي علة قلنا :ل يفهم لفظ واجب الوجود ومكن الوجود فكل تلبيساتم مغباة
ف هاتي اللفظتي.
فلنعدل إل الفهوم وهو نفي العلة وإثباته فكأنم يقولون :هذه الجسام لا علة أم ل علة لا فيقول الدهري :ل علة لا
فما الستنكر وإذا عن بالمكان هذا فنقول :إنه واجب وليس قولم :إن الجزاء تكون سابقة ف الذات على الملة فإن
قيل :ل ينكر أن السم له أجزاء وأن الملة إنا تتقوم بالجزاء وأن الجزاء تكون سابقة ف الذات على الملة .قولنا:
ل يكنكعم الرد على إبطال الكثرة قلنعا :ليكعن كذلك فالملة تقومعت بالجزاء واجتماعهعا ول علة للجزاء ول
لجتماعها بل هي قدية كذلك بل علة فاعلية .فل يكنهم رد هذا إل با ذكروه من لزوم نفي الكثرة عن الوجود الول
وقد أبطلناه عليهم ول سبيل لم سواه .الاتة فبان أن من ل يعتقد حدوث الجسام فل أصل لعتقاده ف الصانع أصلً.
مسعألة فع تعجيعز من يرى منهعم أن الول يعلم غيه ويعلم النواع والجناس بنوع كلي قول نا :دليعل السعلمي دل يل
صحيح ...فنقول :أ ما ال سلمون ل ا ان صر عند هم الوجود ف حادث و ف قد ي ول ي كن عند هم قد ي إل ال و صفاته
وكان .ما عداه حادثا من جه ته بإراد ته ح صل عند هم مقد مة ضرور ية ف عل مه فإن الراد بالضرورة ل بد وأن يكون
معلوما للمريد فبنوا عليه أن الكل معلوم له لن الكل مراد له وحادث بإرادته فل كائن إل وهو حادث بإرادته ول يبق
إل ذاته ومهما ثبت أنه مريد عال با أراده فهو حي بالضرورة وكل حي يعرف غيه فهو بأن يعرف ذاته أول فصار
الكل عندهم معلوما ل وعرفوه بذا الطريق بعد أن بان لم أنه مريد لحداث العال.
وأما أنتم فما هو دليلكم فأما أنتم فإذا زعمتم أن العال قدي ل يدث بإرادته فمن أين عرفتم أنه يعرف غي ذاته فل بد
من الدليل عليه .قولم :الوجود ل ف مادة يعقل جيع العقولت وحاصل ما ذكره ابن سينا ف تقيق ذلك ف إدراج
كلمه يرجع إل فني :الفن الول :أن الول موجود ل ف مادة وكل موجود ل ف مادة فهو عقل مض وكل ما هو
ع قل م ض فجم يع العقولت مكشو فة له فإ نه الا نع عن درك الشياء كل ها التعلق بالادة والشتغال ب ا ون فس الد مي
مشغول بتدب ي الادة أي البدن وإذا انق طع شغله بالوت ول ي كن قد تد نس بالشهوات البدن ية وال صفات الرذيلة التعد ية
إليه من المور الطبيعية انكشف له حقائق العقولت كلها .ولذلك قضى بأن اللئكة كلهم يعرفون جيع العقولت ول
يشذ عنهم شيء لنم أيضا عقول مردة ل ف مادة .قولنا :النتيجة تتاج إل برهان فنقول :قولكم :الول موجود ل ف
مادة إن كان العن به أنه ل يس بسم ول هو منط بع ف جسم بل هو قائم بنفسه من غ ي ت يز واختصاص بهة فهو
م سلم .فيب قى قول كم :و ما هذا صفته ف هو ع قل مرد فماذا تع ن بالع قل إن عن يت ما يع قل سائر الشياء فهذا ن فس
الطلوب وموضع الناع فكيف أخذته ف مقدمات قياس الطلوب وإن عنيت به غيه وهو أنه يعقل نفسه فربا يسلم لك
إخوا نك من الفل سفة ذلك ولكن ير جع حا صله إل أن ما يعقل نفسه يع قل غيه فيقال :ول ادع يت هذا ول يس ذلك
بضروري وقد انفرد به ابن سينا عن سائر الفلسفة فكيف تدعيه ضروريا وإن كان نظريا فما البهان عليه قولم :الادة
مانع من درك الشياء قولنا :الانع والادة ل يتفقان فنقول :نسلم أنه مانع ول نسلم أنه الانع فقط .وينتظم قياسهم على
شكل القياس الشرطي وهو أن يقال :إن كان هذا ف الادة فهو ل يعقل الشياء ولكنه ليس ف الادة فإذن يعقل الشياء.
فهذا استثناء نقيض القدم وا ستثناء نق يض القدم غي من تج بالتفاق وهو كقول القائل :إن كان هذا إنسانا فهو حيوان
لك نه ل يس بإن سان فإذن ل يس بيوان .فهذا ل يلزم إذ رب ا ل يكون إن سانا ويكون فر سا فيكون حيوانا .ن عم ا ستثناء
نقيض القدم ينتج نقيض التال على ما ذكر ف النطق بشرط وهو ثبوت انعكاس التال على القدم وذلك بالصر وهو
كقول م :إن كا نت الش مس طال عة فالنهار موجود ل كن الش مس لي ست طال عة فالنهار غ ي موجود لن وجود النهار ل
سبب له سوى طلوع الشمس فكان أحدها منعكسا على الخر .وبيان هذه الوضاع واللفاظ يفهم ف كتاب مدارك
العقول الذي صنفناه مضموما إل هذا الكتاب .قولم :يتفقان فإن قيل :فنحن ندعي التعاكس وهو أن الانع مصور ف
الادة فل مانع سواه .قولنا :فما الدليل عليه قولم :الكل من فعل الول الفن الثان قوله :إنا وإن ل نقل :إن الول مريد
الحداث ول إن ال كل حادث حدوثا زمانيا فإ نا نقول :إ نه فعله و قد و جد م نه إل أ نه ل يزل ب صفة الفاعل ي فلم يزل
فاعلً فل نفارق غينا إل ف هذا القدر وأما ف أصل الفعل فل وإذا وجب الفاعل عالا بالتفاق فعله فالكل عندنا من
فعله .قولنا :ففعله لزم والواب من وجهي :أحدها أن الفعل قسمان :إرادي كفعل اليوان والنسان وطبيعي كفعل
الش مس ف الضاءة والنار ف الت سخي والاء ف التب يد .وإن ا يلزم العلم بالف عل ف الف عل الرادي ك ما ف ال صناعات
البشرية وأما الفعل الطبيعي فل .وعندكم إن ال فعل العال بطريق اللزوم عن ذاته بالطبع والضطرار ل بطريق الرادة
والختيار بل لزم الكل ذاته كما يلزم النور الشمس وكما ل قدرة للشمس على كف النور ول للنار على كف التسخي
ل فل يقتضي علما فل قدرة للول على الكف عن أفعاله تعال عن قولم علوا كبيا وهذا النمط وإن توز بتسميته فع ً
للفاعل أصلً .فإن قيل :بي المرين فرق وهو إن صدر الكل عن ذاته بسبب علمه بالكل فتمثل النظام الكلي هو سبب
فيضان الكل ول مبدأ له سوى العلم بالكل والعلم بالكل عي ذاته فلو ل يكن له علم بالكل لا وجد منه الكل بلف
النور من الشمس.
قولنا :إذا نفيت الرادة فما الانع أن يال هذا الذهب قلنا :وف هذا خالفك إخوانك فإنم قالوا :ذاته ذات يلزم منه
وجود ال كل على ترتي به بالط بع والضطرار ل من ح يث أ نه عال ب ا ف ما الح يل لذا الذ هب مه ما وافقت هم على ن في
الرادة ولا ل يشترط علم الشمس بالنور للزوم النور بل يتبعه النور ضرورة فليقدر ذلك ف الول ول مانع منه .يقتصر
علم الول على علم العلول الول وهو مال الوجه الثان هو أنه إن سلم أن صدور الشيء من الفاعل يقتضي العلم أيضا
بالصادر فعندهم فعل ال واحد وهو العلول الول الذي هو عقل بسيط فينبغي أن ل يكون عالا إل به والعلول الول
يكون عالا أيضا با صدر منه فقط فإن الكل ل يوجد من ال دفعة بل بالوساطة والتولد واللزوم فالذي يصدر ما يصدر
منه ل ينبغي أن يكون معلوما له ول يصدر منه إل شيء واحد بل هذا ل يلزم ف الفعل الرادي فكيف ف الطبيعي فإن
حركة الجر من فوق جبل قد يكون بتحريك إرادي يوجب العلم بأصل الركة ول يوجب العلم با يتولد منه بوساطته
من مصادمته وكسره غيه .فهذا أيضا ل جواب له عنه .قولم :إن كان الول ل يعرف إل نفسه أمست العلولت فوقه
شرفا فإن قيل :لو قضينا بأنه ل يعرف إل نفسه لكان ذلك ف غاية الشناعة فإن غيه يعرف نفسه ويعرفه ويعرف غيه
فيكون ف الشرف فوقه كيف يكون العلول أشرف من العلة قولنا :هذا أمر لزم! ...قلنا :فهذه الشناعة لزمة من مقاد
الفل سفة ف ن في الرادة ون في حدث العال في جب ارتكاب ا ك ما ارت كب سائر الفل سفة أو ل بد من ترك الفل سفة
والعتراف بأن العال حادث بالرادة.
أو ل بد من إبطاله ث يقال :ب تن كر على من قال من الفل سفة إن ذلك ل يس بزيادة شرف فإن العلم إن ا احتاج إل يه
غيه لي ستفيد به كمالً فإ نه ف ذا ته قا صر والن سان شرف بالعقولت إ ما ليطلع على م صلحته ف العوا قب ف الدن يا
والخرة وإما لتكمل ذاته الظلمة الناقصة وكذى سائر الخلوقات .وأما ذات ال فمستغنية عن التكميل بل لو قدر له
علم يكمل به لكان ذاته من حيث ذاته ناقصا .فكما أن علمه بالواص من النقصان كذلك علمه بالكليات وهذا كما
قلت ف ال سمع والب صر و ف العلم بالزئيات الداخلة ت ت الزمان فإ نك واف قت سائر الفل سفة بأن ال منه ع نه وأن
التغيات الداخلة ف الزمان النقسمة إل ما كان ويكون ل يعرفه الول لن ذلك يوجب تغيا ف ذا ته وتأثرا ول يكن
ف سلب ذلك ع نه نق صان بل هو كمال وإن ا النق صان ف الواس والا جة إلي ها ولول نق صان الد مي ل ا احتاج إل
حواس لتحرسه عما يتعرض للتغي به .وكذلك العلم بالوادث الزئية زعمتم أنه نقصان .فإذا كنا نعرف الوادث كلها
وندرك الحسوسات كلها والول ل يعرف شيئا من الزئيات ول يدرك شيئا من الحسوسات ول يكون ذلك نقصانا
فالعلم بالكليات العقلية أيضا يوز أن يثبت لغيه ول يثبت له ول يكون فيه نقصان أيضا وهذا ل مرج عنه.
مسألة ف تعجيزهم عن إقامة الدليل على أنه يعرف ذاته أيضا فنقول :السلمون لا عرفوا حدوث العال بإرادته استدلوا
بالرادة على العلم ث بالرادة والعلم جيعا على الياة ث بالياة على أن كل حي يش عر بنف سه و هو حي فيعرف ذا ته
فكان هذا منهجا معقولً ف غاية التانة .وأما أنتم فل فأما أنتم فإذا نفيتم الرادة والحداث وزعمتم أن ما يصدر منه
يصدر بلزوم على سبيل الضرورة والطبع فأي بعد أن تكون ذاته ذاتا من شأنا أن يوجد منه العلول الول فقط ث يلزم
العلول الول العلول الثان إل تام ترتيب الوجودات ولكنه مع ذلك ل يشعر بذاته كالنار يلزم منها السخونة والشمس
يلزم منها النور ول يعرف واحد منهما ذاته كما ل يعرف غيه بل ما يعرف ذاته يعرف ما يصدر منه فيعرف غيه .وقد
بينا من مذهبهم أنه ل يعرف غيه وألزمنا من خالفهم ف ذلك موافقتهم بكم وضعهم وإذا ل يعرف غيه ل يبعد أن ل
يعرف نفسه .قولم :يكون الول ميتا! فإن قيل :كل من ل يعرف نفسه فهو ميت فكيف يكون الول ميتا قولنا :إن
نفيت الصفات من الول فما حاجته إل معرفة نفسه قلنا :فقد لزمكم ذلك على مساق مذهبكم إذ ل فصل بينكم وبي
من قال :كل من ل يفعل بإرادة وقدرة واختيار ول يسمع ول يبصر فهو ميت ومن ل يعرف غيه فهو ميت .فإن جاز
أن يكون الول خاليا عن هذه ال صفات كل ها فأي حا جة به إل أن يعرف ذا ته فإن عادوا إل أن كل بر يء عن الادة
عقل بذاته فيعقل نفسه فقد بينا أن ذلك تكم ل برهان عليه .قولم :الي أشرف من اليت فإن قيل :البهان عليه أن
الوجود ينقسم إل حي وإل ميت والي أقدم وأشرف من اليت والول أقدم واشرف فليكن حيا وكل حي يشعر بذاته
إذ ي ستحيل أن يكون ف معلول ته ال ي هو ل يكون حيا .قول نا :ل ي ستحيل كون العلول أشرف من العلة قل نا :هذه
تكمات فإ نا نقول :ل ي ستحيل أن يلزم م ا ل يعرف نف سه ما يعرف نف سه بالو سائط الكثية أو بغ ي وا سطة فإن كان
الحيعل لذلك كون العلول أشرف معن العلة فلم يسعتحيل أن يكون العلول أشرف معن العلة وليعس هذا بديهيا فيكون
شرفه ل ف معرفة الذات بل ف كونه مبدأ لذوات العرفة ث ب تنكرون أن شرفه ف أن وجود الكل تابع لذاته ل ف علمه
الدليل عليه أن غيه رب ا عرف أشياء سوى ذاته ويرى ويسمع و هو ل يرى ول يسمع .ولو قال قائل :الوجود ينقسم
إل البصعي والعمعى والعال والاهعل فليكعن البصعي أقدم وليكعن الول بصعيا وعالا بالشياء .لكنكعم تنكرون ذلك
وتقولون :ليس الشرف ف البصر والعلم بالشياء بل ف الستغناء عن البصر والعلم وكون الذات بيث يوجد منه الكل
فيه العلماء وذوو البصار .فكذلك ل شرف ف معرفة الذات بل ف كونه مبدأ لذوات العرفة وهذا شرف مصوص به.
الاتة ليس هناك دليل على تلك المور إن ل تؤخذ إل من نظر العقل فبالضرورة يضطرون إل نفي علمه أيضا بذاته إذ
ل يدل على ش يء من ذلك سوى الرادة ول يدل على الرادة سوى حدث العال .وبف ساد ذلك يف سد هذا كله على
من يأخذ هذه المور من نظر العقل .فجميع ما ذكروه من صفات الول أو نفوه ل حجة لم عليها إل تمينات وظنون
ت ستنكف الفقهاء من ها ف الظنيات .ول غرو لو حار الع قل ف ال صفات الل ية ول ع جب إن ا الع جب من عجب هم
بأنفسهم وبأدلتهم ومن اعتقادهم أنم عرفوا هذه المور معرفة يقينية مع ما فيها من البط البال .الزئيات النقسمة
بانقسام الزمان إل الكائن وما كان وما يكون اتفاقهم على هذه السألة وقد اتفقوا على ذلك فإن من ذهب منهم إل أنه
ل يعلم إل نفسه فل يفى هذا عن مذهبه ومن ذهب إل أنه يعلم غيه وهو الذي اختاره ابن سينا فقد زعم أنه يعلم
الشياء علما كليا ل يد خل ت ت الزمان ول يتلف بالا ضي وال ستقبل والن و مع ذلك ز عم أ نه ل يعزب عن عل مه
مثقال ذرة ف ال سموات ول ف الرض إل أ نه يعلم الزئيات بنوع كلي .ول بد أو ًل من ف هم مذهب هم ث الشتغال
بالعتراض.
قول م إن ك سوف الش مس ف ال ستقبل والا ضر والا ضي نعل مه بعلوم ثل ثة و نبي هذا بثال و هو أن الش مس مث ً
ل
ينكسف بعد أن ل يكن منكسفا ث يتجلى فيحصل له ثلثة أحوال أعن الكسوف حالة هو فيها معدوم منتظر الوجود
أي سيكون وحال هو في ها موجود أي هو كائن وحالة ثال ثة هو في ها معدوم ولك نه كان من ق بل .ول نا بإزاء الحوال
الثلثة ثلثة علوم متلفة فإنا نعلم أولً أن الكسوف معدوم وسيكون وثانيا أنه كائن وثالثا أنه كان وليس كائنا الن وهذه
العلوم الثلثة متعددة ومتلفة وتعاقبها على الحل يوجب تغي الذات العالة فإنه لو علم بعد النلء أن الكسوف موجود
ل فبعض هذه ل يقوم مقام بعض .إن ال ل يعلم لنه الن كان جهلً ل علما ولو علم عند وجوده أنه معدوم كان جه ً
ل يتغ ي ...فزعموا أن ال ل يتلف حاله ف هذه الحوال الثل ثة فإ نه يؤدي إل التغ ي و ما ل يتلف حاله ل يت صور أن
يعلم هذه المور الثلثة فإن العلم يتبع العلوم فإذا تغي العلوم تغي العلم وإذا تغي العلم فقد تغي العال ل مالة والتغي على
ال مال ... .إل بعلم ل يتلف ومع هذا زعم أنه يعلم الكسوف وجيع صفاته وعوارضه ولكن علما هو يتصف به ف
الزل ول يتلف مثل أن يعلم مثلً أن الشمس موجود وأن القمر موجود فإنما حصل منه بواسطة اللئكة الت سوها
باصطلحهم عقولً مردة ويعلم أنا تتحرك حركات دورية ويعلم أن بي فلكيهما تقاطع على نقطتي ها الرأس والذنب
وأنما يتمعان ف بعض الحوال ف العقدتي فينكسف الشمس أي يول جرم القمر بينهما وبي أعي الناظرين فيستتر
الشمس عن العي وأنه إذا جاوز العقدة مثلً بقدار كذى وهو سنة مثلً فإنه ينكسف مرة أخرى وأن ذلك النكساف
يكون ف جيعه أو ثلثه أو نصفه وأنه يكث ساعة أو ساعتي وهكذى إل جيع أحوال الكسوف وعوارضه فل يعزب
عن علمه شيء ولكن علمه بذا قبل الكسوف وحالة الكسوف وبعد النلء على وتية واحدة ل يتلف ول يوجب
تغيا ف ذاته.
فجميع الوادث مكشوفة له انكشافا واحدا ل يؤثر فيه الزمان وكذى علمه بميع الوادث فإنا إنا تدث بأسباب
وتلك السباب لا أسباب أخر إل أن تنتهي إل الركة الدورية السماوية وسبب الركة نفس السموات وسبب تريك
النفس الشوق إل التشبه بال واللئكة القربي .فالكل معلوم له أي هو منكشف له انكشافا واحدا متناسبا ل يؤثر فيه
الزمان ومع هذا فحالة الكسوف ل يقال :إنه يعلم أن الكسوف موجود الن ول يعلم بعده أنه انلى الن وكل ما يب
ف تعريفه الضافة إل الزمان فل يتصور أن يعلمه لنه يوجب التغي هذا فيما ينقسم بالزمان .فهو يعلم الواص ول يعلم
ع ينقسعم بالادة والكان كأشخاص الناس واليوانات فإنمع يقولون :ل يعلم عوارض عوارضهعا ...وكذى مذهبهعم فيم ا
ز يد وعمرو وخالد وإن ا يعلم الن سان الطلق بعلم كلي ويعلم عوار ضه وخوا صه وأ نه ينب غي أن يكون بد نه مركبا من
أعضاء بعضها للبطش وبعضها للمشي وبعضها للدراك وبعضها زوج وبعضها فرد وأن قواه ينبغي أن تكون مبثوثة ف
أجزائه وهلم جرا إل كل صفة ف داخل الدمي وباطنه وكل ما هو من لواحقه وصفاته ولوازمه حت ل يعزب عن علمه
ش يء ويعل مه كليا ... .وأ ما العوارض فل ييز ها إل ال س فأ ما ش خص ز يد فإن ا يتم يز عن ش خص عمرو لل حس ل
للعقل فإن عماد التمييز إليه الشارة إل جهة معينة والعقل يعقل الهة الطلقة الكلية والكان الكلي فأما قولنا هذا وهذا
فهو إشارة إل نسبة حاصلة لذلك الحسوس إل الاس بكونه منه على قرب أو بعد أو جهة معينة وذلك يستحيل ف
ل لوحقه .قولنا :وبذلك يستأصلون الديان وهذه قاعدة اعتقدوها واستأصلوا با الشرائع بالكلية إذ مضمونا أن زيد مث ً
أطاع ال أو عصاه ل يكن ال عالا با يتجدد من أحواله لنه ل يعرف زيدا بعينه فإنه شخص وأفعاله حادثة بعد أن ل
تكن وإذا ل يعرف الشخص ل يعرف أحواله وأفعاله بل ل يعلم كفر زيد ول إسلمه وإنا يعلم كفر النسان وإسلمه
مطلقا كليا ل م صوصا بالشخاص بل يلزم أن يقال :تدى م مد صلى ال عل يه و سلم بالنبوة و هو ل يعرف ف تلك
الالة أنه تدى با وكذلك الال مع كل نب معي وإنه إنا يعلم أن من الناس من يتحدى بالنبوة وأن صفة أولئك كذى
وكذى فأما النب العي بشخصه فل يعرفه فإن ذلك يعرف بالس والحوال الصادرة منه ل يعرفها لنا أحوال تنقسم
بانقسام الزمان من شخص معي ويوجب إدراكها على اختلفها تغيا .فهذا ما أردنا أن نذكره من نقل مذهبهم أو ًل ث
تفهيمه ثانيا ث من القبايح اللزمة عليه ثالثا .فلنذكر الن خبالم ووجه بطلنه .قولم :من علم علما متلفا متعاقبا تغي
وخبال م أن هذه أحوال ثل ثة متل فة والختلفات إذا تعاق بت على م ل وا حد أوج بت ف يه تغيا ل مالة .فإن كان حالة
الكسوف عالا بأنه سيكون كما كان قبله فهو جاهل ل عال وإن كان عالا بأنه كائن وقبل ذلك كان عالا بأنه ليس
بكائن وأنه سيكون فقد اختلف علمه واختلف حاله فلزم التغي إذ ل معن للتغي إل اختلف العال فإن من ل يعلم شيئا
ث علمه فقد تغي ول يكن له علم بأنه كائن ث حصل حالة الوجود فقد تغي .ف الضافة وحققوا هذا بأن الحوال ثلثة
حالة هي إضافة مضة ككونك يينا وشالً فإن هذا ل يرجع إل وصف ذات بل هو إضافة مضة فإن تول الشيء الذي
كان على يينك إل شالك تغيت إضافتك ول تتغي ذاتك بال وهذا تبدل إضافة على الذات وليس بتبدل الذات .ومن
هذا القب يل إذا ك نت قادرا على تر يك أج سام حاضرة ب ي يد يك فانعد مت الج سام أو انعدم بعض ها ل تتغ ي قو تك
الغريز ية ول قدر تك لن القدرة قدرة على تر يك السم الطلق أو ًل ث على الع ي ثانيا من ح يث أ نه ج سم فلم ت كن
إضافة القدرة إل السم العي وصفا ذاتيا بل إضافة مضة فعدمها يوجب زوال إضافة ل تغيا ف حال القادر .والثالث
تغي ف الذات وهو أن ل يكون عالا فيعلم أو ل يكون قادرا فيقدر فهذا تغي.
