You are on page 1of 470

‫نحو فهم علمّي صحيح‬

‫للـــــتـــــــطــــــــــور‬

‫ما ترجمته من أبحاث علمّية تطورّية‬

‫فينيق‬
‫ما هو التطور؟‬

‫أغلب الشخاص الغير علميين يظهرون حالة التباس تجاه تعريف التطور البيولوجي‪ .‬كل هذا‬
‫اللتباس أو الغموض يعود بقسم كبير لعدم أهلية العلماء لشرحه للعامة بشكل عام‪ ,‬بالضافة أنه‬
‫بينهم أنفسهم كعلماء يوجد غموض حول تعريف مصطلح بهذه الهمية‪ .‬عند الحديث حول التطور‬
‫يكون مهماً التمييز بين وجود التطور والنظريات المختلفة الموجودة حول آليات التطور‪ .‬وعندما‬
‫يتصل الحديث بوجود التطور يكون مهما ً امتلك تعريف واضح في العقل‪ .‬ماذا يكون بالضبط ما‬
‫يقوله البيولوجيين عندما يؤكدون بأنهم لحظوا التطور أو عند قولهم بأن البشر و الشمبانزي‬
‫تطوروا من جّد مشترك؟‬
‫واحد من أهم المعتبرين كبيولوجي تطور عّرف التطور البيولوجي بالطريقة التالية‪ " :‬بمعنى‬
‫واسع‪ ,‬التطور ببساطة يكون تغير‪ ,‬هكذا يحضر بكل شيء‪ ,‬مجرات‪ ,‬لغات ونظم سياسية‪ ,‬كل شيء‬
‫يتطور "‪.‬‬
‫تطور بيولوجي ‪ ...‬يكون التغير في خصائص السكان المتجاوزة الحياة بجسم بسيط‪ ,‬تطور الفرد‬
‫) تطور جسم( من مفرد بسيط ل يعتبر تطور‪ ,‬الجسام الفردية ل تتطور‪ .‬التغيرات في السكان‬
‫المعتبرة متطورة تكون تلك المتوارثة طريق مادي وراثي من جيل لخر‪ .‬التطور البيولوجي ممكن‬
‫أن يكون بل أهمية أو جوهري‪ ,‬هذا يحتوي كل شيء‪ ,‬من التغيرات البسيطة في تناسب الشارات‬
‫المختلفة داخل مجموعة سكانية ) كهؤلء الذين يعرفون نوع الدم ( وحتى التغيرات المتعاقبة التي‬
‫وصلت من الجسام الولى الكثر بدائية وحتى الحلزونات‪ ,‬النحل‪ ,‬الزرافات‪ ,‬وأسنان السد‪.‬‬
‫يكون مهما الشارة بأن التطور البيولوجي يشير للجماعات البشرية وليس للفراد‪ ,‬وأيضاً‬
‫التغيرات يتوجب انتقالها إلى الجيل التالي‪ .‬عمليا ً هذا يعني بأن‪ :‬التطور هو عمل يعطى نتيجة‬
‫لتغيرات متوارثة في مجموعة سكانية كبيرة وعبر أجيال‪ .‬هذا التعريف لمصطلح التطور يكون‬
‫متقنا جدًا‪ ,‬يكون تعريف باستطاعتنا عبره التمييز بين التطور وبين تغييرات متشابهة أخرى ل‬
‫تشّكْل تطور‪ .‬تعريف آخر قصير ومشترك ممكن العثور عليه في كتب كثيرة ينص‪" :‬في الواقع‪,‬‬
‫التطور ممكن تعريفه بدقة مثل أي تغيير بتكرار الشارات داخل مجموعة وراثية من جيل للجيل‬
‫الذي يليه"‪.‬‬
‫واحد يتوجب استعماله بدقة لجل إيضاح كل تعريف ) ومع التكرار يتوجب علينا تقويمه بمواجهة‬
‫المجموعات الخبارية ( لكنه أيضا ً يعّبر بكثافة عما يكونه حقيقةً التطور‪ .‬عندما يقول البيولوجيين‬
‫بأنهم قد لحظوا تطور‪ ,‬يعني بأنهم اكتشفوا تغيرات بتعاقب أجيال المجموعة السكانية‪ ) .‬بتكرار‬
‫التغييرات الوراثية تكون متصلة بتغييرات تقليدية موروثة ( عندما يقول البيولوجيون بأن‬
‫النسان والشمبانزي قد تطوروا من ماض مشترك‪ ,‬إنهم يقررون وجود تغيرات موروثة في‬
‫مجموعتين سكانيتين منعزلتين‪ ,‬مرة واحدة كانوا قد انفصلوا‪.‬‬
‫يا لتعاسة التعريفات المشتركة للتطور والمعطية من خارج المؤسسة العلمية والتي تكون مختلفة‪.‬‬
‫على سبيل المثال‪ ,‬في قاموس اكسفورد العلمي نجد التعريف التالي‪ " :‬التطور‪ :‬هو الفعل‬
‫التدرجي الذي يحضر عبره التنوع للنباتات والحيوانات الظاهر منذ أكثر الجسام بدائية‪ ,‬الذي‬
‫ُيعتقد بمجيئه حاصل منذ ‪ 3000‬مليون عام قد مضت "‪.‬‬
‫هذا يكون غير مبرر لقاموس علمي‪ .‬التعريف ل يستثني فقط نباتات بدائية‪ ,‬حيوانات أولية‬
‫والفطور‪ ,‬لكن وبشكل نوعي يستثني التعريف " عمل تدرجي " الذي استطاع أل يكون جزء من‬
‫التعريف‪ .‬التعريف يعطي أهمية أكبر لتاريخ التطور وليس للتطور بحد ذاته‪ .‬مستخدما هذا‬
‫التعريف ممكن للنقاش إذا كان التطور جاريا ً إلى الن‪ ,‬لكن ذلك ل يزود بطريق سهل لتمييز‬
‫التطور عن أفعال أخرى‪ .‬على سبيل المثال هل يكون تبيان القد بين البيض في المئات من السنين‬
‫ث مثال تطوري؟ هذا ل يشكل‬ ‫الخيرة يشكل نموذج تطوري؟ هل يكون التغير بلون تجمعات الع ّ‬
‫تعريفا ً علميا ً للتطور‪ .‬المعاجم العادية تكون أيضا ً سيئة‪:‬‬
‫" تطور‪ :‬مذهب يظهر حسب الصيغ العليا للحياة أصلها متدرج من الصيغ الدنيا "‬
‫‪ -‬معجم تشامبرز‬
‫" تطور‪ :‬نمو الكائنات‪ ,‬الجسام أو العضاء من وضع أولي أو أصلي إلى وضع تخصصي أو‬
‫حاضر‪ ,‬تطور الشعبة أو تطور الفرد "‬
‫‪ -‬معجم ويبسترز‬
‫تلك التعريفات تكون ببساطة خاطئة‪ .‬لسوء الحظ يكون مشتركا ً بين من ليسوا علماء الدخول‬
‫بنقاش حول التطور كتعريف عقلي‪.‬‬
‫من فترة قريبة قرأت في نشرة دعوية قالت بأن العلماء كانوا فاقدي الحشمة ) قليلي الحياء (‬
‫عندما تحدثوا عن التطور‪ .‬هؤلء الشخاص يعتقدون بأن التطور يسبب تأويل خاطيء عند‬
‫العامة‪ .‬المشكلة الحقيقية هي أن العامة والمؤمنين ل يفهمون كل ما يتعلق بالتطور‪ .‬التعريف‬
‫الذي يمتلكه أولئك الشخاص يختلف عما يمتلك العلماء وهذا يستدعي سلسلة من عدم القدرة‬
‫على فهم ما يعنيه التطور البيولوجي حقيقة‪ .‬هؤلء يكونون نفس الشخاص الذين يؤكدون بأن‬
‫الواحد ل يستطيع أن يعتقد بالتطور وبنفس الوقت ان يكون متدينًا! لكن لو مرة نضع في حسابنا‬
‫بأن التطور ببساطة " فعل يعطى كنتيجة للتغيرات الموروثة لجماعة بشرية كبيرة خلل أجيال‬
‫كثيرة "! يظهر غبيا ً زيادة الدعاء بأن هذا يستثني الدين!!!‬
‫العلماء‪ ,‬وأنا أيضًا‪ ,‬يتوجب تقاسمنا الذنب لنقصان الفهم عند العامة من العلم‪ .‬يلزمنا العمل بجدية‬
‫ليصال المعلومة الصحيحة‪ .‬بعض المرات ل نمتلك النجاح‪ ,‬لكن ذلك ل يجعلنا قليلي الحياء‪ .‬من‬
‫جانب آخر العامة بشكل عام والمؤمنين بشكل خاص‪ ,‬يحتاجون أيضا ً العمل قليل لفهم العلم‪ .‬قراءة‬
‫كتاب ممكن أن يساعدهم‪.‬‬
‫نظرية التطور‪ :‬مؤثرات‪ ,‬أصل وتطور‪.‬‬
‫الهتمام بأصل النوع البشري يعود لحقب زمنية باكرة جدًا‪ ,‬لكن منذ زمن قليل نسبيا ً التفسيرات‬
‫سرة علميًا‪.‬‬ ‫المهتمة بهذا التجاه قد فارقت الفتراضات اللهوتية والسطورية‪ ,‬لتكون ُمف ّ‬

‫‪ CARL LINNEO‬كارل لينيو } ‪{ 1778 – 1707‬‬

‫عالم طبيعة سويدي ‪ ,‬كان واحداً من أوائل المهتمين بدراسة نماذج تنتمي للتطور‪ ,‬ولو أنه حسناً‬
‫لم يستطع تفادي تفسيراً دينيا ً للقضية‪ ,‬لقد وجد الطرح التطوري أوائل ارهاصاته مع أفكاره‪.‬‬

‫‪ THOMAS MALTHUS‬توماس مالتوس } ‪{ 1834 – 1766‬‬

‫مؤلف " بحث حول أصل السّكان " } العام ‪ ,{ 1798‬كان واحداً من متابعي عمل لينيو‪.‬الذي يمكن‬
‫اعتباره بالنسبة لمالتوس كواحد من المسؤولين الرئيسيين لتلّمس مفهوم " الصراع من أجل‬
‫الوجود } البقاء { "‪ .‬مفهوم هام جداً بنظرية داروين‪.‬‬
‫ُيبرز موقفا ً تشاؤمياً بين كل الفكار التقدمية للحقبة‪ .‬بالنسبة له " نسبة مهمة من البشر كانت‬
‫دوما ً محكومة بالبؤس كعاقبة لعدم التوازن الموجود بين القدرة على التناسل والقدرة على النتاج‬
‫" } هاريس‪.{ 1983 ,‬‬

‫افترض بأن معطى ازدياد ثابت بالسكان‪ ,‬كان يستوجب تحديد للنسل عبر تحديد للزواج لتفادي‬
‫تقدم الفقر المؤدي لبروز طبقات اجتماعية‪ ,‬ناجمة عن الفقر بوسائط العيش‪ .‬فيصل للنتيجة التي‬
‫يتوجب عبرها ضبط النمو‪ .‬مع مالتوس مفهومه التطوري " الذي يتكّيف يعيش‪ ,‬الذي لن يختفي‬
‫} ينقرض { " يبدأ بأخذ صيغة‪ .‬لقد اعترف داروين بتأثير عمل مالتوس عليه بتطوير مفهوم‬
‫النتقاء الطبيعي‪ ,‬لكن اعترض على تشاؤمه‪ " :‬كما أن النتقاء الطبيعي ل يقوم بعمل أكثر افادة‬
‫لكل كائن‪ ,‬فكل المواهب البدنّية والعقلية تنتشر من خلل التقدم نحو كمالها " } داروين‪.{ 1859 ,‬‬
‫‪ JEAN LAMARCK‬جان لمارك } ‪{ 1829 – 1744‬‬

‫كان عالم طبيعة فرنسي‪ُ ,‬يعتبر أب المذهب التحّولي‪ ,‬واحد من اوائل المقترحين لنظرية قياسية‬
‫تطورّية‪ .‬لقد دافع عن مفهوم التغّير التطوري للنواع الحيوانية بالرتكاز على فكرة وراثة‬
‫الخصائص المكتسبة‪ .‬فرضيته كانت تقول أن كل الشكال العليا للحياة كان لها أصول أكثر بساطة‪,‬‬
‫وارثة من سابقاتها خصائص قد سمحت لها بالتكّيف الفضل مع الظروف البيئية‪.‬‬

‫في عمله " فلسفة علم الحيوان "‪ ,‬لمارك يقترح نظرية عامة مستندة لمبدأين عامين‪ :‬استخدام‬
‫وعدم استخدام العضو‪ ,‬ووراثة الخصائص المكتسبة‪ .‬مع هذين المبدأين الفكرة تقول بأن النواع‬
‫ستختبر تعديلت ومفهوم التكّيف بالنسبة للوسط البيئي‪ ,‬سيبدؤون بأخذ شكل ما‪ .‬لكن لمارك كان‬
‫كرسول قبل أن يكون من ّ‬
‫ظم حقيقي للنظرية التي ستترك اثراً مهما في التفكير البشري‪.‬‬

‫وفق وجهة نظر هاريس‪ ,‬لمارك " الذي قد توجب عليه النضال ضد اللهوتيين ليس فقط في‬
‫قضية التطور العضوي‪ ,‬بل ايضا ً في قضية التطور الجيولوجي "‪ .‬هذا قد شّكل واحد من العقبات‬
‫الرئيسية التي توجب على فكرة لمارك أن تتجنبها وهي أّن‪ :‬عمر الرض لوقتها لم يكن مدروساً‬
‫بالعمق‪ .‬المدافعين اللهوتيين المتحمسين قد رفضوا تسلسل زمني كان قد انتشر يحّدد زمنا ً أطول‬
‫من زمن الكتاب المقدس وفق نظرية الخلق‪.‬‬

‫‪ SIR CHARLES LYELL‬السير شارل ليل } ‪{ 1875 – 1797‬‬

‫بحلول العام ‪ 1830‬السير شارل ليل ‪ ,‬جيولوجي بريطاني‪ ,‬ينشر " مباديء في الجيولوجيا "‬
‫وبناء عليه قد تغّير كل شيء‪ .‬بالنسبة لداروين " قد اعطاه تلك الفسحة الزمنية بينما لمارك كان‬
‫سرت جيولوجية قشرة‬ ‫قد رفضه " } هاريس‪.{ 1983 ,‬ليل قد دافع عن النظريات التي قد ف ّ‬
‫الرض كنتيجة لعمليات فيزيائية‪ ,‬كيميائية وبيولوجية التي حافظت على استمرارها للن‪ .‬يبدأ‬
‫بالظهور بقايا لبشر أكثر قدما ً من الزمن الذي قد حدده الكتاب المقدس‪ ,‬العمق الزمني يكون غير‬
‫قابل للنكار والكتاب المقدس يعود ليستحيل اعتماده لتفسير الصول‪ ,‬اصبح ضروريا ً وجود‬
‫تفسير آخر لتلك الدرجة الزمنية الواسعة‪ .‬مع ليل و " مباديء الجيولوجيا " يبرز الزمن بقدمه‬
‫الكبر من أزمنة الكتاب المقدس‪.‬‬

‫ُفهم أن الحفوريات المعثور عليها في الطبقات الكثر عمقا ً أنها كانت قديمة جدًا‪ ,‬قد تشّكلت عبر‬
‫عمليات تطلبت مليين العوام‪ .‬هكذا أن عمليات التشكيل الجيولوجي الماضية قد امكنها أن تكون‬
‫سرة مع عمليات ملحوظة حاضرة‪ .‬افترض ايضا ً بأن اسباب النقراض للعديد من النواع كان‬ ‫مف ّ‬
‫دخول انواع اخرى‪ ,‬هكذا فالنواع القديمة والجديدة دخلوا بصراع البقاء على قيد الحياة‪,‬‬
‫بالضافة لنه قد اقترح بأّن كل تفسير باسباب فوق طبيعية قد توجب كونه مرفوضًا‪ } ,‬لحقا ً ليل‬
‫ينتمي للداروينية {‪.‬‬

‫مع داروين التطور لم يعد فكرة‪ ,‬أو مجّرد خيال‪ ,‬بل لقد تحول لنظرية علمية‪ ,‬قياسية‪ ,‬معرضة‬
‫للتحّقق التجريبي‪.‬‬
‫دبلوماسي فرنسي حّدثنا عن التطور قبل داروين بمدة ‪ 150‬عام‬

‫‪ , Benoit de Maillet - 1656 – 1738‬كان دبلوماسيا ً وعالما طبيعيا‪ ,‬فرنسي الجنسية‪ ,‬حّقق‬
‫سلسلة من الدراسات في علم طبقات الرض‪ ,‬في عدد من البلدان التي عمل فيها كدبلوماسي‪ .‬كان‬
‫تفكيره يتقّدم على زمنه‪ ,‬ورؤيته للعلوم وللدين‪ :‬كانت ستسبب له بعض المتاعب‪ .‬فقد اقترح اصل‬
‫مخالف للخلق للرض وساكنيها من كل النواع الحّية‪ ,‬حيث انها قد تطورت بطول فترة زمنية‬
‫طويلة‪.‬‬

‫لم يدخل الجامعه‪ ,‬لكنه تلقى تعليما ً ممتازاً خاصا ً بمواضيع كلسيكية‪ .‬مع ذلك‪ ,‬بدأ سريعا ً باظهار‬
‫اهتمام بعلم طبقات الرض الجيولوجيا وبالعلوم الطبيعية‪ ,‬مستثمراً اسفاره لجل تحقيق دراسات‬
‫مختلفة في هذا الحقل‪.‬‬

‫في عمله الول بعنوان “‪ } ”Telliamed‬والذي يظهر انه كتابة معاكسة لكنيته ‪{ de Maillet‬‬
‫عبارة عن محاولة توفيق لرؤيته للعالم مع رؤية الكنيسة الكاثوليكية‪ .‬وقد كانت بعيدة جداً عن‬
‫التفسير الحرفي للكتابات المقدسة‪ ,‬المر الذي يفسر نشرها بعد موته‪ ,‬بمحاولة تجنيبه " اخطار‬
‫س سلمته الشخصية "‪.‬‬ ‫تم ّ‬

‫بنطاق رؤيته للعالم‪ :‬يبدأ بتبيان أّن الرض ل يمكن ان تكون مخلوقة بلحظة ما‪ ,‬لّن الحوادث‬
‫الُملحظة في قشرتها‪ُ :‬تشير لتقّدم بطيء بسبب حوادث طبيعية‪ .‬وصل لتلك الخلصات بعد دراسته‬
‫الجيولوجيا في مصر وبلدان متوسطية اخرى‪ .‬رّكز جهوده في الترسبات‪ُ ,‬مستخلصا ً حوادث‬
‫صه عند‬ ‫جيولوجية اخرى هامة كالعناصر التشكيلية للرض‪ُ ,‬مستثنيا ً التعرية‪ .‬تظهر حداثة ن ّ‬
‫الحديث عن الترسبات‪ ,‬لكنه يظهر كقصة رائعه عندما ينشغل بمواضيع اخرى‪ ,‬حيث انه لم ينتِه‬
‫بفهم الفروقات بين النماذج الرئيسية للصخور‪ ,‬التي تشّكل القشرة الرضية‪.‬‬

‫أّكد ‪ Maillet‬بأن الكائنات الرضية تأتي من كائنات مائّية‪ .‬كان قادراً على معرفة الطبيعة‬
‫صع الصخور الرسوبية‬ ‫الحقيقية للحفوريات‪ ,‬عند التأّمل باحفوريات الكائنات البحرية التي تر ّ‬
‫المتموضعه اعلى من مستوى سطح البحر‪ .‬لم يقم بالتفسير بامكان رفع تلك المحتويات لتلك‬
‫المناطق‪ ,‬بل أّكد بأن كّل الرض قد كانت مغطاة بالمياه } كما اقترح رينيه ديكارت {‪ ,‬وبالتدريج‬
‫تقّلص عمقها‪ .‬قام بحساب ايقاع انخفاض المياه بمعدل ثلث بوصات كل قرن‪ ,‬اعتباراً من مناطق‬
‫كانت مغمورة بالمياه والن تقع فوق مستوى سطح البحر‪ُ .‬مستكملً هذا بارتفاع الجبال‪ ,‬حيث قام‬
‫بحساب عمر الرض ‪ :‬الذي بلغ ‪ 2400‬مليون عام وان الرض بقيت مغمورة بالمياه لمدة ‪2000‬‬
‫مليون عام‪ .‬على الرغم من لمعقولية هذه الفكرة‪ ,‬فإنها احتوت بعض الملمح الجديدة والمثيرة‪:‬‬
‫فلقد اشار لهمية تلك الحوادث التي تعمل ببطء بطول زمن طويل حول تشكيل بارز للكوكب‪,‬‬
‫ُمدخلً لفكرة امتلك الرض للف مليين العوام‪ ,‬وهي فكرة لم تنل القبول‪ ,‬إل بمضّي قرن من‬
‫الزمان‪.‬‬

‫ايضا افتراضه الُمثير لّن الكائنات البرّية قد انحدرت من كائنات مائّية‪ ,‬على الرغم من عدم نجاحه‬
‫ي متماسك‪ .‬أدخل ايضا ً فكرة *‪ } panspermia‬على الرغم من عدم وضعه‬ ‫ط تطور ّ‬‫باقرار خ ّ‬
‫للسم { عندما طرح أّن الفضاء كان مليئا ً بابواغ غير مرئية قادرة على زرع الحياة بعوالم‬
‫مختلفة‪ .‬ربما احد اهم اسهاماته‪ ,‬والتي اخذها بعين العتبار العلماء اللحقون‪ ,‬هو اعتباره اّن‬
‫الطبقات الرسوبية الكثر عمقا ً ‪ :‬تحتوي على بقايا حيوانات غير موجودة بوقتنا الراهن‪.‬‬

‫ي كائن حّي آخر‪ ,‬منتهيا ً لطرح أّنه قد انحدر من كائنات‬


‫كما أّكد وجود اصل طبيعي للنسان‪ ,‬كأ ّ‬
‫بحرية‪.‬‬

‫كما قام بادخال مفاهيم وافكار‪ :‬كانت موضع تحليل من قبل علماء طبيعه لحقون‪ ,‬كانوا يبحثون‬
‫عن اجوبة في الطبيعه‪ .‬كثير من حججه على ضوء علوم القرن ‪ ,21‬يمكن ان تظهر لنا بكونها‬
‫بسيطة وخاطئة‪ ,‬مع هذا‪ ,‬كان بعضها الخر هاما ً جداً لجل حقبته وُتعتبر من الخطوات الَُوْل نحو‬
‫فهم اصل التنوع البيولوجي في كوكبنا‪.‬‬

‫هوامش‬

‫* التَبَّزر ال ّ‬
‫شاِمل )أو البانسبيرميا في الترجمات الحرفية‪ ،‬من اليونانية‪ ،πανσπερμία :‬من‬
‫‪) πᾶς/πᾶν‬باس\بان( التي تعني "جميع" و ‪) σπέρμα‬سبيرما(التي تعني "البذور"( هي‬
‫فرضية تقول بأن "بذور" الحياة موجودة في جميع أرجاء الكون‪ ,‬وأن الحياة على الرض من‬
‫الممكن أنها أتت من تلك "البذور"‪ ,‬وأنه من الممكن أن هذه البذور قد نبتت بالفعل في بعض‬
‫الكواكب‪.‬‬

‫هذه الفكرة لها علقة بنظرية التخلق الخارجي ‪ ،exogenesis‬إل أن البانسبيرميا هي أكثر‬
‫محدودية منها‪ ،‬وتقول بأن الحياة على الرض قد أتت من مكان آخر في الكون‪ ،‬لكن ل يمكننا‬
‫شرح كيفية انتقال الحياة من تلك الكوكب‪ .‬بينما مصطلح "التخلق الخارجي" تشير عادةً إلى‬
‫دراسة الحوادث الدقيقة لنشوء الحياة في نظرية البانسبيرميا‪.‬‬

‫الهوامش منقولة ‪ُ ..‬يرجى التدقيق‬


‫ل‪ ,‬و ‪ Darwin‬تاليًا!!‬
‫في التطور‪ :‬اقرأ ‪ Wallace‬أو ً‬

‫نظرية التطور قد بدأت ثورة في علوم الحياء‪ ,‬بالقول أن ظهور أنواع جديدة يكون عبارة عن‬
‫نتاج للنتقاء الطبيعي الفاعل خلل الزمن على التنوعات } التغّيرات { المختلفة مع قدرات متباينة‬
‫على التكّيف‪.‬‬

‫في العام ‪ ,1858‬لول مرة قد امكن للنسان ان يقدر ويفهم بأن التنوع البيولوجي‪ ,‬متضمنا ً النوع‬
‫البشري‪ ,‬لم يستند لمبدأ فوق طبيعي‪ ,‬أمر خاطيء‪ ,‬بل على مبدأ طبيعي وبسيط‪ :‬إنه النتقاء‬
‫الطبيعي‪ .‬الصيغة التي وفقها قد فهمت البشرية المر كانت عبر مقال حول التنوع “‪On the‬‬
‫‪“Tendency of varieties to depart indefinitely from the original type‬‬
‫مكتوبا ً من قبل آلفريد رسل والس‪ .‬مقال قصير جداً – خلفا ً لكتاب داروين المنشور بعد مقال‬
‫راسل بعام – فهو بالكاد ‪ 12‬صفحة شديد الوضوح‪ ,‬موضوعي‪ ,‬دون افراط بالمثلة‪ ,‬فقط المهم‬
‫والضروري لجل اثبات أنه في الطبيعه يوجد مبدأ عام يقوم بتفسير البقاء على قيد الحياة‬
‫بتنوعات ملموسة لنوع اصلي واحد‪ ,‬والذي بمضي الزمن سيتم البتعاد عنه أكثر واكثر خالقاً‬
‫انواع جديدة‪.‬‬

‫إن شعبّية داروين مصحوبة بنظرية التطور‪ ,‬قد ثبّتته عبر الزمن سواء بمجلت مختصة أو‬
‫بوسائل اعلم اخرى‪ ,‬بحيث ان اسم والس قد كان اقصاؤه بشكل كلّي‪ .‬بالواقع ان نظرية التطور‬
‫يتوجب ان تسير مصحوبة بوالس – ثّم داروين وليس العكس‪ ,‬بالنتباه لتواريخ ما تّم نشره من‬
‫اعمالهما‪.‬‬
‫يظهر لي بأن شعبية اسم داروين المرافق لنظرية التطور‪ ,‬قد كان حاصل الجدل والصدى الهائل‬
‫بسبب عمله اصل النسان‪ .‬ورّد الفعل يمكننا رصده عبر ذاك الرسم الشهير الذي يكون داروين‬
‫فيه مشكلً للحلقة المفقودة بين الرئيسيات والنسان العاقل‪ .‬بأي حال‪ ,‬يتوجب ان النظرية قد‬
‫استحوذت على مؤلفين مهمين‪ ,‬والس وداروين‪ ,‬لذلك يبدو لي غير عادل أن والس ل يكون‬
‫موضع احتفاء واحتفال كما حصل مع داروين هذا العام بمئويته الثانية‪ ,‬فوالس يستحق بجدارة‬
‫واضم صوتي للحتفال به‪.‬‬
‫صيغة لتكريم المساهمة الكبرى لوالس التي قدمها لعلوم الحياء‪ ,‬تكون بقراءة مقاله الصلي‬
‫الذي يعود للعام ‪ ,1858‬وفيما لو يكن ممكنا ً قبل قراءة اصل النواع لداروين‪ ,‬الذي يكون مهماً‬
‫دون شّك للقراءة ايضًا‪.‬‬

‫مقال والس الصلي والمنشور قبل كتاب داروين هنا ‪ /‬انكليزي ‪/‬‬

‫‪http://web.grinnell.edu/courses/bio/f06/tut-100-05/Wallace1.pdf‬‬
‫نظريات تطورية في وقتنا الحاضر‬

‫‪Dr. Antonio Barbadilla‬‬


‫‪nombre / name: Antonio Barbadilla Prados‬‬
‫‪titulacion / title: Doctor‬‬
‫‪categoria / category: Profesor Titular / Associate Professor‬‬
‫‪centro / center: Facultad de Biociencias / Faculty of Bioscience‬‬
‫‪e-mail: antonio.barbadilla@uab.es‬‬
‫‪despacho / office: C3-131‬‬
‫‪direccion / adress: Dpt. Genètica i Microbiologia, UAB, 08193‬‬
‫‪Cerdanyola (Barcelona), Spain‬‬

‫سر‬
‫العتراض الرئيسي على نظرية التطور قد ظهر تقريبا بشكل دائم من أوساط دينية التي تف ّ‬
‫خلق الحياة بصورة حرفية وفق الوصف الموجود في سفر التكوين في الكتاب المقدس‪.‬‬
‫بعد عمل داروين‪ ,‬مع ذلك‪ ,‬قليل من علماء الطبيعة‪ ,‬علماء الحياء ومفكرين يرفضون فعل‬
‫التطور‪ ,‬وكل النقاشات تتمحور حول آليات التطور‪.‬‬

‫ي تكّيف‪ ,‬لكن عقب‬ ‫كان قد اعتقد داروين بأن النتقاء الطبيعي قد كان آلية ضرورية وكافية لجل أ ّ‬
‫موته توارت نظرية النتقاء الطبيعي لمدة تتجاوز ‪ 40‬عامًا‪ .‬كثيرين قد رفضوا التجاه الذي قد‬
‫سّلمت به الداروينية‪ ,‬واقترحوا خيارات مشتركة‪ .‬عالم الحافير اليسوعي الفرنسي بيير تيلهارد‬
‫دو شاردان } ‪ { 1955 – 1881‬قد اعتقد على سبيل المثال‪ ,‬بأن التطور قد امتلك اتجاه واضح‬
‫تصاعدي‪ ,‬وأن التجاه الخير للتطور قد كان بالتقاء الروح البشرية مع اللوهية‪ ,‬في نقطة‬
‫ي دليل يدعم هذه الرؤية الصوفية‪.‬‬‫أوميغا‪ .‬ل يوجد أ ّ‬
‫حاليا يوجد اتفاق عام بأن النظرية التركيبية أو الداروينية الجديدة‪ ,‬التي تدمج عملية النتقاء‬
‫الطبيعي لداروين مع الوراثة الماندلية*‪ ,‬تحتوي العناصر الساسية للنظرية التي تشرح التطور‪.‬‬
‫النظرية التركيبية أو الداروينية الجديدة للتطور‬

‫سر‬
‫في عشرينيات القرن الماضي علم وراثة الجماعات يستقر بوصفه اللّب النظري‪ ,‬العنصر المف ّ‬
‫للتطور‪ .‬ادماج علم وراثة الجماعات مع برامج بحث تطورية‪ ,‬مثل علم احياء الجماعات التجريبي‪,‬‬
‫التصنيف‪ ,‬علم الحفوريات‪ ,‬علم الحيوان وعلم النبات‪ ,‬قد أنتجت خلل الحقبة ‪1950 – 1937‬‬
‫النظرية التركيبية أو الداروينية الحديثة للتطور‪.‬‬

‫فيها المزيد من تحقيق التكامل لتلك الختصاصات‪ ,‬والذي لم يتحقق سابقا ً أبدًا‪ ,‬لنظرية تطورّية‪.‬‬
‫انطلقا ً من نظرية الداروينية الجديدة‪ ,‬التطور يكون عملية ذات طورين‪:‬‬

‫‪ -1‬ظهور صدفوي للتنّوع‬

‫‪ -2‬انتقاء اتجاهي للتغيرات الناتجة في المرحلة الولى‬

‫اللعبة بين صدفة الطفرات والحتياج للنتقاء تشّكل محّرك التطور‪ .‬ثورة علم الحياء الجزيئي في‬
‫الثلثين عام الخيرة لم تعمل أكثر من التأكيد على الهمية العامة لكل العنصرين‪.‬‬
‫النتقادات الموجهة للداروينية الجديدة قد تمركزت في ادعائها تعميم عملياتها الميكروتطورية إلى‬
‫كل الماكروتطور**‪ .‬هكذا كمثال‪ ,‬الداروينية الجديدة ل تعتبر ورقة النقراضات بالجملة في‬
‫شروحاتها‪ .‬نظرية الداروينية الجديدة يتوجب توسيعها لجل أن تتسع لتلك العمليات الجديدة‪.‬‬

‫سوسيوبيولوجيا***‬

‫ي ميزة ظاهرية تقليدية‪ ,‬يكون نتيجة للنتقاء الطبيعي‪.‬‬


‫سلوك الحيوان‪ ,‬بالتساوي مع أ ّ‬
‫السوسيوبيولوجيا عبارة عن خط بحثي جديد مؤسس على الداروينية الجديدة والذي يتوخى‬
‫تفسير القاعده التطورية للسلوك الجتماعي للحيوانات‪.‬‬

‫هذا الحقل قد كان محور نقاشات جدّية لستكمال بعض تبعاته النظرية على النوع البشري‪ .‬سنرى‬
‫كيف يتم تطبيق المنطق السوسيوبيولوجي بحالة تفادي زواج القارب بين الخ – الخت عند‬
‫البشر‪ .‬هذا السلوك يتم تأسيسه بدرجة عالية من الكبت الجنسي الذي ينمو خلل الفترة القصيرة‬
‫للشراكة المنزلية في السنوات الست الولى للحياة‪.‬‬

‫حيث أنها تكون قاعدة ُتعطى بأكثر الثقافات تنوعا ً وتكون قوية بشكل كاف لجل فصل التنوعات‬
‫الجتماعية والثقافية‪ ,‬يكون منطقيا الفتراض بأن هذا المقياس يمتلك قاعدة وراثية‪ .‬زواج‬
‫القارب يعطي مكانا ً لنسب مرتفعة للتجانس الوراثي‪ ,‬المر الذي يعني مزيد من المراض الوراثية‬
‫وموت مبّكر للمتحدرين‪ .‬قاعدة سلوكية لهذا النموذج‪ ,‬التي تقود لنسب مرتفعة تحقق البقاء على‬
‫ضلة عبر النتقاء الطبيعي‪.‬‬
‫قيد الحياة‪ ,‬ستكون مف ّ‬
‫هوامش‬

‫سع‪ ،‬ومؤسس علم الوراثة الحديث من خلل‬ ‫* ماندل‪ ،‬أول من درس الوراثة بشكل ماّدي ومو ّ‬
‫القوانين والتعريفات الوراثّية التي وضعها‪.‬‬

‫** بخصوص الميكرو تطور والماكروتطور يمكن الطلع هنا‬


‫‪http://www.el7ad.com/smf/index.php/topic,28280.0.html‬‬

‫*** مصطلح سوسيوبيولوجيا تركته كما هو باللتيني لن ترجمته الحرفية‪ :‬علم احياء المجتمع‬
‫كما أراها وبكل الحوال مفهوم البيولوجيا والسوسيولوجيا معروفين بالعموم‪.‬‬

‫النظرية الحيادية للتطور الجزيئي‬

‫ليس كل التغيرات التطورية تكون بسبب النتقاء الطبيعي‪ .‬النسياق الوراثي يمكنه انتاج تغيرات‬
‫بتناوبات الجينات في الجماعات‪ ,‬هكذا كالطفرة والهجرة‪.‬‬
‫الهمية النسبية لمختلف العوامل التطورية تكون بحسب الميزة التي تعتبرها‪ .‬هكذا‪ ,‬بينما النتقاء‬
‫الطبيعي يتوجب كونه أساسيا ً لجل الخلق والحفاظ على عين وظائفية‪ ,‬لكن هذا ل يكون لنه‬
‫يستلزم الحفاظ على تغيرات للدي إن إي في مناطق ل تحتوي معلومة وراثية‪.‬‬
‫الياباني موتو كيمورا قد خلق النظرية الحيادية للتطور الجزيئي لجل تفسير نماذج التنوع‬
‫الوراثي التي تكون موجودة ضمن وبين النواع‪ .‬بحسب هذه النظرية‪ ,‬النتقاء الطبيعي ليكون‬
‫العامل الكثر اهمية لتفسير التطور بمستوى الدي إن إي‪ ,‬بل نسبة تشّكل الطفرات والنسياق‬
‫الوراثي هي الكثر اهمية هنا‪.‬‬
‫الطفرات التي تظهر في افراد جماعة من المعتاد أن تكون‪ ,‬بحسب فرضيات النظرية الحيادية‪,‬‬
‫حيادية أو قاتلة‪ .‬ففيما لو تكن قاتلة‪ ,‬تكون ملغّية بسرعة من الجماعة لن حامليها لديهم متحدرين‬
‫أقل وبالتالي ل يصلون للنجاح ضمن الجماعة‪ .‬فيما لو تكن الطفرات حيادية‪ ,‬ما قوله‪ ,‬فيما لو ان‬
‫الفراد الذين يقومون بوظائفهم بوجودها كما عدمه بشكل جيد‪ ,‬اذا نجاحها بالجماعة يتوقف على‬
‫الصدفة } الحظ {‪ ,‬بالنسياق الوراثي‪ .‬بحسب كيمورا‪ ,‬التنوع الوراثي للجماعات يكون حال مؤقت‬
‫بعملية عدم استقرار لجينات مختّلة حيادية‪.‬‬

‫كثير من المعطيات الجزيئية تكون متوافقة مع التنبؤات التي تضعها النظرية الحيادية‪.‬قبول هذه‬
‫النظرية يستلزم أنه في التطور بمستوى جزيئي تتداخل بشكل حاسم عوامل مختلفة عن التي تنّفذ‬
‫بمستوى تشّكلي‪ .‬بينما أن الولى ستكون بشكل رئيسي محددة بالطفرة والنسياق‪ ,‬الخيرة‬
‫ستكون عبر النتقاء الطبيعي‪.‬‬

‫ملحظة‪ :‬اسقاط مغلوط يتم طرحه علّي دوريًا‪ ,‬يكون بأنه فيما لو أن النظرية المحايدة تؤكد أن‬
‫الجزء الكبر من تعدد التشكيل الجيني الذي نلحظه في الجماعات الطبيعية يكون انتقائيا ً حيادي‪,‬‬
‫اذا ُيستنتج بأن النتقاء ل يعمل بمستوى وراثي‪.‬‬

‫فيما لو كان هكذا‪ ,‬التطور عبر النتقاء الطبيعي سيبقى مدحوضا ً كنظرية‪ ,‬لنه بالساس كل‬
‫التطور ينحفر في الجينوم‪ ,‬الذي يكون العنصر الوحيد الذي ينتقل بين الجيال‪ .‬لجل توضيح هذه‬
‫النقطة‪ ,‬يتوجب فهم أنه لو طفرة تكون منتقاة‪ ,‬بسرعة سيزداد تكرارها وستمضي لتحل محل‬
‫الصورة المختلفة الصلية‪ .‬بصيغة أن الطفرات المنتقاة ل تدوم كفاية لجل أن تكون مرئية كتعدد‬
‫الشكال عندما ندرس التغير لجين أو مقطع من الدي إن إي بلحظة معطاة‪.‬‬

‫التنوع الحيادي‪ ,‬بسبب طبيعته الخاصة‪ ,‬يستمر زمنا ً أكبر بكثير في الجماعة‪ ,‬وهذا يزيد احتمالية‬
‫كشفه عندما يظهر بالجماعة‪ .‬بكلمات أخرى‪ ,‬ما تقوله النظرية الحيادية‪ :‬أن التنوع المعتاد‬
‫ملحظته يكون حياديًا‪ ,‬لن التنوع الخر‪ ,‬المنتقى‪ ,‬يمتلك أمل بالحياة قصير كمتغير الذي عندما‬
‫نلحظه يكون قد ترك كونه متعدد الشكال ول يمكننا أن نحسبه هكذا‪.‬‬

‫يكون كما لو أنه يوميا ً بطريق ما‪ ,‬وبلحظات مختلفة صدفوية‪ ,‬نصادف ‪ 3‬أرانب و ‪ 3‬سلحف‪ .‬فيما‬
‫لو نقم بالحضور مرة واحدة كل يوم لنقطة محددة من الطريق‪ ,‬ونلحظ بأنه تقريبا بشكل دائم نرى‬
‫أحد الحيوانين‪ ,‬وليكن السلحفاة‪ ,‬وليس الرنب‪ .‬حيث أن الرانب أكثر سرعة من السلحف‪ ,‬يكون‬
‫اكثر احتمالً اذا أن نرى السلحف مقارنة بالرانب‪ ,‬والتي سنراها فيما لو تقم بالمرور باللحظة‬
‫ذاتها التي نصل بها للطريق‪ .‬سيكون مخطئا ً الستنتاج بأنه تقريبا بشكل دائم ُترى السلحف‪,‬‬
‫ينتج فقط وجود سلحف‪ .‬النظرية الحيادية تقترح أن تعدد الشكال الملحظ يكون حياديًا‪ ,‬لكن هذا‬
‫ل يريد القول بأنه ل يوجد تغيرات تكيفّية‪ .‬اذاً في الطريق تمر الرانب أيضا ً بسرعة أكبر‪.‬‬

‫الساعة الجزيئية‬

‫كإحدى نتائج النظرية الحيادية للتطور يكون وجود الساعة الجزئيئة الحتمالية‪ .‬بحسب الحيادية‪,‬‬
‫فإن اليقاع الذي فيه تستبدل التغيرات الوراثية في الجماعات يكون متناسبا ً مع معدل الطفرة‬
‫المحايدة‪.‬‬
‫هكذا‪ ,‬عندما تنفصل جماعتان أو نوعان‪ ,‬رقم الفروقات الوراثية التي تفصلهم سيكون متناسبا ً مع‬
‫الزمن الذي يتباعد فيه النوعان‪ .‬بهذه الصيغة‪ ,‬رقم الفروقات الموجود بين مجموعة تعاقبات‬
‫توافق أنواع مختلفة يمكن استخدامها كساعة جزيئية تسمح بتنظيم الزمنة النسبية للتباعد بين‬
‫تلك النواع‪.‬‬
‫الفكرة ستكون مكافئة لستخدام رقم الكيلومترات لشوارع مدن مختلفة لجل التنبؤ باحجام تلك‬
‫المدن‪ .‬الساعة الجزيئية تشّكل أداة شديدة الفائدة لجل إقرار الزمنة النسبية لتفّرع الشجار‬
‫التطورية‪.‬‬
‫التطور البيولوجي‬

‫‪Antonio Barbadilla‬‬
‫‪Departamento de Genética y Microbiologia‬‬
‫‪Universidad Autonoma de Barcelona‬‬
‫‪(Bellaterra (Barcelona 08193‬‬
‫‪:email‬‬
‫‪antonio.barbadilla@uab.es‬‬

‫أفكار قليلة قد غّيرت بعمق رؤيتنا للطبيعة منها الفكرة المتصلة بتطور الكائنات الحّية‪ .‬الجسام‬
‫الحيوية تتجّمع بوحدات طبيعية للتناسل والتي نحددها بالنواع‪ .‬النواع التي تسكن الرض الن‬
‫هي صادرة من انواع أخرى مختلفة قد تواجدت بالماضي‪ ,‬من خلل فعل التحّدر مع التعديل‪.‬‬

‫التطور البيولوجي يكون العملية التاريخية للتحول من أنواع لنواع أخرى متحدرة‪ ,‬وتتضمن‬
‫انقراض القسم الكبر من النواع التي قد تواجدت‪ .‬واحدة من الفكار الكثر رومانسية المتضمنة‬
‫في تطور الحياة‪ ,‬تكون بأن كائنين حيين اللذين‪ ,‬بفروقات تكون‪ ,‬يتقاسمون سلف مشترك بلحظة‬
‫ي شمبانزي راهن نتقاسم سلف مشترك منذ ‪ 5‬مليين عام تقريبًا‪ .‬أيضاً‬ ‫ما في الماضي‪ .‬نحن وأ ّ‬
‫ي بكتريا موجودة بيومنا هذا‪ ,‬ولو أن الزمن لذاك السلف يعود بهذا الحال‬‫لدينا سلف مشترك مع أ ّ‬
‫إلى أكثر من ‪ 3000‬مليون عام‪.‬‬

‫فكرة التطور عبر التعديل والتفّرع لنواع جديدة يستلزم وجود اسلف مشتركة لجل أي زوج من‬
‫النواع‪ .‬يوجد سلف مشترك للنسان والشمبانزي‪ ,‬وللنسان والبكتريا‪.‬‬

‫التطور يكون المبدأ الكبر الموّحد بعلم الحياء } البيولوجيا {‪ ,‬دونه ل يمكن فهم الخصائص‬
‫المميزة للكائنات‪ ,‬تكيفاتها‪ ,‬ول العلقات بأكبر أو أصغر قرابة موجودة بين النواع المختلفة‪.‬‬
‫نظرية التطور ترتبط مع باقي علم الحياء بصيغة مماثلة لرتباط دراسة التاريخ بالعلوم‬
‫الجتماعية‪ .‬الجملة الشهيرة للعالم الوراثي التطوري تيودوسيوس دبزهنسكي ‪Theodosius‬‬
‫‪ Dobzhansky‬التي تفتتح هذا الموضوع‪ ,‬ل تكون أكثر من تطبيق خاص للمبدأ الكثر عمومية‬
‫الذي يؤكد بأنه ل شيء يمكن فهمه دون منظور تاريخي‪.‬‬

‫الثورة الداروينية‬

‫ولو أن فكرة التطور قد امتلكت طرحا سابقًا‪ ,‬فإن ظهورها كان في العام ‪ 1859‬عبر عمل أصل‬
‫النواع للعالم الطبيعي البريطاني تشارلز داروين‪ ,‬الذي وضع فكرة التطور قيد الحسم‪ .‬داروين‬
‫سر عدد كبير من الملحظات والتجارب لتخصصات مختلفة بالبحث وقّدمها كبرهان ل‬ ‫جمع وف ّ‬
‫ُيدحض بفضل فعل التطور‪.‬‬

‫لكن داروين أمّدنا أيضاً بآلية لتفسير التكيفات المعقدة والخصائص للكائنات الحية‪ :‬النتقاء‬
‫الطبيعي‪ .‬ما معنى نظرية التطور وما معنى النتقاء الطبيعي في نصوص علم الحياء في القرن‬
‫التاسع عشر؟‬
‫في العام ‪ 1802‬عالم اللهوت دبليو‪ .‬بالي ‪ W. Paley‬ينشر عمله " علم اللهوت الطبيعي "‪,‬‬
‫حيث فيه يعتبر أن التصميم الوظيفي للكائنات قد برهن على وجود خالق كلّي المعرفة‪ .‬بحسب‬
‫بالي‪ ,‬العين البشرية‪ ,‬مع تصميمها الدقيق‪ ,‬يتشّكل دليل يستخلص وجود ا‪ .‬بالنسبة لعلماء‬
‫الطبيعة الراغبين بتفسير الظواهر البيولوجية بأفعال طبيعية‪ ,‬تفسير التكيف‪ ,‬التناسب الرائع‬
‫للكائنات مع بيئتها‪ ,‬قد شّكل كل هذا مشكلة رئيسية‪.‬‬

‫التحدي الكبر لداروين قد كان تفسير التكيفات المعقدة للكائنات الحّية‪ ,‬كالتصميم الوظيفي للعين‪,‬‬
‫عبر آليات طبيعية‪ .‬الحل الدارويني كان باقتراح آلية النتقاء الطبيعي‪.‬‬

‫برهان التصميم ل بالي قد امتلك تأثيراً بعلماء الطبيعة في القرن التاسع عشر‪ ,‬على الرغم من‬
‫كون هذه الرؤية تشكل انتهاكا صارخا لمفهوم الطبيعة الذي قد تّم اقراره مع تطور الفيزياء في‬
‫القرنين السادس عشر والسابع عشر‪.‬‬
‫سرة بأفعال طبيعية‪ .‬الطبيعة‪ .‬بذاتها‪ ,‬كانت هدفا‬
‫ظواهر الكون‪ ,‬بحسب المفهوم الجديد‪ .‬قد كانت مف ّ‬
‫شرعيا ً للتساؤل والجابة علميًا‪ .‬مع كتاب الصل لداروين يتم حصول ثورة ضمن علم الحياء‪ .‬ما‬
‫هو ثوري حقيقة عند داروين كان اقتراح آلية طبيعية لجل تفسير التكّون‪ ,‬التنوع والتكّيف‬
‫للكائنات‪.‬‬

‫عالم الطبيعة البريطاني تشارلز داروين } ‪ { 1882 – 1809‬قد أدخل في كتابه أصل النواع‬
‫} العام ‪ { 1859‬فكرتان ثوريتان‪ ,‬هما‪ :‬التطور البيولوجي ‪ +‬النتقاء الطبيعي‪.‬‬

‫التفكير الشعبي‬

‫" يوجد عظمة في هذا المفهوم للحياة‪ .. ,‬أنه بينما هذا الكوكب قد ذهب دائراً حسب القانون‬
‫الثابت للجاذبية‪ ,‬قد تطورت وماتزال تتطور‪ ,‬اعتباراً من بدء شديد البساطة‪ ,‬ل نهائية من الصيغ‬
‫التي كل مّرة تكون أكثر جمالً وروعة " ‪ -‬تشارلز داروين‬
‫لجل قبول نظريته في التطور والنتقاء الطبيعي‪ ,‬توّجب على داروين أن يقوم بادخال صيغة‬
‫جديدة لفهم التنّوع في الطبيعة‪ ,‬كما في التفكير الشعبي‪ .‬في زمن داروين النواع كانت معتبرة‬
‫ذوات ثابتة وغير قابلة للتبديل‪ ,‬قد أبرز ناس ذاك الزمن نمط تفكير أفلطوني‪ ,‬الفكرة المثالية‬
‫الصادرة عن خالقها‪.‬‬
‫الفروقات في الشكل‪ ,‬في السلوك‪ ,‬أو في الفيزيولوجيا لعضاء النوع لم تكن أكثر من نقصانات‪,‬‬
‫سد فكرة النوع‪ .‬بالتضاد لهذه الرؤية الساسية المسيطرة‪ ,‬التنوع الفردي‪ ,‬بعيدا عن‬ ‫أخطاء في تج ّ‬
‫كونه تافها ً } ل قيمة له {‪ ,‬يكون بالنسبة لداروين حجر زاوية التطور‪.‬‬

‫التنوع للنواع والجماعات يكون الشيء الحقيقي الوحيد‪ ,‬يكون المادة الساسية للتطور‪ ,‬والذي‬
‫اعتباراً منه ُيخلق كل تنوع بيولوجي‪ .‬تكون الفروقات الموجودة بين اعضاء نوع‪ ,‬الرائعة في‬
‫المكان والزمان‪ ,‬ستنتج جماعات جديدة‪ ,‬انواع جديدة‪ ,‬وبالنتشار‪ ,‬كل التنوع البيولوجي‪.‬‬

‫وفق رؤية داروين‪ ,‬التنوع يكون الحقيقة الوحيدة للنواع‪ .‬ل يوجد لون جلد مثالي أو نموذجي في‬
‫النوع البشري‪ .‬كل فرد مع خاصيته المتنوعة يكون عنصر اساسي في نوعنا‪.‬‬
‫دراسة التطور‬

‫الدراسات والتأكيدات المقتربة من التطور عموما ً ترتبط بواحد من مشهدين مختلفين‪:‬‬

‫‪ -1‬البحاث التي تقترب من فعل التطور‬


‫‪ -2‬البحاث التي تقترب من آلية التطور‬

‫البحاث الولى تشتمل على التخصصات البيولوجية‪ ,‬مثل علم الحفوريات‪ ,‬التصنيف‪ ,‬علم الحياء‬
‫المقارن‪ ,‬علم احياء الجماعات‪ ... ,‬التي تبّين بطريقة ل ُلبس فيها فعل التطور‪ .‬أما الثانية فتشمل‬
‫التأكيدات مقتربة من آليات التطور‪ ,‬تكون الهدف الرئيسي لدراسة علم وراثة الجماعات‪ ,‬ويخبرنا‬
‫عن العوامل‪ ,‬القوى أو الفعال التي ُتنتج التغّير التطوري‪ ,‬ما قوله‪ ,‬الليات الطبيعية التي تسّبب‬
‫التحّدر مع التعديل‪.‬‬

‫القياس اليومي الذي يوضح هذا الفرق يكون الطقس } الُمناخ {‪ .‬هطولت مطرية أو ثلجية‪,‬‬
‫الرياح‪ ,‬البرد‪ ,‬العاصير‪ ,‬تشّكل الدلة التي تقيم التأكيدات لفعل الُمناخ الجوي‪ .‬الن حسنًا‪ ,‬فيما لو‬
‫نريد تفسير لماذا تعطى فروقات بمظاهر مناخية‪ ,‬اذا يتوجب علينا الدخول بنطاق تأكيدات الفعل أو‬
‫الليات المناخية‪ .‬يتوجب علينا اقتراح العوامل‪ ,‬كاختلف درجة الحرارة بين كتل هوائية مختلفة‪,‬‬
‫التي ُتنتج الظواهر الُمناخية‪.‬‬

‫دليل التطور‬

‫التطور الذي يحصل بدرجة منخفضة‪ ,‬بداخل نوع وبمعدل عدد قليل من الجيال‪ ,‬يتم تحديده بتعبير‬
‫الميكروتطور‪.‬‬

‫الماكروتطور يكون التطور ذو الدرجة الكبرى‪ ,‬ويستغرق حقبا ً زمنية معتبرة‪ ,‬وعمليات كبيرة‬
‫للتحول‪ ,‬في أقصى الحالت يتم فهم كل تطور الحياة عبره‪[color/] .‬‬

‫يمكن تنفيذ تجارب و ‪ /‬أو ملحظات لجماعات من النواع الراهنة بدرجة صغيرة والحصول على‬
‫دليل مباشر على التطور‪ .‬يوجدكثير من المثلة التي فيها يتم كشف التطور بالفعل‪ ,‬مثل الحال‬
‫التقليدي للتصّبغ الصناعي الذي سيتم الحديث عنه لحقًا‪.‬‬

‫النتقاء الصناعي المنّفذ من قبل النسان في الكلب أو الحصان يكون ايضا ً واضحا ً كمثال يبّين قوة‬
‫التعديل بنوع ما‪ .‬بسبب ُبعده الزماني الخاص‪ ,‬ل يمكننا اثبات الماكروتطور مباشرة‪ ,‬باستثناء‬
‫حالت خلق انواع جديدة من النباتات عبر التهجين لنواع مختلفة من قبل النسان‪ .‬ولو أن الدليل‬
‫التطوري الذي يمدنا به السجل الحفوري‪ ,‬علم الحياء المقارن‪ ,‬وعلم الحياء الجزيئي يكون غير‬
‫مباشر‪ ,‬ولهذا ل يكون أقل قطعّية للن اثبات جماعة المنشأ لكل النواع‪.‬‬

‫ضح قوة التغّير الذي‬


‫السلئل المختلفة للكلب التي حصل عليها النسان عبر النتقاء الصناعي تو ّ‬
‫تمتلكه النواع‪.‬‬

‫السجل الحفوري‬
‫الرواسب التي قد تراكمت على قشرة الرض خلل تاريخها الجيولوجي قد تركت بصمة ل يمكن‬
‫تقديرها بثمن‪ ,‬عموما بصيغة عظام أو هياكل عظمية قاسية متحّجرة‪ ,‬لكائنات ميتة في الماضي‪:‬‬
‫إنها الحفوريات‪ .‬السجل الحفوري يكون نافذة رائعة على تاريخ الحياة‪ .‬فيما لو تكن موجودة فلن‬
‫يكن بامكاننا ابتكارها‪ .‬لولها‪ ,‬الفراغ يقترب من تطور الحياة على الرض وسيكون غير قابل‬
‫للستبدال‪.‬‬

‫سيكون بامكاننا التأمل‪ ,‬وضع نظريات لبعد حّد‪ ,‬لكن من سيكون بامكانه تخّيل أن الرض قد كانت‬
‫لمدة ‪ 150‬مليون عام تحت سيطرة الزواحف الضخمة والخارقة‪ ,‬الديناصورات‪ ,‬التي انقرضت‬
‫بلحظة نسبية للزمن‪ ,‬فيما لو لم يكن موجود أحفوريات للديناصورات فمن سيقص علينا قصتها؟‬
‫تفكك العناصر الكيميائية المشعة التي توجد في الصخور قد سمحت بتقدير عمر الرض بحوالي‬
‫‪ 4600‬مليون عام‪.‬‬

‫الرض‪ ,‬التي كانت عبارة عن كرة ملتهبة‪ ,‬قد بردت بشكل تدريجي‪ ,‬بادئة حقبة تطور كيميائي‬
‫التي قد ستبلغ القّمة مع تشكيل أوائل الخليا‪ .‬في أوستراليا وأفريقيا قد عثروا على رواسب‬
‫محتفظة ومثبتة لبكتريا منذ ‪ 3600‬مليون عام‪ ,‬المر الذي جعل من هذا التاريخ مؤشر بالحد‬
‫الدنى لعمر بداية التطور البيولوجي‪.‬‬
‫طول الوقت الذي قد انقضى بالتطور يختفي كليا ً عن إدراكنا‪ ,‬ل يمكننا حتى تخّيله‪ ,‬وخصوصا‬
‫بالمقارنة الزمن الذي نحياه‪ ,‬القدرة على التحول التي تفترض ‪ 3600‬مليون عام من التطور‪.‬‬

‫الزمن الجيولوجي‬

‫تّم تقسيم الزمن الجيولوجي لسلسلة مراحل متدرجة‪ ,‬العصور‪ ,‬الفترات‪ ,‬الحقب‪ ,‬والتي ل تتبع‬
‫تسلسل زمني خطي‪ ,‬بل تكون عبارة عن تاريخ اخباري للحظات مفصلية بتاريخ الحياة‪ .‬النتقال‬
‫بين الربع عصور‪ ,‬ما قبل الكامبري‪ ,‬الباليوزويكا‪ ,‬الميسوزويكا والسينوزويكا ُتبرز تغيرات كبيرة‬
‫في حيوانات ونباتات الرض بكاملها‪.‬‬
‫في الفترة الولى بعصر الباليوزويكا‪ ,‬الكامبري‪ ,‬منذ ‪ 570‬مليون عام‪ ,‬يظهر بشكل ُفجائي بالسجل‬
‫الحفوري الحيوانات المتعددة الخليا التي تمتلك أجزاء قاسية‪ ,‬مثل القواقع‪ ,‬والهيكل‬
‫الخارجي‪ ... ,‬بنهاية الباليوزويكو يصدف حصول موجة انقراض اكبر بتاريخ الرض‪ ,‬حيث‬
‫تختفي ‪ %96‬من النواع‪ .‬بنهاية الميزويكو‪ ,‬خلل النتقال من فترة الكريتاسي والتيرسياريو‪,‬‬
‫يحصل النقراض المعروف للديناصورات‪ ,‬جنبا لجنب مع انقراض ‪ %70‬من النواع الموجودة‬
‫وقتها‪.‬‬

‫التسلسل الزمني لسبع لحظات مهّمة للتطور‬


‫ما الذي يعلمنا إياه السجل الحفوري حول تاريخ الحياة على الرض؟‬

‫هذه قائمة بالحوادث الكثر اهمية‪:‬‬

‫‪ -1‬أصل خلّية بدائّية النوى ‪ procariota‬قبل ‪ 3600‬مليون عام‬


‫‪ -2‬أصل خلّية إوكاريوتا ‪ eucariota‬قبل ‪ 1400‬مليون عام‬
‫‪ -3‬أصل الحيوانات المتعددة الخليا ‪ 650‬مليون عام‬
‫‪ -4‬النفجار الكامبري ‪ 570‬مليون عام‬
‫‪ -5‬اصل الفقاريات الرضية ‪ 360‬مليون عام‬
‫‪ -6‬انقراض الديناصورات‪ .‬المشعل ينتقل من الديناصورات للثدييات ‪ 65‬مليون عام‪.‬‬
‫‪ -7‬اصل النسان العاقل ‪ 0.1‬مليون عام } ‪ 100000‬عام {‬

‫فيما لو نضغط تاريخ الرض لساعة واحدة‪ ,‬ففي الدقيقة العشرين ستظهر البكتريا‪ ,‬في الدقيقة ‪55‬‬
‫تظهر الديناصورات‪ ,‬اشباه النسان تظهر قبل ‪ 40‬ثانية من انتهاء الساعة‪ ,‬والبشر يظهرون‬
‫بإتمام مرور ساعة بالتمام‪.‬‬

‫يوجد التصاق بين السجل الحفوري والصل التطوري للنواع ومجموعاتها الموافقة‪ .‬فيما لو أن‬
‫الحياة كانت بسبب الخلق التلقائي والمستقل للنواع‪ ,‬فلماذا لم يظهر النسان مع الثدييات كما هو‬
‫مفترض‪ ,‬سيكون بامكاننا الظهور بأي لحظة‪ ,‬عندما ظهرت السماك‪ ,‬أو الديناصورات‪ ,‬أو حتى‬
‫قبل ظهور الرئيسيات *‪.‬‬

‫هوامش‬

‫* الرئيسيات هي رتبة من الثدييات لها ثلث رتيبات‪ :‬الهباريات والقرديات والبشريات } معجم‬
‫المورد – اسباني ‪ /‬عربي {‪.‬‬

‫التطور ل يمتلك اتجاهاً‬

‫تاريخ الحياة يكون عبارة عن تاريخ انقراضات وموت‪ ... ,‬مع بضع باقين قلئل على قيد الحياة‪.‬‬
‫‪ %99.9‬من النواع التي كانت موجودة ذات مّرة تكون منقرضة في يومنا هذا‪ .‬جماعات كاملة‬
‫من الكائنات‪ ,‬كالديناصورات‪ ,‬ثلثيات الفصوص‪ ,‬آمونويديوس ‪ } ammonoideos‬كائنات تشبه‬
‫ي متحّدر‪.‬‬
‫الرخويات ذات القواقع {‪ ,‬قد انقرضت نهائيا دون القدرة على ترك أ ّ‬
‫صة متفق‬ ‫كما يشير عالم الحاثة الشهير إس‪ .‬غولد ‪ ,S. Gould‬السجل الحفوري ل يكون ق ّ‬
‫عليها تقود الجناس لحال أفضل‪ ,‬تعقيد أكبر‪ ,‬تنوع أكثر‪ .‬تاريخ الحياة ل يبّين وجهة محددة‪ ,‬ل‬
‫صة الغاء ضخمة متابعة الحضور بنسب مختلفة‬ ‫يمتلك اتجاها ً ول معنى‪ .‬التطور يكون عبارة ق ّ‬
‫ضمن العديد من الكائنات الحّية حاليًا‪ .‬أوليا ً يكون مستحيلً تحديد اتجاه التطور لن الحوادث‬
‫المهمة الملموسة‪ ,‬الطارئة‪ ,‬كالنقراض ليس لجماعة من الكائنات في حال النقراض بالجملة‪ ,‬أو‬
‫لوظيفة أو ليس لمتغّير تكّيفي مناسب عندما يكون مت ّ‬
‫طلبًا‪ ,‬تكون العناصر الحقيقية للتاريخ‪.‬‬

‫انقراضات بالجملة‬

‫يوجد نظامين للنقراضات‪ :‬النقراض العادي‪ ,‬الذي يؤثر بالنواع التي تترك بيئتها خلل صراعها‬
‫اليومي للتكّيف‪ ,‬والنقراض بالجملة‪ ,‬والتي تكون أكثر سرعة وتلف بالحجم‪ .‬على القل قد حدث‬
‫خمس موجات انقراض بالجملة‪ ,‬وقد تركت الكثير من الفجوات البيئية التي قد سمحت بأن تكون‬
‫مشغولة من متحدري أنواع باقية على قيد الحياة‪.‬‬
‫هذا الشغل للمجال الحيوي الصالح‪ ,‬معتاد أن يكون مصحوبا ً بتنوع تشّكلي سريع وواسع والذي‬
‫يتم تسميته بالشعاع التكّيفي‪ .‬ل ُيعرف بشكل يقيني سبب النقراضات الكبرى‪ ,‬ولو أن السباب‬
‫المادية كفعل اصطدام النيازك أو التغّير المناخي تظهر الكثر ترجيحا ً من عوامل بيولوجية‪ .‬بحسب‬
‫فرضية حديثة‪ ,‬يوجد خمس حلقات انقراض ضخمة حصلت كل ‪ 26‬مليون عام تقريبًا‪ ,‬والثر‬
‫الدوري لمطار المذنبات على الرض قد أمكنه تفسير هذه الحلقات‪.‬‬

‫حيوان بورغس شال ‪ } Burguess Shale‬كندا {‬

‫فيما لو ُتتاح الفرصة لعودتنا للماضي بلحظة معينة‪ ,‬بفترة سابقة للعصر الكامبري ستكون بل شّك‬
‫من اللحظات الكثر جاذبّية‪ .‬ففي العصر الكامبري‪ ,‬منذ ‪ 570‬مليون عام‪ ,‬نتج النفجار الكبر‬
‫للسجل الحفوري لوائل الحيوانات التي كانت معقدة تشريحيا ً ودون ظهور حيوانات سابقة لها‪.‬‬
‫الجواب يكون في طبقات منطقة بورغس شال‪ ,‬المتموضعة في جبال الصخور الكندية‪ .‬وفق‬
‫شروط شديدة الخصوصية بالحفظ‪ ,‬هنا يتم العثور على الحيوان الوحيد ذو الجسم الطري } دون‬
‫أية بنية صلبة { الموجود بزمن سابق للنفجار الكامبري‪.‬‬
‫المفاجأة الكبرى من بورغس شال تكون بأن النواع القليلة التي تم تحليلها تحتوي اختلف‬
‫ي‬
‫بالتصميمات التشريحية التي تتخطى‪ ,‬بكثير‪ ,‬السلسلة الحديثة الموجود في كل العالم‪ .‬ول في أ ّ‬
‫حيوان لحق يتكرر الغنى التشريحي الذي بحيوانات تلك الطبقة‪ .‬من ال ‪ 120‬جنس المحللين‪20 ,‬‬
‫تكون تصميمات لمفصليات الرجل الوحيدة‪ ,‬واضافة لكونها حاضرة بأربع مجموعات حيوانية‬
‫الموجودة اليوم‪ ,‬يوجد ‪ 8‬تصميمات ل تنتمي لي مجموعة حيوانية معروفة‪ .‬حقبة بورغس شال‬
‫تظهر بكونها قد كانت فترة مدهشة للختبار‪ ,‬عصر ذو مرونة تطورية كبيرة‪ ,‬والذي قد كان‬
‫متبوعا ً بموجة كبرى للنقراض‪.‬‬

‫أوبابينيا ‪ : Opabinia‬حياة غريبة بماضي سحيق‬

‫أوبابينيا كان أحفور من منطقة بورغس شال الذي قد كشف صندوق العجائب الذي قد كان‬
‫موجوداً في تلك الطبقة‪ .‬تصميمه المفرد ل ينتمي لي مجموعة حيوانية معروفة‪ .‬يمتلك ‪5‬‬
‫أعين!!!‪ ,‬أنف مرن مشّكل من انبوب اسطواني مثّلم‪ ,‬انبوب هضمي بشكل حرف يو ‪ ,U‬جذع من‬
‫‪ 15‬قسم‪ ,‬مع فصوص صدغية رقيقة جانبية‪ .‬القسام الثلثة الخيرة تشّكل ذنب بثلث أزواج من‬
‫صصة متجهة نحو الخارج‪.‬‬‫وريقات رقيقة ومف ّ‬

‫أوبابينيا كان أول أحفور بطبقة بورغس شال التي قد أثبتت تميزاً تشكليا ً للصيغ الولى المتعددة‬
‫الخليا‪ .‬لديه ‪ 5‬عيون‪ ,‬انف مرن‪ ,‬انبوب هضمي بشكل حرف يو ‪ ,U‬جذع من ‪ 15‬قسم‪ ,‬الثلثة‬
‫الخيرة تشّكل ذنب‪.‬‬

‫الديناصورات‬

‫ط الزواحف وتبدأ السيطرة على الوسط الرضي‬ ‫خلل الفترة الترياسية تظهر الديناصورات من خ ّ‬
‫لمدة ‪ 150‬مليون عام تقريبًا‪ .‬لقد تحققوا لكثر من ‪ 350‬نوع من الديناصورات‪ ,‬وُيعتقد بأن هذا‬
‫مؤشر متدني جداً لما تواجد من انواع وقتها بالواقع‪ُ .‬تعتبر الديناصورات الحيوانات الكثر كبراً‬
‫التي قد عاشت ذات مرة على الرض‪.‬‬
‫السيموساوروس ‪ , Seismosaurus‬العاشب الكبر المعروف‪ ,‬كان طوله ‪ 40‬مترًا‪.‬‬
‫التيراناسوروس ريكس ‪ ,Tyrannosaurus rex‬واحد من اللواحم الكبار‪ ,‬كان طوله ‪ 12‬مترًا‪,‬‬
‫الديناصورات ُتقسم لمجموعتين كبيرتين‪ ,‬ديناصورات ذوي حوض محوض السحالي‬
‫} ساريسكيوس ‪ ,{ Saurisquios‬التي منها انواع عاشبة ولحمة‪ ,‬والديناصورات ذوي‬
‫الحوض الطيوري } أورنيستيكيوس ‪ ,{Ornistiquios‬أنواعه كانت كلها عاشبة‪ .‬الديناصورات‬
‫قد انقرضت منذ ‪ 65‬مليون عام لجانب كثير من النواع الخرى‪ .‬لقد افترضوا أن ذلك حصل بسبب‬
‫نيزك ضرب سطح الرض مما ادى للنقراض بالجملة‪.‬‬

‫من يمكنه تخّيل أن الرض قد سيطر عليها خلل ‪ 150‬مليون عام بضع زواحف ضخمة‪,‬‬
‫الديناصورات‪ ,‬التي قد اختفت بلحظة نسبية للزمن‪ ,‬فلو لم تكن هناك احفوريات للديناصورات‬
‫فكيف كنا سنعرف شيء عنها؟‬

‫علم الحياء المقارن‪ :‬التماثل والتناظر‬

‫عندما أحد ما يشاهد تشابهات بين انواع‪ ,‬يمكنه التفريق بين نوعين من التشابهات‪ ,‬التماثل‬
‫طح وتمتلك حركة زعنفية مشابهة ل‪:‬‬ ‫والتناظر‪ .‬جناح الطائر وجناح الذبابة تشّكل امتداد مس ّ‬
‫السماك‪ ,‬الدلفين‪ ,‬أو البطاريق تمتلك قسم عرضي مفلطح يسمح لها بالنزلق ضمن الماء‪ .‬تلك‬
‫التشابهات‪ ,‬تسمى تماثلت‪ ,‬تكون سطحية غالبا ً وتكون تلك العضاء خاضعة لقيود وظائفية أو‬
‫تكّيفية‪ ,‬ول علقة لها بامتلك سلف مشترك قريب‪.‬‬
‫بعكس التماثل‪ ,‬التناظر يكون عبارة عن التشابه الموجود بين خصائص لنواع مختلفة والتي‬
‫تكون متوقفة على امتلكها لصل مشترك‪ ,‬وليس على الفعل المباشر للضغط الوظائفي‪ .‬كمثال‪ ,‬كل‬
‫التيترابودوس ‪ }tetrapodos‬حيوانات فقارية ارضية ذات اربع اطراف { تمتلك طرف بخمس‬
‫اصابع‪ ,‬وهذا موجود بجوانح الطيور والخفاش كما في يد الكائن البشري‪ ,‬على الرغم من أن‬
‫الطراف تمثل اوراق وظائفية شديدة الختلف‪ .‬سبب هذه البنية المشتركة يكون بأن كل رباعيات‬
‫الطراف نحتفظ بذات البنية الساسية للنوع السلف الصلي‪.‬‬
‫التناظر‪ :‬كل رباعيات الطراف يمتلكون طرف بخمس اصابع‪ ,‬ولو أنها تمتلك وظائف مختلفة‪.‬‬

‫التناظر يكون القاعدة في التصنيف‬

‫التصنيف مؤسس في مقارنة الخصائص للنواع‪ ,‬والخصائص المتناظرة تشّكل العناصر المهمة‬
‫لقرار التصنيف التطوري‪ .‬فيما لو أن النواع تصدر عن انواع اخرى عبر التطور‪ ,‬واضافة ل‬
‫تتغّير بسرعة لجل أل تفقد ارثها التاريخي‪ ,‬سيكون مؤملً أن الكائنات الحية المختلفة ستتقاسم‬
‫سلسلة من الخصائص المتناظرة‪ .‬تحليل مختلف الخصائص الظاهرية‪ ,‬مثل التشّكل‪ ,‬السلوك‪,‬‬
‫الصبغيات‪ ,‬التشريح الخارجي والداخلي‪ ,‬النمو الجنيني‪ ,‬الستقلب‪ ,‬التنوع الوراثي والبروتيني‬
‫تبّين بأن النواع تقّدم تشابهات تناظرية بكل مستويات النمط الظاهري‪.‬‬
‫عندما تكون النواع اكثر قرابة‪ ,‬درجة التشابه تصبح اكبر‪ ,‬والعكس بالعكس‪ ,‬عندما يكونون اكثر‬
‫بعداً سيكونون اقل تشابهًا‪ .‬هكذا‪ ,‬الفروقات التي نراها اليوم بين النواع تتوقف على التغيرات‬
‫الجديدة التي قد اكتسبوها منذ انفصالهم عن سلفهم المشترك‪ .‬التشابهات التي ننسبها الى التناظر‬
‫ل يمكن تفسيرها فيما لو أن النواع تكون مستقلة اصلً بعضها عن بعضها الخر‪.‬‬

‫أعضاء متبقّية‬

‫حال على وجه الخصوص ذو معنى للتناظر يكون العضاء المتبقّية‪ .‬حوض رباعيات الطراف‬
‫يكون بنية عظمية وظيفته بكونه يصل بمفصل الطراف المامية‪ .‬الحيتان تكون رباعية اطراف‬
‫اسلفها ثدييات قد غادرت الرض للسكن في البحر‪ .‬في هذا الوسط الجديد قد فقدت الحيتان‬
‫الطراف السفلية‪ ,‬لكن للن تحتفظ ببصمة اشعارية عن ماضيها كرباعية الطراف‪ ,‬السلسلة‬
‫الكاملة لعظام الحوض‪ .‬بصيغة مشابهة‪ ,‬الفاعي تبرز بقايا طرف امامي التي انتقلت من اسلفها‪.‬‬
‫الحوض الصغير للحيتان يكون عضواً متبقيا ً يثبت أصله كرباعي الطراف أرضي‪.‬‬

‫علم الحياء الجزيئي والتناظر‬

‫علم الحياء الجزيئي قد زّود بالدليل الكثر كونّية للتناظر‪ .‬كل الكائنات الحّية نتقاسم ذات‬
‫المادةالوراثية‪ ,‬الدي إن إي‪ ,‬عبارةعن جزيء حلزوني معلومته موجودة مقوننة في ‪ 4‬أحرف أو‬
‫نيوكليوتايدات* مختلفة‪ .‬بالتساوي‪ ,‬الشيفرة الوراثية تكون عمليا ً كونّية‪ ,‬كل الكائنات تتقاسم ذات‬
‫القاموس الذي يعطي الهمية لسلسلة الدي إن إي‪ .‬كل المثالين يشكلن أدلة قوّية على العلقة‬
‫العميقة الموجودة بين كل ما هو حّي‪.‬‬

‫الدي إن إي عبارة عن جزيء حلزوني يمتلك معلومة وراثية مقوننة اعتباراً من ‪ 4‬أحرف أو‬
‫نكليوتيدات مختلفة‪.‬‬
‫شجرة الحياة‪ :‬الشعبة الجينية‬

‫فيما لو تكن الحياة عبارة عن تغّير وتشّعب عبر التحّدر‪ ,‬بالتالي تمثيلها سيكون عبارة عن شجرة‬
‫أو شعبة‪ ,‬التي فيها الجذع والفروع الداخلية ستوافق السلف للنواع الحالية والطراف للفروع‬
‫الخارجية ستكون النواع الحالية‪ .‬كيف يتم اقرار شعبة ما؟ بتنظيم النواع الحالية منتبهين‬
‫للتشابهات الشكلية و ‪ /‬أو الوراثية لخصائصها المتناظرة‪.‬‬

‫النظام اللينوي‬

‫عالم النبات السويدي كارلوس لينيوس } ‪ { 1778 – 1707‬قد صاغ نظام التصنيف المستعمل‪,‬‬
‫مع بعض التعديلت‪ ,‬بيومنا هذا‪ .‬يوجد ‪ 7‬مستويات حصرية للتصنيف‪ ,‬والتي تكون‪ ,‬من الصغر‬
‫للكبر‪ ,‬النوع‪ ,‬الجنس‪ ,‬العائلة‪ ,‬الرتبة‪ ,‬الصف‪ ,‬الشكل والمملكة‪ .‬السم العلمي لكل نوع يمتلك‬
‫جزئين‪ ,‬السد كمثال‪ ,‬يحّدد ب بانتيرا ليو ‪ .‬السم الول يرتبط بالجنس والثاني بالنوع‪ .‬معتبرينه‬
‫مثال لكيفية تصنيف النواع الراهنة للصناف اللينوية المختلفة‪.‬‬

‫السد‪ ,‬الفهد‪ ,‬النمر‪ ,‬تنتمي للجنس بانتيرا ‪ ,‬الذي مع الجنس فيليكس } الهّر المنزلي { وغيرها‬
‫تشّكل عائلة الفيلينوس السنورّيات‪ ,‬السنوريات‪ ,‬مع الكلبيات والدبيات‪ ,‬تشكل رتبة اللواحم‪.‬‬
‫الرئيسيات‪ ,‬القوارض‪ ,‬اللواحم‪ .. ,‬تجتمع في شعبة الثدييات‪ .‬هذه النواع تتقاسم خصائص مثل‬
‫ارضاع صغارها بالحليب‪ ,‬تحملها في الرحم عبر جهاز معّقد‪ ,‬المشيمة‪ .‬جلدها يكون محمياً‬
‫بواسطة الفرو أو الشعر‪ .‬الثدييات‪ ,‬الطيور‪ ,‬الزواحف‪ ,‬البرمائيات‪ ,‬والسماك تجتمع في نموذج‬
‫واحد فقط أو شعبة ‪ ,‬لن كلها تمتلك عمود فقري‪ ,‬وكحد اقصى لربع اعضاء‪ ,‬ودم أحمر مع‬
‫هيموغلوبين‪ ,‬تكون شعبة الحبليات‪.‬‬

‫الحشرات‪ ,‬العناكب‪ ,‬القشريات‪ ,‬الحريش } أم أربعة وأربعين {‪ ,‬يتم تصنيفها بشكل آخر‪ ,‬مفصليات‬
‫الرجل‪ .‬المحار‪ ,‬القواقع والكالمار تجتمع في شعبة الرخويات‪ ,‬وهكذا بالتتالي‪ .‬النموذج الحبلّي‪,‬‬
‫مفصلي الرجل‪ ,‬الرخوي وغيرها تشّكل المملكة الحيوانية‪ .‬شجرة الحياة تنتظم باتباع تقسيمات‬
‫ستكون من خصائص عمومية أو عامة إلى مشاهد أكثر نوعّية‪.‬‬
‫عالم الطبيعة السويدي كارل لينيوس } ‪ { 1778 – 1707‬قد خلق نظام التصنيف المستخدم في‬
‫يومنا هذا‪.‬‬

‫معنى المستويات التسلسلية للتصنيف‬

‫لماذا يتم ترتيب التنوع البيولوجي بمستويات متسلسلة مختلفة؟ ملمح التقسيمات الكثر عمومية‬
‫ستتوافق مع تكيفات اساسية أو رئيسية قد ظهرت بلحظات ابتدائية لتطور النواع السابقة لتلك‬
‫المجموعات‪ .‬كمثال‪ ,‬يوجد خمس ممالك كبيرة‪ ,‬وحيدات الخلّية‪ ,‬الطلئعيات‪ ,‬الفطريات‪ ,‬النباتات‬
‫والحيوانات‪ ,‬والتي تتوافق مع خمس تمّيزات رئيسية للحياة على الرض‪.‬‬
‫الشعبة أو النموذج يكون الوحدة الساسية التالية للتمّيز بين الممالك‪ ,‬وسيكون بالمكان فهمها‬
‫كمشاريع اساسية رئيسية لعلم التشريح‪ .‬في المملكة الحيوانية تلك المستويات الساسية ستكون‬
‫السفنج‪ ,‬الدود‪ ,‬مفصليات الرجل } حشرات‪ ,‬القشريات ‪ ,{ ...‬الحبليات‪ ... ,‬اعتباراً من التكيفات‬
‫الرئيسية تظهر لحقاً تغيرات جديدة أو تكيفات متنوعة‪ ,‬والتي بامتلك زمن قليل أصغر‪ ,‬تمتلك‬
‫معدل تصنيفي أقّل‪.‬‬

‫تصنيف التنوع البيولوجي يكون دليلً على التطور‬

‫ي لصالح التطور‪ .‬الذي تتقاسمه‬


‫الواقع بأن تنوع الحياة الخاضع لنظام تسلسلي يكون برهان قو ّ‬
‫النواع تشريحياً وبتكيفات اساسية يمكن تفسيرها بسهولة فيما لو نفترض بأن النواع الحالية قد‬
‫تقاسمت اسلف‪ ,‬لكن لن نتأمل ذلك النموذج فيما لو أن النواع قد كانت مخلوقة بشكل مستقل‪.‬‬
‫الشعبة الجينية الجزيئية‬

‫عالمّية الجزيء الحامل للمعلومة الوراثية يجعل من الدي إن إي ميزة مناسبة كثيراً لدراسة‬
‫مقارنة للنواع‪ .‬شكليا ً ل يكون ممكنا ً مقارنة بكتريا مع انسان‪ ,‬مع ذلك فيما لو يكن ممكنا ً القيام‬
‫بمقارنة بين جزيئات الدي إن إي لكل الكائنين‪ ,‬حيث أنهم مشكلن من قواعد اللغة ذاتها‪.‬‬

‫مع تفاصيل متتابعة يمكننا المقارنة بين اّية مجموعات من النواع‪ ,‬مهما كانت متباعدة‪ .‬المعطيات‬
‫الجزيئية تمتلك خصائص اضافية اخرى التي كلها معا ً تتحول في الميزة المثالية للدراسات‬
‫شعبية الجينّية‪.‬كثيرمن العمال يمتلكون ويحللون تعاقبات الجينات والبروتينات لنواع مختلفة‬
‫ال ُ‬
‫لجل حّل مسائل للن غير واضحة بعلقات النواع ببعضها‪ .‬المعطيات الجزيئية قد اثبتت بأن‬
‫نوعنا يكون اكثر قربا ً للشمبانزي والغوريلل مما كنا نعتقد سابقًا‪.‬‬

‫شعبية الجينية العالمية‬


‫الشجرة ال ُ‬

‫التحليل الجزيئي للتعاقبات ايضا ً قد عّلمنا بانه يوجد تقسيم بالجذر ذاته لشجرة الحياة والذي يكون‬
‫اكثر اساسية من التقسيم لخمس ممالك الُمعّلم غالبًا‪ .‬عوضا ً عن نموذجين خليويين قانونيين‪,‬‬
‫بدائيات النوى** وحقيقيات النوى***‪ ,‬يوجد ثلث نماذج رئيسية من الخليا‪ ,‬عتائق****‪,‬‬
‫شعبية الوراثية‬
‫البكتريا الحقيقية وحقيقيات النوى‪ .‬الشجرة الجديدة ُيطلق عليها اسم الشجرة ال ُ‬
‫العالمية‪.‬‬

‫شعبية الوراثية العالمية‬


‫الشجرة ال ُ‬

‫الموجة السادسة للنقراض بالجملة‬

‫المصير الطبيعي لكل نوع يكون النقراض‪ .‬لكن الحياة تستمر لن كثير من النواع تترك أنواع‬
‫متحدرين قبل موتها‪ .‬التنوع البيولوجي يكون عملية حركية } ديناميكية { التي ُتنتج التوازن بين‬
‫النقراض وانتاج النواع‪ .‬ولكن ول واحد منهما يمكنه أن يسود لزمن طويل‪.‬‬
‫انقراض سيكون متفوقا ً على انتاج النواع خلل اجيال طويلة سيقود لفقدان الحياة على الرض‪,‬‬
‫بينما الوضع المعاكس سيقود لشّح بالموارد وبالتالي النقراض ايضًا‪ .‬حاليا ً يختفي نوع كل ‪15‬‬
‫دقيقة‪ .‬النمو المفرط للنوع البشري قد ازداد ‪ 1000‬مرة عن المعدل الطبيعي للنقراض‪ ,‬خالقاً‬
‫لوضع يكون مشابه لكارثة كبرى‪ .‬نحن بمواجهة الموجة السادسة‪ ,‬وربما بالتحديد‪ ,‬النقراض‬
‫الكبر بتاريخ الحياة على الرض‪.‬‬

‫اشارات‬

‫* نيوكليوتايدات‪ :‬هي الوحدة اساسية لبناء الدنا و الر ن ا‪ .‬في الحماض النووية الوراثية )دنا و‬
‫رنا( تتكون وحدة النيوكليوتيد من‪:‬‬

‫سكر خماسي )‪ (Ribose Sugar‬وفي حمض الدنا يكون هذا السكر منقوص الكسجين‪.‬‬
‫مجموعة فوسفات‪.‬‬
‫قاعدة نيتروجينية‪ ،‬في حمض الد ن ا القواعد النيتروجينية هي أدينين )‪ (Adenine‬و كوانين )‬
‫‪ (Guanine‬و ثايمين )‪ (Thymine‬و سايتوسين )‪ .(Cytosine‬أم في حمض الرنا فيكون‬
‫اليوراسيل )‪ (Uracil‬بدل من الثايمين‪.‬‬

‫** بَِدائِّيات النَّوى ]خلية بدائية النواة )صفة للمفرد(‪ ،‬خليا بدائية النوى )صفة للجمع(‪ ،‬بدائيات‬
‫النوى )اسم بصيغة الجمع([ )بالنجليزية‪ (Prokaryotes :‬تقسم الخلية البدائية النواة إلى‬
‫جزئين رئيسيين‪ ،‬هما الَهُيوَلى وشبه النواة المسماة المنطقة النووية‪ ،‬يحيط بهما الغشاء الخلوي‪.‬‬
‫ويكون هذا الغشاء محاطا ً أحيانا ً )كما في بعض الجراثيم‪ ،‬وفي الطحالب( بجدار خلوي صلب أو‬
‫شبه صلب يحافظ على الخلية ويؤمن لها الدعم‪ ،‬يسمى الُغْلَفة‪ .‬يتراوح معدل حجم الخلية البدائية‬
‫النواة بين ‪ 10 - 1‬ميكرومتر‪ .‬والخلية ل تستطيع الستمرار في الحياة إذا تلف غشاؤها‪ .‬وينطوي‬
‫الغشاء الَهُيولِّي في بعض بدائيات النواة مكوًنا طيات وثنايا‪ ،‬لكن هذه ل تكون منفصلة عن‬
‫الغشاء الَهُيولِّي‪ ،‬لذلك ل تعتبر تراكيب داخلية‪ ،‬بعض هذه الطيات الجسميات المتوسطة وتكون‬
‫حاوية على النزيمات الساسية الضرورية لعملية التنفس الهوائي )وهي التي تحدث في الحبيباب‬
‫الخيطية في الخليا حقيقية النواة‪ ،‬ولكن عدم وجود أغشية داخلية دائمة يعني عدم وجود تركيز‬
‫موضعي للفعاليات والنشاطات محدًدا بغشاء وهذا هو الختلف الرئيسي بين النوعين‪ .‬كما تختلف‬
‫الجسيمات الريبية في بدائية النواة حيث تكون أصغر حجما ً ويتراوح قطرها بين ‪200 - 150‬‬
‫أنغستروم وتكون حرة في الهيولى‪.‬‬
‫تسمى هذه الخليا بالبدائية النوى لنها تحوي‪ ،‬إضافة إلى الهيولى‪ ،‬منطقة كثيفة ذات شكل غير‬
‫منتظم‪ ،‬تسمى المنطقة النووية‪ ،‬إذ تفتقد هذه الخليا لغشاء فاصل بين الهيولى و المنطقة النووية‬
‫التي تحوي الَحْمن )أي المادة الوراثية(‪ ،‬وهو الفرق الرئيسي بين الخليا البدائية النوى والخليا‬
‫الحقيقية النوى‪.‬‬

‫*** حقيقيات النوى ‪ Eukaryote‬هي مجموعة الكائنات الحية ذات بنية خلوية معقدة ‪ ،‬تتميز‬
‫بأن المادة الجينية )‪ (genetic material‬فيها تكون محصورة ضمن النواة المغلفة بغشاء‪.‬‬
‫تضم حقيقيات النوى ‪ :‬النباتات و الحيوانات و الفطور ‪ -‬وهي بشكل عام متعددة الخليا ‪ -‬إضافة‬
‫إلى بعض النواع المصنفة كالوليات ‪) protista‬العديد منها يكون وحيد الخلية(‪.‬‬
‫**** العتائق ‪ 1‬أو البَْدئَِيات ‪ 2‬أو اًلصليات ) الجراثيم العتيقة او الجراثيم الصلية ( ‪Archaea‬‬
‫تشكل شعبة أساسية من الحياء الدقيقة مثل البكتيريا ‪ ،‬الصليات كائنات وحيدة الخلية ل تحوي‬
‫نواة خلوية فهي من ضمن بدائيات النوى ‪ .‬تصنف عادة على انها ضمن مملكة مونيرا التصنيف‬
‫الحيوي خماسي الممالك‪ .‬مع ذلك ل يوجد تأكيد على تقارب وراثي عرقي للمجموعات فيه ‪ ،‬في‬
‫نظام التصنيف ثلثي الممالك ‪ :‬تعتبر التصنيفات الرئيسية هي الصليات و البكتيريا و حقيقيات‬
‫النوى ‪ . Eukaryota‬لكن بالرغم من أنها بدائية النوى فإن الصليات تعتبر أقرب لحقيقيات‬
‫النوى منها إلى البكتيريا‪ .‬لدلك يتم وضع الصليات و حقيقيات النوى في مجموعة واحدة ضمن‬
‫كليد أو مجموعة مشتركة الصل ‪ clade‬تدعى نيومورا ‪ ، Neomura‬يعتقد انها نشأت أساسا‬
‫من البكتريا موجبة الغرام ‪ .‬توصف الصليات بأنها من محبات الشروط الصعبة‬
‫‪ extremophile‬تعيش في بيئات قاسية ‪ .‬لكنها تتواجد في جميع الماكن‪.‬‬

