You are on page 1of 90

‫مواضيع مهمة في حياة المسلم‬

‫جمع وتحقيق الفقير إلى الله تعالى‬

‫غفر الله له ولوالديه ولجميع‬


‫المسلمين‬
‫‪5‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫مقدمة‬
‫الحمد لله الذي رفع أهل العلم واليمممان‬
‫فوق العالمين درجممات ووصممفهم بممأنهم هممم‬
‫الذين يخشون الله تعممالى ويخممافونه‪ ،‬ونفممى‬
‫التسوية بيممن العلممماء والجهممال‪ ،‬وأمممر اللممه‬
‫رسوله أن يسأله الزيادة من العلم‪ ،‬وأشممهد‬
‫أن ل إله إل الله وحده ل شريك لممه وأشممهد‬
‫دا عبده ورسموله المذي علمم العلمم‬ ‫أن محم ً‬
‫وعمل به وعلمه ودعا إليه ‪ ‬وحشممرنا فممي‬
‫زمرته وأدخلنا في شممفاعته وأوردنمما حوضممه‬
‫دا وجمعنا‬ ‫وسقانا منه شربة ل نظمأ بعدها أب ً‬
‫به ووالدينا وأولدنا وإخواننا المسمملمين فممي‬
‫ه َ َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ه ْ‬‫علي ْ ِ‬ ‫م الل ُ‬‫ع َ‬
‫ن أن ْ َ‬ ‫جنات النعيم مع ‪‬ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫ء‬
‫دا ِ‬
‫ه َ‬ ‫وال ّ‬
‫شششش َ‬ ‫ن َ‬ ‫قي َ‬ ‫دي ِ‬‫صششش ّ‬
‫وال ّ‬‫ن َ‬ ‫ن الن ّب ِّييششش َ‬‫مششش َ‬ ‫ِ‬
‫قشششا‪‬‬ ‫في ً‬‫ك َر ِ‬‫ن ُأول َئ ِ َ‬‫سششش َ‬‫ح ُ‬
‫و َ‬‫ن َ‬ ‫حي َ‬ ‫صشششال ِ ِ‬‫وال ّ‬ ‫َ‬
‫دا كثيًرا طيًبا مبار ً‬
‫كا فيه كممما‬ ‫والحمد لله حم ً‬
‫يحممب ربنمما ويرضممى وكممما ينبغممي لجللممه‬
‫وعظيم سلطانه‪.‬‬
‫أمششا بعششد‪ :‬فلهميممة العلممم فممي حيمماة‬
‫النسان وكونه نوًرا يهتدى بممه فممي ظلمممات‬
‫‪6‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫الجهل وبناء على وجوب العلممم والعمممل بممه‬


‫والدعوة إليه والصبر على الذى فيه‪.‬‬
‫ولكممون طممالب العلممم النممافع سممائر فممي‬
‫سبيل الله وفي طريق الجنة بناء على ذلممك‬
‫ألفمممت همممذه الرسمممالة الطيبمممة المباركمممة‬
‫المشتملة على فضممل تعلممم العلممم وتعليمممه‬
‫والعمل به وبيان فمموائده وثمراتممه‪ ،‬العاجلممة‬
‫والجلة في الدنيا والخرة‪.‬‬
‫وحيث إن زكمماته وثمرتممه هممي العمممل بممه‬
‫وتعليمه فقد كتبت فيه موضعين مهمين في‬
‫هممذه الرسممالة وبينممت فيهمما طريممق التعلممم‬
‫وأسباب فهممم الممدروس وتربيممة البنمماء كممما‬
‫يجممب أن تكممون وبيممان مسممئولية المممدرس‬
‫وكونه تحمل مسئولية كبرى وأمانة عظمممى‬
‫سيسأل عنهمما أمممام اللممه يمموم القيامممة نحممو‬
‫طلبته وبيممان واجممب البمماء نحممو البنمماء مممن‬
‫التربيممة والقممدوة الحسممنة والتعليممم النممافع‬
‫والكلم الطيب والدب الحسن‪.‬‬
‫وبيممان مسممئولية الطمالب تجماه مدرسمية‬
‫وزملئه ووالمممديه بمممالبر والحسمممان والدب‬
‫والخلق الطيبة وقبل ذلك وبعده مسممئولية‬
‫المدرس والطالب وولي أمممره أمممام أوامممر‬
‫‪7‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫الله وأوامر رسول الله ‪ ‬ونواهيه بالمتثال‬


‫والطاعممة والستسمملم والنقيمماد وأن يقممول‬
‫كممل مسمملم كممما قممال إمممام الحنفمماء ووالممد‬
‫قششا َ‬
‫ل‬ ‫م َ‬ ‫ل َلششه ربشش َ‬ ‫قششا َ‬ ‫النبيمماء ‪‬إ ِذْ َ‬
‫سششل ِ ْ‬
‫هأ ْ‬‫ُ َ ّ ُ‬
‫َ‬
‫ن‪ ‬وأن يقول أمممام‬ ‫مي َ‬‫عال َ ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬‫ت ل َِر ّ‬ ‫سل َ ْ‬
‫م ُ‬ ‫أ ْ‬
‫أوامممر اللممه وأوامممر رسمموله عليممه الصمملة‬
‫والسمملم ‪‬سششمعَنا َ‬
‫عن َششا‪ ‬كممما قممال‬ ‫وأطَ ْ‬‫َ‬ ‫َ ِ ْ‬
‫المؤمنون قبلنا‪.‬‬
‫كما اشتملت هممذه الرسممالة علممى الحممث‬
‫علممى اختيممار الجليممس الصممالح المطيممع للممه‬
‫ورسوله والقائم بحقوق الله وحقوق عبمماده‬
‫حيث إن المرء معتبر بقرينه وسمموف يكممون‬
‫على دين خليله فلينظر من يخالل‪.‬‬
‫كممما اشممتملت علممى الحممث علممى بممر‬
‫الوالدين والحسان إليهما والقيام بحقوقهما‬
‫بكل أنواع الممبر القوليممة والعمليممة والماليممة‪،‬‬
‫وعممدم إذاهممما بممالقول والفعممل حيممث إنهممما‬
‫السبب بعد الله في وجممود النسممان وحيممث‬
‫ربيمماه صممغيًرا وعطفمما عليممه وأحسممنا إليممه‬
‫بالكممل والشممرب واللبمماس والعلج والحنممو‬
‫والشفقة والرحمة‪ ،‬لذا أمممر اللممه بشممكرهما‬
‫‪8‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫وقرن شممكرهما بشممكره وأوجممب طاعتهممما‬


‫في غير معصية كممما أمممر بالممدعا لهممما فممي‬
‫قششش ْ‬
‫ل َرّبشششي‬ ‫الحيممماة وبعمممد المممممات ‪َ ‬‬
‫و ُ‬
‫غيًرا‪] ‬السراء‪:‬‬ ‫ص ِ‬ ‫ما ك َ َ‬
‫ما َرب َّياِني َ‬ ‫ه َ‬ ‫م ُ‬
‫ح ْ‬‫اْر َ‬
‫‪.[24‬‬
‫كمممما اشمممتملت همممذه الرسمممالة الطيبمممة‬
‫المباركممة علممى دور الشممباب المسمملم فممي‬
‫الحيمماة فممي جميممع المجممالت‪ ،‬وأن يكممون‬
‫النسان قدوة حسنة لبنائه وطلبه وأقمماربه‬
‫ومجتمعه وذلممك بالتمسممك بتعمماليم السمملم‬
‫الحنيممف المشممتمل علممى كممل خيممر وبممر‬
‫وإحسان واغتنممام فرصممة الشممباب والصممحة‬
‫والحياة والفراغ فيما يسعد النسان ويقربممه‬
‫إلممى اللممه مممن اليمممان الصممادق والعمممل‬
‫الصالح الخالص لله الموافق لسممنة نممبيه ‪‬‬
‫والتواصممي بممالحق والصممبر عليممه وقممراءة‬
‫القممرآن الكريممم والسممتماع إليممه وتممدبره‬
‫ما‬
‫والعمل به والكثار من ذكر الله تعالى قائ ً‬
‫دا وعلمممى جنبمممه كمممما وصمممف اللمممه‬ ‫وقاعممم ً‬
‫المممؤمنين بممذلك ولنمما فممي رسممول اللممه ‪‬‬
‫أسوة حسنة فقد كان يممذكر اللممه علممى كممل‬
‫‪9‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫أحيانه‪.‬‬
‫كما اشممتملت علممى وصممية طممالب العلممم‬
‫بممأن يعمممل بممه ويممدعو إليممه‪ ،‬وعلممى بعممض‬
‫البيات الرشادية الوعظية المفيدة النافعممة‬
‫وعلى نداء إلى شباب السلم بأن يتمسكوا‬
‫بكتاب ربهم وسنة نممبيهم وأن يسممتعدوا لممما‬
‫أمممامهم مممن الجممزاء والحسمماب والثممواب‬
‫والعقاب والجنة والنار‪ ،‬وهي مسممتفادة مممن‬
‫كلم اللمممه تعمممالى وكلم رسممموله ‪ ‬وكلم‬
‫المحققين من أهل العلم أسأل اللممه تعممالى‬
‫أن ينفع بهمما وصمملى اللممه وسمملم علممى نبينمما‬
‫محمد وعلى آلممه وصممحبه أجمعيممن والحمممد‬
‫لله رب العالمين‪.‬‬
‫‪10‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫كتاب العلم‬
‫باب فضل العلم‬
‫زدِْنششي‬
‫ب ِ‬
‫ل َر ّ‬ ‫قممال اللممه تعممالى‪َ  :‬‬
‫و ُ‬
‫قشش ْ‬
‫ما‪] ‬طممه‪ [114 :‬وقممال تعممالى‪ُ  :‬‬
‫قش ْ‬
‫ل‬ ‫عل ْ ً‬
‫ِ‬
‫ن َل‬‫ذي َ‬ ‫وال ّش ِ‬
‫ن َ‬ ‫مششو َ‬ ‫عل َ ُ‬‫ن يَ ْ‬
‫ذي َ‬ ‫وي ال ّش ِ‬ ‫س شت َ ِ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫َ‬
‫ن‪] ‬الزممممر‪ [9 :‬وقمممال تعمممالى‪:‬‬ ‫مشششو َ‬ ‫عل َ ُ‬
‫يَ ْ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫واّلشش ِ‬‫م َ‬ ‫كشش ْ‬‫من ْ ُ‬
‫مُنوا ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬‫ع الل ُ‬ ‫ف ِ‬‫‪‬ي َْر َ‬
‫ت‪] ‬المجادلممة‪[11 :‬‬ ‫جششا ٍ‬ ‫م دََر َ‬ ‫عْلشش َ‬ ‫ُأوُتششوا ال ْ ِ‬
‫ن‬‫مش ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫شششى الل ش َ‬ ‫خ َ‬ ‫مششا ي َ ْ‬‫وقممال تعممالى‪ :‬إ ِن ّ َ‬
‫ماءُ‪] ‬فاطر‪.[28 :‬‬ ‫عل َ َ‬ ‫ه ال ْ ُ‬ ‫عَباِد ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -1‬وعن معاوية رضي الله عنه قال‪ :‬قال‬
‫رسول الله ‪" ‬من يششرد اللششه بششه خي شًرا‬
‫يفقهه في الدين" متفق عليه)‪.(1‬‬
‫‪ -2‬وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال‪:‬‬
‫قممال رسممول اللممه ‪" :‬ل حسششد إل فششي‬
‫اثنتين‪ :‬رجل آتاه اللششه مششال ً فسششلطه‬
‫على هلكتششه فششي الحششق‪ ،‬ورجششل آتششاه‬
‫اللشششه الحكمشششة فهشششو يقضشششي بهشششا‬
‫ويعلمها" متفق عليه)‪.(2‬‬

‫)( البخاري )‪،150 /1‬م ‪ (152 /6) (151‬ومسلم‬ ‫‪1‬‬

‫)‪.(1037‬‬
‫)( البخاري )‪ (153 ،152 /1‬ومسلم )‪.(816‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪11‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫‪ -3‬وعن أبي موسى رضي الله عنه قال‪:‬‬


‫قال النبي ‪" ‬مثل مششا بعثنششي اللششه بششه‬
‫)‪(1‬‬
‫مششن الهششدى والعلششم كمثششل غيششث‬
‫أصششاب أرضششا‪ ،‬فكششانت منهششا طائفششة‬
‫طيبشششة قبلشششت المشششاء فشششأنبتت الكل‪،‬‬
‫والعشششب الكششثير‪ ،‬وكششان مششن أجششادب‬
‫أمسكت الماء فنفع الله بهششا النششاس‪،‬‬
‫فششششربوا منهشششا وسشششقوا وزرعشششوا‪،‬‬
‫وأصاب طائفة منها أخششرى إنمششا هششي‬
‫قيعان‪ ،‬ل تمسشك مشاء‪ ،‬ول تنبشت كل‪،‬‬
‫فذلك مثل من فقششه فششي ديششن اللششه‪،‬‬
‫ونفعه ما بعثني الله به‪ ،‬فعلم وعلّم‪،‬‬
‫سششا ولششم‬ ‫ومثل من لم يرفع بششذلك رأ ً‬
‫يقبششل هششدى اللششه الششذي أرسششلت بششه"‬
‫متفق عليه)‪.(2‬‬
‫‪ -4‬وعن سهل بن سعد رضي اللممه عنممه‪،‬‬
‫أن النممبي ‪ ‬قممال لعلممي رضممي اللممه عنممه‪:‬‬
‫"فششوالله لن يهششدي اللششه بششك رجل ً‬

‫)( الغيممث‪ :‬المطممر‪ ،‬والكل‪ :‬المرعممي‪ ،‬والعشممب‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫الكل الرطب في أول الربيممع‪ ،‬والجممادب‪ :‬الرض‬


‫التي ل تنبت‪.‬‬
‫)( البخمماري )‪ ،160 /1‬م ‪ (162‬ومسمملم )‪(2282‬‬ ‫‪2‬‬

‫وأخرجه أحمد )‪.(399 /4‬‬


‫‪12‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫دا خير لك من حمر النعم)‪ "(1‬متفق‬ ‫واح ً‬


‫عليه)‪.(2‬‬
‫‪ -5‬وعن عبد الله بن عمممرو بممن العمماص‪،‬‬
‫رضي الله عنهما‪ ،‬أن النبي ‪ ‬قال‪" :‬بلغوا‬
‫عنششي ولششو آيششة‪ ،‬وحششدثوا عششن بنششي‬
‫إسرائيل‪ ،‬ول حرج)‪ (3‬ومن كذب علششي‬
‫دا فليتبوأ مقعده من النار" رواه‬ ‫متعم ً‬
‫البخاري)‪.(4‬‬
‫‪ -6‬وعن أبي هريرة رضممي اللممه عنممه‪ ،‬أن‬
‫رسممول ‪ ‬قممال‪" :‬ومششن سششلك طري ً‬
‫قششا‬
‫ما‪ ،‬سششهل اللششه لششه بششه‬‫يلتمس فيه عل ً‬

‫)( حمر‪ :‬النعم‪ :‬البل الحمر‪ ،‬وهي أشرف أممموال‬ ‫‪1‬‬

‫العرب‪.‬‬
‫)( البخاري )‪ (58 /7‬ومسلم )‪.(2406‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( هممذا الذن محمممول علممى الخبممار المسممكوت‬ ‫‪3‬‬

‫عنهمما عنممدنا‪ ،‬فليممس عنممدنا ممما يصممدقها‪ ،‬ول ممما‬


‫يكذبها‪ ،‬فيجوز روايتها للعتبار‪ ،‬فأما ممما شممهد لممه‬
‫شرعنا بالصدق‪ ،‬فل حاجمة بنما إليمه اسمتغناء بمما‬
‫عنممدنا‪ ،‬وممما شممهد لممه شممرعنا بممالبطلن‪ ،‬فممذاك‬
‫مممردود ل تجمموز حكممايته إل علممى سممبيل النكممار‬
‫والبطال وانظر ما قال الحافظ ابن كممثير رحمممه‬
‫اللمممه فمممي "البدايشششة والنهايشششة" )‪(706 /1‬‬
‫و"تفسممير القممرآن العظيممم" )‪،4 /1‬مم ‪،141‬مم ‪/2‬‬
‫‪.(416 ،366) (181 /3) (275‬‬
‫)( البخاري )‪.(361 /6‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪13‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫قا إلى الجنة" رواه مسلم)‪.(1‬‬ ‫طري ً‬


‫ضا رضي الله عنه‪ ،‬أن رسممول‬ ‫‪ -8‬وعنه أي ً‬
‫الله ‪ ‬قال‪" :‬من دعا إلى هدى كان له من‬
‫الجر مثل أجور من تبعه ل ينقص ذلممك مممن‬
‫أجورهم شيًئا" رواه مسلم)‪.(2‬‬
‫‪ -8‬وعنه قال‪ :‬قال رسممول اللممه ‪" :‬إذا‬
‫مششات ابششن آدم انقطششع عملششه إل مششن‬
‫ثلث‪ :‬صدقة جارية أو علم ينتفع بششه‪،‬‬
‫أو ولد صالح يدعو له")‪.(3‬‬
‫‪ -9‬وعنممه قممال‪ :‬سمممعت رسممول اللممه ‪‬‬
‫يقممول‪" :‬الششدنيا معلونششة)‪ (4‬معلششون مششا‬
‫فيها‪ ،‬إل ذكر الله تعششالى‪ ،‬ومششا واله‪،‬‬
‫)‪(5‬‬
‫مششا" رواه الترممممذي‬‫مششا‪ ،‬أو متعل ً‬
‫وعال ً‬

‫)( مسلم )‪.(2699‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( مسلم )‪ (2674‬وأبو داود )‪ (4609‬والترمممذي‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (2674‬وابن ماجة )‪.(206‬‬


‫)( مسلم )‪.(1631‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( المعنى‪ :‬الدنيا مذمومممة ل يحمممد مممما فيهمما إل‬ ‫‪4‬‬

‫ذكر الله وما يحبه الله مممن طمماعته واتبمماع أمممره‬


‫وتجنب نهيه‪ ،‬وعالم ومتعلممم‪ ،‬والمقصممود بالعممالم‬
‫والمتعلممم‪ :‬العلممماء بممالله الجممامعون بيممن العلممم‬
‫والعمل‪ ،‬فيخرج الجهلء وعالم لم يعمل بعلمه‪.‬‬
‫)( الترمذي )‪ (2323‬وأخرجه ابن ماجة )‪(4112‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪14‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫وقال‪ :‬حديث حسن‪ .‬قمموله‪" :‬وممما واله" أي‬


‫طاعة الله‪.‬‬
‫‪ -10‬وعن أنس رضي الله عنه قال‪ :‬قال‬
‫رسممول اللممه ‪" :‬من خششرج فششي طلششب‬
‫العلششم كششان فششي سششبيل اللششه حششتى‬
‫يرجشششع" رواه الترممممذي‪ ،‬وقمممال‪ :‬حمممديث‬
‫حسن)‪.(1‬‬
‫‪ -11‬وعن أبي سعيد الخدري رضممي اللممه‬
‫عنه‪ ،‬عن رسول الله ‪ ‬قال‪" :‬لششن يشششبع‬
‫مؤمن مششن خيششر حششتى يكششون منتهششاه‬
‫الجنششة" رواه الترممممذي)‪ (2‬وقمممال‪ :‬حمممديث‬
‫حسن‪.‬‬
‫‪ -12‬وعن أبي أمامة رضي الله عنممه‪ ،‬أن‬

‫وسنده حسن‪ ،‬وله شاهد من حديث ابن مسممعود‬


‫عند الطبراني في "الوسط" يتقوى به‪.‬‬
‫)( الترمذي )‪ (2649‬وفي سنده ضعف‪ ،‬لكن لممه‬ ‫‪1‬‬

‫شاهد بمعناه عند ابممن ماجممة )‪ (227‬مممن حممديث‬


‫أبي هريرة بلفظ من جاء مسجدي هممذا لممم يممأته‬
‫إل لخير يتعلمه أو يعلمممه‪ ،‬فهممو بمنزلممة المجاهممد‬
‫في سبيل الله وسنده حسن‪ ،‬وصححه ابن حبممان‬
‫)‪.(81‬‬
‫)( الترمذي )‪ (2687‬مممن حممديث دراج عممن أبممي‬ ‫‪2‬‬

‫الهيثم‪ ،‬ودراج في روايته عن أبي الهيثم ضعيف‪.‬‬


‫‪15‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫رسول الله ‪ ‬قال‪" :‬فضل العالم علششى‬


‫العابد كفضلي على أدنششاكم" ثممم قممال‬
‫رسول الله ‪" :‬إن الله وملئكته وأهل‬
‫السموات والرض حششتى النملششة فششي‬
‫حجرها وحتى الحششوت ليصششلون علششى‬
‫)‪(1‬‬
‫معلمي الناس الخيششر" رواه الترمممذي‬
‫وقال‪ :‬حديث حسن‪.‬‬
‫‪ -13‬وعن أبممي الممدرداء رضممي اللممه عنممه‬
‫قال‪ :‬سمعت رسممول اللممه ‪ ‬يقممول‪" :‬من‬
‫مششا سششهل‬ ‫قا يبتغي فيششه عل ً‬ ‫سلك طري ً‬
‫قششا إلششى الجنششة‪ ،‬وإن‬ ‫اللششه لششه طري ً‬
‫الملئكة لتضع أجنحتها لطالب العلششم‬
‫رضى بما يصنع‪ ،‬وإن العالم ليستغفر‬
‫لششه مششن فششي السششموات ومششن فششي‬
‫الرض حشششتى الحيتشششان فشششي المشششاء‪،‬‬
‫وفضششل العششالم علششى العابششد كفضششل‬
‫القمششر علششى سششائر الكششواكب‪ ،‬وإن‬
‫العلماء ورثة النبياء‪ ،‬وإن النبياء لششم‬
‫ما وإنمششا ورثششوا‬ ‫يورثوا ديناًرا ول دره ً‬
‫العلم فمن أخذه بحظ وافر" رواه أبمممو‬

‫)( الترمذي )‪ (2686‬وهو صحيح‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪16‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫داود والترمذي)‪.(1‬‬
‫‪ -14‬وعن ابممن مسممعود رضممي اللممه عنممه‬
‫قال‪ :‬سمعت رسول الله ‪ ‬يقممول‪" :‬نضششر‬
‫الله امرأ ً سمع)‪ (2‬منا شيًئا فبلغه كمششا‬
‫سمعه‪ ،‬فرب مبلغ أوعى من سامع"‪.‬‬
‫رواه الترمممذي)‪ (3‬وقممال‪ :‬حممديث حسممن‬
‫صحيح‪.‬‬
‫‪ -15‬وعممن أبممي هريممرة رضممي اللممه عنممه‬
‫قال‪ :‬قال رسول الله ‪" :‬من سئل عششن‬
‫علم فكتمه‪ ،‬ألجم يوم القيامة بلجششام‬
‫من نار" رواه أبو داود والترممذي)‪ (4‬وقمال‪:‬‬