تغ ي العلوم يو جب تغ ي علم العال و هي الضا فة وتغ ي العلوم يو جب تغ ي العلم فإن حقي قة ذات العلم تد خل ف يه
الضافة إل العلوم الاص إذ حقيقة العلم العي تعلقه بذلك العلوم العي على ما هو عليه فتعلقه به على وجه آخر علم
آ خر بالضرورة فتعاق به يو جب اختلف حال العال .ول ي كن أن يقال :إن للذات علم وا حد في صي علما بالكون ب عد
كو نه علما بأ نه سيكون ث هو ي صي علما بأ نه كان ب عد أن كان علما بأ نه كائن فالعلم وا حد متشا به الحوال و قد
تبدلت عل يه الضا فة لن الضافة ف العلم حقيقة ذات العلم فتبدل ا يو جب تبدل ذات العلم فيلزم م نه التغ ي و هو مال
على ال .مع تغي ما ينل منلة الضافة الحضة والعتراض من وجهي :أحدها أن يقال :ب تنكرون على من يقول :إن
ل ف وقت معي وذلك العلم قبل وجوده علم بأنه سيكون وهو بعينه عند ال تعال له علم واحد بوجود الكسوف مث ً
الوجود علم بالكون وهو بعينه بعد النلء علم بالنقضاء وإن هذه الختلفات ترجع إل إضافات ل توجب تبد ًل ف
ذات العلم فل توجب تغيا ف ذات العال وأن ذلك ينل منلة الضافة الحضة فإن الشخص الواحد يكون على يينك
ث يرجع إل قدامك ث إل شالك فتتعاقب عليك الضافات والتغي ذلك الشخص النتقل دونك وهكذى ينبغي أن بفهم
الال ف علم ال فإنا نسلم أنه يعلم الشياء بعلم واحد ف الزل والبد والال ل يتغي وغرضهم نفي التغي وهو متفق
عليه.
ف إمكان ال أن يلق لنا مثل هذا العلم وقولم :من ضرورة إثبات العلم بالكون الن والنقضاء بعده تغي فليس بسلم
فمن أين عرفوا ذلك بل لو خلق ال لنا علما بقدوم زيد غدا عند طلوع الشمس وأدام هذا العلم ول يلق لنا علما آخر
ول غفلة عن هذا العلم لكنا عند طلوع الشمس عالي بجرد العلم السابق بقدومه الن وبعده بأنه قدم من قبل وكان
ذلك العلم الوا حد البا قي كافيا ف الحا طة بذه الحوال الثل ثة .اعتراض هم فيب قى قول م :إن الضا فة إل العلوم الع ي
داخلة ف حقيقته ومهما اختلفت الضافة اختلف الشيء الذي الضافة ذاتية له ومهما حصل الختلف والتعاقب فقد
حصل التغي .تقولون بأن ال ل يعلم " النسان الطلق " ال فنقول :إن صح هذا فاسلكوا مسلك إخوانكم من الفلسفة
ح يث قالوا :إ نه ل يعلم إل نف سه وإن عل مه بذا ته ع ي ذا ته ل نه لو علم الن سان الطلق واليوان الطلق والماد الطلق
وهذه متلفات ل مالة فالضافات إليها تتلف ل مالة فل يصلح العلم الواحد لن يكون علما بالختلفات لن الضاف
متلف والضافعة متلفعة والضافعة إل العلوم ذاتيعة للعلم فيوجعب ذلك تعددا واختلفا ل تعددا فقعط معع التماثعل إذ
التماثلت ما ي سد بعض ها م سد الب عض والعلم باليوان ل ي سد م سد العلم بالماد ول العلم بالبياض ي سد م سد العلم
بالسواد فهما متلفان ... .فكم بالحرى بذا المر ث هذه النواع والجناس والعوارض الكلية ل ناية لا وهي متلفة.
فالعلوم الختل فة ك يف تنطوي ت ت علم وا حد ث ذلك العلم هو ذات العال من غ ي مز يد عل يه ول يت شعري ك يف
يستجي العاقل من نفسه أن ييل التاد ف العلم بالشيء الواحد النقسم أحواله إل الاضي والستقبل والن وهو ل ييل
التاد ف العلم التعلق بم يع الجناس والنواع الختل فة والختلف والتبا عد ب ي الجناس والنواع التباعدة أ شد من
الختلف الوا قع ب ي أحوال الش يء الوا حد النق سم بانق سام الزمان وإذا ل يو جب ذلك تعددا واختلفا ك يف يو جب
هذا تعددا واختلفا ومهمعا ثبعت بالبهان أن اختلف الزمان دون اختلف الجناس والنواع وأن ذلك ل يوجعب
التعدد والختلف فهذا أيضا ل يو جب الختلف وإذا ل يو جب الختلف جاز الحا طة بال كل بعلم وا حد دائم ف
الزل والبد ول يوجب ذلك تغيا ف ذات العال .هل تعقلون قديا متغيا العتراض الثان هو أن يقال :وما الانع على
أصلكم من أن يعلم هذه المور الزئية وإن كان يتغي وهل اعتقدت أن هذا النوع من التغي ل يستحيل عليه كما ذهب
جهم من العتزلة إل أن علومه بالوادث حادثة وكما اعتقد الكرامية من عند آخرهم أنه مل الوادث ول ينكر جاهي
أهل الق عليهم إل من حيث أن التغي ل يلوا عن التغي وما ل يلوا عن التغي والوادث فهو حادث وليس بقدي.
وأما أنتم فمذهبكم أن العال قدي وأنه ل يلوا عن التغي .قولم يكون العلم حادثا إما من جهته أو من جهة غيه والال
أنه مال ف الالي فإن قيل :إنا أحلنا ذلك لن العلم الادث ف ذاته ل يلوا إما أن يدث من جهته أو من جهة غيه
ل بعد أن ل يكن فاعلً فإنه يوجب تغيا وقد وباطل أن يدث منه فإنا بينا أن القدي ل يصدر منه حادث ول يصي فاع ً
قررناه ف مسألة حدث العال وإن حصل ذلك ف ذاته من جهة غيه فكيف يكون غيه مؤثرا فيه ومغيا له حت تتغي
أحواله على سبيل الت سخر والضطرار من ج هة غيه قول نا :علي كم أل ترفضوا الال الول ...قل نا :كل وا حد من
القسمي غي مال على أصلكم .أما قولكم :إنه يستحيل أن يصدر من القدي حادث قفد أبطلناه ف تلك السألة .كيف
وعندكم يستحيل أن يصدر من القدي حادث هو أول الوادث فشرط استحالته كونه أولً وإل فهذه الوادث ليست
لا أسباب حادثة إل غي ناية بل تنتهي بواسطة الركة الدورية إل شيء قدي هو نفس الفلك وحياته .فالنفس الفلكية
قدية والركة الدورية تدث منها وكل جزء من أجزاء الركة يدث وينقضي وما بعده متجدد ل مالة .فإذن الوادث
صادرة من القدي عندكم ولكن إذ تشابه أحوال القدي تشابه فيضان الوادث منه على الدوام كما يتشابه أحوال الركة
لا أن كانت تصدر من قدي متشابه الحوال .فاستبان أن كل فريق منهم معترف بأنه يوز صدور حادث من قدي إذا
كانت تصدر على التناسب والدوام فلتكن العلوم الادثة من هذا القبيل.
...ول الال الثان :وذلك ل للزوم التغي ...وأما القسم الثان وهو صدور هذا العلم فيه من غيه فنقول :ول يستحيل
ذلك عندكم وليس فيه إل ثلثة أمور :أحدها التغي وقد بينا لزومه على أصلكم ... .ول لدوث التغي من جهة غيه...
والثان كون الغي سببا لتغي الغي وهو غي مال عندكم فليكن حدوث الشيء سببا لدوث العلم به كما أنكم تقولون:
تثل الشخص التلون بإزاء الدقة الباصرة سبب لنطباع مثال الشخص ف الطبقة الليدية من الدقة عند توسط الواء
الشف بي الدقة والبصر .فإذا جاز أن يكون جاد سببا لنطباع الصورة ف الدقة وهو معن البصار فلم يستحيل أن
يكون حدوث الوادث سعببا لصعول علم الول باع فإن القوة الباصعرة كمعا أناع مسعتعدة للدراك ويكون حصعول
الشخص التلون مع ارتفاع الواجز سببا لصول الدراك فليكن ذات البدأ الول عندكم مستعدا لقبول العلم ويرج
من القوة إل الفعل بوجود ذلك الادث .فإن كان ف يه تغ ي القد ي فالقد ي التغ ي عند كم غ ي م ستحيل وإن زعم تم أن
ذلك ي ستحيل ف وا جب الوجود فل يس ل كم على إثبات وا جب الوجود دل يل إل ق طع سلسلة العلل والعلولت ك ما
سبق .وقد بينا أن قطع التسلسل مكن بقدي متغي ... .ول " لتسخر " القدي والمر الثالث الذي يتضمنه هذا هو كون
القدي متغيا بغيه وإن ذلك يشبه التسخر واستيلء الغي عليه فيقال :ول يستحيل عندكم هذا وهو أن يكون هو سببا
لدوث الوادث بوسائط ث يكون حدوث الوادث سببا لصول العلم له با فكأنه هو السبب ف تصيل العلم لنفسه
ولكن بالوسائط.
تقولون إن ما ي صدر من ال ي صور على سبيل اللزوم والط بع وقول كم إن ذلك يش به الت سخر فلي كن كذلك فإ نه لئق
بأصلكم إذ زعمتم أن ما يصدر من ال يصدر على سبيل اللزوم والطبع ول قدرة له على أن ل يفعل .وهذا أيضا يشبه
نوعا من قولم :كماله ف أن يكون مصدر الكل فإن قيل :إن ذلك ليس باضطرار لن كماله ف أن يكون مصدرا لميع
الشياء .قول نا ...:و ف أن يعلم ال كل فهذا ل يس بت سخر فإن كماله ف أن يعلم ج يع الشياء ولو ح صل ل نا علم مقارن
لكل حادث لكان ذلك كما ًل لنا ل نقصانا وتسخرا .فليكن كذلك ف حقه .مسألة ف تعجيزهم عن إقامة الدليل على
أن السماء حيوان مطيع ل تعال بركته الدورية قولم وقد قالوا إن السماء حيوان وإن له نفسا نسبته إل بدن السماء
كن سبة نفو سنا إل أبدان نا وك ما أن أبدان نا تتحرك بالرادة ن و أغراض ها بتحر يك الن فس فكذى ال سموات وإن غرض
السموات بركتها الذاتية عبادة رب العالي على وجه سنذكره.
ل ينكر إمكانه ومذهبهم ف هذه السألة ما ل ينكر إمكانه ول يدعى استحالته فإن ال قادر على أن يلق الياة ف كل
جسم فل كب السم ينع من كونه حيا ول كونه مستديرا فإن الشكل الخصوص ليس شرطا للحياة إذ اليوانات مع
اختلف أشكالا مشتركة ف قبول الياة .ولكن ل يعرف بدليل العقل ولكنا ندعى عجزهم عن معرفة ذلك بدليل العقل
وإن هذا إن كان صحيحا فل يطلع عليه إل النبياء بإلام من ال أو وحي وقياس العقل ليس يدل عليه .نعم ل يبعد أن
يتعرف مثل ذلك بدليل إن وجد الدليل وساعد ولكنا نقول ما أوردوه دليلً ل يصلح إل لفادة ظن فأما أن يفيد قطعا
فل .الضلل ف قولم بأن السماء متحرك وخبالم فيه أن قالوا :السماء متحرك وهذه مقدمة حسية .وكل جسم متحرك
فله مرك وهذه مقد مة عقل ية إذ لو كان ال سم يتحرك لكو نه ج سما لكان كل ج سم متحركا .كل متحرك إ ما أن
يكون قسريا أو طبيعيا أو إراديا وكل مرك فإما أن يكون منبعثا عن ذات التحرك كالطبيعة ف حركة الجر إل أسفل
والرادة ف حر كة اليوان مع القدرة وإ ما أن يكون الحرك خارجا ول كن يرك على طر يق الق سر كد فع ال جر إل
فوق .وكل ما يتحرك بعن ف ذاته فإما أن ل يشعر ذلك الشيء بالركة ونن نسميه طبيعة كحركة الجر إل أسفل
وإما أن يشعر به ونن نسميه إراديا ونفسانيا فصارت الركة بذه التقسيمات الاصرة الدائرة بي النفي والثبات إما
قسرية طبيعية وإما طبيعية وإما إرادية وإذا بطل قسمان تعي الثالث.
ول ي كن أن يكون ق سريا ول ي كن أن يكون ق سريا لن الحرك القا سر إ ما ج سم آ خر يتحرك بالرادة أو بالق سر
وينت هي ل مالة إل إرادة ومه ما أث بت ف أج سام ال سموات متحرك بالرادة ف قد ح صل الغرض فأي فائدة ف و ضع
حركات ق سرية وبالخرة ل بد من الرجوع إل الرادة وإ ما أن يقال :إ نه يتحرك بالق سر وال هو الحرك بغ ي وا سطة
وهو مال لنه لو ترك به من حيث أنه جسم وأنه خالقه للزم أن يتحرك كل جسم فل بد وأن تتص الركة بصفة به
يتم يز عن غيه من الج سام وتلك ال صفة هي الحرك القر يب إ ما بالرادة أو الط بع .ول ي كن أن يقال إن ال ير كه
بالرادة لن إرادته تناسب الجسام نسبة واحدة فلم استعد هذا السم على ال صوص لن يراد تريكه دون غيه ول
يكن أن يكون ذلك جزافا فإن ذلك مال كما سبق ف مسألة حدث العال وإذا ثبت أن هذا السم ينبغي أن يكون فيه
صفة هو مبدأ الركة بطل القسم الول وهو تقدير الركة القسرية .ول أن يكون طبيعيا لنه يعود إل الكان الهروب
عنه .فهو إذا إراديا فيبقى أن يقال :هي طبيعية وهو غي مكن لن الطبيعة بجردها قط ل تكون سببا للحركة لن معن
الر كة هرب من مكان وطلب لكان آ خر فالكان الذي ف يه ال سم إن كان ملئما له فل يتحرك ع نه ولذا ل يتحرك
زق ملوء من الواء على وجه الاء وإذا غمس ف الاء ترك إل وجه الاء فإنه وجد الكان اللئم فسكن والطبيعة قائمة
ول كن إن ن قل إل مكان ل يلئ مه هرب م نه إل اللئم ك ما هرب من و سط الاء إل ح يز الواء .والر كة الدور ية ل
يت صور أن تكون طبيع ية لن كل و ضع وأ ين يفرض الرب م نه ف هو عائد إل يه والهروب ع نه بالط بع ل يكون مطلوبا
بالطبع ولذلك ل ينصرف زق الواء إل باطن الاء ول الجر ينصرف بعد الستقرار على الرض فيعود إل الوى .فلم
يبق إل القسم الثالث وهي الركة الرادية.
ع نقول :ننع نقرر ثلث احتمالت سعوى مذهبكعم ل برهان العتراض هناك ثلث احتمالت أخرى العتراض هعو أن ا
على بطلنا .الول أن يقدر حركة السماء قهرا لسم آخر مريد لركتها يديرها على الدوام وذلك السم الحرك ل
يكون كرة ول يكون ميطا فل يكون ساء فيبطل قولم إن حركة السماء إرادية وإن السماء حيوان .وهذا الذي ذكرناه
مكن وليس ف دفعه إل مرد استبعاد .أو تكون بإرادة ال الثان هو أن يقال الركة قسرية ومبدؤها إرادة ال فإنا نقول:
حر كة ال جر إل أسفل أيضا قسري يدث بلق ال الر كة ف يه وكذى القول ف سائر حركات الج سام الت ليست
حيوان ية .والعتراض على الرادة قد أبطلناه فيب قى ا ستبعادهم أن الرادة ل اخت صت به و سائر الج سام تشارك ها ف
السمية فقد بينا أن الرادة القدية من شأنا تصيص الشيء عن مثله وأنم مضطرون إل إثبات صفة هذا شأنا ف تعيي
جهة الركة الدورية وف تعيي موضع القطب والنقطة فل نعيده والقول الوجيز إن ما استبعدوه ف اختصاص السم
بتعلق الرادة به من غي تيز بصفة ينقلب عليهم ف تيزه بتلك الصفة فإنا نقول :ول تيز جسم السماء بتلك الصفة الت
با فارق غيه من الجسام وسائر الجسام أيضا أجسام فلم حصل فيه ما ل يصل ف غيه فإن علل ذلك بصفة أخرى
توجه السؤال ف الصفة الخرى وهكذى يتسلسل إل غي ناية فيضطرون بالخرة إل التحكم ف الرادة وأن ف البادئ
ما ييز الشيء عن مثله ويصصه بصفة عن أمثاله.
أو تكون بالط بع وبدون أن تش عر ل لطلب الكان ول للهرب م نه الثالث هو أن ي سلم أن ال سماء اخ تص ب صفة تلك
الصفة مبدأ الركة كما اعتقدوه ف هوى الجر إل أسفل إل أنه ل يشعر به كالجر .وقولم :إن الطلوب بالطبع ل
يكون مهروبا عنه بالطبع فتلبيس لنه ليس ث أماكن متفاصلة بالعدد عندهم بل السم واحد والركة الدورية واحدة
فل للجسم جزء بالفعل ول للحركة جزء بالفعل وإنا يتجزى بالوهم فليست تلك الركة لطلب الكان ول للهرب من
الكان .فيم كن أن يلق ج سم و ف ذا ته مع ن يقت ضي حر كة دور ية وتكون الر كة نف سها مقت ضى ذلك الع ن ل أن
مقتضى العن طلب الكان ث تكون حركة للوصول إليه .الركة نفس القتضى ل لطلب مكان وقولكم :إن كل حركة
فهو لطلب مكان أو هرب منه إذا كان ضروريا فكأنكم جعلتم طلب الكان مقتضى الطبع وجعلتم الركة غي مقصودة
ف نف سها بل و سيلة إل يه ون ن نقول :ل يب عد أن تكون الر كة ن فس القت ضى ل لطلب مكان ف ما الذي ي يل ذلك
اللصة فاستبان أن ما ذكروه إن ظن أنه أغلب من احتمال آخر فل يتيقن قطعا انتفاء غيه .فالكم على السماء بأنه
حيوان تكم مض ل مستند له.
مسألة ف إبطال ما ذكروه من الغرض الحرك للسماء قولم إن السماء متقرب إل ال وقد قالوا :إن السماء مطيع ل
بركته ومتقرب إليه لن كل حركة بالرادة فهو لغرض إذ ل يتصور أن يصدر الفعل والركة من حيوان إل إذا كان
الف عل أول به من الترك وإل فلو استوى الف عل والترك ل ا ت صور الف عل .ف الكمال ث التقرب إل ال ل يس معناه طلب
الر ضا والذر من ال سخط فإن ال يتقدس عن ال سخط والر ضا وإن أطلق هذه اللفاظ فعلى سبيل الجاز يك ن ب ا عن
إرادة العقاب وإرادة الثواب ول يوز أن يكون التقرب بطلب القرب م نه ف الكان فإ نه مال فل يب قى إل طلب القرب
ف ال صفات فإن الوجود الك مل وجوده و كل وجود فبالضا فة إل وجوده نا قص وللنق صان درجات وتفاوت فاللك
أقرب إليه صفة ل مكانا وهو الراد باللئكة القربي أي الواهر العقلية الت ل تتغي ول تفن ول تستحيل وتعلم الشياء
على ما هي عل يه والن سان كل ما ازداد قربا من اللك ف ال صفات ازداد قربا من ال ومنت هى طب قة الدمي ي التش به
باللئكة.
اللئ كة القربون كمال م ل يزداد وإذا ث بت أن هذا مع ن التقرب إل ال وأ نه ير جع إل طلب القرب م نه ف ال صفات
وذلك للدمعي بأن يعلم حقائق الشياء وبأن يبقعى بقا ًء مؤبدا على أكمعل أحواله المكعن له فإن البقاء على الكمال
القصى هو ال .واللئكة القربون كل ما يكن لم من الكمال فهو حاضر معهم ف الوجود إذ ليس فيهم شيء بالقوة
ح ت يرج إل الف عل فإذن كمال م ف الغا ية الق صوى بالضا فة إل ما سوى ال .واللئ كة ال سماوية يزداد كمال م
بتحريك السماء ويتشبهون بال واللئكة السماوية هي عبارة عن النفوس الحركة للسموات وفيها ما بالقوة وكمالتا
منقسمة إل ما هو بالفعل كالشكل الكري واليئة وذلك حاضر وإل ما هو بالقوة وهو اليئة ف الوضع والين .وما من
و ضع مع ي إل و هو م كن له ول كن لي ست له سائر الوضاع بالف عل فإن ال مع ب ي جيع ها غ ي م كن فل ما ل يكن ها
استيفاء آحاد الوضاع على الدوام قصد استيفاءها بالنوع فل يزال يطلب وضعا بعد وضع وأينا بعد أين ول ينقطع قط
هذا المكان فل تنقطع هذه الركات وإنا قصده التشبه بالبدأ الول ف نيل الكمال القصى على حسب المكان ف
حقه وهو معن طاعة اللئكة السماوية ل.
فإنم يستوفون كل وضع مكن فيفيض منه الي وقد حصل لا التشبه من وجهي :أحدها استيفاء كل وضع مكن له
بالنوع و هو الق صود بالق صد الول .والثا ن ما يتر تب على حرك ته من اختلف الن سب ف التثل يث والترب يع والقار نة
والقابلة واختلف الطوالع بالنسبة إل الرض فيفيض منه الي على ما تت فلك القمر ويصل منه هذه الوادث كلها
فهذا وجه استكمال النفس السماوية .وكل نفس عاقلة فمتشوقة إل الستكمال بذاتا .والعتراض على هذا هو أن ف
مقدمات هذا الكلم ما ي كن الناع ف يه ولك نا ل نطول به ونعود إل الغرض الذي عنيتموه آخرا ونبطله من وجه ي.
أحدها أن طلب الستكمال بالكون ف كل أين يكن أن يكون له حاقة ل طاعة وما هذا إل كإنسان ل يكن له شغل
وقد كفي الؤونة ف شهواته وحاجاته فقام وهو يدور ف بلد أو بيت ويزعم أنه يتقرب إل ال فإنه يستكمل بأن يصل
لنفسه الكون ف كل مكان أمكن وزعم أن الكون ف الماكن مكن ل ولست أقدر على المع بينها بالعدد فأستوفيه
بالنوع فإن ف يه ا ستكمالً وتقربا في سفه عقله ف يه وي مل على الماقة ويقال :النتقال من ح يز إل ح يز ومن مكان إل
مكان ليس كما ًل يعتد به أو يتشوف إليه ول فرق بي ما ذكروه وبي هذا.
