You are on page 1of 43

‫كشف النقاب عن القبالة‬

‫‪ ‬مقدمة‬

‫‪1‬‬

‫لعل أولى التساؤالت‪ $‬التي من الممكن أن يطرحها القارىء غير المطلع على ما تعنيه القبالة‬
‫هو‪ :‬ما هي القبالة؟ ومن هو صاحبها؟‪ $‬وما هي تقسيماتها؟ وما هي تعاليمها األساسية؟ ولماذا‬
‫يتوجب علينا اآلن وفي هذا الزمن الحاضر ترجمتها‪ $‬وشرحها؟‪$‬‬

‫‪2‬‬

‫السراني تنتشر‪ $‬اليوم في‬


‫سأبدأ باإلجابة على السؤال األخير‪ ،‬ألن موجةً عارمةً من الفكر َّ‬
‫أمورا في السماء واألرض تفوق كل‬‫المجتمع؛ فالبشر الذين يفكرون بدأوا يعون واقع أن "هناك ً‬
‫شعورا‪ $‬بأن الكتاب المقدس (التوراة)‪،‬‬
‫ً‬ ‫آخرا‪ ،‬ألن هناك‬
‫وأخيرا وليس ً‬
‫ً‬ ‫ما حلمت بها فلسفاتهم"؛‬
‫الذي أسيء إليه أكثر من أي كتاب آخر‪ ،‬يتضمن ما ال يحصى‪ $‬من الفقرات الغامضة التي ال‬
‫ِّ‬
‫يوضح بعض معانيها‪ .‬وهذا المفتاح نجده في القبالة‪ .‬من هذا‬ ‫يمكن فهمها من دون مفتاح‬
‫ٍ‬
‫دارس للتوراة ولالهوت‪ .‬فليسأل‪ $‬كل مسيحي‪ $‬نفسه السؤال‬ ‫مهما لكل‬
‫المنظور يعتبر هذا الكتاب ً‬
‫التالي‪" :‬كيف بوسعي أن أفهم العهد القديم إن كنت أجهل كيف بني من قبل تلك األمة التي‬
‫كتبته؛ وإ ن كنت ال أعرف معنى العهد القديم‪ ،‬كيف بوسعي أن أفهم العهد الجديد؟"‪ .‬ألنه‬
‫بمقدار ما نفهم فلسفة التوارة بشكل أفضل‪ ،‬بمقدار ما يتضاءل التعصُّب ُّ‬
‫ويقل عدد المتعصبين‪.‬‬
‫يقدر مدى الضرر‪ $‬الذي يمكن أن يلحقه َّ‬
‫عشاق التعصب الذين يطرحون أنفسهم‪،‬‬ ‫من بوسعه أن ِّ‬
‫اآلن وأكثر من أي وقت مضى‪ ،‬كمعلمين للناس؟ كم من االنتحارات‪ $‬كان سببها الهوس الديني‬
‫وما ينجم عنه من كآبة؟! وما أكثر ذلك الخليط من الهراء الدنس الذي َّ‬
‫يقدم وكأنه يحمل‬
‫المعاني الحقيقية لكتب األنبياء ولكتب القيامة! وحين توضع‪ $‬ترجمة‪ ،‬غير صحيحة بمعظمها‬
‫للكتاب المقدس كأساس‪ ،‬تحت تصرف عقل ملتهب وغير متوازن‪ ،‬أية نتيجة بوسعنا أن نتوقع‬
‫في المحصلة؟ لذلك تراني أتوجه بال خوف‪ $‬إلى أصوليي ومتعصِّبي‪ $‬وقتنا‪ $‬الراهن قائالً‪ :‬لقد‬
‫أنزلتم العلي الالمتناهي من عرشه واستبدلتموه بشيطان قوة غير متوازنة؛ واستبدلتم‪ $‬ألوهة‬
‫صِلب‪ .‬لذلك‪ ،‬ومن هذا المنظور‪،‬‬
‫وحرفتم‪ $‬تعاليم من ُ‬
‫النظام والمحبة بألوهة الفوضى والحسد؛ َّ‬
‫أصبح من الضروري‪ $‬ترجمة (وشرح) كتاب اإلشراق‪ ،‬الذي لم يسبق له أن ترجم إلى لغة هذا‬
‫البلد[‪ ]1‬وال إلى أية لغة أوروبية أخرى‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫السرانية لليهودية‪ .‬وتكتب بالعبرية קבלה (ق ب ل ه) التي‬


‫يمكن تعريف‪ $‬القبالة بأنها العقيدة َّ‬
‫يعود أصلها إلى كلمة קבל (ق ب ل) بمعنى "القبول"‪ .‬وهذه التسمية مردها أصالً إلى تقليد‬
‫غالبا ما يرتبط بالتراث أو المنقول‪.‬‬
‫السراني‪ ،‬ذلك الذي ً‬
‫التعاطي الشفهي مع العرفان َّ‬

‫‪4‬‬

‫ولما كنا سنستخدم‪ $‬في بحثنا هذا العديد من الكلمات العبرية أو الكلدانية‪ ،‬ولما كان عدد العلماء‬
‫المختصين باللغات السامية محدود‪ ،‬فقد ارتأيت أن أقدم جدوالً يبيِّن بسرعة ماهية األحرف‪$‬‬
‫العبرية ومقابلها كلفظ وكقيمة رقمية‪ .‬ولما كان ال يوجد في اللغة العبرية أو الكلدانية‪ ،‬وكذلك‪$‬‬
‫في اللغة اليونانية‪ ،‬فصل بين الحرف وبين العدد‪ ،‬فإننا نالحظ أنه يوجد لكل حرف قيمة‬
‫رقمية‪:‬‬
‫جدول باألحرف األبجدية العبرية والعربية‬
‫القيمة الرقمية‬ ‫الحرف العبري‬ ‫الحرف العربي‬ ‫الرقم‪$‬‬
‫‪1000‬‬ ‫‪1‬‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫أ‬ ‫‪1‬‬
‫‪2‬‬ ‫ב‬ ‫ب‬ ‫‪2‬‬
‫‪3‬‬ ‫ג‬ ‫ج‬ ‫‪3‬‬
‫‪4‬‬ ‫ד‬ ‫د‬ ‫‪4‬‬
‫‪5‬‬ ‫ה‬ ‫ه‬ ‫‪5‬‬
‫‪6‬‬ ‫ו‬ ‫و‬ ‫‪6‬‬
‫‪7‬‬ ‫ז‬ ‫ز‬ ‫‪7‬‬
‫‪8‬‬ ‫ח‬ ‫ح‬ ‫‪8‬‬
‫‪9‬‬ ‫ט‬ ‫ط‬ ‫‪9‬‬
‫‪10‬‬ ‫י‬ ‫ي‬ ‫‪10‬‬
‫‪500‬‬ ‫‪20‬‬ ‫ך‬ ‫כ‬ ‫ك‬ ‫‪11‬‬
‫‪30‬‬ ‫ל‬ ‫ل‬ ‫‪12‬‬
‫‪600‬‬ ‫‪40‬‬ ‫ם‬ ‫מ‬ ‫م‬ ‫‪13‬‬
‫‪700‬‬ ‫‪50‬‬ ‫ן‬ ‫נ‬ ‫ن‬ ‫‪14‬‬
‫‪60‬‬ ‫ס‬ ‫س‬ ‫‪15‬‬
‫‪70‬‬ ‫ע‬ ‫ع‬ ‫‪16‬‬
‫‪800‬‬ ‫‪80‬‬ ‫ף‬ ‫פ‬ ‫ف‬ ‫‪17‬‬
‫‪900‬‬ ‫‪90‬‬ ‫ץ‬ ‫צ‬ ‫ص‬ ‫‪18‬‬
‫‪100‬‬ ‫ק‬ ‫ق‬ ‫‪19‬‬
‫‪200‬‬ ‫ר‬ ‫ر‬ ‫‪20‬‬
‫‪300‬‬ ‫ש‬ ‫ش‬ ‫‪21‬‬
‫‪400‬‬ ‫ת‬ ‫ت‬ ‫‪22‬‬

‫أن كل كلمة هي رقم‪ ،‬كما َّ‬


‫أن كل رقم هو كلمة‪ .‬وهذا ما‬ ‫ومن هذا الواقع بوسعنا أن نستنتج َّ‬
‫يشار إليه في الكشوف‪ ،‬حين يجري‪ $‬الحديث عن "رقم‪ $‬البهيمة"‪ ،‬ذلك الذي يستند إليه التوافق‪$‬‬
‫الجمل (الذي هو التقسيم األول للقباله الحرفية)‪.‬‬
‫بين األرقام‪ $‬وبين األحرف والمعروف‪ $‬بحساب َّ‬
‫لي عودة مرة أخرى إلى هذا الموضوع‪ $.‬وقد اخترت الحرف الالتيني ‪ Q‬أي الـ"ق" للتعبير عن‬
‫الحرف ק (أو "ق")‪ ،‬وهي سابقة يمكن أن نجدها في كتاب ماكس مولر الكتب المقدسة في‬
‫الشرق‪ .‬ألن على القارىء أن ال ينسى أن األبجدية العبرية هي أبجدية أحرف صامتة‪ ،‬وأن‬
‫أيضا‬
‫مشيرا ً‬
‫ً‬ ‫غالبا ما يعبَّر عنها بإضافة نقاط وإ شارات إلى أسفل األحرف‪.‬‬
‫األحرف الصوتية ً‬
‫إلى أن إحدى الصعوبات األساسية للغة العبرية تكمن في الشكل المتشابه لبعض األحرف‪$‬‬
‫كالواو ו‪ ،‬والزين ז‪ ،‬والنون حين تكتب في نهاية الكلمة ן‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫الملخص الذي َّ‬


‫قدمه‬ ‫َّ‬ ‫أما فيما يتعلَّق بكاتب وبمنشأ‪ $‬القبالة فليس بوسعي‪ $‬أن ِّ‬
‫أقدم أفضل من‬
‫موضحا‪ $‬أوالً أن الكلمة قد نطقت بأشكال‬
‫ً‬ ‫الدكتور غينسبرغ‪ $‬تحت عنوان مقال في القبالة‪،‬‬
‫مختلفة‪ ،‬وأني اعتمدت منها تلك التي تبدأ بالقاف ק المتوافق‪ $‬أكثر مع اللفظ العبري الذي يعتمد‬
‫األحرف الساكنة‪ .‬وهذا يقول أن القبالة هي‪...‬‬

‫‪6‬‬
‫"منظومة فلسفة دينية"‪ ،‬أو لنقل بشكل أدق‪ ،‬ثيوصوفيا‪ ،‬لم تترك فقط أثرها على شعب ذكي‬
‫أيضا عقول العديد من كبار مفكري المسيحية في القرنين‬
‫كالشعب اليهودي‪ ،‬إنما أسرت ً‬
‫السادس والسابع عشر‪ ،‬كما لفتت انتباه أكبر الفالسفة وعلماء الالهوت‪ .‬وقد كان من كبار‬
‫المتأثرين بها ريموند‪ $‬لولي‪ ،‬الباحث الميتافيزيائي والكيميائي‪( $‬توفي عام ‪)1315‬؛ وجون‬
‫رويشلين‪ ،‬الباحث الشهير الذي أعاد إحياء االهتمام باألدب الشرقي في أوروبا‪( $‬ولد عام‬
‫‪ 1455‬وتوفي‪ $‬عام ‪)1522‬؛ والفيلسوف‪ $‬والباحث الشهير جون بيكوس دي ميراندوال (‬
‫‪)1494-1463‬؛ والفيلسوف‪ $‬اإللهي المتميز والفيزيائي كورنيليوس‪ $‬هنري أغريبا (‪-1486‬‬
‫‪)1535‬؛ والفيزيائي‪ $‬والكيميائي‪ $‬الكبير جون بابتيست فون هيلمون (‪)1644-1577‬؛ إضافةً‬
‫إلى أبناء بلدنا كالفيلسوف‪ $‬والفيزيائي‪ $‬الكبير روبيرت فلود (‪)1644-1574‬؛ والدكتور هنري‬
‫مور (‪ .)1687-1614‬إن كل هؤالء الرجال‪ ،‬وبعد أن بحثوا بال كلل عن منظومة علمية‬
‫تكشف لهم أعماق النضج اإللهي‪ ،‬وتبيِّن لهم الرابط الحقيقي الذي يجمع األشياء ببعضها‪$‬‬
‫البعض‪ ،‬شعرت عقولهم بالرضى بعيد االطالع على هذه الثيوصوفيا‪ ،‬ما يجعل واقع حياز‬
‫محصورا‪ $‬فقط‬
‫ً‬ ‫القبالة على اهتمام طالب الفلسفة واألدب مقبوالً بسهولة‪ .‬وهذا االهتمام ليس‬
‫أيضا أن يجد فيها مواد وفيرة تساعده على ممارسة‬ ‫بالمتعلمين وبالفالسفة‪ ،‬إنما بوسع الشاعر ً‬
‫عبقريته السامية‪ .‬وكيف‪ $‬ال يكون الحال هكذا فيما يتعلَّق بثيوصوفيا‪ $‬خلقها اهلل في َّ‬
‫الجنة‪،‬‬
‫ضيوف السماء المختارون‪ ،‬وحوفظ عليها على األرض من قبل أبناء أقدس‬
‫ُ‪$‬‬ ‫ورعاها واحتضنها‪$‬‬
‫البشر‪ .‬لذلك استمعوا إلى قصة والدتها ونموها ونضوجها‪ $،‬كما رواها أتباعها‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫في البدء لقَّن اهلل نفسه القبالة إلى مجموعة مختارة من المالئكة الذين أسسوا مدرسةً ثيوصوفيةً‬
‫ٍ‬
‫سماحة‪ ،‬جوهر هذه العقيدة السماوية‪ ،‬الذي يعني‬ ‫في الجنة‪ .‬ثم بعد السقوط َن َق َل المالئكة‪ ،‬وبكل‬
‫العودة إلى النبل والسعادة البدئيين‪ ،‬إلى ابن األرض المتمرد‪ .‬فانتقلت من آدم إلى نوح‪ ،‬ومن ثم‬
‫السرية‪.‬‬
‫إلى خليل اهلل إبراهيم الذي هاجر إلى مصر‪ ،‬حيث سمح بالكشف عن بعض عقيدته ِّ‬
‫بعضا منها‪ ،‬ما سمح لباقي أمم المشرق من إدخالها إلى قلب‬
‫ً‬ ‫وبهذه الطريقة‪ ،‬عرف المصريون‬
‫منظوماتهم الفلسفية‪ .‬وتعلَّم موسى‪ ،‬الذي لُقِّن كامل حكمة المصريين‪ ،‬القبالة في األرض التي‬
‫يكرس لها فقط ساعات فراغه خالل‬ ‫البرية حيث لم ِّ‬
‫إتقانا لها في ِّ‬
‫ولد فيها‪ ،‬لكنه أصبح أكثر ً‬
‫السراني‪،‬‬
‫السنوات األربعين لتجواله‪ ،‬إنما تعلمها على يد أحد المالئكة‪ .‬وبفضل هذا العلم َّ‬
‫أصبح بوسع واضع الشريعة أن َّ‬
‫يحل المشاكل التي واجهته خالل قيادته لإلسرائيليين‪ ،‬وذلك‬
‫ٍ‬
‫وبشكل خفي‪ ،‬طرح مبادىء عقيدته‬ ‫رغم الترحال‪ ،‬والحروب‪ ،‬والصعوبات‪ $‬التي عاشتها األمةُ‪.‬‬
‫يضمنها‪ $‬في التثنية‪ .‬كذلك لقَّن موسى‪$‬‬
‫ِّ‬ ‫السرية في الكتب األربعة األولى من أسفاره الخمسة ولم‬
‫ِّ‬
‫الشيوخ السبعين أسرار عقيدته‪ .‬وقد قام هؤالء من ثم بنقلها من يد إلى يد‪ .‬ومن الذين َّ‬
‫تشكلت‬ ‫َ‬
‫منهم سلسلة هذا المنقول‪ ،‬التي لم تنقطع‪ ،‬كان داوود‪ $‬وسليمان أعمق من تلقن تعاليم القبالة‪ .‬لكن‬
‫يوما على كتابتها‪ $‬حتى كان سمعان بن يشوع‪ $‬الذي كتبها في زمن تدمير الهيكل‬ ‫أحدا لم يتجرأ ً‬
‫ً‬
‫الثاني‪ ...‬وبعد موته‪ ،‬قام ابنه الرابي أليعازر ومساعده الرابي أبا وتالمذتهم‪ $‬بجمع ما كتبه‬
‫سمعان بن يوشع‪ ،‬فوضعوا ما أصبح يعرف بكتاب اإلشراق‪ $‬أو الزوهر الذي يتضمن تعاليم‬
‫القبالة‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫َّ‬
‫تصنف القبالة عادة تحت أربعة عناوين هي‪:‬‬

‫آ‪ :‬القبالة العملية‪.‬‬

‫ب‪ :‬القبالة الموضوعية‪.‬‬

‫ج‪ :‬القبالة غير المكتوبة‪.‬‬

‫د‪ :‬القبالة العقائدية‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫تتعاطى القبالة العملية مع الطالسم والطقوس السحرية‪ ،‬وال تدخل ضمن إطار هذا البحث‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫أما القبالة الموضوعية‪ ،‬التي يجري‪ $‬التطرق لها في أماكن عدة‪ ،‬فإنه من الضروري‪ $‬التعرف‬
‫الجمل‪ ،‬والنطق‪ $‬أو‬ ‫ٍ‪$‬‬
‫أقسام هي‪ :‬الجمتريا‪ $‬أو حساب َّ‬ ‫على بعض مبادئها‪ .‬وهي تقسم إلى ثالثة‬
‫النوطاريقون‪ ،‬والصمورة‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫الجمل‪ ،‬ترادف‪ $‬الكلمة اليونانية ‪ .γραμματεια‬وهي‬


‫يمكننا القول إن الجمتريا‪ ،‬أو حساب َّ‬
‫تستند‪ ،‬كما سبق وأشرت‪ ،‬على القيمة الرقمية للكلمات‪ .‬ما يجعل الكلمات التي لها نفس القيمة‬
‫أيضا على الجمل‪ .‬وهكذا فإن الحرف ש‪ ،‬أي ش‪،‬‬
‫بعضا‪ ،‬وهذا ينطبق ً‬
‫ً‬ ‫الرقمية تفسِّر بعضها‬
‫الذي قيمته الرقمية ‪ ،300‬له نفس القيمة التي نحصل عليها حين نجمع أحرف كلمتي روح اهلل‬
‫(أو روح ألوهيم بالعبرية) أي רוח אלהימ؛ حيث ר = ‪ ،200‬وו = ‪ ،6‬وח = ‪ ،8‬وא = صفر‪،‬‬
‫أيضا ‪.300‬‬
‫وל = ‪ ،30‬وה = ‪ ،5‬وי = ‪ ،10‬وמ = ‪ ،40‬ما مجموعه ً‬

