You are on page 1of 8

‫هل تعلم معنى ‪ :‬ل إله إل الله‬

‫الحمد لله فاطر السماوات والرض وهو القاهر فوق عباده وهو‬
‫الحكيم الخبير ‪ ،‬ونشهد أن ل إله إل هو الله وحللده ل شللريك للله‬
‫نعبده مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ‪ ،‬ونشهد أن الهللادي‬
‫محمدا عبده ورسللوله جللاء بالهللدى وديللن الحللق ليظهللره علللى‬
‫الدين كله وكفى بالله شهيدا‪.‬‬
‫عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الللله عللز وجللل وأحثكللم علللى‬
‫طاعته وأستفتح بالذي هو خير أما بعد ‪:‬‬
‫فإن أصدق الكلم كلم الله وخير الهدي هدي محمللد صلللى الللله‬
‫عليه وسلم وشر المور محدثاتها وكل بدعة ضللة‬
‫وإن من كلم الله تعالى قوله ‪) :‬فاعلم أنه ل إله إل الله( ‪ 1‬وإن‬
‫من هدي نبيكم صلى الله عليه وسلم قوله فيمللا رواه معللاذ بللن‬
‫جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلللم قللال‪:‬‬
‫)ما من أحد يشهد أن ل اللله إل الللله وأن محمللدا عبللده ورسللوله‬
‫صدقا من قلبه إل حرمه الله على النار( ‪.2‬‬
‫ورحمة الله واسعة ل يحدها حللد ولكللن فهللم مللراد الللله ل يللأتي‬
‫بالهواء بل بما دلت عليه آيات الله تعالى‪.‬‬
‫ل إله إل الله هي كلمة التوحيد جمعت اليمللان واحتللوته وهللي‬
‫عنوان السلم وأساسه ‪ ،‬ومعناها ل معبللود يسللتحق العبللادة إل‬
‫الللله وحللده ‪ ،‬ولكللن هللل المللراد بل اللله إل الللله مجللرد النطللق‬
‫اللساني‪ .‬إن آيات الكتاب العزيز تبين بجلء واضللح أبعللاد فقلله ل‬
‫اله إل الله وهي ‪:‬‬
‫‪ -1‬العلم بمعناها‪ :‬قال تعالى )فاعلم أنه ل اله إل الللله(‪ 3‬وفللي‬
‫الصحيح عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال‪ :‬قال رسللول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪) :‬من مات وهو يعلللم أنلله ل اللله إل‬
‫الله دخل الجنة( ‪.4‬‬
‫‪ -2‬اليقين بها‪ :‬فإن الظن ل يغني ملن الحللق شلليئا‪ .‬قللال تعللالى‬
‫)إنما المؤمنون الذين آمنللوا بللالله ورسللوله ثللم لللم يرتللابوا( ‪5‬‬
‫وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قللال‪) :‬أشللهد أن‬
‫ل اله إل الله وأني رسول الللله ل يلقللى الللله بهمللا عبللد غيللر‬
‫شللاك فيهمللا فيحجللب عللن الجنللة( ‪ 6‬وفللي الصللحيح أيضللا أن‬
‫رسول الله أرسل أبا هريرة قللائل للله ‪) :‬مللن لقيللت مللن وراء‬
‫هذا الحائط يشهد أن ل اله إل الله مستيقنا بها قلبلله فبشللره‬
‫بالجنة( ‪.7‬‬
‫‪ -3‬القبول لمقتضيات ل اله إل الله بقلبلله ولسللانه ‪ ،‬وقللد حللدثنا‬
‫القرآن عن المكذبين المستكبرين واستحقاقهم العذاب بللذلك‬
‫فقللال تعللالى ‪) :‬إنهللم كللانوا إذا قيللل لهللم ل إللله إل الللله‬
‫يستكبرون ويقولون أإنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون( ‪.8‬‬
‫‪ -4‬النقياد لما دلت عليه ل إللله إل الللله ؛ المنللافي لللترك ذلللك ؛‬