لاذا ل تتلف الر كة والثا ن هو أ نا نقول :ما ذكرتوه من الغرض حا صل بالر كة الغرب ية فلم كا نت الر كة الول
مشرقية وهل كانت حركات الكل إل جهة واحدة فإن كان ف اختلفها غرض فهل اختلفت بالعكس فكانت الت هي
مشرق ية مغرب ية وال ت هي مغرب ية مشرق ية فإن كل ما ذكروه من ح صول الوادث باختلف الركات من التثليثات
والتسديسات وغيها يصل بعكسه .وكذى ما ذكروه من استيفاء الوضاع واليون كيف ومن المكن لا الركة إل
الهة الخرى ف ما بال ا ل تتحرك مرة من جا نب ومرة من جا نب ا ستيفاء ل ا يكن ل ا إن كان ف ا ستيفاء كل مكن
كمال هذه المور يطلع عليها على سبيل اللام ل على سبيل الستدلل فدل أن هذه خيالت ل حاصل لا وأن أسرار
ملكوت السموات ل يطلع عليه بأمثال هذه اليالت وإنا يطلع ال عليه أنبياءه وأولياءه على سبيل اللام ل على سبيل
الستدلل ولذلك عجز الفلسفة من عند آخرهم عن بيان السبب ف جهة الركة واختيارها .الستكمال بالركة -
وبذه الركة إفاضة الي وقال بعضهم :لا كان استكمالا يصل بالركة من أي جهة كا نت وكان انتظام الوادث
الرض ية ي ستدعي اختلف حركات وتع ي جهات كان الدا عي ل ا إل أ صل الر كة التقرب إل ال والدا عي إل ج هة
الركة إفاضة الي على العال السفلي .قولنا :قد يكون بالسكون وهذا باطل من وجهي .أحدها أن ذلك إن أمكن أن
يتخيل فليقض بأن مقتضى طبعه السكون احترازا عن الركة والتغي وهو التشبه بال على التحقيق فإنه مقدس عن التغي
والركة تغي ولكنه اختار الركة لفاضة الي فإنه كان ينتفع به غيه وليس يثقل عليه الركة وليس تتعبه فما الانع من
هذا اليال أو باختلف الركات والثا ن أن الوادث تنب ن على اختلف الن سب التولدة من اختلف جهات الركات
فلتكن الركة الول مغربية وما عداها مشرقية وقد حصل به الختلف ويصل به تفاوت النسب .فلم تعينت جهة
واحدة وهذه الختلفات ل ت ستدعي إل أ صل الختلف فأ ما ج هة بعين ها فل يس بأول من نقيض ها ف هذا الغرض.
م سألة ف إبطال قول م إن نفوس ال سموات مطل عة على ج يع الزئيات الاد ثة ف هذا العال وإن الراد باللوح الحفوظ
نفوس السموات وإن انتقاش جزئيات العال فيها يضاهي انتقاش الحفوظات ف القوة الافظة الودعة ف دماغ النسان
ل أنه جسم صلب عريض مكتوب عليه وإذا ل يكن للمكتوب ناية ل يكن للمكتوب عليه ناية ول يتصور جسم ل
ناية له ول يكن خطوط ل ناية لا على جسم ول يكن تعريف أشياء ل ناية لا بطوط معدودة .مذهبهم وقد زعموا
أن اللئ كة ال سماوية هي نفوس ال سموات وأن اللئ كة الكروي ي القرب ي هي العقول الجردة ال ت هي جوا هر قائ مة
بأنفسها ل تتحيز ول تتصرف ف الجسام وأن هذه الصور الزئية تفيض على النفوس السماوية منها وهي أشرف من
اللئكة السماوية لنا مفيدة وهي مستفيدة والفيد أشرف من الستفيد ولذلك عب عن الشرف بالقلم فقال تعال :علم
بالقلم لنه كالنقاش الفيد مثل العلم وشبه الستفيد باللوح .هذا مذهبهم.
هو مال فنطالب هم بالدل يل عل يه والناع ف هذه ال سألة يالف الناع في ما قبل ها فإن ما ذكروه من ق بل ل يس ما ًل إذ
منتهاه كون السماء حيوانا متحركا لغرض وهو مكن .أما هذه فترجع إل إثبات علم لخلوق بالزئيات الت ل ناية لا
وهذا رب ا يعت قد ا ستحالته فنطالب هم بالدل يل عل يه فإ نه ت كم ف نف سه .ا ستدللم :إرادة الر كة بإرادة دور ية جزئ ية
ا ستدلوا ف يه بأن قالوا :ث بت أن الر كة الدور ية إراد ية والرادة تت بع الراد والراد الكلي ل يتو جه إل يه إل إرادة كل ية
والرادة الكلية ل يصدر منها شيء فإن كل موجود بالفعل معي جزئي والرادة الكلية نسبتها إل آحاد الزئيات على
وتية واحدة فل يصدر عنها شيء جزئي بل ل بد من إرادة جزئية للحركة العينة .فهي تدرك الزئيات بإدراك جزئي
فللفلك بكل حركة جزئية معينة من نقطة إل نقطة معينة إرادة جزئية لتلك الركة فله ل مالة تصور لتلك الركات
الزئ ية بقوة ج سمانية إذ الزئيات ل تدرك إل بالقوى ال سمانية فإن كل إرادة ف من ضرورت ا ت صور لذلك الراد أي
علم به سواء كان جزئيا أو كليا.
وبالتال تدرك لوازمها ومهما كان للفلك تصور لزئيات الركات وإحاطة با أحاط ل مالة با يلزم منها من اختلف
النسب مع الرض من كون بعض أجزائه طالعة وبعضها غاربة وبعضها ف وسط ساء قوم وتت قدم قوم وكذلك يعلم
ما يلزم من اختلف الن سب ال ت تتجدد بالر كة من التثل يث والت سديس والقابلة والقار نة إل غ ي ذلك من الوادث
السماوية إما بغي واسطة وإما بواسطة واحدة وإما بوسائط كثية .وعلى الملة فكل حادث فله سبب حادث إل أن
ينقطع التسلسل بالرتقاء إل الركة السماوية البدية الت بعضها سبب للبعض .فإذن السباب والسببات ف سلسلتها
تنت هي إل الركات الزئ ية ال سماوية فالت صور للحركات مت صور للوازم ها ولوازم لوازم ها إل آ خر ال سلسلة .وبالتال
تدرك كل ما سيحدث فبهذا يطلع على ما يدث فإن كل ما سيحدث فحدوثه واجب عن علته مهما تققت العلة.
ونن إنا ل نعلم ما يقع ف الستقبل لنا ل نعلم جيع أسبابا ولو علمنا جيع السباب لعلمنا السببات فإنا مهما علمنا
ل ف وقت معي فنعلم احتراق القطن ومهما علمنا أن شخصا سيأكل فنعلم أنه سيشبع وإذا أن النار سيلتقي بالقطن مث ً
علمنا أن شخصا سيتخطى الوضع الفلن الذي فيه كن مغطى بشيء خفيف إذا مشى عليه الاشي تعثر رجله بالكن
وعرفه فنعلم أنه سيستغن بوجود الكن .ولكن هذه السباب ل نعلمها وربا نعلم بعضها فيقع لنا حدس بوقوع السبب
فإن عرفنا أغلبها وأكثرها حصل لنا ظن ظاهر بالوقوع .فلو حصل لنا العلم بميع السباب لصل بميع السببات إل
أن ال سماويات كثية ث ل ا اختلط بالوادث الرض ية ول يس ف القوة البشر ية الطلع عل يه ونفوس ال سموات مطلعة
عليها لطلعها على السبب الول ولوازمها ولوازم لوازمها إل آخر السلسلة .قولم :يرى النائم ما يكون ف الستقبل
وذلك باتصاله باللوح الحفوظ أي بنفس الفلك ولذا زعموا :يرى النائم ف نومه ما يكون ف الستقبل وذلك باتصاله
باللوح الحفوظ ومطالع ته ومه ما اطلع على الش يء رب ا ب قي ذلك بعي نه ف حف ظه ورب ا ت سارعت القوة التخيلة إل
ماكات ا فإن من غريزت ا ماكات ا الشياء بأمثلة تنا سبها ب عض النا سبة أو النتقال من ها إل أضداد ها فينم حى الدرك
القيقي عن الفظ ويبقى مثال اليال ف الفظ فيحتاج إل تعبي ما يثل اليال الرجل بشجر والزوجة بف والادم
ببعض أوان الدار وحافظ مال الب والصدقات بزيت البذر فإن البذر سبب للسراج الذي هو سبب الضياء وعلم التعبي
يتش عب عن هذا ال صل .وهذا الت صال مشغولون ع نه ف يقظت نا ب ا تورده الواس وزعموا أن الت صال بتلك النفوس
مبذول إذ ل يس ث حجاب ولك نا ف يقظت نا مشغولون ب ا تورده الواس والشهوات علي نا فاشتغال نا بذه المور ال سية
صرفنا عنه وإذا سقط عنا ف النوم بعض اشتغال الواس ظهر به استعداد ما للتصال .والنب يرى ف اليقظة وزعموا أن
النب مطلع على الغيب بذا الطريق أيضا .إل أن القوة النفسية النبوية قد تقوى قوة ل تستغرقها الواس الظاهرة فل جرم
يرى هو ف اليقظة ما يراه غيه ف النام .ث القوة اليالية تثل له ما رآه وربا يبقى الشيء بعينه ف ذكره وربا يبقى مثاله
فيفتقر مثل هذا الوحي إل التأويل كما يفتقر مثل ذلك النام إل التعبي .ولول أن جيع الكائنات ثابتة ف اللوح الحفوظ
لا عرف النبياء الغيب ف يقظة ول منام لكن جف القلم با هو كائن إل يوم القيامة ومعناه هذا الذي ذكرناه .فهذا ما
أردنا أن نورده لتفهيم مذهبهم .جوابنا :ل دليل لكم ف هذا عن النب والواب أن نقول :ب تنكرون على من يقول إن
ال نب يعرف الغ يب بتعر يف ال على سبيل البتداء وكذى من يرى ف النام فإن ا يعر فه بتعر يف أو بتعر يف ملك من
اللئكة فل يتاج إل شيء ما ذكرتوه فل دليل ف هذا ول دليل لكم ف ورود الشرع باللوح والقلم فإن أهل الشرع ل
يفهموا من اللوح والقلم هذا الع ن قطعا فل متم سك ف الشرعيات يب قي التم سك ب سالك العقول .و ما ذكرتوه وإن
اعترف بإمكانه مهما ل يشترط نفي النهاية عن هذه العلومات فل يعرف وجوده ول يتحقق كونه وإنا السبيل فيه أن
يتعرف من الشرع ل من العقل.
ننازع ف ثلث من القدمات وأ ما ما ذكرتوه من الدل يل العقلي أو ًل فمب ن على مقدمات كثية ل سنا نطول بإبطال ا
ولكننا ننازع ف ثلث مقدمات منها :تكلمنا عن حركة الفلك الرادية القدمة الول قولكم إن حركة السماء إرادية.
وقد فرغنا من هذه السألة وإبطال دعواكم فيها .ل نسلم افتقار الدراك إل إرادة جزئية الثانية أنه إن سلم ذلك مسامة
به فقولكم إنه يفتقر إل تصور جزئي للحركات الزئية فغي مسلم بل ليس ث جزء عندكم ف السم فإنه شيء واحد
وإن ا يتجزا بالو هم ول ف الر كة فإن ا واحدة بالت صال فيك في تشوق ها إل ا ستيفاء اليون المك نة ل ا ك ما ذكروه
ويكفي ها الت صور ن سلم هذا ف شأن التو جه إل مكان ولنم ثل للرادة الكل ية والزئ ية مثا ًل لتفه يم غرض هم .فإذا كان
للنسان غرض كلي ف أن يج بيت ال مثلً فهذه الرادة الكلية ل يصدر منها الركة ل الركة تقع جزئية ف جهة
مصوصة بقدار مصوص بل ل يزال يتجدد للنسان ف توجهه إل البيت تصور بعد تصور للمكان الذي يتخطاه والهة
ال ت ي سلكها ويت بع كل ت صور جزئي إرادة جزئ ية للحر كة عن ال حل الو صول إل يه بالر كة .فهذا ما أرادوه بالرادة
الزئية التابعة للتصور الزئي وهو مسلم لن الهات متعددة ف التوجه إل مكة والسافة غي متعينة فيفتقر تعي مكان
عن مكان وجهة عن جهة إل إرادة أخرى جزئية.
ل ف شأن الفلك وأ ما الر كة ال سماوية فل ها و جه وا حد فإن الكرة إن ا تتحرك على نف سها و ف حيز ها ل تاوز ها
والركة مرادة وليس ث إل وجه واحد وجسم واحد وصوب واحد فهو كهوى الجر إل أسفل فإنه يطلب الرض ف
أقرب طريق وأقرب الطرق الط الستقيم فتعي الط الستقيم فلو يفتقر فيه إل تدد سبب حادث سوى الطبيعة الكلية
الطال بة للمر كز مع تدد القرب والب عد والو صول إل حد وال صدور ع نه فكذلك يك في ف تلك الر كة الرادة الكل ية
للحركة ول يفتقر إل مزيد .فهذه مقدمة تكموا بوضعها .نبطل معرفة لوازم الركة القدمة الثالثة وهي التحكم البعيد
جدا قولم إنه إذا تصور الركات الزئية تصور أيضا توابعها ولوازمها وهذا هوس مض كقول القائل إن النسان إذا
ترك وعرف حركته ينبغي أن يعرف ما يلزم من حركته من موازاة وماوزة وهو نسبته إل الجسام الت فوقه وتته ومن
جوانبه وأنه إذا مشى ف شس ينبغي أن يعلم الواضع الت عليها ظله والواضع الت ل يقع وما يصل من ظله من البودة
بقطع الشعاع ف تلك الواضع وما يصل من النضغاط لجزاء الرض تت قدمه وما يصل من التفرق فيها وما يصل
ف أخلطه ف الباطن من ال ستحالة بسبب الر كة إل الرارة وما ي ستحيل من أجزائه إل العرق وهلم جرا إل جيع
الوادث ف بدنه وف غيه من بدنه ما الركة علة فيه أو شرط أو مهيء ومعد وهو هوس ل يتخيله عاقل ول يغتر به
إل جا هل وإل هذا ير جع هذا التح كم .الزئيات العلولة لن فس الفلك قد ل تكون الوجودة ف الال ف قط .على أ نا
نقول :هذه الزئيات الفصلة العلومة لنفس الفلك هي الوجودة ف الال أو ينضاف إليها ما يتوقع كونا ف الستقبال.
فإن ق صرتوه على الوجود ف الال ب طل إطل عه على الغ يب وإطلع ال نبياء ف اليق ظة و سائر اللق ف النوم على ما
سيكون ف الستقبال بواسطة ث بطل مقتضى الدليل فإنه تكم بأن من عرف الشيء عرف لوازمه وتوابعه حت لو عرفنا
جيع أسباب الشياء لعرفنا جيع الوادث الستقبلة وأسباب جيع الوادث حاضرة ف الال فإنا هي الركة السماوية
ولكن تقتضي السبب إما بواسطة أو بوسائط كثية .ول ف الستقبال إل غي ناية.
وإذا تعدى إل الستقبل ل يكن له آخر فكيف يعرف تفصيل الزئيات ف الستقبال إل غي ناية وكيف يتمع ف نفس
ملوق ف حالة واحدة من غ ي تعا قب علوم جزئ ية مف صلة ل نا ية لعداد ها ول غا ية لحاد ها و من ل يش هد له عقله
با ستحالة ذلك فلييأس من عقله .ن فس الفلك أش به بن فس الن سان فإن قلبوا هذا علي نا ف علم ال فل يس تعلق علم ال
بالتفاق بعلوماته على نو تعلق العلوم الت هي للمخلوقات بل مهما دار نفس الفلك دورة نفس النسان كان من قبيل
نفس النسان فإنه شاركه ف كونه مدركا للجزئيات بواسطة فإن ل يلتحق به قطعا كان الغالب على الظن أنه من قبيله
فإن ل يكن غالبا على الظن فهو مكن والمكان يبطل دعواهم القطع با قطعوا به .قولم :إن نفس النسان تدرك جيع
الشياء لول انشغال ا فإن ق يل :حق الن فس الن سانية ف جوهر ها أن تدرك أيضا ج يع الشياء ول كن اشتغال ا بنتائج
الشهوة والغضب والرص والقد والسد والوع والل وبالملة عوارض البدن وما يورده الواس عليه حت إذا أقبلت
النفس النسانية على شيء واحد شغلها عن غيه .وأما النفوس الفلكية فب ية عن هذه ال صفات ل يعتريها شا غل ول
يستغرقها هم وأل وإحساس فعرفت جيع الشياء .قولنا :لعل نفس الفلك تنشغل قلنا :وب عرفتم أنه ل شاغل لا وهل
ل لا عن تصور الزئيات الفصلة أو ما الذي ييل تقدير مانع آخر كانت عبادتا واشتياقها إل الول مستغرقا لا وشاغ ً
سوى الغضب والشهوة وهذه الوا نع الحسوسة ومن أ ين عرف انصار الا نع ف القدر الذي شاهدناه من أنفسنا وف
ل ومانعا ف من أ ينالعقلء شوا غل من علو ال مة وطلب الرئا سة ما ي ستحيل ت صوره ع ند الطفال ول يعتقدون ا شاغ ً
يعرف استحالة ما يقوم مقامها ف النفوس الفلكية هذا ما أردنا أن نذكره ف العلوم اللقبة عندهم باللية.
أما اللقب بالطبيعيات وهي علوم كثية وصفها نذكر أقسامها ليعرف أن الشرع ليس يقتضي النازعة فيها ول إنكارها
إل ف مواضع ذكرناها .وهي منقسمة إل أصول وفروع .وأصولا ثانية أقسام :أصولا ثانية الول يذكر فيه ما يلحق
السم من حيث أنه جسم من النقسام والركة والتغي وما يلحق الركة ويتبعه من الزمان والكان واللء ويشتمل
عليه كتاب سع الكيان .الثان يعرف أحوال أقسام أركان العال الت هي السموات وما ف مقعر فلك القمر من العناصر
الربعة وطبائعها وعلة استحقاق كل واحد منها موضعا متعينا ويشتمل عليه كتاب السماء والعال .الثالث يعرف فيه
أحوال الكون والفسعاد والتولد والتوالد والنشوء والبلى والسعتحالت وكيفيعة اسعتبقاء النواع على فسعاد الشخاص
بالركت ي ال سماويتي الشرق ية والغرب ية ويشت مل عل يه كتاب الكون والف ساد .الرا بع ف الحوال ال ت تعرض للعنا صر
الربعة من المتزاجات الت منها تدث الثار العلوية من الغيوم والمطار والرعد والبق والالة وقوس قزح والصواعق
والرياح والزلزل .الامعس فع الواهعر العدنيعة .السعادس فع أحكام النبات .السعابع فع اليوانات وفيعه كتاب طبائع
اليوانات .الثا من ف الن فس اليوان ية والقوى الدرا كة وأن ن فس الن سان ل يوت بوت البدن وأ نه جو هر روحا ن
يستحيل عليه الفناء.
وفروع ها سبعة أ ما فروع ها ف سبعة :الول ال طب ومق صوده معر فة مبادئ بدن الن سان وأحواله من ال صحة والرض
وأسبابا ودلئلها ليدفع الرض ويفظ الصحة .الثان ف أحكام النجوم وهو تمي ف الستدلل من أشكال الكواكب
وامتزاجاتا على ما يكون من أحوال العال واللك والواليد والسني .الثالث علم الفراسة و هو استدلل من اللق على
الخلق .الرابع التعبي وهو استدلل من التخيلت اللمية على ما شاهدته النفس من عال الغيب فخيلته القوة التخيلة
بثال غيه .الا مس علم الطل سمات و هو تأل يف للقوى ال سماوية بقوى ب عض الجرام الرض ية ليأتلف من ذلك قوة
تف عل فعلً غريبا ف العال الر ضي .ال سادس علم النينات و هو مزج قوى الوا هر الرض ية ليحدث م نه أمور غري بة.
ال سابع علم الكيمياء ومق صوده تبد يل خواص الوا هر العدن ية ليتو صل إل ت صيل الذ هب والف ضة بنوع من ال يل .ل
نالفهم شرعا ف شيء منها وليس يلزم مالفتهم شرعا ف شيء من هذه العلوم وإنا نالفهم من جلة هذه العلوم ف
أربعة مسائل:
نالف هم ف أرب عة م سائل الول حكم هم بأن هذا القتران الشا هد ف الوجود ب ي ال سباب وال سببات اقتران تلزم
بالضرورة فليس ف القدور ول ف المكان إياد السبب دون السبب ول وجود السبب دون السبب .الثانية قولم إن
النفوس الن سانية جوا هر قائ مة بأنف سها لي ست منطب عة ف ال سم وإن مع ن الوت انقطاع علقت ها عن البدن بانقطاع
التدبي وإل فهو قائم بنفسه ف كل حال .وزعموا أن ذلك عرف بالبهان العقلي .الثالثة قولم إن هذه النفوس يستحيل
علي ها العدم بل هي إذا وجدت ف هي أبد ية سرمدية ل يت صور فناؤ ها .والراب عة قول م :ي ستحيل رد هذه النفوس إل
الج ساد .ال سألة الول :لثبات العجزات ف قط وإن ا يلزم الناع ف الول من ح يث أ نه ينب ن علي ها إثبات العجزات
الار قة للعادة من قلب الع صا ثعبانا وإحياء الو تى و شق الق مر .و من ج عل ماري العادات لز مة لزوما ضروريا أحال
جيع ذلك .وأولوا ما ف القرآن من إحياء الوتى وقالوا :أراد به إزالة موت الهل بياة العلم .وأولوا تلقف العصا سحر
السحرة على إبطال الجة اللية الظاهرة على يد موسى شبهات النكرين وأما شق القمر فربا أنكروا وجوده وزعموا
أنه لو يتواتر .قولم :ل تكون العجزات إل ف القوة التخيلة ول يثبت الفلسفة من العجزات الارقة للعادات إل ف ثلثة
أمور :أحدها ف القوة التخيلة فإنم زعموا أنا إذا استولت وقويت ول يستغرقها الواس والشتغال اطلعت على اللوح
الحفوظ وانطبع فيها صور الزئيات الكائنة ف الستقبل وذلك ف اليقظة للنبياء ولسائر الناس ف النوم وف القوة العقلية
لن الب عض ينتبهون ف أ سرع الوقات وأقرب ا الثان ية خا صية ف القوة العقل ية النظر ية و هو را جع إل قوة الدس و هو
سرعة النتقال من معلوم إل معلوم .فرب ذكي إذا ذكر له الدلول تنبه للدليل وإذا ذكر له الدليل تنبه للمدلول من نفسه
وبالملة إذا خطر له الد الوسط تنبه للنتيجة وإذا حضر ف ذهنه حدا النتيجة خطر بباله الد الوسط الامع بي طرف
النتيجة .والناس ف هذا منقسمون فمنهم من يتنبه بنفسه ومنهم من يتنبه بأدن تنبيه ومنهم من ل يدرك مع التنبيه إل
بتعب كثي .وإذا جاز أن ينتهي طرف النقصان إل من ل حدس له أصلً حت ل يتهيأ لفهم العقولت مع التنبيه جاز أن
ينتهي طرف القوة والزيادة إل أن ينتبه لكل العقولت أو لكثرها وف أسرع الوقات وأقربا .ول سيما النب ويتلف
ذلك بالكمية ف جيع الطالب أو بعضها وف الكيفية حت يتفاوت ف السرعة والقرب .فرب نفس مقدسة صافية يستمر
حدسها ف جيع العقولت وف أسرع الوقات .فهو النب الذي له معجزة من القوة النظرية فل يتاج ف العقولت إل
تعلم بل كأ نه يتعلم من نف سه و هو الذي و صف بأ نه يكاد زيت ها يض يء ولو ل ت سسه نار نور على نور .الثالث القوة
النف سية العمل ية و قد تنت هي إل حد تتأ ثر ب ا ال طبيعيات وتت سخر .ومثاله أن الن فس م نا إذا تو هم شيئا خدم ته العضاء
والقوى ال ت في ها فحر كت إل ال هة التخيلة الطلو بة ح ت إذا تو هم شيئا ط يب الذاق تل بت أشدا قه وانته ضت القوة
اللع بة فيا ضة باللعاب من معادن ا وإذا ت صور الوقاع انته ضت القوة فنشرت اللة بل إذا م شى على جذع مدود على
فضاء طرفاه على حائطي اشتد توهه للسقوط فانفعل السم بتوهه وسقط ولو كان ذلك على الرض لشى عليه ول
ي سقط وذلك لن الج سام والقوى ال سمانية خل قت خاد مة م سخرة للنفوس ويتلف ذلك باختلف صفاء النفوس
وقوتا.