‫)( أبو داود )‪ (3642) (3641‬والترمذي )‪(2683‬‬ ‫‪1‬‬

‫وأخرجه ابن ماجه )‪ (223‬وصممححه ابممن حبممان )‬


‫‪.(80‬‬
‫)( نضممر اللممه امممرأً‪ :‬نعمممه مممن النضممارة وهممي‬ ‫‪2‬‬

‫الحسن‪ ،‬والمراد‪ :‬حسن خلقه وقدره‪.‬‬


‫)( الترمذي‪ (2659) :‬وأخرجممه أحمممد )‪(437 /1‬‬ ‫‪3‬‬

‫وابن ماجة )‪ (230‬و )‪ (3506‬وصححه ابن حبممان‬


‫)‪ ،74‬م ‪ (75‬وفي الباب عن جبير بن مطعممم عنممد‬
‫أحمد )‪ (183 /1‬والدارمي )‪ (75 /1‬وصححه ابن‬
‫حبان )‪.(73 ،72‬‬
‫)( أبممممممو داود )‪ ،(3658‬والترمممممممذي )‪،(2651‬‬ ‫‪4‬‬

‫وأخرجممه ابممن ممماجه )‪ ،(261‬وإسممناده صممحيح‪،‬‬


‫وصححه ابن حبان )‪ (95‬وفي الباب عن عبد الله‬
‫‪17‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫حديث حسن‪.‬‬
‫‪ -16‬وعنممه قممال‪ :‬قممال رسممول اللممه ‪:‬‬
‫"من تعلم علما ممششا يبتغششي بششه وجششه‬
‫الله عز وجل ل يتعلمه إل ليصيب بششه‬
‫ضا من الدنيا لم يجد عششرف الجنششة‬ ‫عر ً‬
‫يششوم القيامششة " يعنممي‪ :‬ريحهمما‪ .‬رواه أبممو‬
‫داود)‪ (1‬بإسناد صحيح‪.‬‬
‫‪ -17‬وعن عبد الله بن عمرو بممن العمماص‬
‫رضي الله عنهما قال‪ :‬سمعت رسممول اللممه‬
‫‪ ‬يقمممول‪" :‬إن اللششه ل يقبششض العلششم‬
‫عششا ينششتزعه مششن النششاس‪ ،‬ولكششن‬ ‫انتزا ً‬
‫يقبض العلم بقبض العلمششاء حششتى إذا‬
‫سششا‬
‫مششا‪ ،‬اتخششذ النششاس رؤو ً‬ ‫لم يبششق عال ً‬
‫ل‪ ،‬فسششئلوا‪ ،‬فششأفتوا بغيششر علششم‪،‬‬ ‫جهششا ً‬
‫فضلوا وأضلوا" متفق عليه)‪.(3)(2‬‬

‫بن عمر‪ ،‬وعند ابن حبان )‪.(96‬‬


‫)( أبو داود )‪ ،(3664‬وأخرجه ابن ممماجه )‪،(252‬‬ ‫‪1‬‬

‫وصممححه ابممن حبممان )‪ ،(89‬والحمماكم ‪، 1/85‬‬


‫ووافقه الذهبي‪.‬‬
‫)( البخممممماري ‪ 1/174،175‬ومسممممملم )‪،(2673‬‬ ‫‪2‬‬

‫والترمذي )‪.(2652‬‬
‫)( رياض الصالحين من أحاديث سمميد المرسمملين‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ‬بتحقيممممق وتعليممممق شممممعيب الرنممممؤوط ص‬


‫‪18‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫العلم وفوائده‬
‫ن‬
‫ذي َ‬‫وي ال ّش ِ‬ ‫سشت َ ِ‬‫ل يَ ْ‬ ‫هش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ق ْ‬ ‫قال تعالى‪ُ  :‬‬
‫ن‪ ‬وقممال‪:‬‬ ‫مششو َ‬ ‫عل َ ُ‬
‫ن َل ي َ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫واّلشش ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مششو َ‬ ‫عل َ ُ‬
‫يَ ْ‬
‫ن‬‫ذي َ‬‫واّلشش ِ‬
‫م َ‬
‫كشش ْ‬ ‫من ْ ُ‬
‫مُنوا ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬
‫ع الل ُ‬ ‫‪‬ي َْر َ‬
‫ف ِ‬
‫ت‪ ‬وفممي الصممحيحين‬ ‫جششا ٍ‬ ‫م دََر َ‬ ‫عل ْش َ‬‫ُأوُتوا ال ْ ِ‬
‫عنممه ‪ ‬قممال‪" :‬من يششرد اللششه بششه خي شًرا‬
‫يفقششه فششي الششدين"‪" ،‬إذا مششات العبششد‬
‫انقطششع عملششه إل مششن ثلث‪ :‬صششدقة‬
‫جارية أو علم ينتفع به أو ولششد صششالح‬
‫يدعو له" رواه مسلم‪ .‬حد العلم ما قممامت‬
‫به الدلة والممبراهين‪ ،‬والنممافع منممه ممما تعلممق‬
‫بالدين وكان من العلوم المعينة على الدين‪،‬‬
‫وقد تواترت نصمموص الكتمماب والسممنة علممى‬
‫فضل العلم وشرفه وفضممل أهلممه‪ ،‬وإن كممل‬
‫شمميء يفتقممر إليممه‪ ،‬وأن النمماس كلهممم فممي‬
‫الظلمات إل من اسممتنار بنممور العلممم النممافع‬
‫ومن العمال الصالحة‪.‬‬
‫العلممم خيممر مممن المممال‪ ،‬العلممم يحرسممك‬
‫وأنممت تحممرس المممال‪ ،‬العلممم يصممحبك فممي‬
‫دورك الثلث‪ :‬في الدنيا وفي الممبرزخ ويمموم‬
‫يقمموم الشممهاد‪ ،‬والمممال إن فممرض وجمموده‬
‫‪.523،527‬‬
‫‪19‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫صحبك صحبة منكدة في حال الحياة الممدنيا‪،‬‬


‫العلم نور يهتدى بممه فممي ظلمممات الشممكوك‬
‫والجهالت‪ ،‬وحياة تقيم العبممد وتوصممله إلممى‬
‫الجنات‪ ،‬وما زال علم العالم يعلممم أو يعمممل‬
‫بممه أو يسممتفاد منممه‪ ،‬فصممحيفة حسممناته فممي‬
‫ازدياد في حال الحيمماة وبعممد الممممات‪ ،‬بممأي‬
‫شيء يعرف الله ويهتدي إلى صممراط اللممه‪،‬‬
‫وبأي شيء يهتدي إلى الفممرق بيممن الحكممام‬
‫الخمسة التابعة لجميع الحركات والسممكنات‬
‫وبأي شيء يهتدي إلى الفرقان بيممن الهممدي‬
‫والضلل والغي والرشاد‪ ،‬وبأي شيء تعرف‬
‫العمال النافعة‪ ،‬والله ل يتمكممن مممن شمميء‬
‫مممن ذلممك إل بممالعلم‪ ،‬العلممم هممو السمماس‬
‫العظممم لجميممع المعمماملت وهممو الشممرط‬
‫لصحة القوال والعممال‪ ،‬الجهمل داء قاتمل‪،‬‬
‫والعلم حياة ودواء نافع‪ ،‬حاجممة النمماس إلممى‬
‫العلممم أعظممم مممن حمماجتهم إلممى الطعممام‬
‫والشممراب‪ ،‬الشممتغال بممالعلم مممن أفضممل‬
‫الطاعممات وأجممل القربممات‪ ،‬مممذاكرة العلممم‬
‫تسبيح‪ ،‬والبحث عنه جهاد‪ ،‬وتعلمممه وتعليمممه‬
‫ودراسته تمموجب رضمما رب العبمماد‪ .‬قممال ‪:‬‬
‫مششا‬
‫قا يلتمششس فيششه عل ً‬ ‫"من سلك طري ً‬
‫‪20‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫قا إلى الجنششة" رواه‬ ‫سهل الله له طري ً‬


‫مسمملم‪ .‬وقممال‪ :‬إذا مررتممم بريمماض الجنممة‬
‫فارتعوا‪ ،‬قالوا وما رياض الجنممة؟ قمال حلممق‬
‫الذكر‪ ،‬فرياض العلوم النافعة فيها مممن كممل‬
‫زوج بهيج‪.‬‬
‫فيها أجل المعارف وأفضلها‪ ،‬وهممو العلممم‬
‫بأسماء الله وصفاته وأفعاله وآلئه‪.‬‬
‫وفيهممما علمممم الحلل والحمممرام‪ ،‬والنمممافع‬
‫والضار‪.‬‬
‫وفيها تشخيص ما في النفوس من الخير‬
‫والرغبات والرهبات‪ .‬وفيها كيفيات توجيههمما‬
‫إلى فعل الخيرات وترك المنكرات وإلى ممما‬
‫يناسبها من المور النافعات‪.‬‬
‫فيها علوم العربيممة الجليلممة علممى اختلف‬
‫منافعها وفوائدها وثمرتها تقيم لممك اللسممان‬
‫وتهديك إلى أوضح العبارات وحسن البيممان‪،‬‬
‫وتستعين بها على معرفممة معمماني كلم اللممه‬
‫وكلم رسوله‪ ،‬وتكون آلة لك فممي كممل علممم‬
‫وعمل تسلكه‪.‬‬
‫وفي هذه الريمماض علممم أحمموال التواريممخ‬
‫والممدول وأصممناف المممم‪ ،‬تتمكممن فيهمما مممن‬
‫اجتلء القممرون السممالفة‪ ،‬ومعاصممرة المممم‬
‫‪21‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫الغابرة‪ ،‬ثم هكذا تنتقل من قرن إلممى قممرن‬


‫حتى تصل بأحوال المم الموجممودين وتعتممبر‬
‫فيهمما حكمممة اللممه وسممنته فممي السممالفين‬
‫واللحقيممن‪ ،‬فممترى الخيممر والفضممل عنمموان‬
‫شرف وسعادة وذكممرى جميلممة حيممث كممان‪،‬‬
‫والشر والظلم عنوان شقاء وفضيحة وخزي‬
‫في جميع الزمان‪.‬‬
‫ثم تتجلى فيها عقول الوليممن والخريممن‪،‬‬
‫وكيممف كممان التفمماوت الممذي ل ينضممبط ول‬
‫يدرك منتهاه بين أفراد البشر‪ ،‬فهذا ل يتميز‬
‫عن البهائم إل بالشكل والنطق مممن خسممته‬
‫ودناءته‪ ،‬وهذا يفوق أمة عظيمممة فممي عقلممه‬
‫ومعارفه وأخلقه العالية‪ ،‬وهذا قد سمميطرت‬
‫عليممه الشممهوات البهيميممة فانقمماد لهمما عقلممه‬
‫وهواه‪ ،‬وهذا قد ارتفعمت همتمه فمموق الثريمما‬
‫فلم تملكه العممادات ولممم يقممدم شمميًئا علممى‬
‫رضا موله‪.‬‬
‫وهكذا تجد في رياض العلمموم كممثيًرا مممن‬
‫نصوص الكتاب والسنة بنصممها أو فحوهمما أو‬
‫لزمها‪ ،‬مما يمدل علمى اعتبمار جميمع العلموم‬
‫النافعة للدنيا والدين‪.‬‬
‫‪22‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫وفيهممما الحمممث علمممى تعليمممم الصمممناعات‬


‫والمخترعات وامتنان الله علينا بتسممخير ممما‬
‫على الرض وما في باطنهمما لنسممتخرج منممه‬
‫جميع ما نقدر عليه من المنافع التي ل يزال‬
‫الله يعلمها النسان شيًئا بعد شيء‪.‬‬
‫وتجممد أن اللممه أمرنمما أن نعلممم الجهممال‬
‫والسممفهاء كيفيممة حفممظ الممموال وكيفيممة‬
‫التكسممب فيهمما واستحصممال منافعهمما‪ ،‬قممال‬
‫غششوا‬‫ذا ب َل َ ُ‬
‫حّتى إ ِ َ‬ ‫واب ْت َُلوا ال ْي ََتا َ‬
‫مى َ‬ ‫تعالى‪َ  :‬‬
‫عوا‬ ‫فادْ َ‬
‫ف ُ‬ ‫دا َ‬ ‫م ُر ْ‬
‫ش ً‬ ‫ه ْ‬
‫من ْ ُ‬
‫م ِ‬
‫ست ُ ْ‬‫ن آن َ ْ‬ ‫فإ ِ ْ‬‫ح َ‬ ‫الن ّ َ‬
‫كا َ‬
‫َ‬
‫م‪ ‬فأمرنممما أن نعلمهمممم‬ ‫ه ْ‬ ‫وال َ ُ‬
‫مششش َ‬‫مأ ْ‬ ‫هششش ْ‬ ‫َ‬
‫إ ِلي ْ ِ‬
‫ونختبرهم فيما يليق بممأحوالهم‪ ،‬فممإذا مهممروا‬
‫في هذا العلم وأبصرنا رشدهم دفعنمما إليهممم‬
‫أممموالهم‪ ،‬وممما داممموا فممي جهلهممم يعمهممون‬
‫وفي سفههم يتيهون ل نمكنهم من أممموالهم‬
‫حذر الضياع والنقص‪ ،‬ففي هممذا دليممل علممى‬
‫أن العلم نممافع حممتى العلمموم الدنيويممة‪ ،‬وأنممه‬
‫حفاظ للمنافع ودافع للمضار‪.‬‬
‫لممول العلممم لكممان النمماس كالبهممائم فممي‬
‫ظلمممات الجهالممة‪ ،‬ولممول العلممم لممما عرفممت‬
‫المقاصد والوسائل‪ ،‬ولول العلممم ممما عرفممت‬
‫البراهين علممى المطممالب كلهمما ول الممدلئل‪،‬‬
‫‪23‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫العلم هو النور فممي الظلمممات‪ ،‬وهممو الممدليل‬


‫في المتاهات والشممبهات وهممو المميممز بيممن‬
‫الحقممائق‪ ،‬وهممو الهممادي لكمممل الطممرائق‪،‬‬
‫بممالعلم يرفممع اللممه العبممد درجممات‪ ،‬وبالجهممل‬
‫يهوي إلى أسفل الدركات)‪.(1‬‬

‫)( الرياض الناضرة للشيخ عبد الرحمن بن ناصر‬ ‫‪1‬‬

‫السعدي ص ‪.73-69‬‬
‫‪24‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫‪ -1‬العلم والعمل‬
‫الحمد لله الذي علم بالقلم علم النسان‬
‫ما لم يعلم‪ .‬وصلى الله وسملم علممى محمممد‬
‫القمممائل فيمممما روي عنمممه "طلششب العلششم‬
‫فريضة على كل مسلم")‪.(1‬‬
‫وبعد‪ :‬فقممد أوجممد اللممه النسممان وأخرجممه‬
‫من بطن أمه ل يعلم شيًئا وجعل له السمممع‬
‫والبصر والعقل والفؤاد واللسان وعلمممه ممما‬
‫ه‬
‫واللش ُ‬‫لممم يكممن يعلممم كممما قممال تعممالى‪َ  :‬‬
‫ُ‬ ‫أَ ْ‬
‫ن‬ ‫مششو َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫م َل ت َ ْ‬ ‫هات ِك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫طو ِ‬ ‫ن بُ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫جك ُ ْ‬ ‫خَر َ‬
‫َ‬
‫صششاَر‬ ‫واْلب ْ َ‬ ‫ع َ‬ ‫م َ‬ ‫سشش ْ‬ ‫م ال ّ‬ ‫كشش ُ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫عشش َ‬ ‫ج َ‬ ‫و َ‬ ‫شششي ًْئا َ‬ ‫َ‬
‫ن‪] ‬النحمممل‪:‬‬ ‫ششششك ُُرو َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫عل ّك ُششش ْ‬ ‫فئ ِدَةَ ل َ َ‬ ‫واْل َ ْ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫عّلشش َ‬ ‫ن* َ‬ ‫مشش ُ‬ ‫ح َ‬ ‫‪ .[78‬وقمممال تعمممالى‪ :‬الّر ْ‬
‫ن‪‬‬ ‫ه ال ْب ََيا َ‬ ‫م ُ‬ ‫عل ّ َ‬ ‫ن* َ‬ ‫سا َ‬ ‫ق اْل ِن ْ َ‬ ‫خل َ َ‬ ‫ن* َ‬ ‫قْرآ َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫قششرأ ْ‬
‫]الرحممممن‪ .[4-1 :‬وقمممال تعمممالى‪ :‬ا ْ َ‬
‫ن‬ ‫سششا َ‬ ‫ق اْل ِن ْ َ‬ ‫خَلشش َ‬ ‫ق* َ‬ ‫خَلشش َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ك ال ّ ِ‬ ‫سم ِ َرب ّ َ‬ ‫ِبا ْ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ذي‬ ‫م * ال ّ ش ِ‬ ‫ك اْلك ْشَر ُ‬ ‫وَرب ّش َ‬ ‫ق شَرأ َ‬ ‫ق*ا ْ‬ ‫عل ٍ‬
‫ن َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫عَلشش ْ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ما ل َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫سا َ‬ ‫م اْل ِن ْ َ‬ ‫عل ّ َ‬ ‫قل َم ِ * َ‬ ‫م ِبال ْ َ‬ ‫عل ّ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫‪] ‬العلمممق‪ .[5-1 :‬وقمممال تعمممالى‪ :‬أَلشش ْ‬
‫ن*‬ ‫فت َي ْ ِ‬ ‫شش َ‬ ‫و َ‬ ‫سششاًنا َ‬ ‫ول ِ َ‬ ‫ن* َ‬ ‫عي ْن َي ْش ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ل ل َش ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫ج َ‬ ‫نَ ْ‬
‫)( رواه الطمممبراني وغيمممره ورممممز السممميوطي‬ ‫‪1‬‬

‫لصحته‪.‬‬
‫‪25‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫ن‪] ‬البلممد‪ .[10-8 :‬وقممال‬‫جدَي ْ ِ‬


‫هدَي َْناهُ الن ّ ْ‬
‫و َ‬
‫َ‬
‫فممي فضممل العلممماء والمتعلميممن‪َ  :‬‬
‫هشش ْ‬
‫ل‬
‫ن َل‬ ‫ذي َ‬ ‫واّلششش ِ‬‫ن َ‬ ‫مشششو َ‬ ‫عل َ ُ‬
‫ن يَ ْ‬
‫ذي َ‬ ‫وي اّلششش ِ‬ ‫سشششت َ ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ب‪‬‬ ‫مششا ي ََتششذَك ُّر أوُلششو اْلل َْبششا ِ‬ ‫ن إ ِن ّ َ‬
‫مششو َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫ه‬
‫ع الل ش ُ‬ ‫فش ِ‬ ‫]الزمممر‪ .[9 :‬وقممال تعممالى‪ :‬ي َْر َ‬
‫م‬‫عل ْ ش َ‬‫ن ُأوت ُششوا ال ْ ِ‬ ‫ذي َ‬‫وال ّ ش ِ‬‫م َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫مُنوا ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ت‪] ‬المجادلممة‪ .[11 :‬وأمممر نممبيه أن‬ ‫جششا ٍ‬ ‫دََر َ‬
‫يسممأله الزيممادة مممن العلممم فقممال تعممالى‪:‬‬
‫مششا‪] ‬طممه‪.[114 :‬‬ ‫عل ْ ً‬
‫زدْن ِششي ِ‬
‫ب ِ‬
‫ل َر ّ‬‫ق ْ‬ ‫‪َ ‬‬
‫و ُ‬
‫قششا يبتغششي‬‫وقممال ‪ " :‬مششن سششلك طري ً‬
‫قا إلى‬ ‫ما سهل الله له به طري ً‬ ‫فيه عل ً‬
‫الجنششة وإن الملئكششة لتضششع أجنحتهششا‬
‫لطالب العلم رضشا بمشا صشنع وفضشل‬
‫العالم على العابد كفضل القمر ليلة‬
‫البشششدر علشششى سشششائر الكشششواكب وأن‬
‫العلماء ورثة النبياء وإن النبيششاء لششم‬
‫ما وإنمششا ورثششوا‬‫يورثوا ديناًرا ول دره ً‬
‫)‪(1‬‬
‫العلم فمن أخذه أخششذ بحششظ وافششر"‬
‫وقال ‪" :‬من يرد الله به خيششًرا يفقششه‬
‫في الدين")‪ ،(2‬وقال ‪" :‬من خرج في‬
‫)( رواه أبو داود والترمذي وأصله في مسلم‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( متفق عليه‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪26‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫طلب العلم فهو في سبيل الله حتى‬


‫يرجع"‪ .‬رواه الترمذي وقال حديث حسن‪.‬‬
‫وقال الشاعر‪:‬‬
‫والجهل يهدم بيت‬ ‫العلم يرفع بيتا ل‬
‫العز والشرف‬ ‫عماد له‬
‫وقال آخر‪:‬‬
‫أبعد الخير على‬ ‫اطلب العلم ول‬
‫الكسل‬
‫العلم‬ ‫أهل‬
‫وجمال‬ ‫فما العلم‬ ‫تكسل‬
‫ازدياد‬ ‫في‬
‫العملعلى‬
‫من سار‬‫إصلح‬
‫كل‬ ‫العداذهبت‬ ‫إرغام‬
‫تقل قد‬ ‫ل‬
‫الدرب وصل‬
‫المطلوب‬ ‫يعرف‬ ‫أربابه‬
‫واهجر النوم‬
‫يحقر ما بذل‬ ‫وحصله فمن‬
‫فالعلم حياة والجهممل ممموت وممما يسممتوي‬
‫الحيممماء والمممموات والعلمممم نمممور والجهمممل‬
‫ظلمممات وممما يسممتوي الظلمممات والنممور‪،‬‬
‫والعممالم بمنزلممة البصممير والجاهممل بمنزلممة‬
‫وال ْب َ ِ‬
‫صششيُر‬ ‫مى َ‬ ‫وي اْل َ ْ‬
‫ع َ‬ ‫ست َ ِ‬
‫ما ي َ ْ‬ ‫العمى‪َ  :‬‬
‫و َ‬
‫‪] ‬فاطر‪.[19 :‬‬
‫وطلب العلم علممى قسمممين فممرض عيممن‬
‫على كل مسلم ومسلمة وفممرض كفايممة إذا‬
‫قام به من يكفي سممقط الثممم عممن البمماقين‬
‫كعلم القضاء والفتاء ففرض العين هو الذي‬
‫تحصممل بممه معرفممة اللممه سممبحانه وتعممالى‬
‫ومعرفة نبيه ‪ ‬ومعرفة دين السلم بالدلة‬
‫‪27‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫فمعرفة الله بأنه واحد أحممد فممرد صمممد لممم‬