‫قال تعالى ‪) :‬وأنيبوا إلى ربكللم وأسلللموا للله( ‪ ،9‬وقللال تعللالى‬
‫)ومللن يسلللم وجهلله إلللى الللله وهللو محسللن فقللد استمسللك‬
‫بالعروة الوثقى وإلللى الللله عاقبللة المللور( ‪ ،10‬ومعنللى يسلللم‬
‫وجهه أي ينقاد وتتمة اليات ‪) :‬ومللن كفللر فل يحزنللك كفللره‬
‫إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصللدور(‬
‫‪11‬فدلت الية على أن من لم يكن منقادا إلى الله كللان علللى‬
‫الكفر‪ ،‬وليس من الله في شيء‪.‬‬
‫قال المام القرطبي في تفسلليره ‪) :‬ومللن يسلللم وجهلله إلللى‬
‫الله( أي يخلص عبادته وقصده إلى الله تعللالى )وهللو محسللن(‬
‫لن العبادة من غير إحسان ول معرفة القلب ل تنفع ونظيللره‬
‫)ومن يعمللل مللن الصللالحات وهللو مللؤمن ‪ ،12 (..‬وفللي حللديث‬
‫جبريل قال‪) :‬فأخبرني عن الحسان ؛ قال‪ :‬أن تعبد الله كأنك‬
‫تراه فإن لم تكن تراه فانه يراك( ‪) 13‬فقد استمسك بللالعروة‬
‫اللللوثقى( قلللال ابلللن عبلللاس )ل إلللله إل اللللله( انتهلللى كلم‬
‫القرطبي‪.‬‬
‫وروي أن رسول الله صللى الللله عليلله وسلللم قللال‪) :‬ل يللؤمن‬
‫أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به( ‪14‬وهذا تمام النقياد‬
‫وغايته‪.‬‬
‫‪ -5‬الصدق‪ :‬فل بد أن يواطىء القلب اللسان ؛ أما ما يتظاهر بلله‬
‫المنافقون فمردود ؛ قال تعالى‪) :‬ومن الناس من يقللول آمنللا‬
‫بالله وباليوم الخر وما هللم بمللؤمنين يخللادعون الللله والللذين‬
‫آمنوا ومللا يخللدعون إل أنفسللهم ومللا يشللعرون فللي قلللوبهم‬
‫مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كللانوا يكللذبون(‬
‫‪ ،15‬وفي الصحيحين عللن معللاذ بللن جبللل رضللي الللله عنلله أن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم قال‪) :‬ما من أحد يشهد أن ل اللله‬
‫إل الله وأن محمدا عبده رسوله صدقا من قلبه إل حرمه الللله‬
‫على النار( ‪ .16‬فاشترط في إنجلاء هللذه الكلمللة ملن النللار أن‬
‫يقولها صدقا من قلبه‪.‬‬
‫‪ -6‬الخلص‪ :‬وهو تصفية العمل بصالح النية عللن جميللع شللوائب‬
‫الشرك ؛ قال تعالى‪) :‬أل لله الدين الخالص( ‪ ،17‬وقال تعالى‪:‬‬
‫)وما أمروا إل ليعبللدوا الللله مخلصللين للله الللدين حنفللاء( ‪، 18‬‬
‫وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليلله وسلللم قللال‪) :‬أسللعد‬
‫النللاس بشللفاعتي مللن قللال ل إللله إل الللله خالصللا مللن قلبلله‬
‫ونفسه( ‪ .19‬وفي الصحيح أيضا قال صللى اللله عليلله وسلللم‪:‬‬
‫)إن الله حرم على النار من قللال ل إللله إل الللله يبتغللي بللذلك‬
‫وجه الله عز وجل( ‪.20‬‬
‫‪ -7‬المحبة ‪ :‬فمن لوازم ل اله إل الله المحبة لهللا ولمقتضللياتها ‪،‬‬
‫ولهلها العاملين الملتزمين لشروطها وبغض ما نللاقض ذلللك ؛‬
‫قال تعالى )ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم‬
‫كحب الله والذين آمنللوا أشللد حبللا لللله( ‪ .21‬أمللا الكفللرة فهللم‬
