You are on page 1of 20

‫المام الحسن بن علي بن أبي طالب‬

‫صلوات الله و سلمه عليهما‬

‫السلم عليك يابن رسول رب العالمين‪ ،‬السلم عليك يابن أمير المؤمنين‪ ،‬السلم عليك يابن فاطمة‬
‫الزهراء‪ ،‬السلم عليك يا حجة الله‪ ،‬السلم عليك يا نور الله‪ ،‬السلم عليسسك يسا صسراط اللسسه‪ ،‬السسلم‬
‫ديق‪،‬‬
‫صس ّ‬
‫عليك أيها السيد الزكي‪ ،‬السسلم عليسك أيهسسا العسسالم بالتأويسل‪ ،‬السسسلم عليسسك أيهسا الشسسهيد ال ِ‬
‫السلم عليك يا أبا محمد الحسن بن علي‪ ،‬ورحمة الله وبركاته‪.‬‬

‫نسبه الشريف‬

‫مسسه سسسيدة نسسساء‬


‫هو الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بسسن هاشسسم بسسن عبسسد منسساف‪ ،‬وأ ّ‬
‫العالمين مولتنا فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلوات الله وسلمه عليهم أجمعين‪.‬‬

‫مولده‬

‫وُل ِد َ سلم الله عليه في يوم الخامس عشر )وقيل ليلة الخامس عشر( مسسن شسسهر رمضسسان المبسسارك‬
‫عام ثلثة من الهجرة‪ ،‬في المدينة المنورة‪ .‬وهو أول أولد مولتنا فاطمة الزهراء سسسلم اللسسه عليهسسا‪.‬‬
‫روى ابن بابويه بأسانيد معتبرة عن المام زين العابدين سلم الله عليه أّنه قال‪» :‬لما ولدت فاطمسسة‬
‫مه‪ ،‬فقال‪ :‬مسسا كنسست لسسسبق باسسسمه رسسسول‬
‫الحسن سلم الله عليهما قالت لعلي سلم الله عليه س ّ‬
‫الله‪ ،‬فجاء رسول الله صّلى الله عليه وآله فأخرج إليسه فسي خرقسة صسفراء‪ ،‬فقسال‪» :‬ألسم أنهكسم أن‬
‫ميته؟‬
‫فسسه فيهسسا‪ ،‬ثسسم قسسال لعلسسي‪ :‬هسسل سس ّ‬
‫تلفوه في خرقة صفراء«‪ ،‬ثم رمى بها وأخذ خرقة بيضاء فل ّ‬
‫فقال‪ :‬ما كنت لسبقك باسمه‪ ،‬فقال صّلى الله عليه وآله‪ :‬وما كنت لسبق باسسسمه ربسسي عسسز وجسسل‪،‬‬
‫فأوحى الله تبارك وتعالى إلى جبرئيل أّنه قد ولد لمحمد إبن فاهبط فاقرأه السسسلم وهنئه وقسسل لسسه‪:‬‬

‫إن عليا ً منك بمنزلة هارون من موسى‪ ،‬فس ّ‬


‫مه باسم ابسسن هسسارون‪ ،‬فهبسسط جبرئيسسل سسسلم اللسسه عليسسه‬
‫فهّناه من الله عز وجل‪ ،‬ثم قال‪ :‬إن الله تبارك وتعالى يأمرك أن تسسسميه باسسسم هسسارون‪ ،‬قسسال‪ :‬ومسسا‬
‫ماه الحسن«‪.‬‬
‫مه الحسن‪ ،‬فس ّ‬
‫كان اسمه؟ قال‪ :‬شّبر‪ ،‬قال‪ :‬لساني عربي‪ ،‬قال‪ :‬س ّ‬

‫كنيته الشريفة‪:‬‬

‫أبو محمد‪.‬‬

‫ألقابه الشريفة‪:‬‬

‫ي‪ ،‬الزاهد‪ ،‬والسبط ومعنسساه ابسسن البنسست أو‬


‫الزكي‪ ،‬السيد‪ ،‬المجتبى‪ ،‬الزكي‪ ،‬المين‪ ،‬الحجة‪ ،‬البّر‪ ،‬النق ّ‬
‫الحفيد مطلقًا‪.‬‬

‫مدة إمامته‪:‬‬

‫عشر سنوات‬

‫النص على إمامته‬

‫إن الحسن سلم الله عليه هو المام والخليفة الشرعي علسى المسة بعسد وفسساة أبيسسه أميسر المسؤمنين‬
‫ده الرسول الكرم صّلى‬ ‫ص عليه بالمامة‪ ،‬إضافة إلى نصوص ج ّ‬
‫سلم الله عليه‪ ،‬الذي أوصى إليه ون ّ‬
‫الله عليه وآله على إمامته وإمامة أخيه الحسين سلم الله عليه والتي أشهرها قوله صّلى الله عليسسه‬
‫وآلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه‪:‬‬
‫»ابنسسسسسسسسسسسسسسسسسسي هسسسسسسسسسسسسسسسسسسذان إمامسسسسسسسسسسسسسسسسسسان‪ ،‬قامسسسسسسسسسسسسسسسسسسا أو قعسسسسسسسسسسسسسسسسسسدا«‪.‬‬
‫وجسسسسسسسسسسسسسسسساء عسسسسسسسسسسسسسسسسن سسسسسسسسسسسسسسسسسليم بسسسسسسسسسسسسسسسسن قيسسسسسسسسسسسسسسسسس قسسسسسسسسسسسسسسسسال‪:‬‬
‫»شهدت أمير المؤمنين حين أوصى إلى إبنه الحسن وأشهد علسى وصسّيته الحسسين ومحمسدا ً وجميسع‬
‫ي أمرني رسول اللسسه أن‬
‫ولده ورؤساء شيعته وأهل بيته‪ ،‬ثم دفع إليه الكتاب والسلح‪ ،‬وقال له‪ :‬يا ُبن ّ‬
‫ي كتبه وسلحه‪ ،‬وأمرني أن آمرك إذا‬
‫ي ودفع إل ّ‬
‫أوصي إليك وأدفع إليك كتبي وسلحي‪ ،‬كما أوصى إل ّ‬
‫حضرك الموت أن تدفعها إلى أخيك الحسين‪ ،‬ثم أقبل على ابنه الحسين‪ ،‬فقال‪ :‬وأمرك رسول اللسسه‬
‫صّلى الله عليه وآله أن تدفعها إلى إبنك هذا‪ ،‬ثم أخذ بيد علي بن الحسين وقال‪ :‬وأمرك رسول الله‬
‫صّلى الله عليه وآله أن تدفعها إلى إبنك محمد بن علي‪ ،‬فسساقرأه مسسن رسسسول اللسسه ومن ّسسي السسسلم«‪.‬‬
‫وقسسسسسسسسسسسسسسسال المسسسسسسسسسسسسسسسام البسسسسسسسسسسسسسسساقر سسسسسسسسسسسسسسسسلم اللسسسسسسسسسسسسسسسه عليسسسسسسسسسسسسسسسه‪:‬‬
‫ي‬
‫»إن أمير المؤمنين لما حضره الوفاة قال لبنسسه الحسسسن‪ :‬أدن من ّسسي حسستى أسسّر إليسسك مسسا أسسّر إلس ّ‬
‫ك على ما أئتمنني عليه‪ ،‬ففعل«‪.‬‬ ‫رسول الله وَأ َئ ْت َ ِ‬
‫من َ َ‬

‫نشأته‬

‫نشأ سلم الله عليه فسسي كنسف جسسده الرسسول العظسسم صسّلى اللسسه عليسسه وآلسسه‪ ،‬وأحضسسان أبيسه أميسسر‬
‫ده كان صورة رائعسسة عسسن النسسسان‬
‫مه فاطمة الزهراء سلم الله عليهما‪ ،‬حتى إذا بلغ أش ّ‬
‫المؤمنين وأ ّ‬
‫الكامل‪ ،‬ونموذجا ً مثاليا ً للمسلم القرآني‪ ،‬وقدوة ً صالحة للمة‪ .‬وكان النبي صّلى الله عليه وآله يحب ّسسه‬
‫حبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ً شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسديدًا‪.‬‬
‫فقسسسسسسسسسسسسسسد روى الربلسسسسسسسسسسسسسسي فسسسسسسسسسسسسسسي كشسسسسسسسسسسسسسسف الغمسسسسسسسسسسسسسسة فقسسسسسسسسسسسسسسال‪:‬‬
‫رأيت رسول الله صّلى الله عليسه وآلسه واضسعا ً الحسسن علسى عساتقه وقسال‪» :‬مسن أحّبنسي فليحّبسه«‪.‬‬
‫وروي عسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسن أبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي هريسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسرة قسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسال‪:‬‬
‫»ما رأيت الحسن قط إل فاضت عيناي دموعًا‪ ،‬وذلك أنه أتى يوما ً يشتد ّ حتى قعسسد فسسي حجسسر النسسبي‬
‫صسسسّلى اللسسسه عليسسسه وآلسسسه‪ ،‬ورسسسسول اللسسسه يفتسسسح فمسسسه ثسسسم يسسسدخل فمسسسه فسسسي فمسسسه ويقسسسول‪:‬‬
‫ب مسسسسسسسسن يحّبسسسسسسسسه« يقولهسسسسسسسسا ثلث مسسسسسسسسرات‪.‬‬
‫»اللهسسسسسسسسم إّنسسسسسسسسي أحبسسسسسسسسه وأحسسسسسسسس ّ‬
‫وقسسسسال صسسسسّلى اللسسسسه عليسسسسه وآلسسسسه فيسسسسه وفسسسسي أخيسسسسه الحسسسسسين سسسسسلم اللسسسسه عليهمسسسسا‪:‬‬
‫»أبنسسسسسسسسسسسسسسسسسساي هسسسسسسسسسسسسسسسسسسذان إمامسسسسسسسسسسسسسسسسسسان قامسسسسسسسسسسسسسسسسسسا أو قعسسسسسسسسسسسسسسسسسسدا«‪.‬‬
‫»الحسسسسسسسسسسسسسسن والحسسسسسسسسسسسسسسين سسسسسسسسسسسسسسيدا شسسسسسسسسسسسسسباب أهسسسسسسسسسسسسسل الجنسسسسسسسسسسسسسة«‪.‬‬
‫»إنهما ريحانتاي من الدنيا«‪.‬‬