وقد يكون النفعال حت ف غي البدن فل يبعد أن تبلغ قوة النفس إل حد تدمه القوة الطبيعية ف غي بدنه لن نفسه
لي ست منطب عة ف بد نه إل أن له نوع ونزوع وشوق إل تدبيه خلق ذلك ف جبل ته فإذا جاز أن تطي عه أج سام بد نه ل
يت نع أن يطي عه غيه فيتطلع نف سه إل هبوب ر يح أو نزول م طر أو هجوم صاعقة أو تزلزل أرض لتخ سف بقوم وذلك
موقوف حصوله على حدوث برودة أو سخونة أو حركة ف الواء فيحدث ف نفسه تلك السخونة والبودة ويتولد منه
هذه المور من غي حضور سبب طبيعي ظاهر ويكون ذلك معجزة للنب ولكنه إنا يصل ذلك ف هواء مستعد للقبول
ول ينتهي إل أن ينقلب الشب حيوانا وينفلق القمر الذي ل يقبل النراق .قولنا :هذا ل ننكره ولكنا نثبت معجزات
غيهعا يسعتثنونا فهذا مذهبهعم فع العجزات وننع ل ننكعر شيئا ماع ذكروه وأن ذلك ماع يكون للنعبياء وإناع ننكعر
اقتصارهم عليه ومنعهم قلب العصا ثعبانا وإحياء الوتى وغيه فلزم الوض ف هذه السألة لثبات العجزات ولمر آخر
وهو نصرة ما أطبق عليه السلمون من أن ال قادر على كل شيء .فلنخض ف القصود.
مسألة القتران بي ما يعتقد ف العادة سببا وما يعتقد مسببا ليس ضروريا القتران بي ما يعتقد ف العادة سببا وما
يعتقد مسببا ليس ضروريا عندنا بل كل شيئي ليس هذا ذاك ول ذاك هذا ول إثبات أحدها متضمن لثبات الخر ول
نف يه متض من لن في ال خر فل يس من ضرورة وجود أحده ا وجود ال خر ول من ضرورة عدم أحده ا عدم ال خر م ثل
الري والشرب والشبع والكل والحتراق ولقاء النار والنور وطلوع الشمس والوت وجز الرقبة والشفاء وشرب الدواء
وإ سهال الب طن وا ستعمال ال سهل وهلم جرا إل كل الشاهدات من القترنات ف ال طب والنجوم وال صناعات والرف
وإن اقترانا لا سبق من تقدير ال سبحانه يلقها على التساوق ل لكونه ضروريا ف نفسه غي قابل للفرق بل ف القدور
خلق الش بع دون ال كل وخلق الوت دون جز الرق بة وإدا مة اليوة مع جز الرق بة وهلم جرا إل ج يع القترنات وأن كر
الفلسفة إمكانه وادعوا استحالته .مثلً النار والقطن والنظر ف هذه المور الارجة عن الصر يطول فلنعي مثالً واحدا
ل مع ملقاة النار فإنا نوز وقوع اللقاة بينهما دون الحتراق ونوز حدوث انقلب القطن وهو الحتراق ف القطن مث ً
رمادا مترقا دون ملقاة النار وهعم ينكرون جوازه .قول الصعم :فاععل الحتراق هعو النار فقعط وهعو فاععل بالطبعع
وللكلم ف ال سألة ثل ثة مقامات :القام الول أن يد عي ال صم أن فا عل الحتراق هو النار ف قط و هو فا عل بالط بع ل
بالختيار قول نا :فا عل الحتراق ل يس هو النار بل ال وهذا م ا ننكره بل نقول :فا عل الحتراق بلق ال سواد ف الق طن
والتفرق ف أجزائه وجعله حراقا أو رمادا هو ال إما بواسطة اللئكة أو بغي واسطة فأما النار وهي جاد فل فعل لا.
وهذا يكون بالصول عنده ل بالصول به فما الدليل على أنا الفاعل وليس له دليل إل مشاهدة حصول الحتراق عند
ملقاة النار والشاهدة تدل على ال صول عنده ول تدل على ال صول به وأ نه ل علة سواه إذ ل خلف ف أن ان سلك
الروح والقوى الدر كة والحر كة ف نط فة اليوانات ل يس يتولد عن الطبائع الح صورة ف الرارة والبودة والرطو بة
واليبوسة ول أن الب فاعل ابنه بإيداع النطفة ف الرحم ول هو فاعل حيوته وبصره وسعه وسائر العان الت هي فيه
ومعلوم أنا موجودة عنده ول نقل أنا موجودة به بل وجودها من جهة الول إما بغي واسطة وإ ما بواسطة اللئكة
الوكلي بذه المور الادثة وهذا ما يقطع به الفلسفة القائلون بالصانع والكلم معهم فقد تبي أن الوجود عند الشيء
ل يدل على أ نه موجود به .فالك مه إذا ب صر فجأة ورأى اللوان ل يعلم أن نور الش مس هو ال سبب ف انطباع ها ف
بصعره بعل نعبي هذا بثال وهعو أن الكمعه لو كان فع عينعه غشاوة ول يسعمع معن الناس الفرق بيع الليعل والنهار لو
انكش فت الغشاوة عن عي نه نارا وف تح أجفا نه فرأى اللوان ظن أن الدراك الا صل ف عي نه ل صور اللوان فاعله ف تح
البصر وأنه مهما كان بصره سليما ومفتوحا والجاب مرتفعا والشخص القابل متلونا فيلزم ل مالة أن يبصر ول يعقل
أن ل يبصر حت إذا غربت الشمس وأظلم الواء علم أن نور الشمس هو السبب ف انطباع اللوان ف بصره .فمن أين
يأمن الصم أن يكون ف البادئ للوجود علل وأسباب يفيض منها الوادث عند حصول ملقاة بينها إل أنا ثابتة ليست
تنعدم ول هي أجسام متحركة فتغيب ولو انعدمت أو غابت لدركنا التفرقة وفهمنا أن ث سببا وراء ما شاهدناه وهذا
ل مرج م نه على قياس أ صلهم .ووا هب ال صور !...ولذا ات فق مققو هم على أن هذه العراض والوادث ال ت ت صل
عند وقوع اللقاة بي الجسام وعلى الملة عند اختلف نسبها إنا تفيض من عند واهب الصور وهو ملك أو ملئكة
حت قالوا :انطباع صورة اللوان ف العي يصل من جهة واهب الصور وإنا طلوع الشمس والدقة السليمة والسم
التلون معدات ومهيئات لقبول الحل هذه الصورة وطردوا هذا ف كل حادث وبذا يبطل دعوى من يدعي أن النار هي
الفاعلة للحتراق والبز هو الفاعل للشبع والدواء هو الفاعل للصحة إل غي ذلك من السباب.
قولم الوادث تفيض من البادئ باللزوم والطبع ولكن الستعداد لقبول الصور يصل بذه السباب القام الثان مع من
يسلم أن هذه الوادث تفيض من مبادئ الوادث ولكن الستعداد لقبول الصور يصل بذه السباب الشاهدة الاضرة
إل أن ت يك البادئ أيضا ت صدر الشياء عن ها باللزوم والط بع ل على سبيل التروي والختيار صدور النور من الش مس
وإن ا افتر قت الحال ف القبول لختلف ا ستعدادها فإن ال سم ال صقيل يق بل شعاع الش مس ويرده ح ت ي ستضيء به
موضع آخر والدر ل يقبل والواء ل ينع نفوذ نوره والجر ينع وبعض الشياء يلي بالشمس وبعضها يتصلب وبعضها
يبيض كثوب القصار وبعضها يسود كوجهه والبدأ واحد والثار متلفة لختلف الستعدادات ف الحل فكذى مبادئ
الوجود فياضة با هو صادر منها ل منع عندها ول بل وإنا التقصي من القوابل .فل يكن لبراهيم أل يكون قد احترق
وإذا كان كذلك فمه ما فرض نا النار ب صفتها وفرض نا قطنت ي متماثلت ي لق تا النار على وتية واحدة فك يف يت صور أن
تترق إحديه ما دون الخرى ول يس ث اختيار و عن هذا الع ن أنكروا وقوع إبراه يم ف النار مع عدم الحتراق وبقاء
النار نارا وزعموا أن ذلك ل يكن إل بسلب الرارة من النار وذلك يرجه عن كونه نارا أو بقلب ذات إبراهيم وبدنه
حجرا أو شيئا ل يؤثر فيه النار ول هذا مكن ول ذاك مكن .جوابنا :إن ال يفعل بالرادة والواب له مسلكان :الول
أن نقول :ل نسلم أن البادي ليست تفعل بالختيار وأن ال ل يفعل بالرادة وقد فرغنا عن إبطال دعواهم ف ذلك ف
م سألة حدث العال .وإذا ثبت أن الفا عل يلق الحتراق بإراد ته ع ند ملقاة القط نة النار أمكن ف العقل أن ل يلق مع
وجود اللقاة .قول م :أفل أرى ب ي يدي سباعا ضار ية فإن ق يل :فهذا ي ر إل ارتكاب مالت شني عة فإ نه إذا أنكرت
لزوم السببات عن أسبابا وأضيف إل إرادة مترعها ول يكن للرادة أيضا منهج مصوص متعي بل أمكن تفننه وتنوعه
فليجوز كل واحد منا أن يكون بي يديه سباع ضارية ونيان مشتعلة وجبال راسية وأعداء مستعدة بالسلحة وهو ل
يرا ها لن ال تعال ل يس يلق الرؤ ية له .إذا وضعت كتابا ف بي ت أفل أعلم أ نه انقلب غلما ومن و ضع كتابا ف بي ته
ل متصعرفا أو انقلب حيوانا أو ترك غلما فع بيتعه فليجوز أن يكون قعد انقلب عنعد رجوععه إل بيتعه غلما أمرد عاق ً
فليجوز انقلبه كلبا أو ترك الرماد فليجوز انقلبه مسكا وانقلب الجر ذهبا والذهب حجرا .وإذا سئل عن شيء من
هذا فينبغي أن يقول :ل أدري ما ف البيت الن وإنا القدر الذي أعلمه أن تركت ف البيت كتابا ولعله الن فرس وقد
ل طخ ب يت الك تب ببوله ورو ثه وإ ن تر كت ف الب يت جرة من الاء ولعل ها انقل بت شجرة تفاح فإن ال قادر على كل
شيء وليس من ضرورة الفرس أن يلق من النطفة ول من ضرورة الشجرة أن تلق من البذر بل ليس من ضرورته أن
يلق ش يء فلعله خلق أشياء ل ي كن ل ا وجود من ق بل بل إذا ن ظر إل إن سان ل يره إل الن وق يل له :هل هذا مولود:
فليتردد وليقل يتمل أن يكون بعض الفواكه ف السوق قد انقلب إنسانا وهو ذلك النسان فإن ال قادر على كل شيء
مكن وهذا مكن فل بد من التردد فيه وهذا فن يتسع الجال ف تصويره وهذا القدر قولنا :إن ال يلق لنا علما بأن هذه
المكنات ل يعلمهعا والواب أن نقول :إن ثبعت أن المكعن كونعه ل يوز أن يلق للنسعان علم بعدم كونعه لزم هذه
الحالت .ونن ل نشك ف هذه الصور الت أوردتوها فإن ال خلق لنا علما بأن هذه المكنات ل يفعلها ول ندع أن
هذه المور واج بة بل هي مك نة يوز أن ت قع ويوز أن ل ت قع وا ستمرار العادة ب ا مرة ب عد أخرى ير سخ ف أذهان نا
جريانا على وفق العادة الاضية ترسخا ل تنفك عنه.
العلم بدوث المكن يوز للنب ل للعامي بل يوز أن يعلم نب من النبياء بالطرق الت ذكرتوها أن فلنا ل يقدم من
سفره غدا وقدومه مكن ولكن يعلم عدم وقوع ذلك المكن بل كما ينظر إل العامي فيعلم أنه ليس يعلم الغيب ف أمر
من المور ول يدرك العقولت من غي تعلم ومع ذلك فل ينكر أن تتقوى نفسه وحدسه بيث يدرك ما يدركه النبياء
على ما اعترفوا بإمكانه ولكن يعلمون أن ذلك ل يقع فإن خرق ال العادة بإيقاعها ف زمان خرق العادات فيها انسلت
هذه العلوم عن القلوب ول يلقها .فل مانع إذن من أن يكون الشيء مكنا ف مقدورات ال ويكون قد جرى ف سابق
علمه أنه ل يفعله مع إمكانه ف بعض الوقات ويلق لنا العلم بأنه ليس يفعله ف ذلك الوقت فليس ف هذا الكلم إل
تشنيع م ض .إن ال يغي صفة النار أو صفة إبراه يم السلك الثان وف يه اللص من هذه التشنيعات و هو أن نسلم أن
النار خلقت خلقة إذا لقاها قطنتان متماثلتان أحرقتهما ول تفرق بينهما إذا تاثلتا من كل وجه ولكنا مع هذا نوز أن
يلقى نب ف النار فل يترق إما بتغيي صفة النار أو بتغيي صفة النب فيحدث من ال أو من اللئكة صفة ف النار يقصر
سعخونتها على جسعمها بيعث ل تتعداه فيبقعى معهعا سعخونتها وتكون على صعورة النار وحقيقتهعا ولكعن ل تتعدى
سخونتها وأثرها أو يدث ف بدن الشخص صفة ول يرجه عن كونه لما وعظما فيدفع أثر النار.
من يطلي نف سه بالطلق ل يتأ ثر بالنار فإ نا نرى من يطلي نف سه بالطلق ث يق عد ف تنور موقدة ول يتأ ثر به .والذي ل
يشا هد ذلك ينكره .فإنكار ال صم اشتمال القدرة على إثبات صفة من ال صفات ف النار أو ف البدن ي نع الحتراق
كإنكار من ل يشاهد الطلق وأثره .وف مقدورات ال غرائب وعجائب ونن ل إن ال يغي الشياء ف وقت أقرب ما
عهد فيه وكذلك إحياء اليت وقلب العصا ثعبانا يكن بذا الطريق وهو أن الادة قابلة لكل شيء فالتراب وسائر العناصر
يستحيل نباتا ث النبات يستحيل عند أكل اليوان دما ث الدم يستحيل منيا ث الن ينصب ف الرحم فيتخلق حيوانا وهذا
بكم العادة واقع ف زمان متطاول فلم ييل الصم أن يكون ف مقدور ال أن يدير الادة ف هذه الطوار ف وقت أقرب
ما عهد فيه وإذا جاز ف وقت أقرب فل ضبط للقل فتستعجل هذه القوى ف عملها ويصل به ما هو معجزة النب.
اعتراض :أيصدر هنا من نفس النب أم من مبدأ آخر فإن قيل :وهذا يصدر من نفس النب أو من مبدأ آخر من البادئ
عند اقتراح النب .قولنا :من ال لثبات النبوة قلنا :وما سلمتموه من جواز نزول المطار والصواعق وتزلزل الرض بقوة
نفس النب يصل منه أو من مبدأ آخر .فقولنا ف هذا كقولكم ف ذاك والول بنا وبكم إضا فة ذلك إل ال إما بغي
واسطة أو بواسطة اللئكة .ولكن وقت استحقاق حصولا انصراف هة النب إليه وتعي نظام الي ف ظهوره لستمرار
نظام الشرع فيكون ذلك مرجحا جهة الوجود ويكون الشيء ف نفسه مكنا والبدأ به سحا جوادا ولكن ل يفيض منه
إل إذا ترجحت الاجة إل وجوده وصار الي متعينا فيه ول يصي الي متعينا فيه إل إذا احتاج نب ف إثبات نبوته إليه
لفاضة الي.
هذا لئق بساق كلمهم ولزم لم فهذا كله لئق بساق كلمهم ولزم لم مهما فتحوا باب الختصاص للنب باصية
تالف عادة الناس فإن مقادير ذلك الختصاص ل ينضبط ف العقل إمكانه فلم يب معه التكذيب لا تواتر نقله وورد
الشرع بتصديقه .تقبل الصور متلفة بسبب اختلف الستعداد وعلى الملة لا كان ل يقبل صورة اليوان إل النطفة
وإنا تفيض القوى اليوانية عليها من اللئكة الت هي مبادي الوجودات عندهم ول يتخلق قط من نطفة النسان إل
إن سان و من نط فة الفرس إل فرس من ح يث أن ح صوله من الفرس أو جب ترجيحا لنا سبة صورة الفرس على سائر
الصور فلم يقبل إل الصورة الترجحة بذا الطريق ولذلك ل ينبت قط من الشعي حنطة ول من بذر الكمثرى تفاح .ث
رأينعا أجناسعا معن اليوانات تتولد معن التراب ول تتوالد قعط كالديدان ومنهعا معا يتولد ويتوالد جيعا كالفار واليعة
والعقرب وكان تولدها من التراب ويتلف استعدادها لقبول الصور بأمور غابت عنا ول يكن ف القوة البشرية الطلع
عليها إذ ليس تفيض الصور عندهم من اللئكة بالتشهي ول جزافا بل ل يفيض على كل مل إل ما تعي قبوله له بكونه
ع عندهعم امتزاجات الكوا كب واختلف نسعب الجرام العلو ية ف مسعتعدا ف نفسعه وال ستعدادات متل فة ومبادئه ا
حركاتا.
مبادىء ال ستعدادات في ها غرائب وعجائب ف قد انف تح من هذا أن مبادىء ال ستعدادات في ها غرائب وعجائب ح ت
توصعل أرباب الطلسعمات معن علم خواص الواهعر العدنيعة وعلم النجوم إل مزج القوى السعماوية بالواص العدنيعة
فاتذوا أشكا ًل من هذه الرض ية وطلبوا ل ا طالعا م صوصا من الطوالع وأحدثوا ب ا أمورا غري بة ف العال فرب ا دفعوا
ال ية والعقرب عن بلد وال بق عن بلد إل غ ي ذلك من أمور تعرف من علم الطل سمات .لاذا ل ي صل هذا ف أقرب
زمان فتكون معجزة فإذا خرجت عن الضبط مبادىء الستعدادات ول نقف على كنهها ول يكن لنا سبيل إل حصرها
ف من أين نعلم ا ستحالة حصول ال ستعداد ف بعض الجسام لل ستحالة ف الطوار ف أقرب زمان حت يستعد لقبول
صورة ما كان ي ستعد ل ا من ق بل وينت هض ذلك معجزة ما إنكار هذا إل لض يق الو صلة وال نس بالوجودات العال ية
والذهول عن أ سرار ال سبحانه ف الل قة والفطرة و من ا ستقرأ عجائب العلوم ل ي ستبعد من قدرة ال ما ي كى من
معجزات ال نبياء بال من الحوال .اعتراض :إذا حدد ت الحال هكذا فإن ق يل :فن حن ن ساعدكم على أن كل م كن
مقدور ل وأن تم ت ساعدون على أن كل مال فل يس بقدور و من الشياء ما يعرف ا ستحالتها ومن ها ما يعرف إمكان ا
ومنها ما يقف العقل فل يقضي فيه باستحالة ول إمكان .فالن ما حد الحال عندكم فإن رجع إل المع بي النفي
والثبات ف شيء واحد فقولوا إن كل شيئي ليس هذا ذاك ول ذاك هذا فل يستدعي وجود أحدها وجود الخر فال
قادر على خلق الحال وقولوا إن ال يقدر على خلق إرادة من غ ي علم بالراد وخلق علم من غ ي حيوة ويقدر على أن
يرك يد م يت ويقعده ويك تب ب يد ملدات ويتعا طى صناعات و هو مفتوح الع ي مدق ب صره نوه ولك نه ل يرى ول
حيوة فيه ول قدرة له عليه وإنا هذه الفعال النظومة يلقها ال تعال مع تريك يده والركة من جهة ال وبتجويز هذا
يب طل الفرق ب ي الر كة الختيار ية وب ي الرعدة فل يدل الف عل الح كم على العلم ول على قدرة الفا عل .وعلى قلب
الجناس وينب غي أن يقدر على قلب الجناس فيقلب الو هر عرضا ويقلب العلم قدرة وال سواد بياضا وال صوت رائ حة
كما اقتدر على قلب الماد حيوانا والجر ذهبا ويلزم عليه أيضا من الحالت ما ل حصر له .جوابنا :ل والواب أن
الحال غي مقدور عليه والحال إثبات الشيء مع نفيه أو إثبات الخص مع نفي العم أو إثبات الثني مع نفي الواحد
وما ل يرجع إل هذا فليس بحال وما ليس بحال فهو مقدور.
الحال أن يمع بي السواد والبياض وأن يكون الشخص ف مكاني ...ال أما المع بي السواد والبياض فمحال لنا
ل نف هم من إثبات صورة ال سواد ف ال حل ن في هيئة البياض ووجود ال سواد فإذا صار ن في البياض مفهوما من إثبات
السواد كان إثبات البياض مع نفيه مالً .وإنا ل يوز كون الشخص ف مكاني لنا نفهم من كونه ف البيت عدم كونه
ف غي البيت فل يكن تقديره ف غي البيت مع كونه ف البيت الفهم لنفيه عن غي البيت .وكذلك نفهم من الرادة
طلب معلوم فإن فرض طلب ول علم ل ت كن إرادة فكان ف يه ن في ما فهمناه .والماد ي ستحيل أن يلق ف يه العلم ل نا
نفهم من الماد ما ل يدرك فإن خلق فيه إدراك فتسميته جادا بالعن الذي فهمناه مال وإن ل يدرك فتسميته الادث
علما ول يدرك بعه مله شيئا مال فهذا وجعه اسعتحالته .إن ال ل يقدر على قلب الجناس لعدم وجود مادة مشتركعة
وأ ما قلب الجناس ف قد قال ب عض التكلم ي أ نه مقدور ل فنقول :م صي الش يء شيئا آ خر غ ي معقول لن ال سواد إذا
ل فالسواد باق أم ل فإن كان معدوما فلم ينقلب بل عدم ذاك وو جد غيه وإن كان موجودا مع القدرة انقلب قدرة مث ً
فلم ينقلب ول كن انضاف إل يه غيه وإن ب قي ال سواد والقدرة معدو مة فلم ينقلب بل ب قي على ما هو عل يه .وإذا قل نا:
انقلب الدم منيا أردنا به أن تلك الادة بعينها خلعت صورة ولبست صورة أخرى فرجع الاصل إل أن صورة عدمت
وصورة حدثت وث مادة قائمة تعاقب علي ها الصورتان .وإذا قل نا :انقلب الاء هواء بالتسخي أردنا به أن الادة القابلة
لصورة الائية خلعت هذه الصورة وقبلت صورة أخرى فالادة مشتركة والصفة متغية .وكذلك إذا قلنا :انقلب العصا
ثعبانا والتراب حيوانا ول يس ب ي العرض والو هر مادة مشتر كة ول ب ي ال سواد والقدرة ول ب ي سائر الجناس مادة
مشتركة فكان هذا مالً من هذا الوجه.