‫خلف ذلك ؛ قال تعالى في سورة غافر‪) :‬ذلكم بللأنه إذا دعللي‬
‫الله وحده كفرتم وإن ُيشللرك بلله تؤمنللوا فللالحكم لللله العلللي‬
‫الكبير( ‪.22‬‬
‫هذا مجمللل لمقتضلليات ل اللله إل الللله ‪ ،‬وهللي أول واجللب علللى‬
‫المكلف وهي أول ما يسللن أن يلقللى فللي أذن الوليللد! يتلقاهللا‬
‫بفطرته فيحيا ويموت ويبعث عليها إن شاء الله ‪ ،‬ومللن قللال ل‬
‫اله إل الله محمد رسول الله فقد دخل في السلم وللله مللا لنللا‬
‫وعليه ما علينللا ؛ لقللد ضللعف مفهللوم ل اللله إل الللله بيللن بعللض‬
‫الناس ‪ ،‬وبالتالي فان آثللار ل اللله إل الللله ضللعفت فللي حيللاتهم‬
‫وبقدر تمكنها في قلللوبهم يحظللون بللالقوة والسللعادة الدنيويللة‬
‫والخروية ‪ ،‬وتوحيد الله تعالى ل بد له من جانبين ‪:‬‬
‫الجانب الول‪ :‬الشهادة له بالوحدانية في ذاته وصفاته‪.‬‬
‫والجللانب الثللاني‪ :‬قصللده وإرادتلله وحللده دون سللواه فللي جميللع‬
‫العبادات‪.‬‬
‫وربما سماها بعض العلماء ‪ :‬توحيد اللوهية وتوحيد الربوبية ‪.‬‬
‫فتوحيللد الربوبيللة أن يعتقللد بللأن الللله رب كللل شلليء وخللالقه‬
‫والقادر عليه ل يخرج شيء عن ربوبيته وكل من في السماوات‬
‫والرض عبد له في قبضته وتحت قهره وهللذا التوحيللد يقللر بلله‬
‫كثير من الناس‪.‬‬
‫وتوحيد اللوهية هو القرار طوعا بأنه هو الله الذي ل إله إل هو‬
‫الذي ل تنبغي العبادة والتوكل والرجاء والخوف والحب والنابللة‬
‫والخبات والخشية والتللذلل والخضللوع إل للله ‪ ،‬وهللذا النللوع مللن‬
‫التوحيد مما انحرف عنه كثير من الناس ‪ ،‬وقد رد الله على قللوم‬
‫يزعمون توحيده ربا خالقا قادرا ‪ ،‬ويشركون به عبادة واستعانة‬
‫وتوكل ورجاء وحبا وخوفا وتشريعا بقوله تعالى ‪) :‬قل إن كنتم‬
‫تحبون الللله فللاتبعوني يحببكللم الللله( ‪ ، 23‬وقللال تعللالى ‪) :‬ومللن‬
‫يسللتنكف عللن عبللادته ويسللتكبر فسيحشللرهم إليلله جميعللا فأمللا‬
‫الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيللوفيهم أجللورهم ويزيللدهم مللن‬
‫فضله وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذابا أليمللا ول‬
‫يجدون لهم من دون الله وليا ول نصيرا( ‪.24‬‬
‫إن هناك قوما يقرون لللله بللأنه الخللالق الللرب الواحللد ؛ ولكنهللم‬
‫يرفضونه إلها معبودا في حياتهم وشريعتهم وتحاكمهم واليات‬
‫واضحة في الرد عليهم فهم مشركون في عبادتهم وتحللاكمهم‬
‫وانقيادهم ‪ ،‬ولست أنا الذي يخرجهم من اليمان والسلللم بللل‬
‫الله تعالى ؛ قال عز شأنه في أمثالهم ‪) :‬ومنهم من عاهللد الللله‬
‫دقن ولنكللونن مللن الصللالحين * فلمللا‬ ‫صل ّ‬
‫لئن آتانا مللن فضللله لن ّ‬
‫آتاهم من فضله بخلللوا بلله وتولللوا وهللم معرضللون * فللأعقبهم‬
‫نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بملا أخلفلوا اللله ملا وعللدوه‬
‫وبما كانوا يكذبون * ألم يعلموا أن الله يعلللم سللرهم ونجللواهم‬