‫الكائن الوحيد من هذه المجموعة يدعى أصيلي او أرخياني "‪ ، ".archaean‬السم النكليزي‬
‫اتى من الغريقية ‪ (αρχαία) :‬بمعنى "الفرد القديم" "‪ ;"ancient ones‬مفردها‬
‫‪ : Archaeum, Archaean, or Archaeon‬تدعى أيضا بكتريا أصلية أو بكتريا قديمة‪.‬‬

‫‪ -1‬القاموس الطبي الموحد‪.‬‬


‫‪ -2‬مجلة العلوم‪.‬‬

‫الشارات منقولة‬

‫التطور البشري‬

‫التشابهات الشكلية‪ ,‬البيوكيميائية‪ ,‬والوراثية تضع الكائن البشري برتبة الرئيسيات ‪ -‬طائفة‬
‫الثدييات‪ .‬ضمن الرئيسيات‪ ,‬تكون الشمانزي‪ ,‬الغوريلل والورانغوتان‪ ,‬اقرباؤهم الكثر قربًا‪.‬‬
‫معطيات المقارنة للتعاقبات تبين تشابه قدره ‪ %98.5‬بين الدي ان اي البشري والشمبانزي‪ .‬هذا‬
‫التشابه يكون اكبر مما يوجد بين الشمبانزي والغوريلل أو بين الغوريلل وبيننا‪ ,‬لذلك الشمبانزي‬
‫والبشر نتقاسم سلف مشترك اكثر قربا ً للجانبين منه للغوريلل‪ .‬هذه القرابة‪ ,‬التي تعود الى ‪5‬‬
‫مليين عام‪ ,‬يكون اكبر بكثير مما كان ُيستدل عليه بتفاصيل تشكلّية‪ ,‬ويبين القدرة لمعطيات الدي‬
‫ان اي لجل كشف علقات القرابة‪.‬‬

‫في التطور البشري يوجد ملمحان كبيران‪ ,‬المشي على القدام‪ ,‬والنمو المهم بالدماغ‪ .‬السجل‬
‫الحفوري يبين لنا بأن وضعية النتصاب قد ظهرت مع النمو الدماغي وأن افريقيا تكون مهد‬
‫البشرية‪ .‬الوسترالوبيتكوس ‪ ,‬بقدم زمني قدره ‪ 5 – 1.5‬مليين عام يكون القرد الول شبه‬
‫النسان الذي يمشي على القدام‪ .‬حجم جمجمته كانت شبيهة بما لدى الشمبانزي والغوريلل‬
‫الحاليين‪ .‬النسان الماهر والنسان المنتصب يشكلن الخطان اللذان يتابعان تسلسل زمني حتى‬
‫وصول نوعنا‪ ,‬النسان العاقل‪ ,‬منذ ‪ 100000‬عام‪.‬‬

‫الشعبة الجينية للبشر واشباههم الحديثين التي تدخل المعطيات الجزيئية والتشكلية‪ .‬آش‪ :‬انسان‪,‬‬
‫سي ‪ :‬شمبانزي‪ ,‬جي‪ :‬غوريلل‪ ,‬أو‪ :‬أورانغوتان وجي‪ :‬جيبون‪.‬‬

‫دي إن إي انسان نياندرتال‬

‫في العام ‪ 1997‬تّم نشر تعاقب قطعة دي إن إي لول احفور قد تّم العثور عليه لنسان نياندرتال‪,‬‬
‫نوع خاص منقرض من النوع البشري‪ .‬تكون المرة الولى التي يتم فيها امتلك تعاقب جزيئي‬
‫لحفور بشري‪ .‬عندما تمت مقارنتها مع تعاقب نظير للدي إن إي البشري الراهن قد أوضح بأن‬
‫سلف مشترك لنا ولنسان نياندرتال قد عاش منذ ‪ 500000‬عام‪ ,‬ما يدعو للستنتاج بأن انسان‬
‫نياندرتال قد انقرض دون الختلط بالنسان الحالي‪.‬‬
‫التحليل القريب لقسم من تعاقب دي إن إي لنسان نياندرتال يشير لن هذا النوع البشري لم يختلط‬
‫معنا‪.‬‬

‫مستقبل التطور‬

‫مع ظهور الدماغ البشري يظهر الفعل الفردي لظهور الوعي الموضوعي في الجزء الذي تشغله‬
‫الحياء من سطح الرض‪ .‬نحن شرارات من الوعي في كون كان اعمى وأصم بصيرورته حتى‬
‫اقتحامنا له‪ .‬لول مرة‪ ,‬وبمعنى متكرر‪ ,‬الكون يفكر بذاته عندما اكتشفنا وجوده بصورة معادلة لنا‬
‫عندما نفكر ونكتشف بدماغنا‪ .‬هذا يشّكل اللحظة الكثر أهمّية بكل التطور‪ .‬التفكير العلمي الذي‬
‫ينتج من نشاط العقول العاملة بتعاون لجل فهم الواقع المادي‪ ,‬البيولوجي والعقلي بكوننا‪ ,‬المر‬
‫الذي يقودنا لمستويات عالية من الوعي‪ .‬كما يشير موستيرين ‪ Mosterín‬في العام‬
‫} ‪ ,{ 2005‬نتجه نحو وعي كونّي‪ ,‬حيث سنصل لمستويات عالية من الذكاء‪ ,‬الفرح والدراك‪.‬‬

‫التطور العلمي والثقافي ل يمكنه الغاء قوانين النتقاء الطبيعي والوراثة‪ .‬يبقى متابع فعل النتقال‬
‫الفقي } بين افراد من جيل ما { وشاقولي } بين اجيال { الذي يكون سريع اكبر بكثير من افعال }‬
‫عمليات { التطور البيولوجي التقليدية‪ .‬الكائن البشري يكون على عتبة القدرة على توجيه التطور‬
‫في اتجاه يناسبه‪ .‬سيكون بامكانه تحديد مهم بالتطفرات الصدفوية والتمييز الوراثي واتحاد‬
‫المشاج ‪ .‬جينات متطفرة تسبب امراض خطيره للنوع البشري سيكون بالمكان تشكيلها من خلل‬
‫استدراك الخطاء وجعلها سليمة ل قاتلة‪ ,‬لكن المفارقة أن البشرية اليوم تواجه تحديات نجاحها‬
‫التطوري ذاته‪ .‬النمو المفرط بالسكان‪ ,‬مع الحتياجات لفضاء وموارد تقوم بالتسبب‪ ,‬الحث على‬
‫اللغاء أو التخفيض حتى حجوم ل يمكن تحملها من قبل مساكن النواع‪.‬‬

‫ل‪ .‬يكون ممكنا ً أن الكائن البشري قد يستطيع الحفاظ على‬


‫معدل النقراض الراهن ل يكون محتم ً‬
‫التنوع البيولوجي بصيغة بذور أو خليا مجّمدة‪ ,‬وحتى أنه بامكانه التعويض عن خسارة النواع‬
‫بعملية خلق انواع جديدة عبر الهندسة الوراثية‪ .‬لكن النخفاض الشديد بالفضاءات الطبيعية‬
‫سيحدد بطريقة ل يمكن تفاديها التنوع‪ .‬التحديات الكبرى للبشرية تكون عبر ضبط النمو السكاني‪,‬‬
‫الغاء التمييز الجتماعي القتصادي‪ ,‬الحفاظ على نمو مدعوم قابل للحياة والحفاظ على مساكن‬
‫طبيعية وأنواع‪ .‬النجاح بمواجهة هذه التحديات يتطلب النمو في الوعي الخلقي الكوني المؤسس‬
‫على احترام تنوع الشعوب والثقافات لنوعنا‪ .‬وعي كذاك يتوجب امتداده لكلّية الحياة‪ ,‬الى‬
‫المجموعة الرائعة لصيغ النواع التي تصاحبنا‪ ,‬منذ أول خلّية سالفة مشتركة‪ ,‬في هذه الرحلة‬
‫الفردية الرائعة والغير متكررة والتي تشكل تاريخنا البيولوجي‪.‬‬

‫البشرية سريعاً سيكون بامكانها استبدال الجينات المتطفرة القاتلة بأخرى سليمة‪.‬‬
‫تطور عديدات الخلّية‬

‫مدخل‬

‫عندما تكّونت في الرض اوائل الكائنات الحّية‪ ,‬كلها كانت متشكلة من خلّية واحدة‪ .‬من هنا تّم‬
‫إطلق اسم وحيدات الخلّية عليها‪ .‬فعلى الرغم من استمرارها للن وبشكل دائم‪ ,‬فقد تّم اكتشاف‬
‫قدرتها على " التطور "‪.‬‬
‫ظهور أوائل عديدات الخليا‬

‫كما تقّدمت الرض‪ ,‬تقّدمت النواع الحّية‪ .‬ففي البدء‪ُ ,‬وِجَدْت بكتريا ذات قدرة على التمثيل‬
‫الضوئّي‪ ,‬ايضاً بدأ بالظهور كائنات ميكروسكوبية تلتهم تلك البكتريا‪ ,‬وكائنات قد تغّذت من‬
‫الوكسجين الناتج عنها‪.‬‬
‫منذ بدء الحياة‪ ,‬حاول اولئك الفراد وحيدي الخلّية التجّمع‪ .‬هذا الحدث‪ ,‬قد حصل منذ ‪1000‬‬
‫مليون عام‪ ,‬مع تلك التجمعات الَُوْل لتلك الخليا‪ ,‬الجاهزة للعمل معا ً ُبغية العيش بشكل افضل‪.‬‬
‫سمت واجباتها‪ ,‬رّتبت العمال‬ ‫ايضا احتاجت تلك التجمعات التغذية‪ ,‬الحركة والتنّفس‪ ,‬ولجل هذا ق ّ‬
‫ي وحيد خلّية لوحده‪.‬‬‫وجمعت الموارد لجل العيش بصورة اسرع واكثر فعالية من أ ّ‬

‫سبب آخر دفع لنشوء كائنات عديدة خليا‪ ,‬هو‪ :‬أّن الكائنات الحّية تلك حاولت التكّيف مع محيطها‪,‬‬
‫وفي عالم مليء بالوكسجين‪ ,‬يكون طبيعيا وجود عديدات الخليا‪ ,‬ككائنات شغوفة بالحصول على‬
‫الوكسجين‪.‬‬

‫مشاكل تواجه تعّدد الخليا‬

‫?‪HYPERLINK "http://www.google.es/imgres‬‬
‫‪imgurl=http://2.bp.blogspot.com/_rakDvRcoW1I/R1GNKalNb2I/AAAAAAAAAAU/I9D55‬‬
‫‪ebjpSc/s1600-R/celulas%2Bunicelulares%2By‬‬
‫‪%2Bmulticeluares.bmp&imgrefurl=http://losheartless.blogspot.com/2007/12/cuando-‬‬
‫‪en-la-tierra-se-formaron-‬‬
‫&‪los.html&usg=__C3hXzYZazu8zQxPA2Y4RlHORlpU=&h=369&w=596&sz=45&hl=es‬‬
‫‪start=2&zoom=1&itbs=1&tbnid=Fwu7BsBelKH58M:&tbnh=84&tbnw=135&prev=/image‬‬
‫‪s%3Fq%3Dmulticelular%26hl%3Des%26gbv%3D2%26tbm‬‬
‫‪%3Disch&ei=t0mYTYumGcbDswad_9iKBQ" INCLUDEPICTURE‬‬
‫‪"http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSA6-7-‬‬
‫*\ "‪kHVJ9JNNtz_aHTeC9VHMQy7AOv6CmB6XhYXDxmyzP74X9JmI1R8‬‬

‫‪MERGEFORMATINET‬‬

‫تكون الكائنات عديدة الخليا‪ ,‬منطقيًا‪ ,‬أكبر من الكائنات وحيدة الخليا‪ .‬لكن يوجد مشاكل حقيقية‬
‫ستظهر عندما يتحول كائن من وحيد خلّية الى عديد خليا‪ .‬لجل تفسير المر بشكل افضل‪ ,‬لدينا‬
‫الصورة اعله‪ ,‬والتي ُيرى فيها اتصال للكائنات وحيدة الخلية مع الوسط الخارجي‪ ,‬بينما في‬
‫الكائن عديد الخليا‪ ,‬فقط الخليا‪ a, b, c, d, e, f, g :‬تكون متصلة بالوسط الخارجي‪ ,‬بينما‬
‫الخلية ‪ h‬ل يمكنها التصال بالوسط الخارجي وبالتالي التغذي‪ .‬بالتالي كما نلحظ‪ ,‬يقوم تعدد‬
‫الخليا بالتسّبب بعزل خليا عديدة عن الخارج‪ ,‬وكنتيجة‪ ,‬ل يمكن لتلك الخليا القيام بوظائف‬
‫اساسية‪ ,‬ما ُيوجب اتصالهم مع الخارج بصيغ اخرى‪ ,‬او استقبال الغذاء بصيغ اخرى‪ .‬تستلزم تلك‬
‫المشاكل‪ ,‬ايجاد حلول‪ ,‬وهنا نجد قائمة بالتطورات التي حصلت عند الكائنات عديدات الخليا‬
‫لتعيش بشكل افضل‪:‬‬

‫أوًل‪ :‬تخ ّ‬
‫صصت الخليا بوظائف مختلفة‪ ,‬خالقة اوائل النسجة‪ ,‬والتي مضت لتشكل العضاء‬
‫الجديدة‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬نشأت آليات نقل‪ ,‬لجل انتقال الغذية لكل الجسم } دورة دموية {‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬نشأت آليات لمعالجة الغذية‪ ,‬كي تستطيع امتصاصها كل الخليا } الهضم {‪.‬‬

‫رابعًا‪ :‬نشأت آليات نقل اشارات التحفيز لكل خليا الجسم‪ ,‬وهكذا السماح لكل الخليا بمعرفة ما‬
‫يحدث في الخارج وفيها كلها بالعموم } نشأت العصاب والجهاز العصبي {‪.‬‬

‫خامسًا‪ :‬لجل الحفاظ على صيغة مستقرة‪ ,‬نشأت النسجة الداعمة للجسم } عظام {‪ ,‬لجل خدمة‬
‫ودعم اعضاء اخرى‪.‬‬

‫سادسًا‪ :‬لجل نقل فضلت الخليا الداخلية‪ ,‬نشأت انسجة نقل } شرايين واوردة { واعضاء لطرح‬
‫الفضلت لخارج الجسم } إفراز {‪.‬‬

‫تطور عديدات الخليا‬


‫اوائل عديدات الخليا التي قد ظهرت‪ ,‬كانت دون شّك مستعمرات الوالي* والشنيات وحيدة‬
‫ضر بشكل جيد‪ ,‬وكانت فعليا ً عبارة عن‬‫صص مح ّ‬ ‫الخلّية‪ .‬مع هذا‪ ,‬لم يكن لوقتها تقسيم العمل والتخ ّ‬
‫تجمعات لخليا بدلً من كونها عديدات خليا كاملة‪.‬‬

‫بُمضي كثير من السنين‪ ,‬ظهر في الرض كائنات حّية اكثر تطورًا‪ .‬مع ذلك‪ ,‬الصيغة التي تطّور‬
‫وفقها تعّدد الخليا في الكائنات الحّية تكون مختلفة بكثير من الحوال‪ ,‬ويمكن تقسيمها إلى‪:‬‬

‫أوًل‪ :‬عديدات خليا بسيطة‪ :‬جماعات من وحيدات الخليا المشّكلة لمستعمرات‪ ,‬لكن ل تمتلك ُبنية‬
‫تشريحية‪ ,‬ويمكن فصل جماعة منها عن الباقي وتشكيل مستعمرة اخرى‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬عديدات خليا ُمعّقدة‪ :‬هذه تمتلك ُبنية تشريحية حقيقية لكائن حّي‪ ,‬حيث انها تتوقف على‬
‫اتحاده كعديد خليا لجل البقاء على قيد الحياة‪ .‬ووفق ُبنيته يتم تصنيفه إلى‪:‬‬

‫‪ -1‬تشكيل ُبنية مشرة ** ‪ : Talo‬حيث تكون كل الخليا متساوية‪ ,‬محتفظا ببنيته التشريحية‬
‫الخلوّية الخاصة ذاتها‪ ,‬ولو انه معتمداً على تعدد خلياه‪ .‬ينتمي لعديدات الخليا تلك‪ :‬الشنيات‪,‬‬
‫الفطور والطحالب‪.‬‬

‫‪ -2‬تشكيل بانسجة دون اعضاء‪ :‬حيث تكون الخليا ذات نمط مختلف‪ ,‬تجتمع مشكلة انسجة‪ ,‬ل‬
‫اعضاء‪ .‬ينتمي لهذا الفريق عديد الخليا‪ :‬قنديل البحر‪ ,‬المرجان‪ ,‬شقائق نعمان البحر ***‪,‬‬
‫‪.hidras‬‬

‫‪ -3‬تشكيل من انسجة واعضاء‪ :‬حيث تحتشد الخليا من نمط مختلف مكونة انسجة‪ ,‬والنسجة‬
‫بذات الطريقة تحتشد وتشكل العضاء‪ .‬ينتمي لهذه المجموعه من عديدات الخليا‪ :‬كل الفقاريات‪,‬‬
‫اللفقاريات‪ :‬باستثناء نوع يشبه قنديل البحر ‪ celenterios‬وكل النباتات الرضّية‪.‬‬

‫هوامش‬

‫* الوليات أو الحيوانات الولية أو الوالي )باللتينية‪) (Protozoa :‬باليونانية ‪= protos :‬‬


‫أول و ‪ = zoon‬حيوان( وهي متعضيات وحيدة الخلية حقيقية النوى تظهر خواص تترافق عادة‬
‫مع الحيوانات‪ ،‬أهمها الحركية ‪ ،mobility‬والتمايز ‪ .heterotrophy‬تصنف عادة ضمن‬
‫مملكة الطلئعيات ‪ Protista‬سوية مع الطحالب الشبيهة بالنباتات ‪.plant-like algae‬‬
‫الوليات هي كائنات حية وحيدة الخلية ل ترى بالعين المجردة‪ .‬تعيش في الوساط المائية كالماء‬
‫المالح أو العذب أو سوائل أخرى كالدم‪ ،‬حيث تستقر وتسبب ببعض المراض‪ .‬تختلف الوليات في‬
‫الشكل والحجم ووسيلة الحركة‪.‬‬
‫في بعض المخططات الحديثة تصنف معظم الشنيات مع النباتات ‪ Plantae‬المملكة النباتية و‬
‫‪ ،Chromista‬في هذه الحالة يمكن تسمية مملكة الطلئعيات بمملكة الوليات ‪kingdom‬‬
‫‪ .Protozoa‬مع هذا فيجب عدم اعتبارها حيوانات حقيقية لذلك نفضل تسميتها بالوليات فقط‬
‫وليس الوليات الحيوانية‪.‬‬

‫تصنف حسب طريقة حركتها إلى ‪:‬‬

‫سوطيات )‪(Flagellates‬‬
‫هدبيات‬
‫متحولت أو أميبات )‪(Amoeboids‬‬
‫كيسيات )‪(Sporozoans‬‬
‫صنف العلماء الوليات تبعا لوسيلة الحركة إلى أربع مجموعات رئيسة وهي أوليات تتحرك‬
‫بوساطة ‪:‬‬
‫القدام الكاذبة مثل الميبا‬
‫الهداب مثل البراميسيوم‬
‫السواط مثل المثقبيات‬
‫النزلق مثل متصورات‬

‫** معنى السم مشرة ‪ :‬أول نبات الرض‪ ،‬و‪ -‬كل جسم نباتي ليس فيه محور مركزي أو فيه‬
‫محور ل ينقسم جذًعا وورًقا‪ ،‬و‪ -‬من العشب‪ :‬ما لم يطل‪.‬‬

‫*** شقائق النعمان حيوان بحري رخوي سام ذو شكل يشبه الزهره له العديد من اللوامس‬
‫السامه‪ .‬يعيش هذا الحيوان على اعماق ل تتجاوز ال ‪ 50‬متر تحت سطح الماء ويعيش في المياه‬
‫الدافئة التي تتراوح حرارتها بين ‪ 32‬إلى ‪ 80‬درجة مئوية ويمكن ان يصل عمر هذه الحيوانات‬
‫إلى ما يقارب ال ‪ 50‬عام‪.‬اكتشفت هذه الحيوانات للمرة الولى عام ‪1881‬م وتتواجد بكثره قرب‬
‫سواحل غينيا الجديدة‪,‬ولهذه الفصيلة ما يقارب ال ‪ 46‬نوع‪.‬يتخلص شقائق النعمان من اللوامس‬
‫الميته بواسطة سمكة الكلون)المهرج( التي تأكل هذه اللوامس‪.‬‬

‫الهوامش منقولة ‪ُ ...‬يرجى التدقيق‬


‫‪Chlamydomonas reinhardtii‬‬

‫لم يستلزم التطور نحو الحياة متعددة الخليا‪ :‬كثير من التعديلت الجينية الوراثية‪ ,‬كما كان ُيفّكر‬
‫حتى تاريخه‪ ,‬وفق ابحاث حديثة‪ ,‬تّم نشرها في مجلة ‪ ,Science‬حيث قام فريق بحث دولي‬
‫بمقارنة جينومي نوعين من الطحالب المتصلين بالقرابة‪ ,‬وهما‪ :‬طحلب عديد الخليا ‪Volvox‬‬
‫‪ carteri‬وطحلب وحيد الخلية ‪ } . Chlamydomonas reinhardtii‬تلك البحاث منشورة‬
‫العام ‪ .. 2008‬وترجمتها لنها مفيدة وتوضح اكثر الموضوع السابق حول تطور عديدات الخليا‬
‫والمنشور قبل هذا الموضوع ‪ ..‬اقتضى التنويه ‪ ..‬فينيق {‬

‫ظهرت الحياة عديدة الخليا في أكثر من مناسبة بطول التطور‪ ,‬سواء عند حيوانات‪ ,‬نباتات‬
‫وفطور‪ ,‬كما في الطحالب البحرية الحمراء والبنّية‪ .‬مع هذا‪ ,‬في القسم الكبر من الحوال‪ ,‬حصل‬
‫ي التعديلت الجينية الوراثية التي قد سمحت بعبور حياة‬
‫هذا منذ زمن طويل‪ ,‬حيث يصعب تحديد أ ّ‬
‫وحيدة الخليا الى حياة عديدة الخليا‪.‬‬

‫لكن الطحالب الخضراء ‪ Volvox‬تشّكل استثناء ‪ ,‬حيث أّن ‪ V. carteri‬و ‪ C. reinhardtii‬قد‬


‫تفرعا من سلف ُمشترك وحيد خلّية منذ ‪ 200‬مليون عام تقريبًا‪ .‬حيث يتكّون ‪ V. carteri‬من‬
‫نوعي خليا‪ .‬فمن جانب‪ ,‬يمتلك حوالي ‪ 2000‬خلية صغيرة تشكل مصفوفة خلوية خارجية كروية‪,‬‬
‫حيث كل خلية منها لها سياطان‪ ,‬يوظفها الكائن للنتقال‪ .‬بالضافة‪ ,‬لوجود ‪ 16‬خلّية كبيرة تناسلّية‬
‫تحت تلك الطبقة‪.‬‬

‫بحسب الباحثين‪ ,‬درجة التفّرع بجينومي نوعي الطحالب‪ :‬تكون ُمماثلة لما هو قائم بين جينومي‬
‫ي والدجاج‪.‬‬
‫الكائن البشر ّ‬

‫عّلق ‪ James Umen‬من معهد ‪ Salk‬في الوليات المتحدة‪ ,‬قائ ً‬


‫ل‪ ":‬كنا نأمل بالعثور على‬
‫الفروقات بين ‪ Volvox‬و ‪ Chlamydomonas‬وفق حجم الجينوم‪ ,‬عدد الجينات أو حجم‬
‫العائلت الجينية "‪ .‬ويتابع‪ ":‬في اغلبية الحالت‪ ,‬لم نعثر على فروقات كتلك "‪.‬‬

‫بل أكثر من هذا‪ ,‬نتج الجينومان بوصفهما شديدي الشبه‪ .‬هذا ُيوحي بأّن ‪ Volvox‬لم يحتاج‬
‫لتطوير بروتينات جديدة لجل اعطاء قفزة نحو حياة عديدة خليا‪ ,‬بل بأن يستخدم الموارد الجينية‬
‫التي امتلكها ذاتها‪.‬‬

‫أشار البروفيسور ‪ Umen‬الى أّن‪ ":‬لم تكن متوقعه تلك النتيجة‪ ,‬حيث كان التفكير بأّن التركيب‬
‫البروتيني قد لعب دوراً هاما ً في التطور نحو تعدد الخليا‪ ,‬سواء عند النباتات أو عند الحيوانات‬
‫"‪.‬‬

‫" فيما لو يتم التفكير في البروتينات بوصفها كما لو كانت قطع لعبة ‪ ,Lego‬فإّن طحلب‬
‫‪ Chlamydomonas‬يمتلك تشكيلة كبرى من تلك القطع‪ .‬بينما طحلب ‪ Volvox‬لم يحتاج‬
‫شراء تشكيلة جديدة‪ ,‬بل امكنه اختبار ما ورثه من سلفه "‪.‬‬

‫مع هذا‪ ,‬ابرزت التحليلت بعض الفروقات بين جينومي النوعين‪ .‬كمثال‪ ,‬يمتلك ‪ Volvox‬جينات‬
‫اكثر بالمصفوفة الخلوية الخارجية‪ .‬فالمصفوفة الخلوية الخارجية لنوع ‪ Volvox‬تقترب من‬
‫الجدار الخليوي لنوع ‪ .Chlamydomonas‬فكلهما يختلفان بالحجم والتعقيد‪ ,‬المر الذي‬
‫ينعكس في عدد وتنوع الجينات لجل تلك البنية الحاضرة بنوع ‪.Volvox‬‬

‫اضافة لمتلك نوع ‪ Volvox‬بروتينات اكثر متصلة بالنقسام الخليوي‪ ,‬وظاهريًا‪ ,‬قد كّيفت بعض‬
‫جيناتها لجل تفعيل وظائف جديدة‪ .‬كمثال‪ ,‬بعض الجينات تنتمي لعائلة متصلة ببناء المصفوفة‬
‫الخليوية الخارجية‪ :‬قد تطورت لجل التحول الى هرمونات تؤدي الى حصول التمايز الجنسي‪.‬‬
‫" افضت المقارنات بين النوعين ‪ Volvox‬و ‪ Chlamydomonas‬بنا إلى أّن التركيبات‬
‫الظاهرة بطول التطور بجنس ‪ :Volvox‬لم تستلزم تغيرات كبيرة في قائمة بروتينات السلف "‪,‬‬
‫كما شرح العلماء‪ " .‬هذا يتفق مع ملحظات سابقة‪ ,‬والتي اشارت لّن جينات سلف قد امكن‬
‫تكيفها لتحقيق عمليات جديدة خلل التطور "‪.‬‬

‫استشرافاً للمستقبل‪ ,‬يخطط فريق البحث ‪ :‬لدراسة تنظيم التعبير الجيني عند نوع ‪,Volvox‬‬
‫وبهذا‪ ,‬يأملون بتحديد بعض العوامل المتصلة بالتطور باتجاه تعدد الخليا بتلك الكائنات الحّية‪.‬‬

‫هل التطور عبارة عن " نظرية فقط " ؟‬


‫بقلم‪Lenny Flank :‬‬
‫ترجمه الى السبانية‪Edison Andres Rivera Norena :‬‬

‫واحدة من الُتهم الموجهة من قبل الخلقيين للتطور أنه عبارة عن " نظرية فقط ولم تكن ُمختبرة‬
‫"‪ .‬تأكيدات كتلك تكون ايضا ً صاخبة من قبل الُمحافظين‪ ,‬هؤلء الداعمين سياسيا ً لنظرية الخلق‪.‬‬
‫كمثال‪ ,‬في العام ‪ 1980‬خلل الحملة الرئاسية‪ ,‬رونالد ريغن قال في مهرجان عام‪ ,‬مقاربا التطور‪,‬‬
‫" حسنًا‪ ,‬انها تكون نظرية – فقط نظرية علمية‪ ,‬وقد نوقشت من سنوات قريبة في عالم العلم ول‬
‫ُيعتقد في المؤسسة العلمية بأنها معصومة عن الخطأ كما تّم التفكير سابقا ً "‪.‬‬

‫هذا التهام يبين جهلً اساسيا ً بمناهج ومباديء العلم‪ .‬المنهج العلمي من المفترض أنه يدعم كل‬
‫النتائج بوصفها مؤقتة‪ ,‬وأنه ل شيء يمكن اثباته في الحياة بيقين ُمطلق‪ .‬كل نتيجة يتم التوصل‬
‫ي عالم‪ ,‬دوماً يتوجب تضمنها‪ ,‬سيما عندما تكون مجرد افتراض‪ ,‬التكتيك القائل‪" :‬‬ ‫لها من قبل أ ّ‬
‫هذا فقط يكون الجواب الفضل وفق معرفتنا الراهنة "‪.‬‬
‫العلم ل يضطلع بحقائق مطلقة‪ ,‬يبحث وفق فرضيات‪ ,‬نظريات ونماذج‪ .‬يكون مهما ً فهم الفارق‬
‫بين أولئك والعتراض على العلم من قبل البراهين الخلقية‪ ,‬حيث كلمة " نظرية " حيث تمتلك‬
‫استخداما شعبيا يختلف بشكل ملحوظ عن معناها العلمي } اغلب الميركيين – ببعض الدراسات‬
‫قد تصل نسبتهم ‪ - %95‬لديهم اساس علمي بسيط جدًا‪ ,‬ويمتلكون نسبة ضئيلة جدا من الفهم‬
‫للتفكير العلمي الحديث‪ ,‬والخلقيين يستثمرون هذا الجهل الشعبي للدعوة لفرضيتهم {‪.‬‬

‫بحسب وجهة النظر الشعبية‪ ,‬كلمة " نظرية " تعني ببساطة شيء غير ُمثبت } غير ُمتحقق‬
‫منه { – عبارة عن ادعاء يمكن أن يكون صحيح أو غير صحيح‪ .‬هذا ما يعتمده الخلقيين من فهم‬
‫للنظرية عندما يجزمون بأن التطور يكون " فقط نظرية "‪ ,‬وهذا سيستلزم فيما لو أن التطور لم‬
‫يكن ُمثبتًا‪ ,‬اذا سيتوجب أن يحل مكانه " علم الخلق "‪ .‬في العلم‪ ,‬مع ذلك‪ ,‬كلمة " نظرية " تمتلك‬
‫معنى محدد للغاية‪.‬‬

‫في إطار المنهج العلمي‪ ,‬الخطوة الولى في البحث تكون بجمع المعطيات والمعلومة بصيغة دليل‬
‫قابل للتحقق منه‪ .‬بعد حصول جمع المعطيات‪ ,‬الخطوة التالية تكون بصياغة فرضية ستشرح تلك‬
‫المعطيات وتوضحها‪ .‬هذه الفرضية ل تكون اكثر من تخمين ذكي‪ } .‬الفرضية‪ ,‬بالواقع‪ ,‬مصطلح‬
‫علمي يقترب من الفهم الشعبي لكلمة " نظرية " {‪.‬‬

‫بعد أن تمت صياغة الفرضية‪ ,‬تتم المقارنة مع المعطيات } القديمة والجديدة { لجل رؤية كيفية‬
‫انسجامها مع الوقائع المستقرة‪ .‬فيما لو تكن الفرضية متناقضة مع المعطيات‪ ,‬بالتالي يتوجب‬
‫تعديلها واختبارها من جديد‪ ,‬أو رفضها كلياً والقيام بصياغة فرضية جديدة‪ .‬عند انتهاء التحقق‬
‫من الفرضية عبر المعطيات‪ ,‬تصبح نظرية علمية – ما قوله‪ ,‬تصبح إطاراً مستقراً ضمنه يتم‬
‫تفسير العلقة بين أجزاء متنوعة للمعطيات الواضحة‪ .‬بالستناد لهذه النظرية‪ ,‬يتم تشكيل‬
‫سرة‬‫فرضيات جديدة‪ ,‬وتحديد مجالت يمكن أخذ معطيات جديدة منها‪ .‬فيما لو تستمر النظرية مف ّ‬
‫لمعطيات جديدة بشكل صحيح } وواقعياً تصلح للتنبؤ بنتيجة اختبارات علمية بشكل صحيح {‪ ,‬يتم‬
‫القول عندها بأن النظرية تمتلك درجة عالية من الوثوقية‪ .‬هنا ل تكون رؤية افتراضية أو‬
‫تخمينية‪ ,‬هنا فرضية قد كان متحقق منها اختباريا بشكل مباشر وتم اثبات صلحيتها التنبؤية‬
‫بدرجة كبرى‪.‬‬

‫عندما مجموعه متصلة من النظريات‪ ,‬ترتبط ببعضها وتثبت قابلية لتكون تنبؤية وتقوم بتفسير‬
‫المعطيات‪ ,‬ستشكل ما يمكن تسميته نموذج علمي‪ .‬النماذج تكون الطار الثقافي‪ ,‬الذي ضمنه يتم‬
‫تفسير كّم هائل من المعطيات الخاصة ووصفها‪ .‬هي ايضا ً تفيد بالشارة لمجالت جديدة محتملة‬
‫للبحث ولفرضيات جديدة‪ ,‬يمكن اختبارها لرؤية امكانية اندماجها في النموذج‪.‬‬
‫مثال يمكن أن يضيء على تلك الفروقات‪ .‬المعطيات الُملحظة تشير لنا لمكانية رؤيتنا صواري‬
‫السفن العالية‪ ,‬بينما الصواري تكون خارج الفق‪ ,‬قبل أن نتمكن من رؤية الزخرفة أو هيكل‬
‫السفن‪ .‬ايضا يمكننا ملحظة أّن ظل الرض‪ ,‬الحاصل على القمر خلل الكسوف‪ ,‬يظهر بكونه‬
‫دائريًا‪ .‬يمكننا بالتالي‪ ,‬صياغة فرضية تقول بأن الرض تكون مدورة‪ .‬هذا سيفسر كل معطياتنا‪.‬‬
‫باستخدام هذه الفرضية‪ ,‬يمكننا التنبؤ بأنه‪ ,‬فيما لو أن الرض بالواقع تكون كرة‪ ,‬سيكون بامكاننا‬
‫البحار بشكل كامل حول الرض دون الوقوع أو الخروج من حافة‪ .‬واذا تّم تحقيق هذه التجربة‪,‬‬
‫سنرى انه فعل يمكنن عملها بالواقع هكذا‪ .‬فرضيتنا قد صارت محققة الن تجريبيًا‪ ,‬لقد تم اثبات‬
‫القدرة على وضع مجموعة مختلفة من البيانات المتفاوتة‪ ,‬وتم اثبات قابليتها لتكون تنبؤية‪ ,‬وبهذا‬
‫يتم اقرارها كنظرية علمية‪ ,‬النظرية هي نظرية الرض المدّورة } الكرة {‪.‬‬

‫فيما لو نقم بجمع نظريتنا عن الرض الكروية مع نظريات اخرى مثل نظرية القمر الكروي‬
‫ونظرية المجموعة الشمسية‪ ,‬يمكننا تشكيل نموذج – مدارات القمر حول الرض‪ ,‬مدارات الرض‬
‫حول الشمس‪ ,‬وكلها تشكل جزء من نظام مدارات الكواكب حول نجم مركزي‪ .‬هذا هو النموذج‬
‫للنظام الشمسي المركزي‪.‬‬

‫عزيزي القاريء من فضلك‪ ,‬ثّبت ملحظة بأنه ول شيء من ذلك سيكون قيد البحث باعتباره فعل‬
‫مطلق‪ .‬يكون وارداً بشكل كامل بأن بعض الملحظات المستقبلية أو المعطيات الجديدة‪ ,‬قد تعرقل‬
‫نموذجنا بشكل كلّي‪ .‬كثير من المرات‪ ,‬يتوجب تعديل نموذج ويتوجب تغييره لجل تفسير معطيات‬
‫ي نموذج علمي يمكن رؤيته باعتباره اختباراً مطلقًا‪ .‬ربما‬‫جديدة أو نشر قدرتها التفسيرية‪ .‬ول أ ّ‬
‫في يوم ما‪ ,‬نقطة ما من ظل الرض في القمر سُترى كشكل مربع‪ ,‬أو ربما في يوم ما سنرى نحن‬
‫القمر ل يدور حول الرض‪ .‬مع ذلك‪ ,‬نمر بكل المعطيات التي تمتلكها راهنًا‪ ,‬يمكن استخلص أن‬
‫أيا ً من تلك الحتمالت يكون كثير الترجيح‪ ,‬نحن معذورين لمتلك درجة اعلى من الوثوقية في‬
‫نموذج النظام الشمسي‪ .‬ولو أنه لم يكن } ول يمكن ان يكون منطقيا ً { اثبات بيقين مطلق‪ ,‬لقد كان‬
‫ُمتحققا ً عبر كل اختبار قد تّم تحقيقه للن‪ ,‬وقد تّم اثبات امتلكه لقدرة تنبؤية شديدة الثقة‪.‬‬

‫هذا النموذج يصير قاعدة‪ ,‬بالتالي‪ ,‬فيها يتم صياغة فرضيات جديدة وخلق مساحات جديدة للبحث‪.‬‬
‫عندما عدد من العلماء ُينتجون معطيات جديدة ويصيغون نظريات جديدة وفرضيات‪ ,‬يتوجب بلوغ‬
‫ي منها لديه درجة‬
‫ي النظريات ُمرضية بشكل افضل من حيث المعطيات وأ ّ‬ ‫اتفاق عام حول أ ّ‬
‫وثوقية اعلى‪ .‬بهذه الطريقة‪ ,‬النموذج يكون معدلً بثبات‪ ,‬يتم تحسينه ويمتد ليضم معطيات اكثر‬
‫واكثر‪ .‬النماذج العلمية ل يمكن ان تكون راكدة ابداً – هم بشكل ثابت يتغيرون وينتشرون بحسب‬
‫تطور معرفتنا للكون وازديادها‪.‬‬

‫هكذا‪ ,‬ل يمكن بتاتاً رؤية النماذج العلمية بوصفها " الحقيقة "‪ .‬أحسن القول‪ ,‬أنها تشكل اقتراب‬
‫من الحقيقة‪ ,‬وتلك القترابات تتقّدم اكثر نحو " الحقيقة " بحسب اختبارات جديدة لدليل جديد‬
‫والحصول على معطيات اكثر‪ .‬مع هذا‪ ,‬النماذج العلمية ل يمكنها بلوغ " الحقيقة "‪ ,‬حيث أنه ل‬
‫احد يعرف كل المعارف والمعطيات‪ .‬انطلقا من عدم امتلكنا لمعرفة كاملة وتامة‪ ,‬نماذجنا العلمية‬
‫فقط يتوجب اعتبارها مؤقتة‪ ,‬وصالحة ضمن حدود راهنة ضمن ما نعرفه‪.‬‬

‫النظريات الراهنة للليات التطورية } التدّرج الدارويني اعتباراً من النتقاء الطبيعي‪ ,‬التوازن‬
‫الدقيق والتطور المحايد { تشّكل معا ً نموذج علمي‪ .‬هذا النموذج قد بقي على قيد الحياة } مع‬
‫ي معطيات أو دليل نمتلكه راهنًا‪.‬‬‫بعض التعديلت { مع كل اختبار تجريبي‪ ,‬ولم يكن غير صالح بأ ّ‬
‫النظرية التطورية اثبتت اهليتها لجل الربط والتفسير لتنوع هائل من المعطيات المتباينة بدرجة‬
‫عالية من الثقة‪ ,‬واثبتت امتلكها للقدرة على التنبؤ بنتائج تجريبية والشارة لمجالت جديدة يمكن‬
‫بحثها لجل معطيات جديدة‪ .‬كنظرية علمية‪ ,‬نظرية التطور تمتلك ذات الموقع والمكانة التي‬
‫تمتلكها نظريات علمية مثل‪ :‬النظرية الذرّية‪ ,‬النظرية النسبية ونظرية الفيزياء الكوانتية‪.‬‬

‫محاولة وصف التطور باعتباره " فقط مجرد نظرية " من قبل الخلقيين‪ ,‬يعجبهم ايضا اعتبار‬
‫وجهة نظرهم الخاصة باعتبارها " نموذج "‪ .‬الختبار سيثبت بسرعة بأن هذا ببساطة غير‬
‫صحيح – نظرية الخلق ل تكون نموذجا علميا بأي معنى للكلمة‪ .‬الفرضيات العلمية‪ ,‬النظريات‬
‫والنماذج تكون كلها مؤسسة وفق معايير اساسية مختلفة‪ .‬أوًل‪ ,‬يتوجب عليها القيام بتفسير العالم‬
‫عند ملحظته‪ ,‬مستعملين لليات طبيعية يمكن اختبارها ويمكن التحقق منها عبر الملحظة‬
‫المستقلة والتجريب‪.‬‬

‫ولو أن وجود الله بالضرورة ل يكون مرفوضاً من قبل العلم‪ ,‬يتم استبعاد تفسيرات فوق طبيعية‪,‬‬
‫تكون مؤسسة بأفعال يسهو عنها الله‪ ,‬بالحاجة الى العلم كمادة‪ .‬كعالم أحياء هالدان قد اشار‪ ,‬بأن‬
‫العلم يكون واقعي ويعمل بحسب قوانين عادية قابلة للتنبؤ بها‪ ,‬ول تتغّير من لحظة لخرى تبعاً‬
‫لهواء قوى فوق طبيعية‪ ":‬تطبيقاتي كعالم تكون ملحدة‪ .‬هذا يعني‪ ,‬أنه عندما أقوم بتحضير‬
‫اختبار‪ ,‬آخذ على عاتقي بأنه ل إله أو ملك أو شيطان سيتدخل مع مجراه "‪ .‬الجيولوجي‬
‫واللهوتي جيمس سكيان ايضا يشير إلى‪ ":‬أنا أحاول ببحثي العلمي مع الضطلع الكيد بأن‬
‫الرض تتابع القوانين في الطبيعة التي اقرها الله في عملية الخلق‪ ..‬دراساتي يتم تحقيقها مع‬
‫الثقة بكون الله لن يخلط النتائج العلمية كيفيا ً عبر معجزة " زِلقة " "‪.‬‬

‫بطريقة مشابهة للعلم‪ ,‬يتم اسبعاد ايضا الفعال المنسوبة لقوى فوق طبيعية من قبل الجسم‬
‫القضائي – ول شخص يمكنه الدفاع عن عمل جنائي امام محكمة‪ ,‬بكون غير مسؤول عن جريمة‬
‫لن الشيطان قد أوحى له القيام بها‪ ,‬أو جريمة كتلك قد حصلت بطلب إلهي‪ .‬ول نظام ينفي وجود‬
‫الله‪ ,‬لكن يستبعدون الله بوصفه آلية تفسيرية‪.‬‬

‫فكرة نظرية الخلق بان الله قد خلق الكون‪ ,‬يمكن ان يكون أو ل يكون ملموسًا‪ ,‬لكن‪ ,‬بالتماس‬
‫حدث فوق طبيعي يحدث خارج قوانين طبيعية للكون‪ ,‬فكرة مشابهة تقع خارج مملكة العلم‪ .‬ل‬
‫ي تنبؤ بمعطيات مستقبلية سيكون‬ ‫ي اختبار يمكن عبره التحقق من أّية بيانات ول أ ّ‬
‫يوجد أ ّ‬
‫بامكانها البرهنة او الستدلل على تلك الفرضية البسيطة‪ ,‬وهؤلء الداعمين لتلك الخلصات فقط‬
‫يمكنهم عمله على قاعده ايمانية‪ .‬هذا ل يشترك بشيء بالمطلق مع العلم‪.‬‬

‫خاصية اخرى للعلم تكون بضرورة كونه قابل للتخطيء‪ .‬فيما رأيناه نحن‪ ,‬ل يكون ممكنا ً "‬
‫مشاهدة " نموذج علمي بكونه صحيح كليًا‪ .‬يكون‪ ,‬بالتالي‪ ,‬ممكن بشكل كاف اثبات أن تموذج‬
‫علمي معطى ل يكون صحيحا ً – ما قوله‪ ,‬يمكن اثبات خطئه استنتاجيًا‪ .‬نموذج التطور‪ ,‬كمثال‪,‬‬
‫سيكون ممكنا ً الغائه بطرق كثيرة – سيكون ممكنا ً ملحظة ذلك عبر ملحظة نوع جديد بثقة يظهر‬
‫فجأة!! ضمن الوجود‪ ,‬صادراً من جزء غير محدد‪ ,‬كمثال‪.‬‬

‫بمستوى واقعي اكثر‪ ,‬نموذج التطور سيكون ممكنا ً الغائه استنتاجيا ً فيما لو أّن القواعد الساسية‬
‫الثلثة التية بأجل قصير ‪ --‬التغّير‪ ,‬الوراثة أو النتقاء ‪ --‬سيكون مثبتا ً عدم صلحيتها عبر‬
‫اختبار علمي } ما قوله‪ ,‬فيما لو يوجد آلية وراثية ما التي كيميائيا ً ستسهل الطفرات في الدي إن‬
‫إي‪ ,‬أو ستمنع الخطو باتجاه التطّفر المشابه من جيل لخر {‪ .‬النموذج التطوري ايضا سيتم‬
‫الغائه فيما لو أن البقايا الحفورية لكائن بشري حديث كليا ً أو لنبات زهري سيتم العثور عليهم‬
‫بثقة في طبقات يعود تاريخها للعصر الكامبري* من تاريخ الرض‪ ,‬أو العصر الديفوني**‪ ,‬أو‬
‫العصر البرمي***‪ ,‬او فيما لو يكن واضحا ً استنتاجيا ً بأن كل الحفوريات المؤرخة المعثور عليها‬
‫تكون مقّلدة تفصيليًا‪ ,‬مزروعة عبر مؤامرة دولية من قبل علماء التطور لجل فرض التجاه‬
‫العلماني النساني في كوكبنا‪ .‬حتى الن‪ ,‬مع ذلك‪ ,‬ول دليل قد تّم تقديمه بشكل وثوقّي‪ ,‬ول حتى‬
‫من قبل الخلقيين أو غيرهم‪ ,‬يمكنه الغاء نموذج التطور‪ .‬كل تجربة واختبار قد تّم تحقيقه‪ ,‬كما كل‬
‫التفاصيل والمعطيات المتجّمعة‪ ,‬قد اجمعت على صلحيته‪.‬‬

‫وماذا يكون موقف " علم " الخلق عندما يتم وضعه قيد الختبار؟ المبدأ المركزي " لعلم "‬
‫الخلق يكون بأن ا قد خلق الكون من لشيء‪ ,‬بأمر إلهي‪ .‬هذا " النموذج "‪ ,‬مع ذلك‪ ,‬غير قابل‬
‫للتخطيء بشكل كلّي‪ .‬ل يوجد أي اختبار أو تجربة يمكنها اثبات أن ا غير موجود‪ ,‬أو أّن الخلق‬
‫ي شيء‪ ,‬ول يوجد شيء يمكن ان يشير‬ ‫لم يحدث‪ .‬لنه بحكم تعريفه‪ ,‬ا يكون قادراً على عمل أ ّ‬
‫ي مشكلة مهما‬ ‫لعدم استطاعته عمله‪ ,‬وبالتالي فإن الفرضية الخاصة تكون غير قابلة للتخطيء‪ .‬أ ّ‬
‫سرة‪ ,‬بتأكيد بسيط‪ " ,‬ا قد عمله بهذه‬ ‫بدت عويصة مع " نموذج الخلق " يمكن ان تصبح مف ّ‬
‫الطريقة "‪ .‬لّن مباديء الخلق العلمي ل يمكن ان تكون قابلة للختبار‪ ,‬البحث أو التخطيء‪ ,‬وهذا‬
‫لنها تحتج بذوات فوق طبيعية كآليات تفسيرية‪ ,‬فل يمكن اعتبارها تشّكل نموذجا ً علميًا‪.‬‬

‫بعض الخلقيين‪ ,‬اضافة‪ ,‬قد حولوا هذا النقد الى فضيلة‪ ,‬ودافعوا بقولهم‪ ,‬فيما لو انه ل يمكن اثبات‬
‫أن الخلق الهي‪ ,‬لم يحدث‪ ,‬اذا يتوجب الضطلع بكونه قد حدث‪ .‬هذا‪ ,‬من المفترض‪ ,‬أنه يخرق‬
‫ي واحد ببساطة يمكنه هكذا التأكيد بأن الحياة على الرض تكون نتيجة تجربة‬ ‫بديهيات المنطق‪ .‬أ ّ‬
‫نفذها علماء احياء فضائيين من كوكب ما قد زرعوا بذور في الرض بمكونات حيوية صناعية‪ .‬ل‬
‫يوجد اي طريقة للتحقق من هذه الفرضية‪ ,‬ول يوجد اي طريقة لثبات خطأها‪ .‬هذا‪ ,‬مع ذلك‪ ,‬فقط‬
‫يعني عدم وجود نظرية علمية صالحة – ول يتوجب وجود‪ ,‬بالضرورة‪ ,‬علماء احياء فضائيين من‬
‫ذاك الكوكب‪.‬‬

‫في المحكمة‪ ,‬الخلقيين قد دافعوا عن وجهة نظرهم باعتبارها غير دينية بالضرورة‪ ,‬حيث انهم‬
‫يقصدون " خالق "‪ ,‬وليس " ا "‪ .‬خلل المحاكمة في آركينساس‪ ,‬كمثال‪ ,‬المدافعين عن عملية‬
‫التعامل المتوازن } بمعنى معاملة التطور بالمثل مع الخلق {‪ ,‬دافعوا بقولهم‪ ":‬ل يوجد شيء‬
‫ديني بمصطلحات "خالق" أو "خلق"‪ ,‬مستخدمة ضمن القانون ‪ .590‬القانون ‪ 590‬يحاول اعادة‬
‫شغل تصور غير ديني " للخلق" و"الخالق"‪ ,‬ليست كالمصطلحات المستعملة في الكتاب المقدس‬
‫أو الكتابات الدينية الخرى‪ ..‬كل هذا الخلق – العلم يستلزم ذاتا ً قد سببت الخلق تمتلك قدرة‪ ,‬ذكاء‬
‫واتجاه تصميم "‪ .‬هذا البرهان يفتقر للمعنى‪ ,‬وقد كان مرفوضا ً من قبل كل قاضي قد استمع لهذا‬
‫الكلم‪.‬‬
‫في لحظات صفائهم الذهني‪ ,‬الخلقيين يكون واضحين باعتبار " نموذجهم " بكونه غير علمي‪.‬‬
‫هنري موريس ‪ ,Henry Morris‬المدافع الرئيسي بمعهد البحث الخلقي‪ ,‬يقبل بانفتاح‪ ,‬بكتابه "‬
‫الخلق العلمي " بالتي‪:‬‬

‫الخلق ل يمكن اثباته‬

‫‪-1‬الخلق ‪ ...‬يكون متعذراً الوصول اليه عن طريق المنهج العلمي‪.‬‬

‫‪ -2‬يكون مستحيلً تصور تجربة علمية لجل توصيف عملية الخلق‪ ,‬أو حتى لجل تحديد فيما لو‬
‫يكن هناك عملية شبيهة لها‪.‬‬

‫واخيرا يقول موريس‪ ":‬نموذج الخلق يقوم بالتسليم سلفا ً بإله‪ ,‬أو خالق قد خلق الشياء بالبدء‬
‫"‪.‬‬

‫عضو آخر في معهد البحث الخلقي‪ ,‬دون غيش ‪ ,Duane Gish‬بكتابه " التطور‪ ,‬الحفور يقول‬
‫ل!!"‪ ,‬نجد‪:‬‬

‫" الخلق‪ ,‬يكون من المفترض‪ ,‬انه غير قابل للختبار ول يمكن اثباته عبر مناهج العلم التجريبي‪.‬‬
‫كما انه ل يمكن بحثه‪ ,‬عبر المعيار السابق‪ ,‬باعتباره نظرية علمية‪ ,‬حيث ان الخلق لم يكن خاضع‬
‫للملحظة وكان نظرية غير قابلة للتخطيء "‪.‬‬
‫ويقول ايضًا‪ ":‬نحن ل نعرف كيف خلق الخالق‪ ,‬اّية عمليات قد استعمل‪ ,‬أو لنه استعمل عمليات‬
‫ل تكون جارية الن بأي جزء من الكون الطبيعي ‪ ..‬ل يمكننا اكتشاف شيء عبر ابحاث علمية‬
‫حول العمليات الخلقية المستعملة من قبل الخالق "‪.‬‬
‫أخيرًا‪ ,‬لقد تناول الخلقيين الدفاع بأنه‪ ,‬فيما لو أن الخلق ل يكون فعلً علميًا‪ ,‬فلن يكون التطور‬
‫علميًا‪ ,‬فيقولون عن التطور بكونه "دين " تابع " العلمنة النسانية "‪ .‬فشخص كغيش يؤكد هذا‬
‫برسالة عبر مجلة ديسكفري‪ ,‬حيث يقول‪ ":‬الخلقيين قد صّرحوا مراراً بأنه ل الخلق ول التطور‬
‫تشكل نظريات علمية } وكل واحدة منهما دينية بالتساوي {"‪ .‬بول إلونجر ‪Paul Ellwanger‬‬
‫بقول‪ ":‬نحن ل نقوم بطرح مطالب علمية للخلق‪ ,‬لكننا نريد الطلب من التطور ليكون علميا "‪.‬‬
‫إلونجر هذا كان‪ ,‬لمهزلة القدر‪ ,‬مؤلف القانون ‪ 590‬بآركنساس الذي طالب بتعليم الخلق باعتباره‬
‫" علم "‪ .‬هذه المشكلة كانت في العام ‪ ,1994‬حيث ان محكمة فدرالية‪ ,‬قد اصدرت قرارها‪,‬‬
‫ي من‬‫القاضي بأن " التطور " لم يكن دينًا‪ ,‬وتعليم نظرية التطور بصف العلوم ل ُيعتبر تدّخلً بأ ّ‬
‫العتقادات الدينية‪.‬‬

‫فيما لو أنهم الن يقبلون بأن ذلك الخلق ل يكون نموذجا ً علميًا‪ ,‬الخلقيين يتوجب عليهم التفسير‬
‫لماذا قاموا بعمل هذا‪ ,‬عندما كان قانون كانساس الضد – تطوري مارًا‪ ,‬أو لماذا يقومون بتسمية‬
‫انفسهم خلقيين " علماء "‪ ,‬أو لماذا قاموا بالطلب وخلل أعوام عديدة بأن وجهة نظرهم كانت‬
‫بمثابة " علم " وليس كعقيدة دينية؟‪ .‬هذا التجاه بالقول اشياء متناقضة كليا ً تكون تقليدية عند‬
‫ي إحراج واضح بتركيب داخلي‬ ‫الحركة الخلقية – تاريخها يتغير بحسب الحتياجات النية‪ ,‬دون أ ّ‬
‫} أوًل‪ ,‬الخلق كان دينيا ً بشكل واضح‪ ,‬بالتالي بعد ان قررت المحكمة العليا بأن وجهة نظره دينية‬
‫ول يمكن بالتالي تدريسها في المدارس الحكومية‪ ,‬الخلقيين يبدلون ليصبح " العلم " الصالح‬
‫كالتطور‪ ,‬أما خارج المحكمة فيعود كل شيء كما كان‪ ,‬دينيون والتطور سيصير دينا ً ايضا ً – ايمان‬
‫ديني ل يمكن تخطيئه – المر الذي ل يمنع الخلقيين من تقديم الدليل العلمي الذي يبين خطأ‬
‫التطور لو يمتلكوه {‪.‬‬

‫قّلة الحياء والشرف للحركة الخلقية‪ ,‬قد كانت واضحة عبر وثيقة مقدمة خلل محاكمة آركنساس‪,‬‬
‫التي قد بّينت بأن الخلقيين قد كانوا ينصحون الشهود المحتملين لجل التصويت لصالح العقيدة‬
‫الدينية المتمثلة بالخلق‪ ,‬في محاولة لتفادي صدور قانون دستوري‪ .‬بول إلونجر ‪Paul‬‬
‫‪ ,Ellwanger‬الخلقي الذي قد صاغ قانون آركنساس فعليًا‪ ,‬قد كتب لحد النصار‪ ":‬سيكون‬
‫شديد الحكمة‪ ,‬إن لم يكن اساسيًا‪ ,‬بأننا كلنا من يتقاسم هذا الجهد التشريعي‪ ,‬سنهتم بعدم عرض‬
‫موقفنا وعملنا في إطار ديني‪.‬‬
‫كمثال‪ ,‬في بيانات خطّية يمكن تقاسمها بصيغة ما مع اشخاص‪ ,‬هؤلء اللذين نهتم بمحاولتنا‬
‫اقناعهم‪ ,‬سيكون جيداً استبعاد شهادتنا الخاصة الشخصية و‪/‬أو اعطاء شهادة المسيح‪ ,‬احسن‬
‫القول‪ ,‬فيما لو أننا نتحرك هكذا‪ ,‬اعطاء هذه الشهادة عبر ملحظة مرفقة منفصلة "‪ .‬في رسالة‬
‫اخرى‪ ,‬إلونجر قد كتب‪ ":‬سيسعدني القتراح لحضرتك وشركائك بأن تكونوا حذرين عند الخلط‬
‫بين الخلق – العلم مع الخلق – الدين‪ .. .‬من فضلكم نبهوا شركائكم بأن ل يتخلوا عن استيعاب‬
‫افكارهم الدينية والوقوع بفخ الخلط بين الثنين‪ ,‬حيث ان هذا الخلط يسبب أذى ل يمكن حسابه‬
‫للتشريع المرغوب "‪.‬‬

‫وفي رسالة اخرى‪ ,‬يؤكد‪ ":‬نعم لجل جهد التشجيع لهذا المشروع للقانون الحكومي‪ ,‬لدى‬
‫حضرتك خيار واضح للختيار‪ ,‬بين قادة شعبيين يكونوا وزراء } رعاة { أو قادة علمانيين‪ ,‬قم‬
‫باختيار علمانيين‪ .‬ل تقدم شيء جيد لمشروع القانون عند وجود وزراء } رعاة‪ ,‬قسيسين { في‬
‫وسط الشأن العام‪ ,‬والخصوم سيحصلون على فائدة من هذا العمل بكل ثقة‪."....‬‬

‫بذات الوقت الذي كان فيه الخلقيين يحثون انصارهم بتقليص القاعده الدينية بوجهة نظرهم‪ ,‬هم‬
‫لم يخفوا اهدافهم الدينية باستئنافها لجل التمويل أو الدعم السياسي بين النصار أو النواب‬
‫المحافظين‪ .‬كثير من أدبيات الخلقيين المكتوبة تصرح بوضوح بأن السباب الكائنة وراء الهجوم‬
‫" من الخلق العلمي " على التطور تكون دينية واخلقية‪ ,‬وليست علمية‪ .‬إلونجر‪ ,‬الشخص الذي‬
‫كتب قانون آركنساس ضد – التطور‪ ,‬اعترف برسالة النائب الذي يرعاه‪ ":‬أنا أرى بأن هذه‬
‫المعركة بين غيرها‪ ,‬كمعركة بين ا والقوى الضد – إلهية "‪.‬‬

‫القاضي برازويل دين ‪ Braswell Dean‬من جيورجيا‪ ,‬من انصار الخلق‪ ,‬قد صّرح‪ ,‬قائ ً‬
‫ل‪ ":‬هذه‬
‫الميثيولوجيا من القرد الى داروين‪ .‬تكون السبب بالتساهل‪ ,‬الختلط‪ ,‬النحرافات‪ ,‬الجهاض‪,‬‬
‫المواد الباحية‪ ,‬التلوث‪ ,‬التسمم وانتشار كل انواع الجرائم "‪.‬‬

‫مركز البحث الخلقي قد أعلن بأن " بحثه " قد اثبت بأن النموذج العلمي التطوري‪ ,‬يكون‬
‫المسؤول عن " النحطاط الخلقي بالقيم الروحية التي تساهم بهدم الصحة العقلية "‪ ,‬هكذا‬
‫بمثابة " انهيار شامل لقانون والنظام "‪ .‬النظرية التطورية‪ ,‬يراها المركز الخلقي للبحث‪ ,‬بكونها‬
‫مسؤولة مباشرة عن " الطلق‪ ,‬الجهاض‪ ,‬والمراض المتفشية "‪.‬‬
‫يظهر بأن الخلقيين يفكرون بطريقة تبين أن كل تلك التي يعتبرونها شرور في العالم‪ ,‬لم تكن‬
‫موجودة إل عندما اعلن داروين نشر كتابه اصل النواع بأواسط القرن التاسع عشر‪ .‬للسف‪,‬‬
‫الخلقيين لم يعطوا اي تصريح مكتوب حول أّية تنوعات " للشيطانية " و " النحطاط الخلقي "‬
‫يمكن للتطور ان يساهم فيها قياسا بنماذج علمية اخرى‪ ,‬كالنظرية العامة النسبية والجاذبية‪,‬‬
‫النظرية الجزيئية الكيميائية‪ ,‬أو الفيزياء الكوانتية النووية‪.‬‬

‫الخلصة التي ل مفّر منها‪ ,‬الحركة الخلقية‪ ,‬عارفة بأنه سيكون غير مشروع محاولة فرض‬
‫رؤيتها الدينية نحو رؤى اخرى من خلل التشريع‪ ,‬لقد اختارت بعمل جهد تشاوري لجل اخفاء‬
‫هويتها الدينية وهكذا لن يكون قانونها خارج العلن الدستوري‪ .‬الن وباعتبار ان جهدها‬
‫التشريعي قد سقط‪ ,‬حاجتها الى شيء من " العلم " تكون مستبعدة‪ ,‬ويمكنها العودة الى عقيدتها‬
‫الدينية بكل علنية‪.‬‬

‫الخلصة‪ ,‬بالتالي‪ ,‬عبر قبولها الخاص‪ ,‬بوجهة نظر " علماء " الخلق بكونها غير علمية بأي‬
‫شكل من الشكال‪ ,‬صيغة‪ ,‬أو مفهوم‪ .‬ل شيء أكثر من محاولة تمرير قانون ديني بإيحاءات "‬
‫علمية "‪ ,‬بخرق مباشر لدستور الوليات المتحدة الميركية وكل مباديء الديموقراطية الساسية‪.‬‬

‫هوامش‬
‫* العصر الكامبري ‪ Cambrian‬أحد القسام الرئيسية مـن الحقاب الجيولوجية يبدأ من حوالي‬
‫‪ 542‬مليون سنة مضت في نهاية حقبة البروتيوروزوي و انتهى منذ ‪ 488‬مليون سنة مع بداية‬
‫العصر الوردوفيشي ‪ .‬يعتبر العصر الول من حقبة الباليوزوية من المد الفانيروزوي ‪ .‬سمي‬
‫الكامبري نسبة ل كامبريا ‪ Cambria‬السم الكلسيكي لويلز حيث وجدت أول الصخور التي‬
‫درست من تلك الفترة ‪ image=EarlyCambrianGlobal.jpg| .‬يعتبر الكامبري أقدم‬
‫عصر وجد في صخوره أحياءا متعددة الخليا متحجرة بأعداد كبيرة و أشكال متنوعة أعقد من‬
‫السفنجيات البحرية أو الميدوسا ‪ . medusoids‬ظهرت فجأة خلل هذه الفترة حوالي خمسين‬
‫مجموعة رئيسية مستقلة أو شعب عضوية بدون أسلف مؤكدة ‪ evident precursors‬في‬
‫معظم الحالت ‪ .‬هذا التضخم و التشعب الهائل في شعب الحيوانات هو ما يشار له بظاهرة‬
‫النفجار الكامبري ‪.‬‬

‫** العصر الديفوني ‪ : Devonian period‬جاء بعد السيلوري منذ ‪ 415‬مليون سنة واستمر‬
‫حتى ‪ 359‬مليون سنة وهو ينتمي إلى الحقبة الباليوزية ‪ .‬سمي بهذا السم بعد العثور لول مرة‬
‫على حفريات لذلك العصر في منظقة ديفون بإنجلترا‪ .‬وفيه ظهرت منذ ‪ 400‬مليون سنة بعض‬
‫السماك البرمائية وكان لها رئات و خياشيم و زعانف قوية‪ .‬كما ظهرت الرأسقدميات كالحبار‬
‫والشجار الكبيرة ‪.‬ومن حفرياته السماك و المرجانيات الرباعية والسرخسيات‪.‬‬

‫***العصر البرمي ‪ :Permian period‬منذ ‪ 230 -299‬مليون سنة ‪ .‬وفيه زادت أعداد‬
‫الفقاريات و الزواحف وظهرت فيه برمائيةالبرمائيات ‪.‬وانقرضت فيه معظم الحياء التي كانت‬
‫تعيش من قبله ‪ .‬وفيه ترسبت الملح بسبب إرتفاع درجة حرارة الجو ‪.‬‬

‫} الهوامش منقولة للضرورة والهمية التوضيحية {‬


‫فهم التطور عبر خطوتين بسيطتين‬

‫لجل فهم التطور‪ ,‬نحناج للتمييز بين جانبين‪:‬‬


‫‪ -1‬تطور النواع الحّية‪ ,‬الذي يشّكل واقع‬
‫‪ -2‬النظرية الداروينية حول التطور‬

‫ي‪ .‬نظرية داروين تحاول‬‫واقع حصول التطور ُيعثر عليه بشكل كامل موثقا ً في السجل الحفور ّ‬
‫شرح وتفسير هذا الواقع‪ .‬لجل هذا تقوم بإدخال قوى الصدفة } الحتمال { والحتياج لجل تفسير‬
‫التغيرات الملحوظة في السجل الحفوري‪.‬‬
‫سنرى الن كل جانب على حدى‪ .‬سنبدأ مع نظرية التطور الداروينية‪.‬‬

‫نظرية التطور الداروينية‬

‫سسها على ثلث عوامل‪ ,‬هم‪:‬‬


‫تقوم هذه النظرية بتأ ّ‬

‫‪ -‬التنّوع الوراثي } الجيني {‬


‫‪ -‬التكاثر مع توريث التغّيرات‬
‫‪ -‬النتقاء الطبيعي‬

‫قبل الشروع بالبحث يتوجب علينا أن نضع بحسباننا‪ ,‬بأنه عندما نتكلم عن نظرية التطور‪ ,‬ل‬
‫نتحدث عن السهام الولي الذي وضعه داروين‪ ,‬بل نتحدث عن نظرية أكثر اتساع وتفسير عبر‬
‫مساهمات متقدمة أخرى تشّكل محور علم الحياء الراهن } البيولوجيا {‪.‬‬

‫التنّوع الوراثي } الجيني {‬

‫في القسم الكبر التحديد يكون عبر الجينات‪ .‬ولو أنه يمتلك أيضا ً ُبعداً بيئيًا‪ .‬التنّوع الوراثي ينتج‬
‫عبر فعل العوامل الحتمالّية‪ ,‬مثل الطفرة في النيوكليوتيد } هي الوحدة أساسية لبناء الدنا و الرنا‪.‬‬
‫في الحماض النووية الوراثية {‪ ,‬تشّكل الخليا‪ ,‬النسجة والعضاء } تضاعف عدد‬
‫الكروزومات {‪ ,‬النسياق الوراثي‪ ,‬إعادة التركيب الوراثي والتعايش‪ ,‬الذي قد أدى إلى خلّية‬
‫حقيقية النواة‪.‬‬

‫الوراثة‬

‫تّم فك شيفرتها عبر علم الوراثة‪ .‬التنوع البيولوجي هكذا يكون متولداً ومنّقى عبر النتقاء‬
‫الطبيعي‪ ,‬الذي يكون عبارة عن قّوة احتياج‪ُ ,‬منتجة للتكّيف‪.‬‬
‫النتقاء الطبيعي‬

‫يرتبط بشكل أساسي بمحدودية الموارد والتنافس على تلك الموارد الشحيحة‪ .‬بالنظر في نظرية‬
‫مالتوس‪ ,‬القدرة التكاثرية لعضاء جماعات السكان تكون نامية‪ ,‬فيما لو أن ذاك النمو لن يصطدم‬
‫بمحدودية تلك الموارد‪ ,‬محدودية تقود الى التنافس بين الفراد } صراع البقاء على قيد الحياة {‪.‬‬
‫داروين قد عّمم فكرة مالتوس على عالم الكائنات الحّية كّله‪ .‬الممتلكين لميزات أفضل للقدرة على‬
‫البقاء على قيد الحياة والتكاثر في الوسط الذي تعيش به } متكيفة مع هذا الوسط {‪ ,‬تاركة نسل‬
‫أكبر في الجيل اللحق‪ ,‬بميزات تنمو وتنتشر في الجماعة‪.‬‬
‫بإجمال النقاط الثلثة السابقة‪ .‬فيما لو أن التنوعات المختلفة للسمات الموروثة‪ ,‬تساهم بخلق‬
‫سمات مختلفة في البقاء على قيد الحياة والتكاثر لحامليها‪ ,‬وفيما لو أن الكائنات الحّية ُتنتج‬
‫متحدرين أكثر قادرين على البقاء على قيد الحياة‪ ,‬بالتالي مسألة انتشار السمات الكثر تكّيفا تنمو‬
‫ايضاً من جيل لجيل‪ ,‬حتى تصل لمرحلة تثبتها في كل الجماعة‪ ,‬وهذا هو النتقاء الطبيعي ببساطة‪.‬‬

‫تطور النواع‬

‫يكون بالساس عبارة عن تطور بالجينات‪ ,‬تطور في المعلومة الوراثية‪ .‬فقط التغّيرات في الجينوم‬
‫تكون عناصر تطور النواع‪ .‬يتوجب علينا تمييز الفروقات بين النمط الوراثي } الجينوم { وبين‬
‫النمط الظاهري } الجسم والسلوك {‪.‬‬
‫النتقاء الطبيعي يعمل مباشرة على النمط الظاهري للكائن الحّي الفرد‪ .‬هذا النتقاء فقط يمتلك‬
‫مؤثرات تطورية عندما يحصل في بنية الجينوم أو في التعاقبات النسبية للجينات } اصدارات‬
‫متناوبة لذات الجين { في الحوض الوراثي للجماعة‪.‬‬
‫التغيرات الظاهرية ل تنتقل عبر الجيال ويمكن ان تضيع بالعموم‪ .‬الجينات الجديدة } جينات‬
‫بوظائف جديدة { ل تنتج اعتباراً من لشيء‪ ,‬بل عبر تعديلت تطرأ على جينات موجودة‪.‬‬
‫نظرية التطور عبر النتقاء الطبيعي ُتعطي أهمية للتكّيف مع البيئة ولوظائف العضاء دون‬
‫اللجوء لفكار مثل الغرض } القصد { أو التصميم‪.‬‬
‫التطور يعمل غالباً بوصفه جهاز تجديد‪ ,‬ما قوله‪ ,‬يستخدم اشياء محددة قديمة ليجعلها اشياء‬
‫اخرى جديدة‪ .‬هذا ل يريد القول أّن نسيج جديد‪ ,‬عضو جديد‪ ,‬وظيفة جديدة‪ ,‬يتوجب عليهم الظهور‬
‫من جديد‪ ,‬هذا سيكون معّقد جداً } وبمدى طويل { في تقّدم التحولت والتكيفات‪ .‬بالمقابل‪ ,‬يكون‬
‫أكثر سهولة وأسرع العمل على ما هو موجود‪ :‬البدء بانسجة واعضاء موجودين‪ ,‬وتجديدهم لجل‬
‫وظيفة جديدة‪ .‬مع سلسلة من التعديلت والتطورات المختلفة‪ ,‬التطور يوّفر بهذه الصيغة للنتقاء‬
‫الطبيعي مجال واسع يمكنه العمل ضمنه‪ .‬عبر اقتراحات خاطئة احيانًا‪ ,‬اقتراحات أخرى محايدة‬
‫} ليست خاطئة ول صحيحة {أحيانًا‪ ,‬مرة إثر مرة بعضها يكون ناجحًا‪.‬‬
‫النظرية التركيبية للتطور الدارويني‬

‫واحدة من المقدمات التي تؤسس لنظرية داروين حول التطور عبر النتقاء الطبيعي‪ ,‬هي أّن‬
‫الفراد تنقل ملمح الى الجيل اللحق‪ .‬لقد عاصر داروين‪ ,‬العالم ماندل‪ ,‬الذي قد طرح قوانين‬
‫اساسية في الوراثة‪.‬‬

‫منذ ‪ 50‬عاما ً علماء الحياء قد وّلفوا بين الوراثة الماندلّية والنظرية الداروينية لصياغة تفسير‬
‫واسع للتطور المعروف عبر النظرية التركيبية‪.‬‬
‫النظرية التركيبية للتطور تقوم بتفسير التنّوع الملحوظ من قبل داروين بين المتحدرين‬
‫بمصطلحات تتصل بالطفرات واعادة التركيب‪ .‬هذه النظرية قد حازت على اهتمام كثير من علماء‬
‫الحياء بالبحث والتي اعطت بالنتيجة مجموعة من الدلة والثباتات التي تدعم التطور‪.‬‬
‫علماء الحياء يقبلون المباديء الساسية للنظرية التركيبية للتطور‪ ,‬لكن باختبار عميق لبعض‬
‫جوانبها‪ .‬كمثال‪ ,‬كيف تؤثر الصدفة في التطور؟ وفق أّية سرعة تظهر انواع جديدة؟ هاتين‬
‫القضيتين قد شكلتا حافز لعادة تقييم للسجل الحفوري في جانب‪ ,‬وفي اكتشافات بالجزيئات‬
‫الوراثية في جانب آخر‪.‬‬

‫أوًل‪ -‬اثباتات التطور‬

‫الثبات الّول‬

‫الحفوريات‬

‫ُيطلق اسم احفور على اي دليل للحياة في الماضي‪ .‬الحفوريات تشّكل قِطَْع من تاريخ الحياة قد تّم‬
‫حفظها بصيغ مختلفة‪ ,‬فهي تبدو كبقايا لكائنات كاملة او لجزاء منها‪ .‬هي ايضا ً احفوريات تعطي‬
‫انطباعات عن كائنات حّية في الصخور‪ ,‬قبل وبعد موتها‪ .‬عظام‪ ,‬بيوض‪ ,‬اسنان‪ ,‬جذع شجرة‪,‬‬
‫اوراقها‪ ,‬آثار اقدام‪.....,‬الخ‪ .‬يمكن ان تصل ليامنا هذه بصيغ احفوريات‪.‬‬
‫منذ ‪ 500‬عام‪ ,‬الحفوريات كانت ُمعتبرة كاشياء غامضة الصل وبصيغ غريبة‪ ,‬لهذا السبب قد تّم‬
‫الصاق خصائص سحرية فيها‪.‬‬

‫فقط في النصف الثاني من القرن الخامس عشر بدؤوا بمقاربة اسهام الفنان والُمبتكر ليوناردو‬
‫دافنشي‪ ,‬عبر تصورات بخصوص طبيعة الحفوريات‪ .‬لقد أّكد دافينشي بأن الحفوريات التي تّم‬
‫العثور عليها بشمال ايطاليا هي موافقة لقواقع بحرية قديمة‪ .‬ل احد قد اهتّم بهذه الفكرة آنذاك‪.‬‬
‫بمرور ‪ 100‬عام بعد ذاك التاريخ‪ ,‬ايطالي آخر هو نيكولس ستينو‪ ,‬ادعى بأّن الحفوريات كانت‬
‫شّكلت الصخور التي احتوتها خلل الطوفان الكوني‪ .‬هذا التفسير من قبل‬ ‫ذات اصل عضوي وانها ُ‬
‫ستينو‪ ,‬احرز التوفيق بين المعلومة التي تعطيها الطبيعه من خلل الحفوريات والمعلومة التية‬
‫سس‬ ‫من الكتاب المقدس‪ ,‬لهذا تّم قبول كلمه مباشرة!!!!‪ .‬المنطق الذي يغّلف هذا التفسير مؤ ّ‬
‫على العتقاد بال الذي قد خلق الرض وكل الكائنات التي تسكنه‪ ,‬لكن في الطوفان الكوني‪,‬‬
‫كثيرين ماتوا غرقى وبقاياهم موجودة بصيغة احفوريات!!!‪.‬‬

‫نظرية ستينو اهتمت بامور اكثر‪ .‬لقد فّكر بان الحفوريات يمكن اعتبارها بمثابة بقايا لكائنات‬
‫وهذه البقايا تشّكلت بالتزامن مع صخور ظهرت فيها‪ ,‬بالتالي طبقات هذه الصخور توفر لنا تاريخ‬
‫تسلسل زمني ما للرض‪ ,‬ستينو اعلن ثلث بيانات اساسية‪:‬‬

‫‪ -1‬الصخور الرسوبية التي تمتد عبر تموضع بصيغة طبقات افقية‬

‫‪ -2‬بتعاقب طبقات نجد الحدث فوق القدم تموضعاً‬

‫‪ -3‬بلحظة تشّكل طبقة رسوبية يتم امتدادها في كل التجاهات‪.‬‬

‫تقريبا بذات زمن ستينو‪ ,‬البريطاني روبرت هوك قد دافع عن الطبيعة العضوية للحفوريات‪ ,‬وقد‬
‫اقترح‪:‬‬

‫‪ -1‬امكان استعمال الحفوريات لتحقيق مقارنات تسلسلية زمنية عبر الصخور التي تحتويها‬

‫‪ -2‬الحفوريات تثبت بأنها كانت في الماضي صيغ حياة وليس لها ممثلين في الوقت الراهن لنها‬
‫قد انقرضت‪.‬‬

‫اقتراحات هوك قد شّكلت قاعدة لتفسير متماسك للتاريخ الجيولوجي ولعلم الحاثة للرض‪.‬‬
‫بنهاية القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر‪ ,‬الحفوريات تكون مستعملة لجل تتبع‬
‫الخرائط الجيولوجية‪ .‬حيث فيها مختلف الطبقات الجيولوجية يمكن التعّرف عليها من خلل‬
‫احفوريات تحتويها‪.‬‬

‫أهمّية الحفوريات‬

‫اضافة للهمية العملية التي تكتسبها الحفوريات لجل الخرائط الجيولوجية لسطح الرض‪ ,‬تشكل‬
‫دليلً على الفعل التطوري عبر البراهين التية‪:‬‬

‫‪ -1‬ليست كل النواع التي قد عاشت في الماضي هي التي تعيش بوقتنا الراهن‪ .‬كثير منها قد‬
‫انقرض دون ترك ممثلين احياء راهنًا‪.‬‬

‫‪ -2‬الحفوريات تكون معاصرة للطبقات التي تحويها‪ ,‬هذا يستلزم ان الطبقات الحدث تقع فوق‬
‫القدم‪ .‬فالتشابه المورفولوجي المعطى بين بعض النواع الحفورية وبعض النواع الراهنة‪,‬‬
‫يمكنها ان تقّر وجود علقات قرابة بينها ذاتها‪.‬‬

‫امكان العلقة بينها تم اعاده تفسيره كعلقة قرابة بين َمْن احفورياته في الطبقات العلى بكونهم‬
‫متحدرين للمتواجدين في الطبقات السفلى‪.‬‬
‫بهذه الصيغة‪ ,‬الحفوريات تسمح لنا بامتلك بانوراما للتغيرات التي حدثت خلل تاريخ الحياة‪,‬‬
‫وهي بالتالي تشّكل وثائق ل يمكن تقديرها بثمن لجريان التطور‪.‬‬

‫الثبات الثاني‬

‫التشريح وعلم وظائف العضاء الُمقارن‬

‫مع النظريات التغييرية قد بدأ ايلء الهتمام بالُبنى المتشابهة للكائنات التي كانت نتيجة النتقال‬
‫الطفري‪ ,‬حيث ان انواعا ً جديدة قد تشّكلت محافظة على ُبنى اسلفها‪.‬‬
‫مع داروين وعبر تفسير اللية التطورية‪ ,‬هذا الثبات امتلك اهمية اكبر‪ .‬كمثال‪ ,‬الواقع بأن كل‬
‫الثدييات‪ ,‬بدءاً من زرافة وانتهاء بفأر قد امتلكت سبع فقرات في المنطقة الموافقة من العنق‬
‫} فقرات عنقّية او رقبية {‪ ,‬امكن تفسير المر باعتباره قد اتى من سلف مشترك حيث ان تلك‬
‫البنية قد تّم الحتفاظ بها دون تعديلت بطول السلسلة كلها‪.‬‬

‫بذات الصيغة‪ ,‬دراسة مفصلة للعظام التي تشكل جناح الطائر‪ ,‬زعانف حوت‪ ,‬الرجل المامية‬
‫ي‪ ,‬تبّين اصل مشترك ولو انها تنّفذ وظائف مختلفة‪ .‬انها ُبنى ُمعّدلة تلك‬ ‫للحصان والذراع البشر ّ‬
‫التي تمتلك اصل مشترك باستقللية عن الوظيفة التي تقوم بها‪.‬‬
‫دراسة البنى التي تّم تعديلت فيها يمكن ان يمتد من تحليل الُبنى التشريحية حتى السلوك‬
‫المتشابه أو صيغ التنّفس‪ ,‬نمط ووظائف الدم‪........,‬الخ‪.‬‬
‫الدراسات الُمقارنة تساهم ببراهين مهمة متصلة بالتطور البيولوجي‪.‬‬

‫التناظر والتماثل‬

‫عند تحقيق دراسات في التشريح الُمقارن مق القصد باقرار قرابات تطورية‪ ,‬الُبنى التي يتوجب‬
‫كونها ُمعتبرة هي تلك التي تتسم بُبنى متماثلة‪ .‬بشكل معاكس‪ ,‬يوجد ُبنى اخرى ولو انها تقوم‬
‫بذات الوظيفة‪ ,‬كاجنحة الحشرات واجنحة الطيور‪ ,‬ل ُتبرز اصل مشترك عبر تحليلها بعناية‪.‬‬
‫هذه الظاهرة تسمى التكّيف المتقارب‪ ,‬الذي عبره النواع المختلفة الصل الوراثي الشعبوي‪,‬‬
‫تطور ُبنى متشابهة بالشكل والوظيفة‪ ,‬كزعانف السماك والحيتان‪ ,‬مث ً‬
‫ل‪.‬‬

‫الثبات الثالث‬

‫علم الجّنة الُمقارن‬

‫عند ملحظة أجّنة لكائنات متنوعة‪ ,‬كلها تكون فقارية‪ ,‬يمكن رؤية الشبه الواضح‪ .‬فيما لو نقم‬
‫بمقارنة اجّنة ضمن ذات الفئة ضمن الفقاريات‪ ,‬التشابه سيكون أكبر ايضًا‪.‬‬

‫الثبات الرابع‬

‫النتقاء الصناعي‬

‫مبكراً قد انتبه داروين لّن النسان قد امكنه انتاج تنوعات جديدة صناعيا ً في الحيوانات الليفة‬
‫ونباتات زراعّية‪ .‬مهجنا ً خلل اجيال عديدة انواع محددة امتلكت صيغ جديدة لم تكن موجودة في‬
‫الطبيعه‪.‬‬
‫لقد اختبر داروين الحمام المنزلّي‪ .‬قام بتربية انواع عديدة ما امكنه تحقيق تهجين بينها منتقيا‬
‫النواع الكثر قربا ً من الحمام البّري‪.‬‬
‫بذات الطريقة‪ .‬جمع معلومات حول الزراعات القديمة وطرق التدجين التي نفذتها الحضارات‬
‫القديمة في الهلل الخصيب‪ ,‬مصر‪ ,‬الهند والصين‪.‬‬
‫كل تلك التفاصيل كانت منتشرة عبر التنّوع بالحيوانات والنباتات تحت فعل التدجين‪ .‬لقد شّكل هذا‬
‫المر الدليل الذي استعمله داروين لليحاء بوجهة نظره حول آلية النتقاء الطبيعي‪.‬‬
‫الثبات الخامس‬

‫الدلة ذات الصيغة الوراثّية‬

‫تجارب ماندل قد بّينت وجود عوامل وراثّية تحّدد‪ ,‬على سبيل المثال‪ ,‬الميزات الفيزيائية لنبات‬
‫} لون زهرة‪ ,‬طول الساق { لكنها لم تقدم تفسيراً بمكان تواجد تلك العوامل وكيف عملت‪ .‬بتطور‬
‫علم الوراثة في القرن العشرين‪ ,‬ليس فقط قد تّم تحديد مكان تواجد تلك العوامل‪ ,‬المسماة جينات‪,‬‬
‫بل تّم تحديد طبيعتها‪.‬‬
‫الجينات عبارة عن مقاطع لجزيء كبير محدد باسم دي ان اي الذي يتواجد في نواة الخليا‪ .‬مقطع‬
‫من الدي ان اي يمكن ان يتضمن كميات متنوعة من الجينات بحسب طوله‪ .‬مجموعة الجينات‬
‫لعضو } الجينوم { يحوي كل المعلومة اللزمة " لبناء " وعمل ذاك العضو‪.‬‬
‫كل النواع الحّية في كوكبنا تتقاسم ذات اللغة الجينية المؤسسة في جزيء الدي ان اي‪ .‬هذا يشّكل‬
‫واحد من الثباتات الكثر اهمّية حول القرابة التطورية بين كل النواع الحّية‪.‬‬
‫علماء الحياء قد طّوروا تقنيات عديدة تسمح بالمقارنة المباشرة للجينات بين كائنات مختلفة‪ .‬من‬
‫سرة لفروقات ُمعتبرة بدرجات‬ ‫تلك المقارنات تظهر التشابهات والختلفات التي يمكن ان تكون ُمف ّ‬
‫قرابة بين المجموعات المدروسة‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬نظريات اصل الفيروسات والخليا حقيقية النوى‬

‫أصل الفيروسات‬

‫يوجد نظريتين اساسيتين حول هذا الموضوع‪ .‬نظرية تقترح بأّن الفيروسات تنتج من انحطاط في‬
‫الكائنات الدقيقة } بكتريات أحادية الخلية وفطور { التي في بعض الحيان كانت طفيلية ُمجبِرةً‬
‫خليا اخرى بدرجة ما للتحول لطفيليات ضمن الخليا وتفقد بذلك كل المكونات الضرورية لجل‬
‫تطوير دورة حياتها الحرة مستقلة عن الخلية الُمضيفة‪.‬‬
‫النظرية الخرى تقترح بأن الفيروسات هي الُمعادل لجينات تائهة‪ .‬على الرجح أن بعض مقاطع‬
‫الحمض النووي قد تحولت بصيغة ُفجائية أو خلية منتمية لنوع مختلف عن النوع الذي تنتمي له‬
‫تلك المقاطع‪ ,‬والتي عوضا ً عن انحطاطها } كما يحصل عموما بهذه الحالة { لسباب مجهولة‬
‫ستتمكن من البقاء على قيد الحياة وتتضاعف في الخلية الجديدة الُمضيفة‪.‬‬

‫الكتشاف الحديث لّن الجينات الورمّية الفيروسية القهقرية تكون متطابقة تقريبا ً مع بعض‬
‫الجينات التي غالبا ما تكون حاضرة في خليا حقيقية النوى } جينات منتجاتها تشجع على نمو‬
‫وانقسام الخلّية { المر الذي يسمح باقرار ان الفيروسات تكون قادرة على ادماج جينوماتها‬
‫بتعاقبات النكليوتيدات الموجودة في الخلّية الُمضيفة‪ .‬تلك التعاقبات المكتسبة من الجين الورمّي‬
‫الفيروسي يمكن ان تكون داخلة من الفيروس الخاص في خلية اخرى منتمية لسللة اخرى‪.‬‬
‫بهذه الطريقة‪ ,‬الجينات الورمية الفيروسية وربما نوع آخر من الفيروسات‪ ,‬يمكنها العمل بوصفها‬
‫موجهات للتطور‪ ,‬تقوم بنقل مقاطع من المعلومة الوراثية بين النواع المختلفة‪.‬‬

‫يكون اكثر احتمالً أن انواع مختلفة من الفيروسات‪ ,‬قد ظهرت بمناسبات مختلفة وبواسطة أ ّ‬
‫ي‬
‫من الليات المذكورة عبر النظريتين السابقتين‪ .‬مع ذلك‪ ,‬مرة واحدة يكون فيها قد تشّكل فيروس‬
‫على وجه الخصوص‪ ,‬هذا سيكون خاضعا ً لضغوط تطورية على قدم المساواة لنواع بدائيات‬
‫النوى والخليا حقيقية النوى‪.‬‬

‫التقدم في خاصّية الفيروسات بمستوى جزيئي‪ ,‬تشير لن الفيروسات تتطور بشكل مشترك مع‬
‫الكائنات الُمضيفة‪ ,‬وهذا معزو بدوره لن الفيروسات تكون طفيلية ضمن الخليا‪ ,‬وبالتالي تقتضي‬
‫البقاء على قيد الحياة للُمضيف لكي تضمن بقاءها الخاص على الحياة‪ .‬فيروس يتكاثر في مكان‬
‫استضافته الطبيعي‪ ,‬يتوجب عليه ان ل يتسبب فيه بالمرض‪ ,‬او يسبب مرض مزمن في اغلب‬
‫الحالت‪ .‬العديد من الفيروسات ُينتج امراض خطيرة‪ ,‬فقط عندما ُتعدي الكائنات المختلفة‬
‫لمضيفيها الطبيعيين‪ .‬مما سبق يتضح ان جزء هام من الفيروسات تكون مصحوبة بانتاج‬
‫المراض‪ ,‬تشّكل فيروسات تكون بحال تكّيف لنمط ُمضيف جديد‪ ,‬ومتى تحقق هذا التكّيف‪,‬‬
‫استراتيجية الفيروس تقوم على البقاء والنتشار دون التأثير على الكائن الُمضيف‪.‬‬

‫أصل الخلّية حقيقية النواة‬

‫الخلية حقيقية النواة هي عبارة عن خلية تختلف عن الخلية بدائية النواة في امتلك نواة محددة }‬
‫عموما ً مركزية في هيولى الخلّية اوالسيتوبلزما { محاطة بغشاء‪ .‬في هيولى الخلّية التي تحيط‬
‫بالنواة يمكن العثور على جسيمات مختلفة متخصصة بوظائف مختلفة بما يقتضي الحال‪ .‬هذا‬
‫النوع من الخليا ما تمتلكه بكثرة وحيدات الخلّية الوالي* كما تمتلكه متعددة الخليا حقيقيات‬
‫النوى‪.‬‬

