You are on page 1of 35

‫‪1‬‬

‫مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫وبه نستعين و عليه نتوكل‬

‫م ا قال الش يخ المام وعلم الداة العلم م مد بن عبدالوهاب رح ه ال‬


‫تعال ‪ :‬لا ارتاب بعض من يدعي العلم من أهل العيينة ‪ .‬لا ارتد أهل حريلء ‪،‬‬
‫فسئل الشيخ أن يكتب كلما ينفعه ال به ‪:‬‬
‫فقال رحهس ال تعال ‪ :‬روى مسسلم فس صسحيحه عسن عمرو بسن عبسسة‬
‫السلمي رضي ال عنه قال ‪ :‬كنت وأنا ف الاهلية أظن أن الناس على ضللة ‪,‬‬
‫وأنم ليسوا على شيء ‪ ,‬وهم يعبدون الوثان ‪ ,‬قال ‪ :‬فسمعت برجل بكة يب‬
‫أخبارا فقعدت على راحلت فقدمت عليه فإذا رسول ال مستخفيا جرأ عليه‬
‫قومه فتلطفت حت دخلت عليه بكة فقلت له ‪ ,‬ومسا أنت ؟ ‪ .‬قال ‪ ( :‬أنا نب )‬
‫! ‪ .‬قلت ‪ :‬وم سا نب ؟ قال ‪ ( :‬أر سلن ال ) ! ‪ .‬فقلت ‪ :‬بأي ش يء أر سلك ؟‬
‫قال ‪ ( :‬أرسسلن بصسلة الرحام ‪ ,‬وكسسر الوثان وأن يوحسد ال ل يشرك بسه‬
‫ش يء ) ! ‪ .‬فقلت له ‪ :‬و من م عك على هذا ؟ ‪ .‬قال ‪ ( :‬حر وع بد ) ! ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫ومعه يومئذ أبو بكر وبلل من آمن معه ‪ ،‬فقلت ‪ :‬إن متبعك ‪ .‬قال ‪ ( :‬إنك ل‬
‫تسستطيع ذلك يومسك هذا ‪ ,‬أل ترى حال وحسسال الناس ‪ ,‬ولكسن ارجسع إل‬
‫أهلك ‪ ,‬فإذا سعت ب قد ظهرت فأتن ) ‪ .‬قال ‪ :‬فذهبت إل أهلي وقدم رسول‬
‫ال الدي نة وك نت ف أهلي ‪ ،‬فجعلت أت ب الخبار وأ سأل الناس ح ي قدم‬
‫الدينة ‪ ,‬حت قدم نفر من أهل يثرب من أهل الدينة ‪ ,‬فقلت ‪ :‬ما فعل هذا الرجل‬
‫الذي قدم الدي نة ؟ فقالوا الناس إل يه سراع ! و قد أراد قو مه قتله فلم ي ستطيعوا‬
‫ذلك ‪ ,‬فقدمست الدينسة فدخلت عليسه فقلت ‪ :‬يسا رسسول ال أتعرفنس ؟ قال ‪:‬‬

‫‪www.islambase.co.uk‬‬
‫‪2‬‬

‫( نعم ! أنت الذي لقيتن بكة ) ‪ .‬قال ‪ :‬قلت بلى ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا نب ال علمن ما‬
‫علمك ال وأجهله ‪ ,‬أخبن عن الصلة ‪ .‬قال ‪ ( :‬صلِ صلة الصبح ث أقصر‬
‫عن الصلة حت تطلع الشمس ‪ ,‬وحت ترتفع ‪ ,‬فإنا تطلع حي تطلع بي قرن‬
‫شيطان ‪ ,‬وحينئذ يسسجد لسسا الكفار ‪ ,‬ثس صسلِ فان الصسلة مشهودة مضورة‬
‫حت يستقل الظل بالرمح ‪ ,‬ث أقصر عن الصلة فإنا حينئذ تسجر جهنم ‪ ,‬فإذا‬
‫أقبل الفيء فصل فإن الصلة مشهودة مضورة حت تصلي العصر ‪ ,‬ث أقصر عن‬
‫الصلة حت تغرب الشمس فإنا تغرب بي قرن شيطان وحينئذ يسجد لا الكفار‬
‫) وذكر الديث ‪.‬‬
‫قال أبو العباس رحه ال تعال ‪ :‬فقد نى النب عن الصلة وقت طلوع‬
‫الش مس وو قت غروب ا معللً ذلك الن هي بأن ا تطلع وتغرب ب ي قر ن شيطان ‪,‬‬
‫وأنسه حينئذ يسسجد لاس الكفار ‪ ،‬ومعلوم أن الؤمسن ل يقصسد السسجود إل ل ‪،‬‬
‫وأكثر الناس قد ل يعلمون أن طلوعها وغروبا بي قرن شيطان ‪ ,‬ول أن الكفار‬
‫يسجدون لا ‪ ،‬ث أنه نى عن الصلة ف هذا الوقت حسما لادة الشابة ‪.‬‬
‫ومن هذا الباب أنه كان إذا صلى إل عود أو عمود جعله على حاجبه الين ول‬
‫ي صمد له صمدا ‪ ،‬ولذا ن ى عن ال صلة إل ما ع بد من دون ال ف الملة ‪،‬‬
‫ولذا ينهى عن السجود ل بي يدي الرجل لا فيه من مشابة السجود لغي ال ‪.‬‬
‫انتهى كلمه ‪.‬‬
‫فليتأمل الؤمن الناصح لنفسه ما ف هذا الديث من العب فإن ال سبحانه‬
‫وتعال ي قص علي نا أخبار ال نبياء وأتباع هم ليكون للمؤ من من ال ستأخرين عبة‬
‫فيقيس حاله بالم ‪ ،‬وقص قصص الكفار والنافقي لتجتنب من تلبس با أيضا ‪.‬‬
‫فم ما ف يه من العتبار أن هذا العرا ب الاهلي ل ا ذ كر له أن رجلً ب كة‬
‫يتكلم ف الدين با يالف الناس ل يصب حت ركب راحلته فقدم عليه وعلم ما‬
‫عنده لا ف قلبه من مبة الدين والي ‪ ,‬وهذا فسر به قوله تعال ‪ ( :‬ولو علم‬

‫‪www.islambase.co.uk‬‬
‫‪3‬‬

‫( لسسمعهم )‬ ‫الله فيهسم خيرا لسسمعهم ) أي حر صا على تعلم الد ين ‪:‬‬


‫أي لفهمهسم ‪ ,‬فهذا يدل على أن عدم الفهسم فس أكثسر الناس اليوم عدل منسه‬
‫سبحانه لا يعلم ف قلوبم من عدم الرص على تعلم الدين ‪.‬‬
‫ف تبي أن من أع ظم ال سباب الوج بة لكون الن سان من شر الدواب هو‬
‫عدم الرص على تعلم الديسن ‪ ,‬فإذا كان هذا الاهلي يطلب هذا الطلب ‪ ,‬فمسا‬
‫عذر من اد عى اتباع النبياء وبل غه عنهم ما بل غه وعنده من يعرض عليه التعليم‬
‫ول يرفع بذلك رأسا ‪ ،‬فان حضر أو استمع فكما قال تعال ‪ ( :‬ما يأتيهم من‬
‫ذكر من ربهم محدث إل استمعوه وهم يلعبون ‪ .‬لهية قلوبهم ) ‪.‬‬
‫وفيه من العب أيضا أنه لا قال ‪ ( :‬أرسلن ال ) ‪ .‬قال ‪ :‬بأي شيء أرسلك ؟ قال‬
‫‪ :‬بكذا وكذا ‪ .‬فتبي أن زبدة الرسالة اللية ‪ ،‬والدعوة النبوية ‪ ،‬هو توحيد ال‬
‫بعبادته وحده ل شريك له وكسر الوثان ‪,‬‬
‫ومعلوم أن ك سرها ل ي ستقيم إل بشدة العداوة وتر يد ال سيف ‪ ،‬فتأ مل‬
‫زبدة الرسالة ‪.‬‬
‫وفيه أيضا أنه فهم الراد من التوحيد ‪ ،‬وفهم أنه أمر كبي غريب ‪ ،‬ولجل‬
‫هذا قال ‪ :‬مسن معسك على هذا ؟ قال ‪ ( :‬حسر وعبسد ) فأجابسه أن جيسع العلماء‬
‫والعباد واللوك والعامة مالفون له ول يتبعه على ذلك إل من ذكر ‪ ،‬فهذا أوضح‬
‫دليل على أن الق قد يكون مع أقل القليل وأن الباطل قد يل الرض ‪ .‬ول در‬
‫الفضيل بن عياض حيث يقول ‪ :‬ل تستوحش من الق لقلة السالكي ‪ ،‬ول تغتر‬
‫بالبا طل لكثرة الالك ي ‪ .‬وأح سن م نه قوله تعال ‪ ( :‬ولقسد صسسسدق عليهسم‬
‫إبليس ظنه فاتبعوه إل فريقا ً مسن المؤمنين ) ‪.‬‬
‫وف الصحيحي أن بعث النار من كل ألف تسعة وتسعون وتسعمائة وف‬
‫النة واحد من كل ألف ‪ ،‬ولا بكوا من هذا لا سعوه قال ‪ ( :‬إنا ل تكن‬
‫نبوة قسط إل كان بيس يديهسا جاهليسة فيؤخسذ العدد مسن الاهليسة فإن تتس وإل‬

‫‪www.islambase.co.uk‬‬
‫‪4‬‬

‫أكملت من النافقي ) قال الترمذي حسن صحيح ‪ .‬فإذا تأمل النسان ما ف هذا‬
‫الد يث من صفة بدء ال سلم ‪ ،‬و من ات بع الر سول إذ ذاك ‪ ،‬ث ضم إل يه‬
‫الديث الخر الذي ف صحيح مسلم أنه قال ‪ ( :‬بدأ السلم غريبا وسيعود‬
‫غريبسا كمسا بدأ ) تسبي له المسر إن هداه ال وانزاحست عنسه الجسة الفرعونيسة ‪:‬‬
‫( فمسا بال القرون الولى ) والج سة القرش ية ‪ ( :‬مسا سسمعنا بهذا فسي‬
‫الملة الخرة ) ‪.‬‬
‫وقال أ بو العباس رح ه ال تعال ف كتاب ( إقتضاء ال صسراط ال ستقيم )‬
‫ف الكلم على قوله تعال ‪ ( :‬وما أهل به لغير الله ) ظاهره أن ما ذبح لغي‬
‫ال سواء لفظ به أو ل يلفظ ‪ ،‬وتري هذا أظهر من تري ما ذبه النصران للحم‬
‫وقال فيه باسم السيح ونوه ‪ ،‬كما أن ما ذبناه نن متقربي به إل ال سبحانه‬
‫كان أزكى ما ذبناه للحم وقلنا عليه باسم ال ‪ ،‬فإن عبادة ال سبحانه بالصلة‬
‫والنسك له أعظم من الستعانة باسه ف فواتح المور ‪ ،‬والعبادة لغي ال أعظم‬
‫كفرا من ال ستعانة بغ ي ال فلو ذ بح لغ ي ال متقر با به إل يه لرم وإن قال ف يه‬
‫باسم ال ‪ ،‬كما قد يفعله طائفة من منافقي هذه المة ‪ ،‬وإن كان هؤلء مرتدين‬
‫ل تباح ذبائح هم بال ‪ ،‬ل كن يت مع ف الذبي حة مانعان ‪ ،‬وهذا ما يف عل ب كة‬
‫وغيها من الذبح للجن ‪ .‬انتهى كلم الشيخ وهو الذي ينسب إليه بعض أعداء‬
‫الدين أنه ل يكفر العي ‪ ،‬فانظر أرشدك ال إل تكفيه من ذبح لغي ال من هذه‬
‫ال مة ‪ ،‬وت صريه أن النا فق ي صي مرتدا بذلك ‪ ،‬وهذا ف الع ي إذ ل يت صور أن‬
‫ترم إل ذبيحة معي ‪.‬‬
‫وقال أيضا ف الكتاب الذكور ‪ :‬وكانت الطواغيت الكبار الت تشد أليها‬
‫الرحال ثلثة اللت ‪ ،‬والعزى ‪ ،‬ومناة ‪ ،‬وكل واحد منها لصر من أمصار العرب‬
‫‪ ،‬فكا نت اللت ل هل الطائف ‪ ،‬ذكروا أ نه كان ف ال صل رجلً صالا يلت‬
‫السويق للحجاج فلما مات عكفوا على قبه ‪ .‬وأما العزى ‪ :‬فكانت لهل مكة‬