‫نفس الشيء فيما يتعلق بالكلمتين‪ :‬أحد אחד‪ ،‬أي واحد‪ ،‬وأهبه אהבה‪ ،‬أي أحبه؛ حيث أن جمع‬
‫وأيضا فإن مجموع كل من الكلمتين‪ :‬مطرطون (اسم المالك) وشداي‬ ‫ً‬ ‫أحرف الكلمتين هو ‪.13‬‬
‫رمزيا استبدال الواحد باآلخر‪ .‬حيث يقال إن المالك‬
‫ً‬ ‫(اسم اهلل) هو ‪314‬؛ ما يعني أنه بوسعنا‬
‫البرية‪ ،‬وعنه تحدث اهلل قائالً إن "اسمي متضمن فيه"‪.‬‬
‫مطرطون هو من قاد أبناء إسرائيل في ِّ‬
‫وأيضا‪ ،‬فيما يتعلَّق بحساب الجمل فإن تعبير "حتى يأتي شيلو"‪ $‬المأخوذ من (سفر التكوين‬
‫ً‬
‫‪ )49:10‬له نفس ترقيم‪ $‬كلمة المشيح أي ‪ .358‬وكذلك فإن ترقيم‪ $‬عبارة "وإ ذا ثالث رجال‬
‫واقفون لديه" (سفر التكوين ‪ )18:10‬له نفس قيمة العبارة وهم ميخائيل‪ ،‬جبرائيل ورفائيل‪ $‬أي‬
‫الجمل‪ ،‬آخذين بعين االعتبار أن‬
‫‪ .701‬وأعتقد أن هذه األمثلة تكفي لتوضيح ماهية حساب َّ‬
‫أمثلة أخرى ستلي في سياق هذا البحث‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫مجازا النطق‪ ،‬فهو كلمة مشتقة من الكلمة الالتينية ‪ nothrius‬وقد‬


‫ً‬ ‫أما النوطاريقون‪ ،‬أو‬
‫َّ‬
‫الكاتب‪ ،‬ولها شكالن‪.‬‬
‫ُ‬ ‫اختزلَها‬

‫في الشكل األول نعتبر كل حرف من الكلمة وكأنه الحرف األول أو االختزال لكلمة أخرى‪،‬‬
‫بحيث أنه‪ ،‬ومن جمع الكلمات المتكونة من أحرف ٍ‬
‫كلمة معينة‪ ،‬يكون بوسعنا‪ $‬تشكيل جملة‪.‬‬
‫وهكذا فإننا إذا أخذنا كل حرف من كلمة في البدء (براشيت بالعبرية בראשית) ككلمة أساسية‬
‫لحصلنا على الجملة التالية التي تقول (بيراشيت راى ألوهيم شيقبلو إشرائيل توراه)‪ ،‬أي "في‪$‬‬
‫البداية رأى ألوهيم أن إسرائيل ستقبل التوراة"‪ .‬من هذا المنطلق‪ ،‬بوسعي‪ $‬أن أقدم ستة نماذج‬
‫من النوطاريقون يمكن استخالصها من نفس الكلمة براشيت‪َّ ،‬‬
‫وقدمها سالومون مائير بن‬
‫موشي‪ ،‬وهو قبالي يهودي‪ $‬اعتنق اإليمان المسيحي‪ $‬عام ‪ ،1665‬وأصبح اسمه بروسبير‬
‫روجيرز‪ .]2[$‬وهذه لها جميعها توجه مسيحي‪ ،‬وبواسطتها‪َّ $‬‬
‫تمكن روجيرز‪ $‬من إقناع يهود آخرين‬
‫بأن يعتنقوا المسيحية بعد أن كانوا معارضين لها بشدة‪ .‬وهذه العبارات هي‪:‬‬
‫‪        ‬العبارة األولى بالعبرية هي "بن‪ ،‬روح‪ ،‬آب"‪ ،‬شالوشهيتيم‪ $‬يهاد تهميم‪ ،‬أي االبن‬
‫والروح واآلب ثالوث مكتمل في وحدته‪.‬‬
‫‪        ‬والثانية بالعبرية هي "بن‪ ،‬روح‪ ،‬آب"‪ ،‬شالوشهيتيم‪ $‬يهاد تعبودو‪ $،‬أي االبن والروح‬
‫واآلب ثالوث متساو في الجوهر‪.‬‬
‫‪        ‬والثالثة بالعبرية هي "بكري راشوني‪ $‬أشير شامو‪ $‬يشوع تعبودو"‪ ،‬أي ستعبدون‪ $‬ابني‬
‫البكر الذي اسمه يسوع‪.‬‬
‫‪        ‬والرابعة بالعبرية هي "بيوباع‪ $‬رابان أشير شامو‪ $‬يشوع تعبودو"‪ ،‬أي حين سيأتي‬
‫المعلم الذي اسمه يسوع فستسجدون‪.‬‬
‫‪        ‬والخامسة بالعبرية هي "بيتوال رافياه أبكار شيتاليد يشوع‪ $‬تاكيلوه"‪ ،‬أي سأختار‬
‫عذراء لتلد يسوع وستكون ممجدة‪.‬‬
‫‪        ‬والسادسة هي "بوغوت راتزيفيم أساتار شيغوبي‪ $‬يشوع‪ $‬تاكيلو"‪ ،‬أي سأستتر‪ $‬في‬
‫قطعة خبز وستأكلون جسد يسوع‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق باألهمية القبالية لهذه العبارات المتأثرة بالعقيدة المسيحية فهي مبالغ بها بالتأكيد‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫تماما عكس األول‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإننا من هذا المنظور‪ ،‬نأخذ‬


‫والشكل الثاني من النوطاريقون هو ً‬
‫ِّ‬
‫ونشكل منها كلمة أو‬ ‫األحرف األولى أو النهائية‪ ،‬أو كليهما‪ ،‬أو األحرف الوسطى من جملة‪،‬‬
‫السرية أي חכמה נסתרה‪ ،‬أو "حكمه نستره"‬
‫كلمات‪ .‬وهكذا فإن القبالة التي تعني الحكمة ِّ‬
‫بالعبرية‪ ،‬تصبح‪ ،‬إن أخذنا الحرف األول من ٍّ‬
‫كل من الكلمتين‪ ،‬أي ח وנ = חנ‪ ،‬حن أو نعمة‪.‬‬
‫َجِلَنا ِإلَى السَّم ِ‬
‫اء" (التثنية ‪– 30‬‬ ‫ص َع ُد أل ْ‬
‫َ‬ ‫"م ْن َي ْ‬
‫وكذلك فإن األحرف األولى واألخيرة لعبارة َ‬
‫‪ ،)12‬أي "مياله لينو هاشامايما"‪ $‬بالعبرية‪ ،‬تعطينا كلمة מילה‪ ،‬أي ميله‪ ،‬التي تعني الختان‪ ،‬ما‬
‫قد يعني أن ي ه و ه (أي اهلل) أمر بالختان كطريق‪ $‬موصل إلى السماء‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫أما الصمورة فهي تعني التبديل‪ .‬فوفق بعض القواعد يتم استبدال حرف من أحرف األبجدية‬
‫َّ‬
‫بحرف آخر يسبقه أو يليه‪ .‬وهكذا‪ ،‬من كلمة معينة‪ ،‬نحصل على كلمة أخرى ذات تهجئة‬
‫تماما‪ .‬وهكذا تقسم األبجدية إلى نصفين‪ ،‬ويتم ترتيبها بحيث يوضع النصف فوق‪ $‬اآلخر‬ ‫مختلفة ً‬
‫األولَ ِ‬
‫ين في بداية الخط الثاني‪ ،‬نحصل‬ ‫ين َّ‬‫ومن ثم‪ ،‬حين نبدل بالتتالي الحرف األول أو الحرفَ ِ‬
‫على اثنين وعشرين تبديالً‪ .‬وهذه الطريقة تدعى جدول التصريف‪ $‬أو الصيروف‪ $‬צירופ‪ .‬وعلى‬
‫سبيل المثال‪ ،‬سأعطي إحدى طرقها التي تدعى بالعبرية البت אלבת‪ ،‬كما يلي‪:‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫ك‬ ‫ي‬ ‫ط‬ ‫ح‬ ‫ز‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫ب‬ ‫ا‬
‫כ‬ ‫‪ ‬י‬ ‫‪ ‬ט‬ ‫ח‬ ‫‪ ‬ז‬ ‫ו‬ ‫ה‬ ‫ד‬ ‫ג‬ ‫ב‬ ‫א‬
‫م‬ ‫ن‬ ‫‪ ‬س‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫ص‬ ‫‪ ‬ق‬ ‫ر‬ ‫ش‬ ‫‪ ‬ت‬ ‫ل‬
‫‪ ‬מ‬ ‫‪ ‬נ‬ ‫ס‬ ‫‪ ‬ע‬ ‫‪ ‬ף‬ ‫‪ ‬צ‬ ‫‪ ‬ק‬ ‫ר‬ ‫‪ ‬ש‬ ‫ת‬ ‫‪ ‬ל‬

‫حيث تأخذ كل طريقة اسم زوج الحرفين األولين التي تتألف منها‪ ،‬فتكون منظومة الحرفين‬
‫المزدوجين هي أساس المنظومة ككل‪ ،‬حين يتم استبدال زوج بحرف آخر‪ .‬وهكذا‪ ،‬فيما يتعلق‬
‫بـالبت يمكننا من الكلمة روح רוח أن نحصل على كلمة دصع דצע‪ .‬وتكون أسماء الطرق‬
‫االثنتين والعشرين األخرى هي‪ :‬أ ب ج ت‪ ،‬أ ج د ت‪ ،‬أ د ب ج‪ ،‬أ ه ب د‪ ،‬أ و ب ه‪ ،‬أ ز‬
‫ب و‪ ،‬أ ح ب ز‪ ،‬أ ط ب ح‪ ،‬أ ك ب ي‪ ،‬أ ل ب ك‪ ،‬أ م ب ل‪ ،‬أ ن ب م‪ ،‬أ س ب ن‪ ،‬أ ع ب‬
‫س‪ ،‬أ ف ب ع‪ ،‬أ ص ب ف‪ ،‬أ ك ب ص‪ ،‬أ ر ب ق‪ ،‬أ ش ب ر‪ ،‬التي تضاف إليها طرائق‪ $‬أ‬
‫ب ج د‪ ،‬وأ ل ب م‪ .‬بعد ذلك يأتي "جدول الصرف المنطقي" المؤلف من مجموعة أخرى من‬
‫اثنين وعشرين احتماالً‪.‬‬

‫أيضا "جداول‪ $‬التبديل" الثالثة‪ ،‬المعروفة باسم الصحيح والنافر‪ $‬وغير النظامي‪ .‬وهكذا‬
‫وهناك ً‬
‫للقيام بأي من هذه التركيبات‪ُ ،‬يرسم مربع كبير مقسم إلى ‪ 484‬مربع صغير‪ ،‬وتوضع‪$‬‬
‫األحرف في داخله‪ .‬ففيما يتعلق بـ"الجدول الصحيح"‪ ،‬توضع األبجدية من اليمين إلى اليسار؛‬
‫وفي الخط الثاني نفعل الشيء نفسه لكن نبدأ بحرف‪ $‬الراء وننتهي بحرف‪ $‬األلف؛ وبالخط‬
‫أما فيما يتعلق بالـ"جدول‪ $‬النافر"‪ $‬فنكتب‬
‫الثالث نبدأ بحرف‪ $‬الجيم وننتهي‪ $‬بحرف الباء؛ وهكذا‪َّ .‬‬
‫بدءا من حرف التاء وننتهي‪ $‬بحرف األلف؛ وفي‪ $‬الخط الثاني‬ ‫األبجدية من اليمين إلى اليسار ً‬
‫أما بالنسبة للـ"جدول غير النظامي"‪ $‬فسيطول‬
‫نبدأ بحرف الشين وننتهي بحرف التاء؛ وهكذا‪َّ .‬‬
‫الشرح‪ .‬وإ لى جانب هذه الطرق‪ ،‬هنالك طريقة تدعى تشرق‪ $‬وفيها‪ $‬يتم كتابة الكلمة بالمقلوب‪.‬‬
‫جدا تدعى بـقبالة الحجرات التسع‪ ،‬أو "أيق بكر"‪ ،‬وهي على‬ ‫أيضا طريقة هامة ً‬
‫كما توجد ً‬
‫الشكل التالي‪:‬‬
‫‪300‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪000‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪000‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪000‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪0‬‬
‫ش‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ب‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫أ‬
‫‪600‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪400‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪000‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪000‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪000‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪0‬‬
‫ـم‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫ـك‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫د‬
‫‪900‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪800‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪700‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪000‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪000‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪000‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪0‬‬
‫ـط‬ ‫ص‬ ‫ط‬ ‫ـف‬ ‫ف‬ ‫ح‬ ‫ـن‬ ‫ع‬ ‫ز‬

‫وقد وضعت ترقيم كل حرف أعاله ألبيِّن التقارب بين األحرف في ِّ‬
‫كل حجرة‪ .‬وهذه الطريقة‬
‫أحيانا للتشفير من خالل أخذ أجزاء من الشكل لتبيان األحرف التي يتضمنها‪ ،‬واضعين‬
‫ً‬ ‫تستعمل‬
‫نقطة (أي صفر) للحرف األول‪ ،‬ونقطتان للحرف الثاني‪ ...،‬إلخ‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإن المجموعة‬
‫األولى المتضمنة على الحرف أ ي ق ستقرأ كقاف إن تضمنت ثالث نقاط‪ .‬نفس الشيء فيما‬
‫يتعلق بالمجموعة التي تحتوي األحرف ه ن ـك‪ ،‬فتقرأ على أساس النقاط التي تتضمنها‪ .‬لكن‬
‫أيضا طرق كثيرة الستعمال‪ $‬قبالة الحجرات التسع‪ ،‬ال مجال لدي هنا الستعراضها‪ .‬لذلك‬
‫هناك ً‬
‫سأكتفي بإعطاء مثال صغير؛ فما نقرأه في اإلصحاح الخامس والعشرين ألرميا‪ $‬وفق طريقة‬
‫التبديل أي الصمورة "أتبش ششك" تعني "ببل" (أي بابل)‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫وإ لى جانب ِّ‬


‫كل هذه القواعد هنالك ٍ‬
‫معان خاصة تتضمنها‪ $‬أشكال حروف‪ $‬األبجدية العبرية؛‬
‫فشكل الحرف في نهاية الكلمة يختلف عن ذلك الذي يأخذه حين يكون حرف بداية‪ ،‬أو حرفًا‬
‫يكتب في وسط الكلمة ويستخدم‪ $‬عادة في النهاية؛ أو حين يكتب بشكل أصغر‪ $‬من باقي حروف‬
‫المخطوط‪ ،‬أو بشكل عشوائي؛ أو في التغيرات التي نجدها حين تهجئة بعض الكلمات التي‬
‫تحتوي على حرف إضافي‪ $‬في أمكنة معينة وال تحتوي عليه في أمكنة أخرى؛ أو في‬
‫ُّ‬
‫توضع بعض النقاط واإلشارات‪ ،‬وفي‪ $‬بعض العبارات التي‬ ‫الخصوصيات‪ $‬التي قد نلحظها في‬
‫يفترض أنها مجازية أو مكررة‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫مثالً شكل الحرف العبري ألف א يرمز إلى الواو ו حين تقع بين الياء י وبين الدال ד‪ ،‬وهكذا‬
‫وأيضا‪ $‬فإن شكل الحرف هاء ה يرمز‬
‫ً‬ ‫فإن الحرف بحد ذاته يمكن أن يعبر عن الكلمة يود יוד‪.‬‬
‫إلى دال وياء ד وי مكتوبة في أسفله من الجانب األيسر‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫لنموه‪ ،‬أن الحرف‬
‫وفي سفر أشعيا (‪ )7-6 :9‬فإننا‪ $‬نجد في كلمة "لمربه" לםרבה‪ ،‬التي تعني ِّ‬
‫الثاني (في الكلمة العبرية)‪ ،‬أي الميم‪ ،‬قد كتب وكأنه الحرف األخير بينما هو يقع في وسط‬
‫وعوضا عن أن تكون ‪200 + 40 + 30‬‬
‫ً‬ ‫الكلمة‪ .‬ما يعني أننا إن جمعنا أحرف الكلمة فإنها‪،‬‬
‫‪ ،277 = 5 + 2 +‬تصبح ‪ ،837 = 5 + 40 + 200 + 600 + 30‬ما يعني وفق حساب‬
‫معنى مختلفًا‪.‬‬ ‫الجمل תתז (تتز) أي المانح بوفرة‪ ،‬ما يعطي الكلمة‬
‫َّ‬
‫ً‬

