Professional Documents
Culture Documents
لصب حل ت ل
ٔ
ٔ الػف للر لغد لاللي ل
الػف للر لغد لالف ل ل
ص للإليت لال
ٔ
ا لةػ لالفنص لل
ه و لال شي ل
أ -مدينة بغداد المنصورة
ٔ
ي ت لل نل ل غ ا لاوة لغفث ل لت ل ل
ال ولل لالػب ييل ل حث ًل لغ لغ صفل لل صر لل
ل ولل لالج م لتتح ع ل لص لالت ل
ٔ
تخ لد لل لت لغ صفللول لت لاختي ل
ل لل نل ل غ ا لوة ىل لتخعيعد ل ػ ل
ايل لوتفحي لل ل بث لالخ ي لل
ٔ
الفنص ل لواغ ا ,لول لة ىل لتخعيطل
ٔ ً ٔ
ول لغ ع لال ض لوش ه ه ل الف نل لا ل
ٔ
الفنص ل ل بث لالب لر لاغف ة لالبن .
لل
ثغذاد إٌّصٛر – ِظمظ ٌألطٛار ٚاٌجٛاثبد
ولم تكن ظروؼ الدولة تسمح ألبي العباس باالنصراؼ إلى األعماؿ اإلعمار والبناء كما
سمحت ألخير أبي جعفر.
ولكن بغداد المنصور زالت واندثر معها قصر أبي جعفر والمسجد الجامع ولم تكشف
التحريات حتى اآلف عن شيء يتصل بعمائر ىذا العهد.
كانت دارس السالـ مدينة مدورة بلغ قطرىا ما يعادؿ ( 2638متر) ومحيطها
( 16000متر) وكانت محاطة بسور يتألف من ثالثة جدراف تتخللها الخنادؽ وقد
فتحت فيها أربعة أبواب ذات ممر منكسر تتقدمها الجسور وىي موزعة توزيع متساوي
على السور وفق الجهات األصلية سميت بأسماء األمصار والمدف التي تقابلها ،باب
البصرة ،بالكوفة ،باب دمشق ،باب عرؼ بقصر الذىب واشتهر بقبتو الخضراء.
ونجد في بغداد المنصور تنظيماً مدىشاً وتخطيطاً محكماً لألبواب والمداخل وتناسباٌ دقيقاً في توزيع
األسوار والشوارع واألحياء السكنية( ،ص 98و )113واتسعت بغداد بعد المنصور ،وأضيفت إليها
فيما بعد ضاحيتنا ىما الكرخ والرصافة ،وعاشت عدة قروف وغدت من أكبر وأجمل عواصم العالم
اإلسالمي ،وأكبر مركز حضاري في العالم وقتئذ .وقبل أف يدمرىا المغوؿ سنة ست وخمسين وستمئة
للهجرة (1658ـ) ولذا فإنا لن نجد في بغداد ما نتحدث عهنو من عمائر المرحلة التي نحن
بصددىا.
كالقصر الذي يطلق عليو اليوـ اسم (المنقور) .وقد سماه اليعقوبي قصر بلكوارا ،على
اسم المنطلقة التي شيد فيها .وقد كشفت التحريات عم مخططو الذي يشبو المدينة
بشوارعو وساحاتو ،وبواباتو العديدة .وقصر الجص على الشفة الغربية لدجلة ،عند نهر
اإلسحاقي ،في مكاف يعرؼ اليوـ بالحويصالت .وإلى جنوبو يوجد قصر العاشق ،الذي
عرؼ قديماً بالمعشوؽ .وكاف للخليفة المعتمد .وىناؾ القصر الهاروني نسبة إلى
ىاروف الواثق ،ويقع على الضفة الشرقية بالقرب من الجوسق الخاقاني.
و -قبة الصليبية
ىذا البناء الصغير القائم على الشفة الغربية لنهر دجلة ،بالقرب من قصر العاشق ،لو شأف في تاريخ العمارة
ألنو أقدـ تربة أو ضريح فخم يظهر في الحضارة اإلسالمية .وقد رجح العلماء أنو شيد ليضم قبر الخليفة
محمد المنتصر بن المتوكل عند وفاتو سنة 248ىػ (862ـ) ،ثم دفن فيو بعد المعتز والمهتدي .وكاف
الخلفاء السابقوف يدفنوف في قبور داخل قصورىم.
والشيء الغريب في المخطط وجود غرفة مربعة الشكل داخل المثمن ،متداخلة معو (ضلعها طولو ستة
أمتار) ،كانت مسقوفة بقبة تدؿ عليها آثار الحنايا الركنية عند زوايا االنتقاؿ من الشكل المربع إلى
مثمن القبة.
وقد استخدمت في البناء لبنات من الحجر االصطناعي .يصفها كريزويل بأنها مركبة من عجينة الطين
الممزوج بالكوارتز الشديد الصالبة.
ز -قصر األخيضر (أموي عباسي)
يقع ىذا القصر في بادية العراؽ ،جنوبي غربي بغداد وكربالء ،يبعد عن األولى مسافة 125كم
وعن الثانية 50كم .وىو بناء حصين محاط باألسوار المنيعة .ومازاؿ التساؤؿ قائماً حوؿ سبب
تشييد ىذا البناء الضخم في ىذا المكاف .وىل كاف قصراً ألحد الخلفاء أو األمراء ،أو خانا على
طريق القوافل.
خاف العطشاف
يوجد في ىذه المنطقة من بادية العراؽ ،وعند منتصف المسافة بين األخيضر والكوفة ،البالغة حوالي
خمسين ميالً ،توجد أطالؿ قصر أو خاف ،ال شك أنو أقيم لنزوؿ القوافل التي تجتاز البادية.
وال يوجد ما يؤرخ البناء سوى الفن العماري الذي جعل العالم األثري كريزويل يعتقد بأنو معاصر
لألخيضر أي إف عيسى بن موسى شيده حين بنى األخيضر لينزؿ فيو حين انتقالو إلى الكوفة .والبناء
المذكور مربع الشكل تقريباً ،طوؿ ضلعو 25متراً .ولو سور حصين فيو بوابة واحدة مفتوحة في الجدار
الشمالي ،مزودة ،كبوابات األخيضر ،باب انزالقي .وىناؾ أربعة أبراج دائرية في األركاف ،وبرج نصف
دائري يتوسط األضالع .ومخططو الداخلي عبارة عن صحن سماوي تحيط بو قاعات مسقوفة بأقباء
طويلة.
الشاـ
الرقَّة
الرافقة " َّ
أ -آثار المدينة َّ
مدينة أخرى يرجع الفضل في إقامتها إلى الخليفة أبي جعفر المنصور ،وىي الرافقة الواقعة عند مدينة
الرقة على ضفة الفرات اليسرى ،كاف ذلك عاـ 155للهجرة (772ـ) .ولم تكن مدورة كبغداد بل
تشبو حدوة الفرس ،وقطرىا ال يتجاوز 1500متر وأىم شيء نراه فيها اليوـ ،بقية من السور ،وباب
فخم يطلق عليو باب بغداد.
أقيم باب بغداد في برج مستطيل بقي قسم ىاـ مننو .وتبلغ مقاييس ىذا البرج 14.5×18متر.
