Professional Documents
Culture Documents
السلم عليك يابن رسول رب العالمين ،السلم عليك يابن أمير المؤمنين ،السلم عليك يابن فاطمة
الزهراء ،السلم عليك يا حجة الله ،السلم عليك يا نور الله ،السلم عليسسك يسا صسراط اللسسه ،السسلم
ديق،
صس ّ
عليك أيها السيد الزكي ،السسلم عليسك أيهسسا العسسالم بالتأويسل ،السسسلم عليسسك أيهسا الشسسهيد ال ِ
السلم عليك يا أبا محمد الحسن بن علي ،ورحمة الله وبركاته.
نسبه الشريف
مولده
وُل ِد َ سلم الله عليه في يوم الخامس عشر )وقيل ليلة الخامس عشر( مسسن شسسهر رمضسسان المبسسارك
عام ثلثة من الهجرة ،في المدينة المنورة .وهو أول أولد مولتنا فاطمة الزهراء سسسلم اللسسه عليهسسا.
روى ابن بابويه بأسانيد معتبرة عن المام زين العابدين سلم الله عليه أّنه قال» :لما ولدت فاطمسسة
مه ،فقال :مسسا كنسست لسسسبق باسسسمه رسسسول
الحسن سلم الله عليهما قالت لعلي سلم الله عليه س ّ
الله ،فجاء رسول الله صّلى الله عليه وآله فأخرج إليسه فسي خرقسة صسفراء ،فقسال» :ألسم أنهكسم أن
ميته؟
فسسه فيهسسا ،ثسسم قسسال لعلسسي :هسسل سس ّ
تلفوه في خرقة صفراء« ،ثم رمى بها وأخذ خرقة بيضاء فل ّ
فقال :ما كنت لسبقك باسمه ،فقال صّلى الله عليه وآله :وما كنت لسبق باسسسمه ربسسي عسسز وجسسل،
فأوحى الله تبارك وتعالى إلى جبرئيل أّنه قد ولد لمحمد إبن فاهبط فاقرأه السسسلم وهنئه وقسسل لسسه:
كنيته الشريفة:
أبو محمد.
ألقابه الشريفة:
مدة إمامته:
عشر سنوات
إن الحسن سلم الله عليه هو المام والخليفة الشرعي علسى المسة بعسد وفسساة أبيسسه أميسر المسؤمنين
ده الرسول الكرم صّلى ص عليه بالمامة ،إضافة إلى نصوص ج ّ
سلم الله عليه ،الذي أوصى إليه ون ّ
الله عليه وآله على إمامته وإمامة أخيه الحسين سلم الله عليه والتي أشهرها قوله صّلى الله عليسسه
وآلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه:
»ابنسسسسسسسسسسسسسسسسسسي هسسسسسسسسسسسسسسسسسسذان إمامسسسسسسسسسسسسسسسسسسان ،قامسسسسسسسسسسسسسسسسسسا أو قعسسسسسسسسسسسسسسسسسسدا«.
وجسسسسسسسسسسسسسسسساء عسسسسسسسسسسسسسسسسن سسسسسسسسسسسسسسسسسليم بسسسسسسسسسسسسسسسسن قيسسسسسسسسسسسسسسسسس قسسسسسسسسسسسسسسسسال:
»شهدت أمير المؤمنين حين أوصى إلى إبنه الحسن وأشهد علسى وصسّيته الحسسين ومحمسدا ً وجميسع
ي أمرني رسول اللسسه أن
ولده ورؤساء شيعته وأهل بيته ،ثم دفع إليه الكتاب والسلح ،وقال له :يا ُبن ّ
ي كتبه وسلحه ،وأمرني أن آمرك إذا
ي ودفع إل ّ
أوصي إليك وأدفع إليك كتبي وسلحي ،كما أوصى إل ّ
حضرك الموت أن تدفعها إلى أخيك الحسين ،ثم أقبل على ابنه الحسين ،فقال :وأمرك رسول اللسسه
صّلى الله عليه وآله أن تدفعها إلى إبنك هذا ،ثم أخذ بيد علي بن الحسين وقال :وأمرك رسول الله
صّلى الله عليه وآله أن تدفعها إلى إبنك محمد بن علي ،فسساقرأه مسسن رسسسول اللسسه ومن ّسسي السسسلم«.
وقسسسسسسسسسسسسسسسال المسسسسسسسسسسسسسسسام البسسسسسسسسسسسسسسساقر سسسسسسسسسسسسسسسسلم اللسسسسسسسسسسسسسسسه عليسسسسسسسسسسسسسسسه:
ي
»إن أمير المؤمنين لما حضره الوفاة قال لبنسسه الحسسسن :أدن من ّسسي حسستى أسسّر إليسسك مسسا أسسّر إلس ّ
ك على ما أئتمنني عليه ،ففعل«. رسول الله وَأ َئ ْت َ ِ
من َ َ
نشأته
نشأ سلم الله عليه فسسي كنسف جسسده الرسسول العظسسم صسّلى اللسسه عليسسه وآلسسه ،وأحضسسان أبيسه أميسسر
ده كان صورة رائعسسة عسسن النسسسان
مه فاطمة الزهراء سلم الله عليهما ،حتى إذا بلغ أش ّ
المؤمنين وأ ّ
الكامل ،ونموذجا ً مثاليا ً للمسلم القرآني ،وقدوة ً صالحة للمة .وكان النبي صّلى الله عليه وآله يحب ّسسه
حبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ً شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسديدًا.
فقسسسسسسسسسسسسسسد روى الربلسسسسسسسسسسسسسسي فسسسسسسسسسسسسسسي كشسسسسسسسسسسسسسسف الغمسسسسسسسسسسسسسسة فقسسسسسسسسسسسسسسال:
رأيت رسول الله صّلى الله عليسه وآلسه واضسعا ً الحسسن علسى عساتقه وقسال» :مسن أحّبنسي فليحّبسه«.
وروي عسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسن أبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي هريسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسرة قسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسال:
»ما رأيت الحسن قط إل فاضت عيناي دموعًا ،وذلك أنه أتى يوما ً يشتد ّ حتى قعسسد فسسي حجسسر النسسبي
صسسسّلى اللسسسه عليسسسه وآلسسسه ،ورسسسسول اللسسسه يفتسسسح فمسسسه ثسسسم يسسسدخل فمسسسه فسسسي فمسسسه ويقسسسول:
ب مسسسسسسسسن يحّبسسسسسسسسه« يقولهسسسسسسسسا ثلث مسسسسسسسسرات.
»اللهسسسسسسسسم إّنسسسسسسسسي أحبسسسسسسسسه وأحسسسسسسسس ّ
وقسسسسال صسسسسّلى اللسسسسه عليسسسسه وآلسسسسه فيسسسسه وفسسسسي أخيسسسسه الحسسسسسين سسسسسلم اللسسسسه عليهمسسسسا:
»أبنسسسسسسسسسسسسسسسسسساي هسسسسسسسسسسسسسسسسسسذان إمامسسسسسسسسسسسسسسسسسسان قامسسسسسسسسسسسسسسسسسسا أو قعسسسسسسسسسسسسسسسسسسدا«.
»الحسسسسسسسسسسسسسسن والحسسسسسسسسسسسسسسين سسسسسسسسسسسسسسيدا شسسسسسسسسسسسسسباب أهسسسسسسسسسسسسسل الجنسسسسسسسسسسسسسة«.
»إنهما ريحانتاي من الدنيا«.
»نحن الخرون ،ونحن الولون ،ونحن النور ،بنور الروحسسانيين ،ننسوُّر بنسسور اللسسه ،ونسسروح بروحسسه ،فينسسا
مسسسسسسسسكُنه ،وإلينسسسسسسسا معسسسسسسسد ُِنه ،الخسسسسسسسُر مّنسسسسسسسا كسسسسسسسالول ،والول مّنسسسسسسسا كسسسسسسسالخر«.
ي مرسسسل،
طلع عليسسه ملسسك مقسّرب ،ول نسسب ّ »ما يعلم المخزون المكنون المجزوم المكتوم ،الذي لم ي ّ
قبورًا .يا ابن آدم :لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أ ّ
مك ،فخذ مما في يسسديك لمسسا بيسسن
يسسسسسسسسسسسسسسديك ،فسسسسسسسسسسسسسسإن المسسسسسسسسسسسسسسؤمن يسسسسسسسسسسسسسستزود والكسسسسسسسسسسسسسسافر يتمتسسسسسسسسسسسسسسع«.
م النسسسسسساس قسسسسسسدرًا؟
ن أعظسسسسسس ُ
مسسسسسس ْ
قيسسسسسسل للمسسسسسسام الحسسسسسسسن سسسسسسسلم اللسسسسسسه عليسسسسسسه َ :
مسسسسسسسسن كسسسسسسسسانت«.
دي َ
ل بالسسسسسسسسدنيا فسسسسسسسسي َيسسسسسسسس َ
مسسسسسسسسن لسسسسسسسسم ُيبسسسسسسسسا ِ
فقسسسسسسسسالَ » :
مُهسسسم عنسسسد اللسسسه شسسسأن«.
دهم قضسسساًء لهسسسا ،أعظ ُ
»أعسسسرف النسسساس بحقسسسوق إخسسسوانه ،وأشسسس ّ
دقين ،ومن شيعة علي بسسن أبسسي طسسالب سسسلم
ص ّ
من تواضع في الدنيا لخوانه ،فهو عند الله من ال ّ
»و َ
اللسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه عليسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه«.
ت لمن يفكر في مأكوله ،كيف ل يفكر في معقوله ،فيجّنب بطنه ما يسسؤذيه ،ويسسودعُ صسسدره مسسا
»عجب ُ
يرديسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه؟«
سسسسسسسسسسسسسئل عسسسسسسسسسسسسن الصسسسسسسسسسسسسمت؟ فقسسسسسسسسسسسسال سسسسسسسسسسسسسلم اللسسسسسسسسسسسسه عليسسسسسسسسسسسسه:
و ُ
ن«.
سسسسسه فسسسسي أمسسسس ٍ
ض ،وفسسسساعله فسسسسي راحسسسسه ،وجلي ُ
ن العسسسسر ِ
ي ،وزيسسسس ُ
»هسسسسو سسسسستُر العسسسس ّ
مسسسسسسن شسسسسسسُر النسسسسسساس؟ فقسسسسسسال:
قسسسسسسال رجسسسسسسل للحسسسسسسسن سسسسسسسلم اللسسسسسسه عليسسسسسسهَ :
مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسن يسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسرى أن ّسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه خيُرهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسم«.
» َ
»أسسسسسسسسسسسسمعُ السسسسسسسسسسسسماع مسسسسسسسسسسسا وعسسسسسسسسسسسى التسسسسسسسسسسسذكير وانتفسسسسسسسسسسسع بسسسسسسسسسسسه«.
خلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسق«.
»أشسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ّ مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسن المصسسسسسسسسسسسسسسسسسسسيبة سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوء ال ُ
مسسسسه«. ُ
»أوصسسسسيكم بتقسسسسوى اللسسسسه ،وإدامسسسسة التفكسسسسر ،فسسسسإن التفكسسسسر أبسسسسو كسسسسل خيسسسسرٍ وأ ّ
س بالجميسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسل«.
س العقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسل :معاشسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسرة النسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ِ
»رأ ُ
ب مفاتيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسح الجسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسر«.
»المصسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسائ ُ
»مسسسسسسسسسسسسسسا تشسسسسسسسسسسسسسساور قسسسسسسسسسسسسسسوم إل ّ ُ
هسسسسسسسسسسسسسسدوا إلسسسسسسسسسسسسسسى رشسسسسسسسسسسسسسسدهم«.
»ل حيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساة لمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسن ل ديسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسن لسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه«.
قهسسسا فسسسي نحسسسره«.
سسسسه ،ومسسسن نافسسسسك فسسسي دنيسسساك فأل ِ
سسسسك فسسسي دينسسسك فنافِ ْ
مسسسن ناف َ
» َ
م والعبسسادة فسسي
في تفسير قوله تعالى» :آتنا في الدنيا حسنة وفي الخرة حسسسنة« قسسال»:هسسي العلس ُ
ة فسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي الخسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسرة«.
السسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسدنيا ،والجنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ
»الُبخسسسسسسل جسسسسسسامع للمسسسسسسساوئ ،والعيسسسسسسوب ،وقسسسسسساطع للمسسسسسسودات مسسسسسسن القلسسسسسسوب«.
ن السؤال نصف العلم ،ومداراة الناس نصف العقل ،والقصد في المعيشة نصف المؤنة«.
»حس ُ
اختلف المؤرخون اختلفا ً كثيرا ً فيمن بادر لطلب الصلح فابن خلدون وجماعة مسسن المسسؤرخين ذهبسسوا
إلى )ان المبادر لذلك هو المام الحسن سلم الله عليه بعد ما آل أمره إلى النحلل ،وذهسسب فريسسق
آخر إلى )أن معاوية هو الذي بادر لطلب الصلح بعد ما بعث إليه برسسسائل أصسسحابه المتضسسمنة للغسسدر
والفتك به متى شاء معاوية أو أراد( ،وذكر السبط ابن الجوزي )ان معاويسسة قسسد راسسسل المسسام سسسرا ً
يدعوه إلى الصلح فلم يجبه ،ثم أجابه بعد ذلك( ،وأكبر الظن أن معاويسسة هسسو السسذي اسسستعجل الصسسلح
وبادر إليه وذلك خوفا ً من العراقيين أن ترجع إليهم أحلمهم ،ويثوب إليهم رشدهم وذلك لمسسا عرفسسوا
به من سرعة النقلب وعدم الستقامة على رأي ،ومما يسسدل علسسى أن معاويسسة هسسو السسذي ابتسسدأ فسسي
طلب الصلح ،خطاب المام الحسن الذي ألقاه في المدائن فقد جاء فيه »أل وإن معاوية دعانا لمر
ليسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس فيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه عسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسز ول نصسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسفة«.
ومهما يكن من شيء فان تحقيق ذلك ليس بذي أهمية ،لن المام إن كان هو الذي استعجل الصسسلح
فل ضير عليه نظرا ً للمحن الشاقة التي أحاطت به حتى ألجأته إلى المسالمة ،وإن كان معاويسسة هسسو
الذي استعجل الصلح فل ضير على المام سلم الله عليسه أيضسا ً لمسا أوضسحناه فسي أسسباب الصسلح،
والمهسسسسسسم البحسسسسسسث عسسسسسسن الشسسسسسسروط السسسسسستي اشسسسسسسترطها المسسسسسسام علسسسسسسى خصسسسسسسمه.
فقد اختلف التاريخ فيها اختلفا ً كثيرًا ،واضطربت كلمات المؤرخين في ذلك ،وفيما يلسسي بعسسض تلسسك
القسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوال.
.1ذكر بعض المؤرخين ان المام أرسسسل سسسفيرين إلسسى معاويسسة ،همسسا عمسسرو بسسن سسسلمة الهمسسداني،
ومحمد بن الشعث الكندي ليستوثقا من معاوية ويعلما ما عنده .فأعطاهما معاوية كتابا ً كسسان نصسسه:
»بسم الله الرحمن الرحيم :هذا كتاب للحسن بن علي من معاوية بسسن أبسسي سسسفيان ،إنسسي صسسالحتك
على أن لك المر من بعدي ،ولك عهد الله وميثاقه وذمته ،وذمة رسوله محمد )ص( ،وأشد ما أخذه
الله على أحد من خلقه من عهد وعقد ،ل أبغيك غائلة ول مكروهًا ،وعلى أن أعطيسسك فسسي كسسل سسسنة
سسسا ودار ابجسسرد ،تبعسسث إليهمسسا عمالسسك ،وتصسسنع
ألف ألف درهم من بيت المال ،وعلى أن لك خراج ب َ َ
بهما ما بدا لك« .شهد بها عبد الله بن عامر ،وعمرو بسسن سسسلمة الكنسسدي ،وعبسسدالرحمن بسسن سسسمرة،
ومحمسسد بسسن الشسسعث الكنسسدي ،كتسسب فسسي شسسهر ربيسسع الخسسر سسسنة إحسسدى وأربعيسسن هجريسسة.
وتنسسص هسسذه الوثيقسسة علسسى إعطسساء معاويسسسة للمسسام الحسسسسن سسسلم اللسسسه عليسسسه ثلثسسة أشسسياء:
.1جعلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه ولسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي عهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسده.
.2للمسسسسسسسام مسسسسسسسن بيسسسسسسست المسسسسسسسال راتسسسسسسسب سسسسسسسسنوي ألسسسسسسسف ألسسسسسسسف درهسسسسسسسم.
.3منحه كورتين من كور فارس يرسل إليهما عماله ،ويصنع بهما مسسا شسساء واحتفسسظ المسسام برسسسالة
معاوية ،فأرسل إليه رجل ً من بني عبدالمطلب وهو عبدالله بن الحارث بن نوفل وأ ّ
مه أخسست معاويسسة
فقسسسسسسسسسال لسسسسسسسسسه :إئت خالسسسسسسسسسك وقسسسسسسسسسل لسسسسسسسسسه إن أمنسسسسسسسسست النسسسسسسسسساس بايعتسسسسسسسسسك.
ولما انتهى عبدالله إلى معاوية عرض عليه مهمسسة المسسام وهسسي طلسسب المسسن العسسام لعمسسوم النسساس،
فاستجاب له وأعطاه طومارا ً وختم في أسفله وقال له :فليكتب الحسن فيه ما شاء ،فجاء عبسسدالله
بن الحارث بهذا التفسسويض المطلسسق إلسسى المسسام ،فكتسسب سسسلم اللسسه عليسسه مسسا رامسسه مسسن الشسسروط.
.2روى كل من الطبري وابن الثير صسسورة أخسسرى وخلصسستها ان المسسام راسسسل معاويسسة فسسي الصسسلح
واشترط عليه أمورا ً فان التزم بها ونفسذها أجسرى معسه الصسلح وإل فل يسبرمه ،فلمسسا وصسسلت رسسالة
المام سلم الله عليه إلى معاوية أمسكها واحتفظ بها ،وكان معاوية قبسل ورود هسذه الرسسالة عليسه
قد بعث للمام صحيفة بيضاء مختوما ً في أسفلها ،وكتب إليه أن اشترط في هذه الصحيفة ما شئت
وقد وصلت هذه الصحيفة إلى المام بعسدما بعسث إلسى معاويسة الوثيقسة الستي سسجل فيهسا مسا أراده،
وسجل المام في تلك الصحيفة البيضاء أضعاف الشروط التي اشترطها أول ً ثم أمسكها ،فلما سسلم
له المر طلب منه الوفاء بالشروط التي اشترطها أخيرًا ،فلم ي ِ
ف لسه بهسا وقسال لسه» :لسك مسا كنست
ي أول ً تسألني أن أعطيكه فاني قد أعطيتك حين جاءني كتابك ،فقال له الحسن سسسلم اللسسه
كتبت إل ّ
عليه :وأنا قد اشترطت حين جاءني كتابك وأعطيتني العهد على الوفاء بما فيسسه ،فاختلفسسا فسسي ذلسسك،
فلسسسسسسسسسسسسسسم ينفسسسسسسسسسسسسسسذ للحسسسسسسسسسسسسسسسن مسسسسسسسسسسسسسسن الشسسسسسسسسسسسسسسروط شسسسسسسسسسسسسسسيئ«.
وهذه الرواية لم تذكر لنا الشروط التي اشترطها المام »أول« ول ما سجله» .ثاني« في الصسسحيفة
البيضاء التي بعث بها معاويسسة إليسسه إل أن أبسسا الفسسداء فسسي تسساريخه نسسص علسسى الشسسروط الولسسى السستي
اشترطها المام فقال» :وكتب الحسن إلى معاوية واشترط عليه شروطا ً وقال :إن أجبت إليها فأنسسا
سامع مطيع ،فأجاب معاوية إليها ،وكان الذي طلبسسه الحسسسن أن يعطيسسه مسسا فسسي بيسست مسسال الكوفسسة،
وخراج دار ابجرد من فارس ،وأن ل يسب عليا ً فلم يجبه إلى الكف عن س ّ
ب علسسي فطلسسب الحسسسن
أن ل يشسسسسستم عليسسسسسا ً وهسسسسسو يسسسسسسمع فأجسسسسسابه إلسسسسسى ذلسسسسسك ،ثسسسسسم لسسسسسم يسسسسس ِ
ف لسسسسسه بسسسسسه«.
وعندي ان ما ذكره ابن الثير والطبري بعيد عن الصحة كل البعد وذلك لن الشروط التي اشسسترطها
المام أخيرا ً إن كانت ذات أهمية بالغة فلماذا أهملها ولم ينص عليها في بدايسسة المسسر؟ ولسسو أغمضسسنا
النظر عن ذلك فأي فائدة في تسجيلها مع عدم اطلع معاوية عليهسا وإقسراره لهسا ،مضسافا ً لسذلك ان
معاويسسسسسسة فسسسسسسي تلسسسسسسك المرحلسسسسسسة لسسسسسسو سسسسسسسأله المسسسسسسام أي شسسسسسسيء لجسسسسسسابه إليسسسسسسه.