‫‪18‬‬

‫في سفر التثنية (‪ )4 :6‬هناك الصالة المعروفة "اسمع يا إسرائيل"‪ )Shema Yisrael( $‬وهي‬
‫تبدأ هكذا "اسمع يا إسرائيل‪ ،‬ي ه و ه إلهنا‪ ،‬ي ه و ه واحد" (שמע ישראל יהוה אלהינו‬
‫יהוה אחד)‪ ،‬وفيها نالحظ أن الحرف ع ע من كلمة سمع (شمع) في النسخة العبرية‪ ،‬والحرف‬
‫د ד من كلمة واحد (أحد)‪ ،‬كتبت بأحرف أكبر من باقي حروف‪ $‬النص‪ .‬وتفسِّر الرمزية القبالية‬
‫النص كما يلي‪ :‬الحرف ع ע الذي قيمته ‪ 70‬يعني أنه من الممكن تفسير الشريعة بسبعين‬ ‫َّ‬ ‫هذا‬
‫طريقة مختلفة‪ ،‬بينما يدلِّل الحرف د ד الذي قيمته ‪ 4‬إلى االتجاهات األربعة وإ لى األحرف‬
‫أما الكلمة األولى اسمع שמע التي قيمتها الرقمية ‪ 410‬فهي‬
‫األربعة التي يتكون منها اسم اهلل‪َّ .‬‬
‫تشير إلى مدة استمرارالهيكل األول‪ .‬مشيرين إلى أن هناك العديد من النقاط األخرى التي‬
‫تستحق التأمل في هذه الصالة لكن الوقت ال يسمح لنا بالتأكيد عليها‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫كما أن هناك أمثلة أخرى من التهجئة الناقصة أو الزائدة عن الحاجة‪ ،‬كذلك هناك بعض‬
‫الخصوصيات‪ $‬للهجة والتنقيط‪ ...‬إلخ‪ ،‬التي سنجدها‪ $‬في أماكن مختلفة من النص الذي سيلي‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫مالحظة أخرى تتعلق بالكلمة األولى من التوراة والتي هي في البدء – أي براشيت بالعبرية‬
‫בראשית ‪ ،‬تقول إن األحرف الثالثة األولى من هذه الكلمة‪ ،‬أي "برا"‪ ،‬هي األحرف‪ $‬األولى‬
‫وأيضا‪ ،‬فإن الحرف‬
‫ً‬ ‫الدالة على الثالوث اإللهي أي االبن – بن בנ‪ ،‬والروح רוח‪ ،‬واألب אב‪.‬‬
‫األول من التوراة هو حرف الباء الذي هو الحرف األول من كلمة بركة ברכה‪ ،‬وليس حرف‬
‫وأيضا‪ $‬فإن الجمع الرقمي‬
‫ً‬ ‫األلف الذي هو الحرف األول لكلمة ארר " ّأر" التي هي شتيمة‪.‬‬
‫ألحرف الكلمة يعطينا عدد السنين التي تفصل ما بين تاريخ الخليقة[‪ ]3‬وتاريخ ميالد السيد‬
‫المسيح؛ أي ב = ‪ ،2000‬وר = ‪ ،200‬وא = ‪ ،1000‬وש = ‪ ،300‬وי = ‪ ،10‬وת = ‪ ،400‬ما‬
‫مجموعه كرقم‪ $‬مدور ‪ 3910‬سنوات‪.‬‬

‫أما بيكوس دي ميراندوال فقد استخلص من كلمة براشيت ما يلي‪ :‬إن وضعنا‪ $‬الحرف الثالث‬
‫َّ‬
‫الذي هو األلف قبل األول الذي هو الباء نحصل على كلمة أب אב‪ .‬وإ ن ضاعفنا الحرف األول‬
‫أي الباء وأضفنا إليه الحرف الثاني نحصل على كلمة ّبر בבר إي في (أو من خالل) االبن‪.‬‬
‫وإ ن استثنينا‪ $‬الباء من الكلمة وقرأنا‪ $‬ما تبقى فإننا نحصل على راشيت ראשית التي معناها‬
‫البدء‪ .‬وإ ن جمعنا األحرف‪ :‬الرابع أي الشين‪ ،‬واألول أي األلف‪ ،‬واألخير أي التاء‪ ،‬نحصل‬
‫على كلمة شبت أي السبت שבת وهو اليوم األخير من الخليقة أو يوم االستراحة‪ .‬وإ ذا أخذنا‬
‫لق‪ .‬وإ ن استثنينا‪ $‬الحرف األول‬
‫األحرف الثالث األولى أي برا ברא فإن هذه الكلمة تعني َخ َ‬
‫وأخذنا األحرف‪ $‬الثالث التي تليه نحصل على كلمة راش ראש أي رأس‪ .‬وإ ن استثنينا الحرفين‬
‫األولين وأخذنا الحرفين التاليين فإن أش אש تعني النار‪ .‬وإ ن جمعنا الحرف الرابع إلى الحرف‬
‫وأيضا إن وضعنا الحرف الثاني قبل األول‪،‬‬‫ً‬ ‫األخير نحصل على شت שת التي تعني األساس‪.‬‬
‫وض ْعنا‪ $‬بعد الحرف الثالث‬
‫وأخذنا هذين الحرفين‪ ،‬فإننا نحصل على كلمة رب أي العظيم‪ .‬وإ ْن َ‬
‫الحرفين الخامس والرابع نحصل على كلمة أيش איש التي تعني عيش أو اإلنسان‪ .‬وإ ن جمعنا‬
‫الحرفين األولين إلى الحرفين األخيرين نحصل على بريت ברית التي تعني العهد‪ .‬وإ ن وضعنا‬
‫معا فإننا نحصل على كلمة تب תב التي تستعمل‬
‫الحرف األول بعد الحرف األخير وأخذناهما‪ً $‬‬
‫أحيانا للتعبير عن الطيبة‪.‬‬
‫ً‬

‫‪21‬‬

‫سراني بترتيبه الصحيح‪ ،‬لوجدنا‪ $‬كيف استنتج بيكوس من‬ ‫وإ ن أخذنا َّ‬
‫كل ما سبق من جناس َّ‬
‫كلمة براشيت‪ ،‬العبارة الالتينية التالية‪:‬‬
‫)‪Pater in filio (aut per filium), principium et finem (sive quietum‬‬
‫‪creavit caput, ignem, et fundamentum magni hominis fœdere‬‬
‫‪bono‬‬

‫التي تعني‬
‫من خالل االبن خلق األب الرأس الذي هو البداية والنهاية‪ ،‬نار الحياة وأساس اإلنسان‬
‫األعلى (آدم قدمون "أي القديم") من خالل العهد الصالح‪.‬‬
‫السر الخفي‪ .‬وهكذا نجد أننا وبهذا الملخص‬
‫موجزا‪ $‬لـكتاب ِّ‬
‫ً‬ ‫تلخيصا‬
‫ً‬ ‫وهي عبارة يمكن اعتبارها‬
‫للقبالة الموضوعية قد تجاوزنا ما هو مسموح به‪ .‬لكن كان من الضروري أن نستزيد في‬
‫التوضيح بما يتناسب مع مقدار الفكر الميتافيزيائي للدراسة التي ستلي وتطبيقاتها‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫شفويا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ينطبق تعبير القبالة غير المكتوبة على بعض العرفان الذي لم يكتب إنما كان يتداول‬
‫وليس بوسعي أن أقول المزيد حول هذا الموضوع‪ ،‬وال حول أني قد تلقيت أو لم أتلقى هذا‬
‫شيئا من القبالة قد نشر‬
‫العرفان‪ .‬مشيرين إلى أنه‪ ،‬وفي‪ $‬أيام الرابي شمعون بن يوشع لم يكن ً‬
‫أصالً‪.‬‬

‫‪23‬‬

‫مذهبيا‪ .‬مشيرين إلى أن القبالة تتألف من العديد من النصوص‬


‫ً‬ ‫جانبا‬
‫تتضمن القبالة العقائدية ً‬
‫واألبحاث المتفاوتة من حيث األهمية والتاريخ‪ .‬لكن من الممكن حصرها تحت أربعة عناوين‬
‫هي‪:‬‬

‫آ‪ .‬سفر يصيرة (أو كتاب التشكيل) وملحقاته‪.‬‬

‫ب‪ .‬كتاب الزوهر‪( $‬أو اإلشراق) وإ كماالته وتعليقاته‪.‬‬

‫ج‪ .‬سفر األسفار وملحقاته‪.‬‬

‫د‪ .‬النار المطهرة ورموزه‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫استنادا‬
‫ً‬ ‫ُينسب كتاب التشكيل (أو سفر يصيره) إلى البطريرك إبراهيم‪ .‬وهو يفسر نشأة الكون‬
‫إلى األرقام العشرة واألحرف االثنين والعشرين‪ ،‬التي تدعى بـ"الدروب االثنين والعشرين"‪ .‬وقد‬
‫باطنيا‪ .‬مشيرين إلى أن كلمة درب قد تستعمل‬
‫ً‬ ‫كتب حولها الرابي أبراهام بن ديور الحقًا تعليقًا‬
‫في القبالة بالمعنى الهيروغليفي‪ ،‬أو لنقل كمجال فكري يرتبط بغالف أو برمز‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫أما الزوهر (أو سفر اإلشراق) فهو يتضمن‪ ،‬وإ لى جانب العديد من األطروحات‪ $‬األقل أهمية‪،‬‬
‫َّ‬
‫الكتب األساسية التالية التي قمنا بترجمة الثالثة األولى منها وهي‪:‬‬
‫السر الخفي (أو بالعبرية ספרא דצניעותא) الذي هو أساس كتاب اإلشراق‪ $‬أو‬
‫‪       -‬كتاب ِّ‬
‫الزوهر‪.‬‬
‫‪       -‬المجمع َّ‬
‫المقدس األكبر (أو بالعبرية אדרא רבא קדישא) الذي هو توسيع لـكتاب‬
‫السر الخفي‪.‬‬
‫ِّ‬
‫‪       -‬المجمع َّ‬
‫المقدس األصغر (أو بالعبرية אדרא זותא קדישא) الذي يمكن اعتباره‬
‫ملحقًا للذي سبقه (أي للـ אדרא רבא)‪.‬‬

‫وهذه الكتب الثالثة تبحث في التطور‪ $‬التدريجي‪ $‬أللوهة خالَّقة باإلضافة إلى أنها تبحث في‬
‫الخليقة‪ .‬مشيرين إلى أن نصوص هذه الكتب قد َش َرحها كنور‪ $‬ڤون روزنروث (صاحب كتاب‬
‫استنادا إلى المخطوطات‪ $‬المانتوية‪،‬‬
‫ً‬ ‫القبالة عارية ‪)The Qabalah Denudata‬‬
‫المصححة والتي هي األقدم؛ كذلك قمت بتقديم تعليقات تم‬ ‫[‪]4‬‬
‫والكريمونانسية‪ ،‬واللوبلينانسية‬
‫وأيضا هناك‪...‬‬
‫ً‬ ‫تمييزها عن النص الحالي بكتابتها‪ $‬بين معترضات‪.‬‬
‫‪       -‬األطروحة الروحية التي تدعى بيت اهلل (أو بالعبرية بت ألهيم בית אלהימ) والتي‬
‫استنادا إلى تعاليم الرابي إسحق لوريا‪ .‬وهي‬
‫ً‬ ‫حررها الرابي أبراهام كوهين عريرا‪،‬‬
‫تبحث في المالئكة والشياطين وفي العناصر الروحية وفي النفس‪ .‬و‪...‬‬
‫توسعا‪ $‬في‬
‫ً‬ ‫‪       -‬كتاب ثورات النفوس‪ ،‬وهو مقالة غريبة واستطرادية يمكن اعتبارها‬
‫أفكار الرابي لوريا‪.‬‬

‫‪26‬‬

‫أما كتاب االنبثاق‪ $‬أو سفر األسفار (بالعبرية ספר ספירות أو سفر سفيروت) فهو‪ ،‬إن َّ‬
‫صح‬ ‫َّ‬
‫القول‪ ،‬كتاب يبحث في التطور التدريجي لأللوهة من حال الوجود السلبي إلى حال الوجود‪$‬‬
‫اإليجابي‪.‬‬

‫‪27‬‬

‫أما كتاب النار المط ِهرة (بالعبرية אש מצרפ أو أش مصرف) فهو كتاب َّ‬
‫سراني وخيميائي‪،‬‬ ‫ّ‬
‫معروف من قبل القلَّة ومفهوم من قبل قلَّة القلَّة‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫تم وضع العقائد الرئيسة للقباله من أجل اإلجابة على المسائل التالية‪:‬‬
‫‪       -‬الكائن األسمى‪ ،‬طبيعته وصفاته‪.‬‬
‫‪       -‬نشأة الكون‪.‬‬
‫‪       -‬خلق المالئكة وخلق اإلنسان‪.‬‬
‫‪       -‬طبيعة الروح‪.‬‬
‫‪       -‬طبيعة المالئكة والشياطين والعناصر‪.‬‬
‫‪       -‬أهمية الشريعة الموحى بها‪.‬‬
‫‪       -‬الرمزية المتسامية لألرقام‪$.‬‬
‫‪       -‬األسرار‪ $‬الخاصة التي تتضمنها األحرف العبرية‪.‬‬
‫‪       -‬توازن األضداد‪.‬‬

‫‪29‬‬

‫السر الخفي هو كتاب توازن الميزان"‪.‬‬


‫السر الخفي بالعبارة التالية التي تقول‪" :‬كتاب ِّ‬
‫يبدأ كتاب ِّ‬
‫فما هو المقصود بعبارة "توازن الميزان"؟ ألن التوازن هو التناغم الناجم عن تماثل النقائض‪،‬‬
‫متساويا‪ $‬من حيث القوة‪،‬‬
‫ً‬ ‫إي أنه النقطة الميتة التي يصبح فيها التعارض بين القوى المتواجهة‬
‫ما يؤدي إلى توقف‪ $‬الحركة‪ .‬وهذا ما يجعل منها النقطة المركزية‪ .‬تلك "النقطة المتواجدة في‬
‫وسط الدائرة" وفق‪ $‬الرمزية القديمة‪ .‬أو لنقل الشميلة الحية لطاقة متوازنة‪ .‬وهو شكل يمكن‬
‫واحدا من االثنين‪ ،‬يصبح الشكل غير‬
‫ً‬ ‫ِّ‬
‫الظل؛ فإن حذفنا‬ ‫تشبيهه بالتوازن بين الضوء وبين‬
‫مرئي‪ .‬هذا ويطبق تعبير التوازن على الطبيعتين المتعارضتين لكل ثالثي من ثالثيات‬
‫السفيروت (أو األسفار)‪ ،‬فتوازنها يعطي السفر الثالث في كل ثالثي‪ .‬هذا وسأعود مرةً أخرى‬
‫مؤكدا على أن عقيدة‬
‫ً‬ ‫ألتناول هذا الموضوع‪ $‬حين سأشرح معنى األسفار (أو السفيروت)‪.‬‬
‫التوازن والميزان هي فكرة أساسية في القبالة‪.‬‬

‫‪30‬‬

‫سلبيا"‪ .‬فما‬
‫السر الخفي فيقول‪" :‬يتدلى التوازن من المنطقة التي كان الوجود‪ $‬فيها ً‬
‫ويتابع كتاب ِّ‬
‫سلبيا؟ وما هو الوجود‪ $‬اإليجابي؟ إن التمييز بين‬
‫هي (هذه المنطقة) التي يعتبر الوجود فيها ً‬
‫هذين المفهومين هو فكرة أساسية أخرى‪ ،‬خاصةً وأنه يستحيل تعريف ماهية الوجود السلبي‪،‬‬
‫تحول‬
‫سلبيا َّ‬
‫وجودا‪ً $‬‬
‫ً‬ ‫سلبيا‪ ،‬إنما سيصبح‬
‫وجودا‪ً $‬‬
‫ً‬ ‫ألنه حين يكون باإلمكان تعريفه فإنه لن يبقى‬
‫ِّ‬
‫وبكل حكمة‪ ،‬أغلق القباليون أمام الفهم البشري تلك الـأين األولى אינ‪،‬‬ ‫إلى حالة السكون‪ .‬لهذا‪،‬‬
‫أما‬
‫وأيضا (أغلقوا) الـأين سوف‪ $‬אינ סופ‪ ،‬الذي هو التمدد الالنهائي؛ َّ‬
‫ً‬ ‫التي التي سبقت الوجود‪،‬‬
‫فيما يتعلق بـأين سوف أور אינ סופ אור‪ ،‬الذي هو النور الالمتناهي‪ ،‬فإنه لن يكون بوسعنا‪ $‬أن‬
‫نفهم منه إال القليل‪ .‬وبالتالي‪ $،‬إن تفكرنا بعمق‪ ،‬سنرى أنه هكذا يفترض أن تكون األشكال‬
‫البدئية لمن ليس من الممكن معرفته وال تسميته‪ ،‬ذلك الذي نتحدث عنه بشكل جلي بوصفه اهلل‪.‬‬
‫فهو المطلق‪ .‬ولكن كيف بوسعنا‪ $‬تعريف‪ $‬المطلق؟ ألننا حتى حين نعتقد أننا نعرفه‪ ،‬فإنه سرعان‬
‫عرفناه‪ .‬هل علينا إ ًذا أن نقول بأن السلبي‪ ،‬أو‬
‫ما يفلت من قبضتنا‪ ،‬ألنه ال يبقى مطلقًا إن َّ‬
‫الالمتناهي‪ ،‬أو المطلق هو مجرد هراء إن تناولناه من منظور المنطق؟ وذلك من منطلق أنه‬
‫مجرد فكر ٍة ليس بوسع عقلنا أن يفهمها؟ كال؛ ألنه إن كان بوسعنا‪ $‬تعريفه‪ ،‬فإننا سنجعله‪ ،‬إن‬
‫َّ‬
‫مستوعبا في فكرنا‪ ،‬وبالتالي ال يستطيع‪ $‬تجاوزه؛ ألنه كي يكون الموضوع‪ $‬قابالً‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫صح القول‪،‬‬
‫للتعريف فإن هذا يتطلب أن يكون باإلمكان حصره ضمن بعض المحدودية‪ .‬وبالتالي‪ ،‬كيف‬
‫بوسعنا أن نحدد ما ليس له حدود؟‬

‫‪31‬‬

‫وهكذا فإن المبدأ والمسلَّمة األولى في القبالة هو اسم األلوهة‪ ،‬ذلك المعبر عنه في المقطع‬
‫أشر أهيه אהיה אשר אהיה)‪ ،‬وهي‬ ‫األول من كتابنا المقدس بـ "أنا هو الكائن" (بالعبرية أهيه ِ‬
‫عبارة إن ترجمناها بشكل أفضل تعني "الوجود هو الوجود" أو "أنا هو الكائن"‪.‬‬