‫من فضائله ومكارم أخلقه سلم الله عليه‬

‫خلق سًا‪ .‬كسسان كسسثير‬


‫كان سلم الله عليه‪ ،‬عابدًا‪ ،‬سخي ًّا‪ ،‬كريمًا‪ ،‬حليمًا‪ ،‬عطوفًا‪ ،‬من أفضل الناس خلق سا ً و ُ‬
‫عرف ببحر الجسسود‪ ،‬وبكريسسم أهسسل السسبيت سسسلم اللسسه عليهسسم‪،‬‬
‫الصلة والصيام والحج والصدقات حتى ُ‬
‫وكان مرجعا ً للفقهاء والعلماء في عصره يرجعون إليه لمعرفة الحكام والسنن‪ ،‬وذلك كله من دلئل‬
‫إمسسسسسسسسسامته وموجبسسسسسسسسسات خلفتسسسسسسسسسه بعسسسسسسسسسد أبيسسسسسسسسسه سسسسسسسسسسلم اللسسسسسسسسسه عليهمسسسسسسسسسا‪.‬‬
‫وروى الصسسسسسسسدوق عسسسسسسسن المسسسسسسسام الصسسسسسسسادق سسسسسسسسلم اللسسسسسسسه عليسسسسسسسه أن ّسسسسسسسه قسسسسسسسال‪:‬‬
‫»حدثني أبي عن أبيه سلم الله عليهما‪ ،‬أن الحسن بن علي بن أبي طسسالب سسسلم اللسسه عليهسسم كسسان‬
‫ج حج ماشيا ً وربما مشى حافيًا‪ ،‬وكان إذا ذكسسر‬
‫أعبد الناس في زمانه وأزهدهم وأفضلهم‪ ،‬وكان إذا ح ّ‬
‫الموت بكى‪ ،‬وإذا ذكر القبر بكى‪ ،‬وإذا ذكر البعث والنشور بكى‪ ،‬وإذا ذكر الممّر على الصراط بكى‪،‬‬
‫وإذا ذكسسسسر العسسسسرض علسسسسى اللسسسسه تعسسسسالى ذكسسسسره شسسسسهق شسسسسهقة يغشسسسسى عليسسسسه منهسسسسا‪.‬‬
‫وكان إذا قام في صلته ترتعد فرائصه بين يدي رّبه عز وجل‪ ،‬وكان إذا ذكسسر الجنسسة والنسسار إضسسطرب‬
‫إضطراب السليم‪ ،‬ويسأل الله الجنة ويعوذ به من النار‪ ،‬وكان سلم الله عليه ل يقرأ من كتسساب اللسسه‬
‫)يا أيها الذين آمنوا( إل قال‪) :‬لبيك اللهسم لبيسك(‪ ،‬ولسم ُيسر فسي شسيء مسن أحسواله إل ذاكسرا ً للسه‬
‫سسسسسسسسسسبحانه‪ ،‬وكسسسسسسسسسان أصسسسسسسسسسدق النسسسسسسسسساس لهجسسسسسسسسسة‪ ،‬وأفصسسسسسسسسسحهم منطقسسسسسسسسسًا«‪.‬‬
‫وعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسن حذيفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسة بسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسن اليمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسان قسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسال‪:‬‬
‫»بينا رسول الله صلى الله عليه وآله في جبل أظّنسه حسرى أو غيسره ومعسه أبسو بكسر وعمسر وعثمسان‬
‫دث به‬ ‫َ‬
‫وعلي سلم الله عليه وجماعة من المهاجرين والنصار وأَنس حاضر لهذا الحديث‪ ،‬وحذيفة يح ّ‬
‫إذ أقبل الحسن بن علي سلم الله عليهما يمشي على هدوء ووقار فنظر إليه رسول الله صّلى الله‬
‫عليسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه وآلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه وقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسال‪:‬‬
‫دده‪ ،‬وهو ولدي والطاهر من نفسي وضلع من أضسسلعي‪ ،‬هسسذا سسسبطي‬
‫إن جبرئيل يهديه وميكائيل يس ّ‬
‫وقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسّره عينسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي بسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسأبي هسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسو‪.‬‬
‫فاحتي‪ ،‬وأنسست حبيسسبي‪ ،‬ومهجسسة‬ ‫فقام رسول الله صّلى الله عليه وآله وقمنا معه‪ ،‬وهو يقول له‪ :‬أنت ت ّ‬
‫قلبي‪ ،‬وأخذ بيده فمشى معه ونحن نمشي حتى جلس وجلسنا حوله ننظسسر إلسسى رسسسول اللسسه ص سّلى‬
‫اللسسسسسسسسسه عليسسسسسسسسسه وآلسسسسسسسسسه وهسسسسسسسسسو ل يرفسسسسسسسسسع بصسسسسسسسسسره عنسسسسسسسسسه‪ ،‬ثسسسسسسسسسم قسسسسسسسسسال‪:‬‬
‫أما إنه سيكون بعدي هاديا ً مهدي ًّا‪ ،‬هذا هدية من رب العالمين لي‪ ،‬ينبئ عّني‪ ،‬ويع سّرف النسساس آثسساري‬
‫ويحيي سّنتي ويتولى أموري في فعله‪ ،‬ينظر الله إليه فيرحمه‪ ،‬رحم الله من عرف له ذلسسك‪ ،‬وبّرنسسي‬
‫فيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه وأكرمنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي فيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه«‪.‬‬
‫وفي المناقب قال‪ :‬قال واصل بن عطا‪ :‬كان الحسن بن علي سلم الله عليهما عليه سسسيماء النبيسساء‬
‫ي عزة‪ ،‬قال الله‬
‫وبهاء الملوك‪ .‬وقيل له سلم الله عليه‪ :‬إن فيك عظمة! قال سلم الله عليه‪ :‬بل ف ّ‬
‫تعسسسسسسسسسسسسسسسسالى‪» :‬وللسسسسسسسسسسسسسسسسه العسسسسسسسسسسسسسسسسزة ولرسسسسسسسسسسسسسسسسسوله وللمسسسسسسسسسسسسسسسسؤمنين«‪.‬‬
‫وكسسسسسسان سسسسسسسلم اللسسسسسسه عليسسسسسسه إذا بلسسسسسسغ بسسسسسساب المسسسسسسسجد رفسسسسسسع رأسسسسسسسه وقسسسسسسال‪:‬‬
‫»إلهي ضيفك ببابك‪ ،‬يا محسن قد أتاك المسئ‪ ،‬فتجسساوز عسسن قبيسسح مسسا عنسسدي بجميسسل مسسا عنسسدك يسسا‬
‫كريسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسم«‪.‬‬
‫وقسسسسسسسسسسسسسسسال المسسسسسسسسسسسسسسسام الصسسسسسسسسسسسسسسسادق سسسسسسسسسسسسسسسسلم اللسسسسسسسسسسسسسسسه عليسسسسسسسسسسسسسسسه‪:‬‬
‫م اللسسه تعسسالى )مسساله(‬ ‫ج خمسا ً وعشرين حجة ماشسسيًا‪ ،‬وقا َ‬
‫سس َ‬ ‫إن الحسن بن علي سلم الله عليهما ح ّ‬
‫م ربسسسسسسسسسسسسسسه ثلث مسسسسسسسسسسسسسسرات«‪.‬‬
‫سسسسسسسسسسسسسسس َ‬
‫مرتيسسسسسسسسسسسسسسن‪ ،‬وفسسسسسسسسسسسسسسي خسسسسسسسسسسسسسسبر قا َ‬
‫ومسسسسسسن حلمسسسسسسه سسسسسسسلم اللسسسسسسه عليسسسسسسه مسسسسسسا روي عسسسسسسن الكامسسسسسسل للمسسسسسسبرد وغيسسسسسسره‪:‬‬
‫»أن شامي ّا ً رآه راكبا ً فجعل يلعنه والحسن سلم الله عليه ل يرّد‪ ،‬فلما فرغ أقبل الحسن سلم اللسسه‬
‫عليسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه فسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسّلم عليسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه وضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسحك فقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسال‪:‬‬
‫»أيها الشيخ أظّنك غريبا ً ولعّلك شّبهت‪ ،‬فلو استعتبتنا أعتبناك‪ ،‬ولو سألتنا أعطيناك‪ ،‬ولسسو استرشسسدتنا‬
‫أرشدناك‪ ،‬ولو استحملتنا احملناك‪ ،‬وان كنت جائعا ً أشسسبعناك‪ ،‬وإن كنسست عريانسا ً كسسسوناك‪ ،‬وإن كنسست‬
‫محتاجا ً أغنيناك‪ ،‬وإن كنت طريدا ً آويناك‪ ،‬وإن كان لك حاجة قضسسيناها لسسك‪ ،‬فلسسو حّركسست رحلسسك إلينسسا‬
‫ن لنا موضسسعا ً رحبسا ً وجاهسا ً عريضسا ً ومسسا ل كسسثيرًا«‪.‬‬
‫وكنت ضيفنا إلى وقت إرتحالك كان أعود عليك ل ّ‬
‫فلما سمع الرجل كلمه بكى‪ ،‬ثم قال‪ :‬أشسسهد أنسسك خليفسسة اللسسه فسسي أرضسسه‪ ،‬اللسسه أعلسسم حيسسث يجعسسل‬
‫ول رحلسسه إليسسه‬‫ي‪ ،‬وحس ّ‬‫ب خلسسق اللسسه الس ّ‬‫ي‪ ،‬والن أنت أح ّ‬ ‫رسالته‪ ،‬وكنت أنت وأبوك أبغض خلق الله إل ّ‬
‫وكسسسسسسسسسسان ضسسسسسسسسسسيفه إلسسسسسسسسسسى أن ارتحسسسسسسسسسسل وصسسسسسسسسسسار معتقسسسسسسسسسسدا ً لمحبتهسسسسسسسسسسم(‪.‬‬
‫وروى الشسسسسسسيخ رضسسسسسسي السسسسسسدين علسسسسسسي بسسسسسسن يوسسسسسسسف بسسسسسسن مطهسسسسسسر الحل ّسسسسسسي أنسسسسسسه‪:‬‬
‫)وقف رجل على الحسن بن علي سلم الله عليهما ‪ ،‬فقال‪ :‬يا ابن أمير المؤمنين بالذي أنعسسم عليسسك‬
‫بهذه النعمة التي ما تليها منه بشفيع منك إليه‪ ،‬بل إنعاما ً منه عليك‪ ،‬إل ما أنصفتني من خصمي فأنه‬
‫غشسسسسسسسوم ظلسسسسسسسوم‪ ،‬ل يسسسسسسسوّقر الشسسسسسسسيخ الكسسسسسسسبير ول يرحسسسسسسسم الطفسسسسسسسل الصسسسسسسسغير‪.‬‬
‫وكان سلم الله عليه متكئا ً فاستوى جالسا ً وقال له‪ :‬من خصمك حتى أنتصسف لسك منسه؟ فقسال لسه‪:‬‬
‫الفقر‪ ،‬فأطرق سلم الله عليه رأسه ساعة ثم رفع رأسه إلى خادمه وقال له‪ :‬أحضر ما عنسسدك مسسن‬
‫موجود‪ ،‬فأحضر خمسة آلف درهم‪ ،‬فقال‪ :‬أدفعها إليه‪ ،‬ثم قال له‪ :‬بحق هذه القسام التي أقسسسمت‬
‫ي مسسسسسستى أتسسسسسساك خصسسسسسسمك جسسسسسسائرا ً إل مسسسسسسا أتيتنسسسسسسي منسسسسسسه متظّلمسسسسسسًا«‪.‬‬
‫بهسسسسسسا علسسسسسس ّ‬
‫وروى ابسسسسسن شسسسسسهر آشسسسسسوب فسسسسسي المنسسسسساقب عسسسسسن محمسسسسسد بسسسسسن اسسسسسسحاق قسسسسسال‪:‬‬
‫)ما بلغ أحد من الشرف بعد رسول الله صّلى الله عليه وآله ما بلغ الحسن‪ ،‬كان يبسط له على باب‬
‫داره فإذا خرج وجلس انقطع الطريق‪ ،‬فما مّر أحد من خلق الله إجلل ً له‪ ،‬فإذا علم قام ودخل بيتسسه‬
‫فمّر الناس‪ ،‬ولقسسد رأيتسسه فسسي طريسسق مكسسة ماشسسيًا‪ ،‬فمسسا مسسن خلسسق اللسسه أحسسد رآه إل ّ نسسزل ومشسسى(‪.‬‬
‫وروى ابسسسن شسسسهر آشسسسوب أيضسسسا ً أشسسسعارا ً عسسسن المسسسام الحسسسسن سسسسلم اللسسسه عليسسسه منهسسسا‪:‬‬
‫قسسسسسسسسسل للمقيسسسسسسسسسم بغيسسسسسسسسسسر دار اقامسسسسسسسسسة حسسسسسسسسسان الرحيسسسسسسسسسل فسسسسسسسسسودع الحبابسسسسسسسسسا‬
‫ان السسسسسسسسذين لقيتهسسسسسسسسم وصسسسسسسسسحبتهم صسسسسسسسساروا جميعسسسسسسسسا ً فسسسسسسسسي القبسسسسسسسسور ترابسسسسسسسسا‬
‫وجسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساء فسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي المنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساقب أيضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسًا‪:‬‬
‫وطاف الحسن سلم الله عليه بالبيت فسمع رجل ً يقول‪ :‬هذا ابن فاطمة الزهراء‪ ،‬فالتفت سلم الله‬
‫عليه إليه فقال‪ :‬قل ابن علي بن أبي طالب‪ ،‬فأبي خير مني‪.‬‬

‫من كلماته سلم الله عليه‬

‫»نحن الخرون‪ ،‬ونحن الولون‪ ،‬ونحن النور‪ ،‬بنور الروحسسانيين‪ ،‬ننسوُّر بنسسور اللسسه‪ ،‬ونسسروح بروحسسه‪ ،‬فينسسا‬
‫مسسسسسسسسكُنه‪ ،‬وإلينسسسسسسسا معسسسسسسسد ُِنه‪ ،‬الخسسسسسسسُر مّنسسسسسسسا كسسسسسسسالول‪ ،‬والول مّنسسسسسسسا كسسسسسسسالخر«‪.‬‬
‫ي مرسسسل‪،‬‬
‫طلع عليسسه ملسسك مقسّرب‪ ،‬ول نسسب ّ‬ ‫»ما يعلم المخزون المكنون المجزوم المكتوم‪ ،‬الذي لم ي ّ‬

‫غيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُر محمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد وذريتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه«‪.‬‬


‫»والله ل يحبنا عبد أبدًا‪ ،‬ولو كان أسيرا ً في الديلم‪ ،‬إل نفعه حّبنا‪ ،‬وإن حّبنا لُيساقط الذنوب من بنسسي‬
‫ح السسسسسسسسسسسسسورق مسسسسسسسسسسسسسن الشسسسسسسسسسسسسسجر«‪.‬‬ ‫آدم‪ ،‬كمسسسسسسسسسسسسسا يسسسسسسسسسسسسسساقِ ُ‬
‫ط الريسسسسسسسسسسسسس ُ‬
‫ف عن محارم الله تكن عابدًا‪ ،‬وارض بمسا قسسسم اللسسه تكسن غنّيسًا‪ ،‬وأحسسن جسوار مسن‬
‫ع ّ‬
‫»يا ابن آدم‪ِ :‬‬
‫جاورك تكن مسلمًا‪ ،‬وصاحب الناس بمثل ما تح ّ‬
‫ب أن يصاحبوك به تكن عاد ً‬
‫ل‪ ،‬إنسسه كسسان بيسسن يسسديكم‬
‫أقوام يجمعون كثيرًا‪ ،‬ويبنون مشيدًا‪ ،‬ويأملون بعيدًا‪ ،‬أصبح جمعُُهم بورًا‪ ،‬وعملهم غسسرورًا‪ ،‬ومسسساكنهم‬

‫قبورًا‪ .‬يا ابن آدم‪ :‬لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أ ّ‬
‫مك‪ ،‬فخذ مما في يسسديك لمسسا بيسسن‬
‫يسسسسسسسسسسسسسسديك‪ ،‬فسسسسسسسسسسسسسسإن المسسسسسسسسسسسسسسؤمن يسسسسسسسسسسسسسستزود والكسسسسسسسسسسسسسسافر يتمتسسسسسسسسسسسسسسع«‪.‬‬
‫م النسسسسسساس قسسسسسسدرًا؟‬
‫ن أعظسسسسسس ُ‬
‫مسسسسسس ْ‬
‫قيسسسسسسل للمسسسسسسام الحسسسسسسسن سسسسسسسلم اللسسسسسسه عليسسسسسسه ‪َ :‬‬
‫مسسسسسسسسن كسسسسسسسسانت«‪.‬‬
‫دي َ‬
‫ل بالسسسسسسسسدنيا فسسسسسسسسي َيسسسسسسسس َ‬
‫مسسسسسسسسن لسسسسسسسسم ُيبسسسسسسسسا ِ‬
‫فقسسسسسسسسال‪َ » :‬‬
‫مُهسسسم عنسسسد اللسسسه شسسسأن«‪.‬‬
‫دهم قضسسساًء لهسسسا‪ ،‬أعظ ُ‬
‫»أعسسسرف النسسساس بحقسسسوق إخسسسوانه‪ ،‬وأشسسس ّ‬
‫دقين‪ ،‬ومن شيعة علي بسسن أبسسي طسسالب سسسلم‬
‫ص ّ‬
‫من تواضع في الدنيا لخوانه‪ ،‬فهو عند الله من ال ّ‬
‫»و َ‬
‫اللسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه عليسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه«‪.‬‬
‫ت لمن يفكر في مأكوله‪ ،‬كيف ل يفكر في معقوله‪ ،‬فيجّنب بطنه ما يسسؤذيه‪ ،‬ويسسودعُ صسسدره مسسا‬
‫»عجب ُ‬
‫يرديسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه؟«‬
‫سسسسسسسسسسسسسئل عسسسسسسسسسسسسن الصسسسسسسسسسسسسمت؟ فقسسسسسسسسسسسسال سسسسسسسسسسسسسلم اللسسسسسسسسسسسسه عليسسسسسسسسسسسسه‪:‬‬
‫و ُ‬
‫ن«‪.‬‬
‫سسسسسه فسسسسي أمسسسس ٍ‬
‫ض‪ ،‬وفسسسساعله فسسسسي راحسسسسه‪ ،‬وجلي ُ‬
‫ن العسسسسر ِ‬
‫ي‪ ،‬وزيسسسس ُ‬
‫»هسسسسو سسسسستُر العسسسس ّ‬
‫مسسسسسسن شسسسسسسُر النسسسسسساس؟ فقسسسسسسال‪:‬‬
‫قسسسسسسال رجسسسسسسل للحسسسسسسسن سسسسسسسلم اللسسسسسسه عليسسسسسسه‪َ :‬‬
‫مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسن يسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسرى أن ّسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه خيُرهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسم«‪.‬‬
‫» َ‬
‫»أسسسسسسسسسسسسمعُ السسسسسسسسسسسسماع مسسسسسسسسسسسا وعسسسسسسسسسسسى التسسسسسسسسسسسذكير وانتفسسسسسسسسسسسع بسسسسسسسسسسسه«‪.‬‬
‫خلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسق«‪.‬‬
‫»أشسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ّ مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسن المصسسسسسسسسسسسسسسسسسسسيبة سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوء ال ُ‬
‫مسسسسه«‪.‬‬ ‫ُ‬
‫»أوصسسسسيكم بتقسسسسوى اللسسسسه‪ ،‬وإدامسسسسة التفكسسسسر‪ ،‬فسسسسإن التفكسسسسر أبسسسسو كسسسسل خيسسسسرٍ وأ ّ‬
‫س بالجميسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسل«‪.‬‬
‫س العقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسل‪ :‬معاشسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسرة النسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ِ‬
‫»رأ ُ‬
‫ب مفاتيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسح الجسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسر«‪.‬‬
‫»المصسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسائ ُ‬
‫»مسسسسسسسسسسسسسسا تشسسسسسسسسسسسسسساور قسسسسسسسسسسسسسسوم إل ّ ُ‬
‫هسسسسسسسسسسسسسسدوا إلسسسسسسسسسسسسسسى رشسسسسسسسسسسسسسسدهم«‪.‬‬
‫»ل حيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساة لمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسن ل ديسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسن لسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه«‪.‬‬
‫قهسسسا فسسسي نحسسسره«‪.‬‬
‫سسسسه‪ ،‬ومسسسن نافسسسسك فسسسي دنيسسساك فأل ِ‬
‫سسسسك فسسسي دينسسسك فنافِ ْ‬
‫مسسسن ناف َ‬
‫» َ‬
‫م والعبسسادة فسسي‬
‫في تفسير قوله تعالى‪» :‬آتنا في الدنيا حسنة وفي الخرة حسسسنة« قسسال‪»:‬هسسي العلس ُ‬
‫ة فسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي الخسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسرة«‪.‬‬
‫السسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسدنيا‪ ،‬والجنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ‬
‫»الُبخسسسسسسل جسسسسسسامع للمسسسسسسساوئ‪ ،‬والعيسسسسسسوب‪ ،‬وقسسسسسساطع للمسسسسسسودات مسسسسسسن القلسسسسسسوب«‪.‬‬
‫ن السؤال نصف العلم‪ ،‬ومداراة الناس نصف العقل‪ ،‬والقصد في المعيشة نصف المؤنة«‪.‬‬
‫»حس ُ‬

‫في صلح المام الحسن سلم الله عليه‬

‫اختلف المؤرخون اختلفا ً كثيرا ً فيمن بادر لطلب الصلح فابن خلدون وجماعة مسسن المسسؤرخين ذهبسسوا‬
‫إلى )ان المبادر لذلك هو المام الحسن سلم الله عليه بعد ما آل أمره إلى النحلل‪ ،‬وذهسسب فريسسق‬
‫آخر إلى )أن معاوية هو الذي بادر لطلب الصلح بعد ما بعث إليه برسسسائل أصسسحابه المتضسسمنة للغسسدر‬
‫والفتك به متى شاء معاوية أو أراد(‪ ،‬وذكر السبط ابن الجوزي )ان معاويسسة قسسد راسسسل المسسام سسسرا ً‬