‫ُيقال بأن اصل تلك الخليا يعود للتكّيف الشعاعي لنواع من الطحالب كاستجابة للكّم الهائل‬
‫المتراكم بمرور الزمن للوكسجين في الغلف الجوي‪ .‬هذه النقطة بتاريخ الحياة تكون مثار جدل‬
‫وغموض‪ .‬عدم استقرار الصيغ الراهنة لتلك النواع أمام مملكة وحيدات الخلية يقدم افتراض‬
‫بمثابة نقطة انطلق‪ ,‬لكن التنوع الهائل بالكائنات حقيقية النوى‪ ,‬التية بالتأكيد من صيغة او صيغ‬
‫بدائية النوى‪ ,‬التي يمكننا استشفافها‪ ,‬لكن أدلتها بقيت متوارية تحت الصيغ الراهنة ببساطة لّن‬
‫التاريخ يخفي بستاره التغيرات‪ ,‬ليتركنا نرى النتائج فقط‪.‬‬

‫هوامش‬

‫* الوليات أو الحيوانات الولية أو الوالي )باللتينية‪) (Protozoa :‬باليونانية ‪= protos :‬‬


‫أول و ‪ = zoon‬حيوان ( و هي متعضيات وحيدة الخلية حقيقية النوى تظهر خواص تترافق عادة‬
‫مع الحيوانات ‪ ،‬أهمها الحركية ‪ ، mobility‬و التمايز ‪ . heterotrophy‬تصنف عادة ضمن‬
‫مملكة الطلئعيات ‪ Protista‬سوية مع الطحالب الشبيهة بالنباتات ‪. plant-like algae‬‬
‫الوليات هي كائنات حية وحيدة الخلية ل ترى بالعين المجردة‪ .‬تعيش في الوساط المائية كالماء‬
‫المالح أو العذب أو سوائل أخرى كالدم ‪ ،‬حيث تستقر و تسبب ببعض المراض ‪ .‬تختلف الوليات‬
‫في الشكل و الحجم ووسيلة الحركة ‪.‬‬
‫في بعض المخططات الحديثة تصنف معظم الشنيات مع النباتات ‪ Plantae‬المملكة النباتية و‬
‫‪ ، Chromista‬في هذه الحالة يمكن تسمية مملكة الطلئعيات بمملكة الوليات ‪kingdom‬‬
‫‪ . Protozoa‬مع هذا فيجب عدم اعتبارها حيوانات حقيقية لذلك نفضل تسميتها بالوليات فقط و‬
‫ليس الوليات الحيوانية ‪.‬‬
‫تصنف حسب طريقة حركتها إلى ‪:‬‬
‫سوطيات )‪(Flagellates‬‬
‫هدبيات‬
‫متحولت أو أميبات )‪(Amoeboids‬‬
‫كيسيات )‪(Sporozoans‬‬
‫صنف العلماء الوليات تبعا لوسيلة الحركة إلى أربع مجموعات رئيسة وهي أوليات تتحرك‬
‫بوساطة ‪:‬‬
‫‪ .1‬القدام الكاذبة مثل الميبا‬
‫‪ .2‬الهداب مثل البراميسيوم‬
‫‪ .3‬السواط مثل المثقبيات‬
‫‪ .4‬النزلق مثل متصورات‬
‫بعض الوالي ممرضة‪ ،‬تسبب أمراضا ً مثل الملريا الذي يسببة المتصورات‪ ،‬وكذلك مرض‬
‫الزحار الميبي الذي يسببه نوع خاص من الميبيا تسمى الميبيا الطفيلية )النتاميبا هستوليتيكا(‪.‬‬
‫و يمكن للشوكميبة إحداث إصابات مثل التهاب الدماغ الميبي الحبيبي و التهاب القرنية‪.‬‬
‫} الهامش منقول ‪ُ ..‬يرجى التدقيق {‬
‫ثالثًا‪ :‬نشوء النواع‬

‫عبارة عن العملية التي يحصل خللها تشكيل النواع‪ .‬في المرحلة الولى‪ ,‬المسماة النعزال‬
‫الخارجي‪ ,‬العضاء من نوع ما يبدؤون بالنفصال عن بعضهم‪ ,‬بسبب حدث خارجي‪ ,‬كالتغّير‬
‫الُمناخي‪ ,‬تشكيل حاجز مادي } ظهور جبل‪ ,‬كمثال {‪ ,‬او استعمار موطن جديد‪ .‬هذا النفصال يمكن‬
‫ان يحدث ايضًا‪ ,‬لّنه بمرور مئات الجيال‪ ,‬الفراد يمكنهم النتشار من البيئة الجغرافية لنوعهم‬
‫باتجاه مناطق اخرى‪ .‬في المرحلة الثانية‪ ,‬من الفتراق‪ ,‬الجماعات المنعزلة تتباعد وراثيًا‪ ,‬ما‬
‫يمكنهم تحقيقه بسرعه اكبر من اولئك اللذين لديهم تماس بجماعات اخرى‪ .‬هذا يحدث‪ ,‬بناء على‬
‫الصدفة‪ ,‬أو كنتيجة للنتقاء الطبيعي‪ .‬في المرحلة الثالثة‪ ,‬المسماة بالنعزال الداخلي‪ ,‬صيغ‬
‫ملموسة للنعزال تتطّور في حضن الجماعة‪ .‬كل تلك التجاهات تتوقف على العضاء اكثر منها‬
‫على المحيط ويمكنها تأصيلها عبر افضليات خلل المراودة‪ ,‬او بسبب عدم التوافقات الوراثية‪,‬‬
‫التي تجعل النسل من المروادة بين جماعات مختلفة ل ينتج بوصفه قابل للحياة او خصيب‪ .‬البغل‬
‫يشّكل مثال على هذا المر‪ .‬في المرحلة النهائية‪ ,‬مرحلة الستقللّية‪ ,‬الجماعات حديثة النفصال‬
‫تتابع تطورها الخاص وتكون قادرة على استعمار بيئات اخرى دون الحتياج للتهجين او الختلط‬
‫مع جماعات اخرى‪ .‬كل مرحلة من تلك المراحل قد كان ُمتحققا ً منها عبر دراسات حقلّية } على‬
‫ارض الواقع { وفي المختبر مع انواع مختلفة‪.‬‬

‫يوجد‪ ,‬نظريًا‪ ,‬طريقتين ممكنتين لنجاز نشوء النواع‪ :‬بصيغة جغرافية‪ ,‬او بصيغة غير جغرافية‪.‬‬
‫في نشوء النواع الجغرافي‪ ,‬النعزال الولي يظهر كنتاج انفصال جغرافي للجماعات‪ .‬نشوء‬
‫النواع الغير جغرافي يكون نتاج التغّيرات في السلوك‪ ,‬او تغيرات وراثية‪ ,‬لجزء من جماعه‬
‫محددة مناطقيًا‪ .‬يوجد جدل واسع حول الزمن الذي تظهر فيه مختلف النواع‪ ,‬لكن بالعموم‪ُ ,‬يعتبر‬
‫الكثر شيوعا نشوء النواع الجغرافي‪.‬‬
‫التعريف البيولوجي للنوع ل يكون منّزه عن الخطأ‪ .‬يمكن وجود بعض الحوال الُمريبة دوما ً لجل‬
‫تحديد النوع تعسفيًا‪ .‬هذا يحدث لن النواع ليست كائنات سكونّية‪ .‬الوضاع الوسطية بنشوء‬
‫النواع تكون الُمسببة لصعوبات جّمة عند التصنيف او التحديد‪ ,‬حتى خلل النقسام الخليوي‪,‬‬
‫عندما يكون موجود خلية واحدة او خليتين‪ ,‬يوجد جدل حولها‪ .‬غياب الحوال الُمريبة فقط سيعني‬
‫بأّن التطور قد انتهى جريانه ول يتابع حضوره‪.‬‬

‫رابعًا‪ :‬التطور المشترك‬

‫التطور المتوافق أو التطور المشترك‪ ,‬عبارة عن مجموعة من التغيرات التطورية التي تنتج في‬
‫اثنين او اكثر من النواع المتفاعلة بين بعضها البعض‪ ,‬بطريقة تجعل التغّير في احدها يؤثر في‬
‫تطور الباقين‪ .‬التطور المتوافق يمكن تصوره كحالة خاصة من التطور‪ ,‬حيث يحصل عبره تطور‬
‫مشترك للنواع‪ .‬ينتمي لهذا التجاه تكّيف فريسة ما‪ ,‬مثل حمار الوحش‪ ,‬مع نهاية الختباء من‬
‫وجه مفترس‪ ,‬كالسد‪ ,‬لن السد بدوره يطّور بدوره التكّيف مع التغّير عند حمار الوحش‪ .‬التطور‬
‫المتوافق يمكن تقسيمه الى ُمضاد وتعاوني‪ ,‬ولو أّن الفارق بينهما ل يكون واضح دومًا‪.‬‬

‫التطور المتوافق الُمضاد‬

‫ُمفترسين وفرائس وطفيليات ومضيفين تتابع تطورها المتوافق الُمضاد‪ .‬هكذا‪ ,‬تّم تحديد احجام‬
‫نسبية لدماغ اللواحم } المفترسين { وللحوافريات او الثدييات ذات الحوافر } فرائس { الحفورية‬
‫منذ ‪ 60‬مليون عام وصول لوقتنا الحاضر‪ .‬كل النموذجين قد اعطيا ازدياداً بحجم الدماغ‪ ,‬وهذه‬
‫الظاهرة تّم تفسيرها كحال تطوري توافقي‪ ,‬حيث ان المفترسين كما الفرائس تستعمل ذكاءها لجل‬
‫الصيد او الهروب‪ ,‬بذلك اكتسبت اللواحم ذكاء اكثر‪ ,‬فالنتقاء الطبيعي قد اعطى ميزة تفضيلية‬
‫للحوافريات ايضا عبر ذكاء اكبر‪ ,‬والعكس بالعكس‪ .‬دراسة مشابهة مؤسسة على عظام قوائم‬
‫احفورية ُيظهر بأّن الحوافريات‪ ,‬ومحتمل ايضا اّن اللواحم‪ ,‬قد ازدادت سرعتها كل مّرة اكثر‪ .‬مع‬
‫ذلك‪ ,‬يدور الجدل‪ ,‬على الرتيابات المحيطة بتحديد الحجم الدماغي أو سرعة المشي انطلقا من‬
‫قطع احفورية‪.‬‬

‫تطّور الفوعة } خاصية في بعض الجراثيم تجعلها اذا دخلت جسم ما تتكاثر بسرعة وتخلق‬
‫افرازات لها اوخم العواقب ‪ /‬قاموس المورد اسباني عربي { للورم الفيروسي الذي يسبب الورم‬
‫المخاطي‪ ,‬يبين حال تطور متوافق للطفيلي } الفيروس { ومضيفه } الرنب {‪ .‬الفوعة لطفيلي‬
‫يمكن تعريفها كاحتمال يمكنه التسّبب بموت الُمضيف بزمن محدد‪ .‬الرنب الوروبي تّم ادخاله‬
‫بشكل طاريء في استراليا‪ ,‬حيث تكاثر بشكل هائل متحولً الى آفة جائحة بالنسبة للزراعة‪ .‬في‬
‫العام ‪ 1950‬دخل الورم الفيروسي مع ارانب اميركا الجنوبية‪ .‬بالبدء بّين فوعة هائلة وقتل كل‬
‫الُمضيفين الُمصابين‪ .‬لكن الفوعة كانت تتراجع بطول عقود الخمسينات‪ ,‬الستينات والسبعينات‪.‬‬
‫اثبتت اّن تلك الفوعة الصغر الظاهرة قد كانت نتاج مقاومة اكبر ُمكتسبة من قبل الرانب‪ ,‬كما في‬
‫فقدان داخلي للفوعة من قسم من الطفيليات‪ .‬لقد اخذوا عينات من الفيروس من الطبيعه في‬
‫سنوات متلحقة وحقنوها في أرومة ُمطابقة لرانب مخبرية‪ ,‬تّمت ملحظة أن الفيروسات الحدث‬
‫قد سّببت الموت لعدد أّقل من الرانب‪ .‬ايضا اخذوا عينات من الرانب لفترة طويلة من الزمن في‬
‫المختبر عرضوهم لفيروسات بأرومة ُمطابقة‪ :‬حيث مّرت اعوام‪ ,‬عدد الرانب الميتة بسبب‬
‫الفيروس كان متناقصًا‪ .‬هذا يعني بأن الطفيلي كما الُمضيف كان يتطوران‪ .‬ل يكون شيئا ً غريباً‬
‫بأن الُمضيف يتطور باتجاه زيادة مقاومته‪ .‬لكن‪ ,‬لماذا يتطور الفيروس نحو فوعة أقّل؟ التفسير‬
‫الممكن بأّن الفوعة الولّية قد اشارت لتكّيف ناقص من قبل الطفيلي‪ ,‬حيث يقتل الرانب قبل ان‬
‫ضل إدامة‬ ‫تمتلك الفرصة بتحقيق العدوى بالفيروس لرانب اخرى‪ .‬بالتالي‪ ,‬النتقاء الطبيعي ف ّ‬
‫الرومة القّل فوعًا‪.‬‬
‫التطور المتناسق التعاوني‬

‫مكونات الجماعات المتكافلة يمكنها متابعة التطور المتناسق المتمّيز بتكيفات يمكنها تحقيق‬
‫الفائدة للجميع‪ .‬هكذا‪ ,‬النمل يقوم بحماية ُيسروعات كثير من انواع الفراش الزرق‪ ,‬بمجابهة‬
‫الطفيليات‪ .‬النمل قد طّور تكيفات سلوكية تقود لحماية الُيسروعات واخافة الزنابير الطفيلية‪,‬‬
‫بدورها الُيسروعات اجابت على تلك التكيفات مطورة غّدة خاصة تقوم بافراز سائل يستخدمه‬
‫النمل كغذاء‪.‬‬
‫مجموعة واسعة من التكيفات التي يمكن تفسيرها كتطور متناسق تعاوني‪ ,‬هي بالعلقات بين‬
‫نباتات وحشرات‪ ,‬طيور وثدييات ملّقحة او التي تنثر بذورها‪.‬‬
‫خامسًا‪ :‬التكّيف والتأقلم‬

‫التكيف والتاقلم عبارة عن استجابات الفرد لمتطلبات البيئة المحيطة‪ ,‬ويمكن تموضعها على‬
‫مستويين‪:‬‬

‫‪ -1‬التكّيف بمستوى وراثي } جيني {‬

‫هذا التكّيف يكون تكّيفا ً بالمعنى الدقيق للكلمة‪ ,‬ثمرة انتقاء طبيعي غير قابل للنعكاس‪ .‬الميزات‬
‫الوراثية لجماعات } الشيرباس في التيبيت {‪ ,‬تسمح لهم بالبقاء على قيد الحياة في الرتفاعات‬
‫العالية‪ ,‬وتستمر حتى لو ان الفرد يغّير اقامته الى بيئة اخفض‪.‬‬

‫حديثا ً تّم اثبات أّن الطفال اللذين يتعرضون لنقص اكسجين مستمر بارتفاعات تزيد عن ‪3000‬‬
‫ي*‪ .‬في هؤلء الطفال اللذين‬ ‫متر فوق مستوى سطح البحر‪ُ ,‬يظهرون صيغة تكّيف بنمط ظاهر ّ‬
‫ينمون في مناطق مرتفعة‪ ,‬تزداد التهوية‪ ,‬المتثال الرئوي وانتشار التجاويف الشعرّية**‪ .‬احجام‬
‫ي‬
‫الرئة كما الصدر تكون أكبر‪ ,‬يزداد تركيز الهيموغلوبين واللزوجة في الدم‪ .‬النمو البعد ولد ّ‬
‫يقّل‪ ,‬حتى عندما يؤخذ بعين العتبار الظروف القتصادية الجتماعية للسكان‪.‬‬

‫ضع‬‫انخفاض معّدل الوكسجين في المناطق المرتفعة قد تؤدي لموت حديثي الولدة والطفال الُر ّ‬
‫بنسبة اكبر منها في مناطق منخفضة ذات مستوى اجتماعي اقتصادي مشابه‪ ..‬نقارن ابناء امهات‬
‫صينيات قد هاجروا الى التيبيت‪ ,‬بعد غزو ذاك القليم‪ ,‬آتيات من اراضي منخفضة في الصين‪,‬‬
‫وبنصف مدة القامة في ارتفاع ‪ 3658‬متر بمدينة لهاسا‪ ,‬مع ابناء مولودين لمهات تيبييات بذات‬
‫العمر‪ ,‬الحديثي الولدة من هؤلء القادمين قد امتلكوا وزنا ً اقّل عند ولدتهم‪ ,‬تركيز كبير‬
‫بالهيموغلوبين في دم الحبل السري‪ ,‬وبعض قيم الهيماتوكريت*** اكثر ارتفاعا ً مما لدى اطفال‬
‫التيبيت‪ ,‬اللذين اسلفهم قد امضوا حياتهم في مناطق مرتفعة بنيبال منذ ‪ 25000‬عام‪ .‬ولو أّن في‬
‫كل المجموعتين من الطفال‪ ,‬الشباع الشرياني بالوكسجين كان اكثر ارتفاعا ً في أول يومين إثر‬
‫الولدة‪ ,‬وانخفض عندما كان ينام الطفال‪ ,‬نسبة لما كان عليه عند الستيقاظ‪ .‬قيم الشباع‬
‫الوكسجيني للهيموغلوبين كانت أقّل عند الطفال الصينيين منها عند الطفال التيبيتيين بكل‬
‫ي مستوى من النشاط يجري‪ .‬تلك الُلقى ُتظهر اختبار التكّيفات الوراثية التي تسمح‬ ‫لحظة‪ ,‬وبأ ّ‬
‫ف‪ ,‬واضفاء مقاومة لمتلزمة ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي ومشاكل قلبّية‪.‬‬ ‫باوكسجين كا ٍ‬

‫يكون كثير الحتمال أّن التكّيف الوراثي ل يؤثر فقط بمستوى قلبي رئوي‪ ,‬بل في آليات استقلبية‬
‫أكثر باطنّية‪ .‬حديثًا‪ ,‬دراسات تّم فيها اجراء مقارنة الستقلب القلبّي بشكل حّي‪ ,‬بواسطة المنظار‬
‫الطيفّي بالرنين المغناطيسي ‪31‬ب } للعصاب الشوكية {‪ ,‬بين اعضاء قبيلة الشيرباس في‬
‫درجات مختلفة الرتفاع ودرجات مختلفة من عدم التأقلم } ‪ 4‬اسابيع بعد الهبوط لمناطق منخفضة‬
‫{‪ ,‬وأفراد قادمين من مناطق منخفضة‪ ,‬لقد ُوجد أّن الشيرباس يمتلكون‪ ,‬ويحتفظون حتى في فترة‬
‫عدم التأقلم الُمشار اليها‪ ,‬علقة فوسفور الكرياتين ‪ /‬أدينوسين ثلثي الفوسفات**** غير‬
‫متبدلة‪ ,‬بينما ‪ % 50‬أقّل مما هو ُمتأّمل لجل المتعرضين للبقاء بمناطق منخفضة‪ .‬اعتبر هذا‬
‫الستقرار بعلقة فوسفور الكرياتين ‪ /‬أدينوسين ثلثي الفوسفات‪ ,‬يفترض تمركزات الدينوزين‬
‫الحّر بقيمة ثلث اضعاف اكبر مما لدى القادمين من مناطق منخفضة‪ .‬تلك التمركزات العالية من‬
‫سر اسهاما ً هائلً للكربوهيدرات في احتياجات طاقّية لعمل‬
‫الديونيسين يتم تفسيرها باعتبارها تف ّ‬
‫القلب‪ُ .‬يعتقد بأّن هذا التنظيم الستقلبي سيكون مفيداً في حالة الهيبوباريزم } متلزمة عصبية {‪,‬‬
‫حيث ان كمّية ادينوسين ثلثي الفوسفات الُمشّكلة من قبل كل جزيء من الوكسجين تكون اعلى‬
‫بنسبة ‪ %60-25‬مع الغلوكوز منه مع الحموض الدسمة الحّرة‪ ,‬التي تشّكل الوقود المستعمل‬
‫ي في ظروف عدم تناول الطعام‪.‬‬ ‫عادة في القلب البشر ّ‬

‫‪ -2‬التكّيف بمستوى فيزيولوجي‬

‫انه التأقلم‪ .‬تعقيد اجهزة الستتباب***** } تنظيم الحرارة‪ ,‬تنظيم انتاج الكريات الحمراء ‪ ,‬تنظيم‬
‫التهوية‪....,‬الخ {‪ ,‬تسمح للفرد بالصمود في بيئات استثنائية‪ .‬ما قوله‪ ,‬يتكّيف بشكل مناسب‬
‫للعيش في محيط مختلف عن وسطه الطبيعي‪ .‬هذه القدرة على التأقلم تستغرق زمن‪ ,‬تمتلك حدود‪,‬‬
‫وتختفي عند اختفاء شروطها‪ .‬فيما لو يكن الفارق البيئي كبير تنتج تغيرات بنيوية وفيزيولوجية‬
‫للكائن‪ .‬مع ذلك‪ ,‬كل كائن يقدم حدود ملموسة من حرارة وغيرها من الشروط التي يمكنه البقاء‬
‫فيها على قيد الحياة‪ ,‬وبعض الحالت المفترضة للتأقلم تكون ببساطة حالت قدرة ل يمكن الشتباه‬
‫بها كاستجابة من الكائن‪.‬‬
‫صورة مختلفة عن الصل يمكن ان تشّكل تكّيفا ً بمستوى ثقافي‪ .‬كحال اختياري لمسلكيات جديدة‪,‬‬
‫متكيفة وُمتعّلمة‪ .‬انه نوع من التأقلم‪ ,‬فوائده يتم فقدانها بسرعة هائلة‪.‬‬

‫النسان‪ ,‬على سبيل المثال‪ ,‬يمكنه التأقلم بشروط قاسية عبر تغييرات في العمليات الفيزيولوجية‬
‫العادية‪ .‬الشخاص المنتقلين من ُمناخ معتدل الى ُمناخ حار وجاف ُيعانون من تغيرات في نبضات‬
‫القلب وحرارة الجسم‪ ,‬بسبب أّن التعّرق يكون أقّل والعرق يحتوي نسبة اقّل من الملح‪ .‬مع أنه‬
‫بارتفاع ‪ 7600‬متر‪ ,‬اغلبية الشخاص يحتاجون لتنّفس الوكسجين باعلى ضغط لجل البقاء على‬
‫قيد الحياة‪ ,‬عبر التأقلم المتدرج يمكنهم الوصول للقدرة على التنفس دون مساعده‪ .‬هذا سيكون‬
‫بسبب النمو في الكريات الحمراء التي يحتويها الهيموغلوبين‪ ,‬الناقلة للوكسجين‪ .‬هذا الزدياد‬
‫بالكريات الحمراء يكون ُمنتجا ً عبر اليريتروبويتين******‪ ,‬هرمون تفرزه الكلى‪ .‬بالضافة‪,‬‬
‫ث على نقل الهيموغلوبين نحو النسجة‬ ‫لتغّير في التركيب الكيميائي داخل الكريات الحمراء يح ّ‬
‫الجسمية التي تحتاج الوكسجين‪.‬‬
‫الجسم البشري ايضا ً يقدم استجابة على غياب الضوء الطبيعي‪ .‬كما في اغلب صيغ الحياة‪,‬‬
‫وظائف النسان تكون ُمن ّ‬
‫ظمة غالبا ً بما يمكن تسميته ايقاع قلبّي‪ ,‬الذي يستمر طوال اليوم‪ .‬البشر‬
‫اللذين قد عاشوا تحت الرض بظروف اختبارية يتابعون اظهار تغيرات فيزيولوجية دورّية‪ ,‬المر‬
‫الذي يثبت وجود الساعة البيولوجية الطبيعية‪ .‬مع هذا‪ ,‬الحقبة المسجلة من قبل تلك الساعة‬
‫الداخلية تكون لمدة تفوق يوم واحد‪.‬‬
‫التأقلم ايضاً يتصل بتغيرات نفسية مترافقة بتغيرات في البيئة‪ ,‬مثل ما يسببه النتقال من وسط‬
‫ريفي الى وسط مديني‪.‬‬

‫هوامش‬

‫* النمط الظاهري ‪ phenotype‬هي كل ما يصف صفة أو مواصفة مميزة في متعضية‪ ،‬مثل‬


‫مورفولوجيتها أو شكلها ‪ ،‬نموها ‪ ،‬أو سلوكها ‪ ،‬على عكس النمط الجيني و هي عبارة عن‬
‫تعليمات مشفرة مورثة يمكن ان يتم التعبير عنها أو تبقى بدون تعبير ظاهري‪.‬‬

‫** الشعيرات الدموية‪ ،‬تتفرع الشرايين داخل أنسجة الجسم وتنتهي بأوعية دقيقة تسمى‬
‫الشعيرات وتتكون الشعيرات من طبقة واحدة من الخليا‪ .‬فهي عبارة عن قنوات دقيقة جدآ ‪،‬‬
‫تشبه الشعر يتراوح قطرها ما بين ‪ 0.014 – 0.007‬ملم ‪ ،‬ويتراوح طول الشعيرة ما بين ‪– 0.5‬‬
‫‪ 1‬ملم ‪ ،‬ويتكون جدراها من طبقة خلوية واحدة ‪ ،‬يبلغ عددها عشرة بليين شعيرة ‪ ،‬وطولها‬
‫مجتمعة حوالي ‪ 80‬ألف كلم ‪ .‬ومساحتها مجتمعة حوالي ‪ 500‬متر مربع‪.‬والسبب في أن جدارها‬
‫يتكون من طبقة واحدة حتى يسمح للمواد الغذائية الصغيرة وليست البروتينات كبيرة الحجم‬
‫والكسجين بالنتح منها حتى تغذي الخليا حولها وتقوم النهايات الخرى منها بتجميع ثاني أكسيد‬
‫الكربون الناتج من الخليا و الفضلت تدخل في الوعية اللمفية ‪.‬‬

‫*** الهيماتوكريت )باللتينية‪ (Haematocrit :‬أو مكداس الدم حسب المعجم الطبي الموحد‪،‬‬
‫وتعني هيماتوكريت في اللتينية فصل الدم او عزل الخليا و المقصود بهذا المصطلح الراسب‬
‫الدموي او النسبة المئوية لحجم خليا الدم الحمراء من اجمالي حجم الدم‪ ،‬فمثل ان نسبة الخليا‬
‫الدموية عند رجل طبيعي بالغ هي حوالي ‪ %40‬حتى ال ‪ %54‬من الحجم الكلي للدم‪ ،‬اما عند‬
‫المرأة فهي اقل قليل حيث تتراوح بين ‪ %37‬و حتى ‪ %45‬و عند الطفال فهي حوالي ‪%36‬‬
‫حتى ‪.%44‬‬
‫يمكن ان تتأثر قيمة الهيماتوكريت بسبب عوامل قد تكون مرضية احيانا و طبيعة في حالت‬
‫أخرى‪ ،‬فمثل ‪:‬‬
‫يقل تركيز كريات الدم الحمراء في الدم في بعض الحالت المرضية كما هو الحال في مرض فقر‬
‫الدم كذلك في مرض سرطان الدم و بالتالي تقل قيمة الهيماتوكريت عن الحد الطبيعي‪.‬‬
‫اثناءالحمل يقل عدد كريات الدم الحمراء و بالتلي تنخفض قيمة الهيماتوكريت‪.‬‬
‫تكون قيمة الهيماتوكريت مرتفعة قليل عن البشر الذين يعيشون في المرتفعات‪.‬‬
‫كذلك ترتفع هذه القيمة في بعض الحلت المرضية كالجفاف او في حالت الحروق الشديدة و‬
‫كذلك احمرار الدم و ذلك بسبب فقدان الدم للبلزما او بسبب ارتفاع عدد كريات الدم الحمراء فوق‬
‫معدلها الطبيعي‪.‬‬
‫يعتبر تحديد قيمة الهيماكوكريت مهم لتشخيص بعض المراض‪ ،‬و ايضا لتحديد سلوك كريات الدم‬
‫الحمراء‪.‬‬

‫**** أدينوسين ثلثي الفوسفات )بالنكليزية‪ (Adenosine triphosphate :‬أو اختصاًرا‬


‫)بالنكليزية‪ (ATP :‬هو عبارة عن نوكليوتيد )بالنكليزية‪ (Nucleotide :‬تختزن فيها الطاقة‬
‫على شكل رابطة غنية بالطاقة بين مجموعة فوسفات غير عضوية )بالنكليزية‪Inorganic :‬‬
‫‪ (Phosphate Pi‬و مركب )بالنكليزية‪ .(ADP :‬ويتكون مركب ‪ ATP‬عن طريق تفاعل‬
‫‪ ADP‬مع مجموعة الفوسفات ‪ P‬في وجود طاقة عالية ناتجة عن طاقة الوضع التي اكتسبتها‬
‫اللكترونات بعد الثارة‪ADP + P + Energy ---------> ATP .‬‬
‫يتألف ‪ ATP‬من القاعدة النيتروجينية أدينين‪ ،‬وسكر الرايبوز‪ ,‬وثلث مجموعات فوسفات ‪،‬‬
‫وتحتوي الروابط بين مجموعات الفوسفات علي طاقة كيميائية مختزنة بكميات كبيرة ويمكن لهذه‬
‫الطاقة أن تنطلق عند تحطم إحدي روابط الفوسفات‪ ,‬فعمد تحطم الرابطة بين مجموعتي الفوسفات‬
‫الثانية والثالثة‪ ,‬تتحرر طاقة مقدارها ‪ 7.3‬كيلو سعر ‪ /‬مول‪ ,‬كم ينتج مركب أدينوسين ثنائي‬
‫الفوسفات ‪ Adenosine Diphosphate‬ويعرف اختصاراً ‪ .ADP‬وقد تتحطم الرابطة بين‬
‫مجموعتي الفوسفات الثانية والولي لينتج مركب أدينوسين أحادي الفوسفات )بالنجليزية‪:‬‬
‫‪ (Adenosine Monophosphate‬ويعرف اختصاراً بـ ‪.AMP‬‬

‫***** الستتباب )باللتينية‪ (homeostasis :‬هي خاصية النظام المفتوح أو المغلق للكائن‬
‫الحي‪ ،‬ينظم منها بيئته الداخلية وذلك للحفاظ على استقرارها وثباتها‪ .‬مصطلح إستعمله كلود‬
‫برنار‪ ،‬الذي يعتبر أب الفيزيولوجيا‪ ،‬و نشر سنة ‪.1865‬‬
‫التوازن والتنظيم الداخلي للعالم هو واحد من المبادئ الساسية لوظائف العضاء ‪ ،‬فشل‬
‫الستتباب يؤدي إلى خلل وظيفي في مختلف أعضاء الكائن الحي‪.‬‬
‫****** الريثروبويتين أو مكون الكريات الحمر )بالنجليزية‪ ،(Erythropoietin :‬هو‬
‫هرمون بروتيني سكري المتحكّـم في عملية تكوين كريات الدم الحمراء التي تدعى المـ َْدمِـيَـة‬
‫)بالنج‪ ،(Erythropoiesis.‬إنه السيتوكين الذي يعمل على نمو بوادر الخليا الحمراء في نقي‬
‫العظِم‪ .‬وتنتجه الكبد و الكُـلوتان‪.‬‬
‫يُـستعمل الريثروبويتين طبيّا ً كمخدر‪ ،‬تحت اسم عامل المدمية المحفّـز)بالنج‪.‬‬
‫‪ ،(Erythropoiesis Stimulating Agent‬و في حالت كالقصور الكلوي المزمن و أمراض‬
‫الدم‪ ،‬الورام اللمفية و النقوية و في الجراحة كمساعد في العلج فقر الدم‪.‬‬

‫الهوامش منقولة ‪ُ ..‬يرجى التدقيق‬

‫سادسًا‪ :‬التطور والتكّيف‬

‫واحد من الظواهر البيولوجية الكثر اهمية‪ ,‬يكون بل شك التكيف مع الوسط البيئي للنواع‪,‬‬
‫سواء حيوانات كما النباتات‪.‬‬
‫في العموم ُيلحظ بأن النباتات والحيوانات التي تعيش في بيئة محددة تقّدم ميزات تجعلها اكثر‬
‫تأهيلً للعيش بدقة في تلك البيئة الخاصة‪.‬‬
‫يمكن البحث بتكيفات جزئية يمكن تحديدها بفضاء تشكيل بعض النواع‪ ,‬او حتى ببساطة لون‬
‫الجسم‪ ,‬لكن يمكن العثور على تكيفات تشتمل على كل تنظيم الحيوان او النبات‪ ,‬تجعل منهم‬
‫قادرين على العيش فقط في البيئة الخاصة التي تناسبهم‪.‬‬
‫تكّيف مختلف يستلزم البيئة الجوّية‪ ,‬التي سكانها مزودين باجنحة‪ ,‬متطورة اكثر او اقل‪ ,‬وتقدم‬
‫مجموعة من الُبنى بقصد تخفيف الجسم خلل الطيران‪.‬‬

‫مع التكّيف قد ارتبطت ظاهرة اخرى شديدة التمّيز‪ ,‬هي التقارب‪ .‬الذي يقوم على واقع أن النواع‬
‫التي تعيش في ذات البيئة‪ ,‬ولو انها تنتمي لجماعات مختلفة فيما بينها‪ ,‬فهي تقّدم ميزات ُمشتركة‪,‬‬
‫حتى النقطة‪ ,‬التي على القل في المظهر‪ ,‬فهي تقدم تنظيم متشابه كثيرًا‪.‬‬
‫بحسب التفسير التقليدي للتكّيف‪ ,‬كل كائن كان موجوداً كما نراه الن ومع تنظيم خاص‪ ,‬يجعله‬
‫مؤهلً للحياة في البيئة المحددة التي قصدها‪.‬هذا الشيء يكون ممكنًا‪ ,‬من وجهة نظر نظرية‪ .‬لكن‬
‫يكون ضروريا ً إبراز أّن تلك الظاهرة يمكن تفسيرها بقبول أّن التكّيف للنواع بمختلف البيئات قد‬
‫تّم تحقيقه تدريجيًا‪ ,‬وأّن كل حيوان او نبات من مجموعه محددة‪ ,‬يؤسس لنمط تنظيم مشترك‪ ,‬قد‬
‫افترق تدريجيًا‪ ,‬بالتكّيف مع مختلف البيئات التي شغلوها‪.‬‬

‫سابعًا‪ :‬أصل وتطور النسان‬

‫ُيفترض بأن خط اشباه النسان قد انفصل عن القرود منذ ما يقارب ‪ 5‬مليين عام‪.‬‬
‫بديهيا ً أّن اوائل اشباه النسان قد اكتسبوا وضع المشي على قدمين‪ ,‬قبل أن يزداد حجم الدماغ‪.‬‬
‫التغيرات التطورية التي حصلت منذ اوائل اشباه النسان حتى الكائن البشري الحديث‪ ,‬تكون‬
‫واضحة في بعض خصائص الهيكل العظمي‪ ,‬في الجمجمة على وجه الخصوص‪ .‬بمقارنة ما لدى‬
‫القرود‪ ,‬النظام العظمي للكائن البشري يقّدم فروق واضحة تعكس قدرته على البقاء منتصباً‬
‫والمشي على القدام‪.‬‬

‫بين الفروقات في الهيكل العظمي‪ ,‬انحناء اكبر للعمود الفقري لجل تحسين التوازن وتوزيع‬
‫الوزن‪ .‬الحوض النساني يكون اقصر وُمدّوراً أكثر‪ ,‬المر الذي يسمح بنشر العضلت المستعملة‬
‫في المشي الُمنتصب‪ .‬الثقب القذالّي } متعّلق بالقذال أي مؤخر الرأس ‪ /‬قاموس المورد اسباني‬
‫عربي { يتموضع في الجزء العلوي للصندوق الدماغي عند القرود‪ ,‬بينما عند النسان يتموضع‬
‫في مركز الجزء السفلي‪ ,‬المر الذي يجعل الرأس بوضعية مناسبة للمشي المنتصب‪ .‬النمو في‬
‫طول السيقان نسبة للذرع والتغّير بوضع إبهام القدم لجل تنسيقه مع باقي اصابع القدم قد كّيفت‬
‫للفضل عند اشباه النسان البدائية لجل المشي على القدام‪.‬‬
‫اتجاه آخر مهم نحو ظهور الكائن البشري‪ ,‬هو النمو بحجم الدماغ نسبة للقامة الجسدية‪ .‬اضافة‬
‫لهذا‪ ,‬القرود تمتلك حواف عظمية بارزة بالجمجمة حول تجاويف العينين‪ ,‬في حين ان تلك الحواف‬
‫تكون غائبة بشكل كلي تقريبا في الجمجمة البشرية‪ .‬وجه النسان اكثر انبساطا ً منه لدى القرود‪,‬‬
‫كما اّن عظمي الفك مختلفين عندهما‪.‬‬

‫اوائل اشباه النسان‪ ,‬هم جزء من جنس الوسترالوبيتكوس‬

‫تطور اشباه النسان قد بدأ في افريقيا‪ .‬اوائل اشباهنا ينتمون لجنس آوسترالوبيتكوس‪ ,‬الذي قد‬
‫ظهر منذ ما ُيقارب ‪ 3.8‬مليون عام‪.‬‬
‫اغلبّية علماء الحياء يعرفون من نوعين الى اربع انواع من الوسترالوبيتكوس‪.‬‬
‫اشباه النسان الكثر ِقدما ً تظهر في آوسترالوبيتكوس‪ .‬آلفارينسيس‪ ,‬يتضّمن هيكل عظمي جيد‬
‫كامل والذي تّم اعطاؤه اسم لوسي‪.‬‬

‫آوسترالوبيتكوس‪ .‬آلفارينسيس كان شبه انسان صغير‪ ,‬بقامة اعلى بقليل من ‪ 90‬سنتمتر‪ .‬وجهه‬
‫للمام‪ ,‬وجمجمته مشابهة لجمجمة قرد كانت تغطي دماغا ً صغيرًا‪ .‬سعة الجمجمة كانت بين ‪450‬‬
‫الى ‪ 500‬سنتمتر مكعب‪ .‬اسنانه كانت تتضّمن انياب طويلة‪ .‬على الرجح انهم لم يتكلموا‪ ,‬ولم‬
‫يصنعوا ادوات‪ ,‬ولم يستعملوا النار حتى‪.‬‬
‫كثير من العلماء يعتبرون آوسترالوبيتكوس‪ .‬آلفارينسيس قد تطّور نحو آوسترالوبيتكوس اكثر‬
‫تقدمًا‪ ,‬هو آوسترالوبيتكوس‪ .‬الفريقي الذي قد ظهر منذ ما يقارب ‪ 3‬مليين عام‪ .‬هذا الشبه‬
‫انسان الصغير قد مشى منتصبًا‪ ,‬ويديه وقدميه كانا بوضوح بمظهر انساني‪ُ .‬يعتقد بانه قد تغّذى‬
‫على النباتات والحيوانات‪ .‬امتلك جمجمة بحجم ‪ 500‬سنتمتر مكعب‪.‬‬

‫النسان الماهر‬

‫اول شبه انسان بتقديمه لميزات كافية ليكون متموضعا ً ضمن جنس النسان الحديث‪ ,‬يكون‬
‫النسان الماهر‪ .‬هذا الكائن البشري البدائي قد ظهر منذ ‪ 1.9‬مليون عام وقد استمّر لكثر من‬
‫نصف مليون عام‪ .‬سعته الدماغية كانت ‪ 650‬سنتمتر مكعب‪ .‬في افريقيا عثروا على اوائل‬
‫الدوات البدائية‪ ,‬صخور قد كانت مضروبة بأخرى لتحويلها لحواف قاطعة لجل القطع أو الكشط‪.‬‬

‫النسان المنتصب‬

‫لقد ظهر بافريقيا‪ ,‬لكنه قد هاجر الى اوروبا وآسيا‪ .‬احفورياته الكثر قدما ً موجودة بافريقيا‪ ,‬من‬
‫‪ 1.5‬الى ‪ 1.6‬مليون عام‪ ,‬وتوزعاته اللحقة في العالم القديم‪.‬‬
‫النسان المنتصب كان يمشي على القدام‪ ,‬ذو قامة اعلى مما لدى النسان الماهر ومنتصب بشكل‬
‫كلّي‪ .‬حصل تقدم اكبر بسعة جمجمته‪ ,‬فلقد تطّورت السعة تلك من ‪ 850‬سنتمتر مكعب الى قيمة‬
‫اخرى تقع بين ‪ 1000‬و ‪ 1200‬سنتمتر مكعب‪.‬‬
‫هذا قد سمح لهم بتصنيع ادوات حجرية اكثر تقدمًا‪ .‬ذكاءهم قد سمح لهم بالبقاء على قيد الحياة‬
‫بمناطق باردة‪ .‬النسان المنتصب قد لبس ثيابًا‪ ,‬اوقد ناراً وعاش بكهوف او ملجيء‪.‬‬

‫النسان العاقل‬

‫منذ ‪ 200000‬عام قد ظهرت كائنات بشرية بمظهر حديث يمكن تصنيفهم ضمن جنسنا نحن‪.‬‬
‫جمجمته تابعت نموها‪ ,‬محققة سعة راهنة‪ 1400 ,‬سنتمتر مكعب‪.‬‬
‫انسان نياندرتال‬

‫واحد من اوائل الجماعات المنتمية للنسان العاقل كان انسان نياندرتال‪ .‬هؤلء البشر الوليين‬
‫كانوا ذوي قامة قصيرة وبنية قوّية‪ .‬وجهه للمام قليلً وذقنه كان اقل وضوحًا‪ ,‬وحواف حول‬
‫تجاويف العينين كانت كبيرة‪.‬‬
‫الدراسات المحققة حوله تشير لّن ثقافته قد تضمنت صيد الحيوانات الكبيرة‪ .‬وجود هياكل عظمية‬
‫لفراد شيوخ او مع افراد يعانون من كسور قد اثبتت بأنهم كانوا يعتنون بكبار السن والمرضى‪.‬‬
‫يظهر انهم امتلكوا طقوسًا‪ ,‬ربما بمعنى ديني‪ ,‬وقاموا بدفن موتاهم‪ .‬حضور الزهار‪ ,‬الغذية‬
‫والسلح ُيشير لنهم قد امتلكوا فهما ً مجّرداً للبعد‪.‬‬
‫اختفاء انسان نياندرتال ُيعتبر لغزًا‪ .‬محتمل ان ذاك النسان قد تهاجن مع جماعات اخرى للنسان‬
‫العاقل معاصرة له‪ ,‬مما اضعف خاصياته الخاصة مما يشكل صعوبة بالتعرف عليه‪ .‬ايضا احتمال‬
‫انه لم يتمكن من التكّيف مع التغيرات الُمناخية‪.‬‬

‫النسان العاقل الحديث‬

‫النسان العاقل‪ ,‬بكل ميزاته الحديثة‪ُ ,‬وجد منذ ‪ 40000‬علم وممكن انه قبل ذلك ايضًا‪.‬‬
‫ثقافة انسان كرو‪ -‬ماغنون}*{‪ ,‬في فرنسا واسبانيا‪ ,‬تعطي المثال لتلك الكائنات البشرية‪ .‬اسلحتهم‬
‫وادواتهم كانت معقدة وغالبا ً مصنوعة من مواد مختلفة عن الحجر‪ ,‬كالعظام‪ ,‬العاج والخشب‪ .‬لقد‬
‫ضروا سكاكين حجرية حادة كثيرًا‪ .‬بشر كرو – ماغنون قد طّوروا الفّن‪ ,‬ربما بغايات طقسّية‪,‬‬ ‫ح ّ‬
‫مع الرسم على جدران الكهوف‪ ,‬النقش والنحت‪.‬‬
‫شر لنهم قد امتلكوا قدرات لغوية‪ ,‬استعملوها لجل‬ ‫وجود تنوع باعمال الفّن والدوات المعقدة‪ ,‬مؤ ّ‬
‫نقل ثقافتهم للجيال المتتابعة‪.‬‬
‫دراسة الحمض النووي الدي ان اي للميتاكوندريا } المتقّدرة { لجماعات بشرية راهنة‪ ,‬بمناطق‬
‫جغرافية مختلفة‪ ,‬تشير لن اول انسان عاقل حديث امكن ظهوره بافريقيا ببدايات حقبة‬
‫البليوستيثين الُمتأّخر‪.‬‬
‫إثر ظهور هؤلء البشر الحديثين‪ ,‬قد هاجروا بطريقة كثيفة في مناطق الرض‪.‬‬

‫الكائنات البشرية تختبر تطوراً ثقافياً‬

‫انطلقا من وجهة نظر وراثّية‪ ,‬الكائن البشري ل يكون كثير الختلف عن رئيسيات اخرى‪ .‬فنحن‬
‫نتقاسم القسم الكبر من جيناتنا مع الغوريلل والشمبانزي‪ .‬مع ذلك‪ ,‬الكائن البشري يمتلك ذكاء‬
‫اكبر وكان قادراً على انماء ذكائه عبر التطور الثقافي‪ .‬التطور الثقافي هو التقدم الضافي‬
‫صل معرفتنا‪ .‬من‬ ‫بالمعرفة للخبرة البشرية‪ .‬الثقافة البشرية ديناميكية‪ ,‬تكون ُمعّدلة بحيث نح ّ‬
‫المعتاد تقسيم التطور الثقافي الى ثلث مراحل‪ {1} :‬تطور المجتمعات المعتمدة على الصيد‬
‫والتقاط الثمار‪ {2} ,‬التطور الزراعي‪ {3} ,‬الثورة الصناعية‪.‬‬
‫اوائل الكائنات البشرية امتهنوا الصيد والتقاط الثمار اعتماداً على ما وجدوه في البيئة المحيطة‬
‫ل‪ ,‬وعندما كانت تنفذ الموارد في منطقتهم‪ ,‬هاجروا الى منطقة اخرى‪ .‬تلك‬ ‫وقتها‪ .‬كانوا ُرّح ً‬
‫المجتمعات استلزمت تقسيما ً في العمل والقدرة على تحضير الدوات والسلحة‪ .‬جماعات قليلة‬
‫منعزلة من مجتمعات الصيد ‪ /‬اللتقاط للثمار قد بقيت على قيد الحياة حتى القرن العشرين‪,‬‬
‫متضمنة السكيمو في المناطق القطبية وسكان استراليا القدماء البورجينز‪.‬‬

‫تطور الزراعة‬

‫من بين الدلة على أّن البشر قد بدؤوا الزراعة منذ ‪ 10000‬عام‪ ,‬العثور على ادوات زراعية‬
‫وبقايا نباتية بمناطق اثرية‪ .‬الزراعة‪ ,‬متضمنة رعي الماشية وتربيتها‪ ,‬اعطت بالنتيجة ثقة اكبر‬
‫بالمدادات الغذائية‪ .‬تدجين الحيوانات بدأ في مرحلة متقدمة‪ .‬غالبا ً تطّورت قرى ومدن بسبب‬
‫الراضي الزراعية‪ ,‬لكن تفاصيل حديثة تجعل من الصعوبة الربط بين التقدم الزراعي والستقرار‬
‫المديني كمراكز للجماعات‪.‬‬
‫ادلة اثرية تشير لّن الزراعة تطّورت بصيغة مستقلة بمناطق مختلفة‪ .‬كان هناك ثلث مراكز‬
‫زراعية رئيسية والعديد الصغر منها‪ .‬كل واحد منها زرع بقوًل‪ ,‬يمكن ان تكون القمح‪ ,‬الذرة‬
‫والرّز‪.‬‬
‫تقّدم آخر زراعي‪ ,‬عبر التدجين الحيواني الذي اعتمدوه للحصول على اللحوم‪ ,‬الحليب والجلود‪.‬‬
‫في العالم القديم ايضا تّم استعمال الحيوانات بقصد المساعده في الزراعة‪ .‬تقّدم هام كان استخدام‬
‫ي‪ ,‬والذي تّم تأريخه قبل حوالي ‪ 7000‬عام‪.‬‬ ‫الر ّ‬
‫انتاج الغذية عبر الزراعة استلزم وقتاً اطول من الصيد والتقاط الثمار‪ ,‬لكنه اكثر انتاجية ايضًا‪.‬‬
‫في مجتمعات الصيد ‪ /‬اللتقاط‪ ,‬كل الفراد يتقاسمون المسؤولية بالحصول على الغذاء‪ .‬في‬
‫مجتمعات الزراعة يستلزم اشخاص اقل لجل تحضير اغذية للجميع‪ .‬هذا قد حّرر بعض الجماعات‬
‫صص بنشاطات اخرى‪ ,‬مثل الدين‪ ,‬الفّن ومهن مختلفة اخرى‪.‬‬ ‫لجل التخ ّ‬

‫التطور الثقافي امتلك مؤثرات هامة في عالمنا‬

‫لقد امتلك التطور الثقافي مؤثرات هامة في المجتمع النساني وبصيغ اخرى للحياة‪ .‬الثورة‬
‫الصناعية‪ ,‬التي بدأت في القرن الثامن عشر‪ ,‬افضت بتمركز الشخاص في مناطق مدينية حيث‬
‫ث على هذا‪ ,‬حيث انهم احتاجوا كل مّرة لشخاص‬ ‫تمركزت مراكز التصنيع‪.‬التقدم في الزراعة ح ّ‬
‫اقّل بقصد انتاج الغذية للجميع‪ .‬التصنيع قد ازداد اكثر‪ ,‬ساتجابة للنمو في الطلب للموارد‬
‫الطبيعية لجل اخضاع موادها الولية للصناعة‪ .‬الجماعة البشرية قد انتشرت بطريقة رائعة‪,‬‬
‫وبعض علماء الحياء يخشون من أّن الرض ل يمكنها تحمل كّم هائل من الشخاص كالموجود‪.‬‬
‫في الوقت الراهن‪ ,‬ملينن الشخاص يعانون من سوء التغذية‪.‬‬
‫تقريبا ً كل الكرة الرضية مزروعة وتتم متابعة زراعتها‬
‫التطور الثقافي قد سّبب سوء التغذية وتقهقر البيئة بدرجة كبيرة‪ .‬الحراج المطرية المدارية‬
‫وبيئات اخرى طبيعية تكون في حال انقراض بسرعة‪ .‬في كثير من الماكن يوجد تّلوث في التربة‪,‬‬
‫الماء والهواء‪ .‬التصّحر يزداد بحيث يتم تخريب الغطاء النباتي الطبيعي لزراعة تلك التربة‪ .‬كثير‬
‫من انواع النباتات والحيوانات تنقرض لعدم قدرتهم على التكيف مع التغيرات الهائلة التي يسببها‬
‫الكائن البشري في البيئة‪ .‬يكون مثير للقلق انخفاض التنوع البيولوجي بسبب النقراض‪.‬‬
‫لحسن الحظ اننا ُننذر بالمؤثرات السلبية على البيئة بسبب نشاطاتنا‪ ,‬ولدينا الذكاء القادر على‬
‫تعديل سلوكنا أو تحسين ظروفنا‪ .‬انطلقا من التعليم والتربية يمكننا مساعدة اجيال جديدة بتطوير‬
‫سها البيئي‪ ,‬والقيام بثورة ثقافية ُتنقذنا بدل ان ُتبيدنا‪.‬‬
‫ح ّ‬

‫ثامنًا‪ :‬الثار المترتبة من النظرية الداروينية‬

‫خلل القرنين السابع عشر والثامن عشر‪ ,‬نظام الطبيعة الذي كان قد استأثر باصل الهي‪ ,‬قد توجب‬
‫ظم } وفق الرؤية‬ ‫كونه محدداً من النسان هذه المّرة‪ .‬العالم الحّي كان يقوم على شيء ثابت ومن ّ‬
‫الدينية المقصود {‪.‬‬
‫اعتباراً من نشر كتاب اصل النواع‪ ,‬تغّير مفهوم علم الحياء وحتى مفهوم الكائن البشري‬
‫ظمة للطبيعه‪ ,‬عبر‬ ‫طمت الصورة النمطية الساكنة والمن ّ‬ ‫باعتباره مركزاً للكون‪ .‬الداروينية قد ح ّ‬
‫سر بقوانين طبيعية ظاهرة في التطور البيولوجي‪.‬‬ ‫رؤية للتغّير الُمف ّ‬
‫يمكن القول بأن التطور عبارة عن اتجاه ينقل الحياة عبر أثر لكل تغّير يحدث في الكائنات‪ ,‬قد اثبت‬
‫بأنه ُوِجَد آلية غير إلهية لخلق طبيعي للنواع‪ ,‬بخلف فكرة عدم قابلية التغّير للكائنات‪ .‬ايضا ً قد‬
‫حدث تغّير في مكانة النسان ضمن الطبيعه‪ ,‬مبينا ً بأّننا ل نكون مختلفين بشكل جوهري عن‬
‫كائنات اخرى سواء باصولنا أو بالحّيز الذي نشغله‪.‬‬

‫مراجع البحث‬

‫‪.Biologia 1, de Ferré‬‬

‫‪.Adaptación: La evolucion biologica, de Pedro Leonardi‬‬

‫‪Biologia, de Curtis‬‬
Encarta 2004

Sitio web: www.omega.ilce.edu.mx:3000/sities/ciencia

Maria Elena Guzman :‫هذا البحث من اعداد‬

‫هوامش‬

http://en.wikipedia.org/wiki/Cro-Magnon {*}
‫التطور على المدى الطويل‪ ,‬يكون شيئا ً أكثر من جمع طفرات فردية‬

‫بنية ‪tRNA‬‬

‫باحثين بمركز التنظيم الجينومي ينشرون عمل في مجلة ‪ Nature‬يبينون فيه بأّن جزء من‬
‫التطور يكون ثمرة تركيب طفرتين ضارتين فرديتين‪ .‬الدراسة ستذهب بعيداً عن التفسير التقليدي‬
‫عبر الماكروتطور وتثبت كيفية أن الطفرات المتلفة او الضارة‪ ,‬التي غالبا ً لم ُتساهم في عملية‬
‫التطور‪ ,‬ايضا ً يمكنها ان تلعب دوراً هاماً في التطور‪ .‬الباحثين قد اثبتوا لول مرة صلحية نظرية‬
‫التطور المعّدلة التي طرحها الياباني ‪ Kimura‬قد طرحها منذ ‪ 25‬عام‪ } .‬كنت قد ترجمت مقال‬
‫عن نظريات تطورية حديثة منها نظرية كيمورا ‪ /‬هنا‬
‫‪{http://www.el7ad.com/for/index.php?topic=38522.0‬‬

‫واحد من الفروقات مع نظرية داروين التطورية‪ ,‬يكون اعتبار التطور كعملية متدرجة متسببة‬
‫بتراكم متعاقب لتلك الطفرات ذو أثر ضعيف‪ .‬التراكم لتلك الطفرات يعطي المكان لكائنات معقدة‬
‫سر التنوع الهائل في النواع الحية‪ .‬منذ اوائل الطروحات حول التطور الدارويني تّم المرور‬ ‫ويف ّ‬
‫الى درجة الماكروتطور‪ ,‬النتقال " خطوة خطوة " من صيغة الى اخرى قد كان مترادف في‬
‫نظريته‪ .‬الطروحات التطورية الحديثة أو الداروينية الجديدة قد وحّدت نظرية التطور الداروينية‬
‫مع علم الوراثة الماندلية والنظرية الوراثية للجماعات‪ ,‬لكن فكرة الماكروتطور مفهومة كسلسلة‬
‫من الخطوات المتعاقبة المستمرة بكونها المثال السائد‪.‬‬

‫الفتراض الواقع تحت هذا الماكروتطور " خطوة خطوة " يكون بأّن كل خطوة فردية تمنح فائدة‬
‫تكيفّية أو‪ ,‬على القل‪ ,‬ل تكون ضارة‪ .‬مع هذا‪ ,‬النظرية الُمطّورة من قبل ‪ Motoo Kimura‬في‬
‫ل‪ Kimura .‬قد اعتبر حال التطور التعويضّي حيث تتوقف الفعالية‬ ‫العام ‪ 1985‬قد اقترحت بدي ً‬
‫البيولوجية على عاملين اثنين في آٍن معًا‪ .‬ما يعني‪ ,‬فيما لو أّن كل جين يمتلك اثنين من ‪} Allele‬‬
‫نسخة واحدة في كل كروموزوم {‪ ,‬مساهمة ‪ { Allele {A‬لجل الفعالية البيولوجية يكون موجباً‬
‫عندما يكون موجوداً في كل الكروموزومين‪ ,‬ومساهمة ‪ { Allele {a‬يكون ممكنا ً عندما "‪" a‬‬
‫ايضا ً يكون موجوداً في كل ال ‪ Allele‬الثنان‪ .‬هكذا‪ ,‬النمط الجيني ‪ AA‬و ‪ aa‬يعطيان فعالية‬
‫بيولوجية عالية‪ ,‬بينما النماط الجينية ‪ Aa‬و ‪ aA‬تمتلك فعالية ضعيفة بيولوجيًا‪ .‬فكما أّن الفعالية‬
‫البيولوجية ل ‪ Aa‬و ‪aA‬بكل هذا الضعف‪ ,‬سيكون مستحيلً تطور ‪ AA‬حتى ‪ aa‬عبر خطوة‬
‫بسيطة لطفرة‪ ,‬لن تكون موجودة عبر طفرتين بآن واحد من ‪ A‬إلى ‪. a‬‬

‫بكل الصيغ‪ ,‬آخذاً بالعتبار للتنوع في الجماعة‪ Kimura ,‬قد أثبت بأن احتمال التطور من ‪AA‬‬
‫إلى ‪ aa‬يكون أكبر بكثير من الحتمال البسيط لطفرتين اثنتين‪ .‬باعتبار أن الوحدة التطورية تكون‬
‫كل جماعة‪ ,‬يمكننا حتى العثور على نمط جيني مؤذي } ضار { خلل فترة قصيرة من الزمن‪.‬‬
‫هكذا‪ ,‬يكون من غير المرجح أن يحضر في كل الجماعة ‪ AA‬كنسق واحد‪ ,‬حيث انه يمكننا ايضاً‬
‫ي من النماط‬ ‫العثور على بعض النماط الجينية مثل ‪ Aa‬و ‪ ,aA‬فيما لو نمتلك طفرة ثانية في أ ّ‬
‫الوراثية ‪ Aa‬و ‪ , aA‬سنمتلك نمط جيني ‪ aa‬لن يكون ضار أبداً ويمكن ان يبقى ثابتا ً في‬
‫الجماعة‪ .‬هكذا‪ ,‬النتقال من ‪ AA‬الى ‪ aa‬يمكن حدوثه دون وجود خطوة متوسطة ‪ Aa‬أو ‪aA‬‬
‫وبشكل اساسي سيتم تفادي خطوة في التماثل " خطوة خطوة " للماكروتطور‪.‬‬

‫في عمل باحثين بمركز التنظيم الجينومي في جامعة ميشيغن‪ ,‬يدرسون التطور التعويضي‬
‫الُمقترح من قبل ‪ Kimura‬في مقطع من البنية الثانوية ل ‪ RNA‬في النتقال الميتاكونديري }‬
‫‪ mitocondria‬تعني بالعربية المتقدرة حيث ذكرتها سابقا باكثر من موضوع { )‪ ..(tARN‬في‬
‫هذا المقطع‪ ,‬تّم الخذ بعين العتبار للتبادلت بين ازواج القواعد الموصوفة من قبل ‪Watson‬‬
‫و ‪ (Crick (AU i GC‬في ُبنى ثانوية ل ‪ RNA‬الميتاكونديري وتّمت ملحظة الوضاع‬
‫الوسيطة بين ‪ GU‬و ‪ AC‬قد ظهرت بوصفها ُمتلفة } ضارة {‪ .‬النتائج‪ ,‬التي قد أّثرت على‬
‫الفروقات بين النواع وايضا ً التنوعات ضمن كل نوع‪ ,‬قد بّينت لهم بأن نموذج ‪ Kimura‬للتطور‬
‫التعويضي كان الكثر تماسكا ً لتفسير التطور لهذا الجزيء‪ .‬التبادلت التعويضية قد تّم فهمها عبر‬
‫التبدلت التي طرأت في ُبنى ال ‪ RNA‬الميتاكونديري‪ .‬هكذا الباحثين يصفون بأن كل نمط من‬
‫الجزيئات يتطور ليس بسبب النظرية الشائعة " خطوة خطوة " بل بواسطة عملية يتم تشكل كل‬
‫خطوة فيها عبر طفرتين فرديتين تكونان ثابتتان في فعل واحد‪ Kimura .‬قد طرح نظريته هذه‬
‫منذ ‪ 25‬عام‪ ,‬لكن عمل ‪ Kondrashov‬وزملئه يثبت لول مرة صلحية هذه النظرية بفضل‬
‫دراسة ال ‪ RNA‬الميتاكونديري‪ " .‬على الرغم من إقناع النموذج الدارويني للتطور " خطوة‬
‫خطوة "‪ ,‬يظهر بأنه على القل في مقطع ‪ tARN‬الذي قد درسناه‪ ,‬يوجد الكثير من التبدلت التي‬
‫تستلزم ايضاً ديناميكية في الجماعات تسمح لجماعة بالقفز نحو فعالية بيولوجية افضل "‪ .‬يشرح‬
‫الباحثون‪.‬‬

‫" عملنا يبّين بأنه من المستحيل وصف التطور ذو المدى الزمني الطويل‪ ,‬لكل مجموعات‬
‫الجزيئات } في حالنا‪ ,‬ال ‪ RNA‬للنقل الميتاكونديري { دون فهم كيفية عمل الفروقات متعددة‬
‫الشكال بين بعضها البعض في جماعة واحدة " يؤكد ‪ , Fyodor Kondrashov‬الباحث‬
‫الرئيسي في العمل ورئيس فريق الجينومية التطورية في مركز التنظيم الجينومي ‪ " . CRG‬لقد‬
‫رأينا بأن بعض الطفرات الضارة ل توصل بالضرورة لنهاية تطورية‪ .‬بشكل معاكس‪ ,‬طفرتين‬
‫ضارتين فرديتين يمكنهما ان تكونان حميدتان } مفيدتان { عندما تتركبان في جينوم واحد‪ ,‬ما‬
‫يعطي المجال لطرق جديدة للتطور‪ ,‬لجل متابعة التقّدم " يشرح ‪. Kondrashov‬‬
‫ملحظة‪ :‬قمت بترجمة التعبير السباني ‪ /‬النكليزي ‪evolucion compensatoria/‬‬
‫‪ compensatory evolution‬الى التطور التعويضي ‪ ..‬علما ان تسمية نظرية كيمورا ايضا يتم‬
‫استعمال اسم‪ :‬النظرية الحيادية للتطور الجزيئي‪ ,‬بكل الحوال ربما الباحثين الُجدد قد اعتمدوا‬
‫اسما ً جديدًا‪.‬‬
‫رسائل الى داروين‬

‫‪ Jerry Coyne‬بروفيسور في مكتب علم البيئة والتطور بجامعة شيكاغو‪ ,‬ومؤلف كتاب حول‬
‫داروين‪ ,‬يشرح فيه للعالم البريطاني كيف أن اعماله قد أّثرت وتتابع تأثيرها فيه شخصيًا‪ ,‬وفي‬
‫آلف من العلماء الخرين على امتداد رقعة العالم‪.‬‬
‫ينتج أن اغلبية الكتشافات في المئة وخمسين عام الخيرة‪ ,‬تنسجم مع ما قاله داروين‪ .‬على وجه‬
‫الخصوص‪ ,‬الحفوريات الُمكتشفة منذ رحيل ذاك العالم الكبير تؤكد نظريته التطورية‪.‬‬

‫عزيزي داروين‬

‫أهنئك بالذكرى المئوية الثانية‪ ,‬وآمل أن تكون على ثقة من تأثيرك الهائل بعد موتك‪ .‬اسمح لي أن‬
‫أعرض التي‪ :‬أنا واحد من آلف – ربما مئات اللوف – من علماء الحياء المختصين العاملين‬
‫بدوام يومي كامل على إرثك العلمي‪.‬‬
‫ستغمرك الفرحة حين تعلم بأّن بريطانية تتابع كونها رائدة بمجال علم الحياء التطوري‪ ,‬وأّن‬
‫افكارك تكون مقبولة على نطاق واسع‪ ,‬في كل انحاء العالم‪ .‬أنا حاليا ً أعمل في شيكاغو‪ ,‬الوليات‬
‫المتحدة الميركية‪.‬‬
‫لكن حاليا ً حتى الفرنسيين قد غادروا اهتمامهم بافكار ‪ Jean-Baptiste Lamarck‬التي‬
‫ط من الثقة بما طرحته‪.‬‬ ‫احتوت اخطاء حول التطور‪ ,‬حاولت الح ّ‬
‫كتابك " أصل النواع " الذي ُيكمل عامه المئة والخمسين‪ ,‬اراه كتابا ً عميقا ً واثبت قّوة طروحاته‬
‫متجاوزين ما كنت تجهله عند كتابته‪.‬‬
‫اكتشافات علم الحياء الحديث‪ ,‬كثير منها لم تكن ُمتصّورة عندما بدأت ابحاثك في ‪Down‬‬
‫ي دليل منها ينقضها‪ .‬لقد‬‫‪ , House‬إنها توفر كل مرة المزيد من الدلة الداعمة لفكارك‪ ,‬ول أ ّ‬
‫تعلمنا الكثير خلل المئة وخمسين عام‪ ,‬لكن كل ما تعلمناه يتلءم مع طروحاتك في كتاب اصل‬
‫النواع‪.‬‬
‫ل‪ .‬هذا ما نسميه المادة الوراثية التي تعبر من جيل لخر‪ .‬حضرتك لم تكن عارفاً‬ ‫ُخذ ‪ DNA‬مث ً‬
‫لشيء عنه‪ ,‬هل تتذكر كيف كنت تائقا ً لمعرفة اللية التي تحدث وفقها الوراثة؟ الن لدينا سلسلة‬
‫كاملة من ‪ DNA‬لعشرات من النواع الحية‪ ,‬كل واحدة تقوم على سلسلة مشكلة من آلف مليين‬
‫من رباعيات الحرف التي تكّون ال ‪ - DNA – A, T, G,C‬كل واحد منها يحتوي على مادة‬
‫كيميائية مختلفة } ‪. { Adenina, Timina,Guanina, Citosina‬‬

‫ماذا وجدنا حين قارنا تلك المتسلسلت‪ ,‬كمثال‪ ,‬بين الفأر والنسان؟ لقد رأينا الُمعادل ‪DNA‬‬
‫للتشابهات التشريحية – كثدييات – التي حضرتك قد اخذتها بالحسبان‪ ,‬فالفأر والنسان يتقاسمان‬
‫ايضا ً التحّدر من سلف مشترك‪ ,‬من نوع من الثدييات سابق‪.‬‬
‫ص لنا ذات الرواية التطورية التي تمّيز الرضاعة الطبيعية والدم الحار‪.‬‬
‫سلسل ‪ A, T, G, C‬تق ّ‬
‫يكون في الواقع اكتشافه منذ ‪ 150‬عام ُمدهشا ً حول وجود سلف ُمشترك‪ ,‬في وقت لم تحدث فيه‬
‫كل التقّدمات الحديثة في حقل نسميه‪ :‬علم الحياء الجزيئّي‪.‬‬
‫في عملك قّدمت قليل من الدلة لتفسير التطور‪ ,‬انطلقا ً من السجلت الحفورية‪ .‬لكن منذ عمل‬
‫صيادي الحفوريات الذي انتشر في العالم قد انتج الكثير من الدلة على التغيرات التطورية‪ ,‬وكثير‬
‫من الصيغ " النتقالية " التي تربط مجموعات كبيرة من الحيوانات‪ ,‬مثبتة فكرتك حول السلف‬
‫المشترك‪ .‬لقد تنبأت انت بوجود تلك الصيغ‪ ,‬نحن عثرنا عليها‪.‬‬
‫اكتشاف المزيد من الحفوريات قد ساعد بتدعيم طروحاتك عزيزي داروين‪.‬‬
‫تلك الحفوريات تتضمن ما يبين النتقال بين الثدييات والزواحف‪ ,‬السمال والبرمائيات‪ ,‬وحتى‬
‫الديناصورات ذوات الريش‪ ,‬اسلف الطيور!! فقط في العوام الخيرة علماء الحاثة قد اكتشفوا‬
‫احفور يسمى ‪ Tiktaalik‬الذي ُيعتبر الحفور المتوسط بين السماك والبرمائيات‪.‬لديه رأس‬
‫مفلطح وعنق برمائي‪ ,‬لكن مع ذيل وجسم سمكة وزعانفه ُمقاومة‪ ,‬بسهولة تكون قادرة عبر‬
‫تعديل طفيف يعطيها فائدة عند مغادرة المياه‪ .‬السجل الحفوري يقدم لنا بطريقة مباشرة حدث‬
‫تاريخي يتمّثل بغزو الرض من قسم من الفقاريات‪ .‬ولدينا ادلة ُمقنعة لعادة غزو البحر من قسم‬
‫ق بملحظتك حول‬ ‫من الثدييات‪ :‬ما ادى لظهور الحيتان‪ .‬في كتابك " اصل النواع " كان لديك الح ّ‬
‫الحيتان باعبار اصلها يعود لحيوانات برّية‪ ,‬لكنك قد اخطأت بنقطة‪ :‬لقد اعتقدت بانها تحدرت من‬
‫ب‪ ,‬لكن حاليا نعرف بأّن هذا غير صحيح‪ .‬الحوت السلف قد اتى من حيوان‬ ‫نوع لحم مثل الد ّ‬
‫صغير ذو حافر ُيشبه الغزال‪.‬‬

‫وفي الثلثين عام الخيرة‪ ,‬اكتشفنا بضع احفوريات متوسطة تغطي الفترة الممتدة بين غزلن‬
‫قديمة وحيتان حديثة‪ .‬هذه تبّين كيف فقدت الغزلن اطرافها الخلفية خالقة زعانف‪ ,‬وكيفية تحريك‬
‫فتحة التنفس الى اعلى الرأس‪ .‬ال ‪ Tiktaalik‬كما الحيتان السلف قد اسكتت العتراضات التي‬
‫واجهتك والتي أكدت بأنه ل يوجد صيغة انتقالية بين الرض والمياه‪ُ .‬محتمل ان يكون الكثر‬
‫غرابة‪ ,‬مع هذا‪ ,‬يأتي من النتقال التطوري الكثر قربًا‪ .‬في العام ‪ ,1871‬حضرتك قد تنبأت بأن‬
‫البشر الكثر قربا ً من القرود الفريقية الكبرى – غوريلل وشمبانزي – لقد عثرنا على احفوريات‬
‫لشبان النسان في القارة الفريقية‪ ,‬والن نمتلك كميات كبيرة منها!! ينتج أننا ننتمي الى نسب‬
‫ُمنفصل عن الشمبانزي – اقرباؤنا الكثر قربا ً – منذ ما يقرب من ‪ 7‬مليين عام‪ ,‬لدينا سلسلة من‬
‫الحفوريات الممتازة التي توّثق انتقالنا من كائنات بدائية تشبه القرود الى صيغ بشرية حديثة‬
‫راهنية‪.‬‬

‫ي‪ .‬ونعرف أكثر الن‪ :‬ادلة قادمة من مادتنا الوراثية ‪ DNA‬تقول‬ ‫نوعنا قد تحّول الى مثال تطور ّ‬
‫لنا بأن كل البشر الحاليين احفاد كائن ُمهاجر حديثا ً – منذ ‪ 100000‬عام – عندما غادر اسلفنا‬
‫ق‬
‫افريقيا وانتشروا في العالم‪ .‬الفكرة التي كنت تعتز بها هي النتقاء الطبيعي‪ .‬فعل كان معك الح ّ‬
‫فهي ُتعتبر حالياً اللية الرئيسية المتسببة بالتطور‪ ,‬اضافة لكونها اداة وحيدة في العملية التكّيفية‪.‬‬
‫شيء سيهمك معرفته خصوصا ً حول ادلة حدوث النتقاء الطبيعي عند طائر البرقش في جزيرة‬
‫‪ Galápagos‬والتي نسميها حاليا ً طيور داروين‪ .‬منذ عقود عّدة‪ ,‬بعض علماء‬
‫الحيوان قد لحظوا حصول حالة جفاف كبرى في تلك الجزيرة‪ ,‬ما ادى الى تناقص البذور‬
‫الصغيرة التي تاكلها تلك العصافير‪ ,‬وكما تنبأت‪ ,‬النتقاء الطبيعي قد فرض تطور الطيور بمناقير‬
‫اكبر خلل بضع سنوات‪ ,‬يهمني اخبارك بأن نظريتك تلك تنال القبول عالميًا‪ .‬كما حضرتك تعرف‪,‬‬
‫التطور كان علقما ً بالنسبة للمتدينين‪ .‬كمثال‪ ,‬جزء هام من العامة الميركية وعلى الرغم من‬
‫ظ‪ ,‬كثير من الحيان اضطر لوقف‬ ‫كونها مثقفة‪ ,‬تتابع اعتقادها بمحتوى سفر التكوين‪ .‬لسوء الح ّ‬
‫ابحاثي لتفادي احراز " الخلقيين " لتعليم وجهات نظرهم في المدارس العامة‪.‬‬
‫لترقد بسلم‪ ,‬سّيد داروين‪ ,‬واتركك مع الرغبة بأنه خلل المئة عام القادمة يحصل تطور في‬
‫العقلنية بهذا العالم المضطرب‪.‬‬
‫تلميذك المتواضع ‪Jerry Coyne‬‬

‫‪ Baruch Blumberg‬عالم اميركي وحائز على نوبل في الطب العام ‪ 1976‬بسبب عمله حول‬
‫العدوى الفيروسّية‪ ,‬يكتب لداروين كيف كان تأثيره بتطويره لقاح ضد التهاب الكبد باء‪ .‬يشرح له‬
‫على وجه الخصوص‪ ,‬اهمية مشروع الجينوم البشري } ‪ { 2003-1990‬بخلق التطبيقات العملية‬
‫لمفاهيم التطور والطب والصحة العامة‪ ,‬وكيف أن رحلته الشهيرة العلمية الى اميركا الجنوبية‪,‬‬
‫قد دفعته لتخصيص حياته للبحث العلمي‪.‬‬

‫عزيزي داروين‬

‫يسّرني أن اكتب لك هذه الرسالة‪ ,‬بذكرى مئويتك الثانية‪ ,‬والذكرى ‪ 150‬لصدور كتابك " أصل‬
‫النواع "‪ ,‬كتاب قد وّحد معرفتنا بعلم الحياء وقد أّثر بقّوة على تصّور البشر لمكانتهم في نطاق‬
‫الطبيعه‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫أرغب بتوضيح الثر الذي حققته في البحث العلمي الحديث‪ .‬الستخدام المتزايد للفكار التطورية‬
‫في العلم والطب‪ ,‬يكون ممكنا ً بفضل التقّدم الحاصل بفهمنا للوحدات الوراثّية‪ ,‬ما نسميه اليوم‬
‫الجينات‪.‬‬
‫لقد أظهرت أنت أهمّية العامل الوراثّي‪ ,‬ما قوله‪ ,‬كيف تنتقل الميزات من جيل لخر‪ ,‬لكن وعلى‬
‫الرغم من أّن ماندل قد كان معاصراً لك‪ ,‬فإّن عمله المتمثل باكتشافه قوانين وراثية‪ ,‬لم يكن‬
‫معروفا ً حتى العام ‪ 1900‬اي بعد سنين من موته‪.‬‬
‫مفاهيم النظرية الوراثية للنتقاء الطبيعي‪ ,‬المبتدئة مع ‪ Ronald Fisher‬في العام ‪ 1930‬قد‬
‫اقتربت بدقة وراثية أكبر الى مفاهيم عامة حول النتقاء الطبيعي‪ .‬لكن مشروع الجينوم البشري }‬
‫‪ { 2003-1990‬الذي انتجه التقّدم في التطبيقات العملية لمفاهيم التطور على الطب والصّحة‬
‫العامة‪.‬‬
‫ظم وخلق خارطة للجينات وقد حّددت بعضا ً من وظائفها‪ .‬الن نعرف بأن تنظيم‬ ‫ذاك المشروع قد ن ّ‬
‫الجينات وآثارها تكون أكثر تعقيد مما كنا نفّكر به‪.‬‬
‫مع ذلك‪ ,‬الفضل الكبر لذاك المشروع‪ ,‬وعلى وجه الخصوص لقاعدة المعلومات والبيانات‪ ,‬كان‬
‫بالتقدير للتنوع المدهش للصيغ الطبيعية الممكن العثور عليها بمستوى بيوكيميائي وجينّي‪.‬‬
‫أرى أنه كان قياسيا ً التنّوع الذي قد اكتشفته حضرتك في ملحظاتك عبر مغامرتك العلمية‬
‫ورحلتك الشهيرة حول العالم‪ ,‬مفاهيمك البيولوجية الموحدة ونشرك لكتاب " أصل النواع "‪.‬‬
‫يتوجب علّي الشارة الى رحلتك على متن السفينة ‪ ,Beagle‬تنقلتك عبر جبال النديز‪ ,‬اعمالك‬
‫في ‪ Galápagos‬وجزر المحيط الهادي‪ ,‬قد ساهموا بصياغة رؤيتي الشخصية للحياة‬
‫كعالم ومسافر‪ ,‬ملحظ للطبيعة في وضعها الطبيعي‪ .‬حتى أنني استخدمتك كمثال لجل البحث عن‬
‫تمويل لتحقيق عملي الخاص حول الرض‪.‬‬
‫اعوام كثيرة قبل أن يكتمل مشروع الجينوم البشري‪ ,‬عرفنا أن الجينات تقوم بانتاج البروتينات‪.‬‬
‫أتخّيل بتوجب معرفة بروتينات كبياض البيض‪ ,‬لكن الن نعرف اشكال كثيرة من البروتينات‬
‫المختلفة‪ .‬هذا العنصر الكيميائي يشّكل القاعده لكثير من العمليات الحيوية‪.‬‬

‫*\ "‪INCLUDEPICTURE "http://www.sindioses.org/fotos/geospiza.jpg‬‬


‫‪MERGEFORMATINET‬‬
‫‪.‬‬
‫إّن دراسة البروتينات اصعب بكثير من دراسة الجينات‪ ,‬لكن يمتلك فائدة امكان ملحظة التنوع‬
‫الذي ينتج عندما يحدث التفاعل مع البيئة المحيطة‪ .‬مثلما امضيت مع زملئك زمن طويل‪,‬‬
‫مسافرين عبر العالم للبحث عن تنوعات بمستوى ماكروسكوبي في النواع الحّية – مثل طول‬
‫مناقير الطيور أو التلّون المختلف – في الستينات عرفنا بأن تنّوع البروتينات في عينات من الدم‪,‬‬
‫شر جيد للتنّوع في الجينات التي تقوم بانتاج البروتينات‪.‬‬‫مأخوذة على مستوى العالم‪ ,‬ستكون مؤ ّ‬
‫اضافة لخلقنا فرضيات قد اكّدت بأّن هذا التنّوع يكون مرتبطا ً بطرق مختلفة يكون فيها الناس‬
‫متفاعلين مع مسببات المراض‪ .‬باستخدام هذا الطرح‪ ,‬نكتشف عامل ُمعدي يمكن ان ينتقل من‬
‫شخص لخر – ما نسميه فيروس – وقد كان مسؤولً عن التسّبب بمرض التهاب الكبد ب‪ ,‬مرض‬
‫خطير يصيب الكبد‪.‬‬
‫ايضاً قمنا بتحديد بروتين يمكن استخدامه كلقاح مضاد للتهاب الكبد ب بحيث يمنع انتقاله‪ .‬في‬
‫الوقت الراهن‪ ,‬اللقاح المضاد للتهاب الكبد ب يتم استعماله بكل انحاء العالم وقد خّفض عدد‬
‫المصابين والموتى من جّرائه‪.‬‬
‫ض عند معرفتك لّن ملحظة التنوعات – كما فعلت مع الرخويات الصخرية‬ ‫اعتقد بأنك ستكون را ٍ‬
‫– وتطبيق ابحاثك على المباديء البيولوجية العامة قد امكنه انقاذ حيوات كثيرين‪.‬‬
‫يشرفني كتابة هذه الرسالة‪ ,‬على الرغم من عدم تاملي تلقي جواب‪ .‬سيكون تقصيراً من قبلي عند‬
‫احتفالي بنجاحاتك‪ ,‬جوائزك وخلودك العلمي والدبي‪ ,‬عدم اعترافي لحضرتك‪ ,‬وكما كل الكائنات‬
‫البشرية‪ ,‬بأّنه قد نالك نصيب من سوء الحظّ والمأساة‪.‬‬
‫لقد عانيت حضرتك من موت الطفال الصغار‪ ,‬من انتقادات كثير من الصدقاء والعائلت‪ ,‬من عدم‬
‫التفاق مع علماء ومع المجتمع‪ .‬لكن مساهماتك قد أنتجت التقّدم في فهمنا ديناميكية الطبيعة‪,‬‬
‫وكما كتبت ببلغة‪ ":‬صيغ ل نهاية لها‪ ,‬أكثر جمالً وروعة‪ ,‬قد كانت وتتابع كونها متطورة "‪.‬‬
‫‪Baruch Blumberg‬‬
‫تطور داروين‪ :‬معرض هام في حديقة العلوم ‪ /‬مدينة غرناطة‬
‫السبانية‬
‫‪INCLUDEPICTURE‬‬
‫‪"http://img.blogdeblogs.com/elbloginfantil/uploads/2010/02/vista_parque_ciencias_granada.j‬‬
‫‪pg" \* MERGEFORMATINET‬‬

‫حديقة العلوم ‪ /‬غرناطة‬

‫حديقة العلوم في غرناطة ‪ /‬الندلس ‪ /‬اسبانيا‪ ,‬هي عبارة عن اول متحف تفاعلي من نوعه في‬
‫الندلس‪ ,‬كما ُيعتبر من اهم متاحف العلوم في جنوب اوروبا‪ .‬تّم افتتاحه في العام ‪ 1995‬ويمتد‬
‫على مساحة قدرها‪ 70000 :‬متر مربع‪ ,‬موقعه حيوي في مركز المدينة وُيعتبر من اهم مراكز‬
‫الجذب السياحي فيها‪.‬‬

‫يمكن الطلع على موقع المتحف الرسمي هنا‪,‬‬

‫‪/http://www.parqueciencias.com/exposiciones/evolucionDarwin‬‬

‫حيث يمكن قراءة محتواه بالنكليزية والفرنسية اضافة للسبانية اللغة الم‪.‬‬

‫طبعا رابط الموقع الرسمي اعله يتضمن العلن عن نشاط هام حول داروين والتطور‪:‬‬

‫ُتقيم حديقة العلوم معرضا ً تحت عنوان " تطور داروين " بدأ في شهر مارس آذار الماضي‬
‫وينتهي في شهر اكتوبر تشرين اول القادم ‪ .. 2010 /‬يتضمن المعرض نشاطات عديدة‪ ,‬وُيضيء‬
‫على التطور منذ خطواته الولى مع داروين وصولً لحدث ما توصلت له ابحاث التطور‪.‬‬

‫المعرض يشترك بانجازه ثلث جهات رسمية هي‪:‬‬

‫‪el Parque de las Ciencias / Granada / Spain‬‬

‫‪la Fundación Calouste Gulbenkian de Lisboa / portugal‬‬

‫‪el American Museum of Natural History de Nueva York / el Museo‬‬


‫‪Nacional de Ciencias Naturales (CSIC) / America‬‬

‫واليكم بعض الصور التي تضيء على هذا النشاط الهام‪:‬‬


‫يجدر الذكر ان المعرض يتضمن كل ما قام به داروين ‪ ..‬وكل ما جرى بعد داروين وصولً لحدث‬
‫الكتشافات سيما بعلم الوراثة والطروحات التطورية الحديثة‬

‫ما الذي تعرفه حول صلة القرابة التطورية للنسان؟‬


‫نشاط مقترح في صف لتطوير مواضيع التطور البشري أو تصنيف الكائنات الحية‬
‫بقلم‪ :‬فيرني يسيد رودريغيث‬

‫تطوير الورشة التالية وتعليم حول العلقات التطورية للبشر مع الرئيسيات الخرى‪ .‬في هذا القسم‬
‫يمكن العثور على أسئلة بأجوبة عديدة‪ .‬أغلبية النقاط تبحث التفسيرات البيانية‪ ,‬الصورية أو‬
‫النص‪ .‬السئلة ليست من نمط استخدام الذاكرة في التعليم ولو أنه يكون ضروري استعمال‬
‫قاموس بمحتوى أساسي‪.‬‬

‫‪ .1‬بحسب المخطط البياني التطوري‪ ,‬النوع الحي الكثر قربا ً من النسان يكون‪:‬‬

‫أ‪ -‬السعلة وهو حيوان لبون من فصيلة أشباه النسان وفصيلة القرديات وهو أقرب القردة‬
‫للنسان‬
‫ب‪ -‬الشمبانزي‬
‫ت‪ -‬الغوريلل‬
‫شق وهو قرد من السعالي يسكن المناطق السيوية الحارة‬‫ث‪ -‬ال ّ‬

‫‪ .2‬بحسب المخطط البياني التطوري‪ ,‬يمكن التأكيد بأن القردة العليا والتي تقدم ماضي مشترك‬
‫أكثر قربا ً في الزمن هم‪:‬‬

‫أ‪ -‬الغوريلل والبشر‬


‫ب‪ -‬البشر والسعلة‬
‫ت‪ -‬البشر والشمبانزي‬
‫ث‪ -‬القرد العنكبوت والبشر‬

‫‪ .3‬المخطط البياني التطوري يبين السياق التطوري المعطي كنتيجة لتشكل سبعة أنواع من‬
‫الرئيسيات‪ .‬بالتفاق مع هذا يمكن القول بأنه تطوريا ً النسان‪:‬‬

‫أ‪ -‬ينحدر من الشمبانزي‬


‫ب‪ -‬يكون أكثر ارتباطا ً مع الشمبانزي من أي من الثدييات الخرى‪.‬‬
‫ت‪ -‬يكون أكثر ارتباطا ً مع السعلة من الغوريلل‬
‫ث‪ -‬لديه سلف مشترك أكثر قربا ً مع ال ّ‬
‫شق منه مع الغوريلل‬

‫‪ .4‬المميزات التي يشار إليها بالقرب من نقاط المخطط البياني التطوري تكون تلك الميزات‬
‫المشتركة بين النواع التي تطورت اعتبارا من تلك اللحظة‪ .‬بحسب ما سبق تكون حقيقية‬
‫التأكيدات التالية باستثناء‪:‬‬

‫أ‪ -‬الغوريلل والميمون } نوع من القرود { يمتلكان ضرسان ضاحكان‬


‫ب‪ -‬الليموريات والقرود العنكبوتات تمتلك في جمجمتها قفل فوقي‬
‫ت‪ -‬قرود التارسيرو والميمون تمتلك الشفة العليا " كاملة "‪ ,‬بدون منطقة رطبة عليا‬
‫ث‪ -‬الميمون واللوريس يمتلكان إبهامان متعارضين‪.‬‬

‫‪ .5‬آخذين بالحسبان المعلومة المشار لها في المخطط البياني التطوري المنصوص عنه مزيفاً‬
‫يكون‪:‬‬

‫أ‪ -‬قرود التارسيرو تكون رئيسيات بأنف كأنف الكلب‬


‫ب‪ -‬قرود العالم الجديد} أميركا { ل تنتمي لفريق أشباه النسان‬
‫ت‪ -‬الليموريات تكون أكثر قربا ً مع اللوريس منها مع السيميوس‬
‫ث‪ -‬القرود الكبيرة السيميوس تكون أكثر قربا ً مع قرود أميركا منها مع التارسيروس‬

‫‪ .6‬بحسب المخطط البياني التطوري يمكن التأكيد بصحة التالي‪:‬‬

‫أ‪ -‬التارسيروس تكون رئيسيات ممتلكة لنبوب سمعي عظمي‬


‫ب‪ -‬كل الهابلورينوس تمتلك شفة عليا كاملة‪ ,‬ما قوله ل تمتلك قسم رطب‬
‫ت‪ -‬الليموريات فقط تمتلك ضرسان ضاحكان‬
‫ث‪ -‬الغوريلل تكون شبه انسان من فئة كاتارينوس } أو رئيسيات العالم الجديد {‬
‫‪ .7‬عندما يتحدث البيولوجيون } علماء الحياء { بأن البشر والشمبانزي قد تطوروا من سلف‬
‫مشترك‪ ,‬هم يقررون بأنه كان موجوداً تغيرات موروثة في سكان منعزلين عن سكان آخرين‪ ,‬مرة‬
‫واحدة كانوا قد انفصلوا‪ .‬هذا معناه بأّن‪:‬‬

‫أ‪ -‬عندما يبقى سكان منعزلين عن سكان آخرين‪ ,‬يتطور سكان كل منهما بشكل منفصل عن تطور‬
‫الخرين‪.‬‬
‫ب‪ -‬الكائنات البشرية ننحدر من الشمبانزي الراهنة‬
‫ت‪ -‬شمبانزي امتلك تبدل خلقي مفاجيء } طفرة { والذي انتقل لبنه والذي ُولَِد ككائن بشري‬
‫ث‪ -‬ل يوجد أي اتصال ما بين علم الوراثة والتطور‬

‫‪ .8‬كل الرئيسيات نتقاسم سلسلة من القسمات والتي تكون منحصرة‪ .‬يكون هكذا إصبعنا البهام‬
‫الذي يكون متعارض وبذلك يسمح باغلق باطن اليد وبهذا يمكننا امساك الغصن } أو قطافها {‪,‬‬
‫جيد لنتعلق‪ ,‬لنتسلق أو‪ ,‬ببساطة‪ ,‬لتدعمنا فيها‪.‬‬

‫المخطط البياني التالي يوضح القرود من رئيسيات عديدة‪ .‬بحسب هذا يمكن الستنتاج أّن‪:‬‬

‫شق‪ ,‬الشمبانزي‪ ,‬غوريلل والبشر يكونون متساوين‬ ‫أ‪ -‬قرود ال ّ‬


‫ب‪ -‬التشابه بأيدي القرود العليا والنسان ل يوجب تقاسمهم كلهم لسلف مشترك‪.‬‬
‫سّبابة تكون أكبر عند البشر منها عند الشمبانزي‬‫ت‪ -‬المسافة بين البهام وال ُ‬