‫‪32‬‬

‫يقول إليفاز ليفي زاهد ‪ ،Eliphas Halevi‬الفيلسوف والقبالي الكبير من هذا القرن (‪– 1810‬‬
‫‪ ،)1875‬في كتابه تاريخ السحر‪:‬‬
‫يخاف القباليون من كل ما له عالقة بعبادة األوثان؛ ورغم هذا‪ ،‬نجدهم يعطون لأللوهة‬
‫إنسانيا‪ .‬لكن هذه الصورة هي مجرد شكل هيروغليفي صرف‪ .‬فهم يعتبرون اهلل‬ ‫ً‬ ‫شكالً‬
‫يشكل مجموع كافة الكائنات‪ ،‬كما‬ ‫والمتناهيا‪ $‬في محبته‪ .‬لكن اهلل بالنسبة لهم ال ِّ‬
‫ً‬ ‫ذكيا‪ ،‬وحيًّا‪،‬‬
‫ً‬
‫كل شيء‪،‬‬ ‫فلسفيا‪ .‬إنما هو متواجد في ِّ‬
‫ً‬ ‫نعرفه‬
‫كائنا بوسعنا أن ِّ‬
‫مجردا‪ ،‬وال ً‬
‫ً‬ ‫وجودا‪$‬‬
‫ً‬ ‫أنه ليس‬
‫ٍ‬
‫وصف‪ .‬ورغم هذا يعبِّر‬ ‫كل شيء‪ ،‬وأكبر من كل شيء‪ .‬فاسمه يتجاوز َّ‬
‫كل‬ ‫ومتمايز‪ $‬عن ِّ‬
‫هذا االسم عن التصور‪ $‬اإلنساني‪ $‬المثالي لأللوهة‪ .‬فماهية اهلل أمر يفوق تصوره إمكانيات‬
‫البشر‪ .‬فاهلل هو إيمان مطلق‪ ،‬كما أن الوجود هو فهم مطلق‪ .‬فالوجود‪ $‬قائم بحد ذاته‪،‬‬
‫لمجرد أنه موجود‪ $.‬ومبرر‪ $‬الوجود هو الوجود بحد ذاته‪ .‬وبوسعنا‪ $‬أن نتساءل‪ ،‬لماذا هذا‬
‫الشيء المحدد موجود يا ترى؟ بمعنى‪ ،‬لماذا يوجد هذا الشيء أو ذاك؟ لكن ليس بوسعنا‪$‬‬
‫أن نتساءل‪ ،‬ألن سؤالنا في هذه الحالة سيكون بال معنى‪ :‬لماذا يوجد الوجود؟ ألن هذا‬
‫ٍ‬
‫وجود سابق الوجود‪.‬‬ ‫التساؤل يعني افتراض‬

‫ويتابع المؤلف نفسه وفي الكتاب نفسه فيقول‪:‬‬


‫إن قلت بأني سأؤمن إن أثبت لي بشكل علمي حقيقة العقيدة‪ ،‬كأن أقول بأني سأؤمن حين‬
‫لن يبقى بالنسبة لي شيء أؤمن به‪ ،‬ألنه عندئذ ستتحطم العقيدة كعقيدة وتتحول‪ $‬إلى مجرد‬
‫نظرية علمية‪ .‬كأن أقول‪ ،‬بعبارة أخرى‪ ،‬إني سأعترف بالالمتناهي‪ ،‬حين يكون بوسعي‬
‫شرحه‪ ،‬وتحديده‪ ،‬وحصره ضمن إطار‪ ،‬وشكل يناسبني؛ ما يعني بكلمة واحدة أني‬
‫محدودا‪ ،‬أي أني سأعترف بالالمتناهي‪ $‬حين أتأكد من أن‬
‫ً‬ ‫سأعترف به حين يصبح‬
‫الالمتناهي غير موجود‪ ،‬كما سأعترف‪ $‬بسعة المحيط حين سيكون بوسعي‪ $‬تعبئته في‬
‫ومفهوما بالنسبة لك فأنت ال تؤمن به إنما – أنت‬
‫ً‬ ‫زجاجات‪ .‬ألنه‪ ،‬حين يصبح الشيء مثبتًا‬
‫تعرفه‪.‬‬

‫‪33‬‬

‫جاء في الباغافاغيتا[‪:]5‬‬
‫أيضا؛ يا أرغونا! أنا ما هو موجود وما هو غير موجود‪$.‬‬
‫أنا الخلود أنا الموت ً‬

‫أيضا[‪:]6‬‬
‫وجاء ً‬
‫انظر‪ ،‬يا وريث البهاراتا‪ ،‬إلى روعة األرقام التي لم ترها من قبل‪ .‬في داخل جسدي‪ ،‬أيها‬
‫الجوداكيسا! انظر اليوم إلى ِّ‬
‫كل الكون المتضمن‪ ،‬ما يتحرك وما ال يتحرك‪ ،‬كل شيء في‬
‫واحد‪.‬‬

‫وأيضا[‪ ]7‬يقول أرغونا‪:‬‬


‫ً‬
‫يا سيد اآللهة الالمتناهي! يا أيها المنتشر في الكون! أنت األزلي‪ ،‬الموجود‪ ،‬وغير‬
‫الموجود‪ ،‬وما بينهما‪ .‬أنت اإلله األول‪ ،‬والواحد األقدم‪ ،‬وأكبر دعامة لهذا الكون‪.‬‬
‫عم الكون‪ ،‬يا صاحب األشكال التي ال تنتهي‪ ...‬أنت كلِّي القدرة‪ ،‬وذو قدرة غير‬ ‫بواسطتك‪َّ $‬‬
‫محدودة‪ ،‬وذو مجد ال يقاس‪ ،‬أنت تنتشر في كل شيء‪ ،‬ولهذا أنت كل شيء!‬

‫‪34‬‬
‫عندئذ يمكن قبول فكرة الوجود السلبي السابق كفكرة تبقى غير ٍ‬
‫قابلة للتعريف‪ ،‬وذلك من‬
‫منطلق أن التعريف‪ $‬كفكرة يتناقض أصالً مع طبيعته‪ .‬ولكن ربما يعترض بعض القراء قائلين‪:‬‬
‫"إن تعبير الوجود السلبي السابق الذي استخدمته هو تعبير خاطئ؛ فالحالة التي وصفتها يمكن‬
‫التعبير عنها بشكل أفضل بعبارة الالوجود‪( $‬أو ربما الوجود غير المرئي)"‪ .‬وأجيبهم‪ $‬بالنفي؛‬
‫ألن الالوجود ال يمكن أن يكون سوى ال وجود؛ بمعنى أنه ليس بوسعه أن يتحول‪ ،‬وال أن‬
‫يتطور؛ ما يعني أن الالوجود هو فعالً وحقيقةً ال شيء‪ .‬لهذا فإن الالوجود‪ $‬ال يمكن أن يكون‪،‬‬
‫أما الوجود السلبي السابق فهو يتضمن الحياة مخبئةً بالقوة في‬
‫وهو لم يكن على اإلطالق‪َّ .‬‬
‫داخله؛ ألنه في أعماق النهائيته تكمن الطاقة التي تتيح للحياة بأن تنهض بحد ذاتها‪ ،‬وكذلك‬
‫مجددا نحو الداخل‪.‬‬
‫ً‬ ‫تكمن القدرة على إطالق شرارة الفكر في قلب المطلق‪ ،‬وقدرة عكسه‬
‫وهكذا مستورةً ومحجوبة تكون الطاقة مستوعبة في المركزية دوامة ُّ‬
‫تمدد الالمتناهي‪ .‬لهذا‬
‫استخدمت عبارة الوجود‪ $‬السلبي بدالً من عبارة الالوجود‪.‬‬
‫ُ‬ ‫السبب‬

‫‪35‬‬

‫جدا للوجود السلبي‬


‫لما كان من المفترض وجود عالقة ما بين المفهومين المختلفين ً‬ ‫لكن َّ‬
‫وجودا‪ $‬بالقوة‪،‬‬
‫ً‬ ‫وللوجود‪ $‬اإليجابي‪ ،‬أي الرابط الذي يصل بينهما‪ ،‬فإن هذا يوصلنا إلى ما نسميه‬
‫واضحا‪،‬‬
‫ً‬ ‫ذلك المفهوم الذي يقترب أكثر من مفهوم الوجود‪ $‬اإليجابي الذي بالكاد يقبل تعريفًا‬
‫ألنه الوجود في حالة الممكن‪ .‬مثالً‪ ،‬إن أخذنا البذرة‪ ،‬فإن الشجرة التي قد تنبثق منها ما زالت‬
‫مستترة؛ ألنها في حال وجود بالقوة؛ فهي فيها؛ لكنها ما زالت ال تقبل التعريف‪ .‬وكم أقل منها‬
‫(قبوالً للتعريف)‪ ،‬بالتالي‪ ،‬بذورها‪ $‬التي ستثمر‪ .‬فهذه البذور‪ $‬هي في حال يشبه بشكل ما الوجود‪$‬‬
‫سلبا‪.‬‬
‫مرحليا إلى حد كبير‪ ،‬حيث بوسعنا‪ $‬القول إنه موجود‪ً $‬‬
‫ً‬ ‫السلبي‪ ،‬لكنه متقدم عنه‬

‫‪36‬‬

‫دوما للتعريف؛ ألنه متحرك‪ ،‬ويتمتع ببعض‬


‫لكن‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬فإن الوجود اإليجابي قابل ً‬
‫نقيضا للوجود‪ $‬السلبي‪ ،‬وأقرب من حيث المفهوم إلى‬
‫ً‬ ‫الطاقات المنظورة‪ ،‬ما يجعله بالتالي‬
‫الوجود غير المرئي‪ .‬فهو‪ $‬الشجرة التي لم تعد مختبئةً في البذرة‪ ،‬إنما باشرت االمتداد نحو‬
‫لما كان للوجود اإليجابي بداية ونهاية‪ ،‬أي أنه بحاجة إلى شكل آخر يستند‬
‫الخارج‪ .‬ولكن‪َّ ،‬‬
‫إليه‪ ،‬فإنه من دون هذا المبدأ السلبي الذي يدعمه يبقى غير مستقر وغير مقنع‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫هكذا إ ًذا أكون‪ ،‬وإ ن بشكل مبسط‪ ،‬حاولت بكل احترام أن أشرح لقرائي فكرة الواحد‬
‫الالمتناهي‪ .‬لكن قبل ذلك‪ ،‬ومن خالل هذه الفكرة‪ ،‬فإن ما بوسعي‪ $‬قوله‪ ،‬وعلى لسان ولي قديم‪،‬‬
‫أن‪:‬‬
‫في داخله هاوية مجد ال تنتهي‪ ،‬ومن هذه الهاوية انطلقت شرارة صغيرة تتضمن كل‬
‫عظمة الشمس‪ ،‬والقمر والنجوم‪ .‬يا أيها الفانون! تأملوا كم ضئيلة هي معرفتي‪ $‬باهلل؛ وال‬
‫تحاولوا أن تعرفوا عنه المزيد‪ ،‬ألن هذا يتجاوز فهمكم‪ $‬إلى ٍّ‬
‫حد بعيد‪ ،‬ومع ذلك كم حكيم‬
‫صغيرا منك!‪.‬‬
‫ً‬ ‫جزءا‬
‫ً‬ ‫أنت‪ ،‬كما نحن المرسلين من قبلك‪ ،‬والذين ليسوا إال‬

‫‪38‬‬

‫هناك‪ ،‬وفق‪ $‬القبالة‪ ،‬ثالثة حجب للوجود السلبي‪ ،‬وهي تتضمن بحد ذاتها األفكار المخبأة في‬
‫األسفار التي لم تتحقق بعد‪ ،‬وهي مركزة في التاج ‪ Kether‬الذي هو ملكوت األفكار‪ $‬المخبأة‬
‫في األسفار‪ .‬سوف أشرح ما أعنيه بهذا‪ .‬ألن أول حجاب للوجود السلبي هو الـأين אימ التي‬
‫تعني السلبية‪ .‬وتتألف‪ $‬هذه الكلمة من ثالثة أحرف تظلِّل هذه األسفار أو األرقام الثالثة األولى‪.‬‬
‫أما الحجاب الثاني فهو أين سوف‪ $‬אימ סופ الذي يعني غير المحدود‪ ،‬وهو يتألف من ستة‬ ‫َّ‬
‫حروف وهكذا فإنه يظلِّل فكرة األسفار أو األرقام الستة األولى‪ .‬والحجاب الثالث هو أين‬
‫أيضا من تسعة حروف‪،‬‬‫سوف أور אינ סופ אור التي تعني النور‪ $‬الالمتناهي‪ ،‬وهو يتألف ً‬
‫طبعا بمعناها المستور‪ .‬لكننا حين نصل إلى الرقم‪ 9 $‬فإنه‬
‫ويرمز لألسفار التسعة األولى‪ ،‬لكن ً‬
‫ليس يكون بوسعنا‪ $‬التقدم من دون العودة إلى العدد واحد‪ ،‬ألن العدد عشرة هو تكرار لوحدة تم‬
‫اشتقاقها من السلب‪ ،‬كما يتبين لنا مباشرة حين نتمثل األرقام الهندية (أو العربية) حيث‬
‫النقطة ‪( .‬أو الدائرة ‪ )0‬تمثل السلب‪ ،‬وحيث الواحد ‪ 1‬يمثل الوحدة‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإن المحيط‬
‫الالمتناهي أو النور السلبي ال ينطلق من مركز ألنه ال مركز له‪ ،‬إنما يتركز في المركز‪ ،‬الذي‬
‫هو رقم أول األسفار الظاهرة‪ ،‬التي هي التاج‪ ،‬أو السفر األول‪ ،‬ذلك الذي بوسعنا‪ $‬أن نقول إنه‬
‫الملكوت أو عاشر األسفار المخفية‪ ،‬كما في الشكل التالي‪:‬‬
‫وهذا يعني أن "التاج هو الملكوت والملكوت هو التاج"‪ .‬أو كما قال ذات يوم خيميائي شهير‬
‫واستنادا‪ $‬على ما يبدو إلى‬
‫ً‬ ‫وذائع الصيت (توماس فوغهان‪ ،‬المشهور بلقب أوجينوس فيالليت)‪،‬‬
‫برقليس‪:‬‬
‫إن السماء هي األرض لكن بطريقة أرضية‪ ،‬كما أن األرض هي السماء لكن بطريقة‬
‫سماوية‪.‬‬

‫موضوعا غير قابل للتعريف‪ ،‬كما بينت سابقًا‪ ،‬فإن‬


‫ً‬ ‫لكن بمقدار ما يكون الوجود السلبي‬
‫حتما إلى الوحدة وبالتالي‪ $‬ال ينظرون إليه وكأنه مستقل‬
‫القباليين يعتبرون أن هذا الوجود‪ $‬يعيدنا ً‬
‫غالبا ما يطلقون هذه العبارات واأللقاب بال تمييز على كالها‪ .‬وتلك األلقاب هي‬
‫عنها؛ لذلك ً‬
‫"غيب الغيب"‪ ،‬و"أقدم األقدمين"‪" ،‬أقدس األقدمين"‪ ...،‬إلخ‬

‫للبحث صلة‪...‬‬

‫ترجمة‪ :‬أكرم أنطاكي‬

‫(هذه الترجمة مهداة إلى روح سالومون النكري)‬


‫‪ ‬‬
‫المقصود هنا اللغة االنكليزية‪.‬‬ ‫[‪]1‬‬

‫]‪[2‬‬
‫‪Prosper Rugers.‬‬

‫وفق التقويم العبري‪.‬‬ ‫[‪]3‬‬

‫]‪[4‬‬
‫‪Mantuan, Cremonensian, and Lublinensian.‬‬
‫]‪[5‬‬
‫‪ch. ix‬‬
‫]‪[6‬‬
‫‪ch. ix‬‬

‫المرجع السابق‪.‬‬ ‫[‪]7‬‬

‫‪39‬‬

‫علي اآلن أن أشرح ما تعنيه عبارات سفر وأسفار (أي السفيروت)‪ ،‬حيث الكلمة‬ ‫يتوجب َّ‬
‫األولى هي المفرد والثانية هي جمع األولى‪ .‬وأفضل تعريف‪ $‬لهذه الكلمة هو "ما ينبثق من‬
‫تجريدا لتلك األرقام‪$‬‬
‫ً‬ ‫العدد"‪ ،‬ألن هناك عشرة أسفار تمثِّل وفق الترقيم العشري أكثر األشكال‬
‫العشرة – أعني األرقام ‪ ،9 ،8 ،7 ،6 ،5 ،4 ،3 ،2 ،1‬و‪ .10‬لهذا‪ ،‬وكما نفعل في‬
‫الرياضيات العليا حين نفكر في األعداد بشكل مجرد‪ ،‬كذلك سنفعل في القبالة‪ ،‬ونفكر في‬
‫األلوهة من خالل الشكل التجريدي لألرقام‪ ،‬أي بعبارة أخرى من خالل األسفار أو السفيروت‬
‫ספירות‪ .‬من هذه النظرية المشرقية القديمة استقى فيثاغوراس‪ $‬أفكاره المتعلقة بالرمزية‬
‫الرقمية‪.‬‬

‫‪40‬‬

‫من بين هذه األشكال‪ ،‬المتكافلة والمتضامنة‪ ،‬نالحظ كيف تطورت‪ $‬شخصيات وسمات اهلل‪.‬‬
‫أما اليوم‪ ،‬ألسباب أو ألخرى ال يعرفها‬
‫وبعض هذه الشخصيات مذكر وبعضها‪ $‬اآلخر مؤنث‪َّ .‬‬
‫أي مرجع يشير إلى‬ ‫ٍ‬
‫بعناية‪َّ ،‬‬ ‫سواهم‪ ،‬نرى أن مترجمو‪ $‬التوراة قد حذفوا وأزالوا‪ $‬من الوجود‪،‬‬
‫واقع أن األلوهة هي في الوقت نفسه مذكر ومؤنث‪ ،‬فقد ترجموا جمع المؤنث بمفرد المذكر‬
‫كما في حال كلمة ألهيم אלהימ‪ .‬لكنهم أبقوا في الوقت نفسه اعترافًا غير مقصود‪ $‬يدلِّل على‬
‫معرفتهم‪ $‬بأن هذه الكلمة تعبِّر عن جمع كما جاء في الفقرة (‪ iv. 26‬من سفر التكوين)‪" :‬وقال‬
‫استنادا إلى سفر التكوين (‪ )v. 27‬نتساءل كيف كان‬
‫ً‬ ‫وأيضا‪،‬‬
‫ً‬ ‫اهلل (ألهيم)‪ :‬لنصنع اإلنسان‪."...‬‬
‫ذكرا‬
‫أيضا ً‬
‫ذكرا وأنثى‪ ،‬إن لم يكن ألهيم (اهلل) ً‬
‫بوسع آدم أن يكون على صورة اهلل (ألهيم)‪ً ،‬‬
‫وأنثى؟ إن كلمة ألهيم (اهلل) هي الجمع المؤنث لكلمة (إله אלה) التي أضيف إليها ימ (يم)‪.‬‬
‫لكن‪ ،‬بما أن (يم) ימ هي نهاية جمع المذكر الذي أضيف إلى كلمة مؤنثة‪ ،‬فإن هذا يعطي كلمة‬
‫أنثويا يتحد بالقوة مع الفكرة الذكورية‪ ،‬ما يجعلها قادرةً على إنتاج ذرية‪.‬‬
‫مضمونا‪ً $‬‬
‫ً‬ ‫ألهيم אלהימ‬
‫شيئا عن األم في الديانات‬
‫ونحن نسمع اليوم الكثير عن اآلب وعن االبن‪ ،‬لكننا ال نسمع ً‬
‫معا‪،‬‬
‫وأما ً‬
‫أما في القبالة فنجد أن قديم األيام قد كيَّف نفسه بحيث كان في آن واحد ًأبا ً‬
‫العادية‪َّ .‬‬
‫وأيضا‪ ،‬يقولون لنا في الوقت نفسه إن‬
‫ً‬ ‫وهكذا أنجب االبن‪ .‬وهذه األم متضمنة اآلن في األلهيم‪.‬‬
‫واضحا‪ $‬من العبارة التالية‬
‫ً‬ ‫الروح القدس مذكر‪ .‬لكن كلمة روح רוח هي كلمة مؤنثة‪ ،‬كما يبدو‬
‫من سفر يصيره (كتاب التشكيل) حيث جاء‪" :‬واحدة هي (وليس واحد الذي هو مذكر) روح‬
‫ألهيم الحية"‪( ،‬أي بالعبرية אחת – وليس אחד الذي هو مذكر – רוח אלהימ חיימ)‪.‬‬