‫يدعوه إلى الصلح فلم يجبه‪ ،‬ثم أجابه بعد ذلك(‪ ،‬وأكبر الظن أن معاويسسة هسسو السسذي اسسستعجل الصسسلح‬
‫وبادر إليه وذلك خوفا ً من العراقيين أن ترجع إليهم أحلمهم‪ ،‬ويثوب إليهم رشدهم وذلك لمسسا عرفسسوا‬
‫به من سرعة النقلب وعدم الستقامة على رأي‪ ،‬ومما يسسدل علسسى أن معاويسسة هسسو السسذي ابتسسدأ فسسي‬
‫طلب الصلح‪ ،‬خطاب المام الحسن الذي ألقاه في المدائن فقد جاء فيه »أل وإن معاوية دعانا لمر‬
‫ليسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس فيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه عسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسز ول نصسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسفة«‪.‬‬
‫ومهما يكن من شيء فان تحقيق ذلك ليس بذي أهمية‪ ،‬لن المام إن كان هو الذي استعجل الصسسلح‬
‫فل ضير عليه نظرا ً للمحن الشاقة التي أحاطت به حتى ألجأته إلى المسالمة‪ ،‬وإن كان معاويسسة هسسو‬
‫الذي استعجل الصلح فل ضير على المام سلم الله عليسه أيضسا ً لمسا أوضسحناه فسي أسسباب الصسلح‪،‬‬
‫والمهسسسسسسم البحسسسسسسث عسسسسسسن الشسسسسسسروط السسسسسستي اشسسسسسسترطها المسسسسسسام علسسسسسسى خصسسسسسسمه‪.‬‬
‫فقد اختلف التاريخ فيها اختلفا ً كثيرًا‪ ،‬واضطربت كلمات المؤرخين في ذلك‪ ،‬وفيما يلسسي بعسسض تلسسك‬
‫القسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوال‪.‬‬
‫‪ .1‬ذكر بعض المؤرخين ان المام أرسسسل سسسفيرين إلسسى معاويسسة‪ ،‬همسسا عمسسرو بسسن سسسلمة الهمسسداني‪،‬‬
‫ومحمد بن الشعث الكندي ليستوثقا من معاوية ويعلما ما عنده‪ .‬فأعطاهما معاوية كتابا ً كسسان نصسسه‪:‬‬
‫»بسم الله الرحمن الرحيم‪ :‬هذا كتاب للحسن بن علي من معاوية بسسن أبسسي سسسفيان‪ ،‬إنسسي صسسالحتك‬
‫على أن لك المر من بعدي‪ ،‬ولك عهد الله وميثاقه وذمته‪ ،‬وذمة رسوله محمد )ص(‪ ،‬وأشد ما أخذه‬
‫الله على أحد من خلقه من عهد وعقد‪ ،‬ل أبغيك غائلة ول مكروهًا‪ ،‬وعلى أن أعطيسسك فسسي كسسل سسسنة‬
‫سسسا ودار ابجسسرد‪ ،‬تبعسسث إليهمسسا عمالسسك‪ ،‬وتصسسنع‬
‫ألف ألف درهم من بيت المال‪ ،‬وعلى أن لك خراج ب َ َ‬
‫بهما ما بدا لك«‪ .‬شهد بها عبد الله بن عامر‪ ،‬وعمرو بسسن سسسلمة الكنسسدي‪ ،‬وعبسسدالرحمن بسسن سسسمرة‪،‬‬
‫ومحمسسد بسسن الشسسعث الكنسسدي‪ ،‬كتسسب فسسي شسسهر ربيسسع الخسسر سسسنة إحسسدى وأربعيسسن هجريسسة‪.‬‬
‫وتنسسص هسسذه الوثيقسسة علسسى إعطسساء معاويسسسة للمسسام الحسسسسن سسسلم اللسسسه عليسسسه ثلثسسة أشسسياء‪:‬‬
‫‪ .1‬جعلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه ولسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي عهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسده‪.‬‬
‫‪ .2‬للمسسسسسسسام مسسسسسسسن بيسسسسسسست المسسسسسسسال راتسسسسسسسب سسسسسسسسنوي ألسسسسسسسف ألسسسسسسسف درهسسسسسسسم‪.‬‬
‫‪ .3‬منحه كورتين من كور فارس يرسل إليهما عماله‪ ،‬ويصنع بهما مسسا شسساء واحتفسسظ المسسام برسسسالة‬

‫معاوية‪ ،‬فأرسل إليه رجل ً من بني عبدالمطلب وهو عبدالله بن الحارث بن نوفل وأ ّ‬
‫مه أخسست معاويسسة‬
‫فقسسسسسسسسسال لسسسسسسسسسه‪ :‬إئت خالسسسسسسسسسك وقسسسسسسسسسل لسسسسسسسسسه إن أمنسسسسسسسسست النسسسسسسسسساس بايعتسسسسسسسسسك‪.‬‬
‫ولما انتهى عبدالله إلى معاوية عرض عليه مهمسسة المسسام وهسسي طلسسب المسسن العسسام لعمسسوم النسساس‪،‬‬
‫فاستجاب له وأعطاه طومارا ً وختم في أسفله وقال له‪ :‬فليكتب الحسن فيه ما شاء‪ ،‬فجاء عبسسدالله‬
‫بن الحارث بهذا التفسسويض المطلسسق إلسسى المسسام‪ ،‬فكتسسب سسسلم اللسسه عليسسه مسسا رامسسه مسسن الشسسروط‪.‬‬
‫‪ .2‬روى كل من الطبري وابن الثير صسسورة أخسسرى وخلصسستها ان المسسام راسسسل معاويسسة فسسي الصسسلح‬
‫واشترط عليه أمورا ً فان التزم بها ونفسذها أجسرى معسه الصسلح وإل فل يسبرمه‪ ،‬فلمسسا وصسسلت رسسالة‬
‫المام سلم الله عليه إلى معاوية أمسكها واحتفظ بها‪ ،‬وكان معاوية قبسل ورود هسذه الرسسالة عليسه‬
‫قد بعث للمام صحيفة بيضاء مختوما ً في أسفلها‪ ،‬وكتب إليه أن اشترط في هذه الصحيفة ما شئت‬
‫وقد وصلت هذه الصحيفة إلى المام بعسدما بعسث إلسى معاويسة الوثيقسة الستي سسجل فيهسا مسا أراده‪،‬‬
‫وسجل المام في تلك الصحيفة البيضاء أضعاف الشروط التي اشترطها أول ً ثم أمسكها‪ ،‬فلما سسلم‬
‫له المر طلب منه الوفاء بالشروط التي اشترطها أخيرًا‪ ،‬فلم ي ِ‬
‫ف لسه بهسا وقسال لسه‪» :‬لسك مسا كنست‬
‫ي أول ً تسألني أن أعطيكه فاني قد أعطيتك حين جاءني كتابك‪ ،‬فقال له الحسن سسسلم اللسسه‬
‫كتبت إل ّ‬
‫عليه‪ :‬وأنا قد اشترطت حين جاءني كتابك وأعطيتني العهد على الوفاء بما فيسسه‪ ،‬فاختلفسسا فسسي ذلسسك‪،‬‬
‫فلسسسسسسسسسسسسسسم ينفسسسسسسسسسسسسسسذ للحسسسسسسسسسسسسسسسن مسسسسسسسسسسسسسسن الشسسسسسسسسسسسسسسروط شسسسسسسسسسسسسسسيئ«‪.‬‬
‫وهذه الرواية لم تذكر لنا الشروط التي اشترطها المام »أول« ول ما سجله‪» .‬ثاني« في الصسسحيفة‬
‫البيضاء التي بعث بها معاويسسة إليسسه إل أن أبسسا الفسسداء فسسي تسساريخه نسسص علسسى الشسسروط الولسسى السستي‬
‫اشترطها المام فقال‪» :‬وكتب الحسن إلى معاوية واشترط عليه شروطا ً وقال‪ :‬إن أجبت إليها فأنسسا‬
‫سامع مطيع‪ ،‬فأجاب معاوية إليها‪ ،‬وكان الذي طلبسسه الحسسسن أن يعطيسسه مسسا فسسي بيسست مسسال الكوفسسة‪،‬‬
‫وخراج دار ابجرد من فارس‪ ،‬وأن ل يسب عليا ً فلم يجبه إلى الكف عن س ّ‬
‫ب علسسي فطلسسب الحسسسن‬
‫أن ل يشسسسسستم عليسسسسسا ً وهسسسسسو يسسسسسسمع فأجسسسسسابه إلسسسسسى ذلسسسسسك‪ ،‬ثسسسسسم لسسسسسم يسسسسس ِ‬
‫ف لسسسسسه بسسسسسه«‪.‬‬
‫وعندي ان ما ذكره ابن الثير والطبري بعيد عن الصحة كل البعد وذلك لن الشروط التي اشسسترطها‬
‫المام أخيرا ً إن كانت ذات أهمية بالغة فلماذا أهملها ولم ينص عليها في بدايسسة المسسر؟ ولسسو أغمضسسنا‬
‫النظر عن ذلك فأي فائدة في تسجيلها مع عدم اطلع معاوية عليهسا وإقسراره لهسا‪ ،‬مضسافا ً لسذلك ان‬
‫معاويسسسسسسة فسسسسسسي تلسسسسسسك المرحلسسسسسسة لسسسسسسو سسسسسسسأله المسسسسسسام أي شسسسسسسيء لجسسسسسسابه إليسسسسسسه‪.‬‬
‫‪ .3‬وروى ابن عبد البر‪» :‬ان المام كتب إلى معاوية يخبره أنه يصّير المر إليه على أن يشترط عليه‬
‫أن ل يطلب أحدا ً من أهل المدينة والحجاز ول أهل العراق بشيء كان في أيام أبيه‪ ،‬فأجسسابه معاويسسة‬
‫وكاد يطير فرحا ً إل أنه قال‪ :‬أما عشرة أنفس فل أؤمنهم‪ ،‬فراجعه الحسن فيهم فكتسسب إليسسه يقسسول‪:‬‬
‫إني قد آليت متى ظفرت بقيس بن سعد أن أقطع لسانه ويده‪ ،‬فراجعه الحسن إنسسي ل أبايعسسك أبسسدا ً‬

‫وأنت تطلب قيسا ً أو غيره بتبعة‪ ،‬قلت‪ :‬أو كثرت! فبعث إليه معاوية حينئذ ب ِرِ ٍ‬
‫ق أبيض وقال‪ :‬اكتب ما‬
‫شئت فيه وأنا ألتزمه‪ ،‬فاصطلحا على ذلك‪ ،‬واشسسترط عليسسه الحسسسن أن يكسسون لسسه المسسر مسسن بعسسده‪،‬‬
‫فسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسالتزم ذلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسك كلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه معاويسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسة«‪.‬‬
‫وقد احتوت هذه الرواية على أن أهم ما طلبه المام المن العام لعموم أصسسحابه وأصسسحاب أبيسسه‪ ،‬ول‬
‫شك أن هذا الشرط من أوليات الشروط وأهمها عند المسسام أمسسا أن الصسسلح جسسرى بهسسذا اللسسون فأنسسا‬
‫أشسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسك فسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي ذلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسك‪.‬‬
‫‪ .4‬وذكر جماعة من المؤرخين ان المام ومعاوية اصطلحا وارتضيا بما احتوته الوثيقة التية وقد وّقع‬
‫عليها كل منهما وهذا نصها‪:‬‬

‫بسـم الله الرحمن الرحيم‬


‫»هذا ما صالح عليه الحسن بن علي بن أبي طالب‪ ،‬معاوية بن أبي سفيان‪ ،‬صسسالحه علسسى أن يسسسلم‬
‫إليه ولية أمر المسلمين على أن يعمل فيهم بكتاب الله‪ ،‬وسّنة رسوله‪ ،‬وسيرة الخلفسساء الصسسالحين‪،‬‬
‫وليس لمعاوية بن أبي سفيان أن يعهد إلى أحد من بعده عهدًا‪ ،‬بل يكون المر من بعده شورى بيسسن‬
‫المسلمين‪ ،‬وعلسى أن النساس آمنسون حيسث كسانوا مسن أرض اللسه فسي شسامهم وعراقهسم وحجسازهم‬
‫ويمنهم‪ ،‬وعلى أن أصحاب علي وشيعته آمنون على أنفسسسهم وأمسسوالهم ونسسسائهم وأولدهسسم‪ ،‬وعلسسى‬
‫معاوية بن أبي سفيان بذلك عهد الله وميثاقه‪ ،‬وما أخذ الله على أحد من خلقه بالوفاء وبمسسا أعطسسى‬
‫الله من نفسه‪ ،‬وعلى أن ل يبغي للحسن بن علي‪ ،‬ول لخيه الحسين‪ ،‬ول لحد من أهل بيت رسسسول‬
‫الله )ص( غائلة سرا ً ول جهرا ً ول يخيف أحدا ً منهم في أفق من الفسساق‪ ،‬شسسهد عليسسه فلن ابسسن فلن‬
‫بسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذلك وكفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسى بسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسالله شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسهيدًا«‪.‬‬
‫وهذه الصورة أفضل صورة وردت مبينة لكيفية الصسسلح فقسسد احتسسوت علسسى أمسور مهمسسة يعسسود صسسالح‬
‫الكثر منها إلى عموم المسلمين إل أنا نشك في ان ما احتوت عليه هذه الوثيقة هو مجموع ما طلبه‬
‫المام وأراده‪ ،‬ونذكر فيما يلي مجموع الشروط التي ذكرها رواة الثر وإن كان كل واحسسد منهسسم لسسم‬
‫يذكرها بأسرها إل أن بعضهم نص على طائفة منها‪ ،‬والبعض الخر ذكر طائفسسة أخسسرى‪ ،‬وقسسد اعسسترف‬
‫الفريقان ان ما ذكره كل واحد من الشروط ليس جميع ما اشترطه المام وإنما هي جزء مسسن كسسل‪،‬‬
‫وهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا هسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي‪:‬‬
‫بنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسود الصسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسلح‬
‫‪ .1‬تسليم المر إلى معاوية على أن يعمسل بكتساب اللسه‪ ،‬وسسسنة نسسبيه صسسلى اللسه عليسه وآلسه وسسسيرة‬
‫الخلفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساء الصسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسالحين‪.‬‬
‫‪ .2‬ليس لمعاوية أن يعهد بالمر إلى أحد من بعده والمر بعده للحسن فإن حسسدث بسسه حسسدث فسسالمر‬
‫للحسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسين‪.‬‬
‫‪ .3‬المن العام لعموم الناس السود والحمر منهم سواء فيه‪ ،‬وأن يحتمل عنهم معاوية ما يكون من‬
‫هفسسسسسواتهم‪ ،‬وأن ل يتبسسسسسع أحسسسسسدا ً بمسسسسسا مضسسسسسى‪ ،‬وأن ل يأخسسسسسذ أهسسسسسل العسسسسسراق بإحنسسسسسة‪.‬‬
‫‪ .4‬أن ل يسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسميه أميسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسر المسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسؤمنين‪.‬‬
‫‪ .5‬أن ل يقيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسم عنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسده الشسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسهادة‪.‬‬
‫ب أميسسسسسسسسسسسر المسسسسسسسسسسسؤمنين وأن ل يسسسسسسسسسسسذكره إل بخيسسسسسسسسسسسر‪.‬‬
‫‪ .6‬أن يسسسسسسسسسسسترك سسسسسسسسسسسس ّ‬
‫‪ .7‬أن يوصسسسسسسسسسسسسسسسسسسل إلسسسسسسسسسسسسسسسسسسى كسسسسسسسسسسسسسسسسسسل ذي حسسسسسسسسسسسسسسسسسسق حقسسسسسسسسسسسسسسسسسسه‪.‬‬
‫‪ .8‬المسسسسسسسن لشسسسسسسسيعة أميسسسسسسسر المسسسسسسسؤمنين وعسسسسسسسدم التعسسسسسسسرض لهسسسسسسسم بمكسسسسسسسروه‪.‬‬
‫‪ .9‬يفرق في أولد من قتل مع أبيه في يوم الجمل وصفين ألف ألف درهم‪ ،‬ويجعل ذلسسك مسسن خسسراج‬
‫دار ابجسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسرد‪.‬‬
‫‪ .10‬أن يعطيه ما في بيت مال الكوفسسة ويقضسسي عنسسه ديسسونه ويسسدفع إليسسه فسسي كسسل عسسام مسسائة ألسسف‪.‬‬
‫‪ .11‬أن ل يبغي للحسن بن علي ول لخيه الحسين ول لهل بيسست رسسسول اللسسه )ص( غائلسسة سسسرا ً ول‬
‫جهسسسسسسسسسسرا ً ول يخيسسسسسسسسسسف أحسسسسسسسسسسدا ً منهسسسسسسسسسسم فسسسسسسسسسسي أفسسسسسسسسسسق مسسسسسسسسسسن الفسسسسسسسسسساق‪.‬‬
‫هذه بنود الصلح ومواده التي ذكرها رواة الثر امسا أن المسام قسسد اشسسترطها كلهسا أو بعضسسها فسسوف‬
‫نذكر ذلك عند دراسة الشروط وتحليلها وقبل أن نلقي الستار على هذا الفصل ل بد لنا من التعرض‬
‫إلى أن الصلح في أي زمان نفذ؟‬
‫عام الصلح‬