‫ث‪ -‬المسافة بين البهام والسبابة تكون أقل عند البشر منها عند الشمبانزي‬

‫‪ .9‬الحدث بأن الرئيسيات نمتلك البهام متعارض يشّكل‪:‬‬

‫أ‪ -‬تكيف لنمط خاص من الحياة بين الشجار‬


‫ب‪ -‬خاصية مصممة استباقية لكي يستطيع النسان التحكم بتشغيل الدوات‬
‫ت‪ -‬تكيف لحياة الصحراء‬
‫ث‪ -‬تكيف لبيئات متجمده‬

‫‪ .10‬خاصية للقرود العليا والبشر تكون امتلكنا لعيون جبهية‪ ,‬ما قوله‪ ,‬الثنان في القسم العلوي‬
‫للوجه‪ .‬هذا يكون كمعطى‪ ,‬بأن دماغنا يصله صورتين متشابهتين جداً من كل عين‪ .‬هذا التموضع‬
‫يحدد الحقل الكلي للرؤية‪ ,‬بأنه يكون أكبر في حيوانات تمتلك أعين على جانبي الوجه‪ ,‬مع ذلك‪,‬‬
‫هذه الجهوزية تسمح بأن نرى ثلث أبعاد‪ ,‬بكل ما نستطيع تقديره مع دقة كبيرة ولمسافات‪.‬‬

‫لنتأمل حول فائدة الرؤية المجسمة التي تشكّلت للرئيسيات الوائل فنستطيع التأكيد بأن تلك‬
‫الخاصية قد سمحت‪:‬‬

‫أ‪ -‬حساب المسافات لصطياد الفرائس‬


‫ب‪ -‬حساب المسافات للقيام بالقفز من غصن لخر‬
‫ت‪ -‬حساب المسافات المقطوعه يومياً‬
‫ث‪ -‬امتلك حقل رؤية أكبر‬

‫‪ .11‬الفعل التطوري ل يكون ُمَخطّْط معصوم عن الخطأ‪ ,‬على العكس هذا يبني ممتلكا ً كقاعده لما‬
‫ل‪ " :‬التطور عبارة‬ ‫ل‪ .‬عالم الحياء الفرنسي فرانسوا جاكوب يروي عن هذا المشهد قائ ً‬ ‫كانه قب ً‬
‫عن عمل غير ُمتقَْن "‪ ,‬بينما عالم الحياء ريتشارد داوكينز يروي ما يتصل بالنتقاء الطبيعي‪,‬‬
‫كواحد من آليات التطور‪ ,‬مثل ساعاتي أعمى‪ .‬تطور المميزات البشرية لم تكن مستثناة من هذا‬
‫الحال‪.‬‬
‫حسناً التأكيد بأنه إن امتلك حصان دماغ كبير ومتطور كدماغ البشر بل شيء أو بقليل من التحول‬
‫لبيئته سيحتاج ليد بإبهام متعارض‪ .‬البهام المتعارض قد ظهر في مجموعة من الثدييات الشجرية‬
‫سامحا ً التنقل بين الغصان‪ ,‬لكن دون القصد قد يسمح مستقبلً للقرود العليا بتحضير أدوات لجل‬
‫استثمار بيئته‪ .‬عنصر آخر قد سمح للبشر ليكونوا رئيسيات وحيدة هو النتقال باستخدام القدمين‪.‬‬
‫السير على القدمين قد ظهر بلحظة كانت المناطق الشجرية قد أعطت فراغات أكبر من المناطق‬
‫المغطاة وقد كان ذلك أكثر فائدة وعملية للنتقال في تلك البيئة‪ .‬بطريقة مشابهة بقضية تطور‬
‫البهام المتعارض‪ ,‬بل أن يوجد شيء متوقع سلفًا‪ ,‬النتقال القدمي } مشي { قد فتح الطريق أمام‬
‫امكانية ازدياد حجم كتلتنا الدماغية } المخية {‪ .‬الميزات الثلثة المشار لها قد أسهمت بجعل‬
‫الكائن البشري رئيسي استثنائي‪.‬‬
‫لحظ الرسوم التوضيحية لحافير الرئيسيات التالية وأشر بأي ترتيب قد ظهرت بعض الميزات‬
‫النسانية‪:‬‬

‫أ‪ -‬رؤية ثنائية العين – وضعية الجسم مع المشي على القدمين – أدمغة كبيرة } أكثر من ‪1000‬‬
‫سم مكعب {‬
‫ب‪ -‬أدمغة كبيرة } اكثر من ‪ 1000‬سم مكعب { – وضعية الجسم مع المشي على القدمين –‬
‫فقدان لقسم كبير من شعرالجسم‬

‫ت‪ -‬وضعية الجسم مع المشي على القدمين – فقدان قسم كبير من زغب الجسم – ابهام متعارض‬
‫مع اصابع أخرى‬
‫ث‪ -‬ابهام متعارض مع الصابع الخرى – وضعية اجسم مع المشي على القدام‬
‫– أدمغة كبيرة } أكثر من ‪ 1000‬سم مكعب {‪.‬‬

‫‪ .12‬عند تحقيق مقارنة بين كروموزومات بشرية وأخرى للشمبانزي ُيلحظ بأن البشر لديهم ‪23‬‬
‫زوج بينما الشمبانزي لديهم ‪ 24‬زوج‪ .‬العلماء يعتقدون بأنه في لحظة ما قد حصل في الجنس‬
‫البشري ما قاد لتقليل عدد الكروزومات البشرية لزوج واحد‪.‬‬
‫بحسب الجدول البياني السابق يمكن الستنتاج بأن النخفاض المذكور للكروزومات في النسان‬
‫يعود لمايلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬تخفيض شعبة من الكروزومات ومن الشمبانزي‬

‫ب‪ -‬إضافة زوج من الكروزومات للشمبانزي مشكلً الزوج للبشر‬

‫ت‪ -‬كل ما سبق‬


‫ث‪ -‬ول واحد مما سبق‬

‫‪ .13‬علماء الحياء قد بحثوا في الجينات بعض المعطيات لتقييم صلة القرابة بين البشر‬
‫والرئيسيات الخرى‪ .‬عند تحليل الجينات التي تحفظ معلومة لجل " تصنيع " بروتين الدم‬
‫للهيموغلوبين تّم العثور على النتيجة التالية ‪:‬‬

‫وبحسب المخطط البياني يكون صالحا ً التأكيد أن‪:‬‬

‫أ‪ -‬المعطيات الجزيئية تشير لن الكائن الحي القرب للنسان يكون الغوريلل‬
‫ب‪ -‬القرد العنكبوت لم ينتابه تغيرات في سلسلة جينات للغلوبين من نسلها قد انفصلت عن نسل‬
‫قرود العالم القديم‬
‫ت‪ -‬المعطيات الجزيئية تشير لن الكائن الحي القرب للنسان يكون الشمبانزي‬
‫ث‪ -‬منذ قد انفصل نسل النسان و نسل الشمبانزي لم تحصل أية‬
‫تغيرات في سلسلة الجينات للغلوبين‬
‫تطّور الَعيْن‬
‫بقلم‪Ferney Yesyd Rodriguez :‬‬

‫يتساءل الخلقيون كثيرًا‪ :‬كيف تشّكلت العين البشرية تدريجيًا؟ ‪ %50‬من العين‪ ,‬مالذي يقدمه‬
‫كفائدة } نصف عين بماذا ُتفيدنا؟ بتعبير افضل {؟ أجد هنا اعتراضا ً مأخوذاً من نص ضد تطوري‬
‫لشهود يهوه‪:‬‬
‫" ُتعتبر اعضاء في الجسم‪ ,‬كالعين‪ ,‬جهاز السمع‪ ,‬الدماغ‪ ,‬بوصفها معّقدة للغاية‪ ,‬وتكون اعقد‬
‫بكثير من ابتكارات النسان‪ .‬هناك مشكلة تواجه التطور‪ ,‬تتمّثل بواقع الحاجة لعمل كل تلك‬
‫العضاء سوياً لجل تحقيق النظر‪ ,‬السمع والتفكير‪ .‬هذه العضاء كانت غير مفيدة‪ ,‬الى ان‬
‫اكتملت كل العضاء الفردية‪ .‬بصيغة تدفع للتساؤل‪ :‬هل بامكان عضو غير مّوجه بالصدفة‪ ,‬والتي‬
‫ُتعتبر قوة مسببة للتطور‪ ,‬امكنها جمع كل تلك العضاء بزمن مناسب لجل انتاج هذه الليات‬
‫محضرة بكل هذه الجودة؟‬

‫المصدر‪ :‬نشرة ‪Watchtower Bible and Tract Society of New York, Inc. ,‬‬
‫‪ 1985‬بعنوان‪ :‬الحياة هنا‪ ,‬بالتطور او بالخلق؟‬

‫مشكلة الخلقيين انهم يفترضون بأّن التطور يعمل جامعا ً للعضاء‪ ,‬بطريق مشابهة لمصنع تجميع‬
‫السيارات‪ .‬عندما يقرأ شخص ل يعرف شيء عن علم الحياء‪ ,‬هذه الُحجج الواردة بمنشور شهود‬
‫يهوه‪ ,‬سيقع ضحّية الخداع‪ ,‬بحيث يتم توصيف التطور بطريقة ل يعمل وفقها‪.‬‬

‫يتوجب البحث عن أصول العين‪ ,‬في قدرة بعض الخليا بحساسيتها للضوء‪ .‬لذلك فكثير من‬
‫وحيدات الخلية‪ ,‬تكون مثال جيد هنا‪ ,‬ما يعني السباحة نحو العلى أو نحو السفل‪ ,‬بسبب‬
‫حساسيتها للضوء‪ .‬هذا الفارق البسيط بين الضوء والعتمة‪ ,‬شّكل الخطوة الولى في تطور العين‪.‬‬

‫لجل الخطوة الولى‪ ,‬يمكننا الخذ بعين العتبار لرؤية ُمستقبل الضوء الموجود في الِحْنِدْيرة* او‬
‫الوغلينا‪ ,‬وهي من الطلئعيات الحساسة للضوء‪ ,‬تمتلك عضواً حساسا للضوء‪ ,‬متصل بسوط‬
‫يسمح له بالنتقال‪ ,‬ل يوجد تأكيد على أّن عيون البشر يعود اصلها الى ُمستقبل الضوء ذاك عند‬
‫الوغلينا‪ ,‬الذي يوضح فقط الخظوة الولى الممكنة في الطبيعه‪.‬‬
‫الخطوة التالية سيحققها حيوان متعدد الخليا‪ .‬حيث سنمتلك طبقة من الخليا الحساسة للضوء‪.‬‬
‫سمة**المائّية التي ُتبرز‬ ‫هذا يمكننا العثور عليه عند دودة الرض الراهنة‪ ,‬وعند الديدان المق ّ‬
‫طبقة مرتبة من الخليا الحساسة للضوء‪.‬‬
‫لحقًا‪ ,‬ح ّ‬
‫صل النتقاء الطبيعي تلك الكائنات التي امتلكت القدرة الحساسّية بالضوء‪ ,‬المر الذي‬
‫سيسمح لهم بالسباحة نحو السطح‪ ,‬للحصول على غذاء أو الختباء في العتمة والخلص من‬
‫ُمفترس ما‪ .‬فيما لو تكن طبقة الخليا ُمنحنية فهذا سيسمح بتوّفر كّم أكبر من الخليا‪ ,‬وهذا يشّكل‬
‫ل‪ ,‬حيث انه سيكون ضروريا ً حصول تعديل بصيغة التعبير‬ ‫فائدة‪ .‬وهذا ل يكون تغّيراً مستحي ً‬
‫لبعض الجينات الموجودة‪ .‬يمكن لطبقة خليا حساسة للضوء ُمنحنية‪ ,‬امتلك معلومة جديدة غير‬
‫صالحة لطبقة مسطحة‪ ,‬لمعرفة مصدر ورود الضوء‪ .‬يوجد بنية هكذا‪ ,‬وبدّقة عند الرخويات‬
‫معديات القدام } بطنيات القدم ** { من نوع ‪ } Patella‬شعبة الرخويات تضم البّزاق‬
‫والقواقعيات {‪.‬‬

‫نجد في نوع من بطنيات القدم‪ ,‬هو ‪ ,Pleurotomaria‬بنية متداخلة أكثر عمقًا‪ ,‬كما اننا نعثر‬
‫في جنس ‪ Haliotis‬على عين ُمغلقة تقريبًا‪ ,‬اما في جنس ‪ Turbo‬فالعين تكون مغلقة لكن دون‬
‫عدسة‪ ,‬واخيراً نعثر على عيون مغلقة مع عدسة عند جنسين‪ Murex :‬و ‪ .Nucella‬هكذا اذا‬
‫ضح بان تلك الحالت المتوسطة تكون ممكنة‪ .‬أضيف لّن حضور‬ ‫لدينا امثلة في الطبيعه‪ ,‬تو ّ‬
‫العدسة سيقوم بتحسين الرؤية كثيرًا‪ ,‬لكن يمكن وجود اجسام ل تملك هذه البنية‪ ,‬المر الذي‬
‫طم الحجة الخلقية اعله والتي تؤكدبأّن‪ ":‬اعضاء كتلك كانت غير مفيدة‪ ,‬الى ان اكتملت‬ ‫ُيح ّ‬
‫الجزاء الفردية كلها "‪.‬‬
‫هوامش‬

‫* الِحْنِدْيرة أو الوغلينا أو اليوجلينا )باللتينية‪ (Euglena :‬جنس كائنات وحيدة الخلية من‬
‫مملكة الطلئعيات يشمل نحو ‪ 200‬نوع تعيش في مياه البرك والمستنقععات العذبة‪ .‬من فصيلة‬
‫السوطيات‪ .‬السم يوجلينا أو يوغلينا مشتقة من كلمة إغريقية تعني الحدقة وذلك لحساسية البقعة‬
‫العينية في اليوجلينا للضوء‪ ،‬والمصطلح العربي ترجمة حرفية‪ ،‬حيث الُحْنُدرة هي حدقة العين ‪.‬‬
‫تعيش الحنديرة في مياه البرك والمستنقعات العذبة وعندما تتجمع بأعداد كبيرة يصبح لون الماء‬
‫أخضر لنها تحتوي على بلستيدات خضراء‪ .‬تأخذ الحنديرة شكلً مغزليا ً لعدم وجود جدار خلوي‬
‫يوجد في طرفها المامي قناة تسمى البلعوم يخرج من قاعدتها سوط طويل يساعدها على الحركة‬
‫وعند قاعدة البلعوم وعلى أحد الجوانب توجد البقعة العينية ووظيفتها أنها حساسة لدرجة‬
‫الضاءة وتوجد فجوة منقبضة تعمل على التخلص من المواد الخراجية‪ ،‬وتنظيم المحتوى المائي‬
‫وتقع النواة في منتصف الخلية ويوجد في السيتوبلزم بلستيدات خضراء قرصية الشكل تقوم‬
‫بعملية البناء الضوئي‪.‬‬
‫تتحرك الحنديرة بحركتين أل وهما‪:‬‬
‫• السريعة ‪ :‬تتحرك الحنديرة عن طريق السوط حركة سريعة‬
‫• البطيئة ‪ :‬عن طريق ما يسمى الحركة اليوجلينية‬
‫تغذيتها‬
‫• تتغذى تغذية ذاتية ‪ :‬تتغذى تغذية ذاتية عندما تكون الظروف ملئمة عن طريق عملية البناء‬
‫الضوئي والمادة الغذائية الناتجة عبارة عن مادة عديدة التسكر تعرف بالجسام الباراميلونية )‬
‫‪.(Paramylon bodies‬‬
‫• تتغذى تغذية غير ذاتية ‪ :‬وفي الظروف الغير ملئمة عن طريق ارتشاف المواد العضوية عن‬
‫طريق الجسم كله‪.‬‬
‫التكاثر‬
‫• بالظروف الملئمة ‪ :‬النقسام الثنائي الطولي فتنقسم النواة في نفس الوقت انقساما ً ثنائياً‬
‫بسيطاً يتجه كل نصف نواة إلى نصف الخلية وينمو كل شق ليعطي خلية جديدة‪.‬‬
‫• بالظروف الغير ملئمة ‪ :‬عن طريق التكيس‪.‬‬
‫الصفات الحيوانية‬
‫تمتلك الحنديرة بعض الصفات الحيوانية مثل ‪:‬‬
‫• وجود السوط للحركة‬
‫• وجود البقعة العينية الحساسة للضوء‬
‫• وجود الفجوة المنقبضة‬
‫الصفات النباتية‬
‫• وجود البلستيدات الخضراء‪.‬‬
‫• التغذية الذاتية بالبناء الضوئي‪.‬‬
‫** الديدان المقسمة )بالنجليزية‪) (annelids :‬السم النكليزي من اللتينية ‪" anellus‬الحلقة‬
‫الصغيرة"( هي شعبة كبيرة من الحيوانات تتألف من ديدان مقسمة‪ ،‬تضم هذه الشعبة أكثر من‬
‫‪ 15,000‬نوع حديث بما فيها ديان الرض المعروفة وال ‪ .leeches‬تتواجد هذه الديدان في معظم‬
‫البيئات وتضم ديدان برية وفي المياه العذبة وأيضا أنواع ضمن بحرية ضمن المحيطات )مثل‬
‫‪ .(polychaete‬بعضها طفيلية أو تبادلية ‪ .mutualistic‬تتبالين أطوالها من المليمترات إلى‬
‫حوالي ‪ 3‬امتار )كما في حالة ‪(Lamellibrachia luymesi‬‬

‫** بطنيات القدم أو البطنقدميات )بالنجليزية‪ (Gastropoda :‬هي أكبر طائفة تنتمي إلى‬
‫الرخويات‪ ،‬فهي تكون ‪ %80‬من الكائنات التي تنتمي إليها‪ ،‬وثاني أكبر رتبة في المملكة‬
‫الحيوانية‪ ،‬حيث يعتقد بأنها تحوي على ما يقارب ‪ 65000‬نوع‪ ،‬من بينها الحلزونات والبزاقات‬
‫والبطلينوسات‪.‬‬
‫تتميز معظم بطنيات القدم بوجود صدفة أحادية تغطيها‪ ،‬وتكون في العادة بشكل ملفوف ومتقوقع‪.‬‬
‫أما عن سبب التسمية‪ ،‬فهي بسبب استخدام هذه الكائنات لعضلة سفلية قوية )قدم( للحركة‪.‬‬
‫تنتشر بطنيات القدم في مناطق متنوعة من العالم وبيئات مختلفة‪ ،‬وأغلبها كائنات مائية‪ ،‬حيث‬
‫تعيش ‪ 30000‬نوعا ً منها تقريبا ً في البحار والمحيطات‪ ،‬بالضافة إلى ‪ 5000‬نوعا ً تعيش في‬
‫المياه العذبة‪ ،‬بينما تنتشر الباقي على سطح الرض‪ .‬تتغذى أغلب هذه الكائنات على العشاب‬
‫والنباتات‪ ،‬وقد تتغذى على المخلفات العضوية في بعض الحيان‪ ،‬إل أن بعض أنواعها قد تكون‬
‫لحمة وسامة‪.‬‬
‫وجدت العديد من الحافير التي تدل على وجود بطنيات القدم منذ العصر الكامبري‪.‬‬

‫الهوامش منقولة ‪ُ /‬يرجى التدقيق‬


‫يقول العالم ‪ JOHN RENNIE‬عن تطور العين‪,‬التالي‪:‬‬

‫" حاولت اجيال من الخلقيين معارضة داروين‪ ,‬عبر سوق مثال العين بوصفها بنية لم تكن قد‬
‫حدثت بالتطور‪ .‬أهلّية العين للتزويد بالرؤية‪ ,‬تتوّقف على الضبط الكامل لكل اجزائها‪ ,‬كما يقول‬
‫النّقاد‪ .‬فالنتقاء الطبيعي لم يتمكن على الطلق من تفضيل الصيغ النتقالية الضرورية خلل‬
‫تطور العين‪ .‬ما فائدة نصف عين؟ سبق هذا النتقاد‪ ,‬اقتراح داروين بأن عين " غير كاملة " قد‬
‫تحقق فوائد } كمساعدة بعض الكائنات الحية للتوّجه نحو الضوء { ووفق هذه الصيغة ستبقى‬
‫على قيد الحياة سامحة بحصول تحسنات تطورية مستقبلية‪ .‬لقد انتقم علم الحياء لداروين‪ :‬فلقد‬
‫تمّكن باحثين من تحديد عيون بدائّية واعضاء حساسة للضوء من خلل المملكة الحيوانية‪ ,‬وقد‬
‫ساعدت على تتّبع التاريخ التطوري للعين من خلل المقارنات الوراثية الجينية‪ } .‬يبدو الن بأن‬
‫عائلت عديدة قد تطورت العيون فيها بشكل مستقل {‪.‬‬
‫المصدر‪ JOHN RENNIE – 15 :‬رّداً على الخلقيين – ساينتيفيك اميركان ‪ ..‬ديسمبر ‪2002‬‬

‫أشار داروين لّن العيوب‪ ,‬بوصفها تلك الوقائع التي يمكن ان تكون دليلً على العملية التطورية‪.‬‬
‫ففي الواقع يعمل التطور وفق قاعدة " ما يكون في الُمتناول " ‪ ,‬لهذا السبب كثير من العضاء‬
‫تبّين ميزات بنيوية ل ُتشير لكونها ناتجة عن تصميم خالق ذكي‪ .‬واحدة من تلك الميزات تكون‬
‫موجودة في بنية عين الفقاريات‪.‬‬
‫تشّكل شبكّية العين طبقة من الخليا الحساسة للضوء‪ ,‬المسؤولة عن القيام بترجمة الشعة‬
‫الضوئية الى نبضات عصبية‪ .‬في عين الحّبار‪ ,‬تكون طبقة الخليا العصبية موّجهة مباشرة نحو‬
‫ي‪ ,‬تكون على الجانب‬ ‫الضوء‪ ,‬في حين ان امتدادات الخليا العصبية التي تشّكل العصب البصر ّ‬
‫الخلفّي الذي ل يصل له الضوء‪ ,‬كذلك توجد الوعية الدموية في الجانب الخلفي دون التدخل في‬
‫الضوء الساقط على الخليا الحساسة‪ .‬هذا يبدو منطقيًا‪ ,‬ومؤكد بان الخلقيين سيعتبرونه تخطيط‬
‫ُمسبق من خالق لتصميم العين‪ .‬مع ذلك‪ ,‬لو ننظر الى العين البشرية‪ ,‬فنلحظ بأّن النواقل العصبية‬
‫تمّر امام الخليا الحساسة للضوء } المخاريط والخليا النبوتّية * {‪ ,‬اضافة لهذا‪ ,‬النقطة التي‬
‫يتحد بها كل نواقل الخليا الُعقدّية‪ ,‬توّلد نقطة عمياء في عين الفقاريات‪.‬‬

‫لجل تأكيد وجود النقطة العمياء‪ .‬حاولوا النظر الى الصليب في الصورة من هنا الى السفل بالعين‬
‫اليسرى‪ ,‬لمسافة تقربيبية حوالي ‪ 25‬سنتمتر‪ .‬جربوا القتراب أو البتعاد عن الصورة‪.‬‬

‫طريقة اخرى لكتشاف النقطة العمياء‪ ,‬هي بملحظة النقطة التي في الصورة اتالية‪ ,‬ايضا بالعين‬
‫طع بوصفه‬ ‫اليسرى } والعين اليمنى مغلقة {‪ .‬جربوا تغيير المسافة الى ان تتم رؤية الخط المق ّ‬
‫متص ً‬
‫ل‪.‬‬

‫ل يمتلك الحّبار تلك النقطة العمياء‪ ,‬بينما الفقاريات نعم تمتلكها‪ .‬كما يشير هذا بكون شبكية‬
‫الرأسقدميات** مسلحة بطريقة مختلفة‪ .‬فالعصب البصري‪ ,‬عوضا ً عن الخروج من المركز حيث‬
‫تكون مستقبلت الضوء‪ ,‬فإنه يخرج من طرف الشبكية‪ .‬هذا يظهر بوصفه عمل فوضوي‪ ,‬وليس‬
‫من صنع مصمم ذكي‪ ,‬ويتفق اكثر مع عملية النتقاء الطبيعي‪ .‬فهل ُيعقل لمصمم ذكي ان يصنع‬
‫نقطة عمياء في عين اهم مخلوقاته‪ ,‬ويستثني الحّبار منها؟‬
‫يكون مهما ً الشارة لّن كثير من النواع الحيوانية التي تعيش في بيئات ُمعتمة كليّا ً وتمتلك عيون‬
‫لوظائفّية } عيون ل تعمل {‪ ,‬اي هي عبارة عن ُبنى اثرّية متبقية فيها‪ .‬تلك النواع العمياء قد‬
‫تطورت من انواع امتلكت اعين وظائفّية‪ ,‬لكن عند استعمارها لبيئات ُمعتمة‪ ,‬عمل النتقاء‬
‫الطبيعي بلحظات ما على انتشار التطور المتمثل بتغّير وظيفية العين‪ .‬ففي بيئة ُمعتمة كليّا ً يكون‬
‫الكثر ملءمة هو بتحويل الطاقة المهدورة في هذا العضو الى اعضاء اخرى‪ ,‬وبهذا انتقل هذا‬
‫التغّير الى كامل الجماعة‪.‬‬
‫النواع الحية التي تمتلك تلك العيون الثرية الغير وظائفّية‪ ,‬ل تشّكل عونا ً لفرضية التصميم‬
‫الذكي‪ ,‬بالتالي‪ ,‬لماذا يصنع مصمم ذكي عيونا ً لنوع ساكن للكهوف الُمظلمة لن يحتاجها‪ ,‬مثل‬
‫اسماك ‪ Astyanax mexicanus‬؟ تحتوي كثير من الكهوف في العالم على انواع عديدة من‬
‫السماك‪ ,‬السلمندر والُجدُجد بعيون تبّين شهادة للصل عن انواع حّية سابقة } عبر التطور {‬
‫وليس شهادة على خلق مثسبق التخطيط‪.‬‬

‫اذا كنتي ستقبلين بالنظرية التطورية ‪ ..‬فهذا يعني انكي ستقبلين بتطور تدريجي للعين ‪ ..‬فهل‬
‫يمكن ان تقولي لي اي فائدة تحملها نصف عين؟‬
‫من جديد فهما ً سيئا ً للعلم‬
‫هوامش‬
‫* الخليا النبوتية أو الخليا العصوية هي خليا مستقبلة للضوء في شبكية العين تعمل في‬
‫ظروف إضاءة أخف مما تعمل فيه الخليا المستقبلة للضوء الخرى‪ ،‬مثل الخليا المخروطية‪.‬‬
‫وتسمى بالعصوية بسبب شكلها السطواني‪ .‬وتتركز في الحافات الخارجية للشبكية وتستخدم في‬
‫الرؤية المحيطية )‪ .(peripheral vision‬يوجد حوالي ‪ 90‬مليون خلية نبوتية في شبكية العين‬
‫البشرية‪ ،‬وهي أكثر حساسية من الخليا المخروطية‪ ،‬فتعتبر المسؤولة كامل تقريبا عن الرؤية‬
‫الليلية‪.‬‬

‫** الرأسقدميات ‪ Cephalopoda‬هي طائفة من الرخويات‪ ,‬جميع أفرادها معيشتها بحرية‪ .‬لهم‬
‫الصدفة إما خارجية أو داخلية أو معدومة‪ .‬من امثلتها الخطبوط والحبار والحبار الطلسي أبتر‬
‫الذيل ‪.‬‬

‫الهوامش منقولة ‪ُ /‬يرجى التدقيق‬


‫علماء رياضيات‪ :‬يقدمون حّلً أنيقا ً لمشكلة تطورية‬

‫ترجمه من النكليزية الى السبانية‪Kanijo :‬‬


‫ترجمه من السبانية الى العربية‪ :‬فينيق خصيصا لمنتدى الملحدين العرب ‪ +‬الحاد اسباني عربي‬
‫} لغاية تثقيفية غير تجارية {‬

‫وّفر باحثين بجامعة ‪ (Universidad de British Columbia (UBC‬نموذج رياضّي جديد‪,‬‬


‫يبّين ما ُيعتبر مشكلة تطورية مهمة‪ ,‬تتمّثل بالتالي‪ :‬ما هي العوامل الكامنة وراء توليد التنّوع‬
‫البيولوجي‪ ,‬سواء ضمن أو بين النواع الحّية‪ .‬أدرك علماء الحياء التطوريين منذ زمن طويل‪,‬‬
‫بأّن ظهور ملمح جديدة ضمن الجماعة يمكنه التسبب بالتنّوع‪ .‬كمثال‪ ,‬ان تكون واحداً من‬
‫مفترسين قليلين ذوي حجم صغير‪ ,‬في جماعة يسيطر عليها مفترسين كبيري الحجم‪ ,‬يمكنه‬
‫امتلك فوائده – حصول وفرة بالفرائس الصغيرة – وارجحية ازدهار الملمح في الجماعة‪.‬‬

‫ُيشير ‪ Michael Doebeli‬الباحث في مركز بحث التنوع البيولوجي في ‪ UBC‬واستاذ في‬


‫مكاتب الرياضيات وعلم الحيوان‪,‬لّن‪ ":‬النماذج الرياضية الموجودة التي تضم تلك الفوائد )كنوع‬
‫ل‪ ":‬تتوقف على ملمح منعزلة – كحجم‬ ‫نادر(‪ ,‬تميل لمواجهة بعض العقبات الجدّية "‪ .‬يتابع قائ ً‬
‫الجسم – وامكان التنبؤ فيما لو اّن الفائدة المتوفرة عبر ذاك الملح‪ ,‬ستكون هامة لجل الحفاظ‬
‫على كميات كبيرة من التنّوع "‪.‬‬
‫لقد طّبق ‪ Doebeli‬وزميله الباحث ‪ Iaroslav Ispolatov‬نموذج جديد على المشكلة‪,‬‬
‫سس على نماذج تنافس تقليدية لجل ملمح منعزلة‪,‬‬ ‫والمنشور في عدد مجلة العلوم الجديد‪ .‬مؤ ّ‬
‫صمموا نظرية رياضية ُبغية تقييم الثر التطوري للملمح المتعددة بوقت واحد‪ ,‬ووجدوا ان اضافة‬
‫هذه الطبقة من التعقيد‪ ,‬قد قّللت عتبة الحفاظ على التنّوع وتطور انواع جديدة بشكل ملحوظ‪.‬‬

‫يقول ‪ ":Doebeli‬عندما ُتشّكل ملمح كل مّرة – في حالة عزل – غالبا ً ستجد ان التفاعلت‬
‫البيئية لن تكون قوّية كفاية لجل توجيه التنّوع } تحقيق الختلف {‪ .‬لكن مع ملمح كثيرة تعمل‬
‫بوقت واحد‪ :‬نجد انه حتى التفاعلت الضعيفة يمكنها توليد تنّوع‪ُ .‬مقاربتنا تعكس تعقيد الواقع عن‬
‫كثب – فيما لو ُتفّكر به‪ ,‬تمتلك كل الكائنات الحية على القل عشرات‪ ,‬إن لم يكن مئات‪ ,‬من الملمح‬
‫البارزة بيئيا ً "‪.‬‬

‫رياضيًا‪ ,‬تنعكس الظاهرة البيولوجية في الخصائص الساسية للقيم الذاتّية بصيغ متوافقة‪.‬‬
‫ستساعد هذه النظرية على تفسير الكّم الممتاز في التنوع الموجود في كثير من النظمة البيئية‪,‬‬
‫على سبيل المثال" في عالم الميكروبات‪ .‬في الواقع‪ ,‬الرضية الخصبة للختبارات الولية لهذا‬
‫النموذج ستكون بالضبط‪ :‬جماعات ميكروبّية‪.‬‬
‫" سيكون ممتعا ً اختبار فيما لو أّنه بمستوى جيني‪ ,‬المسارات التي تتحّكم بالملمح المختلفة‪,‬‬
‫ظمة بتآلف لجل السماح بتوريث التنوع بالملمح بطول التغيرات العديدة في النماط‬ ‫تكون ُمن ّ‬
‫الظاهرية*"‪.‬‬

‫هوامش‬

‫* النمط الظاهري ‪ phenotype‬هي كل ما يصف صفة أو مواصفة مميزة في متعضية‪ ،‬مثل‬


‫مورفولوجيتها أو شكلها‪ ،‬نموها‪ ،‬أو سلوكها‪ ،‬على عكس النمط الجيني وهي عبارة عن تعليمات‬
‫مشفرة مورثة يمكن ان يتم التعبير عنها أو تبقى بدون تعبير ظاهري‪.‬‬

‫الهوامش منقولة ‪ُ /‬يرجى التدقيق‬

‫الصل النكليزي‬

‫‪http://www.physorg.com/news191163371.html‬‬
‫بين الشمبانزي والبشر ‪ ..‬بضع قواعد نيتروجينّية*‬

‫منذ أن تّم إنجاز سلسلة الجينوم** البشري في العام ‪ , 2001‬بدأت تظهر لنا المفاجآت‪ ,‬واحدة إثر‬
‫أخرى‪ ,‬حيث ان كثير من التفاصيل الجديدة لم تكن تتفق مع افكار امتلكناها سابقا ً حول التخصيص‬
‫الجيني والفروقات مع تمتلكه كائنات حّية اخرى‪ .‬أولً كان العدد القليل للجينات التي تكّون جينومنا‬
‫} بين ‪ 25000‬و ‪ ,{ 30000‬الذي يمثل فقط ضعف ما تمتلكه ذبابة الخّل ‪Drosophila‬‬
‫‪ melanogaster‬ومن ‪ 2000‬الى ‪ 5000‬أكثر مما لدى نبات ‪Arabidopsis thaliana‬‬
‫والفأر المنزلي تقريبًا‪.‬‬

‫اضافة‪ ,‬لن المر ل يقتصر على عدد الجينات ذاك‪ ,‬بل الهم مما كنا نفكره حول الديدان والفئران‪,‬‬
‫هو أّن الفروقات بين جينوماتنا تكون أقل بكثير مما كنا نراه سابقًا‪ .‬كائن مختلف كثيراً مثل خميرة‬
‫البيرة ‪ Saccharomyces‬تشترك معنا بما نسبته ‪ %50‬من جينومها‪ ,‬ومع ذبابة الخّل‬
‫المذكورة اعله‪ ,‬نشترك بما نسبته ‪ %60‬من جيناتنا‪.‬‬

‫منطقيًا‪ ,‬عند المقارنة مع أقاربنا الكثر قربا ً } الرئيسيات المقصود بالطبع {‪ ,‬فالتشابهات تكون‬
‫أروع‪ .‬الشمبانزي‪ ,‬جينومه قد تّم سلسلته كليّا ً في العام ‪ , 2005‬يمكن مقارنته مع جينومنا بصيغة‬
‫حرفّية لنسبة ‪ %96‬من طوله‪ ,‬وفيها نجد ما نسبته ‪ %99‬من جيناتها تكون متطابقة مع جيناتنا‪.‬‬
‫ما قوله بصيغة اخرى‪ ,‬من اصل ‪ 3000‬مليون من ازواج القواعد المشّكلة لجيناتنا‪ 2970 ,‬مليون‬
‫تكون متطابقة في الشمبانزي‪ ,‬وفقط ‪ 30‬مليون من ازواج القواعد تعاني تغيرات تعود الى لحظة‬
‫افتراقنا عن السلف المشترك‪ ,‬منذ ‪ 6‬مليين عام تقريبًا‪ .‬نتكلم حول أّن الشمبانزي والبشر فقط‬
‫يختلفون فيما بينهم بما مقداره‪ 300 – 200 :‬جين‪.‬‬

‫تلك الكتشافات قادت لعادة طرح الصيغة التي عبرها ُتنتج الجينات التغّير النوعّي‪ .‬تقليديا ً كان‬
‫ُيفّكر بأن عاقبة تغّير وحيد في قاعدة نتروجينية قد كان صغيرًا‪ ,‬وانه فقط تراكم عدد كبير من هذه‬
‫التغيرات امكنه التسبب بحدوث ‪ . macroespeciación‬مع ذلك‪ ,‬تلك النتائج تنقض‬
‫تلك الرؤية المتدرجة‪ .‬الفروقات الهائلة بين النواع ل تكون بسبب عدد الجينات فيما بينها‪ ,‬كما‬
‫انها ل تكون بسبب فعل بعض الجينات القليلة التي تسبب تطور الفرد‪.‬‬

‫تغّير وفق سرعة مختلفة‬

‫ل تعكس كافة المناطق الجينومية ذات السرعة في تغيرات القواعد النيتروجينية‪ .‬فيما لو اّن‬
‫الطفرات ل تكن مفيدة ول ضارة‪ ,‬تتراكم بنطاق معّدل موّحد ُيفيد بحساب الزمن الذي يتباعد فيه‬
‫نوعان حّيان‪ .‬بشكل معاكس‪ ,‬فيما لو أّن منطقة تتغّير بسرعة أكبر‪ ,‬هذا مؤشر لنها كانت منتقاة‬
‫بصيغة ايجابية‪ ,‬كمعطى فعل مفيد للطفرة يساهم باحتمال ارجح لتكون منتقلة للجيل التالي‪.‬‬
‫بعمله على تلك المناطق " المتسارعة " للجينوم‪ ,‬ك‪.‬س‪ .‬بولرد من جامعة كاليفورنيا ‪ /‬سان‬
‫فرانسيسكو‪ ,‬قد عثر على منطقة فيها ‪ 118‬قاعده‪ ,‬حّددها تحت اسم " منطقة متسارعه بشرية ‪1‬‬
‫مختصرها باحرف لتينية تمثل اوائل الكلمات المعبرة‪ ," HAR1 :‬متحققا من كونها جزء من‬
‫جين مسؤول عن نمو الدماغ‪.‬‬

‫بمقارنة المنطقة ‪ HAR1‬لكائنات حّية عديدة فقارية‪ ,‬تّم التحقق من انها قد تطورت ببطء شديد‪,‬‬
‫قبل انفصال النسان العاقل‪ .‬في الواقع‪ ,‬بين الديك والشمبانزي‪ ,‬فقط يختلف اثنتان من القواعد ال‬
‫‪ ,118‬بينما بين البشر والشمبانزي يوجد ‪ 18‬فارق في زمن اقل بكثير } نتائج اول افتراقين كانت‬
‫منذ ‪ 300‬مليون عام‪ ,‬والفتراقين الثانيين حصل بالكاد منذ ‪ 6‬مليين عام {‪.‬‬

‫تغيرات قليلة‪ ,‬أثٌر كبير‬

‫في وقت لحق اكتشفوا بأن ‪ HAR1‬تتدخل في عملية سحب الجزء الخارجي للقشرة الدماغية‪,‬‬
‫ي‪ .‬في الواقع‪ HAR1 ,‬تشكل جزء من جينين‬ ‫ما يعني لعبها دور جوهري في تمييز الدماغ البشر ّ‬
‫متداخلين‪ ,‬ولو اننا ل نعرف للن كيف يؤثر بالضبط على نمو القشرة الدماغية‪ ,‬قد تّم التحقق‬
‫ي بروتين‪ ,‬بل حصريا ً لجل ال ‪. RNA‬‬ ‫تجريبيا ً بأّن ‪ HAR1‬ل يقونن لجل أ ّ‬
‫‪ HAR1‬تشّكل خير مثال لكيف أّن تغيرات قليلة جزيئية يمكن ترجمتها لفروقات نوعّية ُمعتبرة‪,‬‬
‫ي بدقة‪ .‬متواليات متسارعه اخرى يمكن ان تكون ذات‬ ‫خصوصا ً بما يتعلق بشيء كالذكاء البشر ّ‬
‫صلة بتكوين نوعنا نحن‪ ,‬مثل ‪ FOXP2‬الذي يقوم بتسهيل تشكيل الحبال الصوتية‪ASPM ,‬‬
‫التي تقوم بضبط حجم الدماغ أو ‪ HAR2‬التي توّجه النشاط الجيني للمعصم والبهام خلل النمو‪.‬‬
‫ولو أنه يتبقى الكثير الواجب عمله مع ‪ HAR1‬ومتواليات متسارعه اخرى‪ ,‬لكن كل مّرة نصل‬
‫لقتناع بأنه ليس ضروريا ً وجود تغيرات كثيرة في الجينوم ليظهر كائن حّي جديد‪.‬‬

‫هوامش‬

‫* القواعد النيتروجينية هي مركبات عضوية ترجع خواصها القاعدية لزوج اللكترونات الوحيد‬
‫في ذرة النيتروجين‪ .‬ومن القواعد النيتروجينية التقليدية المونيا )‪ ,(NH3‬ترايإثيل أمين‪,‬‬
‫بيريدين‪ ,‬أدينين‪ ,‬جوانين‪ ,‬ثايمين‪ ,‬سايتوزين‪.‬‬

‫** في علم الحياء ‪ :‬الجينوم لعضوية هو كامل المعلومات الوراثية المشفرة ضمن الدنا )و‬
‫أحيانا ضمن الرنا كما في حالة الفيروسات(‪ .‬يحوي الجينوم على مجموعة جينات أو ما يدعى‬
‫أيضا بالمورثات إضافة لتسلسلت غير مكودة من الدنا نفسه ‪ .‬تم صياغة هذا المصطلح عام‬
‫‪ 1920‬من قبل هانس وينكلر ‪ Hans Winkler‬بروفسور علم النبات في جامعة هامبورغ ‪،‬‬
‫ألمانيا كدمج للكلمات ‪.gene and chromosome‬‬
‫بشكل أكثر دقة فإن الجينوم هو كامل تسلسل الدنا ضمن مجموعة وحيدة من الكروموسومات ‪.‬‬
‫الهوامش منقولة‪ُ ..‬يرجى التدقيق‬
‫ي‬
‫تطور الدماغ البشر ّ‬
‫ي بمثابة حدث غير عادي على الطلق‪ ,‬فمن الصعب العثور عليه عند‬ ‫لقد كان تطور الدماغ البشر ّ‬
‫انواع حّية اخرى‪ ,‬علما ً بأّن التحول فيه قد حصل بزمن قليل وتعقيد هائل‪.‬‬
‫في الثلث مليين عام الخيرة‪ ,‬حجم الدماغ قد تضاعف ثلث مرات نسبة لما كان حجمه عند‬
‫القرود الكبرى } لجل احراز نمو مقارن عادة توجب مرور مئات او عشرات مليين العوام {‪.‬‬
‫اضافة لن تنظيمه قد تغّير جذريًا‪ ,‬عبر نمو ملحوظ بمناطق محددة فيه‪ ,‬خصوصا ً في القشرة‬
‫الدماغية‪ ,‬التي تشكل قيادة المهام الكبرى والتي قد نما سطحها بصيغة مثيرة‪.‬‬

‫المحّرك الساسي الذي قد غّذى هذا المسير التطوري‪ ,‬بحسب النظريات الكثر إقناع‪ ,‬يكون‬
‫النتقاء الطبيعي‪ .‬الُمفترض أنه عندما تتحسن التكيفات التي يحققها كائن حّي في محيطه البيئي‬
‫فسيبقى على قيد الحياة‪ ,‬واكثر سرعة سيكون التطور نحوها } الكائنات المتكيفة جيداً يتحقق بقاء‬
‫متحدريها على قيد الحياة وبهذا الشكل تحل محل الجماعة الصلية حتى لو لم تكن تكيفاتها كثيرة‬
‫الجودة {‪ .‬يظهر واضحا ً بأن الذكاء يكون افضل التكيفات‪ ,‬خصوصا ً عندما يكون المحيط البيئي‬
‫متغير ما يعني استلزام استجابات سريعه‪.‬‬

‫فعليًا‪ ,‬يظهر بأّن ملمح كبرى‪ُ ,‬تظهر ارتباط بين المراحل التي قد نتج فيها النمو الكبر في حجم‬
‫الدماغ وتعديلت كبرى بنيوية } التي يمكن درسها مثلً من خلل القالب الداخلي للجمجمة‪ ,‬التي‬
‫تعكس بروز المناطق المختلفة للدماغ { مع المراحل التي تّم فيها إحراز تقّدم في التقانة أو في‬
‫تكتيكات التغذية‪.‬‬

‫كل نمو في القدرات المعرفية } الدراكّية { للدماغ‪ ,‬قد انتج تحسينات في حياة اشباه النسان‪,‬‬
‫المر الذي ساهم بوصول ملموس للغذية لتغذية الدماغ‪ ,‬ام ساهم بتحسين قدراته المعرفية اكثر‪.‬‬
‫من جانب آخر‪ ,‬دماغ ُمعّقد يسمح باجتماعّية أكبر‪ ,‬وجماعة مستقرة وقوية تقوم بتحسين ُ‬
‫سُبل‬
‫البقاء على قيد الحياة للكائنات‪ ,‬لكن الجماعات التي تبقى على قيد الحياة تلك التي تقوم بتطوير‬
‫استراتيجيات معقدة‪ ,‬أي تستلزم ادمغة اكثر تطورًا‪ .‬كما نرى‪ ,‬امكن إجراء حلقات عديدة لعادة‬
‫التغذية اليجابية بين قدرات الدماغ والتكيفات مع البيئة‪.‬‬

‫سابقاً كانوا يفكرون بأن تطور الدماغ قد حدث بفعل طفرة ببعض الجينات الرئيسية‪ ,‬الذي سيعني‬
‫بأن الفرق بيننا وبين القرود الكبرى‪ ,‬كالشمبانزي‪ ,‬سيكون عمليا ً صغير‪ .‬لكن كل مرة نعثر على‬
‫ادلة أكثر على أّن تاريخنا التطوري قد نتج عبر مئات بل آلف الطفرات في البروتينات التي‬
‫تشترك بصيغة ما في تطور أو استقلب الدماغ‪ .‬الفروقات الوراثية مع الشمبانزي ل تكون قليلة‬
‫بعد كل هذا‪ ,‬كما اوضح آخر ما ُنشر حول جينوم الشمبانزي } ولو أّن المر اوضح أكثر في كل‬
‫مّرة بأن الشمبانزي يمكنه اظهار قدرات عقلية مدهشة {‪.‬‬

‫معظم تلك الطفرات قد حدثت في بروتينات تضطلع في النمو الجنيني للدماغ‪ ,‬المر الذي مّكنها من‬
‫ي مختلف عما لدى القرود الكبرى‪ .‬هذا يبدو مساعداً للنظرية القديمة التي‬ ‫تحقيق نمو نهائي جذر ّ‬
‫بحسبها أّن كثير من الفروقات بين البشر والقرود الكبرى‪ ,‬تجد اصلها في اليقاعات المختلفة في‬
‫النمو بينهما‪ ,‬وفي الُمدْد المختلفة لمراحل الحياة المختلفة عند كليهما‪.‬‬

‫كمثال‪ ,‬الجزء الكبر من النمو الدماغي عند النسان يحصل في رحم الم } لهذا السبب تحديدا‬
‫الولدة صعبة عند المرأة {‪ .‬حيث لن ينقصه التغذية في هذا الوسط المن‪ ,‬الدماغ يمكنه النمو‬
‫بشكل افضل بكثير مما يحصل له بعد الولدة‪ ,‬عندما الشروط القاسية للمحيط الخارجي يمكنها ان‬
‫تؤثر بشكل واضح‪ .‬فالمرأة تتحمل حتى آخر لحظة يخرج فيها رأس المولود الى النور بحجم كبير‬
‫كفاية وبالكاد يخرج من قناة الولدة‪ .‬القرود‪ ,‬بالمقارنة‪ُ ,‬يولدون بحجم دماغ صغير جدًا‪ ,‬الذي ينمو‬
‫بشكل اكبر بعد الولدة‪ ,‬اي عكس البشر‪.‬‬

‫طفولتنا كبشر ايضا اطول بكثير من طفولة القرود‪ .‬ابناء الشمبانزي يكونوا اكثر تأهب ودهاء من‬
‫الطفال البشر حتى عمر سنة ونصف‪ ,‬تقريبًا‪ .‬ابتداءاً من هذا العمر‪ ,‬الطفال يبدؤون بتطوير‬
‫قدراتهم المتفوقة على ما لدى الشمبانزي‪ ,‬التي تبقى كما هي‪ .‬حقبة طويلة من العتماد على‬
‫البوين‪ ,‬مخصصة للتعليم‪ ,‬اللعب وتنمية المؤهلت الجتماعية‪ ,‬امكنه تشكيل عامل رئيسي في‬
‫النضوج بالدماغ البشري‪.‬‬

‫الدماغ البشري يمتلك بعض الخصوصيات مقارنة مع دماغ القرود‪ .‬فعند القرود الفص القفوي‬
‫} الجزء الخلفي للدماغ { يكون أكبر من المامي‪ ,‬عند البشر المر معاكس تمامًا‪ُ .‬يفترض بأّن هذا‬
‫يبين الفرق الكبر بين عقول القرود وعقول البشر‪ .‬في القشرة المامية حيث يكون مكان تفعيل‬
‫المهام التفكيرية الكثر تعقيدًا‪ .‬بشكل خاص مساحة محددة من المنطقة المامية‪ ,‬تسمى منطقة‬
‫بروكا‪ ,‬مرتبطة بشكل وثيق باللغة‪ .‬تلك المنطقة بدات بالتشكل منذ ما يقارب ‪ 2‬مليون عام‪ ,‬ما‬
‫يعني أّن أوائل اعضاء الجنس البشري } أشباه النسان { قد امكنهم امتلك نوع ما من القدرة‬
‫اللغوية البدائّية‪.‬‬
‫فرق آخر مثير للنتباه بين القرود والبشر‪ ,‬يكون بتقديمنا درجة أكبر بكثير لعدم التناظر الدماغي‪.‬‬
‫حيث أّن نصفي الدماغ اليميني واليساري يكونا شديدي الختلف فيما بينهما‪ ,‬حيث ان كل جزء‬
‫صص بتحقيق مهام مختلفة‪ .‬تلك الستراتيجية قادت الى فعالية كبرى لحل المشاكل‬ ‫منهما قد تخ ّ‬
‫} ونعرف الن فوائد تقسيم العمل في بيئات هائلة التنوع {‪ .‬علوة على هذا‪ ,‬بعض الختبارات‬
‫المقلقة‪ ,‬التي فيها تّم قطع التصال بين نصفي الدماغ‪ ,‬تكشف أن كّل منهما قد سلك بوصفه دماغ‬
‫مستقل‪ ,‬بقدرات‪ ,‬ذكريات وحتى شخصيات مختلفة‪ .‬كما لو أنه يعيش في كل واحد منا شخصان‪.‬‬

‫الرئيسيات الواسعة التشّكْل }التطّور{‬


‫لو كان باستطاعتنا السفر للعصر الحجري الُمتأّخْر لوروبا لكنا شاهدنا الكثير من الثدييات ذات‬
‫الحجم الكبير‪ ,‬من بينها كان سيبرز الّيل العملق أو الّيل اليرلندي‪ .‬هذا الحيوان مع اسمه‬
‫المضاعف المخادع – ل يكون أّيل‪ ,‬يكون وعل وعاش من الجزر البريطانية وصولً للصين –‬
‫يكون الغزال الكبر حجما ً مما ُوجد حيًا‪ .‬ذكور الوعل اليرلندي تكون مشهورة بسبب خاصّية‬
‫خاصة‪ .‬لقد امتلكوا قرون ضخمة بلغ امتدادها العرضي ‪ 3.7‬متر ووزنها ‪ 5‬كغ‪ .‬من المؤكد‪ ,‬كما‬
‫في الوعول الحقيقية‪ ,‬هذه القرون الثقيلة كانت تنمو وتتبّدل سنويا ً بطريقة كانت ستسمح لحامليها‬
‫إبرازها في فترة التزاوج‪.‬‬
‫من المرجح كثيراً بأن تلك الذكور للّيل اليرلندي قد صرفت كثير من الطاقة في تطور وحمل‬
‫قرون بهذا الحجم الضخم‪ .‬في فترة التناسل الذكور تكون متعرضة للمخاطر حيث لم يكن بامكانها‬
‫الهرب لماكن مغطاة بالشجار‪ .‬كل هذا الثمن كان يبّرره شيء واحد فقط‪ :‬استمرار النسل للجيل‬
‫التالي‪.‬‬
‫علماء الحياء يعتقدون بأن خاصيات جنسية كتلك قد تطوّرت بفضل انتقاء الناث‪ .‬الفعل المعروف‬
‫بالنتقاء الجنسي – قد كان موصوفا ً لول مرة من قبل العالم تشارلز داروين – ويسمح بفهم أن‬
‫الكثير من العضاء تحمل ُبنى } جمع بنية { في الطبيعة يمكن أن تجلب مشاكل أكيدة وأضرار‪.‬‬
‫العلماء أيضا ً قد لحظوا بأنه خلل التاريخ التطوري لهذا النوع من الّيل اليرلندي كانت قرونه‬
‫ل‪ .‬هذا النوع من التطّور أعطى علماء الحياء اسم‪:‬‬ ‫كل مّرة أكبر من الوضع الموروث عنه قب ً‬
‫واسعة التشّكل }التطّور{‪.‬‬
‫التطور الواسع لم يلعب فقط ورقة مهمة بتطور قرون الّيل اليرلندي‪ ,‬بل أيضا ً أهميته عبر تطور‬
‫واحد من أعضائنا الكثر أهمية‪ :‬الدماغ‪ .‬دماغنا يكون العضو الذي يجعل منا بشراً والعقل يكون‬
‫المنتج من عمل الدماغ النساني‪ .‬مع ذلك‪ ,‬الدماغ النساني } البنية الطبيعية الكثر تعقيداً‬
‫المعروفة في الكون { يكون حديث جداً في التاريخ الجيولوجي للكوكب – ليس أكثر من‬
‫‪ 500.000‬عام‪ .‬حجم الدماغ يكون الخاصّية الكثر جدارة بالذكر للجنس البشري‪.‬‬
‫الجزء الكبر من عناصر الجنس البشري يمتلك حجوم دماغية عليا ل ‪ 600‬سنتمتر مكعب‪ ,‬معتبرة‬
‫أكبر مما لدى أشباه النسان الكبرى‪ ,‬أسترالوبيثكس** و بارانثروبوس‪ .‬لو عدنا ثلث مليين‬
‫عام ونصف‪ ,‬لكنا سنرى بأن أسلفنا امتلكوا حجما دماغيا ً بين ‪ 300‬و ‪ 400‬سنتمتر مكعبًا‪ ,‬وهذا‬
‫حجم مشابه لما يمتلكه الشمبانزي حاليًا‪ .‬بالقتراب لمليون ونصف العام تتضاعف هذه‬
‫الستطاعة‪ ,‬وتتابع نموها مستقبلً حتى تصل لقيم عليا في نوعين من ذوي الربع قوائم‪ :‬إنسان‬
‫نياندرتال ونحن‪ :‬النسان العاقل‪ ,‬مع قيم تقترب من ‪ 1300‬سنتمتر مكعب‪.‬‬

‫مؤشر الحجم الدماغي‬

‫لستخلص ما جرى من تطّور واسع للدماغ خلل التطور البشري يكون ضروريا ً بأن اختصاصي‬
‫علم المتحجرات يحرزون فهما ً للزيادة التي طرأت على حجم الدماغ خلل زمن طويل من تطور‬
‫القردة العليا‪ ,‬وهذا يحفظ علقة مع وظائف معرفية والذكاء‪ .‬باختلف عما يظنه البعض بأن دماغ‬
‫" أكبر حجما ً " ليس بالضرورة معناه " أكثر ذكاء "‪ .‬الحجم المطلق للدماغ ل يكون قياسا ً جيداً‬
‫للذكاء‪ ,‬فحجمه يكون متناسبا ً مع حجم الجسم ‪ .‬نحن البشر لدينا دماغ بوزن يقارب ‪ 1250‬إلى‬
‫‪ 1350‬غرام‪ .‬لكن لسنا الثدييات الكبر دماغًا‪ ,‬فدماغ الفيل الفريقي وزن دماغه ‪ 5600‬غرام‬
‫ودماغ الحوت يبلغ ‪ 6800‬غرام‪ .‬الدماغ ُيتّمْم مهام التنسيق لعمل باقي الجسم‪ ,‬وبالتالي يتوجب‬
‫كونه كبيراً في النواع الكبيرة الحجم جسديًا‪.‬‬
‫مؤشر الحجم الدماغي يكون الحجم النسبي للدماغ بالنسبة لحجم الجسم‪ .‬الصيغة الوحيدة لمقارنة‬
‫دماغ النواع يكون بحجوم الدمغة بحساب الوزن الدماغي والذي سيتوقف على وزن جسمه‬
‫} قيمة متوقعة { ومقارنة ذاك الوزن مع وزنه الدماغي الحقيقي } القيمة الموجودة {‪ .‬المؤشر‬
‫بين القيمة المتوقعه والقيمة الحقيقية تعرف بمؤشر الحجم الدماغي‪ .‬إن يكن المؤشر معادلً ل ‪,1‬‬
‫هذا النوع يكون حجم دماغه مناسب لحجمه الجسمي‪ .‬إن يكن أكبر من ‪ 1‬يكون الدماغ أكبر من‬
‫المتوقع‪ .‬نحن البشر لدينا دماغ أكبر بسبع مرات لواحد من الثدييات بحجمه‪ ,‬لكن بالمقارنة مع‬
‫نوع رئيسي كقرود العالم الجديد* والتي تمتلك دماغ حجمه أكثر ب ‪ 2.9‬مّرة‪.‬‬
‫كيف خلق التطور رئيسيات أكثر دماغية؟‬

‫كما أشرنا سابقا ً السجل الحفوري يشهد بأن المؤشر الدماغي ازداد بمرور الزمن‪ .‬ولكن لم يقل‬
‫ي آلية قد استعمل التطور لذلك‪ .‬الدمغة للشمبانزي والغوريلل تمتلك أعلى نسبة نمو عند‬ ‫أ ّ‬
‫الولدة‪ ,‬لكن ذلك يتوقف بشكل ظاهر بعد الولدة‪ .‬غير أّن‪ ,‬البشر يختلفون عن أقاربهم لن‬
‫تطورهم تّم إحرازه بنمو سريع للدماغ قبل الولدة وعامين بعد الولدة‪ .‬الشكل رقم ‪ .2‬نحن البشر‬
‫نحتفظ بمعدل نمو عصبي‪ .‬نحن أضفنا ما يقرب من ‪ 250.000‬عصبون بالدقيقة بالنمو بعد‬
‫الولدي المبكر‪ .‬هذا كان المفتاح‪.‬‬
‫الشكل رقم ‪ .2‬استمرار معدل النمو العصبي الجنيني بعد الولدة‪ .‬بينما الشمبانزي وغيرها من‬
‫القرديات يتوقف نمو عصبونات جديدة بعد الولدة‪ ,‬البشر يحتفظون بمعدل نمو عصبي جنيني‬
‫لسنوات‪.‬‬

‫التناسب بين وزن الدماغ ووزن الجسم يكون مشابها ً عند القرديات الكبرى و البشر حديثي‬
‫الولدة‪ .‬بدقة أكثر القرود العليا والبشر يظهرون أكثر قربا ً بين بعضهم البعض عندما يكونون‬
‫صغارًا‪ .‬غير أّنه عندما يكون البشر بالغين النسبة تكون ‪ 3.5‬لواحد مما لدى القرود‪ .‬بقدر نمو‬
‫النسان تنمو العلقة بين وزن الدماغ ووزن الجسم يكون حرفيا ً خارج النموذج } الشكل رقم‬
‫‪ .{ 3‬بمستوى خليوي يمكن ملحظة تشّكْل ما يقارب ‪ 30.000‬وصلة عصبية بالثانية في سنتمتر‬
‫مربع خلل السنوات القليلة الولى للحياة } الوصلة العصبية تشكل التصالت بين العصبونات {‪.‬‬

‫الشكل رقم ‪ .3‬البشر يبتعدون عن النموذج عندما واحد يقارن الدماغية البشرية مع القرود‬
‫الخرى‪ .‬معدل دماغ‪/‬جسم } المؤشر الدماغي { يكون قريبا ً من ‪ 3.5‬مقابل ‪ 1‬للقرود الخرى‪.‬‬

‫الحتفاظ بمعدل النمو العصبي بتطورنا يحصل منذ الطفولة البشرية " أجّنة خارج الرحم "‬
‫بالسنوات الولى لحياتنا‪ .‬مّدة حملنا الحالية ستكون ‪ 21‬شهر إن نتابع أنموذج بلوغ القرود‪ .‬ما‬
‫قوله‪ ,‬سنولد بحجم كالذي يمتلكه الطفال بعمر عام واحد‪ .‬حمل كهذا سيكون مستحيلً لم بشرية‪.‬‬
‫يلحظ بأن الوضع ب ‪ 40‬أسبوع حمل يكون بسبب تحضير تعديلت بالحوض النساني لحالة‬
‫المشي على قدمين } وضع المشي على قدمين تطورت قبل الحتفاظ بمعدل النمو العصبي {‪.‬‬
‫الولدة لطفل بشري تكون نتيجة التضيق بالحوض‪ ,‬النضج الرئوي‪ ,‬وبل شك محيط دائرة الرأس‪.‬‬

‫النتاج المهم للعصبونات بصيغة متواصلة التي خلقها التطور امتلكت أهمية وتبعات أساسية‬
‫للبشر مثل‪:‬‬

‫‪ .1‬تسبب معاملت جديدة } أماكن موجهة { التي يمكنها من اكتساب وظائف جديدة‪.‬‬
‫‪ .2‬تخزين ذواكر جديدة لتكون مستخدمة في التفكير والتنبؤ بمنصات جديدة‪.‬‬
‫‪ .3‬فهم الربط بينها نفسها ومع العصبونات المتكونة قبل الولدة‪.‬‬

‫هذه الحقبة من التطور بعد الولدي لديه الكثير الواجب رؤيته مع البلوغ من دارات عصبية‬
‫محددة بقطر العقدة العصبية والنخاع‪.‬‬

‫الطفولة‪ :‬مرحلة جديدة في دورة الحياة النسانية‬

‫حفظ معدل النمو السريع للعصبونات أتى كنتيجة تطور في الطفولة‪ .‬هذه المرحلة من الثلث إلى‬
‫السبع سنوات‪ .‬مرحلة الطفولة تتصف بظهور السنان اللبنية‪ ,‬جهاز هضم صغير‪ ,‬ونمو سريع‬
‫للدماغ الذي يتطلب حمية حرارية عالية‪ .‬هذه الحقبة من الزمن تتوجب رعاية كاملة من قبل‬
‫البالغين‪ .‬خلل هذه الفترة‪ ,‬يتطور الدماغ بسرعة أكبر من أي جزء آخر في الجسم } الشكل رقم ‪4‬‬
‫{‪ ,‬ويتطور بسرعه أكبر من جهاز الهضم المتطلب لتغذيته‪ .‬المتطلبات الضخمة من السعرات‬
‫الحرارية لنمو الدماغ سيتوجب حقبة طويلة يكون فيها الطفل محاطا برعاية شاملة من بالغين‪.‬‬

‫الشكل رقم ‪ :4‬الدماغ ينمو بسرعه أكبر من باقي الجسم خلل السنوات الخمس الولى من الحياة‬
‫البشرية } أفتر بوجين‪.{ 1997 ,‬‬
‫مرحلة الطفولة سيمكنها السماح للدماغ بالتطور ببيئة غنية‪ .‬كما استخلص ب‪ .‬تشيلدز‪ ":‬العرض‬
‫الواسع لنظام عصبي ناضج تدريجيا ً بالخبرات ببيئة متغيرة‪ ,‬منضما ً لضافة بغير محلها لمواصلة‬
‫التعلم في كل السنوات وصفة لجل المهارة المتكيفة والتي أتاحت للكائنات البشرية العيش بكل‬
‫المتدادات وهكذا بتفجير كل الطاقات والموارد الرضية لنشاء الحضارات وليكون جماليا ً مبدع‬
‫خلق "‪.‬‬
‫علماء آخرون‪ ,‬مثل ب‪ .‬بوجين يبرهن بأن هذا يكون راهنا ً منتج ُمجانب للطفولة وليس مقصداً‬
‫سنة لمكانية البقاء على قيد الحياة لكل طفل‬
‫لها‪ .‬القيمة المنتقاة للطفولة سيتوجب كونها ُمح ّ‬
‫وحتى البلوغ‪ .‬هذا سيشرح لماذا لدى البشر تطور مديد وخصب منخفض‪ ,‬الذي عمل الجذر –‬
‫إنسان ‪ -‬قرود وحيدة‪ ,‬متكيفة‪ ,‬مبدعه وكبيري الرؤوس‪.‬‬
‫كثير من الدراسات تبرهن بأننا نحن نصل لنكون بشراً من خلل تفاعلتنا المبكرة مع بيئة غنية‬
‫بالصوات‪ ,‬النسجة‪ ,‬الروائح والصور‪ .‬هذا النعكاس المقتضب حول فعلنا التطوري كرئيسيات‬
‫يحمل رسالة هامة‪ " :‬الحفاظ على طفل سعيد‪ ,‬مع تربية وتغذية جيدة يكون المفتاح لجل التطور‬
‫المثل للفراد ولكل المجتمع "‪.‬‬

‫ملحظتان‪:‬‬
‫*قرود العالم الجديد هابلورينوس تكون رئيسيات تمتلك جمجمتها عارضة فوق مدارية واضافة‬
‫تمتلك شفة ذات طرف علوي " تام "‪ ,‬ما قوله غير مقسمة لثنين‪.‬‬

‫**أسترالوبيثكس أو جنس أسترالوبيثكس عبارة عن جنس من الجناس الشبه بشريه و التي‬


‫تعتبر أول من مشى على الرض بقدمين أثنين قبل أربعة مليين و مائتي سنة و انقرضت بصورة‬
‫غريبة جميع فصائلها قبل مليوني سنة أو اكثر‪ .‬أي عاشت ما يقارب المليوني سنة‪ .‬و يعتقد‬
‫العلماء ايضا بأن مجموعتنا و المسماه هومو ‪ Homo‬قد أنشقت من هذا الجنس‪ .‬و العلقة التي‬
‫تربط بين جنس أسترالوبيثكس و و اوائل اشباه البشر من جنس هومو مهمه للغاية لفهم اين يأتي‬
‫النسان الحديث بين هذه الجناس كلها‪ .‬و ياتي في جنس أسترالوبيثكس عدة اصناف شبه بشريه‬
‫منها مرتبة حسب أقدميتها و جميع هذه الفصائل يوجد لها احافير محفوظه في متاحف العالم‪.‬‬
‫} من ويكيبيديا{‬
‫تطور السلحف البحرية‬

‫السلحف هي تنتمي للزواحف‪ ,‬فئة من الحيوانات الفقارية التي بقيت على قيد الحياة لكثر من‬
‫‪ 200‬مليون عام‪ ,‬اعتباراً من الحقب المستقرة وأزمنة التغيرات البيئية الشديدة‪ .‬الزواحف قد‬
‫تطورت من الكائنات البرمائية‪ ,‬فئة من الفقاريات التي للن تعتبر الكثر قدما ً وتسكن في البّر كما‬
‫في الماء العذب‪ .‬بمرور الزمن‪ ,‬الزواحف قد وصلت للسيطرة على الرض‪ ,‬في البر‪ ,‬في مياه عذبة‬
‫وفي البحار‪ ,‬وفي الجو‪ .‬لكن كان مبكراً الحديث عن زواحف كالسلحف‪ ,‬أعضاء ضمن منظومة‬
‫ذوات الدم البارد‪ ,‬قد انفصلوا عن الخط الرئيسي بتطور الزواحف‪.‬‬
‫أصل ذوات الدم البارد يكون غير مؤكد‪ ,‬لكن ُيعرف أحفوريات مكتشفة لسلحف منذ العصر‬
‫الترياسي‪ ,‬منذ ‪ 180‬مليون عام على القل عندما كانت الديناصورات تعتبر من الحيوانات الرضية‬
‫المسيطرة‪ .‬ولو أن سلحف العصر الترياسي ل تظهر شديدة الختلف عن الحديثة‪ ,‬الختبار لها‬
‫يبرز بعض الميزات التي تغيب في سلحف اليوم‪ .‬كمثال‪ ,‬بعض السلحف القديمة كان لديها اسنان‬
‫عوضا عن فكين جانبيين حادين‪ ,‬على الرجح‪ ,‬تلك السلحف قد عاشت في مستنقعات‪ .‬بعد ذلك‬
‫بزمن طويل‪ ,‬نحو نهاية الحقبة الكريتاسية منذ ‪ 65‬مليون عام‪ ,‬سلحفاة مثل آركيلون إشيروس‬
‫بطول حتى ‪ 3‬متر قد عاشت في البحر الذي قد غطى مناطق واسعة اكثر مما هي اليوم من غرب‬
‫الوليات المتحدة‪.‬‬
‫بمرور الزمن‪ ,‬مع ذلك‪ ,‬بعض اصناف السلحف قد بدأت العيش على الرض‪ ,‬بينما بقي الجزء‬
‫الكبر منها بتمضية حياته في الماء‪ .‬مع استثناء أن افاعي البحر‪ ,‬السلحف البحرية تكون‬
‫الزواحف الوحيدة التي قد نجحت بالعودة إلى البحر‪.‬‬
‫السلحف التي تعيش في البحر توجب عليها تطوير سلسلة من التكيفات مع الحياة في البيئة‬
‫البحرية‪ ,‬لكنها قد احتفظت بخصائصها كزواحف‪ .‬في المقام الول‪ ,‬السلحف البحرية للن تضع‬
‫بيوضها في الرض‪ .‬ثانيًا‪ ,‬كما كل الزواحف‪ ,‬تمتلك السلحف البحرية رئتين وتتنفس الهواء‪.‬‬
‫أيضًا‪ ,‬مع استثناء نوع لوود أو بول‪ ,‬السلحف البحرية تمتلك جسما ً مغطى بصفائح قاسية‪.‬‬
‫سلحف لوود تكون شبيهة ببعض سلحف المياه العذبة التي تمتلك جسم مغطى بطبقة كالجلد‪,‬‬
‫عوضا ً عن صفائح‪.‬‬

‫كزواحف أخرى‪ ,‬السلحف البحرية تتفادى درجات الحرارة الشديدة‪ ,‬حيث أنها تتوقف على درجة‬
‫حرارة الماء التي تحيطها‪ ,‬لتستطيع تنظيم حرارة جسمها } حيوانات ذوات دم بارد {‪ .‬بالتالي‪,‬‬
‫باستثناء سلحف لوود‪ ,‬السلحف البحرية توجد فقط في المناطق المدارية ونصف المدارية من‬
‫العالم‪ .‬بسبب ضخامة حجم جسمها‪ ,‬سلف لوود يظهر أنها توّلد حرارة داخلية كافية للبقاء على‬
‫قيد الحياة في مياه أكثر برودًا‪.‬‬
‫بالنهاية‪ ,‬بالتساوي مع الزواحف الخرى‪ ,‬السلحف تعيش مدة طويلة ويمكنها الصمود لحقب‬
‫طويلة دون تغذية‪ .‬غير معروف بالضبط كم عام تعيش السلحف‪ ,‬ولو أنه ُيعتقد بأنه أكثر من ‪50‬‬
‫عام‪.‬‬

‫أكثر ما يسترعي النتباه في السلحف والذي يعتقد العلماء أنه يفسر بقاءهم على قيد الحياة مقابل‬
‫أنواع أخرى‪ ,‬متضمنة الديناصورات‪ ,‬يكون درقتها } هيكلها العظمي الدرع {‪ .‬السلحف الرضية‬
‫تمتلك غالبا ً درقيات على شكل ُقبب‪ ,‬ما يسمح لهم بادخال الرأس والقوائم بشكل كلّي ضمنها‪.‬‬
‫بالتالي‪ ,‬لن يتمكن مفترس من كسر الدرقية وحصول النجاة للسلحفاة‪ .‬السلحف البحرية ليس‬
‫لديها تلك القدرة لنها كما سلحف المياه العذبة قد طورت درقية أخف لتسهيل حركاتها بالماء‪.‬‬
‫السلحف البحرية تقدم تلك الخاصّية في الشكل أيضا ً أكثر بروزاً منها لدى سلحف المياه العذبة‬
‫لن الجزء الكبر من هيكلها يكون داخلً ضمن الدرقة‪ .‬مع ذلك‪ ,‬على الرغم من خاصياتها بامتلك‬
‫الدرقات‪ ,‬حجم جسم السلحف يكون أكبر بكثير منه لدى الزواحف الخرى‪.‬‬

‫مع الزمن‪ ,‬القوائم الغليظة للسلحف البرية قد تحولت لزعانف مفلطحة عند السلحف البحرية‪.‬‬
‫باختلف عن السلحف البرية وبعض سلحف المياه العذبة التي يمكنها رفع جسمها عن الرض‬
‫عند المشي‪ ,‬السلحف البحرية البالغة يتوجب عليها الزحف على الشاطيء للتعشيش‪ .‬عند فعل‬
‫ذلك‪ ,‬أغلبية النواع تقوم بذات الحركات التي تقوم بها الحيوانات البرية ذات الرع قوائم‪:‬‬
‫الزعنفة المامية اليسرى تتحرك بذات الوقت مع الزعنفة الخلفية اليمنى والعكس بالعكس‪.‬‬
‫السلحفاة البحرية الخضراء تكون مختلفة لنها تزحف محركة الزعانف الربعة بذات التجاه‬
‫وذات الوقت‪.‬‬

‫السجل الحفوري والدليل الكيميائي ببعض الصخور يبين بأن الرض قد مّرت ببعض التغيرات‬
‫المؤثرة منذ ‪ 65‬مليون عام والتي انتهت بانقراض كثير من النواع الرضية والبحرية‪ ,‬متضمنة‬
‫الديناصورات‪ .‬لكن بضع جماعات السلحف قد بقيت على قيد الحياة بظل تلك التغيرات‪ ,‬وتستمر‪.‬‬
‫جماعة تتضمن سلحف مع رقبة جانبية يمكنها سحب رقبتها ضمن الدرقة بحركة جانبية‪.‬‬
‫السلحف في الترتيب الخر‪ ,‬أكثر تنوع والتي تتضمن السلحف البحرية‪ ,‬تقوم بسحب رقباتها‬
‫بخط مستقيم‪.‬‬

‫السلحف البحرية الحالية تنتمي لعائلتين‪ ,‬ديرموتشيليدي ‪ ,Dermochelyidae‬التي بالكاد‬


‫تمتلك نوعًا‪ ,‬سلحف لوود } ديرموتشيلي كورياسيا ‪ ,{ Dermochelys coriacea‬و‬
‫تشيلونيدي ‪ ,Cheloniidae‬التي تمتلك عائلتين صغيرتين‪ ,‬كل واحدة مع جنسين وثلث انواع‪.‬‬
‫عائلة تشيلونيني ‪ Chelonini‬تتضمن السلحفاة الخضراء أو البيضاء } تشيلونيا ميداس‬
‫‪ ,{ Chelonia mydas‬السلحفاة المسطحة الوسترالية أو كيكيل ‪ }kikila‬تشيلونيا ديبريسا‬
‫‪ ,{ Chelonia depressa‬والكاري } ايرموتشيلي امبريكاتا ‪Eretmochelys‬‬
‫‪ .{ imbricata‬عائلة كاريتيني ‪ Carettini‬تتضمن السلحفاة الرأسية } ذات رأس كبير {‪,‬‬
‫كاغوما أو بوبا ‪ } caguama o boba‬كاريتا ‪ ,{ Caretta‬السلحفاة لورا ‪ }lora‬ليبيدوتشيلي‬
‫اوليباسيا ‪ {Lepidochelys olivacea‬والسلحفاة غولفينا ‪ }golfina‬ليبدوتشيلي كيمبي‬
‫‪ .{ Lepidochelys kempii‬راهنًا‪ ,‬اغلبية العلماء يعرفون بوجود نوع ثامن‪ ,‬السلحفاة‬
‫السوداء في المحيط الهاديء الشرقي } تشيلونيا اغاسيزي ‪.{ Chelonia agassizi‬‬

‫كل واحد من النواع الثمانية البحرية قد طّور ميزات اخرى والتي كانت مفيدة في البيئة البحرية‬
‫ضت التنافس بين النواع المختلفة‪ .‬كمثال‪ ,‬العادات الغذائية للنواع المختلفة البحرية‬
‫وقد خف ّ‬
‫تكون مختلفة بشكل كافي لجل التنافس بينها للحصول على الغذاء بالحد الدنى‪ .‬بالتساوي‪,‬‬
‫التنافس على المكنة من أجل التعشيش يكون قليل بين النواع المختلفة‪ .‬نوع لوود ‪La‬‬
‫‪ ,tortuga laud‬كمثال‪ ,‬يفضل الشواطيء الواسعة‪ ,‬المتوحلة والخالية من الصخور‪ ,‬بينما نوع‬
‫الكاري ‪ carey‬يقوم بالتعشيش غالبا ً في مغاور صغيرة‪ .‬بالضافة‪ ,‬لنه عندما نوعان يتقاسمان‬
‫ذات الشاطيء لجل التعشيش‪ ,‬أحدهما بالعموم يقوم بالتعشيش بحقبة زمنية مبكرة اكثر من النوع‬
‫الخر‪ ,‬خلل الفترة الموافقة‪.‬‬
‫كل نوع لديه تكيفات أخرى‪ ,‬تكيفات مثل درقة ممتلئة باللوان بنوع الكاري‪ ,‬الذي يفيدها بتمويه‬
‫فّعال في المناطق التي تقضي معظم وقتها بها‪ .‬الدرقة الغامقة اللون للسلحفاة الخضراء تجعل‬
‫رؤيتها صعبة من قبل كثير من الحيوانات في المروج البحرية حيث تتغذى‪.‬‬
‫السلحف ذات الرأس الكبير أو كاغوما قد طّورت فكوك قوّية لجل سحق السلطعون والمحار‪,‬‬
‫بينما نوع الكاري يمكنه ادخال فمه الضيق بشقوق الرصفة الصخرية خلل البحث عن الغذاء كما‬
‫في تقطيع السفنج البحري‪ .‬الفك المسّنن للسلحفاة الخضراء يساعدها بتقطيع الشنيات‬
‫} الطحالب { التي تتغذى عليها‪.‬‬

‫لقد تكيفت السلحف بنجاح كبير مع بيئتها وتشكل أعضاء مهمين في التوازن البيئي البحري في‬
‫كل العالم‪ .‬لسوء الحظ‪ ,‬التكيفات التطورية التي أّهلت السلحف البحرية للبقاء على قيد الحياة في‬
‫الحقب الجليدية وخلل نكبات بيئية أخرى لم يهيئها من أجل الصمود بمواجهة الضغوط الممارسة‬
‫عليها من قبل البشر!!!‬
‫النسان الزهري والجنس البشري‬
‫أحفور وحيد يمكنه التغيير بشكل جوهري للطريقة التي قد تخيلنا فيها تطور النسان‪ .‬منذ ‪ 75‬عام‬
‫رايموند دارت قد اكتشف جمجمة معثور عليها بجنوب افريقيا قد أنتجت تحّول اساسي بالفكار‬
‫ق بأن أصول النسان كانت في‬ ‫المقتربة من التطور البشري مثبتة أن داروين قد كان لديه الح ّ‬
‫افريقيا‪ .‬في العام ‪ 2004‬فريق دولي من الباحثين قام بالكشف عبر مجلة الطبيعة }‪ {1,2‬عن اللقى‬
‫المعثور عليها بجزيرة الزهور‪ ,‬في اندونيسيا‪ ,‬المكان الذي تّم العثور فيه على بقايا نوع انساني‬
‫مجهول حتى الن‪ :‬إنه " النسان الزهري "‪ .‬المهم في بقاياه يكون أنه مؤشر لنوع من اشباه‬
‫انسان بطول أكثر من نصف متر بقليل قد عاشوا منذ ‪ 18000‬عام‪ .‬العثور عليه افترض بالنسبة‬
‫لعلم النسان الكتشاف الكبر المسّجل في الخمسين عام الخيرة‪ ,‬ويثبت بأن التنوع البشري في‬
‫الماضي القريب كان أكبر بكثير من المتوّقع‪ .‬كما أّكد الباحثون‪ " :‬بعض المرات‪ ,‬الكتشافات‬
‫الكبرى تأتي ُعلب صغيرة!! "‪ .‬قبل الكتشاف بست سنوات للنسان الزهري‪ ,‬مايك موروود‪,‬‬
‫واحد من علماء النسان الدارسين ل اللقى‪ ,‬قد نشر مقالً علميا ً قد أّكد فيه بأنه قبل ‪ 800000‬عام‬
‫جزيرة الزهور كانت منشغلة باستقبال النسان المنتصب القادم من جزيرة جاوى‪ .‬الثبات على‬
‫ذلك كان الدوات الحجرية الموجودة بالجزيرة والتي تعود لتلك الفترة ‪ .‬هذا التأكيد قد ناقض‬
‫الفرضية التي قالت بأنه خلل عبوره للمحيط الهادي هذا الشبه انسان قد وجد محتجزاً في‬
‫استراليا‪ .‬هكذا كان كأغلبية علماء النسان قد تناسوا الموضوع‪ .‬مع ذلك‪ ,‬موروود وزملئه‬
‫الندونيسيين من المركز الثري بجاكرتا قد تابعوا آثار النسان المنتصب‪ .‬في شهر أيلول العام‬
‫‪ 2003‬علماء النسان قد صادفوا ‪ 7‬نماذج من اشباه النسان } واحد تقريبا ً كامل‪ 6 ,‬حاضرة‬
‫ببقايا متناثرة { في كهف صخري كلسية متموضعة بمنطقة ليانغ بوا‪ ,‬في مركز جزيرة الزهور‬
‫} الشكل رقم ‪ ,{1‬محاطة بمزارع البن‪ " .‬كنت على وشك السقوط على ركبي عند فحص العينة‬
‫"‪ ,‬قال عالم الحاثة وعالم النسان بيتر براون‪ ,‬من جامعة انكلترا الجديدة‪ ,‬باستراليا‪ ,‬واحد من‬
‫الدراسين للثر‪ .‬لم يكن أقّل‪ .‬الذي امتلكه بين يديه لم يكن انسان منتصب‪ ,‬ول انسان عاقل‪,‬‬
‫ببساطة‪ :‬لم يكن شيء معروف ‪ .‬ماذا كان؟ شبه انسان‪ ,‬لم يكن هناك شّك بهذا‪ .‬المشكلة كانت‬
‫حول تموضعه ضمن شجرة النسب او وضعه فيها‪ ,‬أو بكلمات أخرى‪ ,‬ما هي صلة القرابة التي‬
‫تربطنا مع النسان الزهري؟‬
‫الشكل رقم ‪ :1‬موقع جزيرة الزهور وفق الخريطة‬

‫الحفريات الولية قد سمحت باعادة تركيب الجمجمة لحد الفراد‪ .‬تحديد العمر بالشعاع الكربوني‪,‬‬
‫والشعاع الضوئي لسلسلة اليورانيوم والرنين بحركة اللكترونات تشير لن النسان الزهري قد‬
‫ُوجد منذ ‪ 38000‬عام واستمّر على القل ‪ 18000‬عام‪ .‬الكثر اهمية بين اللقى هو أنها كانت‬
‫مصحوبة بمواد مصّنعة من الحجار‪ .‬التي تعطي فكرة على القل‪.‬‬
‫الفكرة التي ُيجمع عليها الباحثون تكون أن هؤلء اشباه النسان قد أعطت الصول اعتباراً من‬
‫التبعثر المبّكر للنسان المنتصب‪ ,‬الذين بلغوا جزيرة الزهور واستمروا فيها طوال حقبة مديدة‪,‬‬
‫الشيء الذي يعني بأنه قد عاش سويا ً مع النسان العاقل‪ ,‬ولو أنه مجهول فيما لو أن كل النوعين‬
‫قد تفاعل بلحظة ما من تاريخهما‪ .‬تلك الكتشافات تقود بالضرورة لعتبار مهم حول أصل‬
‫النسان‪.‬‬
‫حالياً مقبول أنه خلل عصر البليستوسين‪ ,‬في المنطقة السيوية قد تعايش أنواع من النسان‬
‫المنتصب والنسان العاقل‪ .‬كلهما اتصفا بنمو مهم دماغي‪ ,‬ازدياد بحجم الجسم ونقصان بحجم‬
‫السنان عند مقارنتهم مع الوسترالوبيتيكوس بذاك العصر في افريقيا‪ .‬لقية النسان الزهري‬
‫بحجم جمجمي قدره ‪ 380‬سنتمتر مكعب وقامة بطول متر تطرح مشاكل مهمة بصدد اصل هؤلء‬
‫الشباه للنسان‪ .‬الفكرة أنه خلل عملية هجرة أولّية‪ ,‬هذه الجماعة من اشباه النسان قد استمرت‬
‫منعزلة في جزيرة الزهور وقامتها تكون نتيجة تكيفها بالشروط البيئية } الشكل رقم ‪.{2‬‬

‫الشكل رقم ‪ :2‬مقارنة بين مجموعة من اشباه النسان } الطول بالمتر {‬


‫الحفريات اللحقة خلل العام ‪ 2004‬في منطقة ليانغ بوا قد سمحت باعادة تركيب فّك‪ ,‬عظم‬
‫العضد‪ ,‬عظم الكعبرة وعظام أخرى‪ ,‬على القل‪ 9 ,‬أفراد مختلفين‪ .‬بحسب المعطيات المرّكبة حتى‬
‫الن من قبل العلماء‪ " ,‬تلك الكائنات الصغيرة " امتلكت رأسا ً صغيراً ودون ذقن‪ ,‬الذرع تكون‬
‫طويلة بمقارنتها مع الجسم‪ ,‬الحوض بشكل جرس واطراف قوّية‪ ,‬شبيهة لطراف الشمبانزي‬
‫} الشكل رقم ‪ .{3‬قد عاشوا بعالم مسكون بجرذان بحجم كلب‪ ,‬سحالي ضخمة وفيلة قزمة‪ ,‬من‬
‫تلك الخيرة‪ ,‬المسماة ستيغودون‪ ,‬قد تّم العثور على بقايا لهم بواحدة من المغاور‪ ,‬مع اشارة‬
‫لوجود سكين‪ .‬النوع الجديد يدخل تماما ً لحظة انقراض غريبة للزهور‪ ,‬حيث كان المكان المملوء‬
‫بكائنات قديمة‪ ,‬منقرضة باماكن اخرى‪ ,‬من بينها متضمن الستيغودون‪ ,‬اضافة للتنين كومودو‬
‫} سحلية ضخمة {‪.‬‬

‫الشكل رقم ‪ :3‬رسم تمثيلي للنسان الزهري‬

‫المجهول الكبر يكون قامته القصيرة‪ .‬بالنسبة لبعض الباحثين‪ ,‬انعزاله عن باقي جماعات النسان‬
‫المنتصب وتشابكه اللحق } في جماعة مغلقة { ربما قد قادت لنمو مختصر لحجمه الجسدي‪ .‬هذا‬
‫فعل متحّقق منه في ثدييات أخرى‪.‬‬
‫فرضية معقولة أخرى تكون بأن هذا القريب البعيد عن النسان الحديث قد توّجب تخفيض حجمه‬
‫ليتكّيف نوعية محددة من الطعام أو الحتياج للختباء من مفترسيه‪ .‬ربما التهديد الكبر قد صادف‬
‫النسان الزهري كان نحن‪ ,‬البشر العاقلين‪.‬‬
‫مع ذلك يوجد باحثين يفكرون بأنه يكون مستحيلً أن النسان الزهري قد تطور ابتداءاً من‬
‫النسان المنتصب‪ ,‬لسبب رئيسي يتعلق بحجمه‪ ,‬في الواقع‪ ,‬مايكل موروود قد اقترح أنه يمكن أن‬
‫يكون متحّدر من نوع صغير من اشباه النسان للن تكون غير مكتشفة‪ ,‬شبيهة للعينة المكتشفة‬
‫في دمانيسي ‪ Dmanisi‬في جورجيا‪ .‬هذه الجمجمة بظروف استثنائية جيدة كانت مكتشفة في‬
‫العام ‪ُ ,2001‬يقّدر عمرها ب ‪ 1.8‬مليون عام وحجمها ‪ 600‬سنتمتر مكعب مشكلة الجمجمة الكثر‬
‫صغراً لشبه انسان مكتشف – حتى قبل النسان الزهري – قد كانت بافريقيا }‪.{3,4‬‬
‫البقايا الولية المكتشفة في جزيرة الزهار انتمت لنثى وُوجد عدد مهم من العلماء الذين قد‬
‫فّكروا بأنها قد تكون لنوع بشري جديد‪ ,‬وحتى يمكن القول ببساطة أنها لقزم أولكائن بشري‬
‫صَعل } صغر الرأس {‪ ,‬الذي مميزاته تكون بدماغ صغير بشكل غير عادي وغالبا ً قزم }‬ ‫مصاب بال َ‬
‫‪.{5‬‬
‫فريق دولي من الباحثين في الوليات المتحدة الميركية‪ ,‬استراليا واندونيسيا }‪ {6‬قد درس اعادة‬
‫خلق الدماغ للنسان الزهري‪ ,‬اعتباراً من الجمجمة المكتشفة المسماة ‪ LB1‬إل بي ‪,1‬‬
‫ويستخلصون بأن هذا الشبه انسان كان قادراً على فعل ادراكي عالي‪ ,‬على الرغم من الحجم‬
‫الصغير للدماغ } الشكلين ‪ 4‬و ‪ .{ 5‬العلقة بين حجم الدماغ والجسم تكون مشابهة لما هو‬
‫موجود عند الوسترالوبيتكس ‪ ,australopitecos‬ولو أن الدماغ يكون أكثر شبها ً لما لدى‬
‫النسان المنتصب‪.‬‬
‫عبر هذه المقارنة ُيستخلص أيضا ً جماجم لفراد اقزام راهنة‪ .‬في الواقع‪ ,‬ولو أن الدماغ يكون‬
‫ص الجبهي‪ ,‬خصوصا ً في المنطقة الموافقة للمساحة ‪10‬‬ ‫اصغر بكثير مما لدى البشر الراهنين‪ ,‬الف ّ‬
‫برودمان ‪ ,al area 10 de Brodmann‬تقدم تلفيف بارزة‪.‬‬