‫‪www.islambase.co.uk‬‬
‫‪5‬‬

‫قريبسا مسن عرفات ‪ ،‬وكانست هناك شجرة يذبون عندهسا ويدعون ‪ .‬وأمسا مناة ‪:‬‬
‫فكانت لهل الدينة وكانت حذو قديد من ناحية الساحل ‪.‬‬
‫و من أراد أن يعلم كيف كانت أحسوال الشركي ف عبادتم الوثان ‪،‬‬
‫ويعرف حقيقة الشرك الذي ذمه ال وأنواعه ‪ ،‬حت يتبي له تأويل القرآن فلينظر‬
‫إل سية النب وأحوال العرب ف زمانه ‪ ،‬وما ذكره الزرقي وغيه ف أخبار‬
‫مكة من العلماء ‪.‬‬
‫ولا كان للمشركي شجرة يعلقون عليها أسلحتهم ويسمونا ذات أنواط‬
‫فقال بعض الناس ‪ :‬يا رسول ال أجعل لنا ذات أنواط كما لسم ذات أنواط ‪.‬‬
‫فقال ‪ ( :‬ال أ كب ‪ ،‬إن ا ال سنن لترك ب سنن من كان قبل كم ) فأن كر مرد‬
‫مشابتهم للكفار ف اتاذ شجرة يعكفون عليها معلقي عليها أسلحتهم ‪ .‬فكيف‬
‫ب ا هو أ طم من ذلك من الشرك بعي نه ‪ .‬إل أن قال ‪ ( :‬ف من ذلك عدة أمك نة‬
‫بدمشق ) مثل مسجد يقال له مسجد الكف فيه تثال كف يقال إنه كف علي‬
‫بن أ ب طالب ح ت هدم ال ذلك الو ثن ‪ ،‬وهذه المك نة كثية موج سودة ف‬
‫البلد ‪ ،‬وف الجاز منها مواضع ‪ .‬ث ذكر كلما طويلً ف نيه عن الصلة‬
‫عنسد القبور فقال ‪ :‬العلة لاس يفضسي إليسه ذلك مسن الشرك ‪ .‬ذكسر ذلك الشافعسي‬
‫وغيه ‪ ،‬وكذلك الئمة من أصحاب مالك وأحد ‪ ،‬كأب بكر الثرم عللوا بذه‬
‫العلة ‪ ،‬وقسسد قال تعال ‪ ( :‬وقالوا ل تذرن آلهتكسسسسسم ول تذرن ودا ً ول‬
‫سسسواعا ً ول يغوث ويعوق ونسسسرا ‪ )..‬اليسة ‪ ،‬ذكسر ابسن عباس وغيه مسن‬
‫السلف أن هذه أساء رجال صالي من قوم نوح فلما ماتوا عكفوا على قبورهم‬
‫ثس صسوروا تاثيلهسم ‪ ،‬ثس طال عليهسم المسد فعبدوهسم ‪ ،‬ذكسر هذا البخاري فس‬
‫صحيحه وأهل التفسي كابن جرير وغيه ‪.‬‬
‫وما يبي صحة هذه العلة أنه لعن من يتخذ قبور النبياء مساجد ‪ ،‬ومعلوم‬
‫أن قبور ال نبياء ل يكون تراب ا ن سا ‪ ،‬وقال عن نف سه ‪ ( :‬الل هم ل ت عل قبي‬

‫‪www.islambase.co.uk‬‬
‫‪6‬‬

‫وثنا يعبد ) فعلم أن نيه عن ذلك كنه يه عن ال صلة عند طلوع الشمس وعند‬
‫غروب ا سدا للذري عة لئل ي صلى ف هذه ال ساعة وإن كان ال صلي ل ي صلي إل‬
‫ل ‪ ،‬ول يدعو إل ل ‪ ،‬لئل يفضي ذلك إل دعائها والصلة لا ‪ ،‬وكل المرين‬
‫قد و قع ‪ ،‬فإن من الناس من ي سجد للش مس وغي ها من الكوا كب ويدعو ها‬
‫بأنواع الدعية ‪ ،‬وهذا من أع ظم أسباب الشرك الذي ضل به كثيا من الولي‬
‫والخر ين ح ت شاع ذلك ف كث ي م ن ينت سب إل ال سلم ‪ ,‬و صنف ب عض‬
‫الشهورين فيه كتابا على مذهب الشركي مثل أب معشر البلخي ‪ ,‬وثابت بن‬
‫قرة وأمثالما من دخل ف الشرك وآمسن بالطاغوت والبت وهم ينتسبون إل‬
‫الكتاب كمسا قال تعال ‪ ( :‬ألم تسر إلى الذيسن أوتوا نصسيبا ً مسن الكتاب‬
‫يؤمنون بالجبت والطاغوت )‪ .‬انتهى كلم الشيخ رحه ال ‪.‬‬
‫فان ظر رح ك ال إل هذا المام الذي ين سب ع نه من أزاغ ال قل به عدم‬
‫تكفي العي ك يف ذكر عن مثل الفخر الرازي وهو من أكابر أئمة الشافعية ‪،‬‬
‫وم ثل أ ب مع شر و هو من أكابر الشهور ين من ال صنفي وغيه ا أن م كفروا‬
‫وارتدوا عن السلم ‪ ،‬والفخر هو الذي ذكره الشيخ ف الرد على التكلمي ‪ ،‬لا‬
‫ذ كر ت صنيفه الذي ذ كر ه نا قال ‪ :‬وهذه ردة صرية باتفاق ال سلمي ‪ .‬و سيأت‬
‫كلمه إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫وتأمل أيضا ما ذكره ف اللت والعزى ومناة وجعله فعل الشركي معها‬
‫هو بعينه الذي يفعله بدمشق وغيها وتأمل قوله على حديث ذات أنواط ‪.‬‬
‫هذا قوله ف مرد مشابت هم ف اتاذ شجرة فك يف ب ا هو أ طم من ذلك‬
‫من الشرك بعينه ‪ ،‬فهل للزائغ بعد هذا متعلق بشيء من كلم هذا المام ‪.‬‬
‫وأنا أذكر لفظه الذي احتجوا به على زيغهم قال رحه ال تعال ‪ :‬أنا من‬
‫أع ظم الناس ني سا عن أن ين سب مع ي إل تكف ي ‪ ،‬أو تبد يع ‪ ،‬أو تف سيق ‪ ،‬أو‬

‫‪www.islambase.co.uk‬‬
‫‪7‬‬

‫مع صية ‪ ،‬إل إذا علم أ نه قد قا مت عل يه ال جة الر سالية ال ت من خالف ها كان‬


‫كافرا تارة ‪ ،‬وفاسقا أخرى ‪ ،‬وعاصيا أخرى ‪ .‬انتهى كلمه ‪.‬‬
‫وهذا صفة كلمه ف السألة ف كل موضع وقفنا عليه من كلمه ل يذكر‬
‫عدم تكفي العي إل ويصله با يزيل الشكال أن الراد بالتوقف عن تكفيه قبل‬
‫أن تبلغه الجة ‪ ،‬وأما إذا بلغته حكم عليه با تقتضيه تلك السألة من تكفي ‪ ،‬أو‬
‫تفسيق ‪ ،‬أو معصية ‪.‬‬
‫و صرح ر ضي ال ع نه أن كل مه ف غ ي ال سائل الظاهرة ‪ ،‬فقال ف الرد‬
‫على التكلمي لا ذكر أن بعض أئمتهم توجد منه الردة عن السلم كثيا قال ‪:‬‬
‫وهذا إن كان ف القالت الفية فقد يقال أنه فيها م طئ ضال تقم عليه الجة‬
‫ال ت يك فر تارك ها ‪ ،‬ل كن هذا ي صدر عن هم ف أمور يعلم الا صة والعا مة من‬
‫السلمي أن رسول ال بعث بسا ‪ ،‬وكفر من خالفها ‪ ،‬مثل أمره بعبادة ال‬
‫وحده ل شريك له ‪ ،‬ونيه عن عبادة أحد سواه من اللئكة والنبيي وغيهم ‪،‬‬
‫فإن هذا أظ هر شعائر ال سلم ‪ ،‬وم ثل إياب ال صلوات ال مس وتعظ يم شأن ا ‪،‬‬
‫ومثل تري الفواحش والربا والمر واليسر ‪ ،‬ث تد كثيا من رؤوسهم وقعوا‬
‫فيها فكانوا مرتدين ‪.‬‬
‫وأبلغ من ذلك أن منهم من صنف ف دين الشركي كما فعل أبو عبدال‬
‫الرازي ( يعنس الفخسر الرازي ) قال وهذه ردة صسرية باتفاق السسلمي ‪ .‬انتهسى‬
‫كلمه ‪.‬فتأمل هذا وتأمل ما فيه من تفصيل الشبهة الت يذكر أعداء ال ‪ ،‬لكن‬
‫من يرد ال فتنته فلن تلك له من ال شيئا ‪.‬‬
‫على أن الذي نعتقده وند ين ل به ونر جو أن يثبتنا عل يه أ نه لو غلط هو‬
‫أو أجلّ منه ف هذه السألة وهي مسألة السلم إذا أشرك بال بعد بلوغ الجة ‪،‬‬
‫أو ال سلم الذي يف ضل هذا على الوحد ين ‪ ،‬أو يز عم أ نه على ح سق ‪ ،‬أو غ ي‬

‫‪www.islambase.co.uk‬‬
‫‪8‬‬

‫ذلك من الك فر ال صريح الظا هر الذي بي نه ال ور سوله وبي نه علماء ال مة ‪ ،‬أ نا‬
‫نؤمن با جاءنا عن ال وعن رسوله من تكفيه ولو غلط من غلط ‪.‬‬
‫فكيسف والمسد ل وننس ل نعلم عن واحسد مسن العلماء خلفسا فس هذه‬
‫السسألة ‪ ،‬وإناس يلجسأ مسن شاق فيهسا إل حجسة فرعون ‪ ( :‬فمسا بال القرون‬
‫الولى ) أو حجة قريش ‪ ( :‬ما سمعنا بهذا في الملة الخرة ) ‪.‬‬
‫وقال الشيخ رحه ال ف الرسالة السنية لا ذكر حديث الوارج ومروقهم‬
‫من الد ين وأمره بقتال م ‪ ،‬قال ‪ :‬فإذا كان على ع هد ر سول ال وخلفائه‬
‫من انتسب إل السلم من مرق منه مع عبادته العظيمة حت أمر بقتالم ‪،‬‬
‫فيعلم أن النتسب إل السلم أو السنة قد يرق أيضا من السلم ف هذه الزمان‬
‫وذلك بأ سباب ‪ ،‬من ها الغلو الذي ذ مه ال ف كتا به ح يث يقول ‪ ( :‬يسا أهسل‬
‫الكتاب ل تغلوا في دينكم غير الحق ) وعلي ابن أب طالب حرق الغالية‬
‫مسن الرافضسة فأمسر بأخاديسد خدت لمس عنسد باب كنده فقذفهسم فيهسا ‪ ،‬واتفسق‬
‫الصحابة على قتلهم ‪ ،‬ولكن ابن عباس كان مذهبه أن يقتلوا بالسيف بل تريق‬
‫وهو قول أكثر العلماء وقصتهم معروفة عند العلماء ‪.‬‬
‫وكذلك الغلو ف ب عض الشائخ ‪ ،‬بل الغلو ف علي ا بن أ ب طالب ‪ ،‬بل‬
‫الغلو ف السيح ونوه ‪ ،‬فكل من غل ف نب ‪ ،‬أو رجل صال ‪ ،‬وجعل فيه نوعا‬
‫من الل ية ‪ ،‬م ثل أن يقول يا سيدي فلن ان صرن ‪ ،‬أو أغث ن ‪ ،‬أو ارزق ن ‪ ،‬أو‬
‫أجبن ‪ ،‬أو أنا ف حسبك ‪ ،‬ونو هذه القوال فكل هذه شرك وضلل يستتاب‬
‫صاحبها فإن تاب وإل قتل ‪.‬‬
‫فإن ال سبحانه إنا أرسل الرسل وأنزل الكتب ليعبد وحده ل شريك له‬
‫ل يعل معه إلا آخر ‪ ،‬والذين يعلون مع ال آلة أخرى مثل السيح واللئكة‬
‫وال صنام ل يكونوا معتقد ين أن ا تلق اللئق أو تنل ال طر أو تن بت النباتات ‪،‬‬
‫وإنا كانوا يعبدونم أو يعبدون قبورهم أو صورهم ويقولون ‪ ( :‬إن ما نعبدهم‬