‫يلد ولم يولد ولم يكن له كفمموا أحممد وأنممه ل‬
‫إلممه غيممره ول رب سممواه وأنممه تعممالى يرانمما‬
‫ويسمعنا ويعلممم سممرنا وعلنيتنمما وأنممه أمرنمما‬
‫ونهانا وأنه يثيب الطائعين ويعاقب العاصين‪،‬‬
‫واليمان بالله يتضمن محبته وخمموفه ورجمماه‬
‫وطاعته بامتثال أمره واجتناب نهيه‪.‬‬
‫ومعرفة نبيه محمممد ‪ ‬بممأنه عبممد ل يعبممد‬
‫شّرَفه الله‬ ‫ورسول ل يكذب بل يطاع ويتبع‪َ ،‬‬
‫بالعبودية والرسالة‪.‬‬
‫وأنه يجب علينا محبته وتصديقه وامتثممال‬
‫أمره واجتناب نهيه‪ ،‬ويجب علينمما أن نعممرف‬
‫ديممن السمملم بالدلممة مممن القممرآن والسممنة‬
‫ونعرف ممما فيممه مممن أوامممر فنمتثلهمما ونممواه‬
‫فنجتنبها وفممي مقدمممة ذلممك القيممام بأركممان‬
‫مممما وعمل ً واعتقممما ً‬
‫دا‬ ‫السممملم الخمسمممة عل ً‬
‫ودعوة وأصول اليمان الستة اليمممان بممالله‬
‫وملئكتمممه وكتبمممه ورسمممله واليممموم الخمممر‬
‫واليمممان بالقممدر خيممره وشممره‪ .‬ومعرفممة‬
‫الحسان وهو أن تعبد الله كأنممك تممراه فممإن‬
‫لم تكن تراه فإنه يراك‪ .‬فإذا عرفنا أول ً ربنما‬
‫ونبينا وعرفنا دين السلم بالدلة وجب ثاني ًمما‬
‫‪28‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫علينا العمممل بهممذا العلممم وثالث ًمما يجممب علينمما‬


‫الدعوة إلى الله ورابًعا يجب علينا أن نصممبر‬
‫على ما يصمميبنا فممي ذلممك كممما قممال تعممالى‪:‬‬
‫ر*‬ ‫سش ٍ‬
‫خ ْ‬
‫فششي ُ‬‫ن لَ ِ‬ ‫ن اْل ِن ْ َ‬
‫سششا َ‬ ‫ر * إِ ّ‬
‫ص ِ‬ ‫وال ْ َ‬
‫ع ْ‬ ‫‪َ ‬‬
‫ت‬
‫حا ِ‬ ‫مل ُشششوا ال ّ‬
‫صشششال ِ َ‬ ‫ع ِ‬‫و َ‬ ‫من ُشششوا َ‬
‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫إ ِّل ال ّششش ِ‬
‫ر‪‬‬‫صششب ْ ِ‬‫وا ِبال ّ‬
‫صشش ْ‬
‫وا َ‬ ‫وت َ َ‬
‫ق َ‬ ‫وا ِبششال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫صشش ْ‬
‫وا َ‬ ‫وت َ َ‬
‫َ‬
‫فأقسم الله في هممذه السممورة الكريمممة أن‬
‫كممل إنسممان خاسممر إل مممن اتصممف بممأربع‬
‫صفات وهي اليمان الصادق المثمر للعمممل‬
‫الصالح وهو الخالص لله الموافق لسنة نبيه‬
‫ثممم التواصممي بممالحق أي بممما أمممر اللممه بممه‬
‫ورسموله والنتهماء عمما نهمى عنمه ورسموله‬
‫والتواصي بالصبر على طاعممة اللممه والصممبر‬
‫ما حرم الله والصبر على أقدار الله فدلت‬ ‫ع ّ‬
‫هذه السورة العظيمة سممورة العصممر قليلممة‬
‫اللفاظ كممثيرة المعمماني دلممت علممى وجمموب‬
‫تعلم العلم النافع والعمل بممه والممدعوة إليممه‬
‫والصبر على الذى فيه ودلممت علممى وجمموب‬
‫المر بالمعروف والنهي عن المنكر والصممبر‬
‫على ذلك وأن من فقد هذه العناصر الربعة‬
‫التي تضمنتها السممورة أو فقممد بعضممها فقممد‬
‫خسر كما دلت على ربح وفمموز مممن اتصممف‬
‫‪29‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫بها ولهذا قال فيها المممام الشممافعي رحمممه‬


‫الله لو فكر الناس فيها لكفتهم‪.‬‬
‫ودلت على وجوب جهاد النفس وأنه أربع‬
‫مراتب كما قال المام ابن القيم رحمه الله‬
‫في زاد المعاد في هدي خير العباد ‪.‬‬
‫‪ -1‬جهادها على تعلم الهدي وديممن الحممق‬
‫الذي ل صلح لها في معاشها ومعادها إل به‬
‫ومتى فاتها علمه شقيت في الدارين‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يجاهدها على العمل به بعد علمممه‬
‫وإل فمجرد العلم بدون عمل إن لم يضممرها‬
‫لمم ينفعهما فمإن اليهمود علمماء فلمم يعملموا‬
‫بعلمهممم فغضممب اللممه عليهممم والنصممارى‬
‫يعبدون الله على جهل وضلل ولهممذا شممرع‬
‫لنما فمي دعمماء الفاتحمة سممؤال الهدايمة إلممى‬
‫الصراط المسممتقيم وأن يجنبنمما ربنمما طريممق‬
‫اليهممممود والنصممممارى المغضمممموب عليهممممم‬
‫والضالين‪.‬‬
‫‪ -3‬الثالث من جهمماد النفممس الممذي دلممت‬
‫عليه سورة العصر جهادها على الدعوة إلى‬
‫ق‪‬‬ ‫ح ّ‬ ‫وا ِبشال ْ َ‬‫صش ْ‬
‫وا َ‬ ‫اللممه بقمموله تعممالى‪َ  :‬‬
‫وت َ َ‬
‫عل َششى ال ْب ِشّر‬ ‫وُنوا َ‬‫عا َ‬ ‫وكما قممال تعممالى‪َ  :‬‬
‫وت َ َ‬
‫ْ‬ ‫وُنوا َ َ‬ ‫وَل ت َ َ‬ ‫والت ّ ْ‬
‫علشششى ال ِْثشششم ِ‬ ‫عشششا َ‬ ‫وى َ‬
‫قششش َ‬ ‫َ‬
‫‪30‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫ن‪] ‬المائدة‪ [2 :‬وكما قال تعالى‪:‬‬ ‫وا ِ‬‫عدْ َ‬‫وال ْ ُ‬


‫َ‬
‫عل َششى‬ ‫َ‬
‫ه َ‬ ‫عو إ َِلى الل ش ِ‬
‫سِبيِلي أدْ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ذ ِ‬
‫ه ِ‬‫ل َ‬ ‫ق ْ‬‫‪ُ ‬‬
‫عِني‪] ‬يوسف‪[108 :‬‬ ‫بصير َ‬
‫ن ات ّب َ َ‬
‫م ِ‬‫و َ‬
‫ة أَنا َ‬ ‫َ ِ َ ٍ‬
‫فالدعوة إلى الله هي طريقة النبي ‪‬وهممي‬
‫طريقة الخلفاء الراشدين وأتباعهم إلى يوم‬
‫القيامممة فممواجب المتعلممم أن يتعلممم لينقممذ‬
‫نفسه وغيره مممن زمممرة الجمماهلين وواجممب‬
‫العممالم أن ينشممر علمممه فممي النمماس ليفمموز‬
‫بعظم الجر ويسلم مممن الثممم والمموزر ولئل‬
‫خش َ‬
‫ذ‬ ‫وإ ِذْ أ َ َ‬‫يقع فممي الكتمممان قممال تعممالى‪َ  :‬‬
‫ُ‬
‫ب ل َت ُب َي ّن ُن ّش ُ‬
‫ه‬ ‫ن أوت ُششوا ال ْك ِت َششا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ميَثاقَ ال ّ ِ‬‫ه ِ‬
‫الل ُ‬
‫ه‪] ‬آل عمران‪.[187 :‬‬ ‫مون َ ُ‬‫وَل ت َك ْت ُ ُ‬
‫س َ‬
‫ِللّنا ِ‬
‫وقال ‪" ‬بلغوا عني ولو آية")‪ (1‬ودعا‬
‫لمن بلغ فقال عليه الصلة والسلم‪" :‬نضر‬
‫اللششه امششرأ سششمع مقششالتي فوعاهششا‬
‫فأداها كما سمعها فرب مبلغ أوعششى‬
‫ضا‪" :‬من دعا إلششى‬‫من سامع")‪ (2‬وقال أي ً‬
‫هدى كان له من الجر مثل أجور من‬
‫تبعششه ل ينقششص ذلششك مششن أجششورهم‬

‫)( رواه البخاري‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪31‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫شيًئا")‪ (1‬وعكس ذلك من دعمما إلممى ضممللة‬


‫وإذا لم يقم العالم بما أوجب الله عليه مممن‬
‫العمل بعلمه والدعوة إليمه كمان مممن الممذين‬
‫يكتمون ممما أنممزل اللممه ول ينفعممه علمممه ول‬
‫ينجيه من عذاب الله وفي الحممديث‪" :‬أشششد‬
‫الناس عششذاًبا يششوم القيامششة عششالم لششم‬
‫ينفعه الله بعلمه")‪ (2‬وقال ‪" :‬إن الله‬
‫وملئكتششه وأهششل السششماوات وأهششل‬
‫الرض حتى النملة في جحرها وحتى‬
‫الحوت ليصلون على معلمششي النششاس‬
‫الخير")‪.(3‬‬
‫وقال الشاعر‪:‬‬
‫ليهدي بك المرأ‬ ‫وكن عامل بالعلم‬
‫يقتدي‬
‫في‬ ‫بكخير‬‫الذيكل‬
‫تنل‬ ‫استطعته‬
‫نفع‬ ‫فيما‬
‫حريضا على‬
‫نعيم مؤبد‬ ‫الورى وهداهموا‬
‫‪ -4‬أن يجاهممد نفسممه علممى الصممبر علممى‬
‫مشاق الممدعوة إلممى اللممه وأذى الخلممق فممي‬
‫سبيل دعمموته فممإذا اسممتكمل المسمملم هممذه‬

‫)( رواه مسلم وغيره‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه الطبراني والبيهقي وابممن عممدي وضممعفه‬ ‫‪2‬‬

‫السيوطي والمنذري وله أصل أصيل عند الحاكم‬


‫في المستدرك‪.‬‬
‫)( رواه الترمذي وقال حديث حسن‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪32‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫المراتب الربع التي همي العلمم والعممل بمه‬


‫والدعوة إليه والصممبر علممى الذى فيممه كممان‬
‫كون ُششوا‬ ‫ول َك ِ ْ‬
‫ن ُ‬ ‫من الربانيين قممال تعممالى‪َ  :‬‬
‫مششا‬
‫وب ِ َ‬ ‫ن ال ْك َِتششا َ‬
‫ب َ‬ ‫عل ّ ُ‬
‫مو َ‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م تُ َ‬ ‫ن بِ َ‬
‫َرّبان ِّيي َ‬
‫ن‪] ‬آل عمممران‪ [79 :‬فمممن‬ ‫سو َ‬ ‫ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م ت َدُْر ُ‬
‫علم وعمل وعّلم فذلك يممدعى عظي ً‬
‫ممما فممي‬
‫ملكوت السماء)‪.(1‬‬

‫)( انظمر زاد المعماد فمي هممدي خيمر العبمماد لبمن‬ ‫‪1‬‬

‫القيم )‪.(107 ،106 /2‬‬


‫‪33‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫‪ -2‬العلم والعمل‬
‫العلم شجرة تثمر كل خلق جميل وعمل‬
‫صالح ووصف محمود‪ ،‬أخممرج اللممه النسممان‬
‫من بطن أمه ل يعلممم شمميًئا فأمممده بممالقوى‬
‫الحسممية والمعنويممة وجعلممه سممميًعا بصمميًرا‬
‫ممما عمماقل ً فميممزه بممذلك علممى سممائر‬ ‫متكل ً‬
‫المخلوقات‪ ،‬وعلمه ما لم يكن يعلممم وخلممق‬
‫له ما في الرض جميعًمما ليسممتعين بممه علممى‬
‫طاعته وليشكره على نعمه بأداء ما افترضه‬
‫عليه فينال بذلك أوفر الجزاء وجزيل الجممر‬
‫ن‬‫ن ب ُطُششو ِ‬
‫مش ْ‬ ‫جك ُش ْ‬
‫م ِ‬ ‫ه أَ ْ‬
‫خَر َ‬ ‫والثممواب‪َ  :‬‬
‫واللش ُ‬
‫ُ‬
‫م‬ ‫ل ل َك ُش ُ‬ ‫عش َ‬ ‫ج َ‬
‫و َ‬ ‫ش شي ًْئا َ‬ ‫ن َ‬ ‫مششو َ‬ ‫عل َ ُ‬‫م َل ت َ ْ‬ ‫هششات ِك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫أ ّ‬
‫م‬ ‫كشششش ْ‬ ‫عل ّ ُ‬ ‫فئ ِدَةَ ل َ َ‬ ‫واْل َ ْ‬ ‫صششششاَر َ‬
‫َ‬
‫واْلب ْ َ‬ ‫ع َ‬ ‫م َ‬ ‫سشششش ْ‬ ‫ال ّ‬
‫ذي‬ ‫ه ال ّش ِ‬ ‫ن‪] ‬النحممل‪ [78 :‬الل ش ُ‬ ‫ش شك ُُرو َ‬ ‫تَ ْ‬
‫م‬ ‫م ُثشش ّ‬ ‫كشش ْ‬ ‫ميت ُ ُ‬ ‫م يُ ِ‬ ‫م ُثشش ّ‬ ‫كشش ْ‬‫ق ُ‬ ‫م َرَز َ‬ ‫م ُثشش ّ‬ ‫كشش ْ‬ ‫ق ُ‬ ‫خل َ َ‬ ‫َ‬
‫خل َش َ‬
‫ق‬ ‫ذي َ‬ ‫و ال ّ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫م‪] ‬الروم‪ُ  [40 :‬‬ ‫حِييك ُ ْ‬ ‫يُ ْ‬
‫ْ َ‬
‫عششا‪] ‬البقممرة‪:‬‬ ‫مي ً‬ ‫ج ِ‬ ‫ض َ‬ ‫فششي الْر ِ‬ ‫مششا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل َك ُش ْ‬
‫ق‬‫خل َش َ‬ ‫ن* َ‬ ‫ق شْرآ َ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫عل ّش َ‬
‫ن* َ‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫‪ [29‬الّر ْ‬
‫ن‪] ‬الرحمن‪[4-1 :‬‬ ‫ه ال ْب ََيا َ‬ ‫م ُ‬ ‫عل ّ َ‬ ‫ن* َ‬ ‫سا َ‬ ‫اْل ِن ْ َ‬
‫‪‬ا ْ ْ‬
‫ق‬ ‫خل َش َ‬ ‫ق* َ‬ ‫خل َش َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ك ال ّ ش ِ‬ ‫س شم ِ َرب ّش َ‬ ‫قَرأ ِبا ْ‬
‫َ‬ ‫عل َق * ا ْ ْ‬
‫م*‬ ‫ك اْلك َْر ُ‬ ‫وَرب ّ َ‬ ‫قَرأ َ‬ ‫ن َ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫سا َ‬ ‫اْل ِن ْ َ‬
‫‪34‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫ما َلشش ْ‬
‫م‬ ‫ن َ‬ ‫م اْل ِن ْ َ‬
‫سا َ‬ ‫عل ّ َ‬
‫قل َم ِ * َ‬
‫م ِبال ْ َ‬
‫عل ّ َ‬
‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫م‪] ‬العلممق‪ [5-1 :‬ثممم أوجممب علممى‬ ‫عَلشش ْ‬‫يَ ْ‬
‫النسان أن يتعلممم ممما ل يسممتغني عنممه مممن‬
‫العلوم النافعة لممه فممي دينممه ودنيمماه ليكممون‬
‫على بينة من أمره بنيممة خالصممة للممه تعممالى‬
‫قال ‪" :‬إنما العمششال بالنيششات وإنمششا‬
‫لكل امرئ ما نوى")‪ (1‬ومن سلك طريًقمما‬
‫ما سممهل اللممه لممه طريًقمما إلممى‬ ‫يبتغي فيه عل ً‬
‫الجنة‪ ،‬وإن الملئكة لتضممع أجنحتهمما لطممالب‬
‫العلممم رضمما بممما صممنع وفضممل العممالم علممى‬
‫العابد كفضل القمممر علممى سممائر الكممواكب‪،‬‬
‫وإن العلممماء ورثممة النبيمماء‪ ،‬وإن النبيمماء لممم‬
‫ممما وإنممما ورثمموا العلممم‬ ‫يورثوا دينمماًرا ول دره ً‬
‫فمن أخذه أخذ بحظ وافر)‪ (2‬وقمد رفمع اللمه‬
‫من أراد به خيًرا بالعلم واليمان قال تعالى‪:‬‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫واّلشش ِ‬
‫م َ‬ ‫من ْ ُ‬
‫كشش ْ‬ ‫مُنوا ِ‬‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫ع الل ُ‬ ‫‪‬ي َْر َ‬
‫ف ِ‬
‫ت‪] ‬المجادلممة‪[11 :‬‬ ‫جششا ٍ‬ ‫م دََر َ‬ ‫ُأوُتششوا ال ْ ِ‬
‫عْلشش َ‬
‫وتقممموى اللمممه المممتي أوصمممى بهممما الوليمممن‬
‫والخرين ل تحصل إل بمعرفة ما يتقممى مممن‬
‫)( رواه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه أبو داود والترمذي وابممن ماجممة وصممححه‬ ‫‪2‬‬

‫ابن حبان‪.‬‬
‫‪35‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫الكفر والفسوق والمعاصممي ول تسممتقيم إل‬


‫بفعل الواجبممات وتممرك المحرمممات وامتثممال‬
‫الوامر واجتناب النواهي فطلب العلممم مممن‬
‫أفرض الفرائض وأوجب الواجبات‪ ،‬قممال ‪‬‬
‫"مششن يششرد اللششه بششه خي شًرا يفقششه فششي‬
‫الششدين")‪ (1‬فيعمممرف الحمممق ممممن الباطمممل‬
‫والهممدي مممن الضمملل والحلل مممن الحممرام‬
‫والنافع من الضار‪ ،‬وقمد قمال النمبي ‪" ‬إذا‬
‫مررتم برياض الجنششة فششارتعوا قششالوا‪:‬‬
‫)‪(2‬‬
‫ومششا ريششاض الجنششة؟ قششال‪ :‬الششذكر"‬
‫رياض ناضرة فيها من كممل زوج بهيممج وفيهمما‬
‫يعرف الله ويهتدى إلى الصممراط المسممتقيم‬
‫وفيها يعرف الحلل من الحرام والصلح من‬
‫الفساد ويعرف سبيل الغي والضلل وسبيل‬
‫الهدى والرشاد فكيف يعتاض المسلم عنهمما‬
‫مجالس اللهو واللعب وتضممييع المموقت‪ ،‬فممما‬
‫هو عذر المسلم عند الله بعدم طلب العلممم‬
‫وهو يتمتع بالعافية والعقل والسمع والبصممر‬
‫وأصناف النعم‪.‬‬
‫وهو بحمد اللممه أيسممر شمميء كتمماب اللممه‬
‫)( متفق عليه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه الترمذي‪ ،‬وقال حديث حسن‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪36‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫وسممنة رسمموله وهممي بحمممد اللممه مظبوطممة‬


‫محفوظة وأصول الحكام الممتي تممدور عليهمما‬
‫نحو خمسمائة حديث وتفاصيلها نحممو أربعممة‬
‫آلف حديث)‪.(1‬‬
‫أيرضممى المعممرض عممن العلممم أن يكممون‬
‫كالبهائم السائمة ل يعرف معروفًمما ول ينكممر‬
‫منكًرا ول يميز حًقا مممن باطممل‪ ،‬أيرضممى إذا‬
‫قيل لممه مممن ربممك وممما دينممك ومممن نبيممك ل‬
‫يدري ما الجواب‪ ،‬وإذا قيل لممه كيممف تصمملي‬
‫وكيف تتعبد أجاب بغير الصواب وكيف تممبيع‬
‫وتشتري وتعامممل النمماس لممم يعممرف الحلل‬
‫من الحرام‪ .‬إن الشممتغال بممالعلم مممن أجممل‬
‫العبادات وأفضل الطاعممات وفممي الحممديث‪:‬‬
‫"تعلموا العلم فإن تعلمه للششه خشششية‬
‫ودراسته تسششبيح والبحششث عنششه جهششاد‬
‫وطلبه عبادة وتعليمششه صششدقة وبششذله‬
‫قربششه لنششه معششالم الحلل والحششرام"‪،‬‬
‫وبيان سبيل الجنممة والممؤنس فممي الوحشمة‬
‫والمحدث في الخلوة والجليس في الوحممدة‬
‫والصاحب في الغربة والدليل علممى السممراء‬
‫)( انظر الحكام في شرح أصممول الحكممام لبممن‬ ‫‪1‬‬

‫قاسم )ج ‪/1‬ص ‪.(9‬‬


‫‪37‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫والمعين علممى الضممراء والزيممن عنممد الخلء‬


‫ممما‬
‫والسلح على العداء يرفممع اللممه بممه أقوا ً‬
‫فيجعلهم في الخير قادة وفممي الهممدي أئمممة‬
‫تقتفى آثارهم ويقتدى بأفعالهم وينتهى إلممى‬
‫رأيهم وترغب الملئكة في خلتهم وبأجنحتها‬
‫تحفهم وفممي صمملتها تسممتغفر لهممم ويصمملي‬
‫عليهم كل رطب ويابس حتى حيتممان البحممر‬
‫وهممموامه وسمممباع المممبر وأنعمممامه والسمممماء‬
‫ونجومهما والرض وخزانهما)‪ (1‬والعلمم النمافع‬
‫هممو الممذي يثمممر الخشممية والتواضممع وينفممع‬
‫مششا‬‫صاحبه في حياته ويفيده بعد مممماته ‪‬إ ِن ّ َ‬
‫ماءُ‪] ‬فمماطر‪:‬‬ ‫عل َ َ‬
‫ه ال ْ ُ‬
‫عَباِد ِ‬
‫ن ِ‬
‫م ْ‬
‫ه ِ‬ ‫خ َ‬
‫شى الل َ‬ ‫يَ ْ‬
‫‪" [82‬إذا مات ابن آدم انقطششع عملششه‬
‫إل مششن ثلث صششدقة جاريششة أو علششم‬
‫ينتفع به أو ولد صالح يدعو له")‪.(2‬‬
‫وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قممال‪:‬‬
‫سمممعت رسممول اللممه ‪ ‬يقممول‪" :‬الششدنيا‬
‫ملعونة ملعون ما فيهششا إل ذكششر اللششه‬