‫وكما اختلف المؤرخون في المكان الذي وقع فيه الصلح فقد اختلفوا في الزمسسان أيض سًا‪ ،‬فقسسد قيسسل‪:‬‬
‫إنه كان سنة ‪ 41‬هجرية في ربيع الول‪ ،‬وقيل‪ :‬في ربيسسع الخسر‪ ،‬وقيسسل‪ :‬فسسي جمسسادى الولسى‪ ،‬وعلسسى‬
‫الول تكون خلفته خمسة أشهر ونصف‪ ،‬وعلى الثاني فستة أشهر وأيام‪ ،‬وعلى الثالث فسبعة أشهر‬
‫وأيام‪ ،‬وقيل‪ :‬وقع الصلح سنة أربعين من الهجرة في ربيع الول‪ ،‬وقيسسل غيسسر ذلسسك‪ ،‬والصسسح ان مسسدة‬
‫خلفتسسسسسسسه كسسسسسسسانت سسسسسسسستة أشسسسسسسسهر حسسسسسسسسب مسسسسسسسا ذكسسسسسسسره أكسسسسسسسثر المسسسسسسسؤرخين‪.‬‬
‫وعلى أي حال فقد اصطلح بعض المؤرخين على تسمية ذلك العام س الخالد في دنيسسا الحسسزان س س ‪....‬‬
‫بعام الجماعة‪ ،‬نظرا ً لجتماع كلمة المسلمين بعد الفرقة‪ ،‬ووحسسدتهم بعسسد الختلف‪ ،‬ولكسسن الحسسق ان‬
‫هذه التسمية من باب تسمية الضد باسم ضده لن المسلمين منسسذ ذلسسك العسسام قسسد وقعسسوا فسسي شسسر‬
‫عظيم‪ ،‬وانصبت عليهم الفتن كقطع الليل المظلم‪ ،‬حتى تغيرت معالم الدين‪ ،‬وتبدلت سنن السسسلم‪،‬‬
‫وآلت الخلفة السلمية إلى المصير المؤلم تنتقل بالوراثة من ظالم إلسى ظسالم حستى أغرقست البلد‬
‫في الدماء والمآسي والشجون‪ ،‬يقول الجاحظ‪» :‬فعندها استوى معاويسسة علسسى الملسسك واسسستبد علسسى‬
‫بقية الشورى‪ ،‬وعلسسى جماعسسة المسسسلمين مسسن النصسسار والمهسساجرين فسسي العسسام السسذي سسسموه )عسسام‬
‫الجماعة( وما كان عام جماعة بل كان عام فرقسة وقهسسر وجبريسسة وغلبسسة‪ ،‬والعسسام السسذي تحسولت فيسه‬
‫المامسسسسسسسسسسسسسة ملكسسسسسسسسسسسسسا ً كسسسسسسسسسسسسسسرويا ً والخلفسسسسسسسسسسسسسة منصسسسسسسسسسسسسسبا ً قيصسسسسسسسسسسسسسري«‪.‬‬
‫لقد انفتح باب الجور على مصراعيه منذ ذلك العام الذي تم فيه الملسسك إلسسى )كسسسرى العسسرب( فقسسد‬
‫لقى المسلمون وخصوصا ً شيعة آل محمد )ص( من العناء والظلم والرهاق ما لم يشاهد له التاريخ‬
‫نظيرا ً في فظاعته وقسوته يقول ابن أبي الحديد عما جرى على المسلمين بعسسد عسسام الصسسلح‪» :‬لسسم‬
‫يبق أحد من المؤمنين إل وهو خائف على دمه أو مشرد في الرض‪ ،‬يطلب المسسن فل يجسسده«‪ ،‬وبعسسد‬
‫هذا الظلم الشامل والجور المرهق هل يصح أن يسمى ذلك العام عام الجماعة واللفة؟‬

‫دراسة وتحليل‬

‫ولبد لنا من وقفة قصيرة للنظر في تحقيق الشروط التي اشترطها المام علسسى معاويسسة‪ ،‬كمسسا لبسسد‬
‫من دراستها والحاطة بها س ولو إجمال ً س لنها قد احتوت على أمور بالغة الهميسسة‪ ،‬فقسسد ألغمسست نصسسر‬
‫معاوية ببارود وعادت عليه بالخزي‪ ،‬وأخرجته من إدعائه الباطل بسسأنه مسسن حكسسام العسسدل إلسسى حكسسام‬
‫الجسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسور والظلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسم‪.‬‬
‫أما الشروط التي ذكرت فانا نؤمن بجميعها سوى شرطين‪ ،‬وهما‪ :‬أن يكون للمام ما في بيسست مسسال‬
‫الكوفسسسسسسسسسسسسسسة‪ ،‬ومنحسسسسسسسسسسسسسسه راتسسسسسسسسسسسسسسب سسسسسسسسسسسسسسسنوي لسسسسسسسسسسسسسسه‪ ،‬ولخيسسسسسسسسسسسسسسه‪.‬‬
‫أما )الول( فهو بعيد لن ما في خزانة الكوفة من المتعسسة والمسسوال قسسد كسسانت تحسست قبضسسة المسسام‬
‫وبيده‪ ،‬يتصرف فيها حيثما أراد‪ ،‬ولم تكن محجوبة عنه أو ممنوعة عليه حتى يشترط على معاوية أن‬
‫يمكنه منها‪ ،‬على أنا نشك أن خزانة الدولة قد احتسسوت علسسى أمسسوال كسسثيرة لن سياسسسة أهسسل السسبيت‬
‫تقضسسسسسسسي بصسسسسسسسرف المسسسسسسسال فسسسسسسسورا ً علسسسسسسسى مسسسسسسسا خصصسسسسسسسه السسسسسسسسلم لهسسسسسسسا‪.‬‬
‫وأما )الثاني( فغير صحيح لن المام كان في غنى عن أموال معاوية وليس بحاجسسة لهسسا‪ ،‬ولسسو سسسلمنا‬
‫ذلك فانه ل ضير على المام من أخذها‪ ،‬لن انقاذ أموال المسلمين من حكام الجور أمر لزم والذي‬
‫أراه أن معاوية قد أعطى المام في بداية المر هذين الشرطين‪ ،‬فتوهم بعض المؤرخين انهمسسا مسسن‬
‫جملسسسسسسسسسسسسسسة الشسسسسسسسسسسسسسسروط السسسسسسسسسسسسسستي اشسسسسسسسسسسسسسسترطها المسسسسسسسسسسسسسسام عليسسسسسسسسسسسسسسه‪.‬‬
‫وعلى أي حال‪ ،‬فإن تلك الشروط كسسانت تهسسدف إلسسى طلسسب المسسن العسسام‪ ،‬والسسسلم الشسسامل لجميسسع‬
‫المسلمين‪ ،‬وتدعوهم في نفس الوقت إلى اليقظة والتحرر من السسستعباد المسسوي‪ ،‬كمسسا دلسست علسسى‬
‫براعة المام في الحتفاظ بحقه الشرعي‪ ،‬والتدليل على غصب معاوية له‪ ،‬وإنه لسسم يتنسسازل لسسه عسسن‬
‫حقسسسسسسسسسسسسه‪ ،‬أمسسسسسسسسسسسسا محتويسسسسسسسسسسسسات الشسسسسسسسسسسسسروط فهسسسسسسسسسسسسي كمسسسسسسسسسسسسا يلسسسسسسسسسسسسي‪:‬‬
‫‪ .1‬العمــــــــــــــــــــــــــــــل بكتــــــــــــــــــــــــــــــاب اللــــــــــــــــــــــــــــــه‪:‬‬
‫ولم يخل المام بين معاوية وبين المسلمين يتصرف في شؤونهم حيثما شسساء‪ ،‬فقسسد أخسسذ عليسسه أن ل‬
‫يعدو الكتاب والسنة في سياسته وسياسة عماله ولو كان يراه يسير على ضوء القرآن‪ ،‬ويسير على‬
‫منهسسج السسسلم لمسسا شسسرط عليسسه ذلسسك‪ ،‬وجعلسسه مسسن أهسسم الشسسروط الساسسسية السستي ألزمسسه بهسسا‪.‬‬
‫‪ .2‬وليــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة العهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد‪:‬‬
‫وعالج المام نقطة مهمة في تلك المعاهدة‪ ،‬وهي مصير الخلفة السسسلمية بعسسد هلك معاويسسة‪ ،‬فقسسد‬
‫شرط عليه أن تكون الخلفة له ولخيه من بعده‪ ،‬وصرحت بعض المصسسادر ان المسسام اشسسترط عليسسه‬
‫أن يكون المر شورى بين المسلمين بعد هلك معاوية‪ ،‬وعلى كل القولين فقد أرجح المسسام الخلفسسة‬
‫إلى كيانهسسا الرفيسسع‪ ،‬وإنمسسا شسسرط عليسسه ذلسسك لعلمسسه باتجاهسساته السسسيئة‪ ،‬وانسه لبسسد أن ينقسل الخلفسسة‬
‫السلمية من واقعها إلى الملك العضوض‪ ،‬ويجعلها في عقبه مسسن شسسذاذ الفسساق والمجرميسسن‪ ،‬فسسأراد‬
‫المسسسسسسسام إيقسسسسسسساظ المجتمسسسسسسسع وبعثسسسسسسسه إلسسسسسسسى منسسسسسسساجزته ان قسسسسسسسدم علسسسسسسسى ذلسسسسسسسك‪.‬‬
‫‪ .3‬المــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن العــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــام‪:‬‬
‫وأهم ما ينشده المام من تلكم الشروط هو بسط المن‪ ،‬ونشر العافية بين جميع المسسسلمين سسسواء‬
‫السود منهم والحمر‪ ،‬وقد د ّ‬
‫ل ذلك على مدى حنانه وعطفه على جميع المسلمين‪ ،‬كما نصسست هسسذه‬
‫المادة على أن ل يتبع أحدا ً بما مضى‪ ،‬وأن ل يأخذ أهل العراق بإحنسسة ممسسا قسسد مضسسى‪ ،‬وإنمسسا شسسرط‬
‫عليه ذلك لعلمه بما سيعاملهم به من الرهسساق والتنكيسسل انتقامسا ً لمسسا صسسدر منهسسم فسسي أيسسام صسسفين‪.‬‬
‫‪ .4‬عــــــــــــــــــدم تســــــــــــــــــميته بــــــــــــــــــأمير المــــــــــــــــــؤمنين‪:‬‬
‫وفي رفض المام سلم الله عليه تسمية معاوية بأمير المؤمنين تجريد له من السلطة الدينيسسة عليسسه‬
‫وعلى سائر المسلمين‪ ،‬ولم يلتفت معاوية إلى هذه الطعنة النجلء‪ ،‬فإنه إذا لسسم يكسسن علسسى الحسسسن‬
‫أميرا ً لم تكن له بالطبع على المسلمين إمرة أو سلطان‪ ،‬وكان بذلك حاكم جسور وبغسي‪ ،‬وقسد جسرده‬
‫بسسسسذلك مسسسسن منصسسسسب المامسسسسة والخلفسسسسة‪ ،‬وأثبسسسست لسسسسه الغصسسسسب لهسسسسذا المركسسسسز العظيسسسسم‪.‬‬
‫‪ .5‬عـــــــــــــــــــــــــــــدم إقامـــــــــــــــــــــــــــــة الشـــــــــــــــــــــــــــــهادة‪:‬‬
‫وهذه المادة قد فضحت معاوية وأخزته‪ ،‬ودلت على أنه من حكام الجور‪ ،‬فإن إقامة الشهادة حسسسب‬
‫ما ذكره الفقهاء إنما تقام عند الحاكم الشرعي‪ ،‬فهي من الوظائف المختصة به‪ ،‬وإذا لم تصح إقامة‬
‫الشهادة عند معاوية فهو ليس بحاكم عدل وإنما هو حاكم جور‪ ،‬وحكام الجور ل يكون حكمهم نافذًا‪،‬‬
‫ول تصرفهم ماضيا ً عند الشرع‪ ،‬ويجب على المة أن تزيلهم عن هذا المنصب السسذي ُانيسسط بسسه حفسسظ‬
‫الدماء‪ ،‬وصيانة العراض وحفظ الموال‪ .‬وفي هذا الشرط بّين المام أنه صاحب الحق‪ ،‬وأن معاويسسة‬
‫غاصسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسب لسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه‪.‬‬
‫‪ .6‬تــــــــــــــــــــرك ســــــــــــــــــــب أميــــــــــــــــــــر المــــــــــــــــــــؤمنين‪:‬‬
‫ب أميسر‬
‫وأظهر سلم الله عليه بهسذا الشسرط تمسادي معاويسة فسي الثسم‪ ،‬فقسد علسم أنسه ل يسترك سس ّ‬
‫المؤمنين والح ّ‬
‫ط من كرامته‪ ،‬فأراد سسسلم اللسسه عليسه أن يسسبّين للمجتمسسع السسسلمي مسسدى اسسستهتاره‪،‬‬
‫وعدم اعتنائه بشؤون السلم وتعاليمه‪ ،‬فإن سب المسلم وانتقاصه قد حّرمسسه السسسلم‪ ،‬ولكسسن ابسسن‬
‫هند لم يقم للسلم وزنًا‪ ،‬فقد أخذ بعد إبرام الصلح يسب أمير المسؤمنين علسى رؤوس الشسهاد كمسا‬
‫سنبين ذلك عند التعرض لخرقه شروط الصلح‪ .‬ول يخفى أن المام قد فضحه بهسسذا الشسسرط وأمسساط‬
‫عنسسسسسسسسسسه السسسسسسسسسسستر الصسسسسسسسسسسفيق السسسسسسسسسسذي تسسسسسسسسسسستر بسسسسسسسسسسه باسسسسسسسسسسسم السسسسسسسسسسدين‪.‬‬
‫‪ .7‬المــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن العــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــام‪:‬‬
‫كان المام سلم الله عليه حريصا ً أشد الحرص على شيعته وشيعة أبيه‪ ،‬فقسسد صسسالح ومعاويسسة حقن سا ً‬