‫‪www.islambase.co.uk‬‬
‫‪9‬‬

‫ليقربونا إلى الله زلفى ) ( ويقولون هؤلء هم شفعاؤنا عند الله )‬


‫‪.‬‬
‫فب عث ال ر سله تن هى أن يد عى أ حد من دو نه ل دعاء عبادة ول دعاء‬
‫ا ستغاثة ‪ ،‬قال تعال ‪ ( :‬قسل ادعوا الذيسن زعمتسم مسن دونسه فل يملكون‬
‫كشف الضر عنكم ول تحويل ) الية ‪ ،‬قال ‪ :‬طائفة من السلف كان أقوام‬
‫يدعون السيح وعزيراَ واللئكة ‪ .‬ث ذكر رحة ال تعال آيات ‪.‬‬
‫ث قال وعبادة ال وحده ل شريك له هي أصل الدين وهو التوحيد الذي‬
‫بعث ال به الرسل وأنزل به الكتب ‪ ،‬قال تعال ‪ ( :‬ولقد بعثنا في كل أمة‬
‫رسول ً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) وقال تعال ‪ ( :‬وما أرسلنا‬
‫مسن قبلك مسن رسسول إل نوحسي إليسه أنسه ل إله إل أنسا فاعبدون )‬
‫وكان ي قق التوح يد ويعل مه أم ته ح ت قال له ر جل ‪ :‬ما شاء ال وشئت ‪.‬‬
‫قال ‪ ( :‬أجعلتن ل ندا ‪ ،‬بل ما شاء ال وحده ) ونى عن اللف بغي ال وقال‬
‫‪ ( :‬من حلف بغ ي ال ف قد ك فر أو أشرك ) ‪ .‬وقال ف مرض مو ته ‪ ( :‬ل عن ال‬
‫اليهود والنصارى اتذوا قبور أنبيائهم مساجد ) يذر ما صنعوا ‪ .‬وقال ‪ ( :‬اللهم‬
‫ل ت عل قبي وثناَ يع بد ) ‪ .‬وقال ‪ ( :‬ل تتخذوا قبي عيدا ول بيوت كم قبوراَ‬
‫وصلوا علي حيثما كنتم فإن صلتكم تبلغن ) ولذا اتفق أئمة السلم على أنه‬
‫ل يشرع بناء السساجد على القبور ول الصسلة عندهسا ‪ ،‬وذلك لن مسن أكسب‬
‫أسباب عبادة الوثان كان تعظيم القبور ‪.‬‬
‫ولذا اتفق العلماء على أنه من سلم على النب عند قبه أنه ل يتمسح‬
‫بجر ته ول يقبل ها ل نه إن ا يكون ذلك لركان ب يت ال فل يش به ب يت الخلوق‬
‫ببيت الالق ‪ ،‬كل هذا لتحق يق التوح يد الذي هو أ صل الد ين ورأ سه الذي ل‬
‫يق بل ال عملًَ إل به ويغ فر ل صاحبه ول يغ فر ل ن تر كه ك ما قال تعال ‪ ( :‬إن‬
‫الله ل يغفسر أن يشرك بسه ويغفسر مسا دون ذلك لمسن يشاء ) ال ية ‪،‬‬
‫ولذا كا نت كل مة التوح يد أف ضل الكلم وأعظ مه ‪ .‬وأع ظم آ ية ف القرآن آ ية‬

‫‪www.islambase.co.uk‬‬
‫‪10‬‬

‫الكرسي ‪ ( :‬الله ل إله إل هسو الحسي القيوم ) وقال ‪ ( :‬من كان آخر‬
‫كلمه من الدنيا ل إله إل ال دخل النة ) والله هو الذي تأله القلوب عبادة له‬
‫واستعانة به ورجاء وخشية وإجللً ‪ .‬انتهى كلمه رحه ال ‪.‬‬
‫فتأمل أول الكلم وآخره ‪ ،‬وتأمل كلمه فيمن دعا نبيا أو وليا ‪ ،‬مثل أن‬
‫يقول يا سيدي فلن أغثن ونوه ‪ ،‬أنه يستتاب فإن تاب وإل قتل هل يكون هذا‬
‫إل ف العي وال الستعان ‪ .‬وتأمل كلمه ف اللت والعزى ومناة وما ذكر بعده‬
‫يتبي لك المر إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫قال ابن القيم رحه ال تعال ف شرح النازل ف باب التوبة ‪ :‬وأما الشرك‬
‫فهو نوعان أكب ‪ ،‬وأصغر ‪ .‬فالكب ل يغفره ال إل بالتوبة منه ‪ ،‬وهو أن يتخذ‬
‫من دون ال ندا يبه كما يب ال ‪ ،‬بل أكثرهم يبون آلتهم أعظم من مبة ال‬
‫ويبغضون لنت قص معبود هم من الشائخ أع ظم م ا يغضبون إذا انت قص أ حد رب‬
‫العالي ‪ ،‬وقد شاهدنا هذا نن وغينا منهم جهرة ‪ ،‬وترى أحدهم قد اتذ ذكر‬
‫معبوده على لسانه ديدنا له إن قام وإن قعد وإن عثر وإن استوحش وهو ل ينكر‬
‫ذلك ‪ ،‬ويزعم أنه باب حاجته إل ال وشفيعه عنده ‪ ،‬وهكذا كان عباد الصنام‬
‫سواء ‪.‬‬
‫وهذا القدر هسو الذي قام بقلوبمس وتوارثسه الشركون بسسب اختلف‬
‫آلت هم ‪ ،‬فأولئك كا نت آلت هم من ال جر ‪ ،‬وغي هم اتذو ها من الب شر ‪ ،‬قال‬
‫تعال حاكياَ عن أسسلف هؤلء ‪ ( :‬والذيسن اتخذوا مسن دونسه أولياء مسا‬
‫نعبدهم إل ليقربونا إلى الله زلفى ) الية ‪.‬‬
‫فهذه حال من ات ذ من دون ال وليا يز عم أ نه يقر به إل ال تعال ‪ ،‬و ما‬
‫أعسز مسن يتخلص مسن هذا ‪ ،‬بسل مسا أعسز مسن ل يعادي مسن أنكره ‪ ،‬والذي قام‬
‫بقلوب هؤلء الشركي وسلفهم أن آلتهم تشفع لم عند ال وهذا عي الشرك ‪،‬‬

‫‪www.islambase.co.uk‬‬
‫‪11‬‬

‫وقد أنكر ال عليهم ذلك ف كتابه وأبطله ‪ ،‬وأخب أن الشفاعة كلها له ‪ .‬ث ذكر‬
‫الشيخ ( يعن ابن القيم ) رحه ال فصلً طويلً ف تقرير هذا الشرك الكب ‪.‬‬
‫ولكن تأمل قوله ‪ :‬وما أعز من يتخلص من هذا ‪ ،‬بل ما أعز من ل يعادي‬
‫من أنكره ‪ .‬يتبي لك بطلن الشبهة الت أدل با اللحد ‪ ،‬وزعم أن كلم الشيخ‬
‫ف الفصل الثان يدل عليها وسيأت تقريره إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫وذكر ف آخر هذا الفصل أعن الفصل الول ف الشرك الكب الية الت‬
‫ف سورة سبأ ‪ ( :‬قسل ادعوا الذيسن زعمتسم مسن دون الله ) إل قوله ‪:‬‬
‫( إل لمن أذن له ) وتكلم عليها ‪ ،‬ث قال ‪ :‬والقرآن ملوء من أمثالا ‪ ،‬ولكن‬
‫أكثسر الناس ل يشعسر بدخول الواقسع تتسه ويظنسه فس قوم قسد خلوا ول يعقبوا‬
‫وأر ثا ‪ ،‬وهذا هو الذي يول ب ي القلب وب ي ف هم القرآن ‪ ،‬ك ما قال ع مر بن‬
‫الطاب رضي ال عنه ‪ :‬إنا تنقض عرى السلم عروة إذا نشأ ف السلم من ل‬
‫يعرف الاهلية ‪.‬‬
‫وهذا لنه إذا ل يعرف الشرك وما عابه القرآن وذمه وقع فيه وأقره وهو‬
‫ل يعرف أ نه الذي كان عل يه أ هل الاهل ية فتنت قض بذلك عرى ال سلم ويعود‬
‫العروف منكرا ‪ ،‬والنكر معروفا ‪ ،‬والبدعة سنة ‪ ،‬والسنة بدعة ‪ ،‬ويكفر الرجل‬
‫بحسض اليان ‪ ،‬وتريسد التوحيسد ‪ ،‬ويبدأ بتجريسد متابعسة الرسسول ومفارقسة‬
‫الهواء والبدع ‪ ،‬ومن له بصية وقلب حي يرى ذلك عيانا فال الستعان ‪.‬‬

‫وأ ما الشرك ال صغر فكي سي الرياء واللف بغ ي ال ‪ ،‬وقول هذا من ال‬


‫وم نك ‪ ،‬وأ نا بال و بك ‪ ،‬و ما ل إل ال وأ نت ‪ ،‬وأ نا متو كل على ال وعل يك‬

‫‪www.islambase.co.uk‬‬
‫‪12‬‬

‫ولول أ نت ل ي كن كذا وكذا ‪ .‬و قد يكون هذا شركا أ كب ب سب حال قائله‬


‫ومقصده ‪.‬‬
‫ث قال الش يخ رح ه ال تعال ( يع ن ا بن الق يم ) ب عد ذ كر الشرك ال كب‬
‫والصسغر ‪ :‬ومسن أنواع هذا الشرك سسجود الريسد للشيسخ ‪ ،‬ومسن أنواعسه التوبسة‬
‫للش يخ فإن ا شرك عظ يم ‪ ،‬و من أنوا عه النذر لغ ي ال ‪ ،‬والتو كل على غ ي ال ‪،‬‬
‫والعمل لغي ال ‪ ،‬والنابة والضوع والذل لغي ال ‪ ،‬وابتغاء الرزق من عند غيه‬
‫‪ ،‬وإضافة نعمه إل غيه ‪ ،‬ومن أنواعه طلب الوائج من الوتى ‪ ،‬والستغاثة بم‬
‫والتوجه إليهم ‪ ،‬وهذا أصل شرك العال ‪ ،‬فإن اليت قد انقطع عمله وهو ل يلك‬
‫لنفسه نفعا ول ضرا فضلً لن استغاث به ‪ ،‬أو سأله أن يشفع له إل ال ‪ ،‬وهذا‬
‫من جهله بالشا فع والشفوع عنده ‪ ،‬فإن ال تعال ل يش فع عنده أ حد إل بإذ نه‬
‫وال ل يعل سؤال غيه سببا لذنه ‪ ،‬وإنا السبب لذنه كمال التوحيد ‪ ،‬فجاء‬
‫هذا الشرك بسبب ينع الذن ‪ ،‬واليت متاج إل من يدعو له كما أوصانا النب‬
‫إذا زر نا قبور ال سلمي أن نتر حم علي هم ون سأل ال ل م العاف ية والغفرة ‪،‬‬
‫فعكسس الشركون هذا وزاروهسم زيارة العبادة وجعلوا قبورهسم أوثانا تعبسد ‪،‬‬
‫فجمعوا ب ي الشرك بالعبود ‪ ،‬وتغي ي دي نه ‪ ،‬ومعادات أ هل التوحيد ون سبتهم إل‬
‫تنقسص الموات ‪ ،‬وهسم قسد تنقصسوا الالق بالشرك ‪ ،‬وأوليائه الؤمنيس بذمهسم‬
‫ومعادات م ‪ ،‬وتنق صوا من أشركوا به غا ية التن قص ‪ ،‬إذ ظنوا أن م راضون من هم‬
‫بذا ‪ ،‬أو أنم أمروهم به ‪ ،‬وهؤلء أعداء الرسل ف كل زمان ومكان وما أكثر‬
‫الستجيبي لم ‪.‬‬
‫ول در خليله إبراهيسم حيسث يقول ‪ ( :‬واجنبنسسي وبنسسي أن نعبسسد‬
‫الصسنام ‪ .‬رب إنهسن اضللن كثيرا ً مسن الناس ) و ما ن ى من شرك هذا‬
‫الشرك ال كب إل من جرد التوحيد ل ‪ ،‬وعادى الشرك ي ف ال وتقرب بقتهم‬
‫إل ال ‪ .‬انتهى كلمه ‪.‬‬

‫‪www.islambase.co.uk‬‬
‫‪13‬‬

‫والراد بذا أن ب عض اللحد ين ن سب إل الش يخ أن هذا ش سرك أ صغر ‪،‬‬


‫وشبهته أنه ذكره ف الفصل الثان الذي ذكر ف أوله الصغر ‪ .‬وأنت رحك ال‬
‫تد الكلم من أوله إل آخره ف الفصل الول والثان صريا ل يتمل التأويل من‬
‫وجوه كثية منها أن دعاء الوتى والنذر لم ليشفعوا له عند ال هو الشرك الكب‬
‫الذي بعث ال النب بالنهي عنه فكفر من ل يتب منه وقاتله وعاداه ‪ ،‬وآخر‬
‫ما صرح به قوله آنفا ‪ :‬و ما ن ا من شرك هذا الشرك ال كب إل آخره اه س ‪.‬‬
‫فهل بعد هذا البيان بيان إل العناد بل اللاد ‪.‬‬
‫ولكن تأمل قوله أرشدك ال ‪ :‬وما نا من شرك هذا الشرك الكب إل من‬
‫عادى الشرك ي إل آخره اه س ‪ .‬وتأ مل أن ال سلم ل ي صح إل بعادات أ هل‬
‫الشرك الكب وإن ل يعاديهم فهو منهم وإن ل يفعله ‪.‬‬
‫و قد ذ كر ف القناع عن الش يخ ت قي الد ين ‪ ،‬أن من د عا علي ا بن أ ب‬
‫طالب ف هو كا فر ‪ ،‬وإن من شك ف كفره ف هو كا فر ‪ ،‬فإذا كان هذا حال من‬
‫شك ف كفره مع عداوته له ومقته له ‪ ،‬فكيف بن يعتقد أنه مسلم ول يعاده ‪،‬‬
‫فكيف بن أحبه ‪ ،‬فكيف بن جادل عنه وعن طريقته ‪ ،‬وتعذر أنا ل نقدر على‬
‫التجارة وطلب الرزق إل بذلك ‪ ،‬و قد قال تعال ‪ ( :‬وقالوا إن نتبسع الهدى‬
‫معسك نتخطسف مسن أرضنسا ) فإذا كان هذا قول ال تعال فيمسن تعذر عسن‬
‫التبيي بالعمل بالتوحيد ومعادات الشركي بالوف على أهله وعياله فكيف بن‬
‫اعتذر ف ذلك بتح صيل التجارة ‪ ،‬ول كن ال مر ك ما تقدم عن ع مر إذا ن شأ ف‬
‫السلم من ل يعرف الاهلية لذا ل يعرف معن القرآن ‪ ،‬وأنه أشر وأفسد من‬
‫الذين قالوا ‪ ( :‬إن نتبع الهدى معك ) الية ‪.‬‬
‫ومع هذا فالكلم الذي يظهرونه نفاقا وإل فهم يعتقدون أن أهل التوحيد‬
‫ضالون مضلون ‪ ،‬وأن عبدة الوثان أهل الق والصواب ‪ ،‬كما صرح به إمامهم‬
‫ف الرسالة الت أتتكم قبل هذه خطه بيده يقول ‪ :‬بين وبينكم أهل هذه القطار‬