‫وأن الللله علم الغيللوب*( ‪) 25‬فهللم مقللرون ابتللداء بللالله ربللا(‬
‫وأمثالهم اليوم مللن يقللول لللك‪ :‬الزكللاة نظللام متخلللف وليتهللم‬
‫درسوه ؛ الصلة إهدار للوقت وليتهم عاشوها ؛ الدين من بقايا‬
‫عصللور القطللاع وليتهللم فقهللوا الللدين ليتكلمللوا عنلله ؛ هللؤلء‬
‫يلمزون المللؤمنين ‪ ،‬ويريللدون اجتيللالهم عللن دينهللم ويسللتغلون‬
‫جهللل النللاس ليزيللدوهم خبللال ‪ ،‬وليجعلللوهم عبيللدا للشللهوات‬
‫ولطواغيت الرض )الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في‬
‫الصدقات والذين ل يجدون إل جهللدهم فيسللخرون منهللم سللخر‬
‫الله منهم ولهم عذاب أليم استغفر لهم أو ل تسللتغفر لهللم إن‬
‫تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بللأنهم كفللروا‬
‫بالله ورسوله والله ل يهدي القوم الفاسقين( ‪ .26‬إن دين الله‬
‫ليس أحلما ول أوهاما ؛ ليس مناجاة عشاق في التكايا والزوايا‬
‫؛ ليس أطيافا وخيالت لراهلب يعلتزل الحيلاة ؛ ديلن اللله نظلام‬
‫شامل متكامل يبدأ بل اله إل الله إفرادا لله بالربوبيللة والتوحيللد‬
‫واللوهية والعبودية ؛ فمللن مقتضلليات اليمللان السللعي فللي رد‬
‫الناس إلى الله تعالى وفق ديللن الللله أمللا الللذي يتدسللس إلللى‬
‫الناس بالسلم تدسسا ؛ يقر بالله ربا خالقا )وليس في وسللعه‬
‫ول إمكانه أن يجحده( ‪ ..‬يقر بللالله ربللا ؛ ثللم ينسللف نسللفا كللل‬
‫صلة للناس مع الله في التشريع والحياة‪ .‬هللذا النمللوذج ل ُيقللر‬
‫له بدين ول إيمان ول إسلم ‪ ،‬ومن يدعو إلى السلللم باللسللان‬
‫ثم يدمر كل توجه إلى السلم بالفعل والعمل فليس مللن الللله‬
‫في شيء‪.‬‬
‫لقد كثر المحسللوبون علللى السلللم ‪ ،‬ويبللدو أن هنللاك مصلللحة‬
‫رائجة في هذه اليام فالكل يتكلم عن السلم!! القليلللون حبللا‬
‫وصللدقا والبعللض اسللتغباء للمللؤمنين وكللثرة وقاحللة وعللدوانا ؛‬
‫يريدون قبر السلم ومللا هللم بقللادرين‪ .‬بالصللدفة كنللت أقلللب‬
‫مجلة قديمة ‪ ،‬وجللدت فيهللا تصللريحا للمبشللر العللالمي الرئيللس‬
‫الميركي السابق )جيمي كارتر( عندما كان رئيسا لبلده يعقللب‬
‫فيلله علللى العمليللة الللتي قللامت بهللا القلوات الميركيللة لخللراج‬
‫الرهللائن المحتجزيللن فللي السللفارة بطهللران‪ .‬وقتهللا فشلللت‬
‫العملية فشل ذريعللا ولسلنا ننللاقش الموضللوع ملن وجهللة نظللر‬
‫سياسية أو عسكرية ‪ ..‬نريد فقط العبرة ؛ وقتهللا عرضللت بعللض‬
‫جثلث القلوات الميركيللة المعتديلة فللي الشلارع فبملاذا عقلب‬
‫الرئيس كارتر ؛ لقد قال‪ :‬إن ذلللك ليللس مللن السلللم‪ .‬الخبثللاء‬
‫يعلمون ما هو السلم ويريدون أن يعلموه للمسلمين ؛ هل كان‬
‫دعم شاه إيران عسكريا واقتصاديا وإمداده بخبراء التعذيب أمللرا‬
‫يبيحه أي دين سماوي؟ أو مبدأ إنساني؟‬
‫إنهم يتكلمون فقط للمتاجرة ‪ ،‬وإن الهدف العللالمي اليللوم هللو‬
‫إشغال الشعوب الوربية والميركية بهدف مرعللب ‪ :‬السلللم ‪..‬‬