‫لدمائهم‪ ،‬وحفظا ً عليهم‪ ،‬وقد اشترط على معاوية أن ل يتعرض لهم بمكسسروه وسسسوء‪ ،‬وهسسذا الشسسرط‬
‫عنده من أهم الشروط وأعظمهسا قسال سسماحة المغفسور لسه آل ياسسين‪» :‬واعتصسم فيهسا سس أي فسي‬
‫المعاهدة س بالمان لشيعته وشيعة أبيه وإنعاش أيتامهم ليجزيهم بذلك على ثباتهم معسه ووفسائهم مسع‬
‫أبيه‪ ،‬وليحتفظ بهم أمناًء على مبدئه‪ ،‬وأنصارا ً مخلصين لتمكين مركزه ومركز أخيه يسسوم يعسسود الحسسق‬
‫إلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسى نصسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسابه«‪.‬‬
‫إن أغلب الشروط التي اشترطها المام كانت تهدف لصالح شيعته وضمان حقوقهم وعدم التعسسرض‬
‫لهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسم بسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسأذى أو مكسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسروه‪.‬‬
‫‪ .8‬خــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراج دار ابجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرد‪:‬‬
‫واشترط المام على معاوية أموال ً خاصسة ينفقهسا علسى شسيعته وشسيعة أبيسه وهسي خسراج دار ابجسرد‬
‫والوجه في هذا التخصيص إن الذي يجلب إلى الدولة من الموال يسمى بعضه بالفيء‪ ،‬وهسسو المسسال‬
‫المأخوذ من الراضي المفتوحة عنوة‪ ،‬وهذا يصرف على المصالح العامة‪ ،‬وعلى الشؤون الجتماعيسسة‬
‫وذلك كتحسين الجيش‪ ،‬وإنشاء المؤسسات ومسسا شسساكل ذلسسك مسسن المشسساريع الحيويسسة‪ ،‬وقسسسم مسسن‬
‫الموال يسمى )بالصدقة( وهي الضرائب المالية التي فرضها السلم في أمسسوال مخصوصسسة وأنسسواع‬
‫من الواردات يدور عليها رحى سوق التجارة في العالم فرضها على الغنياء تجلب منهم وتسسدفع إلسسى‬
‫الفقراء لمكافحة الفقر وقلع بذور البؤس‪ ،‬فقد قال صلى الله عليه وآلسسه‪» :‬أمسسرت فسسي الصسسدقة أن‬
‫آخذها من أغنيائكم وأردها في فقرائكم«‪ ،‬وقد كسسره الحسسسن أن يأخسسذ مسسن هسسذه المسسوال لنفسسسه أو‬
‫لشيعته‪ ،‬أما له فانها محرمة عليه لن الصدقة حرام على آل البيت‪ ،‬وأما كراهة أخذها لشسسيعته فلن‬
‫أموال الصدقة ل تخلو من حزازة عليهم لنها أوساخ الناس‪ ،‬وقد كره سلم الله عليه أن يأخسسذ منهسسا‬
‫ص ما يأخذه لهم من دار ابجرد‪ ،‬لنها قد فتحت عنوة‪ ،‬وما فتح عنوة فهو ليسسس بصسسدقة‪،‬‬
‫لشيعته‪ ،‬وخ ّ‬
‫وبذلك قد اختار لشيعته من الموال ما هو أبعد عن الشبهة الشرعية وهي خراج دار ابجرد التي هي‬
‫للمسسسسسسسسسسسسسلمين وعلسسسسسسسسسسسسى المسسسسسسسسسسسسام أن ينفقهسسسسسسسسسسسسا علسسسسسسسسسسسسى صسسسسسسسسسسسسالحهم‪.‬‬
‫‪ .9‬عـــــــــــــــــــــــــــــدم البغـــــــــــــــــــــــــــــي عليهـــــــــــــــــــــــــــــم‪:‬‬
‫ومن مواد المعاهدة أن ل يبغي معاوية للحسن والحسين‪ ،‬ول أهل بيت النبي ص سّلى اللسسه عليسسه وآلسسه‬
‫غائلة‪ ،‬ول يخيف أحدا ً منهم‪ ،‬وإنما شرط عليه ذلك لعلمه بما سيبغيه لهم مسسن الشسسر والمكسسر‪ ،‬فكسسان‬
‫من غوائله لهم أنه دس السم للمام س كما سنبينه س فأراد المام بهذا الشرط وبغيره من بنود الصلح‬
‫أن يكشسسف السسستار عسسن معاويسسة‪ ،‬ويبسسدي عسساره وعيسساره‪ ،‬وأنسسه ل ذمسسة ول حريجسسة لسسه فسسي السسدين‪.‬‬
‫هذه بعض بنود الصلح‪ ،‬وقد حفلت بعناصر ذات أهمية بالغة دلت على براعة المام‪ ،‬وقابليسساته الفسسذة‬
‫فسسسي التغلسسسب علسسسى خصسسسمه‪ ،‬يقسسسول سسسسماحة المغفسسسور لسسسه آل ياسسسسين فسسسي هسسسذه المعاهسسسدة‪:‬‬
‫»ومن الحق أن نعترف للحسن بن علي على ضسوء مسا أثسر عنسه مسن تسدابير ودسساتير هسي خيسسر مسا‬
‫تتوصل إليه اللباقة الدبلوماسية لمثل ظروفه من زمانه وأهسسل زمسسانه بالقابليسسات السياسسسية الرائعسسة‬
‫التي لو قدر لها أن تلي الحكم فسسي ظسسرف غيسسر هسسذا الظسسرف‪ ،‬وفسسي شسسعب أو بلد رتيبسسة بحوافزهسسا‬
‫ودوافعها لجاءت بصاحبها على رأس القائمة من السياسسسيين المحنكيسسن‪ ،‬وحكسسام السسسلم اللمعيسسن‪،‬‬
‫ولن يكون الحرمان يوما ً من اليام‪ ،‬ول الفشل في ميدان من الميادين بدوافعه القائمة على طبيعسسة‬
‫الزمان دليل ً على ضعف أو منفذا ً إلى نقد‪ ،‬ما دامت الشواهد على بعد النظر وقسسوة التسسدبير‪ ،‬وسسسمو‬
‫السسسسسسسرأي‪ ،‬كسسسسسسسثيرة متضسسسسسسسافرة تكسسسسسسسبر علسسسسسسسى الريسسسسسسسب وتنبسسسسسسسو عسسسسسسسن النقسسسسسسساش‪.‬‬
‫وللقابليات الشخصية مضاؤها الذي ل يعدم مجال العمل‪ ،‬مهما حد ّ من تيارهسسا الحرمسسان أو ثنسسى مسسن‬
‫عنانها الفشل‪ ،‬وها هي من لدن هذا الرجل تستجد س منذ الن سس ميسسدانها البكسسر القسسائم علسسى الفكسسرة‬
‫مسة بكاملهسا فسي حاضسرها ومسستقبلها‪ ،‬بمسا تضسعه المعاهسدة مسن‬
‫الجديدة القائمة على صيانة حياة أ ّ‬
‫خطوط وبما تستقبل به خصومها من شروط«‪.‬‬

‫موقف المام الحسين سلم الله عليه‬

‫كان موقف سيد الشهداء المام الحسين سلم الله عليه مسن قضسسية الصسسلح كموقسف أخيسسه الحسسسن‬
‫سلم الله عليه تمثلت فيه الحيرة والذهول‪ ،‬وبعسسد دراسسسته للموقسسف اسسستبان لسسه ضسسرورة المهادنسسة‪،‬‬
‫ولزوم المسالمة‪ ،‬وانه ليس من الحكمة ول من المنطق فتسسح بسساب الحسسرب مسسع معاويسسة‪ ،‬فسسانه يعسسود‬
‫بالمضاعفات السيئة على السلم‪ ،‬ويجر الويلت والخطوب للمسسسلمين وذلسسك لتفلسسل الجيسسش السسذي‬
‫نزح معهم‪ ،‬فقد ألمعنا في البحوث السابقة إلى الخيانات المفضوحة التي ظهرت من أغلب المسسراء‬
‫والقادة العسكريين‪ ،‬والتحاقهم بمعسسسكر معاويسسة وضسسمانهم لسسه الفتسسك بالمسسام الحسسسن‪ ،‬أو تسسسليمه‬
‫أسيرا ً له‪ ،‬فكيف يحاربه بهذه القوى الغادرة التي تبغى له الغوائل‪ ،‬وتتربص بسسه الفسسرص للفتسسك بسسه؟‬
‫إن المام الحسين سلم الله عليه كان من رأيه أن يستجيب أخوه للصسسلح‪ ،‬ول ينسساجز معاويسسة نظسسرا ً‬

‫للعوامل المريرة التي أحاطت به حتى جعلت من المستحيل التغلب على معاويسسة‪ ،‬والنتصسسار عليسسه‪،‬‬
‫فما عمله المام الحسن من الصلح كان أمرا ً متعينًا‪ ،‬ول سبيل لغسيره س كما أوضحنا ذلك في أسسسباب‬
‫الصسسسسلح سسسسس ‪ ،‬فكيسسسسف يخسسسسالف المسسسسام الحسسسسسين أخسسسساه فسسسسي ذلسسسسك‪ ،‬ول يقسسسسّره عليسسسسه‪.‬‬
‫وزعم بعض المؤرخين ان المام الحسين سلم الله عليه كان كارها ً لما فعلسسه أخسسوه‪ ،‬وانسسه قسسال لسسه‪:‬‬
‫»أنشسسسسسسسدك اللسسسسسسسه أن تصسسسسسسسدق أحدوثسسسسسسسة معاويسسسسسسسة‪ ،‬وتكسسسسسسسذب أحدوثسسسسسسسة أبيسسسسسسسك!!«‪.‬‬
‫فأجسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسابه الحسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسن‪:‬‬
‫»أنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا أعلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسم بهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذا المسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسر منسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسك«‪.‬‬
‫وروا أيضًا‪ :‬ان الحسن سلم الله عليه قال لبن عمه عبدالله بن جعفسسر‪» :‬إنسسي رأيسست رأي سا ً أحسسب أن‬
‫تتسسسسسسسسسسسسابعني عليسسسسسسسسسسسسه« فسسسسسسسسسسسسانبرى إليسسسسسسسسسسسسه ابسسسسسسسسسسسسن جعفسسسسسسسسسسسسر قسسسسسسسسسسسسائ ً‬
‫ل‪:‬‬
‫»مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا هسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسو«؟‬
‫»رأيت أن أعمد إلى المدينة فأنزلها‪ ،‬وأخلي بيسسن معاويسسة‪ ،‬وبيسسن هسسذا الحسسديث‪ ،‬فقسسد طسسالت الفتنسسة‪،‬‬
‫وسسسسسسسسسسفكت فيهسسسسسسسسسا السسسسسسسسسدماء‪ ،‬وقطعسسسسسسسسست الرحسسسسسسسسسام‪ ،‬وعطلسسسسسسسسست الفسسسسسسسسسروج«‪.‬‬
‫فأيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ابسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسن جعفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسر رأيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه قسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسائ ً‬
‫ل‪:‬‬
‫مسسسسسسسسسسة محمسسسسسسسسسسد خيسسسسسسسسسسرًا‪ ،‬وأنسسسسسسسسسسا معسسسسسسسسسسك«‪.‬‬
‫»جسسسسسسسسسسزاك اللسسسسسسسسسسه عسسسسسسسسسسن أ ّ‬
‫ثسسسسسسسم بعسسسسسسسث نحسسسسسسسو الحسسسسسسسسين‪ ،‬فلمسسسسسسسا مثسسسسسسسل بيسسسسسسسن يسسسسسسسديه قسسسسسسسال لسسسسسسسه‪:‬‬
‫»إنسسسسسسسسسسسسسسي رأيسسسسسسسسسسسسسست رأيسسسسسسسسسسسسسسًا‪ ،‬وأحسسسسسسسسسسسسسسب أن تتسسسسسسسسسسسسسسابعني عليسسسسسسسسسسسسسسه«‪.‬‬
‫»مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا هسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسو؟«‬
‫فسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذكر لسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه رأيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه فسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي ذلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسك‪.‬‬
‫فسسسسسسسسسسسسسسسسسسسانبرى الحسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسين وهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسو غضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسبان قسسسسسسسسسسسسسسسسسسسائ ً‬
‫ل‪:‬‬
‫»أعيسسسسسسسسذك بسسسسسسسسالله أن تكسسسسسسسسذب عليسسسسسسسسا ً فسسسسسسسسي قسسسسسسسسبره‪ ،‬وتصسسسسسسسسدق معاويسسسسسسسسة«‪.‬‬
‫فتسسسسسسسسسسسسسسسسأثر الحسسسسسسسسسسسسسسسسسن مسسسسسسسسسسسسسسسسن كلمسسسسسسسسسسسسسسسسه‪ ،‬وقسسسسسسسسسسسسسسسسال لسسسسسسسسسسسسسسسسه‪:‬‬
‫»والله ما أردت أمرا ً إل خالفتني عليه إلى غيره‪ ،‬والله لقد هممت أن أقذفك في بيت فأطينه عليك‪،‬‬
‫حسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسستى أقضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي أمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسري«‪.‬‬
‫ده في المر انسحب عن فكرته وتنازل عن رأيه وقال لسسه بصسسوت‬
‫فلما رأى الحسين غضب أخيه وج ّ‬
‫ي‪ ،‬وأنت خليفتي‪ ،‬وأمرنا لمرك متبع‪ ،‬فافعل ما بدا لك«‪.‬‬
‫خافت‪» :‬أنت أكبر ولد عل ّ‬

‫إكذوبة أموية‬

‫ل شك في افتعال ذلك كله وانه من الموضوعات لن المام الحسسسين سسسلم اللسسه عليسسه كسسان عالمسا ً‬

‫بالعلل والسباب التي الجأت أخاه إلى الصلح وألزمته بالمسالمة‪ ...‬ومن المقطوع بسسه أن رأيسسه فسسي‬
‫الصلح كان موافقا ً لرأي أخيه ل يخالفه ول يختلف عنه‪ ،‬ويدل على ذلك ان المام الحسسسن لمسسا أبسسرم‬
‫الصلح أقبلت إلى المام الحسين طائفة من الزعماء والوجوه يطلبون منه أن ينقض ما أبرمه أخسسوه‬
‫ويناجز معاوية فأبى سلم الله عليه وامتنع‪ ،‬ولو كان رأيه مخالفا ً لرأي أخيه لجابهم إلسى ذلسك‪ ،‬ولمسا‬
‫انتقل المام الحسن سلم الله عليه إلى حظيرة القدس رفعت إليه طوائف من زعماء العراق عسسدة‬
‫رسسسسائل يطلبسسسون منسسسه اعلن الثسسسسورة علسسسسى معاويسسسة فسسسسامتنع مسسسن اجسسسسابتهم وقسسسال لهسسسسم‪:‬‬
‫»مسسا دام معاويسسة فسسي قيسسد الحيسساة فل أتحسسرك بكسسل شسسيء‪ ،‬وإذا مسسات نظسسرت فسسي المسسر«‪.‬‬
‫إن امتنساعه مسن القيسام بسالمر مسا دام معاويسة حيسا ً يسدل بصسراحة أنسه كسان يسرى ضسرورة المهادنسة‬
‫والمسالمة المؤقتة‪ ،‬فإن الثورة ل تنتج ول التضحية تجدي شيئا ً مسع وجسود معاويسة لنسه يلبسسها ثوبسا ً‬