وفي جداره الشرقي فتحت قنطرة الباب التي تبلغ سعتها 3.19متر .وتتألف من عقدين متراكبين،
لهما شكل القوس الذي أسميناه العباسي الذي يرسم من أربعة مراكز .ويوجد وراء الباب دىليز أو
غرفة طولها ( 12مترا) ،مسقوفة بقبوة متقاطعة في الوسط وقبوتين طوليتين على جانبيها .وتزداف واجهة
البرج التي ترتفع حالياً إلى أحد عشر متراً بمحاربين كبيرين على جانبي الباب زاؿ أحدىما وبقي اآلخر.
وىو مسقوؼ بعقدين كبيرين متراكبين من النوع العباسي ،ويمأل باطنو تشكيالت ىندسية من اآلجر.
وفي أعلى الواجهة ،نجد سلسلة من المحاريب يبلغ عددىا أحد عشر محراباً ،بقي منها ثمانية ،ذات
عقود مفصصة (خماسية الفصوص) ،تعتمد على أنصاؼ أعمدة ملصقة بالجدار.
أما المسجد الجامع فقد أقيم في القطاع الشمالي من المدينة وتبلغ أطوالو 92×108متراً ،وىو
مهدوـ ،بقي منو المئذنة وواجهة الحرـ المؤلفة من إحدى عشرة قنطرة ،وترجع إلى أعماؿ التجديد التي
جرت في عهد السلطاف نور الدين محمود بن زنكي سنة 561ىػ (1165ـ).
وقد أظهرت الدراسات مخطط الجامع العباسي
وبعض عناصره .ويرى كريزويل بأف ىندستو
كانت مزيجاً بين العمارة السورية والعمارة
الرافدية .فقد أخذ من جامع دمشق األموي
تخطيط الحرـ ببالطاتو الثالث الموازية لجدار
القبلة والسقوؼ الجملونية .وأخذت من العراؽ
مادة البناء وىي اآلجر ،واألروقة المزدوجة ذات
الصفين من العمد ،والسور المزود باألبراج
الدائرية ،وتعدد األبواب.
ِظجذ اٌزلخِ ،ظمظ أفم - ٟطٛر٠خ
ب -صهريج الرملة
بناء فريد في نوعو ،ما يزاؿ بحالة جيدة في أطراؼ مدينة الرملة الفلسطينية ،ويسمونو اليوـ بئر العنيزية،
إنو مبنى تحت األرض بالحجر المنحوت .وليس ىناؾ شك في تاريخ إنشائو لبقاء الكتابة التأسيسية
المكتوبة بالخط الكوفي حتى اليوـ ،تحمل تاريخ ذي الحجة عاـ اثنين وسبعين ومئة (789ـ) ،أي إنو
شيد في خالفة الرشيد.
إال أف التعديالت وإصالحات عديدة طرأت عليو في العهود الالحقة ،والسيما حين جددت قاعة
الصالة كلياً ،وفق تخطيط مختلف في عاـ 1213ىػ (1798ـ) ،أياـ الوالي مراد بك ،كذلك تهدمت
األروقة المحيطة بالصحن.
ولكن اآلثار العمارية المتبقية من المسجد العباسي ،كبعض قواعد األعمدة والقناطر ،وكذلك التحريات
التي أجريت في عاـ 1352ىػ (1933ـ) ،كل ذلك مكن العالم "كريزويل" من التعرؼ على المخطط
األصلي لتوسعة المأموف ىذه.
ونجد في ىذا المخطط عناصر فنية أموية ،وأخرى عباسية وثالثة تفرد بها جامع عمرو .فالحرـ مؤلف
من بالطات موازية للقبلة عددىا سبع متساوية في السعة ،وفي كل منها 19قنطرة .أما الصحن
فمستطيل الشكل ،مساحتو صغيرة ،ألف رواقو الشمالية يحتل سماحة تعادؿ مساحة الحرـ ،وىو
مماثل لو في التخطيط أيضاً ،وكأنو حرـ ثاف .أما الرواقاف الجانبياف فمتماثالف أيضاً في المساحة،
لكنهما يختلفاف في التخطيط ،فالغربي مؤلف من بالطات عمودية على جدار القبلة عددىا أربع،
بينما ىي في الرواؽ الشرقي موازية لو ،وعددىا ثماف.
أبواب المسجد عديدة ،خمسة في الجدار الشرقي ،وثالثة في الجدار الشمالي ،ومثلها في الجدار
الغربي ،وواحد في الجدار القبلي خاص بالخطيب.
لم يبق من المسجد القديم (العباسي) سوى عناصر قليلة كالعقود والعمد الجدارية ،وىي قريبة الشبو
بباب بغداد في الرقة .وىناؾ حنايا جدارية أو محاريب متوجة بعقود مفصصة أو مروحية كعنصر
زخرفي .وكانت عقود القناطر في الداخل مزودة بأوتار خشبية لمقاومة الضغط .وتشاىد قطع من
الخشب منقوشة بالزخارؼ ذات العروؽ النباتية.
وىذا وقد أشارت المصادر القديمة (المقدسي وياقوت) بأف جدرانو كانت مزينة بالفسيفساء.
ب -مقياس النيل
بناء فريد في نوعو من حيث الوظيفة ،وىو كذلك عمل من أعماؿ الهندسة الدقيقة وفن العمارة
المتقن .ومازاؿ ىذا األثر العماري الذي تم تنفيذه في عهد الخليفة المتوكل سنة 247ىػ (861ـ)
قائماً بحالة جيدة في جزيرة الروضة .وىو عبارة عن بئر محفورة في الصخر ،مصممة بحيث تصل إليها
مياه النيل عبر ثالث قنوات من مستويات مختلفة.
أقيم وسطها عمود من الرخاـ مثمن الشكل ،قطره 48سم ،ويبلغ ارتفاع العمود في األصل 19ذراعاً
نقشت عليو إشارات لستة عشر ذراعاً (كل ذراع مقداره 54.04سم) ،ينقسم كل منها إلى 24جزءاً
(قيراطاً) .وفي رأس العمود تاج كورانتي .ولو قاعدة مربعة طولها 1.17متر ،مركبة على حجر طاحوف
مستدير قطره 1.5متر.
أما البئر ،التي يبلغ عمقها حوالي 13متراً ،فتتألف من ثالث طبقات رئيسة ،السفلى أسطوانية ،قطرىا
4.33متر .وارتفاعها 3أمتار .والطبقة الثالثة مربعة أيضاً ،لكنها أكثر اتساعاً ،ضلعها 6.20متر،
وارتفاعها7.66متر .وجدراف البئر مبنية من مداميك متقنة من الحجر .وينزؿ إليها بدرج يدور في أطرافو
حتى القعر ،وتشاىد في الجدراف أواوين قليلة العمق ( 84سم) ،سعتها 1.65-1.85متر ،تعلوىا عقود
ذات أقواس مدببة ،تعتمد على سويريات جدارية (مندمجة مع الجدار) .ويتخلل الجدراف لوحات وأشرطة
مكتوبة بالخط الكوفي ،فيها آيات قرآنية.
يروي المؤرخ انب خلكاف أف اسم المتوكل ،وتاريخ اإلنشاء (رجب ،)247واسم المهندس كانت
منقوشة في الشريط الموجود في أعلى البئر ،قبل أف تستبدؿ بو اآليات القرآنية في أياـ أحمد بن
طولوف .ويذكر رحالة من األجانب أنو شاىد على الوتر الخشبي الذي كاف في أعلى عمود المقياس كتابة
فيها التاريخ المشار إليو .وكانت وظيفة الوتر الخشب المذكور تثبيت عمود المقياس واإلبقاء على وضعو
الشاقولي.