‫)( رواه ابممن عبممد الممبر فممي كتمماب جممامع العلممم‬ ‫‪1‬‬

‫وفضممله وقممال هممو حممديث حسممن وروي موقوفمما‬


‫ولعله أشبه‪.‬‬
‫)( رواه مسلم‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪38‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫ما")‪ (1‬وعمممن‬ ‫ما أو متعل ً‬‫وما واله أو عال ً‬


‫أنس قال‪ :‬قال رسول الله ‪" ‬ومن خرج‬
‫في طلب العلم فهو في سبيل اللششه‬
‫حتى يرجع ")‪.(2‬‬
‫وقال أبو الدرداء رضممي اللممه عنممه‪" :‬كممن‬
‫ما أو محًبا أو مستمًعا ول تكممن‬ ‫ما أو متعل ً‬
‫عال ً‬
‫الخمامس فتهلمك")‪ (3‬وهمو المذي ل يعلمم ول‬
‫يتعلمممم ول يحمممب العلمممماء والمتعلميمممن ول‬
‫يحضر مجالس العلم فهذا هممو الهالممك‪ ،‬هممذا‬
‫وإن العلوم في الوقت الحاضر قد انتشممرت‬
‫ل العمممل‬ ‫والمعممارف قممد اتسممعت ولكنممه قَ م ّ‬
‫والنتفاع بها وثمرة العلم العمممل والعلممم بل‬
‫عمل كشجرة بل ثمر والعلممم ينمممو بشمميئين‬
‫العمل به وتعليمه وبممذلك تثبممت المعلومممات‬
‫وترسخ في الممذهن وقممد قيممل العلممم يهتممف‬
‫بالعمل فإن وافقه وإل ارتحل‪.‬‬
‫ومن عمل بما علم أورثه الله علم ما لمم‬
‫يعلم فل نجمماة ول سممعادة للعبممد فممي الممدنيا‬
‫والخرة إل بأن يتعلم العلم الشممرعي الممذي‬

‫)( رواه الترمذي وقال حديث حسن‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه الترمذي وقال حديث حسن‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر كبائر الذهبي ص )‪.(60‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪39‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫دا ‪ ‬ثم يعمل بممه ويعلمممه‬ ‫بعث الله به محم ً‬


‫الناس ويصبر علممى ذلممك كممما قممال تعممالى‪:‬‬
‫ر*‬ ‫سش ٍ‬
‫خ ْ‬
‫فششي ُ‬ ‫ن لَ ِ‬ ‫ن اْل ِن ْ َ‬
‫سششا َ‬ ‫ر * إِ ّ‬
‫ص ِ‬ ‫وال ْ َ‬
‫ع ْ‬ ‫‪َ ‬‬
‫ت‬
‫حا ِ‬ ‫مل ُشششوا ال ّ‬
‫صشششال ِ َ‬ ‫ع ِ‬‫و َ‬ ‫من ُشششوا َ‬
‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫إ ِّل ال ّششش ِ‬
‫ر‪‬‬‫صششب ْ ِ‬‫وا ِبال ّ‬
‫صشش ْ‬
‫وا َ‬ ‫وت َ َ‬
‫ق َ‬ ‫وا ِبششال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫صشش ْ‬
‫وا َ‬ ‫وت َ َ‬
‫َ‬
‫ومراتب العلم أربعمة سمماعه ثمم عقلمه ثمم‬
‫تعاهممده ثممم تبليغممه ومراتممب العلممم والعمممل‬
‫ثلثة‪:‬‬
‫‪ -1‬روايمممة وهمممي مجمممرد نقمممل وحممممل‬
‫المروي‪.‬‬
‫‪ -2‬ودراية وهي فهمه وتعقل معناه‪.‬‬
‫‪ -3‬ورعاية وهي العمل بموجب ما علمه‪.‬‬
‫وأكمل أنواع طلب العلمم أن تكمون هممة‬
‫الطالب مصروفة في تلقي العلم الممموروث‬
‫عن النممبي ‪ ‬وفهممم مقاصممد الرسممول فممي‬
‫أمممره ونهيممه وسممائر كلمممه واتبمماع ذلممك‬
‫وتقديمه على غيره ويعتصممم فممي كممل بمماب‬
‫من أبمواب العلمم بحمديث عمن الرسمول ‪‬‬
‫من الحاديث الصحيحة‪.‬‬
‫والعلم النافع المقصود وغيره وسيلة إليه‬
‫ثلثة أقسام‪:‬‬
‫‪ -1‬علم بأسماء الله وصفاته‪.‬‬
‫‪40‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫‪ -2‬وعلمم بمما أخمبر اللمه بمه ممن الممور‬


‫الماضية والحاضرة والمستقبلة‪.‬‬
‫‪ -3‬وعلممم بممما أمممر اللممه بممه مممن المممور‬
‫المتعلقممة بممالقلوب والجمموارح مممن اليمممان‬
‫بالله ومن معارف القلوب وأحوالها وأحمموال‬
‫الجوارح وأعمالها قال ابن القيم رحمه اللممه‬
‫تعالى‪:‬‬
‫من رابع والحق ذو‬ ‫والعلم أقسام‬
‫تبيان‬
‫وكذلك السماء‬ ‫ثلث مالها‬
‫بأوصاف الله‬ ‫علم‬
‫للرحمن يوم‬
‫وجزاؤه‬ ‫وفعله‬
‫والمر والنهي‬
‫الثاني‬
‫المعاد عن‬
‫جاءت‬ ‫دينه‬
‫القرآن‬ ‫في‬‫والكلهو‬
‫الذي‬
‫بالفرقان‬ ‫المبعوث‬
‫بسواهما إل من‬ ‫التي امرؤ‬
‫ما قال‬‫والسنن‬
‫والله‬
‫الهذيان‬ ‫متحذلق‬
‫طريق التعلم وأسباب فهم الدروس‬
‫الحمد لله والصلة والسلم على رسممول‬
‫اللمه وعلممى آلمه وصمحبه وبعمد فمإن للتعلمم‬
‫طرًقا ينبغممي للطممالب مراعاتهمما العمممل بهمما‬
‫ليدرك مطلوبه ويفوز بالنجاح فمنها‪:‬‬
‫‪ -1‬حسن النية بأن يتعلم لنقاذ نفسه من‬
‫الجهل وليعرف الخير فيفعله والشر فيتركه‬
‫و من عمل بما علم أورثه الله علممم ممما لممم‬
‫يعلممم وفممي الحممديث‪" :‬مممن سمملك طريًقمما‬
‫يلتمس فيه علما سممهل اللممه لممه بممه طريًقمما‬
‫‪41‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫إلممى الجنممة" رواه مسمملم "إنما العمششال‬


‫بالنيات ولكششل امششرئ مششا نششوى" متفممق‬
‫عليه‪.‬‬
‫‪ -2‬مذاكرة الدروس قبل شرحها ليعممرف‬
‫السممهل والصممعب فيشممتاق إلممى شممرحه‬
‫وفهمه‪.‬‬
‫‪ -3‬الصممغاء إلممى شممرح المممدرس بجميممع‬
‫الحواس‪.‬‬
‫‪ -4‬سممؤال المممدرس عممما أشممكل بعممد‬
‫الشممرح فممي نفممس الموضمموع شممرح بممأدب‬
‫وحسن قصد‪.‬‬
‫وقد قيل‪ :‬مفتاح العلم شيئان‪) :‬أ( حسممن‬
‫السؤال‪.‬‬
‫)ب( وحسن الصغاء‪.‬‬
‫‪ -5‬مذاكرة الدروس بعد شممرحها لترسممخ‬
‫في الذهن‪.‬‬
‫‪ -6‬تقوى الله تعالى وطاعته بفعل ما أمر‬
‫ه‬
‫قوا الل َ‬ ‫وات ّ ُ‬‫واجتناب ما نهى قال تعالى‪َ  :‬‬
‫ه‪] ‬البقممرة‪ [282 :‬وقممال‬ ‫م اللشش ُ‬ ‫م ُ‬
‫كشش ُ‬ ‫عل ّ ُ‬‫وي ُ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ن ت َت ّ ُ‬
‫قششوا‬ ‫من ُششوا إ ِ ْ‬
‫نآ َ‬
‫ذي َ‬ ‫هششا ال ّش ِ‬
‫تعالى‪َ :‬يا أي ّ َ‬
‫قان ًششا‪] ‬النفممال‪[29 :‬‬ ‫فْر َ‬ ‫م ُ‬‫ل ل َك ُش ْ‬‫ع ْ‬‫ج َ‬‫ه يَ ْ‬ ‫الل َ‬
‫أي علممما تفرقممون بممه بيممن الحممق والباطممل‬
‫‪42‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫والهدى والضلل والحلل والحرام‪.‬‬


‫‪ -7‬الجمممد والجتهممماد والمواظبمممة وحمممل‬
‫الواجبممممات وحفممممظ الوقممممات وتنظيمهمممما‬
‫جد َ ومن‬‫جد ّ وَ َ‬
‫والستفادة منها‪ ،‬وقد قيل من َ‬
‫زرع حصممد وعنممد المتحممان يكممرم المممرء أو‬
‫يهان)‪.(1‬‬
‫شروط تحصيل العلم‪:‬‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫سأنبيك عن‬ ‫أخي لن تنال‬
‫ببيان‬
‫تفصيلهاأستاذ‬
‫وإرشاد‬ ‫بستة‬ ‫العلم إل‬
‫وحرص‬ ‫ذكاء‬
‫وطول زمان‬ ‫واجتهاد وبلغة‬
‫وقال آخر‪:‬‬
‫وحرص وفهم‬ ‫بتسع ينال العلم‬
‫التعلم‬
‫شباب‬‫وشرخفي‬
‫ثاقب‬ ‫وحفظوصحة‬
‫ودرس‬ ‫قوت‬
‫واجتهاد معلم‬ ‫للعلوم وهمة‬
‫ثمرة العلم‪ :‬العلم شجرة ل بد لها مممن‬
‫زكاة وثمرة وزكاة العلم وثمرتممه العمممل بممه‬
‫وتعليمممه مممن ل يعلمممه وبممذلك يثمممر وينمممو‬
‫ضمما الممدعاء‬‫)( مممن أسممباب تحصمميل العلممم أي ً‬ ‫‪1‬‬

‫ممما‪] ‬طممه‪[114 :‬‬ ‫عل ْ ً‬‫ب زِد ِْني ِ‬


‫ل َر ّ‬ ‫بحصوله‪ :‬وَقُ ْ‬
‫َ‬
‫م‪ ‬تقممول يمما‬ ‫ب ل َك ُم ْ‬ ‫ج ْ‬ ‫سمت َ ِ‬ ‫ل َرب ّك ُ ُ‬
‫م اد ْع ُمموِني أ ْ‬ ‫‪‬وََقا َ‬
‫ما نافًعا وأعوذ‬ ‫عليم علمني‪ ،‬اللهم إني أسألك عل ً‬
‫بك من علم ل ينفممع اللهممم انفعنممي بممما علمتنممي‬
‫ما ينفعني يا حممي‬ ‫وعلمني ما ينفعني وارزقني عل ً‬
‫يا قيوم يا ذا الجلل والكرام‪.‬‬
‫‪43‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫ويممزداد وذلممك فضممل اللممه يممؤتيه مممن يشمماء‬


‫واللممه ذو الفضممل العظيممم وبممالله التوفيممق‬
‫وصلى الله على محمممد وعلممى آلممه وصممحبه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫‪44‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫تربية البناء كما يجب أن تكون‬


‫سممؤال يممدور بيممن أوليمماء أمممور الطلبممة‬
‫ومدرسمميهم عممن ذلممك والواقممع أن الكممل‬
‫ممما تحممت يممده‪ ،‬والولد‬ ‫مسئول أمام اللممه ع ّ‬
‫نعمة من الله أنعممم اللممه بهمما وكلممف الخلممق‬
‫بشكرها ورعايتها وحفظها‪ ،‬وقد ولدوا علممى‬
‫الفطرة السليمة قابلين للخير والشر الممذي‬
‫يلقممى عليهممم ولممذا قممال النممبي ‪» :‬كششل‬
‫مولششود يولششد علششى الفطششرة فششأبواه‬
‫يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه«)‪.(1‬‬
‫ويقول الشاعر‪:‬‬
‫على ما كان عوده‬ ‫وينشأ ناشئ‬
‫أبوه‬ ‫الفتيان فينا‬
‫فبصلح النمماس وحسممن تمموجيههم يصمملح‬
‫أولدهم بإذن اللممه وتمموفيقه وقممد قممال اللممه‬
‫َ‬
‫من ُشششوا ُ‬
‫قشششو‬ ‫نآ َ‬ ‫هشششا ال ّششش ِ‬
‫ذي َ‬ ‫تعمممالى‪ :‬ي َشششا أي ّ َ‬
‫س‬
‫هششا الن ّششا ُ‬ ‫و ُ‬
‫قودُ َ‬ ‫م ن َششاًرا َ‬ ‫وأ َ ْ‬
‫هِليك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫أ َن ْ ُ‬
‫ة‪] ‬التحريم‪ [6 :‬فوقايممة النفممس‬ ‫جاَر ُ‬ ‫ح َ‬‫وال ْ ِ‬ ‫َ‬
‫من النار تكون بتقوى الله وطاعته بفعل ممما‬
‫أمر به واجتناب ما نهى عنه‪.‬‬
‫)( رواه أبممو يعلممى فممي مسممنده والممبيهقي فممي‬ ‫‪1‬‬

‫السنن والطبراني فممي الكممبير ورمممز السمميوطي‬


‫لصحته‪.‬‬
‫‪45‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫ووقايمممة الهمممل بتعليمهمممم مممما ينفعهمممم‬


‫وتحممذيرهم مممما يضممرهم وتممأديبهم الدب‬
‫الحسن على وفق تعاليم السلم أمًرا ونهًيا‬
‫كا‪ ،‬فممما دام الولممد فممي الممبيت لممم‬ ‫وفعل ً وتر ً‬
‫يممدخل المدرسممة فالمسممئولية خاصممة بممولي‬
‫أمره‪ ،‬عليه أن يرعاه حممق الرعايممة ويصممونه‬
‫غايمممة الصممميانة وأن يحسمممن تربيتمممه بقمممدر‬
‫المستطاع تربية إسلمية صممحيحة فممإذا بلممغ‬
‫مه الطهممارة وأمممره بالصمملة‬ ‫سن التمييز عَل ّ َ‬
‫فإذا بلممغ عشممر سممنين ضممربه عليهمما وهممدده‬
‫علمممى تركهممما‪ ،‬امتثمممال ً لقممموله ‪" :‬مششروا‬
‫أولدكشششم بالصشششلة لسشششبع سشششنين‬
‫واضربوهم عليها لعشر")‪ (2‬وذلممك لكممي‬
‫يألفها ويتمرن عليها ويدخل حبهمما فممي قلبممه‬
‫قبل بلوغه‪ ،‬وعلى ولي أمره أن ل يممترك لمه‬
‫الحبممل علممى الغممارب فممي فعممل ممما يهممواه‬
‫ويريممده بممل يكممون رقيب ًمما عليممه يتعهممده فممي‬
‫تعليمه ما ينفعممه وتحممذيره مممما يضممره كممما‬
‫يتعهممد البسممتاني بسممتانه بالسممقي وإزالممة‬
‫العشاب الضارة حممتى يبممدو صمملحه‪ ،‬وكممما‬
‫)( رواه أحمد وأبو داود والحاكم ورمز السيوطي‬ ‫‪2‬‬

‫لصحته‪.‬‬
‫‪46‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫يتعهممد الراعممي غنمممه يحفظهمما مممن الممذئاب‬


‫والسممباع فممي أرض مسممبعة ويتممذكر قممول‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫فنام عنها تولى‬ ‫ومن رعى غنما‬
‫رعيها السد‬ ‫في أرض مسبعة‬
‫فإذا سمملم الولممد إلممى المدرسممة اشممترك‬
‫فممي تربيتممه المدرسممون مممن ناحيممة وأوليمماء‬
‫الممممور ممممن ناحيمممة أخمممرى‪ ،‬وحينئذ يميمممل‬
‫الطالب إلى تقليد المدرس والتممأثر بممأقواله‬
‫وأفعاله أكثر مممما يميممل إلممى والممديه فعلممى‬
‫المدرس تقوى الله في ذلك وإصلح نفسممه‬
‫سمما وليعلممم أنممه مسممئول‬‫قبل أن يكون مدر ً‬
‫ممؤتمن فليمؤد المانمة وليحممذر ممن الخيانمة‬
‫فيها في تمموجيه الطلبممة وتعليمهممم وتممأديبهم‬
‫وليكن قدوة صالحة للطلبة في قوله وفعله‬
‫وعمله فهممو محممط أنظممار الطلبممة وقممدوتهم‬
‫فممي الخيممر والشممر والهممدى والضممللة إن‬
‫أحسن وإن أساء‪.‬‬
‫فالبيت والمدرسة هممما السمماس لتكمموين‬
‫الجيال الصالحة وليست كل البيوت صالحة‬
‫فليكن المممدرس أداة إصمملح كممما أن بعممض‬
‫البيوت الصالحة يتأثر أولدهم بمن لممم يكممن‬
‫‪47‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫حا فالكل راع ومسئول عن رعيته فليعد‬ ‫صال ً‬


‫للسؤال جواًبا وللجواب صواًبا‪.‬‬
‫قال العلمة ابن القيم فممي كتممابه القيممم‪:‬‬
‫"تحفة الودود بأحكممام المولممود" مممن أهمممل‬
‫تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أسمماء‬
‫إليممه غايممة السمماءة وأكممثر الولد إنممما جمماء‬
‫فسممادهم مممن قبممل البمماء وإهمممالهم وتممرك‬
‫تعليمهم فممرائض الممدين وسممننه فأضمماعوهم‬
‫صممغاًرا فلممم ينتفعمموا بأنفسممهم ولممم ينفعمموا‬
‫آباءهم كباًرا كما عاتب بعضممهم ولممده علممى‬
‫العقوق فقال‪ :‬يا أبت إنممك عققتنممي صممغيًرا‬
‫فعققتممك كممبيًرا وأضممعتني صممغيًرا فأضممعتك‬
‫خا‪ ..‬إلى أن قال‪ :‬ومما يحتمماج إليممه غايممة‬ ‫شي ً‬
‫الحتياج العتناء بأمر خلقه فإنه ينشممأ علممى‬
‫ما عوده عليه المربي فممي صممغره فيصممعب‬
‫عليه تلفي ذلممك فممي كممبره وتصممير الخلق‬
‫هيئات راسخة له فلو تحرز منها غاية التحرز‬
‫ممما ممما ولممذلك تجممد أكممثر‬
‫فضممحته ول بممد يو ً‬
‫النمماس منحرفممة أخلقهممم وذلممك مممن قبممل‬
‫التربية الممتي نشممئوا عليهمما ولممذلك يجممب أن‬
‫يجنمممب الصمممبي إذا عقمممل مجمممالس اللهمممو‬
‫‪48‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫والباطممل وسممماع الفحممش والبممدع ومنطممق‬


‫السمموء فممإنه إذا علممق بسمممعه عممز عليممه‬
‫مفارقته في الكبر‪ ،‬وعز على وليه استنقاذه‬
‫منه فتغيير العوائد من أصعب المور ويحتاج‬
‫صاحبه إلى استجداد طبيعمة ثانيمة والخمروج‬
‫دا وينبغممي لمموليه‬
‫من حكم الطبيعة عسر ج م ً‬
‫أن يجنبه الكذب والخيانة أعظم مممما يجنبممه‬
‫السممم النمماقع فممإنه مممتى سممهل لممه سممبيل‬
‫الكذب والخيانمة أفسمد عليمه سمعادة المدنيا‬
‫والخرة وحرمممه كممل خيممر‪ ،‬ويجنبممه الكسممل‬
‫والبطالمممة والدعمممة والراحمممة بمممل يأخمممذه‬
‫بأضدادها ول يريحه إل بما تستجم به نفسممه‬
‫وبممدنه فممإن الكسممل والبطالممة لهمما عممواقب‬
‫سوء وندم وللجد والتعب عواقب حميدة إما‬
‫في الدنيا وإما في الخرة وإما فيهما فأروح‬
‫النمماس أتعممب النمماس وأتعممب النمماس أروح‬
‫الناس‪ .‬فالسيادة في الممدنيا والسممعادة فممي‬
‫الخممرة ل يوصممل إليهمما إل علممى جسممر مممن‬
‫التعب‪.‬‬
‫قال بعضهم‪ :‬ل ينال العلم براحة الجسممد‬
‫قال‪ :‬ويعوده النتباه آخممر الليممل فممإنه وقممت‬
‫‪49‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫قسممم الغنممائم وتفريممق الجمموائز فمسممتقل‬


‫ومستكثر ومحروم‪ ،‬فمن اعتاد ذلممك صممغيًرا‬
‫سهل عليه كبيًرا‪.‬‬
‫ويجنبممه فضممول الطعممام والكلم والمنممام‬
‫ومخالطممة النممام فممإن الخسممارة فممي هممذه‬
‫الفضلت‪ ،‬وهي تفوت على العبد خير دنيمماه‬
‫وآخرته‪.‬‬
‫ويجنبه مضان الشهوات المتعلقة بالبطن‬
‫والفرج غاية التجنب فإن تمكينه من أسبابها‬
‫والفسح له فيها يفسده فساًدا يعسممر عليممه‬
‫بعده صلحه وكممم مممن أفسممد ولممده وفلممذة‬
‫كبممده فممي الممدنيا والخممرة‪ ،‬وإذا اعتممبرت‬
‫الفسمماد فممي الولد رأيتممه مممن قبممل البمماء‪،‬‬
‫وليحمذر كمل الحمذر ممن تمكينمه ممما يزيمل‬
‫عقلممه مممن مسممكر أو غيممره أو عشممرة مممن‬
‫يخشى فساده أو كلمه له أو الخذ من يممده‬
‫فإن في ذلك الهلك كله ومممتى سمهل عليمه‬
‫ذلك فقد سهل عليه الدياثة ول يدخل الجنممة‬
‫ديوث‪.‬‬
‫فممما أفسممد البنمماء مثممل تغفممل البمماء‬
‫وإهمممالهم واستسممهالهم شممرر النممار بيممن‬
‫الثيمماب فممأكثر البمماء يعتمممدون مممع الولد‬
‫‪50‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫أعظم مما يعتمده العدو الشديد العداوة مع‬