إن اليت إذا حرك ال يده يكتب وأما تريك ال يد ميت ونصبه على صورة حي يقعد ويكتب حت يدث من حركة
يده الكتابة النظومة فليس بستحيل ف نفسه مهما أحلنا الوادث إل إرادة متار وإنا هو مستنكر لطراد العادة بلفه.
لكن الدليل ف علم الفاعل .وقولكم :تبطل به دللة أحكام الفعل على علم الفاعل فليس كذلك فإن الفاعل الن هو ال
و هو الح كم و هو فا عل به .وأ ما قول كم إ نه ل يب قى فرق ب ي الرع شة والر كة الختارة فنقول :إن ا أدرك نا ذلك من
أنفسنا لنا شاهدنا من أنفسنا تفرقة بي الالتي فعبنا عن ذلك الفارق بالقدرة فعرفنا أن الواقع من القسمي المكني
أحدها ف حالة والخر ف حالة وهو إياد الركة مع القدرة عليها ف حالة وإياد الركة دون القدرة ف حالة أخرى.
وأمعا إذا نظرنعا إل غينعا ورأينعا حركات كثية منظومعة حصعل لنعا علم بقدرتاع فهذه علوم يلقهعا ال تعال بجاري
العادات يعرف با وجود أحد قسمي المكان ول يتبي به استحالة القسم الثان كما سبق.
مسألة ف تعجيزهم عن إقامة البهان العقلي على أن النفس النسان جوهر روحان قائم بنفسه ل يتحيز وليس بسم
ول منطبع ف السم ول هو متصل بالبدن ول هو منفصل عنه كما أن ال ليس خارج العال ول داخل العال وكذى
اللئكة عندهم والوض ف هذا يستدعي شرح مذهبهم ف القوى اليوانية والنسانية .والقوى اليوائية تنقسم عندهم
إل ق سمي :مر كة ومدر كة .والدر كة ق سمان :ظاهرة وباط نة .والظاهرة هي الواس الم سة و هي معان منطب عة ف
الج سام أع ن هذه القوى .وأ ما الباط نة فثل ثة :والباط نة تنق سم إل خيال ية إحدي ها القوة اليال ية ف مقد مة الدماغ وراء
القوة البا صرة وف يه تب قى صور الشياء الرئ ية ب عد تغم يض الع ي بل ينط بع في ها ما تورده الواس ال مس فيجت مع ف يه
ويسمى الس الشترك لذلك .ولوله لكان من رأى العسل البيض ول يدرك حلوته إل بالذوق فإذا رآه ثانيا ل يدرك
حلو ته ما ل يذق كالرة الول ول كن ف يه مع ن ي كم بأن هذا الب يض هو اللو فل بد وأن يكون عنده حا كم قد
اجتمع عنده المر أعن اللون واللوة حت قضى عند وجود أحدها بوجود الخر.
ووهية والثانية القوة الوهية وهي الت تدرك العان وكان القوة الول تدرك الصور .والراد بالصور ما ل بد لوجوده
من مادة أي جسم والراد بالعان ما ل يستدعي وجوده جسما ولكن قد يعرض له أن يكون جسم كالعداوة والوافقة
فإن الشاة تدرك معن الذب لونعه وشكله وهيئتعه وذلك ل يكون إل فع جسعم وتدرك أيضا كونعه مالفا لاع .وتدرك
السخلة شكل الم ولونه ث تدرك موافقته ومليته ولذلك ترب من الذئب وتعدو خلف الم .والخالفة والوافقة ليس
من ضرورت ا أن تكون ف الج سام ل كاللون والش كل ول كن قد يعرض ل ا أن تكون ف الج سام أيضا فكا نت هذه
القوة مباينة للقوة الثانية وهذا مله التجويف الخي من الدماغ .ومتخيلة -مفكرة أما الثالثة فهي القوة الت تسمى ف
اليوانات متخيلة وف النسان مفكرة وشأنا أن تركب الصور الحسوسة بعضها مع بعض وتركب العان على الصور
وهي ف التجويف الوسط بي حافظ الصور وحافظ العان .ولذلك يقدر النسان على أن يتخيل فرسا يطي وشخصا
رأ سه رأس إن سان وبد نه بدن فرس إل غ ي ذلك من التركيبات وإن ل يشا هد م ثل ذلك والول أن تل حق هذه القوة
بالقوى الحركة كما سيأت ل بالقوى الدركة وإنا عرفت مواضع هذه القوى وإليها تضم القوة الافظة والقوة الذاكرة
ث زعموا أن القوة الت تنطبع فيها صور الحسوسات بالواس المس تفظ تلك الصور حت تبقى بعد القبول والشيء
يفظ الشيء ل بالقوة الت با يقبل فإن الاء يقبل ول يفظ والشمع يقبل برطوبته ويفظ بيبوسته بلف الاء فكانت
الاف ظة بذا العتبار غ ي القابلة فت سمى هذه قوة حاف ظة .وكذى العا ن تنط بع ف الوه ية وتفظ ها قوة ت سمى ذاكرة
فتصي الدراكات الباطنة بذا العتبار إذا ضم إليها التخيلة خسة كما كانت الظاهرة خسة .والقوى التحركة تنقسم
إل باعثة شهوانية وغضبية وأما القوى الحركة فتنقسم إل مركة على معن أنا باعثة على الركة وإل مركة على معن
أنا مباشرة للحركة فاعلة .والحركة على أنا باعثة هي القوة النوعية الشوقية وهي الت إذا ارتسم ف القوة اليالية الت
ذكرنا ها صعورة مطلوب أو مهروب عنعه بعثعت القوة الحركعة الفاعلة على التحريعك .ولاع شعبتان شعبعة تسعمى قوة
شهوانية وهي قوة تبعث على تريك يقرب به من الشياء التخيلة ضرورية أو نافعة طلبا للذة وشعبة تسمى قوة غضبية
و هي قوة تب عث على تر يك يد فع به الش يء التخ يل وفاعلة وأ ما القوة الحر كة على أن ا فاعلة هي قوة تنب عث ف
العصاب والعضلت من شأنا أن تشنج العضلت فتجذب الوتار والرباطات التصلة بالعضاء إل جهة الوضع الذي
ف يه القوة أو ترخي ها وتدد ها طو ًل فت صي الوتار والرباطات إل خلف ال هة .فهذه قوى الن فس اليوان ية على طر يق
الجال وترك التفصيل .للنفس العاقلة قوتان :عملية ونظرية فأما النفس العاقلة النسانية السماة الناطقة عندهم والراد
بالناطقة العاقلة لن النطق أخص ثرات العقل ف الظاهر فنسبت إليه فلها قوتان :قوة عالة وقوة عاملة وقد يسمى كل
واحدة عقلً ول كن باشتراك ال سم .فالعاملة قوة هي مبدأ مرك لبدن الن سان إل ال صناعات الرت بة الن سانية ال ستنبط
ترتيب ها بالرو ية الا صة بالن سان .وأ ما العال ة ف هي ال ت ت سمى النظر ية و هي قوة من شأن ا أن تدرك حقائق العقولت
الجردة عن الادة والكان والهات و هي القضا يا الكل ية ال ت ي سميها التكلمون أحوالً مرة ووجود ها أخرى وت سميها
الفلسفة الكليات الجردة .الول تنقاد للبدن والثانية مأخوذة من اللئكة فإذن للنفس قوتان بالقياس إل جنبتي :القوة
النظرية بالقياس إل جنبة اللئكة إذ با تأخذ من اللئكة العلوم القيقية وينبغي أن تكون هذه القوة دائمة القبول من
جهة فوق .والقوة العملية لا بالنسبة إل أسفل وهي جهة البدن وتدبيه وإصلح الخلق وهذه القوة ينبغي أن تتسلط
على سائر القوى البدنية وأن تكون سائر القوى متأدبة بتأديبها مقهورة دونا حت ل تنفعل ول تتأثر هي عنها بل تنفعل
تلك القوى عن ها لئل يدث ف الن فس من ال صفات البدن ية هيآت انقياد ية ت سمى رذائل بل تكون هي الغال بة ليح صل
للنفس بسببها هيآت تسمى فضائل.
هذه كل ها ل تن كر فهذا إياز ما فصلوه من القوى اليوانية والنسانية وطولوا بذكر ها مع العراض عن ذكر القوى
النباتية إذ ل حاجة إل ذكرها ف غرضنا .وليس شيء ما ذكروه ما يب إنكاره ف الشرع فإنا أمور مشاهدة أجرى ال
العادة ب ا .اعتراض نا علي هم لن م يق صدون الدللة وإن ا نر يد أن نعترض الن على دعوا هم معر فة كون الن فس جوهرا
قائما بنفسه بباهي العقل .ول سنا نعترض اعتراض من يب عد ذلك من قدرة ال أو يرى أن الشرع جاء بنقي ضه بل رب ا
نبي ف تفصيل الشر والنشر أن الشرع مصدق له ولكنا ننكر دعواهم دللة مرد العقل عليه والستغناء عن الشرع فيه.
فلنطالبهم بالدلة ولم فيه براهي كثية بزعمهم .الول دليلهم الول :أن مل العلم ل ينقسم فهو ليس جسما قولم إن
العلوم العقلية تل مل النفس النسان وهي مصورة وفيها آحاد ل تنقسم فل بد وأن يكون مله أيضا ل ينقسم وكل
ج سم فمنق سم فدل أن مله ش يء ل ينق سم .وي كن إيراد هذا على شرط الن طق بأشكاله ول كن أقر به أن يقال إن كان
مل العلم جسما منقسما فالعلم الال أيضا منقسم لكن العلم الال غي منقسم فالحل ليس جسما .وهذا هو قياس
شرطي استثن فيه نقيض التال فينتج نقيض القدم بالتفاق فل نظر ف صحة شكل القياس ول أيضا ف القدمتي فإن
الول قولنا إن كل حال ف منقسم ينقسم ل مالة بفرض القسمة ف مله وهو أول ل يكن التشكك فيه والثان قولنا إن
العلم الواحد يل ف الدمي وهو ل ينقسم لنه لو انقسم إل غي ناية كان مالً وإن كان له ناية فيشتمل على آحاد ل
مالة ل تنقسم .وعلى اعتراضنا :لاذا ل يكون مل العلم جوهرا فردا والعتراض على مقامي :القام الول أن يقال :ب
تنكرون على من يقول .مل العلم جوهر فرد متحيز ل ينقسم وقد عرف هذا من مذهب التكلمي .ول يبقى بعده إل
استبعاد وهو أنه كيف تل العلوم كلها ف جوهر فرد وتكون جيع الواهر الطيفة با معطلة ماورة .والستبعاد ل خي
فيه إذ يتوجه على مذهبهم أيضا أنه كيف تكون النفس شيئا واحدا ل يتحيز ول يشار إليه ول يكون داخل البدن ول
ل بالسم ول منفصلً عنه .لكن هذه السألة يطول حلها إل أنا ل نؤثر هذا القام فإن القول ف مسألة خارجه ول متص ً
الزء الذي ل يتجزى طويل ولم فيه أدلة هندسية يطول الكلم عليها ومن جلتها قولم :جوهر فرد بي جوهرين هل
يل قي أ حد الطرف ي م نه ع ي ما يلق يه ال خر أو غيه فإن كان عي نه ف هو مال إذ يلزم م نه تل قي الطرف ي فإن مل قي
اللقي ملق وإن كان ما يلقيه غيه ففيه إثبات التعدد والنقسام وهذه شبهة يطول حلها وبنا غنية عن الوض فيها
فلنعدل إل مقام آ خر .القام الثا ن أن نقول :ما ذكرتوه من أن كل حال ف ج سم فينب غي أن ينق سم با طل علي كم ب ا
تدركه القوة من الشاة من عداوة الذئب فإنا ف حكم شيء وحد ل يتصور تقسيمه إذ ليس للعداوة بعض حت يقدر
إدراك بعضه وزوال بعضه وقد حصل إدراكها ف قوة جسمانية عندكم فإن نفس البهائم منطبعة ف الجسام ل تبقى بعد
الوت .وقد اتفقوا عليه فإن أمكنهم أن يتكلفوا تقدير النقسام ف الدركات بالواس المس وبالس الشترك وبالقوة
الافظة للصور فل يكنهم تقدير النقسام ف هذه العان الت ليس من شرطها أن تكون ف مادة .قد يقال :ليس الكلم
عن العداوة الجردة فإن ق يل :الشاة ل تدرك العداوة الطل قة الجردة عن الادة بل تدرك عداوة الذئب الع ي الش خص
مقرونا بشخصه وهيكله .والقوة العاقلة تدرك القائق مردة عن الواد والشخاص.
الدراك ل ينقسم قلنا :الشاة قد أدركت لون الذئب وشكله ث عداوته فإن كان اللون ينطبع ف القوة الباصرة وكذى
الشكل وينقسم بانقسام مل البصر فالعداوة باذى تدركها فإن أدرك بسم فلينقسم وليت شعري ما حال ذلك الدراك
إذا قسم وكيف يكون بعضه أهو إدراك لبعض العداوة فكيف يكون لا بعض أو كل قسم إدراك لكل العداوة فتكون
العداوة معلومة مرارا بثبوت إدراكها ف كل قسم من أقسام الحل .فإذن هذه شبهة مشكلة لم ف برهانم فل بد من
الل .قد يقال :ل شك ف القدمتي فإن قيل :هذه مناقضة ف العقولت والعقولت ل تنقض فإنكم مهما ل تقدروا
على ال شك ف القدمت ي و هو أن العلم الوا حد ل ينق سم وأن ما ل ينق سم ل يقوم ب سم منق سم ل يكن كم ال شك ف
النتيجة .جوابنا :بينا أن أقوالم تتناقض والواب أن هذا الكتاب ما صنفناه إل لبيان التهافت والتناقض ف كلم الفلسفة
وقد حصل إذ انتقض به أحد المرين :إما ما ذكروه ف النفس الناطقة أو ما ذكروه ف القوة الوهية.
ليس العلم كاللون ث نقول :هذه الناقضة تبي أنم غفلوا عن موضع تلبيس ف القياس ولعل موضع اللتباس قولم إن
العلم منطبع ف السم انطباع اللون ف التلون وينقسم اللون بانقسام التلون فينقسم العلم بانقسام مله .واللل ف لفظ
النطباع إذ يكن أن ل تكون نسبة العلم إل مله كنسبة اللون إل التلون حت يقال إنه منبسط عليه ومنطبع فيه ومنتشر
ف جوان به فينق سم بانق سامه .فل عل ن سبة العلم إل مله على و جه آ خر وذلك الو جه ل يوز ف يه النق سام ع ند انق سام
الحل بل نسبته إليه كنسبة إدراك العداوة إل السم .ووجوه نسبة الوصاف إل ملها ليست مصورة ف فن واحد ول
هي معلومة التفاصيل لنا علما نثق به فالكم عليه دون الحاطة بتفصيل النسبة حكم غي موثوق به .ل دليل لم وعلى
الملة ل ينكر أن ما ذكروه ما يقوي الظن ويغلبه وإنا ينكر كونه معلوما يقينا علما ل يوز الغلط فيه ول يتطرق إليه
الشك وهذا القدر مشكك فيه .دليل ثان دليلهم الثان :للعلم نسبة إل العال قالوا :إن كان العلم بالعلوم الواحد العقلي
وهعو العلوم الجرد ععن الواد منطبعا فع الادة انطباع العراض فع الوهعر السعمانية لزم انقسعامه بالضرورة بانقسعام
السم كما سبق وإن ل يكن منطبعا فيه ول منبسطا عليه واستكره لفظ النطباع فنعدل إل عبارة أخرى ونقول :هل
للعلم نسبة إل العال أم ل ومال قطع النسبة فإنه إن قطعت النسبة عنه فكونه عالا به ل صار أول من كون غيه عالا
وهذه النسبة تكون من ثلثة أقسام إما إل الكل أو إل البعض أو ل تكون وثلثتها باطلة وإن كان له نسبة فل يلوا من
ثلثة أقسام :إما أن تكون النسبة لكل جزء من أجزاء الحل أو تكون لبعض أجزاء الحل دون البعض أو ل يكون لواحد
من الجزاء نسبة إليه .وباطل أن يقال :ل نسبة لواحد من الجزاء فإنه إذا ل يكن للحاد نسبة ل يكن للمجموع نسبة
فإن الجتمع من الباينات مباين .وباطل أن يقال :النسبة للبعض فإن الذي ل نسبة له ليس هو من معناه ف شيء وليس
كلمنا عنه .وباطل أن يقال :لكل جزء مفروض نسبة إل الذات لنه إن كانت النسبة إل ذات العلم بأسره فمعلوم كل
واحد من الجزاء ليس هو جزءا من العلوم كما هو فيكون معقولً مرات ل ناية لا بالفعل وإن كان كل جزء له نسبة
أخرى غي النسبة الت للجزء الخر إل ذات العلم فذات العلم إذن منقسمة ف العن وقد بينا أن العلم بالعلوم الواحد من
كل وجه ل ينقسم ف العن وإن كان نسبة كل واحد إل شيء من ذات العلم غي ما إليه نسبة ف الس أقسام ومن هذا
يتبي أن الحسوسات النطبعة ف الواس المس ل تكون إل أمثلة لصور جزئية منقسمة فإن الدراك معناه حصول مثال
الدرك ف نفس الدرك ويكون لكل جزء من مثال الحسوس نسبة إل جزء من اللة السمانية.
اعتراض نا :وهذا شأن عداوة الذئب والعتراض على هذا ما سبق فإن تبد يل ل فظ النطباع بل فظ الن سبة ل يدرأ الشب هة
فيما ينطبع ف القوة الوهية للشاة من عداوة الذئب كما ذكروه فإنه إدراك ل مالة وله نسبة إليه ويلزم ف تلك النسبة ما
ذكرتوه فإن العداوة ل يس أمرا مقدرا له كم ية مقدار ية ح ت ينط بع مثال ا ف ج سم مقدر وتنت سب أجزاؤ ها إل أجزائه
وكون شكل الذئب مقدرا ل يكفي فإن الشاة أدركت شيئا سوى شكله وهو الخالفة والضادة والعداوة والزيادة على
الشكل من العداوة ليس لا مقدار وقد أدركته بسم مقدر .فهذه الصور مشككة ف هذا البهان كما ف الول.
قد يقال :هل تعترضون على الو هر الفرد فإن قال قائل :هل دفع تم هذه الباه ي بأن العلم ي ل من ال سم ف جو هر
متح يز ل يتجزى و هو جواب نا :هذا الب حث طو يل ل فائدة ف يه قل نا :لن الكلم ف الو هر الفرد يتعلق بأمور هند سية
يطول القول ف حلها .ث ليس فيه ما يدفع الشكال فإنه يلزم أن تكون القدرة والرادة أيضا ف ذلك الزء فإن للنسان
ل ول يتصور ذلك إل بقدرة وإرادة ول يتصور الرادة إل بعلم وقدرة الكتابة ف اليد والصابع والعلم با ليس ف اليد فع ً
إذ ل يزول بقطع اليد ول إرادتا ف اليد فإنه قد يريدها بعد شلل اليد وتتعذر ل لعدم الرادة بل لعدم القدرة.
دليل ثالث دليلهم الثالث :النسان دون الزء هو العال قولم :العلم لو كان ف جزء من السم لكان العال ذلك الزء
دون سائر أجزاء الن سان والن سان يقال له عال والعال ية صفة له على الملة من غ ي ن سبة إل م ل م صوص جواب نا:
و هو الب صر! وهذا هوس فإ نه ي سمى مب صرا و سامعا وذائقا وكذى البهي مة تو صف به وذلك ل يدل على أن إدراك
الحسوسات ليس بالسم بل هو نوع من التجوز كما يقال فلن ف بغداذ وإن كان هو ف دليل رابع دليلهم الرابع :قد
يكون العلم وال هل ف ال حل الوا حد إن كان العلم ي ل جزءا من القلب أو الدماغ مثلً فال هل ضده فينب غي أن يوز
ل بشيء واحد فلما استحال ذلك تبي قيامه بزء آخر من القلب أو الدماغ ويكون النسان ف حالة واحدة عالا وجاه ً
أن مل الهل هو مل العلم وأن ذلك الحل واحد يستحيل اجتماع الضدين فيه فإنه لو كان منقسما لا استحال قيام
الهل ببعضه والعلم ببعضه لن الشيء ف مل ل يضاده ضده ف مل آخر كما تتمع البلقة ف الفرس الواحد والسواد
والبياض ف العي الواحدة ولكن ف ملي.
الواس ل ضد لدراكاتا ول يلزم هذا ف الواس فإنه ل ضد لدراكاتا ولكنه قد يدرك وقد ل يدرك فليس بينهما إل
تقابل الوجود والعدم .فل جرم نقول :يدرك بب عض أجزائه كالع ي والذن ول يدرك ب سائر بدنه وليس فيه تناقض .ف
الحل الواحد بغي الجاز ول يغن عن هذا قولكم إن العالية مضادة للجاهلية والكم عام لميع البدن إذ يستحيل أن
يكون الكم ف غي مل العلة فالعال هو الحل الذي قام العلم به فإن أطلق السم على الملة فبالجاز كما يقال :هو ف
بغداذ وإن كان هو ف بعضها وكما يقال :مبصر وإن كنا بالضرورة نعلم أن حكم البصار ل يثبت للرجل واليد بل
يتص بالعي وتضاد الحكام كتضاد العلل فإن الحكام تقتصر على مل العلل .ف الحل الهيأ لكل من العلم والهل
ول يلص من هذا قول القائل إن الحل الهيأ لقبول العلم والهل من النسان واحد فيتضادان عليه فإن عندكم أن كل
ج سم ف يه حيوة ف هو قا بل للعلم وال هل ول تشترطوا سوى اليوة شري طة أخرى و سائر أجزاء البدن عند كم ف قبول
العلم على وتية واحدة .اعتراضنعا :ول تكون الشهوة والنفرة فع الحعل الواحعد العتراض أن هذا ينقلب عليكعم فع
الشهوة والشوق والرادة فإن هذه المور تثبت للبهائم والنسان و هي معان تنط بع ف السم ث ي ستحيل أن ين فر ع ما
يشتاق إليه فيجتمع فيه النفرة واليل إل شيء واحد بوجود الشوق ف مل والنفرة ف مل آخر وذلك ل يدل على أنا ل
تل الجسام وذلك لن هذه القوى وإن كانت كثية ومتوزعة على آلت متلفة فلها رابطة واحدة وهي النفس وذلك
للبهيمة والنسان جيعا وإذا اتدت الرابطة استحالت الضافات التناقضة بالنسبة إليه وهذا ل يدل على كون النفس غي
منطبع ف السم كما ف البهائم.
دليل خامس دليلهم الامس :لول ذلك لا عقل العقل نفسه قولم :إن كان العقل يدرك العقول بآلة جسمانية فهو ل
يعقل نفسه والتال مال فإنه يعقل نفسه فالقدم مال .جوابنا :ما الدليل عليه قلنا :مسلم أن استثناء نقيض التال ينتج
نقيض القدم ولكن إذا ثبت اللزوم بي التال والقدم بل نقول :ما يسلم لزوم التال وما الدليل عليه قد يقال :البصار ل
يب صر فإن ق يل :الدل يل عل يه أن الب صار ل ا كان ب سم فالب صار ل يتعلق بالب صار فالرؤ ية ل ترى وال سمع ل ي سمع
وكذى سائر الواس .فإن كان العقل أيضا ل يدرك إل بسم فلم يدرك نفسه والعقل كما يعقل غيه يعقل نفسه فإن
الواحد منا كما يعقل غيه يعقل نفسه ويعقل أنه عقل غيه جوابنا :هذا يوز برق العادات قلنا :ما ذكرتوه فاسد من
وجهي :أحدها أن البصار عندنا يوز أن يتعلق بنفسه فيكون إبصارا لغيه ولنفسه كما يكون العلم الواحد علما بغيه
وعلما بنفسه .ولكن العادة جارية بلف ذلك وخرق العادات عندنا جائز.