‫في البشر الحديثين تلك المساحة كانت مصحوبة بافعال ادراكية عليا مثل القدرة على تخطيط‬
‫النشاطات‪ .‬نسبة لحجمه‪ ,‬دماغ النسان الزهري } بحسب اعادة البناء المنفذ اعتباراً من الجمجمة‬
‫ص صدغي أكثر بروزاً مما كان لدى النسان المنتصب‪.‬‬ ‫{ يمتلك ف ّ‬
‫ي معنى‬‫ص الصدغي يكون مصحوبا ً مع السمع واللغة عند البشر الحديثين‪ .‬أ ّ‬
‫تجدر الشارة لن الف ّ‬
‫تمتلك كل تلك الصفات المميزة للدماغ عند النسان الزهري؟ نتأمل أنها تساعد بتحديده عند احراز‬
‫اعادة تركيب احفوريات اضافية وعناصر قد تسمح لنا بفهم كم كانت الدرجة الحقيقية لتطور‬
‫اشباه البشر هؤلء‪.‬‬
‫الشكل رقم ‪ :4‬الحجم الدماغي للنسان الزهري‬

‫الشكل رقم ‪ :5‬جمجمة للنسان الزهري وأخرى للنسان العاقل‬

‫لقد استخلص الباحثون أن الحجم القليل للنسان الزهري ل يكون بالضرورة ناتجا ً عن سوء‬
‫تشّكل‪ ,‬بل إنه استجابة لتكّيفه مع الجزيرة‪ .‬فكرة أن هؤلء " البشر الصغار " قد كانوا قادرين‬
‫على قطع البحر للوصول لجزيرة الزهور‪ ,‬حيث ُوجدت بقاياهم‪ ,‬وحيث ُوجد شواهد لكونهم قد‬
‫امتلكوا سلوكا ً متقدما ً بالنسبة لشبه انسان بدماغ مماثل لدماغ القرد‪ :‬أدوات‪ ,‬واشارات تدل على‬
‫استخدامهم للنار‪.‬‬
‫حفريات في مغارة قريبة من ليانغ بوا } تبعد ‪ 50‬كم عنها { مسماة ماتامينغ في العامين ‪ 2004‬و‬
‫‪ 2005‬تم الكشف عن عدد من الدوات الحجرية بلغ ‪ 487‬التي استنتج الباحثون أرجحية كونها‬
‫نتاج نشاطات النسان الزهري وليس بتدخل اشباه بشر آخرين كما كان التفكير سابقا ً }‪ .{7‬تلك‬
‫الدوات تبين تشابه واستمرار واضح للدوات المعثور عليها بمغارة ليانغ بوا وكانت بعمر يعود‬
‫لفترة تترواح حول ‪ 700000‬عام‪.‬‬
‫كل المجاهيل المتعلقة بهذا النوع الجديد‪ ,‬ربما الذي يستحق الحّل اكثر يكون سبب انقراضه‪.‬‬
‫الباحثين يلتمسون اندفاعا ً بركانيا ً قد حصل بالجزيرة قبل ‪ 12000‬عام كسبب للنقراض‪ ,‬أو‬
‫هزيمته في النضال اليومي لتأمين الغذاء بمواجهة النسان العاقل‪.‬‬
‫أو بسبب تغّير مناخي ما أو بسبب سيطرة البشر الحديثين‪ ,‬الذين قد بدؤوا بالنتشار من افريقيا‬
‫منذ ‪ 100000‬عام تقريبًا‪ ,‬التاريخ الغريب للنسان الزهري احتماليا ً قد بلغ أوجه بانقراضه‪.‬‬

‫لكن البشر الحديثين مؤكد أنهم قد تواجدوا مع هؤلء القرباء الصغار‪ ,‬وهذا الكتشاف يبين كم‬
‫يتوجب علينا للن تعّلم الكثير حول تاريخ التطور البشري‪ .‬كما يكن فالنسان الزهري قد ازدهر‬
‫في جزيرة الزهور‪ ,‬النسان العاقل قد سكن بورنيو القريبة والنسان المنتصب قد سكن جزيرة‬
‫جاوى‪.‬‬
‫ما هي العلقة التي أمكن قيامها بين تلك النواع الثلثة لشباه النسان‪ ,‬هذا يكون للن بمثابة‬
‫لغز‪.‬‬

‫بالنسبة لبعض الباحثين‪ ,‬الكثر اهمية يكون‪ ,‬أن حقبة قد ُوجدت‪ ,‬ليس منذ زمن بعيد‪ ,‬كان فيها‬
‫نوعين أو اكثر من النواع البشرية شديدة الختلف قد مشوا على ظهر الكوكب‪ .‬دون شّك تلك‬
‫اللقى تطرح امكانية أن بعض الساطير أو الروايات القديمة حول بشر صغار } هوبيتز { تمتلك‬
‫قاعدة للقى حقيقية بين النسان العاقل والنسان الزهري‪ .‬ليكن الواقع ما يكونه‪ ,‬أمثولة أخرى‬
‫التي يسوقها اكتشاف النسان الزهري تكون بأنه أكثر قيمة للحفاظ عليه بوصفه افتتاح ثقافي‬
‫كبير‪ ,‬دون افساح المجال للبتذال النسبّي‪ ,‬يكون أمر ل غنى عنه الهتمام بكل الفرضيات الممكنة‬
‫عندما تتم دراسة القضايا المتعلقة بنسب نوعنا‪.‬‬

‫اشارات‬

‫‪Morwood MJ, Soejono RP, Roberts RG, Sutikna T, Turney CSM, 1‬‬
‫‪Westaway KE, Rink WJ, Zhao J-X, van den Bergh GD, Awe Due‬‬
‫‪Rokus, Hobbs DR, Moore MW, Bird MI y Fifield LK. Archaeology‬‬
‫‪and age of a new hominin from Flores in eastern Indonesia. Nature 431‬‬
‫‪(2004) 1087-1091‬‬

‫‪Brown P, Sutikna T, Morwood MJ, Soejono RP, Jatmiko, Saptomo 2‬‬


EW, Due RA. A new small-bodied hominin from the Late Pleistocene
of Flores, Indonesia. Nature 431(2004) 1055-1061

Gabunia L, Vekua A, Swisher CC, III, Ferring R, Justus A, Nioradze 3


M et al. Earliest Pleistocene hominid cranial remains from Dmanisi,
Republic of Georgia: taxonomy, geological setting, and age. Science
288 (2000)1019-25

Balter M and Gibbons A. Were ‘Little People’ the first to venture out 4
of Africa? Science 297 (2000) 26-7

Balter M. Skeptics question whether Flores hominid is a new species. 5


Science 306 (2004) 1116

Falk D, Hildebolt C, Smith K, Morwood MJ, Sutikna T, Brown P, 6


Jatmiko, Wayhu Saptomo E, Brunsden B, Prior F. The Brain of LB1,
Homo floresiensis. Science 308, 5719 (2005) 242-245

Brumm A, Aziz F, van den Bergh GD, Morwood MJ, Moore MW, 7
Kurniawan I, Hobbs DR, Fullagar R. Early stone technology on Flores
and its implications for Homo floresiensis. Nature 441 (2006) 624-628
‫التماسيح البحرية‬

‫عندما ظهرت التماسيح‪ ,‬قد عاشت في البحر‪ .‬قد ُوجد فريق من الصيادين المرعبين ما قبل‬
‫تاريخيين‪ ,‬اقرباؤهم يعيشون للن في المياه العذبة‪ .‬فيما لو يحصل وتسبح في بحر ماقبل تاريخي‪,‬‬
‫سيستخدمونك في الغداء‪ .‬لقد كانوا التماسيح البحرية‪ .‬في بدايات تطورهم‪ ,‬التماسيح قد عادوا‬
‫للماء‪ ,‬مبتعدين عن الديناصورات الرضية‪ .‬شكل جسمها قد تغّير لتتكّيف مع الحياة المائية‪ .‬اغلبية‬
‫أوائل التماسيح قد بقيت في النهار والحواض المائية العذبة‪ ,‬آكلة اسماك وملتقطة حيوانات تأتي‬
‫لشرب الماء‪ .‬فقط قليل من التماسيح قد كانت في مكان أكثر بعدًا‪ ,‬في البحر‪ .‬منظرها كان شبيهاً‬
‫لتماسيح الهند الراهنة‪ .‬كان هناك ‪ 4‬تماسيح بحرية‪ :‬تيليوسوروس ‪,el Teleosaurus‬‬
‫ستنيوسوروس ‪ ,el Steneosaurus‬ميتريونكوس ‪ el Metriohynchus‬وجيوسوروس ‪el‬‬
‫‪ .Geosaurus‬بعض التماسيح البحرية قد تكيّفوا أيضا ً بشكل أفضل مع الحياة بالمحيطات‪ .‬بدؤوا‬
‫بالظهور كأسماك أكثر‪ .‬لقد خسروا الدرع العظمي الثقيل‪ ,‬وجلدها صار أكثر نعومة ولزج‪ .‬القوائم‬
‫كانت راحّية‪ ,‬شبيهة بالزعانف‪ .‬الذنب أصبح أكثر طولً ونحافة‪ ,‬ايضا ً أكثر شبه بالزعنفة‪ .‬لكن‬
‫تابعت كونها زواحف وامتلكت رئات‪ ,‬ل خياشيم‪ .‬توّجب عليهم الصعود لسطح الماء لتنفس الهواء‬
‫النقي‪ ,‬كالحيتان الحالّية‪ .‬كانوا بشراسة كالتي عند اقربائهم الذين يعيشون بالمياه العذبة‪ ,‬وبعضهم‬
‫قد امكنهم أكل الكثير من انواع الحيوانات‪.‬‬
‫بعض انواع التماسيح البحرية قد وضعوا البيوض بداخلها‪ .‬ضمن البطن‪ ,‬البناء تقوم بكسر قشرة‬
‫البيض‪ .‬يخرجون من البيض‪ ,‬ولحقا ً من الم‪ ,‬مكتملي النمو وجاهزين للسباحة‪ ,‬التنفس والكل‪.‬‬
‫في الوقت الراهن‪ ,‬الفاعي البحرية وبعض انواع السماك‪ ,‬برمائيات وسمك القرش تضيء على‬
‫هذه الطريقة‪ .‬كلهم ُيطلق عليهم اسم سرلود‪ .‬أوبو – تعني بيض ‪ ,-‬بيبي – تعني حياة ‪ ,-‬باروس‬
‫– تعني الحتفاظ بعلقة مع الولدة ‪ .-‬التماسيح البحرية مؤكد أنها كانت هكذا‪.‬‬

‫الجماعة الكاملة للتماسيح البحرية قد عاشت حتى زمن قريب لنهاية العصر الجوراسي‪ .‬خل‬
‫العصر الكريتاسي‪ ,‬كانوا مستبدلين بتماسيح بليوسوريوس وموساسوريوس‪ .‬تمامًا‪ ,‬كما مع‬
‫السماك ذات الجسام الكثر تطورًا‪ .‬كثير من انواع السماك التي شّكلت الغذاء لكثير من‬
‫التماسيح البحرية قد كانت مستبدلة بانواع اخرى من السماك في هذا العالم المتغّير‪ .‬التماسيح‬
‫البحرية قد انقرضت بوقت يسبق انقراض الديناصورات بكثير‪.‬‬

‫تيليوسوروس ‪ :Teleosaurus‬تعني زاحف بنهاية‪ .‬امتلك جسم حركي هوائي‪ ,‬بطول سيارة‬
‫عائلية } السيارة العائلية اللمانية الشهر بالعالم طويلة نسبيا فعل – فينيق {‪ .‬بعض الصفوف‬
‫من السنان البرية استخدمتها للتقاط السماك‪ .‬مع الزمن‪ ,‬جلده قد اصبح اكثر نعومة وتوجب‬
‫عليهم امضاء اغلب حيواتهم في الماء‪ .‬كالسلحف المائية‪ ,‬فقط كانت تصعد للضفة للباضة‪.‬‬
‫العيون في الجزء العلوي للرأس استخدمهم ليرى فوق الماء عندما يختبيء التمساح تحت الماء‪.‬‬
‫كان قياسه أكثر بقليل من ‪ 4‬أمتار‪.‬‬
‫للستزادة عن هذا التمساح بالنكليزي‪:‬‬
‫‪http://www.natural-history-conservation.com/Dorchester.htm‬‬

‫ستينيوسوروس ‪ :Steneosaurus‬هذا التمساح كان قريب وشبيه لتمساح تيليوسوروس‪.‬‬


‫امتلك جسم مماثل تقريبًا‪ .‬تنّقله بالماء يسبب اهتزازاً قويا ً مع ذيله الطويل القو ّ‬
‫ي‪ .‬قدراته وقواه‬
‫سمحت له لكون سابح مهّم‪ .‬عضلت الجزء العلوي للفّك قد سمحت للتمساح بفتح الفم تحت الماء‬
‫والتنفس من خلل التجاويف النفية بذات الوقت دون غرقه‪ .‬كان قياسه أكثر بقليل من ‪ 4‬امتار‬
‫طو ً‬
‫ل‪.‬‬
‫ميتريورينكوس ‪ :Metriorhynchus‬يعني النف الطويل‪ .‬السم نتج مناسبا ً جدًا‪ .‬كان صياداً‬
‫خطيراً قد كان قياسه ‪ 3‬امتار طوًل‪ .‬أكل الكالمار وبتيروساوريوس‪ ,‬لكن ايضا ً اضطهد السماك‬
‫التي ناهز طولها ‪ 6‬امتار‪ ,‬اي التي كان حجمها ضعف حجمه الخاص‪ .‬ذيله تنّحف نحو الطرف‪,‬‬
‫ومنه برز زعنفة‪ .‬امتلك نتوء صغير بين عينيه‪ .‬قد عاش بنهايات العصر الجوراسي‪.‬‬

‫التطور المشترك للزهور وملقحاتها بقلم فيرني رودريغز‬


‫بتكرار الحديث عن التطور يخطر ببالنا الحفوريات الديناصورية أو لباقي الرئيسيات المنقرضة‬
‫المرتبطة بالصول النسانية‪ ,‬ناسيين النباتات‪ ,‬وكائنات أخرى‪ ,‬تكون كما سائر النواع‪ ,‬قد تشكلت‬
‫بالتطور‪.‬‬

‫على سبيل المثال‪ ,‬عند قراءة نصوص علم الحياء المدرسية يلحظ بأن روايات تطور النباتات‬
‫تقريبا ً ل وجود لها‪ .‬لهذا‪ ,‬مع هذا النص أرغب لفت النتباه لمشهد تطوري في العالم النباتي‪:‬‬

‫التطور المشترك بين النباتات مع الزهور وملقحاتها‪ .‬بالضافة أننا سنشير لتكيفات تلك الكائنات‬
‫الحية كما كانت مشروحة من قبل العالم تشارلز داروين عبر النتقاء الطبيعي‪.‬‬

‫نبدأ مع الزهرة قبل الحديث عن تكيفات الزهور لملقحاتها يكون ضروريا ً التذكير بتعريف الزهرة‪.‬‬
‫الزهور عبارة عن وريقات معدلة تمتلك نسجا ً منتجة وعقيمة‪.‬‬

‫كل مجموعه من القطع الزهرية التي تولد من عقدة تستقبل اسم ُدّوارة والزهور تكون أربعه‪:‬‬
‫اثنان عقيمان } الكأس والتويج { واثنان خصبان متناسلن جنسيا ً } ال َ‬
‫سداة – عضو الذكورة ‪-‬‬
‫والوزيم – عضو النوثة ‪.{ -‬‬
‫في الزهرة يجري حادثتين مهمتين في حياة التناسل الجنسي‪:‬‬

‫التناسل من المشاج } أو الخليا الجنسية { والتلقيح‪ .‬لجل التلقيح يكون ضروريا ً النتقال من‬
‫الُدّوارة الذكرية لحبوب الطلع } بنية تحتوي خليتين ذكريتين وغطاء قاسي { وصولً للُدّوارة‬
‫النثوية‪ ,‬الوزيم‪ ,‬كي تنتش وتدرك البويضة‪.‬‬
‫النباتات الزهرية بإمكانها امتلك إلقاح آلي } ذاتي { أو إلقاح هجين‪.‬‬

‫في الوضع الول غبار الطلع المنتج في السدية لزهرة يسقط في الوسم لنفس الزهرة‪.‬‬

‫هذا الوضع يكون عند زهور الُجلبان‪,‬وبهذه المواصفة كان قد قّوَم العالم المشهور ماندل لختيار‬
‫بازلء ككائن حي بتجريبه عبر علم الوراثة‪.‬‬

‫في اللقاح الهجين غبار الطلع المنتج في زهرة يتوجب ذهابه للعضاء النثوية لزهرة أخرى في‬
‫كائن آخر‪.‬‬

‫مع اللقاح الهجين يتولد تنوع وراثي أكبر منه مع اللقاح الذاتي‪.‬‬

‫في كاسيات البزر يوجد صيغ كثيرة لنتقال غبار الطلع‪ ,‬بعض النباتات مثل العشاب تتطلب‬
‫الريح‪ ,‬لكن كثير من النباتات الخرى ينفذها حيوانات‪ ,‬في هذه الحالت نتكلم عن اللقاح الحيوي‪.‬‬
‫داروين‪ ,‬اللقاح الحيوي والنتقاء الطبيعي‬

‫تشارلز داروين كان عالم طبيعي استثنائي فقد قام بعدد كبير بالمراقبات والرصد في عالم النبات‪.‬‬
‫فقد توصل لمتلك دفيئة للنباتات في منزله حيث عمل تجاربه حول اهمية التلقيح‪ ,‬اضافة‬
‫لملحظاته الدقيقة التي ساعدته بتأييد النتقاء الطبيعي كآلية تطورية‪ .‬في البدء نستطيع القراءة‪.‬‬
‫" الزهورالموجودة ضمن المنتجات الكثر جمالً في الطبيعه‪ ,‬لكن عادت مرئية بالتضاد مع لون‬
‫الوريقات الخضراء‪ ,‬وبناء عليه‪ ,‬جميلت بنفس الوقت‪ ,‬لمكان رؤيتهم بسهولة من قبل‬
‫الحشرات‪ .‬توصلت لتلك النتيجة لنني وجدت كقاعده ثابتة بأنه عند تلقيح زهرة من خلل الريح‪,‬‬
‫ل تمتلك أبداً تويجا ً بلون يلفت النظار‪.‬‬
‫نباتات مختلفة تنتج عادة صنفين من الزهور‪ :‬واحدة مفتوحه وملونة بصيغة تجذب الحشرات‪,‬‬
‫وأخرى مغلقة‪ ,‬غير ملونة‪ ,‬خالية من الرحيق وغير مزارة من قبل الحشرات‪ .‬بناء عليه نستطيع‬
‫الوصول لنتيجة مفادها‪ ,‬أنه لو أن الحشرات لم تكن متطورة على وجه الرض‪ ,‬نباتاتنا لم تكن‬
‫لتوجد مغطاة بتلك الزهار الجميلة وكان منتج لدينا فقط أزهار فقيرة كالتي نراها في‬
‫الصنوبريات‪ ,‬البلوط‪ ,‬شجر الجوز وشجر الدردار‪ ,‬وفي النجيليات‪ ,‬السبانخ‪ ,‬الُحماض‪ ,‬والُقراص‪,‬‬
‫والتي تتلقح عبر فعل الرياح‪ } " .‬أصل النواع‪ ,‬القسم الخامس‪ .‬صفحة ‪.{ 213‬‬
‫‪ " -‬تحققت بالتجارب بأن النحلت والخنافس تكون تقريبا ً ل غنى عنها لخصاب زهرة البنفسج‬
‫الثلثية اللوان‪ ,‬في حين حشرات أخرى ل تزور تلك الزهرة‪ .‬لقد اكتشفت أيضا ً بأن زيارة النحلت‬
‫تكون ضرورية للخصاب لصنوف مؤكدة من النفل‪ ,‬كمثال ‪ 20‬رأس نفل أبيض أنتجت ‪2290‬‬
‫بذرة‪ ,‬و ‪ 20‬رأس آخرين محمية من وصول النحلت لم تنتج شيء‪ .‬بالمثل‪ 20 ,‬رأس نفل أحمر‬
‫أنتجت ‪ 2700‬بذرة‪ ,‬ولكن نفس العدد من الرؤوس المحية لم تنتج شيء‪ .‬فقط الخنافس تزور‬
‫النفل الحمر‪ ,‬والحشرات الخرى ل تدرك الرحيق " } أصل النواع‪ ,‬الجزء الرابع‪ ,‬ص ‪, 110‬‬
‫‪{ 111‬‬
‫‪ " -‬ربما يستحق ذكر مثال آخر أكثر تعقيداً حول فعل النتقاء الطبيعي‪ .‬نفترض بأن الحشرات عند‬
‫البحث عن الرحيق المميز من داخل الزهار لعدد محقق من النباتات لنوع سيبقى مغطى بغبار‬
‫الطلع‪ ,‬وبالتكرار سيتم نقله من زهرة لخرى‪ ,‬أزهار فردين مختلفين من نفس النوع ستتهجن‬
‫ل‪ ,‬تؤسس نباتات قوية‪ ,‬بالتالي‪ ,‬ستمتلك المكانيات‬ ‫هكذا‪ ,‬وفعل التهجين‪ ,‬يمكن تجريبه كام ً‬
‫للزهار والبقاء على قيد الحياة‪ .‬النباتات المنتجة لغدد أو الرحيق الكثر كبراً والتي تتميز أكثر‬
‫بتوفر الرحيق‪ ,‬ستكون الكثر زيارة بتكرار أكبر من قبل الحشرات وهي الكثر تهجينًا‪ ,‬وبهذه‬
‫الصيغة‪ ,‬مع الزمن‪ ,‬ستكتسب فائدة وستشكل جماعة محلية‪ .‬على النحو ذاته‪ ,‬الزهار التي‬
‫ستمتلك السدية والمدقات } الوزيم عضو النوثة { المتوضعه بعلقة مع الحجم وعادات الحشرة‬
‫المحددة الزائرة‪ ,‬بصيغة ستسهل بشكل مؤكد نقل غبار الطلع‪ ,‬أيضا ً ستكون مفضلة‪ .‬استطعنا‬
‫تناول قضية الحشرات الزائرة للزهار بغرض حمل غبار الطلع‪ ,‬بدل من الرحيق‪ ,‬وباعتبار غبار‬
‫الطلع منتج بقصد التلقيح والذي يشكل إتلفه بمثابة فقدان بسيط للنبات‪ ,‬بالمقابل‪ ,‬إن وصل القليل‬
‫من غبار الطلع من زهرة لخرى‪ ,‬كحدث أول‪ ,‬ولحقا ً عادة‪ ,‬بالحشرات التي تلتهم غبار الطلع‪,‬‬
‫مفعلة بتلك الصيغة التهجين‪ ,‬ولو أن تسع أعشار الجزاء كانت مخربة‪ ,‬للن ستستطيع أن تكون‬
‫فائدة كبيرة للنبات بكونها مستلبة هكذا‪ ,‬والفراد الذين ينتجون كل مرة اكثر من غبار الطلع‬
‫والمآبر أكثر كبراً ستكون منتقاة‪ .‬بتلك السرعه النبات سيعود بهذه الجاذبية للحشرات حيث غبار‬
‫الطلع كان محمولً بشكل عادي من زهرة في زهرة‪ ,‬ممكن بدء عملية اخرى‪ .‬ول عالم طبيعي‬
‫يشكك بالنقسام الفيزيولوجي للعمل‪ ,‬بالتالي سيمكننا العتقاد بأنه سيكون مفيداً لنبات منتج‬
‫للسدية في زهرة أو في كل النبات‪ ,‬ومدقات فقط في زهرة أو في كل النبات‪.‬‬
‫سنعود الن للحشرات التي تتغذى على الرحيق‪ ,‬نستطيع الفتراض بأن رحيق النبات قد زدناه‬
‫ببطء بانتقاء متواصل‪ ,‬أن يكون نبات مشترك‪ ,‬وأن حشرات مؤكدة تعتمد رئيسيا ً على رحيقه‬
‫للتغذية‪ .‬بالمكان تحديد كثير من الفعال للبرهنة على نهم الذي تكونه النحلت لتوفير الوقت‪,‬‬
‫كمثال عادتها لعمل ثقوب وشفط الرحيق في قاعدة أزهار حقيقية‪.‬‬
‫واضعين في حساباتنا تلك الفعال‪ ,‬يمكن العتقاد‪ ,‬أنه بظروف حقيقية‪ ,‬أفراد مختلفين في أطوال‬
‫المجسات‪ ,‬الخ‪ .‬خفيفة زيادة لتكون مقدرة من قبلنا‪ ,‬مكن الستفادة لنحلة أو حشرة أخرى‪ ,‬بالواقع‬
‫أن أفراد حقيقيين كانوا قادرين على نوال غذاءهم أكثر سرعه من آخرين‪ ,‬وهكذا المجموعات‬
‫التي ينتمون لها سيفلحون وسيتركون الكثير من السراب التي سترث نفس الخواص‪ .‬أنابيب‬
‫التويج للنفل الحمر المشترك والحمر ل يظهران مختلفان بنظرة بسيطة‪ ,‬بالطول‪ ,‬ومع ذلك‪,‬‬
‫النحلة المشتركة يمكنها ارتشاف الرحيق بسهولة من النفل الحمر‪ ,‬لكن ل يمكنها ذلك من النفل‬
‫الحمر المشترك‪ ,‬والذي يكون مزاراً من الخنفساءات‪ ,‬بحيث أن حقول كاملة من النفل الحمر‬
‫المشترك توفر رحيق وفير بنوعية ممتازة بالنسبة للنحلة المشتركة‪...‬‬
‫من جانب آخر‪ ,‬كما أن التلقيح للنفل هذا يتوقف على كامل النحلت الزائرة للزهور‪ ,‬إن تصل‬
‫الخنافس لتكون نادرة في بلد ما‪ ,‬سيمكن جني فائدة كبيرة للنبات بامتلكه لتويج أكثر قصراً وأكثر‬
‫عمقاً منفصل‪ ,‬من حظه أن حشرة أخرى سيمكنه امتصاص أزهاره‪ .‬هكذا أفهم كيف أن زهرة‬
‫ونحلة استطاعوا ببطء‪ ,‬وبطريقة متزامنة أو واحدة تلو الخرى‪ ,‬تعدل وتتكيف بينها بصيغة أكثر‬
‫كماًل‪ ,‬بفضل الحفظ المستمر لكل أفراد التي ستقدم انحرافات خفيفة عن البنية بالتبادل المفضل‪" .‬‬
‫} أصل النواع‪ ,‬الجزء الرابع‪ ,‬ص ‪{ 128-126‬‬
‫كما لحظ داروين‪ ,‬فإن جمال الزهار تطور للسماح بالتلقيح التهجيني‪ .‬هذا التلقيح يمكن تنفيذه‬
‫بأنواع كثيرة من الحيوانات‪ ,‬وفي التفاعل بين النباتات وملقحاتها‪ ,‬النتقاء الطبيعي قد خلق تنوع‬
‫كبير بالتكيفات في النباتات لتامين وصول غبار الطلع لمدقات أزهار اخرى من نفس النوع‪.‬‬
‫خصائص الزهار التي تجتذب الملقحات يمكن تصنيفها كإشارات ومكافآت‪.‬‬
‫الشارات تنبه الملقحين بوجود غذاء في الزهرة وعندما يزور الحيوان أو الحشرة الزهرة سيقوم‬
‫بنقل غبار الطلع ويبلغ زهرة اخرى‪ .‬أشكال الشارات المقدمة من الزهار للحيوانات تتغير بين‬
‫مختلف النواع النباتية‪ .‬يمكن ان تكون مرئية } لون‪ ,‬تركيب ونموذج {‪ ,‬شمية } عطور الورود {‬
‫أو حركة‪ ,‬في بعض الوضاع أيضًا‪ .‬ل يكون احتمالً قليلً بأنه يوجد أكثر من إشارة واحدة تحضر‬
‫بزهرة واحدة‪.‬‬
‫المكافآت المتوفرة من النباتات للملقحين باعتبارها دوما ً مصدر مهم للتغذية‪ ,‬والكثر أهمية يكون‬
‫المسمى الرحيق‪ .‬الرحيق عبارة عن معقد سكري‪ ,‬حموض امينية ومركبات عطرية‪ .‬عادة الرحيق‬
‫ل يكون الشيء الذي يعطي العطر للزهار } العطر يكون إشارة والرحيق يكون المكافأة {‪ .‬بعض‬
‫النباتات تقدم شموع كغذاء‪ ,‬بينما بعض الحيان غبار الطلع نفسه يكون مستعملً للغرض ذاته‪.‬‬
‫يكون مهما ً الشارة بأن أغلبية النواع من النباتات ل تكون ملقحة من خلل نوع محدد كملقح‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ,‬في بعض الحوال يوجد من يتطلب نوع خاص يلقح النبات } في بعض فصائل‬
‫السحلبيات وهو نبات وحيد الفلقة منبته المناطق الحارة {‪ ,‬لكن تلك الحالت هي الستثناء‪.‬‬
‫بالنسبة لغلبية أنواع النباتات يمكنها تعميم الشارات التي تقدمها الزهار والتي تتلقح‬
‫بمجموعات خاصة من الحيوانات كالحشرات } الخنافس‪ ,‬فراشات‪ ,‬العث‪ ,‬الذباب‪ ,‬النحلت‪,‬‬
‫زنابير {‪ ,‬طيور وخفافيش‪ .‬هذه الشارات الخاصة‪ ,‬ظهرت كنتيجة للنتقاء الطبيعي وتشكل جانب‬
‫من عملية التطور المشترك‪.‬‬

‫التطور المشترك للنباتات مع الزهار‬

‫التطور المشترك عبارة عن سلسلة من التغيرات التطورية والتي تعطى بصيغة متبادلة بين اثنين‬
‫أو اكثر من النواع المتداخلى بيئيًا‪.‬لكي يحضر التطور المشترك يتطلب بأن يعطي سلسلة من‬
‫التغيرات في النواع المتضمنة‪ .‬ل يبحث ببساطة بما يقدمه تغير في نوع كنتيجة لنشاط أو‬
‫الحضور لجسم آخر‪ .‬لكي يوجد تطور مشترك يكون ضروريا ً التكيفات التي يطورها النوع ‪1‬‬
‫ليكون نتيجة لتكيفات النوع ‪ 2‬وبهذه الطريقة النوع ‪ 1‬يمكنه تنمية تناسله بنجاح‪ ,‬لحقا ً النوع ‪2‬‬
‫سيطور عبر النتقاء الطبيعي تكيفا ً آخر } أو واحدة أفضل من التكيفات الخيرة المقدمة { والتي‬
‫ستسمح له استعمال مواصفات النوع ‪ 1‬لترك ذرّية أكثر‪ .‬هذا التأثير التطوري المتبادل سيصل‬
‫ليقيم علقة تبادلية بين النوعين ‪ 1‬و ‪. 2‬‬

‫كما سيشير داروين‪ " ,‬النتقاء الطبيعي على الرجح ل يمكنه إنتاج أية تعديل على النوع خاصة‬
‫لجهة الجيد من نوع آخر‪ ,‬ولو أنه بكل الطبيعه هناك أنواع تخرج بفوائد دائمة والستفادة من بنى‬
‫أنواع أخرى "‪ } .‬أصل النواع‪ ,‬الجزء السادس‪ ,‬ص ‪{ 214‬‬
‫النباتات المنتجة لمكافآت للملقحين ل تعمل ذلك بل مقابل ومجانا ً ولجل تغية الملقحين‪ ,‬هذه‬
‫الخاصية تطورت لنها تؤكد وصول غبار الطلع لزهار اخرى لنفس النوع وبتلك الطريقة يمكنهم‬
‫ترك ذرّية أكثر‪.‬‬
‫النباتات التي ل تقدم مكافآت‪ ,‬كالعشاب يتوجب عليها انتاج كمية أكبر بكثير من غبار الطلع‪,‬‬
‫حيث تتطلب الريح لعمل التلقيح التهجيني‪ .‬بذات الطريقة‪ ,‬الملقحين ل يزورون الزهار كونهم‬
‫مهتمين بمساعدة النباتات لعادة تكرارهم‪ ,‬هم ببساطة سيبحثون لمصدر للطاقة سيسمح لهم‬
‫بالعيش والتناسل أيضًا‪.‬‬

‫في بعض الحوال التطور المشترك وصلت بأن نوع واحد فقط كملقح يمكنه الحصول على الرحيق‬
‫من نوع نباتي واحد‪ ,‬لكي ينتهي هذا يتوقف على وجود هذا الملقح ليحقق وصول غبار الطلع‬
‫للمدقات لزهرة اخرى من نفس النوع‪ .‬هذا الحال يحضر في السحلبية النجمية الميلدية‪ ,‬التي‬
‫تتصف بامتلكها لوعاء انبوبي ضيق‪ ,‬يدعى زائدة } موجود في كثير من السحلبيات {‪ ,‬والتي‬
‫تحتوي الرحيق‪ .‬زائدة السحلبية النجمية الميلدية تكون واسعه‪ ,‬مقارنة مع مثيلتها‪ ,‬وقياسها ‪29‬‬
‫سم طول‪ .‬في قاع هذا الوعاء‪ ,‬الرحيق ل يبلغ لشغل مسافة اكثر من ‪ 4‬سم‪.‬‬
‫السحلبية النجمية الميلدية كانت موصوفة من قبل العالم النباتي الفرنسي لويس ماري أوبرت‬
‫والذي اشتغل في مدغشقر ومناطق اخرى من أفريقيا بنهايات القرن الثامن عشر واوائل القرن‬
‫التاسع عشر‪ .‬ومع ذلك‪ ,‬عالم النبات الفرنسي لك يكن يعرف ملقح سيستطيع بلوغ الرحيق‬
‫الموجود في هذا العمق‪.‬‬
‫في العام ‪ ,1862‬تشارلز داروين في عمل حول تخصيب السحلبيات‪ ,‬اقترح حلً لذاك اللغز‪ :‬الملقح‬
‫الخاص لتلك السحلبية المدغشقرية يتوجب كونها فراشة تمتلك انبوب ارتشاف بطول ‪28-25‬‬
‫سم‪ .‬وكونه في تلك الحقبة لم يكن معروفا ً أية فراشة تمتلك هذا العضو بهذا الطول‪ ,‬عديد من‬
‫علماء الحشرات استسخفوا فرضية داروين‪ .‬لم يكن حتى العام ‪ 1910‬حيث عالم الحشرات كارل‬
‫جوردان وليونيل ولتر روتشيلد وجدوا الحشرة التي لقحت السحلبية النجمية الميلدية‪ .‬الحشرة‬
‫كانت نوع جزئي } سللة جغرافية { من أبو الهول المهجن‪ .‬ومع ذلك‪ ,‬في العام ‪ 1837‬مكتشف‬
‫آلية النتقاء الطبيعي‪ ,‬العالم الطبيعي ألفريد راسل وولس‪ ,‬كان قد ألمح لملقح لبو الهول المهجن‪,‬‬
‫الموجود في القارة الفريقية حيث يمتلك انبوبة ارتشاف بطول ‪ 20‬سم‪.‬‬

‫أعراض الزهور المتلزمة‬

‫العلقات التعايشية التي نراها اليوم بين النباتات والملقحين قد بدأت منذ زمن بعيد جدًا‪ .‬أوائل‬
‫كاسيات البذور تطلبت الريح لتلقيحها‪ ,‬وعلى قدم المساواة أقربائهم عاريات البذور } الصنوبريات‬
‫وأنواع ذات صلة {‪ .‬فيهم المبيض ينتج ُنتاحة لزجة التي تلتقط حبوب غبار الطلع الواصلة إليه‪.‬‬
‫هذه الُنتاحة تحتوي بروتينت و سكريات والتي تستخدم كغذاء للخنافس‪ .‬الحشرات التي تتطلب‬
‫صيغة كهذه للتغذية بدأت بنقل غبار الطلع من زهرة لخرى‪.‬‬
‫ثم أنجز تطور غدد الرحيق والتويجات الجذابة‪ .‬في الصل الزان امتلك شكل ورقة‪ ,‬لكن هذا‬
‫انطوى على ذاته متفاديا ً الملقحين الذين سيتغذون على البويضة‪ .‬منذ ‪ 65‬مليون عام‪ ,‬بدء عصر‬
‫لوْل‪ ,‬الزنابر‪ ,‬النحل والعث‪ ,‬والذي يشير بأن تطور‬ ‫الحيوانات الجديدة‪ ,‬حيث ظهرت الفراشات ا ُ‬
‫الشارات والمكافآت كان متقدم جدًا‪ ,‬وهاهم البالغين من تلك الحشرات يتغذون بشكل حصري‬
‫تقريبا ً من المنتجات الزهرية‪.‬‬
‫خلل ‪ 65‬مليون من العوام‪ ,‬التطور قد أنتج العديد من مجموع الشارات } أو أعراض متلزمة {‬
‫خاصة في النباتات والتي تطورت بشكل مشترك مع حيوانات ملقحة‪ .‬الحشرات تكون النموذج‬
‫الحيواني الملقح الكثر اشتراكًا‪ ,‬ومع ذلك‪ ,‬بحسب نماذج الحشرات يمكننا انتظار تكيفات مختلفة‪.‬‬
‫في الوقت الراهن ‪ %65‬من كاسيات البزر تكون ملقحة بالحشرات‪ ,‬و ‪ %20‬من الحشرات تعتمد‬
‫على الزهار للبقاء على قيد الحياة في لحظة ما من حياتها‪.‬‬
‫التلقيح بواسطة الخنافس تكون عموماً مبعدة كالتلقيح الحيواني أقل اختصاص }لكونه بما الصيغة‬
‫الصلية { وبالتالي قليلً " عمل غير متقن "‪ .‬الخنافس تفضل أزهار كبيرة وذات أريج قوي‪.‬‬
‫الخنافس ذات الجنحة الخفيفة الزهرية‪ ,‬والخنافس الزهرية تكون بعض من مغلفات الجنحة‬
‫والتي عادة توجد في الزهور متغذية على غبار الطلع كما على الرحيق‪.‬‬
‫الفراشات والعث تشكلن فريق مختلف‪ ,‬كثير من الفراش يكون نهاري‪ ,‬بينما الكثير من العث‬
‫ليلية‪ .‬الملقحين النهاريين يستدلون بواسطة إشارات مرئية‪ ,‬بينما الليلية تستدل بإشارات شمية ‪.‬‬
‫الزهار التي تطورت بشكل مشترك مع الفراش تقدم عموماً رحيق موجود بقاع التويج‪ ,‬حيث‬
‫الحشرات التي تمتلك أداة امتصاص أكبر والتي يمكنها الوصول للرحيق‪ .‬الزهار التي تجذب‬
‫العث بشكل عام تكون شاحبة وذات رائحة قوية‪ .‬حضور تلك الخصائص في النباتات تستقبل اسم‬
‫العراض المتلزمة للتلقيح العثي‪ .‬بعض أنواع العث طورت علقة ضيقة مع النبات الذي تتغذى‬
‫عليه والذي يصل لنقطة ل يستطيع فيها أي منهما العيش دون الخر‪ .‬هذا يحضر‪ ,‬كما تم التنويه‬
‫سابقًا‪ ,‬عبر ابو الهول المهجن الذي يزور السحلبية النجمية الميلدية وعبر العث الذي يزور إبرة‬
‫آدم‪ ,‬بين آخرين‪.‬‬

‫كثير من أنواع الذباب تكون مهمة كملقحة للنباتات‪ .‬الذباب التي يجذبها رائحة الجيفة‪ ,‬حيث تضع‬
‫بيوضها هناك‪ ,‬تلقح أزهار قد طورت اللون‪ ,‬البنية وأيضا ً رائحة اللحم عند التحلل أو التفسخ‪.‬‬
‫حضور تلك المواصفات في النباتات يستقبل اسم العراض المتلزمة للتلقيح الذبابي‪ .‬كمثال لتلك‬
‫النباتات تكون رافليسا و أويرنيا‪.‬‬

‫النحل والزنابر تكون مشهورة لقدرتها المدهشة بالنظر‪ ,‬ولقد انعكس هذا في تطور الصباغ التي‬
‫تعكس الشعة فوق البنفسجية والتي تجعلها مرئية من بل تلك الحشرات‪ ,‬وليس من قبل البشر‬
‫} الذين بإمكانهم رؤيتها بمساعدة لمبة بالشعة فوق البنفسجية {‪ .‬الزهار المعتمدة في تلقيحها‬
‫على الزنابر والنحل ل تكون ذات لون أحمر‪ .‬حضور تلك المواصفات في النباتات تستقبل اسم‬
‫العراض المتلزمة للتلقيح النحلي‪.‬‬

‫بعض أنواع النباتات } مثل أوفريس آكلة الحشرات { تقلد بأزهارها إناث الزنابر خادعة الذكر‬
‫وعند محاولة الزواج مع النثى المزيفة يستقبل حمولة غبار الطلع‪.‬‬
‫الطيور تكون مجموعة أخرى من الحيوانات التي تطورت بصيغة موازية مع النباتات‬
‫والزهاروتأثرت بتطور العراض المتلزمة الخاصة للتلقيح‪ .‬حيث الزهار المزارة من قبل‬
‫الطيور ل تمتلك روائح وأيضاً ملقحينها ل يمتلكون حاسة شم متطورة‪ ,‬بالمقابل تمتلك ألوانا ً حية‬
‫كالحمر‪ ,‬البرتقالي والصفر‪ .‬كثير من الزهار تمتلك تويجات } مجموعة تويجات { كبيرة‪ ,‬قوية‬
‫وُنواسية‪ ,‬والتي تكون سهلة المنال من قبل طيور الطنان } عصفور صغير زاهي الريش { والذي‬
‫يمكنه الحفاظ على طيران معّلق‪ .‬جدران التويج لتلك الزهار تكون أكثر قساوة من غيرها في‬
‫نباتات أخرى لتفادي الذى الذي قد يسببه منقار الطير لعضاء أخرى‪ .‬بالضافة لما تقدم‪ ,‬هذه‬
‫الزهار تتصف بامتلكها حجوم كبيرة من الرحيق بالزهرة‪ .‬حضور تلك المواصفات في النباتات‬
‫يستقبل اسم العراض المتلزمة للتلقيح الطيري‪.‬‬
‫في أميركا طيور الطنان تكون المجموعه التي تطورت مشتركة مع عئلت عديدة من النباتات‪,‬‬
‫بينها عائلة السحلبيات وعائلة بروميلياس‪ ,‬في أفريقيا طيور ديامانت تتغذى من رحيق أزهار‬
‫مختلفة‪ ,‬في أوستراليا‪ ,‬طيور ميليفاغوس تلقح كثير من أنواع النباتات } خاصة عائلتي بروتيسيا‬
‫وايريكاسيا {‪ ,‬بعضا ً من أزهارها تقدم تويجات ضيقة كثيراً مدافعات مع شعرانيات تمنع الحشرات‬
‫من تناول الرحيق‪.‬‬
‫في استراليا الزهار الملقحة من ذاك الطائر اعتادت أن تكون متجمعه بنظام ازهرار‪ ,‬في جزيرة‬
‫هاواي طائر اليوي قد طّور منقاراً طويلً مقّوسا ً ولسان طويل مثالي لبلوغ الرحيق من زهرة‬
‫اللوبيليا‪ ,‬في هاواي كان يوجد نوع آخر رحيقي‪ ,‬المامو السود‪ ,‬لكن قد انتهى‪.‬‬

‫الثدييات ليست مشهورة كملقحات‪ ,‬ومع ذلك فالخفافيش تشكل الستثناء في القاعده‪ .‬ولكونها أكثر‬
‫كبراً من الطيور فتتطلب أزهاراً أكبر وتمتلك رحيق أكثر‪ ,‬وباعتبار الخفافيش تزور الزهار ليلً‬
‫فالزهار تمتلك روائح قوية بدلً من ألوان حية‪ .‬حضور تلك الخصائص في النباتات يستقبل اسم‬
‫العراض المتلزمة للتلقيح الخفاشي‪.‬‬
‫في أميركا الشمالية الخفاش المكسيكي يتغذى على رحيق الكاكتوس ساغوارو وعلى الغافي في‬
‫صحراء سونورا تسمح بالتلقيح لتلك النباتات‪ .‬كتكيف مع الحمية الرحيقية لسان ذاك الخفاش‬
‫يمكنه المتداد تقريبا ً لنفس طول جسمه ويمتلك أشعاراً لحمية في طرفه‪.‬‬

‫النباتات مع التلقيح الحيوي أيضاً قد طورت استراتيجيتين لنتاج عرضان‪ .‬بعض النباتات تنتج‬
‫أزهاراً كثيرة بفترة قصيرة } استراتيجية " الصدم الكبر " {‪ ,‬بينما بعضها الخر تنتج أزهاراً‬
‫قليلة بفترة قد تمتد أشهر كثيرة } استراتيجية " حال مستقرة " {‪ .‬تلك النباتات ذات استرتيجية‬
‫" الصدم الكبر " تكون مزارة بأنواع كثيرة من الخفافيش العمومية‪ ,‬بينما النباتات ذات‬
‫استراتيجية " حال مستقرة " تكون مزارة من خفافيش مختصة محترفة‪.‬‬
‫مثال لنبات ذو استراتيجية " الصدم الكبر " يكون داريو زبيتهينوس في جنوب شرق آسيا‪ ,‬حيث‬
‫يكون مزاراً من الخفاش مستكشف المغاور‪ .‬هذا الخفاش يزور إضافة لذلك النبات ‪ 30‬نوع آخر‪.‬‬
‫نبات زهرة الغرام‪ ,‬والتي ينتج كل غصن فيه زهرة واحدة‪ ,‬يكون مثالً لنبات ذو استراتيجية "‬
‫حال مستقرة "‪ .‬زهرة الغرام تكون ملقحة بشكل رئيسي من الخفاش الطويل اللسان والذي عند‬
‫طيرانه مفتشا ً عن تلك الزهار محققا التلقيح المهجن لذاك النبات‪.‬‬
‫أوبوسوم العسل في جنوب غرب أوستراليا‪ ,‬يكون جرابيا ً معروف بتشابهه مع نوع من الزبار‬
‫يتغذى بشكل رئيسي على غبار الطلع والعسل‪ .‬العلماء يعتقدون بأن أوبوسوم العسل ظهر منذ ما‬
‫يقارب ‪ 20‬مليون عام حيث كاسيات البذور كانت منتشرة كثيراً في المناطق المتجمدة‬
‫الوسترالية‪.‬‬

‫الهمية البيئوية‬

‫التفاعلت البيئوية التي تطورت عبر التطور المشترك تكون مهمة لحفظ الطبيعه‪ ,‬خاصة البيئات‬
‫البرية‪ .‬حيث أّن ما يقارب نصف الثدييات في الحراش الطويلة الشجار تكون خفافيش‪ ,‬حفظ‬
‫هؤلء يكون بمثابة ورقة مهمة في حفظ الغابات‪ .‬في أميركا الشمالية الهتمام أو التدمير للكهوف‬
‫له سلسلة من العواقب في بقاء الساغواروس وأنواع أخرى في الصحراء‪.‬‬
‫في تلك الحالت حيث قد تطورت علقة ضيقة بين الملقح والنبات‪ ,‬اختفاء } انقراض { أحدها‬
‫سوف يسبب سلسلة من العواقب تقود لختفاء } انقر اض { النوع الخر‪ .‬المرجح أن هذا قد‬
‫حصل مع سحلبية أنغروكوم إبورنوم لونجيكل في مدغشقر‪ ,‬والتي يتوجب امتلكها لملقح هو‬
‫العث ذو انبوب ارتشافي أطول من انبوب أبو الهول المهجن‪ .‬ذاك العث لم يكن موجودًا‪ ,‬ربما‬
‫كونه قد انقرض‪ ,‬بينما نبات السحلبية اختفى سريعا ً بمحيطه الطبيعي‪ ,‬إن ل يكون فها هو قد‬
‫اختفى‪ .‬وها هي كاسيات البذور تكون مهمة لجل النظمة البيئية الرضية والتي تتحمل مهمة‬
‫حفظ النواع المدرجة في التلقيح سامحة العمل الجيد لها نفسها‪.‬‬
‫آليات وراثية بعملية التطور المشترك‬

‫مفهوم التطور المشترك مطروحا ً من قبل أودوم }‪ {1‬يعّرف هذه العملية في إطار النتقاء الطبيعي‬
‫المتبادل بين اثنين أو أكثر من النواع‪ ,‬التي بينها تتوّلد علقات بيئية محدودة } ضيقة {‪ ,‬بيد أّنه‬
‫ل يظهر أي تبادل للمعلومة الوراثية‪ .‬هذا الموضوع يثير جدالً في الوقت الراهن‪ ,‬حيث أن بعض‬
‫التيارات العلمية تدعم وجوده } ‪ } { 3 ,2‬وتدعم رأيه مع قواعد شرح وراثية ‪ ,{ 4 ,3‬بينما‬
‫مواقف أخرى – مثل موقف جوليفيت }‪ – {5‬الذي يضعه موضع شّك‪.‬‬

‫يتم تعريف التطور المشترك كعملية انتقاء طبيعي متبادل‪ ,‬لكن أيضا ً يكون عملية انتقاء متوقفة‬
‫على تناوب الجينات المختّلة‪ ,‬ما قوله‪ ,‬القوة التي وفقها يتصرف النتقاء الطبيعي ُيعّبر عنها عبر‬
‫وظيفة رياضية بتناوب مجموعات الجينات المختلة المعقدة‪ .‬بالضافة لن النتقاء الطبيعي ل‬
‫يتوجب اعتباره منفصلً عن العمليات البيئية‪ ,‬حيث عبر فروقات التفاعلت البيئية تحدث عملية‬
‫النتقاء‪ ,‬الذي يقوم بتقوية الصيغ الفضل تكيفا ً وُيلغي القل فعالية بيولوجيًا‪ .‬بهذه المراجعة سيتم‬
‫تناوله كصلة بين النظريات المختلفة والليات النسبية والموضوع وسيتم توفير عرض عام‬
‫للمشاهد الوراثية ‪ -‬مرتبطين مع المشاهد البيئية – المعقدة في عملية التطور المشترك في‬
‫النباتات‪ .‬اتجاهات واشكاليات راهنة بنظرية التطور المشترك‬

‫حالياً مازال النقاش حول مفهوم التطور المشترك وتطبيقاته في الطبيعة جاريا ً }‪ .{6‬هذه النظرية‬
‫قد كانت موضع بحث بمستويات عديدة‪ ,‬من الفيروس }‪ {7‬وحتى النواع الكثر تعقيدًا‪ ,‬مثل‬
‫مفصليات الرجل و وكاسيات البزر }‪ .{8.9‬مع ذلك‪ ,‬النقاش سيستمر في الوقت الذي ل يتبقى‬
‫واضحاً الخلفية الوراثية للموضوع ول الشعور بطريقة موضوعية بترابطها مع العمليات البيئية }‬
‫ولو أنه كثير من المرات تلك تظهر مشوشة وتسبب نوع من الشخصنة بالتفسير من قبل قسم من‬
‫مختلف التيارات العلمية {‪.‬‬

‫حسنا ً كثير من الدراسات قد قّدمت اثباتات مهمة على وجود هذا النمط من الرتباط بين اثنين أو‬
‫أكثر من النواع }‪ 10‬إلى ‪ ,{14‬دراسات اخرى قد أثبتت بأدلة مخبرية تشير لعدم وجود اشتراك‬
‫حقيقي بين الظواهر المشاهدة }‪ 15‬إلى ‪ ,{17‬بل أنه ببساطة تكون حوادث احتمالية غير نوعية‪.‬‬
‫أياً يكن اموقف المعتمد‪ ,‬يكون غير قابل للرفض أنه يوجد آلية ما من النتقاء المتبادل بين‬
‫النواع‪ ,‬يتم تعريف أو ل بالتطور المشترك‪.‬‬

‫قواعد عامة لعملية التطور المشترك‬

‫الفكرة للتطور الموازي والمتناسق قد طرحها للمرة الولى العالم داروين }‪ {18‬في كتابه أصل‬
‫النواع العام ‪ ,1859‬اعتباراً من علقة التلقيح والتغذية التي قد لحظها بين بعض أنواع النباتات‬
‫والخنافس‪ .‬الفكرة كانت ُمصاغة في ذاك النص منذ أكثر من ‪ 100‬عام‪ ,‬لكن مفهوم التطور‬
‫المشترك لم يتم طرحه رسميا ً حتى زمن أبعد بكثير من ذاك الزمن‪.‬‬

‫أودوم قام بتعريفه كانتقاء متبادل بين نوعين أو أكثر من النواع بعلقات ضيقة لكن دون تبادل‬
‫وراثي‪ .‬في السنوات الخيرة قاموا بتحقيق الكثير من البحاث المرتبطة بالتطور المشترك –‬
‫كنظرية وجزء من نظرية التطور‪ .‬ففي العام ‪ ,1965‬إيرليش ورافين }‪ {19‬قاموا بصياغة هذا‬
‫المصطلح ضمن علم الحياء الحديث عبر قاعدة مؤسسة على دراسة قد حققوها حول الفراشات‬
‫والنباتات‪ .‬حلو تلك القاعدة المفاهيمية كانوا كثيرين المؤلفين الذين بدورهم قد قاموا بتحليل‬
‫عملية التطور المشترك‪ .‬عملية التطور المشترك ومستلزماتها كانت مدروسة بشكل أكبر في‬
‫النباتات‪ ,‬مع الرتباط البديهي النوعي الذي تمتلكه مع أنواع اخرى‪ ,‬مثل‪ ,‬الحشرات‪ .‬في هذا‬
‫التجاه‪ ,‬العديد من الباحثين المشهورين‪ ,‬مثل دودسون }‪ – {20‬الذي قد لحظ أن ‪ %50‬من‬
‫أنواع نبات الوركيديا المعروفة تشاركها حشرات ‪ ,-‬قد ساهمت بشكل ممتاز بمعرفتنا اليوم التي‬
‫نمتلكها حول هذا الموضوع‪.‬عمليات ونماذج وراثية بعملية التطور المشترك‬

‫التطور المشترك كان موضع بحث منذ عقود عديدة ضمن المشهد البيئي‪ ,‬مع ذلك‪ ,‬قليلة هي‬
‫الدراسات الوراثية التي تّم تنفيذها بهذا الطار‪ .‬التحليل لعلم الوراثة للتطور المشترك يكون مورد‬
‫أساس لجل فهم هذا النوع من الرتباط‪ ,‬لجل ذلك‪ ,‬بالسنوات الخيرة تم اكتساب أهمية كبرى‬
‫وقاموا بتحقيق العديد من الدراسات المتركزة على تحديد مصطلح مرتبط يشرح أو على القل‬
‫يحاول شرح عملية التطور المشترك من وجهة نزر وراثية وجزيئية‪ .‬عملية التطور المشترك‬
‫تتضمن سلسلة من التغيرات التبادلية المنتجة في اثنين أو أكثر من جماعات ليست من أب واحد‪,‬‬
‫والتي منها جماعة واحدة تقوم بدور عامل النتقاء والخرى تقوم بالعكس‪ ,‬عبر سلسلة من‬
‫عمليات التكييف }‪.{3‬‬

‫بهذا التجاه‪ ,‬التطور المشترك ُيبدأ بفهمه بمصطلحات وراثية‪ ,‬يتم تفسيره إذاً كانتقاء ُمنجز‬
‫صل كنتيجة لذاك‬ ‫بمستوى نمط ظاهري من وجهات مختلفة للنص التطوري‪ ,‬وهذا بدوره يتح ّ‬
‫النتقاء }‪ .{4‬بالعودة لما طرحه داروين }‪ ,{18‬نظرية النتقاء الطبيعي تأخذ بعين العتبار‬
‫لعنصرين أساسيين‪ :‬البقاء على قيد الحياة والتناسل‪ ,‬معلمان‪ ,‬بتآلفهما‪ ,‬اليوم معروفين كفاعلّية‬
‫حيوّية‪ .‬التفاعلت بين النواع ُتقاس كتغّير في الفعالّية الحيوّية }‪ ,{21‬تفاعل سلبي يخّفض‬
‫الفعالية الحيوية للجزء المتأّثر أو لكلهما‪ ,‬وبذات الطريقة‪ ,‬تفاعل ايجابي يقوم بتفضيله‪.‬‬

‫الُمنطلق لجل الدراسة الوراثية للتطور المشترك كان النموذج " جين لجين " }‪ ,{3‬الذي فيه‬
‫ُيعتبر بفصل كل ميزة ضمن التطور المشترك‪ .‬هذا النموذج كان شديد الفائدة للبدء بتطوير‬
‫القتراحات حول التطور المشترك في علم الوراثة‪ ,‬وقد ساعد بتوضيح الورقة الرئيسية للنتقاء‬
‫الطبيعي في هذه العملية‪ .‬مع ذلك‪ ,‬هذا النموذج قد صار بسرعة مهجورًا‪ ,‬لنه ينتج بديهيا ً أن‬
‫التفاعل التطوري المشترك ل يكون ُمنتج للتغّير في جين أو بضع جينات منعزلة‪ ,‬بل بحوض‬
‫وراثي أجزاؤه تتفاعل فيما بينها وأيضا ً مع عوامل عرضّية } خارجّية {‪.‬‬

‫فيني }‪ {21‬يقوم بتحقيق طرح ممتع بواسطة النموذج الوراثي المتعدد‪ ,‬الذي قاد لمساءلة نموذج‬
‫" جين بجين " لتومبسون‪ .‬فيني يشرح التطور المشترك بمصطلحات كيميائية حيوية‪ ,‬حيث‬
‫المواد الكيميائية العضوية والغير عضوية هي التي تقوم بدور ناقلة رسائل تشترط تغّير متناسق‬
‫بين الجماعات‪ .‬فيما لو يكن صحيحا ً عدم وجود تبادل للمادة الوراثية في عمليات التطور المشترك‬
‫بين الجزاء الُمدرجة } بالتفاق مع تعريف أودوم }‪ ,{ {1‬الدراسات العديدة حول تصنيف الكائنات‬
‫الحّية التي تّم تحقيقها بين الجماعات التي ُيعتقد بأنها قد تطورت بشكل مشترك حتى الوضع‬
‫النمطي الظاهري الراهن } وضع الذروة {‪ ,‬قد بينت بأنها تكون متصلة بشكل وثيق‪ ,‬صانعة‬
‫بديهية الشتراك في الجداول التصنيفية المتولدة من تحليلت مختلفة }‪.{13,17,22,23‬‬

‫فيني }‪ {21‬يقترح أن آلية التفاعل بين الجزاء المختلفة يكون بيوكيميائي فقط‪ .‬لجل تاسيس‬
‫اقتراحه‪ ,‬يقوم بتوفير مثال عن تفاعل النباتات والحشرات بشروط عاشبة‪ ,‬حيث تكون النباتات‬
‫متاثرة سلبياً بآكل العشب } أو الطفيلي‪ ,‬في بعض الحيان {‪ ,‬الذي يقوم بتخفيض فعاليته‬
‫البيولوجية‪ ,‬هذا يقوم باجبار النبات على تغيير استقلبه وعلى انتاج سموم كيماوية لجل‬
‫المهاجمين‪ ,‬بمواجهة أولئك الذين يتفاعلون وانخفاض الفعالية البيولوجية للجماعة‪ ,‬لكن جزء من‬
‫ضلة }‪ُ ,{8,22‬يطرح أن‬ ‫التغيرات تكون مقاومة لتلك السموم والتي تنتج بصفتها منتقاة مف ّ‬
‫التفاعل بمستوى كيميائي يسبب اشتراك كل مرة أكثر ثقة بين الجزاء المدرجة‪ ,‬واعتباراً من هذا‬
‫يتم إظهار الفرق لتفاعلت كيميائية بمستوى أولي وبمستوى ثانوي‪.‬‬

‫التفاعلت بمستوى أولي تكون تلك التي تؤثر مباشرة في الفعالية البيولوجية للفريق المناويء‪,‬‬
‫والتي بمستوى ثانوي تلك التي تؤثر بشكل غير مباشر } مثل جذب اعداء طبيعيين للمفترس }‬
‫‪ .{ {10‬هذه العملية توّلد بالتدريج نوعّية اكبر‪ ,‬من هنا أنه ليس غريبا ً بأن الحشرات المشاركة‬
‫في هذه العملية بهذا النمط تكون أحادية الطور أو متقطعة الطور }‪ .{5‬العنصر البيوكيميائي‬
‫للتفاعل يمكن أن يحدث في مستويين‪ :‬الول‪ ,‬بمستوى الشكر للُمضيف‪ ,‬والثاني‪ ,‬بمستوى مواد‬
‫سامة‪ .‬الفريق المناويء يكون قادراً على التفاعل وفق هذين المستويين‪ ,‬مكتسبا ً مقاومة أو‬
‫بواسطة استراتيجيات ازالة السموم‪ ,‬مع ذلك‪ " ,‬هجوم " كيميائي شديد القوة يمكنه توفير فرصة‬
‫قطع عملية التطور المشترك }‪.{21‬‬

‫النظرية البيوكيميائية للتطور المشترك تعتبر أن الطفرة واعادة التركيب الوراثي تكون العوامل‬
‫الراجحة بالتكيف والنتقاء‪ ,‬على المدى القصير والمتوسط‪ ,‬ايضًا‪ ,‬تطرح بأن عوامل كتلك ترعى‬
‫النتقاء المتبادل عند خلق " جزر دفاعية كيميائيا ً " }‪ ,{21‬التي ُتفهم بوصفها مجموعات‬
‫متحفظة من الجماعات " المتوافقة " بيوكيميائيًا‪ ,‬التي يمكنها التصال دون رؤيتها متأثرة‬
‫بالحاجز الدفاعي الكيميائي‪ .‬هذه النظرية أيضا ً تقترح بأن أكبر تنافس وسيطرة اقليمية }‪ {20‬بين‬
‫الفراد بأحد الجزاء‪ ,‬سينتج نوعّية أكبر في العلقة التطورية المشتركة‪ ,‬مع ذلك‪ ,‬درجة الشتراك‬
‫تتوقف على علقة الثمن – الفائدة لكل الجماعتين‪ .‬فيما النظرية البيوكيميائية تعطي كثير من‬
‫المعلومات حول اللية الجزيئية للتطور المشترك‪ ,‬فإنها بذات الوقت ل تشرح دينامّية العملية‬
‫بمصطلحات وراثية منطقّية‪.‬‬

‫لجل فهم جيد للعملية التي تحدث بمستوى وراثي‪ ,‬أيضا ً يتوجب الخذ في الحسبان العامل‬
‫الجغرافي الحيائي‪ .‬لكي يكون هناك مشتركين في عملية تطور مشتركة‪ ,‬الجماعات يتوجب حتمياً‬
‫مصادفتها بذات النطاق الجغرافي‪ ,‬بدوره‪ ,‬المحيط يتوجب عليه توفير الشروط المناسبة لتعزيز‬
‫فسيفساء جغرافية } تنوع { – التي تقوم بتوليد‪ ,‬من جانبها‪ ,‬شيء مشابه للنعزال الجغرافي‬
‫الضروري لجل إطلق نشوء النواع المشترك‪.‬‬
‫اعتباراً من الكلم السابق‪ ,‬يتم تمييز الشتراك بالنسل والشتراك بالستعمار }‪ .{23‬في الشتراك‬
‫بالنسل‪ ,‬التاريخ الطبيعي للنواع الداخلة يصدف في بيئة حّيز – موسمي } زمني {‪ ,‬بينما أنه في‬
‫الشتراك بالستعمار‪ ,‬كل‪ .‬امكانية التطور المشترك بين نوعين أو أكثر يكون محّدد بالبيئة‬
‫الجغرافية }‪ {3‬متصلً } متعلقا ً { مع تنوع النواع }‪ ,{2‬وقد تّمت ملحظة أن هذه العملية – على‬
‫ي في التكرارات‬ ‫القل بالبداية – تمتلك سلوك مشابه لسلوك النسياق الوراثي‪ ,‬هذا يسبب تقّلب قو ّ‬
‫الجينّية } حيث أنها تكون عملية انتقاء متعلقة بتكرار الجينات المختّلة {‪ ,‬الذي بطول الزمن‬
‫ينتشر مخفضا ً العبء الجيني للجماعات ويوفر الفرصة لتأسيس تعّدد الشكال للجماعات الداخلة‪,‬‬
‫ما قوله‪ ,‬يقوم بتخفيض التنّوع‪.‬‬

‫كل الجانبين تتم رؤيتهم متأثرين بالتخصص من النتقاء }‪ .{8‬بتلك الظاهرة لتخفيض التنّوع‬
‫المرافق للنتقاء ُيعرف كتناقض للتنّوع }‪ ,{4‬حيث أن النتقاء غالبا ً يزيد‪ ,‬أو على القل يحافظ‬
‫على التنّوع‪ ,‬لكن في هذه الحالة التنّوع ينخفض عبر الضغط النتقائي للمجموعة‪ .‬الجوبة‬
‫التطورية المشتركة بين النواع الداخلة تكون ثنائية التجاه‪ ,‬تذهب من آ إلى ب ومن ب إلى آ }‬
‫‪ ,{8‬وتقوم بتوليد " استراتيجية تطورية مستقرة " }‪ {2‬متعلقة بتفضيل التفاعل لجل الزيادة‬
‫القصوى بالفعالية الحيوية‪.‬‬

‫ورقة عن النتقاء الطبيعي في عملية التطور المشترك‬

‫النتقاء الطبيعي يكون قّوة ل يمكنها تحسين غير محدد بالنواع‪ ,‬وبذات الطريقة‪ ,‬تدّخله في‬
‫العمليات التطورية المشتركة تقود لقّمة أو لنقطة توازن مستقرة } والتي بعلم البيئة ُتعرف بوضع‬
‫الذروة {‪ .‬لكن هذا يكون توازن ديناميكي } في تغّير مستمر {‪ ,‬حيث أن القدرة على الستجابة‬
‫للتطور ُترى محددة بعوامل إكراه وظائفي‪ .‬فيها‪ ,‬ميزة متوقفة على أخرى وتقوم بتوليد تآلفات‬
‫غير متوافقة للتغّير‪ ,‬التي بدورها تؤخر أو تلغي عملية التكّيف‪ .‬في حال التطور المشترك‪ ,‬النتقاء‬
‫يقوم بدور مع ذات المعالم حول كل الجزاء }‪.{4‬‬

‫يكون ممكناً فهم ورقة النتقاء الطبيعي بطريقة مختلفة في عملية التطور المشترك‪ ,‬بالتفاق مع‬
‫" الهدف " الذي يقوم بعمله‪ .‬لهذا الثر ُتعرف مستويات مختلفة لفعل النتقاء الطبيعي‪:‬‬

‫‪ -‬انتقاء فردي‪ :‬يكون النتقاء المنفذ بمستوى فعالية كل فرد } نوع {‪ ,‬الذي يحل لنمو تدريجي‬
‫بالتحسينات‪ ,‬ويبحث عن قّمة المساحة التكيفّية } مجموعة التكيفات التي تقود لفعالية بيولوجية‬
‫قصوى {‪.‬‬

‫‪ -‬انتقاء مجموعة‪ :‬يكون انتقاء منفذ بمستوى مجموعة من الفراد المتصلين ويأخذ بحسابه‬
‫ظواهر الهجرة‪ ,‬النقراض‪ ,‬تثبيت الجينات المختّلة‪... ,‬الخ‪.‬‬

‫‪ -‬انتقاء النواع‪ :‬يعمل بمستوى عمليات النقراض ونشوء النواع المسببة بردود مختلفة على‬
‫النظير التطوري المشترك‪.‬‬

‫‪ -‬انتقاء أنظمة بيئية‪ :‬المشتركين من الجماعات في النظمة البيئية تقوم بتخفيض احتمال‬
‫النقراض وتزيد من التوّزع‪ ,‬حيث النواع تستفيد بشكل متبادل ضمن توازن النظام البيئي‪.‬‬

‫ُيعتبر النظام البيئي بمثابة " الهيئة العليا " المكونة من أنواع متكيفة تبادليا ً التي تمنح فوائد أكثر‬
‫في العلقة مع انواع فردية‪ .‬التطور المشترك مؤسس‪ ,‬اذًا‪ ,‬بعملية انتقاء مجموعة ‪ -‬أن تكون‬
‫بمستوى مجموعات صغيرة‪ ,‬من النواع أو من النظمة البيئية – وتشكل تنظيم أكثر تعقيداً‬
‫مواجهة النتقاء للعناصر بطريقة متصلة‪.‬‬
‫أثر النتقاء بين مجموعات الجماعات المتصلة يمكن قياسه عبر معدلت التغّير المورفولوجي {‬
‫التشّكلي { ومعدلت التغّير التصنيفي‪ .‬معدلت التغير التشكلي } أو النمط الظاهري { تكون الكثر‬
‫استخداما ً بعلقتها المباشرة بالتكّيف‪ ,‬مع هذا‪ ,‬أغلب المشاكل التي معها يتعّثر علم البيئة – عند‬
‫محاولة تفسير التطور المشترك – قد ظهرت لتأسسها حصريا ً بهذا المْعلْم‪ ,‬ولم يكن يوجد‬
‫تفسيرات منطقية لكثير من الشياء لنه لم يكن معروفا ً خلفية وراثية للتفاعل }‪.{4‬‬

‫تفاعل وراثي – بيئي في التطور المشترك‬

‫عبر النماذج التي شاهدناها آنفا ً والمنطق المؤسس عليها‪ ,‬ينتج أنه ل يكون ممكنا ً الفصل بين‬
‫المشهد الوراثي بعلم البيئة ول للمشهد البيئي بعلم الوراثة‪ ,‬اذاً كلهما عنصرين يؤمنان استقرار‬
‫علقة متداخلة موثوقة والتي تظهر بمستوى انماط ظاهرية وتفاعلت بيئية‪ .‬لهذا‪ ,‬هذين العاملين‬
‫ل يكونان قابلين ليكونا محللين على انفراد ول معتبرين منفصلين‪.‬‬
‫وفق هذا المنظور‪ ,‬يتوجب الخذ بالحسبان المعايير التية‪ :‬في التطور المشترك ل يمكن الكلم‬
‫عن عنصر ُمسْيطَْر عليه وعنصر ُم َ‬
‫سْيِطْر‪ ,‬اذا كلهما ُيستقبلن بذات الصيغة في العملية‪ ,‬ولو أنه‬
‫مع استجابات مختلفة‪ ,‬عملية التطور المشترك ل تستجيب لتكيفات موّجهة‪ ,‬اللية الوراثية تقتات‬
‫على الطفرة والتغّير الحتمالي‪ ,‬وفقط التغيرات المفيدة بيئيا ً } في العلقة مع الستجابة لجماعة‬
‫أخرى متطورة مشتركة { ستكون تلك التي تحدد الطريق نحو وضع أكثر تفضيل } ُتفهم بوظيفة‬
‫الموازنة بين الثمن – الفائدة‪ ,‬كالفعالية الحيوية {‪ .‬التطور المشترك ل يحدث بمستوى جينات ول‬
‫خليا ول حتى الفراد‪ ,‬بل بمستوى جماعات ويشمل كل العوامل الوراثية والبيئية المؤثرة عليها‪.‬‬
‫علم الوراثة وعلم البيئة يمكن فهمهما وفق نموذج السبب والنتيجة } الثر {‪.‬‬

‫خلصات‬
‫فيما لو نعتبر عملية التطور المشترك كآلية لجل نشوء النواع – وحتى كجزء من التطور –‬
‫يتابع كونه موضع مساءلة ونقاش من قبل مختلف التيارات العلمية‪ ,‬في الوقت الراهن يوجد‬
‫إسناد كبير لهذه النظرية بفضل علم الوراثة‪ .‬عملية التطور المشترك تقدم حال معّقد من النتقاء‬
‫الطبيعي المتبادل والمتوقف على التناوب الجيني بين جماعتين أو أكثر من السكان } النواع {‪.‬‬
‫هو عملية احتمالية وشديدة التعقيد بيئيًا‪ ,‬لكن ل تكون عملية قسرية في الطبيعة‪ .‬لقد طرحوا‬
‫العديد من النظريات وقاموا بتطوير العديد من النماذج لجل محاولة تفسير التطور المشترك‬
‫اعتماداً على الجينات } نموذج جين بجين ونموذج التعدد الجيني { وبعلقة مع تفاعلت‬
‫بيوكيميائية‪.‬‬
‫كل واحد من تلك النماذج بذاتها ل يتضمن البعد الحقيقي لعملية التطور المشترك‪ ,‬لكن التفاعل‬
‫فيما بينها يمكنه توفير مقاربة جيدة‪ .‬الورقة الوراثية في التطور المشترك يتوجب كونها معتبرة‬
‫متصلة بالمشهد البيئي‪ ,‬حيث أن الترابط بين هذه النظامين } الوراثي والبيئي { تكون وثيقة‬
‫وتسمح بفهم مضمون هذه الظاهرة‪.‬‬

‫اشارات‬

‫‪Odum, E., Ecología: Peligra la vida, Editorial .1‬‬


‫‪.Interamericana, México, 1995, p. 192‬‬

‫‪Roughgarden, J., The theory of coevolution, en Futuyma y Slatkin .2‬‬


‫‪(editores),Coevolution, Sinauer Associated Publishers, Massachusetts,‬‬
‫‪. 1983, pp.33,64‬‬

‫‪Thompson, J., The coevolutionary process, University of Chicago 3‬‬


‫‪.Press, Chicago, 1994, pp. 203-218‬‬

‫‪Slatkin, M., Genetic background, en Futuyma y Slatkin (editores), .4‬‬


‫‪Coevolution, Sinauer Associated Publishers, Massachusetts, 1983, pp.‬‬
‫‪.14-32‬‬

‫‪Jolivet, P., Insects and plants: parallel evolution and adaptations, 2a. .5‬‬
‫‪.ed., Sandhill Crane Press, Florida, 1992, pp. 157-163‬‬

‫‪Fontúrbel, F. y Mondaca, D., Coevolución insecto- .6‬‬


planta en la polinización, Revista estudiantil de
.Biología, 1 (1), 2000, pp. 18-27

Achá, D., Coevolución del virus de la .7


inmunodeficiencia humana y resistencia a drogas antiretrovirales,
.documento inédito, 2001

Feisinger, P., Coevolution and pollination, en Futuyma y Slatkin .8


(editores), Coevolution, Sinauer Associated Publishers, Massachusetts,
.1983, pp. 282-292

Fontúrbel, F., Rol de la coevolución planta-insecto .9


en la evolución de las flores cíclicas en las
.angiospermas, Ciencia Abierta (http://cabierta.uchile.cl), 17, 2002

Paré, P. y Tumlinson, J., Plant volatiles as a defense against insect .10


.herbivores, Plant Physiology, 121, 1999, pp. 325-331

Simonet, P., Navarro, E., Rouvier, C., Reddell, P., Zimpfer, J., .11
Dommergues, Y., Bardin, R., Combarro, P., Hamelin, J., Domenach,
A., Goubière, F., Prin, Y., Dawson, J. y Normand, P., Coevolution
between Frankia populations and host plants in the family
Casuarinaceae and consequent patterns of global dispersal,
Environmental Microbiology, 1 (6), 1999, pp. 525-533

Ashen, J. y Goff, L., Molecular and ecological evidence for species .12.
specificity and coevolution in a group of marine algal-bacterial
symbiosis, Applied and Environmental Microbiology, 66 (7), 2000, pp.
.3024-3030

Percy, D., Origins and host specificity of legume-feeding psyllids .13


(Psylloidea, Hemiptera) in the Canarian Islands,
http://taxonomy.zoology.gla.ac.uk/~dpercy/psyllids.htm, University of
.Glasgow, 2000

Pfunder, M. y Roy, B., Pollinator-mediated interactions between a .14


pathogenic fungus, Uromyces pisi (Pucciniaceae), and its host plant,
Euphorbia cyparissias (Euphorbiaceae), American Journal of Botany,
.87 (1), 2000, pp. 48-55

Brewer, S., Short-term effects of fire and competition on growth .15


and plasticity of the yellow pitcher plant, Sarracenia alata
(Sarraceniaceae), American Journal of Botany, 86 (9), 1999, pp. 1264-
.1271

Leger, R., Screen, S. y Shams-Pirzadeh, B., Lack of host .16


specialization in Aspergillus flavus, Applied and Environmental
.Microbiology, 66 (1), 2000, pp. 320-324

Weiblen, G., Phylogenetic relationships of functionally Dioecious .17


ficus (Moraceae) based on ribosomal DNA sequences and morphology,
.American Journal of Botany, 87 (9), 2000, pp. 1342-1357

Darwin, C., El origen de las especies, Planeta Agostini, Barcelona, .18


.1992, pp. 57-79

Ehrlich, P. y Raven, P., Butterflies and plants: a study of.19


coevolution, Evolution, 18, 1965, pp. 586-608 (citado en Odum, ver
.(referencia 1

Dodson, C., Coevolution of orchids and bees, en Gilbert y Raven .20


(editores), Coevolution of animals and plants, University of Texas
.Press, 1975, pp. 91-99

Feeny, P., Biochemical coevolution between plants and their insect .21
herbivores, en Gilbert y Raven (editores), Coevolution of animals and
plants, University of Texas Press, 1975, pp. 3-15

Futuyma, D., Evolutionary interactions among herbivorous insects .22.


and plants, en Futuyma y Slatkin (editores), Coevolution, Sinauer
.Associated Publishers, Massachusetts, 1983, pp. 207-231

Wiley, E.O., Siegel-Causey, D., Brooks, D.R. y Funk, V.A., The .23
compleat cladist: a primer of phylogenetic procedures, University of
‫‪.Kansas, Special Publication, 19, 1991, pp. 113-115‬‬

‫‪Francisco Fontúrbel, Departamento de Ingeniería‬‬


‫‪Ambiental, Escuela Militar de Ingeniería, La Paz, Bolivia.‬‬
‫‪fonturbel@yahoo.es;Carlos Molina, Unidad de Limnología,‬‬
‫‪Universidad Mayor de San Andrés, La Paz, Bolivia.‬‬
‫‪camoar6088@hotmail.com‬‬

‫أصل النظام العصبي موجود في السفنج؟!‬

‫يكتشفون أثراً معبراً حول الصول التطورية للجهاز العصبي عند دراسة الجينوم لسفنج بحري‪.‬‬
‫الذي يكون منتمياً لمجموعة معتبرة من أقدم الحيوانات‪ .‬هذا الكتشاف منشور في بلوص ون‪.‬‬
‫واحدة من القوى الكثر اهمية التي تدفع العلم تكون المعرفة أكثر قليلً حول ذواتنا نفسها ككائنات‬
‫بشرية‪ ,‬معرفة من أين أتينا‪ ,‬معرفة أصل نوعنا‪ ,‬من كل ما كان قبلنا ومعرفة " الماهية " التي‬
‫تشكلنا بالعمق‪ .‬هذا يكون ذات الشيء اذا كنا نبحث في العمق الكوني للموجات المجهرية أو في‬
‫الجينوم لكائن بدئي‪.‬‬
‫كثير من صفاتنا ل تكون مقتصرة على نوعنا‪ .‬يكون صحيحا ً بأن بعض تلك الصفات حاضرة فينا‬
‫بشدة وأنها ل تمتلك أية مقارنة في أي نوع آخر‪ .‬الثقافة والذكاء لغوريلل أو حوت تكون بعيدة‬
‫كثيراً عما لدينا‪.‬‬
‫يكون صحيحاً بأننا نتقاسم الكثير من جيناتنا مع الوائل‪ ,‬لكن نكون بل شك مختلفين‪.‬‬
‫ولو أنه فقط ينقص امعان النظر في عيون شمبانزي لنأخذ بحسابنا ما يقترب مما عندنا‪ .‬ينقص‬
‫فقط تلك " الشرارة اللهية " لجل الكائن البشري‪ .‬ربما في يوم ما نجدها وسنستطيع خلق‬
‫شمبانزي عبر نقل جينات ذكية‪ ,‬لكن حتى الوصول لذاك اليوم الكوبيرنيكوسي } ليس لدي شك‬
‫بأنه سيقع { سنتابع المقارنة مع غيرنا من الكائنات التي تسكن الرض وسنتابع حساباتنا في‬
‫هرمية متخيلة ومغلوطة لجوهر البشر‪.‬‬

‫ذاتياً نستخدم مقياسا غير معقول " المسافات التطورية " بيننا وبين باقي الكائنات الحية‪ .‬نعتقد‬
‫مصيبين بأن نفسنا‪ ,‬أو الذي يجعلنا بشرًا‪ ,‬يكون في أدمغتنا‪ .‬ذكرياتنا‪ ,‬مشاعرنا‪ ,‬تطلعاتنا‪,‬‬
‫شخصيتنا تقيم في دماغنا‪ .‬لكن نظن أدنى من تلك الكائنات الحية التي تفتقر لدماغ‪.‬‬
‫ف بالنباتات لعدم امتلكها لجهاز عصبي ونراها أدنى من كل الحيوانات لمتلكها جهاز‬ ‫نستخ ّ‬
‫عصبي‪ ,‬تكون نظريا ً " متفوقة "‪" .‬المسافة التطورية" التي نعتقد بقياسها هنا كبيرة جدًا‪ .‬ل‬
‫ينقص القول بان هذا القياس يفتقر للدقة العلمية‪.‬‬
‫الحيوانات التي أيضا تفتقر لجهاز عصبي يجري نفس الحظ‪ .‬هكذ السفنج يكون احيانا غامضا‬
‫كنبات من قبل بعض الخبراء في أعماق البحار‪ .‬بالضافة أن بعض السفنج ينتهي في دورة المياه‬
‫بل تقديم شيء لنا حول صيغته الحياتية ولو أننا نشعرها } شكرا لجهازنا العصبي { مصوبنة‬
‫على جلدنا } ولذلك كثيرة القرب منا {‪.‬‬
‫هؤلء الذين يعملون في أعماق البحار ل يمكنهم النشغال عن السماك الحية } سيكون اسمهم‬
‫نيمو أو ل { يستطيعون تقدير جمال تلك الكائنات و‪ ,‬احيانًا‪ ,‬ألوانهم الحية‪.‬‬
‫السفنج كان على هذا الكوكب منذ البدايات الولى للحياة متعددة الخليا‪ .‬كائنات شديدة البساطة‪,‬‬
‫لكن احيانا يمكن تعلم الكثير من كائنات أكثر بساطة‪ .‬ل تمتلك جهاز عصبي‪ ,‬يكون مؤكدًا‪ ,‬لكن‬
‫بحسب آخر الدراسات أن أوائل السفنجيات أخبرتنا مع اللبنات الجينية بأنه متأخراً أعطت شيئا‬
‫مشابهًا‪.‬‬
‫بشكل محسوس كثير من العناصر الجينية التي أعطت مكانة للوصلت العصبية وهذه تكون‬
‫حاضرة في السفنجيات‪ ,‬أو على القل في النوع أمفيميدون كينسلنديكا التي جينومها وجد‬
‫مؤخرًا‪ .‬لكن الكثر إدهاشا ً يكون بأن بروتينات محددة تحتوي " توقيعا ً " أو صفة تشير بأنه على‬
‫الرجح خليا السفنج تعمل مع غيرها بطريقة مشابهة لما تعمله العصبونات‪ .‬هذا يدفع أصل‬
‫الجهاز العصبي للوراء زمنيًا‪ ,‬كثيراً قبل ما اعتبره العلماء قبل كل شيء أمراً مشكوكا ً به‪.‬‬
‫يكون صعبا جداً تحديد أصل شيء بكل هذا التعقيد كالجهاز العصبي‪ُ .‬يعتقْد بأن أول عصبون ظهر‬
‫منذ ‪ 600‬مليون عام في كنيداريانوس ‪ ,‬كائنات بين سللتها نعرف اليوم العدار } حيوان مائي {‪,‬‬
‫شقار البحر وقناديل البحر‪.‬‬
‫على العكس‪ ,‬السفنج يمثل المجموعه الحيوانية الكثر قدما ً والمعروفة‪ ,‬بل عصبونات ول‬
‫وصلت عصبية‪ .‬تكون حيوانات بسيطة جداً بل أعضاء داخلية والتي تعيش عبر تنقية المياه التي‬
‫تحيطها‪ .‬الوصلت العصبية تشكل التصالت التي تستخدمها العصبونات للتواصل بينها نفسها‪.‬‬
‫بل وصلت عصبية لن يوجد ذاكرة‪ ,‬ول تعليم‪ ,‬ول مشاعر ول أية صفة عقلية‪.‬‬
‫الباحثين من جامعة كاليفورنيا في سانتا باربارا تحّروا الجينوم للسفنج لثبات اذا كان بعض‬
‫الجينات ترتبط مع الوصلت العصبية كانت حاضرة فيه‪ .‬ممعنين النظر بالماضي البعيد ما يقارب‬
‫‪ 600‬مليون عام حيث ظهر الجهاز العصبي‪ ,‬قارئين حول كتاب جيني والذي ُحفظ من وقتها بشكل‬
‫كامل تقريبا ً لجل حث العصبونات لدماغنا‪.‬‬
‫مذهل العثور عليها‪ .‬بالضافة‪ ,‬تلك الجينات تظهر عاملة وتعطي مكانة لبروتينات تعمل جزيئياً‬
‫بطريقة موازية لما تعمله معادلتها في الجهاز العصبي البشري‪ .‬التطور غالبا ً تناول تلك البنيات‬
‫الجزيئية وأدخل تعديلت طفيفة لستخدامها مباشرة في وظيفة جديدة لجهاز عصبي أكثر كما ً‬
‫ل‪.‬‬
‫الدراسة كانت ممكنة لنه تم متابعة جينوم السفنج‪ ,‬ولو انه لم يكن ُمذاعا ً بعد‪ ,‬الن جاهز أون‬
‫لين‪.‬‬
‫إذا أعجبك هذا الكتشاف فّكْر بأنه كان لن مجموعة العصبونات التي شكلّْت دماغك هكذا‬
‫أكدوا‪,‬نبهوا وتواصلوا بينهم ذاتهم بطريقة معقدة جدًا‪ ,‬ولو للمعرفة‪ ,‬لكن قواعد تشغيلها‬
‫} عملها { تعود ل ‪ 600‬مليون عام عندما كانت الحيوانات الكثر تطوراً وقتها‪ ,‬في تلك الحقبة‪,‬‬
‫وجدت قوة الفعال المنتجة للخلق والهوى النسانيين‪ ,‬منذ " حلم ليلة صيف " مروراً " بنقد‬
‫العقل الخالص " وصولً "لرواية أوليسيس " لجيمس جويس‪ .‬بعد كل هذا من الممكن أن تكون‬
‫المسافة بين حضرتك وبين اسفنجة ليست بكل هذا الكبر!!!‬
‫انقراض اسماك ما قبل التاريخ‪ ,‬قد مّهد الطريق لظهور الفقاريات‬
‫الحديثة‬

‫الباحثان‬

‫ترجمه من النكليزية الى السبانية‪Kanijo :‬‬

‫حادثة مجهولة الصل‪ ,‬اعطت الفرصة لوصول اوائل الفقاريات الى الرض‪.‬‬
‫هذه الحادثة وفق دراسة حديثة هي‪ :‬انقراض جماعي للسماك منذ ‪ 360‬مليون عام‪ ,‬افسح‬
‫المجال لعادة ضبط الحياة في الرض‪ ,‬عبر مرحلة حديثة للتنوع البيولوجي عند الفقاريات‪.‬‬

‫بحسب تصريحات علماء بجامعة شيكاغو‪ ,‬فإّن النقراض الهائل حصل بذات وقت خروج اوائل‬
‫الفقاريات من المياه باتجاه الرض‪ .‬تلك الكائنات الحية القليلة التي خرجت من عنق الزجاجة‪,‬‬
‫شّكلت نقطة البداية التطورية لكل الفقارياات – بما فيها نحن البشر – الموجودين حاليًا‪ ,‬جاءت‬
‫تصريحات العلماء في مجلة ‪.Proceedings of the National Academy of Sciences‬‬

‫تقول ‪ Lauren Sallan‬طالبة الدراسات العليا بجامعة شيكاغو‪ ,‬ومؤلفة رئيسية بالدراسة‪ ":‬كل‬
‫شيء قد تأّثر‪ ,‬فالنقراض كان عالمّي "‪ " .‬تّم اعادة تعيين لتنّوع الفقاريات في كل وسط‪ ,‬سواء‬
‫في الماء الحلو أو البحري المالح‪ ,‬وهذا أنشأ عالما ً مختلفا ً بشكل كامل "‪.‬‬

‫ففي العصر الديفوني*‪ ,‬الذي يمتد بين ‪ 416‬الى ‪ 359‬مليون عام‪ ,‬والشهير بعصر السماك نظراً‬
‫للكّم الهائل من انواع السماك الحاضرة في الوسط المائي في الرض وقتها‪ .‬فاسماك‬
‫‪ placodermos acorazados‬المتنوعة‪ ,‬مثل ‪ Dunkleosteus‬العملق و‬
‫‪ – crosopterigios‬الشبيهة بالسماك الرئوّية بيومنا هذا – قد سيطرت على المياه‪ ,‬بينما كانت‬
‫انواع مثل ‪ ,actinopterigios‬القرش و ‪ ,tetrapodos‬كانت تشّكل اقلّية‪.‬‬
‫لكن في نهاية الحقبة الديفونية‪ ,‬وبداية الحقبة الفحمية الحديدية**‪ ,‬اختفت اسماك‬
‫‪ ,placodermos‬كما تّم استبدال ‪ actinopterigios‬بالنوع الُمسيطر ‪ ,crosopterigios‬تغّير‬
‫ديموغرافي للن مستمر‪.‬‬

‫تتابع ‪ Sallan‬كلمها‪ ,‬قائلة‪ ":‬العصر الديفوني‪ ,‬معروف بوصفه عصر السماك‪ ,‬لكن النوع‬
‫الخاطيء من السماك "‪ " .‬فتقريبا ً قد ماتت كل النواع المسيطرة في نهاية العصر الديفوني‪,‬‬
‫وكانت ُمستبدلة "‪.‬‬

‫احفور ُمستخدم في البحث‬

‫يقول المؤلف الثاني في الدراسة ‪ ,Michael Coates‬دكتور ومدرس علم احياء العضاء‬
‫والتشريح بجامعة شيكاغو‪ ":‬يوجد نمط من الخدعة بنهاية العصر الديفوني "‪ " .‬كما لو يكن‬
‫هناك استمرار بالدوار‪ ,‬لكن قد تغّير اللعبين‪ :‬تحّول التوزيع جذريًا‪ .‬حدث شيء جعل السّبورة‬
‫نظيفة تقريبًا‪ ,‬وقّلة قليلة تمّكنت من تجاوز المرحلة‪ ,‬حفنة قد اعادت الشعاع بشكل مذهل "‪.‬‬
‫} شرح ادبي لعملية النقراض ونتائجها ببقاء قلية قليلة من الحياء ساهمت بانتشار النواع‬
‫الحية لحقا بشكل مدهش ‪ /‬فينيق {‬
‫وضع العلماء نظرية‪ ,‬منذ زمن طويل‪ ,‬تتعّلق بحادثة ‪ Kellwaser‬بنهايات العصر الديفوني –‬
‫التي ُتعتبر واحدة من " الخمسة الكبرى " من النقراضات التاريخية في الرض – هذه الحادثة‬
‫ي في النواع الحية اللفقارية‪ .‬لكن قيام ‪ Sallan‬و ‪ Coates‬بتحليل‬ ‫تسّببت بحدوث تغّير جذر ّ‬
‫للسجل الحفوري‪ُ ,‬يثبت تغّير ملموس في التنّوع‪ ,‬قد حدث في انقراض ‪ Hangenberg‬الذي‬
‫يعود لتاريخ سابق قدره ‪ 15‬مليون عام‪.‬‬