.3وروى ابن عبد البر» :ان المام كتب إلى معاوية يخبره أنه يصّير المر إليه على أن يشترط عليه
أن ل يطلب أحدا ً من أهل المدينة والحجاز ول أهل العراق بشيء كان في أيام أبيه ،فأجسسابه معاويسسة
وكاد يطير فرحا ً إل أنه قال :أما عشرة أنفس فل أؤمنهم ،فراجعه الحسن فيهم فكتسسب إليسسه يقسسول:
إني قد آليت متى ظفرت بقيس بن سعد أن أقطع لسانه ويده ،فراجعه الحسن إنسسي ل أبايعسسك أبسسدا ً
وأنت تطلب قيسا ً أو غيره بتبعة ،قلت :أو كثرت! فبعث إليه معاوية حينئذ ب ِرِ ٍ
ق أبيض وقال :اكتب ما
شئت فيه وأنا ألتزمه ،فاصطلحا على ذلك ،واشسسترط عليسسه الحسسسن أن يكسسون لسسه المسسر مسسن بعسسده،
فسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسالتزم ذلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسك كلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه معاويسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسة«.
وقد احتوت هذه الرواية على أن أهم ما طلبه المام المن العام لعموم أصسسحابه وأصسسحاب أبيسسه ،ول
شك أن هذا الشرط من أوليات الشروط وأهمها عند المسسام أمسسا أن الصسسلح جسسرى بهسسذا اللسسون فأنسسا
أشسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسك فسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي ذلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسك.
.4وذكر جماعة من المؤرخين ان المام ومعاوية اصطلحا وارتضيا بما احتوته الوثيقة التية وقد وّقع
عليها كل منهما وهذا نصها:
وكما اختلف المؤرخون في المكان الذي وقع فيه الصلح فقد اختلفوا في الزمسسان أيض سًا ،فقسسد قيسسل:
إنه كان سنة 41هجرية في ربيع الول ،وقيل :في ربيسسع الخسر ،وقيسسل :فسسي جمسسادى الولسى ،وعلسسى
الول تكون خلفته خمسة أشهر ونصف ،وعلى الثاني فستة أشهر وأيام ،وعلى الثالث فسبعة أشهر
وأيام ،وقيل :وقع الصلح سنة أربعين من الهجرة في ربيع الول ،وقيسسل غيسسر ذلسسك ،والصسسح ان مسسدة
خلفتسسسسسسسه كسسسسسسسانت سسسسسسسستة أشسسسسسسسهر حسسسسسسسسب مسسسسسسسا ذكسسسسسسسره أكسسسسسسسثر المسسسسسسسؤرخين.
وعلى أي حال فقد اصطلح بعض المؤرخين على تسمية ذلك العام س الخالد في دنيسسا الحسسزان س س ....
بعام الجماعة ،نظرا ً لجتماع كلمة المسلمين بعد الفرقة ،ووحسسدتهم بعسسد الختلف ،ولكسسن الحسسق ان
هذه التسمية من باب تسمية الضد باسم ضده لن المسلمين منسسذ ذلسسك العسسام قسسد وقعسسوا فسسي شسسر
عظيم ،وانصبت عليهم الفتن كقطع الليل المظلم ،حتى تغيرت معالم الدين ،وتبدلت سنن السسسلم،
وآلت الخلفة السلمية إلى المصير المؤلم تنتقل بالوراثة من ظالم إلسى ظسالم حستى أغرقست البلد
في الدماء والمآسي والشجون ،يقول الجاحظ» :فعندها استوى معاويسسة علسسى الملسسك واسسستبد علسسى
بقية الشورى ،وعلسسى جماعسسة المسسسلمين مسسن النصسسار والمهسساجرين فسسي العسسام السسذي سسسموه )عسسام
الجماعة( وما كان عام جماعة بل كان عام فرقسة وقهسسر وجبريسسة وغلبسسة ،والعسسام السسذي تحسولت فيسه
المامسسسسسسسسسسسسسة ملكسسسسسسسسسسسسسا ً كسسسسسسسسسسسسسسرويا ً والخلفسسسسسسسسسسسسسة منصسسسسسسسسسسسسسبا ً قيصسسسسسسسسسسسسسري«.
لقد انفتح باب الجور على مصراعيه منذ ذلك العام الذي تم فيه الملسسك إلسسى )كسسسرى العسسرب( فقسسد
لقى المسلمون وخصوصا ً شيعة آل محمد )ص( من العناء والظلم والرهاق ما لم يشاهد له التاريخ
نظيرا ً في فظاعته وقسوته يقول ابن أبي الحديد عما جرى على المسلمين بعسسد عسسام الصسسلح» :لسسم
يبق أحد من المؤمنين إل وهو خائف على دمه أو مشرد في الرض ،يطلب المسسن فل يجسسده« ،وبعسسد
هذا الظلم الشامل والجور المرهق هل يصح أن يسمى ذلك العام عام الجماعة واللفة؟
دراسة وتحليل
ولبد لنا من وقفة قصيرة للنظر في تحقيق الشروط التي اشترطها المام علسسى معاويسسة ،كمسسا لبسسد
من دراستها والحاطة بها س ولو إجمال ً س لنها قد احتوت على أمور بالغة الهميسسة ،فقسسد ألغمسست نصسسر
معاوية ببارود وعادت عليه بالخزي ،وأخرجته من إدعائه الباطل بسسأنه مسسن حكسسام العسسدل إلسسى حكسسام
الجسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسور والظلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسم.
أما الشروط التي ذكرت فانا نؤمن بجميعها سوى شرطين ،وهما :أن يكون للمام ما في بيسست مسسال
الكوفسسسسسسسسسسسسسسة ،ومنحسسسسسسسسسسسسسسه راتسسسسسسسسسسسسسسب سسسسسسسسسسسسسسسنوي لسسسسسسسسسسسسسسه ،ولخيسسسسسسسسسسسسسسه.
أما )الول( فهو بعيد لن ما في خزانة الكوفة من المتعسسة والمسسوال قسسد كسسانت تحسست قبضسسة المسسام
وبيده ،يتصرف فيها حيثما أراد ،ولم تكن محجوبة عنه أو ممنوعة عليه حتى يشترط على معاوية أن
يمكنه منها ،على أنا نشك أن خزانة الدولة قد احتسسوت علسسى أمسسوال كسسثيرة لن سياسسسة أهسسل السسبيت
تقضسسسسسسسي بصسسسسسسسرف المسسسسسسسال فسسسسسسسورا ً علسسسسسسسى مسسسسسسسا خصصسسسسسسسه السسسسسسسسلم لهسسسسسسسا.
وأما )الثاني( فغير صحيح لن المام كان في غنى عن أموال معاوية وليس بحاجسسة لهسسا ،ولسسو سسسلمنا
ذلك فانه ل ضير على المام من أخذها ،لن انقاذ أموال المسلمين من حكام الجور أمر لزم والذي
أراه أن معاوية قد أعطى المام في بداية المر هذين الشرطين ،فتوهم بعض المؤرخين انهمسسا مسسن
جملسسسسسسسسسسسسسسة الشسسسسسسسسسسسسسسروط السسسسسسسسسسسسسستي اشسسسسسسسسسسسسسسترطها المسسسسسسسسسسسسسسام عليسسسسسسسسسسسسسسه.
وعلى أي حال ،فإن تلك الشروط كسسانت تهسسدف إلسسى طلسسب المسسن العسسام ،والسسسلم الشسسامل لجميسسع
المسلمين ،وتدعوهم في نفس الوقت إلى اليقظة والتحرر من السسستعباد المسسوي ،كمسسا دلسست علسسى
براعة المام في الحتفاظ بحقه الشرعي ،والتدليل على غصب معاوية له ،وإنه لسسم يتنسسازل لسسه عسسن
حقسسسسسسسسسسسسه ،أمسسسسسسسسسسسسا محتويسسسسسسسسسسسسات الشسسسسسسسسسسسسروط فهسسسسسسسسسسسسي كمسسسسسسسسسسسسا يلسسسسسسسسسسسسي:
.1العمــــــــــــــــــــــــــــــل بكتــــــــــــــــــــــــــــــاب اللــــــــــــــــــــــــــــــه:
ولم يخل المام بين معاوية وبين المسلمين يتصرف في شؤونهم حيثما شسساء ،فقسسد أخسسذ عليسسه أن ل
يعدو الكتاب والسنة في سياسته وسياسة عماله ولو كان يراه يسير على ضوء القرآن ،ويسير على
منهسسج السسسلم لمسسا شسسرط عليسسه ذلسسك ،وجعلسسه مسسن أهسسم الشسسروط الساسسسية السستي ألزمسسه بهسسا.
.2وليــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة العهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد:
وعالج المام نقطة مهمة في تلك المعاهدة ،وهي مصير الخلفة السسسلمية بعسسد هلك معاويسسة ،فقسسد
شرط عليه أن تكون الخلفة له ولخيه من بعده ،وصرحت بعض المصسسادر ان المسسام اشسسترط عليسسه
أن يكون المر شورى بين المسلمين بعد هلك معاوية ،وعلى كل القولين فقد أرجح المسسام الخلفسسة
إلى كيانهسسا الرفيسسع ،وإنمسسا شسسرط عليسسه ذلسسك لعلمسسه باتجاهسساته السسسيئة ،وانسه لبسسد أن ينقسل الخلفسسة
السلمية من واقعها إلى الملك العضوض ،ويجعلها في عقبه مسسن شسسذاذ الفسساق والمجرميسسن ،فسسأراد
المسسسسسسسام إيقسسسسسسساظ المجتمسسسسسسسع وبعثسسسسسسسه إلسسسسسسسى منسسسسسسساجزته ان قسسسسسسسدم علسسسسسسسى ذلسسسسسسسك.
.3المــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن العــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــام:
وأهم ما ينشده المام من تلكم الشروط هو بسط المن ،ونشر العافية بين جميع المسسسلمين سسسواء
السود منهم والحمر ،وقد د ّ
ل ذلك على مدى حنانه وعطفه على جميع المسلمين ،كما نصسست هسسذه
المادة على أن ل يتبع أحدا ً بما مضى ،وأن ل يأخذ أهل العراق بإحنسسة ممسسا قسسد مضسسى ،وإنمسسا شسسرط
عليه ذلك لعلمه بما سيعاملهم به من الرهسساق والتنكيسسل انتقامسا ً لمسسا صسسدر منهسسم فسسي أيسسام صسسفين.
.4عــــــــــــــــــدم تســــــــــــــــــميته بــــــــــــــــــأمير المــــــــــــــــــؤمنين:
وفي رفض المام سلم الله عليه تسمية معاوية بأمير المؤمنين تجريد له من السلطة الدينيسسة عليسسه
وعلى سائر المسلمين ،ولم يلتفت معاوية إلى هذه الطعنة النجلء ،فإنه إذا لسسم يكسسن علسسى الحسسسن
أميرا ً لم تكن له بالطبع على المسلمين إمرة أو سلطان ،وكان بذلك حاكم جسور وبغسي ،وقسد جسرده
بسسسسذلك مسسسسن منصسسسسب المامسسسسة والخلفسسسسة ،وأثبسسسست لسسسسه الغصسسسسب لهسسسسذا المركسسسسز العظيسسسسم.