وشوىد في قعر البئر أيضاً قاعدة من ألواح الخشب كأساس للجدراف ،يستند عليها العمود أيضاً،
ويرجح أف تكوف من خشب األرز.
على كل حاؿ ،إف استخداـ األخشاب في األساسات المائية متعارؼ عليو في العهود التاريخية.
ونالحظ أف فوىات القنوات كلها في الجدار الشرقي موزعة على ثالث طبقات .العليا موجودة
في صدر اإليواف .ويقدر ارتفاع الفوىة 118سم وعرضها 100سم .ىذا ،وكل ما يشاىد اليوـ
من تغطية فوؽ سطح البئر يعتبر حديث العهد.
جػ -جامع ابن طولوف
تمكن أحمد بن طولوف ،بعد أف واله الخليفة المعتمد سنة 254للهجرة (868ـ) ،من االستقالؿ
بمصر وجعلها ملكاً وراثياً في أوالده.
ودامت دولة الطولونين التي امتد سلطانها إلى أجزاء من الشاـ أيضاً ،قرابة نصف قرف ،وبلغت أوج
ازدىارىا في أياـ ابنو خمارويو.
وفي أواخر عهدىا استفحل الخالؼ بينها وبين الخالفة العباسية ،وتمكن الخليفة المكتفي من القضاء
عليها في عاـ 292للهجرة (905ـ).
على أف آثار االقتباس عن مساجد سامراء تبدو في استخداـ اآلجر والجص المنقوش وفي المئذنة
المشابهة للملوية ،وفي إحاطة المسجد بسور خارجي ،يحجز أرضاً خالء ،أي ما أطلق عليو بالزيادة،
كما ىو الحاؿ في جامع سامراء الكبير .المخطط :شكل المسجد مستطيل منتظم أطوالو
122×140مترا .لو سور خاؿ من األبراج ،مزود بأبواب كثيرة ،سبعة في الجدار الغبي ،منها اثناف
يؤدياف إلى الحرـ مباشرة .ومثلها في الجدار الشرقي لكن ىذه مزودة بدرج ،لكوف الجامع قد بني
فوؽ مرتفع من األرض.
وفي السور الشمالي خمسة أبواب ،منها اثناف
يصعد إليهما بدرج في الجانب الشرقي .وفي جدار
القبة أربعة أبواب صغيرة .أحدىا لدخوؿ األمير أو
الخطيب .فلقد كانت دار اإلمارة مقامة عند جدار
القبلة ،كما ىي العادة ،أنشأىا ابن طولوف.
واألبواب مستطيلة ،تبلغ فتة الكبيرة منها
4.20×3.20متراً وسطياً.
ويحيط بالمسجد كما ذكرنا سور آخر مماثل يحجز األرض الخالء ،أو الزيادة ،المخصصة
لمسجد واتي يبلغ عرضها حوالي 19متر .وىي تحيط بو من ثالث جهات فقط ،باستثناء
الجهة الممتدة خلف جدار القبلة ،لوجود دار اإلمارة عندىا .وال يعرؼ على وجو الدقة الغرض
من وجود ىذه األرض الخالء.
ولعل السبب في ذلك عزؿ الجامع عما
حولو من أسواؽ ،أو ربما كاف الغرض
استخدامها إلنزاؿ الحجاج والمسافرين.
على ،فإف المنشآت المقاومة على األرض
الشمالية من الزيادة وىي المئذنة والموضأ
والمبضأة لم يبق منها اليوـ سوى المئذنة.
وبذلك تصبح التي يحتلها مسجد ابن
طولوف مربعاً طوؿ ضلعو 162متراً،
جبِغ اثٓ ط ،ٌْٛٛلٕبطز لبػخ اٌصالح
ومساحتو 26ألف متر مربع.
والسور الخارجي ىذا ،الذي تبلغ سماكتو 1.32متر ،شبيو بالسور الداخلي ،فهو خلو من األبراج
أيضاً ،ومزود بأبواب مماثلة تقابل األبواب المفتوحة في السور الداخلي .صحن المسجد قريب من
المربع ،طوؿ ضلعو 91متر ،محاط برواؽ يتألف من بالطتين ،موازيتين للسور ،مكونتين من صفين
من القناطر المحمولة على العضائد في كل منها 13قنطرة .ويتوسط الصحن بركة ماء فوقها
شادوراف مجدد في عهد السلطاف الجين.
شكل الحرـ (قاعة الصالة) مستطيل قليل العمق يمتد من الشرؽ إلى الغرب .مؤلف من خمس
بالطات موازية للقبة ،خالفاً لمساجد سامراء ،تكونها خمسة صفوؼ من القناطر ،في كل صف 17
قنطرة محمولة على العضائد .ونالحظ بأف اتجاه البالطات في الحرـ يماثل تخطيط جامع دمشق
األموي لكنها خالية من مجاز يقطعها ،كما في الجامع األموي ،وخالية من أية قبة.
أما القبة القائمة أماـ المحراب فهي محدثة ،يرجع تاريخها إلى عهد السلطاف المملوكي حساـ الدين
الجين ( 696للهجرة 1296 /للميالد).
المئذنة يوضعها الحاضر مشيدة بالحجر ،وتتألف من ثالثة أقساـ ،السفلي مربع ارتفاعو 21متراً،
واألوسط دائري ارتفاعو حوالي تسعة أمتار .ولهذين القسمين درج خارجي لولبي أو حلزوني
كمئذنة سامراء .أما القسم العلوي فيتألف من طبقتين شكلهما مثمن ،تعلوىما قبة صغيرة محززة
(ذات ضلوع) .وىناؾ جسر من قنطرتين يرتفع إلى مستوى سطح المسجد ،يصل المئذنة
بالمسجد.
ولقد استرعت ولكن النقاش ينصب على األجزاء السفلى ،وأوؿ ما يدعو للتأمل استعماؿ مادة
الحجر خالفاً لما ىو عليو المسجد بكاملو الذي قلنا إنو مبني بمادة اآلجر.
وكذلك شكل العقود والنوافذ ،والحنايا المسطح التي تزين واجهات القسم السفلي ،فهي ذات قوس
حدوي ،يعتر وجوده غير مألوؼ في العمائر المصرية قبل العهد المملوكي.
ولقد اطلعنا على المناقشة واآلراء التي توصل إليها كل من العالمين كريزويل وفريد شافعي ،وخلصنا إلى
أف مئذنة ابن طولوف كانت شبيهة بمآذف سامراء وكانت مشيدة باآلجر كذلك .تهدمت كلياً مع الميضأة
المجاورة لها ،فجددت في عهد السلطاف الجين ،واستخدـ الحجر في بنائها ،مع المحافظة على
ىندستها السابقة ،وأضيف إليها القسم العلوي وفق الفن العماري السائد في العهد المملوكي.
والسلطاف المذكور قاـ بإصالحات ىامة في جامع ابن طولوف ،من ذلك قبة المحراب التي تقدـ
ذكرىا ،وقبة الشادرواف القائم على بركة الصحن ،والمنبر الخشبي ،وغير ذلك.