‫عدوه وهم ل يشعرون‪ ،‬فكم من والد خسممر‬
‫الدنيا والخرة وعرضه هلك الممدنيا والخممرة‬
‫وكل هذا عواقب تفريممط البمماء فممي حقمموق‬
‫الله وإضاعتهم لهمما وإعراضممهم عممما أوجبممه‬
‫الله عليهم من العلم النافع والعمل الصممالح‬
‫حرمهم من النتفمماع بممأولدهم وحممرم لولد‬
‫خيرهم ونفعهم لهم وهو من عقوبة الباء)‪.(1‬‬
‫انتهى كلم ابن القيم رحمه الله قال هذا‬
‫في زمانه في القرن الثامن الهجري فكيممف‬
‫لممو رأى جاهليممة القممرن العشممرين وممما هممي‬
‫خا مممن النحلل والتممدهور‬ ‫عليه شباًبا وشمميو ً‬
‫في الخلق وإضمماعة أمممر اللمه ونبممذ الحيمماء‬
‫بارتكاب محارم الله وترك ما أوجب إل مممن‬
‫عصمه الله‪ ،‬وأصبح الناس فمي همذا الموقت‬
‫ثلثممة أقسممام‪ :‬قسممم صممالحون‪ ..‬مصمملحون‬
‫وهداة مهتدون وهم الطائفة المنصورة إلممى‬
‫قيممام السمماعة وقسممم صممالحون بأنفسممهم‬
‫ولكن أهملوا أولدهممم وذويهممم وتركمموا لهممم‬
‫الحبل على الغارب فتحملوا أوزارهم وقسم‬

‫)( تحفممة الممودود بأحكممام المولممد )‪،167‬مم ‪-175‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.(177‬‬
‫‪51‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫غير صالحين بل انحرفوا فممي أنفسممهم عممن‬


‫الصراط المستقيم فضلوا مممن يقتممدي بهممم‬
‫فتحملوا أثقالهم وأثقال ً مع أثقالهم‪.‬‬
‫فنسأل الله تعالى لنا وللمسلمين الهداية‬
‫والتوفيمق لمما يحمب ويرضممى وحسممبنا اللمه‬
‫ونعممم الوكيممل ول حممول ول قمموة إل بممالله‬
‫العلممي العظيممم‪ .‬وصمملى اللممه علممى محمممد‬
‫وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫‪52‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫مسئولية المدرس‬
‫أخي المدرس‪ :‬السلم عليكممم ورحمممة‬
‫الله وبركاته وبعد‪..‬‬
‫غيممر خمماف عليممك وأنممت تتمتممع بالعقممل‬
‫والسممممع والبصمممر والعلمممم والمعرفمممة‪ ،‬إن‬
‫الممدرس قمد تحممل مسممئولية كممبرى وفممي‬
‫عنقه أمانة عظمى سيسأل عنها أمممام اللممه‬
‫يمموم القيامممة تلممك أمانممة العلممم والعمممل‬
‫والتعليم والتربية والتوجيه لهؤلء الطلبة‪.‬‬
‫يجممب علممى المممدرس أن يكممون قممدوة‬
‫حسممنة لطلبممه بممأقواله وأفعمماله‪ ،‬يجممب أن‬
‫يكون مثل ً أعل مى فممي أخلقممه وفممي أعممماله‬
‫وفممي مظهممره‪ ،‬يجممب أن يتحلممى بالفضممائل‬
‫والمحاسمممن وأن يتخلمممى عمممن المسممماوئ‬
‫والمممرذائل وأن يحمممافظ علمممى الواجبمممات‬
‫والمسممممممتحبات ويممممممترك المحرمممممممات‬
‫والمكروهات‪ ،‬يجب أن يتجنب كل ممما يقممدح‬
‫في الدين أو يخل بممالمروءة فممإن اللممه أبمماح‬
‫لنا الطيبممات النافعممة وحممرم علينمما الخبممائث‬
‫الضارة لجسامنا وصحتنا‪ ،‬وعقولنا وأموالنمما‬
‫رحمة بنا وإحسمماًنا إلينمما‪ .‬فممالحلل ممما أحلممه‬
‫اللممه ورسمموله والحممرام ممما حرمممه اللممه‬
‫‪53‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫ورسوله يجب أن نحافظ على شممعائر ديننمما‬


‫ما وعلى الصلوات الخمس في أوقاتهمما‬ ‫عمو ً‬
‫صا لنها عماد الدين الذي يقمموم عليممه‪،‬‬ ‫خصو ً‬
‫وإن نصمممملح أنفسممممنا ونلزمهمممما التقمممموى‬
‫والستقامة لنفوز برضا اللممه وجنتممه ونسمملم‬
‫من عذابه وسممخطه ولنقممود أولدنمما وطلبنمما‬
‫إلى الطريق السوي والعمل الصممالح فنحممن‬
‫قدوتهم في القول والعمل‪.‬‬
‫فيمما أيهمما البمماء والمعلمممون خممذوا بأيممدي‬
‫هؤلء الشباب واهدوهم إلى محاسن الممدين‬
‫بغممرس محبتممه فممي قلمموبهم وتعظيمممه فممي‬
‫نفوسهم بشرح محاسنه وفضائله وما امتمماز‬
‫بممه علممى غيممره‪ .‬إن علممى المممدرس واجممب‬
‫توجيه وتربية هؤلء الشممباب تربيممة إسمملمية‬
‫حا ينفممع نفسممه‬‫صحيحة حتى ينشئ جيل ً صال ً‬
‫وأمته وبلده ويسممعد فممي دينممه ودنيمماه ولممن‬
‫يكممون ذلممك حممتى يسممتقيم بنفسممه ويقممود‬
‫الطلبممة إلممى الخيممر بأفعمماله قبممل أقممواله‬
‫فالقول وحده ل يجممدي‪ ،‬إن علممى المممدرس‬
‫تقويم دين الطلبة وأخلقهم وحسن تربيتهم‬
‫وتنشئتهم على الفضيلة فإن تعليم الولد في‬
‫صغره عبارة عن تغذية روحه بما تتهذب بممه‬
‫‪54‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫أخلقممه وتزكممو أعممماله وتحسممن مقاصممده‬


‫بحيممث يكممون ميلممه إلممى الخيممر ومحبتممه لممه‬
‫ونفرته من الشر وبغضه له ملكة ثابتممة فممي‬
‫نفسه‪ ،‬وقد أوجب الله على كممل مسمملم أن‬
‫يتعلم العلم الشرعي ويعمل به ويممدعو إليممه‬
‫ويصبر على ذلك وأن يراقب الله في علمممه‬
‫قش ْ‬
‫ل‬ ‫وتعليمه وفي جميع مجممالت حيمماته‪ُ  :‬‬
‫مششاِتي‬
‫م َ‬
‫و َ‬
‫ي َ‬
‫حي َششا َ‬
‫م ْ‬
‫و َ‬
‫كي َ‬‫سش ِ‬ ‫ص شَلِتي َ‬
‫ون ُ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫إِ ّ‬
‫ن ‪] ‬النعممام‪ [162 :‬إن‬ ‫مي َ‬‫عششال َ ِ‬
‫ب ال ْ َ‬
‫ه َر ّ‬
‫ِللشش ِ‬
‫العلممم شممجرة ل بممد لهمما مممن زكمماة وثمممرة‬
‫وزكاة العلم وثمرته العمل به وتعليمممه مممن‬
‫ل يعلمه قال الشاعر‪:‬‬
‫ليهدي بك المرء‬ ‫وكن عامل بالعلم‬
‫يقتدي‬
‫في‬ ‫بكخير‬
‫الذيكل‬
‫تنل‬ ‫استطعته‬
‫نفع‬ ‫صا على‬ ‫فيما‬
‫حري ً‬
‫نعيم مؤبد‬ ‫الورى وهداهم‬
‫إن واجممب المسمملم أن يقابممل نعممم اللممه‬
‫بشكرها بممأداء مما افمترض عليمه وأن يقابمل‬
‫أوامممر اللممه ورسمموله بالسممتجابة والسمممع‬
‫والطاعة راجًيا ثواب الله خائًفا من عقابه‪.‬‬
‫إن العلممم بممدون عمممل طريممق اليهممود‬
‫)المغضمموب عليهممم( الممذين قممالوا )سمممعنا‬
‫وعصينا(‪.‬‬
‫أعاذنا الله والمسلمين من طريقهم‪ .‬أيها‬
‫‪55‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫الساتذة الكممرام‪ :‬إن بنمماء المممة أمانممة فممي‬


‫أعناقكم وديعة بين أيديكم فاتقوا الله فيهممم‬
‫ووجهوهم التوجيه السممليم وربمموهم التربيممة‬
‫الصحيحة على ضوء الكتاب والسممنة اللممذين‬
‫لن يضل من تمسك بهما ولن يشممقى ‪َ‬يششا‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سششول َ ُ‬
‫ه‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫عششوا الل ش َ‬‫طي ُ‬‫مُنوا أ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫أي ّ َ‬
‫وَل‬ ‫عْنششه َ‬
‫ن* َ‬ ‫عو َ‬ ‫م ُ‬‫سشش َ‬‫م تَ ْ‬
‫وأن ُْتشش ْ‬‫ُ َ‬ ‫وا َ‬ ‫وّلشش ْ‬‫وَل ت َ َ‬ ‫َ‬
‫م َل‬ ‫هشش ْ‬
‫و ُ‬‫عَنا َ‬ ‫م ْ‬ ‫قششاُلوا َ‬
‫سشش ِ‬ ‫ن َ‬ ‫كاّلشش ِ‬
‫ذي َ‬ ‫كوُنششوا َ‬ ‫تَ ُ‬
‫ن‪] ‬النفال‪.[21 ،20 :‬‬ ‫عو َ‬ ‫م ُ‬‫س َ‬‫يَ ْ‬
‫وفقكممم اللممه لممما يحبممه ويرضمماه وجعلنمما‬
‫وإياكم هممداة مهتممدين وهممدانا جميعًمما سممواء‬
‫السبيل‪.‬‬
‫ملحظة‬
‫لمموحظ أن بعممض السمماتذة هممدانا اللممه‬
‫وإياهم يتهاونون بالصلة وهذه معصية كبرى‬
‫تمموجب الكفممر ودخممول النممار‪ .‬ومعلمموم أن‬
‫الصلة هي عماد الدين الممذي يقمموم عليممه ل‬
‫يفيد تاركهمما صمموم ول صممدقة ول أي عمممل‪،‬‬
‫وهي الفارقممة بيممن السمملم والكفممر "العهممد‬
‫الذي بيننا وبينهممم الصمملة فمممن تركهمما فقممد‬
‫كفمممر" رواه أهمممل السمممنن‪ ،‬والمدرسمممون‬
‫مطلوب منهم تقويم دين الطلب وأخلقهم‪.‬‬
‫‪56‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫وفاقد الشيء ل يعطيممه‪ ،‬لممذا يلزمنمما ويتأكممد‬


‫حا‬‫علينا أن نتوب إلى الله تعممالى توبممة نصممو ً‬
‫ما وصلتنا‬ ‫وأن نحافظ على شعائر ديننا عمو ً‬
‫صا وأن نصلح أنفسنا ونلزمهمما التقمموى‬ ‫خصو ً‬
‫والستقامة لنفوز برضا اللممه وجنتممه ونسمملم‬
‫من عذابه وسخطه وأن نقود أولدنا وطلبنا‬
‫إلى الطريق السوي والعمل الصالح بأقوالنا‬
‫وأفعالنمما وأخلقنمما فعيممونهم إلينمما نمماظرة‬
‫وآذانهممم إلينمما سممامعة ونحممن قممدوتهم فممي‬
‫القممول والعمممل والخيممر والشممر وعلينمما أن‬
‫نفكر في نعم الله علينا وإحسانه إلينمما بكممل‬
‫أنواع الحسان حيث خلقنمما ورزقنمما وعافانمما‬
‫وعلمنا ما لم نكن نعلممم وخلممق لنمما ممما فممي‬
‫الرض جميًعا وأنعممم علينمما بممالنعم الظمماهرة‬
‫والباطنممة لكممي نشممكره بممأداء ممما افترضممه‬
‫علينا‪ ،‬فهل يليق بنمما بعممد ذلممك أن نعصمميه و‬
‫ن‪‬‬ ‫سششا ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ن إ ِّل اْل ِ ْ‬‫سششا ِ‬‫ح َ‬ ‫جششَزاءُ اْل ِ ْ‬
‫ل َ‬ ‫‪َ ‬‬
‫هشش ْ‬
‫]الرحمن‪ [60 :‬أنه ل ينفع عند الله ول ينجي‬
‫مممن عممذابه إل اليمممان الصممادق والعمممل‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫وَلدُك ُششش ْ‬‫وَل أ ْ‬ ‫م َ‬‫وال ُك ُ ْ‬
‫مششش َ‬
‫مشششا أ ْ‬ ‫الصمممالح ‪َ ‬‬
‫و َ‬
‫ن‬
‫مشش َ‬‫نآ َ‬ ‫فى إ ِّل َ‬
‫م ْ‬ ‫عن ْدََنا ُزل ْ َ‬ ‫قّرب ُك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ِبال ِّتي ت ُ َ‬
‫حا‪] ‬سممبأ‪ [37 :‬وطاعممة اللممه‬ ‫صششال ِ ً‬‫ل َ‬ ‫م َ‬
‫ع ِ‬
‫و َ‬‫َ‬
‫‪57‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫ه‬‫سششول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ع اللشش َ‬ ‫طشش ِ‬


‫ن يُ ِ‬ ‫مشش ْ‬ ‫ورسمموله‪َ  :‬‬
‫و َ‬
‫َ‬
‫هششاُر‬ ‫هششا اْلن ْ َ‬ ‫حت ِ َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫مش ْ‬ ‫ري ِ‬ ‫جش ِ‬‫ت تَ ْ‬ ‫جّنا ٍ‬
‫ه َ‬ ‫خل ْ ُ‬ ‫ي ُدْ ِ‬
‫م*‬ ‫ظي ش ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫وُز ال ْ َ‬ ‫فش ْ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫وذَل ِ ش َ‬‫هششا َ‬ ‫في َ‬ ‫ن ِ‬‫دي َ‬ ‫خال ِ ش ِ‬ ‫َ‬
‫دودَهُ‬ ‫حش ُ‬ ‫عشدّ ُ‬ ‫وي َت َ َ‬‫ه َ‬ ‫سششول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ص الل َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫هيشش ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫ب ُ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫ه َ‬ ‫ول َ ُ‬‫ها َ‬ ‫في َ‬ ‫دا ِ‬ ‫خال ِ ً‬ ‫ه َناًرا َ‬ ‫خل ْ ُ‬ ‫ي ُدْ ِ‬
‫‪] ‬النساء‪ [14 ،13 :‬هذا وإن تمني رحمة‬
‫اللممه مممن غيممر عمممل صممالح غممرور مممن‬
‫الشيطان وعجز بالنسان وقد بين الله مممن‬
‫ه‬
‫ة الل ش ِ‬‫م َ‬
‫ح َ‬‫ن َر ْ‬ ‫يسممتحق رحمتممه بقمموله‪ :‬إ ِ ّ‬
‫ن‪] ‬العممراف‪[56 :‬‬ ‫س شِني َ‬
‫ح ِ‬‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬
‫ب ِ‬
‫ري ٌ‬ ‫َ‬
‫ق ِ‬
‫جُروا‬ ‫ها َ‬‫ن َ‬‫ذي َ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫مُنوا َ‬‫نآ َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫وقوله‪ :‬إ ِ ّ‬
‫ن‬
‫جششو َ‬ ‫ه ُأول َئ ِ َ‬
‫ك ي َْر ُ‬ ‫ل الل ِ‬‫سِبي ِ‬ ‫في َ‬ ‫دوا ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫جا َ‬ ‫و َ‬‫َ‬
‫ه‪] ‬البقمممرة‪ [56 :‬وقممموله‪:‬‬ ‫ة اللششش ِ‬ ‫مششش َ‬ ‫ح َ‬ ‫َر ْ‬
‫كاةَ َ‬ ‫وأ َ ِ‬
‫عوا‬
‫طي ُ‬
‫وأ ِ‬ ‫َ‬ ‫وآُتوا الّز َ‬ ‫صَلةَ َ‬ ‫موا ال ّ‬ ‫قي ُ‬ ‫‪َ ‬‬
‫ن‪] ‬النمور‪[218 :‬‬ ‫مو َ‬
‫ح ُ‬ ‫م ت ُْر َ‬‫عل ّك ُ ْ‬
‫ل لَ َ‬
‫سو َ‬ ‫الّر ُ‬
‫إلى غير ذلك من اليات‪.‬‬
‫وقممال ‪" :‬الكيششس مششن دان نفسششه‬
‫وعمل لما بعششد المششوت والعششاجز مششن‬
‫اتبع نفسه هواهشا وتمنششى علششى اللششه‬
‫الماني")‪.(1‬‬

‫)( رواه أحمممد والترمممذي وابممن ماجممة والحمماكم‬ ‫‪1‬‬

‫ورمز السيوطي لصحته‪.‬‬


‫‪58‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫وأخبر النممبي ‪ ‬أن أمتممه سممتفترق علممى‬


‫ثلث وسبعين فرقة كلها في النار إل واحدة‬
‫وهي من كان على مثل ما كان عليممه النممبي‬
‫‪ ‬وأصممحابه وهممم المتمسممكون بالكتمماب‬
‫ممما وعمل ً واعتقمماًدا ودعمموة وحب ًمما‬ ‫والسنة عل ً‬
‫ضا وفعل وتركا فهل سلكنا طريق محمد‬ ‫وبغ ً‬
‫حا لننجو؟؟ أم فينا صبر وجلد‬ ‫‪ ‬وعملنا صال ً‬
‫علممى النممار؟ أم نحممن ممممن يكممذب بيمموم‬
‫الممدين؟ إن الرجمموع إلممى الحممق خيممر مممن‬
‫التمممادي فممي الباطممل والممموت أقممرب إلممى‬
‫أحدنا من حبل الوريد وليس بعممد الممموت إل‬
‫الجنة فممي نعيممم أبممدي أو النممار فممي عممذاب‬
‫سرمدي‪ ،‬فاتقوا الله أيهمما السمماتذة الكممرام‬
‫فممي أنفسممكم وأولدكممم وطلبكممم‪ .‬وقمموا‬
‫أنفسمممكم وأهليكمممم نممماًرا وقودهممما النممماس‬
‫والحجارة‪ .‬ول تكونوا كالممذين اتخممذوا دينهممم‬
‫م‬‫عل َ ُ‬‫س شي َ ْ‬ ‫لعًبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا ‪َ ‬‬
‫و َ‬
‫َ‬
‫ن‪‬‬ ‫قل ُِبششو َ‬ ‫قَلشش ٍ‬
‫ب ي َن ْ َ‬ ‫من ْ َ‬
‫ي ُ‬
‫مششوا أ ّ‬‫ن ظَل َ ُ‬ ‫اّلشش ِ‬
‫ذي َ‬
‫إخممواني هممذه ملحظممة أخ لكممم دعمماه إليهمما‬
‫العمممل بحممديث "أحممب لخيممك ممما تحممب‬
‫لنفسمممك")‪ (1‬وحمممديث "المشششؤمن مشششرآة‬

‫)( رواه أحمد والترممذي بلفمظ أحمب للنمماس ممما‬ ‫‪1‬‬


‫‪59‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫أخيششه")‪ (1‬وقمموله ‪" :‬الششدين النصششيحة"‬


‫قلنا لمن يا رسممول اللممه قممال‪ :‬للممه ولكتممابه‬
‫ولرسمموله والمسمملمين وعممامتهم)‪ (2‬فتوبمموا‬
‫إلممى اللممه جميًعمما أيهمما المؤمنممون لعلكممم‬
‫تفلحون‪.‬‬
‫والسلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬

‫تحبه لنفسك‪.‬‬
‫)( أخرجه الطبراني بإسناد حسن بلفظ المممؤمن‬ ‫‪1‬‬

‫مرآت المؤمن‪.‬‬
‫)( رواه مسلم‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪60‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫واجب الباء نحو البناء‬


‫إخواني الكرام أولدكم وفلممذات أكبممادكم‬
‫شباب اليمموم ورجممال المسممتقبل أمانممة فممي‬
‫أعناقكم سوف تسألون عنها أمام الله يمموم‬
‫القيامة‪ .‬قممال ‪" :‬كلكششم راع ومسششئول‬
‫عن رعيته" متفممق عليممه‪ .‬ألسممتم تقممونهم‬
‫برد الشتاء وحر الصيف فنار جهنم أشد حًرا‬
‫م‬‫سششك ُ ْ‬ ‫قششو أ َن ْ ُ‬
‫ف َ‬ ‫مُنششوا ُ‬
‫نآ َ‬ ‫هششا اّلشش ِ‬
‫ذي َ‬
‫َ‬
‫‪َ‬يششا أي ّ َ‬
‫ة‬
‫جششاَر ُ‬ ‫وال ْ ِ‬
‫ح َ‬ ‫س َ‬
‫ها الن ّششا ُ‬ ‫و ُ‬
‫قودُ َ‬ ‫م َناًرا َ‬ ‫وأ َ ْ‬
‫هِليك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫‪ ‬وقد قمتم بتغذية أجسممامهم منممذ الصممغر‬
‫بالطعام والشراب وستر عمموراتهم باللبمماس‬
‫وإذا مرض أحدهم أسرعتم به إلى الطممبيب‬
‫المعالج وبممذلتم فممي سممبيل ذلممك أغلممى ممما‬
‫تملكممون محافظممة علممى صممحتهم وبممذلك‬
‫تستحقون الشكر والثنمماء والممبر والممدعاء إل‬
‫أن هناك ما هو أهم مممن ذلممك كلممه وأعظممم‬
‫وهو تغذية أرواحهم وإيمانهم والعمممل علممى‬
‫إصلح قلوبهم التي بصلحها صملح الجسماد‬
‫وبفسادها فساد الجسمماد كممما قممال الهممادي‬
‫البشير ‪" ‬أل وإن في الجسششد مضششغة‬
‫إذا صششلحت صششلح الجسششد كلششه وإذا‬
‫‪61‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫فسششدت فسششد الجسششد كلششه أل وهششي‬


‫القلب" رواه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫لذا نلفت أنظاركم إلى ضرورة اسممتعمال‬
‫ما يلي في حقهم‪:‬‬
‫‪ -1‬القممدوة الحسممنة فممي القممول والعمممل‬
‫قال ‪" :‬كل مولود يولد على الفطرة‬
‫فششششأبواه يهششششودانه أو ينصششششرانه أو‬
‫يمجسششانه" رواه أبممو يعلممي فممي مسممنده‬
‫والطبراني في الكبير والبيهقي فممي السممنن‬
‫وقال الشاعر‪:‬‬
‫على ما كان عوده‬ ‫وينشأ ناشئ‬
‫أبوه‬ ‫الفتيان منا‬
‫‪ -2‬حملهم علممى أداء الصمملوات الخمممس‬
‫فممي أوقاتهمما مممع الجماعممة فممي المسمماجد‬
‫صا صلة العشاء وصلة الفجر‬ ‫ما وخصو ً‬ ‫عمو ً‬
‫قمممال ‪" ‬ولشششو يعلمشششون مشششا فيهمشششا‬
‫لتوهما ولششو حبششوا" متفممق عليممه‪ .‬وقممال‬
‫ص شطَب ِْر‬
‫وا ْ‬ ‫ص شَل ِ‬
‫ة َ‬ ‫ك ِبال ّ‬ ‫مْر أ َ ْ‬
‫هل َش َ‬ ‫تعالى‪ْ  :‬‬
‫وأ ُ‬
‫َ‬
‫ها‪ ‬فيجممب علينمما أن نمتثممل أمممر اللممه‬ ‫عل َي ْ َ‬
‫َ‬
‫ورسممموله ‪ ‬فيهمممم حيمممث قمممال‪" :‬مششروا‬
‫أولدكششم بالصششلة لسششبع واضششربوهم‬
‫عليها لعشر" رواه أحمد وأبممو داود‪ ،‬وغيممر‬
‫خمماف عليكممم منزلممة الصمملة مممن الممدين‬
‫‪62‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫السلمي وأهميتها وعظيم شممأنها وممما أعممد‬