.5عـــــــــــــــــــــــــــــدم إقامـــــــــــــــــــــــــــــة الشـــــــــــــــــــــــــــــهادة:
وهذه المادة قد فضحت معاوية وأخزته ،ودلت على أنه من حكام الجور ،فإن إقامة الشهادة حسسسب
ما ذكره الفقهاء إنما تقام عند الحاكم الشرعي ،فهي من الوظائف المختصة به ،وإذا لم تصح إقامة
الشهادة عند معاوية فهو ليس بحاكم عدل وإنما هو حاكم جور ،وحكام الجور ل يكون حكمهم نافذًا،
ول تصرفهم ماضيا ً عند الشرع ،ويجب على المة أن تزيلهم عن هذا المنصب السسذي ُانيسسط بسسه حفسسظ
الدماء ،وصيانة العراض وحفظ الموال .وفي هذا الشرط بّين المام أنه صاحب الحق ،وأن معاويسسة
غاصسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسب لسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه.
.6تــــــــــــــــــــرك ســــــــــــــــــــب أميــــــــــــــــــــر المــــــــــــــــــــؤمنين:
ب أميسر
وأظهر سلم الله عليه بهسذا الشسرط تمسادي معاويسة فسي الثسم ،فقسد علسم أنسه ل يسترك سس ّ
المؤمنين والح ّ
ط من كرامته ،فأراد سسسلم اللسسه عليسه أن يسسبّين للمجتمسسع السسسلمي مسسدى اسسستهتاره،
وعدم اعتنائه بشؤون السلم وتعاليمه ،فإن سب المسلم وانتقاصه قد حّرمسسه السسسلم ،ولكسسن ابسسن
هند لم يقم للسلم وزنًا ،فقد أخذ بعد إبرام الصلح يسب أمير المسؤمنين علسى رؤوس الشسهاد كمسا
سنبين ذلك عند التعرض لخرقه شروط الصلح .ول يخفى أن المام قد فضحه بهسسذا الشسسرط وأمسساط
عنسسسسسسسسسسه السسسسسسسسسسستر الصسسسسسسسسسسفيق السسسسسسسسسسذي تسسسسسسسسسسستر بسسسسسسسسسسه باسسسسسسسسسسسم السسسسسسسسسسدين.
.7المــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن العــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــام:
كان المام سلم الله عليه حريصا ً أشد الحرص على شيعته وشيعة أبيه ،فقسسد صسسالح ومعاويسسة حقن سا ً
لدمائهم ،وحفظا ً عليهم ،وقد اشترط على معاوية أن ل يتعرض لهم بمكسسروه وسسسوء ،وهسسذا الشسسرط
عنده من أهم الشروط وأعظمهسا قسال سسماحة المغفسور لسه آل ياسسين» :واعتصسم فيهسا سس أي فسي
المعاهدة س بالمان لشيعته وشيعة أبيه وإنعاش أيتامهم ليجزيهم بذلك على ثباتهم معسه ووفسائهم مسع
أبيه ،وليحتفظ بهم أمناًء على مبدئه ،وأنصارا ً مخلصين لتمكين مركزه ومركز أخيه يسسوم يعسسود الحسسق
إلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسى نصسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسابه«.
إن أغلب الشروط التي اشترطها المام كانت تهدف لصالح شيعته وضمان حقوقهم وعدم التعسسرض
لهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسم بسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسأذى أو مكسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسروه.
.8خــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراج دار ابجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرد:
واشترط المام على معاوية أموال ً خاصسة ينفقهسا علسى شسيعته وشسيعة أبيسه وهسي خسراج دار ابجسرد
والوجه في هذا التخصيص إن الذي يجلب إلى الدولة من الموال يسمى بعضه بالفيء ،وهسسو المسسال
المأخوذ من الراضي المفتوحة عنوة ،وهذا يصرف على المصالح العامة ،وعلى الشؤون الجتماعيسسة
وذلك كتحسين الجيش ،وإنشاء المؤسسات ومسسا شسساكل ذلسسك مسسن المشسساريع الحيويسسة ،وقسسسم مسسن
الموال يسمى )بالصدقة( وهي الضرائب المالية التي فرضها السلم في أمسسوال مخصوصسسة وأنسسواع
من الواردات يدور عليها رحى سوق التجارة في العالم فرضها على الغنياء تجلب منهم وتسسدفع إلسسى
الفقراء لمكافحة الفقر وقلع بذور البؤس ،فقد قال صلى الله عليه وآلسسه» :أمسسرت فسسي الصسسدقة أن
آخذها من أغنيائكم وأردها في فقرائكم« ،وقد كسسره الحسسسن أن يأخسسذ مسسن هسسذه المسسوال لنفسسسه أو
لشيعته ،أما له فانها محرمة عليه لن الصدقة حرام على آل البيت ،وأما كراهة أخذها لشسسيعته فلن
أموال الصدقة ل تخلو من حزازة عليهم لنها أوساخ الناس ،وقد كره سلم الله عليه أن يأخسسذ منهسسا
ص ما يأخذه لهم من دار ابجرد ،لنها قد فتحت عنوة ،وما فتح عنوة فهو ليسسس بصسسدقة،
لشيعته ،وخ ّ
وبذلك قد اختار لشيعته من الموال ما هو أبعد عن الشبهة الشرعية وهي خراج دار ابجرد التي هي
للمسسسسسسسسسسسسسلمين وعلسسسسسسسسسسسسى المسسسسسسسسسسسسام أن ينفقهسسسسسسسسسسسسا علسسسسسسسسسسسسى صسسسسسسسسسسسسالحهم.
.9عـــــــــــــــــــــــــــــدم البغـــــــــــــــــــــــــــــي عليهـــــــــــــــــــــــــــــم:
ومن مواد المعاهدة أن ل يبغي معاوية للحسن والحسين ،ول أهل بيت النبي ص سّلى اللسسه عليسسه وآلسسه
غائلة ،ول يخيف أحدا ً منهم ،وإنما شرط عليه ذلك لعلمه بما سيبغيه لهم مسسن الشسسر والمكسسر ،فكسسان
من غوائله لهم أنه دس السم للمام س كما سنبينه س فأراد المام بهذا الشرط وبغيره من بنود الصلح
أن يكشسسف السسستار عسسن معاويسسة ،ويبسسدي عسساره وعيسساره ،وأنسسه ل ذمسسة ول حريجسسة لسسه فسسي السسدين.
هذه بعض بنود الصلح ،وقد حفلت بعناصر ذات أهمية بالغة دلت على براعة المام ،وقابليسساته الفسسذة
فسسسي التغلسسسب علسسسى خصسسسمه ،يقسسسول سسسسماحة المغفسسسور لسسسه آل ياسسسسين فسسسي هسسسذه المعاهسسسدة:
»ومن الحق أن نعترف للحسن بن علي على ضسوء مسا أثسر عنسه مسن تسدابير ودسساتير هسي خيسسر مسا
تتوصل إليه اللباقة الدبلوماسية لمثل ظروفه من زمانه وأهسسل زمسسانه بالقابليسسات السياسسسية الرائعسسة
التي لو قدر لها أن تلي الحكم فسسي ظسسرف غيسسر هسسذا الظسسرف ،وفسسي شسسعب أو بلد رتيبسسة بحوافزهسسا
ودوافعها لجاءت بصاحبها على رأس القائمة من السياسسسيين المحنكيسسن ،وحكسسام السسسلم اللمعيسسن،
ولن يكون الحرمان يوما ً من اليام ،ول الفشل في ميدان من الميادين بدوافعه القائمة على طبيعسسة
الزمان دليل ً على ضعف أو منفذا ً إلى نقد ،ما دامت الشواهد على بعد النظر وقسسوة التسسدبير ،وسسسمو
السسسسسسسرأي ،كسسسسسسسثيرة متضسسسسسسسافرة تكسسسسسسسبر علسسسسسسسى الريسسسسسسسب وتنبسسسسسسسو عسسسسسسسن النقسسسسسسساش.
وللقابليات الشخصية مضاؤها الذي ل يعدم مجال العمل ،مهما حد ّ من تيارهسسا الحرمسسان أو ثنسسى مسسن
عنانها الفشل ،وها هي من لدن هذا الرجل تستجد س منذ الن سس ميسسدانها البكسسر القسسائم علسسى الفكسسرة
مسة بكاملهسا فسي حاضسرها ومسستقبلها ،بمسا تضسعه المعاهسدة مسن
الجديدة القائمة على صيانة حياة أ ّ
خطوط وبما تستقبل به خصومها من شروط«.
كان موقف سيد الشهداء المام الحسين سلم الله عليه مسن قضسسية الصسسلح كموقسف أخيسسه الحسسسن
سلم الله عليه تمثلت فيه الحيرة والذهول ،وبعسسد دراسسسته للموقسسف اسسستبان لسسه ضسسرورة المهادنسسة،
ولزوم المسالمة ،وانه ليس من الحكمة ول من المنطق فتسسح بسساب الحسسرب مسسع معاويسسة ،فسسانه يعسسود
بالمضاعفات السيئة على السلم ،ويجر الويلت والخطوب للمسسسلمين وذلسسك لتفلسسل الجيسسش السسذي
نزح معهم ،فقد ألمعنا في البحوث السابقة إلى الخيانات المفضوحة التي ظهرت من أغلب المسسراء
والقادة العسكريين ،والتحاقهم بمعسسسكر معاويسسة وضسسمانهم لسسه الفتسسك بالمسسام الحسسسن ،أو تسسسليمه
أسيرا ً له ،فكيف يحاربه بهذه القوى الغادرة التي تبغى له الغوائل ،وتتربص بسسه الفسسرص للفتسسك بسسه؟
إن المام الحسين سلم الله عليه كان من رأيه أن يستجيب أخوه للصسسلح ،ول ينسساجز معاويسسة نظسسرا ً
للعوامل المريرة التي أحاطت به حتى جعلت من المستحيل التغلب على معاويسسة ،والنتصسسار عليسسه،
فما عمله المام الحسن من الصلح كان أمرا ً متعينًا ،ول سبيل لغسيره س كما أوضحنا ذلك في أسسسباب
الصسسسسلح سسسسس ،فكيسسسسف يخسسسسالف المسسسسام الحسسسسسين أخسسسساه فسسسسي ذلسسسسك ،ول يقسسسسّره عليسسسسه.
وزعم بعض المؤرخين ان المام الحسين سلم الله عليه كان كارها ً لما فعلسسه أخسسوه ،وانسسه قسسال لسسه:
»أنشسسسسسسسدك اللسسسسسسسه أن تصسسسسسسسدق أحدوثسسسسسسسة معاويسسسسسسسة ،وتكسسسسسسسذب أحدوثسسسسسسسة أبيسسسسسسسك!!«.
فأجسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسابه الحسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسن:
»أنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا أعلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسم بهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذا المسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسر منسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسك«.