‫قبل النقراض‪ ,‬كانت قد اعطت اوائل خطواتها نحو الوجود البّري‪ ,‬بعض النواع الحّية مثل‬
‫‪ ,***Tiktaalik‬واوائل الفقاريات رباعية الطراف ‪ tetrapodos‬مثل الكائن المنقرض‬
‫‪ . Ichthyostega‬لكن إثر النقراض‪ ,‬جزء كبير من السجل الحفوري‪ ,‬المعروف باسم " فجوة‬
‫رومر " يفتقر بشكل كامل تقريبا ً للفقاريات رباعية الطراف ‪ , tetrapodos‬وهذا لغز حّير‬
‫علماء الحاثة لفترة طويلة‪ Sallan .‬و زميلها ‪ Coates‬يقترحان عبر بحثهما‪ :‬باّن فجوة ‪15‬‬
‫مليون عام‪ ,‬كانت النجذار**** المتسبب إثر الحادث الهائل المتمثل ب ‪Hangenberg‬‬
‫تقول ‪ ":Sallan‬الفجوة تكون حقيقية‪ .‬شيء تتم رؤيته إثر كل حادثة انقراض تقليديًا‪ ,‬تكون‬
‫طم***** قليلة التنّوع‪ ,‬بسبب‬‫عبارة عن فجوة في سجلت الباقين على قيد الحياة "‪ " .‬لديك ُع ُ‬
‫طم "‪.‬‬‫ابادة القسم الكبر من الكائنات في الُع ُ‬

‫عندما تّمت استعادة للفقاريات رباعية الطراف ‪ tetrapodos‬بالنهاية‪ ,‬كانت على الرجح تلك‬
‫الباقية على قيد الحياة من نوع ‪ tatarabuelos‬التي تنتمي لها اغلبية الفقاريات الرضية‬
‫الراهنة‪ .‬الملمح الفقارية الحديثة – مثل العضاء ذات الخمس اصابع المشتركة بين الثدييات‪,‬‬
‫الطيور والزواحف في الرحم – يمكن ان تكتسب شكلها في هذا السلف المشترك ‪ ,‬كما يقترح‬
‫الباحثون‪.‬‬

‫يقول ‪ ":Coates‬لقد أزالت حوادث النقراض كّم هائل من التنّوع البيولوجي "‪ " ,‬هذا اعطى‬
‫صيغة بطريقة شديدة الهمية‪ ,‬بعدم النتظام في التنوع البيولوجي الذي نراه في وقتنا الراهن "‪.‬‬
‫ل‪ :‬افاد التحليل بحصول تقّدم‪ ,‬ساهم بملء السجل الحفوري للفقاريات‪.‬‬ ‫يتابع ‪ Coates‬كلمه‪ ,‬قائ ً‬
‫ففي السابق‪ ,‬كان يتم تحقيق التقديرات للنقراضات السابقة‪ ,‬باستخدام احفوريات لفقارية‪ ,‬مثل‬
‫احفوريات للرخويات والمحار‪ ,‬والتي تكون متوفرة بكثرة‪ .‬عبر مجموعة كبيرة من المعلومات‬
‫المتصة بالفقاريات‪ ,‬وتقنيات التحليل المستعارة من علم البيئة الحديث‪ ,‬تمّكنت ‪ Sallan‬مع‬
‫زميلها ‪ Coates‬من رؤية تغيرات هامة في تركيب النواع الحية قبل وبعد حادثة انقراض‬
‫‪Hangenberg‬‬

‫تقول ‪ ":Sallan‬انه انقراض هائل‪ ,‬حصل في الفترة التي كانت ُتعتبر كفترة حرجة في تطور‬
‫الفقاريات‪ ,‬والتي لم ُتكتشف خلل فترة طويلة "‪ " ,‬لكن عبر المناهج المناسبة تتضح كامل‬
‫اهميتها "‪.‬‬

‫ما يتابع كونه لغزًا‪ :‬هو ما حدث بالضبط منذ ‪ 360‬مليون عام‪ ,‬والذي تسبب بهذا النقراض‬
‫الهائل‪ ,‬بحسب ما يقوله المؤلفان‪ .‬عثر باحثون آخرين على ادلة تشّكل جليدي هام بنهايات العصر‬
‫الديفوني‪ ,‬المر الذي ساهم بانخفاض هائل بمستوى سطح البحر‪ ,‬المر الذي اّثر على الحياة‬
‫ضمنه‪ .‬امكن تسجيل ظهور اوائل الحراش في بعض المناطق‪ ,‬ايضا تّم تسجيل حصول تغيرات‬
‫كارثّية في الغلف الجوي لجل حياة الحيوانات‪.‬‬
‫يقوم البحث بتوليد تساؤلت تتصل بنموذج التطور الحاصل إثر حادثة النقراض‪ .‬رغم انه ل يكون‬
‫واضحا ً بأن تلك الجماعات التي كانت متواجدة قبل النقراض‪ ,‬لم تستعد عناصرها ‪ ,‬بينما جماعات‬
‫اخرى انتشرت وتنّوعت بصيغ عديدة راديكالية جديدة‪ .‬اضافة لتلك التساؤلت‪ ,‬فإن تبعات تلك‬
‫الحداث ُتوحي بالحاجة لمئات مليين العوام بعدها‪ ,‬يؤكد الباحثان‪.‬‬
‫احفور آخر ُمستخدم في البحث‬

‫ي الحديث "‪" ,‬‬


‫ل‪ ":‬حدث مفصلّي‪ ,‬قد اعطى صيغة التنّوع البيولوجي الفقار ّ‬ ‫يختتم ‪ Coates‬قائ ً‬
‫بالكاد نحن نبدأ وضع هذا الحادث الهام بتاريخ الحياة في هذا الكوكب‪ ,‬وهذا لم نكن قادرين على‬
‫فعله سابقا ً "‪.‬‬

‫هوامش‬

‫* العصر الديفوني ‪ : Devonian period‬جاء بعد السيلوري منذ ‪ 415‬مليون سنة واستمر‬
‫حتى ‪ 359‬مليون سنة وهو ينتمي إلى الحقبة الباليوزية‪ .‬سمي بهذا السم بعد العثور لول مرة‬
‫على حفريات لذلك العصر في منظقة ديفون بإنجلترا‪ .‬وفيه ظهرت منذ ‪ 400‬مليون سنة بعض‬
‫السماك البرمائية وكان لها رئات وخياشيم وزعانف قوية‪ .‬كما ظهرت الرأسقدميات كالحبار‬
‫والشجار الكبيرة‪.‬ومن حفرياته السماك والمرجانيات الرباعية والسرخسيات‪.‬‬

‫** العصر الكربوني الحديدي‪ :Carboniferous period.‬منذ ‪ 299 - 359‬مليون سنة‪.‬جاء‬


‫بعد العصر الديفوني وينتهي بعصر برمي‪ ،‬وينتمي مثلهما إلى النصف الخير من الحقبة البايوزية‬
‫التي بدأت مند ‪ 500‬مليون ستة وانتهت نحو ‪ 240‬مليون سنة‪ .‬يتميز ببداية ظهور الزواحف‬
‫وزيادة عدد السماك حيث ظهر ‪ 200‬نوع من القروش‪ .‬ثم ظهرت الحشرات المجنحة العملقة‬
‫وأشجار السرخس الكبيرة‪ .‬وفي طبقته الصخرية ظهر الفحم الحجري وبقايا النباتات الزهرية‬
‫بالغابات الشاسعة التي كانت أشجارها غارقة في المياه التي كانت تغطي معظم الرض‪ .‬فظهرت‬
‫أشجار السرخس الطويلة وبعض الطحالب كانت كأشجار تعلو‪ .‬وكانت حشرة اليعسوب عملقة‬
‫وكان لها أربعة أجنحة طول‪ .‬وكانت الضفادع في حجم العجل وبعضها له ‪ 3‬عيون وكانت العين‬
‫الثالثة فوق قمة الرأس وتظل مفتوحة للحراسة‪.‬‬

‫*** تيكتاليك )بالنجليزية‪ ،(Tiktaalik :‬هي سمكة تميزت بوجود أقدام لها‪ ،‬وهي من‬
‫الحيوانات المنقرضة‪.‬‬
‫في منطقة القطب الشمالي تم اكتشاف أحفورة ‪ fossil‬تدعى بتيكتاليك روسيه ‪Tiktaalik‬‬
‫‪ Roseae‬وهو من الحافير في المراحل النتقالية ويظهر الحفور بشكل واضح كيف تطورت‬
‫بعض السماك إلى حيوانات برّية‪ .‬ويعتقد العلماء بأن ذلك الحيوان يمکن أن يمثل أحد أهم أجداد‬
‫الحيوانات البرية عندما بدأ بالخروج من الماء إلى اليابسة‪.‬‬
‫رياح باردة ودرجات حرارة منخفضة مجّمدة والكتل الضخمة المنجمدة والتهديدات البيئية‬
‫المستمرة للدبب القطبية دفعت مجموعة من ثلثة العلماء رحلة بحث في تلك المنطقة واكتشفوا‬
‫بالصدفة الكتشاف العظيم في حياتهم‪ .‬المنطقة القطبية التي بحثوا فيها هي جزيرة أللسميرة‬
‫الكندية ‪ Ellesmere‬وهذه المنطقة كانت يسودها قبل ‪ 383‬مليون سنة طقس شبه استوائي‬
‫لطيف الحرارة‪ .‬هذه المنطقة كانت تقع في كتلة الرض )قارة( الوروأمريكية )أمريكا حينها كانت‬
‫مرتبطة جغرافيا بأوربا( في العصر الديفوني ‪ ،Devonian period‬وهذه المنطقة كانت تقع في‬
‫تلك الفترة قرب خط الستواء‪.‬‬
‫تلك المنطقة في ذلك الزمن كانت مليئة بالنهار الصغيرة المتعرجة وكذلك القنوات المائية الضحلة‬
‫وتلك البيئة كانت مثالية للسمكة المترّددة في الزحف إلى اليابسة هذا ما يقوله العلماء الثلثة تيد‬
‫دايشلر ‪ Ted Daeschler‬ونايل شوبين ‪ Neil Shubin‬وفارش جنكينس ‪.Farish Jenkins‬‬
‫بدأت بعثتهم في سنة ‪ 1999‬ولحد الن وجدوا مئات بقايا العظام في صخور متجمدة‪ ,‬ولكن‬
‫الكتشاف الممّيز كان في سنة ‪ 2004‬عندما وجدوا ثلثة نماذج من الحافير التي كانت في‬
‫المراحل النتقالية من التطور بين السمك والحيوانات البرّية‪ ,‬اسم هذا الحيوان هو ‪Tiktaalik‬‬
‫‪ Roseae‬تيكتاليك روسية والسم يأتي من اللغة المحلية هناك في اللغة النوكتيكوك‬
‫‪ Inuktikuk‬ويعني سمكة كبيرة في المياه الضحلة‪.‬‬
‫النماذج المكتشفة لهذا الحيوان تختلف في الطول يتراوح ما بين ‪ 1,5‬متر إلى ‪ 3‬أمتار‪ .‬هذا‬
‫الحيوان له رأس مثلثي مفلطح مثل التمساح‪ ,‬وجسمه العريض المسطح يذّكرنا بالحيوانات التي‬
‫طى بالحراشف )كالسماك( وله زعانف والفك السفلي كما في بقية‬ ‫تمشي على الربع‪ .‬جسمه مغ ّ‬
‫السماك‪ ,‬ولكن بقية تشريحات جسمه تشير إلى ان هذا الحيوان كان منشغل بالزحف إلى اليابسة‪.‬‬
‫كان بمقدور هذا الحيوان دوران رأسه وكتفيه بشكل منفصل عن بعضهما مما أعطاه المزيد من‬
‫المجال في حرية الحركة‪ .‬وفي السماك يكون الرأس مرتبطا بالكتف بشكل لصيق وليس هناك‬
‫عنق للسمكة لذلك إذا ادارت السمكة رأسها يتحرك معها كامل جسمها‪ .‬أضلع )القفص الصدري(‬
‫لتيكتاليك اعرض من مثيلتها في السماك العادية وتكون متراصة في خط بعضها على بعض لذلك‬
‫يكتسب جسمها متانة وصلدة أكثر لكي يتمكن تيكتاليك بدون مساعدة من أحد ان يخرج من الماء‬
‫ويزحف على اليابسة‪ .‬وكذلك فان شكل اذنه الوسطى يشبه كثيرا اذن الحيوانات البرّية التي تمشي‬
‫على الربع‪.‬‬
‫لكن أهم دليل على أن تيكتاليك كان منشغل بالزحف إلى اليابسة هو زعانفه الصدرية‪ ,‬فكل زعنفة‬
‫تتكون من مجموعة صغيرة من العظام ذات مفاصل قابلة للحركة بشكل مشابه تقريبا لما موجود‬
‫في سيقان الحيوانات التي تمشي على الربع‪ .‬العلماء تكمنوا بسهولة من التمييز بين الكتف‬
‫والمرفق ‪ Elbow‬والّرسغ البدائية‪ .‬نتيجة لكل ذلك استطاع تيكتاليك من الستناد على زعانفه‬
‫الصدرية في الزحف‪ .‬بواسطة كتفه المنحني قليل ومرفقه واطرافه )الصابع( تمكنه من وضعه‬
‫مسطحا على الرض وبهذه الطريقة تمكن تيكتاليك من الزحف في قاع المياه الضحلة وكذلك‬
‫الزحف على اليابسة وهذا ما يؤّكده رأسه القابل للدوران وقفصه الصدري المتين‪.‬‬
‫تيكتاليك لديه صفات سمكية وصفات أخرى للحيوانات التي تمشي على الربع‪ .‬ونحن نسميه‬
‫تشبيهاً بسمكة ذات اقدام هذا ما قاله العالم نايل شوبين من جامعة شيكاغو المريكية في عرض‬
‫صحفي لكتشافاته‪ .‬وتيكتاليك ليس هو الحيوان الوحيد المكتشف والذي يمشي على الربع بل‬
‫هناك حيوان آخر قبل ‪ 385‬مليون سنة قبل الن ويسمى باندريخثيس ‪ Panderichthys‬هذا‬
‫الحيوان كان بأمكانه الزحف في القاع الطيني للمياه الضحلة بواسطة زحانفه الصدرية ولكنه كان‬
‫ما يزال حيوانا مائيًا‪.‬‬
‫تيكتاليك هو ليس الحلقة المفقودة في التطور لن مصطلح الحلقة المفقودة غير صحيح علميا لنه‬
‫يوحي بان هناك احفور واحد مفقود يمل الفراغ مع العلم انه هناك سلسلة من الحافير البينية‬
‫يجب حدوثها بين سمكة وحيوان بري يمشي على الربع‪ .‬نستطيع ان نقول ان تيكتاليك يمل بشكل‬
‫ما الفجوة )‪ 10‬مليون سنة( بين أول سمكة زاحفة ‪ Panderichthys‬وأول حيوان بري يمشي‬
‫على الربع‪ .‬وأقدم احافيرها المتبقية ترجع اصلها إلى ‪ 376‬مليون سنة قبل الن‪.‬‬
‫للستزادة عن هذا الكائن الحفوري‪/http://tiktaalik.uchicago.edu :‬‬

‫**** النجذار‪ :‬رجوع المواج بعنف الى عرض البحر‪ ,‬بعد اصطدامها بحاجز ‪ /‬قاموس المورد‬
‫اسباني عربي‬

‫***** الُع ُ‬
‫طم‪ :‬جماعة الحيوانات في قطر او كورة او حقب جيولوجية ‪ /‬قاموس المورد اسباني‬
‫عربي‬

‫الهوامش منقولة ‪ُ /‬يرجى التدقيق‬

‫المصدر النكليزي‬

‫‪http://www.uchospitals.edu/news/2010/20100517-fish-extinction.html‬‬
‫نعيش سويًا‪ ,‬نموت ُفرادى!!‬

‫نمل ‪Temnothorax unifasciatus‬‬

‫فطور ‪Metarhizium anisopliae‬‬

‫بقلم‪Ismael Pérez Fernandez :‬‬

‫انها من الُجمْل الكثر شهرة في مسلسل تلفزيوني اسمه‪ , Lost :‬هذه العبارة المرّكبة كما يظن‬
‫جاك هي ما يتوجب مواجهته خلل تواجده في تلك الجزيرة الغامضة‪ .‬المر الذي لم يكن يعرفه‬
‫حبيبنا جاك على الرجح‪ ,‬بان هذا يظهر ايضا ً كوجهة نظر عند الحشرات الجتماعية‪ ,‬او على‬
‫القل عند النمل من نوع ‪ , Temnothorax unifasciatus‬حيث ان الواقع يكون بموت‬
‫الفراد ُفرادى والذي ُيعتبر‪ :‬تكّيف تطور ّ‬
‫ي جّيد‪.‬‬
‫في الطبيعه‪ ,‬قليلً ما يكون الموت نتيجة الوصول لمرحلة الشيخوخة‪ ,‬تقريبا وبشكل دائم يموت‬
‫ظ في بعض الحيان‬ ‫الكائن نتيجة افتراسه او بسبب عدوى او مرض ما‪ .‬في حالة المرض ُلوِح َ‬
‫ابتعاد الكائنات المريضة والنزواء لتموت بعيداً ُفرادى وتفادي اصابة باقي الجماعة بالعدوى‪ .‬لقد‬
‫اثبت العالمان ‪ Jurgen Heinze, Bartosz Walter‬بأن هذه الظاهرة قائمة عند نوع من‬
‫النمل هو ‪ , Temnothorax unifasciatus‬وانه فعل عبارة عن تكّيف لجل تفادي العدوى‬
‫لباقي النمل‪ .‬تّم نشر بحثهما في ‪ .Current Biology‬تحت عنوان‪Moribund Ants :‬‬
‫‪.Leave Their Nests to Die in Social Isolation‬‬

‫المشكلة الولى التي واجهت العالمان‪ :‬كانت بتحديد فيما لو اّن سلوك النملت المريضة يستجيب‬
‫لستراتيجية طورها النمل لجل حماية باقي الجماعة من احتمالت العدوى‪ .‬من المعروف بأّن‬
‫مسببات مرضية ملموسة تكون قادرة على انتاج تغيير في سلوك مضيفيه محققا ً بهذا فوائد‬
‫محددة‪ ,‬كمثال‪ ,‬تسهيل انتشار هذا العامل الُممرض‪ .‬ففي حالة النملة المصابة بنوع من الفطور‪,‬‬
‫فيما لو تستمر النملة بين رفيقاتها في الجماعة‪ ,‬فان الفطور تلك يمكن ان ينتشر بكل هذه‬
‫الجماعة‪ ,‬لكن هذا سيعني احتمال موت كامل الجماعة لحقا ً ولن يتبقى احد على قيد الحياة‪,‬‬
‫بالمقابل لو ان الفطور تقوم بتعديل في سلوك النملة المريضة ويجعلها تخرج من الجماعة مبتعدة‬
‫لكي تموت بعيداً عن الجماعة‪ ,‬يمكن النظر هنا للفطور بوصفها مستفيدة حيث ان ابواغها‬
‫ستنتشر في الهواء بسهولة‪.‬‬

‫لجل تحديد امكان امتلك النمل لستراتيجية حماية لباقي الجماعة أو استراتيجية بمواجهة‬
‫الفطور‪ ,‬درس العالمان ثلث مجموعات من النمل والتي ماتت لسباب مختلفة‪ .‬فريق منهم كان‬
‫ُمصاب بنوع من الفطور هو ‪ , Metarhizium anisopliae‬فريق آخر كان معرضا ً لكّم هائل‬
‫من ثاني اوكسيد الكاربون ‪ ,CO2‬والفريق الثالث والخير كان لنملت من مستعمرات اخرى‬
‫ولمم تتعرض لي تحّكم في البحث وكانت تموت لسباب مجهولة‪ .‬وجد الباحثان في كل تلك‬
‫الحالت نتائج متشابهة‪ ,‬غالبية النملت كانت تخرج بعيدة عن الخرين والموت وحيدات‬
‫} منعزلت {‪ ,‬المر الذي مّكن الباحثان من استخلص حالة الموت كحالة انعزال اجتماعي لنوع‬
‫النمل ‪ Temnothorax unifasciatus‬بوصفه استجابة لستراتيجية تكيفية عندها لجل‬
‫حماية باقي الجماعة وليس للتحّكم بسلوكها من جانب الفطور‪.‬‬
‫ق‪ ":‬نعيش سويا ً ‪ ..‬نموت ُفرادى " يمكن ان تشّكل القاعده‬ ‫هكذا‪ ,‬يظهر بأن لدى جاك الح ّ‬
‫لستراتيجية حماية باقي الجماعة للكائن الحّي‪.‬‬
‫ِوْرْك النثى*‪ :‬دراسة حول تطور النثى‬

‫غلف الكتّيب‬

‫تأليف‪José Enrique Campillo Alvarez :‬‬

‫بطول صفحات هذا الموضوع‪ ,‬سيتم توثيق تطور الناث بطول مليين العوام‪ ,‬عبر تعرضهن‬
‫لتغيرات جذرّية في اجسامهن‪ ,‬لجل التكّيف بنجاح عند كل ُمستجّد بيئّي جديد‪ ,‬عند كل تغّير بيئّي‪,‬‬
‫ي‪ .‬هذا الموضوع‪ ,‬بالتالي‪ ,‬يشّكل ُموجز السيرة الذاتّية‬ ‫وهذا ما دفع الى تطور كل النوع البشر ّ‬
‫التطورّية لكل الناث اللواتي ُكّن قبلنا‪.‬‬

‫ي‬
‫شجيرة التطور البشر ّ‬
‫ُ‬
‫بحسب البحاث الوراثّية } او الجينية { وابحاث علم احاثة النسان‪ ,‬فاسلفنا الكثر قدمًا‪ ,‬يتمثلون‬
‫بشبه انسان منطقة توجر ‪ /‬كينيا ‪ Orrorin Tugenensis‬وشبه النسان آردي‬
‫‪ ,Ardipithecus ramidus‬اللذين تّم تأريخ حفرياتهما التقديرية بين ‪ 6‬و ‪ 4‬مليين عام‪ .‬يتبع‬
‫هذين النوعين من اشباه النسان البدائّية‪ ,‬عدد من انواع ‪ ,australopithecinos‬التي تتمّيز‬
‫بميزة رئيسّية هي‪ :‬انها قد امتلكت القدرة على المشي على قدمين‪ ,‬الحفور الشهر لها‪ ,‬عبارة‬
‫عن هيكل عظمي شبه كامل لنثى شابة قد عاشت منذ اكثر من ‪ 3‬مليين عام‪ ,‬في اثيوبيا الحالية‬
‫وُيطلق عليها اسم‪ . (Australipithecus afarensis) :‬اعتباراً من ذاك التاريخ‪ ,‬بدأ يظهر‬
‫بقايا احفورية لممثلي الجنس ‪ } Homo‬النسانيات {‪ .‬يبرز هنا النسان المنتصب ‪Homo‬‬
‫‪ ,ergaster‬والذي نمتلك له هيكل عظمي كامل لشاب قد عاش منذ مليوني عام تقريبا ً } الشهير‬
‫باسم شاب ‪ Turkana‬في كينيا {‪ .‬هذا السلف قد صنع بعض الدوات من الحجارة‪ ,‬وتغّذى على‬
‫الجيف‪ ,‬السماك والحيوانات الصغيرة‪ .‬غادر النسان المنتصب افريقيا واستوطن في أوراسيا **‪,‬‬
‫حيث تعّرض لعملّية تنّوع هائلة‪ :‬بعضهم ممن استمروا بافريقيا‪ ,‬اعطوا المجال لظهور شبه‬
‫النسان القدم باوروبا ‪ Homo antecesor‬منذ حوالي مليون عام‪ ,‬واللذين قد تفّرع منهم بوقت‬
‫متأخر انسان نياندرتال والنسان العاقل‪ ,‬ما يعني نحن‪.‬‬

‫هوامش‬

‫* عنوان البحث الصلي " ورك حواء " ‪ ,‬واستبدلت التسمية نحو العنوان الصح وفق وجهة‬
‫نظري فعذرا من المؤلف السيد‪.José Enrique Campillo Alvarez :‬‬

‫** أوراسيا هي كتلة أرضية مساحتها ‪ 54000000‬كم ‪ 2‬وهي مكونة من قارتي أوروبا وآسيا‪.‬‬
‫تشكلت أوراسيا قبل حوالي ‪ 350‬مليون سنة بعد اندماج القارات‪ :‬سيبيريا وكازاخستانيا وبلطيقا‬
‫)والتي اندمجت مع لورينتيا التي تمثل الن أمريكا الشمالية لتشكل أورأمريكا(‪.‬‬
‫تقع أوراسيا في شمال الكرة الرضية‪ .‬اسم الكتلة مركب من كلمتي "أوروبا" و"آسيا"‪ .‬اعتبرها‬
‫العديد من الجغرافيين كقارة واحدة مثل المريكيتين وأفريقيا‪ ،‬حيث أن القارتين غير منفصلتان‬
‫بمحيط أو بحر كبير‪ .‬قسم الغريق العالم إلى ثلث مناطق‪ :‬آسيا وأوروبا وأفريقيا‪ ،‬وهذا‬
‫الستخدام ل يزال سائداً حتى الن‪.‬‬
‫يوجد أيضاً تقسيم آخر هو أوراسيا الشرقية والغربية‪ .‬تمثل أوراسيا الغربية أوروبا والشرق‬
‫الوسط‪ ،‬كما يضيف إليهما البعض شمال أفريقيا لكون المنطقة منفصلة عن بقية أفريقيا بواسطة‬
‫الصحراء الكبرى‪ .‬وتمثل أوراسيا الشرقية بقية آسيا عدا منطقة الشرق الوسط منها‪.‬‬

‫الهوامش منقولة ‪ُ /‬يرجى التدقيق‬

‫الِوْرْك والتطّور‬

‫عند القيام باجراء مقارنة بين حوض الشمبانزي الراهن‪ ,‬وحوض شبه انسان‬
‫ي‪.‬‬
‫‪ ,australopitecino‬وآخر لكائن بشر ّ‬

‫نجد ان حوض الناث‪ ,‬اضافة لسماحه بالتنّقل وتحّمل جزء هام من وزن الجسم‪ ,‬يجب ان يسمح‬
‫بالولدة‪ .‬الحوض المتمّدد‪ ,‬الذي يمّيز حوض القردة‪ ,‬يسمى حوض " مشدود "‪ ,‬الذي يساعد‬
‫القردة عند التنّقل على أربعة قوائم‪ ,‬على القدمين وعلى راجبة اليدي } عظمة صغيرة عند مفصل‬
‫سلميات الصابع ‪ /‬قاموس المورد اسباني عربي { ‪ .‬عند بدء المشي على قدمين‪ ,‬تعّدل الحوض‬
‫لجل تحّمل وزن الجسم‪ ,‬وتوزيعه على عنصري دعم‪ ,‬هما‪ :‬الساقان‪ .‬كان حوض نوع‬
‫‪ australopithecinos‬ذو شكل مرّبع اكثر من مستطيل‪ ,‬وهذا ما ُيطلق عليه حوض " مضغوط‬
‫ي‪.‬‬
‫"‪ .‬بلغ هذا الحوض أْوَجهُ عند ظهور الحوض البشر ّ‬

‫جبّلت الهوّية والتجاه الجنسّي‬

‫فروقات في حجم المراكز الدماغّية المتصلة بالتوّجه الجنسي‪.‬‬

‫النواة ضمن الوطاء* الداخلي )‪ ,(INAH-3‬التي تحّدد النجذاب الجنسّي وفق حجمها‪ ,‬والذي‬
‫يكون أكبر حجما ً عند البشر غيريّي الجنس )‪ (Hht‬منه عند المثليين جنسياً )‪ (Hhm‬أو عند‬
‫الناث )‪ .(M‬ما يعني‪ ,‬حجم كبير لهذه المنطقة الدماغّية سيحّدد النجذاب للنثى وحجم صغير‬
‫ض النظر عن الجنس البدنّي الحامل‪ .‬النواة القاعدّية للخاديد النهائّية‬
‫سيحّدد النجاب للذكر‪ ,‬بغ ّ‬
‫‪ ,El Nucleo basal de la estria terminal‬تجّمع آخر لعصبونات الدماغ البشري‬
‫والمتصلة هذه المّرة مع ادراك الجنس الذاتّي الخاص‪ ,‬يبدو اّن حجمها يكون اكبر و ذو اهمّية‬
‫متماثلة في بشر غيريّي الجنس )‪ (Hht‬وبشر مثليين جنسيا ً )‪ ,(Hhm‬ما يعني هؤلء الفراد‬
‫اللذين يعترفون ويقبلون وضعهم كبشر‪ .‬لكن حجمها يكون اصغر بشكل ملحوظ عند الناث )‪(M‬‬
‫وعند المخنثين من ذكر الى انثى )‪ ,(Thm‬ما قوله‪ :‬عند اولئك الفراد اللذين يشعرون بامتلكهم‬
‫جسد اناث‪.‬‬

‫هوامش‬

‫* الوطاء ويسمى أيضا تحت المهاد‪ ،‬المهاد التحتاني والهيبوثالمس‪ ،‬يعتبر الوطاء حلقة الوصل‬
‫بين الجهاز العصبي والجهاز الفرازي من خلل الغدة النخامية ‪،‬يحتل الوطاء الجزء الكبر من‬
‫الدماغ المتوسط حيث يقع أسفل المهاد وفوق ساق الدماغ‪ ،‬ويوجد الوطاء في أدمغة جميع‬
‫الثديات والبشر‪.‬‬
‫يؤدي الوطاء وظائف حيوية للجسم حيث يضبط بعض عمليات اليض وبعض الفعال‬
‫اللإرادية ‪،‬ويقوم أيضا بإنتاج وإفراز الهرمونات المحررة التي تقوم بدورها بضبط عملية إفراز‬
‫الهرمونات في الفص المامي للغدة النخامية ‪،‬كما يحتوي على مراكز التحكم بالجوع والعطش‬
‫ودرجة حرارة الجسم ‪،‬يرتبط الوطاء بالجهاز الجوفي الذي يعتبر المسؤول الرئيسي عن التحكم‬
‫بالعواطف والنشطة الجنسية من خلل العصبونات المفرزة للهرمون المحرر لموجهة الغدد‬
‫التناسلية‪.‬‬
‫ناتي التروية الدموية للغدة النخامية من الشريان السباتي‬
‫والغدة النخامة الخلفية من الشريان النخامي السفلي‬
‫يغذي الجزء السفل من الوطاء مع السويقة النخامى الشريان النخامي العلوي‬
‫والذي يكون في هذه المنطقة سريرا شعريا‪ ،‬وتعود وتتحد في اوعية جديدة تصل إلى النخامى‬
‫المامية ‪,‬وهنا تتحول مرة أخرى إلى‬
‫سرير شعري يغذي النخامة المامية‪.‬هذا الشكل التشريحي يسمى ب‪:‬الجهاز البابي الوطائي‬
‫‪-‬النخامي وعن طريقه يتم تحكم الوطاء‬
‫بواسطة هرموناته المطلقة في النخامة المامية‬
‫توجد عصبونات منتشرة في منطقة الوطاء ولكنها تختلف عن عصبونات الجهاز العصبي‬
‫المركزي بانها ل تحمل الشارات العصبية‬
‫حيث تقوم هذه النهايات العصبية بافراز هرمونات يطلق عليها اسم العوامل المطِلقة ‪,‬وحيث ان‬
‫نهايات هذه العصبونات تصل إلى البارزة الناصفة وتفرز هناك حيث‬
‫يحملها الجهاز البابي الوطائي‪-‬النخامي إلى انسجة النخامى المامية مؤثرا عليها‪.‬‬

‫الهوامش منقولة ‪ُ /‬يرجى التدقيق‬

‫تنسيق المهبل والتطور‬


‫ي انثى من اناث الثدييات‪ ,‬عندما تمشي على اربع قوائم‪ ,‬يكون مهبلها بوضع افقي‪ ,‬يميل الى‬ ‫في أ ّ‬
‫السفل‪ .‬في تلك الظروف‪ ,‬فيما لو تمشي فوريًا‪ ,‬إثر تلقيها ليلج ذكري‪ ,‬فسيكون الحتفاظ‬
‫الحيوانات المنوية سهلً ضمن المهبل‪ ,‬حتى لو كان القضيب صغيراً ل يصل لعمق كبير‪ .‬عند انثى‬
‫البشر‪ ,‬نظراً لتنسيق جهازها التناسلي‪ ,‬عندما تكون واقفة على قدميها‪ ,‬مهبلها يكون متوجها ً الى‬
‫المام ونحو السفل‪ .‬في هاتيك الظروف‪ ,‬المشي فوريا ً إثر تلقي اليلج‪ ,‬سيؤدي لخسارة قسم من‬
‫الحيوانات المنوية‪ ,‬بسبب الثر البسيط للجاذبّية الرضية‪.‬‬

‫تطّور المؤانسة } ُحسن المعاشرة {‬


‫تطور نماذج التجّمع القرابّي عند اشباه النسان‪.‬‬
‫منذ ‪ 6‬مليين عام‪ ,‬سكنت آردي ‪ Ardipithecus ramidus‬في حرش استوائّي غنّي بالوراق‪,‬‬
‫نباتات طرية وفاكهة‪ ,‬ومن الُمحتمل ان هؤلء السلف قد تجمعوا في مجموعات لزوجات عديدة‬
‫مع ذكر ُمسيطر وحيد‪ ,‬كوضع مشابه لما نجده عند تجمعات الغوريلل بيومنا هذا‪ .‬لقد واجه نوع‬
‫ي شيء‬ ‫شبه النسان ‪ Australopithecus afarensis‬ظروفا ً حياتّية اكثر قساوة‪ :‬فقد اكلوا ا ّ‬
‫عثروا عليه‪ ,‬خصوصاً جذور النباتات واشياء نباتية قاسية اخرى‪ .‬المشي على القدمين وحصول‬
‫تعديل في محيطهم البيئي‪ ,‬قد اجبرهم على التجّمع بجماعات ذكور واناث‪ ,‬بصيغة شبيهة بالحاصل‬
‫عند الشمبانزي اليوم‪ .‬شبه النسان المنتصب ‪ El Homo ergaster‬بحجم دماغه وقدرته على‬
‫انشاء ادوات حجرية‪ ,‬امكنه حّل مشكلة الفقر بالغذاء عبر قيامه بالصيد‪ .‬صغارهم ُولدوا بحال‬
‫يحتاج رعاية وحماية لمدة زمنية غير قصيرة‪ ,‬المر الذي شّجع التزاوج الكثر استقرارًا‪ ,‬لكن‬
‫ضمن جماعة من الذكور والناث‪ .‬النسان العاقل القديم‪ ,‬المزّود بالذكاء‪ ,‬القادر على تصنيع‬
‫اسلحة فّعالة والسيطرة على النار‪ ,‬قد واجه اختباراً قاسيا ً بعصور الجليد‪ .‬ساهمت رعاية الصغار‬
‫بتقوية وتنشيط التعاون بين الذكر والنثى‪ .‬تّم تعزيز الثقة بالزوجين ضمن الجماعة او القبيلة‪ .‬قام‬
‫النسان العاقل الحديث بتطوير الزراعة ورعاية الماشية‪ ,‬اعتباراً من نهاية العصر الجليدي‪ .‬قام‬
‫بانشاء المدن وابتكر القوانين‪ ,‬والعراف الجتماعية والدين‪ .‬قام بشرعنة اقتران الذكر والنثى‪,‬‬
‫عبر صيغ متنوعة وعبر الزواج على وجه الخصوص‪ .‬تّم تعزيز الثقة بمفهوم العائلة‪.‬‬

‫الولدة المبّكرة عند البشر‬


‫عند ولدة الشمبانزي‪ ,‬إثر فترة حمل قدرها‪ 32 :‬اسبوع‪ ,‬يكون حجم دماغها معادل الى ‪ %33‬من‬
‫حجم الشمبانزي البالغ‪ .‬تبّين احفوريات شبه النسان ‪ australipitecinos‬وفي حالة لوسي‬
‫‪ Lucy‬منذ ‪ 3‬مليين عام‪ ,‬انها قد امتلكت شيئا مشابها ً لما تمتلكه الشمبانزي اليوم‪.‬‬
‫فيما لو تتبع الكائنات البشرية للقاعده العامة لعلم الحيوان‪ ,‬نسبة لمّدة الحمل وحجم الجسم‪ ,‬فإّن‬
‫ي يجب ان تكون ‪ 16‬شهر‪ ,‬اي ما مجموعه ‪ 64‬اسبوعًا‪ .‬اضافة لن اطفالنا‪,‬‬ ‫مدة الحمل البشر ّ‬
‫باتباعهم للقاعدة عند باقي الرئيسيات‪ ,‬فسيولدون مع دماغ بحجم ‪ %33‬من حجم دماغ البالغ‪.‬‬
‫لكن وفق ُمعطى حجم دماغ البالغ عندنا كبشر‪ ,‬فإّن قياسات جمجمة الجنين ستكون كبيرة جدًا‪,‬‬
‫ل‪ .‬الحّل الذي اوجده‬ ‫تقريبا حوالي ‪ 500‬سنتمتر مكّعب‪ ,‬وهذا ما يجعل الوضع } الولدة { مستحي ً‬
‫التطور كان عبر مجيء طفل مبّكر للحياة } سابق لوانه {‪ ,‬ما قوله يأتي للحياة ككائن بنصف‬
‫عملية تصنيع‪ ,‬مع دماغ بالكاد يشّكل حجمه ‪ %28‬من حجم دماغ البالغ‪ ,‬وهو يستلزم حقبة‬
‫طويلة من الرعاية والهتمام ما بعد الولدة‪ ,‬لجل اتمام نمّوه خارج الرحم‪ .‬الصورة مصدرها‬
‫‪ National Geographic‬في خريف العام ‪.2000‬‬

‫العلقة بين الرأس والِوْرْك‬


‫الولدة الُمنفردة لنثى القرد‬
‫الحتياج الى العون في الولدة البشرّية‬

‫ضل حضور شخص يقوم‬ ‫على الرغم من امكان حصول الولدة المنفردة لنثى البشر‪ ,‬لكن غالبا ً ُيف ّ‬
‫بالتوليد‪ .‬بسبب المشي على القدمين‪ ,‬قد عانت عظام الِوْرْك من حصول تعديلت هامة نسبة لما‬
‫ي } من الزوايا او الزاوية {‪ ,‬كما‬ ‫حصل عند باقي الرئيسيات‪ ,‬وتشّكل قناة الولدة وضع زاو ّ‬
‫يشّكل الرحم زاوية مستقيمة مع المهبل‪ .‬سيتوجب على الجنين القيام بسلسلة من الدورانات‬
‫للرأس والكتاف لجل التقّدم خلل هذا المقطع المتعّرج‪ .‬عند الولدة‪ ,‬يستند تاج راس الطفل الى‬
‫عانة الم‪ .‬هذا يسمح للم برؤية الجزء السفل من راس طفلها فقط‪ .‬في هذه الوضعية‪ ,‬ففيما لو‬
‫تحاول الم ذاتها مساعدة ابنها بالخروج وولدته‪ ,‬يمكنها ان تسّبب الذّية للنخاع الشوكّي نظراً‬
‫للنحناء الكبير للعمود الفقري‪ .‬ايضا سينتج كثير الصعوبة فصل الم لبنها عن الحبل السّري فيما‬
‫لو يكن مرتبطا ً بالُعنق‪.‬‬

‫التغذية وخصوبة النثى‬


‫الجوع الشديد‪ ,‬ما يعني‪ ,‬فقر مستمر بالغذية‪ ,‬ما يتسّبب بتخفيض نسبة الدهون ونحافة مترتبة‬
‫عنها‪ .‬فعندما يتم افراغ الخليا الشحمية‪ ,‬تمتنع عن تحرير هرمون اللبتين * وتركيزه يتضاءل في‬
‫ث الحساس بالجوع‬ ‫الدم‪ .‬عندما تكتشف النوى الوطائّية للدماغ لهذا النقص في اللبتين‪ ,‬تقوم بح ّ‬
‫لجل دفع الفرد للبحث عن الطعام‪ .‬فيما لو يستمر هذا الوضع‪ ,‬وتتدهور نسبة الدهون الجسدية‬
‫الى اقّل من ‪ ,%10‬يقوم الوطاء بتحرير هرمون **‪ ,CRH‬الذي يقوم بتحفيز افراز هرمونات‬
‫الستريس***‪ ,‬كالكورتيسول ‪ . Cortisol‬في هذه الظروف من النحافة الشديدة‪ ,‬يقوم الوطاء‬
‫ظم ‪ ,(gonadotrofina (LHRH‬الذي يكبح افراز‬ ‫بتخفيض انتاج الهرمون الُمن ّ‬
‫‪ gonadotrofina LH‬و ‪ FSH‬في الغّدة النخامّية ****‪ .‬تلك الهرمونات تقوم بضبط عمل‬
‫الُغدد التناسلّية‪ ,‬فعند انخفاض مستوى حضورهم في الدم‪ ,‬سينتج كبح لنشاط الخصيتين‬
‫وللمبيضين‪ .‬عندما يحتوي الجسم على اقّل من ‪ %10‬من المادة الدهنية‪ ,‬سيحصل تثبيط للباضة‪,‬‬
‫انقطاع الطمث والعقم‪ .‬هذا الجدول ماخوذ من ‪ J.E. Campillo‬العام ‪.2004‬‬

‫تطور عمر مرحلة سّن انقطاع الطمث‬


‫سن ظروف الحياة‪ .‬متوسط‬ ‫لقد ازداد عمر مرحلة انقطاع الطمث } الشهير بسن اليأس {‪ ,‬بتح ّ‬
‫معّدل عمر السكان‪ُ ,‬يقّدر في النقطة التي فيها ‪ :‬خط افقي يوافق ‪ %50‬من الباقين على قيد‬
‫الحياة يتقاطع مع منحني البقاء على قيد الحياة‪ .‬بحسب الخط البياني اعله‪ُ ,‬تقّدر قيمة متوسط‬
‫حياة النثى ب ‪ 20‬عاما ً في مرحلة ما قبل التريخ‪ 45 ,‬عاما ً في العصور الوسطى و ‪ 80‬عاما ً في‬
‫يومنا هذا وفي المجتمعات المتقدمة‪ .‬يتوقف متوسط معّدل عمر السكان على ظروف بيئّية وانماط‬
‫سن في الظروف الجتماعية‪ ,‬الصحّية وفي التغذية‪.‬‬ ‫الحياة‪ ,‬لهذا يتعّدل المتوسط‪ ,‬عندما يحصل تح ّ‬
‫اقصى مّدة حياة متوافقة مع العمر‪ ,‬التي يكون فيها منحني البقاء على قيد الحياة ملمسا ً للمحور‬
‫ق على قيد الحياة‪.‬‬
‫ي با ٍ‬
‫الفقي‪ ,‬ما يعني‪ ,‬عندما ل يوجد أ ّ‬
‫يتوقف هذا الَمْعلَْم***** على الظرف الوراثّي } الجيني { فقط‪ ,‬من المعتاد ان يمّيز كل نوع حّي‬
‫ومن الُمحتمل انه لم يتغّير بطول التاريخ في نوعنا العاقل‪.‬‬
‫يتضح في خطوط شاقولية العمار الفتراضية‪ ,‬التي قد مّر بها عمر انقطاع الطمث‪ ,‬في الحقب‬
‫التاريخية المعتبرة‪ ,‬بالمقارنة مع ما هو حاصل بوقتنا الراهن‪ .‬لقد افادت الفترة القصوى للحياة‬
‫البشرية بتغّير عمر فترة الطمث‪ ,‬فالشيء الوحيد الذي قد تغّير‪ :‬هو النسبة المئوية للناث اللواتي‬
‫احرزن الوصول لفترة انقطاع الطمث‪ .‬في ما قبل التاريخ ‪ ,%10‬في العصور الوسطى ‪ %30‬و‬
‫‪ %90‬في الوقت الراهن‪.‬‬

‫هوامش‬

‫* اللبتين )بالنجليزية‪ (Leptin :‬هرمون بروتيني‪ ،‬ينتجه ويفرزه النسيج الدهني ‪Adipose‬‬
‫‪ tissue‬خاصة النسيج الدهني البيض‪ .‬ويلعب الهرمون دوراً هاما ً في تنظيم تناول الطعام‬
‫واليض )وتتركز مستقبلت اللبتين في تحت المهاد ‪ .(Hypothalamus‬وتؤدي زيادة كمية‬
‫النسيج الدهني إلى زيادة تركيز اللبتين‪ ،‬مما ينتج عنه خفض استهلك الطعام‪.‬‬

‫** هرمون مطلق لموجهة القشرة )بالنجليزية‪ (CRH :‬هو هرمون عديد ببتيد و ناقل عصبي‬
‫يشارك في اٍلستجابة للكرب‪.‬‬

‫*** يمكن القراءة عنه هنا‪http://ar.wikipedia.org/wiki/ :‬‬


‫‪%D9%83%D8%B1%D8%A8‬‬

‫**** الغدة النخامية )‪ (pituitary gland‬غدة تقع في تجويف عظمي في جمجمة النسان‬
‫اسفل الدماغ يسمى السرج التركي لها فصان الفص المامي )النخامة المامية( والفص الخلفي‬
‫)النخامة الخلفيه( يقوم الفص المامي بإفراز هرمونات بعينها بذاته فيفرز ‪FSH، LH،‬‬
‫‪ ،ACTH‬هرمون الحليب ‪ prolactin‬وهرمون النمو ‪ GH‬والهرمون المحّفز لدرقية ‪TSH‬‬
‫بينما الفص الخلفي يخزن الهرمونات التي يفزها الجزء الغدي من الوطاء وينظم افرازها فهو‬
‫يفرز ‪ ADH‬الهرمون المضاد للدرار والوكسيتوسين‪ .‬وهذه الغدد سواء الفص المامي أو‬
‫الخلفي تفرز هرموناتها بتنظيم واداره دقيقة جدا من الوطاء‬
‫و تعتير الغدة النخامية من أهم الغدد في الجسم ويسميها البعض سيدة>مايسترو< الغدد لنها‬
‫المنظمة لباقي الغدد ويوجد هناك علقة بينها وبين الهيبوثالموس‬
‫و إذا زاد إفراز هذه الغدة من هرمون النمو تحدث ضخامة غير طبيعية في الجسم >مرض‬
‫الكروميقالى< ضخامة النهايات والعكس صحيح أي أن قلة أفراز تلك الغدة يؤدي إلي بطء النمو‬
‫وقصر القامة >القزامة< وزيادة افراز هرمون الحليب يؤدي إلى ثر الحليب والعقم وكذلك التثدي‬
‫عندالذكور‪.‬‬

‫***** مقدار متغّير القيمة } بارامتر { تتعّين باحدى قيمه نقطة او منحنى او دالة ‪ /‬معجم‬
‫المورد اسباني عربي‪.‬‬

‫الهوامش منقولة ‪ُ /‬يرجى التدقيق‬

‫التصميم التطوري لفترة انقطاع الطمث‬


‫آلية تطورية لجل ظهور الجّدة‬
‫يوجد لدى انثى البشر حالة تأّخر بالنضج الجنسي‪ ,‬مقارنة مع باقي اناث الرئيسيات‪ 10 :‬سنوات‬
‫عند انثى الشمبانزي و ‪ 15‬عند انثى البشر‪ .‬هذه الخاصّية العامة لنوعنا‪ ,‬تؤّثر بمشاهد مختلفة من‬
‫فيزيولوجيتنا‪ :‬نحن نشّكل نوع حّي ذو بلوغ بطيء } ُنضج بطيء {‪ .‬على العكس من هذا‪ ,‬ففترات‬
‫الخصوبة‪ ,‬التناسل‪ ,‬تكون متشابهة في كل اناث الرئيسيات‪ :‬حوالي ‪ 30‬عام‪ .‬الفارق الكثر اهمية‪,‬‬
‫في القضية التي تشغلنا‪ :‬هو انه عند اناث الرئيسيات‪ ,‬الشيخوخة التكاثرّية تكون مقاربة للعمر‬
‫القصى لها‪ :‬حيث تتوقف عن الباضة لمدة عامين قبل الموت‪ .‬بينما عن انثى البشر‪ ,‬توقف‬
‫الخصوبة‪ ,‬يدوم لحقبة طويلة بعدتكاثرّية‪ ,‬انها حقبة توقف الطمث } سن اليأس {‪ .‬يكون ممكنا ً أن‬
‫ان عمل النتقاء الطبيعي هنا لظهور الجّدة‪ ,‬الذي لم يكن بايقاف التكاثر عند النثى بعمر مبّكر‪ ,‬بل‬
‫بإطالة الحياة إثر توّقف الخصوبة‪ .‬الشكل اعله‪ ,‬تّم تحضيره بناء على معطيات من ‪K.‬‬
‫‪. (Hawkes et. al. (1998‬‬

‫مخاطر العلج الهرموني البديل ‪T.H.S‬‬


‫يحتاج كثير من الناث خلل فترة انقطاع الطمث‪ ,‬لتلقي الستروجين* و ‪ ,gestagenos‬لجل‬
‫تفادي وعلج بعض التعقيدات الناجمة عن توقف الطمث‪ .‬لكن هذا العلج ل يخلو من المخاطر‪.‬‬
‫كما نرى بهذا الشكل فنسبة الثار غير المرغوبة تزداد مع مّدة العلج ومع عمر النثى‪ .‬فترات‬
‫العلج لفترة تمتد لكثر من ‪ 5‬اعوام‪ُ ,‬ينصح بها فقط لتفادي اخطار كبيرة‪ ,‬بحسب معايير الطبيب‬
‫الختصاصي‪.‬‬

‫فوائد ومشاكل الستروجين‬


‫تشّكل الستروجينات الهرمونات النثوية‪ ,‬التي تقوم باتمام وظائف هامة بطول حياة النثى‪ ,‬الى‬
‫ان تتوقف قدرتها التكاثرية ُفجائيا ً بالوصول الى مرحلة انقطاع الطمث‪ .‬في ظروف الحياة‬
‫البدائية‪ ,‬كانت الناث تتعّرض بطول حياتها الخصيبة لتركيزات خفيفة من الستروجين‪ ,‬تكون أقّل‬
‫مما لدى النثى الحديثة‪ ,‬حيث ان كثير من سنواتها الخصيبة قد مّرت دون الدورة الشهرية‪ ,‬عندما‬
‫تكون بحال حمل أو ارضاع‪ .‬عند النثى الحديثة‪ ,‬الساكنة في بلدان متقدمة والتي تقوم بالتحّكم‬
‫بخصوبتها بوسائل عديدة‪ ,‬يتعرض جسمها لتركيزات عالية من الستروجين‪ ,‬خلل اكثر من ‪30‬‬
‫عام‪ ,‬مع بعض النقطاعات القصيرة عند حدوث حالة حمل‪ .‬الرضاعة المومية في مجتمعاتنا ل‬
‫تكون حتمية‪ .‬الطالة الصناعية لتلك المستويات المرتفعة من الستروجين‪ ,‬إثر توقف الطمث‪,‬‬
‫عبر ما يسمى العلج الهرموني البديل ‪ , THS‬يمكنه ان يؤدي لحدوث بعض المشاكل الصحّية‪.‬‬
‫حيث يؤدي استعمال الستروجين لنمو بعض انواع السرطان‪ ,‬خصوصا ً سرطان الرحم وسرطان‬
‫الثدي‪ .‬من جانب آخر‪ ,‬الستروجين عند المرأة بحال توقف الطمث‪ ,‬يقوم بتحقيق فوائد للصحة‪,‬‬
‫مثل‪ :‬تأخير فقدان الكالسيوم من العظام والوقاية من امراض قلبية وعائية‪ ,‬من بين فوائد اخرى‪.‬‬
‫يتوجب على كل انثى بحالة توقف الطمث‪ ,‬ان تراجع طبيبها لتقييم الفوائد والخطار وفق حالتها‬
‫التشخيصية‪ ,‬لتطبيق هذا العلج البديل‪ .‬يبّين الشكل اعله‪ ,‬بعض الفعال‪ ,‬الجيدة والسيئة‪,‬‬
‫للستروجينات على الجسم النثوي‪ ,‬وهو محضر من معطيات منشورة من قبل ‪C.J. Gruber‬‬
‫‪.(et. al. (2002‬‬

‫العضاء التناسلية لنثى البشر ولنثى القرد‬


‫عند اناث الرئيسيات‪ ,‬كباقي الحيوانات رباعية القوائم‪ ,‬ينفتح المهبل نحو الخلف‪ ,‬اسفل الفتحة‬
‫الشرجية واسفل الذنب بالضبط‪ .‬القتران غالبا ً يتم تحقيقه باليلج الذكري في النثى من الخلف‪.‬‬
‫عند انثى البشر واناث اشباه النسان‪ ,‬اعتباراً من نوع ‪,Australopithecus afarensis‬‬
‫وبروز حالة النتصاب والمشي على قدمين‪ ,‬قد حدث تعديل في تشريح الِوْرْك وتّم انتقال للعضاء‬
‫التناسلية الداخلية للنثى‪ :‬الرحم والمهبل‪ .‬واحدة من التبعات لهذا النتقال‪ ,‬كانت فتحة المهبل‬
‫المنتقلة الى الجهة المامية‪ ,‬مع صلحية بطنّية واضحة للفَْرْج‪ .‬لقد سمح هذار بالقتران المامي‪,‬‬
‫وهذا شيء ل مثيل له في المملكة الحيوانية‪ ,‬حيث يمكن لكائنين حيين ان يمارسان التقبيل في‬
‫الوقت الذي يتبادلن فيه الجينات‪.‬‬

‫هوامش‬

‫* الستروجين )بالنجليزية‪ (Estrogen :‬من الهرمونات النثوية يفرزه المبيض وهذا الهرمون‬
‫يتوقف إفرازه عند النثى عند بلوغها سن انقطاع الحيض‪ ،‬ونقص هرمون الستروجين يؤدي‬
‫إلي الصابة بتخلخل العظام ) الهشاشة (‬

‫الهوامش منقولة ‪ /‬يرجى التدقيق‬


‫ي‬
‫ي للجسم البشر ّ‬
‫التصميم التطور ّ‬
‫تأليف‪José Enrique Campillo Alvarez :‬‬
‫تقديم‬
‫نحن نكون حصيلة مليين العوام من التطور البيولوجّي‪ .‬لقد تطورت جيناتنا مكّيفة اجسام‬
‫اسلفنا مع مختلف التغّيرات في البيئة‪ .‬كنتيجة لهذا‪ ,‬يكون التصميم الراهن لجسمنا كتكّيف مستمّر‬
‫مع تلك التغّيرات‪ .‬ولقد كان هذا التصميم فّعاًل‪ ,‬حين سمح لنوعنا بأن يتطور الى الحال الراهن‪,‬‬
‫طي كل الصعوبات البيئّية التي صادفها بطريقه خلل مليين العوام وامتلك دماغ‪ُ ,‬يعتبر‬ ‫إثر تخ ّ‬
‫كبنية فريدة في العالم البيولوجّي‪ .‬لكن في يومنا هذا‪ ,‬الظروف البيئّية الجديدة‪ ,‬والتغّيرات في‬
‫ي لستخدام غير مناسب والجسم يستجيب لهذا الضغط عبر‬ ‫التغذية‪ُ ,‬تخضع تصميمنا التطور ّ‬
‫المراض‪.‬‬
‫القرد البدين‬
‫ي‪ ,‬ارتفاع ضغط الدّم‪ ,‬تصّلب الشرايين‪.‬‬
‫ي وامراض الرفاهّية‪ :‬السكر ّ‬
‫التطور البشر ّ‬

‫لماذا يوجد كثير من الشخاص البدينين؟ لماذا يكون من الصعب خسارة الوزن الزائد؟ لماذا‬
‫ي في العام ‪ 2020‬أكثر من ‪ 300‬مليون شخص؟ سواء في مجتمعات‬ ‫سيتأّثر بمرض السكر ّ‬
‫متقّدمة او في مجتمعات نامية‪ ,‬وهذه المراض وغيرها من امراض الرفاهّية‪ ,‬كامراض القلب‬
‫والوعية الدموية‪ ,‬تؤّثر بشكل هائل على كثير من السكان‪ ,‬بعمر اكثر من ‪ 40‬عام‪ ,‬لكن تبدأ ايضاً‬
‫بالظهور عند ابنائنا‪.‬‬

‫يشّكل كتّيب القرد البدين‪ ,‬قراءة عاجلة‪ ,‬لنه يخطو بنا نحو الفهم‪ ,‬بالتالي‪ ,‬نحو تفادي تلك‬
‫المشاكل الملّحة‪ .‬يقوم الكاتب بتحليل الورقة التي تلعبها جيناتنا في تطور امراض الرفاهّية‪,‬‬
‫سر لنا كيف أن كثير من تلك المراض تأتي من عدم التوافق بين التصميم التطوري لجسامنا‬ ‫ويف ّ‬
‫والستعمال السيء لها‪.‬‬
‫ي ‪ -‬الذي دون‬ ‫قاري هذا الكتّيب‪ ,‬سيرى سيناريو رائع – للعشر مليين عام الخيرة للتطور البشر ّ‬
‫معرفته‪ ,‬لن نتمّكن من فهم التغّيرات في التغذية عند اسلفنا } والتكيفات الستقلبّية التي توّجب‬
‫عليهم تجاوزها { ول فهم نتائج ضغوطات الظروف البيئّية والتغذية التي تؤّثر في يومنا هذا على‬
‫صل له‪ ,‬هذا الكتّيب‪,‬‬
‫ي‪ ,‬والذي " يقوم بالدفاع " عند المرض‪ .‬ما يرغب بالتو ّ‬ ‫تصميمنا التطور ّ‬
‫سوف يساعدنا بالعثور على الدرب الُموصل الى تحقيق صيانة وحفظ هذا التصميم واحراز‬
‫النسجام بين جيناتنا التي تعود الى عصور ما قبل التاريخ وصيغ حياتنا في عصر الفضاء‪ ,‬لجل‬
‫القدرة على التنّعم بحياة صحّية أفضل‪ ,‬وأكثر فرح‪ ,‬قدر المكان‪.‬‬

‫نسبة الوفّيات الراهنة في اسبانيا‬

‫ي بلد متقّدم‪ ,‬تشّكل اسباب الوفاة الرئيسية‪ :‬امراض القلب والوعية الدموية )‪ .(EAC‬لكن‬ ‫في أ ّ‬
‫وبشكل دائم تقريبًا‪ ,‬تكون امراض الوعية القلبية كعاقبة نهائّية لما يسمى‪ :‬امراض الرفاهّية‪:‬‬
‫ي‪ ,‬السمنة الُمفرطة ومشاكل استقلبّية‬
‫ارتفاع ضغط الدم الُمفرط‪ ,‬تصلبات الشرايين‪ ,‬السكر ّ‬
‫دهنّية‪.‬‬
‫متلزمة التمثيل الغذائّي } الستقلب‪ ,‬او اليض {‬
‫يتم تصنيف امراض الرفاه‪ ,‬ضمن مجموعة اسمها المتلزمة الستقلبّية‪ ,‬التي تظهر غالبا ً بذات‬
‫صَمْم " الخليا عند عمل‬ ‫الشخص‪ ,‬وتخضع لذات السبب‪ :‬مقاومة النسولين‪ .‬هذا هو " َ‬
‫النسولين‪ .‬لجل التغّلب على هذه العقبة‪ ,‬يقوم البنكرياس بافراز انسولين اكثر ويقود الى تواجد‬
‫فائض منه في الدم‪ ,‬حيث تسمى هذه الحالة‪ :‬وجود ُمفرط للنسولين في الدم‪.‬‬

‫من لديه المتلزمة الستقلبّية‬


‫في هذا الشكل اعله‪ ,‬تتضح القيم التي يتم عبرها تشخيص امراض الرفاه الرئيسّية‪ :‬البدانة‬
‫ي إثر‬
‫البطنّية‪ ,‬من خلل الكتلة الجسمّية ومحيط الخصر‪ ,‬السكري من خلل رقم سكر الدم القاعد ّ‬
‫ساعتين من الطعام‪ ,‬مشاكل استقلبّية دهنّية عبر رقم الدهون الثلثية والكولسترول في نسبة‬
‫تمركز الشحوم او الدهون‪ ,‬وارتفاع ضغط الدم عبر قيم الضغط الشريانّي‪ .‬ليكون التشخيص وفق‬
‫سمنة واثنين من التجاوزات‬ ‫متلزمة اليض او المتلزمة الستقلبية‪ ,‬يستلزم هذا امتلك ال ُ‬
‫السابقة } سواء في الضغط او في الشحوم مثلً او في غيرها { أيّا ً كانا‪.‬‬

‫عمل النسولين‬
‫عندما يتم هضم اغذية غنّية بالكربوهيدرات*‪ ,‬يقوم الغلوكوز** الظاهر في الدم بح ّ‬
‫ث البنكرياس‬
‫لفراز النسولين‪ .‬هذا الهرمون يحفّز تمثيل الغلوكوز في الكبد‪ ,‬العضلت والنسجة الدهنية‪.‬‬
‫يستخدم الدماغ الغلوكوز دون حاجته للعتماد على النسولين بهذا المر‪.‬‬

‫استقلب شبه النسان آردي*** ‪Ardipithecus ramidus‬‬


‫لقد مّرت اوائل مليين العوام على تطورنا‪ ,‬حيث كنا نعيش في غابات استوائية وافرة الخضرة‬
‫والنباتات‪ .‬لقد كانت تغذية اسلفنا متركزة على العشاب وهي الغنّية بالكربوهيدرات‪ .‬الجميع‬
‫كانوا آكلين للعشب****‪.‬‬

‫هوامش‬

‫* السكريات أو الكربوهيدرات )بالنكليزية‪ (Carbohydrate :‬هي مركبات عضوية تصنف‬


‫ضمن عائلة الفحوم الهدروجينية )الكربوهيدرات( وتحتوي على عدة وظائف غولية )‪،(HO-‬‬
‫تتميز بشكل عام بطعم حلو لذلك تستخدم في الطعمة والشربة للتحلية‪.‬‬
‫تستخدم كلمة سكر بشكل عام في الحياة اليومية للدللة على السكر المستخدم يوميا وهو السكروز‬
‫أحد أنواع السكريات ذات الحلوة الواضحة‪ .‬وهو ما يدعى أيضا بسكر الطاولة أو سكر الطعام‬
‫مشابها لسم ملح الطعام )و هو كلوريد الصوديوم حصرا‪.(.‬‬
‫يعتبر السكروز من السكريات الثنائية )المتشكلة من ترابط سكرين أوليين هما الجلوكوز‬
‫والفركتوز( وهو ذو بنية بلورية صلبة‪ ،‬يستخرج غالبا من قصب السكر أو الشوندر السكري‪.‬‬
‫لكن المصدر الرئيسي للطاقة في الجسم هو السكريات الولية وبالتحديد الغلوكوز )يدعى أيضا‬
‫سكر العنب( وهو موجود بكثرة في الفاكهة ‪ -‬وخاصة العنب ‪ .-‬يستخدم الجلوكوز من الخلية‬
‫الحيوانية مباشرة لتحرير الطاقة‪.‬‬

‫** الجلوكوز أو الغلوكوز أو سكر العنب )بالنجليزية‪ Glucose :‬أو ‪ (Dextrose‬هو نوع من‬
‫السكر ينتج عن عملية التمثيل الضوئي في النبات الخضر‪ .‬ويعد الجلوكوز المصدر الرئيسي‬
‫لطاقة معظم الكائنات الحية‪ ،‬بما فيها النسان‪ .‬ويحتوي عسل النحل وبعض الفواكه ‪-‬مثل العنب‬
‫والتين‪ -‬على نسبة كبيرة من الجلوكوز‪ .‬ويتخذ الجلوكوز الصافي هيئة بلورية بيضاء‪ ،‬وهو يكافئ‬
‫في درجة حلوته ثلثة أرباع السكروز )السكر العادي(‪ .‬وينتمي الجلوكوز إلى فئة من الغذية‬
‫تسمى الكربوهيدرات‪ ،‬وهو يتسم بتركيبه الكيميائي البسيط‪ ،‬ولذلك يمتصه الدم مباشرة من‬
‫المعاء‪ .‬ويصنع الغلوكوز تجاريا ً بمعالجة النشاء بنوع من الحماض تحت ضغط البخار‪ .‬ولو‬
‫تحول النشا كله إلى جلوكوز‪ ،‬فإن المنتج يباع تحت اسم دكستروز‪ ،‬أما إذا كان الناتج خليطا ً من‬
‫الجلوكوز وأنواع أخرى من السكر؛ فإنه يباع في الغرب باسم "شراب القمح"‪.‬‬

‫*** أرديبيتيكوس ‪ Ardipithecus‬هو أحد الجناس الشبيهة بالنسان‪ ،‬يندرج )تحت فصيلة‬
‫هوميناي( عاشت قبل ‪ 4.4‬في العصر البليوسيني المبكر‪.‬‬
‫حاليا تعتبر آردي أقدم هيكل متكامل لشباه النسان‪ .‬إعادة تركيب هيكل آردي أثار أسئلة كثيرة‬
‫حول فرضية مرور تطور النسان بأحد أنواع القردة العليا‪ .‬فبالرغم من أن أردي تتشارك مع‬
‫الشميانزي والكثير من القرود العليا في بعض الصفات إل أن تكوين الهيكل أثبت وجود فوارق‬
‫جوهرية عن ميزات القردة العليا‪ .‬الكشف عن الهيكل العظمي أثار موجة إعلمية في الغرب لمزيد‬
‫من النقاش حول إعادة كتابة تاريخ التطور البشري‪ .‬في حين تناولته بعض وسائل العلم العربية‬
‫على أنه طعن في نظرية التطور لداروين متناسين تفسير وجود أدلة لشباه البشر‪.‬‬

‫**** ملحظة من فينيق‪ :‬حاليًا‪ ,‬يوجد اتجاه عام عند مليين البشر للعتماد بالكامل على الطعام‬
‫النباتّي ‪,‬ونبذ أكل لحم الحيوان وبكل اشكاله وانواعه‪ ,‬وهذا ليس إل عودة الى جذور السلف‬
‫على ما يبدو‪ ,‬انه الحنين الزلّي!!‬

‫الهوامش منقولة ‪ُ /‬يرجى التدقيق‬

‫مقارنة الجهاز الهضمي‬


‫عندما بدأت تقّل الغذية النباتّية منذ ‪ 3‬مليين عام‪ ,‬تحول اسلفنا الى التغذية على اللحوم‪ .‬لجل‬
‫هذا جهازنا الهضمّي )‪ (H‬قد تقّلص حجم المعي الغليظ فيه‪ ,‬مقارنة بباقي الرئيسيات }‬
‫‪ Orantutan‬والغوريلل اضافة للشمبانزي {‪ ,‬حيث انه يشترك بهضم النباتات ويزداد طول‬
‫المعي الدقيق‪ ,‬حيث يتم هضم اللحم والمواد الدهنية‪.‬‬

‫التكّيف الستقلبّي عند السلف لوسي * ‪lucy‬‬


‫منذ ‪ 3‬مليين عام‪ ,‬واجه اسلفنا من نوع ‪ Australopitecinos‬موجة جفاف‪ ,‬اّدت لختفاء‬
‫الغطاء النباتي حيث كانوا يعيشون‪ ,‬شرق افريقيا‪ .‬لول مّرة توّجب عليهم مواجهة حقب وفرة‬
‫وحقب اخرى فيها فقر بالغذية‪ .‬لقد امتلكوا الحاجة لتطوير تكيفات‪ ,‬سمحت لهم بتجميع الطاقة‬
‫على شكل مواد دهنية وافرة‪ .‬هذا التكّيف ُيدعى النمط الجيني المحّقق للوفرة } النمط الجيني‬
‫الُمقتصد {‪ ,‬عبارة عن مقاومة آنسولين في العضلت‪.‬‬

‫تراكم محفوظات المواد الدهنية‬


‫قضى التصميم التطوري بتخزين المواد الدهنية عند الذكر في منطقة البطن‪ ,‬كمكان اكثر راحة‬
‫لجل كائن يمشي على قدمين وعّداء‪ .‬بينما قد توّجب تعديل التصميم عند النثى‪ ,‬بسبب عدم توافق‬
‫تراكم المواد الدهنية في منطقة البطن‪ ,‬مع نمو الرحم الحامل‪ .‬لجل ذلك‪ ,‬قضى تطور التصميم بأن‬
‫ُتراكم النثى المواد الدهنية في الفخذين والِوْرْك‪.‬‬

‫الستهلك الطاقّي في الدماغ‬


‫يشّكل الدماغ عضواً مستهلكا ً لكبر كّم من الطاقة‪ .‬الدماغ البشر ّ‬
‫ي وفق حجمه الُمعطى‪ ,‬يستهلك‬
‫‪ %20‬من كامل الطاقة الستقلبّية‪.‬‬

‫هوامش‬

‫* لوسي هو السم الشائع لمستحاثة هيكل عظمي يحمل الرمز )‪ ،(A.L.288-I‬ويعود لنثى من‬
‫نوع أوسترالوبيثيكوس أفارينيسيس‪ ،‬عاشت وماتت قبل ‪ 3.2‬مليون سنة‪ .‬عثر على المستحاثة‬
‫في أثيوبيا عام ‪ 1974‬في متاهة من الودية الضيقة في عفار بأثيوبيا دونالد جونسون وموريس‬
‫تاييب وتوم جاري‪.‬‬
‫اكتشف لوسي )‪ (A.L.288-I‬في عام ‪ 1974‬في متاهة من الودية الضيقة في عفار في أثيوبيا‬
‫دونالد جونسون وموريس تاييب وتوم جاري‪ .‬وبعد اكتشاف ‪ %40‬من هيلكها العظمي قرر‬
‫العلماء أنها لشبيه النسان أو ما يعرف وصنفت على أنها من نوع أوسترالوبيثيكوس‬
‫أفارينيسيس ‪ .Australopithecus afarensis‬وقدر عمرهابحوالي ‪ 3.2‬مليون سنة‪ ،‬وأنها‬
‫في حياتها بلغ طولها ‪ 1.1‬مترا ووزنها ‪ 29‬كيلوجراما‪ ،‬واستنتجوا أن الهيكل يعود لنثى أطلقوا‬
‫عليها اسم "لوسي" تيمنا بأغنية لفريق البيتيلز البريطاني )لوسي في السماء مع الماسات(‪ ،‬وقد‬
‫كانت الغنية تتردد باستمرار في معسكر التنقيب‪.‬‬
‫في عام ‪ 2000‬تم اکتشاف المستحاثة سلم في أثيوبيا وهي ترجع لطفلة من النوع النتقالي‬
‫‪ Australopithecus Afarensis‬عاشت قبل مايقرب من ‪ 3،3‬مليون سنة من الن‪ .‬استغرق‬
‫استخراجه من المتحجرة من قبل فريق من العلماء زهاء ‪ 6‬سنوات متواصلة من العمل‪.‬‬
‫لوسي في تكوينها التشريحي تشبه إلى حد كبير الشمبانزي‪ ،‬وبالرغم من صغر حجم المخ بالنسبة‬
‫للنسان العاقل فإن عظام الحوض والطراف السفلية تتطابق وظيفيا ً مع نظيرتها عندنا‪ ،‬وتوضح‬
‫بجلء أن شبيه النسان هذا استطاع المشي منتصبا ً علي قدمين‪ .‬في عام ‪ 1975‬اكتشف العلماء‬
‫‪ 13‬هيكلً آخر من نفس الجنس في ما يدل علي الجماعة قد أصيبت بكارثة طبيعية كسيل أو غيره‪.‬‬
‫هذا الكتشاف أدى إلى معرفة الكثير عن حياة هذا الجنس شبه البشري وعلقاته الجتماعية‪.‬‬
‫يعتقد العلماء أن لوسي تمثل إحدى الحلقات النتقالية الهامة بين القردة العليا والنسان وتمثل‬
‫صفاتها التشريحية مرحلة وسيطة بين الصفات التشريحية للنسان الحديث والقردة العليا‪.‬‬
‫و تتمثل هذه الصفات في‪:‬‬
‫• تكوين عظام الحوض والساقين والساعدين مما يؤهلها للمشي منتصبة القامة علي قدمين‪.‬‬
‫• بالرغم من التشابه بين الصفات التشريحية للنسان ولوسي إل أن قدرتها علي المشي ل‬
‫ترقي لقدرة النسان من حيث الكفاءة ومعدلت استهلك الطاقة‪.‬‬
‫• احتفظت لوسي بقدرة علي تسلق الشجار بشكل يقارب قدرة القردة ويتفوق علي قدرة‬
‫النسان علي ذلك‪.‬‬
‫• حجم المخ عند لوسي يعتبر كبيراً نسبيا ً إذا ما قورن بحجم المخ عند القرود‪ ،‬ولكنه يعد صغيراً‬
‫نسبيا ً مقارنة بحجم المخ عند النسان‪.‬‬

‫الهوامش منقولة ‪ُ /‬يرجى التدقيق‬

‫التكّيف مع أكل اللحوم‬


‫خلل المليوني عام الخيرتين من تطورنا‪ ,‬كان النظام الغذائّي لشباه النسان لحم بشكل اساسّي‪.‬‬
‫لقد استلزم هذا المر تكّيفا ً استقلبيًا‪ ,‬وكان مفتاح النمو لمقاومة النسولين‪ .‬فكل آكلي اللحوم‬
‫مقاومي آنسولين‪.‬‬

‫لَِبناْت نمّو الدماغ‬

‫يحتاج الدماغ لبنائه كمّية كبيرة من الحماض الدهنية غير الُمشبعة العديدة كاوميغا ‪ 6‬واوميغا ‪.3‬‬
‫تكون تلك الجزيئات متوفرة كثيراً في السماك‪ .‬لهذا في المنطقة التي حصل فيها القسم الكبر من‬
‫تطورنا‪ ,‬في شرق افريقيا‪ ,‬بين البحيرات الكبرى والمحيط الطلسي‪ ,‬قد وّفرت لسلفنا البيئة‬
‫المناسبة التي يتوّفر فيها تلك اللِبناْت الهامة لبناء دماغنا‪.‬‬

‫مراحل التغذية لتطورنا‬


‫يكون معروفا ً بشكل جّيد حاليا ً الفرع الرئيسية لشجرتنا التطورية‪ .‬هنا يتم وضع العتبار لربع‬
‫مراحل مدروسة بشكل جّيد‪ ,‬عبر الدرب الطويل الذي قد سلكه تطورنا‪ .‬تلك المراحل الربع محّددة‬
‫بوجود احفوريات مختلفة‪ ,‬اضافة لهياكل عظمية كاملة تقريبًا‪ ,‬والمهم انها تمتلك فائدة لتوافقها‬
‫ي بظروف حياة اسلفنا‪ ,‬وعلى وجه الخصوص‬ ‫مع مراحل من تطورنا‪ ,‬قد جرى فيها تغّير جذر ّ‬
‫تغيرات في نماذج التغذية والميل نحو السمنة‪.‬‬
‫التطور والجينوم‬

‫ي } المقونن في جيناته { النتيجة لمليين العوام من التطور‬ ‫يكون تصميم الجسم البشر ّ‬
‫ي تقريبا ً خلل التطور قبل الزراعي‪ ,‬وُيعتبر بكون‬
‫البيولوجي‪ .‬وقد تشّكل كامل الجينوم البشر ّ‬
‫المثل‪ ,‬الذي قد سمح لنا بالتكّيف مع التعديلت التي طرأت في البيئة المحيطة التي واجهها‬
‫اسلفنا‪ ,‬خلل كل مرحلة من مراحل تطورنا‪.‬‬
‫التحّدي الغذائي لتصميمنا‬

‫التحدي الول الذي واجه تصميمنا التطوري‪ ,‬بما يتصل بالتغذية‪ُ ,‬وِجَد في تطوير الحرف اليدوية‬
‫والصناعية‪ .‬لقد صنع النسان الحلوى } السكريات السريعه {‪ ,‬ساهمت تربية المواشي بازدياد‬
‫الدهون‪ ,‬لقد تقّلص عدد وتنوع الغذية التي نستهلكها‪ :‬لقد امتلك شبه النسان ‪ 200‬نوع من‬
‫الغذية المختلفة‪ ,‬بينما نحن الن‪ ,‬بالكاد نمتلك ‪ 50‬نوع‪.‬‬
‫التصميم التطوري والمتلزمة الستقلبّية‬

‫لقد ورث القسم الكبر من الكائنات البشرّية الراهنة‪ ,‬النمط الجيني الُمقتصد‪ ,‬الذي قد سمح‬
‫بالتكّيف والبقاء على قيد الحياة من اسلفنا‪ .‬الصيادين ملتقطي الثمار في الغابات اللذين يتابعون‬
‫شكل الحياة قبل التاريخّية‪ ,‬يمتلكون فائدة منه‪ .‬لكن عندما يخضع النمط الجيني الُمقتصد لظروف‬
‫الحياة الحديثة في المجتمعات المتقدمة‪ ,‬تتم الستجابة عبر المراض‪.‬‬
‫ب الدارويني ‪ِ /‬وْرْك النثى‬
‫الط ّ‬
‫ي‪ ,‬تلك الُمتضمنة في الكتاب المقدس‪,‬‬
‫واحدة من القصص الكثيرة الُمقتربة من اصل الكائن البشر ّ‬
‫حيث يتم تعليق اهمية خاصة على العظم‪ ,‬حيث في سفر التكوين ُيقرأ‪ ,‬التي‪:‬‬

‫ضلَِعِه َوَملَ َمَكانََها لَْحًما‪َ22 .‬وبََنى الّرّب‬ ‫سَباًتا َعَلى آَدَم فََناَم‪ ،‬فَأ ََخَذ َواِحَدةً ِمْن أَ ْ‬
‫أَْوقََع الّرّب اِللهُ ُ‬
‫ضَرَها إَِلى آَدَم‪23 .‬‬ ‫ضْلَع الِّتي أََخَذَها ِمْن آَدَم اْمَرأَةً َوأَْح َ‬‫اِللهُ ال ّ‬

‫ي‪ ,‬مع رواية الكتاب‬‫بينما تلتقي الُمكتشفات العلمية الحديثة‪ ,‬حول اصل وتطور النوع البشر ّ‬
‫المقدس بالشارة لّن العظم قد احتّل الحّيز الهم المسؤول عن لحظة تحولنا الى ما نحن عليه‬
‫اليوم‪ .‬نجد أّن العلم واليمان يختلفان في مشهدين رئيسيين‪ ,‬هما‪ :‬نوع العظم وجنس حامله‪ ,‬فوفق‬
‫الكتاب المقدس كان ضلع آدم‪ ,‬لكن وفق العلم‪ِ ,‬وْرْك حّواء‪.‬‬

‫ي من الناحية الفيزيولوجّية‪ ,‬وانطلقا ً من وجهة نظر فيزيولوجيا علم‬


‫عند النظر الى الجنس البشر ّ‬
‫الغدد الصّم*‪ ,‬وتتم مقارنته مع باقي النواع الحّية في وقتنا الراهن‪ ,‬سيكون مفاجئا ً اكتشاف ان‬
‫ي والتي ل يمكن العثور عليها في انواع حّية اخرى‪ ,‬كلها‬ ‫ص الجنس البشر ّ‬‫كل الميزات التي تخ ّ‬
‫تكون ظاهرة في جسم النثى‪ ,‬كما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬الستقبال الجنسي الثابت واخفاء الخصوبة‪ ,‬ما يعني‪ ,‬ان انثى البشر لديها امكانية استقبال‬
‫الذكر‪ ,‬حتى خارج فترة الخصاب‪ ,‬وعتدما تأتي لحظة الحمل‪ ,‬لن تكون ُمعلنة او مثيرة للنتباه‪.‬‬

‫ي‪,‬‬
‫‪ -2‬الوضع البطنّي عند الجماع‪ ,‬وعلى الرغم من كونها ليست الوضعية الوحيدة للكائن البشر ّ‬
‫ال انها تكون الكثر طبيعية كوضعية جنسية‪ ,‬وتكون الوحيدة عند نوعنا‪ ,‬حيث يتوّجه المهبل الى‬
‫ي حيوان كحالة تزاوج وجها ً لوجه‪.‬‬‫المام‪ ,‬مع فتحت بطنّية للفرج‪ .‬وهذا غير متوفر عند ا ّ‬

‫‪ -3‬الذروة الجنسية النثوية ‪ ,orgasmo femenino‬كأمر نادر جداً في المملكة الحيوانية‪,‬‬


‫ي وظيفة بما يتصل بعملية النجاب‪ ,‬وعلى عكس الذكر فإّن انثى البشر يمكن‬ ‫والذي يظهر دون ا ّ‬
‫ان تصبح بحالة تلقيح حتى عند غياب الذروة الجنسّية‪.‬‬

‫ي للعناصر الكبرى** وللمعادن‪ ,‬وعلى وجه‬


‫‪ -4‬الدورة الشهرّية‪ ,‬اي‪ ,‬تبديد واضح دور ّ‬
‫الخصوص خسارة في الحديد‪ ,‬حيث يطرد الجسم مخاطّية الرحم غير المستعملة عبر المهبل‪.‬‬

‫‪ -5‬فترة حمل صعبة‪ ,‬تستلزم في القسم الكبر من حالتها‪ ,‬الى العون من اشخاص آخرين‪ ,‬وبهذا‬
‫تتحّول الى عمل اجتماعّي او فعل اجتماعّي تعاونّي‪.‬‬

‫‪ -6‬بعض القادمين للحياة قبل اوانهم‪ ,‬يكونوا غير قادرين على الهتمام بانفسهم حتى بلوغ عامهم‬
‫الخامس‪.‬‬

‫‪ -7‬انقطاع الطمث‪ ,‬ما يعني‪ ,‬توقف القدرة التكاثرية‪ ,‬قبل الموت البيولوجي بزمن طويل‪ ,‬وعاقبته‬
‫المباشرة‪ ,‬هي‪ :‬اختراع شخصّية الجّدة‪.‬‬

‫ما هي الهمية التي امتلكتها تلك التغّيرات؟ هل كان بالمكان حصول تطورنا دون نمو تلك‬
‫التعديلت في جسم النثى بنوعنا؟ ينتج بديهيا ً بأّن ل شيء سيخدمنا كمساهمات مورفولوجّية‬
‫هائلة‪ ,‬غددية صمّية واستقلبّية قد نلناها‪ ,‬بطول مليين العوام من التطور‪ ,‬اضافة لنمو دماغنا‬
‫الكبر‪ ,‬لول انه بشكل موازي قد تطّور ِوْرْك قادر على ولدة الجمجمة الضخمة التي يحتويها‪.‬‬

‫هوامش‬

‫* علم الغدد الصّم )‪ (Endocrinology‬قسم من الطب يعتني بدراسة أمراض الغدد الصّم‬
‫وعلجها‪.‬‬
‫الغدة الصماء )بالنجليزية‪ (Endocrine gland :‬هي الغدد التي تفرز منتجاتها مباشرة إلى‬
‫مجرى الدم‪ .‬وتتوزع هذه الغدد في كل أنحاء الجسم‪ .‬إفرازاتها عبارة عن مواد كميائية وبروتينية‬
‫تلعب دورا أساسيا في عمل العضاء وفي تنظيم التوازن الكميائي للجسم‪.‬‬

‫** العنصر الكبر )بالنجليزية‪ (Dietary mineral :‬هو عنصر كيميائي يحتاجه الكائن الحي‬
‫بكميات كبيرة لتغذيته خلل حياته‪ .‬العناصر الكبرى ضرورية بالدرجة الولى لبناء الجسم والخليا‬
‫ولعمل الجهزة الحيوية‪ ،‬وسميت بالكبرى نظراً لضخامة الكميات اللزمة منها مقارنة بالعناصر‬
‫الصغرى‪.‬‬

‫العناصر الكبرى لدى النسان‬


‫هناك أحد عشر عنصراً كبيراً مهما ً لدى النسان وهذه العناصر هي‪:‬‬
‫• الكربون‬
‫• الكسجين‬
‫• الهيدروجين‬
‫• النيتروجين‬
‫• الفسفور‬
‫• البوتاسيوم‬
‫• المغنيسيوم‬
‫• الكبريت‬
‫• الكالسيوم‬
‫• الصوديوم‬
‫• الكلور‬
‫هناك تسعة عناصر كبرى مهمة لدى النبات‪ ،‬تتواجد ثلثة منها بشكل كبير في الطبيعة وهي‬
‫الكربون والكسجين والهيدروجين وهي العناصر الرئيسية في أية مادة عضوية‪ .‬أما بالنسبة‬
‫لبقية العناصر فهي‪:‬‬
‫• النيتروجين‬
‫• الفسفور‬
‫• البوتاسيوم‬
‫• المغنيسيوم‬
‫• الكبريت‬
‫• الكالسيوم‬

‫يسمى النيتروجين والفسفور والبوتاسيوم بالعناصر الكبرى الرئيسية بينما تسمى الثلثة الثانية‬
‫بالعناصر الكبرى الثانوية‪.‬‬

‫الهوامش منقولة ‪ُ /‬يرجى التدقيق‬


‫جزء من نقاش حول تطّور القضيب في‪El Blog Boyacens :‬‬

‫شعار يوناني قديم‬

‫تطور القضيب‬
‫لقد تطّور قضيب الثدييات برأيي‪ ,‬سويا ً مع البظر‪ ,‬ما يعني‪ ,‬بانه قد حصل تطور ُمشترك لكليهما‪,‬‬
‫حيث ان الجهاز التكاثري للناث قد اخذ يتعّقد عند الذكر‪ ,‬لكتساب " آلية " اكثر اهلّية لستمرار‬
‫المتحدرين وعدم حصول النقراض‪.‬‬

‫من جانب آخر‪ ,‬في احد دروس الوراثة بحصص علم الحياء المدرسّية‪ ,‬تّم الحديث عن أّن الجنس‬
‫الذكري قد ظهر اعتباراً من حصول طفرة في الكروموزومات الجنسية النثوية } ‪ xx‬في حال‬
‫الثدييات وكثير من الحيوانات الخرى {‪ ,‬حيث يتم فقدان واحد من اذرعة احد الكروموزومات ‪,x‬‬
‫الذي عبره يكون لدينا الكروموزوم ‪ y‬للذكور‪.‬‬

‫بالتالي يمكن القول بأن الذكور " يأتون " من الناث‪ ,‬وهذا قادني للتفكير بأّن قضيب الثدييات قد‬
‫امكن ظهوره عبر استطالة البظر الذي تمتلكه الناث بالقرب من الفتحة البولية‪ ,‬لنشاء هذه "‬
‫اللية الكثر اهلية " لتأمين وتاكيد تكاثر واعطاء المتحدرين للفرد‪.‬‬

‫ارى ان تطور القضيب‪ ,‬قد حصل وفق عاملين اساسيين‪ :‬التكّيف مع البيئة المحيطة ‪ +‬الوظائف‬
‫النوعّية للنسان‪.‬‬
‫تماما كما حدث مع المشي على قدمين‪ ,‬عبر التكّيف مع البيئة المحيطة والتطور الملموس بحجم‬
‫الدماغ الناتج عن التغّير في النظام الغذائّي‪ ,‬سيكون بديهيا ً أن اجزاء اخرى في الجسم‪ ,‬كالقضيب‬
‫هنا‪ ,‬قد عانى من تغيرات في شكله ُبغية تكّيفه‪.‬‬

‫المصدر‪/http://elblogboyacense.com/2008/05/22/evolucion-del-pene :‬‬

‫السّر الحقيقّي للنمر ذو النياب } النابّي { ‪*Smilodon fatalis‬‬

‫ترجمه من النكليزية الى السبانّية‪.Nicolás Pérez :‬‬

‫ل يتم الخداع بالنياب‪ ,‬ففي تلك النمور النابّية‪ ,‬يترّكز الجزء الكبر من قوتها في الطراف‬
‫المامّية‪.‬‬

‫فالنابان الطويلن اللذان اعطاها هذا السم ككائن ُمنقرض‪ ,‬تشّكل ميزة ُمختلطة } غير واضحة او‬
‫مشكوك فيها {‪ ,‬حيث تنتشر بقاياها في متاحف العلوم الطبيعية على مدار العالم‪ .‬لكن فيما لو كانت‬
‫تلك النياب قاتلة‪ ,‬فإّن طولها الزائد ايضا يجعلها رقيقة وُعرضة للكسر فيما لو حاول دفع الفريسة‬
‫سر كيفية‬
‫ومحاولة الهرب‪ .‬استطاعت الباحثة ‪ Julie Meachen-Samuels‬تقديم فكرة تف ّ‬
‫تطور هذا الجهاز القاتل المؤّقت‪ :‬امتلكت السنورّيات** اطراف أمامّية قوّية بشكل مثير للدهشة‪,‬‬
‫لجل جّر فرائسها بينما استعملت انيابها لجل تقطيعها‪.‬‬

‫ففي دراسة نشرتها مجّلة ‪ ,PLoS One‬أخضع فريق بحث عظام كثير من النمور النابّية )‬
‫‪ (Smilodon fatalis‬لشّعة ‪ X‬وقارنوها مع تنّوع من السنورّيات الراهنة‪ ,‬وبحسب‬
‫‪:Meachen-Samuels‬‬