‫‪www.islambase.co.uk‬‬
‫‪14‬‬

‫و هم خ ي أ مة أخر جت للناس و هم كذا وكذا ‪ ،‬فإذا كان ير يد التحا كم إلي هم‬


‫ويصفهم بأنم خي أمة أخرجت للناس ‪ ،‬فكيف أيضا يصفهم بشرك ومالطتهم‬
‫للحاجة ‪ .‬وما أحسن قول أصدق القائلي ‪ ( :‬والسماء ذات الحبك ‪ .‬إنكم‬
‫لفسي قول مختلف ‪ .‬يؤفسك عنسه مسن أفسك ) ( بسل كذبوا بالحسق لمسا‬
‫جاءهم فهم في أمر مريج ) ‪.‬‬
‫فرحم ال أمرءً نظر لنفسه وتفكر فيما جاء به ممد من عند ال من‬
‫معادات من أشرك بال من قر يب أو بع يد وتكفي هم وقتال م ح ت يكون الد ين‬
‫كله ل ‪ ،‬وعلم ما حكم به ممد فيمن أشرك بال مع ادعائه السلم ‪ ،‬وما‬
‫ح كم ف ذلك اللفاء الراشدون كعلي ا بن أ ب طالب ر ضي ال ع نه وغيه ل ا‬
‫حرقهسم بالنار مسع أن غيهسم مسن أهسل الوثان الذيسن ل يدخلوا فس السسلم ل‬
‫يقتلون بالتحريق وال الوفق ‪.‬‬
‫وقال أ بو العباس أح د بن تيم ية ف الرد على التكلم ي ل ا ذ كر ب عض‬
‫أحوال أئمتهم قال ‪ :‬وكل شرك ف العال إنا حدث برأي جنسهم فهم المرون‬
‫بالشرك والفاعلون له ‪ ،‬و من ل يأ مر من هم بالشرك فلم ي نه ع نه ‪ ،‬بل ي قر هؤلء‬
‫وهؤلء وإن رجح الوحدين ترجيحا ما فقد يرجح غيه الشركي ‪ ،‬وقد يعرض‬
‫عن المرين جيعا ‪ ،‬فتدبر هذا فإنه نافع جدا ‪.‬‬
‫سسهم التقدمون والتأخرون يأمرون بالشرك ‪ ،‬وكذلك‬ ‫ولذا كان رؤوسس‬
‫الذين كانوا ف ملة السلم ل ينهون عن الشرك ويوجبون التوحيد بل يسوغون‬
‫الشرك ‪ ،‬أو يأمرون به أول يوجبون التوحيد ‪ ،‬وقد رأيت من مصنفاتم ف عبادة‬
‫اللئكة وعبادة النفس الفارقة أنفس النبياء وغيهم ما هو أصل الشرك ‪ .‬وهم‬
‫إذا ادعوا التوحيسد إناس توحيدهسم بالقول ل بالعبادة والعمسل ‪ ،‬والتوحيسد الذي‬
‫جاءت بسه الرسسل لبسد فيسه مسن التوحيسد بإخلص الديسن ل وعبادتسه وحده ل‬
‫شريسك له ‪ ،‬وهذا شيسء ل يعرفونسه فلو كانوا موحديسن بالقول والكلم لكان‬

‫‪www.islambase.co.uk‬‬
‫‪15‬‬

‫معهم التوحيد دون العمل ‪ ،‬وذلك ل يكفي ف السعادة والنجاة بل لبد أن يعبد‬
‫ال وحده ويتخسذ إلا دون مسا سسواه ‪ ،‬وهذا هسو معنس قول ( ل إله إل ال ) ‪.‬‬
‫انتهى كلم الشيخ ‪.‬‬
‫فتأمل رحك ال هذا الكلم فإنه مثل ما قال الشيخ فيه نافع جدا ‪ ،‬ومن‬
‫أكب ما فيه من الفوائد أنه يبي لك حال من أقر بذا الدين ‪ ،‬وشهد أنه الق ‪،‬‬
‫وأن الشرك هو البا طل ‪ ،‬وقال بل سانه ما أر يد م نه ‪ ،‬ول كن ل يد ين بذلك إ ما‬
‫بغضا له ‪ ،‬أو عدم مب ته ك ما هي حال النافق ي الذ ين ب ي أظهر نا ‪ ،‬وإ ما يثار‬
‫الدنيا مثل تارة أو غيها فيدخلون ف السلم ث يرجون منه ‪ ،‬كما قال تعال ‪:‬‬
‫( ذلك بأنهسم آمنوا ثسم كفروا ) الي سة ‪ ،‬وقال تعال ‪ ( :‬مسن كفسر بالله‬
‫من بعد إيمانه إل من أكره ) إل قوله ‪ ( :‬ذلك بأنهم استحبوا الحياة‬
‫الدنيسسسا على الخرة ) فإذا قال هؤلء بألسسنتهم نشهسد أن هذا ديسن ال‬
‫ورسوله ‪ ،‬ونشهد أن الخالف له باطل ‪ ،‬وأنه الشرك بال غر هذا الكلم ضعيف‬
‫البصية ‪.‬‬
‫وأعظم من هذا وأطم أن أهل حريلء ومن وراءهم يصرحون بسبة الدين‬
‫‪ ،‬وأن ال ق ما عل يه أك ثر الناس ي ستدلون بالكثرة على ح سن ما هم عل يه من‬
‫الد ين ‪ ،‬ويفعلون ويقولون ما هو من أ كب الردة وأفحش ها ‪ ،‬فإذا قالوا التوح يد‬
‫حق والشرك با طل وأيضا ل يدثوا ف بلد هم أوثانا جادل الل حد عن هم وقال ‪:‬‬
‫أن م يقرون أن هذا شرك ‪ ،‬وأن التوح يد هو ال ق ‪ ،‬ول يضر هم عند هم ما هم‬
‫عل يه من ال سب لد ين ال ‪ ،‬وب غي العوج له ‪ ،‬ومدح الشرك وذب م دو نه بالال‬
‫واليد واللسان فال الستعان ‪.‬‬
‫وقال أ بو العباس أيضا ‪ :‬ف الكلم على ك فر مان عي الزكاة وال صحابة ل‬
‫يقولوا هسل أنست مقسر بوجوباس أو جاحسد لاس ‪ ،‬وهذا ل يعهسد عنسه اللفاء‬
‫والصحابة ‪ ،‬بل قال الصديق لعمر رضي ال عنهما ‪ ( :‬وال لو منعون عقالً س‬

‫‪www.islambase.co.uk‬‬
‫‪16‬‬

‫أو عناقا س كانوا يؤودن ا إل ر سول ال لقاتلت هم على من عه ) فج عل الب يح‬


‫للقتال مرد النسع ل جحسد الوجوب ‪ .‬وقسد روي أن طوائف منهسم كانوا يقرون‬
‫بالوجوب ل كن بلوا ب ا ‪ ،‬و مع هذا ف سية اللفاء في هم جيع هم سية واحدة‬
‫و هي مقاتلت هم و سب ذراري هم وغني مة أموالمس ‪ ،‬والشاهدة على قتل هم بالنار‬
‫و سوهم جيع هم أ هل الردة ‪ .‬وكان من أع ظم فضائل ال صديق ر ضي ال ع نه‬
‫عندهم أن ثبته ال على قتالم ول يتوقف كما يتوقف غيه فناظرهم حت رجعوا‬
‫إل قوله ‪ .‬وأما قتال القرين بنبوة مسيلمة ‪ ،‬فهؤلء ل يقع بينهم نزاع ف قتالم ‪.‬‬
‫انتهى ‪.‬‬
‫فتأمل كلمه رحه ال ف تكفي العي والشهادة عليه إذا قتل بالنار وسب‬
‫حريه وأولده عند منع الزكاة ‪ ،‬فهذا الذي ينسب ع نه أعداء الدين عدم تكفي‬
‫العي ‪.‬‬
‫قال رح ه ال ‪ :‬ب عد ذلك وك فر هؤلء وإدخال م ف أ هل الردة قد ث بت‬
‫باتفاق الصحابة الستند إل نصوص الكتاب والسنة ‪ .‬انتهى كلمه ‪.‬‬
‫و من أع ظم ما ي ل الشكال ف م سألة التكف ي والقتال ع من ق صد اتباع‬
‫ال ق ‪ ،‬إجاع ال صحابة على قتال مان عي الزكاة وإدخال م ف أ هل الردة و سب‬
‫ذراريهم ‪ ،‬وفعلهم فيهم ما صح عنهم وهو أول قتال وقع ف السلم على من‬
‫ادعى أنه من السلمي ‪ .‬فهذه أول وقعة وقعت ف السلم على هذا النوع أعن‬
‫الدعي للسلم وهي أوضح الوقعات الت وقعت من العلماء عليهم من عصسر‬
‫الصحابة رضي ال عنهم إل وقتنا هذا ‪.‬‬
‫وقال المام أبسو الوفاء ابسن عقيسل ‪ :‬لاس صسعبت التكاليسف على الهال‬
‫والطغام ‪ ،‬عدلوا عسن أوضاع الشرع إل تعظيسم أوضاع وضعوهسا لنفسسهم‬
‫فسهلت عليهم إذ ل يدخلوا با تت أمر غيهم وهم عندي كفار بذه الوضاع‬
‫‪ ،‬مثل تعظيم القبور وخطاب الوتى بالوائج وكتب الرقاع فيها يا مولي افعل‬

‫‪www.islambase.co.uk‬‬
‫‪17‬‬

‫بس كذا وكذا وإلقاء الرق على الشجسر إقتداء لنس عبسد اللت والعزى ‪ .‬انتهسى‬
‫كلمه ‪ .‬والراد منه قوله ‪ :‬وهم عندي كفار بذه الوضاع ‪.‬‬
‫وقال أيضسا ف كتاب الفنون ‪ :‬لقد عظم ال اليوان ل سيما ابن آدم ‪،‬‬
‫حيسث أباحسه الشرك عنسد الكراه ‪ ،‬فمسن قدم حرمسة نفسسك على حرمتسه حتس‬
‫أبا حك أن تتو قى عن نف سك بذكره ب ا ل ينب غي له سبحانه لق يق أن تع ظم‬
‫شعائره وتو قر أوامره وزواجره ‪ ،‬وع صم عر ضك بإياب ال د بقذ فك وع صم‬
‫مالك بقطع يد مسلم ف سرقته ‪ ،‬وأسقط شطر الصلة ف السفر لجل مشقتك‬
‫‪ ,‬وأقام م سح ال ف مقام غ سل الر جل إشفاقا عل يك من مش قة اللع والل بس ‪،‬‬
‫وأبا حك الي تة سد لرم قك وحفظا ل صحتك ‪ ,‬وزجرك عن مضارك ب د عا جل‬
‫ووعيد آجل ‪ ,‬وخرق العوائد لجلك ‪ ,‬وأنزل الكتب إليك ‪ ,‬أيسن لك مع هذا‬
‫الكرام أن يراك على مسا ناك منهمكا ‪ ,‬ولاس أمرك تاركا ‪ ،‬وعلى مسا زجرك‬
‫مرتكبا ‪ ،‬و عن داع يه معرضا ‪ ،‬ولداعي عدوه ف يك مطيعا ‪ ،‬يعظمك و هو هو ‪،‬‬
‫وت مل أمره وأ نت أ نت ‪ ،‬هو حط رت بة عباده لجلك ‪ ،‬وأه بط إل الرض من‬
‫امتنع من سجدة يسجدها لبيك ‪ ،‬هل عاديت خادمسا طالت خدمته لك لترك‬
‫صسلة ‪ ،‬هسل نفيتسه مسن دارك للخلل بفرض أو لرتكاب نيس فإن ل تعترف‬
‫اعتراف العبسد للموال ‪ ،‬فل أقسل أن تقتضسي نفسسك إل القس سسبحانه اقتضاء‬
‫الساوي الكاف ‪ ،‬ما أفحش ما تلعب الشيطان بالنسان ‪ ،‬بينا هو بضرة الق‬
‫سبحانه وملئ كة ال سماء سجود له ‪ ،‬ترا مى به الحوال والهات إل أن يو جد‬
‫ساجدا ل صورة ف ح جر ‪ ،‬أو لشجرة من الش جر ‪ ،‬أو لش مس أو لق مر ‪ ،‬أو‬
‫لصورة ثور خار ‪ ،‬أو لطائر صفر ‪.‬‬
‫ما أوحش زوال النعم ‪ ،‬وتغي الحوال ‪ ،‬والور بعد الكور ‪ ،‬ل يليق بذا‬
‫الي الكري الفاضل على جيع اليوانات أن يرى إل عابدا ال ف دار التكليف ‪،‬‬