‫‪41‬‬

‫ونفهم اآلن كيف أنه‪ ،‬وقبل أن تكيِّف األلوهة نفسها بهذا الشكل – أي ذكر وأنثى –‪ ،‬لم يكن‬
‫بوسع أكوان العالم أن توجد‪ ،‬أي كما جاء في سفر التكوين‪" :‬كانت األرض خربة وخالية"‪.‬‬
‫رمزا لما تالها‪ ،‬أي "هؤالء الملوك‬
‫وهذه الكلمات السابقة هي التي من المفترض أن تكون ً‬
‫الذين ملكوا في أرض أدوم (العدم)‪ ،‬قبل أن يملك ملك في بني إسرائيل"‪ .‬فهؤالء هم من‬
‫مشروحا بالكامل في أماكن عدة من‬
‫ً‬ ‫أسمتهم القبالة بـ"ملوك‪ $‬أدوم (أو العدم)"‪ .‬وهذا ما ستجدونه‬
‫هذا الكتاب‪.‬‬

‫‪42‬‬

‫ونبدأ اآلن في بحث السفر األول‪ ،‬أو الرقم واحد‪ ،‬أو الكائن األحادي الخلية (أو الموناد) الذي‬
‫تحدث عنه فيثاغوراس‪ .‬ففي هذا الرقم تختبىء األرقام‪ $‬التسعة األخرى‪ .‬ألنه رقم‪ $‬ال يمكن أن‬
‫يتجزأ‪ ،‬وال يمكن أن يتضاعف؛ ألننا إن قسمنا الواحد على الواحد تكون النتيجة الرقم نفسه‪.‬‬
‫وإ ن ضربنا‪ $‬الواحد بالواحد‪ $‬نحصل على النتيجة نفسها وال يتغير الرقم‪ .‬لذلك من الممكن‬
‫اعتباره التمثيل المناسب لألب الكبير للجميع‪ ،‬ذلك الذي ال يتحول‪ .‬لكن‪ ،‬لهذا الرقم واحد ‪1‬‬
‫يشكل صلة بين ما هو سالب وبين ما هو موجب؛‬ ‫طبيعة مزدوجة‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فإنه يبدو وكأنه ِّ‬
‫رقما؛ لكن‪ ،‬من منطلق قابليته‬
‫فهو‪ ،‬من منطلق الطبيعة التي ال تتبدل ألحاديته‪ ،‬يمكن أن يكون ً‬
‫أما الصفر‪ ،‬فهو ال يمكن حتى أن‬
‫للجمع فإنه من الممكن اعتباره أول أرقام‪ $‬السلسلة الرقمية‪َّ .‬‬
‫يجمع‪ ،‬كما هي حال الوجود السلبي‪ .‬ونتساءل‪ :‬كيف إ ًذا‪ ،‬إن لم يكن باإلمكان ضرب أو تقسيم‬
‫ٍ‬
‫واحد آخر يضاف إليه؛ أو بعبارة أخرى‪ ،‬كيف حصلنا على الرقم‬ ‫الواحد ‪ ،1‬نحصل على‬
‫اثنان ‪2‬؟ والجواب هو من خالل عكسه لنفسه‪ .‬لهذا السبب كان من غير الممكن تعريف‪$‬‬
‫الصفر ‪ ،0‬وكان من الممكن تعريف الواحد ‪ .1‬ونتيجة لهذا التعريف‪ $‬تكون اإلعادة ‪،Eidolon‬‬
‫المعرف‪ .‬وهكذا إ ًذا نحصل على ثنائي يتألف من الواحد‬
‫َّ‬ ‫أو التكرار‪ ،‬هي صورة ذلك الشيء‬
‫ومن انعكاسه‪ .‬كما نحصل في الوقت نفسه على بداية اهتزاز مؤكد‪ ،‬ألن الرقم‪ $‬واحد يتأرجح‬
‫يعرف" ليعود من جديد إلى‬ ‫حالة "ما ال يمكن أن يتبدل" إلى ِ‬
‫حالة "ما يمكن أن َّ‬ ‫بالتناوب من ِ‬
‫لكل األرقام‪ .‬وكشكل مناسب يمكن اعتباره ًأبا لكل‬‫التبدل‪ .‬وهكذا بالتالي هو أب ِّ‬
‫حالة عدم ُّ‬
‫أما اسم السفر األول فهو التاج (بالعبرية ِكتِر כתר)‪ .‬واالسم اإللهي الذي يرتبط‪ $‬به‬
‫األشياء‪َّ .‬‬
‫هو اسم اآلب كما ورد في سفر الخروج (‪ )iii. 4‬أي بالعبرية أهيه אהיה‪ ،‬أي أنا‪ ،‬التي تعني‬
‫الوجود‪.‬‬

‫ومن بين األلقاب التي ينعت بها‪ ،‬والتي تحوي في قلبها على فكرة الوجود‪ $‬السلبي التي اشتقت‬
‫منها‪ ،‬نجد‪:‬‬
‫‪       -‬غيب الغيب (أو بالعبرية תמירא ד תמירינ)‪.‬‬
‫‪       -‬أقدم األقدمين (أو بالعبرية עתיקא ד עתיקינ)‪.‬‬
‫‪       -‬أقدس األقدمين (أو بالعبرية עתיקא קדישא)‪.‬‬
‫‪       -‬العتيق أو األقدم (أو بالعبرية עתיקא)‪.‬‬
‫‪       -‬أقدم األيام (أو بالعبرية עתיק יומינ)‪.‬‬

‫أيضا بـ‪:‬‬
‫كما أنه يدعى ً‬
‫‪       -‬نقطة البدء (أو بالعبرية נקדה ראשונה)‪.‬‬
‫‪       -‬النقطة العذبة (أو بالعبرية נקדה פשות)‪.‬‬
‫‪       -‬الرأس األبيض أو الشائب (أو بالعبرية רישא הוורה)‪.‬‬
‫‪       -‬العلو الالمتناهي (أو بالعبرية רונ נעלה)‪.‬‬

‫كل هذه األلقاب هناك لقب في منتهى األهمية ينطبق على هذا السفر ويمثِّل األب‬
‫وإ لى جانب ِّ‬
‫األكبر لكل األشياء‪ ،‬إنه لقب العالم األكبر ‪ Macroprosopus‬أو ذو الطلعة البهية (بالعبرية‬
‫جزئيا (من منظور‪ $‬عالقته بالوجود السلبي)‬
‫ً‬ ‫غائب‬
‫ٌ‬ ‫אריכ אנפינ)‪ .‬ذلك الذي يقولون عنه إنه‬
‫مظهرا‬
‫ً‬ ‫جزئيا (كسفر إيجابي موجود)‪ .‬وبالتالي فإن رمزية الالمتناهي في الكبر تعطيه‬
‫ً‬ ‫وظاهر‬
‫واحدا من وجه طلعته‪ ،‬أو كما تقول القبالة‪" :‬كل ما فيه هو‬
‫ً‬ ‫جانبا‬
‫يبدو وكأنه جانبي فنرى فقط ً‬
‫من الجانب األيمن"‪ .‬وسأعود مرةً أخرى إلى هذا العنوان‪.‬‬
‫تمثِّل األسفار العشرة مجتمعةً اإلنسان السماوي‪ ،‬أو البدئي‪ ،‬أو آدم األول (بالعبرية אדמ‬
‫עילאה)‪.‬‬

‫ضمن هذا السفر بوسعنا‪ $‬أن نضع تلك الجماعة المالئكية التي تدعى بـالكائنات الحيَّة المقدسة‬
‫(بالعبرية חיות הקדש) أو الشيروبيم‪ $،‬أو تلك الكائنات الشبيهة بأبي الهول الوارد ذكره في‬
‫رؤيا حزقيال‪ $‬وفي‪ $‬رؤيا يوحنا‪ .‬وهذه تتمثَّل في األبراج بأربع إشارات هي‪ :‬الثور‪ ،‬األسد‪،‬‬
‫العقرب‪ ،‬والدلو – التي أصبحت الثور‪ ،‬األسد‪ ،‬النسر‪ ،‬واإلنسان‪ :‬فبرج العقرب‪ ،‬كإشارة للخير‬
‫للشر رمزه العقرب‪ ،‬وكطبيعة مزدوجة رمزه الثعبان‪.‬‬
‫رمزه النسر‪ ،‬وكإشارة ِّ‬

‫ويتضمن السفر األول باقي األسفار التسعة‪ ،‬ويولِّدها‪ $‬على التتالي‪ ،‬وهكذا نحصل على‪:‬‬

‫‪43‬‬

‫الرقم ‪ ،2‬أو الثاني‪ .‬واسم السفر الثاني هو الحكمة (بالعبرية חכמה) التي هي كمون ذكوري‪$‬‬
‫فاعل ينعكس من التاج‪ ،‬كما سبق لي أن شرحت‪ .‬فهذا السفر هو األب الفاعل والجلِّي الذي‬
‫تتحد به األم‪ ،‬التي هي الرقم‪ِّ .3 $‬‬
‫وتعبر‪ $‬عن هذا السفر األسماء اإللهية‪ :‬يه (بالعبرية יה)‪،‬‬
‫ويهوه (بالعبرية יהוה)؛ ومن بين ضيوفها من المالئكة أورنيم‪( $‬بالعبرية אורנימ)‪ ،‬التي هي‬
‫أيضا بـاألب (بالعبرية אב)‪.‬‬
‫العجالت (وفق‪ $‬سفر حزقيال ‪ .)i‬وهو يدعى ً‬

‫‪44‬‬

‫أما السفر الثالث‪ ،‬أو الثالوث‪ ،‬فهو‪ $‬كمون أنثوي منفعل‪ ،‬يدعى بينه (بالعبرية בינה)‪ ،‬أي‬
‫َّ‬
‫اإلدراك‪ ،‬وهو يعادل الحكمة ويساويها‪ $،‬ألنه إن كان يمكن تمثيل الحكمة‪ ،‬التي هي الرقم ‪،2‬‬
‫بخطين مستقيمين ليس بوسعهما‪ $‬أن يحصرا‪ $‬بينهما أي فراغ‪ ،‬فإن هذين الرقمين يبقيا عاجزين‬
‫حتى يأتي الرقم ‪ِّ 3‬‬
‫فيشكل معهما المثلث‪ .‬وهكذا فإن هذا السفر يكمل ويوضح مفهوم الثالوث‬
‫أيضا بـاألم (بالعبرية אמא)‪ ،‬وأيما (بالعبرية אימא) التي هي األم العظيمة‬
‫األعلى‪ .‬وهو يدعى ً‬
‫أزليا مع األب‪ ،‬من أجل الحفاظ على النظام الكوني‪ .‬ما يعني أنها بكل‬‫المنتجة‪ ،‬والمتحدة ً‬
‫التعرف على األب من خالله‪ .‬وبالتالي‪ $،‬فإنها تستحق كل‬
‫وضوح ذلك الشكل الذي بوسعنا‪ُّ $‬‬
‫التبجيل‪ ،‬فهي األم العلوية‪ ،‬المعادلة والمساوية للحكمة‪ ،‬والشكل األنثوي للرب اإلله‪ ،‬الذي على‬
‫استنادا إلى تعاليم القبالة‪ ،‬أنهما – أي الرجل والمرأة –‬
‫ً‬ ‫صورته خلق الرجل والمرأة‪ .‬ما يعني‪،‬‬
‫كانا متساوين قبل اهلل‪ ،‬ألن المرأة مساوية للرجل‪ ،‬وبالتأكيد‪ $‬هي ليست أدنى منه مرتبةً‪ ،‬كما‬
‫سعى باستمرار‪ $‬إلقناعنا به من يدعون بالمسيحيين‪ .‬وأيما هي المرأة التي تحدثت عنها الرؤيا‬
‫وأحيانا يدعى هذا السفر الثالث بـالبحر الكبير‪ِّ .‬‬
‫وتعبر‪ $‬عنه األسماء اإللهية‪ :‬اهلل‬ ‫ً‬ ‫(الفصل ‪.)xii‬‬
‫أما المرتبة المالئكية المرتبطة به‬
‫(بالعبرية ألهيم אלהימ)‪ ،‬واهلل يهوه (بالعبرية יהוה אלהימ)‪َّ .‬‬
‫فهي أراليم (بالعبرية אראלימ)‪ ،‬التي هي العروش‪ .‬وهي األم العلوية‪ ،‬التي يجب التمييز بينها‬
‫وبين الملكوت‪ ،‬التي هي األم السفلية‪ ،‬أو العروس‪ ،‬أو الملكة‪.‬‬

‫‪45‬‬

‫أما الرقم ‪ ،4‬الذي هو اتحاد السفر الثاني بالسفر الثالث‪ ،‬فيعطينا حسد (بالعبرية חסד) أي‬
‫أيضا جدوله (بالعبرية גדולה)‪ ،‬أي العظمة أو الروعة؛ وهي قدرة‬
‫الرأفة أو الحب‪ ،‬ويدعى ً‬
‫ذكورية يعبِّر عنها االسم اإللهي آل‪ ،‬أي الواحد العزيز‪ ،‬واالسم المالئكي حشمليم (بالعبرية‬
‫חשמלימ)‪ ،‬أي اللهب المتألق (حزقيال ‪.)iv, 4‬‬

‫‪46‬‬

‫أما الرقم ‪ ،5‬فتنبثق منه القدرة المؤنثة السلبية (بالعبرية جبورة גבורה)‪ ،‬التي هي القوة أو‬
‫َّ‬
‫الثبات؛ أو (بالعبرية دين דינ)‪ ،‬أي العدل؛ وهذه تعبِّر عنها األسماء اإللهية‪ :‬اإلله الجبار‬
‫(بالعبرية ألهيم جبور אלהימ גבור)‪ ،‬وإ له (بالعبرية אלה)‪ ،‬واالسم المالئكي سرفيم‪( $‬بالعبرية‬
‫أيضا (فحد بالعبرية פחד)‪ ،‬أي الخوف‪.‬‬
‫שרפימ) (أشعيا ‪ .)vi. 6‬كما ويدعى هذا السفر ً‬

‫‪47‬‬

‫أما الرقم ‪ 6‬فينبثق‪ $‬من االثنين اللذين سبقاه‪ ،‬وهو السفر الجامع ِ‬
‫تيفارت (بالعبرية תפארת)‪،‬‬ ‫َّ‬
‫ودعت بالعبرية‬
‫بمعنى الجمال أو االعتدال‪ ،‬الذي يعبِّر عنه االسم اإللهي‪ :‬اإلله الوديع (أوله ُ‬
‫אלוה ודעת)‪ ،‬واألسماء المالئكية (شنانيم بالعبرية שנאנימ) (المزامير ‪ ،)lxviii. 18‬أو (ملكيم‬
‫بالعبرية מלכימ)‪ ،‬أي الملوك‪ .‬وهكذا من خالل اتحاد العدل بالرحمة نحصل على الجمال‬
‫والرأفة‪ ،‬ويكتمل الثالوث الثالث لألسفار‪ .‬ويوصف‪ $‬هذا السفر بـ"الدرب"‪ ،‬أو "الترقيم"؛ ألنه من‬
‫خالل هذه األلقاب سيجري الحديث الحقًا عن الفيوض – في األسفار‪ :‬الرابع‪ ،‬الخامس‪،‬‬
‫السابع‪ ،‬الثامن‪ ،‬والتاسع‪ ،‬على أنها (صغير أنفين بالعبرية זעיר אנפינ) أي الطلعة الصغرى‪،‬‬
‫أو العالم األصغر ‪ ،Microprosopus‬كشكل نقيض للعالم األكبر ‪ ،Macroprosopus‬أو‬
‫الطلعة البهية‪ ،‬التي هي أحد أسماء التاج في السفر األول‪ .‬وهكذا تدعى األسفار الستة التي‬
‫يتألف منها صغير أنفين بـاألعضاء الستة‪ ،‬كما تدعى بـالملك (بالعبرية מלכ)‪.‬‬
‫‪48‬‬

‫أما الرقم ‪ ،7‬أو السفر السابع‪ ،‬فيدعى نصح (بالعبرية נצח)‪ ،‬وهو يعني الثبات والنصر‪،‬‬
‫َّ‬
‫ويترافق‪ $‬مع االسم اإللهي يهوه صبأوت (بالعبرية ידוד צבאות)‪ ،‬أي ُّ‬
‫رب الجنود‪ ،‬ومع األسماء‬
‫المالئكية‪ :‬آلهة أو (ألهيم بالعبرية אלהימ)‪ ،‬وتلك الرائعة ترشيشيم (بالعبرية תרשישימ)‪.‬‬

‫‪49‬‬

‫يكمل بالتالي القدرة األنثوية المنفعلة (هود بالعبرية הוד) أو الروعة‪ ،‬ما يستجيب‬
‫والرقم‪ِّ 8 $‬‬
‫لالسم اإللهي ألهيم صبأوت (بالعبرية אלהימ צבאות)‪ ،‬أي إله الجيوش‪ ،‬ومن بين مالئكتها بني‬
‫ألهيم أي أبناء اآللهة (بالعبرية בני אלהימ)‪.‬‬