‫النواع التي يمتلك اعضاؤها طولً اكبر بالعموم‪ ,‬يمتلكون عظام أكثر قّوة‪ .‬مع هذا‪ ,‬فبينما كانت‬
‫عظام السيقان للنمر النابّي ضمن المعدل الطبيعي‪ ,‬كانت عظام الذرع غليظة بشكل استثنائي‬
‫قياسا بطوله‪ .‬ليس هذا فقط‪ ,‬فقد امتلكت الذرع ايضا ً نسيج عظمّي اكثر سماكة } كثافة الطبقة‬
‫الخارجية التي تجعل العظام قوية ومتماسكة‪ " .‬فعندما رأيت ‪ Smilodon‬ادركت انهم امتلكوا‬
‫اذرعا اكثر سماكة في الجانب الخارجي من سنوريات اخرى‪ ,‬لكنني بقيت متفاجئة حين اكتشفت‬
‫ان داخلها اكثر سماكة ايضا ً " {‪.‬‬
‫ض ضعيفة نسبيًا‪ ,‬المر الذي ُيبعد‬‫لقد اثبتت دراسات سابقة بأّن السنوريات قد امتلكت قدرة ع ّ‬
‫النمط العدواني الممكن تخّيله‪ .‬وتحديد سماكة وقوة تلك العظام في الذراع‪ ,‬تقوم بتقوية النظرية‬
‫القائلة بأن السنان الُمفترسة التي امتلكتها تلك السنوريات المنقرضة‪ :‬كانت ُتستخدم بشكل‬
‫ُمختلف في الهجوم على الفرائس‪ ,‬منها عند السنوريات الراهنة او الحديثة‪.‬‬

‫فتآلف الذرع القوية – السنان الحادة‪ ,‬كان ميزة هامة لجل النقضاض على الفريسة‪ ,‬وجّرها‬
‫وتقطيع رقبتها بسرعة‪ .‬بالتالي‪ ,‬كانت تلك النياب جيدة على الرجح‪ ,‬لجل صيد الحيوانات‬
‫الكبيرة‪ ,‬كانواع قديمة من الثيران والجمال‪.‬‬

‫مع ذلك‪ ,‬يقول الباحثون‪ ,‬بأّن تلك السنوريات يمكن ان تكون متخصصة أكثر بصيغتها تلك لجل‬
‫القتل‪ .‬وعندما انقرضت تلك الحيوانات الكبيرة } التي كانت تتغذى عليها { خلل العصر الجليدي‬
‫الخير‪ ,‬جعل من تلك النمور النابّية‪ :‬كائنات غير قادرة على التكّيف مع فرائس جديدة‪ ,‬متسببا‬
‫بالنقراض لهم‬

‫هوامش‬

‫* يمكن القراءة باللغة النكليزية حول هذا الكائن الُمنقرض‪ ,‬هنا‪:‬‬


‫‪http://en.wikipedia.org/wiki/Smilodon_fatalis‬‬

‫** فصيلة السنوريات )بالنجليزية‪ (Felidae :‬أو القططيات من الحيوانات الثديية التي تضم‬
‫الكثير من النواع مثل السود‪ ،‬والببر‪ ،‬والنمور‪ ،‬والفهود‪ ،‬والقطط الليفة والبرية‪ ،‬وأنواع عديدة‬
‫أخرى‪.‬‬
‫تعتبر هذه الفصيلة إحدى الفصائل التسعة التي تشكل ُرتبة اللواحم )آكلت اللحوم( ‪Order‬‬
‫‪ .Carnivora‬وقد ظهرت أولى السنوريات أثناء عصر الوليجوسين ‪ ،Oligocene‬قبل حوالي‬
‫‪ 30‬مليون سنة‪.‬‬
‫وتضم فصيلة السنوريات ثلث أقسام ‪:‬‬
‫• القطية )بالنجليزية‪(Felinae :‬‬
‫• النمرية )بالنجليزية‪(Pantherinae :‬‬
‫• ذات السنان السيفية )بالنجليزية‪ (Machairodontinae :‬الُمنقرضة‬
‫ويعيش في العالم الن ‪ 41‬نوعا ً معروفا ً من السنوريات‪ ،‬والتي أنحدرت جميعها من سلف مشترك‬
‫قبل حوالي ‪ 10.8‬مليون سنة‪ .‬وقد نشأ هذا النوع السلف في آسيا‪ ،‬وانتشر عبر القارات من خلل‬
‫عبوره الجسور الرضية‪.‬‬
‫وتعتبر القطة الليفة أو قطة المنزل ‪ Domestic Cat or House Cat‬أكثر السنوريات ألفة‬
‫للنسان‪ ،‬حيث ارتبطت معه قبل آلف السنوات‪ .‬ويرجع أصلها إلى القطة البرية ‪،Wild Cat‬‬
‫والتي ما زالت تعيش في أوروبا‪ ،‬وأفريقيا‪ ،‬وغرب القارة السيوية‪ ،‬بالرغم من أن تدمير موطنها‬
‫الطبيعي قد حددا من انتشارها‪ .‬وما زال هناك جدال علمي حول فصل النوعين الليف والبري‬
‫كنوعين منفصلين‪ ،‬ولكن أحدث التصنيفات العلمية يفرق بينهما‪.‬‬
‫ومن السنوريات الكبيرة المعروفة السد ‪ ،Lion‬والببر ‪ ،Tiger‬والنمر ‪ ،Leopard‬واليَْغَور‬
‫‪ ،Jaguar‬وأسد الجبال ‪ ،Puma or Cougar‬والفهد ‪.Cheetah‬‬
‫ومن السنوريات الُمتوسطة الحجم الوشق الوروبي‪-‬السيوي ‪ ،Eurasian Lynx‬وأم ريشات‬
‫)كاراكال أو الوشق الصحراوي( ‪ ،Caracal‬والوشق اليبيري أو السباني ‪،Iberian Lynx‬‬
‫والوشق الحمر ‪ ،Bobcat‬والوشق الكندي ‪، Canadian Lynx‬والبج ‪ ،Serval‬وقط السمك‬
‫‪ fishCat‬ومن السنوريات الصغيرة المعروفة القط الليف ‪ ،Domestic Cat‬والقط البري‬
‫‪ ،Wild Cat‬والقط الصحراوي أو ِهر الرمال ‪ ،Sand Cat‬وقط الدغال ‪ ،Jungle Cat‬وقط‬
‫بالس ‪ ،Pallas's Cat‬والقط ذو القدام السوداء ‪ ،Black-footed Cat‬والقط الجبلي الصيني‬
‫‪.Chinese Mountain Cat‬‬
‫كما تضم السنوريات القسم ذات السنان السيفية ‪Subfamily Machairodontinae‬‬
‫الُمنقرضة‪ ،‬والتي تشمل القطط ذات السنان السيفية ‪ Saber-toothed Cats‬مثل السميلودون‬
‫‪ ،Smilodon‬وهي متباينة مع حيوانات مشابهة مثل ثيلكوسميلوس ‪ Thylacosmilus‬أو‬
‫نيمرافيدي ‪.Nimravidae‬‬

‫الهوامش منقولة ‪ُ /‬يرجى التدقيق‬


‫أّم كل البشر الحاليين‪ :‬عاشت قبل ‪ 200000‬عام‬

‫ترجمه من النكليزية الى السبانية‪.Kanijo :‬‬

‫صل علماء احصاء بجامعة رايس بالوليات المتحدة الميركية‪ ,‬لتاريخ ظهور " حواء‬ ‫يتو ّ‬
‫الميتاكونديرّية* ‪ " Eva mitocondrial‬عبر منهج جديد‪.‬‬
‫يؤّكد الختبار الكثر قّوة حتى الن‪ ,‬للروابط الوراثية الجينية لنوعنا الحّي مع " حواء‬
‫الميتاكونديرّية " – الم السلف لكل البشر الحياء حاليا ً – بأنها قد عاشت منذ ما يقرب من‬
‫سست دراسة جامعة رايس على مقارنة اصطفافّية لمجموعة مكونة من ‪10‬‬ ‫‪ 200.000‬عام‪ .‬تأ ّ‬
‫نماذج وراثّية بشرّية‪ ,‬كل نموذج منها مصمم لتحديد متى عاشت حّواء‪ ,‬مستخدمين لمجموعة‬
‫مختلفة من الفتراضات حول الصيغة التي قد هاجر فيها البشر وانتشروا عبرها في كامل الرض‪.‬‬

‫البحث متوّفر اون لين في مجّلة ‪.Theoretical Population Biology‬‬

‫يقول المشارك في الدراسة ‪ ,Marek Kimmel‬استاذ علم الحصاء بجامعة رايس‪ ":‬النتائج‬
‫التي قد توصلنا لها‪ ,‬تسّلط الضوء على اهمّية الطبيعه الحتمالّية للعمليات الحاصلة في الجماعات‪,‬‬
‫مثل النمّو والنقراض "‪ .‬يتابع قائ ً‬
‫ل‪ ":‬النماذح التقليدية المحددة‪ ,‬متضمنة العديد مما تّم تطبيقه‬
‫سابقاً حول تأريخ ظهور حواء الميتاكنديرية‪ ,‬لم تأخذ بحسبانها لتلك العمليات الحتمالية بشكل‬
‫كلّي "‪.‬‬
‫البحث عن حّواء الميتاكونديرّية‪ ,‬عبارة عن مثال للصيغة التي يدرس العلماء عبرها الماضي‬
‫الوراثّي الجينّي لجل فهم أكبر للطفرات‪ ,‬النتقاء وعمليات وراثّية جينّية أخرى‪ ,‬تلعب دوراً هاماً‬
‫في حصول المراض‪.‬‬
‫حيث يقول ‪ ":Kimmel‬لجل هذا نحن مهتمون بنماذج التنّوع الوراثّي الجينّي بالعموم "‪" .‬‬
‫إنها تكون شديدة الهمّية على الصعيد الطبّي "‪.‬‬
‫كمثال‪ ,‬الصيغة التي يحاول العلماء عبرها وصف تاريخ حواء الميتاكونديرية‪ ,‬يعتمد على تقنيات‬
‫سس على التشابهات‬ ‫وراثّية جينّية حديثة‪ .‬يقومون بمقارنة مقاطع جينّية لمتبرعين بالدم‪ ,‬حيث تتأ ّ‬
‫ي‬
‫والختلفات في الجينات الخاصة‪ ,‬يستطيع العلماء تخصيص رقم يصف الدرجة التي يتصل بها أ ّ‬
‫متبرَعْين مع متبّرع آخر‪.‬‬
‫استخدام الجينوم الميتاكونديري‪ ,‬لجل تقييم درجة القرابة‪ :‬تشّكل صيغة يعتمدها العلماء لجل‬
‫تبسيط مهّمة العثور على اسلف ُمشتركين‪ ,‬قد عاشوا منذ زمن طويل‪ .‬هذا يكون معتمداً على‬
‫ي لكثر من ‪ 20.000‬جين‪ ,‬ومقارنة الفروقات بين كل تلك الجينات‪,‬‬ ‫احتواء الجينوم البشر ّ‬
‫بالنسبة لقارب بعيدين‪ ,‬يكون اشكاليًّا‪ ,‬حتى بوجود اجهزة حاسوب ضخمة اكثر سرعة في الوقت‬
‫الراهن‪.‬‬

‫لكن تمتلك الميتاكوندريا – عبارة عن عضيات صغيرة جداً تعمل كمصانع للطاقة ضمن الخليا‬
‫البشرّية – جينومها الخاص‪ .‬اضافة لحتوائها على ‪ 37‬جين‪ ,‬نادراً ما تتغّير‪ ,‬تحتوي على منطقة‬
‫" تغّير ُمفرط ‪ ," hipervariable‬التي تتغّير بسرعه كافية‪ ,‬لجل توفير ساعه جزيئية معيارّية‬
‫بأوقات مماثلة لعمر البشرّية الحديثة‪ .‬وباعتبار أّن الجينوم الميتاكونديري عند كل شخص‪ ,‬تتم‬
‫وراثته من الّم فقط‪ ,‬فكل النساب الميتاكونديرّية تكون أمومّية‪.‬‬
‫لستخلص عمر حّواء الميتاكونديرّية‪ ,‬يتوجب على العلماء تحويل مقادير القرابة بين المتبرعين‬
‫بالدم‪ ,‬الى مقدار زمنّي‪.‬‬

‫يقول المشارك بالدراسة ‪ ,Krzysztof Cyran‬نائب رئيس معهد المعلوماتّية بجامعة‬


‫‪ Silesian de Technology‬في ‪ ,Gliwice‬بولونيا‪ ":‬يجب القيام بترجمة الفروقات بين‬
‫تعاقبات الجينات الى كيفّية تطورها عبر الزمن "‪ " .‬وكيفية تطورهم عبر الزمن‪ ,‬يتوقف على‬
‫نموذج التطور الذي تستخدمه‪ .‬بالتالي‪ ,‬كمثال‪ ,‬ما هو ايقاع الطفرة الوراثّي‪ ,‬وايقاع التغّير هذا‬
‫يكون واحداً عبر الزمن؟ ماذا يوجد في عملية فقدان احتمالّية لتغيرات جينّية‪ ,‬المر المعروف‬
‫باسم النسياق الوراثي } النجراف الوراثّي ببعض الترجمات العربية {؟"‪.‬‬

‫في كل نموذج‪ ,‬تأخذ الجابات على تلك القضايا شكل ُمعاملت – ثوابت عددية‪ُ ,‬متضّمنة في‬
‫المعادلت والتي تعطي جوابًا‪ :‬لمتى عاشت حّواء الميتاكونديرّية‪.‬‬

‫يمتلك كل نموذج افتراضاته الخاصة‪ ,‬وتمتلك كل فرضية متطلبات رياضياتّية‪ .‬لتعقيد اكبر للمور‪,‬‬
‫بعض الفرضيات غير صالحة لجل جماعات بشرّية‪ .‬كمثال‪ ,‬تتبنى بعض النماذج مقولة أّن حجم‬
‫الجماعة ل يتغّير أبدًا‪ .‬هذا ل يكون ملموسا ً بالنسبة للبشر‪ ,‬فلقد نمت الجماعه البشرية بشكل‬
‫استثنائّي خلل اللف الخيرة من الجيال على القّل‪ .‬تفترض نماذج اخرى خليط تاّم من الجينات‪,‬‬
‫ي اثنين من البشر في العالم‪ ,‬سيمتلكان ذات الحتمال لنتاج المتحدرين‪.‬‬ ‫ما يعني أّن أ ّ‬
‫قال ‪ Cyran‬بأّن النماذج الوراثّية الجينّية البشرّية‪ ,‬قد صارت اكثر تعقيداً في العقدين الخيرين‪,‬‬
‫فبحسب الُمنظّرين‪ ,‬فقد حاولوا تصحيح الفتراضات الخاطئة‪ .‬لكن بعض تلك التصحيحات – مثل‬
‫اضافة عمليات التشّعب التي حاولت التقاط دينامّية النمّو للجماعة خلل الهجرات البشرية الَُوْل –‬
‫تكون شديدة التعقيد‪ .‬المر الذي دفعهم لطرح‪ :‬فيما لو أّنه يمكن للنماذج القّل تعقيداً العمل بشكل‬
‫مساوي للتقاط ما قد حصل‪.‬‬
‫يقول ‪ ":Kimmel‬كنا نرغب برؤية ‪ :‬كيف كانت التقديرات نسبة لفتراضات النماذج "‪" ,‬‬
‫وجدنا أّن كل النماذج التي اخذت بالحسبان للحجم الحتمالي للجماعه – كحوادث مختلفة للتشّعب‬
‫– قد اعطت تقديرات متشابهة‪ .‬هذا أمر واعد‪ ,‬بحيث ما تثبته تصفية افتراضات النموذج‪ ,‬أبعد من‬
‫نقطة محددة‪ ,‬يمكن ان ل يكون هاما ً لجل الطار العام "‪.‬‬

‫الصل النكليزي‬

‫?‪http://www.media.rice.edu/media/NewsBot.asp‬‬
‫‪MODE=VIEW&filenum=14646&SnID=1521497554‬‬

‫هوامش‬

‫*المتقدرات )مفردها ُمتَقَّدرة( )‪ (Mitochondria‬أو المصورات الحيوية أو ُحبَْيَبة َخْيِطّية )من‬


‫الغريقية ‪ :μίτος‬خيط؛ و ‪ :χόνδρος‬بذيرة‪ُ ،‬حبيبة( هي عضيات في داخل الخليا الحيوانية‬
‫والنباتية طولها بضع ميكروميترات وعرضها يتراوح من ‪ 0.5‬ميكرو إلى ‪ 1‬ميكرو‪ ،‬يحيط بها‬
‫غشاءان متراكبان‪ ،‬مسؤولة عن توليد الطاقة في داخل الخلية‪.‬‬

‫الهوامش منقولة ‪ُ /‬يرجى التدقيق‬


‫اعادة كتابة التطور‪ ,‬مّرة إثر مّرة‬

‫ترجمه من النكليزية الى السبانية‪.Kanijo :‬‬

‫يؤّكد بعض علماء الحاثة دومًا‪ ,‬بأّن آخر اكتشافاتهم الحفورية " سيعيد كتابة التاريخ التطور ّ‬
‫ي‬
‫"‪ .‬هل المر مجّرد تفاخر‪ ,‬أو يغّير من " معرفتنا " عن التطور جذريًا‪ ,‬عند كل عثور على احفور‬
‫جديد؟‬

‫قّرر فريق بحث من جامعة بريستول التصدي لهذا المر‪ ,‬عبر ابحاث تطال تطور الديناصورات‬
‫والبشر‪ .‬تقترح دراستهم المنشورة في ‪ Proceedings of the Royal Society B‬بأّن القسم‬
‫الكبر من الحفوريات الُمكتشفة‪ :‬ل تخلق فارق كبير‪ ,‬ما يؤّكد‪ ,‬دون أن ُيناقض‪ ,‬فهمنا للتاريخ‬
‫ي‪.‬‬
‫التطور ّ‬
‫هذا يكون ملموسا ً في السجل الحفوري للصول البشرية واقاربها من الرئيسيات‪ .‬فعلى الرغم من‬
‫كون الحفوريات البشرية الباكرة تكون نادرة ‪ ,‬وتخلق الكتشافات الجديدة ضّجة كبيرة في‬
‫المنشورات العلمية ووسائل العلم‪ ,‬والتي تقوم على توزيع الشجرة التطورية للبشر البدائيين‪.‬‬
‫بكلمات اخرى‪ ,‬اغلبية اكتشافات الحفوريات للنواع الجديدة‪ ,‬تمل ببساطة فراغات في السجل‬
‫الحفوري الذي كنا قد عرفنا بأّنه قد ُوِجَد‪.‬‬

‫فكما قال مدير البحث ‪ ":Dr. James Tarver‬الحفوريات البشرية تكون نادرة‪ ,‬واعادة‬
‫ل‪ ,‬ونظرا لتعّدد مواقعها والتي تكون غالبا ً بعيدة‪ .‬قد يتم‬ ‫تركيبها يكون مكلفا ً لّنه يستلزم زمنا ً طوي ً‬
‫دفع بعض العلماء عبر وسائل العلم وناقليها من اعلميين‪ ,‬الى المبالغة حول أهمّية اللقية‬
‫الجديدة والقيام بتأكيدات‪ ,‬مثل" سيغّير هذا النوع الجديد فهمنا كليّا ً "‪.‬‬

‫يكون تاريخ تطور الديناصورات أكثر تعقيداً بقليل‪ .‬فقد تّم العثور على احفوريات جديدة‬
‫للديناصورات في اماكن مختلفة بكل العالم‪ ,‬وفي اماكن لم يتم البحث فيها سابقًا‪ ,‬كما في الصين‪,‬‬
‫اميركا الجنوبية واستراليا‪ .‬هذه الكتشافات تشّكل تحديا ً للفكار الموجودة حول تطور‬
‫الديناصورات‪ ,‬فعلى القل تقول لنا تلك اللقى بأّنه للن يوجد كثير من النواع الجديدة‬
‫للديناصورات هناك في الصخور‪.‬‬

‫قال ‪ Michael Benton‬احد المشاركين في فريق البحث‪ ":‬تلك النتائج تكون هامة "‪ " .‬قد‬
‫يظهر سلبياً القول بأن اللقى الجديدة‪ ,‬تحقق تغيير أو ل تحقق تغيير في وجهات نظرنا‪ .‬مع هذا‪.‬‬
‫العثور عليها ل يعني بأننا نقترب من حالة الشباع في بعض المناطق‪ ,‬هذا يعني باننا نعرف ما‬
‫يكون كافياً عن السجل الحفوري في بعض الحوال بغية امتلك فهم افضل لجزء من شجرة‬
‫التطور "‪.‬‬

‫ل‪ ":‬يمكننا استخدام تلك الدراسات كصيغة توجيه‬ ‫عّلق البروفيسور ‪ Phil Donoghue‬قائ ً‬
‫للبعثات الجديدة } المقصود علماء الحاثة المنقبين عن الحفوريات والعاملين في السجل‬
‫الحفوري {‪ ,‬ففيما لو أّن فهم الديناصورات يكون منقوصا ً في جزء محدد من العالم‪ ,‬أو فيما لو‬
‫أّن جماعة اخرى تعاني من عدم اكتمال بالعموم‪ :‬هنا يتوجب علينا تكريس جهود أكبر في العمل‬
‫والبحث "‪.‬‬

‫النص النكليزي الصل‬

‫‪http://www.bris.ac.uk/news/2010/7193.html‬‬
‫ثمن المشي على قدمين وامتلك رؤوس كبيرة‬

‫بقلم‪.Glenys Álvarez :‬‬

‫الهبوط عن اغصان الشجار‪ ,‬عّقد المسألة التكاثرّية للنوع الحّي‪ .‬حيث شّكل السعي لدامة‬
‫جيناتنا‪ ,‬الدافع الساسي للتطور على هذا الكوكب‪ ,‬وقد بلغ ُبعداً جديداً مع النسان العاقل ‪Homo‬‬
‫‪ .sapiens‬تتنّوع رقصات الغواء وتمنح ثقافاتنا المعّقدة ميزات نوعّية إلى الغزل } أو‬
‫الُمراودة { وإلى النسجام بين الشخاص‪ ,‬وهذا يظهر بوصفه ثابتا ً بين البشر‪ .‬لنأخذ حالة الزواج‪,‬‬
‫كمثال‪ ,‬في كل ثقافة تتم دراسته وفق القياس النتروبولوجي‪ ,‬هذا التحاد بين زوجين يؤدي‬
‫لتكوين عائلة‪ُ ,‬تعتبر الحلقة الساسية لتشكيل كل مجتمعاتنا‪ .‬ربما يختلف الزواج من جماعة‬
‫بشرية الى اخرى‪ ,‬فبعضها أحادي وبعضها الخر متعدد الزواج‪ ,‬بعضها بشكل دائم وبعضها‬
‫الخر بشكل مرحلي او مؤقت‪ ,‬مع ذلك الفكرة تكون اساسية وأولّية بيننا جميعًا‪.‬‬

‫على كوكبنا هذا‪ ,‬قد طّور كل نوع حّي استراتيجيات مختلفة للبقاء على قيد الحياة والتكاثر‪ُ .‬تولد‬
‫هذه الستراتيجيات التي تكون ُمصاغة وفق ميزات متنوعة لكل جماعة‪ ,‬وواحدة من تلك الميزات‬
‫المختلفة هي الطاقة‪ ,‬التي ُتستثمر في التكاثر ورعاية الصغار‪ ,‬دون نسيان أن هذه التكلفة الطاقّية‬
‫تجد اصلها في التفاعل المطلق وغير الممكن تفاديه بين بيولوجية الحيوان والمسكن الذي ينمو‬
‫فيه‪ .‬مع ذلك‪ ,‬لجل فهم سلوكنا الحالي‪ ,‬ل يكون مهما ً الحتياج لمعرفة بيولوجيتنا وثقافاتنا فقط‪,‬‬
‫بل ايضا ً تتّبع المسار الذي اعطانا اوائل خطواتنا مشيا ً على قدمين‪ ,‬عبر دراسة احفوريات‪ ,‬تدقيق‬
‫البحث في الجينومات أكثر وملحظة ما يمتلكه باقي الرئيسيات‪ ,‬باحثين هناك عن اصول سلوكنا‪.‬‬
‫حسنًا‪ ,‬في قضايا رومانسّية‪ ,‬يكون الوضع ذاته‪ ,‬يكون ضروريا ً ان نأخذ بالحسبان للمسار الذي‬
‫اوصلنا الى هنا والسلوك لباقي الحيوانات المنتمين لعائلتنا‪ .‬ملحظة ودراسة تلك المسلكيات ل‬
‫ينحصر فقط في العلم‪ ,‬بل يتصل باليديولوجيات والفلسفات الكثر بروزاً في زمننا‪ ,‬كالنزاع الذي‬
‫ل ينتهي بين الجنسين‪ .‬في الواقع‪ ,‬كتب عالم الحياء التطوري ‪ Robert Trivers‬في العام‬
‫‪ ,1972‬التي‪ ":‬يمكن لواحدنا فعليًا‪ ,‬التحدث عن الجنسين كما لو كانا نوعين مختلفين‪ ,‬فالجنس‬
‫الُمعارض يكون دوما ً المصدر البارز لنتاج اكبر من البناء اللذين يبقون على قيد الحياة "‪ .‬هنا‬
‫يتوجب التذكير بأّن تلك الراء تنتمي لزمنة وثقافات تقوم بتطويرها‪ ,‬لهذا هي بحاجة الى تحديث‬
‫دائم‪ .‬في حين نكتسب معلومة أكثر حول ما نكونه‪ ,‬سنكون بحال افضل لمواجهة التغيرات‬
‫الُمستلزمة لنوع حّي كنوعنا‪ ,‬لوضع قوانين خاصة بنا مث ً‬
‫ل‪.‬‬

‫نعود الى طرحنا الرئيسي‪ .‬حول الكوكب‪ ,‬ل تقوم البيئة بصياغة الحيوان فقط‪ ,‬بل ايضا الحيوان‬
‫يقوم بصياغة البيئة بالتفاق مع جيناته التي تشكله‪ .‬احد اهم المثلة على هذه الديناميكّية‪ ,‬كان‬
‫فعل المشي على القدام وازدياد حجم الدماغ البشري‪ .‬غّير المشي على القدام‪ :‬بنيتنا التشريحية‪,‬‬
‫الحوض وقناة الولدة التي ضاقت لجل تسهيل التنّقل والتوازن‪ ,‬لكن تلك التغيرات قد عّقدت‬
‫الولدة‪ ,‬خصوصا ً عند بشر ُيولدون حاليا برؤوس كبيرة لجل اراحة الحاسبات التي تشكلها‬
‫ادمغتهم‪ .‬هؤلء الطفال ذوي الرؤوس الكبيرة‪ ,‬حيث يعجبنا مجيئهم قبل وقتهم للحياة‪ ,‬مقارنة مع‬
‫رئيسيات اخرى‪ ,‬بدقة لن رؤوسهم وقتها تناسب القناة الضيقة للم الماشية على القدام‪ .‬هذا‬
‫الوضع يجعل الطفل البشري يأتي للحياة بوضع عجز كلّي‪ُ ,‬محتاج لرعاية شاملة‪ ,‬يصف ‪Robert‬‬
‫‪ Wright‬حالة الطفل في كتابه " الحيوان الخلقي ‪ " El animal moral‬بقوله‪ " :‬فّخ‬
‫السود "‪.‬‬

‫ي نحو‬
‫اعطت تلك التحولت بدورها‪ ,‬المجال لتحولت اكثر خلل مليين العوام من الرقص البشر ّ‬
‫تكاثر النوع‪ .‬يأتي اطفالنا حديثي الولدة للحياة بدماغ حجمه ‪ %25‬من حجم دماغ البالغين‪,‬‬
‫مقارنة مع رئيسيات اخرى ُتولد مع دماغ حجمه يبلغ ‪ 35‬الى ‪ %61‬من حجم ادمغة البالغين‪,‬‬
‫وهذا المر يزودنا بسبب عدم امتلك اطفال البشر لمؤهلت حركية ما‪.‬‬

‫لنتوّجه اذا لتلك المهمة الصعبة‪ :‬تقصير فترة الحمل لفساح المجال بولدة طفل عاجز وسابق‬
‫لوانه‪ ,‬لكن ذو قدرة دماغية في الرأس‪ ,‬سيحتاج المولود حديثا ً لمساعده اكبر‪ ,‬المر الذي سيعيق‬
‫الم عن القيام بامور اخرى حيوية‪ ,‬كالبحث عن طعام‪ .‬اضافة لن قدرة الطفل الحركّية تعيقها‬
‫بمواجهة الُمفترسين‪ ,‬حيث ان يديها منشغلتان بالطفل الذي ل يمكنها حمله على ظهرها لحتياجه‬
‫لعناية خاصة عند الولدة‪ .‬هنا يرد ما هو معروف تحت اسم " العقد الجنسي " الذي تحدثنا عنه‬
‫‪ , Helen Fisher‬وهذا الثر المّز } حامض حلو يعني المّز { لما يسمى في علم الحيوان "‬
‫النقلب البوي الذكوري " أو ترميزاً ‪ , MPI‬متغّير ذو تاثيرات هامة في تطور السلوك‬
‫ي‪.‬‬
‫البشر ّ‬
‫يشرح لنا علماء الحياء والحيوان بأّنه عند انواع حّية يكون المعدل ‪ MPI‬منخفضا ً ‪ ,‬ما يعني ان‬
‫الباء فقط يساهمون بوضع السائل المنوي ويختفون‪ ,‬حيث تكون الدينامّية على الشكل التالي‪:‬‬
‫يرغب الذكور دوما بممارسة الجنس‪ ,‬بينما الناث غير متأكدات‪ ,‬فهّن يرغبن بتقييم القدرة‬
‫الوراثية للحيوان الذي سيركونه مع ابن لجل رعايته‪ .‬يتغّير المر عندما يتصف النوع بمعدل‬
‫عالي من ‪ ,MPI‬كحال البشر‪ .‬يكتب ‪ ":Wright‬بصيغة ما‪ ,‬انقلب البوي يجعل من الدينامية‬
‫الساسية بين الذكر والنثى وفق صيغة الستغلل المتبادل } او الستثمار المتبادل { " ‪.‬‬

‫كما قلنا سابقًا‪ ,‬يكون الطفل المولود حديثا ً بحالة عجز شامل خلل اوائل العوام بحياته‪ ,‬هذا ما‬
‫ُيجبر الذكر على تنّكب بعض مسؤوليات ابقائه على قيد الحياة‪ .‬انها مسلكيات نشاهدها عند‬
‫الطيور‪ ,‬ففيما لو يذهب الشريك‪ ,‬ستأكل حيوانات اخرى البيوض او الفراخ بينما النثى تبحث عن‬
‫طعام‪ ,‬المر اكثر حساسّية‪ ,‬وفق مصطلحات تكاثرية‪ ,‬أن الذكر يهتم بهم ايضًا‪ .‬يحصل ذات المر‬
‫عند البشر‪ ,‬ولو انه يحصل عند الرئيسيات الخرى‪ ,‬كما هو ُمفترض‪ .‬سيرغب الذكر في النوع‬
‫الحّي دوما بالجنس‪ ,‬بينما ستكون النثى قليلة الوثوقّية‪ ,‬مع هذا‪ ,‬يوجد بالنسبة لكلهما مجال‬
‫لعب أكبر بهذا الصدد‪ .‬فالمرأة بيولوجيا ُمجبرة على ايواء واطعام الجنين خلل ‪ 9‬شهور‪ ,‬وهي‬
‫مجبرة على حمل طويل وولدة مؤلمة لطفل‪ ,‬سيكون عاجز خلل سنوات عديدة‪ ,‬كل هذا يكون‬
‫كافيا ً لكي تفكر مع َمْن ستقيم علقات جنسّية‪ ,‬علوة على ذلك‪ ,‬مع معدل عالي من ‪,MPI‬‬
‫سيتوجب عليها ان تأخذ بحسبانها ما يمكن للشريك تقديمه أبعد من السائل المنوي‪ :‬فيما لو‬
‫سيساعد في وضع الطفل والعلقة‪ ,‬ما الذي يمكنه تقديمه؟ وأّية امكانات تمتلكها هي في السوق؟‬

‫الذكر‪ ,‬من طرفه‪ ,‬يمكن ان ينثر جيناته بحرية اكبر من النثى‪ ,‬والتي تحديداتها ُتفضي بامتلكها‬
‫لمولود خلل عام‪ ,‬وهذا ُيوجب الخذ بالحسبان لستراتيجيات اخرى‪ :‬معرفة حجم الطاقة‬
‫المستثمرة في رعاية البناء وتأمين بقاءهم احياء‪ .‬في الواقع‪ ,‬تظهر جماعات كتلك بدقة‪ ,‬لن‬
‫جينات البوين التي تنتقل للبناء ستحقق بقاءهم على قيد الحياة‪ ,‬بحيث أّن النقلب قد اعطى‬
‫ثمار ايجابّية‪ .‬النقلب الضعيف للذكر‪ ,‬من جانبه‪ ,‬أدى لرتفاع معدل الوفيات بين متحدريه‪ .‬لهذا‪,‬‬
‫ب للذكر من قبل النثى ولطفلهما‪ ,‬سيؤّمن البقاء على‬‫ي نوعّية وراثّية‪ ,‬يمكن ان تدعم الح ّ‬
‫تطور أ ّ‬
‫قيد الحياة لهذا المتحّدر‪ ,‬وبدوره‪ ,‬سيحافظ على الشعبوّية في الجينومات عند النوع الحّي‪ .‬هكذا‪,‬‬
‫عند النسان العاقل ‪ ,Homo sapiens‬الذكر يهتم بابنائه‪ ,‬لكنه يميل للبحث عن وسائط اخرى‬
‫لجل زرع بذرته عند اناث اخريات في حال لم يتم توافقه مع حالة سابقة‪.‬‬
‫من جانبها‪ ,‬ستبحث النثى عنة طرق مختلفة لتقييم مدى التزام الزوج بالحفاظ على العلقة معها‪,‬‬
‫على القل حتى يمكن للمتحّدر العتماد على نفسه‪ ,‬وهذا الصراع بينهما سيخلق نوع من‬
‫التنافسّية مع حيوانات اخرى من ذات الجنس‪ ,‬شيء ل ُيلحظ عند جماعات الرئيسيات حيث يكون‬
‫معدل ‪ MPI‬منخفضا ً فيها‪ .‬ما قوله‪ ,‬الهدف النثوي هو احتكار الب لجل تأمين انقلبه‬
‫} النقلب الذي تّم ذكره للن يعني تحول في دور الذكر من متفّرج الى ُمساهم بتربية البناء ‪/‬‬
‫للتوضيح ‪ ..‬فينيق { ما يؤدي لزدياد التنافس‪ .‬لجل هذا‪ ,‬كانت الجينات المحفزة على الحب‬
‫ضلة حيث ان الجذب بين الشريكين يؤدي لتقوية العلقة ويزيد احتمالت البقاء‬ ‫الرومانسي ُمف ّ‬
‫على قيد الحياة للوليد الجديد‪ .‬تلك الدينامّية في المسار التطوري لبيولوجيتنا‪ ,‬في مختلفة‬
‫المجتمعات البشرية‪ ,‬قد خلقت كل نوع من المتغيرات الغرامّية‪ ,‬لكنها كلها تكون مسترشدة بذات‬
‫المفاهيم الساسية التي تدفع الرئيسيات والتي طبعت النسان العاقل خلل عبوره العالم‪.‬‬

‫ي حادث‪ ,‬تقييم اللتزام للذكر‪ ,‬يشّكل جزء من علم النفس النثوي‪ ,‬حيث‬‫كتب ‪ ":Wright‬في أ ّ‬
‫يميل علم النفس الذكوري كثير من الحيان لتشجيع قراءة خاطئة حول ذاك اللتزام "‪ } .‬يمكن‬
‫استبدال علم النفس هنا بكلمة واحدة هي النفسانية‪ ,‬بحيث يصبح لدينا‪ :‬نفسانية انثوية ونفسانية‬
‫ذكرية ‪ ,‬ولكنني ترجمت الكلمة السبانية ‪ psicología‬بتعبيرها الشهر اي علم النفس ‪ /‬فينيق {‪.‬‬

‫ضح من قبل ‪ Kenrick, Buss‬و ‪ Schmitt‬في العام‬ ‫هذا التفريق بين الجنسين‪ ,‬يكون ُمو ّ‬
‫‪ ,1990‬حيث امتلكوا ادلة على ان الذكور يكونوا اقل انتقائية من الناث عند اختيار الشخص لجل‬
‫العلقات الجنسية القصيرة الجل‪ .‬خلل البحث‪ ,‬كان هناك اناث وذكور بمواجهة سؤال يتصل‬
‫بمستوى الذكاء الدنى الذي سيقبلونه عند شخص لهم ‪ /‬لهن‪ ,‬به ‪ /‬بها ‪ ,‬علقة رومانسية‪ .‬قالت‬
‫الغلبية بأن الشخص يتوجب ان يمتلك ذكاء متوسط بالحد الدنى‪ .‬حسنا الن‪ ,‬عند توجيه سؤال ‪:‬‬
‫ما مقدار الذكاء الذي يتوجب حضوره بالشخص الذي ستمارس الجنس معه‪ ,‬الفارق بين الذكور‬
‫والناث كان واضحًا‪ .‬فبينما أّكدن الناث بأن الذكر يجب ان يتمتع بذكاء فوق المتوسط‪ ,‬فإّن‬
‫الذكور أّكدوا بأنه في هذه الحالة‪ ,‬يمكن للنثى ان تحظى بمقدار اقّل من المتوسط‪.‬‬

‫بطبيعة الحال‪ ,‬نحن نتحدث عن متوسطات وتعميمات‪ ,‬وايضا ً انتقلت الى الماضي لجل معرفة‬
‫القليل عن اصل سلوكيتنا‪ ,‬المر الذي ل يريد القول بدوافعنا كرئيسيات بوصفها لم تتغّير بمرور‬
‫الزمن‪ ,‬ففي الواقع‪ ,‬اكثر من تغّيرها فإنها قد تنّوعت‪ .‬كرئيسيات‪ ,‬احيانا ً نسلك كقرود‬
‫‪ ,orangutanes‬وفي مسلكيات اخرى كالشمبانزي‪ ,‬وفي بعضها الخر نكتفي بزوجة واحدة مثل‬
‫‪ ,gibones‬بينما في مناسبات اخرى ونحن ننتقل عبر الحدود الهادئة والجنسية مماثلين لقرد‬
‫‪ bonobo‬اللطيف‪ .‬لكن الكائن البشري كما نعرفه جيدًا‪ ,‬لدينا القدرة على رواية الحداث عبر‬
‫دماغ قادر‪ ,‬يوّفر لنا استراتيجيات لتغيير ما يمكن ان يسبب الذى لنا‪.‬‬
‫لم يكن التفكير المنطقي‪ ,‬أول شيء قمنا بتطويره‪ ,‬لقد استغرق مليين العوام وصولنا الى ما‬
‫نحن عليه اليوم‪ ,‬وهذا بالضبط ليس خلصة العقلنية‪ .‬احيانا نسلك كحيوانات لننا حيوانات‪ ,‬ولو‬
‫انه من السهل رّده الى الدوافع‪ ,‬سيتوجب علينا العتراف بأن التبعات لم تكن الفضل‪ ,‬وان‬
‫المسلكيات الغير عقلنية تكون عبارة عن سموم تطال كل النوع الحّي‪.‬‬
‫لن نكون ُكسالى عندما يحين التفكير‪ ,‬بأّنه يكلفنا الكثير حمُل تلك الدمغة الكبيرة والثقيلة لجل‬
‫تبديدها الن‪ .‬بفضل ما نعرفه نكون قادرين اليوم‪ ,‬ليس فقط على المشي منتصبين‪ ,‬بل بالقدرة‬
‫على الختيار‪ ,‬فيما لو يكن هكذا يظهر لنا‪ ,‬ليس للتكاثر فقط بل لتكريس اوقات للمتعه ببساطة‪ ,‬كما‬
‫نريد عبر خطوتنا المنفردة في هذا الكون الُمثير‪.‬‬

‫الكنغر ‪ -‬أصل وتطّور‬

‫ترجمه فينيق من السبانّية الى العربية ‪ ..‬خصيصا ً لمنتدى الملحدين العرب وإلحاد اسباني‬
‫عربي ‪ ..‬بغاية ثقافية ل تجارية فئط!‬

‫ُيعتبر الكنغر واحداً من أكثر الكائنات الحّية إثارة في كوكبنا‪ :‬فعوضا ً عن الجري‪ ,‬يقفز‪ ,‬ويمتلك‬
‫كيسا ً جرابيا ً يقوم بمهمة حضانة فّعالة لبنائه‪ .‬هذا التنوع في عدد النواع الحّية تلك‪ ,‬امر ملفت‪,‬‬
‫ففي حين يتجاوز عدد بعضها مليين الفراد‪ ,‬يكون بعضها الخر نادراً وعلى حافة النقراض‪,‬‬
‫ل‪ .‬توجد كل تلك الكائنات الحّية في القارة الوسترالية وغينيا‬ ‫اضافة لّن بعضها قد انقرض فع ً‬
‫الجديدة‪ ,‬حيث يمكن مشاهدة تلك الحيوانات العابرة للصحاري القاسية‪ ,‬مختبئة في المناطق‬
‫الصخرية او مرتقية لغصان الشجار في الغابات الحرجية‪ .‬يشّكل الكنغر واحد من اوائل‬
‫الحيوانات التي يقرأ عنها الطفال الراغبين بمعرفتها اكثر‪ ,‬ومع ذلك‪ ,‬يكون معروفا ً بكل العالم‪,‬‬
‫محتفظا ً للن بكثر من اللغاز المحيطة به علميًا‪.‬‬

‫من أميركا إلى استراليا‬

‫يعود تاريخ ظهور الجرابيات الى ‪ 130‬مليون عام تقريبا ً } العصر الطباشيري )الكريتاسي(‬
‫‪ Cretaceous period‬القدم ‪ { Cretáceo inferior‬عندما انفصلوا عن باقي الثدييات في‬
‫اميركا الشمالية‪ ,‬اعتباراً من تلك اللحظة‪ ,‬تطوروا بطريقة مستقلة كليًا‪ .‬شهدت تلك الكائنات خلل‬
‫العصر الطباشيري الحدث ‪ Cretáceo superior‬ازدهاراً اقصى في ذات المنطقة‪ ,‬حيث فقط‬
‫بنهاية تلك الحقبة } قبل ‪ 70‬مليون عام تقريبا ً { هاجرت الى اميركا الجنوبية ‪ ,‬حيث اختفت‬
‫آثارهم في اميركا الشمالية عمليًا‪ .‬هكذا في العصر الباليوسيني ‪ } Paleoceno‬منذ ‪ 60‬مليون‬
‫عام تقريباً { تواجدوا بكامل اميركا الجنوبية‪ ,‬وبعبور قارة أنتاركتيكا قد وصلوا الى القارة‬
‫الوسترالية‪ .‬حيث في ذاك الزمن‪ ,‬كانت اميركا و أنتاركتيكا واستراليا متحدة جغرافيا ً } او متصلة‬
‫ببعضها {‪ .‬خلل الفترة الكبر من حقبة الميوسيني ‪ } Mioceno‬قبل ‪ 25‬الى ‪ 5‬مليين عام {‬
‫كانت استراليا مغطاة بالغابات الستوائية كليا تقريبًا‪ ,‬والتي بدأت بالتراجع ببطء نحو اطراف‬
‫القارة } اليوم بقي مناطق صغيرة في الشمال الشرقي وفي بعض النقاط التي يبلغ عرضها ‪50‬‬
‫كليومتر فقط {‪.‬‬

‫من الغابة الى الصحراء‬

‫عاشت وتطورت وتنوعت الجرابيات السترالية في الغابة‪ ,‬خلل زمن طويل‪ .‬من المؤكد انها‬
‫كانت متسلقات جّيدة‪ ,‬قد امتلكت ذيل قابض ملتف } كذيل القرود ‪ /‬فينيق { واصابع طويلة في‬
‫اقدامها مزودة بمخالب حادة‪ .‬منذ ‪ 15‬مليون عام‪ ,‬هجر اسلف الكنغر الحالي الشجار‪ ,‬ربما‬
‫للبحث عن الغذاء الغنى من الوراق‪ .‬وهذا افضى لحدوث سلسلة من التعديلت للتكّيف مع الحياة‬
‫البرّية على الرض‪.‬‬
‫اضافة لّن ذلك استوجب على فيزيولوجيتها التأقلم مع بيئة ذات مناخ جاف } بيئات بدأت تهيمن‬
‫على استراليا {‪ .‬بالنهاية‪ ,‬سيطر النوع الصحراوي من الكنغر‪ ,‬واتسع نطاق تواجده‪ ,‬وتنّوع كثيرًا‪,‬‬
‫مؤسسا ً لكثر من ‪ 50‬نوع راهن‪.‬‬

‫يشّكل الفأر الجرابي ‪ Hypsiprymnodon moschatus‬النوع الحّي الكثر صغراً وبدائّية‬


‫مما هو موجود من انواع الكنغر‪ .‬الى جانب بعض الكناغر الفئران الخرى ‪potoroideos‬‬
‫تشّكل دليلً على تطور الكناغر انطلقا ً من نوع ‪ : opósums‬محتفظة بخمس اصابع في كل قدم‪,‬‬
‫حيث اول اصبع في القدم يكون بشكل متعارض‪ ,‬الذيل قابض ملتف والجراب يتسع لبنين‪ .‬بالكاد‬
‫وزنه نصف كيلو وطول جسمه ‪ 2‬الى ‪ 3‬سنتمتر‪ ,‬عادة يتجول في التربة بحثا عن فواكه‬
‫وحشرات‪ ,‬على الرغم من انه يقفز‪ ,‬لكن ل يمكنه القفز كالكنغر‪ ,‬الذي يجري بقفز متواصل‬
‫وبسرعات ُمعتبرة‪.‬‬

‫متحف للتطور البشري ‪ MEH‬في مدينة بورغوس إسبانيا‬

‫مدخل المتحف الرئيسّي‬

‫تّم خلل هذا العام ‪ 2010‬افتتاح متحف التطور البشري ‪Museo de la Evolución‬‬
‫‪ Humana‬أو باختصاره‪ MEH :‬في مدينة ‪ Burgos‬السبانّية‬
‫حيث يتم عرض بقايا احفورية معثور عليها في سلسلة جبال ‪Sierra de Atapuerca‬‬
‫السبانية‪,‬بما تشكله من رابط عالمي بما اتصل بحدث تطور النسان او التطور البشري بالعموم‪.‬‬

‫يتكّون المتحف من عّدة طبقات‪ ,‬يتوّزع العرض فيه‪:‬‬

‫على ُلقى السلسلة الجبلية الُمشار لها سابقًا‪ ,‬اضافة لنظرية داروين التطورية‪ ,‬وتاريخ التطور‬
‫البشري‪ ,‬اضافة لعرض خيوط التطور الثقافي‪ ,‬كما يتم التعّرض للنظمة البيئية الساسية‪ ,‬للتطور‬
‫البشري‪ :‬الدغال‪ ,‬السهول العشبية الطويلة وآخر العصور الجليدية‪.‬‬

‫وهنا يمكنكم التواصل مع الصفحة الرئيسية للمتحف اون لين ‪ ..‬حيث يتوفر الشرح بالنكليزية‬
‫والسبانية ‪ ..‬يوجد فيديوهات توضيحية وشروحات تفصيلية عن المتحف وما يتعلق به‪.‬‬

‫‪http://www.museoevolucionhumana.com/museonline/home/_gOzL-‬‬
‫‪b_CiBWKBFP2QWUX6kjgGmRNjurB‬‬
‫ترجمته من اكثر من صفحة نتّية‬

‫السمك وتطور النف ‪ /‬خبر احفوري ‪ /‬العام ‪2007‬‬

‫ُيساهم احفور لسمكة بتوفير تفاصيل عن تطور النف‪.‬‬


‫يحمل احفور السمكة المعثور عليه في منطقة ‪ Yunan‬في الصين‪ ,‬لتفاصيل هامة حول تطور‬
‫النف‪ ,‬عبر دراسة تتمحور حول المنطقة النفية كما نعرفها‪ ,‬هذه الدراسة منشورة بمجلة "‬
‫‪ } ."Nature‬الموضوع يعود لتاريخ قديم نسبيا ‪ /‬يعود للعام ‪ 2007‬على اغلب تقدير – فينيق {‪.‬‬

‫عثر علماء بمعهد علم احاثة الفقاريات بجامعة بكين‪ ,‬على احفور سمكّي‪ ,‬اسموه "‬
‫‪ ,"Kenichthys campbelli‬الذي يعودالى ‪ 395‬مليون عام سابقة‪ ,‬ولحظوا ان " انفه"‬
‫يشّكل مرحلة وسيطة للوصول الى النف الحاضر اليوم عند الفقاريات الرضية‪.‬‬

‫في وقتنا الراهن‪ ,‬النواع الحّية الكثر تقّدمًا‪ ,‬بما فيها البشر‪ ,‬لديهم أنف يتصل بمنطقة البلعوم‬
‫عبر قنوات‪.‬‬
‫امتلك السمك البدائي ذاك‪ ,‬لفتحات انفية‪ ,‬والتي تنفتح في منتصف السنان العلوّية‪ ,‬كما لو انه‬
‫يمتلك سقف فم ُمنقسم‪ ,‬هذا وفق ما قاله الباحثين ‪ Min Zhu‬و ‪ Per E. Ahlberg‬في‬
‫الدراسة المنشورة‪.‬‬

‫تمتلك اغلبية السماك الحديثة ‪ 4‬فتحات انفّية خارجية‪ ,‬بينما تمتلك الكائنات الحية الرضية‬
‫فتحتان خارجيتان تتصل عبر قناتين داخليتين‪ ,‬تسميان فتحتا المنخار‪ ,‬اللتان تتواصلن مع الجهاز‬
‫التنفسي عبر البلعوم‪.‬‬

‫ُيثبت احفور السمك‪ ,‬اذًا‪ ,‬بأّن تلك المناخير قد انبثقت من زوج من الفتحات النفية‪ ,‬التي قد‬
‫انتشرت مع الزمن وصول الى البلعوم من خلل الفم‪ ,‬وهذا الطرح موضع جدل بين العلماء للن‪.‬‬

‫ُيشير ‪ Phillipe Janvier‬من متحف التاريخ الطبيعي في باريس‪ ,‬لّن‪ ":‬هذا النقاش الذي‬
‫استغرق ما يقرب من قرن من الزمان‪ ,‬يظهر انه يتجه لخواتيمه مع تلك التفاصيل الجديدة "‪.‬‬
‫كم أنف لدينا؟‬

‫لقد اتت انوفنا من الجهاز التنّفسي السمكّي المتكّون عموما ً من ‪ " 4‬أنوف "‪ .‬اثنان في القسم‬
‫الجبهي‪ ,‬الذي تدخل منه المياه‪ ,‬واثنان للخلف قليلً حيث تخرج المياه منهما‪ .‬ولو انه قد يظهر‬
‫كاذبا ً احتفاظنا بتلك النوف الربعة‪.‬‬
‫ما الذي يحدث؟ هل تمزح؟ انا امتلك انف واحد فقط‪ ,‬مع ثقبين اثنين } المنخارين {‪ .‬بهذا يمكن ان‬
‫اوافقك بامتلكنا لنفين‪ ,‬لكن ليس ‪ 4‬أنوف‪.‬‬
‫فيما لو نقم بالتدقيق في تشريح نظامنا التنّفسي‪ ,‬فسنواجه هذا‪:‬‬
‫اطلب اليكم ان تدققوا في السهم الموضوع بجوف النف‪ .‬فالجزء النهائي للتجويفات النفية ُيدعى‬
‫المنعر* ‪ ,coana‬الذي ايضا ً يعطونه اسم آخر احيانًا‪ :‬النف الخلفّي أو النوف الخلفّية‪.‬‬
‫" انوف خلفّية "‪ ,‬لدينا بالتالي انفان اماميان واثنان خلفيان‪ .‬ما مجموعه ‪ 4‬أنوف‪ .‬فالتجويفات‬
‫النفية تصدر عن الفتحات الخلفية – حيث تخرج المياه – من جهاز الشّم عند السماك‪ .‬فاغلبية‬
‫السماك‪ ,‬تمتلك في كل جانب من الوجه‪ ,‬ثقبين يمكننا تسميتها بالنوف حيث تخدمها لجل الشّم‪.‬‬
‫تدخل المياه من المام‪ ,‬حيث تذهب الى عضو شّم وتخرج من الثقب الخلفي‪ .‬انوفها تفيد في الشّم‬
‫وليس في التنفس‪.‬‬

‫‪INCLUDEPICTURE‬‬
‫*\ "‪"http://blogs.diariovasco.com/media/5celcantoronglaliaflickrccyflechasBR.jpg‬‬
‫‪MERGEFORMATINET‬‬

‫نوع ‪ Celacanto‬الذي ُيرى فيه بوضوح النوف المامية والخلفية‪ .‬السهم موضوعه حول‬
‫صورة ماخوذة من ‪Flickr. Licencia CC‬‬

‫هناك توافق بين العلماء حول أّن الثقبين الشميين الماميين في السماك‪ ,‬قد تحولوا الى انفنا نحن‬
‫البشر‪ .‬لكن لجل ان تتحول الى جهاز تنفسي‪ ,‬توّجب ان تحدث اشياء كثيرة اخرى‪ ,‬بين اشياء‬
‫اخرى‪ ,‬حيث ان شيء يجب ان يصل بين التجاويف النفية مع الرئتين‪ ,‬الحّل كان عبر المنعر‬
‫‪ .coana‬لكن‪ ,‬من اين اتى المنعر ‪coana‬؟ ابرز العلماء امكانية‪ ,‬كانت عبر اعتبار الثقب الخلفي‬
‫لجهاز الشّم السمكّي‪ ,‬قد توّجب هجرانه الى الجانب الخلفي لسقف الفم } سقف الحلق {‪ ,‬ولجل‬
‫هذا سيتوجب عليه تخطي السنان‪ .‬بالنسبة لكثير من العلماء‪ :‬هذا كان مستحي ً‬
‫ل‪.‬‬

‫عثر علماء سويديين وصينيين في العام ‪ ,2004‬على احفوريات عديدة لنوع من السماك‪ ,‬قد‬
‫عاش منذ نحو ‪ 400‬مليون عام‪ .‬لقد كان من اقارب النوع الشهير ‪ ,celacanto‬لكن هذا النوع‪,‬‬
‫سمك احفوري‪ ,‬الذي يعيش للن‪ ,‬يمتلك الثقبين الشميين في الوجه‪ .‬مع ذلك‪ ,‬الحفوريات المعثور‬
‫عليها من فترة قريبة‪ ,‬التي اطلقوا عليها اسم ‪ , Kenichthys campbelli‬كان لديها ثقب‬
‫شمّي خلفي بين السنان‪ .‬فالنوف الخلفية للسمك هذا‪ ,‬كانت في الشفة العلليا‪ ,‬وليس في الجبهة‪,‬‬
‫بل جانبية قليلً – تماما ً بين عظم الفّك والجزء الجبهي من عظم الفّك ‪entre el maxilar y‬‬
‫‪ .- pre - maxilar‬شيء من هذا القبيل‪ ,‬كما لو اننا امتلكنا تجويفين انفيين في الفراغات التي‬
‫تواجدت بين السنان المامية } القواطع { ‪ Incisivos‬والنياب ‪.Caninos‬‬

‫)‪(PM=Pre-Maxilar, M=Maxilar‬‬

‫*\ "‪INCLUDEPICTURE "http://blogs.diariovasco.com/media/3maxilarpremaxilarconflechasBR.jpg‬‬


‫‪MERGEFORMATINET‬‬

‫ما يعني‪ ,‬انه كان الدليل على اّن الثقب الخلفي للجهاز الشمّي للسماك‪ ,‬قد امكنه تجاوز السنان‪.‬‬
‫بادئا ً طريقه نحو الجزء الخلفي لسقف الفم } سقف الحلق {‪.‬‬
‫يكون نوع ‪ Kenichthys campbelli‬السلف الُمباشر للحيوانات الرضّية‪ .‬لقد كان قادراً على‬
‫التنّفس في الماء كما في الهواء‪ .‬ولجل تمكّنه من تحقيق هذا‪ ,‬قد امتلك زوجين من النوف‪ ,‬زوج‬
‫للهواء وزوج آخر للماء‪ .‬كان زوج الهواء في الجزء العلى من الفم‪ ,‬بارزة كانوف التمساح‪,‬‬
‫والزوج الخر كان في الشفة العليا‪ ,‬بين السنان المامية‪ .‬لقد كانوا مناعر } جمع منعر –‬
‫مشروحة ادناه في الهوامش { بدائّية‪ .‬ما قوله‪ ,‬تّم العثور على الحفور الذي اثبت الهجرة‪.‬‬
‫هكذا يمكننا القول اليوم‪ ,‬بأّن انفينا الثنين الخلفيين } المنعران { قد اتيا من الثقبين الشميين‬
‫الخلفيين للسماك‪ ,‬ولعب هذا دور هام لجل انوفنا التي امتلكت مهمتين‪ :‬الشّم والتنّفس‪.‬‬

‫هوامش‬

‫* المنعر أو الكوة )بالنجليزية‪ (Choana:‬هو الفتحة التي تصل البلعوم النفي بجوف النف‬
‫وهو فتحتان في كل جانب‪.‬يحد المنعر جسم العظم الوتدي في العلى والميكعة في النسي‬
‫والصفيحة الجناحية النسية في الوحشي والصفيحة الفقية للعظم الحنكي في السفل‪.‬‬

‫الهوامش منقولة ‪ُ /‬يرجى التدقيق دوماً‬


‫اليثارّية‪ :‬يمكن تفسيرها عبر النتقاء الطبيعّي‬

‫ترجمه من النكليزية الى السبانية‪Kanijo :‬‬

‫ينشغل علماء الحياء التطوريين بنظرية انتقاء القرابة‪ ,‬المطروحة منذ زمن طويل‪ ,‬من جديد‪.‬‬
‫ي يتطّور‪ ,‬كما هو حاصل عند عاملت النمل العاقرات المهتمات بذرّية الملكة‪ ,‬فقط‬ ‫فالسلوك اليثار ّ‬
‫بين افراد يتصلون عبر ما ُيعرف باسم انتقاء القرابة – أو ما فّكر به كثير من علماء الحياء‬
‫التطوريين في حقبة الستينيات من القرن الُمنصرم –‬
‫كانوا يعتبرون أّن النظرية الستاندر للنتقاء الطبيعي‪ ,‬ل يمكنها تفسير تطور اليثارّية الجتماعية‪,‬‬
‫كما يحصل عند النحل والنمل‪ ,‬حيث ان العاملت العاقرات بهذه الجماعات ل تتكاثرن‪.‬‬

‫الن‪ ,‬تحليل رياضّي من قسمين‪ ,‬منشور في مجلة ‪ Nature‬هذا السبوع } ‪ 25‬اغوست آب‬
‫‪ { 2010‬يوضح العودة لهذه الفكرة‪ ,‬مثبتا ً بأنه من الممكن بأن يتطور السلوك اليثاري الجتماعي‬
‫عبر حوادث للنتقاء الطبيعّي‪.‬‬

‫فوائد تكاثرّية‬

‫سسا ً على " كفاءة متضّمنة "‪ ,‬حيث يمكن للعاملت العاقرات ان ُيراكمن‬ ‫يكون انتقاء القرابة مؤ ّ‬
‫فوائد تكاثرية عبر مساعدتهن لقاربهن‪ .‬حيث بقيامهن بذلك‪ ,‬يساعدن ببقاء الجينات الُمتقاسمة‬
‫على قيد الحياة وبالتالي انتقالها للجيل اللحق‪ .‬هذا يوّفر طريقا ً يقوم بتطوير اليثارية الجتماعية‪.‬‬
‫لكن عالم الحياء الرياضّي ‪ / Martin Nowak‬جامعة ‪ Harvard‬في ‪Cambridge,‬‬
‫‪ ,Massachusetts‬والمؤلف الرئيس في التحليل‪ ,‬يقول بأّن‪ ":‬ل يوجد احتياج لكفاءة ُمتضمنة‬
‫لجل تفسير اليثارية الجتماعية "‪.‬‬

‫ي من‬ ‫يوّفر ‪ Nowak‬وفريقه‪ :‬التحليل الرياضّي الول لنظرية الكفاءة الُمتضمنة‪ .‬قاموا بحساب أ ّ‬
‫السلوكين‪ " ,‬كمثال الهروب – التحّرك لنشاء مستعمرة منفصلة ‪ -‬أو التعاون "‪ ,‬سيكون أكثر‬
‫انتشاراً في جماعة ما‪ ,‬فيما لو تكن خاضعة لعمل النتقاء الطبيعي‪ .‬قاموا بحساب الفتراضات‬
‫الضرورية لجل ان ُتطلق نظرية الكفاء الُمتضّمنة النتائج ذاتها‪.‬‬
‫اكتشف الفريق بأّن الكفاءة الُمتضّمنة ُتعطي ذات النتائج‪ ,‬فقط في مجموعة محددة من الوضاع‬
‫النوعّية‪ ,‬التي من النادر ان ُتعطى في الواقع‪ .‬كمثال‪ ,‬تعمل الكفاءة الُمتضّمنة فقط فيما لو يكونا‬
‫السلوكان شديدي الشبه – بحيث ان ضغط النتقاء للواحد على الخر يكون معدوم تقريبا ً – وفيما‬
‫لو أّن الفردين يتفاعلن بذات الزمن‪.‬‬
‫وعندما عملت نظرية الكفاءة الُمتضّمنة‪ ,‬كان الجواب المتوّفر رياضياتيا ً ُمكافيء لناتج النتقاء‬
‫الطبيعي ‪.‬‬
‫يقول ‪ ": Nowak‬نقوم باثبات أّن نظرية الكفاءة الُمتضمنة‪ ,‬ل تشّكل نظرية عامة في التطور‪,‬‬
‫كما حاول التاكيد الُمدافعين عنها "‪ " .‬ففي النطاق المحدود الذي تعمل به نظرية الكفاءة‬
‫الُمتضمنة‪ ,‬تكون ُمطابقة للنتقاء الطبيعي ‪ .‬بالتالي‪ ,‬ل حاجة للكفاءة الُمتضمنة‪ ,‬فهي ل تمتلك‬
‫قدرة تفسيرّية "‪.‬‬

‫في تحليل رياضّي ثاني‪ ,‬بحث الفريق كيفية امكان تطور اليثارية الجتماعية‪ ,‬من خلل النتقاء‬
‫ي اجتماعي‪ ,‬امكنه النتشار بسرعه مقدما ً فوائد ممنوحة –‬
‫الطبيعي‪ .‬لقد عثروا على جين ايثار ّ‬
‫ي للملكة – وكلها تعمل حتى في مستعمرات صغيرة‪ .‬بحيث انه في‬ ‫ازدياد بالعمر ونجاح تكاثر ّ‬
‫مستعمرات مع عاملتين او ثلث عاملت‪ ,‬عبر هذا الجين يتم توفير فائدة هامة للملكة‪ ,‬وهذا‬
‫السلوك يمتّد } او ينتشر {‪.‬‬

‫يقول ‪ ":Nowak‬فيما لو تتطور اليثارية الجتماعية أو ل‪ ,‬فهذا يتوقف على مدى تأثيره بحجم‬
‫المستعمرة نسبة للوفيات ولخصوبة الملكة "‪ ,‬ويتابع‪ُ ":‬يثبت نموذجنا ايضا ً بأن التطور يكون‬
‫صعبًا‪ ,‬ولكن ما إن يحصل لمّرة واحدة حتى ُيصبح شديد الستقرار "‪.‬‬

‫بدء الجدل‬

‫بدأت التحليلت ُتثير الجدل بين العلماء‪ ,‬اللذين يكونوا منقسمين حول موضوع‪ :‬كيفية تطور‬
‫ي؟‬
‫السلوك اليثار ّ‬

‫يقول عالم الحياء التطوري ‪ David Sloan Wilson‬من جامعة ‪ Binghamton‬في‬


‫نيويورك‪ ,‬بأّن مقال ‪ُ " Nowak‬يسقط أساس الكفاءة الُمتضّمنة "‪ .‬لكنه ُيضيف‪ ":‬لكن للن‬
‫يوجد ُمتسع للنقاش حول الكفاء الُمتضمنة‪ .‬ويمكن استخدامها كقاعده لدراسة كيفية تطور شيء‬
‫ما "‪.‬‬
‫يكون سمير عكاشة‪ ,‬فيلسوف علم الحياء بجامعة ‪ Bristol‬بريطانيا‪ ,‬متفقا ً مع المقال‪ ,‬بحيث ان‬
‫نموذج الكفاءة الُمتضمنة يتوقف على افتراضات ملموسة‪ ,‬لكنه يقول هنا‪ " :‬ل تكون محّددة كثيراً‬
‫ل‪ ":‬المقال ل يقول بأن الكفاءة الُمتضمنة تشّكل‬ ‫" تلك الفتراضات‪ ,‬كما ُيوحي المقال‪ .‬يتابع قائ ً‬
‫ي‪ ,‬والجواب يكون بتحقيق الفائدة‬ ‫صيغة تفسير لماذا ُتضحي الحيوانات بنجاحها الخاص التكاثر ّ‬
‫لقاربها " ‪.‬‬

‫يقول عالم الحياء التطوري ‪ Stu West‬بجامعة ‪ Oxford‬ببريطانيا بأن التحليل الجديد يكون "‬
‫غير صحيح "‪ .‬يقول بأن التفاصيل التجريبية ُتثبت بأن طريق اليثارية الجتماعية يكون من خلل‬
‫الباء بمساعدة البناء‪ ,‬أكثر من إناث متحدات لجل تشكيل جماعة‪ ,‬كما يقول اقتراح ‪Nowak‬‬
‫وفريقه‪.‬‬

‫لكن ُيشير ‪ Nowak‬لّن اليثارية الجتماعية‪ ,‬تقتضي بالمحافظة على النسل مع آبائهم‬
‫ومساعدتهم على التكاثر‪ ,‬وبهذه الصيغة تكون " القرابة عبارة عن نتيجة لليثارية الجتماعية‬
‫"‪ .‬لكنه يتساءل‪ ,‬لكن هل تكون هي نتيجة لذاتها؟ " جواب السؤال يكون‪ :‬ل "‪.‬‬
‫تطور الجهاز المناعّي‪ :‬الكثر قّوة‪ ,‬ل يكون دوما ً الكثر أهلّية‬
‫إّن قّوة جهاز المناعة أمر هام لجل الحفاظ على الجسام بحمايتها من قسم من الطفيليات‬
‫والكائنات المسببة للمراض‪ .‬هنا يحضر سؤال مشروع ‪ :‬لماذا للن يوجد حالت عدوى‪ ,‬ولماذا‬
‫لم يقم التطور بتوليد نظام مناعه فّعال يمكنه تفادي العتداء من قبل عناصر خارجية‪ .‬لماذا لم يقم‬
‫التطور بتوليد اجهزة مناعة قادرة بشكل كافي على تفادي حالت العدوى؟ يظهر بوصفه متناقضاً‬
‫بأن التطور الذي ينتقي تلك الجسام ذات الرجحية بنقل جيناتها الى المتحدرين‪ ,‬لكنها بذات الوقت‬
‫ل تنتقي التقوية للنظام المناعي لجل حفظ تلك الجسام من هجوم قسم من مسببات المراض‪.‬‬

‫بحث جديد منشور في آخر عدد من مجلة العلم ‪ :Science‬يقدم فرضية تقوم بتفسير هذا‬
‫ي‬
‫ي‪ :‬تمتلك ادنى انتاج تكاثر ّ‬
‫التناقض‪ .‬حيث يتم الطرح بأّن الجسام الممتلكة لجهاز مناعي قو ّ‬
‫بسبب الصرف الطاقّي العالي المتوّجب للحفاظ على جهاز مناعي قوي‪ .‬في الواقع هذا الصرف‬
‫يتمظهر عبر‪ :‬خسارة هامة من الكالوري والبروتينات‪ ,‬خسارة في القدرة التكاثرية ونمو‬
‫بامكانيات انتاج استجابة مناعة ذاتّية‪.‬‬

‫لقد درس فريق البحث بقيادة ‪ Graham‬المشكلة في جماعات من الغنام التي تقطن جزيرة‬
‫‪ Soay‬في اسكتلنده‪ ,‬والتي ُتعتبر من اوائل الغنام التي تّم تدجينها من قبل البشر‪ .‬لقد تحققوا من‬
‫أّن الذكور كما الناث التي امتلكت تركيزاً اكبر من الجسام المضادة*‪ :‬قد امتلكت احتمال اقل‬
‫بكثير للتكاثر‪ .‬كذلك وجدوا أّن امكانات تكاثرية قد كانت اعلى عند افراد ذوي استجابة مناعية‬
‫متوسطة‪ .‬بالنتيجة هذا البحث ُيشير لّنه افضل ما يكون لجل عبور الجينات الى المتحدرين‬
‫} على القل في النموذج الحيواني المختار { ليس عبر امتلك نظام مناعي اكثر قّوة‪ ,‬بل الكثر‬
‫مناسبة لجل التوازن بين امكانية اقل للعدوى مع اقل صرف طاقّي بقصد الحفاظ الممكن على عدم‬
‫تراجع في معّدل التكاثر‪.‬‬

‫هوامش‬

‫* في علم المناعة الضد أو الجسم المضاد )بالنكليزية‪ (Antibody :‬هو بروتين على شكل‬
‫حرف ‪ Y‬النكليزي ويتواجد في الدم والسوائل الجسدية الخرى في الفقاريات‪ ،‬ويتم استخدامه‬
‫من قبل جهاز المناعة للتعرف على الجسام الجنبية وتحيدها مثل البكتيريا والفيروسات‪ .‬يطلق‬
‫على الضد اسم الكريين المناعي أيضا‪.‬‬

‫للستزادة من هنا‪:‬‬

‫_‪http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%B3%D9%85‬‬
‫‪%D9%85%D8%B6%D8%A7%D8%AF‬‬

‫الهوامش منقولة ُيرجى التدقيق‬


‫ارتباط الطيور والديناصورات‬
‫الجدل حول أصل الطيور الحديثة‬

‫لقد تطورت الطيور من ديناصورات صغيرة لحمة‪ ,‬منذ ما يقرب من ‪ 145‬مليون عام‪ .‬مثل‬
‫‪ Archaeopteryx , Jeholornis‬و ‪Rahonavis‬بين غيرها من الديناصورات‪ ,‬التي عاشت‬
‫مع الديناصورات التي كانت مسيطرة على الرض وقتها‪.‬‬

‫من العلى الى السفل بالترتيب‪Rahonavis Jeholornis ;Archaeopteryx :‬‬

‫ابرزت تلك الطيور البدائّية تشابهات هائلة لديناصورات ‪ velociraptores‬وديناصورات‬


‫طف‪ :‬ذيول عظمية طويلة‪ ,‬اسنان حادة‪ ,‬اصابع حّرة في‬ ‫ي والُخ ّ‬
‫‪ troodones‬مع عصافير الدور ّ‬
‫الطراف الخلفية‪ ,‬عظم العانة عمودي على الحوض‪...,‬الخ‪.‬‬
‫بشكل معاكس‪ ,‬كانت كل الحفوريات ذات الميزات الحديثة‪ ,‬تالية للنقراض الهائل الذي انهى باقي‬
‫الديناصورات منذ ‪ 65‬مليون عام‪ .‬يعود اصل وتنّوع الطيور الحديثة أو وفق المصطلح اللتيني‪:‬‬
‫ي عبر ملء‬ ‫‪ neornites‬اثر تلك الكارثة مباشرة‪ ,‬وهذا ما يشّكل مثالً واضحا ً للشعاع التطور ّ‬
‫فراغات بيئّية إثر النقراض المأساوي‪.‬‬
‫مع هذا‪ ,‬فقد بدأ المشهد بالكتمال بالكاد‪ :‬في بدايات تسعينيات القرن الماضي‪ ,‬عندما ظهرت نتائج‬
‫متناقضة في حقل علم الحياء الجزيئّي‪ .‬فعبر استخدام الساعات الجزيئّية*‪ ,‬قام علماء الوراثة‬
‫بحساب زمن التفّرع بين نوعين من جماعات الطيور الحديثة‪ :‬الذي كان سابق للنقراض‬
‫ي** {‪ .‬ما يعني‪ ,‬بتوّجب ظهور ال‬ ‫الكريتاسي } النقراض الحاصل في العصرالطباشير ّ‬
‫‪ neornites‬بوقت سابق للصطدام النيزكي المتسبب بانقراض الديناصورات‪.‬‬

‫أوائل الدلة الحفورّية‬

‫منطقيًّا‪ ,‬كانت التفاصيل الجديدة مصحوبة بشكوكّية من قبل علماء الحاثة‪ ,‬اللذين تابعوا دون‬
‫العثور على اي احفور بميزات حديثة سابق لزمن ‪ 65‬مليون عام‪ .‬على رغم عدم العثور ذاك‪,‬‬
‫فالتاكيدات المتكررة لعلم الحياء الجزيئّي على ذرّيات الطيور الراهنة‪ :‬تتمتع بوزن هائل‪ ,‬مما دفع‬
‫بعلماء الحاثة لتفّحص الحفوريات الُمكتشفة حديثًا‪ ,‬بحثا عن تفاصيل جديدة‪ .‬فالكتشاف الهام‬
‫الول هو ‪ Teviornis‬في العام ‪ :2002‬عبارة عن احفور لجناح معثور عليه في منغوليا‪ ,‬بعمر‬
‫اكثر بقليل من ‪ 70‬مليون عام‪ ,‬اي قبل النقراض الكريتاسي بخمس مليين عام تقريبا ً }‬
‫‪ُ .{ Kurochkin et al 2002‬يعتبر ‪ Teviornis‬الول بين ال ‪ neornite‬المعروفة‪ ,‬ويتفق‬
‫مع التفاصيل الجزيئية الجديدة‪.‬‬
‫أتى التأكيد الثاني للصل الكريتاسي للطيور الحديثة‪ :‬عبر احفور ُمكتشف في ‪ Antártida‬والذي‬
‫سمّي ‪ Vegavis‬والذي يعود عمره لفترة تمتد من ‪ 66‬الى ‪ 68‬مليون عام‪ ,‬لكنه سابق بوضوح‬ ‫ُ‬
‫للنقراض الكريتاسي ايضًا‪ .‬اضافة لّن احفوره عبارة عن هيكل عظمي اكثر اكتمالً من‬
‫‪ ,,Teviornis‬ما ادى لقبول الصل الكريتاسي ل ‪neornites‬من قبل اغلبية الختصاصيين بهذا‬
‫الحقل‪.‬‬
‫احفوريات اخرى غير كاملة‪ ,‬يمكن اعتبارها منتمية ل ‪ُ neornites‬محتملة‪ ,‬لزمن يعود الى ‪100‬‬
‫مليون عام‪ ,‬ولو اّن كثير من تلك القطع الحفورية ل تمّثل ادلة كافية بحد ذاتها‪.‬‬

‫?‪HYPERLINK "http://www.google.es/imgres‬‬
‫‪imgurl=http://cnho.files.wordpress.com/2010/12/vegavis.jpg&imgrefurl=https://cnho.wor‬‬
‫‪dpress.com/2010/12/03/aves-dinosaurios-y-‬‬
‫‪coherencia/&usg=__KZGhBq4PCvtPKfesCOqp1_yOCXI=&h=378&w=708&sz=118&hl‬‬
‫‪=es&start=6&zoom=1&itbs=1&tbnid=ZyD1amD8oTxSiM:&tbnh=75&tbnw=140&prev=/i‬‬
‫‪mages%3Fq%3DVegavis%26hl%3Des%26sa%3DG%26gbv%3D2%26tbm‬‬
‫‪%3Disch&ei=dlKYTeWlDIWztAb-j8DMCA" INCLUDEPICTURE‬‬
‫‪"http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTrRcckDyuHN55wDvk6vFWj-‬‬
‫‪VJWKd57yTwxAK47YlLUc_cOOZPD2VvVAeU" \* MERGEFORMATINET‬‬

‫احفور ‪ Vegavis‬الى اليسار‪ ,‬واعادة تكوين فنّي الى اليمين‬


‫والن‪ ,‬ماذا هنالك؟‬

‫دون ادنى شّك‪ ,‬ظهور الميزات الحديثة في العصر الكريتاسي } الطباشيري {‪ :‬يمكنه ان يوّفق بين‬
‫نتائج علماء الحاثة وعلماء الحياء الجزيئيين‪ ,‬ما يؤدي الى صلبة قوّية بفرضّية تطور ال‬
‫‪ neornites‬قبل النقراض الخير الهائل‪ .‬مع ذلك‪ ,‬يفتح هذا الباب لسؤال جديد وممتع‪ :‬لماذا‬
‫بقيت على قيد الحياة تلك الطيور ‪ neornites‬بينما انقرضت انواع طيور اكثر بدائية اخرى مثل‬
‫‪pterosaurios‬؟‬
‫بوضوح‪ ,‬لم يكن الطيران السبب القطعّي بهذا البقاء‪ .‬يقترح ‪ } Gareth Dike‬هذا العام‬
‫سسة على العادات الغذائّية المختلفة‪ :‬حيث تنتمي طيور العصر الكريتاسي‬ ‫‪ { 2010‬فرضية مؤ ّ‬
‫الحديثة الى جماعة الّوز‪ ,‬التي تعيش في بيئات رطبة ومن المعتاد ان يكون غذاءها من مصادر‬
‫متنوعة كثيرًا‪ .‬في الواقع‪ ,‬تنتمي الحفوريات المؤّرخة مباشرة اثر النقراض الهائل الى هذا‬
‫النوع من العادات‪ .‬على العكس من ذلك‪ ,‬تّم العثور على الطيور البدائية في بيئات أكثر تنّوعاً‬
‫بمصادر الغذاء‪ .‬وهذا ُيوحي‪ ,‬بحسب ‪ Gareth Dike‬بأّن قّلة التخصص الغذائي لطيور ال‬
‫‪ neornites‬الكرياتيسّية ‪ :‬قد سمحت لها بالبقاء على قيد الحياة‪ ,‬والتكّيف مع تغيرات الظروف‬
‫البيئية التي تلت الكارثة‪.‬‬
‫بكل الحوال ُيشير ‪ neornites‬لّن هذه الفرضية قيد البحث للن وسابقة لوانها‪ ,‬لكن دون شّك‬
‫تفتح خط بحث مثير للهتمام‪ .‬هذا يشّكل احدى خواص العلوم‪ :‬عندما ل يتم النتهاء من الجابة‬
‫عن سؤال‪ ,‬يظهر سؤال آخر جديد أكثر غموضًا‪.‬‬

‫‪ Referencias‬هوامش‬

‫*الساعة الجزيئية )بالنجليزية‪ (Molecular clock :‬هي تقنية تحليل وراثية تعتمد على‬
‫فرضية أن الطفرات في جينوم الكائنات الحية تحدث في تتابع وبنمط منتظم على الفترات الطويلة‬
‫من الزمن‪ .‬وتعتمد بالتالي كطريقة رياضية لتقدير الزمن الذي إنفصل فيه نوعان عن سلفيهما‬
‫أثناء التاريخ التطوري‪.‬‬
‫يرجع اكتشاف مفهوم الساعة الجزيئية لميل زوكرلند )‪ (Emile Zuckerkandl‬ولينوس‬
‫پولينڤ )‪ ،(Linus Pauling‬في سنة ‪ ،1962‬عندما لحظ كل منهما أن عدد لختلفات في تسلل‬
‫الحماض المينية في صبغ الهيموڤلوبين )و هو پروتين ينقل الكسجين في الكريات الحمراء(‬
‫المنتمية لتحدرات حيوانية مختلفة له علقة مباشرة بقدم الفترة التي حدث فيها النفصال عن‬
‫أسلفها‪ ،‬كما هو مقدر من السجل الحفوري‬

‫** العصر الطباشيري )الكريتاسي( ‪ : Cretaceous period‬منذ ‪ 135‬إلى ‪ 23‬مليون سنة‪.‬‬


‫وفيه انقرضت الديناصورات بعد أن عاشت فوق الرض ‪ 100‬مليون سنة‪ ،‬وزادت فيه أنواع‬
‫وأعداد الثدييات الصغيرة البدائية كالكنغر والنباتات الزهرية التي إنتشرت‪ .‬وظهرت أشجار البلوط‬
‫والدردار والشنات‪ .‬كما ظهرت الديناصورات ذات الريش والتماسيح‪ .‬ومنذ ‪ 120‬مليون سنة‬
‫عاشت سمكة البكنودونت الرعاشة وطيور الهيسبرنيس بدون أجنحة والنورس ذو السنان وكان‬
‫له أزيز وفحيح‪ .‬وكانت الزواحف البحرية لها أعناق كالثعابين‪ .‬ومنذ ‪ 100‬مليون سنة ظهرت‬
‫سلحفاة الركلون البحرية وكان لها زعانف تجدف بها بسرعة لتبتعد عن القروش وقناديل البحر‪.‬‬
‫ومنذ ‪ 80‬مليون سنة كان يوجد بط السورولونس العملق الذي كان يعيش بالماء وكان ارتفاعه ‪6‬‬
‫م وله عرف فوق رأسه‪ .‬وفي هذه الفترة عاش ديناصور اليرانصور المتعطش للدماء وكان له‬
‫ذراعان قصيرتان وقويتان ليسير بهما فوق اليابسة‪ ،‬وكانت أسنانه لمعة وذيله لحمي طويل‬
‫وغليظ ومخالبه قوية وكان يصدر فحيحا‪ .‬وكان يوجد حيوان النكلوصور الضخم وهو من‬
‫الزواحف العملقة وكان مقوس الظهر وجسمه مسلح بحراشيف عظمية‪ .‬وشهد هذا العصر نشاط‬
‫الزاحات لقشرة الرض وأنشطة بركانية‪ ،‬وفيه وقع انقراض أودي بحياة الديناصورات منذ ‪65‬‬
‫مليون سنة‪ ،‬وقضي علي ‪ %50‬من أنواع اللفقاريات البحرية‪ ،‬ويقال أن سببه مذنب هوي‬
‫وارتطم بالرض والبراكين المحتدمة التي تفجرت فوقها‪ .‬ومنذ ‪ 70‬مليون سنة ظهرت حيوانات‬
‫صغيرة لها أنوف طويلة‪ ،‬وكانت تمضغ الطعام بأسنانها الحادة وتعتبر الجداد الوائل للفيلة‬
‫والخرتيت وأفراس البحر والحيتان المعاصرة‪.‬‬
‫أثناء هذا العصر إنفصلت إفريقيا عن أمريكا الجنوبية و توقفت حركة اللتواءات في وسط أوروبا‬
‫و لكن زادت حركة الطفح البركاني في جبال النديز و في هذا العصر ساد المناخ الدافئ الرطب‬
‫على أجزاء كثيرة من الرض كما تكونت مناطق جافة شبيهة بمثيلتها حاليا و في نهايته بدأت‬
‫تظهر فترة من المناخ البارد ثم تكونت بالتدريج مناطق مناخية شبيهة بنظام المناخ الحالي‪.‬‬

‫الهوامش منقولة ‪ُ ..‬يرجى التدقيق‬

‫‪Clarke, J.A., Tambussi, C.P., Noriega, J.I., Erickson, G.M. and‬‬


‫‪Ketcham, R.A. (2005). Definitive fossil evidence for the extant avian‬‬
‫‪radiation in the Cretaceous. Nature, 433: 305-308.‬‬
‫‪DOI:10.1038/nature03150‬‬
‫‪Dyke, G. (2010). El origen de las aves modernas. Investigación y‬‬
‫‪.Ciencia, 408:36-41‬‬
‫‪Kurochkin, Evgeny V., Dyke, Gareth J., Karhu, Alexandr A. (2002). A‬‬
‫‪New Presbyornithid Bird (Aves, Anseriformes) from the Late‬‬
‫‪Cretaceous of Southern Mongolia. American Museum Novitates. 2002,‬‬
‫‪.Number 3866, 11pp‬‬
‫تطور النظام العضلي والهيكلي العظمّي عند الحيوانات‬

‫مدخل‬

‫التطور عبارة عن عملية بيولوجية‪ ,‬يتم عبرها تغّير في خصائص الكائنات الحّية على مدى اجيال‪.‬‬
‫لهذا السبب يمكننا الموافقة على أّن البكتريا‪ ,‬النباتات‪ ,‬الحشرات‪ ,‬الطيور‪ ,‬الثدييات‪ :‬تمتلك سلف‬
‫ُمشترك‪ .‬ما يؤدي لتمكيننا من اضافة القتراب النسبي في السّلم التطوري لمتلكنا سلف ُمشترك‬
‫بين البشر والزواحف‪.‬‬

‫لقد تّم نسخ تطور كهذا في بنية الجينات بطول اجيال‪ .‬امكن انتاج طفرة عفوية أو تغيرات متدرجة‬
‫ي صنف من الكائنات نتناوله‪.‬‬‫بمدى زمني طويل ُمرتبط بأ ّ‬
‫لجل حصول تطور كهذا‪ ,‬توّجب توّفر سلسلة من العوامل‪ :‬مثل التنوع في الجماعات‪ ,‬النتقاء‬
‫الطبيعي في تلك الجماعات‪ ,‬انتقاء توجيهي في جانب من التطور الملموس‪ ,‬اضافة لحاجة هذا‬
‫التطور لستقرار في النتقاء المعطي فيما لو يكن مّوقت ويعود للوضع الولّي‪ :‬يفقد الميزات‬
‫سس بدوره على قطيعه مع النتقاء السابق عبر ميزات جديدة‬ ‫الُمكتسبة‪ .‬اضافة لنه سيتأ ّ‬
‫صص مختلفين‪ .‬واخيراً النتقاء الجنسي بين الفراد الُجُدد والسابقين‪.‬‬ ‫وتخ ّ‬

‫هكذا تقوم دراسة التطور على احفوريات‪ ,‬فيما لو نرغب بمعرفة كيف كانت الحيوانات في‬
‫الماضي‪ ,‬قياسا بحيوانات الوقت الراهن‪ ,‬ودراسة الكائنات الحية الراهنة‪ ,‬ثّم مقارنة الخصائص‬
‫الوظيفية والفروقات بين القديم والراهن‪.‬‬
‫تقوم دراسة كهذه على الكائنات الحية الحالية‪ :‬على توّزع الحيوانات مناطقيا ً والعلقات بين‬
‫النواع الحية‪ .‬والمقارنة بالبنية التشريحية لمختلف النواع الحّية كما توزعها‪ .‬هكذا سنجد‬
‫تشابهات تشريحية في الهيكل العظمي البشري الُممتلك لبقايا من سلف ُمشترك ثديي‪ ,‬أثر سلفّي‬
‫آخر هو الزائدة الدودية ذاك النبوب الضّيق في المعي الدقيق‪ ,‬تعمل الزائدة الدودية عند آكلي‬
‫العشب كعضو مساعد على الهضم للنباتات وللتغذية البشرية مختصرة الحجم‪ .‬واخيراً التشابهات‬
‫الجزيئية‪.‬‬

‫تطور النظام العضلّي والهيكلّي‬

‫ننطلق من اوائل الخليا بدائيات النوى ‪ ,procariota‬التي افسحت المجال لظهور حقيقيات‬
‫النوى ‪ eucariota‬والتي انقسمت لحقا ً لممالك اعطت المجال لظهور النباتات‪ ,‬الحشرات‬
‫والحيوانات التي نجدها في خليا قبل تشكيلها لتلك النظمة عديدة الخليا‪ ,‬حيث عندما كانت‬
‫صصت حسب وظيفة كّل منها‪.‬‬ ‫وحيدات خلّية قد تخ ّ‬
‫هكذا نرى الخليا النباتية بل اهداب او اسواط والتي تساعد عادة في النتقال‪ ,‬أو لديها ُبنى داخلّية‬
‫تؤّمن المتانة لها‪ ,‬لكنها شّكلت جدران صلبة امام المحيط ُبغية حماية النبات وبالمّرة تقديم دعم‬
‫بنيوي له‪.‬‬

‫لجل القدرة على التاّكد من التطور اللحق لنظمة كتلك‪ ,‬سنمّر على ثلث أدّلة علمّية‪ ,‬هي‪:‬‬

‫أوًل‪ :‬الدلة الحفورية‪ :‬كحوادث تكوين قوائم الحصنة‪ ,‬المكّونة من اصبع واحد فقط‪ :‬اعتباراً من‬
‫طرف واحد ُخماسّي الصابع ‪ .‬إثر تطور تدريجّي لصبع مركزي وتضاؤل تدريجّي لباقي الصابع‪.‬‬
‫ايضا ً يمكننا الـتأّكد من عمليات ضمور عظام القدم ولحم عظام الثدييات‪ .‬من خلل وجود عظام‬
‫فقدت فائدتها أو بأنها كانت آخذة بالضمور‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬الدلة البيولوجية‪ :‬عبر التمييز بين اعضاء متشابهة تقوم بذات الوظيفة‪ ,‬حتى لو يكن‬
‫تشريحها مختلفا ً } كالجنحة عند حشرة والجنحة عند الطيور {‪ ,‬واعضاء معّدلة ذات وظيفة‬
‫فيزيولوجية مختلفة وذات تركيب متشابه } مثل اجنحة الخّفاش‪ ,‬زعانف الحوت وقوائم كلب {‪.‬‬
‫تلك التي تطورت بطريقة متشابهة لجل اتمام وظيفة‪ ,‬والتي تتنّوع حين يتوجب عليها تحقيق‬
‫وظائف مختلفة‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬الدلة الجنينّية‪ :‬كحالة النمو الجنيني عند الفقاريات‪.‬‬

‫على الرغم من امتلك الكائنات الحّية لوحدة بيوكيميائية متشابهة‪ ,‬إل أنها تختلف فيما بينها في‬
‫تكوين موادها واستقلبها‪ .‬كما اننا نعثر على اعضاء داخلية كانت تمتلك فائدة في الماضي‪ ,‬والن‬
‫نجدها قد فقدت أغلب فوائدها } او تنعدم فائدتها احيانا { وكمثال شهير الزائدة الدودية } يوجد‬
‫دراسات علمية قليلة افادت بوجود فائدة للزائدة الدودية بالستفادة من بعض الفيتامينات‬
‫الموجودة بفضلت الجهاز الهضمي وقبل خروجها من الجسم‪ ,‬ولكن اجراء عملية قطع الزائدة‬
‫الدودية ُينقذ حياة مليين البشر اللذين ل تأثر حياتهم بعد الغائها على الطلق ومن هنا وجودها‬
‫كعدمه ‪ ..‬تّم اشباع هذا المر النقاش ايضا‪ .‬اضافة الى وجود مقالين في المنتدى الول للزميل‬
‫إولر ‪ :‬ترجم جزء حول وجود اعضاء زائدة باجسامنا وجرى النقاش مطولً حولها‪ ,‬كما انني‬
‫ترجمت مقال اتممت فيه باقي الجزاء وموجود هنا بساحة الترجمة ‪ ..‬فينيق {‪.‬‬