‫‪www.islambase.co.uk‬‬
‫‪18‬‬

‫أو ماورا ل ف دار الزاء والتشر يف ‪ ،‬و ما ب ي ذلك ف هو وا ضع نف سه ف غ ي‬


‫موضعها ‪ .‬انتهى كلمه ‪.‬‬
‫والراد منه أنه جعل أقبح حال وأفحشها من أحوال النسان أن يشرك بال‬
‫‪ ،‬ومثله بأنواع ‪ :‬منها السجود للشمس أو للقمر ‪ ،‬ومنها السجود للصورة كما‬
‫ف الصور الت ف القباب على القبور ‪.‬‬
‫وال سجود قد يكون بالب هة على الرض ‪ ،‬و قد يكون بالنناء من غ ي‬
‫وصول إل الرض ‪ ،‬كما فسر به قوله تعال ‪ ( :‬أدخلوا الباب سجدا ً ) قال‬
‫ابن عباس ‪ :‬أي ركعا ‪.‬‬
‫وقال ابسن القيسم فس ( إغاثسة اللهفان ) فس إنكار تعظيسم القبور ‪ :‬وقسد آل‬
‫المسسر بسسؤلء الشركيس أن صسنف بعسض غلتسسم فس ذلك كتابا سساه‬
‫( مناسك الشاهد ) ول يفى أن هذا مفارقة لدين السلم ودخول ف دين عباد‬
‫الصنام ‪ .‬انتهى ‪ .‬وهذا الذي ذكره ابن القيم ‪ ،‬رجل من ال صنفي يقال له ابن‬
‫الفيد ‪ ،‬فقد رأيت مسا قال فيه بعينه ‪ ،‬فكيف ينكر تكفي العي ؟ ‪ .‬وأما كلم‬
‫سائر أتباع الئمة ف التكفي ‪ ،‬فنذكر منه قليلً من كثي ‪.‬‬
‫أ ما كلم النف ية فكلم هم ف هذا من أغلظ الكلم ‪ ،‬ح ت إن م يكفرون‬
‫العي إذا قال مصيحف أو مسيجد وصلى صلة بل وضوء ونو ذلك ‪ .‬وقال ف‬
‫الن هر الفائق ‪ ،‬وعلم أن الش يخ قاسا ‪ ،‬قال ف شرح درر البحار ‪ :‬إن النذر الذي‬
‫يقع من أكثر العوام بأن يأت إل قب بعض الصلحاء قائلً يا سيدي فلن إن رد‬
‫غائب أو عوف مريضي فلك من الذهب أو الفضة أو الشمع أو الزيت كذا باطل‬
‫إجاعا لوجوه ‪ .‬إل أن قال ‪ :‬ومن ها ظن أن ال يت يت صرف ف الم سر واعتقاد‬
‫هذا ك فر ‪ .‬إل أن قال ‪ :‬و قد ابتلى الناس بذلك ‪ ،‬ل سيما ف مولد الش يخ أح د‬
‫البدوي ‪ .‬انتهى كلمه ‪.‬‬

‫‪www.islambase.co.uk‬‬
‫‪19‬‬

‫فان ظر إل ت صريه إن هذا ك فر ‪ ،‬مع قوله أ نه ي قع من أك ثر العوام ‪ ،‬وأن‬


‫أهل العلم قد ابتلوا با ل قدرة لم على إزالته ‪.‬‬
‫وقال القر طب رح ه ال ل ا ذ كر ساع الف قر أو صورته قال ‪ :‬هذا حرام‬
‫بالجاع ‪.‬‬
‫و قد رأ يت فتوى ش يخ ال سلم ‪ ،‬جال اللة أن م ستحل هذا كا فر ‪ ،‬ول ا‬
‫علم أن حرمته بالجاع لزم أن يكفر مستحله ‪ ،‬فقد رأيت كلم القرطب وكلم‬
‫الشيخ الذي نقل عنه ف كفر من استحل السماع والرقص مع كونه دون ما نن‬
‫فيه بالجاع بكثي ‪.‬‬
‫وقال أبو العباس رحه ال حدثن ابن الضيي عن والده الشيخ الضيي‬
‫إمام النفيسة فس زمانسه قال ‪ :‬كان فقهاء بارى يقولون فس ابسن سسينا كان كافرا‬
‫ذكيا ‪ ،‬فهذا إمام النفية ف زمنه حكى عن فقهاء باري جلة كفر ابن سينا وهو‬
‫رجل معي منصف يتظاهر بالسلم ‪.‬‬
‫وأ ما كلم الالك ية ف هذا أك ثر من أن ي صر و قد أشت هر عن فقهائ هم‬
‫سرعة الفتوى والقضاء بق تل الر جل ع ند الكل مة ال ت ل يف طن ل ا أك ثر الناس ‪،‬‬
‫وقد ذكر القاضي عياض ف آخر كتاب الشفاء من ذلك طرفا ‪ ،‬وما ذكر أن من‬
‫حلف بغي ال على وجه التعظيم كفر ‪ ،‬وكل هذا دون ما نن ف يه با ل نسبة‬
‫بينه وبينه ‪.‬‬
‫وأما كلم الشافعية ‪ ،‬فقال صاحب الروضة رحه ال أن السلم ف الكلم‬
‫إذا ذبح للنب كفر ‪ .‬وقال أيضا ‪ :‬من شك ف كفر طائفة ابن عرب فهو كافر‬
‫‪ .‬وكل هذا دون ما نن فيه ‪.‬‬
‫وقال ا بن ح جر ف شرح الربع ي على حد يث ا بن عباس ‪ ( :‬إذا سألت‬
‫فا سأل ال ) و ما معناه إن من د عا غ ي ال ف هو كا فر ‪ .‬و صنف ف هذا النوع‬
‫كتابا مستقل ساه ( العلم بقواطع السلم ) ذكر فيه أنواعا كثية من القوال‬

‫‪www.islambase.co.uk‬‬
‫‪20‬‬

‫والفعال كل واحد منها ذكر أنه يرج من السلم ويكفر به العي وغالبه ل‬
‫ي ساوي عش ي معشار ما ن ن ف يه ‪ ،‬وتام الكلم ف هذا أن يقال الكلم ه نا ف‬
‫مسألتي ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن يقال هذا الذي يفعله كثي من العوام عند قبور الصالي ومع‬
‫كثي من الحياء والموات والن من التوجه إليهم ودعائهم لكشف الضر والنذر‬
‫ل م ل جل ذلك هل هو الشرك ال كب الذي فعله قوم نوح و من بعد هم إل أن‬
‫انتهى المر إل قوم خات الرسل قريش وغيهم ‪.‬‬
‫فبعث ال الرسل وأنزل الكتب ينكر عليهم ذلك ويكفرهم ويأمر بقتالم‬
‫حت يكون الدين كله ل ‪ ،‬أم هذا شرك أصغر وشرك التقدمي غي هذا ‪ ،‬فاعلم‬
‫أن الكلم ف هذه السألة سهل على من يسره ال عليه بسبب أن علماء الشركي‬
‫اليوم يقرون أنسه الشرك الكسب ول ينكرونسه إل مسا كان مسن مسسيلمة الكذاب‬
‫وأ صحابه كا بن إ ساعيل وا بن خالد مع تناقض هم ف ذلك واضطراب م ‪ ،‬فأك ثر‬
‫أحوالم يقرون أنه الشرك الكب ولكن يعتذرون بأن أهله ل تبلغهم الدعوة ‪.‬‬
‫وتارة يقولون ل يك فر إل من كان ف ز من ال نب ‪ ،‬وتارة يقولون إ نه‬
‫شرك أصسغر وينسسبونه لبسن القيسم رحهس ال فس الدارج كمسا تقدم ‪ ،‬وتارة ل‬
‫يذكرون شيئا من ذلك بل يعظمون أهله وطريقت هم ف الملة ‪ ،‬وأن م خ ي أ مة‬
‫أخر جت للناس ‪ ،‬وأن سم العلماء الذ ين ي ب رد ال مر ع ند التنازع إلي هم وغ ي‬
‫ذلك مسن القاويسل الضطربسة ‪ ،‬وجواب هؤلء كثيس فس الكتاب ‪ ،‬والسسنة ‪،‬‬
‫والجاع ‪.‬‬
‫ومن أصرح ما ياوبون به إقرارهم ف غالب الوقات أن هذا هو الشرك‬
‫ال كب ‪ ،‬وأيضا إقرار غي هم من علماء القطار ‪ ،‬مع أن أكثر هم قد د خل ف‬
‫الشرك وجاهد أهل التوحيد ‪ ،‬لكن ل يدوا بدا من القرار به لوضوحه ‪.‬‬

‫‪www.islambase.co.uk‬‬
‫‪21‬‬

‫السألة الثانية ‪ :‬القرار بأن هذا هو الشرك الكب ولكن ل يكفر به إل من‬
‫أنكسر السسلم جلة ‪ ،‬وكذب الرسسول والقرآن واتبسع اليهوديسة أو النصسرانية أو‬
‫غيهاس ‪ ،‬وهذا هسو الذي يادل بسه أهسل الشرك والعناد فس هذه الوقات ‪ ،‬وإل‬
‫ال سألة الول قلّ الدال في ها ول ال مد ل ا و قع من إقرار علماء الشرك ب ا ‪.‬‬
‫فاعلم أن تصور هذه السألة تصورا حسنا يكفي ف إبطالا من غي دليل خاص‬
‫لوجهي ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن مقت ضى قول م أن الشرك بال وعبادة ال صنام ل تأث ي ل ا ف‬
‫التكف ي لن الن سان إن انت قل عن اللة إل غي ها وكذب الر سول والقرآن ف هو‬
‫كا فر وإن ل يع بد الوثان كاليهود ‪ ،‬فإذا كان من انت سب إل ال سلم ل يك فر‬
‫إذا أشرك الشرك الكب لنه مسلم يقول ل إله إل ال ويصلي ويفعل كذاو كذا‬
‫ل يكن للشرك وعبادة الوثان تأثي بل يكون ذلك كالسواد ف اللقة أو العمى‬
‫أو العرج ‪ ،‬فان كان صاحبها يد عي ال سلم ف هو م سلم ‪ ،‬وإن اد عى ملة غي ها‬
‫فهو كافر ‪ ،‬وهذه فضيحة عظيمة كافية ف رد هذا القول الفظيع ‪.‬‬
‫الوجه الثان ‪ :‬أن معصية الرسول ف الشرك وعبادة الوثان بعد بلوغ‬
‫العلم كفسر صسريح بالفطسر والعقول والعلوم الضروريسة ‪ ،‬فل يتصسور أنسك تقول‬
‫لر جل ولو من أج هل الناس أو أبلد هم ‪ ،‬ما تقول في من ع صى الر سو ل ول‬
‫ينقد له ف ترك عبادة الوثان والشرك ‪ ،‬مع أنه يدعي أنه مسلم متبع إل ويبادر‬
‫بالفطرة الضرورية إل القول بأن هذا كافر من غي نظر ف الدلة أو سؤال أحد‬
‫من العلماء ‪.‬‬
‫ولكن لغلبة الهل وغربة العلم وكثرة من يتكلم بذه السألة من اللحدين‬
‫أشتبه المسر فيها على بعض العوام من السلمي الذين يبون الق ‪ ،‬فل تقرها‬
‫وأمعن النظر ف الدلة التفصيلية لعل ال أن ين عليك باليان الثابت ويعلك من‬
‫الئمة الذين يهدون بأمره ‪.‬‬

‫‪www.islambase.co.uk‬‬
‫‪22‬‬

‫فمن أحسن ما يزيل الشكال فيها ويزيد الؤمن يقينا ما جرى من النب‬
‫وأصحابه والعلماء بعدهم فيمن انتسب إل السلم ‪ ،‬كما ذكر أنه بعث‬
‫الباء ومعه الراية إل رجل تزوج امسرأة أبيه ليقتله ويأخذ ماله ‪.‬‬
‫ومثل هه بغزو بن الصطلق لا قيل أنم منعوا الزكاة ‪ .‬ومثل قتال الصديق‬
‫وأصحابه لانع الزكاة وسب ذراريهم وغنيمة أموالم وتسميتهم مرتدين ‪.‬‬
‫ومثل إجاع الصحابة ف زمن عمر تكفي قدامة بن مظعون وأصحابه إن‬
‫ل يتوبوا لاس فهموا مسن قوله تعال ‪ ( :‬ليسسس على الذيسسن آمنوا وعملوا‬
‫الصسالحات جناح فيمسا طعموا إذا مسا اتقوا وآمنوا ) حل ال مر لب عض‬
‫الواص ‪.‬‬
‫ومثل إجاع الصحابة ف زمن عثمان ف تكفي أهل السجد الذين ذكروا‬
‫كلمة ف نبوة مسيلمة مع أنم ل يتبعوه ‪ ،‬وإنا اختلف الصحابة ف قبول توبتهم‬
‫‪ .‬ومثل تريق علي رضي ال عنه أصحابه لا غلوا فيه ‪.‬‬