‫يخرجها عن اطار الصلح كما أوضحنا ذلك فيما تقدم‪ ،‬نعسسم ل شسسك ان الصسسلح قسسد تسسرك فسسي نفسسس‬
‫الحسين أسى مريرا ً وحزنا ً مرهقا ً كما ترك في نفس الحسن أيضا ً لوعة وحزنًا‪ ،‬ولكنهما سسسلم اللسسه‬
‫عليهمسسا مسسا مسساذا يصسسنعان والظسسروف لسسم تكسسن مواتيسسة لهمسسا حسستى يقومسسا بمنسساجزة معاويسسة‪.‬‬
‫ومما يدل على وضع تلك الخبار وعدم صحتها انه جسساء فسسي الروايسسة الثانيسسة ان المسسام الحسسسن قسسال‬
‫لخيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه الحسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسين‪.‬‬
‫»مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا أردت أمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسرا ً إل خسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسالفتني عليسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه«‪.‬‬
‫ان هذا الكلم القاسي شاهد على الفتعال لن المام الحسين سلم الله عليه تصده مثله العليا عسسن‬
‫مخالفة أخيه وعدم طاعته له فقد تربيا معا ً في حجر المشرع العظم‪ ،‬وأفاض عليهما مثلسسه وتهسسذيبه‬
‫وهديه حتى صارا صورة صادقة عنه‪ ،‬فكيف يخالف أوامر أخيه ول يطيعه في أمر يعود بالصالح العام‬
‫لجميع المسلمين‪ ،‬إن المام الحسين كان يكبر أخسساه ويجلسسه ول يخسسالف لسسه أمسسرًا‪ .‬فقسسد روى حفيسسده‬
‫المسسسسسام البسسسسساقر سسسسسسلم اللسسسسسه عليسسسسسه عسسسسسن مسسسسسدى اجللسسسسسه وتعظيمسسسسسه لسسسسسه قسسسسسال‪:‬‬
‫»مسسسسسسسسسا تكلسسسسسسسسسم الحسسسسسسسسسسين بيسسسسسسسسسن يسسسسسسسسسدي الحسسسسسسسسسسن اعظامسسسسسسسسسا ً لسسسسسسسسسه«‪.‬‬
‫وبعسسد هسسذا التقسسدير والكبسسار هسسل يصسسح أن يقسسول الحسسسن لخيسسه مسسا أردت أمسسرا ً إل خسسالفتني عليسسه‪.‬‬
‫وانجسسسسسسسسرف السسسسسسسسدكتور طسسسسسسسسه حسسسسسسسسسين بهسسسسسسسسذه الروايسسسسسسسسة المفتعلسسسسسسسسة فقسسسسسسسسال‪:‬‬
‫ت يتسسم الصسسلح«‪.‬‬
‫ده فسسي الحديسسد حسس ّ‬
‫م أن يعسسارض‪ ،‬فأنسسذره أخسسوه بسسأن يشسس ّ‬
‫»كسسره صسسلح أخيسسه وهسس ّ‬
‫وقسسسسسسسال‪» :‬وكسسسسسسسان الحسسسسسسسسين يعيسسسسسسسب الصسسسسسسسلح لنسسسسسسسه انكسسسسسسسار لسسسسسسسسيرة أبيسسسسسسسه«‪.‬‬
‫وقال أيضًا‪» :‬رأى الوفاء لخيه حقا ً فوفى له‪ ،‬وأطاعه كما أطاع أباه من قبله‪ .‬وما أشك في أنه أثناء‬
‫هذه السنين التي قضاها في المدينة بعد صلح أخيه كان يتحرق تشسسوقا ً إلسسى الفرصسسة السستي تتيسسح لسسه‬
‫اسسسسسسسسسسسسسسسسسسسستئناف الجهسسسسسسسسسسسسسسسسسسساد حيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسث تركسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه أبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوه«‪.‬‬
‫م بالمعارضة‪ ،‬فأنذره أخوه بأن يوثقه في الحديد‪ ،‬وأنه كان يعيب عليسسه‬ ‫أما قوله‪» :‬كره صلح أخيه وه ّ‬
‫لنه انكار لسيرة أبيه« فيرده أنه لو كان كارها ً لذلك لجاب الكسسوفيين إلسسى منسساجزة معاويسسة بعسسد مسسا‬
‫جرى الصلح‪ ،‬ولعلن الثورة عليه بعد موت أخيه‪ ،‬مضافا ً إلى أنه لو كان الصلح مخالفسا ً لسسسيرة أميسسر‬
‫المؤمنين سلم الله عليه لما سكت الحسين لحظة واحدة لن السكوت عسسن الحسسق جبسسن ومعصسسية‪،‬‬
‫ولو كان مخالفا ً لسيرة أمير المؤمنين التي هي امتداد لسيرة رسول الله صلى اللسسه عليسسه وآلسسه لمسسا‬
‫أبرم الحسن سلم الله عليه الصلح نعم كان الحسين يتحرق شوقا ً إلى الجهاد تحسسرق الضسسمآن إلسسى‬
‫الماء‪ ،‬قد انطوى قلبه على شجى مكتوم وحزن مرهق ولكنه لم ينفرد بذلك‪ ،‬فقد شاركه أخوه فسسي‬
‫جميع محنه وأشجانه‪ ،‬وكانا معا ً يترقبان بفارغ الصبر الفرصسسة السسسانحة للثسسورة علسسى حكومسسة أمي ّسسة‪،‬‬
‫ولكن الفرصة التي يؤمل بها النصر والفتح كانت معدومة ما دام معاوية حيًا‪ ،‬فإن فتسسح بسساب الحسسرب‬
‫معسسسسسسسسسسه يعسسسسسسسسسسود بالضسسسسسسسسسسرر البسسسسسسسسسسالغ علسسسسسسسسسسى السسسسسسسسسسسلم والمسسسسسسسسسسسلمين‪.‬‬
‫بقي هنا شيء لم نذكره في أسباب الصلح‪ ،‬وهو أنه لماذا لم يفتح المسسام الحسسسن بسساب الحسسرب مسع‬
‫معاوية‪ ،‬وإن عدم الناصر والمعين فيستشهد كما استشهد أخوه سيد الشهداء المام الحسسسين سسسلم‬
‫الله عليه‪ ،‬وهذه الشبهة قد ذهب إليها بعض الناقسسدين للصسسلح‪ ،‬ولنسسدع الجسسواب إلسسى إمسسام مسسن أئمسسة‬
‫المسلمين وهو آية الله المغفور له السيد عبدالحسين شرف السسدين فقسسد كشسسف الغطسساء عنهسسا فسسي‬
‫مقال عنوانه )ثورة الحسين صدى لصلح الحسسسن( وقسسد نشسسر فسسي أغلسسب الصسسحف المحليسسة‪ ،‬نسسذكره‬
‫بأسسسسسسسسسره لمسسسسسسسسا فيسسسسسسسسه مسسسسسسسسن مزيسسسسسسسسد الفسسسسسسسسائدة قسسسسسسسسال رحمسسسسسسسسه اللسسسسسسسسه‪:‬‬
‫»كان بنفسي من قديم أن أعني ببحث هذه المسألة بحثا ً يدفع هسسذه الشسسبهة عسسن أبسسي محمسسد‪ ،‬فسسي‬
‫نفوس غير المتمكنين في فهم التاريخ فهما ً صحيحا ً وكثير من هسؤلء ل يرجعسون إلسى مصسدر علمسي‬
‫في وزن هؤلء النفر من أهل البيت‪ ،‬واخضاع حركاتهم فسسي حسسالتي مسسدها وجزرهسسا للمبسسدأ السسسمى‪،‬‬
‫الذي طوعهم لخدمته‪ ،‬وأفنى ذواتهم في ذاته‪ ،‬فكانوا ينقبضسسون حيسسن يشسساء لهسسم النبسسساط كسسذلك‪..‬‬
‫كان بنفسي أن أرد هذه الشبهة عن أبي محمد السبط بإقامة هذا الميزان العلمي السسذي يجلسسو هسسذه‬
‫الحقيقة‪ ،‬ويكشف خدرها‪ ،‬غير ان واردا ً ثقيل ً من المشاغل التي تنتهي كان يصرفني عما بنفسي من‬
‫ذلك؛‪ ..‬فها أنا الن أوجز الشارة إلى هذه الشبهة ودفعها‪ ،‬وعسى أن تعود هذه النواة غرسا ً أتعهسسده‬
‫أنا بما ينميسسه إن سسسنحت الفرصسسة أو ل فينميسسه قلسسم مسسن هسسذه القلم الصسسقيلة‪ ،‬المغموسسسة بقلسسوب‬
‫الحسسسسسسسسسسسسسرار‪ ،‬وعقسسسسسسسسسسسسسول العلمسسسسسسسسسسسسساء مسسسسسسسسسسسسسن خسسسسسسسسسسسسسدام الحقسسسسسسسسسسسسسائق‪.‬‬
‫مون بتاريخ الحسسن‬ ‫أما الشبهة فقديمة كقدم النظر القاصر فيمن يأخذون من الشياء بالظاهر والمل ِ ّ‬
‫سلم الله عليه يعرفون ان قوما ً من صحابته أخذوا عليه قعوده عسسن حسسرب معاويسسة‪ ،‬ومنسساجزته إيسساه‬
‫القتال‪ ،‬حتى لوشك أن يذهب يسسومئذ ضسحية هسسذه الفتنسسة‪ ،‬وحسستى دخسل عليسه خاصسسته بسسسلم غليسسظ‬
‫يقولسسسسسسسسسسسسون فيسسسسسسسسسسسسه‪» :‬السسسسسسسسسسسسسلم عليسسسسسسسسسسسسك يامسسسسسسسسسسسسذل المسسسسسسسسسسسسؤمنين«‪!..‬‬
‫وقد يكون لهؤلء عذر بحماستهم التي نعرفها لسذوي النجسدة مسن فتيسان اليمسان السذين تغلسب فيهسم‬
‫عاطفسسسسسسسسسسسسسة الحماسسسسسسسسسسسسسسة‪ ،‬واسسسسسسسسسسسسسستقرار الرؤيسسسسسسسسسسسسسة وُبعسسسسسسسسسسسسسد النظسسسسسسسسسسسسسر‪.‬‬
‫وقد يكون ذلك ولكنا ل نقصد الن إلى العتذار لهم بل نريد أن نثبت طرف هذه الشسسبهة عسسن الول‬
‫لنراها تتسلسل منه فتظهر بين حين وآخر طورا ً على لسان أوليائه‪ ،‬وتارة على لسان أعدائه‪ ،‬وهسسي‬
‫هنسسسسسسسسسسا وهنسسسسسسسسسساك ل تظهسسسسسسسسسسر إل لتسسسسسسسسسسدل علسسسسسسسسسسى جهسسسسسسسسسسل هسسسسسسسسسسؤلء وأولئك‪.‬‬
‫فنحن حين نزن صلحه سلم الله عليه وحربه ترجح كفة الصلح من حيث اعتبرت المعايير المرعيسسة‪،‬‬
‫وكسسن إن شسسئت )ماديسسًا( أو كسسن )روحيسسًا( تتجسساوز بايمانسسك وفهمسسك مسسدى المحسوسسسات المرئيسسة‪.‬‬
‫كن أول المر ماديا ً وناقش حرب الحسن فسي جيسش حكسم علسى نفسسه بالهزيمسة‪ ،‬قبسل أن يخسوض‬
‫المعركة‪ ،‬وغزاه معاوية الذي ثبت لعلي من قبل ولعلي معنوية عسكرية ترجف الرض مسسن خيفتهسسا‪،‬‬
‫مضافا ً إلى معنوياته الخرى التي لم يكن الحسن يتمتع بمثلها في نفوس معاصسسريه‪ ،‬بحكسسم انضسسوائه‬
‫إلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسى لسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسواء أبيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه‪.‬‬
‫نعم لك أن تقول كان على الحسن أن يستشهد فيمسوت عزيسزًا‪ ،‬ولكسن أعسد النظسر فسي تاريسخ هسذه‬
‫الفترة لترى ان الستشهاد فيها ينمسخ إلسسى معنسسى مسن معسساني )الخسسروج( فلسسم تكسسن يسسومئذ حقيقسسة‬
‫وطنية ثابتة‪ ،‬ول روح مبدئية مستقرة لتكون التضحية تضحية مقررة القواعد وليس أتفه سس فسسي هسسذه‬
‫الحسسسسال سسسسس مسسسسن المسسسسوت يعيسسسسن علسسسسى صسسسساحبه ويميتسسسسه مسسسسرة أخسسسسرى فسسسسي معنسسسساه‪.‬‬
‫كانت الحياة السلمية تنتكس حقًا‪ ،‬وتتحول إلى ملسسك عضسسوض وكسسانت المطسسامع تتجنسسد فسسي ركسساب‬
‫الملك هاربة من حواشي الخلفة ولكنها كانت ما تزال تحتفظ بوسسسيلة السسسلم وظسساهر مبسسادئه فسسي‬
‫)وصسسسسولية( صسسسساغها معاويسسسسة بسسسسدهائه‪ ،‬وكسسسسان هسسسسذا وحسسسسده عسسسسذرا ً للحسسسسسن مسسسسن نسسسساحيتين‪.‬‬
‫‪ .1‬كان عذره في الصلح لن )الدنيا( كانت تظاهر معاويسة فتسسستلب منسه ابسسن عمسه وقسسائد عسسسكره‪.‬‬
‫‪ .2‬ثم كان عذره في القعود عن الشهادة لن ذلك بعينه ليس ظرف الشهادة‪ ،‬لنه كسسان قسسادرا ً علسسى‬
‫مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسخها‪.‬‬
‫فأي ربح مادي في الموت لو اختاره الحسن كما يريد هؤلء‪ ،‬غير انه يعين معاويسسة علسسى نفسسسه حي سا ً‬

‫وميتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسًا‪.‬‬
‫إنني ل أرى شيئا ً أدل على عظمة الحسن من هذه السياسة المادية التي حسسددت مسسوقفه علسسى هسسذا‬
‫النحو في أخطر دور مّر به السلم‪ .‬فكانت نواة لقلب الحكم الموي‪ ،‬وفضح‪ ،‬كما كسسانت مسسادة ذلسسك‬
‫البارود الجبار الذي انفجر في مصرع الحسين سلم الله عليه ذلسسك النفجسسار‪ ،‬ولسسو لسسم يكسسن موقسسف‬
‫الحسن هذا لتيح لمعاوية سلطان ل يعرف النساس منطويساته‪ ،‬ولمسا اتيسح للحسسين أن يكسون الفسداء‬
‫الخالسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد للمبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسدأ الخالسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد‪.‬‬
‫وبعد أن كنت ماديا ً فكن )روحيًا( وناقش حرب الحسن لتجتمع لك العتبارات كلها على رجحان كفسسة‬
‫الصسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسلح‪.‬‬
‫لمرة‪ ،‬بل هو ممن يريسسدون الخلفسسة وسسسيلة‬ ‫لمرة( لذات ا ُ‬ ‫الحسن سلم الله عليه ليس من طلب )ا ُ‬