‫‪50‬‬

‫معا القاعدة أو األساس (يسود‪ $‬بالعبرية‬


‫أما الرقم ‪ ،9‬فيأتي من هذين االثنين اللذين يشكالن ً‬
‫َّ‬
‫الحي العزيز‪ ،‬و َش َدي (بالعبرية‬
‫ُّ‬ ‫بالحي (بالعبرية אל חי)‪ ،‬الذي هو‬
‫ِّ‬ ‫יסוד) وهو ذلك المتمثل‬
‫שדי)‪ ،‬وبين المالئكة بأشيم‪( $‬بالعبرية אשימ) (مزامير ‪ ،)civ. 4‬ما يوصلنا إلى الثالوث الثالث‬
‫لألسفار‪.‬‬

‫‪51‬‬

‫أي إلى الرقم‪ ،10 $‬ألنه من السفر التاسع ينبثق السفر‪ ،‬ذلك العاشر واألخير الذي يكمل تلك‬
‫أيضا بـالملكة أو‬
‫األرقام العشرة‪ .‬وهو يدعى بـالملكوت (بالعبرية מלכות) أي المملكة‪ ،‬ويدعى ً‬
‫المترونة‪ ،‬التي هي األم السفلى‪ ،‬عروس العالم األصغر؛ والسكينة (بالعبرية شكينة שכינה)‪،‬‬
‫أدَني (بالعبرية אדני)‪ .‬ومن بين مستضيفيها‪ $‬من المالئكة الكروبيم‬
‫التي يمثلها االسم اإللهي ُ‬
‫كل واحدة من هذه األسفار هي إلى حد ما خنثوية‪ ،‬ألنها‬‫ونسجل هنا أن َّ‬
‫ِّ‬ ‫(بالعبرية כרובימ)‪.‬‬
‫أنثى منفعلة حين يتعلق األمر بالسفر الذي يسبقها في السلَّم مباشرة‪ ،‬وذكر‪ $‬فاعل حين يتعلق‬
‫سفر يسبق التاج أو الكثر‪ ،‬وال سفر‬
‫األمر بالسفر الذي يليها مباشرةً‪ .‬مع مالحظة أنه ال يوجد ٌ‬
‫يأتي بعد الملكوت‪ .‬من هذه المالحظات نفهم كيف أن الحكمة التي هي اسم مؤنث تستخدم‬
‫للتعبير عن سفر مذكر‪ .‬فالواصل الرابط بين األسفار هو تلك الروح المنبثقة عن ذلك المؤثر‪$‬‬
‫الخفي‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫سأضيف اآلن بضع مالحظات تتعلق بالمعنى القبالي لكلمة مثقال (مثقلة بالعبرية מתקלא) التي‬
‫هي الميزان‪ .‬ففي كل ثالوث من األسفار هناك ثنائي يتألف من جنسين مختلفين‪ ،‬وهذا ينتج‬
‫عنه في المحصلة وحدة في اإلدراك‪ .‬من هذا المنظور‪ ،‬ينظر إلى ٍّ‬
‫كل من القدرتين األنثوية‬
‫والذكرية وكأنهما‪ $‬كفتي الميزان‪ ،‬وإ لى السفر الذي يجمع بينهما على أنه ذراع الميزان‪ .‬من هذا‬
‫المنظور فإن تعبير ميزان يعني الثالوث‪ ،‬فهو ثالوث بوحدته‪ ،‬وهذه الوحدة رمزها تلك النقطة‬
‫وأيضا‪ ،‬نجد أن األسفار تتضمن ثالثة مثلثات‪ ،‬األعلى واألسفل‬‫ً‬ ‫الواقعة في منتصف‪ $‬الذراع‪.‬‬
‫وذلك الذي في الوسط‪ .‬وبالتالي فإن هذه الثالثة تمثِّل‪ :‬األعلى أو العلوي الذي هو التاج أو‬
‫معا هي الثالوث‬
‫الكثر‪ ،‬والوسط الذي هو الملك‪ ،‬واألسفل الذي هو الملكة؛ وهذه الثالثة ً‬
‫األعظم‪ ،‬وملزماتها األرضية تدعى بـالمتنقل األول‪ ،‬التي هي الشمس والقمر‪ .‬وتجدنا هنا‬
‫ٍ‬
‫رمزية خيميائية‪.‬‬ ‫مباشرةً أمام‬

‫‪53‬‬

‫حيث يرمز‪ $‬إلى عالم األسفار كما يلي‪:‬‬


‫‪ :1       -‬بداية دوامات الحركة (بالعبرية راشيت هجلجليم ראשית הגלגלימ)‪ ،‬أي المتناقل‬
‫األول‪.‬‬
‫‪ :2       -‬مجال دائرة األبراج (بالعبرية َمسلوث מסלות)‪.‬‬
‫‪ :3       -‬زحل أو االستراحة (بالعبرية َشّبتاي שבתאי)‪.‬‬
‫‪ :4       -‬المشتري أو الصدق (بالعبرية صدق צדק)‪.‬‬
‫‪ :5       -‬المريخ أو القوة العنيفة (بالعبرية ماديم מאדימ)‪.‬‬
‫‪ :6       -‬الشمس أو نور الشمس (بالعبرية شمش שמש)‪.‬‬
‫‪ :7       -‬الزهرة أو فينوس أو الروعة المتألقة (بالعبرية نوجه נוגה)‪.‬‬
‫‪ :8       -‬عطارد أو ضوء النجوم (بالعبرية كوكب כוכב)‪.‬‬
‫‪ :9       -‬القمر أو الشعلة القمرية (بالعبرية لبنه לבנה)‪.‬‬
‫‪ :10       -‬العناصر‪ $‬أو قاطع األسس (بالعبرية ُحلُم يسودوت חלמ יסודות)‪.‬‬

‫‪54‬‬

‫وأيضا‪ ،‬تستند األسفار على ثالث دعائم هي‪ :‬دعامة الرأفة التي من الجانب األيمن وتتضمن‬
‫ً‬
‫التجليات الثانية والرابعة والسابعة؛ ودعامة القرار التي من الجانب األيسر وتشمل التجليات‬
‫الثالثة والخامسة والثامنة؛ ودعامة االعتدال التي في الوسط‪ $‬وتشمل التجليات األولى والسادسة‬
‫والتاسعة والعاشرة‪.‬‬

‫‪55‬‬

‫كمجموع وكواحد‪ ،‬ترمز األسفار إلى اإلنسان البدئي (بالعبرية آدم قدمون אדמ קדמונ)‪ ،‬بمعنى‬
‫المولود األول أو اإلله الخالق أو البروتوغونوس[‪ .]1‬إن نظرنا إلى األسفار التي تمثِّل الثالوث‬
‫األول‪ ،‬فإنه من الواضح أنها ترمز إلى الذكاء؛ لذلك سمي هذا الثالوث بـعالم الفكر (عولَم‬
‫مورجش‪$‬‬
‫َ‬ ‫أما الثالوث الثاني فهو يرمز إلى عالم األخالق (بالعبرية عولَم‬
‫ُمشكل עולמ מושכל)‪َّ .‬‬
‫עולמ לורגש)‪ .‬بينما يرمز الثالوث الثالث إلى عالم القوة والثبات‪ ،‬لذلك سمي بـالعالم المادي‬
‫(بالعبرية عولَم َهموتبو)‪ .‬وهذه الجوانب الثالث تدعى بـاألوجه (بالعبرية أنفين אנפינ)‪ .‬وهي‬
‫يكون شجرة الحياة (بالعبرية ُعص حييم עצ חיימ)‪ :‬حيث يقع الثالوث األول في األعلى‬ ‫ما ِّ‬
‫ومن تحته يقع الثالوث الثاني والثالث‪ .‬وبحيث تكون األسفار الذكورية الثالث على الجانب‬
‫األيمن‪ ،‬واألسفار األنثوية على الجانب األيسر‪ ،‬بينما األسفار األربعة المتبقية في الوسط‪ .‬إنها‬
‫شجرة الحياة القبالية التي يتوقف‪ $‬عليها كل شيء‪ .‬ونسجل مدى التطابق‪ $‬الكبير بين هذه الشجرة‬
‫وبين شجرة يجدراسيل‪ $‬في األساطير االسكاندينافية‪.‬‬

‫‪56‬‬

‫واحدا يشمل جميع األسفار‪ ،‬وأنه يتكون من التاج والملك‬


‫ً‬ ‫لقد سبق وأشرت إلى أن هناك ثالوثًا‬
‫والملكة (وهذه بشكل ما هي الثالوث المسيحي‪ $‬المؤلف من اآلب واالبن والروح القدس‪ ،‬وترمز‬
‫إليها األسفار الثالث األولى التي هي التاج والحكمة واإلدراك)‪ .‬وهي ذلك الثالوث الذي خلق‬
‫العالم‪ ،‬أو‪ ،‬إن استخدمنا‪ $‬التعابير القبالية‪ ،‬لقلنا إن العالم ولد من اتحاد الملك المتوج بالملكة‪.‬‬
‫لكنه وفق القبالة‪ ،‬وقبل أن يخلق اإلنسان السماوي‪( $‬المتمثل باألسفار العشرة)‪ ،‬خلقت بعض‬
‫تم بعد‪ .‬ما‬
‫العوالم البدئية‪ .‬لكن هذه لم يكن بوسعها االستمرار‪ ،‬ألن توازن الميزان لم يكن قد َّ‬
‫جعلها تهتز بفعل القوة غير المتوازنة وتدمر نفسها‪ .‬وهذه العوالم البدئية كانت تدعى بـ"ملوك‬
‫األزمنة القديمة"‪ ،‬أو "ملوك آدوم (أو العدم) الذين كانوا يحكمون قبل ملوك إسرائيل"‪ .‬من هذا‬
‫المنظور فإن آدوم هو عالم القوة غير المتوازنة بينما ترمز إسرائيل إلى األسفار المتوازنة‬
‫وأيضا في كتاب‬
‫ً‬ ‫أيضا‬
‫(التكوين ‪ .) xxxvi. 31‬ونسجل‪ $‬هنا حقيقة هامة سوف تعاد وتكرر ً‬
‫ودمرت قبل الخليقة‬
‫اإلشراق (أو الزوهر)‪ ،‬وهذه الحقيقة تقول بأن تلك العوالم قد خلقت ِّ‬
‫الحالية‪.‬‬
‫‪57‬‬

‫وأيضا تدعى األسفار بـعالم التجليات‪ ،‬أو العالم األصلي‪ ،‬أو العالم البدئي (بالعبرية عولَم‬
‫ً‬
‫أصيلوت עולמ אצילות )‪ ،‬ومن هذا العالم انبثقت ثالثة عوالم أخرى يتضمن ٌّ‬
‫كل منها على‬
‫تكرار لألسفار لكن بمستوى إنارة أخفض‪.‬‬

‫‪58‬‬

‫أما العالم الثاني فهو عالم البرية أو الخلق (بالعبرية عولَم َهبرياه עולמ הבריאה)‪ ،‬ويدعى‬
‫َّ‬
‫رسيه כורסיא)‪ .‬وهو ينبثق‪ $‬مباشرة من عالم األصل‪،‬‬
‫أيضا بـالكرسي‪ $‬أو العرش (بالعبرية ُك َ‬‫ً‬
‫الذي تنعكس فيه أسفاره العشرة‪ ،‬ما يعني في النتيجة أنها أكثر محدودية‪ ،‬رغم أنها ال تزال من‬
‫طبيعة أنقى‪ ،‬وال تشوبها‪ $‬أية مادة‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫والعالم الثالث هو عالم الصيرورة (بالعبرية عولَم َهَيصيره עולמ היצירה)‪ ،‬أو عالم تشكل‬
‫نقاء من حيث الجوهر‪ ،‬إال أنه ما زال‬
‫المالئكة‪ ،‬المنبثق من عالم البرية‪ ،‬والذي‪ $‬رغم كونه أقل ً‬
‫بال مادة‪ .‬إنه العالم المالئكي الذي تسكنه تلك المخلوقات الروحية الذكية المغلفة بثياب مضيئة‪،‬‬
‫والتي تتخذ شكالً حين تظهر لإلنسان‪.‬‬

‫‪60‬‬

‫عشيه עולמ העשיה)‪ ،‬الذي هو عالم المادة‪،‬‬


‫أما العالم الرابع فهو عالم الفعل‪( ،‬بالعبرية عولَم َه َ‬
‫َّ‬
‫أيضا عالم القشور أو األغلفة (بالعبرية عولَم َهقليفوت עולמ הקליפות)‪ ،‬الذي هو‬
‫الذي يدعى ً‬
‫أيضا على مسكن‬
‫عالم المادة المركب من عناصر أكثر جسامةً من الشجرة األخرى‪ .‬ويحتوي ً‬
‫لألرواح الشريرة التي تدعى في القبالة بـاألغلفة (بالعبرية قليفوت קליפות)‪ ،‬أي األغلفة‬
‫أيضا إلى سبع مراتب لها مساكنها‪ $‬المناسبة‪( .‬انظر الجدول‬
‫المادية‪ .‬هذا وتنقسم الشياطين ً‬
‫التالي)‪.‬‬

‫‪61‬‬

‫وقصورا‪ $.‬ودرجاتها العشرة تقابل الدرجات العشرة‬


‫ً‬ ‫والشياطين هي أكثر األشكال فجاجةً‬
‫لألسفار‪ ،‬لكن بتناسب عكسي‪ ،‬من منطلق أن الظلمة والنجاسة تزداد مع الهبوط من درجة إلى‬
‫أخرى‪ .‬فالدرجتان األولتان ما هما إال غياب للشكل المنظور وللنظام‪ .‬والثالثة هي مسكن‬
‫الظلمة‪ .‬تليها التدرجات السبعة للجحيم‪ ،‬تلك التي تجسد الشياطين الممثلة للرذائل اإلنسانية‪،‬‬
‫والتي تنكل بأولئك الذين تعاطوا تلك الرذائل خالل حياتهم‪ $‬األرضية‪ .‬وأمير هؤالء الشياطين‬
‫أما زوجته فهي العاهرة‪ ،‬أو المرأة الفاجرة‬
‫السم والموت‪َّ .‬‬
‫هو ثمائل (بالعبرية סמאל) مالك ِّ‬
‫معا يشكالن ما يدعى بـالوحش (بالعبرية‬
‫(بالعبرية إشت زنونيم‪ $‬אשת זנונימ)؛ وباتحادهما‪ً $‬‬
‫سهيوا أو شيوا סהיוא )‪ .‬وهكذا يكتمل الثالوث الجهنمي‪ ،‬الذي هو‪ ،‬إن َّ‬
‫صح القول‪ ،‬النقيض أو‬
‫الصورة المشوهة لذلك العلوي الخالَّق‪ .‬وثمائل هذا يماثل الشيطان‪.‬‬

‫‪62‬‬

‫جدول يبين عالقات األسفار بالعوالم‪ $‬األربعة‪:‬‬


‫‪ ‬‬ ‫عالم الفعل‬ ‫عالم‬ ‫عالم‬ ‫العالم البدئي‬
‫الصيرو‪$‬‬ ‫الخلق‬
‫‪ ‬‬
‫رة‬
‫رمزية العوالم األربعة‬ ‫أحر‬ ‫رؤساء‬ ‫المراتب‬ ‫الكواك‬ ‫األسما رؤساء المراتب‬ ‫األسفا‬
‫األشكا‬ ‫ف‬ ‫األبالسة‬ ‫العشر‬ ‫ب‬ ‫المالئك العشر‬ ‫ء‬ ‫ر‬
‫االسم ل‬ ‫العشرة‬ ‫لألبالسة‬ ‫للمالئكة‬ ‫العشرة اإللهية ة‬
‫اإللهية‬ ‫اإلله‬ ‫العشر‬
‫العشرة‬
‫ي‬ ‫ة‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫العالم‬ ‫‪ ‬‬ ‫الشيطان‬ ‫ثمائل‬ ‫بداية‬ ‫مترطو األحياء‬ ‫أهيه‬ ‫التاج‬
‫األكبر‬ ‫أو‬ ‫دائرة‬ ‫المقدسو‬ ‫ن‬
‫مولوخ‬ ‫الحركة‬ ‫ن‬
‫العالم‬ ‫أصيلو‬ ‫األب‬ ‫بعلزبوت‪ $‬الياء‬ ‫شايجيدي‬ ‫دواما‬ ‫رصيِل أوفنيم‬ ‫الحكمة يهوه‬
‫البدئي‬ ‫ت‬ ‫واألم‬ ‫י‬ ‫ل‬ ‫ت‬
‫العلويي‬ ‫األبراج‬
‫عالم‬ ‫هبرياه‬ ‫ن‬ ‫لوسيفوج الهاء‬ ‫صتريل‬ ‫زحل‬ ‫صفقيِل أراليم‬ ‫اإلله‬ ‫اإلدرا‬
‫الخلق‬ ‫العليا‬ ‫يهوه‬ ‫ك‬

‫ה‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫المشتر جمحيكو عشترو‬ ‫صدقيِل حشمليم‬ ‫آل‬ ‫الرأفة‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ي‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫عصمدو‬ ‫المريخ جلب‬ ‫سرفيم‪$‬‬ ‫خميِل‬ ‫اإلله‬ ‫الثبات‬
‫س‬ ‫الجبار‬
‫ّ‬
‫عالم‬ ‫هيصي‬ ‫الواو العالم‬ ‫الشمس تَ َجريريم‪ $‬بلفجور‬ ‫ملكيم‬ ‫ميخيِل‬
‫َ‬ ‫االعتدا اإلله‬
‫الصيرو‬ ‫األصغ ره‬ ‫ו‬ ‫الوديع‬ ‫ل‬
‫رة‬ ‫ر‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫بعل‬ ‫الزهرة حرب‬ ‫اآللهة‬ ‫َهَنيِل‬ ‫النصر يهوه‬
‫سيرابي‬ ‫صبأو‬
‫ت‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫عدراملك ‪ ‬‬ ‫عطارد سمائل‬ ‫أبناء‬ ‫َرفَيِل‬ ‫ألهيم‬ ‫الروع‬
‫اآللهة‬ ‫صبأو‬ ‫ة‬
‫ت‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ليليت‬ ‫جمليِل‬ ‫القمر‬ ‫أشيم‬ ‫جبريِل‬
‫َ‬ ‫الحي‬ ‫األسا‬
‫العزيز‬ ‫س‬
‫العالم‬ ‫هعشيه‬ ‫عرو‬ ‫الهاء‬ ‫نحيمة‬ ‫العناص نحيموط‬ ‫مترطو كروبيم‪$‬‬ ‫أدني‬
‫َ‬ ‫الملكو‬
‫المادي‬ ‫س‬ ‫السفل‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫ت‬
‫أو عالم‬ ‫العالم‬ ‫ىה‬
‫الفعل‬ ‫األصغ‬
‫ر‬