عناصر العمارة :يتجلى فن العمارة في العناصر اإلنشائية والعناصر الزخرفية التي نجدىا في الواجهات
الداخلية والخارجية وتتألف عناصر العمارة من األبواب والشبابيك والعقود والعضائد واألسقف
والشرافات وما إليها.
فواجهات الجامع الخارجية قد زودت في وسطها ،وفوؽ مستوى األبواب ،بسلسلة من الطاقات
تتخللها محاريب زخرفية .وفي أعلى الواجهة ،وعلى ارتفاع عشرة أمتار ،يوجد شريط زخرفي عرضو
متر ،مؤلف من حبلين تتوزع بينهما نوافذ مستديرة .ثم تتوج الواجهة سلسلة من الشرافات يبلغ
ارتفاعها المترين.
أما الواجهات الداخلية المحيطة بالصحن ،فتتألف من سلسلة القناطر المحمولة على العضائد يتخللها
بين العقود نوافذ مستطيلة ذات عقود مدببة تستند على سويريات ملتصقة بالجدار .وىذه النوافذ
موجودة أيضاً بين قناطر الحرـ ،لكنها لتخفيف الحمل ،وكعنصر زخرفي ،وليست لإلنارة .وىناؾ
حليات زخرفية من الجص على شكل الوردات موزعة على جانبي عقود النوافذ .وتنتهي الواجهة في
األعلى بشريط عريض من الحليات المستديرة.
ونتساءؿ ىنا عن عدـ وجود الشرفات ،السيما وأنها موجودة في أجزاء من جدراف المسجد
الخارجية ،وكذلك في السور الخارجي المحيط بالزيادة ،متصل بعضها ببعض على ىيئة الدرابزين.
يقوؿ كريزويل إنو شاىد في الصور القديمة للمسجد بعض الشرفات ولعل زوالها كاف بسبب أعماؿ
إصالح متأخرة ،ولكنا نتساءؿ ىنا كيف احتفظت الجدراف الخارجية بكامل شرافتها ولم يبق شرافة
واحدة على الجدراف الداخلية.
إف عقود القناطر من النوع المدبب الذي يرسم من مركزين ،متطاولة قليالً ،أي أف ىناؾ استطالة لرجل
العقد تجعل البعض يحسبو حدوياً .وتقدر فتحة العقد بحوالي أربعة أمتار ونصف ( .)4.60كما يبلغ
متر. 3.70 مقدار العضائد مستوى عن قمتو ارتفاع
ومسقط العضائد الحاملة للعقود جميعها مستطيل ،أطوالو 1.27×2.46متر .وضعت بحيث يكوف
ضلعها الكبير في الواجهة .وقد زودت لتخفيف شكلها الضخم بسويريات ألصقت في أركانها األربعة.
وىذه السويريات مبنية باآلجر أيضاً ولها قاعدة مربعة ،وتاج ناقوسي الشكل تغطيو النقوش الجصية.
وترتفع كل عضادة حوالي أربعة أمتار ( 4.40متر).
ولم يبق من السقف القديم سوى أجزاء ضئيلة ،وكاف سقفاً مستوياً مصنوعاً من جذوع النخل وألواح
الخشب ،يحيط بو سجف (إفريز) من الخشب المزخرؼ.
العناصر الزخرفية :النقوش الجصية ىي العنصر األساسي في الزخرفة ،فهي المادة المالئمة لمادة
اآلجر ،لذا كسيت أقساـ البناء كلياً بالجص .ونقشت أماكن منو شملت أوجو العقود وبواطنها
وشريطاً يصل بين أرجلها .وكذلك تغطي النقوش الجصية إطارات النوافذ المفتوحة بين القناطر،
واإلطارات المحيطة بالشبابيك الموزعة في السور ،واستخدـ الجص أيضاً في صناعة الشمسيات
التي تمأل طاقات جدار السور الخارجي ،وىي في غاية الدقة بأشكالها الهندسية المتنوعة،
وبالرغم من عددىا الكبير لم يبق من األصل القديم سوى ثالث أو أربع في جدار الحرـ.
وىناؾ النقش على الخشب ،الذي نجد نماذج ىامة منو تبطن سواكف األبواب .أما المواضيع
الزخرفية فهي نباتية ،بينها العروؽ الملتفة ،وأوراؽ العنب ،والوريدات التي تتألف منها األفاريز في
الواجهات ،ونجدىا على جانبي النوافذ المفتوحة بين عقود واجهات الصحن ،وىناؾ األشكاؿ
المحارية في عقود المحاريب الزخرفية .وأخيراً نجد الكتابة الكوفية التي تؤلف شريطاً يحيط
بسقف الحرـ ،بخط كوفي جميل.
وفي عاـ 184ىػ (800ـ) ،ولى الرشيد على أفريقيا األمير إبراىيم بن األغلب فاتجو منذ واليتو إلى
االستقالؿ بحكمها ،وجعل الوالية وراثية في أواله .وبقي األغالبة طواؿ فترة واليتهم تابعين للخالفة
العباسية إلى أف زالت دولتهم بظهور الفاطميين الثائرين على الخالفة العباسية ،حيث نجحوا في نشر
دعوتهم واكتسحوا المغرب كلو ودخلوا القيرواف سنة 296ىػ (909ـ).
وكاف لدولة األغالبة مكانة مرموقة في المغرب اإلسالمي ،شمل نفوذىا تونس وجزءا من الجزائر ووالية
طرابلس (ليبيا) ،ومدت نفوذىا إلى ماوراء البحر ،ففتحت صقلية في أياـ األمير زيادة اهلل بن إبراىيم،
سنة 212ىجرية (827ـ) .أما من النواحي الحضارية ،فقد نشطت حركة اإلعمار والبناء ،وأسس
األغالبة عاصمتين في ضواحي القيرواف لتكونا مقراً لقصر اإلمارة ،األولى عرفت بالعباسية أو مدينة
القصر الكبير في عهد إبراىيم (األوؿ) ،والثانية (رقادة) في عهد إبراىيم الثاني (263ىػ876/ـ).
ولكن لم يبق من ىاتين المدينتين ،مع األسف ،أي أثر للعمائر فوؽ سطح األرض،
سوى ما يجري التنقيبعنو واكتشافو بين األنقاض .ولعل السبب في تهدمهما ،ما شهدتو
المنطقة من أحداث ،والسيما خالؿ الغزوات المدمرة التي قامت بها قبائل بني ىالؿ
وبني سليم في حواؿ يمنتصف القرف الخامس الهجري ،والستخداـ اللبن واآلجر في
البناء.
لكن ما بقي من العمائر في القيرواف وسوسة مما سنتحدث عنو تفصيالً يشكل ثروة
عمارية ،ودليالً على ما حظيت بو والية إفريقيا (تونس) من االزدىار في ظل األغالبة.
شماؿ أفريقيا:
أ -جامعة القيرواف
سبقت اإلشارة في الفصل السابق إلى جامع
القيرواف أو جامع سيدي عقبة وما حدث لو من
ىدـ وتجديد في العهد األموي .كذلك أعيد بناؤه
في بداية العهد العباسي ( 157ىػ 773 -ـ).