‫للصلح‪ ،‬وإقامة العدل والسلم بين الناس‪ ،‬وما أظسسن هسسذه العقيسسدة الروحيسسة تعسسدم دليلهسسا المسسادي‪،‬‬
‫فأبوه وجده أثبتا في السلم انهما كذلك‪ ،‬ولسسه قبسل السسلم إرث ينهسض دليل ً علسسى أنسسه مسن معسسدن‬
‫مصسسسسسسسسسسلح ل يطلسسسسسسسسسسب النفسسسسسسسسسسوذ إذا اسسسسسسسسسسستغنى عسسسسسسسسسسن فعسسسسسسسسسسل الخيسسسسسسسسسسر‪.‬‬
‫ومن هنا كان سهل ً عليه أن يتنازل عن الخلفة لنه في فترة ل تقدر هي على إبداء الخيسسر فسسي ظسسل‬
‫ذلك الجيل المكبوت المشتاق إلى الشهوات يصيب منها فوق كفايته على موائد معاوية‪ ،‬بل لقد كان‬
‫الواجب عليه أن يتنازل مع عدم القدرة على تذليل العقبة من اخضاع )الموية( المندفعة‪ ،‬لن تنازله‬
‫يسسسسسسسسسسسسأتي وفسسسسسسسسسسسسق الخطسسسسسسسسسسسسة السسسسسسسسسسسستي رسسسسسسسسسسسسسمتها لسسسسسسسسسسسسه مبسسسسسسسسسسسسادؤه‪.‬‬
‫وليس عائبو تنازله أشد احساسا ً منه بآلم التنازل وهو المجروح‪ ،‬ولكنها التضسسحية الضسسخمة فرضسست‬
‫مُثلسسسسه العليسسسسا‪ ،‬ومبسسسسادؤه الحسسسسسنى‪.‬‬
‫عليسسسسه أن يتحمسسسسل آلم القعسسسسود السسسستي كتبتهسسسسا عليسسسسه ُ‬
‫وهي تضحية ل تقل قدرا ً س إن لم تزد س عن تضحية الحسين سلم الله عليه وكن الن ما شسسئت‪ ،‬كسسن‬
‫ماديًا‪ ،‬أو كن روحيا ً فستنتهي آخر المر إلى نتيجسسة رائعسسة‪ ،‬وهسسي ان صسسلح الحسسسن مصسسدر مسن أكسسبر‬
‫مصادر ثورة الحسين التحريرية‪ ،‬وإلى أن جوهر التضحية واحد عند الماميين وإن اختلف مظهرهمسسا‪.‬‬
‫والحق ان يوم الطف كان صدى ليسسوم المسسدائن صسسلى اللسسه علسسى سسسيدي شسسباب أهسسل الجنسسة‪ ،‬ونفسسع‬
‫المسسلمين بسذكرياتهما المجسددة المتجسددة‪ ،‬ووفسق العسرب والمسسلمين إلسى الهتسداء بهسديهما فسي‬
‫مرحلتهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسم الصسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسعبة هسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذه«‪.‬‬
‫ورأي سماحة المام شرف الدين رأي وثيق تعضده الدلة ويسنده المنطق العلمي من جميع جهسساته‪،‬‬
‫حى بنفسسسه لسسذهبت تضسسحيته معدومسسة الثسسر‪ ،‬ل تقيسسم حقسًا‪ ،‬ول تغيسسر‬
‫والحق إنه سلم الله عليه لو ض ّ‬
‫باط ً‬
‫ل‪ ،‬لن معاوية بمكره وخداعه‪ ،‬يلقي المسؤولية على الحسن‪ ،‬ويبرئ نفسه عن ارتكاب الجريمسسة‬
‫فيقول للناس‪» :‬إني دعوت الحسن للصلح‪ ،‬ولكسن الحسسن أبسى إل الحسرب وكنست أريسد لسه الحيساة‪،‬‬
‫ولكنه أراد لي القتل‪ ،‬وأردت حقن الدماء‪ ،‬ولكنه أراد هلك النسساس بينسسي وبينسسه‪ «..‬ومعاويسسة لسسه هسسذه‬
‫القابليات التي يظهر بها نفسه مظهر العادل المنصف‪ ،‬وبذلك تكون التضحية مسلوبة الثسسر معدومسسة‬
‫الفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسائدة‪.‬‬
‫وأما الحسين سلم الله عليه فقد جسساءت تضسسحيته الخالسسدة موافقسسة لظرفهسسا الملئم ومنسسسجمة مسسع‬
‫مقتضيات الزمن‪ ،‬لن الثيم يزيد ليس معه من يدير شؤونه ويردعه عن طيشه وغروره‪ ،‬فقد هلكت‬
‫تلك العصابة التي كان يعتمد عليها معاوية في تدبير شؤونه كسسابن العسساص‪ ،‬والمغيسسرة وأمثالهمسسا مسسن‬
‫دهاة العرب‪ ،‬ولم يبقَ منهم معه أحسسد‪ ،‬فلسسذا نهسسض المسسام الحسسسين سسسلم اللسسه عليسسه بتلسسك النهضسسة‬
‫الموفقسسسسسسسسسسة السسسسسسسسسستي جسسسسسسسسسساءت بالنهايسسسسسسسسسسة المحتومسسسسسسسسسسة لدولسسسسسسسسسسة أمّيسسسسسسسسسسة‪.‬‬
‫وبالجملة إن مهادنة الحسن وشهادة الحسين سلم الله عليهما قائمتان على فكرة عميقة مسسستمدة‬
‫من وحي جدهما الرسول صسّلى اللسسه عليسسه وآلسسه‪ ،‬ولسسول صسسلح المسسام الحسسسن‪ ،‬وشسسهادة أخيسسه سسسيد‬
‫الشهداء لما بقي للسلم إسم ول رسم‪ ،‬وقد صّرح بهذا المام كاشسف الغطساء فسي مقسدمته للجسزء‬
‫الول مسسسسسسسسسسسسسسسن هسسسسسسسسسسسسسسسذا الكتسسسسسسسسسسسسسسساب‪ ،‬قسسسسسسسسسسسسسسسال رحمسسسسسسسسسسسسسسسه اللسسسسسسسسسسسسسسسه‪:‬‬
‫»إنه كما كان الواجب والمتعين الذي ل محيص عنه في الظروف التي ثسسار بهسسا الحسسسين سسسلم اللسسه‬
‫عليهما على طاغوت زمانه أن يحارب ويقاتل حتى يقتل هو وأصسسحابه‪ ،‬وتسسسبى عيسساله ودايسسع رسسسول‬
‫الله صّلى الله عليه وآله كما كان هذا هو المتعين في فن السياسسسة‪ ،‬وقسسوانين الغلبسسة والكياسسسة مسسع‬
‫قطع النظر عن الوامر اللهية‪ ،‬والمشيئة الزلية‪ ،‬كذلك كان المتعين والواجب السسذي ل محيسسص عنسسه‬
‫في ظروف الحسن سلم الله عليه وملبساته هو الصسسلح مسسع فرعسسون زمسسانه‪ ،‬ولسسول صسسلح الحسسسن‪،‬‬
‫وشهادة الحسين سلم الله عليهما لما بقي للسلم إسم‪ ،‬ول رسم‪ ،‬ولضاعت كل جهود محمد صّلى‬
‫اللسسسسسسه عليسسسسسسه وآلسسسسسسه ومسسسسسسا جسسسسسساء بسسسسسسه للنسسسسسساس مسسسسسسن خيسسسسسسر وبركسسسسسسة ورحمسسسسسسة«‪.‬‬
‫نعم‪ :‬لول صلح الحسن‪ ،‬وشهادة الحسين لقضي على السلم ولف لواؤه‪ ،‬فسسإن الحسسسن سسسلم اللسسه‬
‫عليهما بصلحه فضح معاوية وأظهر عداءه السافر للسلم والمسلمين‪ ،‬والحسسسين سسسلم اللسسه عليسسه‬
‫بتضحيته وشهادته فتك بدولة أمّية وقضى عليها وعلى كل ظالم مسسستبد‪ ،‬وأعطسسى السسدروس الخلقسسة‬
‫لكل مصلح يريد أن يثور على الظلم والطغيان والستغلل‪.‬‬

‫في استشهاد المام الحسن سلم الله عليه‬

‫اعلم اّنه وقع الخلف في يوم استشهاد هذا المام المظلوم‪ ،‬قيل في الشهر السابع من شهر صسسفر‬
‫سنة خمسين للهجرة‪ ،‬وقيل في الثامن والعشرين مسسن ذلسسك الشسسهر‪ ،‬ووقسسع الخلف أيضسا ً فسسي مس ّ‬
‫دة‬
‫مسة عسن ابسن الخشساب عسن‬
‫عمره الشريف‪ ،‬والمشهور هو )‪ (47‬سسنة كمسا روى صساحب كشسف الغ ّ‬
‫المسسسسسسسسسسسام البسسسسسسسسسسساقر والصسسسسسسسسسسسادق سسسسسسسسسسسسلم اللسسسسسسسسسسسه عليهمسسسسسسسسسسسا اّنسسسسسسسسسسسه‪:‬‬
‫ي سلم الله عليه وهو ابن سبع وأربعين سنة‪ ،‬وكان بينه وبين أخيسسه‬
‫»مضى أبو محمد الحسن بن عل ّ‬
‫ده رسول الله صسسّلى‬
‫دة الحمل وكان حمل أبي عبدالله سّتة أشهر‪ ،‬فأقام أبو محمد مع ج ّ‬
‫الحسين م ّ‬
‫ده ثلثين سنة‪ ،‬وأقام بعد وفسساة أميسسر المسسؤمنين‬
‫الله عليه وآله سبع سنين‪ ،‬وأقام مع أبيه بعد وفاة ج ّ‬
‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسلم اللسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه عليسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه عشسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسر سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسنين«‪.‬‬
‫وروى القطب الراوندي عن المام الصادق سلم الله عليه اّنه قسسال‪ :‬قسسال الحسسسن لهسسل بيتسسه‪ :‬ان ّسسي‬
‫أموت بالسم كما مات رسول الله صّلى الله عليه وآله فقالوا‪ :‬ومن يفعل ذلك؟ قال‪ :‬امرأتي جعسسدة‬
‫س إليهسسسسسسا ويأمرهسسسسسسا بسسسسسسذلك‪.‬‬
‫ن معاويسسسسسسة يسسسسسسد ّ‬
‫بنسسسسسست الشسسسسسسعث بسسسسسسن قيسسسسسسس فسسسسسسا ّ‬
‫قالوا‪ :‬أخرجها من منزلك وباعدها من نفسك‪ ،‬قال‪ :‬كيف أخرجها ولم تفعل بعد شيئا ً ولو أخرجتها ما‬
‫قتلني غيرها وكان لها عذر عند الناس‪ ،‬فما ذهبت اليام حتى بعث إليها معاويسسة مسسال ً جسسسيما ً وجعسسل‬
‫م لتسسسقيها الحسسسن‪.‬‬ ‫يمّنيها بأن يعطيها مائة ألف درهم أيضا ً ويزوجها من يزيد وحمل إليها شسسربة س س ّ‬
‫فانصرف سلم الله عليه إلى منزله وهو صائم فأخرجت له وقت الفطار س وكان يوما ً حاّرا ً س س شسسربة‬
‫دوة الله قتلتيني قتلك اللسسه واللسسه ل تصسسيبين من ّسسي‬ ‫م‪ ،‬فشربها وقال‪ :‬ياع ّ‬ ‫لبن وقد ألقت فيها ذلك الس ّ‬
‫خلفسسسسسسسسسًا‪ ،‬ولقسسسسسسسسسد غسسسسسسسسسّرك وسسسسسسسسسسخر منسسسسسسسسسك واللسسسسسسسسسه يخزيسسسسسسسسسك ويخزيسسسسسسسسسه‪.‬‬
‫)فاسترجع المام سلم الله عليه وحمد الله على نقله له من هذه الدنيا إلى تلك الدنيا الباقية ولقائه‬
‫ف لهسا بمسا عاهسد‬
‫ماه حمزة وجعفر( فمكث يومين ثم مضى‪ ،‬فغدر معاويسة بهسا ولسم يس ِ‬
‫ده وأباه وع ّ‬
‫ج ّ‬
‫عليه(‪.‬‬

‫معاوية يغري بنت الشعث بقتل المام‬

‫وقال الشيخ المفيد رضوان الله عليه‪ :‬لما استقر الصلح بين الحسن سسلم اللسه عليسه وبيسن معاويسة‬
‫خرج الحسن سلم الله عليه إلى المدينة‪ ،‬فأقسسام بهسسا كاظمسا ً غيظسسه‪ ،‬لزمسا ً بيتسسه‪ ،‬منتظسسرا ً لمسسر ربسسه‬
‫م لمعاوية عشر سنين من إمارته وعزم على البيعة لبنسسه يزيسسد )وكسسان هسسذا المسسر‬ ‫عّزوج ّ‬
‫ل‪ ،‬إلى أن ت ّ‬
‫خلف المعاهدة والمصالحة التي وقعت بين الحسن وبينه فكسسان يلحسسظ ويخسساف مسسن المسسام ويهسسابه‬
‫فعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسزم علسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسى قتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسل المسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسام(‪.‬‬
‫مه‬
‫س إلى جعدة بنت الشعث بن قيس وكانت زوجة الحسن سسسلم اللسسه عليسسه وحملهسسا علسسى سس ّ‬
‫فد ّ‬
‫)بالسم الذي ابتاعه من ملك الروم( وضمن لها أن يزوجها بابنه يزيد‪ ،‬فأرسل إليها مائة ألف درهسسم‪،‬‬
‫م فبقي أربعين يوما ً مريضسا ً ومضسسى لسسسبيله فسسي شسسهر صسفر سسنة خمسسسين مسن‬
‫فسقته جعدة الس ّ‬
‫الهجسسسسسرة ولسسسسسه يسسسسسومئذ ثمانيسسسسسة وأربعسسسسسون سسسسسسنة وكسسسسسانت خلفتسسسسسه عشسسسسسر سسسسسسنين‪.‬‬
‫دته فاطمسسة بنسست أسسسد بسسن‬
‫وتولى أخوه ووصّيه الحسين سلم الله عليه غسله وتكفينه ودفنه عند جس ّ‬
‫هاشسسسسسسسسسسم بسسسسسسسسسسن عبسسسسسسسسسسد منسسسسسسسسسساف )رضسسسسسسسسسسي اللسسسسسسسسسسه عنهسسسسسسسسسسا( بسسسسسسسسسسالبقيع‪.‬‬
‫ي سلم الله عليه رجل فقال‪ :‬يابن رسول اللسسه‬‫وروي في الحتجاج للطبرسي اّنه أتى الحسن بن عل ّ‬
‫أذللت رقابنا وجعلتنا معشر الشيعة عبيدا ً س لبني أمّية س ما بقي معك رجل‪ ،‬قال‪ :‬ومسسم ذلسسك؟ فقسسال‪:‬‬
‫بتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسليمك المسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسر لهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذا الطاغيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسة‪.‬‬
‫قال‪ :‬والله ما سّلمت المر إليه إل ّ اّني لم أجد أنصارًا‪ ،‬ولو وجدت أنصارا ً لقاتلته ليلي ونهسساري حسستى‬
‫يحكم الله بيني وبينه ولكّني عرفت أهل الكوفة وبلوتهم ول يصلح لي منهم من كسان فاسسدا ً اّنهسم ل‬
‫ن سسيوفهم‬
‫ن قلسوبهم معنسا وا ّ‬
‫مة في قول ول فعسل‪ ،‬اّنهسم لمختلفسون ويقولسون لنسا‪ :‬ا ّ‬
‫وفاء لهم ول ذ ّ‬
‫لمشسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسهورة علينسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا‪.‬‬
‫دم فدعا بطست فحمل من بين يديه ملء ما خرج من جوفه من السسدم‪ ،‬فقسسال‬
‫فكان يتكلم إذ تنخع ال ّ‬
‫الرجسسسسسسسسسل‪ :‬مسسسسسسسسسا هسسسسسسسسسذا يسسسسسسسسسابن رسسسسسسسسسسول اللسسسسسسسسسه اّنسسسسسسسسسي لراك وجعسسسسسسسسسًا؟‬
‫ي هذا الطاغية من سقاني سما ً فقد وقع على كبدي وهو يخسسرج قطعسا ً كمسسا تسسرى‪،‬‬
‫س إل ّ‬
‫قال‪ :‬أجل‪ ،‬د ّ‬
‫قال‪ :‬أفل تتداوى؟ قال سلم الله عليه‪ :‬قد سقاني مّرتين وهذه الثالثة ل أجد لها دواء‪.‬‬

‫ما مّنا إل ّ مسموم أو مقتول‬

‫وروى صسسسساحب كفايسسسسة الثسسسسر بسسسسسند معتسسسسبر عسسسسن جنسسسسادة بسسسسن أبسسسسي أميسسسسة اّنسسسسه قسسسسال‪:‬‬
‫ي سلم الله عليه في مرضه الذي تسسوفي فيسسه وبيسسن يسسديه طسسست يقسسذف‬
‫دخلت على الحسن بن عل ّ‬
‫م السسسذي أسسسسقاه معاويسسسة )لعنسسسه اللسسسه(‪.‬‬
‫عليسسسه السسسدم ويخسسسرج كبسسسده قطعسسسة قطعسسسة مسسسن السسسس ّ‬
‫فقلسسست‪ :‬يسسسامولي مسسسا لسسسك ل تعالسسسج نفسسسسك؟ فقسسسال‪ :‬ياعبسسسد اللسسسه بمسسساذا أعالسسسج المسسسوت؟‬
‫ي‪ ،‬فقسسسسسسسال‪:‬‬
‫قلسسسسسسست‪ :‬إّنسسسسسسسا للسسسسسسسه وإّنسسسسسسسا إليسسسسسسسه راجعسسسسسسسون‪ ،‬ثسسسسسسسم التفسسسسسسست إلسسسسسسس ّ‬
‫ن هذا المر يملكه اثنا عشر إماما ً من ولد علي‬ ‫والله لقد عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله ا ّ‬
‫وفاطمسسة مسسسا من ّسسسا ال ّ مسسسسموم أو مقتسسول‪ ،‬ثسسسم رفعسسست الطشسسست واتكسسسى صسسسلوات اللسسه عليسسسه‪.‬‬
‫صل زادك قبل حلسسول أجلسسك‪،‬‬
‫قال‪ :‬فقلت له‪ :‬عظني يابن رسول الله‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬استعد لسفرك‪ ،‬وح ّ‬
‫ت علسسى يومسسك السسذي أنسست‬ ‫م يومك الذي لسسم يسسأ ِ‬ ‫واعلم اّنك تطلب الدنيا والموت يطلبك‪ ،‬ول تحمل ه ّ‬
‫فيسسسه‪ ،‬واعلسسسم ان ّسسسك ل تكسسسسب مسسسن المسسسال شسسسيئا ً فسسسوق قوتسسسك ال ّ كنسسست فيسسسه خازنسسسا ً لغيسسسرك‪.‬‬
‫ن في حللها حساب‪ ،‬وفي حرامها عقاب‪ ،‬وفي الشبهات عتاب‪ ،‬فأنزل الدنيا بمنزلسسة الميتسسة‪،‬‬
‫واعلم ا ّ‬
‫خذ منها ما يكفيك‪ ،‬فان كان ذلسسك حلل ً كنسست قسسد زهسسدت فيهسسا‪ ،‬وإن كسسان حرامسا ً لسسم يكسسن فيسه وزر‪،‬‬
‫ن العتسسسسسساب يسسسسسسسير‪.‬‬
‫فأخسسسسسسذت كمسسسسسسا أخسسسسسسذت الميتسسسسسسة‪ ،‬وإن كسسسسسسان العتسسسسسساب فسسسسسسا ّ‬
‫واعمل لدنياك كأّنك تعيش أبدًا‪ ،‬واعمل لخرتك كأّنك تموت غدًا‪ ،‬وإذا أردت عّزا ً بل عشيرة وهيبة بل‬
‫ل معصسسسسسية اللسسسسسه إلسسسسسى عسسسسسّز طاعسسسسسة اللسسسسسه عّزوجسسسسس ّ‬
‫ل‪...‬‬ ‫سسسسسسلطان فسسسسسأخرج مسسسسسن ذ ّ‬
‫فذكر سلم الله عليه من قبيل هذه المواعظ البليغة‪ ،‬حتى انقطع نفسه واصفّر لونه فدخل الحسين‬
‫ب عليسسه حسستى قب ّسسل رأسسسه وبيسسن عينيسسه ثسسم قعسسد عنسسده‬
‫سلم الله عليه والسود بن أبي السود فسسانك ّ‬
‫فتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسارا جميعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسًا‪.‬‬
‫ن الحسن قد نعيت إليه نفسه‪ ،‬وقد أوصى إلى الحسين سسسلم اللسسه عليسسه‬
‫فقال أبو السود‪ :‬انا لله‪ ،‬ا ّ‬
‫)وأعطاه ودائع الخلفة( وتوّفى يوم الخميس في آخر صسفر سسنة خمسسسين مسن الهجسرة ولسسه سسسبعة‬
‫وأربعون سنة )ودفن بالبقيع(‪.‬‬