فيكون حاسة منفردة والثان وهو أقوى أنا سلمنا هذا ف الواس ولكن ل إذا امتنع ذلك ف بعض الواس يتنع ف بعض
وأي بعد ف أن يفترق حكم الواس ف وجه الدراك مع اشتراكها ف أنا جسمانية كما اختلف البصر واللمس ف أن
اللمس ل يفيد الدراك إل باتصال اللموس باللة اللمسة وكذى الذوق ويالفه البصر فإنه يشترط فيه النفصال حت لو
أطبق أجفانه ل ير لون الفن لنه ل يبعد عنه وهذا الختلف ل يوجب الختلف ف الاجة إل السم فل يبعد أن
يكون ف الواس السمانية ما يسمى عقلً ويالف سائرها ف أنا تدرك نفسها .دليل سادس دليلهم السادس :لول ذلك
ل ا أدرك الع قل القلب قالوا :لو كان الع قل يدرك بآلة ج سمانية كالب صار ل ا أدرك آل ته ك سائر الواس ولك نه يدرك
الدماغ والقلب وما يد عى آل ته فدل أنه ليس آلة له ول ملً وإل لا أدر كه .اعتراضنا :كما سبق والعتراض على هذا
كالعتراض على الذي قبله .فإنا نقول :ل يبعد أن يدرك البصار مله ولكنه حوالة على العادة .أو نقول :ل يستحيل أن
تفترق الواس ف هذا العن وإن اشتركت ف النطباع ف الجسام كما سبق ول قلتم أن ما هو قائم ف جسم يستحيل
أن يدرك السم الذي هو مله ول يلزم أن يكم من جزئي معي على كلي مرسل ل يكم ببعض الواس على جيعها
وم ا عرف بالتفاق بطل نه وذ كر ف الن طق أن ي كم ب سبب جزئي أو جزئيات كثية على كلي ح ت مثلوه ب ا إذا قال
الن سان إن كل حيوان فإ نه يرك ع ند ال ضغ ف كه ال سفل ل نا ا ستقرأنا اليوانات كل ها فرأينا ها كذلك فيكون ذلك
لغفلته عن التمساح فإنه يرك فكه العلى وهؤلء ل يستقرئوا إل الواس المس فوجدوها على وجه معلوم فحكموا
على الكل به .فلعل العقل حاسة أخرى تري من سائر الواس مرى التمساح من سائر اليوانات فتكون إذن الواس
مع كون ا ج سمانية منق سمة إل ما يدرك مل ها وإل ما ل يدرك ك ما انق سمت إل ما يدرك مدر كه من غ ي ما سة
كالبصر وإل ما ل يدرك إل باتصال كالذوق واللمس .ف ما ذكروه أيضا إن أورث ظنا فل يورث يقينا موثوقا به .قد
يقال :على العقل أن يدرك القلب دائما إ ما أل يدر كه أبدا فإن ق يل :ل سنا نعول على مرد ال ستقراء للحواس بل نعول
على البهان ونقول :لو كان القلب أو الدماغ هعو نفعس النسعان لكان ل يعزب عنعه إدراكهمعا حتع ل يلوا ععن أن
يعقله ما جيعا كما أ نه ل يلوا عن إدراك نف سه فإن أحدا ل يعزب ذا ته عن ذا ته بل يكون مثبتا لنفسه ف نفسه أبدا
والنسان ما ل يسمع حديث القلب والدماغ أو ل يشاهد بالتشريح من إنسان آخر ل يدركهما ول يعتقد وجودها.
فإن كان العقل حا ًل ف جسم فينبغي أن يعقل ذلك السم أبدا أو ل يدركه أبدا وليس واحد من المرين بصحيح بل
يعقل حالة ول يعقل حالة.
فهناك ن سبة واحدة وهذا التحق يق و هو أن الدراك الال ف م ل إن ا يدرك ال حل لن سبة له إل ال حل ول يت صور أن
يكون له نسبة إليه سوى اللول فيه فليدركه أبدا وإن كان هذه النسبة ل تكفي فينبغي أن ل يدرك أبدا إذ ل يكن أن
يكون له نسبة أخرى إليه كما أنه لا أن كان يعقل نفسه عقل نفسه أبدا ول يغفل عنه بال .جواب نا :النسان يشعر
بسده قلنا :النسان ما دام يشعر بنفسه ول يغفل عنه فإنه يشعر بسده وجسمه .نعم ل يتعي له اسم القلب وصورته
وشكله ولك نه يث بت نف سه ج سما ح ت يث بت نف سه ف ثيا به و ف بي ته والن فس الذي ذكروه ل ينا سب الب يت والثوب.
دائما وإن على و جه غ ي مع ي فإثبا ته ل صل ال سم ملزم له وغفل ته عن شكله وا سه كغفل ته عن م ل ال شم وإن ما
زائدتان ف مقدم الدماغ شبيهتي بلم ت الثدي فإن كل إن سان يعلم أ نه يدرك الرائ حة ب سمه ول كن م ل الدراك ل
يتشكل له ول يتعي وإن كان يدرك أنه إل الرأس أقرب منه إل العقب ومن جلة الرأس إل داخل النف أقرب منه إل
داخل الذن .فكذلك يشعر النسان بنفسه ويعلم أن هويته الت با قوامه إل قلبه وصدره أقرب منه إل رجله فإنه يقدر
نفسه باقيا مع عدم الرجل ول يقدر على تقدير نفسه باقيا مع عدم القلب فما ذكروه من أنه يغفل عن السم تارة وتارة
ل
دل يل سابع دليل هم ال سابع :أن القوى الل ية يعرض ل ا من الواظ بة على الع مل كلل قالوا القوى الدرا كة باللت
السمانية يعرض لا من الواظبة على العمل بإدامة الدراك كلل لن إدامة الركة تفسد مزاج الجسام فتكلها وكذلك
المور القوية اللية الدراك توهنها وربا تفسدها حت ل تدرك عقيبها الخفى الضعف كالصوت العظيم للسمع والنور
العظيم للبصر فإنه ربا يفسد أو ينع عقيبه من إدراك الصوت الفي والرئيات الدقيقة بل من ذاق اللوة الشديدة ل
يس بعده بلوة دونه .والمر ف القوة العقلية بالعكس والمر القوة العقلية بالعكس فإن إدامتها للنظر إل العقولت ل
يتعب ها ودرك الضروريات الل ية يقوي ها على درك النظريات الف ية ول يضعف ها وإن عرض ل ا ف ب عض الوقات كلل
فذلك لستعمالا القوة اليالية واستعانتها با فتضعف آلة القوة اليالية فل تدم العقل .قولنا :الواس تتلف بعضها عن
بعض وهذا من الطراز السابق فإنا نقول :ل يبعد أن تتلف الواس السمانية ف هذه المور فليس ما يثبت منها للبعض
يب أن يثبت للخر بل ل يبعد أن تتفاوت الجسام فيكون منها ما يضعفها نوع من الركة ومنها ما يقويها نوع من
الركة ول يوهنها وإن كان يؤثر فيها فيكون ث سبب يدد قوتا بيث ل تس بالثر فيها .فكل هذا مكن إذا الكم
الثابت لبعض الشياء ليس يلزم أن يثبت لكله.
دليل ثامن دليلهم الثامن :العقل ل تعتريه الشيخوخة قالوا :أجزاء البدن كلها تضعف قواها بعد منتهى النشو والوقوف
عند الربعي سنة فما بعدها فيضعف البصر والسمع وسائر القوى والقوة العقلية ف أكثر المر إنا تقوى بعد ذلك.
يعوقه الرض ول يلزم على هذا تعذر النظر ف العقولت عند حلول الرض ف البدن وعند الرف بسبب الشيخوخة فإنه
مهما بان أنه يتقوى مع ضعف البدن ف بعض الحوال فقد بان قوامه بنفسه فتعطله عند تعطل البدن ل يوجب كونه
قائما بالبدن فإن استثناء عي التال ل ينتج فإنا نقول :إن كانت القوة العقلية قائمة بالبدن فيضعفها ضعف البدن بكل
حال والتال مال فالقدم مال .ولذا ال مر مدلول ث ال سبب ف يه أن الن فس ل ا ف عل بذات ا إذا ل ي عق عائق ول يشغل ها
شاغل فإن للنفس فعلي :فعل بالقياس إل البدن وهو السياسة له وتدبيه وفعل بالقياس إل مبادئه وإل ذاته وهو إدراك
العقولت وها متمانعان متعاندان فمهما اشتغل بأحدها انصرف عن الخر وتعذر عليه المع بي المرين .وشواغله
من جهة البدن الحساس والتخيل والشهوات والغضب والوف والغم والوجع فإذا أخذت تفكر ف معقول تعطل عليك
كل هذه الشياء الخر .بل مرد الس قد ينع من إدراك العقل ونظره من غي أن يصيب آلة العقل شيء أو يصيب ذاتا
آفة والسبب ف كل ذلك اشتغال النفس بفعل عن فعل ولذلك يتعطل نظر العقل عند الوجع والرض والوف فإنه أيضا
مرض ف الدماغ .وك يف ي ستبعد التما نع ف اختلف جه ت ف عل الن فس وتعدد ال هة الواحدة قد يو جب التما نع فإن
الفرق يذهل عن الوجع والشهوة عن الغضب والنظر ف معقول عن معقول آخر.
إذا عاد الريض صحيحا عاد العلم من غي استئناف تعلم وآية أن الرض الال ف البدن ليس يتعرض لحل العلوم أنه إذا
عاد صحيحا ل يفت قر إل تعلم اعتراض نا :هناك أ سباب كثية لزيادة ب عض الواس والعتراض أن نقول :نق صان القوى
وزيادتا لا أسباب كثية ل تنحصر فقد يقوى بعض القوى ف ابتداء العمر وبعضها ف الوسط وبعضها ف الخر وأمر
العقل أيضا كذلك .فل يبقى إل أن يدعى الغالب .مثل الشم ول بعد ف أن يتلف الشم والبصر ف أن الشم يقوى بعد
الربعي والبصر يضعف وإن تساويا ف كونما حالي ف السم كما تتفاوت هذه القوى ف اليوانات فيقوى الشم من
بعض ها وال سمع من بعض ها والب صر من بعض ها لختلف ف أمزجت ها ل ي كن الوقوف على ضب طه فل يب عد أن يكون
مزاج اللت أيضا يتلف ف حق الشخاص و ف حق الحوال .والع قل ويكون أ حد ال سباب ف سبق الض عف إل
البصر دون العقل أن البصر أقدم فإنه مبصر ف أول فطرته ول يتم عقله إل بعد خسة عشر سنة أو زيادة على ما يشاهد
اختلف الناس فيه حت قيل إن الشيب إل شعر الرأس أسبق منه إل شعر اللحية لن شعر الرأس أقدم .فهذه السباب إن
خاض الائض فيها ول يرد هذه المور إل ماري العادات فل يكن أن ينبن عليها علم موثوق به لن جهات الحتمال
فيما تزيد با القوى أو تضعف ل تنحصر فل يورث شيء من ذلك يقينا.
دل يل تا سع دليل هم التا سع :مه ما تبدل ال سم فالن سان يب قى بعي نه وم عه علوم قالوا :ك يف يكون الن سان عبارة عن
ال سم مع عوار ضه وهذه الج سام ل تزال تن حل والغذاء ي سد م سد ما ين حل ح ت إذا رأي نا صبيا انف صل من الن ي
فيمرض مرارا ويذبل ث يسمن وينموا فيمكننا أن نقول :ل يبق فيه بعد الربعي شيء من الجزاء الت كانت موجودة
عند النفصال بل كان أول وجوده من أجزاء الن فقط ول يبق فيه شيء من أجزاء الن بل انل كل ذلك وتبدل بغيه.
فيكون هذا السم غي ذلك السم .ونقول :هذا النسان هو ذلك النسان بعينه وحت أنه يبقى معه علوم من أول صباه
ويكون قد تبدل ج يع أج سامه .فدل أن للن فس وجودا سوى البدن وأن البدن آل ته .وكلك الشجرة العتراض أن هذا
ينتقض بالبهيمة والشجرة إذا قيست حالة كبها بالة الصغر فإنه يقال إن هذا ذاك بعينه كما يقال ف النسان وليس
يدل ذلك على أن له وجودا غي السم .وتبقى الصور التخيلة وما ذكر ف العلم يبطل بفظ الصور التخيلة فإنه يبقى
ف الصب إل الكب وإن تبدل سائر أجزاء الدماغ فإن زعموا أنه ل يتبدل سائر أجزاء الدماغ فكذى سائر أجزاء القلب
ل فل وها من البدن فكيف يتصور أن يتبدل الميع والنسان يبقى منه شيء بل نقول :النسان وإن عاش مائة سنة مث ً
بد وأن يكون قد بقي فيه أجزاء من النطفة فأما أن تنمحى عنه فل فهو ذلك النسان باعتبار ما بقي كم أنه يقال :هذا
ذاك الشجر وهذا ذاك الفرس ويكون بقاء الن مع كثرة التحلل والتبدل .مثل الاء الذي تصب عليه وتأخذ منه مثاله ما
إذا صب ف موضع رطل من الاء ث صب عليه رطل آخر حت اختلط به ث أخذ منه رطل ث صب عليه رطل آخر ث
أ خذ م نه ر طل ث ل يزال يف عل كذلك ألف مرة فنحن ف الرة الخية نكم بأن شيئا من الاء الول باق وأ نه ما من
رطل يؤخذ منه إل وفيه شيء من ذلك الاء لنه كان موجودا ف الكرة الثانية والثالثة قريبة من الثانية والرابعة من الثالثة
وهكذى إل الخر .وهذا على أصلهم ألزم حيث جوزوا انقسام الجسام إل غي ناية فانصباب الغذاء ف البدن وانلل
أجزاء البدن يضاهي صب الاء ف هذا الناء واغترافه عنه .دليل عاشر دليلهم العاشر :ف العقل كليات عامة قالوا :القوة
العقل ية تدرك الكليات العا مة العقل ية ال ت ي سميها التكلمون أحوالً فتدرك الن سان الطلق ع ند مشاهدة ال س لش خص
إن سان مع ي و هو غ ي الش خص الشا هد فإن الشا هد ف مكان م صوص ولون م صوص ومقدار م صوص وو ضع
مصوص والنسان العقول الطلق مرد عن هذه المور بل يدخل فيه كل ما ينطلق عليه اسم النسان وإن ل يكن على
لون الشا هد وقدره ووض عه ومكا نه بل الذي ي كن وجوده ف ال ستقبل يد خل ف يه بل لو عدم الن سان يب قى حقي قة
الن سان ف الع قل مردا عن هذه الواص وهكذى كل ش يء شاهده ال س مشخ صا فيح صل م نه للع قل حقي قة ذلك
الش خص كليا مردا عن الواد والوضاع ح ت تنق سم أو صافه إل ما هو ذا ت كال سمية للش جر واليوان واليوان ية
للن سان وإل ما هو عر ضي له كالبياض والطول للن سان والش جر وي كم بكو نه ذاتيا وعرضيا على ج نس الن سان
والش جر و كل ما يدرك ل على الش خص الشا هد فدل أن الكلي الجرد عن القرائن الح سوسة معقولة عنده وثاب تة ف
عقله.
تردها عن القرائن الحسوسة تتعلق بالنفس الجردة وذلك الكلي العقول ل إشارة إليه ول وضع له ول مقدار فإما أن
يكون ترده عن الوضع والادة بالضافة إل الأخوذ منه وهو مال فإن الأخوذ منه ذو وضع وأين ومقدار وإما أن يكون
بالضافة إل الخذ وهو النفس العاقلة فينبغي أن ل يكون للنفس وضع ول إليه إشارة ول له مقدار وإل لو ثبت ذلك
لثبت للذي حل فيه .اعتراضنا :ما يل ف الس يل ف العقل ولكن مفصلً والعتراض أن العن الكلي الذي وضعتموه
حا ًل ف العقل غي مسلم بل ل يل ف العقل إل ما يل ف الس ولكن يل ف الس مموعا ول يقدر الس على
تفصيله والعقل يقدر على تفصيله .ف العقل النسبة إل جيع الفردات نسبة واحدة ث إذا فصل كان الفصل الفرد عن
القرائن ف العقل ف كونه جزئيا كالقرون بقرائنه إل أن الثابت ف العقل يناسب العقول وأمثاله مناسبة واحدة فيقال إنه
كلي على هذا العن وهو أن ف العقل صورة العقول الفرد الذي أدركه الس أو ًل ونسبة تلك الصورة إل سائر آحاد
ذلك النس نسبة واحدة فإنه لو رأى إنسانا آخر ل يدث له هيئة أخرى كما إذا رأى فرسا بعد إنسان فإنه يدث فيه
صورتان متلفتان.
وم ثل هذا ف ال س وم ثل هذا قد يعرض ف مرد ال س فإن من رأى الاء ح صل ف خياله صورة فلو رأى الدم بعده
ح صلت صورة أخرى فلو رأى ماء آ خر ل تدث صورة أخرى بل ال صورة ال ت انطب عت ف خياله من الاء مثال ل كل
واحد من آحاد الياه فقد يظن أنه كلي بذا العن .فكذلك إذا رأى اليد مثلً حصل ف اليال وف العقل وضع أجزائه
بعضها مع بعض وهو انبساط الكف وانقسام الصابع عليه وانتهاء الصابع على الظفار ويصل مع ذلك صغره وكبه
ولو نه .فإن رأى يدا أخرى تاثله ف كل ش يء ل يتجدد له صورة أخرى بل ل تؤ ثر الشاهدة الثان ية ف إحداث ش يء
جد يد ف اليال ك ما إذا رأى الاء ب عد الاء ف إناء وا حد على قدر وا حد و قد يرى يدا أخرى تال فه ف اللون والقدر
فيحدث له لون آخر وقدر آخر ول يدث له صورة جديدة لليد فإن اليد الصغي السود يشارك اليد الكبي البيض ف
وضع الجزاء ويالفه ف اللون والقدر فما يساوي فيه الول ل تتجدد صورته إذ تلك الصورة هي هذه الصورة بعينها
وما يالفه يتجدد صورته .وهذا ل يؤذن بثبوت كلي ف العقل ل وضع له أصلً فهذا معن الكلي ف العقل والس جيعا
فإن العقل إذا أدرك صورة السم من اليوان فل يستفيد من الشجر صورة جديدة ف السمية كما ف اليال بإدراك
صورة الاءين ف وقتي وكذى ف كل متشابي وهذا ل يؤذن بثبوت كلي ل وضع له أصلً .على أن العقل قد يكم
بثبوت شيء ل إشارة إليه ول وضع كحكمه بوجود صانع العال ولكن من أين أن ذلك ل يتصور قيامه بسم وف هذا
القسم يكون النتزع عن الادة هو العقول ف نفسه دون العقل والعاقل .فأما الأخوذ من الواد فوجهه ما ذكرناه.
مسألة ف إبطال قولم إن النفوس النسانية يستحيل عليها العدم بعد وجودها وأنا سرمدية ل يتصور فناؤها دليلهم
الول :ل يكون بوت البدن أحده ا قول م إن عدم ها ل يلوا إ ما أن يكون بوت البدن أو ب ضد يطرى علي ها أو بقدرة
ل ل ا بل هو آلة ت ستعملها الن فس بوا سطة القوى ال ت ف البدنالقادر .وبا طل أن تنعدم بوت البدن فإن البدن ل يس م ً
وف ساد اللة ل يو جب ف ساد م ستعمل اللة إل أن يكون حالً في ها منطبعا كالنفوس البهيم ية والقوى ال سمانية ولن
ل بغي مشاركة اللة وفعلً بشاركتها فالفعل الذي لا بشاركة اللة التخيل والحساس والشهوة والغضب فل النفس فع ً
جرم يفسد بفساد البدن ويفوت بفواته وفعلها بذاتا دون مشاركة البدن إدراك العقولت الجردة عن الواد ول حاجة
ف كونه مدركا للمعقولت إل البدن بل الشتغال بالبدن يعوقها عن العقولت ومهما كان لا فعل دون البدن ووجود
دون البدن ل تفت قر ف قوام ها إل البدن .ول بال ضد وبا طل أن يقال إن ا تنعدم بال ضد إذ الوا هر ل ضد ل ا ولذلك ل
ينعدم ف العال إل العراض والصور التعاقبة على الشياء إذ تنعدم صورة الائية بضدها وهو صورة الوائية والادة الت
هي الحل ل تنعدم قط وكل جوهر ليس ف مل فل يتصور عدمه بالضد إذ ل ضد لا ليس ف ول بالقدرة وباطل أن
يقال :تفن بالقدرة إذ العدم ليس شيئا حت يتصور وقوعه بالقدرة وهذا عي ما ذكروه ف مسألة أبدية العال وقد قررناه
وتكلمنا عليه .اعتراضنا الول :راجع ما سبق والعتراض عليه من وجوه :الول أنه بناء على أن النفس ل يوت بوت
البدن لنه ليس حا ًل ف جسم وهو بناء على السألة الول فقد ل نسلم ذلك :اعتراضنا الثان :حدوث النفس ل يكون
إل بدوث البدن الثان هو أنه ل يل البدن عندهم فله علقة بالبدن حت ل يدث إل بدوث البدن .هذا ما اختاره ابن
سينا والحققون وأنكروا على أفل طن أن الن فس قدي ة ويعرض ل ا الشتغال بالبدان ب سلك برها ن م قق .ك ما ت قق
المر و هو أن النفوس ق بل البدان إن كا نت واحدة فك يف انقسمت و ما ل ع ظم له ول مقدار ل يع قل انقسامه .وإن
ز عم أ نه ل ينق سم ف هو مال إذ يعلم ضرورة أن ن فس ز يد غ ي ن فس عمرو ولو كا نت واحدة لكا نت معلومات ز يد
معلو مة لعمرو فإن العلم من صفات ذات الن فس و صفات الذات تد خل مع الذات ف كل إضا فة وإن كا نت النفوس
متكثرة فماذى تكثرت ول تتكثر بالواد ول بالماكن ول بالزمنة ول بالصفات إذ ليس فيها ما يوجب اختلف الصفة
بلف النفوس ب عد موت البدن فإن ا تتك ثر باختلف ال صفات ع ند من يرى بقاء ها لن ا ا ستفادت من البدان هيئات
متلفة ل تتماثل نفسان منها فإن هيئاتا تصل من الخلق والخلق قط ل تتماثل نفسان منها فإن هيئاتا تصل من
الخلق والخلق قط ل تتماثل كما أن اللق الظاهر قط ل يتماثل ولو تاثلت لشتبه علينا زيد بعمرو.