‫ومثل إجاع التابعي مع بقية الصحابة على كفر الختار بن أب عبيد ومن‬
‫اتبعه ‪ ،‬مع أنه يدعي أنه يطلب بدم السي وأهل البيت ‪ .‬ومثل إجاع التابعي‬
‫و من بعد هم على ق تل ال عد بن در هم و هو مشهور بالعلم والد ين وهلم جرا ‪،‬‬
‫‪ .‬ومن وقائع ل تعد ول تصى‬
‫ول يقل أحد من الولي والخرين لب بكر الصديق وغيه كيف تقاتل‬
‫بن حنيفة وهم يقولون ل إله إل ال ويصلون ‪ ,‬ويزكون ‪ .‬وكذلك ل يستشكل‬
‫أحد تكفي قدامة وأصحابه لو ل يتوبوا وهلم جرا ‪.‬‬
‫إل زمسن عبيسد القداح الذيسن ملكوا لغرب ومصسر والشام وغيهسا مسع‬
‫تظاهرهم بالسلم وصلة المعة والماعة ونصب القضاة والفتي لا أظهروا من‬
‫القوال والفعال ما أظهروا ل ي ستشكل أ حد من أ هل العلم والد ين قتال م ول‬

‫‪www.islambase.co.uk‬‬
‫‪23‬‬

‫يتوقفوا فيه وهم ف ز من ابن الوزي ‪ ,‬والو فق ‪ ,‬وصنف ا بن الوزي كتابا لا‬
‫أخذت مصر منهم ساه ( النصر على مصر ) ‪.‬‬
‫ول ي سمع أ حد من الول ي والخر ين أن أحدا أن كر شيئا من ذلك أو‬
‫اسستشكله لجسل ادعائهسم اللة ‪ ,‬أو لجسل قول ل إله إل ال ‪ ،‬أو لجسل إظهار‬
‫شيء من أركان السلم ‪ ،‬إل ما سعناه من هؤلء اللعي ف هذه الزمان من‬
‫إقرار هم أن هذا هو الشرك ‪ ،‬ول كن من فعله أو ح سنه أو كان مع أهله أو ذم‬
‫التوحيد أو حارب أهله لجله أو أبغضهم لجله أنه ل يكفر لنه يقول ل إله إل‬
‫ال أو لنسه يؤدي أركان السسلم المسسة ‪ ،‬ويسستدلون بأن النسب سساها‬
‫السلم ‪ ،‬هذا ل يسمع قط إل من هؤلء اللحدين الاهلي الظالي ‪ ،‬فإن ظفروا‬
‫برف واحد عن أهل العلم أو أحد منهم يستدلون به على قولم الفاحش الحق‬
‫فليذكروه ‪ ،‬ولكن المر كما قال اليمن ف قصيدته ‪:‬‬

‫أقاويل ل تعزى إل عال فل تساوي فلسا إن رجعت إل نقد‬

‫ولنختم الكلم ف هذا النوع بسا ذكره البخاري ف صحيحه حيث قال‬
‫‪ ( :‬باب يتغير الزمان حتى تعبد الوثان ) ‪ .‬ث ذكر بإسناده قوله ‪( :‬‬
‫ل تقوم الساعة حت تضطرب إليات نساء دوس حول ذي اللصة ) وذو اللصة‬
‫صسنم لدوس يعبدونسه فقال لسسرير بسن عبسد ال ‪ ( :‬أل ترينس مسن ذي‬
‫اللصة ) فركب إليه بن معه فأحرقه وهدمه ث أتى النب فأخبه قال فبك‬
‫على خيل أحس ورجالا خسا ‪ .‬وعادة البخاري رحهس ال إذا ل يكسن الديسث‬
‫على شر طه ذكره ف الترج ة ‪ ،‬ث أ تى ب ا يدل على معناه م ا هو على شر طه ‪،‬‬
‫ولفظ الترجة وهو قوله ‪ ( :‬يتغي الزمان حت تعبد الوثان ) لفظ حديث أخرجه‬
‫غيه من الئمة وال سبحانه وتعال أعلم ‪.‬‬

‫‪www.islambase.co.uk‬‬
‫‪24‬‬

‫ولنذكسر مسن كلم ال تعال ‪ ،‬وكلم رسسول ال ‪ ،‬وكلم أئمسة العلم‬


‫جلً ف جهاد القلب والل سان ومعادات أعداء ال وموالت أوليائه ‪ ،‬وأن الد ين‬
‫ل يصح ول يدخل النسان فيه إل بذلك فنقول ‪:‬‬

‫باب في وجوب عداوة أعداء الله‬


‫من الكفار والمرتدين والمنافقين‬

‫‪ ( :‬وقسد نزل عليكسم فسي الكتاب أن إذا سسمعتم‬ ‫وقول ال تعال‬


‫آيات الله يكفسر بهسا ويسستهزؤ بهسا فل تقعدوا معهسم حتسى يخوضوا‬
‫في حديث غيره إنكم إذا مثلهم ) وقوله تعال ‪ ( :‬ومن يتولهم منكم‬
‫( يسسا أيهسسا الذيسسن آمنوا ل تتخذوا عدوي‬ ‫فإنسسه منهسسم ) وقوله تعال ‪:‬‬
‫وعدوكسم أولياء ) إل قوله ‪ ( :‬كفرنسا بكسم وبدا بيننسا وبينكسم العداوة‬
‫والبغضاء أبدا ً حتسسى تؤمنوا بالله وحده ) وقوله تعال ‪ ( :‬ل تجسسد قوماً‬
‫يؤمنون بالله واليوم الخسر يوادون مسن حاد الله ورسسوله ولو كانوا‬
‫آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ) ‪.‬‬
‫وقال ( المام الافظ ) ممد بن وضاح ‪ :‬أخبن غي واحد ‪ ،‬أن أسد بن‬
‫موسى كتب إل أسد بن الفرات ‪:‬‬
‫إعلم يا أخي أن ما حلن على الكتاب إليك ما ذكر أهل بلدك من صال‬
‫مسا أعطاك ال مسن إنصسافك الناس ‪ ،‬وحسسن حالك ماس أظهرت مسن السسنة ‪،‬‬
‫وعيبك لهل البدع وكثرة ذكرك لم وطعنك عليهم فقمعهم ال بك وشد بك‬
‫ظ هر أ هل ال سنة وقواك علي هم ‪ ،‬بإظهار عيب هم والط عن علي هم فأذل م ال بيدك‬
‫و صاروا ببدعت هم م ستترين ‪ ،‬فأب شر يا أ خي بثواب ذلك واع تد به من أف ضل‬
‫حسناتك من الصلة والصيام والج والهاد ‪ ،‬وأين تقع هذه العمال من إقامة‬
‫كتاب ال تعال وإحياء سنة ر سسول ال ‪ ،‬و قد قال ر سول ال ‪ ( :‬من‬
‫أحيا شيئا من سنت كنت أنا وهو ف النة كهاتي س وضم بي إصبعيه س )‬

‫‪www.islambase.co.uk‬‬
‫‪25‬‬

‫وقال ‪ ( :‬أي ا داع د عى إل هدى فاتُ بع عل يه كان له م ثل أ جر من اتب عه إل يوم‬


‫القيامة ) فمت يدرك أجر هذا بشيء من عمله ‪ .‬وذكر أيضا أن ل عند كل بدعة‬
‫كيد با السلم وليا يذب عنها وينطق بعلمتها ‪.‬‬
‫فاغتنم يا أخي هذا الفضل وكن من أهله فإن النب قال لعاذ حي بعثه‬
‫إل اليمن وأوصاه ‪ ( :‬لن يهدي ال بك رجلً واحدا خيا لك من كذا وكذا )‬
‫وأع ظم القول ف يه ‪ .‬فاغت نم ذلك وادع إل ال سنة ح ت يكون لك ف ذلك أل فة‬
‫وجاعسة يقومون مقامسك إن حدث بسك حدث فيكونون أئمسة بعدك فيكون لك‬
‫ثواب ذلك إل يوم القيامة ‪ ،‬كما جاء ف الثر فاعمل على بصية ونية وحسبة ‪،‬‬
‫فيد ال بسك البتدع الفتون الزائغ الائر فتكون خلفا مسن نبيسك فإنسك لن‬
‫تلقسى ال بعمسل يشبهسه ‪ ،‬وإياك أن يكون لك مسن أهسل البدع أخ أو جليسس أو‬
‫صاحب فإنه جاء ف الثر ‪ :‬من جالس صاحب بدعة نزعت منه العصمة ووكل‬
‫إل نفسه ‪ ،‬ومن مشى إل صاحب بدعة مشى ف هدم السلم ‪ .‬وجاء ‪ :‬ما من‬
‫إله يعبد من دون ال أبغض إل ال من صاحب هوى ‪.‬‬
‫وقد وقعت اللعنة من رسول ال على أهل البدع وأن ال ل يقبل منهم‬
‫صسرفا ول عدلً ول فريضسة ول تطوعا وكلمسا ازدادوا اجتهادا وصسوما وصسلة‬
‫ازدادوا من ال بعدا ‪ ،‬فارفض مالسهم وأذلم وأبعدهم كما أبعدهم ال وأذلم‬
‫رسول ال وأئمة الدى بعده ‪ .‬انتهى كلم أسد رحه ال تعال ‪.‬‬
‫واعلم رحمفك ال أن كلمفه ومفا يأتفي مفن كلم أمثاله مفن السفلف ففي معادات أهفل البدع والضللة ففي ضللة ل‬

‫‪ :‬تخرج عن الملة ‪ ،‬لكنهم شددوا في ذلك و حذروا منه لمرين‬

‫الول ‪ :‬غلظ البد عة ف الد ين ف نف سها فهي عند هم أ جل من الكبائر ‪،‬‬


‫ويعاملون أهلها بأغلظ ما يعاملون به أهل الكبائر كما تد ف قلوب الناس اليوم‬
‫أن الراف ضي عند هم ولو كان عالا عابدا أب غض وأ شد ذنبا من ال سن الجا هر‬
‫بالكبائر ‪.‬‬

‫‪www.islambase.co.uk‬‬
‫‪26‬‬

‫المر الثان ‪ :‬أن البدع تر إل الردة الصرية كما وجد من كثي من أهل‬
‫البدع ‪ ،‬فمثال البدعة الت شددوا فيها مثل تشديد النب فيمن عبد ال عند قب‬
‫رجل صال خوفا ما وقع من الشرك الصريح الذي يصي به السلم مرتدا ‪ ،‬فمن‬
‫ف هم هذا ف هم الفرق ب ي البدع وب ي ما ن ن ف يه من الكلم ف الردة وماهدة‬
‫سه اليات‬‫سو الذي نزلت فيس‬ ‫سب وماهدة أهله وهذا هس‬
‫سا ‪ ،‬أو النفاق الكس‬
‫أهلهس‬
‫الحكمات ‪ ،‬ومثل قوله تعال ‪ ( :‬يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن‬
‫دينه فسوف يأت الله بقوم يحبهم ويحبونه ) الية ‪ ،‬وقوله تعال ‪ ( :‬يا‬
‫أيهسا النسبي جاهسد الكفار والمنافقيسن وأغلظ عليهسم ومأواهسم جهنسم‬
‫وبئس المصسسير ‪ .‬يحلفون بالله مسسا قالوا ولقسسد قالوا كلمسسة الكفسسر‬
‫وكفروا بعسسد إسسسلمهم ) اليسسة ‪ .‬وقال ابسن وضاح فس كتاب ( البدع‬
‫والوادث ) بعد حديث ذكره أنه سيقع ف هذه المة فتنة الكفر وفتنة الضللة ‪،‬‬
‫قال رحه ال ‪ :‬إن فتنة الكفر هي الردة يل فيها السب والموال ‪ ،‬وفتنة الضللة‬
‫ل يل فيها السب والموال ‪ ،‬وهذا الذي نن فيه فتنة ضلله ل يل فيها السب‬
‫ول الموال ‪ .‬وقال رحه ال أيضا ‪ :‬أخبنا أسد أخبنا رجل عن ابن البارك قال‬
‫‪ :‬قال ابن مسعود ‪ :‬إن ل عند كل بدعة كيد با السلم وليا من أوليائه يذب‬
‫عنه وينطق بعلمتها ‪ ،‬فاغتنموا حضور تلك الواطن وتوكلوا على ال ‪ .‬قال ابن‬
‫البارك ‪ :‬وك فى بال وكيلً ‪ ،‬ث ذ كر بإ سناده عن ب عض ال سلف قال ‪ :‬لن أرد‬
‫رجلً عن رأي سيئ أحب إلّ من اعتكاف شهر ‪.‬‬
‫أخب نا أ سد عن أ ب إ سحاق الذاء عن الوزا عي قال ‪ :‬كان ب عض أ هل‬
‫العلم يقولون ل يق بل ال من ذي بد عة صلة ‪ ،‬ول صدقة ‪ ،‬ول صياما ‪ ،‬ول‬
‫جهادا ‪ ،‬ول حجا ‪ ،‬ول صسرفا ‪ ،‬ول عدلً ‪ ،‬وكانست أسسلفكم تشتسد عليهسم‬
‫ألسسنتهم وتشمئز منهسم قلوبمس ويسسذرون الناس بدعتهسم ‪ .‬قال ‪ :‬ولو كانوا‬
‫م ستترين ببدعت هم دون الناس ما كان ل حد أن يه تك عن هم سترا ‪ ،‬ول يظ هر‬
‫من هم عورة ‪ ،‬ال أول بال خذ ب ا أو بالتو بة علي ها ‪ ،‬فإ ما إذا جاهروا به فن شر‬