ولكن الجامع الحالي في مجملو يرجع إلى
األغالبة فقد جرى في أياـ األمير زيادة اهلل بن
إبراىيم ،ثالث حكاـ األغالبة ىدـ البناء القديم
وإعادة بنائو وفق مخطط جديد وىندسة حديثة،
جبِغ اٌم١زٚاْ -رٔٛض تم ذلك في عاـ (221ىػ836 /ـ) وىكذا لم
يبق من الجامع القديم سوى المئذنة األموية.
ولم يحدث بعد عملية اكلبناء األخيرة التي قاـ بها زيادة اهلل سوى إضافات أو اصالحات محدودة ،تم
معظمها في أياـ األمير األغلبي أحمد أبي إبراىيم (248ىػ861/ـ) ،وابنو إبراىيم الثاني أبي أحمد
(262ىػ875/ـ) ،وفي عهد األمراء الحفصيين خالؿ القرف السابع الهجري (الثالث عشر للميالد)،
سنشير إليها في حينو لدى دراستنا المفصلة لعناصر الجامع.
السور واألبواب :يشبو مسجد القيرواف بشكلو العاـ
مساجد سامراء ،فهو مستطيل يمتد من الشماؿ إلى
الجنوب بطوؿ تقريبي قدره 120متراً وعرض قدره
70متراً .ولعل أعماؿ الهدـ والتجديد العديدة التي
جرت قبل ذلك جعلت شكلو غير منتظم .فزواياه غير
قائمة وأضالعو غير متساوية تماماً .ولعل ذلك حدث
من أجل توجيو قلتو نحو الكعبة ،وىي ىنا منحرفة
نحو الشرؽ .دعمت أسواره من الخارج بدعائم
جدارية ضخمة ،وفتحت فيها ثمانية أبواب ،أربعة في
كل من الجهتين الشرقية والغربية ،أحدىا يؤدي إلى
الحرـ مباشرة.
ويالحظ ىنا أف السور يرجع إلى مختلف العهود ،وتتباين ارتفاعاتو من جهة إلى أخرى ،وكذلك
الدعامات الجدارية واألبواب .ىناؾ أربعة من األبواب على شكل بوابة مسقوفة بقبة ،اثناف منها
يخصاف الحرـ في الشرؽ والغرب ،واآلخراف مفتوحاف على الصحن في الجهة الغربية ،يرجح أنها
أحدثت في العهد الحفصي ،والسيما ذلك المفتوح على الحرـ من الجهة الشرقية (باب الال ريحانة)
حيث تذكر الكتابة تاريخ بنائو في عهد أبي حفص سنة 693ىػ (1294ـ).
اٌصذٓ ٚاألرٚلخ٠ :زجخ أْ اٌصذٓ رزن ثذ ْٚأرٚلخ ػٕذ ثٕبئٗ ف ٟأ٠بَ س٠بدح هللاٌ ،ىٕٗ
وبْ ِجٍطب ثبٌزخبَ صُ أض١فذ األرٚلخ ف ٟأ٠بَ األِ١ز أدّذ (أث ٟإثزا٘ )ُ١ف ٟدٛاٌ ٟػبَ
٘248ـ (٠ٚ .)َ862الدظ ػذَ اٌزجبٔض فٔ ٟظبَ األرٚلخٚ ،وذٌه اخزالف ٚاجٙبرٙب
اٌّطٍخ ػٍ ٝاٌصذٓ ف ٟاالررفبعِّ ،ب ٠فظز ثأػّبي رزِٚ ُ١إصالح ٌذمزٙب٠ ،زجخ أْ
رى ْٛف ٟاٌؼٙذ اٌذفص ٟثظجت األضزار اٌز ٟأصبثذ اٌّظجذ ف ٟأػمبة غشٚح ثٕٟ
٘الي ف ٟػبَ ٘434ـ (.)َ1042
الحرـ (قاعة الصالة) :مصمم على أساس البالطات العمودية على جدار القبلة ،وعددىا 17بالطة،
تكونها صفوؼ من القناطر عددىا 16صفاً ،ولكن ىذه الصفوؼ ال تستمر إلى جدار القبلة ،بل تستند
على صف مستعرض من القناطر يحدث مع جدار القبلة بالطة موازية لو ،متعامدة مع بالطات الحرـ
األخرى .وىي تؤلف مع البالطة الوسطى ما يشبو حالؼ التاء الالتيني .وىذا التصميم يصبح شائعاً في
مساجد المغرب ،كما سنرى في الفصوؿ المقبلة ،وىناؾ صفاف آخراف من القناطر المستعرضة تقطع
البالطات عند كل ثالث قناطر.
ويالحظ أف تعديالت أدخلت على الحرـ في عهد الحق ،أىمها إضافة صفين من القناطر على البالطة
الوسطى ألصقتا بالقناطر السابقة ،وقبة اماـ المحراب ،يرجح كريزويل أف تكوف ىذه اإلضافة قد حدثت
حوالي عاـ 248ىػ (862ـ) أياـ األمير األغلبي أبي إبراىيم أحمد ،بينما ينسب كولفاف ،القناطر
المذكورة إلى أياـ ابنو إبراىيم .أما "ىوغ" فينسبها إلى عهد الحفصيين ،األمر الذي نستبعده.
ومن التعديالت الهامة أيضاً توسعة الحرـ من جهة الصحن بإضافة رواؽ أمامو يتألف من قنطرتين على
امتداد البالطات السبع عشرة ،وقبة في وسط الرواؽ تقابل قبة المحراب تعرؼ بقبة البهو .وىكذا
أصبح للحرـ بالطة وسطى متميزة بقبتيها وبارتفاعها وسعتها عن بقية البالطات.
أما تاريخ ىذه التوسعة األخيرة فيتفق كولفاف وىوغ على أنها تمت في أياـ األمير أحمد (أبي إبراىيم)،
بينما يرى كريزويل أنها من عهد ابنو إبراىيم (الثاني).
المئذنة :تتوسط المئذنة الرواؽ الشمالي ،كمئذنة
العروس في جامع دمشق ،وكانت خارج السور
الشمالي ،مالصقة لو قبل توسعة الصحن وإنشاء
األروقة .وىي تلفت النظر بكتلتها الضخمة،
وتتكوف من برج مربع كبير يؤلف الطبقة السفلى
منها ،ضلعو حوالي 11متراً في األسفل و10.20
متراً في األعلى .وارتفاعو 19متراً تقريباً .فوقو
برج مربع أصغر حجماً ،ارتفاعو 5أمتار ،ثم برج
ثالث أصغر حجماً من كالثاني ارتفاعو 7.5متر.
ىذا وتتميز الطبقة السفلى التي تشكل القسم
األساسي للمئذنة ،إضافة لحجمها وارتفاعها،
بحجراتها.
جبِغ اٌم١زٚاْ – اٌّئذٔخٚ :اجٙخ ِٚظبلظ
فبٌمبػذح ِجٕ١خ ثذجبرح وج١زح ِزجم١خ
ِٓ اٌؼٙذ األِ ،ٞٛأِب ثم١خ اٌجزج
فّجٕ ٟثذبجزح صغ١زح ،لٍٍ١خ
االررفبع ( 13طُ) رٛد ٟػٓ ثؼذ
ثأٔٙب ِٓ ٌجٕبد ا٢جز٠ٚ ،زجخ أْ
رى ِٓ ْٛػٙذ األغبٌجخٚ .ف٘ ٟذا
اٌمظُ ثبة ٠طً ػٍ ٝاٌصذٓ ٠ؼٍٖٛ
ػمذ ػبرك ٌٗ لٛص دذ ٞٚاٌشىً،
رٍ ٗ١صالس ٔٛافذ ِظزطٍ١خ ِّبصٍخ.