وروا أيضًا :ان الحسن سلم الله عليه قال لبن عمه عبدالله بن جعفسسر» :إنسسي رأيسست رأي سا ً أحسسب أن
تتسسسسسسسسسسسسابعني عليسسسسسسسسسسسسه« فسسسسسسسسسسسسانبرى إليسسسسسسسسسسسسه ابسسسسسسسسسسسسن جعفسسسسسسسسسسسسر قسسسسسسسسسسسسائ ً
ل:
»مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا هسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسو«؟
»رأيت أن أعمد إلى المدينة فأنزلها ،وأخلي بيسسن معاويسسة ،وبيسسن هسسذا الحسسديث ،فقسسد طسسالت الفتنسسة،
وسسسسسسسسسسفكت فيهسسسسسسسسسا السسسسسسسسسدماء ،وقطعسسسسسسسسست الرحسسسسسسسسسام ،وعطلسسسسسسسسست الفسسسسسسسسسروج«.
فأيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ابسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسن جعفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسر رأيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه قسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسائ ً
ل:
مسسسسسسسسسسة محمسسسسسسسسسسد خيسسسسسسسسسسرًا ،وأنسسسسسسسسسسا معسسسسسسسسسسك«.
»جسسسسسسسسسسزاك اللسسسسسسسسسسه عسسسسسسسسسسن أ ّ
ثسسسسسسسم بعسسسسسسسث نحسسسسسسسو الحسسسسسسسسين ،فلمسسسسسسسا مثسسسسسسسل بيسسسسسسسن يسسسسسسسديه قسسسسسسسال لسسسسسسسه:
»إنسسسسسسسسسسسسسسي رأيسسسسسسسسسسسسسست رأيسسسسسسسسسسسسسسًا ،وأحسسسسسسسسسسسسسسب أن تتسسسسسسسسسسسسسسابعني عليسسسسسسسسسسسسسسه«.
»مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا هسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسو؟«
فسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذكر لسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه رأيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه فسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي ذلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسك.
فسسسسسسسسسسسسسسسسسسسانبرى الحسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسين وهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسو غضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسبان قسسسسسسسسسسسسسسسسسسسائ ً
ل:
»أعيسسسسسسسسذك بسسسسسسسسالله أن تكسسسسسسسسذب عليسسسسسسسسا ً فسسسسسسسسي قسسسسسسسسبره ،وتصسسسسسسسسدق معاويسسسسسسسسة«.
فتسسسسسسسسسسسسسسسسأثر الحسسسسسسسسسسسسسسسسسن مسسسسسسسسسسسسسسسسن كلمسسسسسسسسسسسسسسسسه ،وقسسسسسسسسسسسسسسسسال لسسسسسسسسسسسسسسسسه:
»والله ما أردت أمرا ً إل خالفتني عليه إلى غيره ،والله لقد هممت أن أقذفك في بيت فأطينه عليك،
حسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسستى أقضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي أمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسري«.
ده في المر انسحب عن فكرته وتنازل عن رأيه وقال لسسه بصسسوت
فلما رأى الحسين غضب أخيه وج ّ
ي ،وأنت خليفتي ،وأمرنا لمرك متبع ،فافعل ما بدا لك«.
خافت» :أنت أكبر ولد عل ّ
إكذوبة أموية
ل شك في افتعال ذلك كله وانه من الموضوعات لن المام الحسسسين سسسلم اللسسه عليسسه كسسان عالمسا ً
بالعلل والسباب التي الجأت أخاه إلى الصلح وألزمته بالمسالمة ...ومن المقطوع بسسه أن رأيسسه فسسي
الصلح كان موافقا ً لرأي أخيه ل يخالفه ول يختلف عنه ،ويدل على ذلك ان المام الحسسسن لمسسا أبسسرم
الصلح أقبلت إلى المام الحسين طائفة من الزعماء والوجوه يطلبون منه أن ينقض ما أبرمه أخسسوه
ويناجز معاوية فأبى سلم الله عليه وامتنع ،ولو كان رأيه مخالفا ً لرأي أخيه لجابهم إلسى ذلسك ،ولمسا
انتقل المام الحسن سلم الله عليه إلى حظيرة القدس رفعت إليه طوائف من زعماء العراق عسسدة
رسسسسائل يطلبسسسون منسسسه اعلن الثسسسسورة علسسسسى معاويسسسة فسسسسامتنع مسسسن اجسسسسابتهم وقسسسال لهسسسسم:
»مسسا دام معاويسسة فسسي قيسسد الحيسساة فل أتحسسرك بكسسل شسسيء ،وإذا مسسات نظسسرت فسسي المسسر«.
إن امتنساعه مسن القيسام بسالمر مسا دام معاويسة حيسا ً يسدل بصسراحة أنسه كسان يسرى ضسرورة المهادنسة
والمسالمة المؤقتة ،فإن الثورة ل تنتج ول التضحية تجدي شيئا ً مسع وجسود معاويسة لنسه يلبسسها ثوبسا ً
يخرجها عن اطار الصلح كما أوضحنا ذلك فيما تقدم ،نعسسم ل شسسك ان الصسسلح قسسد تسسرك فسسي نفسسس
الحسين أسى مريرا ً وحزنا ً مرهقا ً كما ترك في نفس الحسن أيضا ً لوعة وحزنًا ،ولكنهما سسسلم اللسسه
عليهمسسا مسسا مسساذا يصسسنعان والظسسروف لسسم تكسسن مواتيسسة لهمسسا حسستى يقومسسا بمنسساجزة معاويسسة.
ومما يدل على وضع تلك الخبار وعدم صحتها انه جسساء فسسي الروايسسة الثانيسسة ان المسسام الحسسسن قسسال
لخيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه الحسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسين.
»مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا أردت أمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسرا ً إل خسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسالفتني عليسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه«.
ان هذا الكلم القاسي شاهد على الفتعال لن المام الحسين سلم الله عليه تصده مثله العليا عسسن
مخالفة أخيه وعدم طاعته له فقد تربيا معا ً في حجر المشرع العظم ،وأفاض عليهما مثلسسه وتهسسذيبه
وهديه حتى صارا صورة صادقة عنه ،فكيف يخالف أوامر أخيه ول يطيعه في أمر يعود بالصالح العام
لجميع المسلمين ،إن المام الحسين كان يكبر أخسساه ويجلسسه ول يخسسالف لسسه أمسسرًا .فقسسد روى حفيسسده
المسسسسسام البسسسسساقر سسسسسسلم اللسسسسسه عليسسسسسه عسسسسسن مسسسسسدى اجللسسسسسه وتعظيمسسسسسه لسسسسسه قسسسسسال:
»مسسسسسسسسسا تكلسسسسسسسسسم الحسسسسسسسسسسين بيسسسسسسسسسن يسسسسسسسسسدي الحسسسسسسسسسسن اعظامسسسسسسسسسا ً لسسسسسسسسسه«.
وبعسسد هسسذا التقسسدير والكبسسار هسسل يصسسح أن يقسسول الحسسسن لخيسسه مسسا أردت أمسسرا ً إل خسسالفتني عليسسه.
وانجسسسسسسسسرف السسسسسسسسدكتور طسسسسسسسسه حسسسسسسسسسين بهسسسسسسسسذه الروايسسسسسسسسة المفتعلسسسسسسسسة فقسسسسسسسسال:
ت يتسسم الصسسلح«.
ده فسسي الحديسسد حسس ّ
م أن يعسسارض ،فأنسسذره أخسسوه بسسأن يشسس ّ
»كسسره صسسلح أخيسسه وهسس ّ
وقسسسسسسسال» :وكسسسسسسسان الحسسسسسسسسين يعيسسسسسسسب الصسسسسسسسلح لنسسسسسسسه انكسسسسسسسار لسسسسسسسسيرة أبيسسسسسسسه«.
وقال أيضًا» :رأى الوفاء لخيه حقا ً فوفى له ،وأطاعه كما أطاع أباه من قبله .وما أشك في أنه أثناء
هذه السنين التي قضاها في المدينة بعد صلح أخيه كان يتحرق تشسسوقا ً إلسسى الفرصسسة السستي تتيسسح لسسه
اسسسسسسسسسسسسسسسسسسسستئناف الجهسسسسسسسسسسسسسسسسسسساد حيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسث تركسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه أبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوه«.
م بالمعارضة ،فأنذره أخوه بأن يوثقه في الحديد ،وأنه كان يعيب عليسسه أما قوله» :كره صلح أخيه وه ّ
لنه انكار لسيرة أبيه« فيرده أنه لو كان كارها ً لذلك لجاب الكسسوفيين إلسسى منسساجزة معاويسسة بعسسد مسسا
جرى الصلح ،ولعلن الثورة عليه بعد موت أخيه ،مضافا ً إلى أنه لو كان الصلح مخالفسا ً لسسسيرة أميسسر
المؤمنين سلم الله عليه لما سكت الحسين لحظة واحدة لن السكوت عسسن الحسسق جبسسن ومعصسسية،
ولو كان مخالفا ً لسيرة أمير المؤمنين التي هي امتداد لسيرة رسول الله صلى اللسسه عليسسه وآلسسه لمسسا
أبرم الحسن سلم الله عليه الصلح نعم كان الحسين يتحرق شوقا ً إلى الجهاد تحسسرق الضسسمآن إلسسى
الماء ،قد انطوى قلبه على شجى مكتوم وحزن مرهق ولكنه لم ينفرد بذلك ،فقد شاركه أخوه فسسي
جميع محنه وأشجانه ،وكانا معا ً يترقبان بفارغ الصبر الفرصسسة السسسانحة للثسسورة علسسى حكومسسة أمي ّسسة،
ولكن الفرصة التي يؤمل بها النصر والفتح كانت معدومة ما دام معاوية حيًا ،فإن فتسسح بسساب الحسسرب
معسسسسسسسسسسه يعسسسسسسسسسسود بالضسسسسسسسسسسرر البسسسسسسسسسسالغ علسسسسسسسسسسى السسسسسسسسسسسلم والمسسسسسسسسسسسلمين.
بقي هنا شيء لم نذكره في أسباب الصلح ،وهو أنه لماذا لم يفتح المسسام الحسسسن بسساب الحسسرب مسع
معاوية ،وإن عدم الناصر والمعين فيستشهد كما استشهد أخوه سيد الشهداء المام الحسسسين سسسلم
الله عليه ،وهذه الشبهة قد ذهب إليها بعض الناقسسدين للصسسلح ،ولنسسدع الجسسواب إلسسى إمسسام مسسن أئمسسة
المسلمين وهو آية الله المغفور له السيد عبدالحسين شرف السسدين فقسسد كشسسف الغطسساء عنهسسا فسسي
مقال عنوانه )ثورة الحسين صدى لصلح الحسسسن( وقسسد نشسسر فسسي أغلسسب الصسسحف المحليسسة ،نسسذكره
بأسسسسسسسسسره لمسسسسسسسسا فيسسسسسسسسه مسسسسسسسسن مزيسسسسسسسسد الفسسسسسسسسائدة قسسسسسسسسال رحمسسسسسسسسه اللسسسسسسسسه:
»كان بنفسي من قديم أن أعني ببحث هذه المسألة بحثا ً يدفع هسسذه الشسسبهة عسسن أبسسي محمسسد ،فسسي
نفوس غير المتمكنين في فهم التاريخ فهما ً صحيحا ً وكثير من هسؤلء ل يرجعسون إلسى مصسدر علمسي
في وزن هؤلء النفر من أهل البيت ،واخضاع حركاتهم فسسي حسسالتي مسسدها وجزرهسسا للمبسسدأ السسسمى،
الذي طوعهم لخدمته ،وأفنى ذواتهم في ذاته ،فكانوا ينقبضسسون حيسسن يشسساء لهسسم النبسسساط كسسذلك..