‫‪www.islambase.co.uk‬‬
‫‪27‬‬

‫العلم حياة ‪ ،‬والبلغ عن ر سول ال رح ة يعت صم ب ا على م صر مل حد ‪ .‬ث‬


‫روى بإ سناده قال ‪ :‬جاء ر جل إل حذي فة وأ بو مو سى الشعري قا عد فقال ‪:‬‬
‫أرأيت رجل ضرب بسيفه غضبا ل حت قتل ‪ ،‬أف النة أم ف النار ؟ ‪ .‬فقال أبو‬
‫موسى ف النة ! ‪ .‬فقال ‪ :‬حذيفة استفهم الرجل وأفهمه ما تقول حت فعل ذلك‬
‫ثلث مرات ‪ ،‬فلما كان ف الثالثة قال ‪ :‬وال لستفهمه فدعا به حذيفة فقال ‪:‬‬
‫رويدك وما يدريك أن صاحبك لو ضرب بسيفه حت ينقطع فأصاب الق حت‬
‫يقتل عليه فهو ف النة ‪ ،‬وإن ل يصب الق ول يوفقه ال للحق فهو ف النار ‪ .‬ث‬
‫قال ‪ :‬والذي نف سي بيده ليدخلن النار ف م ثل الذي سألت ع نه أك ثر من كذا‬
‫وكذا ‪ .‬ث ذ كر بإ سناده عن ال سن قال ‪ :‬ل تالس صاحب بد عة فإ نه يرض‬
‫قل بك ‪ .‬ث ذ كر بإ سناده عن سفيان الثوري قال ‪ :‬من جالس صاحب بد عة ل‬
‫ي سلم من إحدى ثلث ‪ :‬إ ما أن يكون فت نة لغيه ‪ ،‬وإ ما أن ي قع ف قل به ش يء‬
‫فيزل به فيدخله ال النار ‪ ،‬وإمسا أن يقول وال ما أبال ما تكلموه ‪ ،‬وإن واثق‬
‫بنفسي ‪ ،‬فمن أمن ال على دينه طرفة عي سلبه إياه ‪ .‬ث ذكر بإسناده عن بعض‬
‫السلف قال ‪ :‬من أتى صاحب بدعة ليوقره فقد أعان على هدم السلم ‪.‬‬
‫أخبنا أسد قال ‪ :‬حدثنا كثي أبو سعيد قال ‪ :‬من جلس إل صاحب بدعة‬
‫نزعت منه العصمة ووكل إل نفسه ‪ .‬أخبنا أسد ابن موسى قال ‪ :‬أخبنا حاد‬
‫بن زيد عن أيوب قال ‪ :‬قال أبو قلبة ل تالسوا أهل الهواء ول تادلوهم فإن‬
‫ل آ من أن يغم سوكم ف ضللت هم أو يلب سوا علي كم ما كن تم تعرفون ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫أيوب وكان وال من الفقهاء ذوي اللباب ‪.‬‬
‫أخب نا أ سد بن مو سى قال أخب نا ز يد عن م مد بن طل حة قال ‪ :‬قال‬

‫إبراهيم ‪ :‬ل تالسوا أصحاب البدع ‪ ،‬ول تكلموهم فإن أخاف أن ترتد قلوبكم‬

‫‪www.islambase.co.uk‬‬
‫‪28‬‬

‫أخب نا أ سد بال سناد عن أ ب هريرة ر ضي ال ع نه قال ‪ :‬قال ر سول ال‬ ‫( ‪:‬‬

‫‪ ) .‬الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يالل‬

‫أخبنا أسد أخبنا مؤمل بن إساعيل عن حاد بن زيد عن أيوب قال دخل‬
‫على ممد بن سيين يوما رجل فقال ‪ :‬يا أبا بكر اقرأ عليك آية من كتاب ال‬
‫ل أز يد على أن اقرأ ها ث أخ سرج ‪ ،‬فو ضع إ صبعيه ف أذن يه ث قال ‪ :‬أحرّج‬
‫عليك إن كنت مسلما لا خرجت من بيت ‪ .‬قال ‪ :‬فقال يا أبا بكر إن ل أزيد‬
‫على أن أقرا ثس أخرج ‪ .‬قال ‪ :‬فقام بإزاره يشده عليسه وتيسأ للقيام ‪ ،‬فأقبلنسا على‬
‫الرجل فقلنا قد حرّج عليك إل خرجت ‪ ،‬أفيحل لك أن ترج رجل من بيته ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فخرج ‪ ،‬فقلنا ‪ :‬يا أبا بكر ما عليك لو قرأ آية ث خرج ‪ .‬قال ‪ :‬إن وال‬
‫لو ظننت أن قلب يثبت على ما هو عليه ما باليت أن يقرأ ولكنن خفت أن يلقي‬
‫ف قلب شيئا أجهد أن أخرجه من قلب فل أستطيع ‪.‬‬
‫أخبنسا أسسد قال ‪ :‬أخبنسا ضمرة عسن سسودة قال ‪ :‬سسعت عبسد ال بسن‬
‫القا سم و هو يقول ‪ :‬ما كان ع بد على هوى فتر كه إل آل إل ما هو شر م نه ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فذكرت هذا الديث لبعض أصحابنا فقال ‪ :‬تصديقه ف حديث عن النب‬
‫‪ ( :‬يرقون من ال سلم مروق ال سهم من الرم ية ث ل يرجعون ح ت ير جع‬
‫السهم إل فوقه ) ‪.‬‬
‫أخبنا أسد قال ‪ :‬أخبنا موسى بن إساعيل عن حاد بن زيد عن زيد عن‬
‫أيوب قال ‪ :‬كان رجل يرى رأيا فرجع عنه ‪ ،‬فأتيت ممدا فرحا بذلك أخبه ‪،‬‬
‫فقلت أشعرت أن فلنا ترك رأيسسه الذي كان يرى ‪ .‬فقال ‪ :‬انظروا إل مسسا‬
‫يتحول ‪ ،‬إن آخر الديث أشد عليهم من أوله يرقون من السلم ل يعودون إليه‬
‫‪.‬‬

‫‪www.islambase.co.uk‬‬
‫‪29‬‬

‫ث روى بإسناده عن حذيفة أنه أخذ حصاة بيضاء فوضعها ف كفه ‪ ،‬ث‬
‫قال ‪ :‬إن هذا الد ين قد ا ستضاء ا ستضاءة هذه ال صاة ث أ خذ كفا من تراب‬
‫فج عل يذره على ال صاة ح ت وارا ها ث قال ‪ :‬والذي نف سي بيده ليجيئن أقوام‬
‫يدفنون الدين كما دفنت هذه الصاة ‪.‬‬
‫أخبنا ممد بن سعيد بإسناده عن أب الدرداء قال ‪ :‬لو خرج رسول ال‬
‫اليوم إليكسم مسا عرف شيئا ماس كان عليسه هسو وأصسحابه إل الصسلة ‪ .‬قال‬
‫الوزا عي ‪ :‬فك يف لو كان اليوم ‪ .‬قال عي سى ( يع ن الراوي عن الوزا عي ) ‪:‬‬
‫فكيف لو أدرك الوزاعي هذا الزمان ‪ .‬أخبنا سليمان بن ممد بإسناده عن علي‬
‫أنسه قال ‪ :‬تعلموا العلم تعرفون بسه ‪ ،‬وأعملوا بسه تكونوا مسن أهله ‪ ،‬فإنسه سسيأت‬
‫بعدكم زمان ينكر الق فيه تسعة أعشارهم ‪.‬‬
‫أخبنا يي بن يي بإسناده عن أب سهل بن مالك عن أبيه أنه قال ‪ :‬ما‬
‫أعرف منكم شيئا ما أدركت عليه الناس إل النداء بالصلة ‪ .‬حدثن إبراهيم بن‬
‫ممد بإسناده عن أنس قال ‪ :‬ما أعرف منكم شيئا كنت أعهده على عهد رسول‬
‫ال ليس قولكم ل إله إل ال ‪.‬‬
‫أخب نا م مد بن سعيد قال أخب نا أ سد بإ سناده عن ال سن قال ‪ :‬لو أن‬
‫رجلً أدرك ال سلف الول ‪ ،‬ث ب عث اليوم ما عرف من ال سلم شيئا ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫وو ضع يده على خده ث قال ‪ :‬إل هذه ال صلة ‪ .‬ث قال ‪ :‬أ ما وال ل ن عاش ف‬
‫هذه النكرا أو ل يدرك هذا ال سلف ال صال فرأى مبتدعا يد عو إل بدع ته ورأى‬
‫صساحب يدعسو إل دنياه فعصسمه ال عسن ذلك وجعسل قلبسه ينس إل ذكسر هذا‬
‫ال سلف ال صال ي سأل عن سبيلهم ويق تص آثار هم ويت بع سبيلهم ليعوض أجرا‬
‫عظيما فكذلك فكونوا إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫حدثن عبد ال بن ممد بإسناده عن ميمون بن مهران قال ‪ :‬لو أن رجلً‬
‫ن شر في كم من ال سلف ما عرف في كم غ ي هذه القبلة ‪ .‬أخب نا م مد بن قدا مة‬

‫‪www.islambase.co.uk‬‬
‫‪30‬‬

‫الاشي بإسناده عن أم الدرداء قالت ‪ :‬دخل علي أبو الدرداء مغضبا ‪ ،‬فقلت له ‪:‬‬
‫ما أغضبك ؟ فقال ‪ :‬وال ما أعرف فيهم من أمر ممد إل أنم يصلون جعيا‬
‫‪ .‬وف لفظ ‪ :‬لو أن الرجل تعلم السلم وأهه ث تفقده ما عرف منه شيئا ‪.‬‬
‫حدثن إبراهيم بإسناده عن عبدال بن عمرو قال ‪ :‬لو أن رجلي من أوائل‬
‫هذه ال مة خل يا ب صحفيهما ف ب عض هذه الود ية لت يا الناس اليوم ول يعرفان‬
‫شيئا ما كانا عليه ‪.‬‬
‫قال مالك ‪ :‬وبلغنس أن أبسا هريرة رضسي ال عنسه تل ‪ ( :‬إذا جاء نصسر‬
‫الله والفتسح ‪ .‬ورأيست الناس يدخلون فسي ديسن الله أفواجا ً ) فقال ‪:‬‬
‫والذي نف سي بيده إن الناس ليخرجون اليوم من دين هم أفوا جا ك ما دخلوا ف يه‬
‫أفواجا ‪.‬‬
‫قف تأمل رحك ال إذا كان هذا ف زمن التابعي بضرة أواخر الصحابة‬
‫فكيف يغتر السلم بالكثرة أو تشكل عليه أو يستدل با على الباطل ‪.‬‬
‫ث روى ا بن وضاح بإ سناده عن أ ب أم ية قال ‪ :‬أت يت أ با ثعل بة الش ن‬
‫فقلت ‪ :‬يا أبا ثعلبة كيف تصنع ف هذه الية ؟ قال ‪ :‬أية آية ‪ ،‬قلت ‪ :‬قول ال‬
‫تعال ‪ ( :‬ل يضركم من ضل إذا اهتديتم ) قال ‪ :‬أما وال قد سألت عنها‬
‫خبياَ ‪ ،‬سألت عن ها ر سول ال فقال ‪ ( :‬بل ائتمروا بالعروف وتناهوا عن‬
‫الن كر حت إذا رأيت شحا مطاعا ‪ ،‬وهوى متبعا ‪ ،‬ودن يا مؤثرة ‪ ،‬وإعجاب كل‬
‫ذي رأى برأ يه ‪ ،‬فعل يك بنف سك ودع ع نك أ مر العوام ‪ ،‬فإن من ورائ كم أيا ما‬
‫الصب فيهن مثل القبض على المر للعامل فيهن مثل أجسر خسي رجلً يعملون‬
‫مثل عمله ) قيل يا رسول ال ‪ :‬أجر خسي منهم ؟ قال ‪ ( :‬أجر خسي منكم )‬
‫‪.‬‬