‫لمن حافظ عليها من الثممواب ولمممن تهمماون‬
‫بها من العقاب وإنها شمعار المسملم وعمماد‬
‫الدين والفارقة بين السلم والكفر‪.‬‬
‫‪ -3‬العناية بالقرآن الكريممم‪ :‬تلوة وحفظ ًمما‬
‫وتفسمميًرا وعمل ً وإن مممما يجممز فممي النفممس‬
‫ويممؤلم القلممب أن أكممثر الطلبممة ل يحسممنون‬
‫قراءة القرآن الكريم مممن المصممحف نتيجممة‬
‫التساهل والإهمممال مممن البمماء والمدرسممين‬
‫ومن الطلبممة أنفسممهم لهممذا الكتمماب العزيممز‬
‫المممذي تضممممن السمممعادة والنمممور والهمممدى‬
‫والشفاء لممن تمسمك بمه‪ ،‬وقمد تكفمل اللمه‬
‫لمن قرأ القرآن‪ ،‬وعمل بما فيه أن ل يضممل‬
‫في الدنيا ول يشقى في الخممرة‪ ،‬وقممد كممان‬
‫أصممحاب رسممول اللممه ‪ ‬إذا تعلممموا عشممر‬
‫آيات من القرآن لم يتجاوزوها حتى يتعلممموا‬
‫معانيها ويعملوا بها‪.‬‬
‫لممذا ننصممح أبناءنمما الطلبممة أن يلتحقمموا‬
‫بالمدارس الخيرية لتحفيمظ القمرآن الكريمم‬
‫الموجودة في كثير من المساجد بعممد صمملة‬
‫صا في الجازة الصيفية حيممث‬ ‫العصر وخصو ً‬
‫حا‬‫تفتح هذه المممدارس أبوابهمما للطلبممة صممبا ً‬
‫‪63‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫ومساًء والتدريس فيها بالمجممان فليحفظمموا‬


‫أوقاتهم فيها حممتى يكونمموا مممن خيممر النمماس‬
‫قممال ‪" :‬خيركششم مششن تعلششم القششرآن‬
‫وعلمه" رواه البخاري‪.‬‬
‫وليتوجوا آباءهم بذلك ففي الحممديث عممن‬
‫النممبي ‪ ‬أنممه قممال‪" :‬مششن قششرأ القششرآن‬
‫جششا يششوم‬‫وعمششل بششه ألبششس والششداه تا ً‬
‫القيامششة ضششوءه أحسششن مششن ضششوء‬
‫الشمس في بيوت الدنيا فمششا ظنكششم‬
‫بالذي عمل بهذا" رواه أبو داود‪.‬‬
‫‪ -4‬حملهم على صحبة الخيار الصممالحين‬
‫الذين عرفوا الحق واتبعوه‪ ،‬وتحممذيرهم مممن‬
‫صممحبة الشممرار والمنحرفيممن فممي دينهممم‬
‫وأخلقهممم فممالمرء معتممبر بقرينممه وسمموف‬
‫يكون على ديممن خليلممه فلينظممر مممن يخالممل‬
‫فكما يقلد النسان مممن حمموله فممي أزيممائهم‬
‫يقلدهم في أعمالهم ويتخلق بممأخلقهم قممال‬
‫حكيم )نبئني عمن تصاحب أنبئك مممن أنممت‪،‬‬
‫وقال الشاعر‪:‬‬
‫إن القرين بالقرين‬ ‫واختر من الصحاب‬
‫يقتدي‬ ‫كل مرشد‬
‫‪ -5‬حفظ الوقات فيممما ينفممع فممي الممدين‬
‫والممدنيا فممي مممذاكرة الممدروس وفممي تلوة‬
‫‪64‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫القرآن الكريم وفي القراءة بالكتب النافعممة‬


‫فممإن الوقممات محممدودة والنفمماس معممدودة‬
‫وسوف يسأل النسان عن عمره فيم أفنمماه‬
‫وعن شبابه فيم أبله وعن علمه ماذا عمممل‬
‫فيه فالعلم شجرة ل بد لها من زكاة وثمممرة‬
‫وزكاة العلم وثمرته العمل به وتعليمممه مممن‬
‫ل يعلمه‪.‬‬
‫أيها الباء الكرام اعتنوا بأولدكم وربمموهم‬
‫بتربية السلم الصحيحة على وفمق مما جماء‬
‫فمممي الكتممماب العزيمممز والسمممنة المطهمممرة‬
‫والسيرة النبوية‪ :‬أيها البمماء الكممرام‪ :‬اعممدلوا‬
‫بين أولدكم في العطية ول تفضلوا بعضممهم‬
‫علممى بعممض فممإن ذلممك مممن أسممباب الحقممد‬
‫والعقوق‪ ،‬أيها الخوة الكرام‪ :‬إن مسممئوليتنا‬
‫كبيرة أمام اللممه فممي أولدنمما وأهلينمما ذكمموًرا‬
‫وإناًثا لنغرس في قلوبهم محبة اللممه ومحبممة‬
‫رسمممموله ‪ ‬وصممممحابته الكممممرام وعبمممماده‬
‫الصممالحين فممإن المممرء مممع مممن أحممب يمموم‬
‫القيامة‪ ،‬علموهم الصدق في القول والعمل‬
‫والوفاء بالوعممد وأداء المانممة وكونمموا قممدوة‬
‫لهم في ذلك‪.‬‬
‫أيها البناء الكرام انتهزوا فرصة الشممباب‬
‫‪65‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫والصحة والفراغ فيمما يسمعدكم فمي المدين‬


‫والممدنيا والخممرة وذلممك بالتمسممك بتعمماليم‬
‫السلم الحنيف قول ً واعتقاًدا وعمل وصممدق‬
‫ص شَلِتي‬
‫ن َ‬ ‫اللممه العظيممم إذ يقممول‪ُ  :‬‬
‫ق ْ‬
‫ل إِ ّ‬
‫ب‬‫ه َر ّ‬‫مشششاِتي ِللششش ِ‬ ‫م َ‬‫و َ‬ ‫ي َ‬ ‫حي َشششا َ‬‫م ْ‬‫و َ‬ ‫كي َ‬ ‫سششش ِ‬ ‫ون ُ ُ‬‫َ‬
‫ُ‬
‫ت‬ ‫م شْر ُ‬
‫كأ ِ‬‫وب ِشذَل ِ َ‬
‫ه َ‬‫ك ل َش ُ‬ ‫ري َ‬‫شش ِ‬ ‫ن * َل َ‬ ‫مي َ‬ ‫عال َ ِ‬
‫ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‪] ‬النعممام‪-162 :‬‬ ‫مي َ‬‫سششل ِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ل ال ْ ُ‬
‫و ُ‬‫وأَنششا أ ّ‬ ‫َ‬
‫‪ [163‬وليكممن همكممم طاعممة اللممه ورسمموله‪:‬‬
‫ق شدْ َ‬
‫فششاَز‬ ‫ف َ‬ ‫سششول َ ُ‬
‫ه َ‬ ‫وَر ُ‬
‫ه َ‬
‫ع الل ش َ‬
‫ن ي ُطِش ِ‬
‫مش ْ‬ ‫‪َ ‬‬
‫و َ‬
‫ما‪] ‬الحممزاب‪ [71 :‬ثممم طاعممة‬ ‫ظي ً‬
‫ع ِ‬‫وًزا َ‬ ‫َ‬
‫ف ْ‬
‫الوالممدين فممي غيممر معصممية اللممه قممال ‪:‬‬
‫"رضا الله في رضا الوالدين وسششخط‬
‫الله في سخط الوالدين" رواه الترمذي‬
‫وصححه وابن حبان والحاكم‪ .‬وبالله التوفيق‬
‫وصمملى اللممه وسمملم علممى عبممده ورسمموله‬
‫محمد وعلى آله وصحبه‪.‬‬
‫‪66‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫مسئولية الطالب‬
‫أخممي الطممالب‪ :‬درسمت مممن أجممل العلممم‬
‫والعمل والنجاح والفوز والكرامة ومن أجممل‬
‫ذلك يجب عليك ملحظة ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬حسن النية في التعلم بأن تعلم العلم‬
‫لمموجه اللممه وإنقمماذ نفسممك ومجتمعممك مممن‬
‫الجهل ولتعرف الحممق فتعمممل بممه والباطممل‬
‫فتجتنبمممه ول يكمممن هممممك الحصمممول علمممى‬
‫الشممهادة أو الوظيفممة فقممط فإنممما العمممال‬
‫بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى‪.‬‬
‫‪ -2‬العناية بدروسممك ومممذاكراتها وفهمهمما‬
‫وأن تجد وتجتهد في ذلك مع الستعانة بالله‬
‫والتوكل عليه فمن جد وجد ومن زرع حصد‬
‫ومن توكممل علممى اللممه كفمماه ومممن اسممتعان‬
‫بالله أعانه‪ ،‬و من أسباب الفهم والنجاح‪ :‬أن‬
‫تذاكر دروسممك قبممل شممرحها ثممم تنتبممه إلممى‬
‫شرح المدرس بجميممع الحممواس ثممم تسممأله‬
‫عما أشممكل عليممك ثممم تممذاكر دروسممك بعممد‬
‫الخروج من المدرسة لترسخ في ذهنك‪.‬‬
‫‪ -3‬العناية بالقرآن الكريم دراسة وتممدبًرا‬
‫ظا وتفسيًرا وعمل ً ليكون حجة لك عنممد‬ ‫وحف ً‬
‫ربك وشفيًعا لك يمموم القيامممة ولتكممون مممن‬
‫‪67‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫خير النمماس قممال ‪" ‬خيركشم مششن تعلششم‬


‫القرآن وعلمششه" رواه البخمماري والقممرآن‬
‫الكريم خير كتاب أنزل على أشرف رسممول‬
‫إلممى خيممر أمممة أخرجممت للنمماس بأفضممل‬
‫الشرائع وأسمممحها وأسممماها وأكملهمما‪ ،‬كممما‬
‫َ‬
‫م‬‫ت ل َك ُش ْ‬
‫مل ْش ُ‬
‫م أك ْ َ‬ ‫قممال اللممه تعممالى‪ :‬ال ْي َش ْ‬
‫و َ‬
‫دين َك ُم َ‬
‫ت‬
‫ضششي ُ‬
‫وَر ِ‬
‫مِتششي َ‬‫ع َ‬ ‫عل َي ْك ُ ْ‬
‫م نِ ْ‬ ‫ت َ‬
‫م ُ‬
‫م ْ‬‫وأت ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِ‬
‫م ِديًنا‪ ‬وقد تكفممل اللممه لمممن‬ ‫سَل َ‬ ‫م اْل ِ ْ‬
‫ل َك ُ ُ‬
‫قرأ القرآن وعمل بما فيممه أن ل يضممل فممي‬
‫الدنيا ول يشقى في الخرة‪.‬‬
‫‪ -4‬المحافظة على الصلوات الخمس في‬
‫أوقاتها مع الجماعة في المساجد فهي عماد‬
‫الدين والصلة برب العممالمين والفارقممة بيممن‬
‫السلم والكفر‪.‬‬
‫‪ -5‬ل بممد لممك مممن أصممدقاء فممإن وفقممت‬
‫لمصمممادقة الخيمممار وإل ابتليمممت بمصمممادقة‬
‫الشرار فعليممك بصممحبة الخيممار )المطيعيممن‬
‫لله( ومحبتهم ومجالستهم وزيممارتهم والبعممد‬
‫عممن الشممرار )العصمماة للممه( فممالمرء معتممبر‬
‫بقرينممه وسمموف يكممون علممى ديممن خليلممه‬
‫فلينظر من يخالل وأنت مع من أحببت يمموم‬
‫القيامة‪.‬‬
‫‪68‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫‪ -6‬حفظ الوقات فيما ينفع وصونها عممما‬


‫يضممر لنممك مسممئول عنهمما ومحاسممب عليهمما‬
‫ومجممزي علممى ممما عملممت فيهمما والوقممات‬
‫محدودة والنفمماس معممدودة فمماغتنم حياتممك‬
‫النفيسمممة واحتفمممظ بأوقاتمممك العزيمممزة فل‬
‫تضمميعها بغيممر عمممل ول تفممرط بسمماعات‬
‫عمممرك الممذاهب بغيممر عمموض واحفممظ اللممه‬
‫يحفظممك واتممق اللممه حيثممما كنممت واشممغل‬
‫لسممانك بممذكر اللممه وجوارحممك بطاعممة اللممه‬
‫واغتنممم شممبابك قبممل هرمممك وصممحتك قبممل‬
‫مرضك وحياتممك قبممل موتممك وفراغممك قبممل‬
‫شممغلك وغنمماك قبممل فقممرك وتممذكر قمموله‬
‫ؤادَ ك ُ ّ‬
‫ل‬ ‫وال ْ ُ‬
‫ف َ‬ ‫وال ْب َ َ‬
‫صَر َ‬ ‫ع َ‬‫م َ‬
‫س ْ‬‫ن ال ّ‬ ‫تعالى‪ :‬إ ِ ّ‬
‫سششُئوًل‪] ‬السممراء‪:‬‬ ‫م ْ‬‫ه َ‬ ‫عْنشش ُ‬
‫ن َ‬
‫كششا َ‬ ‫ُأول َئ ِ َ‬
‫ك َ‬
‫‪.[36‬‬
‫‪ -7‬بر الوالدين والحسان إليهما واللطف‬
‫بهما والشفقة عليهما وامتثال أمرهما ما لم‬
‫يأمرا بمعصية اللممه واجتنمماب نهيهممما وتممذكر‬
‫عطفهما عليك وإحسانهما إليك منممذ الصممغر‬
‫بالطعممممام والشممممراب واللبمممماس والعلج‬
‫والعطمممف والشمممفقة والحنمممان والتربيمممة‬
‫والتعليم وغير ذلك من أنواع الحسان‪ ،‬وادع‬
‫‪69‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫الله لهما فممي الحيمماة وبعممد الممممات وتممذكر‬


‫دوا إ ِّل‬ ‫ضى رب َ َ‬
‫ك أّل ت َ ْ‬
‫عُبشش ُ‬ ‫َ ّ‬ ‫ق َ‬ ‫قول تعالى‪َ  :‬‬
‫و َ‬
‫ك‬‫عن ْدَ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ما ي َب ْل ُ َ‬
‫غ ّ‬ ‫ساًنا إ ِ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫وال ِدَي ْ ِ‬ ‫وِبال ْ َ‬ ‫إ ِّياهُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مششا‬‫ه َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قشش ْ‬ ‫فَل ت َ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ه َ‬ ‫و ك َِل ُ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫ه َ‬
‫حدُ ُ‬ ‫ال ْك ِب ََر أ َ‬
‫مششا‬ ‫ري ً‬ ‫وًل ك َ ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ه َ‬‫ل لَ ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫و ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ه َ‬ ‫هْر ُ‬ ‫وَل ت َن ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫أُ ّ‬
‫ة‬
‫مشش ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن الّر ْ‬ ‫م َ‬ ‫ح الذّ ّ‬
‫ل ِ‬ ‫جَنا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ه َ‬ ‫ض لَ ُ‬ ‫ف ْ‬ ‫خ ِ‬ ‫وا ْ‬‫* َ‬
‫غيًرا‬ ‫صش ِ‬ ‫ما َرب ّي َششاِني َ‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫م ُ‬‫ح ْ‬ ‫ل َرّبي اْر َ‬ ‫ق ْ‬ ‫و ُ‬
‫َ‬
‫‪ ‬وقممموله ‪" ‬رضششا اللششه فششي رضششا‬
‫الوالششدين وسششخط اللششه فششي سششخط‬
‫الوالدين")‪ (1‬وإذا رضممي اللممه عنممك فممأنت‬
‫مممن السممعداء وقمموله ‪" :‬بششروا آبششاءكم‬
‫تششبركم أبنششاؤكم")‪ (2‬فممالجزاء مممن جنممس‬
‫العمل وما ربك بظلم للعبيد‪.‬‬
‫‪ -8‬احترام المدرسين وتوقيرهم وإجللهم‬
‫والنصمممات لهمممم والتمممأدب معهمممم وقبمممول‬
‫نصحهم فليممس منمما مممن لممم يرحممم صممغيرنا‬
‫ويوقر كبيرنمما ويعممرف لعالمنمما حقممه‪ ،‬وبقممدر‬
‫تأدب الطالب مع المدرسين يكممون انتفمماعه‬
‫بممالعلم وفهمممه لممه والمعلممم شممعلة تحممرق‬
‫نفسها لتضيء للنمماس فلنعممرف للمدرسممين‬
‫)( رواه الترمذي وصححه وابن حبان والحاكم‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( رواه الطبراني فممي الكممبير الوسممط والحمماكم‬ ‫‪2‬‬

‫في المستدرك‪.‬‬
‫‪70‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫العمماملين المخلصممين فضمملهم ولنقممدر لهممم‬


‫كرامتهممممم ولنشممممكرهم علممممى إخلصممممهم‬
‫ونصحهم في سبيل مصلحة أبنممائهم الطلبممة‬
‫ولنممدعو اللممه لهممم بممالتوفيق ولنتممذكر قممول‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫إن المعلم والطبيب ل ينصحان إذا هما‬
‫لجهلك إن‬‫يكرما‬ ‫لم‬
‫واصبر‬ ‫كليهما لدائك إن‬
‫فاصبر‬
‫جفوت معلما‬ ‫جفوت طبيبه‬
‫‪ -9‬العمل بممالعلم والممدعوة إليممه والصممبر‬
‫على ذلك ليثمر علمك ويزكو وينمممو فتنتفممع‬
‫به‪ ،‬وينتفمع بمه غيمرك وممن عممل بمما علمم‬
‫أورثه الله علم ما لم يعلم فالعلم شممجرة ل‬
‫بد لها من زكاة وثمرة وزكاة العلممم وثمرتممه‬
‫العمممل بممه وتعليمممه مممن ل يعلمممه ومراتممب‬
‫العلممم‪ :‬سممماعه ثممم عقلممه ثممم تعاهممده ثممم‬
‫تبليغه‪ ،‬ومراتب العلم والعمممل ثلثممة‪ :‬روايممة‬
‫وهممي حمممل المممروي ودرايممة‪ :‬وهممي فهمممه‪،‬‬
‫ورعايممة‪ :‬وهممي العمممل بممه‪ ،‬وقممد قممال ‪:‬‬
‫"بلغششوا عنششي ولششو آيششة" رواه البخمماري‪،‬‬
‫وقال‪" :‬نضر الله امششرأ ً سششمع مقششالتي‬
‫فوعاهششا فأداهششا كمششا سششمعها فششرب‬
‫مبلغ أوعى من سششامع" رواه الترمممذي‪.‬‬
‫وقمال حمديث حسمن صمحيح‪ ،‬وقمال تعمالى‪:‬‬
‫‪71‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫ة‬
‫ف ٌ‬ ‫م َ‬
‫طائ ِ َ‬ ‫ه ْ‬
‫من ْ ُ‬
‫ة ِ‬ ‫ق ٍ‬‫فْر َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫فَر ِ‬ ‫وَل ن َ َ‬ ‫فل َ ْ‬‫‪َ ‬‬
‫م‬‫ه ْ‬‫م ُ‬‫و َ‬ ‫ذُروا َ‬
‫قش ْ‬ ‫ول ِي ُن ْش ِ‬‫ن َ‬ ‫دي ِ‬‫في ال ش ّ‬ ‫هوا ِ‬ ‫ق ُ‬ ‫ف ّ‬ ‫ل ِي َت َ َ‬
‫ن‪‬‬ ‫حشششذَُرو َ‬‫م يَ ْ‬ ‫هششش ْ‬ ‫عل ّ ُ‬
‫م لَ َ‬‫هششش ْ‬ ‫َ‬
‫عشششوا إ ِلي ْ ِ‬ ‫ج ُ‬‫ذا َر َ‬ ‫إِ َ‬
‫]التوبة‪.[122 :‬‬
‫وفممي فضممل العلممم والعلممماء قممال اللممه‬
‫مششا‪] ‬طممه‪:‬‬ ‫عل ْ ً‬‫زدْن ِششي ِ‬‫ب ِ‬‫ل َر ّ‬ ‫ق ْ‬ ‫تعالى‪َ  :‬‬
‫و ُ‬
‫ن‬
‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬
‫ن يَ ْ‬
‫ذي َ‬‫وي ال ّ ِ‬
‫ست َ ِ‬‫ل يَ ْ‬‫ه ْ‬‫ل َ‬ ‫ق ْ‬ ‫‪ُ  [114‬‬
‫ع‬ ‫ن‪] ‬الزمر‪ [9 :‬ي َْر َ‬
‫ف ِ‬ ‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬‫ن َل ي َ ْ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫َ‬
‫ن ُأوُتشوا‬ ‫واّلش ِ‬
‫ذي َ‬ ‫م َ‬ ‫كش ْ‬‫من ْ ُ‬
‫مُنشوا ِ‬
‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه اّلش ِ‬
‫اللش ُ‬
‫ت‪] ‬المجادلممة‪ [11 :‬إ ِن ّ َ‬
‫مششا‬ ‫جا ٍ‬ ‫م دََر َ‬‫عل ْ َ‬
‫ال ْ ِ‬
‫ماءُ‪] ‬فمماطر‪:‬‬ ‫عل َ َ‬
‫ه ال ْ ُ‬‫عَباِد ِ‬
‫ن ِ‬
‫م ْ‬‫ه ِ‬ ‫شى الل َ‬ ‫خ َ‬ ‫يَ ْ‬
‫‪.[28‬‬
‫وقممال ‪" :‬مششن يششرد اللششه بششه خي شًرا‬
‫يفقهه في الدين" متفممق عليممه‪" .‬ومن‬
‫ما سششهل‬ ‫قا يلتمس فيه عل ً‬ ‫سلك طري ً‬
‫قششا إلششى الجنششة" رواه‬ ‫اللششه لششه بششه طري ً‬
‫مسمملم‪ .‬وقممال‪" :‬مششن خششرج فششي طلششب‬
‫العلششم فهششو فششي سششبيل اللششه حششتى‬
‫يرجع" رواه الترمذي‪.‬‬
‫فهنيئا لطلب العلممم العمماملين بممه بهممذا‬
‫الفضل العظيم والثواب الجسيم‪.‬‬
‫أخي الطالب‪ :‬أرجو أن تتذكر دائممما هممذه‬
‫‪72‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫النقمماط المهمممة وأن تقممول سمممعنا وأطعنمما‬