كان بنفسي أن أرد هذه الشبهة عن أبي محمد السبط بإقامة هذا الميزان العلمي السسذي يجلسسو هسسذه
الحقيقة ،ويكشف خدرها ،غير ان واردا ً ثقيل ً من المشاغل التي تنتهي كان يصرفني عما بنفسي من
ذلك؛ ..فها أنا الن أوجز الشارة إلى هذه الشبهة ودفعها ،وعسى أن تعود هذه النواة غرسا ً أتعهسسده
أنا بما ينميسسه إن سسسنحت الفرصسسة أو ل فينميسسه قلسسم مسسن هسسذه القلم الصسسقيلة ،المغموسسسة بقلسسوب
الحسسسسسسسسسسسسسرار ،وعقسسسسسسسسسسسسسول العلمسسسسسسسسسسسسساء مسسسسسسسسسسسسسن خسسسسسسسسسسسسسدام الحقسسسسسسسسسسسسسائق.
مون بتاريخ الحسسن أما الشبهة فقديمة كقدم النظر القاصر فيمن يأخذون من الشياء بالظاهر والمل ِ ّ
سلم الله عليه يعرفون ان قوما ً من صحابته أخذوا عليه قعوده عسسن حسسرب معاويسسة ،ومنسساجزته إيسساه
القتال ،حتى لوشك أن يذهب يسسومئذ ضسحية هسسذه الفتنسسة ،وحسستى دخسل عليسه خاصسسته بسسسلم غليسسظ
يقولسسسسسسسسسسسسون فيسسسسسسسسسسسسه» :السسسسسسسسسسسسسلم عليسسسسسسسسسسسسك يامسسسسسسسسسسسسذل المسسسسسسسسسسسسؤمنين«!..
وقد يكون لهؤلء عذر بحماستهم التي نعرفها لسذوي النجسدة مسن فتيسان اليمسان السذين تغلسب فيهسم
عاطفسسسسسسسسسسسسسة الحماسسسسسسسسسسسسسسة ،واسسسسسسسسسسسسسستقرار الرؤيسسسسسسسسسسسسسة وُبعسسسسسسسسسسسسسد النظسسسسسسسسسسسسسر.
وقد يكون ذلك ولكنا ل نقصد الن إلى العتذار لهم بل نريد أن نثبت طرف هذه الشسسبهة عسسن الول
لنراها تتسلسل منه فتظهر بين حين وآخر طورا ً على لسان أوليائه ،وتارة على لسان أعدائه ،وهسسي
هنسسسسسسسسسسا وهنسسسسسسسسسساك ل تظهسسسسسسسسسسر إل لتسسسسسسسسسسدل علسسسسسسسسسسى جهسسسسسسسسسسل هسسسسسسسسسسؤلء وأولئك.
فنحن حين نزن صلحه سلم الله عليه وحربه ترجح كفة الصلح من حيث اعتبرت المعايير المرعيسسة،
وكسسن إن شسسئت )ماديسسًا( أو كسسن )روحيسسًا( تتجسساوز بايمانسسك وفهمسسك مسسدى المحسوسسسات المرئيسسة.
كن أول المر ماديا ً وناقش حرب الحسن فسي جيسش حكسم علسى نفسسه بالهزيمسة ،قبسل أن يخسوض
المعركة ،وغزاه معاوية الذي ثبت لعلي من قبل ولعلي معنوية عسكرية ترجف الرض مسسن خيفتهسسا،
مضافا ً إلى معنوياته الخرى التي لم يكن الحسن يتمتع بمثلها في نفوس معاصسسريه ،بحكسسم انضسسوائه
إلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسى لسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسواء أبيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه.
نعم لك أن تقول كان على الحسن أن يستشهد فيمسوت عزيسزًا ،ولكسن أعسد النظسر فسي تاريسخ هسذه
الفترة لترى ان الستشهاد فيها ينمسخ إلسسى معنسسى مسن معسساني )الخسسروج( فلسسم تكسسن يسسومئذ حقيقسسة
وطنية ثابتة ،ول روح مبدئية مستقرة لتكون التضحية تضحية مقررة القواعد وليس أتفه سس فسسي هسسذه
الحسسسسال سسسسس مسسسسن المسسسسوت يعيسسسسن علسسسسى صسسسساحبه ويميتسسسسه مسسسسرة أخسسسسرى فسسسسي معنسسسساه.
كانت الحياة السلمية تنتكس حقًا ،وتتحول إلى ملسسك عضسسوض وكسسانت المطسسامع تتجنسسد فسسي ركسساب
الملك هاربة من حواشي الخلفة ولكنها كانت ما تزال تحتفظ بوسسسيلة السسسلم وظسساهر مبسسادئه فسسي
)وصسسسسولية( صسسسساغها معاويسسسسة بسسسسدهائه ،وكسسسسان هسسسسذا وحسسسسده عسسسسذرا ً للحسسسسسن مسسسسن نسسسساحيتين.
.1كان عذره في الصلح لن )الدنيا( كانت تظاهر معاويسة فتسسستلب منسه ابسسن عمسه وقسسائد عسسسكره.
.2ثم كان عذره في القعود عن الشهادة لن ذلك بعينه ليس ظرف الشهادة ،لنه كسسان قسسادرا ً علسسى
مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسخها.
فأي ربح مادي في الموت لو اختاره الحسن كما يريد هؤلء ،غير انه يعين معاويسسة علسسى نفسسسه حي سا ً
وميتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسًا.
إنني ل أرى شيئا ً أدل على عظمة الحسن من هذه السياسة المادية التي حسسددت مسسوقفه علسسى هسسذا
النحو في أخطر دور مّر به السلم .فكانت نواة لقلب الحكم الموي ،وفضح ،كما كسسانت مسسادة ذلسسك
البارود الجبار الذي انفجر في مصرع الحسين سلم الله عليه ذلسسك النفجسسار ،ولسسو لسسم يكسسن موقسسف
الحسن هذا لتيح لمعاوية سلطان ل يعرف النساس منطويساته ،ولمسا اتيسح للحسسين أن يكسون الفسداء
الخالسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد للمبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسدأ الخالسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد.
وبعد أن كنت ماديا ً فكن )روحيًا( وناقش حرب الحسن لتجتمع لك العتبارات كلها على رجحان كفسسة
الصسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسلح.
لمرة ،بل هو ممن يريسسدون الخلفسسة وسسسيلة لمرة( لذات ا ُ الحسن سلم الله عليه ليس من طلب )ا ُ
للصلح ،وإقامة العدل والسلم بين الناس ،وما أظسسن هسسذه العقيسسدة الروحيسسة تعسسدم دليلهسسا المسسادي،
فأبوه وجده أثبتا في السلم انهما كذلك ،ولسسه قبسل السسلم إرث ينهسض دليل ً علسسى أنسسه مسن معسسدن
مصسسسسسسسسسسلح ل يطلسسسسسسسسسسب النفسسسسسسسسسسوذ إذا اسسسسسسسسسسستغنى عسسسسسسسسسسن فعسسسسسسسسسسل الخيسسسسسسسسسسر.
ومن هنا كان سهل ً عليه أن يتنازل عن الخلفة لنه في فترة ل تقدر هي على إبداء الخيسسر فسسي ظسسل
ذلك الجيل المكبوت المشتاق إلى الشهوات يصيب منها فوق كفايته على موائد معاوية ،بل لقد كان
الواجب عليه أن يتنازل مع عدم القدرة على تذليل العقبة من اخضاع )الموية( المندفعة ،لن تنازله
يسسسسسسسسسسسسأتي وفسسسسسسسسسسسسق الخطسسسسسسسسسسسسة السسسسسسسسسسسستي رسسسسسسسسسسسسسمتها لسسسسسسسسسسسسه مبسسسسسسسسسسسسادؤه.
وليس عائبو تنازله أشد احساسا ً منه بآلم التنازل وهو المجروح ،ولكنها التضسسحية الضسسخمة فرضسست
مُثلسسسسه العليسسسسا ،ومبسسسسادؤه الحسسسسسنى.
عليسسسسه أن يتحمسسسسل آلم القعسسسسود السسسستي كتبتهسسسسا عليسسسسه ُ
وهي تضحية ل تقل قدرا ً س إن لم تزد س عن تضحية الحسين سلم الله عليه وكن الن ما شسسئت ،كسسن
ماديًا ،أو كن روحيا ً فستنتهي آخر المر إلى نتيجسسة رائعسسة ،وهسسي ان صسسلح الحسسسن مصسسدر مسن أكسسبر
مصادر ثورة الحسين التحريرية ،وإلى أن جوهر التضحية واحد عند الماميين وإن اختلف مظهرهمسسا.
والحق ان يوم الطف كان صدى ليسسوم المسسدائن صسسلى اللسسه علسسى سسسيدي شسسباب أهسسل الجنسسة ،ونفسسع
المسسلمين بسذكرياتهما المجسددة المتجسددة ،ووفسق العسرب والمسسلمين إلسى الهتسداء بهسديهما فسي
مرحلتهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسم الصسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسعبة هسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذه«.
ورأي سماحة المام شرف الدين رأي وثيق تعضده الدلة ويسنده المنطق العلمي من جميع جهسساته،
حى بنفسسسه لسسذهبت تضسسحيته معدومسسة الثسسر ،ل تقيسسم حقسًا ،ول تغيسسر
والحق إنه سلم الله عليه لو ض ّ
باط ً
ل ،لن معاوية بمكره وخداعه ،يلقي المسؤولية على الحسن ،ويبرئ نفسه عن ارتكاب الجريمسسة
فيقول للناس» :إني دعوت الحسن للصلح ،ولكسن الحسسن أبسى إل الحسرب وكنست أريسد لسه الحيساة،
ولكنه أراد لي القتل ،وأردت حقن الدماء ،ولكنه أراد هلك النسساس بينسسي وبينسسه «..ومعاويسسة لسسه هسسذه
القابليات التي يظهر بها نفسه مظهر العادل المنصف ،وبذلك تكون التضحية مسلوبة الثسسر معدومسسة
الفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسائدة.