‫يتألف اسم األلوهة‪ ،‬الذي هو يهوه‪ ،‬من أربعة حروف هي‪ :‬ي ه و ه (بالعبرية יהוה)‪ ،‬وال‬
‫بعضا قليالً من طرائق لفظه‬
‫شخصيا ال أعرف إال ً‬
‫ً‬ ‫يعرف لفظه الحقيقي إال قلَّة القلة‪ .‬أنا‬
‫وسر األسرار‪" .‬ألن من يستطيع لفظ هذا االسم يزلزل‬
‫سراني‪ُّ ،‬‬‫السرانية‪ .‬فطريقة لفظه سحر َّ‬ ‫َّ‬
‫ُّ‬
‫ينقض على الكون"‪ .‬لهذا نالحظ كيف أن اليهودي الديِّن‪،‬‬ ‫السماء واألرض ألنه االسم الذي‬
‫إما أنه ال يحاول لفظ االسم‪ ،‬أو أنه يتوقف عنده قليالً قبل أن يستبدله‬
‫وعندما يقرأ الكتاب‪َّ ،‬‬
‫أما المعنى األصلي للكلمة فهو "أن أكون"‪ ،‬وهكذا‬
‫بأدَني (بالعبرية אדני)‪ ،‬أي الرب أو السيد‪َّ .‬‬
‫ُ‬
‫فهو ككلمة أهيه (بالعبرية אהיה) غالف للوجود‪ .‬وله اثنا عشر تحوالً تتوافق جميعها مع معنى‬
‫"أن أكون"‪ ،‬وهكذا فإنه الكلمة الوحيدة التي تقبل مثل هذا العدد من التحوالت وال يتغير معناها‪.‬‬
‫وهذه تدعى بـ"األعالم االثنى عشر لالسم العظيم"‪ ،‬أو كما يقول البعض الرموز االثنى عشر‬
‫لدوامة البروج (أو الزودياك)‪ .‬وهذه األعالم االثنا عشر هي‪ :‬يهوه‪ ،‬يههو‪ ،‬يوهه‪ ،‬هوهي‪،‬‬
‫هويه‪ ،‬ههيو‪ ،‬وههي‪ ،‬ويهه‪ ،‬وهيه‪ ،‬هي هو‪ ،‬هيوه‪ ،‬ههوي‪ .‬كما أن هناك ثالث أسماء رباعية‪،‬‬
‫وأدَني أي السيد‪ ،‬وأجلى (بالعبرية אגלא)‪،‬‬
‫هي‪ :‬أهيه (بالعبرية אהיה) أي الحياة أو الوجود؛‪ُ $‬‬
‫وهذه ليست كلمات قائمة بذاتها‪ ،‬إنما‪ ،‬إن َّ‬
‫صح القول‪ ،‬المنطوق‪ $‬المختصر‪ $‬للعبارة "أنت جبار‬
‫أدَني אתה גבור לעולמ אדני)‪ .‬كما أنه يوجد‬ ‫إلى األبد أيها السيد!" (بالعبرية أتيه جبور لعوالم ُ‬
‫متحدا‪،‬‬
‫ً‬ ‫شرح مختصر لكلمة أجلى هو‪ :‬األلف هي األول واألخير‪ ،‬التي يشكل الجيم معها ثالوثًا‬
‫بينما الالم هي رابط ذلك الفعل العظيم‪.‬‬

‫‪63‬‬

‫لعل أول ما نالحظه هو أن كال كلمتي أهيه ويهوه لهما عالقة بفكرة الوجود‪ ،‬وهذا هو التشابه‬
‫األول بينهما‪ .‬أما التشابه الثاني فهو كون الحرف ه يأتي في المرتبة األولى والثالثة في كلتا‬
‫الجمل‪ ،‬أي ‪ ،21‬تعادل قيمة يهو التي‬
‫الكلمتين؛ والتشابه الثالث هو أن قيمة أهيه وفق حساب َّ‬
‫حذفت منها الهاء النهائية (والتي هي‪ ،‬كما سنرى‪ ،‬رمز الملكوت‪ ،‬أي السفر العاشر)‪ .‬أما اآلن‪،‬‬
‫أفقيا‬
‫وإ ن كتبنا هاتين الكلمتين الواحدة فوق األخرى‪ ،‬وبشكل متصالب‪ ،‬فإنه بوسعنا أن نقرأها ً‬
‫شاقوليا‪ ،‬أهيه ويهوه‪.‬‬
‫ً‬ ‫أو‬
‫يه‬ ‫أه‬
‫وه‬ ‫يه‬

‫‪64‬‬

‫قباليا فإننا سنكتشف سبب هذه التشابهات‪ ،‬ألن أهيه (بالعبرية אהיה) التي تعني‬ ‫وإ ن تمعنا اآلن ً‬
‫البهي الطلعة‪ ،‬وأقدم‪ $‬األقدمين‪ ،‬والعالم األكبر‪ ،‬والتاج القبالي لثالوث السفر األكبر (المؤلف‪ $‬من‬
‫أيضا اآلب وفق‪$‬‬
‫التاج والملك والملكة‪ ،‬أي العالم األكبر والعالم األصغر والعروس)‪ ،‬هي ً‬
‫التفسير المسيحي للثالوث‪.‬‬

‫‪65‬‬

‫لكن الكلمة الرباعية المقدسة يهوه‪ ،‬كما يتبين لنا اآلن‪ ،‬تتضمن جميع األسفار ما عدا التاج‪،‬‬
‫وهي تعني بشكل خاص‪ ،‬الطلعة األقل‪ ،‬أي العالم األصغر‪ ،‬وملك السفر القبالي للثالوث‬
‫تقر به العقيدة المسيحية‪ .‬وهكذا كما أن‬
‫األكبر‪ ،‬أي االبن بتجليه البشري‪ $‬وفق‪ $‬الثالوث الذي ُّ‬
‫االبن ُيظهر اآلب‪ ،‬كذلك فإن يهوه ُيظهر أهيه‪.‬‬

‫‪66‬‬

‫وأدني (بالعبرية אדני) هي الملكة التي عن طريقها فقط يمكن فهم الرباعي المقدس والتي نجد‬
‫تساميه في بينه وهي التصور المسيحي للعذراء‪.‬‬

‫‪67‬‬

‫والكلمة الرباعية المقدسة يهوه تشير إلى األسفار‪ ،‬هكذا‪ :‬يقال إن النقطة العلوية من الحرف ي‬
‫(بالعبرية י) تشير إلى التاج‪ ،‬بينما تشير الياء بحد ذاتها إلى الحكمة‪ ،‬التي هي أب العالم‬
‫األصغر؛ والحرف‪ $‬ه‪ ،‬أو "الهاء العلوية"‪ ،‬فتشير‪ $‬إلى بينه‪ ،‬األم العلوية؛ والحرف واو يشير إلى‬
‫األسفار الستة التالية‪ ،‬التي تدعى بـاأليدي الستة للعالم األصغر‪( $‬والستة هي القيمة الرقمية‬
‫وأخيرا‪ ،‬فإن الحرف ه‪ ،‬أي "الهاء السفلية"‪ ،‬فيشير‪ $‬إلى الملكوت‪ ،‬أو‬
‫ً‬ ‫لحرف الواو بالعبرية)؛‬
‫السفر العاشر‪ ،‬أو عروس العالم األصغر‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫سرية ذات عالقة بالعوالم األربعة التي هي عوالم األصيلوت‬ ‫وأيضا‪ ،‬هناك أربعة أسماء ِّ‬‫ً‬
‫عشيه (عالم الفعل)؛‬
‫(العالم البدئي)‪ ،‬الهَبرياه (عالم الخلق)‪ ،‬والهََيصيره (عالم الصيرورة)‪ ،‬والهَ َ‬
‫كل عالم من هذه‬‫وأيضا‪ ،‬يقال بأن الكلمة الرباعية المقدسة يمكن أن تكتب بطريقة مختلفة في ِّ‬
‫ً‬
‫السري للهَبرياه هو‬
‫السري ألصيلوت هو ُعب (بالعبرية עב)‪ ،‬واالسم ِّ‬
‫العوالم األربعة‪ .‬فاالسم ِّ‬
‫عشيه‬
‫السري للهَ َ‬
‫السري للهََيصيره هو مه (بالعبرية מה)‪ ،‬واالسم ِّ‬
‫سج (بالعبرية סג)‪ ،‬واالسم ِّ‬
‫هو بن (بالعبرية בנ)‪ .‬والجدول التالي يبين طريقة كتابة االسم في ِّ‬
‫كل عالم من هذه العوالم‪.‬‬
‫جدول يبين طريقة كتابة االسم الرباعي المقدس في كل من العوالم األربعة‬
‫يهوه יהוה‬ ‫يهو יהו‬ ‫يه יה‬ ‫يי‬ ‫ُعب‬ ‫األصيلو‬
‫עב‬ ‫ت‬
‫يهوه יהוה‬ ‫يهو יהו‬ ‫يه יה‬ ‫يי‬ ‫سج‬ ‫الهَبرياه‬
‫סג‬
‫يهوه יהוה‬ ‫يهو יהו‬ ‫يه יה‬ ‫يי‬ ‫مه‬ ‫الهًَيصيره‬
‫מה‬
‫يهوه יהוה‬ ‫يهو יהו‬ ‫يه יה‬ ‫يי‬ ‫بن‬ ‫عشيه‬
‫الهَ َ‬
‫בנ‬

‫‪69‬‬

‫تعمل هذه األسماء مع األسفار من خالل "البوابات الـ‪ ،"231‬كما تدعى مختلف مركبات‬
‫األبجدية؛ لكنه ليس لدينا المتسع من المكان ههنا لالنخراط بالكامل في هذا الموضوع‪.‬‬

‫‪70‬‬

‫يرتبط موضوع الشيروبيم‪ $،‬الذي تطرقت له حين شرحت السفر األول‪ ،‬بشكل وثيق بموضوع‬
‫أحرف الكلمة الرباعية المقدسة‪ .‬كما يجب أن ال ننسى هنا أن هذه األشكال‪ ،‬كما هو وارد في‬
‫رؤيا حزقيال‪ ،‬تدعم عرش األلوهة‪ ،‬الذي يجلس عليه اإلنسان السماوي – آدم قدمون‪ ،‬تلك‬
‫الصورة التي هي من األسفار؛ ويجب أن ال ننسى أن السماء تقع ما بين العرش والكائنات‬
‫الحيَّة‪ .‬وهنا تقع العوالم األربعة التي هي‪ :‬األصيلوت أي الشكل اإللهي‪ ،‬والبرياه أي العرش‪،‬‬
‫والعشيه أي الشروبيم‪ .‬لهذا فإن الشروبيم‪ $‬تجسد طاقات األحرف األربعة‬
‫َ‬ ‫واليصيره أي السماء‪،‬‬
‫َ‬
‫للكلمة الرباعية في العالم المادي؛ كما وتمثل أربعتها فعل هذه األحرف في ٍّ‬
‫كل من العوالم‬
‫األربعة‪ .‬وهكذا تصبح الشيروبيم‪ $‬أشكاالً َّ‬
‫حيةً لألحرف‪ ،‬ويرمز إليها في دائرة األبراج‬
‫(الزودياك) بالثور‪ ،‬واألسد‪ ،‬والدلو‪ ،‬والعقرب‪ ،‬كما أشرت سابقًا‪.‬‬
‫‪71‬‬

‫السر السماوي واألزلي"؛ ألنه هكذا خلقت صورة اهلل‬


‫و"سر اإلنسان األرضي والفاني يلي ذلك َّ‬
‫ُّ‬
‫على األرض‪ .‬فعلى شكل الجسم نجد األحرف األربعة المقدسة‪ ،‬حيث الياء (بالعبرية י) هي‬
‫الرأس‪ ،‬بينما األذرع والكتفين تشبه حرف الهاء (بالعبرية ה)‪ ،‬أما الجسم فيشبه حرف الواو‬
‫وأيضا‪ ،‬كما أن الشكل الخارجي‬
‫ً‬ ‫(بالعبرية ו)‪ ،‬بينما الهاء النهائية (بالعبرية ה) تشبه القدمين‪.‬‬
‫لإلنسان يشبه أحرف الكلمة الرباعية المقدسة‪ ،‬فإن روحه الحيَّة شبيهة باألسفار العلوية‬
‫العشرة؛ وكما أن هذه األخيرة تجد في نهاية المطاف تعبيرها في الثالوث المركب من التاج‪،‬‬
‫والملك‪ ،‬والملكة‪ ،‬كذلك يقسم مثلث الروح‪ ،‬حيث النقطة العلوية من ثالوث الروح هي النسمة‬
‫(بالعبرية نشمه נשמה) وهي أسمى درجات الخلق؛ وهي ترادف التاج‪ ،‬وتدعى بعالم الفكر‪.‬‬
‫أما الثانية فتدعى روح (بالعبرية רוח)‪ ،‬وفيها الخير والشر‪ ،‬وهي عالم األخالق‪ .‬بينما الثالثة‪،‬‬
‫التي هي النفس (بالعبرية נפש)‪ ،‬فهي عالم الحياة الحيوانية وعالم الشهوات‪ ،‬أي العالم المادي‬
‫والحسي‪ .‬وهي في حالتها البدئية ثنائية الجنس (خنثوية)‪ ،‬لكنها حين هبطت إلى األرض‬
‫ذكرا وأنثى وسكنت في أجسام مختلفة؛ لهذا السبب‪ ،‬وفي هذه الحياة الفانية‪ ،‬نجد أن‬
‫أصبحت ً‬
‫النصف الذكري يلتقي بالنصف األنثوي‪ ،‬وأنهما يتجاذبان بقوة‪ .‬لهذا يقال إن الزواج يجمع بين‬
‫النصفين المنفصلين‪ .‬والشكالن الخفيان للروح هما أكين وشروبين‪.‬‬

‫‪72‬‬

‫لكن هذا التقسيم الثالثي للروح ينطبق فقط على الشكل الثالثي المكون من الفكري‪ ،‬واألخالقي‪،‬‬
‫والمادي‪ .‬كما يجب أن ال تغيب عن نظرنا تلك الفكرة القبالية العظيمة والقائلة بأن الثالوث‬
‫دائما في الرابوع؛ كما أن يهو يكتمل ويتحقق في يهوه – فالثالوث‪:‬‬
‫يكتمل ويتواجد‪ً $‬‬
‫الملكة‬ ‫الملك‬ ‫التاج‬
‫الروح‬ ‫االبن‬ ‫اآلب‬
‫التحقق‬ ‫التشكل‬ ‫المطلق‬

‫يكتمل في الرابوع المؤلف من‪:‬‬


‫العروس‬ ‫االبن‬ ‫األب واألم‬ ‫الواحد المطلق‬
‫الملكوت‪ ،‬الملكة‬ ‫العالم األصغر‬ ‫األب واألم‬ ‫العالم األكبر‬
‫والعروس‪$‬‬
‫عشيه‬
‫الهَ َ‬ ‫الهََيصيره‬ ‫الهَبرياه‬ ‫األصيلوت‬
‫المادي‬ ‫التشكيلي‬ ‫الخالَّق‬ ‫األصلي‬

‫وفي هذا الرابوع تستجيب الروح لألشكال األربع التالية‪ :‬الحياة لألصيلوت؛ النشمة للهَبرياه؛‬
‫للهعشيه‪ .‬انظر اللوحة المرفقة التي تبين تجانس الروح والكلمة‬
‫َ‬ ‫الروح للهََيصيره؛ والنفس‬
‫الرباعية المقدسة والعوالم األربعة‪.‬‬

‫‪73‬‬

‫لكن الحياة بالنسبة للروح هي النموذج البدئي المماثل للعالم األكبر‪ ،‬بينما من حيث الصدارة‬
‫تبدو النشمة والروح والنفس كأنها هي المعبرة لوحدها عن تلك الكلمة الرباعية المقدسة‪ ،‬من‬
‫دون الحياة‪ ،‬التي يبقى يرمز‪ $‬لها مع ذلك في الروح بـ"النقطة العلوية للياء (بالعبرية י)"؛ كما‬
‫يقال بأن العالم األكبر يرمز إليه بالنقطة العلوية للياء في (كلمة) يهوه (بالعبرية יהוה)‪ ،‬ألن‬
‫"ياء الواحد القديم مخفية وخفية"‪.‬‬

‫‪74‬‬

‫وقد استقيت الملخص التالي للتعاليم القبالية المتعلقة بالروح‪ $‬من كتاب أليفاز ليفي مفتاح‬
‫أيضا اللوحة السابقة‪ .‬ما يعطي النقاط الرئيسة لألفكار‪ $‬التي عبَّر عنها‬
‫األسرار كما استقيت منه ً‬
‫الرابي موسى كوردويرو‪ $‬والرابي‪ $‬إسحق لوريا‪.‬‬

‫الروح ضوء محجوب‪ .‬وهذا الضوء يكرر‪ $‬ثالث مرات‬

‫النسمة (نشمه) = الروح النقية؛‬

‫الروح = الروح أو النفس؛‬

‫النفس = الوسيط‪ $‬اللدن؛‬

‫حجاب الروح هو غالف الصورة‪.‬‬

‫والشر اللذان في النفس‪.‬‬


‫َّ‬ ‫الصورة مزدوجة ألنها تعكس في الوقت نفسه الخير‬

‫النفس خالدة من خالل تجديد نفسها عن طريق‪ $‬تحطيم األشكال؛‬

‫الروح متدرجة من خالل تدرج األفكار؛‬

‫النسمة متدرجة من دون نسيان ومن دون تدمير‪.‬‬

‫وللروح ثالث مساكن هي‪:‬‬

‫(عدم تكون) الحياة السابق للخليقة‪.‬‬

‫َّ‬
‫(جنة) عدن العلوية‪.‬‬

‫َّ‬
‫(جنة) عدن السفلية‪.‬‬

‫سر الحياة‪.‬‬
‫تبين صورة الشخص (الزلمة) الشبيهة بأبي الهول َّ‬
‫تمنح الصورة القاتلة (أي تلك التي تستسلم للذي من الخارج) للنفس صفاتها‪ ،‬أما الروح‬
‫فبوسعها‪ $‬استبدال تلك الصورة التي حصلت عليها عن طريق‪ $‬وحي النسمة‪.‬‬