‫لتفمموز بسممعادة الممدنيا والخممرة‪ ،‬وفقنمما اللممه‬
‫جميعًممما للعلمممم النمممافع المقمممرون بالعممممل‬
‫الصالح‪ .‬وبالله التوفيمق وصملى اللمه وسملم‬
‫على محمد وعلى آله وصحبه‪.‬‬
‫‪73‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫القدوة الحسنة‬
‫أخممي المسملم‪ ..‬غيممر خمماف عليممك وأنمت‬
‫تتمتمممع بالعقمممل والسممممع والبصمممر والعلمممم‬
‫والمعرفممة أن اللممه تعممالى أوجممب طمماعته‬
‫وطاعة رسمموله ورتممب عليهمما سممعادة الممدنيا‬
‫والخممرة‪ ..‬ونهممى عممن معصمميته ومعصممية‬
‫رسوله ورتب عليها شممقاوة الممدنيا والخممرة‬
‫سششول َ ُ‬
‫ه‬ ‫وَر ُ‬‫ه َ‬‫ع الل ش َ‬ ‫ن ي ُطِش ِ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬‫قال تعممالى‪َ  :‬‬
‫مششا‪] ‬الحممزاب‪[71 :‬‬ ‫ظي ً‬‫ع ِ‬ ‫وًزا َ‬ ‫فاَز َ‬
‫ف ْ‬ ‫قدْ َ‬
‫ف َ‬‫َ‬
‫ه‬‫سششول َ ُ‬‫وَر ُ‬‫ه َ‬‫ص الل ش َ‬
‫ع ِ‬ ‫ن يَ ْ‬
‫م ْ‬ ‫و َ‬‫وقال تعالى‪َ  :‬‬
‫مِبين ًششا‪] ‬الحممزاب‪[36 :‬‬ ‫ضشَلًل ُ‬ ‫ل َ‬‫ض ّ‬
‫قدْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬
‫وغيمممر خممماف عليمممك أنمممك قمممدوة لولدك‬
‫سمما‬ ‫وأقاربك‪ ،‬ومن يحيط بممك وإذا كنممت مدر ً‬
‫فأنت قدوة لطلبك بأقوالك وأفعالك‪ ،‬وغيممر‬
‫خاف عليك الشيء الممذي أوجممدك اللممه مممن‬
‫أجله وما أمرك به ونهاك عنممه‪ ،‬وغيممر خمماف‬
‫عليك الحلل والحرام‪ ،‬وأن الحلل ممما أحلممه‬
‫اللممه ورسمموله والحممرام ممما حرمممه اللممه‬
‫ورسوله وأن الله أحل لنا الطيبممات النافعممة‬
‫وحممرم علينمما الخبممائث الضممالة رحمممة بنمما‬
‫وإحسانا إلينا فلم يحرم علينا ما ينفعنا ولممم‬
‫يبح لنا ما يضممر بأجسممامنا وصممحتنا وعقولنمما‬
‫‪74‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫وأموالنمما‪ ،‬لممذا وذاك أذكممر نفسممي وأذكممر‬


‫مممما والمدرسمممين‬ ‫إخمممواني المسممملمين عمو ً‬
‫صا بضرورة ملحظة ما يلي‪:‬‬ ‫خصو ً‬
‫‪ -1‬أن نكون قدوة حسنة لولدنا وطلبنمما‬
‫ومجتمعنمما بأقوالنمما وأفعالنمما لنقممودهم إلممى‬
‫الخير والسعادة ولن يتسممنى لنمما ذلممك حممتى‬
‫قدْ ك َششا َ‬
‫ن‬ ‫نحقق القدوة برسول الله ‪: ‬ل َ َ‬
‫ة‪‬‬ ‫سشن َ ٌ‬ ‫فشي رسشول اللش ُ‬ ‫لَ ُ‬
‫ح َ‬ ‫وةٌ َ‬ ‫سش َ‬
‫هأ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ُ‬ ‫م ِ‬‫كش ْ‬
‫]الحزاب‪.[21 :‬‬
‫‪ -2‬العنايمممة بمممالقرآن الكريمممم والسمممنة‬
‫المطهرة اللذين لن يضل مممن تمسممك بهممما‬
‫ولن يشقى‪.‬‬
‫‪ -3‬المحافظة على الصلوات الخمس في‬
‫أوقاتهمما مممع الجماعممة فهممي عممماد الممدين‬
‫والصلة برب العالمين‪.‬‬
‫‪ -4‬لزوم تقوى الله تعالى بامتثال أوامره‬
‫صا ما قد وقع‬ ‫ما وخصو ً‬ ‫واجتناب نواهيه عمو ً‬
‫فيه أكثر الناس اليوم من‪:‬‬
‫)أ( مخالفممة السممنة بحلممق اللحيممة وهممي‬
‫اسم للشعر النابت على الخدين والعارضين‬
‫والذقن كما في كتب اللغة على الرغم مممن‬
‫ورود الحممماديث الصمممحيحة عمممن النمممبي ‪‬‬
‫‪75‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫بالمر بإعفاء اللحية ونهيه عن حلقها وأمممره‬


‫للوجوب ونهيه للتحريم‪.‬‬
‫)ب( عادة التدخين الضار بالممدين والبممدن‬
‫والصحة والعقل والمال والمجتمع فهممو مممن‬
‫جملة الخبائث المحرمة بنص القرآن الكريم‬
‫والمجاهرة به من المجاهرة بالمعصية وقممد‬
‫اتفممق علممى تحريمممه ومضممرته والمنممع منممه‬
‫العلماء المحققون والطباء المعتبرون‪.‬‬
‫)ج( تصمموير ذوات الرواح مممن الدمييممن‪،‬‬
‫والبهائم وقممد صممح عممن النممبي ‪ ‬أنممه لعممن‬
‫المصورين وأخممبر أنهممم أشممد النمماس عممذاًبا‬
‫يوم القيامة وأن كل مصور فممي النممار وهممي‬
‫تعم أنواع التصوير بأي وسيلة لممما فيممه مممن‬
‫المشابهة بخلق الله‪.‬‬
‫)د( تبرج النساء وسممفورهن ومخممالطتهن‬
‫الرجال وهن عورة وفتنة وقد قال ‪" :‬مششا‬
‫تركششت بعششدي فتنششة هششي أضششر علششى‬
‫الرجال من النساء")‪.(1‬‬
‫)هم( استماع الغاني الصادة عن ذكر الله‬
‫صممما أغممماني النسممماء‬
‫وعمممن الصممملة وخصو ً‬

‫)( رواه البخاري ومسلم وغيرهما‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪76‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫الفاتنات المفتونات وهي تنبممت النفمماق فممي‬


‫القلب وتدعو إلى الوقوع فممي جريمممة الزنمما‬
‫لما فيها من وصف الحممب والغممرام والهجممر‬
‫والوصال وتؤثر في القلممب واليمممان كتممأثير‬
‫السم في البممدان عافانمما اللممه والمسمملمين‬
‫من ذلك‪.‬‬
‫)و( لبس الذهب للرجال وإسممبال الثيمماب‬
‫والسممراويل أسممفل مممن الكعممبين وممما كممان‬
‫أسفل من الكعبين فهو فممي النممار ول يقبممل‬
‫)‪(1‬‬
‫الله صلة رجل مسبل كممما فممي الحممديث‬
‫ممما مممن‬‫وقد رأى النبي ‪ ‬في يممد رجممل خات ً‬
‫ذهب فنزعه وطرحه وقال‪" :‬يعمد أحدكم‬
‫إلى جمرة من نار فيضعها فششي يششده"‬
‫رواه مسلم‪.‬‬
‫أخي المسلم‪ :‬هذه ملحظات من أخ لممك‬
‫في السلم يحب لك ما يحب لنفسه ويكره‬
‫لك ما يكره لنفسه‪.‬‬
‫فتب إلى ربك مممن هممذه الشممياء وغيرهمما‬
‫قبل أن تموت‪ ..‬والله ولي التوفيق‪.‬‬

‫)( الذي رواه أبو داود بإسناد صحيح‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪77‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫اغتنام فرصة الشباب‬


‫هذه أرجوزة لطيفة للعلمة عبد اللممه بممن‬
‫حسين بن طاهر المتمموفى عممام ‪ 1272‬هممم‪،‬‬
‫وهي مأخوذة من رسممالة )منهمماج السممعادة(‬
‫نقدمها لمحبي الخير لما تشممتمل عليممه مممن‬
‫وصايا عظيمة ونصائح حكيمة لمممن كممان لممه‬
‫قلب‪ ...‬والله الموفق‪..‬‬
‫عليكم بطاعة‬ ‫أوصيكم يا معشر‬
‫الديان‬
‫فتندموا يوما على‬ ‫الخوان‬
‫أن تهملوا‬ ‫إياكم‬
‫فاتكم‬
‫والخسر في‬ ‫ما‬
‫شبابه‬ ‫أوقاتكم‬
‫غنيمة‬ ‫وإنما‬
‫التواني‬
‫فاسعوا لتقوى‬ ‫النسان‬
‫أحسن الطاعات‬ ‫ما‬
‫إخواني‬
‫لحظة‬ ‫الله يا‬
‫والذكر كل‬ ‫للشبان‬
‫وأعمروا أوقاتكم‬
‫وساعة‬
‫عليه حسرة‬ ‫تكن‬ ‫بالطاعة‬
‫تفته ساعة‬ ‫ومن‬
‫حتىقبره‬
‫مضى عجبت‬ ‫في‬ ‫عمره فرط في‬ ‫من‬
‫ومن يكن‬
‫في تبابه‬
‫عمل يرضى به‬ ‫من‬ ‫شبابه‬
‫سعادة امرئ‬ ‫ويا‬
‫موله‬
‫فوزهم بجنة‬ ‫يا‬ ‫قضاهربي طاعة‬
‫أحب‬
‫الرضوان أن يفوتك‬
‫من قبل‬ ‫الشبان‬
‫إلى مولك يا‬ ‫فتب‬
‫الوان‬
‫أطيع الله حين‬ ‫ثم‬ ‫إنسانيقل إني‬
‫ومن‬
‫أكبر‬
‫وقلبه مغلق‬ ‫أصبر‬
‫غره‬ ‫صغيرذاك‬
‫فإن‬
‫مطموس بعيبه‬
‫ولم يكن‬ ‫إبليس في من لم‬
‫ل خير‬
‫فا للنفس‬‫بصيرا‬
‫مخال ً‬ ‫صغيًرا‬
‫للثم‬ ‫يتب‬
‫مجانًبا‬
‫والشيطان‬ ‫والعصيان‬
‫‪78‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫مستعصما بالذكر‬ ‫ما تلوة القرآن‬‫ملز ً‬


‫نسيان‬
‫من سائر‬ ‫من‬
‫محاذرا‬ ‫مراقًبا لله في‬
‫الفتون كل عدا‬
‫مجافًيا‬ ‫الشئونرذائل‬
‫مجانًبا‬
‫الخلق‬
‫وصولة الهواء‬ ‫الخلقلنزعة‬
‫محارًبا‬
‫فاسلكالحال‬
‫سبيل‬ ‫وسوء‬ ‫الضلل‬
‫أردت الفوز‬ ‫فإن‬
‫والهداة‬
‫وسائر‬ ‫الحق‬
‫بالمشتهى‬ ‫بالنجاةيروم الفوز‬
‫يا من‬
‫اللذات‬
‫واحرص على‬ ‫الجنات‬ ‫في‬
‫انهض إلى‬
‫والذكار‬
‫الحوال‬ ‫الوراد‬
‫سائر‬ ‫في‬ ‫رياءفي‬
‫الناس‬ ‫السجدات‬
‫واحذر‬
‫والوقات‬
‫القرين بالقرين‬ ‫إن‬ ‫الطاعات‬
‫الصحاب‬ ‫في‬
‫واختر من‬
‫في القلب‬‫يقتدي‬
‫تزيد‬ ‫مرشد‬
‫الشرار داء‬ ‫كل‬
‫وصحبة‬
‫السقما‬ ‫السقيم‬
‫فاجتنبن قرناء‬ ‫وعمى‬
‫تبعت سنة‬ ‫فإن‬
‫السوءشجا ً‬
‫عا في‬ ‫وكن‬ ‫النبي‬
‫واختر من الزوجات‬
‫تحفظالعرين‬
‫قلوبهم من‬ ‫حمى‬ ‫وزودالدين‬
‫الولد بالداب‬ ‫ذات‬
‫الوصاب‬
‫تدعها نهبة‬ ‫ول‬ ‫وهذب النفوس‬
‫الشيطان‬
‫الهدى والحق‬ ‫فهو‬ ‫بالقرآن على ما‬
‫واحرص‬
‫يقول‬
‫كل الخسر‬ ‫إذ‬
‫ففيه‬ ‫الرسول‬
‫يقوله‬ ‫سنةعنك ما‬
‫دع‬
‫والوبال‬
‫هدي الله عن‬ ‫وخير‬ ‫الضلل‬
‫وأصدق الحديث‬
‫نبينا‬
‫انظر بأي سيئ‬ ‫أيهاربنا‬
‫الغفلن عن‬ ‫قول‬‫يا‬
‫تلقاه‬
‫وليس للنسان إل‬ ‫علمت الموت‬ ‫موله‬
‫أما‬
‫سعى قدمه من‬ ‫ما‬
‫إل الذي‬ ‫وليسمسرعا‬
‫للنسان من‬ ‫يأتي‬
‫العمل‬
‫قبل أن تصد‬ ‫من‬ ‫الجل‬
‫التوبة في‬ ‫بعد‬
‫فبادر‬
‫عن إتيانها‬ ‫إمكانها‬
‫‪79‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫إلى متى هذا‬ ‫يا أيها المغرور ما‬


‫والكسل‬
‫الدهر‬ ‫التراخيطول‬
‫ما ذاق‬ ‫العمل‬
‫النسان‬ ‫هذايعلم‬
‫لو‬
‫قوتهالقلب‬ ‫طعم‬
‫ويحل هذا‬ ‫موته‬
‫أراك لم تفد‬ ‫قدرلي‬
‫ما‬
‫العمرحجر‬
‫كثير‬ ‫أقسى من‬
‫مضيع‬ ‫العبر‬
‫الناس‬ ‫فيك‬
‫وأفلس‬
‫الخطل‬
‫في النوم‬ ‫وليله‬ ‫طويل المل‬
‫يمضيه في‬ ‫نهاره‬
‫بالعفوالحالة‬
‫والصفح مع‬ ‫بئس‬ ‫عا‬ ‫البطالة‬
‫ادع لنا يا سام ً‬
‫العطية‬
‫والمحو في الكتاب‬ ‫وصيتي فضل ً منه‬
‫والستر‬
‫للذنوب والريحان‬
‫والروح‬ ‫للعيوبجد بالفضل‬
‫يا رب‬
‫والجنان‬
‫على الخطاء‬ ‫ول‬ ‫والحسان‬
‫تؤاخذنا على‬ ‫ول‬
‫العصيان‬
‫حرقة‬ ‫ول‬
‫ول تذقنا‬ ‫النسيان‬
‫واحفظنا من‬ ‫يا رب‬
‫الحمى من‬‫النيران‬
‫واحم‬ ‫الفتانوانصرنا على‬
‫يا رب‬
‫الغوغاء‬
‫القطار‬ ‫هيشة في‬
‫للهل‬ ‫العداءاحفظه مع‬
‫ودينك‬
‫والوطان‬
‫لله على‬ ‫والشكر‬ ‫المان‬
‫والحمد لله على‬
‫النعام‬
‫وأجزل الفضال إذ‬ ‫الختام‬
‫أعظم النعام‬ ‫ما‬
‫هدانا‬
‫والقتداء بسيد‬ ‫مولنا‬
‫اليمان‬ ‫من‬
‫لنعمة‬
‫النام‬
‫ناح طير اليك‬ ‫ما‬ ‫والسلمالله‬
‫ثم صلة‬
‫والحمام‬
‫الهاشمي المجتبى‬ ‫والسلم‬
‫النبي‬ ‫على‬
‫النذير‬
‫وصحبه ما هبت‬ ‫انبلجالبشير‬
‫الصباح‬ ‫المصطفى‬
‫وآله ما‬
‫الرياح‬
‫تمت بخير والحمد لله‬
‫‪80‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫أبيات رائعة مختارة من‬


‫منظومة الداب لبن عبد القوي‬
‫ليصغ بقلب حاضر‬ ‫أل من له في‬
‫مترصد‬
‫جوارحه عما نهى‬ ‫رامرغبة‬
‫والدين‬ ‫العلم‬
‫كل من‬ ‫أل‬
‫على ضبط‬‫يهتدي‬ ‫الله‬
‫فحافظ‬ ‫فليصن‬ ‫السلمة‬
‫الفتى في‬ ‫يكب‬
‫وقيدثم لعن‬ ‫اللسان‬
‫وإفشاء سر‬ ‫بهتلسانه‬
‫حصد‬ ‫النار‬
‫ويحرم‬
‫فقيد‬
‫وسخرية والهزأ‬ ‫نميمة‬
‫واغتيابومكر‬
‫وفحش‬
‫قيد‬
‫من آلة‬ ‫والكذب‬
‫يضاهيهما‬ ‫وخديعة‬ ‫والبذا‬
‫ويحرم مزمار‬
‫والرد القيامة‬
‫اللهوبه يوم‬
‫تفز‬ ‫وشبابة وما‬
‫هجوم‬ ‫فبادر‬
‫واجهدوأهوال‬
‫وقبر‬ ‫را كسب‬
‫للمرء‬ ‫في‬ ‫الموت‬
‫كفى زاج ً‬
‫في غد‬
‫تدري‬ ‫تشاهد‬
‫يفاجئك ل‬ ‫محتم قبل‬ ‫موت‬
‫وبادر متاًبا‬
‫غد‬ ‫اليوم أو‬
‫تقنط‬ ‫أفي‬
‫تخاف ول‬ ‫الخوف‬‫معجل‬‫موت بين‬
‫فكن‬
‫وقو ً‬
‫بموعد على‬
‫مفروض‬ ‫فا‬ ‫لكد‬ ‫الصلوات لما‬
‫والرجاء عامل‬
‫على‬
‫مهتدي‬
‫عنها‬ ‫كل‬
‫وأول ما‬ ‫حافظ‬ ‫الخمس‬
‫رخصة في‬ ‫فل‬
‫في غد‬
‫السبق‬ ‫يحاسب‬
‫قصبات‬ ‫تحز‬ ‫لمكلفالله‬
‫تركها بتقوى‬
‫عليك‬
‫طلعمع غد‬
‫أنجد)‪(1‬‬ ‫العلماليوم‬
‫في‬ ‫حالة‬
‫أن تبلغ‬ ‫كل‬
‫إلى‬ ‫في‬
‫فكابد‬
‫حسن مقصدي)‪(2‬‬ ‫عذرها‬
‫العلم‬ ‫النفس‬
‫تطلبن‬ ‫ول‬
‫ليهدي بك المرء‬ ‫والرياء‬
‫بالعلم‬ ‫للمالعامل ً‬
‫وكن‬
‫يقتدي‬
‫في‬ ‫بكخير‬
‫الذيكل‬
‫تنل‬ ‫استطعته‬
‫نفع‬ ‫حريصا على‬‫فيما‬
‫نعيم مؤبد‬ ‫الورى وهداهم‬
‫)( جمع نجد‪ :‬وهو ما ارتفع من الرض‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أي حسن نية فإنما العمال بالنيات وإنما لكل‬ ‫‪2‬‬

‫امرئ ما نوى‪.‬‬
‫‪81‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫وفي نيلها ما‬ ‫وفي قمع أهواء‬


‫وآداباسرمد‬
‫كعقل‬ ‫تشتهي ذل‬
‫ما‬ ‫اعتزازها‬ ‫النفوس‬
‫ً‬ ‫علو ً‬ ‫المرء‬ ‫جليس‬ ‫وخير‬
‫مؤبدالعلماء أهل‬
‫من‬ ‫تفيدهخالطت‬ ‫كتب‬
‫وخالط إذا‬
‫والتسددمن‬ ‫التقى‬
‫فخالطه تهدي‬ ‫موفق‬
‫من علم‬ ‫كل‬
‫يفيدك‬
‫وترشد الله‬ ‫هداه‬
‫تحليتها ذكر‬ ‫عن هوى‬
‫قمت‬ ‫مقام‬‫وينهاك‬
‫وخير‬
‫بمسجد‬
‫قلبا قاسًيا‬ ‫يلين‬ ‫وحلية‬
‫على درس‬ ‫فيه‬
‫وواظب‬
‫مثل جلمد‬
‫بنصيبك في‬ ‫وخذ‬ ‫وحافظ فإنه‬
‫على فعل‬ ‫القرآن‬

‫يوم‬‫تهجد‬
‫منفي‬ ‫الدجالك‬
‫تكن‬ ‫بوقتها‬
‫الفروضعن‬
‫وحصن‬
‫شهد‬
‫خيرخير‬
‫على‬‫الجزاء‬
‫وعز‬ ‫الجوارح‬
‫صلة الله‬‫الفحشاء‬
‫وأزكى‬
‫البرايا محمد‬ ‫جل ثناؤه‬
‫‪82‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫وصية طالب العلم‬


‫للشيخ حافظ بن أحمد الحكمي‬
‫رحمه الله تعالى‬
‫فقد ظفرت ورب‬ ‫يا طالب العلم ل‬
‫اللوح والقلم‬ ‫تبغي به بدل ً‬
‫في القول والفعل‬ ‫وقدس العلم‬
‫والداب فالتزم‬ ‫واعرف قدر حرمته‬
‫لو يعلم المرء قدر‬ ‫وانهض بعزم قوي‬
‫العلم لم ينم‬ ‫ل انثناء له‬
‫في السر والجهر‬ ‫والنصح فابذله‬
‫والستاذ فاحترم‬ ‫للطلب محتسبا‬
‫وفيهم احفظ وصايا‬ ‫ومرحبا قل لمن‬
‫المصطفى بهم‬ ‫يأتيك بطلبه‬
‫إن البناء بدون‬ ‫والنية اجعل لوجه‬
‫الصل لم يقم‬ ‫الله خالصة‬
‫أخسر بصفقته في‬ ‫ومن يكن ليقول‬
‫موقف الندم‬ ‫الناس يطلبه‬
‫يوم القيامة من حظ‬ ‫ومن به يبتغي الدنيا‬
‫ول قسم‬ ‫فليس له‬
‫)‪(1‬‬
‫للحاذق الفهم‬ ‫كفى بما كان في‬
‫شورى وهو دوفي‬

‫جل َم َ‬
‫ة‬ ‫ريد ُ ال َْعا ِ‬ ‫ن يُ ِ‬‫كا َ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫)( في السراء قوله تعالى‪َ  :‬‬ ‫‪1‬‬