جبِغ اٌم١زٚاْ – اٌّئذٔخٚ :اجٙخ ِٚظبلظ
والمئذنة مزودة في الداخل بدرج مسقوؼ بقبوات طولية مائلة ،بحسب كل مرحلة من
مراحل الدرج .أما الطبقة األخيرة باآلجر ،وىي على شكل برج مربع فتح في كل
واجهة من واجهاتو باب مقنطر وعلى جانبي كل باب محاريب عالية مسطحة.
ىذا ويتوج المئذنة قبة ذات ضلوع ،على شاكلة قبتي الحرـ .من المرجع أف تكوف
الطبقة العيا للمئذنة من العهد الحفصي ،فهي تشبو من الناحية الفنية البوابات ذوات
القباب التي أضيفت في عهدىم إلى الحرـ ،كبار الال ريحانة المؤرخ في عاـ 693ىػ
(1294ـ).
العقود مبنية الحجر ،وألقواسها شكالف :الحدوي الدائري أي المتجاوز لنصف الدائرة،
ونراه مستخدماً في بالطات الحرـ ،والسيما فيما يخص المرحلة األولى التي ترجع إلى
أياـ زيادة اهلل ،والحدوي المدبب الذي استخدـ في المراحل الالحقة ،نجده في عقود
البالطة الوسطى (اإلضافية) وفي العقود الحاملة لقبلة المحراب.
األمر الذي جعل كريزويل ،كما رأينا ،ينسبهما إلى
تاريخ واحد ،أي إلى أياـ األمير أحمد أبي إبراىيم.
كذلك فإف عقود الرواؽ األمامي للحرـ (التوسعة)
من النوع الحدوي المدبب ،وكذلك عقود أروقة
القديمة. العقود في الصحن.
ويعتبر المحراب الحالي كما تم تجميلو في أياـ األمير األغلبي أحمد أبي إبراىيم في عاـ 248ىػ
(862ـ) مع القبة التي أقيمت أمامو في عهده ،تحفة نادرة ،ورائعة من روائع الفن اإلسالمي،
فتجويف المحراب نصف الدائري مكسو بألواح من الرخاـ المنقوش بالزخارؼ ،كالمحاريب،
واألشكاؿ الهندسية واألوراؽ والعروؽ النباتية ،والكتابات الكوفية .والحفر فيها غائر ،وتتخللها
مخرقة.
أجزاء َّ
أما طاسة المحراب ،فقد كسيت بالخشب المزخرؼ باألصبغة والعروؽ النباتية .وىنك عنصر ىاـ كسيت
بو واجهة المحراب أال وىو األلواح المربعة ( 21سنتيمتراً) من الخزؼ ذي البريق المعدني ،في كل منها
موضوع زخرفي يختلف عن اآلخر .وتعتبر ىذه المجموعة النادرة من الخزؼ أقدـ ما عرؼ في العمائر
اإلسالمية .ويحمل عقد المحراب عموداف من الرخاـ األحمر.
قبة المحراب :إف القبة المقاومة أماـ المحراب ،أقدـ ،كما رأينا ،من القبة التي أضيفت أمامها في
التوسعة (قبة البهو) ،كما أنها أكثر اتقاناً وصنعة فنية ،غنية بالعناصر العمارية والزخرفية .يحمل القبة أربعة
عقود يتوجها سجف من الخشب المزخرؼ ،عليو كتابة كوفية ،تليو منطقة االنتقاؿ من القاعدة المربعة
إلى رقبة القبة.
وىي من الداخل فقط مثمنة الشكل ،تتألف من ثمانية عقود مفصصة ،أربعة منها تحتل زوايا
االنتقاؿ ،وفي باطنها حنايا مفصصة على شكل الصدفة أما األربعة األخرى فتحتوي على محاريب
مسطحة ،في وسط كل منها نافذة على شكل دائرة مفصصة .وشكل الرقبة من الخارج مربع ،تزين
وجوىو المحاريب المسطح .ويلي الرقبة السفلى رقبة أخرى .وىي من الخارج على شكل مثمن،
أضالعو مقعرة قليالً بحيث يبدو ذا شكل نجمي.
أما من الداخل فشكلها مستدير ،يتكوف من ستة عشر
محراباً وثماني نوافذ ،بحيث تتناوب كل نافذة مع اثنين من
المحاريب.
ثم تأتي طاسة القبة المحززة التي يقسمها أربعة وعشروف
ضلعاً نافرا إلى فصوص وأحواز مقعرة من الداخل ،محدبة
من الخارج.
ويؤلف سطح المسجد والغرؼ التي تحيط ببقية الطابق العلوي ،متراساً أحيط بستارة من
الحجر ،تتوجها سلسلة من الشرافات رصفت قريبة بعضها من بعض شكلها مستطيل محدب
الرأس ،في وسطها فتحة ضيقة لرمي النباؿ.
ىػ -جامع سوسة
شيدت سنة 236ىػ (850ـ) أياـ األمير األغلبي محمد أبي العباس بن إبراىيم ،كما تنص الكتابة
المنقوشة على واجهة الحرـ ،وىي جزء من شريط من الكتابة الكوفية التي تعلو واجهات الصحن
في الشرؽ والجنوب والشماؿ.
الجامع بوضعو الحاضر ال يمثل الجامع األغلبي ،بعد أف جرت توسعتو في أواخر القرف العاشر في
عهد دولة صنهاجة.
أما صحن المسجد فإنو محاط برواؽ مؤلف من واجهة من القناطر ذوات العقود الحدوية المحمولة
على عضائد مسقطها على شكل حرؼ ت الالتيني أي ذات ثالثة رؤوس كي تحمل عقود عمودية
على الجدار أيضاً ،محدثة بذلك أحوازاً يتكوف الرواؽ منها ،مسقوفة بقبوة طولية .أما الرواؽ الممتد
أماـ الحرـ فقد أحدث في عاـ 1066للهجرة (1655ـ) ،كما تنص الكتابة المثبتة عليو.
وقد حجبت ىذه اإلضافة الواجهة األغلبية للحرـ ،والنص التاريخي القديم المثبت عليها الذي
تقدمت اإلشارة إليو.
ال نجد مئذنة في جامع سوسة ،سوى أف برج الزاوية الشمالية الشرقية الدائري يقوـ مقاـ المئذنة،
وقد زود بشرفة لألذاف ،مثمنة األضالع ،مسقوفة بقبة .ولعل قياـ الرباط إلى جوار المسجد بمنارتو
العالية ،لم يحوج إلى تشييد مئذنة حقيقية.