‫‪www.islambase.co.uk‬‬
‫‪31‬‬

‫ث روى بإسناده عن عبد ال بن عمر رضي ال عنهما أن النب قال ‪( :‬‬


‫طو ب للغرباء س ثلثا س ) قالوا ‪ :‬يا ر سسول ال و من الغرباء ؟ قال ‪ ( :‬ناس‬
‫صالون قليل ف أناس سسوء كثي من يبغضهم أكثر من يبهم ) ‪.‬‬
‫أخبنا ممد بن سعيد بإسناده عن العافري قال ‪ :‬قال رسسول ال ‪:‬‬
‫( طو ب للغرباء الذ ين يتم سكون بكتاب ال ح ي ين كر ويعلمون بال سنة ح ي‬
‫تطفى ) ‪ .‬أخبنا ممد بن يي أخبنا أسد بإسناده عن سال بن عبد ال عن أبيه‬
‫أن رسول ال قال ‪ ( :‬بدأ السلم غريبا ‪ ،‬ول تقوم الساعة حت يكون غريبا‬
‫كما بدأ فطوب للغرباء حي يفسد الناس ‪ ,‬ث طوب للغرباء حي يفسد الناس ) ‪.‬‬
‫أخبنا ممد بن يي أخبنا أسد بإسناده عن عبدالرحن أنه سع رسول ال يقول‬
‫‪ ( :‬إن ال سلم بدأ غريبا و سيعود غريبا ك ما بدأ فطو ب للغرباء ) ق يل ‪ :‬و من‬
‫الغرباء يا ر سسول ال ؟ قال ‪ ( :‬الذ ين ي صلحون إذا ف سد الناس ) هذا آ خر ما‬
‫نقلته من كتاب البدع والوادث للمام الافظ ممد بن وضاح رحه ال ‪.‬‬
‫فتأمسل رحكس ال أحاديسث الغربسة وبعضهسا فس الصسحيح مسع كثرتاس‬
‫وشهرتا ‪ ،‬وتأمل إجاع العلماء كلهم أن هذا قد وقع من زمن طويل ‪ ،‬حت قال‬
‫ابن القيم رحه ال ‪ :‬السلم ف زماننا أغسرب منه ف أول ظهوره ‪.‬‬
‫فتأمل هذا تأملً جيدا لعلك أن تسلم من هذه الوة الكبية الت هلك فيها‬
‫أك ثر الناس وهي القتداء بالكثرة والسواد الكب والنفرة من ال قل فما أقل من‬
‫سلم منها ما أقله ما أقله !! ‪.‬‬
‫ولنختم ذلك بالديث الصحيح الذي أخرجه مسلم ف صحيحه عن عبد‬
‫ال بن مسعود رضي ال عنه أن رسول ال قال ‪ ( :‬ما من نب بعثه ال ف أمة‬
‫قبلي إل كان له من أم ته حواريون وأ صحاب يأخذون ب سنته ويعتقدون بأمره )‬
‫وف رواية ‪ ( :‬يهتدون بديه ‪ ،‬ويستنون بسنته ‪ ،‬ث إنا تلف من بعدهم خلوف‬
‫يقولون ما ل يفعلون ‪ ،‬ويفعلون ما ل يؤمسرون ‪ ،‬فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن‬

‫‪www.islambase.co.uk‬‬
‫‪32‬‬

‫‪ ،‬ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ‪ ،‬ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ‪ ،‬وليس وراء‬
‫ذلك من اليان حبة خردل ) انتهى ما نقلته والمد ل رب العالي ‪.‬‬
‫و قد رأ يت للش يخ ت قي الد ين ‪ ،‬ر سالة كتب ها و هو ف ال سجن إل ب عض‬
‫إخوانه لا أرسلوا إليه يشيون عليه بالرفق بصومه ليتخلص من السجن أحببت‬
‫أن أنقل أولا لعظم منفعته ‪.‬‬
‫قال رح ه ال تعال ‪ :‬ال مد ل نمده ون ستعينه ون ستغفره ونتوب إل يه ‪،‬‬
‫ونعوذ بال من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ‪ ،‬من يهده ال فل مضل له ‪ ،‬ومن‬
‫يضلل فل هادي له ‪ ،‬ونشهسد أن ل إله إل ال وحده ل شريسك له ونشهسد أن‬
‫ممدا عبده ورسوله ‪ ،‬أرسله بالدى ودين الق ‪ ،‬ليظهره على الدين كله وكفى‬
‫بال شهيدا ‪ ،‬صلى ال عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيا ‪ ،‬أما بعد ‪:‬‬
‫فقد وصلت الورقة الت فيها رسالة الشيخي الناسكي القدوتي أيدها ال‬
‫و سائر الخوان بروح م نه وك تب ف قلوب م اليان ‪ ,‬وأدخل هم مد خل صدق ‪,‬‬
‫وأخرجهم مرج صدق ‪ ,‬وجعل لم من لدنه ما ينصر به من السلطان ‪ ،‬سلطان‬
‫العلم والجسة بالبيان والبهان وسسلطان القدرة والنصسرة بالسسنان والعوان ‪,‬‬
‫وجعلهم من أوليائه التقي وحزبه الغالبي ‪ ,‬لن ناوأهم من القران ‪ ,‬ومن الئمة‬
‫التق ي الذ ين جعوا ب ي ال صب واليقان وال م قق ذلك ومن جز وعده ف ال سر‬
‫والعلن ‪ ،‬ومنت قم من حزب الشيطان لعباد الرح ن ‪ ،‬ل كن ب ا اقت ضت حكم ته‬
‫ومضت به سنته من البتلء والمتحان ‪ ،‬الذي ييز ال به أهل الصدق واليان ‪,‬‬
‫من أهل النفاق والبهتان ‪ ,‬إذ قد دل كتابه على أنه لبد من الفتنة لكل من أدعى‬
‫اليان ‪ ,‬والعقوبسة لذوي السسيئات والطغيان ‪ ،‬فقال تعال ‪ ( :‬آلم ‪ .‬أحسسسب‬
‫الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنسا وهسم ل يفتنون ‪ .‬ولقسد فتنسا الذيسن‬
‫مسسن قبلهسسم فليعلمسسن الله الذيسسن صسسدقوا وليعلمسسن الكاذبيسسن ‪ .‬أم‬
‫حسسسب الذيسسن يعملون السسسيئات أن يسسسبقونا سسساء مسسا يحكمون )‬

‫‪www.islambase.co.uk‬‬
‫‪33‬‬

‫فأنكسر سسبحانه على مسن ظسن أن أهسل السسيئات يفوتون الطالب الغالب ‪ ،‬وأن‬
‫مدعي اليان يتركون بل فتنة تيز بي الصادق والكاذب ‪.‬‬
‫وأخب ف كتابه أن الصدق ف اليان ل يكون إل بالهاد ف سبيله فقال‬
‫تعال ‪ ( :‬قالت العراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما‬
‫يدخسل اليمان فسي قلوبكسم وإن تطيعوا الله ورسسوله ل يلتكسم مسن‬
‫أعمالكسسم شيئا ً إن الله غفور رحيسسم ‪ .‬إنمسسا المؤمنون الذيسسن آمنوا‬
‫بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل‬
‫الله أولئك هسسم الصسسادقون ) وأخسب سسبحانه وتعال بسسران النقلب على‬
‫وجهه عند الفتنة ‪ ,‬الذي يعبد ال فيها على حرف ‪ ,‬وهو الانب والطرف الذي‬
‫ل يستقر من هو عليه ‪ ,‬بل ل يثبت على اليان إل عند وجود ما يهواه من خي‬
‫الدنيسا ‪ ،‬فقال تعال ‪ ( :‬ومسسن الناس مسسن يعبسسد الله على حرف فإن‬
‫أصسابه خيسر اطمئن بسه وإن أصسابته فتنسة انقلب على وجهسه خسسر‬
‫الدنيا والخرة ذلك هو الخسران المبين ) وقال تعال ‪ ( :‬أم حسبتم‬
‫أن تدخلوا الجنسسسة ولمسسسا يعلم الله الذيسسسن جاهدوا منكسسسم ويعلم‬
‫الصسسابرين ) وقال تعال ‪ ( :‬ولنبلوكسسم حتسسى نعلم المجاهديسسن منكسسم‬
‫والصابرين ونبلو أخباركم ) ‪.‬‬
‫وأخب سبحانه أنه عند وج سود الرتد ين فل بد م سن وج سود ال حبي‬
‫الحبوبي الجساهدين فقال تعال ‪ ( :‬يا أي ها الذين آمنوا من ير تد منكم‬
‫عسسن دينسسه فسسسوف يأت الله بقوم يحبهسسم ويحبونسسه ) فهؤلء هسسم‬
‫الشاكسرون لنعمة اليان ‪ ,‬والصابرون على المتحان ‪ ,‬كما قال تعال ‪ ( :‬وما‬
‫محمسسد إل رسسسول قسسد خلت مسسن قبله الرسسسل أفإن مات أو قتسسل‬
‫انقلبتم على أعقابكم ) إل قوله ‪ ( :‬والله يحب المحسنين ) ‪.‬‬
‫فإذا أنعسم ال على إنسسان بالصسب والشكسر كان جيسع مسا يقضسي له مسن‬
‫القضاء خيا له ‪ ,‬كما قال النب ‪ ( :‬ل يقضي ال للمؤمن من قضاء إل كان‬
‫خيا له ‪ ،‬إن أ صابته سراء فش كر كان خيا له ‪ ،‬وإن أ صابته ضراء ف صب كان‬

‫‪www.islambase.co.uk‬‬
‫‪34‬‬

‫خيا له ) والصبار الشكور هو الؤمن الذي ذكر ال ف غي موضع من كتابه ‪،‬‬


‫و من ل ين عم ال عل يه بال صب والش كر ف هو ب شر حال ‪ ,‬و كل وا حد من ال سراء‬
‫والضراء فس حقسه يفضسي بسه إل قبيسح الال ‪ ,‬فكيسف إذا كان ذلك فس المور‬
‫العظيمة الت هي من النبياء وال صديقي ‪ ,‬وفيها تثبيت أصول الدين ‪ ،‬وحفظ‬
‫اليان والقرآن مسن كيسد أهسل النفاق واللاد والبهتان ‪ ,‬فالمدل حدا كثيا‬
‫طيبا مباركا كما يب ربنا ويرضى ‪ ,‬وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلله ‪.‬‬
‫وال السؤول أن يثبتكم وسائر الؤمني بالقول الثابت ف الياة الدنيا وف‬
‫الخرة ‪ ,‬ويتم نعمه عليكم الظاهرة والباطنة وينصر دينه وكتابه ورسوله وعباده‬
‫الؤمني على الكافرين والنافقي الذين أمرنا بهادهم والغلظ عليهم ف كتابه‬
‫البي ‪ .‬انتهى ما نقلته من كلم أب العباس رحه ال ف الرسالة الذكورة وهي‬
‫طويلة ‪.‬‬
‫ومن جواب له رحه ال لا سئل عن الشيشة ما يب على من يدعي أن‬
‫أكلها جائز ‪ ،‬فقال ‪ :‬أكل هذه الشيشة حرام وهي من أخبث البائث الحرمة‬
‫سواء أكل منها كثيا أو قليلً لكن الكثي السكر منها حرام بإتفاق السلمي ‪,‬‬
‫و من ا ستحل ذلك ف هو كا فر ي ستتاب فإن تاب وإل ق تل كافرا مرتدا ل يغ سل‬
‫ول يصلى عليه ول يدفن بي السلمي ‪.‬‬
‫وحكم الرتد أشر من حكم اليهود والنصارى وسواء اعتقد أن ذلك يل‬
‫للعا مة أو للخا صة الذ ين يزعمون أن ا لق مة الذ كر والف كر ‪ ,‬وأن ا ترك العزم‬
‫الساكن وتنفع الطريق ‪.‬‬
‫و قد كان ب عض ال سلف ظن أن ال مر يباح للخا صة متأول ًقوله تعال ‪:‬‬
‫( ليسس على الذيسن آمنوا وعملوا الصسالحات جناح ) فات فق عمر وعلي‬
‫وغيها من علماء الصحابة على أنم إن أقروا بالتحري جلدوا ‪ ،‬وإن أصروا على‬
‫الستحلل قتلوا ‪ .‬انتهى ما نقلته من كلم الشيخ رحه ال تعال ‪.‬‬

‫‪www.islambase.co.uk‬‬
‫‪35‬‬

‫فتأمل كلم هذا الذي ينسب إليه عدم تكفي العي إذا جاهر بسب دين‬
‫النبياء وصار من أهل الشرك ‪ ,‬ويزعم أنم على الق ويأمر بالصي معهم وينكر‬
‫على من ل يسب التوحيد ويدخل مع الشركي لجل انتسابه إل السلم ‪.‬‬
‫أنظر كيف كفر العي ولو كان عابدا بإستحلل الشيشة ولو زعم حلها‬
‫للخا صة الذ ين تعين هم على الفكرة وا ستدل بإجاع ال صحابة على تكف ي قدا مة‬
‫وأ صحابه إن ل يتوبوا وكل مه ف الع ي ‪ ,‬وكلم ال صحابة ف الع ي فك يف ب ا‬
‫نن فيه ما ل يساوي إستحلل الشيشة جزء من ألف جزء منه ‪ ،‬وال أعلم ‪.‬‬

‫والمد ال رب العالي ‪.‬‬


‫وصلى ال على ممد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيا ‪.‬‬

‫‪www.islambase.co.uk‬‬

You might also like