وأما الحسين سلم الله عليه فقد جسساءت تضسسحيته الخالسسدة موافقسسة لظرفهسسا الملئم ومنسسسجمة مسسع
مقتضيات الزمن ،لن الثيم يزيد ليس معه من يدير شؤونه ويردعه عن طيشه وغروره ،فقد هلكت
تلك العصابة التي كان يعتمد عليها معاوية في تدبير شؤونه كسسابن العسساص ،والمغيسسرة وأمثالهمسسا مسسن
دهاة العرب ،ولم يبقَ منهم معه أحسسد ،فلسسذا نهسسض المسسام الحسسسين سسسلم اللسسه عليسسه بتلسسك النهضسسة
الموفقسسسسسسسسسسة السسسسسسسسسستي جسسسسسسسسسساءت بالنهايسسسسسسسسسسة المحتومسسسسسسسسسسة لدولسسسسسسسسسسة أمّيسسسسسسسسسسة.
وبالجملة إن مهادنة الحسن وشهادة الحسين سلم الله عليهما قائمتان على فكرة عميقة مسسستمدة
من وحي جدهما الرسول صسّلى اللسسه عليسسه وآلسسه ،ولسسول صسسلح المسسام الحسسسن ،وشسسهادة أخيسسه سسسيد
الشهداء لما بقي للسلم إسم ول رسم ،وقد صّرح بهذا المام كاشسف الغطساء فسي مقسدمته للجسزء
الول مسسسسسسسسسسسسسسسن هسسسسسسسسسسسسسسسذا الكتسسسسسسسسسسسسسسساب ،قسسسسسسسسسسسسسسسال رحمسسسسسسسسسسسسسسسه اللسسسسسسسسسسسسسسسه:
»إنه كما كان الواجب والمتعين الذي ل محيص عنه في الظروف التي ثسسار بهسسا الحسسسين سسسلم اللسسه
عليهما على طاغوت زمانه أن يحارب ويقاتل حتى يقتل هو وأصسسحابه ،وتسسسبى عيسساله ودايسسع رسسسول
الله صّلى الله عليه وآله كما كان هذا هو المتعين في فن السياسسسة ،وقسسوانين الغلبسسة والكياسسسة مسسع
قطع النظر عن الوامر اللهية ،والمشيئة الزلية ،كذلك كان المتعين والواجب السسذي ل محيسسص عنسسه
في ظروف الحسن سلم الله عليه وملبساته هو الصسسلح مسسع فرعسسون زمسسانه ،ولسسول صسسلح الحسسسن،
وشهادة الحسين سلم الله عليهما لما بقي للسلم إسم ،ول رسم ،ولضاعت كل جهود محمد صّلى
اللسسسسسسه عليسسسسسسه وآلسسسسسسه ومسسسسسسا جسسسسسساء بسسسسسسه للنسسسسسساس مسسسسسسن خيسسسسسسر وبركسسسسسسة ورحمسسسسسسة«.
نعم :لول صلح الحسن ،وشهادة الحسين لقضي على السلم ولف لواؤه ،فسسإن الحسسسن سسسلم اللسسه
عليهما بصلحه فضح معاوية وأظهر عداءه السافر للسلم والمسلمين ،والحسسسين سسسلم اللسسه عليسسه
بتضحيته وشهادته فتك بدولة أمّية وقضى عليها وعلى كل ظالم مسسستبد ،وأعطسسى السسدروس الخلقسسة
لكل مصلح يريد أن يثور على الظلم والطغيان والستغلل.
اعلم اّنه وقع الخلف في يوم استشهاد هذا المام المظلوم ،قيل في الشهر السابع من شهر صسسفر
سنة خمسين للهجرة ،وقيل في الثامن والعشرين مسسن ذلسسك الشسسهر ،ووقسسع الخلف أيضسا ً فسسي مس ّ
دة
مسة عسن ابسن الخشساب عسن
عمره الشريف ،والمشهور هو ) (47سسنة كمسا روى صساحب كشسف الغ ّ
المسسسسسسسسسسسام البسسسسسسسسسسساقر والصسسسسسسسسسسسادق سسسسسسسسسسسسلم اللسسسسسسسسسسسه عليهمسسسسسسسسسسسا اّنسسسسسسسسسسسه:
ي سلم الله عليه وهو ابن سبع وأربعين سنة ،وكان بينه وبين أخيسسه
»مضى أبو محمد الحسن بن عل ّ
ده رسول الله صسسّلى
دة الحمل وكان حمل أبي عبدالله سّتة أشهر ،فأقام أبو محمد مع ج ّ
الحسين م ّ
ده ثلثين سنة ،وأقام بعد وفسساة أميسسر المسسؤمنين
الله عليه وآله سبع سنين ،وأقام مع أبيه بعد وفاة ج ّ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسلم اللسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه عليسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه عشسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسر سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسنين«.
وروى القطب الراوندي عن المام الصادق سلم الله عليه اّنه قسسال :قسسال الحسسسن لهسسل بيتسسه :ان ّسسي
أموت بالسم كما مات رسول الله صّلى الله عليه وآله فقالوا :ومن يفعل ذلك؟ قال :امرأتي جعسسدة
س إليهسسسسسسا ويأمرهسسسسسسا بسسسسسسذلك.
ن معاويسسسسسسة يسسسسسسد ّ
بنسسسسسست الشسسسسسسعث بسسسسسسن قيسسسسسسس فسسسسسسا ّ
قالوا :أخرجها من منزلك وباعدها من نفسك ،قال :كيف أخرجها ولم تفعل بعد شيئا ً ولو أخرجتها ما
قتلني غيرها وكان لها عذر عند الناس ،فما ذهبت اليام حتى بعث إليها معاويسسة مسسال ً جسسسيما ً وجعسسل
م لتسسسقيها الحسسسن. يمّنيها بأن يعطيها مائة ألف درهم أيضا ً ويزوجها من يزيد وحمل إليها شسسربة س س ّ
فانصرف سلم الله عليه إلى منزله وهو صائم فأخرجت له وقت الفطار س وكان يوما ً حاّرا ً س س شسسربة
دوة الله قتلتيني قتلك اللسسه واللسسه ل تصسسيبين من ّسسي م ،فشربها وقال :ياع ّ لبن وقد ألقت فيها ذلك الس ّ
خلفسسسسسسسسسًا ،ولقسسسسسسسسسد غسسسسسسسسسّرك وسسسسسسسسسسخر منسسسسسسسسسك واللسسسسسسسسسه يخزيسسسسسسسسسك ويخزيسسسسسسسسسه.
)فاسترجع المام سلم الله عليه وحمد الله على نقله له من هذه الدنيا إلى تلك الدنيا الباقية ولقائه
ف لهسا بمسا عاهسد
ماه حمزة وجعفر( فمكث يومين ثم مضى ،فغدر معاويسة بهسا ولسم يس ِ
ده وأباه وع ّ
ج ّ
عليه(.
وقال الشيخ المفيد رضوان الله عليه :لما استقر الصلح بين الحسن سسلم اللسه عليسه وبيسن معاويسة
خرج الحسن سلم الله عليه إلى المدينة ،فأقسسام بهسسا كاظمسا ً غيظسسه ،لزمسا ً بيتسسه ،منتظسسرا ً لمسسر ربسسه
م لمعاوية عشر سنين من إمارته وعزم على البيعة لبنسسه يزيسسد )وكسسان هسسذا المسسر عّزوج ّ
ل ،إلى أن ت ّ
خلف المعاهدة والمصالحة التي وقعت بين الحسن وبينه فكسسان يلحسسظ ويخسساف مسسن المسسام ويهسسابه
فعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسزم علسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسى قتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسل المسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسام(.
مه
س إلى جعدة بنت الشعث بن قيس وكانت زوجة الحسن سسسلم اللسسه عليسسه وحملهسسا علسسى سس ّ
فد ّ
)بالسم الذي ابتاعه من ملك الروم( وضمن لها أن يزوجها بابنه يزيد ،فأرسل إليها مائة ألف درهسسم،
م فبقي أربعين يوما ً مريضسا ً ومضسسى لسسسبيله فسسي شسسهر صسفر سسنة خمسسسين مسن
فسقته جعدة الس ّ
الهجسسسسسرة ولسسسسسه يسسسسسومئذ ثمانيسسسسسة وأربعسسسسسون سسسسسسنة وكسسسسسانت خلفتسسسسسه عشسسسسسر سسسسسسنين.
دته فاطمسسة بنسست أسسسد بسسن
وتولى أخوه ووصّيه الحسين سلم الله عليه غسله وتكفينه ودفنه عند جس ّ
هاشسسسسسسسسسسم بسسسسسسسسسسن عبسسسسسسسسسسد منسسسسسسسسسساف )رضسسسسسسسسسسي اللسسسسسسسسسسه عنهسسسسسسسسسسا( بسسسسسسسسسسالبقيع.
ي سلم الله عليه رجل فقال :يابن رسول اللسسهوروي في الحتجاج للطبرسي اّنه أتى الحسن بن عل ّ
أذللت رقابنا وجعلتنا معشر الشيعة عبيدا ً س لبني أمّية س ما بقي معك رجل ،قال :ومسسم ذلسسك؟ فقسسال:
بتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسليمك المسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسر لهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذا الطاغيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسة.
قال :والله ما سّلمت المر إليه إل ّ اّني لم أجد أنصارًا ،ولو وجدت أنصارا ً لقاتلته ليلي ونهسساري حسستى
يحكم الله بيني وبينه ولكّني عرفت أهل الكوفة وبلوتهم ول يصلح لي منهم من كسان فاسسدا ً اّنهسم ل
ن سسيوفهم
ن قلسوبهم معنسا وا ّ
مة في قول ول فعسل ،اّنهسم لمختلفسون ويقولسون لنسا :ا ّ
وفاء لهم ول ذ ّ
لمشسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسهورة علينسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا.
دم فدعا بطست فحمل من بين يديه ملء ما خرج من جوفه من السسدم ،فقسسال
فكان يتكلم إذ تنخع ال ّ
الرجسسسسسسسسسل :مسسسسسسسسسا هسسسسسسسسسذا يسسسسسسسسسابن رسسسسسسسسسسول اللسسسسسسسسسه اّنسسسسسسسسسي لراك وجعسسسسسسسسسًا؟
ي هذا الطاغية من سقاني سما ً فقد وقع على كبدي وهو يخسسرج قطعسا ً كمسسا تسسرى،
س إل ّ
قال :أجل ،د ّ
قال :أفل تتداوى؟ قال سلم الله عليه :قد سقاني مّرتين وهذه الثالثة ل أجد لها دواء.
وروى صسسسساحب كفايسسسسة الثسسسسر بسسسسسند معتسسسسبر عسسسسن جنسسسسادة بسسسسن أبسسسسي أميسسسسة اّنسسسسه قسسسسال:
ي سلم الله عليه في مرضه الذي تسسوفي فيسسه وبيسسن يسسديه طسسست يقسسذف
دخلت على الحسن بن عل ّ
م السسسذي أسسسسقاه معاويسسسة )لعنسسسه اللسسسه(.