‫والسلم حين يحمله دعاته الذين اتضحت في قلوبهم الربوبيللة‬
‫والعبودية فلن يقف في وجهه شيء‪ ..‬ومللن يريللد قللبر السلللم‬
‫فسيقبره السلللم فللي الواقللع والفكللر والمصللير‪ .‬إن السلللم‬
‫عندما يصر على توحيد الربوبيللة وتوحيللد اللوهيللة فإنملا يفعللل‬
‫ذلك رحمة بالناس ‪ ،‬وقللد يحملله النلاس دون أن يفقهلوه ‪ ،‬وقلد‬
‫يفقهونه بما هو منه براء ‪ ،‬وقد يضعف بعضللهم عللن حمللله كللله‬
‫فيحمل أجزاء منه ولكن كل ذلك ل بد للله مللن الللرد إلللى أصللول‬
‫السلم الواضحة حتى تسعد المم بلله‪ .‬إن السلللم ليللس ديللن‬
‫همجية ول عدوان بل دين رحمة ‪ ،‬وقد ذكر البخاري )أن زيد بللن‬
‫عمرو بن نفيل كان يحيللي المللوءودة ويقللول للرجللل إذا أراد أن‬
‫يقتل ابنته‪ :‬ل تقتلها أنا أكفيك مئونتها فيأخللذها فللإذا ترعرعللت‬
‫قال لبيها إن شئت دفعتها إليك وإن شئت كفيتللك مئونتهللا( ‪27‬‬
‫وروي أنه كان يزوجها من ماله ؛ هذا الرجل جاء أن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم قللال فيلله‪) :‬يحشللر ذاك أمللة وحللده بينللي وبيللن‬
‫عيسى بن مريم( ‪ .28‬وفي الصحيح أن رسللول اللله صللى الللله‬
‫عليه وسلم قال‪) :‬لقد رأيت رجل يتقلب في الجنللة فللي شللجرة‬
‫قطعهللا مللن ظهللر الطريللق كللانت تللؤذي النللاس( ‪ ، 29‬وأخللرج‬
‫الشيخان عن رسللول الللله صللى الللله عليلله وسلللم قللال‪) :‬غفللر‬
‫لمرأة مومسلة ملرت بكللب علللى رأس ركللي )بئر( يلهلث يكلاد‬
‫يقتله العطش فنزعت خفها فأوثقته بخمارهللا فنزعللت للله مللن‬
‫الماء فغفر لها بذلك( ‪ .30‬وأخرج ابن حبان في صحيحه والمام‬
‫أحمد أن النبي صلللى الللله عليلله وسلللم قللال‪) :‬ل إيمللان لمللن ل‬
‫أمانة له ول دين لمن ل عهد عنده( ‪ 31‬و أخللرج الترمللذي وغيللره‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم أنلله قللال‪) :‬الراحمللون يرحمهللم‬
‫الرحمن ارحموا من فللي الرض يرحمكللم مللن فللي السللماء( ‪32‬‬
‫وفي الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪) :‬قللال‬
‫الله تعالى‪ :‬يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على‬
‫ما كان فيك ول أبالي‪ .‬يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنللان السللماء‬
‫ثم استغفرتني غفرت لك ول أبالي ؛ يا ابن آدم إنك لو لقيتنللي‬
‫قللراب الرض خطايللا ثللم لقيتنللي ل تشللرك بللي شلليئا لتيتللك‬ ‫ب ُ‬
‫بقرابها مغفرة( ‪.33‬‬
‫إن دين الله رحمة ليس في الخرة فحسب ‪ ،‬وليس في الوجدان‬
‫فحسب بل في الدنيا والخرة ‪ ..‬في الوجدان والجوارح والحياة‬
‫كلها ‪ ،‬ول تنبثق رحمته إل باجتماع أسللبابه وشللعابه الللتي وردت‬
‫في حديث رسول الله صلللى الللله عليلله وسلللم ‪) :‬اليمللان بضللع‬
‫وسللبعون شلعبة فأفضللها قلول ل الله إل اللله وأدناهلا إماطلة‬
‫الذى عللن الطريللق والحيللاء شللعبة مللن اليمللان( ‪ ، 34‬وشللعب‬