‫الجسم هو حجاب النفس‪ ،‬والنفس حجاب الروح‪ ،‬والروح هي الحجاب الذي يكفِّن النسمة‪.‬‬

‫يتجسد النور حين يحتجب‪ ،‬ويكتمل التجسد فقط حين يصبح الحجاب كامالً‪.‬‬

‫يتناسب هذا الكمال على األرض مع الروح الكونية لألرض (أي كما هي الحال بالنسبة للعالم‬
‫األكبر‪ ،‬كذلك هي الحال بالنسبة للعالم األصغر الذي هو اإلنسان)‪.‬‬

‫لألرواح ثالثة أجواء‪.‬‬

‫ينتهي الجو الثالث حيث يبدأ تجاذب كواكب العوالم األخرى‪.‬‬


‫وتنتقل الروح التي اكتملت على هذه األرض إلى محطة أخرى‪.‬‬

‫"فبعد أن تعبر الكواكب تنتقل إلى الشمس؛ ثم ترتقي إلى كون آخر وتعيد‪ $‬تطورها‪ $‬من عالم إلى‬
‫عالم آخر ومن شمس إلى شمس أخرى‪".‬‬

‫"يتذكرون في الشموس‪ ،‬وينسون في الكواكب‪".‬‬

‫"الحيوات الشمسية هي أيام الحياة األزلية‪ ،‬والحيوات الكوكبية هي الليالي التي فيها يحلمون‪".‬‬

‫"المالئكة فيوض مشعة متجسدة‪ ،‬لكن ليس من خالل التجربة والحجاب‪ ،‬إنما من خالل سلطة‬
‫وانعكاس إلهيين‪".‬‬
‫"تطمح المالئكة ألن تصبح بشرا‪ ،‬ألن اإلنسان الكامل‪ ،‬اإلنسان اإلله‪ ،‬يتجاوز‪َّ $‬‬
‫كل المالئكة‪".‬‬ ‫ً‬

‫"تتكون الحيوات الكوكبية من عشرة أحالم عمر كل واحدة منها مئة سنة‪ ،‬وعمر كل حياة‬
‫واحدا‪".‬‬
‫ً‬ ‫يوما‬
‫شمسية ألف سنة‪ .‬لهذا يقولون إن ألف سنة تعادل من منظور‪ $‬األلوهة ً‬

‫"كل أسبوع – أي ُّ‬


‫كل أربعة عشر ألف سنة – تغسل الروح نفسها وتستريح‪ $‬في الحلم اليوبيلي‬ ‫ُّ‬
‫للنسيان‪".‬‬

‫"وحين تستيقظ منه تكون قد نسيت الشرور وال تتذكر إال ما هو خير‪".‬‬

‫‪75‬‬

‫نشاهد في أعلى اللوحة السابقة التي تبين ُّ‬


‫تشكل الروح ثالث دوائر تمثل األقسام‪ $‬الثالث التي‬
‫إيجابيا من قبل النسمة‪ ،‬يفعل‬
‫ً‬ ‫هي النسمة‪ ،‬والروح‪ ،‬والنفس‪ .‬في الروح والنفس‪ ،‬المتأثرتين‬
‫صح القول يكون الترسيم‪ $‬الهيروغليف‪ $‬التأليفي لألفكار‬‫ميخائيل المالك الطيب للروح؛ أي إن َّ‬
‫الجيدة‪ ،‬أو وفق اللغوية الباطنية للبوذية تكون "الكارما‪ $‬الجيدة" لإلنسان‪ .‬ومن النفس المسيطرة‬
‫على الروح‪ ،‬والمتأثرة بالتطلعات‪ $‬اإليجابية للنسمة‪ ،‬يفعل صمائيل‪ ،‬المالك الشرير للروح؛ أي‬
‫إن َّ‬
‫صح القول يكون الترسيم الهيروغليفي التأليفي لألفكار الشريرة‪ ،‬أو "الكارما السيئة"‬
‫مزدوجا ألنه يعكس في الوقت نفسه ميخائيل وصمائيل‪.‬‬
‫ً‬ ‫لإلنسان‪ .‬ويكون الزلمة‪ ،‬أو الصورة‪،‬‬

‫‪76‬‬

‫استنادا إلى القيم األخالقية‬


‫ً‬ ‫فيما يلي تحليل الدكتور ِجلينك لألفكار المتضمنة في األسفار‬
‫لسبينوزا‪:‬‬

‫تعريف ‪ :1‬أفهم أن الكائن المسبب والحاكم لجميع األشياء هو األين سوف‪ ،‬ذلك الكائن‬
‫الالمتناهي‪ ،‬الالمحدود‪ ،‬المتجانس بالكامل مع ذاته‪ ،‬والمتحد‪ $‬مع نفسه‪ ،‬ذلك الذي بال خصال‪،‬‬
‫وإ رادة‪ ،‬ونية‪ ،‬ورغبة‪ ،‬وتفكير‪ ،‬وكالم‪ $‬وفعل‪.‬‬

‫تعريف ‪ :2‬أفهم أن األسفار هي القدرات النابعة من المطلق‪ ،‬األين سوف‪ ،‬أي أنها ُّ‬
‫كل الكيانات‬
‫كما‪ ،‬والتي هي‪ ،‬كاإلرادة‪ ،‬ال تتغير طبيعتها‪ ،‬وتشاء مختلف الكائنات المتنوعة‪ ،‬التي‬
‫المحددة ًّ‬
‫هي احتماالت األشياء المتنوعة‪.‬‬

‫معا‪.‬‬
‫اقتراح أول‪ :‬إن المسبب والحاكم األول للعالم هو األين سوف‪ ،‬الجوهري والمتعالي ً‬
‫البرهان آ‪ :‬لكل أثر سببه‪ ،‬ولكل نظام وتخطيط‪ $‬من يحكمه ويوجهه‪.‬‬

‫البرهان ب‪ :‬لكل ما ُيرى حدود‪ ،‬وما له حدود‪ $‬له نهاية‪ ،‬وما له نهاية ال يكون متطابقًا مع‬
‫المطلق؛ أما المسبب األولي للعالم فال يرى‪ ،‬وبالتالي‪ $‬فإنه غير محدود‪ ،‬والمتناه‪ ،‬ومتطابق‪$‬‬
‫بالكامل – إنه األين سوف‪.‬‬

‫البرهان ج‪ :‬بما أن المسبب األولي للعالم غير محدود‪ ،‬فإنه ليس بوسع أي شيء أن يتواجد من‬
‫دونه؛ ألنه ضروري‪.‬‬

‫استنتاج‪ :‬بما أن األين سوف غير مرئي ومتعال‪ ،‬فإنه يشكل أساس ٍّ‬
‫كل من اإليمان وعدم‬
‫اإليمان‪.‬‬

‫اقتراح ثاني‪ :‬األسفار هي الوسيط بين األين سوف المطلق والعالم الحقيقي‪.‬‬

‫البرهان‪ :‬لما كان العالم الحقيقي محدود وغير كامل‪ ،‬فإنه من غير الممكن أن ينبثق مباشرةً من‬
‫األين سوف‪ :‬ومع ذلك يجب أن تمارس األين سوف تأثيرها‪ $‬عليه؛ وإ ال فهي غير كاملة‪ .‬ما‬
‫يعني أن األسفار‪ ،‬التي هي كاملة بسبب ارتباطها‪ $‬المباشر باألين سوف‪ ،‬وغير كاملة بسبب‬
‫انقطاعها عنه‪ ،‬هي الوسيط‪.‬‬

‫استنتاج‪ :‬بما أن جميع األشياء نشأت عن طريق األسفار‪ ،‬فإن للعالم ثالث مراتب هي العليا‬
‫والوسطى‪ $‬والدنيا‪( .‬انظر االقتراح الرابع)‪.‬‬

‫اقتراح ثالث‪ :‬هناك عشر أسفار وسيطة‪.‬‬

‫البرهان‪ :‬لجميع األجسام ثالث أبعاد‪ ،‬يكرر كل واحد منها اآلخرين (‪)3*3‬؛ فإن أضفنا لها‬
‫الفراغ عامةً‪ ،‬نحصل على الرقم ‪ .10‬وبما أن األسفار تتضمن احتماالت كل ما هو محدود‪،‬‬
‫فإن عددها يجب أن يكون عشرة‪.‬‬

‫استنتاج آ‪ :‬ال يتناقض الرقم ‪ 10‬مع الوحدة المطلقة لألين سوف؛ بما أن الواحد هو أساس كل‬
‫األرقام‪ ،‬فإن التعدد ينبثق من الوحدة‪ ،‬كما تتضمن البذرة ما سينمو‪ ،‬كالنار‪ ،‬والشعلة‪ ،‬والشرار‪،‬‬
‫كما أن لأللوان أساس واحد‪ ،‬رغم أنه يختلف الواحد عن اآلخر‪.‬‬
‫ملموسا‪،‬‬
‫ً‬ ‫استنتاج ب‪ :‬كما أن التفكير‪ ،‬أو الفكر‪ ،‬وحتى العقل ككيان محدود‪ $‬يفكر‪ ،‬ويصبح‬
‫محدودا‪،‬‬
‫ً‬ ‫ويمكن قياسه‪ ،‬كذلك يفعل الفكر النقي الناجم عن األين سوف؛ ما يعني أن يكون‬
‫ملموسا‪ ،‬وهذه هي صفات األسفار‪.‬‬
‫ً‬ ‫ويقاس‪ ،‬وأن يصبح‬

‫اقتراح رابع‪ :‬األسفار تجليات وليست مخلوقات‪$‬‬

‫البرهان األول‪ :‬كما أن األين سوف‪ $‬المطلق هو كامل‪ ،‬كذلك األسفار الناجمة عنه يجب أن‬
‫تكون كاملة بمعنى أنها لم تخلق‪.‬‬

‫تجرد؛ أما األسفار فال تتضاءل‪ .‬وبما أن‬


‫البرهان الثاني‪ :‬تتضاءل كل األشياء التي خلقت حين َّ‬
‫فعاليتها ال تنضب‪ ،‬فإنه من غير الممكن أن تكون قد خلقت‪.‬‬

‫متواجدا‪ $‬في قلب األين سوف؛‬


‫ً‬ ‫استنتاج‪ :‬كالطاقة قبل أن تتحول إلى واقع‪ ،‬كان السفر األول‬
‫ومنه انبثق السفر الثاني ككمون لعالم الفكر؛ ومن ثم انبثقت باقي األسفار للعوالم األخالقية‬
‫تدرج األين سوف‪ ،‬هناك فقط نور يوقد‬
‫والمادية‪ .‬لكن هذا ال يعني وجود‪ $‬ما قبل وما بعد ‪ ،‬أو ُّ‬
‫[‪]2‬‬

‫سواه من األنوار‪ ،‬يشع قبلها أو بعدها أو معها‪ ،‬بحيث يستوعبها جميعها في ٍّ‬
‫كل واحد‪.‬‬

‫اقتراح خامس‪ :‬اإلسفار هي في الوقت نفسه فاعلة ومنفعلة (بالعبرية مقبِل ومتقبِل מקביל‬
‫ומתקבל)‪.‬‬

‫جانبا وحدة األين سوف‪ ،‬حيث تتلقى ُّ‬


‫كل واحدة منها من‬ ‫البرهان‪ :‬طالما أن األسفار ال تضع ً‬
‫التي سبقتها وتعطي للتي تليها – فإن هذا يعني أنها تعطي وتتقبل‪.‬‬

‫اقتراح سادس‪ :‬يدعى السفر األول بـالعلو الغامض (بالعبرية רומ מעלה)‪ ،‬والثاني بـالحكمة‬
‫(بالعبرية חכמה)‪ ،‬والثالث بـالنباهة (بالعبرية בינה)‪ ،‬والرابع ب ِّ‬
‫ـالحب (بالعبرية חסד)‪ ،‬والخامس‬
‫بـالعدل (بالعبرية פשד)‪ ،‬والسادس بالـجمال (بالعبرية תפארת)‪ ،‬والسابع بـالثبات (بالعبرية‬
‫ِّ‬
‫الصديق سيد العالم (بالعبرية צדיק יסוד‬ ‫נתזש)‪ ،‬والثامن بـالروعة (بالعبرية הוד)‪ ،‬والتاسع‬
‫עולמ)‪ ،‬والعاشر بـالصدق (بالعبرية צדק)‪.‬‬

‫استنتاج آ‪ :‬تشكل األسفار الثالث األولى عالم الفكر‪ ،‬وتشكل األسفار الثالثة الثانية عالم الروح‪،‬‬
‫بينما تشكل األسفار األربعة المتبقية عالم الجسد؛ وهكذا فهي تتطابق مع العوالم الفكرية‬
‫واألخالقية والمادية‪.‬‬
‫استنتاج ب‪ :‬بما أن السفر األول يرتبط بالواحد (بالعبرية יחידה) فإنه يبقى على عالقة‬
‫بالروح؛ والثاني يرتبط بالحياة (بالعبرية חיה)؛ والثالث كما يشير اسمه يرتبط بالروح‬
‫(بالعبرية רוח)؛ والرابع يرتبط بالنفس (بالعبرية נפש) بمقدار ما يدعى بالمبدأ الحي؛‬
‫والخامس يدعى بالنسمة (بالعبرية נשמה) بمقدار ما يرتبط بالروح؛ أما السادس فيفعل في‬
‫الدم‪ ،‬والسابع‪ $‬في العظام‪ ،‬والثامن في الشرايين‪ ،‬والتاسع‪ $‬في اللحم‪ ،‬والعاشر في الجلد‪.‬‬
‫ِّ‬

‫استنتاج جـ‪ :‬يشبه السفر األول الضوء الخفي‪ ،‬والثاني‪ $‬أزرق السماء‪ ،‬والثالث كاألصفر‪،‬‬
‫والرابع كاألبيض‪ ،‬والخامس كاألحمر‪ ،‬والسادس أبيض‪-‬أحمر‪ ،‬والسابع البياض المحمر‪،‬‬
‫والثامن األحمر الميال للبياض‪ ،‬وفي‪ $‬التاسع يختلط األبيض باألحمر‪ ،‬أما العاشر فيحتوي‪ $‬جميع‬
‫األلوان‪.‬‬
‫‪77‬‬

‫سأعود اآلن إلى موضوع‪ $‬عريق أنفين وصغير أنفين‪ ،‬العالم األصغر‪ $‬والعالم األكبر‪ ،‬أو‬
‫الطلعات الواسعة والصغرى‪ .‬ونتذكر أن العالم األكبر هو السفر األول‪ ،‬أو التاج؛ والعالم‬
‫كل شيء هو نور‬ ‫األصغر مؤلف‪ $‬من ستة أسفار (انظر اللوحة السابقة)‪ .‬في العالم األكبر ُّ‬
‫وإ شعاع‪ ،‬بينما في العالم األصغر فقط ‪ shineth‬تشع بالنور الذي تعكسه روعة العالم األكبر‪.‬‬
‫واأليام الستة للخليقة تتوفق‪ $‬مع األشكال الستة للعالم األصغر‪ .‬لهذا فإن رمز المثلثين‬
‫المتداخلين‪ ،‬اللذان يشكالن النجمة السداسية‪ ،‬يشير‪ $‬إلى رمز العالم األصلي أو خلق العالم‬
‫األكبر‪ ،‬وهو بالتالي يتطابق مع وجهي (كتاب) اإلشراق‪ .‬وهذا ليس السبب الخفي الوحيد الذي‬
‫جعلني أضع هذا الرمز في هذه اللوحة‪ ،‬إنما ألنه يعبر عن أفكار أخرى لن أتعرض لها ههنا‪.‬‬
‫السر الخفي (بالعبرية ספרא דצניעותא) بشكل كامل رمزية العالم األكبر والعالم‬
‫يناقش كتاب ِّ‬
‫األصغر؛ لذلك يستحسن قبيل قراءته إدراك أوجه تشابهها وفروقاتها‪ .‬فاألول هو أهيه‪ ،‬بينما‬
‫الثاني هو واو الكلمة الرباعية المقدسة‪ .‬حيث الحرفان األوالن أي الياء ي والهاء ه هما أب‬
‫وأم العالم األصغر‪ ،‬بينما الهاء األخيرة هي عروسه‪ .‬ولكن هذان الشكالن يعبران عن توازن‬
‫الشدة والرحمة؛ حيث ترمز الهاءان إلى َّ‬
‫الشدة‪ ،‬أي لألم والعروس‪ ،‬وخاصةً منها الهاء الثانية‪.‬‬ ‫َّ‬
‫لكن في الوقت الذي ال يعتبر فائض الرحمة نزعةً شريرة‪ ،‬إنما يعكس باألحرى فكرة تعبر عن‬
‫فائضا من القسوة يدعو إلى تنفيذ الحكم‪ ،‬الذي هو الشر والقوة‬
‫ً‬ ‫الضعف والرغبة في القوة‪ ،‬فإن‬
‫القامعة‪ ،‬التي يرمز لها اللوتيان (الوحش البحري المذكور‪ $‬في التوراة)‪ .‬لهذا قيل "خلف كتفي‬
‫العروس ترفع األفعى رأسها"‪ :‬ونقول هنا العروس وليس األم التي هي الهاء العليا التي تسحق‬
‫رأسه‪ .‬ما تعنيه عبارة "لكن مياه البحر الكبير تكسر رأسها"‪ .‬ألن البحر هو بينه‪ ،‬الهاء العلوية‪،‬‬
‫دائما إلى الدخول إلى َّ‬
‫الجنة (األسفار)‪ ،‬لتغوي‬ ‫أو األم‪ .‬واألفعى‪ $‬هي القوة الجاذبة التي تسعى ً‬
‫الحواء العلوية (العروس)‪ ،‬التي يمكن أن تغوي بدورها اآلدم العلوي (العالم األصغر)‪.‬‬

‫تماما إطار هذه المقدمة‪ ،‬خاصةً وأنها تشكل موضوع هذا‬‫والتمعن في هذه الرمزية يتجاوز‪ً $‬‬
‫الكتاب ؛ الذي أحيل إليه قارئي للمزيد من التوضيح‪ ،‬آمالً أن تكون هذه المقدمة عامالً‬
‫[‪]3‬‬

‫مساعدا لفهم أفضل للتعاليم القبالية المتضمنة فيها‬


‫ً‬

‫للكاتب‪ :‬س‪ .‬ل‪ .‬ماك غريغور‪ $‬ماثرز‬

‫منقول عن موقع^ المعابر‬

You might also like