عليسسسه السسسدم ويخسسسرج كبسسسده قطعسسسة قطعسسسة مسسسن السسسس ّ
فقلسسست :يسسسامولي مسسسا لسسسك ل تعالسسسج نفسسسسك؟ فقسسسال :ياعبسسسد اللسسسه بمسسساذا أعالسسسج المسسسوت؟
ي ،فقسسسسسسسال:
قلسسسسسسست :إّنسسسسسسسا للسسسسسسسه وإّنسسسسسسسا إليسسسسسسسه راجعسسسسسسسون ،ثسسسسسسسم التفسسسسسسست إلسسسسسسس ّ
ن هذا المر يملكه اثنا عشر إماما ً من ولد علي والله لقد عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله ا ّ
وفاطمسسة مسسسا من ّسسسا ال ّ مسسسسموم أو مقتسسول ،ثسسسم رفعسسست الطشسسست واتكسسسى صسسسلوات اللسسه عليسسسه.
صل زادك قبل حلسسول أجلسسك،
قال :فقلت له :عظني يابن رسول الله ،قال :نعم ،استعد لسفرك ،وح ّ
ت علسسى يومسسك السسذي أنسست م يومك الذي لسسم يسسأ ِ واعلم اّنك تطلب الدنيا والموت يطلبك ،ول تحمل ه ّ
فيسسسه ،واعلسسسم ان ّسسسك ل تكسسسسب مسسسن المسسسال شسسسيئا ً فسسسوق قوتسسسك ال ّ كنسسست فيسسسه خازنسسسا ً لغيسسسرك.
ن في حللها حساب ،وفي حرامها عقاب ،وفي الشبهات عتاب ،فأنزل الدنيا بمنزلسسة الميتسسة،
واعلم ا ّ
خذ منها ما يكفيك ،فان كان ذلسسك حلل ً كنسست قسسد زهسسدت فيهسسا ،وإن كسسان حرامسا ً لسسم يكسسن فيسه وزر،
ن العتسسسسسساب يسسسسسسسير.
فأخسسسسسسذت كمسسسسسسا أخسسسسسسذت الميتسسسسسسة ،وإن كسسسسسسان العتسسسسسساب فسسسسسسا ّ
واعمل لدنياك كأّنك تعيش أبدًا ،واعمل لخرتك كأّنك تموت غدًا ،وإذا أردت عّزا ً بل عشيرة وهيبة بل
ل معصسسسسسية اللسسسسسه إلسسسسسى عسسسسسّز طاعسسسسسة اللسسسسسه عّزوجسسسسس ّ
ل... سسسسسسلطان فسسسسسأخرج مسسسسسن ذ ّ
فذكر سلم الله عليه من قبيل هذه المواعظ البليغة ،حتى انقطع نفسه واصفّر لونه فدخل الحسين
ب عليسسه حسستى قب ّسسل رأسسسه وبيسسن عينيسسه ثسسم قعسسد عنسسده
سلم الله عليه والسود بن أبي السود فسسانك ّ
فتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسارا جميعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسًا.
ن الحسن قد نعيت إليه نفسه ،وقد أوصى إلى الحسين سسسلم اللسسه عليسسه
فقال أبو السود :انا لله ،ا ّ
)وأعطاه ودائع الخلفة( وتوّفى يوم الخميس في آخر صسفر سسنة خمسسسين مسن الهجسرة ولسسه سسسبعة
وأربعون سنة )ودفن بالبقيع(.
)ووفقا ً لرواية الكافي وغيره قال :احملوا جنازتي وادفنوني هناك جنب أ ّ
مي فاطمسسة ،ثسسم قبسسض بعسسد
اتمسسسسسسسسسسسام وصسسسسسسسسسسساياه وذهسسسسسسسسسسسب إلسسسسسسسسسسسى رضسسسسسسسسسسسوان اللسسسسسسسسسسسه ونعيمسسسسسسسسسسسه(.
ي بن عبد الله بن العبسساس فقسسال: ي وعبد الله بن جعفر وعل ّ قال ابن عباس :فدعاني الحسين بن عل ّ
سلناه وألبسسسناه أكفسسانه ،ثسسم خرجنسسا بسسه حسستى صسّلينا عليسسه فسسي المسسسجد ،وا ّ
ن اغسلوا ابن عمكم فغ ّ
الحسين أمر أن يفتح البيت ،فحال دون ذلك مروان بن الحكم وآل أبي سفيان ومن حضر هناك مسن
ولسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد عثمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسان بسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسن عفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسان وقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسالوا:
»يدفن أمير المؤمنين )عثمان( الشهيد القتيل ظلما ً بالبقيع بشّر مكسسان وي ُسسدفن الحسسسن مسسع رسسسول
اللسسسه؟ ل يكسسسون ذلسسسك أبسسسدا ً حسسستى تكسسسسر السسسسيوف بيننسسسا وتنقصسسسف الرمسسساح وينفسسسد النبسسسل«.
ق
فقال الحسين سلم الله عليه» :أما والله الذي حسّرم مكسسة ،للحسسسين بسسن علسسي وابسسن فاطمسسة أحس ّ
مسسال برسول الله صّلى الله عليه وآله وبيته م ّ
من أدخل بيتسسه بغيسسر أذنسه ،وهسسو واللسسه أحسسق بسسه مسن ح ّ
مار ما فعل وبعبدالله ما صنع ،الحامي الحمسسى ،المسسؤوي الخطايا مسّير أبي ذر رحمه الله ،الفاعل بع ّ
لطريد رسول الله صّلى الله عليه وآله لكّنكم صرتم بعد المراء وتسسابعكم علسسى ذلسسك العسسداء وأبنسساء
العداء«.
ن الحسسين
م المؤمنين ا ّ
ن مروان بن الحكم ركب بغلة وأتى عائشة ،فقال لها :ياأ ّ
وفي رواية أخرى ا ّ
يريد أن يدفن أخاه مع رسول الله فالحقي به وامنعيه من أن يدفن معه ،قالت :وكيف ألحقه؟ قسسال:
اركبي بغلتي هذه ،فنزل عن بغلته وركبتها وكانت تؤّز الناس وبنسسي أمي ّسسة علسسى الحسسسين سسسلم اللسسه
م بسسسسسسسسسسسسسه.
مسسسسسسسسسسسسسا هسسسسسسسسسسسسس ّ
عليسسسسسسسسسسسسسه وتحّرضسسسسسسسسسسسسسهم علسسسسسسسسسسسسسى منعسسسسسسسسسسسسسه م ّ
جسسل الحسسسين علسسى مسسن قسسد قال ابن عباس :وكنت أّول من انصرف ،فسمعت الّلغسسط وخفسست أن يع ّ
أقبل ورأيت شخصا ً علمت الشّرفيه ،فأقبلت مبسادرا ً فسإذا أنسا بعائشسة فسي أربعيسن راكبسا ً علسى بغسل
ي في الدنيا
ي يابن عباس ،لقد اجترأتم عل ّ
ي إل ّ
ما رأتني قالت :إل ّ
حل تقدمهم وتأمرهم بالقتال ،فل ّ
مر ّ
ب.
تسسسسسؤذونني مسسسسسّرة بعسسسسسد أخسسسسسرى ،تريسسسسسدون أن تسسسسسدخلوا بيسسسسستي مسسسسسن ل أهسسسسسوى ول أحسسسسس ّ
فقلت :واسوأتاه ،يوم على بغل ويوم على جمل ،تريسسدين أن ُتطفئي نسسور اللسسه وتقسساتلي أوليسساء اللسسه
وتحولي بين رسول الله وبين حبيبه أن يدفن معه ،فجاءت إلى قبر رسول الله صّلى الله عليه وآلسسه
فرمت بنفسها عن البغلة وقالت :والله ل يدفن الحسن ههنسسا أبسدا ً أو تجسّز هسذه ،وأومسست بيسدها إلسى
شعرها.
وفي رواية مضمونها اّنه :رموا جثمان المام سلم الله عليه بالسهام حتى أخرج من جنازته سسسبعون
سهمًا ،فأراد بنو هاشم المجادلة فقال الحسين سلم الله عليه :الله الله ل تضّيعوا وصّية أخسسي فسساّنه
ده صّلى الله عليه وآله أن أخاصسسم فيسسه أحسسدًا ،ولسسول وصسسيته
ي إن أنا منعت من دفنه مع ج ّ
أقسم عل ّ
لرأيتم كيف أدفنه في جنب النبي صّلى الله عليه وآلسسه ورغمسست معطسسسكم ،فعسسدلوا بسسه إلسسى البقيسسع
دته فاطمسسسسسسسة بنسسسسسسست أسسسسسسسسد )رضسسسسسسسي اللسسسسسسسه عنهسسسسسسسا(.
فسسسسسسسدفنوه جنسسسسسسسب جسسسسسسس ّ
ي سلم اللسسه عليسسه وأخرجسسوا جنسسازته حمسسل مسسروان سسسريره،
ما مات الحسن بن عل ّ
قال أبو الفرج :ل ّ
فقال له الحسين سلم الله عليه :أتحمل سريره؟ أما والله لقد كنت تجرعه الغيسسظ ،فقسسال مسسروان:
اّنسسسسسسسسسسي كنسسسسسسسسسست أفعسسسسسسسسسسل ذلسسسسسسسسسسك بمسسسسسسسسسسن يسسسسسسسسسسوازن حلمسسسسسسسسسسه الجبسسسسسسسسسسال.
مسسسسسا وضسسسسسع الحسسسسسسن سسسسسسلم اللسسسسسه عليسسسسسه فسسسسسي لحسسسسسده:
وروى ابسسسسسن شهرآشسسسسسوب :ل ّ
أأدهسسسسسسسن رأسسسسسسسسي أم أطيسسسسسسسب محاسسسسسسسسني ورأسسسسسسسسك معفسسسسسسسور وأنسسسسسسست سسسسسسسسليب
بكسسسسسسسسائي طويسسسسسسسسل والسسسسسسسسدموع غزيسسسسسسسسرة وأنسسسسسسسست بعسسسسسسسسسيد والمسسسسسسسسسزار قريسسسسسسسسب
وفي فضل البكسساء عليسسه وزيسسارته مسسا رواه ابسسن عبسساس عسسن النسسبي صسّلى اللسسه عليسسه وآلسسه انسسه قسسال:
م ظلما ً وعسسدوانًا ،فعنسسد ذلسسك تبكسسي الملئكسسة والسسسبع الشسسداد
» ...فل يزال المر به حتى يقتل بالس ّ
لموته ،ويبكيه ك ّ
ل شيء حتى الطير في جوّ السماء والحيتان في جسسوف المسساء ،فمسسن بكسساه لسسم تعسسم
عينه يوم ُتعمى العيون ،ومن حزن عليه لم يحزن قلبسسه يسسوم تحسسزن القلسسوب ،ومسسن زاره فسسي بقيعسسه
ثبتت قدمه على الصراط يوم تز ّ
ل فيه القدام«.