‫اليمان ل تتحقق إل باجتماع جانبي التوحيد‪ :‬توحيد الربوبيللة أي‬
‫العتقاد بالله ربا واحدا خالقا قادرا ل يخرج شيء عن ربوبيته ‪،‬‬
‫وتوحيد اللوهية أي العتقاد بأنه الله الذي ل اله إل هو الللذي ل‬
‫تنبغللي العبللادة والتوكللل والرجللاء والخللوف والحللب والنابللة‬
‫والخبات والخشية والتذلل والخضوع إل له‪.‬‬
‫اللهم حققنا بتوحيد ربوبيتك وتوحيللد ألوهيتللك ؛ سللبحانك ل إللله‬
‫إل أنت الرب وحدك المعبود ؛ تبنا إليك إنللا كنللا ظللالمين‪ .‬مللن‬
‫عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون‪.‬‬
‫‪-‬ألقيت هذه الخطبة بتاريخ الجمعة ‪ 15‬ذي القعدة ‪1413‬هل‪7 /‬‬
‫أيار ‪1993‬م‬

‫الحالت ‪:‬‬
‫محمد ‪.19‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪.128‬‬ ‫البخاري ‪ ،‬العلم‬ ‫‪-2‬‬
‫محمد ‪.19‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪.26‬‬ ‫مسلم ‪ ،‬اليمان‬ ‫‪-4‬‬
‫الحجرات ‪.15‬‬ ‫‪-5‬‬
‫‪.27‬‬ ‫مسلم ‪ ،‬اليمان‬ ‫‪-6‬‬
‫‪.31‬‬ ‫مسلم ‪ ،‬اليمان‬ ‫‪-7‬‬
‫‪ -8‬الصافات ‪.36 -35‬‬
‫‪ -9‬الزمر ‪.54‬‬
‫‪ -10‬لقمان ‪.22‬‬
‫‪ -11‬لقمان ‪.23‬‬
‫‪ -12‬طه ‪.112‬‬
‫‪ -13‬البخاري ‪ ،‬اليمان ‪.50‬‬
‫‪ -14‬المعنى صحيح ووردت آيات وأحاديث صحيحة عديللدة بللذلك ‪،‬‬
‫وهي الولى أن يستشهد بها ‪ ،‬وقد صحح النللووي الحللديث ولللم‬
‫يقره الحافظ ابن رجب ؛ انظر‪ :‬جامع العلللوم والحكللم ؛ الحللديث‬
‫الحادي والربعون‪.‬‬
‫وفي كنز العمال ؛ الحديث ‪1084‬عن الحكيم وأبو نصر السللجزي‬
‫في البانة وقال‪ :‬حسن غريب‪ .‬والله أعلم‪.‬‬
‫‪ -15‬البقرة ‪.10 -9‬‬
‫‪ -16‬مر تخريجه ‪ :‬البخاري ‪ ،‬العلم ‪.128‬‬
‫‪ -17‬الزمر ‪.3‬‬
‫‪ -18‬البينة ‪.5‬‬
‫‪ -19‬البخاري ‪ ،‬العلم ‪.99‬‬
‫‪ -20‬البخاري ‪ ،‬الصلة ‪.425‬‬
‫‪ -21‬البقرة ‪.165‬‬
‫‪ -22‬غافر ‪.12‬‬
‫‪ -23‬آل عمران ‪.31‬‬
‫‪ -24‬النساء ‪.173 -172‬‬
‫‪ -25‬التوبة ‪.78 -75‬‬
‫‪ -26‬التوبة ‪.80‬‬
‫‪ -27‬البخاري ‪ ،‬المناقب ‪.3828‬‬
‫‪ -28‬كنز العمال ؛ المجلد ‪ 14‬الحديث ‪ ، 37860‬وقللال ابللن كللثير‬
‫إسناده جيد حسن ‪ ،‬وهو أيضا فللي الطللبراني ‪ ،‬ورواه أبللو يعلللى‬
‫وفيه مجالد ‪ ،‬وهذا ممللا مللدح مللن حللديث مجالللد ‪ ،‬وبقيللة رجللاله‬
‫رجال الصحيح‬
‫‪ -29‬مسلم ‪ ،‬البر والصلة والداب ‪.1914‬‬
‫‪ -30‬البخاري ‪ ،‬بدء الخلق ‪.3321‬‬
‫‪ -31‬أحمد ‪ ،‬مسند باقي المكثرين ‪.11975‬‬
‫‪ -32‬الترمذي ‪ ،‬البر والصلة ‪ .1924‬وقال حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫‪ -33‬الترمذي ‪ ،‬الدعوات ‪ 3540،‬وقال حديث حسن غريب‪.‬‬
‫‪ -34‬مسلم ‪ ،‬اليمان ‪.35‬‬
‫ملحظلللة ‪ :‬توحيلللد الربوبيلللة وتوحيلللد اللوهيلللة ككلملللات أملللر‬
‫اصللطلحي ‪ ،‬واسللتعملناه للشللرح والتوضلليح ‪ ،‬والمطلللوب هللو‬
‫التحقق بالمعنى ‪ ،‬وليس حفظ المصطلح‪.‬‬

You might also like