‫م‬‫جهَّنم َ‬ ‫ه َ‬ ‫جعَل َْنما َلم ُ‬ ‫م َ‬ ‫ريد ُ ُثم ّ‬ ‫ن نُ ِ‬ ‫م ْ‬


‫شاُء ل ِ َ‬ ‫ما ن َ َ‬ ‫ه ِفيَها َ‬ ‫جل َْنا ل َ ُ‬
‫عَ ّ‬
‫حوًرا‪] ‬السراء‪ [18 :‬وفممي هممود‬ ‫مد ْ ُ‬‫ما َ‬ ‫مو ً‬ ‫مذ ْ ُ‬ ‫ها َ‬ ‫صَل َ‬ ‫يَ ْ‬
‫حَيماة َ المد ّن َْيا وَِزين َت ََهما‬ ‫ريمد ُ ال ْ َ‬ ‫ن يُ ِ‬‫كما َ‬ ‫ن َ‬ ‫مم ْ‬ ‫قوله تعالى‪َ  :‬‬
‫م ِفيهَمما َل ي ُب ْ َ‬ ‫ف إل َيهم َ‬
‫ن*‬ ‫سممو َ‬ ‫خ ُ‬ ‫م ِفيهَمما وَهُم ْ‬ ‫مممال َهُ ْ‬ ‫م أع ْ َ‬ ‫ن ُوَ ّ ِ ْ ِ ْ‬
‫ناُر‪ [15، 16‬‬ ‫خَرةِ إ ِّل ال ّ‬ ‫م ِفي اْل ِ‬ ‫س ل َهُ ْ‬ ‫ن ل َي ْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ك ال ّ ِ‬ ‫ُأول َئ ِ َ‬
‫[‪.‬‬
‫ث‬ ‫حمْر َ‬ ‫ريمد ُ َ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫ن ك َمما َ‬ ‫مم ْ‬ ‫وفي الشممورى قمموله تعممالى‪َ  :‬‬
‫ث المد ّن َْيا‬ ‫حمْر َ‬ ‫ريمد ُ َ‬ ‫ن يُ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫حْرث ِهِ وَ َ‬‫ه ِفي َ‬ ‫خَرةِ ن َزِد ْ ل َ ُ‬ ‫اْل ِ‬
‫ب‪] ‬الشممورى‪:‬‬ ‫صي ٍ‬ ‫ن نَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫خَرةِ ِ‬ ‫ه ِفي اْل ِ‬ ‫ما ل َ ُ‬ ‫من َْها وَ َ‬ ‫ن ُؤ ْت ِهِ ِ‬
‫‪.[20‬‬
‫‪83‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫كذا مباهاة أهل‬ ‫إياك واحذر مماراة‬


‫العلم ل ترم‬ ‫السفيه به‬
‫إلى الله ألد الناس‬ ‫فإن أبغض كل‬
‫في الخصم‬ ‫الخلق أجمعهم‬
‫أعمال صاحبه في‬ ‫والعجب فاحذره إن‬
‫سيله العرم‬ ‫العجب مجترف‬
‫وقدم النص والراء‬ ‫وبالمهم المهم ابدأ‬
‫فاتهم‬ ‫لتدركه‬
‫يبين نهج الهدى من‬ ‫قدم وجوبا علوم‬
‫موجب النقم‬ ‫الدين إن بها‬
‫والكسر في الدين‬ ‫وكل كسر الفتى‬
‫صعب غير ملتئم‬ ‫فالدين جابره‬
‫وبالعتيق تمسك قط‬ ‫دع عنك ما قاله‬
‫واعتصم‬ ‫العصري منتحل‬
‫يجلو بنور هداه كل‬ ‫ما العلم إل كتاب‬
‫منبهم‬ ‫الله أو أثر‬
‫منه استمد أل‬ ‫ما ثم علم سوى‬
‫طوبى لمغتنم‬ ‫الوحي المبين ما‬
‫في لعنة الله‬ ‫والكتم للعلم فاحذر‬
‫والقوام كلهم‬ ‫إن كاتمه‬
‫ما‬
‫من الجحيم لجا ً‬ ‫ومن عقوبته أن في‬
‫ليس كاللجم‬ ‫الخلد له‬
‫ماذا بكتمان بل‬ ‫وصائن العلم عمن‬
‫صون فل تلم‬ ‫ليس يحمله‬
‫من مستحق له‬ ‫وإنما الكتم منع‬
‫فافهم ول تهم‬ ‫العلم طالبه‬
‫سبيل ربك بالتبيان‬ ‫واتبع العلم‬
‫والحكم‬ ‫بالعمال وادع إلى‬
‫فيه وفي الرسل‬ ‫واصبر على لحق‬
‫ذكرى فاقتده بهم‬ ‫من فتنة وأذى‬
‫خير غدا لك من حمر‬ ‫لواحد بك يهديه‬
‫من النعم‬ ‫الله لذا‬
‫تعدل وقل ربي‬ ‫واسلك سواء‬
‫الرحمن واستقم‬ ‫الصراط المستقيم‬
‫)‪(1‬‬
‫كلهم‬ ‫ثم الصلة على‬
‫المعصوم من خطا‬
‫والمعنى في هذه اليات من كمان يريمد بعممل الخمرة‬
‫الدنيا فهو متوعد بهذا الوعيد الشديد‪.‬‬
‫)( ميميممة الداب فممي الوصممايا العلميممة للشمميخ‬ ‫‪1‬‬

‫حافظ بن أحمد الحكمي‪.‬‬


‫‪84‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬
‫‪85‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫بيات رائعة مختارة من النونية‬


‫القحطانية‬
‫قال رحمه الله تعالى‪:‬‬
‫وأخصص بذلك جملة‬ ‫يا أيها السني خذ‬
‫الخوان‬ ‫بوصيتي‬
‫واسمع بفهم حاضر‬ ‫واقبل وصية مشفق‬
‫يقظان‬ ‫متودد‬
‫عدل بل نقص ول‬ ‫كن في أمورك كلها‬
‫رجحان‬ ‫متوس ً‬
‫طا‬
‫إن القدور تفور‬ ‫فأقصد هديت ول‬
‫بالغليان‬ ‫تكن متغالًيا‬
‫فكلهما للدين‬ ‫بالشريعة‬ ‫دن‬
‫واسطتان‬ ‫والكتاب كليهما‬
‫فكلهما في‬ ‫ل تعص ربك قائل أو‬
‫الصحف مكتوبان‬ ‫فاعل‬
‫زين الحليم وسترة‬ ‫جمل زمانك‬
‫الحيران‬ ‫بالسكوت فإنه‬
‫وتوق كل منافق‬ ‫كن حلس بيت إن‬
‫فتان‬ ‫سمعت بفتنة‬
‫فتكون عند الله شر‬ ‫أد الفرائض ل تكن‬
‫مهان‬ ‫متوانًيا‬
‫مرضي الله مطهر‬ ‫السواك مع‬ ‫أدم‬
‫السنان)‪(1‬‬ ‫الوضوء فإنه‬
‫الولهان‬ ‫سم الله لدى‬
‫الوضوء بنية‬
‫وعلى الساس‬ ‫فأساس أعمال‬
‫قواعد البنيان‬ ‫الورى نياتهم‬
‫فأداؤها من أكمل‬ ‫غسل الجنابة في‬
‫اليمان‬ ‫الرقاب أمانة‬
‫ل خير في متثبط‬ ‫فإذا ابتليت فبادرن‬
‫كسلن‬ ‫بغسلها‬
‫حرث السباخ خسارة‬ ‫مس النساء على‬
‫الحرثان‬ ‫الرجال محرم‬
‫سار ً‬
‫ما‬
‫أو شارًبا أو ظال ً‬ ‫قا‬ ‫ل تلق ربك‬
‫أو زان‬ ‫أو خائًنا‬
‫واسمع هديت‬ ‫بأشراط‬ ‫أيقن‬
‫نصيحتي وبياني‬ ‫القيامة كلها‬

‫)( الولهان شيطان الوضوء‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪86‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫وخروج دجال وهول‬ ‫كالشمس تطلع من‬


‫دخان‬ ‫مكان غروبها‬
‫من كل صقع‬ ‫وخروج يأجوج‬
‫شاسع ومكان‬ ‫ومأجوج معا‬
‫يقضي بحكم العدل‬ ‫ونزول عيسى قاتل‬
‫والحسان‬ ‫دجالهم‬
‫يسم الورى بالكفر‬ ‫واذكر خروج فصيل‬
‫واليمان‬ ‫ناقة صالح‬
‫وهما لعقد الدين‬ ‫والوحي يرفع‬
‫واستطان‬ ‫والصلة من الورى‬
‫حق ويسألنا به‬ ‫وحياتنا في القبر‬
‫الملكان‬ ‫بعد مماتنا‬
‫وكلهما للناس‬ ‫والقبر صح نعيمه‬
‫مدخران‬ ‫وعذابه‬
‫بإعادة الرواح في‬ ‫والبعث بعد الموت‬
‫البدان‬ ‫وعد صادق‬
‫صدق له عدد النجوم‬ ‫وصراطنا حق‬
‫أوان‬ ‫وحوض نبينا‬
‫ويزاد عنه كل‬ ‫يسقى بها السني‬
‫منافق فتان‬ ‫أعذب شربة‬
‫موضوعة في كفة‬ ‫وكذلك العمال‬
‫الميزان‬ ‫يومئذ ترى‬
‫بشمائل اليدي‬ ‫والكتب يومئذ تطاير‬
‫وباليمان‬ ‫في الورى‬
‫مع أنه في كل وقت‬ ‫والله يومئذ يجيء‬
‫دان‬ ‫لعرضنا‬
‫للحكم كي يتناصف‬ ‫وعليه عرض الخلق‬
‫الخصمان‬ ‫يوم معادهم‬
‫قمًرا بدا لست بعد‬ ‫والله يومئذ نراه كما‬
‫ثمان‬ ‫نرى‬
‫لفررت من أهل‬ ‫يوم القيامة لو‬
‫ومن أوطان‬ ‫علمت بهوله‬
‫وتشيب منه مفارق‬ ‫يوم تشققت‬
‫الولدان‬ ‫السماء لهوله‬
‫منتشر في الخلق‬ ‫يوم عبوس قمطرير‬
‫عظيم الشأن‬ ‫شره‬
‫داران للخصمين‬ ‫والجنة العليا ونار‬
‫دائمتان‬ ‫جهنم‬
‫وفدا على نجب من‬ ‫يوم يجيء المتقون‬
‫العقيان‬ ‫لربهم‬
‫يتلمظون تلمظ‬ ‫ويجيء المجرمون‬
‫العطشان‬ ‫إلى لظى‬
‫‪87‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫فانشط ول تك في‬ ‫وإذا دعيت إلى أداء‬


‫الجابة وان‬ ‫فريضة‬
‫فلهن عند الله‬ ‫قم بالصلة الخمس‬
‫أعظم شان‬ ‫واعرف قدرها‬
‫فصلتنا وزكاتنا‬ ‫ل تمنعن زكاة مالك‬
‫أختان‬ ‫ما‬
‫ظال ً‬
‫وقيامنا المسنون‬ ‫وصيامنا رمضان‬
‫في رمضان‬ ‫فرض واجب‬
‫أمن الطريق وصحة‬ ‫والحج مفترض‬
‫البدان‬ ‫عليك وشرطه‬
‫وأجل من يمشي‬ ‫قل إن خير النبياء‬
‫الكثبان‬ ‫على‬ ‫محمد‬
‫)‪(1‬‬
‫العمران‬ ‫وأجل صحب الرسل‬
‫صحب محمد‬
‫وامدح جميع الل‬ ‫قل خير قول في‬
‫والنسوان‬ ‫صحابة أحمد‬
‫بسيوفهم يوم‬ ‫دع ما جرى بين‬
‫التقى الجمعان‬ ‫الصحابة في الوغي‬
‫وكلهما في الحشر‬ ‫فقتيلهم منهم‬
‫مرحومان‬ ‫وقاتلهم لهم‬
‫فالله ذو عفو وذو‬ ‫لسنا نكفر مسلما‬
‫غفران‬ ‫بكبيرة‬
‫ألقا بها ربي إذا‬ ‫حب الصحابة‬
‫أحياني‬ ‫والقرابة سنة‬
‫حتى تكون كمن له‬ ‫احذر عقاب الله‬
‫قلبان‬ ‫وارج ثوابه‬
‫عمل وقول واعتقاد‬ ‫إيماننا بالله بين‬
‫جنان‬ ‫ثلثة‬
‫وكلهما في القلب‬ ‫ويزيد بالتقوى‬
‫يعتلجان‬ ‫وينقص بالردى‬
‫والنفس داعية إلى‬ ‫وإذا خلوت بريبة‬
‫الطغيان‬ ‫في ظلمة‬
‫إن الذي خلق‬ ‫فاستح من نظر‬
‫الظلم يراني‬ ‫الله وقل لها‬
‫فهما إلى سبل‬ ‫كن طالًبا للعلم‬
‫الهدى سببان‬ ‫حا‬‫واعمل صال ً‬
‫وفرائض الميراث‬ ‫بالفقه‬ ‫وعليك‬
‫والقرآن‬ ‫المبين شرعنا‬
‫ل خير في بيت بل‬ ‫ركن الديانة أن‬
‫أركان‬ ‫تصدق بالقضا‬

‫)( أبو بكر وعمر رضي الله عنهما‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪88‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫إل بعبسة مالك‬ ‫عا ول‬‫ل تلق مبتد ً‬


‫الغضبان‬ ‫متزندقا‬
‫اطبق على عينيك‬ ‫حصن صيامك‬
‫بالجفان‬ ‫بالسكوت عن الخنا‬
‫شر البرية من له‬ ‫ل تمش ذا وجهين‬
‫وجهان‬ ‫من بين الورى‬
‫فلجلها يتباغض‬ ‫ل تسع بين‬
‫الخلن‬ ‫الصاحبين نميمة‬
‫فرض عليك وطاعة‬ ‫وتحر بر الوالدين‬
‫السلطان‬ ‫فإنه‬
‫فضياعه من أعظم‬ ‫الدين رأس المال‬
‫الخسران‬ ‫فاستمسك به‬
‫النساء ومحاسن‬ ‫واغضض جفونك‬
‫الحداث والصبيان‬ ‫عن ملحظة‬
‫مثل الكلب تطوف‬ ‫إن الرجال الناظرين‬
‫باللحمان‬ ‫إلى النساء‬
‫أكلت بل عوض ول‬ ‫إن لم تصن تلك‬
‫أثمان‬ ‫اللحوم أسودها‬
‫فالقطر منه تدفق‬ ‫ل تحقرن من‬
‫الخلجان‬ ‫الذنوب صغارها‬
‫فالنذر مثل العهد‬ ‫وإن نذرت فكن‬
‫مسئولن‬ ‫لنذرك موفًيا‬
‫عن عيب نفسك إنه‬ ‫بعيب‬ ‫ل تشغلن‬
‫عيبان‬ ‫غيرك غافل‬
‫إن الجدال يخل‬ ‫ل تفن عمرك‬
‫بالديان‬ ‫ما‬
‫مخاص ً‬ ‫بالجدال‬
‫تدعو إلى الشحناء‬ ‫واحذر مجادلة‬
‫والشنآن‬ ‫الرجال فإنها‬
‫فالصبر أوثق عدة‬ ‫واثبت بصبرك تحت‬
‫النسان‬ ‫ألوية الهدى‬
‫فهما لكل فضيلة‬ ‫كن طول دهرك‬
‫بابان‬ ‫عا‬
‫متواض ً‬ ‫ساكًتا‬
‫ل يستقل بحمله‬ ‫الكبر‬ ‫واخلع رداء‬
‫الكفتان‬ ‫عنك فإنه‬
‫فالقول مثل الفعل‬ ‫كن فاعل ً للخير‬
‫مقترنان‬ ‫قوال ً له‬
‫ودثار عريان وفدية‬ ‫من غوث ملهوف‬
‫عان‬ ‫وشبعة جائع‬
‫ل خير في متمدح‬ ‫فإذا فعلت الخير ل‬
‫منان‬ ‫تمنن به‬
‫فكلهما خلقان‬ ‫اشكر على النعماء‬
‫ممدوحان‬ ‫واصبر للبلء‬
‫‪89‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫فهما لعرض المرء‬ ‫ل تشكون بعلة أو‬


‫فاضحتان‬ ‫قلة‬
‫صون الوجوه مرءوة‬ ‫صن حر وجهك‬
‫الفتيان‬ ‫بالقناعة إنما‬
‫فإذا فعلت فأنت‬ ‫بالله ثق وله أنب‬
‫خير معان‬ ‫وبه استعن‬
‫فالعسر فرد بعده‬ ‫وإذا ابتليت بعسرة‬
‫يسران‬ ‫فاصبر لها‬
‫فالله يبغض عابد‬ ‫ل تتبع شهوات‬
‫شهوان‬ ‫فا‬‫نفسك مسر ً‬
‫نفع الجسوم وصحة‬ ‫أقلل طعامك ما‬
‫البدان‬ ‫استطعت فإنه‬
‫وهما لفك نفوسنا‬ ‫حصن التداوي‬
‫قيدان‬ ‫المجاعة والظمأ‬
‫سيما مع التقليل‬ ‫حسن الغذا ينوب‬
‫والدمان‬ ‫عن شرب الدواء‬
‫فهما لداءك كله‬ ‫وتداو بالعسل‬
‫برآن‬ ‫المصفى واحتجم‬
‫والرقص واليقاع‬ ‫ل خير في صور‬
‫في القضبان‬ ‫المعازف كلها‬
‫عن صوت أوتار‬ ‫إن التقي لربه‬
‫وسمع أغان‬ ‫متنزه‬
‫وتحر في كفارة‬ ‫اصدق ول تحلف‬
‫اليمان‬ ‫بربك كاذًبا‬
‫ودع الربا فكلهما‬ ‫أموال‬ ‫ل تنهب‬
‫فسقان‬ ‫ما‬ ‫اليتامى ظال ً‬
‫ولكل جار مسلم‬ ‫لجارك حقه‬ ‫واحفظ‬
‫حقان‬ ‫وذمامه‬
‫إن الكريم يسر‬ ‫واضحك لضيفك‬
‫بالضيفان‬ ‫حين ينزل رحله‬
‫فوصالهم خير من‬ ‫واصل ذوي الرحام‬
‫الهجران‬ ‫وإن هم جفوا‬
‫تدع الديار بلقع‬ ‫وتوق إيمان‬
‫الحيطان‬ ‫الغموس فإنها‬
‫تجزى عن الحسان‬ ‫كن محسنا فيما‬
‫إحسان‬ ‫استطعت فربما‬
‫فنعيمها باق وليس‬ ‫واعمل لجنات‬
‫بفان‬ ‫النعيم وطيبها‬
‫حذر الممات ول‬ ‫وإذا عصيت فتب‬
‫تقل لم يأن‬ ‫عا‬
‫لربك مسر ً‬
‫فتساق من فرش‬ ‫فلربما تأتي المنية‬
‫إلى أكفان‬ ‫بغتة‬
‫‪90‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫لسمائه الدنيا بل‬ ‫والله ينزل كل آخر‬


‫كتمان‬ ‫ليلة‬
‫فأنا القريب أجيب‬ ‫فيقول هل من‬
‫من نادان‬ ‫سائل فأجيبه‬
‫على النبي‬ ‫وأختم قولي‬
‫المصطفى العدنان‬ ‫بالصلة مسلما‬
‫‪91‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫مراجع رسالة العلم والتربية‬


‫والتعليم‬
‫‪ -1‬ريمماض الصممالحين مممن أحمماديث سمميد‬
‫المرسممملين ‪ ‬بتحقيمممق وتعليمممق شمممعيب‬
‫الرنؤوط‪.‬‬
‫‪ -2‬الرياض الناضرة للشيخ عبممد الرحمممن‬
‫بن ناصر السعدي‪.‬‬
‫‪ -3‬زاد المعمماد فممي هممدي خيممر العبمماد ‪‬‬
‫لبن القيم‪.‬‬
‫‪ -4‬الحكام شرح أصول الحكممام للشمميخ‬
‫عبد الرحمن بن محمد بن قاسم‪.‬‬
‫‪ -5‬كتاب الكبائر للذهبي‪.‬‬
‫‪ -6‬تحفممة الممودود بأحكممام المولممود لبممن‬
‫القيم‪.‬‬
‫‪ -8‬بهجمممة قلممموب البمممرار للشممميخ عبمممد‬
‫الرحمن السعدي‪.‬‬
‫‪ -9‬أحاديث الجمعممة جم م )‪ (1‬للشمميخ عبممد‬
‫الله بن حسن القعود‪.‬‬
‫‪ -10‬بهجة الناظرين للمؤلف‪.‬‬
‫‪ -11‬كلمات مضيئة للمؤلف‪.‬‬
‫‪ -12‬منظومة الداب لبن عبد القوي‪.‬‬
‫‪92‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫‪ -13‬النونية القحطانية‪.‬‬
‫‪ -14‬ميميممة الداب فممي الوصممايا العلميممة‬
‫للشيخ حافظ بن أحمد الحكمي‪.‬‬
‫‪ -15‬منهاج السعادة للشيخ عبد اللممه بممن‬
‫حسين بن طاهر المتوفى ‪ 1272‬هم وشارك‬
‫فيها الشيخ حسنين مخلوف‪.‬‬
‫‪93‬‬ ‫العلم والتربية‬
‫والتعليم‬

‫الفهرس‬
‫مواضيع مهمة في حياة المسلم‪4.................................................................‬‬
‫جمع وتحقيق الفقير إلى ال تعالى‪4.............................................................‬‬
‫غفر ال له ولوالديه ولجميع المسلمين‪4........................................................‬‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‪5.........................................................................‬‬
‫مقدمة‪5..............................................................................................‬‬
‫كتاب العلم‪10.......................................................................................‬‬
‫باب فضل العلم‪10.................................................................................‬‬
‫العلم وفوائده‪18....................................................................................‬‬
‫‪ -1‬العلم والعمل‪24................................................................................‬‬
‫‪ -2‬العلم والعمل‪33................................................................................‬‬
‫طريق التعلم وأسباب فهم الدروس‪40..........................................................‬‬
‫تربية البناء كما يجب أن تكون‪44.............................................................‬‬
‫مسئولية المدرس‪52...............................................................................‬‬
‫ملحظة‪55..........................................................................................‬‬
‫واجب الباء نحو البناء‪60......................................................................‬‬
‫مسئولية الطالب‪66................................................................................‬‬
‫القدوة الحسنة‪73...................................................................................‬‬
‫اغتنام فرصة الشباب‪77..........................................................................‬‬
‫تمت بخير والحمد ل‪79..........................................................................‬‬
‫أبيات رائعة مختارة من ‪80......................................................................‬‬
‫منظومة الداب لبن عبد القوي‪80.............................................................‬‬
‫وصية طالب العلم‪82.............................................................................‬‬
‫للشيخ حافظ بن أحمد الحكمي رحمه ال تعالى‪82............................................‬‬
‫بيات رائعة مختارة من النونية القحطانية‪85..................................................‬‬
‫مراجع رسالة العلم والتربية والتعليم‪91........................................................‬‬
‫الفهرس‪93..........................................................................................‬‬

You might also like