‫وصيته للحسين سلم الله عليهما‬

‫ي سسسلم‬ ‫ووفقا ً لرواية الشيخ الطوسي وغيره اّنه‪ :‬دخل الحسين بن عل ّ‬


‫ي على أخيه الحسسسن بسسن علس ّ‬
‫اللسسسسه عليهمسسسسا فسسسسي مرضسسسسه السسسسذي تسسسسوّفي فيسسسسه‪ ،‬فقسسسسال لسسسسه‪ :‬كيسسسسف تجسسسسدك يسسسساأخي؟‬
‫قال‪ :‬أجدني في أّول يوم من أيام الخرة وآخر يوم من أّيام الدنيا‪ ،‬واعلم اّني ل أسسسبق أجلسسي وان ّسسي‬
‫دي على كره مّني لفراقك وفراق اخوتك وفراق الحّبة‪ ،‬واستغفر الله من مقسسالتي‬
‫وارد على أبي وج ّ‬
‫هذه وأتوب إليه بل على محبة مّني للقاء رسول الله وأميسسر المسسؤمنين علسسي بسسن أبسسي طسسالب وأمسسي‬
‫ل مصسسيبة ودرك مسسن ك س ّ‬
‫ل‬ ‫ل هالك‪ ،‬وعزاء من ك ّ‬
‫ل خلف من ك ّ‬
‫فاطمة وحمزة وجعفر وفي الله عّزوج ّ‬
‫مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا فسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسات‪.‬‬
‫رأيت ياأخي كبدي في الطست‪ ،‬ولقد عرفت من دها بي ومن أين ُأتيت فمسسا أنسست صسانع بسه يسساأخي‪:‬‬
‫فقال الحسين سلم الله عليه‪ :‬أقتله والله‪ ،‬فقال‪ :‬فل أخبرك به أبدا ً حسستى نلقسسى رسسسول اللسسه صسّلى‬
‫ي‪:‬‬
‫الله عليه وآله ولكن اكتب ياأخي‪» :‬هذا ما أوصى به الحسن بن علي إلى أخيسسه الحسسسين بسسن عل س ّ‬
‫أوصى انه يشهد أن ل إله إل ّ الله وحده ل شريك له واّنه يعبده حقّ عبادته ل شسسريك لسسه فسسي الملسسك‬
‫حمسسد‪ ،‬مسسن‬ ‫دره تقديرا ً وان ّسسه أولسسى مسسن ُ‬
‫عبسسد وأحسسق مسسن ُ‬ ‫ول ولي له من الذ ّ‬
‫ل واّنه خلق كل شيء فق ّ‬
‫أطسسسسسسسساعه رشسسسسسسسسد‪ ،‬ومسسسسسسسسن عصسسسسسسسساه غسسسسسسسسوى‪ ،‬ومسسسسسسسسن تسسسسسسسساب إليسسسسسسسسه اهتسسسسسسسسدى‪.‬‬
‫فاّني أوصيك ياحسين بمن خّلفت من أهلي وولدي وأهل بيتسسك أن تصسسفح عسسن مسسسيئهم وتقبسسل مسسن‬
‫محسنهم‪ ،‬وتكون لهم خلفا ً والدا ً وأن تدفنني مع رسول اللسسه صسّلى اللسسه عليسسه وآلسسه فسساني أحسقّ بسسه‬
‫وبسسسسسسبيته ممسسسسسسن أدخسسسسسسل بيتسسسسسسه بغيسسسسسسر أذنسسسسسسه‪ ،‬ول كتسسسسسساب جسسسسسساءهم مسسسسسسن بعسسسسسسده‪.‬‬
‫قسسسسال اللسسسسه تعسسسسالى فيمسسسسا أنزلسسسسه علسسسسى نسسسسبّيه صسسسسّلى اللسسسسه عليسسسسه وآلسسسسه فسسسسي كتسسسسابه‪:‬‬
‫)ياأيها الذين آمنوا ل تدخلوا بيوت النبي إل أن ُيؤذن لكم‪ (...‬سسسورة الحسسزاب‪ ،‬اليسسة ‪.53‬‬
‫فوالله ما أذن لهم في الدخول عليه في حياته بغير أذنه ول جسساءهم الذن فسسي ذلسسك مسسن بعسسد وفسساته‬
‫ونحسسسسسسسسن مسسسسسسسسأذون لنسسسسسسسسا فسسسسسسسسي التصسسسسسسسسرف فيمسسسسسسسسا ورثنسسسسسسسساه مسسسسسسسسن بعسسسسسسسسده‪.‬‬
‫سسة مسن‬ ‫ل منسك والرحسم الما ّ‬ ‫فان أبت عليك المرأة فأنشدك الله بالقرابسة الستي قسّرب اللسه عّزوجس ّ‬
‫ي محجمة من دم‪ ،‬حسستى نلقسسى رسسسول اللسسه صسّلى اللسسه‬ ‫رسول الله صّلى الله عليه وآله أن تهريق ف ّ‬
‫عليسسسسسه وآلسسسسسه فنختصسسسسسم إليسسسسسه ونخسسسسسبره بمسسسسسا كسسسسسان مسسسسسن النسسسسساس إلينسسسسسا بعسسسسسده‪.‬‬

‫)ووفقا ً لرواية الكافي وغيره قال‪ :‬احملوا جنازتي وادفنوني هناك جنب أ ّ‬
‫مي فاطمسسة‪ ،‬ثسسم قبسسض بعسسد‬
‫اتمسسسسسسسسسسسام وصسسسسسسسسسسساياه وذهسسسسسسسسسسسب إلسسسسسسسسسسسى رضسسسسسسسسسسسوان اللسسسسسسسسسسسه ونعيمسسسسسسسسسسسه(‪.‬‬
‫ي بن عبد الله بن العبسساس فقسسال‪:‬‬ ‫ي وعبد الله بن جعفر وعل ّ‬ ‫قال ابن عباس‪ :‬فدعاني الحسين بن عل ّ‬
‫سلناه وألبسسسناه أكفسسانه‪ ،‬ثسسم خرجنسسا بسسه حسستى صسّلينا عليسسه فسسي المسسسجد‪ ،‬وا ّ‬
‫ن‬ ‫اغسلوا ابن عمكم فغ ّ‬
‫الحسين أمر أن يفتح البيت‪ ،‬فحال دون ذلك مروان بن الحكم وآل أبي سفيان ومن حضر هناك مسن‬
‫ولسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد عثمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسان بسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسن عفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسان وقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسالوا‪:‬‬
‫»يدفن أمير المؤمنين )عثمان( الشهيد القتيل ظلما ً بالبقيع بشّر مكسسان وي ُسسدفن الحسسسن مسسع رسسسول‬
‫اللسسسه؟ ل يكسسسون ذلسسسك أبسسسدا ً حسسستى تكسسسسر السسسسيوف بيننسسسا وتنقصسسسف الرمسسساح وينفسسسد النبسسسل«‪.‬‬
‫ق‬
‫فقال الحسين سلم الله عليه‪» :‬أما والله الذي حسّرم مكسسة‪ ،‬للحسسسين بسسن علسسي وابسسن فاطمسسة أحس ّ‬
‫مسسال‬ ‫برسول الله صّلى الله عليه وآله وبيته م ّ‬
‫من أدخل بيتسسه بغيسسر أذنسه‪ ،‬وهسسو واللسسه أحسسق بسسه مسن ح ّ‬
‫مار ما فعل وبعبدالله ما صنع‪ ،‬الحامي الحمسسى‪ ،‬المسسؤوي‬ ‫الخطايا مسّير أبي ذر رحمه الله‪ ،‬الفاعل بع ّ‬
‫لطريد رسول الله صّلى الله عليه وآله لكّنكم صرتم بعد المراء وتسسابعكم علسسى ذلسسك العسسداء وأبنسساء‬
‫العداء«‪.‬‬

‫عائشة تحول دون دفن المام مع رسول الله‬

‫ن الحسسين‬
‫م المؤمنين ا ّ‬
‫ن مروان بن الحكم ركب بغلة وأتى عائشة‪ ،‬فقال لها‪ :‬ياأ ّ‬
‫وفي رواية أخرى ا ّ‬
‫يريد أن يدفن أخاه مع رسول الله فالحقي به وامنعيه من أن يدفن معه‪ ،‬قالت‪ :‬وكيف ألحقه؟ قسسال‪:‬‬
‫اركبي بغلتي هذه‪ ،‬فنزل عن بغلته وركبتها وكانت تؤّز الناس وبنسسي أمي ّسسة علسسى الحسسسين سسسلم اللسسه‬
‫م بسسسسسسسسسسسسسه‪.‬‬
‫مسسسسسسسسسسسسسا هسسسسسسسسسسسسس ّ‬
‫عليسسسسسسسسسسسسسه وتحّرضسسسسسسسسسسسسسهم علسسسسسسسسسسسسسى منعسسسسسسسسسسسسسه م ّ‬
‫جسسل الحسسسين علسسى مسسن قسسد‬ ‫قال ابن عباس‪ :‬وكنت أّول من انصرف‪ ،‬فسمعت الّلغسسط وخفسست أن يع ّ‬
‫أقبل ورأيت شخصا ً علمت الشّرفيه‪ ،‬فأقبلت مبسادرا ً فسإذا أنسا بعائشسة فسي أربعيسن راكبسا ً علسى بغسل‬
‫ي في الدنيا‬
‫ي يابن عباس‪ ،‬لقد اجترأتم عل ّ‬
‫ي إل ّ‬
‫ما رأتني قالت‪ :‬إل ّ‬
‫حل تقدمهم وتأمرهم بالقتال‪ ،‬فل ّ‬
‫مر ّ‬
‫ب‪.‬‬
‫تسسسسسؤذونني مسسسسسّرة بعسسسسسد أخسسسسسرى‪ ،‬تريسسسسسدون أن تسسسسسدخلوا بيسسسسستي مسسسسسن ل أهسسسسسوى ول أحسسسسس ّ‬
‫فقلت‪ :‬واسوأتاه‪ ،‬يوم على بغل ويوم على جمل‪ ،‬تريسسدين أن ُتطفئي نسسور اللسسه وتقسساتلي أوليسساء اللسسه‬
‫وتحولي بين رسول الله وبين حبيبه أن يدفن معه‪ ،‬فجاءت إلى قبر رسول الله صّلى الله عليه وآلسسه‬
‫فرمت بنفسها عن البغلة وقالت‪ :‬والله ل يدفن الحسن ههنسسا أبسدا ً أو تجسّز هسذه‪ ،‬وأومسست بيسدها إلسى‬
‫شعرها‪.‬‬

‫دي على جثمان المام‬


‫التع ّ‬

‫وفي رواية مضمونها اّنه‪ :‬رموا جثمان المام سلم الله عليه بالسهام حتى أخرج من جنازته سسسبعون‬
‫سهمًا‪ ،‬فأراد بنو هاشم المجادلة فقال الحسين سلم الله عليه‪ :‬الله الله ل تضّيعوا وصّية أخسسي فسساّنه‬
‫ده صّلى الله عليه وآله أن أخاصسسم فيسسه أحسسدًا‪ ،‬ولسسول وصسسيته‬
‫ي إن أنا منعت من دفنه مع ج ّ‬
‫أقسم عل ّ‬
‫لرأيتم كيف أدفنه في جنب النبي صّلى الله عليه وآلسسه ورغمسست معطسسسكم‪ ،‬فعسسدلوا بسسه إلسسى البقيسسع‬
‫دته فاطمسسسسسسسة بنسسسسسسست أسسسسسسسسد )رضسسسسسسسي اللسسسسسسسه عنهسسسسسسسا(‪.‬‬
‫فسسسسسسسدفنوه جنسسسسسسسب جسسسسسسس ّ‬
‫ي سلم اللسسه عليسسه وأخرجسسوا جنسسازته حمسسل مسسروان سسسريره‪،‬‬
‫ما مات الحسن بن عل ّ‬
‫قال أبو الفرج‪ :‬ل ّ‬
‫فقال له الحسين سلم الله عليه‪ :‬أتحمل سريره؟ أما والله لقد كنت تجرعه الغيسسظ‪ ،‬فقسسال مسسروان‪:‬‬
‫اّنسسسسسسسسسسي كنسسسسسسسسسست أفعسسسسسسسسسسل ذلسسسسسسسسسسك بمسسسسسسسسسسن يسسسسسسسسسسوازن حلمسسسسسسسسسسه الجبسسسسسسسسسسال‪.‬‬
‫مسسسسسا وضسسسسسع الحسسسسسسن سسسسسسلم اللسسسسسه عليسسسسسه فسسسسسي لحسسسسسده‪:‬‬
‫وروى ابسسسسسن شهرآشسسسسسوب‪ :‬ل ّ‬
‫أأدهسسسسسسسن رأسسسسسسسسي أم أطيسسسسسسسب محاسسسسسسسسني ورأسسسسسسسسك معفسسسسسسسور وأنسسسسسسست سسسسسسسسليب‬
‫بكسسسسسسسسائي طويسسسسسسسسل والسسسسسسسسدموع غزيسسسسسسسسرة وأنسسسسسسسست بعسسسسسسسسسيد والمسسسسسسسسسزار قريسسسسسسسسب‬
‫وفي فضل البكسساء عليسسه وزيسسارته مسسا رواه ابسسن عبسساس عسسن النسسبي صسّلى اللسسه عليسسه وآلسسه انسسه قسسال‪:‬‬
‫م ظلما ً وعسسدوانًا‪ ،‬فعنسسد ذلسسك تبكسسي الملئكسسة والسسسبع الشسسداد‬
‫»‪ ...‬فل يزال المر به حتى يقتل بالس ّ‬
‫لموته‪ ،‬ويبكيه ك ّ‬
‫ل شيء حتى الطير في جوّ السماء والحيتان في جسسوف المسساء‪ ،‬فمسسن بكسساه لسسم تعسسم‬
‫عينه يوم ُتعمى العيون‪ ،‬ومن حزن عليه لم يحزن قلبسسه يسسوم تحسسزن القلسسوب‪ ،‬ومسسن زاره فسسي بقيعسسه‬
‫ثبتت قدمه على الصراط يوم تز ّ‬
‫ل فيه القدام«‪.‬‬

‫إعداد ‪ :‬علء حسين‬


‫المصادر‬
‫المنتخب الحسني في الدعية والزيارات‬
‫بحار النوار للعلمة المجلسي ‪ /‬الجزء ‪43‬‬
‫كلمة المام الحسن سلم الله عليه ‪ /‬الشهيد السيد حسن الشيرازي‬
‫معالي السبطين ‪ /‬محمد مهدي المازندراني‬
‫في رحاب محمد صّلى الله عليه وآله وأهل بيته سلم الله عليهم ‪ /‬عبد الوهاب الكاشي‬
‫منتهى المال ‪ /‬الشيخ عباس القمي‬
‫الحسن بن علي ‪ /‬باقر شريف القرشي‬

You might also like