و -جامع بوفتاتة
وىو من المساجد الصغيرة التي شيدت في عهد
األغالبة ،كمسج الثالثة بيباف ي القيرواف الذي تقدـ
ذكره ،إال أنو أقدـ منو ،شيد سنة 223ىجرية
(838ـ) أياـ ثالث أمراء األغالبة (أبي عقاؿ بن
إبراىيم) .في واجهة المسجد الصغيرة ( 8أمتار)،
رواؽ أمامي ذو ثالث قناطر ،تليو قاعة الصالة وىي
مربعة تقريباً ،وتنقسم إلى تسعة أحواز مسقوفة بأقباء
طولية ،محمولة على أربعة صفوؼ من القناطر
ِظجذ ثٛفزبرخ ف ٟطٛطخ المتعامدة ،المكونة من العقود الحدوية والعضائد
ذوات الشكل المتصالب،
وىكذا نجد أف األقباء والعضائد ىما العنصراف السائداف ،في سائر مباني سوسة األغلبية ،خالفاً
لمباني القيرواف ،ذات السقوؼ المستوية المقامة من الخشب والعمد بدالً من العضائد.
وأىم ما فيو اليوـ مئذنتو المربعة المجددة في عهد بني زيرى ،تزينها األطاريف والشرافات والكتابة
الكوفية التي تشاىد في أعالىا .كذلك واجهة الصحن الشرقية ،بمحاريبها المسطح ،ذات العقود
الحدوي المزين باطنها بالكتابات الكوفية.
األقاليم الشرقية:
من المؤسف أال نجد في ىذه األقاليم الواسعة ،التي تعج بالمدف والمراكز الحضارية ،سوى النذر
اليسير من عمائر العهد العباسي األوؿ ،أو من عهد الدويالت المحلية التي استقلت أو كانت تتمتع بما
يشبو الحكم الذاتي في ظل الخالفة العباسية ،والتي ظهرت فيها أسر حاكمة محلية،فارسية أو تركية،
كالتي أتينا على ذكرىا في مقدمة ىذا الفصل.
فلقد كاف لهذه المناطق في فارس ،وخراساف (أفغانستاف) وما وراء النهر (التركستاف) ،شأ ،ىاـ بالنسبة
للخالفة العباسية ،اعتمدت عليها في تدعيم سلطانها ،ولقد رأينا المكانة التي شغلها الفرس في
وظائف الدولة في عهد الخلفاء األوؿ ،من أسرة البرامكة وغيرىم ،ورأينا كذلك أىمية الشعوب التركية
في ما وراء النهر في تكوين جيش المعتصم وقادتو.
وىكذا ظهرت حواضر عدة ،وازدىرت وكثرت خيراتها ،مثل الري ومرو وأصبهاف وشيراز وغزنة
وبخارى وسمرقند ونيسابور .وكاف حكاـ الواليات في ىذه الحواضر يميلوف إلى الظهور بمظهر
السالطين ،وتقليد حاضرة الخالفة في اتخاذ القصور الفخمة ،وإحاطة أنفسهم بمظاىر األبهة والترؼ.
وال شك أف السبب في ضآلة اآلثار العمارية ؼ ىذه المدف مبعثو ما أصابها من دمار خالؿ الحروب
والكوارث ،ولضعف مادة البناء المشيدة منها وىي اللبن واآلجر.
وأخيرا فالبد أف العديد من المباني المشيدة في ىذه المرحلة المبكرة اختفى وراء الكثير من أماؿ
التجديد واإلعمار في العهود الالحقة .من ىذا القليل من المباني أو أجزاء المباني الباقية ،وما كشفت
عنو أعماؿ التنقيب ،نالحظ أف الفن اإلسالمي في تلك المناطق النائية قد أثبت وجوده ،وأف المباني
شيدت وفق الخصائص الفنية العامة للعهد العباسي ،ممتزجة مع التقاليد الفنية المحلية.
وفيما يلي نستعرض أىم ىذه اآلثار العمارية:
أ -جامع دمغاف
دمعاف مدينة إيرانية تقع إلى الشماؿ الشرقي من
طهراف .وقد عرؼ مسجدىا العباسي ،الذي مازاؿ
قائماً ،ابسم "تارؾ خانو" .وىو من أقدـ مساجد
إيراف إذ يرجع تاريخو إلى القرف الثاني للهجرة.
وىو مسجد صغير نسبياً ( 50×40متراً) مشيد
باآلجر ولو صحن محاط برواؽ من ثالث جهات
يتألف من سلسلة قناطر مفتوحة على الصحن،
تدعمها قناطر أخرى عمودية على السور ،تقسم
ِظجذ ربرن خبٔخ ف ٟدِغبْ ف( ٟإ٠زاْ):
اٌّظمظ (فٛق) ِمبطغ (رذذ) الرواؽ إلى أحواز متساوية.
وفي الجهة الرابعة يوجد الحرـ ،وىو قاعة مؤلفة من سبع بالطات عمودية على القبلة مسقوفة بأقباء
طولية .محمولة على ستة صفوؼ من القناطر والعضائد .بعض عقود القناطر مدبب من النوع العباسي
وبعضها إىليلجي .أما العضائد فهي أسطوانية كاألعمدة لكنها خالية من القواعد والتيجاف.
مئذنتو المجددة من قبل األسرة الغزنوية (1027ـ) أسطوانية مخروطية ،أي يتناقص طوؿ قطرىا كلما
اتجهنا إلى األعلى .قد غطى سطحها كلو بزخارؼ ىندسية مكونة بتشكيالت اآلجر .وستكوف ىذه
المئذنة نموذجاً لكثير من المآذف التي شيدت في األقاليم الشرقية على مدى عدة قروف.
يتألف سقف التربة من قبة نصف كروية حولها أربع قبيبات في األركاف ،ويتم االنتقاؿ بين القاعدة
المربعة وطاسة القبة الكبيرة بواسطة منطقة انتقاؿ تقوـ مقاـ الرقبة ،تبدو من الداخل مكونة من قطاع
مثمن ،مكوف من أربع حنايا ذات عقود مدببة في أركاف المربع ،وأربع أخرى تحتل منتصف أضالع
المربع ،وقد ألصقت في أركاف المثمن ثمانية سويريات من اآلجر .وفوؽ المثمن مضلع ذو ستة عشر
ضلعاً ،قليل االرتفاع ،يحمل طاسة القبة ،تستند ثمانية من أضالعو (التي تقع في أركاف الثمن) على
تيجاف السويريات التي تقدـ ذكرىا.
٠ٚالدظ ف٘ ٟذا اٌزصّ ُ١اٌطز٠ف أْ ِٕطمخ االٔزمبي ٘ذٖ ال رظٙز ِٓ اٌخبرج ،د١ش رذججٙب صفٛف إٌٛافذ اٌّمبِخ
ف ٟأػٍ ٝاٌجذراْ اٌخبرج١خ ٠ٚفصً ثّٕٙ١ب د١شٔ ،ظزا ٌظّبوخ اٌجذراْ اٌىج١زح (110طُ).
ويزين طاسة القبة من الداخل تشكيالت اآلجر الجميلة وشريط تحتها من الكتابة الكوفية ،
عرضو نصف متر ،مكتوب بأحرؼ بلوف أبيض فوؽ أرضية ملونة من العروؽ النباتية.
وىناؾ مئذنة بالقرب من التربة المذكورة ومن عهدىا ،وىي من اآلجر ،شكلها أسطواني مخروطي.
ز -تربة قابوس
وىي واحدة من الترب الهامة شيدت في أياـ الدولة الزيارية ،التي أتينا على ذكرىا في عداد
الدويالت المستقلة تحت لواء الخالفة العباسية ،والتي أسسها مرداويج ابن زيار في بالد الديلم
وفارس .والتربة مشيدة على مرتفع يقع إلى الشماؿ الشرقي من جرجاف (شماؿ إيراف) .وفي عاـ
397ىػ (1006ـ) وىي تمثل بهندستها شكالً ثالثاً من أشكاؿ الترب التي ظهرت حتى اآلف في
الحضارة اإلسالمية( ،بعد التربتين الصليبية في سامراء ،والسامانية في بخارى).