والنفس تتعلق بالبدن الخصوص ببعض الوسائط ومهما ثبت بكم هذا البهان حدوثه عند حدوث النطفة ف الرحم
واستعداد مزاجها لقبول النفس الدبرة ث قبلت النفس ل لنا نفس فقط إذ قد تستعد ف رحم واحد نطفتان لتوأمي ف
حالة واحدة للقبول فيتعلق بما نفسان يدثان من البدأ الول بواسطة أو بغي واسطة ول يكون نفس هذا مدبرا لسم
ذاك ول نفعس ذاك مدبرا لسعم هذا فليعس الختصعاص إل لعلقعة خاصعة بيع النفعس الخصعوص وبيع ذلك البدن
الخصوص وإل فل يكون بدن أحد التوأمي بقبول هذه النفس أول من الخر وإل فقد حدثت نفسان معا واستعدت
نطفتان لقبول التدبي معا .فإذا بطل البدن انعدمت النفس فما الخصص فإن كان ذلك الخصص هو النطباع فيه فيبطل
ببطلن البدن وإن كان ث و جه آ خر به العل قة ب ي هذه الن فس على ال صوص وب ي هذا البدن على ال صوص ح ت
كا نت تلك العل قة شرطا ف حدو ثه فأي ب عد ف أن تكون شرطا ف بقاءه فإذا انقط عت العل قة انعد مت الن فس ث ل
يعود وجود ها إل بإعادة ال سبحانه وتعال على سبيل الب عث والنشور ك ما ورد به الشرع ف العاد .قد يقال :لي ست
هذه العلقة إل بطريق الشوق فإن قيل :أما العلقة بي النفس والبدن فل يس إل بطريق نزاع طبيعي وشوق جبلي خلق
في ها إل هذا البدن خا صة يشغل ها ذلك الشوق ب ا عن غيه من البدان ول يلي ها ف ل ظة فتبقى مقيدة بذلك الشوق
البلي بالبدن العي مصروفا عن غيه .وذلك ل يوجب فساده بفساد البدن الذي هو مشتاق بالبلة إل تدبيه .نعم قد
يبقعى ذلك الشوق بععد مفارقعة البدن إن اسعتحكم فع اليوة اشتغالاع بالبدن وإعراضهعا ععن كسعر الشهوات وطلب
العقولت فيتأذى بذلك الشوق مع فوات اللة الت الشوق إل مقتضاها.
وبناسبة تفى علينا وأما تعي نفس زيد لشخص زيد ف أول الدوث فلسبب ومناسبة بي البدن والنفس ل مالة حت
يكون هذا البدن مثلً أصلح لذه النفس من الخر لزيد مناسبة بينهما فترجح اختصاصه وليس ف القوة البشرية إدراك
خصوص تلك الناسبات وعدم اطلعنا على تفصيله ل يشككنا ف أصل الاجة إل مصص ول يضرنا أيضا ف قولنا إن
الن فس ل تف ن بفناء البدن .جواب نا :قد تكون على و جه يوج الن فس ف بقائ ها قل نا :مه ما غا بت النا سبة ع نا و هي
القتض ية للخت صاص فل يبعد أن تكون تلك الناسبة الجهولة على و جه يوج النفس ف بقائ ها إل بقاء البدن حت إذا
فسد فسدت فإن الجهول ل يكن الكم عليه بأنه يقتضي التلزم أم ل فلعل تلك النسبة ضرورية ف وجود النفس فإن
انعد مت انعد مت فل ث قة بالدل يل الذي ذكروه .اعتراض نا الثالث :تنعدم بقدرة ال العتراض الثالث هو أ نه ل يب عد أن
يقال :تنعدم بقدرة ال تعال ك ما قررناه ف م سألة سرمدية العال .اعتراض نا الرا بع :ل عل هناك طرق غي ها العتراض
الرابع هو أن يقال :ذكرت أن هذه الطرق الثلث ف العدم تنحسم فهو مسلم .فما الدليل على أن عدم الشيء ل يتصور
إل بطريق من هذه الطرق الثلث فإن التقسيم إذا ل يكن دائرا بي النفي والثبات فل يبعد أن يزيد على الثلث والربع
فلعل للعدم طريقا رابعا وخامسا سوى ما ذكرتوه فحصر الطرق ف هذه الثلث غي معلوم بالبهان .دليلهم الثان :كل
جوهر يستحيل عليه العدم دليل ثان وعليه تعويلهم أن قالوا :كل جوهر ليس ف مل فيستحيل عليه العدم بل البسائط ل
تنعدم قط .وهذا الدليل يثبت فيه أولً أن موت البدن ل يوجب انعدامه لا سبق.
ما ينعدم ففيه قوة الفساد وحامله يبقى فبعد ذلك يقال :يستحيل أن ينعدم بسبب آخر بسبب آخر لن كل ما ينعدم
ب سبب ما أي سبب كان فف يه قوة الف ساد أي إمكان العدم سابق على النعدام ك ما أن ما يطرى وجوده من الوادث
فيكون إمكان الوجود سعابقا على الوجود ويسعمى إمكان الوجود قوة الوجود وإمكان العدم قوة الفسعاد .وكمعا أن
إمكان الوجود وصف إضاف ل يقوم إل بشيء حت يكون إمكانا بالضافة إليه فكذلك إمكان العدم ولذلك قيل إن كل
حادث فيفتقر إل مادة سابقة يكون فيها إمكان وجود الادث وقوته كما سبق ف مسألة قدم العال فالادة الت فيها قوة
الوجود قابلة للوجود الطاري والقابل غي القبول فيكون القابل موجودا مع القبول عند طريانه وهو غيه .فكذلك قابل
العدم ينبغي أن يكون موجودا عند طريان العدم حت يعدم منه شيء كما وجد فيه شيء ويكون ما عدم غي ما بقي
ويكون ما بقي هو الذي فيه قوة العدم وقبوله وإمكانه كما أن ما بقي عند طريان الوجود يكون غي ما طرى وقد كان
ما ف يه قوة قبول الطاري .و هو كالادة فيلزم أن يكون الش يء الذي طرى عل يه العدم مركبا من ش يء انعدم و من قا بل
للعدم ب قي مع طريان العدم و قد كان هو حا مل قوة العدم ق بل طريان العدم ويكون حا مل القوة كالادة والنعدم من ها
كالصورة.
لكن النفس غي مركبة ولكن النفس بسيطة وهي صورة مردة عن الادة ل تركيب فيها فإن فرض فيها تركيب من
صورة ومادة فنحن ننقل البيان إل الادة الت هي السنخ والصل الول إذ ل بد وأن ينتهي إل أصل فنحيل العدم على
ذلك الصل وهو السمى نفسا كما نيل العدم على مادة الجسام فإنا أزلية أبدية إنا تدث عليها الصور وتنعدم منها
الصور وفيها قوة طريان الصور عليها وقوة انعدام الصور منها فإنا قابلة للضدين على السواء وقد ظهر من هذا الوجود
أن كل موجود أحدى الذات ي ستحيل عل يه العدم .إن قوة الوجود للش يء يكون لغ ي ذلك الش يء وي كن تفه يم هذا
بصيغة أخرى وهو أن قوة الوجود للشيء يكون قبل وجود الشيء فيكون لغي ذلك الشيء ول يكون نفس قوة الوجود.
بيا نه أن ال صحيح الب صر يقال أ نه ب صي بالقوة أي ف يه قوة الب صار ومعناه أن ال صفة ال ت ل بد من ها ف الع ي لي صح
البصار موجودة فإن تأخر البصار فلتأخر شرط آخر فيكون قوة البصار للسواد مثلً موجودا للعي قبل إبصار السواد
بالفعل فإن حصل إبصار السواد بالفعل ل يكن قوة إبصار ذلك السواد موجودا عند وجود ذلك البصار إذ ل يكن أن
يقال :مه ما ح صل الب صار ف هو مع كو نه موجودا بالف عل موجود بالقوة بل قوة الوجود لو انعدم الش يء الب سيط
لجتمع ف الشيء الواحد قوة الوجود مع حصول الوجود وإذا ثبتت هذه القدمة فنقول :لو انعدم الشيء البسيط لكان
ل فإن ما أم كن عدمهل لذلك الشيء و هو الراد بالقوة فيكون إمكان الوجود أيضا حا ص ً إمكان العدم قبل العدم حا ص ً
فليس واجب الوجود فهو مكن الوجود ول نعن بقوة الوجود إل إمكان الوجود فيؤدي إل أن يتمع ف الشيء الواحد
قوة وجود نفسه مع حصول وجوده بالفعل ويكون وجوده بالفعل هو عي قوة الوجود وقد بينا أن قوة البصار تكون
ف العي الت هي غي البصار ول تكون ف نفس البصار إذ يؤدي إل أن يكون الشيء بالقوة والفعل وها متناقضان بل
مهما كان الشيء بالقوة ل يكن بالفعل ومهما كان بالفعل ل يكن بالقوة وف إثبات قوة العدم للبسيط قبل العدم إثبات
لقوة الوجود ف حالة الوجود وهو مال .راجع ما سبق ف مسألة أزلية العال وهذا بعينه هو الذي قررناه لم ف مصيهم
إل ا ستحالة حدوث الادة والعنا صر وا ستحالة عدم ها ف م سألة أزل ية العال وأبدي ته ومن شأ التلب يس وضع هم المكان
وصفا مستدعيا ملً يقوم به .وقد تكمنا عليه با فيه مقنع فل نعيد فإن السألة هي السألة فل فرق بي أن يكون التكلم
فيه جوهر مادة أو جوهر نفس.
م سألة ف إبطال إنكار هم لب عث الج ساد ورد الرواح إل البدان ووجود النار ال سمانية ووجود ال نة والور الع ي
وسائر ما وعد به الناس وقولم إن كل ذلك أمثلة ضربت لعوام اللق لتفهيم ثواب وعقاب روحانيي ها أعلى رتبة من
ال سمانية و هو مالف لعتقاد ال سلمي كا فة .فلنقدم تفه يم معتقد هم ف المور الخرو ية ث لنعترض على ما يالف
السلم من جلته .قولم :اللذة السرمدية ل تكون إل بالعلم والعمل وقد قالوا إن النفس تبقى بعد الوت بقاء سرمديا
إما ف لذة ل ييط الوصف با لعظمها وإما ف أل ل ييط الوصف به لعظمه ث قد يكون ذلك الل ملدا وقد ينمحى
على طول الزمان .ث تتفاوت طبقات الناس ف درجات الل واللذة تفاوتا غي مصور كما يتفاوتون ف الراتب الدنيوية
ولذاتاع تفاوتا غيع مصعور واللذة السعرمدية للنفوس الكاملة الزكيعة والل السعرمدي للنفوس الناقصعة اللطخعة والل
النقضعي للنفوس الكاملة اللطخعة فل تنال السععادة الطلقعة إل بالكمال والتزكيعة والطهارة والكمال بالعلم والزكاء
بالعمل.
تلتذ بما القوة العقلية ووجه الاجة إل العلم أن القوة العقلية غذاؤها ولذتا ف درك العقولت كما أن القوة الشهوانية
لذتا ف نيل الشتهى والقوة البصرية لذتا ف النظر إل الصور الميلة وكذلك سائر القوى .وإنا ينعها من الطلع على
العقولت البدن وشواغله وحوا سه وشهوا ته .والن فس الاهلة ف اليوة الدن يا حق ها أن تتأل بفوات لذة الن فس ول كن
الشتغال بالبدن ينسيه نفسه ويلهيه عن أله كالائف ل يس بالل وكالدر ل يس بالنار فإذا بقيت ناقصة حت انط
عنه شغل البدن كان ف صورة الدر إذا عرض على النار فل يس بالل فإذا زال الدر شعر بالبل العظيم دفعة واحدة
هجوما .والبدن يشغل عنها والنفوس الدركة للمعقولت قد تلتذ با التذاذا خفيا قاصرا عما يقتضيه طباعه وذلك أيضا
لشوا غل البدن وأنس الن فس بشهوات ا .ومثاله مثال الر يض الذي ف ف يه مرارة يستبشع الش يء الطيب اللو ويستهجن
الغذاء الذي هو أت أسباب اللذة ف حقه فل يتلذذ به لا عرض من الرض.
فإذا انط عنها أعباء البدن أدركت اللذة دفعة فالنفوس الكاملة بالعلوم إذا انط عنها أعباء البدن وشواغله بالوت كان
مثاله مثال من عرض للط عم اللذ والذوق الط يب وكان به عارض مرض ين عه من الدراك فزال العارض فأدرك اللذة
العظيمة دفعة .أو مثال من اشتد عشقه ف حق شخص فضاجعه ذلك الشخص وهو نائم أو مغمى عليه أو سكران فل
يس به فتنبه فجأة فيشعر بلذة الوصال بعد طول النتظار دفعة واحدة .اللذات الروحانية تفهم بالسمانية وهذه اللذات
حقية بالضافة إل اللذات الروحانية العقلية إل أنه ل يكن تفهيمه إل بأمثلة ما شاهدها الناس ف هذه اليوة وهذا كما
أنا لو أردنا أن نفهم الصب أو العني لذة الماع ل نقدر عليه إل بأن نثله ف حق الصب باللعب الذي هو ألذ الشياء
عنده وف حق العني بلذة الكل الطيب مع شدة الوع ليصدق بأصل وجود اللذة ث يعلم أن ما فهمه بالثال ليس يقق
عنده لذة الماع وأن ذلك ل يدرك إل بالذوق .وهذه أحعط معن الول :لعدم وجودهعا فع اللئكعة والدليعل على أن
اللذات العقل ية أشرف من اللذات ال سمانية أمران :أحده ا أن حال اللئ كة أشرف من حال ال سباع والناز ير من
البهائم وليس لا اللذات السية من الماع والكل وإنا لا لذة الشعور بكمالا وجالا الذي خص با ف نفسها ف
اطلعها على حقائق الشياء وقربا من رب العالي ف الصفات ل ف الكان وف رتبة الوجود فإن الوجودات حصلت
من ال على ترتيب وبوسائط فالذي يقرب من الوسائط رتبته ل مالة أعلى.
ولكن النسان يفضلها على غيها والثان أن النسان أيضا قد يؤثر اللذات العقلية على السية فإن من يتمكن من غلبة
عدو والشماتة به يهجر ف تصيله ملذ النكحة والطعمة بل قد يهجر الكل طول النهار ف لذة غلبة الشطرنج والنرد
مع خسة المر فيه ول يس بأل الوع .وكذلك التشوف إل الشمة والرئاسة يتردد بي انرام حشمته بقضاء الوطر
ل بيث يعرفه غيه وينتشر عنه فيصون الشمة ويترك قضاء الوطر ويستحقر ذلك مافظة على ماء الوجه من عشيقته مث ً
فيكون ذلك ل مالة ألذ عنده بل ربا يهجم الشجاع على جم غفي من الشجعان مستحقرا خطر الوت شغفا با يتوهه
بعد الوت من لذة الثناء والطراء عليه .فالفضلية :هي للذات العقلية الخروية فإذن اللذات العقلية الخروية أفضل من
اللذات السية الدنيوية ولول ذلك لا قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :أعددت لعبادي الصالي ما ل عي رأت ول
أذن سعت ول خ طر على قلب ب شر .وقال تعال " :ل تعلم ن فس ما أخ في ل م من قرة أع ي " فهذا و جه الا جة إل
العلم .بعض العلوم نافعة والنافع من جلته العلوم العقلية الحضة وهي العلم بال وصفاته وملئكته وكتبه وكيفية وجود
الشياء م نه و ما وراء ذلك إن كان و سيلة إل يه ف هو نا فع لجله وإن ل ي كن و سيلة إل يه كالن حو والل غة والش عر وأنواع
العلوم الفترقة فهي صناعات وحرف كسائر الصناعات.
النفعس الواظبعة على الشهوات تنال الذى وأمعا الاجعة إل العمعل والعبادة فلزكاء النفعس فإن النفعس فع هذا البدن
مصدود عن درك حقائق الشياء ل لكونه منطبعا ف البدن بل لشتغاله ونزو عه إل شهواته وشوقه إل مقتضياته وهذا
النوع والشوق هيئة للنفعس تترسعخ فيهعا وتتمكعن منهعا بطول الواظبعة على اتباع الشهوات والثابرة على النعس
بالحسوسات الستلذة فإذا تكنت من النفس فمات البدن كانت هذه الصفات متمكنه من النفس ومؤذية من وجهي.
فتكون عاجزة عن التصال باللئكة أحدها أنا تنعها عن لذتا الاصة با وهو التصال باللئكة والطلع على المور
الميلة اللية ول يكون معه البدن الشاغل فيلهيه عن التأل كما قبل الوت .وعن اللذة السمانية والثان أنه يبقى معه
الرص واليل إل الدنيا وأسبابا ولذاتا وقد استلب منه اللة فإن البدن هو اللة للوصول إل تلك اللذات فيكون حاله
حال من ع شق امرأة وألف رئا سة وا ستأنس بأولد وا ستروح إل مال وابت هج بش مة فق تل معشو قه وعزل عن رئا سته
وسب أولده ونساؤه وأخذ أمواله أعداؤه وأسقط بالكلية حشمته فيقاسي من الل ما ل يفى وهو ف هذه اليوة غي
منقطع المل عن عود أمثال هذه المور فإن الدنيا غاد ورائح فكيف إذا انقطع المل فالول أن يعرض عن الدنيا ول
ينجي عن التضمخ بذه اليئات إل كف النفس عن الوى والعراض عن الدنيا والقبال بكنه الد على العلم والتقوى
حت تنقطع علئقه عن المور الدنيوية وهو ف الدنيا وتستحكم علقته مع المور الخروية فإذا مات كان كالتخلص
عن سجن فالواصل إل جيع مطالبه فهو جنته .لكن الضرورات البدنية جاذبة إليها ول يكن سلب جيع هذه الصفات
عن النفس وموها بالكلية فإن الضرورات البدنية جاذبة إليها إل أنه يكن تضعيف تلك العلقة ولذلك قال تعال " :وإن
منكم إل واردها كان على ربك حتما مقضيا " .إل أنه إذا ضعفت العلقة ل تشتد نكاية فراقها وعظم اللتذاذ با اطلع
عليه عند الوت من المور اللية فأماط أثر مفارقة الدنيا والنوع إليها على قرب كمن يستنهض من وطنه إل منصب
عظ يم وملك مرت فع ف قد ترق نف سه حالة الفراق على أهله ووط نه فيتأذى أذى ما ول كن ينم حى ب ا ي ستأنفه من لذة
البتهاج باللك والرئا سة .ولذلك ورد الشرع بالتو سط ف الخلق وإذا ل ي كن سلب هذه ال صفات ورد الشرع ف
الخلق بالتوسط بي كل طرفي متقابلي لن الاء الفاتر ل حار ول بارد فكأنه بعيد عن الصفتي فل ينبغي أن يبالغ ف
إم ساك الال في ستحكم ف يه حرص الال ول ف النفاق فيكون مبذرا ول أن يكون متنعا عن كل المور فيكون جبانا
ول منهمكا ف كل أمر فيكون متهورا بل يطلب الود فإنه الوسط بي البخل والتبذير والشجاعة فإنا الوسط بي الب
والتهور وكذلك ف جيع الخلق وعلم الخلق طويل والشريعة بالغت ف تفصيلها ول سبيل ف تذيب الخلق إل
براعاة قانون الشرع ف العمل حت ل يتبع النسان هواه فيكون قد اتذ إله هواه بل يقلد الشرع فيقدم ويجم بإشارته
ل باختياره فتتهذب به أخلقه.
فمنهم من يكونون تعساء ومنهم سعداء على وجه كامل أو غي كامل ومن عدم هذه الفضيلة ف اللق والعلم جيعا
فهو الالك ولذلك قال تعال " :قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها " .ومن جع الفضيلتي العلمية والعملية فهو
العارف العا بد و هو ال سعيد الطلق و من له الفضيلة العلم ية دون العمل ية ف هو العال الفا سق ويتعذب مدة ول كن ل يدوم
لن نفسعه قعد كمعل بالعلم ولكعن العوارض البدنيعة لطختعه تلطيخا عارضا على خلف جوهعر النفعس وليعس تتجدد
ال سباب الجددة فينم حى على طول الزمان و من له الفضيلة العمل ية دون العلم ية في سلم وين جو عن الل ول ي ظى
بالسعادة الكاملة .وزعموا أن من مات فقد قامت قيامته .ف الشرع صور وأما ما ورد ف الشرع من الصور فالقصد
ضرب المثال لق صور الفهام عن درك هذه اللذات فم ثل ل م ما يفهمون ث ذ كر ل م أن تلك اللذات فوق ما و صف
لم .فهذا مذهبهم .جوابنا :أكثر المور صحيحة ولكن ل تعرف إل بالشرع ونن نقول :أكثر هذه المور ليس على
مالفة الشرع فإنا ل ننكر أن ف الخرة أنواع من اللذات أعظم من الحسوسات ول ننكر بقاء النفس عند مفارقة البدن
ولكنا عرفنا ذلك بالشرع إذ ورد بالعاد ول يفهم العاد إل ببقاء النفس وإنا أنكرنا عليهم من قبل دعواهم معرفة ذلك
بجرد العقل.
فالشرع يعلم نا ح شر الج ساد ول كن الخالف للشرع من ها إنكار ح شر الج ساد وإنكار اللذات ال سمانية ف ال نة
واللم ال سمانية ف النار وإنكار وجود ج نة ونار ك ما و صف ف القرآن .ف ما الا نع من تق يق ال مع ب ي ال سعادتي
الروحانية والسمانية وكذى الشقاوة وقوله :ل تعلم نفس ما أخفي لم أي ل يعلم جيع ذلك .وقوله :أعددت لعبادي
ال صالي ما ل ع ي رأت فكذلك وجود تلك المور الشري فة ل يدل على ن في غي ها بل ال مع ب ي المر ين أك مل
والوعود أكمل المور وهو مكن فيجب التصديق به على وفق الشرع .قد يقال :هذه أمثال فإن قيل :ما ورد فيه أمثال
ضربت على حد أفهام اللق كما أن الوارد من آيات التشبيه وإخباره أمثال على حد فهم اللق والصفات اللية مقدسة
عما ييله عامة الناس .قولنا :ل مل للتأويل والواب أن التسوية بينهما تكم بل ها يفترقان من وجهي :أحدها أن
اللفاظ الواردة ف الت شبيه تتمل التأو يل على عادة العرب ف ال ستعارة و ما ورد ف و صف ال نة والنار وتفصيل تلك
الحوال بلغ مبلغا ل يتمل التأويل فل يبقى إل خل الكلم على التلبيس بتخييل نقيض الق ول للستحالة والثان أن
أدلة العقول دلت على استحالة الكان والهة والصورة ويد الارحة وعي الارحة وإمكان النتقال والستقرار على ال
سبحانه فوجب التأويل بأدلة العقول وما وعد من المور الخرة ليس ما ًل ف قدرة ال تعال فيجب الري على ظاهر
الكلم بل على فحواه الذي هو صريح فيه .قولم :هناك أمور مالة فإن قيل :وقد دل الدليل العقلي على استحالة بعث
الجساد كما دل على استحالة تلك الصفات على ال تعال .فنطالبهم بإظهاره .ولم فيه مسالك مسلكهم الول :إما
أن يعاد البدن والياة السلك الول قولم :تقدير العود إل البدان ل يعدوا ثلثة أقسام .إما أن يقال :النسان عبارة عن
البدن واليوة الت هي عرض قائم به كما ذهب إليه بعض التكلمي وأن النفس الت هي قائم بنفسه ومدبر للجسم فل
وجود له ومعن الوت انقطاع اليوة أي امتناع الالق عن خلقها فتنعدم والبدن أيضا ينعدم ومعن العاد إعادة ال للبدن
الذي انعدم ورده إل الوجود وإعادة اليوة ال ت انعد مت أو يقال :مادة البدن تب قى ترابا ومع ن العاد أن ي مع وير كب
على شكل آدمي ويلق فيه اليوة ابتداء فهذا قسم.