فهي على شكل برج أسطواني يرتفع كالمسلة ( 55متراً) ،مسقوؼ بقبة مخروطية ،وتبرز منو
عشر دعائم مثلثية ،تؤلف رؤوسها شكالً نجمياً .أما في الداخل فتصبح غرفة مستديرة قطرىا
حوالي 9.5متر .ولتربة باب صغير ضمن إيواف ضيق ،يعلوىما عقداف من النوع العباسي
المتطور أو الفارسي ،أي إف قسمو العلوي أصبح مقوساً نحو الخارج.
ويزين الواجهة كتابات كوفية موزعة على عشر لوحات تحتل ما بين الرؤوس البارزة.
حػ -تريثا يزد وعرب أتا
لهاتين التربتين أىمية خاصة في تاريخ العمارة اإلسالمية ،من حيث ظهور العنصر العماري الذي
يعتبره مؤرخو العمارة األصل الذي اشتقت منو المقرنصات والتي سيبدأ انتشارىا في العهد
السلجوقي ،لتعم عمائر العالم اإلسالمي .وىذا العنصر عبارة عن حنية ركنية في زوايا االنتقاؿ في
القبة ،متطورة أو منقسمة إلى ثالث حنايا أو فصوص.
وكاف يعتقد في البدء أف تربة يزد (إحدى مدف إيراف) التي ينبت كضريح لإلماـ "دافازداه" في عاـ
428ىػ (1036ـ) تحوي أقدـ نموذج لهذه الحنية المتطورة ،غلى أف عثر على واحدة أقدـ
منها في التربة المشهورة "بعرب أتا" أي (أبو العرب) المبنية في عاـ 367للهجرة (978ـ)،
كما تنص الكتابة التاريخية المنقوشة على الجص .وىي في بالد التركستاف ،عند بلدة "تيم" ،
بالقرب من وادي "زارفشاه".
أمر ببنائها أحد أمراء األسرة القرخانية األتراؾ الذي سيطروا على بالد ما وراء النهر ،قبيل
ظهور السالجقة وحلولهم محل السامانيين في بخارى ،في آخر القرف العاشر الميالدي.
وىذه التربة مبنية باآلجر ،وشكلها مربع (طوؿ ضلعو 6أمتار).
ط -تربة مجهولة
تقع بالقرب من بلدة "سميراف" اإليرانية ،من القرف العاشر الميالدي .يرجح أنها من عمل البويهيين.
وتختلف عن ترب ذلك العصر لكونها لم تبن من اآلجر ،بل الحجر الغشيم ،وتتميز كذلك ببرجها
المثمن الذي زودت أركانو بأعمدة مندمجة من نفس مادة الحجر ،وفوؽ الباب قوس معقود من النوع
العباسي.
ي -تربة الجيم
وىذه التربة أيضاً من عهد البويهيين ،موجودة في إيراف ببلدة "مازندراف" يرجع تاريخها إلى عاـ
413ىػ (1022ـ) .كلها أسطواني ،مسقوفة بقبة مخروطية ،وفي أعالىا كتابة بخط كوفي وأخرى
باللغة البهلوية.
اٌذجبس ٚجش٠زح اٌؼزة:
قبل أف ننهي ىذا الفصل يبد بنا أف نلقي نظرة على آثار العباسيين في الحجاز
والجزيرة العربية ،التي كانت وال شك موضع اىتماـ العباسيين والخلفاء األوؿ
بشكل خاص.
فالرشيد كاف ،كما تذكر الروايات ،يحج عاماً ويغزو عاماً .ولكن أين ىي العمائر التي شيدىا
العباسيوف ىنا وىناؾ ،في مكة والمدينة المنورة ،وفي طريق الحج ،وما يحتاجو من محطات لنزوؿ
القوافل ،أو قصور الستراحة الخلفاء واألمراء والحكاـ؟
كل ما نعرفو عن ىذا التراث آثار ضئيلة كشفت عنها دراسات حديثة لما يسمى بدرب زبيدة (زوج
الرشيد) ،من البرؾ ومنازؿ القوافل ،كبركة "الخربة" المستديرة الشكل.
الواقع شرقي الطائف ،وموقع الربذة المعروؼ اليوـ باسم "بركة أبو سليم" حيث يحتوي الموقع
على بركتين للماء ،وآثار قصور ومساكن يجرى التنقيب فيها حديثاً من قيل قسم اآلثار بجامعة
الملك سعود بالرياض ،ولعل المستقبل القريب يكشف لنا عن المزيد.
ولقد سبق أف أشرت في الفصل السابق إلى ما وجدتو في األروقة العثمانية في الحرـ المكي من
العمد التي ترجع إلى أياـ التوسعة التي قاـ بها الخليفة المهدي.
وما مكاف عليها من كتابات بالخط الكوفي ،تحيط بها زخارؼ دقيقة النقش تمثل عروؽ الكرمة.
"عمل أىل الكوفة عاـ سبع وستين ومائة". وقد ورد في النص ما يلي:
كنت المراحيض تلحق بالمساجد ولكن بعيداً عن الصحن والحرـ ،وربما خارج البناء كلو .يستعملها
المصلوف والسايلة والبعيدوف عن مساكنهم من أصحاب الدكاكين المجاورة ،فكل منازؿ المدينة لها
مراحيضها الخاصة.
وكانت كثيرة في "الزىراء" ،وحيث ال يخلو منها قسم بنائي .وإف كانت المياه الوسخة والفضالت
تصب ،خارج منازؿ المدف ،في أقنية عامة في أياـ الشتاء ،وفي جباب خاصة ،أثناء الصيف،
فاألمر كاف وما زاؿ مطروحاً بشكل آخر في "حضرموت" فمراحيض الطبقات العليا ،بناؤىا بارز
كالشرفات أو المشربيات ،مفتوحة األسفل ،ال مجارير لها ،سقوفها قوية االنحدار لتسهيل وصوؿ
الفضالت مباشرة إلى الطريق.
غير أف ارتفاع درجة الحرارة والتي تصل إلى خمسين مئوية في الظل ،يجفف األوساخ
والمياه ...ربما قبل وصولها إلى األرض ،حيث ال تستقر طويالً فالرقع الزراعية الضيقة
بانتظارىا لتسمد بها .وىكذا أسهمت أشعة الشمس المحرقة والحاجة "النباتية" الملحة
في تأمين نظافة المدينة باستمرار .وكانت المراحيض ،اف وجدت ،في القرى اللبنانية،
خارج المنزؿ ،تتألف من حفرة ترابية وسقف وجدراف ،تشبو الغرفة الضيقة وال ما فيها.
ولكن لم يلجأ دائماً إلى ىذا البناء البدائي ألنو ال يغني كثيراً عن الحقوؿ المجاورة ،ال
في حر الصيف وال برد الشتاء.
"في حديث أبي أيوب األنصاري :فوجدنا مراحيضهم استقبل بها القبلة .فكنا ننحرؼ
ونستغفر اهلل".
اٌّــــــزاجغ