إ ما أن ترد الن فس إل البدن وإ ما أن يقال :النفس موجود ويب قى ب عد الوت ولكن يرد البدن الول بمع تلك الجزاء
بعينها وهذا قسم .إما أن ترد النفس إل بدن أيا كان وإما أن يقال :يرد النفس إل بدن سواء كان من تلك الجزاء أو
من غيها ويكون العائد ذلك النسان من حيث أن النفس تلك النفس فأما الادة فل التفات إليها إذ النسان ليس إنسانا
با بل بالنفس .وهذه القسام الثلثة باطلة .وهذه الثلثة باطلة أما الول فظاهر البطلن لنه مهما انعدمت اليوة والبدن
فا ستئناف خلق ها إياد ل ثل ما كان ل لع ي ما كان بل العود الفهوم هو الذي يفرض ف يه بقاء ش يء وت د ش يء ك ما
يقال :فلن عاد إل النعام أي أن النعم باق وترك النعام ث عاد إليه أي عاد إل ما هو الول بالنس ولكنه غيه بالعدد
فيكون عودا بالقيقعة إل مثله ل إليعه .ويقال :فلن عاد إل البلد أي بقعي موجودا خارجا وقعد كان له كون فع البلد
فعاد إل مثعل ذلك فإن ل يكعن شيعء باق وشيئان متعددان متماثلن يتخللهمعا زمان ل يتعم اسعم العود إل أن يسعلك
مذ هب العتزلة فيقال :العدوم ش يء ثا بت والوجود حال يعرض له مرة وينق طع تارة ويعود أخرى فيتح قق مع ن العود
باعتبار بقاء الذات ولك نه ر فع للعدم الطلق الذي هو الن في ال حض و هو إثبات للذات م ستمرة الثبات إل أن يعود إل يه
الوجود وهو مال.
فل يعود النسان بعينه وإن احتال ناصر هذا القسم بأن قال :تراب البدن ل يفن فيكون باقيا فتعود إليه اليوة .فنقول
ع ند ذلك ي ستقيم أن يقال :عاد التراب حيا ب عد أن انقط عت اليوة ع نه مرة ول يكون ذلك عودا للن سان ول رجوع
ذلك الن سان بعي نه لن الن سان إن سان ل باد ته والتراب الذي ف يه إذ يتبدل عل يه سائر الجزاء أو أكثر ها بالغذاء و هو
ذاك الول بعي نه ف هو باعتبار رو حه أو نف سه فإذا عد مت اليوة أو الروح ف ما عدم ل يع قل عوده وإن ا ي ستأنف مثله
ومه ما خلق ال حيوة إن سانية ف تراب ي صل من بدن ش جر أو فرس أو نبات كان ذلك ابتداء خلق الن سان فالعدوم
قط ل يعقل عوده والعائد هو الوجود أي عاد إل حالة كانت له من قبل أي إل مثل تلك الالة فالعائد هو التراب إل
صفة اليوة .ول يس الن سان قائما ببد نه ول يس الن سان ببد نه إذ قد ي صي بدن الفرس غذاء الن سان فيتخلق م نه نط فة
يصل منها إنسان فل يقال :الفرس انقلب إنسانا بل الفرس فرس بصورته ل بادته وقد انعدمت الصورة وما بقي إل
الادة.
وأما الثان فل يكن أن يرد البدن الفاسد وأما القسم الثان وهو تقدير بقاء النفس ورده إل ذلك البدن بعينه فهو لو
تصور لكان معادا أي عودا إل تدبي البدن بعد مفارقته ولكن مال إذ بدن اليت ينحل ترابا أو تأكله الديدان والطيور
ويسعتحيل دما وبارا وهواء ويتزج بواء العال وباره ومائه امتزاجا يبععد انتزاععه يسعتقبح جعع أجزاء اليعت وحدهعا
ول كن إن فرض ذلك اتكا ًل على قدرة ال فل يلوا إ ما أن ي مع الجزاء ال ت مات علي ها ف قط فينب غي أن يكون معاد
القطع ومذوع النف والذن وناقص العضاء كما كان وهذا مستقبح ل سيما ف أهل النة وهم الذين خلقوا ناقصي
فع ابتداء الفترة فإعادتمع إل معا كانوا عليعه معن الزال عنعد الوت فع غايعة النكال .هذا إن اقتصعر على جعع الجزاء
الوجودة عند الوت .ول يكن جع جيع الجزاء الت كانت ف طول عمره وإن جع جيع أجزائه الت كانت موجودة
ف جيع عمره فيه فهو مال من وجهي :أحدها أن النسان إذا تغذى بلحم إنسان وقد جرت العادة به ف بعض البلد
ويكثعر وقوععه فع أوقات القحعط فيتعذر حشرهاع جيعا لن مادة واحدة كانعت بدنا للمأكول وصعارت بالغذاء بدنا
ل فإ نه ث بت
لل كل ول ي كن رد نف سي إل بدن وا حد .والثا ن أ نه ي ب أن يعاد جزء وا حد كبدا وقلبا ويدا ورج ً
بالصعناعة الطبيعة أن الجزاء العضويعة يغتذي بعضهعا بفضلة غذاء البععض فيتغذى الكبعد بأجزاء القلب وكذلك سعائر
العضاء .فنفرض أجزاء معي نة قد كا نت مادة لملة من العضاء فإل أي ع ضو تعاد بل ل يتاج ف تقر ير ال ستحالة
الول إل أ كل الناس الناس فإ نك إذا تأملت ظا هر التر بة العمورة عل مت ب عد طول الزمان أن تراب ا ج ثث الو تى قد
تتر بت وزرع في ها وغرس و صار حبا وفاك هة وتناول ا الدواب ف صارت لما وتناولنا ها فعادت بدنا ل نا ف ما من مادة
يشار إليها إل وقد كانت بدنا لناس كثية فاستحالت وصارت ترابا ث نباتا ث لما ث حيوانا .بل يلزم منه مال ثالث
وهو أن النفوس الفارقة للبدان غي متناهية والبدان أجسام متناهية فل تفي الواد الت كانت مواد النسان بأنفس الناس
كلهم بل تضيق عنهم.
وأما الثالث فهو مال فالنفس هي متناهية وأما القسم الثالث وهو رد النفس إل بدن إنسان من أي مادة كانت وأي
تراب اتفق فهذا مال من وجهي :أحدها أن الواد القابلة للكون والفساد مصورة ف مقعر فلك القمر ل يكن عليها
مزيد وهي متناهية والنفس الفارقة للبدان غي متناهية فل تفي با .فليس هناك طرق مقبولة والثان أن التراب ل يقبل
تدبي النفس ما بقي ترابا بل ل بد وأن تتزج العناصر امتزاجا يضاهي امتزاج النطفة بل الشب والديد ل يقبل هذا
التدب ي ول ي كن إعادة الن سان وبد نه من خ شب أو حد يد بل ل يكون إن سانا إل إذا انق سم أعضاء بد نه إل الل حم
والعظم والخلط ومهما استعد البدن والزاج لقبول نفس استحق من البادئ الواهبة للنفوس حدوث نفس فيتوارد على
البدن الواحد نفسان .ول يسلم بالتناسخ وبذا بطل مذهب التناسخ وهذا الذهب هو عي التناسخ فإنه رجع إل اشتغال
الن فس ب عد خل صها من البدن بتدب ي بدن آ خر غ ي البدن الول .فال سلك الذي يدل على بطلن التنا سخ يدل على
بطلن هذا السلك.
اعتراضنا أن نتار القسم الثالث وهو ل يالف الشرع والعتراض هو أن يقال :ب تنكرون على من يتار القسم الخي
ويرى أن النفس باقية بعد الوت وهو جوهر قائم بنفسه وأن ذلك ل يالف الشرع بل دل عليه الشرع ف قوله " :ول
تسب الذين قتلوا ف سبيل ال أمواتا بل أحياء عند ربم " وبقوله عليه السلم :أرواح الصالي ف حواصل طي خضر
معلقة تت العرش وبا ورد من الخبار بشعور الرواح بالصدقات واليات وسؤال منكر ونكي وعذاب القب وغيه
وكل ذلك يدل على البقاء .وفيه عود مقق نعم قد دل مع ذلك على البعث والنشور بعده هو بعث البدن .وذلك مكن
بردها إل بدن أي بدن كان سواء كان من مادة البدن الول أو من غيه أو من مادة استؤنف خلقها فإنه هو بنفسه ل
ببد نه إذ يتبدل عل يه أجزاء البدن من ال صغر إل ال كب بالزال وال سمن وتبدل الغذاء ويتلف مزا جه مع ذلك و هو ذلك
النسعان بعينعه فهذا مقدور ل ويكون ذلك عودا لذلك النفعس فإنعه كان قعد تعذر عليعه أن يظعى باللم واللذات
السمانية بفقد اللة وقد أعيدت إليه آلة مثل الول فكان ذلك عودا مققا.
النفوس ليست غي متناهية وما ذكرتوه من استحالة هذا بكون النفوس غي متناهية وكون الواد متناهية مال ل أصل له
فإنعه بناء على قدم العال وتعاقعب الدوار على الدوام ومعن ل يعتقعد قدم العال فالنفوس الفارقعة للبدان عنده متناهيعة
وليست أكثر من الواد الوجودة وإن سلم أنا أكثر فال تعال قادر على اللق واستئناف الختراع وإنكاره إنكار لقدرة
ال على الحداث .وقد سبق إبطاله ف مسألة حدث العال .أما التناسخ فل مشاحة ف الساء وأما إحالتكم الثانية بأن
هذا تناسخ فل مشاحة ف الساء فما ورد الشرع به يب تصديقه فليكن تناسخا وإنا نن ننكر التناسخ ف هذا العال.
فأ ما الب عث فل ننكره سي تنا سخا أو ل ي سم .وال قادر على تدب ي ال مر وقول كم إن كل مزاج ا ستعد لقبول ن فس
استحق حدوث نفس من البادئ رجوع إل أن حدوث النفس بالطبع ل بالرادة وقد أبطل ذلك ف مسألة حدث العال.
ك يف ول يب عد على م ساق مذهب كم أيضا أن يقال :إن ا ي ستحق حدوث ن فس إذا ل ي كن ث ن فس موجودة فت ستأنف
نفس فيبقى أن يقال :فلم ل تتعلق بالمزجة الستعدة ف الرحام قبل البعث والنشور بل ف عالنا هذا فيقال :لعل النفس
الفارقة تستدعي نوعا آخر من الستعداد ول يتم سببها إل ف ذلك الوقت .ول بعد ف أن يفارق الستعداد الشروط
للنفس الكاملة الفارقة الستعداد الشروط للنفس الادثة ابتداء الت ل تستفد كما ًل بتدبي البدن مدة وال تعال أعرف
بتلك الشروط وبأسبابا وأوقات حضورها وقد ورد الشرع به وهو مكن فيجب التصديق به.
مسلكهم الثان كما أن قلب الديد ثوبا السلك الثان أن قالوا :ليس ف القدور أن يقلب الديد ثوبا منسوجا بيث
يتعمم به إل بأن تلل أجزاء الديد إل العناصر بأسباب تستول على الديد فتحلله إل بسائط العناصر ث تمع العناصر
وتدار ف أطوار ف اللقة إل أن تكتسب صورة القطن ث يكتسب القطن صورة الغزل ث الغزل يكتسب النتظام العلوم
الذي هو النسج على هيئة معلومة .ولو قيل إن قلب الديد عمامة قطنية مكن من غي الستحالة ف هذه الطوار على
سبيل الترت يب كان مالً .ن عم يوز أن ي طر للن سان أن هذه ال ستحالت يوز أن ت صل كل ها ف زمان متقارب ل
يس النسان بطولا فيظن أنه وقع فجأة دفعة واحدة .هذا ما يقتضيه أيضا تدد بدن النسان لترد النفس إليه وإذا عقل
هذا فالنسان البعوث الحشور لو كان بدنه من حجر أو ياقوت أو در أو تراب مض ل يكن إنسانا بل ل يتصور أن
ل بالشكعل الخصعوص مركبا معن العظام والعروق واللحوم والغضاريعف والخلط يكون إنسعانا إل أن يكون متشك ً
والجزاء الفردة تتقدم على الرك بة فل يكون البدن ما ل ت كن العضاء ول تكون العضاء الرك بة ما ل ت كن العظام
واللحوم والعروق ول تكون هذه الفردات ما ل تكن الخلط ول تكون الربعة ما ل تكن موادها من الغذاء ول يكون
الغذاء ما ي كن حيوان أو نبات و هو الل حم والبوب ول يكون حيوان ونبات ما ل ت كن العنا صر الرب عة جيعا متز جة
بشرائط مصوصة طويلة أكثر ما فصلنا جلتها .فإذن ل يكن أن يتجدد بدن إنسان لترد النفس إليه إل بذه المور.
وهذا مال من جيع الوجوه ولا أسباب كثية :أفينقلب التراب إنسانا بأن يقال له كن أو بأن تهد أسباب انقلبه ف
هذه الدوار وأسبابه هي إلقاء النطفة الستخرجة من لباب بدن النسان ف رحم حت يسمد من دم الطمث ومن الغذاء
ل ث شابا ث كهلً .فقول القائل :يقال له كن فيكون غ ي معقول إذ مدة ح ت يتخلق مض غة ث عل قة ث جنينا ث طف ً
التراب ل يا طب وانقل به إن سانا دون التردد ف هذه الطوار مال .وتردده ف هذه الطوار دون جريان هذه ال سباب
مال فيكون البعث مالً .اعتراضنا :هذا ل بد منه ولو ف زمان طويل والعتراض أنا نسلم أن الترقي ف هذه الطوار ل
بد منه حت يصي بدن النسان كما ل بد منه حت يصي الديد عمامة فإنه لو بقي حديدا لا كان ثوبا بل ل بد وأن
يصي قطنا مغزولً ث منسوجا .ولكن ذلك ف لظة أو ف مدة مكن ول يب لنا أن البعث يكون ف أوحى ما يقدر إذ
وهذا يصل بقدرة ال إما من غي واسطة وإنا النظر ف أن الترقي ف هذه الطوار يصل بجرد القدرة من غي واسطة
أو ب سبب من ال سباب وكله ا مكنان عند نا ك ما ذكرناه ف ال سألة الول من ال طبيعيات ع ند الكلم على إجراء
العادات وإن القترنات ف الوجود اقترانا ليس على طريق التلزم بل العادات يوز خرقها فيحصل بقدرة ال تعال هذه
المور دون وجود أسبابا.
أو بواسطات غريبة وأما الثان فهو أن نقول :ذلك يكون بأسباب ولكن ليس من شرط أن يكون السبب هو العهود بل
ف خزانة القدورات عجائب وغرائب ل يطلع عليها ينكرها من يظن أن ل وجود إل لا شاهده كما ينكر طائفة السحر
والنارنات والطلسعمات والعجزات والكرامات وهعي ثابتعة بالتفاق بأسعباب غريبعة ل يطلع عليهعا .معن اسعتنكر قوة
الغناط يس ث شاهد ها تع جب من ها فهكذا يتعجبون بل لو ل ير إن سان الغناط يس وجذ به للحد يد وح كي له ذلك
لستنكره وقال :ل يتصور جذب للحديد إل بيط يشد عليه ويذب فإنه الشاهد ف الذب حت إذا شاهده تعجب منه
وعلم أن علمه قاصر عن الحاطة بعجائب القدرة .وكذلك اللحدة النكرة للبعث والنشور إذا بعثوا ورأوا عجائب صنع
ال فيه ندموا ندامة ل تنفعهم ويتحسرون على جحودهم تسرا ل يغنيهم ويقال لم " :هذا الذي كنتم به تكذبون "
ل لنكر خلق النسان من النطفة بل لو خلق إنسان كالذي يكذب بالواص والشياء الغريبة .إن النسان لو خلق عاق ً
ل ابتداء وق يل له إن هذه النط فة القذرة التشاب ة الجزاء تنق سم أجزاؤ ها التشاب ة ف ر حم آدم ية إل أعضاء متل فة
عاق ً
لم ية وع صبية وعظم ية وعرق ية وغضروف ية وشحم ية فيكون م نه الع ي على سبع طبقات متل فة ف الزاج والل سان
وال سنان على تفاوت ما ف الرخاوة وال صلبة مع تاوره ا وهلم جرا إل البدائع ال ت ف الفطرة لكان إنكاره أ شد من
إنكار اللحدة حيث قالوا :أئذا كنا عظاما نرة الية.
فيجب عدم إنكار ما ل يشاهد فليس يتفكر النكر للبعث أنه من أين عرف انصار أسباب الوجود فيما شاهد ول يبعد
أن يكون ف إحياء البدان منهاج غي ما شاهده .وقد ورد ف بعض الخبار أنه يعم الرض ف وقت البعث مطر قطراتا
تشبه النطف وتتلط بالتراب فأي بعد ف أن يكون ف السباب اللية أمر يشبه ذلك ونن ل نطلع عليه ويقتضي ذلك
انبعاث الج ساد وا ستعدادها لقبول النفوس الحشورة و هل لذا النكار مستند إل ال ستبعاد الجرد قد يقال :إن الفعل
الل ي ل يتغ ي و هو دوري فإن ق يل :الف عل الل ي له مرى وا حد مضروب ل يتغ ي ولذلك قال تعال " :و ما أمر نا إل
واحدة كل مح بالب صر " وقال " :ولن ت د ل سنة ال تبديل " وهذه ال سباب ال ت أوهت هم إمكان ا إن كا نت فينب غي أن
تطرد أيضا وتتكرر إل غي غاية وأن يبقى هذا النظام الوجود ف العال من التولد والتوالد إل غي غاية .وبعد العتراف
ل ولكن يكون ذلك التبدل أيضا دائما أبديا بالتكرر والدور فل يبعد أن يتلف منهاج المور ف كل ألف ألف سنة مث ً
على سنن واحد فإن سنة ال ل تبديل فيها.
ويصدر عن الرادة وهي غي متعينة وهذا لكان أن الفعل اللي يصدر عن الشيئة اللية والشيئة اللية ليست متعينة
ال هة ح ت يتلف نظام ها باختلف جهات ا فيكون ال صادر من ها ك يف ما كان منتظما انتظاما ي مع و ستكون الخرة
والقيامة فإن جوزت استمرار التوالد والتناسل بالطريق الشاهد الن أو عود هذا النهاج ولو بعد زمان طويل على سبيل
التكرر والدور فقد رفعتم القيامة والخرة وما دل عليه ظواهر الشرع إذ يلزم عليه أن يكون قد تقدم على وجودنا هذا
الب عث كرات و سيعود كرات وهكذى على الترت يب .ول ي كن انق سام الالت إل ثل ثة وإن قل تم إن ال سنة الل ية
بالكلية تتبدل إل جنس آخر ول تعود قط هذه السنة وتنقسم مدة المكان إل ثلثة أقسام :قسم قبل خلق العال إذ كان
ال ول عال وق سم ب عد خل قه على هذا الو جه وق سم به الختتام و هو النهاج البع ثي ب طل الت ساق والنتظام وح صل
التبديعل لسعنة ال وهعو مال فإن هذا إناع يكعن بشيئة متلفعة باختلف الحوال أمعا الشيئة الزليعة فلهعا مرى واحعد
مضروب ل تتبدل عنه لن الفعل مضاه للمشيئة والشيئة على سنن واحد ل تتلف بالضافة إل الزمان وهذا ل يناقض
القول بأن ال " قادر على كل شيء " وزعموا أن هذا ل يناقض قولنا إن ال قادر على كل شيء فإنا نقول إن ال قادر
على البعث والنشور وجيع المور المكنة على معن أنه لو شاء لفعل وليس من شرط صدق قولنا هذا أن يشاء ول أن
يفعل .وهذا كما أنا نقول إن فلنا قادر على أن يز رقبة نفسه ويبعج بطن نفسه ويصدق ذلك على معن أنه لو شاء
لفعل ولكنا نعلم أنه ل يشاء ول يفعل .ول يناقضه أنه " ل يشاء ول يفعل " وقولنا :ل يشاء ول يفعل ل يناقض قولنا
إ نه قادر بع ن أنه لو شاء لفعل فإن المليات ل تنا قض الشرطيات ك ما ذ كر ف الن طق إذ قول نا :لو شاء لفعل شرطي
موجب وقولنا :ما شاء وما فعل حلتان سالبتان والسالبة الملية ل تناقض الوجبة الشرطية .فإذن الدليل الذي دلنا على
أن مشيئة أزلية وليست متفننة يدلنا على أن مرى ال مر اللي ل يكون إل على انتظام وإن اختلفت ف آحاد الوقات
فيكون اختلف ها أيضا على انتظام وات ساق بالتكرر والعود وأ ما غ ي هذا فل ي كن .جواب نا :ي كن انق سام الالت إل
ثل ثة والواب أن هذا ا ستمداد من م سألة قدم العال وأن الشيئة قدي ة فلي كن العال قديا و قد أبطل نا ذلك وبي نا أ نه ل
يبعد ف العقل وضع ثلثة أقسام وهو أن يكون ال موجودا ول عال ث يلق العال على النظم الشاهد ث يستأنف نظما
ثانيا و هو الوعود ف ال نة ث يعدم ال كل ح ت ل يب قى إل ال و هو م كن لول أن الشرع قد ورد بأن الثواب والعقاب
وال نة والنار ل آ خر ل ما .ال سألة تنب ن على ال سألتي الول وال سابعة عشرة وهذه ال سألة ك يف ما رددت تنب ن على
م سئلتي إحديه ما حدث العال وجواز ح صول حادث من قد ي الثان ية خرق العادات بلق ال سببات دون ال سباب أو
إحداث أسباب على منهج آخر غي معتاد وقد فرغنا عن السئلتي جيعا .خاتة الكتاب هل هم كافرون فإن قال قائل:
قد فصلتم مذاهب هؤلء أفتقطعون القول بكفرهم ووجوب القتل لن يعتقد اعتقادهم
تكفيهم ل بد منه ف السائل الول والثالثة عشرة والسابعة عشرة قلنا :تكفيهم ل بد منه ف ثلث مسائل إحديها
م سألة قدم العال وقول م إن الوا هر كل ها قدي ة والثان ية قول م إن ال ل ي يط علما بالزئيات الاد ثة من الشخاص
والثالثة ف إنكارهم بعث الجساد وحشرها فهذه السائل الثلث ل تلئم السلم بوجه ومعتقدها معتقد كذب النبياء.
ل لماه ي اللق وتفهيما وهذا هو الكفر ال صراح الذي ل يعتقده أ حد وإنم ذكروا ما ذكروه على سبيل ال صلحة تثي ً
من فرق السلمي .وف غيها من السائل فمذهبهم قريب من مذاهب الفرق السلمية فأما ما عدا هذه السائل الثلث
من تصرفهم ف الصفات اللية واعتقاد التوحيد فيها فمذهبهم قريب من مذاهب العتزلة ومذهبهم ف تلزم السباب
الطبيعية هو الذي صرح العتزلة به ف التولد وكذلك جيع ما نقلناه عنهم قد ن طق به فر يق من فرق السلم إل هذه
ال صول الثلث .ف من يرى تكف ي أ هل البدع من فرق ال سلم يكفر هم أيضا به و من يتو قف عن التكف ي يقت صر على
تكفيهم بذه السائل.
السائل الت ل يسن الوض فيها وأما نن فلسنا نؤثر الن الوض ف تكفي أهل البدع وما يصح منه وما ل يصح
كيل يرج الكلم عن مقصود هذا الكتاب وال تعال الوفق للصواب.