‫النظام الهيكلي العظمي‬

‫يتكّون هذا النظام من سلسلة من القطع‪ ,‬التي تؤّمن الشّد والثبات‪ .‬علما انه يوجد حيوانات تفتقر‬
‫لهذا النظام‪ ,‬حيث تكون طرّية ويمكن اعادة تكوينها بسهولة } ديدان‪ ,‬قناديل البحر‪ ,‬اميبيا‪,‬‬
‫قواقع { على الرغم من امتلك بعضها قشرة كلسية أو قوقعة تحقق لها بعض التماسك‪.‬‬

‫ُبغية فهم أهمية هذا النظام‪ ,‬سنقسم النظام الى قطاعات عديدة بحسب ممتلكيه من النواع الحّية‪,‬‬
‫كالتالي‪:‬‬

‫نسيج غضروفي أو عظمي‪ .‬خاص بالمغلفات } كسمك التونة { و انواع فرعية من الحبليات‬
‫‪. Cefalocordados‬‬
‫يشكل ال ‪ }notocorda‬لم اجد ترجمة عربية لهذه الكلمة والتي تدّل على خيط ظهري مرن‬
‫موجود في اجّنة كل انواع الحبليات ‪ cordados‬قد تطّور ليعطي العمود الفقري لحقا ً { ما‬
‫اعطى مكانا لظهور العمود الفقري‪ .‬تطور العمود الفقري بدوره وانقسم الى مناطق مختلفة‪.‬‬

‫في البرمائيات تتشّكل منطقة ُعُنقّية‪ ,‬تضّم الرقبة وعجز آخر يساعد في دعم الطراف الخلفية‪.‬‬
‫بينما في الزواحف‪ ,‬الطيور والثدييات يتشكل رقبة اصلّية‪.‬‬
‫ُتستخدم اوائل الفقرات عند الزواحف‪ ,‬لجل اعطاء الحركة والدوران للرأس‪.‬‬
‫ي‪ ,‬مكّون من ‪ 7‬ازواج من القواس التي تسند الخياشيم‬ ‫يوجد في السماك هيكل عظمي حشو ّ‬
‫والقلب‪.‬‬

‫تشّكل العظام الفكّية في الفقاريات‪ ,‬جزء من هيكل الجمجمة‪ ,‬بينما تشكل الضلع القفص‬
‫ص‪.‬‬‫الصدري‪ ,‬والتي تتحد من الخلف بالفقرات الظهرية ومن المام بعظم الق ّ‬
‫حصل تطور ايضا ً في الطراف‪ ,‬ففي السماك تكون عبارة عن سلسلة من الزعانف‪.‬‬
‫يتشكل في الثدييات عظم الكتف‪ ,‬اضافة لتلحم عظام الحوض‪.‬‬
‫حصل تطور في هيكل الطراف‪ :‬غير مناسب لصيغة التنّقل‪.‬‬

‫يشّكل بعضها زعانف وبعضها الخر اجنحة‪ .‬يزداد طول الطراف الخلفية عند الحيوانات القافزة‬
‫كالرنب والكنغر والضفادع‪ .‬اما عند حيوانات تمارس الجري فقد ضُمَرْت الصابع ما سمح بإطالة‬
‫قوائمها حيث تمشي على رؤوسها التي ُغطّيت بحوافر قاسية‪.‬‬

‫يشّكل العظم بنية خاصة من النسجة الُموصلة } الموحدة {‪ ,‬حيث يكون صلبا ً ويعمل على إسناد‬
‫وحمل النسجة الطرية في الجسم‪ .‬ويشّكل العظم العنصر الرئيس في كل الُبنى الهيكلّية بالفقاريات‬
‫البالغة والتي تحمي العضاء الحيوية‪ ,‬تسمح في التنّقل وتلعب دوراً حيويا ً في توازن الكالسيوم‬
‫في الجسم‪ .‬يوجد صيغة قشرّية وأخرى ربطّية‪ :‬تسميان على التوالي كعظم سميك وعظم اسفنجّي‬
‫} الهيكل العظمي {‪ .‬وهذا يختلف عن نموذج آخر من النسجة الُموصلة القاسية والتي تحمل‬
‫اسم‪ :‬الُغضروف‪.‬‬

‫الهيكل العظمّي‬

‫تمتلك الفقاريات مجموعة من الُبنى الصلبة المتراوحة القساوة‪ ,‬تتكّون من الغضروف أو من‬
‫العظم‪ ,‬أو من اجتماع هذين النموذجين من انسجة الوصل‪ .‬تكون البنية الكثر بدائّية بين تلك الُبنى‬
‫هي‪ ,notocorda :‬والتي هي عبارة عن سلسلة فقارية ظهرية‪ ,‬ذات نسيج غضروفي اسفنجي‬
‫تمتلكه السماك‪ .‬الحيوانات الكثر تطورًا‪ ,‬انطلقا ً من وجهة نظر تطورّية‪ :‬تمتلك هيكل عظمّي‬
‫ي والضلع‪ ,‬وهيكل عظمّي‬ ‫ي ‪ ,esqueleto axial‬متشّكل من الجمجمة‪ ,‬العمود الفقر ّ‬ ‫محور ّ‬
‫ي‪ ,‬ومن الزوائد‪.‬‬ ‫ي ‪ُ esqueleto apendicular‬مكّون من الزّنارين الحوضي والصدر ّ‬ ‫زائد ّ‬
‫بداية‪ ,‬يتكّون الهيكل العظمي عند أجّنة الحيوانات العليا بصيغة غضروفية اسفنجية‪ ,‬حيث يتم‬
‫تخزين الكالسيوم والنسيج العظمي في الجسم حتى فترة البلوغ‪ .‬عند البشر‪ ,‬عملّية تصّلب العظم‪,‬‬
‫ظم } التحول الى عظم { ‪ : osificación‬تكتمل بحدود عمر ‪ 25‬عام‪ .‬آخر عظم‬ ‫المحددة باسم التع ّ‬
‫ص } عظم الصدر المغروزة فيه اطراف الضلع من الجانبين {‪.‬‬ ‫يتم تشكيله هو ‪ :‬عظم الق ّ‬
‫يتغّير العدد الجمالي للعظام التي يمتلكها حيوان محدد بتغّير عمره‪ :‬لن كثير من العظام تندمج‬
‫ظم‪ .‬فالعدد المتوسط للُبنى الهيكلية العظمية المختلفة‪ ,‬عند شاب‪ ,‬هو‪:‬‬‫ببعضها خلل عملية التع ّ‬
‫‪ ,200‬دون اضافة ‪ 6‬عظيمات في جهاز السمع‪ .‬يكون الهيكل العظمي البشري ُعرضة لمختلف‬
‫الضطرابات المرضّية‪ ,‬أكثرها أهمّية‪ :‬الكسور‪ ,‬الُكساح‪ ,‬امراض العجز ومرض تخلخل العظم‪.‬‬

‫وظائف العظام‪:‬‬

‫اوًل‪ :‬يشّكل العمود الفقري الُمحّدد الرئيسي لشكل الجسم العام‪ ,‬يكون ُمكّملً بهذا التجاه للكتل‬
‫العضلية والنسيج الشحمّي‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬تحّقق العظام اضافة للعضلت‪ :‬الحماية للعضاء‪ ,‬للوعية الدموية والعصبية‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬عند البشر‪ ,‬يشّكل العنصر الداعم ضرورة بيولوجية‪ ,‬وهذا معطي عبر الهيكل العظمي‬
‫والعضلت الرئيسية‪.‬‬

‫رابعًا‪ :‬فيما لو تدخل عناصر كيميائية الى الجسم بشكل حادثّي‪ :‬تحتجزها العظام‪ ,‬المر الذي يؤدي‬
‫الى تفادي اذى ُمحتمل على باقي العضاء‪ ,‬إنها وظيفة مضادة للتسّمم‪.‬‬

‫خامسًا‪ :‬يحتوي الهيكل العظمي على مخزون كبير من الكالسيوم والفوسفور‪ ,‬سامحا ً باستتباب‬
‫} الستتباب )باللتينية‪ (homeostasis :‬هي خاصية النظام المفتوح أو المغلق للكائن الحي‪،‬‬
‫ينظم منها بيئته الداخلية وذلك للحفاظ على استقرارها وثباتها‪ .‬مصطلح إستعمله كلود برنار‪،‬‬
‫الذي يعتبر أب الفيزيولوجيا‪ ،‬ونشر سنة ‪ .1865‬التوازن والتنظيم الداخلي للعالم هو واحد من‬
‫المبادئ الساسية لوظائف العضاء‪ ،‬فشل الستتباب يؤدي إلى خلل وظيفي في مختلف أعضاء‬
‫الكائن الحي‪ ....‬منقول ُيرجى التدقيق { إيون الكالسيوم وايضا ً إيون الفوسفور } الَُيون ) أو‬
‫الُيون( هو ذرة مشحونة كهربائيا بعد تفاعل كيميائي؛ أخذت إلكترونات من ذرة أو من ذرات أو‬
‫أعطتها إياها‪ .‬يوجد أيضا على شكل مجموعة من الذرات تسمى المجموعة اليونية‪.‬‬
‫اليون نوعان‪:‬‬
‫‪ .1‬شارد موجب أو شرجبة )َكتُيون( وهو ذرة غير متعادلة كهربائًيا‪ ،‬عدد البروتونات فيها أكبر‬
‫من عدد اللكترونات أي أن الشحنة الموجبة في الذرة أعلى من الشحنة السالبة‪ .‬يتكون الدالف‬
‫الموجب إثر خسارة الذرة لللكترونات )مقدار الشحنة الموجبة التي تأخذها الذرة يتعلق بعدد‬
‫ل‪ ،‬إذا خسرت الذرة إلكتروًنا واحًدا بعد أن كانت حيادية)متعادلة‪،‬‬
‫اللكترونات التي تخسرها(‪ .‬فمث ً‬
‫أي عدد اللكترونات = عدد البروتونات( فعدد البروتونات يصبح فيها أكبر من عدد اللكترونات‬
‫بوحدة واحدة أي أن الذرة تشحن بشحنة موجبة )‪.(1+‬‬
‫‪ .2‬شارد سالب أو شرسبة )َأنُيون( وهو ذرة غير متعادلة كهربائًيا عدد اللكترونات فيها أكبر‬
‫من عدد البروتونات‪ ،‬أي أن الشحنة السالبة في الذرة أكبر من الشحنة الموجبة‪ .‬مقدار الشحنة‬
‫السالبة للذرة يتعلق بعدد اللكترونات التي تكتسبها الذرة‪ ،‬فمثلً إذا اكتسبت الذرة إلكترون واحد‪،‬‬
‫فعدد اللكترونات يصبح فيها أكبر بوحدة واحدة من عدد البروتونات وبما أن شحنة اللكترون‬
‫سالبة‪ ،‬إذن تشحن الذرة بشحنة )‪ .. .(1-‬منقول ُيرجى التدقيق {‪ .‬وهذه تشّكل وظيفتها‬
‫الستقلبّية‪ .....‬منقول ُيرجى التدقيق {‪ .‬إنها وظيفته الستقلبّية‪.‬‬

‫سادسًا‪ :‬واحدة من وظائف العظام هي الحركة‪ ,‬سواء كان المشي‪ ,‬المضغ‪ ,‬المساك أو وضعية‬
‫الجسم‪.‬‬

‫سابعًا‪ :‬وظيفة ‪ hemocitopoyética‬معطية عبر النخاع العظمّي المسؤول عن تكوين خليا‬


‫الدم‪:‬‬
‫الكريات الحمراء )‪ (eritrocitos‬التي تنقل الوكسجين وثاني اوكسيد الكربون‬
‫الكريات البيضاء )‪ (leucocitos‬المسؤولة عن الدفاع عن الجسم‬
‫الصفيحات )‪ (trombocitos‬المسؤولة عن التخّثر‬

‫النظام العضلّي‬
‫تمتلك كل الحيوانات بضع اعضاء تتمّيز بنسيج تقّلصي‪ ,‬مسؤولة عن الحركة‪.‬‬
‫تنتظم الخليا التي تشّكل النسيج العضلي‪ ,‬في ُحزم متوزعه في جسم الحيوانات بطرق متنوعة‪.‬‬

‫تمتلك حيوانات ‪ } diblasticos‬نوع من الحيوانات السفنجّية{ ُحزما ً تحت الغشاء‪ ,‬بشكل‬


‫شبكّي‪ ,‬تقّلص بهذا الشكل دخول وخروج الماء عبر غشاء مسامّي‪ ,‬أو عبر المسامات والحركة‬
‫في السفنجات‪.‬‬

‫تستعمل قناديل البحر خروج الماء لكي تنتقل كرّد فعل‪.‬‬

‫أما عند ثنائيات التناظر } الحيوانات ثنائية التناظر أو متناظرة الجانبين ‪ Bilateria‬هي مجموعة‬
‫ضخمة من النواع الحيوانات تصنف كتحت مملكة ضمن المملكة الحيوانية‪ .‬تتميز بتناظر ثنائي‬
‫الجانب ‪ ،bilateral symmetry‬وهي تحوي أغلبية الشعب الحيوانية‪ ،‬أهم الستثناءات‬
‫الملحوظة )الشعب التي لتتمتع بتناظر ثنائي الجانب( ‪ :‬شعبة السفنجيات ‪(sponge (Profera‬‬
‫وشعبة اللسعات ‪ .cnidaria‬بالنسبة للقسم العظم‪ ،‬لثنائيات التناظر أجسام تتطور من ثلث‬
‫طبقات جنينية تدعى ‪ :‬الطبقة الداخلية ‪ ،endoderm‬الطبقة الوسطى ‪ ،mesoderm‬الطبقة‬
‫الخارجية ‪ .ectoderm‬لهذا السبب تدعى أيضا ‪ .triploblastic :‬تقريبا معظم هذه الحيوانات‬
‫متناظرة جانبيا أو قريبة من ذلك‪ ،‬الستثناء الوحيد الملحظ هو شوكيات الجلد ‪echinoderm‬‬
‫التي تكون متناظرة قطريا ‪ radially symmetrical‬عند البالغين ‪ ،adults‬في حين تكون‬
‫متناظرة جانبيا ‪ bilaterally symmetrical‬عند اليرقات ‪ .larvae‬باستثناء بعض الشكال‬
‫البدائية ‪ ،primitive forms‬لثنائيات التناظر جهز هضمي ‪ digestive tract‬كامل مع فم‬
‫منفصل ومخرج ‪ .anus‬لمعظم ثنائيات التناظر جوف داخلي في جسمها‪ ،‬يدعى تجويف جسمي‬
‫‪ coelom‬عندما يقع في الطبقة الوسطى ‪ mesoderm‬ويدعى ‪ pseudocoelom‬في الحالت‬
‫الخرى‪ .‬كان يعتقد مسبقا أن عديمات الجوف ‪ acoelomates‬هي أصل المجموعة الخرى‬
‫)الجوفيات( لكن تبين الن أنه حتى في شعبة عديمات الجوف الرئيسية ‪acoelomate phyla‬‬
‫وهي الديدان المنبسطة ‪ flatworm‬وذوات الجهاز الهضمي ‪ gastrotrich‬يكون الغياب ثانويا‪.‬‬
‫و حتى أقدم الحيوانات ثنائية التناظر المعروفة ‪ Vernanimalcula‬هناك تجويف جسمي‬
‫‪ ...coelom‬منقول ُيرجى التدقيق { وفي العضلت‪ ,‬تشّكل الُحزم العضلّية‪ ,‬طبقة متصلة متحدة‬
‫ي‪ .‬تتحّرك تلك الحيوانات عبر تقّلص هذا الكيس‪,‬‬‫بالغشاء‪ ,‬الذي بدوره يشّكل كيس عضلّي – جلد ّ‬
‫الذي يقوم بتغيير شكل الجسم باتجاهات متنوعة‪.‬‬

‫تستعمل الرأسقدميات } الرأسقدميات أو رأسيات الرجل ‪ Cephalopoda‬هي طائفة من‬


‫الرخويات اللحمة المفترسة‪ ,‬جميع أفرادها معيشتها بحرية‪ .‬لهم الصدفة إما خارجية أو داخلية‬
‫أو معدومة‪ .‬تضم نحو ‪ 700‬نوع‪ ،‬من امثلتها الخطبوط والحبار والحبار الطلسي أبتر الذيل ‪...‬‬
‫منقول ُيرجى التدقيق { هذا التقّلص بالكيس العضلّي‪ :‬لجل طرد الماء من الجسم‪ ,‬وكقناديل البحر‬
‫تنتقل بسبب قوة رّد الفعل‪.‬‬
‫في الحيوانات ثنائية التناظر‪ :‬فتتشّكل الُحزم العضلّية على شكل اعضاء متكررة بكل مقطع‪ ,‬انها‬
‫عضلت مقطعّية‪.‬‬
‫أما عند الحيوانات مفصلّية الرجل } شعبة مفصليات الرجل )بالنجليزية‪ (Arthropod :‬من‬
‫أكبر شعب الحيوانات وتتضمن الحشرات والعنكبوتيات والقشريات‪ ،‬وعديدات الرجل‪،‬‬
‫والحصاءات التقريبية تذكر أن ‪ % 80‬من الحيوانات مفصليات‪ .‬وتتميز بأعضاء مركبة من قطع‬
‫مفصلة وهيكل خارجي للحماية‪ .‬وتتواجد في غالب الكرة الرضية في البحر‪ ،‬واليابسة‪ .‬تصنف في‬
‫عدد من الطوائف أهمها‪:‬‬
‫• القشريات ‪ :‬معظم أفرادها مائية ولذلك تتنفس عن طريق الجلد أو الخياشيم‪ .‬الجسم مقسم إلى‬
‫ثلثة مناطق هي الرأس والصدر والبطن ويدمج الرأس مع الصدر كثيراً ليكونا الرأس‬
‫الصدرى‪.‬مثال الجمبرى )الربيان(‪.‬‬
‫• متعددة الرجل ‪ :‬أرضية‪ ،‬تتنفس بالقصبات التنفسية‪ .‬الجسم ممدود يتكون من رأس وجذع‬
‫يتركب من عقل متعددة تحمل الزوائد المفصلية‪ .‬مثال ‪ :‬أم ‪) 44‬السكولوبندرا(‪.‬‬
‫• سداسيات الرجل ‪ :‬تضم مفصلية أرجل أرضية تتنفس بالقصبات الهوائية والجسم مقسم إلى‬
‫رأس وصدر وبطن ويحمل الصدر ثلثة ازواج من أرجل المشى‪ .‬من أمثلتها الذباب والصراصير‪.‬‬
‫• العنكبيات ‪ :‬تضم مفصلية أرجل مائية تتنفس بالخياشيم إلى جانب الكثير من النواع الرضية‬
‫التي تتنفس بالقصبات التنفسية والكتب الرئوية‪ .‬ولهذه الطائفة صفات مورفولوجية )خارجية(‬
‫تميزها عن بقية الطوائف الخرى‪ .‬فهي تسمى بذوات كلبات ‪ chelicerata‬حيث أن الزوج‬
‫الول من زوائدها متحور إلى ملقط أو كلبات تعرف بالقرون الكلبية ‪ chelicera‬بينما يشار‬
‫إلى الطوائف الخرى جميعها باللحييات ‪ mandibulata‬لن بعض زوائد الرأس فيها تتحور إلى‬
‫لحى ‪ mandibles‬تعمل كفكوك‪ .‬وتتميز العنكبيات أيضا ً بخلوها من الزبانيات التي توجد في كل‬
‫الطوائف الخرى لمفصلية الرجل‪ .‬والجسم مقسم في الغالب إلى منطقتين ‪ :‬مقدمة الجسم‬
‫ومؤخرة الجسم‪ .‬مثال العناكب والعقارب‪ ...‬منقول ُيرجى التدقيق { فتمتلك الُحزم العضلّية شكلً‬
‫محدداً ويكون مستقلً بعضها عن البعض الخر‪.‬‬

‫أما عند الديدان المقسمة } الديدان المقسمة )بالنجليزية‪) (annelids :‬السم النكليزي من‬
‫اللتينية ‪" anellus‬الحلقة الصغيرة"( هي شعبة كبيرة من الحيوانات تتألف من ديدان مقسمة‪،‬‬
‫تضم هذه الشعبة أكثر من ‪ 15,000‬نوع حديث بما فيها ديان الرض المعروفة وال ‪.[[leeches‬‬
‫تتواجد هذه الديدان في معظم البيئات وتضم ديدان برية وفي المياه العذبة وأيضا أنواع ضمن‬
‫بحرية ضمن المحيطات )مثل ‪ .(polychaete‬بعضها طفيلية أو تبادلية ‪ .mutualistic‬تتبالين‬
‫أطوالها من المليمترات إلى حوالي ‪ 3‬امتار )كما في حالة ‪.. (Lamellibrachia luymesi‬‬
‫منقول ُيرجى التدقيق { فلديها اضافة للعضلت المقطعية‪ :‬أكياس عضلّية‪ .‬تتحرك تلك الديدان عبر‬
‫تقلصات وارتخاءات متكررة للجسم‪.‬‬

‫تمتلك مفصليات الرجل عضلت ُمدمجة باوتار } الوتر )‪ (Tendon‬هو شريط متين من النسجة‬
‫الضامة الليفية التي تربط عضلة معينة بجزء آخر من الجسم‪ ،‬عادة إلى عظم معين ]‪) [1‬في‬
‫حالت معينة يربط عضلة بعضلة أخرى(‪ ،‬ويمتاز الوتر بقدرته على تحمل الضغط‪ .‬تتشابه الوتار‬
‫مع الربطة والسفقة من حيث مبناها‪ .‬يقوم الوتر بنقل القوة الميكانيكية الناتجة عن تقلص‬
‫العضلة إلى العظم‪ ،‬إذ يكون أحد أطراف الوتر متصل بإحكام بألياف العضلة بينما يتصل الطرف‬
‫الخر بالعظم‪ .‬تتركب الوتار من من أنسجة ضامة ليفية تتكون بالساس من خليا مغزلية الشكل‬
‫تدعى الخليا الليفية ومن ألياف كولجينية ‪ .‬تلتصق الوتار بالعظم بواسطة ألياف كولجينية‬
‫تستمر في مسندة العظم‪ .‬وتعزى قوة الشد الكبيرة للوتار؛ الضرورية لتحمل الضغط الناتج من‬
‫تقلص العضلة؛ إلى وفرة ألياف الكولجين المعروفة بقوتها ومتناتها‪ ...‬منقول ُيرجى التدقيق {‬
‫في القسم الداخلي باجزاء القشرة الخارجية للّدرعه } مادة قرنّية تشّكل جزءاً اساسيا ً في اصداف‬
‫السراطين والحشرات القشرية ‪ ..‬قاموس المورد اسباني عربي {‪ .‬عبر تقليص تلك العضلت‪ ,‬تتم‬
‫السماح للحيوان بالتحرك‪ ,‬بالتالي القشرة بالضرورة موصولة بمفصل‪ .‬كما يحصل بالضبط مع‬
‫القوائم‪ ,‬التي تحقق حركات النتقال‪ .‬ففي الفقاريات ايضًا‪ :‬تندمج العضلت باوتار بعظام الهيكل‬
‫العظمي‪.‬‬
‫بتقلصها ترتفع القطع الهيكلّية‪ ,‬سامحة للجزاء المختلفة من الجسم بالتحرك‪ .‬عبر مجموعه من‬
‫العضلت المتعارضة‪ :‬يتم تحقيق حركات متعاكسة حول ذات المفصل‪ .‬فعندما تتقّلص واحدة منها‪,‬‬
‫ترتخي الخرى‪ .‬تكون تلك العضلت هامة بشكل خاص‪ :‬في الطراف التي تنّفذ حركة نشطة‪.‬‬

‫تكون البنية العضلّية عند السماك‪ :‬قوّية جداً ومتوزعه في ازواج من العضلت‪ ,‬في كل الظهر‬
‫والذيل‪ ,‬تاركة فراغ قليل للتجويف‬

‫تمتلك الطيور نمّواً كبيراً في العضلت الصدرّية‪ ,‬لجل تحريك الجنحة‪.‬‬

‫تقّدم شوكيات الجلد } شوكيات الجلد )بالنكليزية‪ (Echinoderm :‬جميع أفراد هذه الشعبة‬
‫معيشتها بحرية حرة قريبا من الشواطئ وحركتها بطيئة ويسهل التعرف عليها من صفاتها‬
‫الخارجية مثل جلدها الشوكي‪.‬‬
‫خصائصها ‪:‬‬
‫• جهازها الهيكلي داخلي على شكل صفائح كلسية أو عظيمات ذات أشواك صغيرة أو كبيرة‬
‫وهي مغطاة بـ)جل( سميك‪.‬‬
‫• لها جهاز وعائي مائي )دوراني مائي(‬
‫• لتمتلك أعضاء إخراجية‪.‬‬
‫• الجنسان منفصلن‪.‬‬
‫• التنفس بواسطة الخياشيم الجلدية الرقيقة أو القدام النبوبية‪.‬‬
‫• لها جهاز عصبي يتكون من حلقة حول الفم وأعصاب شعاعية‪ ....‬منقول ُيرجى التدقيق {‬
‫جهاز محّرك من نوع خاص‪ :‬إنها أقدام المشي‪ ,‬التي تعمل بصيغة ريحّية متسببة بمياه البحر‪.‬‬
‫تمتلك تحت الغشاء لكياس عضلّية مندمجة بالجزء الداخلي للصفائح الكلسّية للقشرة‪ :‬تسمح لها‬
‫بتحقيق حركة ملموسة‪.‬‬
‫تمتلك انواع من القنافذ عضلة في قاعدتها‪ ,‬تسمح لها بالحركة‪.‬‬

‫أما الوليات } الوليات أو الحيوانات الولية أو الوالي )باللتينية‪) (Protozoa :‬باليونانية ‪:‬‬
‫‪ = protos‬أول و ‪ = zoon‬حيوان( وهي متعضيات وحيدة الخلية حقيقية النوى تظهر خواص‬
‫تترافق عادة مع الحيوانات‪ ،‬أهمها الحركية ‪ ،mobility‬والتمايز ‪ .heterotrophy‬تصنف‬
‫عادة ضمن مملكة الطلئعيات ‪ Protista‬سوية مع الطحالب الشبيهة بالنباتات ‪plant-like‬‬
‫‪ .algae‬الوليات هي كائنات حية وحيدة الخلية ل ترى بالعين المجردة‪ .‬تعيش في الوساط‬
‫المائية كالماء المالح أو العذب أو سوائل أخرى كالدم‪ ،‬حيث تستقر وتسبب ببعض المراض‪.‬‬
‫تختلف الوليات في الشكل والحجم ووسيلة الحركة‪ .‬في بعض المخططات الحديثة تصنف معظم‬
‫الشنيات مع النباتات ‪ Plantae‬المملكة النباتية و ‪ ،Chromista‬في هذه الحالة يمكن تسمية‬
‫مملكة الطلئعيات بمملكة الوليات ‪ .kingdom Protozoa‬مع هذا فيجب عدم اعتبارها‬
‫حيوانات حقيقية لذلك نفضل تسميتها بالوليات فقط وليس الوليات الحيوانية‪ .‬تصنف حسب‬
‫طريقة حركتها إلى ‪:‬‬
‫• سوطيات )‪(Flagellates‬‬
‫• هدبيات‬
‫• متحولت أو أميبات )‪(Amoeboids‬‬
‫• كيسيات )‪(Sporozoans‬‬

‫صنف العلماء الوليات تبعا لوسيلة الحركة إلى أربع مجموعات رئيسة وهي أوليات تتحرك‬
‫بوساطة ‪:‬‬

‫‪ .1‬القدام الكاذبة مثل الميبا‬


‫‪ .2‬الهداب مثل البراميسيوم‬
‫‪ .3‬السواط مثل المثقبيات‬
‫‪ .4‬النزلق مثل متصورات ‪ .....‬منقول ُيرجى التدقيق { فتمتلك اعضاء خاصة للحركة‪,‬‬
‫كالسواط‪ ,‬الهداب‪ ,‬او يمكنها ان تغير شكل جسمها ُمرسلة اقدام زائفة‬
‫العضلة عبارة عن نسيج او عضو بجسم الحيوان‪ ,‬متخصص بقدرته على التقّلص‪ ,‬وهذا التقّلص‬
‫يكون استجابة بالعموم إلى محّفز عصبي‪.‬‬

‫اثناء التقلصات العضلية‪ ,‬تنزلق صفوف من اللياف الدقيقة‪ ,‬واحد فوق الخر‪ ,‬كجسور متصالبة‬
‫تعمل كعجلت‪ .‬تأتي الطاقة اللزمة لتلك الحركة من ميتاكوندريا كثيفة‪ُ ,‬تحيط بالياف العضلت‪,‬‬
‫والتي تشّكل الوحدة الساسية بكل عضلة‪ .‬فالنسيج أو العضاء اللحمية واللدنة‪ ,‬التي تمثل الجزء‬
‫النشيط بجهاز المشي‪ :‬تكون مكّونة من اللياف العضلّية‪ ,‬والتي بفضلها تتحّقق الحركات المختلفة‬
‫للجسم‪ ,‬وتحافظ على وحدة القطع العظمّية التي تشّكل الهيكل العظمي للحيوان‪ ,‬والمتصفة بقدرتها‬
‫على التقّلص‪ ,‬والتي بالعموم تكون كاستجابة لحافز عصبّي‪ .‬تشّكل اللياف العضلّية الوحدة‬
‫الساسّية في كل عضلة‪ ,‬وهي عبارة عن بنية صفّية صغيرة جداً ومكّونة من بروتينات معّقدة‪ .‬كّل‬
‫خلّية عضلّية أو ليف‪ :‬تحتوي على الياف عضلية متنوعة‪ ,‬وتتكّون من نوعين من الصفوف‬
‫العضلّية‪ ,‬ثخينة ورقيقة كترتيب عادي‪ .‬يحتوي كّل صف عضلّي ثخين على بضع مئات من‬
‫جزيئات بروتين الميوزين‪ .‬اما الصفوف الرقيقة فتحتوي على سلسلتين من بروتين الكتين‪.‬‬
‫تتكّون اللياف العضلّية من صفوف تتناوب فيها اللياف الثخينة والرقيقة مع اطرافها المتراكبة‪.‬‬
‫أنواع النسيج العضلّي‬

‫اوًل‪ :‬النسيج الملس‬

‫تتكّون العضلة الحشائّية أو اللارادّية من خليا مغزلّية ذات نواة مركزّية‪ ,‬والتي تفتقر لخاديد‬
‫عرضّية‪ ,‬ولو انها ُتبدي اخاديد بسيطة طولنية‪ .‬يتشّكل حافز التقّلص للعضلت الملساء بواسطة‬
‫النظام العصبي النمائّي‪ .‬تتموضع العضلت الملساء في‪ :‬الجلد‪ ,‬العضاء الداخلية‪ ,‬اجهزة التكاثر‪,‬‬
‫الوعية الدموية الكبرى وجهاز الخراج } التبّرز {‪.‬‬
‫تمتلك خليا العضلة الملساء شكلً مغزليا ً وحيد النوى‪ .‬يكون تقّلص تلك العضلة طويلً واقل‬
‫ططة الهيكيلّية‪ .‬تكون الياف العضلة الملساء على شكل صفائح مجهزة‬ ‫سرعة من العضلة المخ ّ‬
‫بطبقتين‪ ,‬واحدة طولنية خارجية واخرى دائرية داخلية‪ ,‬والتي يمكنها التقّلص بالتناوب‪ .‬تتسّبب‬
‫تلك القدرة على التقّلص المتناوب بتغيرات في قطر الوعية الدموية وتن ّ‬
‫ظم سير السوائل‪,‬‬
‫ظم ضغط وسرعة الجريان‪.‬‬ ‫فالوعية ُتجبر على هذا عندما تتقّلص الياف العضلة‪ ,‬بهذه الطريقة تن ّ‬
‫في حالت اخرى‪ ,‬كما يحدث في بعض اجزاء الجهاز الهضمي‪ُ ,‬يستعمل هذا التقّلص لجل دفع‬
‫مواد قليلة السيولة‪ ,‬كالغذية‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬النسيج العضلّي الهيكلّي أو المخ ّ‬


‫طط‬

‫يتكّون هذا النوع من العضلت من الياف طويلة ُمحاطة بغشاء خليوي ‪ .sarcolema‬تكون‬
‫اللياف عبارة عن خليا مغزلية الشكل طويلة محتوية على كثير من الُنوى والتي ُيلحظ فيها‬
‫بوضوح اخاديد طولنية وعرضانية‪ .‬تتوّزع تلك العضلت اعتباراً من الجهاز العصبي المركزي‪,‬‬
‫ع‪ ,‬تسمى عندها عضلت ارادّية‪ .‬يكون القسم الكبر من‬ ‫وبحسب موقعها في قسم خاضع لتحّكم وا ٍ‬
‫العضلت الهيكلّية متحداً بمناطق الهيكل العظمي بواسطة أوتار‪ .‬تسمح تقلصات العضلت الهيكلّية‬
‫بالحركة لمختلف العظام والغضاريف بالهيكل العظمي‪ .‬تشّكل العضلت الهيكلّية القسم الكبر من‬
‫كتلة الجسم عند الفقاريات‪.‬‬
‫ططة متحدة باثنين او اكثر من العظام‪ ,‬بشكل مباشر او بواسطة‬ ‫تكون بالعموم العضلة المخ ّ‬
‫سلسل قوية من نسيج اتصال يسمى الوتر‪ ,‬الغني باللياف الُمهلمنة } ُمهلِمن‪ :‬مادة بروتينية في‬
‫النسيج الضام وفي العظام ُتنتج الهلم عند غليها ‪ ..‬قاموس المورد اسباني عربي { واللدنة‪ .‬تعمل‬
‫غالبية العضلت الهيكلّية بمجموعات متعارضة‪ ,‬عضلة تلوي واخرى تمّد المفصل‪ ,‬على الرغم‬
‫من استطاعة مجموعتين متعارضتين التقّلص سويا ً لجل تثبيت مفصل‪ .‬يسمح لنا هذا العمل‬
‫العضلّي بالبقاء ُمنتصبين‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬العضلة القلبّية‬

‫يشّكل هذا النوع من النسيج العضلّي القسم الكبر من قلب الفقاريات‪ُ .‬تبرز الخليا اخاديد طولنية‬
‫وعرضانية غير كاملة‪ ,‬وتختلف عن العضلة الهيكلّية خصوصا ً بالتموضع المركزي لنواتها‬
‫وبتفّرع والتصال البينّي لللياف‪ .‬تفتقر العضلة القلبّية للتحّكم الرادي‪ .‬تتصل بالجهاز العصبي‬
‫النمائّي‪ ,‬على الرغم من اّن النبضات الصادرة عنه‪ :‬تزيد او ُتنقص نشاطه دون ان تكون مسؤولة‬
‫سس آلّية التقّلص القلبّي بتوليد ونقل‬
‫عن التقّلص المتكرر الممّيز للعضلة القلبية الحّية فقط‪ .‬تتأ ّ‬
‫تلقائّي للنبضات‪.‬‬

‫وظائف‬

‫تتواجد العضلة الملساء في اعضاء متكونة من انسجة اخرى‪ ,‬كالقلب والمعي المحتوية على‬
‫طبقات نسيج ُملتحم‪.‬‬
‫تتكّون العضلة الهيكلّية عادة من ُحزم محتوية على ُبنى عضلّية‪ُ :‬يذّكر عملها بعضو‪ .‬بالتكرار‪,‬‬
‫خلل عملها ينسحب الجلد بصورة مرئّية‪ .‬تمتلك تلك الُبنى العضلّية اسماء ُتوحي‪ :‬بشكلها‪ ,‬عملها‬
‫وانتشارها‪ :‬كمثال‪ ,‬العضلة الُمنحرفة بالظهر‪ :‬سميت هكذا لنها تظهر هكذا كصورة هندسّية‪.‬‬
‫والعضلة الماضغة في الوجه‪ :‬سميت هكذا لقيامها بعملية المضغ‪ .‬تّم تصنيف اللياف العضلّية‪,‬‬
‫وفق عملها‪ ,‬الى الياف تقّلص بطيء } نموذج ‪ { 1‬والياف تقّلص سريع } نموذج ‪ .{ 2‬تتكّون‬
‫اغلبية العضلت الهيكلّية من كل النوعين من اللياف‪ ,‬رغم سيطرة احدها‪ .‬الياف التقّلص‬
‫السريع‪ :‬غامقة اللون‪ ,‬تتقّلص بسرعة اكبر وتوّلد طاقة هائلة‪ ,‬اما الياف التقّلص البطيء‪ :‬شاحبة‬
‫اللون‪ ,‬ذات مقاومة كبيرة‪.‬‬

‫الهيكل العظمي والجهاز العضلي‪ :‬مقارنة‬

‫يتشّكل الهيكل العظمي البشري من أكثر من ‪ 200‬عظم‪ ,‬تتحد بواسطة انسجة ملتحمة قوّية‪ .‬تتغّير‬
‫اجزاء الجسم المختلفة كثيراً وفق درجة الحركة‪ .‬كمثال‪ ,‬يتحرك الذراع بارتفاع الكتف بحرّية‪,‬‬
‫بينما تقتصر حركة مفصل الركبة على محدودة واضحة‪ .‬حركة كل فقرة محدودة ايضًا‪ ,‬كما تكون‬
‫عظام الجمجمة ثابتة غير متحركة‪ .‬تتحّقق حركات عظام الهيكل العظمي بفضل تقلصات العضلت‬
‫الهيكلّية المتحدة بالعظام عبر الوتار‪ .‬يتم التحكم بتلك التقلصات العضلّية بوساطة الجهاز‬
‫العصبّي‪.‬‬

‫هكذا تكون الحشرات مفصلّية ارجل‪ ,‬تمتلك ‪ 3‬ازواج من القوام } لهذا تسمى سداسّية القوائم‬
‫‪ { hexápodos‬وجسم منقسم لثلث مناطق مقطعّية ومحددة بوضوح‪:‬‬
‫الرأس‪ :‬من ‪ 6‬الى ‪ 7‬مقاطع‪ ,‬مع زوج من قرون الستشعار‪.‬‬
‫الصدر‪ :‬مكون من ‪ 3‬مقاطع‪ 3 ,‬ازواج من القوائم‪ ,‬وبالعموم زوجين من الجنحة‪.‬‬
‫البطن‪ :‬مكون من ‪ 11‬مقطع‪ ,‬ما خل بعض الستثناءات‪ ,‬دون قوائم‪.‬‬

‫الفقاريات‬

‫كما يشير اسمها‪ ,‬هي حيوانات مزّودة بفقرات‪ .‬هي حيوانات يمتلك جهازها العصبي ما يمكن‬
‫تسميته مراكز‪ :‬كالدماغ المتموضع في الرأس‪ ,‬والنخاع الشوكّي كحبل بطول الظهر‪ ,‬حيث يتواجد‬
‫ي أو‬
‫الدماغ في علبة عظمّية‪ ,‬هي الجمجمة‪ ,‬أما النخاع الشوكي فيتواجد ضمن العمود الفقر ّ‬
‫سلسلة من المقاطع العظمّية المسماة فقرات‪ ,‬المتمفصلة فيما بينها بطريقة تثساهم بخلق‬
‫مجموعة متماسكة‪ :‬تجعل بامكان الحيوان تحقيق الحركة وثني جسمه‪ .‬هذا هو سبب اسمها التي‬
‫من الفعل اللتيني ‪ uduer‬أو ‪.doblar‬‬

‫تنقسم الفقاريات الى خمس طوائف‪ ,‬هي‪:‬‬

‫الولى‪ :‬الثدييات‬

‫فقاريات تتنفس الهواء بواسطة الرئتين‪ ,‬تمتلك قلب منقسم لربع تجاويف‪ ,‬انها من ذوات الدم‬
‫الحار‪ ,‬وبالعموم‪ ,‬ينجبون ابناءهم الحياء‪ ,‬اللذين يتغذون بمرحلة الطفولة برضاعة حليب الناث‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬الطيور‬

‫فقاريات ذات تنّفس رئوي‪ ,‬ذات اربع تجاويف قلبّية‪ ,‬ذات دم حار‪ .‬اعضائها العليا هي الجنحة‬
‫والجسم المغطى بالريش‪.‬‬
‫تشّكل الطيور مجموعه حيوانات فقارية‪ ,‬متميزة بخصائص سهلة التحديد‪ .‬يمكن القول عن تركيب‬
‫طائر‪ :‬عبارة عن فقاري مزّود بمنقار‪ ,‬مغطى بالريش واعضاء سابقة متحولة لجنحة‪ .‬نعثر على‬
‫ي طائفة فقارية اخرى‪.‬‬ ‫هذه الميزات الثلثة بكل الطيور تقريبًا‪ ,‬وفي المقابل‪ ,‬ل تجتمع ول بأ ّ‬
‫فالكثر حصرية من الميزات الثلث‪ :‬هي وجود الريش والكثر عمومية وجود المنقار‪ .‬فمن‬
‫الممكن العثور على طيور ذات اجنحة ضامرة } البطريق اشهر مثال ‪ ..‬فينيق {‪ ,‬لكن ل نعثر على‬
‫طائر واحد دون منقار‪.‬‬
‫تعّرض منقار الطيور لتعديلت تكيفّية مع نماذج استهلك الغذية‪ .‬يحدث شيء مشابه مع القوائم‪,‬‬
‫حيث تمتلك ‪ 4‬اصابع‪ ,‬ثلثة نحو المام وواحد نحو الخلف‪ .‬حيث يوجد بين الصابع المتجهة‬
‫للمام‪ ,‬يتسّلح الداخلي منها بمخلب قو ّ‬
‫ي‪.‬‬
‫تتمّتع الطيور بقدرة بصرية دقيقة‪ ,‬تعود الى حضور ُبنى خاصة في الشبكّية‪ ,‬مناطق ذات تركيز‬
‫عالي بالخليا البصرّية‪ ,‬اضافة الى السماكة الرقيقة للشبكّية‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬الزواحف‬

‫فقاريات تتنفس رئويًا‪ ,‬ذات ‪ 3‬تجاويف قلبّية‪ ,‬ثات دم بارد‪ ,‬جسم مزّود بحراشف‪ ,‬صفائح عظمية‬
‫وجلد ناعم‪.‬‬
‫تتمّيز هذه الفقاريات بجسم مغطى بحراشف وبالمشي زحفا ً بطنيا ً على الرض‪ .‬تمتلك بعض‬
‫الزواحف ‪ 4‬قوائم قصيرة جدًا‪ ,‬كالسلحفاة والتمساح‪ ,‬زواحف اخرى تفتقرها‪ ,‬كالفاعي } لديها‬
‫اقدام ضامرة وهذا دليل تطوري تّم ذكره مراراً في المنتدى {‪.‬‬
‫هي حيوانات بّياضة وذات دم بارد‪ .‬تعيش على اليابسة كما في المياه‪ :‬حيث تخرج من حين لخر‬
‫كي تتنّفس‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬البرمائيات‬

‫فقاريات تتنّفس باوائل عمرها الوكسجين المنحل بالمياه‪ ,‬تمتلك قلبا ً ُمنفصلً لتجويفين‪ ,‬وعندما‬
‫تصير بسن البلوغ‪ :‬يصبح تنفسها رئويا ً وتمتلك تجويفا ً قلبيا ً ثالثًا‪.‬‬
‫تعيش الفقاريات باوائل مراحل حياتها في المياه دومًا‪ ,‬حيث تتنفس بواسطة خياشيم كالسماك‪.‬‬
‫وعندما تصبح بسن البلوغ يمكنها العيش بالمياه كما في البّر وتتنفس رئويا ً ومن خلل الجلد‪.‬‬
‫يتغطى جلدها بمادة مخاطية تمنع جفافه‪ .‬لديها ‪ 4‬قوائم‪ ,‬الخلفيتان تكون طويلتان وقويتان‪,‬‬
‫متكيفتان مع القفز والسباحة‪ .‬لديها ‪ 5‬اصابع متحدة بغشاء‪ .‬القائمتان الماميتان اقصر وفيها ‪4‬‬
‫اصابع فقط تفتقر للغشاء‪ .‬يكون فم هذه الحيوانات مزوداً بسنينات } اسنان صغيرة جداً {‪.‬‬

‫خامسًا‪ :‬السماك‬

‫فقاريات مائّية ذات تنّفس بالخياشيم بكل مراحل حياتها‪ ,‬تمتلك تجويفين قلبيين فقط‪ ,‬وهي ذات دم‬
‫بارد‪.‬‬
‫تمتلك السماك جسما ً مغزليا ً } متطاول واكثر عرضا ً في المركز {‪ ,‬وهو ما يوفر لها صيغة قّوة‬
‫مائّية حركية كبيرة‪ .‬تقع اغلب اعضائها الداخلية مضغوطة بقسم سفلي امامّي‪ .‬باقي جسمها مليء‬
‫بمقاطع عضلّية تقوم بانتاج الحركات السباحّية‪ .‬يكون هذا شكل السمك العظمّي المعتاد‪ .‬تمتلك‬
‫كثير من السماك اشكالً شديدة الغرابة } اسماك مسطحة‪ ,‬كمثال { اضافة الى اسماك الورنين )‬
‫‪.(elasmobranquios‬‬
‫تشّكل الزعانف جزء رئيسّي بجسم السماك‪ .‬انها امتدادات بالجسم مدعومة بعظيمات أو‬
‫غضروفّيات‪ ,‬أو دون دعم‪ .‬يوجد زعانف‪ :‬زوجية ومتوسطة أو ُمفردة‪ .‬تكون الزعانف الزوجّية‪:‬‬
‫صدرّية وحوضّية‪ .‬وتدور هذه الزعانف لجل رفع السمكة أو خفضها كما انها تجعل السمكة تدور‬
‫حول ذاتها‪ .‬اما الزعانف المتوسطة فهي‪ :‬الظهرية‪ ,‬الشرجّية أو البطنية والذيلّية‪ .‬يدفع الذيل‬
‫السمكة الى المام‪ ,‬والدوران نحو كل الجانبين‪ :‬يحصل بتآلف عمل زعانف مختلفة‪.‬‬
‫حياة طويلة في الميتوكوندريا*‬

‫علم أحياء‪ .‬اكتشف فريق بحث بمعهد ‪ Salk‬في كاليفورنيا‪ :‬بأّن الميتاكوندريا* الخليوية‬
‫ث على إطالة عمر العضو } او‬ ‫‪ mitocondria celular‬قادرة على ارسال اشارات اجمالية تح ّ‬
‫الكائن‪ ,‬الجسم ‪ ..‬بالعموم‪ .‬فينيق {‪.‬‬
‫تكون قدرة اشارة الميتوكوندريا أكبر بكثير مما كنا نفكر به سابقًا‪ .‬فهذه الشارات التي يخلقها هذا‬
‫المحّرك الخليوي } الميتوكوندريا المقصود ‪ ..‬فينيق {‪ :‬ل ُيشعر بها بكل ارجاء الجسم فقط‪ ,‬بل‬
‫تقوم بالتحّكم بطول عمره‪ .‬يمكن الطلع على نتائج هذا الكتشاف الباهر‪ ,‬هنا‪:‬‬
‫‪ http://www.salk.edu‬والبارز فيه ليس فقط مسألة دراسة الشيخوخة‪ ,‬بل فتحه لبواب‬
‫عديدة نحو فهم افضل للتصال الخليوي‪.‬‬
‫ل‪ ":‬ينتج بأنه لو نقم بتبطيء محركات تلك‬ ‫سر ‪ Andrew Dillin‬وهو احد الباحثين المر‪ ,‬قائ ً‬ ‫ف ّ‬
‫المصانع الخليوية المتناهية في الصغر‪ ,‬سنتمّكن من إطالة عمر الحيوان‪ .‬يظهر لنا في الدراسة‪,‬‬
‫كيف أّن الشارات الُمرسلة من الميتوكوندريا الُمجهدة تكون مكونة من انسجة مختلفة لجل‬
‫تحفيز البقاء على قيد الحياة وتحسين إطالة عمر الجسم "‪.‬‬
‫تظهر لنا النتائج بوصفها متناقضة‪ .‬بأخذنا بالحسبان لّن الميتوكوندريا هي عبارة عن المسؤول‬
‫عن الطاقة الخليوية‪ ,‬فسيظهر تناقض بتخفيض نشاطها لجل تحفيز حياة اطول‪ ,‬بينما الوضع‬
‫المثالي يكون ببقائها ناشطة وحركّية بصيغة ثابتة او دائمة‪ .‬مع هذا‪ ,‬نّوه باحثين سابقين لوجود‬
‫ألغاز غير محلولة بصلة الميتوكوندريا‪ ,‬توليد الطاقة وتفاعلت اطالة العمر‪ :‬التي ُتوحي بأّن "‬
‫العيش ل يستلزم بالضرورة النجاح بمستوى تحت خليوي ‪.subcelular‬‬
‫تّمت الدراسة على دودة معروفة تحت اسم ‪ roundworm‬بالنلكيزية وتعني ديدان‬
‫اسطوانية**‪ ,‬ومن اكثر الشياء اثارة كان عدم استطاعة الباحثين من تحديد الشارة الُمرسلة‪.‬‬
‫خلق ‪ Dillin‬وزملؤه عامل افتراضي اسموه “‪ ”mitokina‬واقترحوابأنه متى تّم اكتشافه‬
‫سيكون محّدد كعامل إرسالي من النسجة السليمة الى النسجة الغير سليمة‪ .‬يأمل الباحثين امكان‬
‫استعماله لجل العلج ضّد امراض انتكاسّية‪.‬‬
‫يتابع شرحه‪ ":‬تخّيل فيما لو نتمّكن من تسبيب اضطراب في ميتوكوندريا في الكبد‪ ,‬واجبارها‬
‫على ارسال ‪ mitokina‬الى عصبونات بحالة انتكاسّية‪ ,‬عوضا ً عن محاولة علج الدماغ‬
‫بالعقاقير‪ :‬سيكون بامكاننا استثمار قدرة الجسم على ارسال اشارة انقاذ طبيعية "‪.‬‬
‫بالتأكيد‪ ,‬معرفة‪ ,‬وصف وتحديد الوضع الطبيعي للشياء‪ :‬يفتح المجال لقدرة طبّية أكبر‪ .‬فعلماء‬
‫الكيمياء اللذين يدرسون العالم ومؤثراته في الحيوانات‪ ,‬للن همهم تطوير علجات وادوية لعدد‬
‫ب الوقائّي‪ ,‬الذي يساعدنا على العيش اكثر بيومنا هذا‪ ,‬من‬ ‫ل نهائي من المراض‪ .‬في الواقع‪ ,‬الط ّ‬
‫خلل معرفة افضل لكيفية عمل جسمنا وأّيها افضل العناصر للحفاظ عليه يحالة عمل فّعالة‪ :‬يقود‬
‫بالنتيجة الى تلك الثقافة الطبيعية التي حصلّناها في الماضي‪ ,‬والتي شّرحناها في الُمختبر‪ .‬فاليوم‬
‫نعرف بأنه لو نقم بتمرين رياضّي‪ ,‬نتأّمل‪ ,‬نعمل يوغا أو نسمع موسيقا } ل تمتلك كل انواع‬
‫الموسيقى ذات الثر المهديء {‪ :‬سنقوم بتحرير عدد غير محدود من الهرمونات وتنشيط انتقال‬
‫سن شعورنا وتساعدنا على رؤية العالم بتفاؤل أكبر‪.‬‬ ‫العصبونات التي تح ّ‬
‫مع هذا‪ ,‬الستباق ل يكون كافيًا‪ ,‬يزّود الطب بتحسينات جوهرية‪ ,‬مصممة لجل تقليص عدد ل‬
‫محدود من الشروط التي تشّكل بظروف اخرى‪ :‬اسباب ُتنهي حياة الحيوان‪ .‬اعطاء مزيد من‬
‫القدرة لتلك ‪ mitokinas‬الفتراضية‪ ,‬والموّلدة طبيعيا ً في الجسم‪ ,‬يكون بدّقة ما ُيشير له ‪Dillin‬‬
‫وفريق البحث‪.‬‬

‫استخدام ديدان ُمعّدلة وراثياً‬

‫تّم اجراء هذه الدراسة في العام ‪ 2002‬والتي ُتنشر حاليًا‪ .‬بحث الفريق عن جينات ُتساهم في‬
‫اطالة العمر في الديدان‪ .‬كثير من الجينات التي وجدناها‪ :‬كانت متصلة بالوظيفة الميتاكوندرية‪.‬‬
‫عندما كنا نقوم بتثبيطها‪ ,‬كانت الديدان تعيش اكثر‪ ,‬على الرغم من ان الستقلب والتنفس يقّلن‪.‬‬
‫واقعيًا‪ ,‬تساءلنا‪ :‬فيما لو كان دقيقا ً ان الحيوان عاش اكثر رغم هذا؟‬
‫لكن على الرغم من منطقية‪ :‬أّن خفض مصروفات الطاقة‪ُ ,‬يطيل الحياة‪ ,‬فالقضّية ليست بهذه‬
‫البساطة‪ .‬فالدراسة المنشورة في اليومية العلمية ‪ :Cell‬تصف طرق معقدة جزيئية‪ ,‬والتي تبدأ‬
‫مع جين ُمثبط معرفو باسم ‪ .cco-1‬صّممتا ‪ Jenni Durieux‬و ‪Suzanne Wolff‬‬
‫الُمشتركتان الرئيسيتان في البحث‪ :‬بعض الديدان الُمعّدلة وراثيا ً } ُمعّدلة جينيا ً ذات المعنى ‪...‬‬
‫فينيق { حيث كان الجين الُمشار له غير نشط أو ُمثبط‪ .‬حسنًا‪ ,‬يمتلك هذا الجين وظيفة شديدة‬
‫الهمية في الميتوكوندريا‪ ,‬حيث يقوم بقوننة البروتين الساسي لبعض التفاعلت الكيميائية‬
‫والمعروفة ُمجتمعة تحت اسم " سلسلة نقل اللكترونات*** " )‪ ,(CTE‬والضرورية لكي تقوم‬
‫الميتوكوندريا بانتاج الطاقة‪ .‬ونحن نعرف اهمية الطاقة بالنسبة للحياة‪ ,‬فحين ل ُتنتج الخلّية‬
‫الطاقة‪ :‬لن يكون هناك حياة‪.‬‬
‫أخذ فريق البحث بحسبانه شيئًا‪ ,‬هو الثر الذي ُتبرزه النتائج الُمنتظرة‪ ,‬فيما لو يتم التحّكم‬
‫ضح ‪ ":Dillin‬انه كما لو‬ ‫بالشارات في مناطق محددة وفي ازمنة خاصة في حياة الحيوان‪ .‬يو ّ‬
‫بامكانك التحكم بميتوكوندريا لنسان بعمر ‪ 30‬عام‪ ,‬ستتمّكن من اضافة ‪ 15‬عام لحياته‪ ,‬مع هذا‪,‬‬
‫فيما لو تقم به مع شخص بعمر ‪ 80‬عام‪ ,‬على الكثر سُتضيف له ‪ 3‬اعوام فقط "‪.‬‬

‫يكمن السّر في دبلجة البروتينات‬

‫لكن المشكلة ل تكمن فقط بمعرفة متى‪ ,‬ايضا ً يهمنا معرفة أين‪ .‬اكتشف فريق البحث بأّن الديدان‬
‫التي اصاب سلسلة نقل الكتروناتها الذى في المعي أو في الخليا العصبية‪ :‬قد عاشت اكثر من‬
‫الديدان العادية‪ .‬بينما أن الديدان ذات سلسلة نقل الكترونات مضطربة في العضلة‪ ,‬الجلد أو في‬
‫النواقل الجنسية‪ ,‬لم تعش اكثر‪ .‬هذا يوعز لنا بوجود اشارة وحيدة تنتقل من ميتوكوندريا متعرض‬
‫للذية في العصبونات او في المعاء‪ ,‬اشارة ايضا قد قطعت مسافة طويلة‪ ,‬وهي المسؤولة عن‬
‫اطالة عمر الحيوان‪.‬‬
‫وهنا تبدو الشياء أكثر تعقيداً للن‪ .‬حاول الباحثون فهم كيفية استجابة الخليا للشارات التي‬
‫طة الطواريء الخليوّية المعروفة باسم استجابة انتشار‬ ‫ُتطيل فترة الحياة‪ ,‬ولهذا‪ ,‬طبقوا خ ّ‬
‫البروتينات ‪ UPR, Unfolded Protein Response‬والن يشرح كيف يعمل‪ .‬تبدأ‬
‫البروتينات بالتراكم الُمفرط في بعض الحيان‪ ,‬المر الذي يؤدي لبدء عملية تخريب لها‪ ,‬تتضاعف‬
‫بطريقة سيئة‪ ,‬بالتالي تصبح الخليا ساّمة‪ .‬اذاً عند بدء هذه العملية‪ ,‬يحّرك الجسم ال ‪ UPR‬الذي‬
‫يعمل كمجموعه من الُمساعدين التين لُمضاعفة صحيحة لتلك البروتينات الُمتراكمة‪ .‬عمل ال‬
‫‪ُ UPR‬يشبه الى حد كبير‪ :‬عمل مجموعه من الموظفين بمحل بيع البسة‪ ,‬في يوم مزدحم‬
‫بالزبائن‪ ,‬حيث يتوجب عليهم اعادة ترتيب كل اللبسة المتراكمة التي يقيسها الزبائن دون‬
‫شرائها‪.‬‬
‫الكثر اثارة‪ ,‬انه عندما اوقف الباحثون اولئك الُمساعدين } ايقاف ال ‪ .. UPR‬فينيق {‪ ,‬اكتشفوا‬
‫ايضا ً انهم قد شّلوا اثر اطالة العمر الذي ُينتجه ميتوكوندريا معوي او عصبوني‪ .‬يقول لنا هذا‬
‫الكتشاف الدراماتيكي‪ ,‬بدّقة‪ ,‬عند بدء دبلجة البروتينات‪ ,‬بهذه الحالة كاستجابة على اضطراب‬
‫ميتوكوندوري بعيد‪ :‬تحصل استثارة اطالة العمر‪ .‬لقد اثبتنا بأن اطالة العمر هذه‪ :‬يتوجب النظر‬
‫اليها على ضوء دبلجة البروتينات وليس على ضوء عمل استقلب الميتوكوندريا‪ ,‬فاشارات اطالة‬
‫ي‪ ,‬لقد اكتشفنا نشاطات هامة اخرى والتي تكون‬ ‫العمر في الدراسة ل تكون استقلبّية بشكل حصر ّ‬
‫ضرة في الميتوكوندريا‪ ,‬ودبلجة البروتينات قد تحولت الى موضوع موّحد في كل الختبارات‬ ‫مح ّ‬
‫القائمة في مختبرنا‪.‬‬

‫هوامش‬

‫* الُمتَقَّدَرات )الميتوُكندريات( أو المصورات الحيوية أو الُحَبيَبات الَخيِطّية هي عضيات في داخل‬


‫الخليا الحيوانية والنباتية طولها بضع ميكروميترات وعرضها يتراوح من ‪ 0.5‬ميكرو إلى ‪1‬‬
‫ميكرو‪ ،‬يحيط بها غشاءان متراكبان‪ ،‬مسؤولة عن توليد الطاقة في داخل الخلية‪ .‬يشبه العلماء‬
‫المتقدرات بأنها مركز "توليد الطاقة" للخلية‪ ،‬حيث أنه بدونها لن تستطيع الخلية إنتاج الطاقة‬
‫اللزمة لها للحفاظ على الحياة‪ ،‬ومما سيسبب توقف أنشطة الخلية الخرى‪ .‬حيث تعمل‬
‫الميتوكونديا على إنتاج الطاقه داخل الخليه ‪ .‬توجد المتقدرات في أماكن عديدة في الهيولى‪،‬‬
‫ويختلف عددها حسب احتياج الخلية للطاقة‪ ،‬حيث يتراوح بين بضع مئات وآلف‪ ،‬كما يختلف‬
‫حجم الخلية تبعا ً للوظيفة المطلوبة منها‪ ،‬حيث يتراوح ما بين ‪ 1‬نم وقد يصل إلى ‪ 7‬نم‪ .‬وتتدرج‬
‫شكلهامن الكروي إلى المتطاول‪ .‬تتركب المتقدرة بشكل أساسي من طبقتين من الدهون وغشاء‬
‫من البروتين‪ :‬وتكون بشكل غشاء خارجي وغشاء داخلي‪ .‬الغشاء الداخلي يقوم بتكوين ما يشبه‬
‫الرفوف والذي يتصل به انزيمات الكسدة‪ ،‬كما يحتوي التجويف الداخلي للغشاء الداخلي على‬
‫العديد من النزيمات الضرورية لستخراج الطاقة من الغذية‪ .‬كما تحتوي المتقدرة على جزيء‬
‫الحمض النووي وهذا يساعدها على النقسام داخل الهيولى بصورة مستقلة عن انقسام الخلية‪.‬‬
‫تركيب المتقدرة‬

‫‪ .1‬غشاءين داخلي وخارجي‬


‫‪ .2‬حيز بين الغشاءين‬
‫‪ .3‬انثناءات في الداخل تدعى العراف تحتوي على أنزيمات‬
‫‪ .4‬داخل العراف توجد الحشوة‬

‫تركيب المتقدرات الكيميائي‬

‫* الغشاء الخارجي يتكون من ‪ %62‬من البروتينات و ‪ %38‬من الدهنيات ذات طبيعة شبيهة‬
‫بتلك الموجودة بالغشاء السيتوبلزمي‪.‬‬
‫* الغشاءالداخلي يتكون من ‪ %80‬من البروتينات و ‪ %20‬من الدهنيات مختلفة عن‬
‫الجزيئات الموجودة بالغشاء السيتوبلزمي‪ ،‬وأيضا يحتوي الغشاء على أنزيمات تساهم في‬
‫تفاعلت أكسدة اختزال‪ .‬ويحتوي كذلك على أدينوسين تريفسفاط سنتاز )‪.(en‬‬
‫* الَمتِركس )‪ :[3](en‬جزيئات صغيرة كربونية‪ .‬وأنزيمات متنوعة‪ ،‬وناقلت اللكترونات‬
‫والبروتونات‪ ،‬وأدينوسين ثلثي الفسفاط وأدينوسين ثنائي الفسفاط وفسفاط‪.‬‬

‫وظيفة المتقدرات‬
‫تقوم المتقدرات بواسطة النزيمات الموجودة فيها باستخلص الطاقة من المركبات المتواجدة في‬
‫الخلية‪ ،‬ثم تستخدم هذه الطاقة في عملية إنتاج أدينوسين ثلثي الفوسفات وهو المركب الرئيسي‬
‫لخزن الطاقة في الخليا‪ .‬و بعد تكون أدينوسين ثلثي الفوسفات يتم نقله إلى خارج المتقدرات‪،‬‬
‫حيث يستخدم في العمليات المختلفة )مثال عمليات الستقلب( عضية الميتوكندر يا هي عضية‬
‫مهمة جدا في الخلية‪ ,‬مسؤولة عن التنفس الداخل خلويو تقوم المتقدرة باكسدة المواد الغذائية‬
‫وتحويل الطاقة الموجودة إلى طاقة كيميائية )أدينوسين ثلثي الفسفاط(‪ .‬تعمل النزيمات داخل‬
‫العراف على أكسدة الكربوهيدرات لنتاج طاقة الخلية في عملية تدعى التنفس الخلوي‪.‬‬

‫** تضم شعبة الديدان السطوانية أو الممسودات )بالنجليزية‪ (Nematode :‬العديد من أنواع‬
‫الديدان مثل ديدان السكارس والنكليستوما‪ ،‬وتتميز الديدان بشكلها السطواني )الخيطي(‬
‫وتماثلها الجانبي‪ ،‬ورغم عدم وجود سليوم حقيقي بها إل أن أجسامها تحتوي ما يعرف بالسليوم‬
‫الكاذب الذي ينشأ من اتصال الفجوات الكبيرة لخليا خاصة تقع بين جدار الجسم وجدار المعاء‪،‬‬
‫وقد أتاح لذلك الفرصة لكتمال بعض الجهزة الجهاز الهضمي‪ ،‬كما أصبحت الجهزة بشكل عام‬
‫أقل تكدسا وأكثر تعقيدا مما كانت عليه الديدان المفلطحة‪.‬‬
‫شعبة الديدان السطوانية‬
‫طائفة الخيطيات‬
‫‪Order Ascaridata‬‬
‫‪Genus Ascaris‬‬
‫‪Species Ascaris Lumbricaides‬‬
‫للستزادة عنها‪:‬‬
‫‪http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D9%8A%D8%AF‬‬
‫_‪%D8%A7%D9%86‬‬
‫‪%D8%A3%D8%B3%D8%B7%D9%88%D8%A7%D9%86%D9%8‬‬
‫‪A%D8%A9‬‬

‫*** سلسلة نقل اللكترون ‪ electron transport chain‬عي العملية الخلوية التي تترافق‬
‫مع الحوامل اللكترونية ‪ electron carrier‬مثل ‪ NADH‬و ‪ FADH2‬إضافة لتفاعلت‬
‫كيميائية حيوية وسيطة تقوم بانتاج نهائي للدينوزين الثلثي الفوسفات )‪ ,(ATP‬وهو عملة‬
‫الطاقة الساسية للحياة في المتعضيات‪ .‬يوجد فقط مصدرين للطاقة في المتعضيات الحية ‪:‬‬
‫تفاعلت الكسدة‪-‬إرجاع )أكجعة ‪ (redox‬وضوء الشمس )المستخدم في عملية التخليق الضوئي‬
‫‪ .(photosynthesis‬المتعضيات التي تستخدم تفاعلت الكجعة لتنتج آ‪.‬تي‪.‬بي تدعى كيميائية‬
‫التغذية ‪ .chemotroph‬اما المتعضيات التي تعتمد على ضوء الشمس فتدعى ضوئية التغذية‬
‫‪ .phototroph‬كل النوعين يستخدمان سلسلة نقل اللكترون لتحويل الطاقة إلى آ‪.‬تي‪.‬بي‪ .‬يتم‬
‫هذا عن طريق عملية ثلثية الخطوات ‪:‬‬
‫* امتصاص الطاقة من اللكترونات عالية الطاقة في سلسلة من الخطوات‬
‫* استخدام هذه الطاقة لجبار خلق حالة عدم توازن في تركيز البروتونات على طرفي الغشاء‪,‬‬
‫مما يخلق تدرج الكتركيميائي ‪electrochemical gradient‬‬
‫* استخدام الطاقة المتحررة أثناء عودة التوازن في تركيزات البروتون لصنع جزيئات‬
‫آ‪.‬تي‪.‬بي‪.‬‬

‫الهوامش منقولة ‪ُ ..‬يرجى التدقيق‬

‫علماء ُيعيدون بناء احفور جينّي عمره آلف مليين العوام‬

‫ي‪ .‬عبر استخدام نموذج حاسوبّي وآلف الجينات‪ ,‬قام باحثون في ‪ MIT‬ببناء‬ ‫علم الحياء التطور ّ‬
‫ماضي الجينومات لفترة تعود الى ‪ 2800‬مليون عام على القّل‪ :‬عندما ُولَِد ناقل اللكترونات الذي‬
‫يسمح لنا اليوم بالتنفس‪.‬‬

‫ل يشّكل العمل مع الحفوريات‪ :‬مهمة سهلة‪ .‬فهو ل يستلزم مساعدة تقنية ومعرفة علمية في‬
‫الجيولوجيا‪ ,‬الكيمياء كما في علم الحياء فقط‪ ,‬بل هناك حاجة الى براعات عالم الحاثة او عالم‬
‫الثار لجل الستدلل‪ ,‬لجل التحليل وانتاج قراءة تاريخ الحيوانات في الكوكب وفّك مغازيها‬
‫للوصول لمعانيها‪ .‬وفق هذا المعيار بدأنا نعرف ما قبل التاريخ‪ ,‬وكل مّرة نقترب اكثر من دراسة‬
‫ومعرفة احفوريات الماضي‪ .‬نعرف‪ ,‬على سبيل المثال‪ ,‬بأنه منذ ‪ 580‬مليون عام‪ ,‬بدأت حقبة‬
‫نعرفها اليوم باسم النفجار الكامبري‪ ,‬والتي بدأ وفقها ظهور صيغ حياة كثيرة‪ ,‬في الواقع‪ ,‬خلل‬
‫مليين العوام ومنذ ذاك النفجار‪ :‬ظهرت وتغّيرت اعداد غير محصّية من النواع الحية والتي‬
‫نعرف قسما ً منها بسبب احفورياتها فقط‪.‬‬

‫مع ذلك‪ ,‬تواجهنا مشاكل خطيرة عند النظر لبعد من تلك الحقبة‪ .‬إنه تحّد حقيقي‪ :‬درس الحياة منذ‬
‫‪ 3000‬مليون عام‪ ,‬لن احفوريات كائنات تلك الفترة عبارة عن خليا طرّية قبل كامبرية ومن‬
‫النادر تركها لثار‪ .‬لكن علماء في معهد ماساشوستس التقني ‪Instituto Tecnológico de‬‬
‫‪ ,Massachussets, MIT‬امتلكوا فكرة رائعه‪ ,‬فقد فّكروا بأّنه على الرغم من عدم ترك آثار‬
‫من قبل تلك الكائنات‪ ,‬فنعم قد تركوا احفوريات ميكروسكوبية متوفرة بشكل جيد‪ ,‬ويسهل علينا‬
‫درسها ومعرفتها اليوم‪ :‬انه الدي ان اي ‪. DNA‬‬

‫من اهم انجازات العلم الحديث‪ ,‬معرفة واقع وراثتنا للجينات عن اسلفنا‪ .‬فنحن نكتسب تلك‬
‫الوحدات الوراثية من خلل آبائنا‪ ,‬اللذين بدورهم اكتسبوها من آبائهم‪ ,‬وهذا واقع غير قابل‬
‫للتبديل وغير قابل لنقاش بيومنا هذا‪ ,‬وباتباع منطق كهذا‪ :‬يمكن القول بأّن كل الكائنات الحية قد‬
‫ورثت جينوماتها من ميكروبات قديمة‪ .‬بالتالي‪ ,‬علماء احياء الحاسوب في معهد ‪ MIT‬قاموا‬
‫باجراء استدلل‪ :‬فيما لو انهم استخدموا جينومات حديثة‪ ,‬سيكون بامكانهم اعادة بناء كائنات‬
‫ميكروبية مائّية‪ ,‬وهذا ما فعلوه بدقة‪ ,‬بنموذج حاسوبّي هام‪ .‬لنرى الستدلل إثر النتائج‪.‬‬

‫في المقام الول‪ ,‬لدينا على الصعيد العلمي مكتبة للجينومات متميزة‪ ,‬ايضا نمتلك تقنّية تعمل على‬
‫فّك شيفرة وقراءة تلك الجينومات بطريقة سريعه وفّعالة‪ .‬في المقام الثاني‪ ,‬معرفتنا الواسعة حول‬
‫تطور الدي ان اي‪ ,‬على سبيل المثال‪ ,‬نعرف بامكان ولدة وتوريث عائلت جديدة من الجينات‪,‬‬
‫بامكان تغّير الجينات أو امكانية انتقالهاافقيا بين الكائنات‪ ,‬بامكان تضاعفها في ذات الجينوم‪ ,‬كما‬
‫اننا نعرف بامكان فقدانها او اختفائها‪ .‬لقد استعمل الباحثون كل تلك المعرفة لجل صياغة نموذج‬
‫رياضّي أخذاً بالحسبان كل تلك المتغيرات‪ .‬في الواقع كانت النتائج ُمدهشة‪.‬‬

‫يشرح الباحثان ‪ Eric Alm‬استاذ في مكاتب الهندسة البيئية وعلم الحياء و ‪Lawrence‬‬
‫ططنا آلف الجينات في ‪ 100‬جينوم حديث‪ ,‬في طريق قادنا الى‬ ‫‪ David‬من معهد ‪ ":MIT‬خ ّ‬
‫بدايات ظهور تلك الجينات على الكوكب‪ ,‬وبهذا خلقنا احفور جينومّي‪ :‬ل يقول لنا متى ظهرت‬
‫الجينات فقط‪ ,‬بل ايضا ً يسّجل أّية ميكروبات قديمة قد امتلكت تلك الجينات‪ُ .‬يوحي العمل بأن‬
‫الجينوم الُمشترك بكل الحياة على كوكبنا‪ ,‬قد تعّرض للنتشار‪ :‬في الفترة الواقعه بين ‪ 3300‬الى‬
‫‪ 2800‬مليون عام‪ ,‬بل اكثر من هذا‪ ,‬ظهر في هاتيك الحقبة ‪ %27‬من كل العائلت الجينية‬
‫الموجودة اليوم "‪ ,‬اسميا تلك الحقبة‪ :‬بالنتشار المتقّوس‪.‬‬

‫مسؤولة عن الوكسجين الذي نتنفسه اليوم‬

‫لم يكن الوكسجين موجوداً خلل اوائل آلف مليين العوام الَُوْل من عمر الكوكب‪ .‬حتى بدء‬
‫دورانه حول الشمس قبل ‪ 2500‬مليون عام والبدء الفعلي لتراكم هذا العنصر في الغلف الجوي‬
‫الرضي‪ " ,‬المر الذي الغى كثير من صيغ الحياة اللهوائّية‪ ,‬عبر ما يسمى الكسدة الكبرى‬
‫‪ ," Gran Oxidación‬وفق وصف الباحثين‪ ":‬كانت حادثة الكسدة الكبرى‪ ,‬في الغالب‪ ,‬الكثر‬
‫تدميراً في تاريخ الحياة الخليوية‪ ,‬لكننا ل نمتلك رقم قياسّي بيولوجي له "‪.‬‬

‫بالتأكيد‪ ,‬قام باحثانا ‪ Alm‬و ‪ Lawrence‬بتحديد كثير من الجينات المتعلقة بالوكسجين في‬
‫احفورها القديم‪ ,‬العنصر الذي وفق تفكيرهم‪ :‬دفع الى حدوث النتشار التقوسي‪ ":‬إثر تحليل‬
‫تفصيلي للنتائج‪ ,‬اخذنا بالحسبان لّن الجينات المتعلقة بالوكسجين‪ :‬لم تظهر حتى نهاية حقبة‬
‫صل له علماء‬‫النتشار التقوسّي منذ ‪ 2800‬مليون عام‪ ,‬والذي يتفق كثيراً مع التاريخ الذي تو ّ‬
‫كيمياء طبقات الرض حول حادثة الكسدة الكبرى‪ .‬ما اكتشفناه هو ولدة ناقل حديث لللكترونات‪,‬‬
‫ما يعني‪ ,‬العملية البيوكيميائية المسؤولة عن نقل اللكترونات ضمن الغشية الخليوية‪ ,‬حيث‬
‫يكون نقل اللكترونات هذا‪ ,‬هو المستخدم لجل تنّفس الوكسجين‪ ,‬ايضا ً تستعمله النباتات وبعض‬
‫الميكروبات خلل عملية التركيب الضوئي‪ :‬عندما تحصل على الطاقة مباشرة من الشمس "‪.‬‬

‫في الواقع‪ ,‬يوجد صيغة من التمثيل الضوئي‪ ,‬معروفة باسم التمثيل الضوئي الوكسجيني‪ ,‬والتي‬
‫ُيرى بانها المسؤولة عن توليد الوكسجين المصاحب لحادثة الكسدة الكبرى‪ ,‬واضافة لكونها‬
‫مسؤولة عن الوكسجين الذي نتنفسه اليوم‪.‬‬

‫تاريخ كل الكائنات‪ :‬مطبوعة في الدي ان اي ‪DNA‬‬

‫الكثر ادهاشا ً بالنسبة للباحث ‪ Alm‬من بين النتائج‪ :‬اثبات ان تاريخ كل الحوادث القديمة‬
‫مطبوعة او منسوخة في الدي ان اي الذي تتقاسمه كل الكائنات الحّية‪ .‬حيث يقول‪ ":‬الن حيث‬
‫ي المل باننا نستطيع اعادة بناء بعض تلك الحوادث‬ ‫انننا نقوم بفّك شيفرة كل هذا التاريخ‪ ,‬لد ّ‬
‫المبّكرة في تطور الحياة وبتفاصيل جّمة "‪.‬‬

‫ُيضيف الباحثان‪ ,‬بأّن تطور ناقل اللكترونات خلل فترة النتشار التقوسّي‪ :‬قد سمح بحصول‬
‫مراحل جوهرية بتاريخ الحياة‪ ,‬متضمنة التمثيل الضوئي والتنفس‪ ,‬حيث كلهما جعل بالمكان‬
‫التقاط وتخزين كميات كبيرة من الطاقة في المحيط الحيوي } الجزء الذي تشغله الحياء من‬
‫سطح الرض ‪ ...‬قاموس المورد اسباني عربي {‪ " .‬بحثنا ل يمكنه القول‪ :‬فيما لو اّن تطور ناقل‬
‫اللكترونات‪ ,‬كان السبب المباشر بحصول النتشار التقوسّي‪ ,‬ومع هذا‪ ,‬يمكننا المراهنة على واقع‬
‫أّن امتلك مدخل لكميات كبيرة من الطاقة‪ ,‬قد سمح للمحيط الحيوي بإيواء انظمة بيئية لميكروبات‬
‫أكثر تعقيداً "‪.‬‬

‫فعليًّا‪ ,‬تضّمن البحث ايضا ً المعادن والجزيئات المصاحبة للجينات المدروسة‪ ,‬وكيف تغّيرت بكثرة‬
‫خلل الزمن‪ .‬كان هناك حيث اكتشفوا نسبة مئوية عالية من الجينات لجل استخدام الوكسجين‬
‫والنزيمات الُمرافقة مع النحاس و ال ‪ } molibdeno‬الموليبدنوم عنصر كيميائي في الجدول‬
‫الدوري‪ .‬رمزه هو ‪ Mo‬وعدده الذري ‪ ...42‬منقول {‪ ,‬والذي يقوم على الرقم القياسّي‬
‫الجيولوجّي للتطور‪.‬‬

‫ملحظة‪ :‬بخصوص ناقل اللكترونات المذكور اعله‪ .‬يمكننا القراءة هنا‪:‬‬

‫سلسلة نقل اللكترون ‪ electron transport chain‬عي العملية الخلوية التي تترافق مع‬
‫الحوامل اللكترونية ‪ electron carrier‬مثل ‪ NADH‬و ‪ FADH2‬إضافة لتفاعلت كيميائية‬
‫حيوية وسيطة تقوم بانتاج نهائي للدينوزين الثلثي الفوسفات أكجعة ‪ (redox‬وضوء الشمس‬
‫)المستخدم في عملية التخليق الضوئي ‪ .(photosynthesis‬المتعضيات التي تستخدم تفاعلت‬
‫الكجعة لتنتج آ‪.‬تي‪.‬بي تدعى كيميائية التغذية ‪ .chemotroph‬اما المتعضيات التي تعتمد على‬
‫ضوء الشمس فتدعى ضوئية التغذية ‪ .phototroph‬كل النوعين يستخدمان سلسلة نقل‬
‫اللكترون لتحويل الطاقة إلى آ‪.‬تي‪.‬بي‪ .‬يتم هذا عن طريق عملية ثلثية الخطوات ‪ ,(ATP) :‬وهو‬
‫عملة الطاقة الساسية للحياة في المتعضيات‪ .‬يوجد فقط مصدرين للطاقة في المتعضيات الحية ‪:‬‬
‫تفاعلت الكسدة‪-‬إرجاع )‬

‫* امتصاص الطاقة من اللكترونات عالية الطاقة في سلسلة من الخطوات‬


‫* استخدام هذه الطاقة لجبار خلق حالة عدم توازن في تركيز البروتونات على طرفي الغشاء‪,‬‬
‫مما يخلق تدرج الكتركيميائي ‪electrochemical gradient‬‬
‫* استخدام الطاقة المتحررة أثناء عودة التوازن في تركيزات البروتون لصنع جزيئات‬
‫آ‪.‬تي‪.‬بي‪.‬‬

‫منقول ‪ُ ..‬يرجى التدقيق‬

‫شر‬
‫بدأ الكائن البشري بارتداء الملبس منذ ‪ 170000‬عام‪ :‬وفق مؤ ّ‬
‫القمل*!‬
‫نعم هذا ما تقرؤونه! وفق دراسة يرأسها ‪ ,David Reed‬من متحف التاريخ الطبيعي بفلوريدا‪,‬‬
‫ي وقمل اللبسة قد بدأ منذ ما ُيقارب ‪ 170000‬عام‪,‬‬
‫صل لّن التباعد بين قمل الشعر البشر ّ‬
‫تّم التو ّ‬
‫المر الذي ُيشير الى ان النسان بدأ بارتداء الملبس قبل خروجه من افريقيا بزمن طويل‪ ,‬من‬
‫الُمحتمل بمواجهة قساوة حقبة جليدية‪ .‬تلك الميزة‪ ,‬قد تكون احد العوامل التي سمحت بحسب‬
‫فريق البحث للنسان العاقل ‪ Homo sapiens‬بالخروج من مهده الفريقي واستيطان باقي‬
‫الكوكب‪.‬‬
‫عبر دراسة ومقارنة تعاقبات الحمض النووي ‪ DNA‬لتلك الحشرات الصغيرة‪ ,‬قام ‪Reed‬‬
‫بحساب اللحظة التي انفصلت بها سلئلها‪ ,‬والتي نتجت لتكون اقدم من المعطيات الثرية‬
‫الصالحة‪ .‬شيء منطقي نسبيًا‪ ,‬حيث ان اللبسة صعبة التحول لمادة احفورية‪ ,‬ول يكون سهلً ان‬
‫ُيحتفظ بها لزمن طويل‪.‬‬

‫هوامش‬

‫* القمل نوع من الحشرات المتطفلة يكثر بين المساجين وطلب المدارس عند عدم مراعاة شروط‬
‫النظافة والنظافة الشخصية خصوصا‪.‬‬
‫القمل حشرة رمادية سمراء اللون صغيرة الحجم جداً ويبلغ طولها حوالي ‪ 2.5‬مليمتر‪.‬‬
‫يعيش القمل عادة على فروة رأس المضيف أو منطقة شعر العانة أو تحت البط ويعتاش على دم‬
‫المضيف عن طريق عض فروة الرأس‪.‬‬
‫يقوم القمل الذكر البالغ والنثى بالتزاوج ووضع البيض الذي يلصقانه بقوة على الشعرات الفردية‬
‫القريبة من فروة الرأس والتي من الصعب إزالتها وبعد سبعة إلى ثمانية أيام تفقص بيوض القمل‬
‫وتخرج منها صغار القمل تاركة قشور البيض البيضاء اللماعة فارغة على الشعر‪.‬‬
‫حشرات الشعر أو القمل هي حشرات في حجم حبة السمسم تقريبا ً وحين يخرج القمل من الصئبان‬
‫)بيض القمل( يكون شفافا ً إل أنه سرعان ما يتغير لونه إلى لون بني محمر بمجرد تغذيته على دم‬
‫الشخص المصاب‪ .‬يمتلك القمل ست آرجل ذات مخالب قوية تمكنه من التمسك بشعر الرأس في‬
‫أحلك الظروف‪ ،‬كما في أثناء فترات الستخمام‪ ،‬وعلى عكس ما يعتقده كثير من الناس فإن القمل‬
‫ل يمتلك أجنحة ول يستطيع أن يقفز أو يطي رمن رأس إلى أخرى‪.‬‬
‫تنضج أنثى القمل في ‪ 10-7‬أيام فقط حيث تقدر بعدها على التبويض‪ ،‬وقد تبيض النثى حوالي ‪8‬‬
‫بيضات في اليوم الواحد‪ .‬تفقس الصئبان هذه بعد ‪ 10-7‬أيام أخرى لتتكرر الدورة الحياتية للقمل‪.‬‬
‫يعيش القمل حوالي ‪ 30‬يوما ً فقط إل أنه في حالة عدم وجوده على رأس إنسان‪ ،‬فإنه يهلك في‬
‫خلل ‪ 24‬ساعة بسبب عدم وجود المادة الغذائية الوحيدة له‪ ،‬أل وهو دم النسان‪.‬‬

‫يتم انتشار القمل بـ ‪:‬‬

‫• ملمسة الجسد للجسد أو الرأس للرأس وهي الطريقة الشهر لنتقال المرض‪.‬‬
‫• مشاركة الغراض الشخصية بين المصاب والخرين مثل فرشاة الشعر والمناشف والملبس‪.‬‬
‫• الجلوس أو التمدد على المفروشات التي بها قمل‪.‬‬
‫من الصعب منع انتشار قمل الرأس في الطفال في الحضانات أو المدارس بسبب كثرة التصال‬
‫بينهم ومشاركة أشيائهم الخاصة مع بعضهم‪ .‬أفضل طريقة للوقاية من قمل الرأس بأن تقضي‬
‫عليها وعلى بيضها‪ .‬لكن لبد أن يطلب الوالدان من أولدهم عدم مشاركة القبعات والملبس‬
‫والمشط في المدرسة‪ .‬العناية الشخصية‪:‬‬
‫• استخدام اللوشن والشامبو‪ :‬استخدم أي نوع من الشامبو للنظافة الشخصية وإذا استخدمت‬
‫أنواع طبيبة فانتبهت أن هذه المستحضرات غير مستحسنة للطفال دون سن سنتين‪.‬‬
‫تمشيط الشعر الرطب بالمشط‪ :‬ويستحسن ذلك لمدة أربعة مرات في السبوع وتستخدم هذه‬ ‫•‬
‫الطريقة مع العلج وفي الطفال تحت سن السنتين يفضل البدء بهذه الطريقة أول‪.‬‬
‫حفظ الدوات الشخصية التي تستخدم للعناية بالشعرفي حقائب بلستيكية )أكياس بلستيك( ‪:‬‬ ‫•‬
‫وتعزل الدوات في هذه الكياس لمدة ‪ 4‬أيام مما يؤدي إلى قتل القمل والبيض‪.‬‬
‫غسل الدوات وخاصة التي يستخدمها الحلقون‪ :‬يستحسن غسل الدوات بالماء ومسحوق‬ ‫•‬
‫الغسيل ويجب أن تكون حرارة الماء عالية على القل لمدة ‪ 20‬دقيقة‪.‬‬
‫• استخدام المكنسة الكهربائية للشفط وتنظيف الثاث‪.‬‬
‫تغليف المفروشات‪ :‬استخدم البلستيك لتغليف المفروشات لمدة أسبوعين على القل حتى ل‬ ‫•‬
‫تتكرر العدوى‪.‬‬
‫• إغسل فرشاة الشعر والمشط‪ :‬استخدم الماء الحار والصابون أو نظفها بالمعقم‪.‬‬

‫الهوامش منقولة ‪ُ ...‬يرجى التدقيق‬

‫ُيعاني اسلف البشر أزمة هوّية‬


‫في الواقع‪ ,‬يمكن لبعض اعضاء عائلة اشباه النسان أن تكون قد نتجت من القرود‪ .‬حيث يمكن‬
‫للرئيسّي الفريقي المعروف باسم ‪ Ardi‬وزوج من الكائنات الحفورية الخرى الُمعتبرة كاعضاء‬
‫في العائلة التطورية البشرية ‪ ..‬أو شبه البشرية لليجاز ‪ ..‬ان تحجب عّنا بعض المعلومات‪ :‬وفق‬
‫ما ادلى به عالمّي انسان‪.‬‬
‫فالملمح الشبه بشرية‪ ,‬كوضعية النتصاب والنياب الصغيرة‪ :‬يمكن ان تكون قد تطورت بشكل‬
‫مستقل عند بعض القرود القديمة والمنقب عنها سابقًا‪ ,‬ما يؤدي الى اعتبار بعض اشباه النسان‬
‫الُمفترضين قد تّمت تسميتهم بشكل خاطيء‪ :‬كما يقول ‪ Bernard Wood‬من جامعة ‪George‬‬
‫‪ Washington‬في واشنطن و ‪Terry Harrison‬من جامعة نيويورك‪.‬‬
‫حّدد الباحثون احفوريات افريقية مؤرخة بين ‪ 4‬الى ‪ 7‬مليين عام‪ ,‬وتنتمي الحفوريات تلك الى‬
‫ثلث مجموعات من اوائل اشباه البشر ‪ Ardipithecus, Orrorin ..‬و ‪Sahelanthropus‬‬
‫ي من تلك الحفوريات‬ ‫‪ ..‬وتّم اليعاز بأّن تلك الجماعات قد تطورت الى اشباه بشر لحقين‪ .‬لكن أ ّ‬
‫المستخدمة لبناء هذا البرهان‪ ,‬يمكن بسهولة ان يمثل قرود منقرضة أو سللت اشباه انسان‬
‫ميتة‪ ,‬وفق ما توصل له الباحثون في عدد ‪ 17‬فبراير شباط ‪ 2011‬بمجلة ‪ .Nature‬حيث يؤكدان‬
‫بأّن الباحثن عن الحفوريات قد اخفقوا بمعرفة هذه العقبة في التصنيف‪.‬‬
‫تتصدى توصيات ‪ Wood‬و ‪ Harrison‬للتطبيقات العملية الخاصة بالحفريات‪ :‬لتحديد هوّية‬
‫تطورية وحيدة ل اللقى الجديدة‪ ,‬وهذا يتأسس على مقارنات للحفوريات مع كائنات حّية‪ ,‬دون‬
‫تحديد امكانيات اخرى‪.‬‬
‫ي شكل بالفكرة الواسعة القبول‪ ,‬القائلة‪ :‬بأّن اوائل اشباه النسان كما‬
‫ل يطعن النقاش الراهن بأ ّ‬
‫اسلف الشمبانزي‪ ,‬قد تطورت من سلف ُمشترك‪ .‬لكن آراء العلماء تتغّير كثيراً في النقطة الخاصة‬
‫ي سلف قد ظهرت بالتحديد‪.‬‬ ‫بأ ّ‬
‫يصّر العالمان على تجنب القول‪ :‬يشكل هذا الحفور شبه انسان اول‪ ,‬لن هذا يمكن ان يتم نقضه‬
‫بين ليلة وضحاها عبر احفور آخر ومقال جديد في مجلتي ‪ Nature‬و ‪.Science‬‬

‫وهنا يقول عالم النسان ‪ Tim White‬من جامعة كاليفورنيا في ‪ :Berkeley‬على القل آردي‬
‫‪ Ardi‬وبحسب دراسات مقارنة في العام ‪ ,2009‬تبرز امكانية كونها قرد‪ .‬وسبق ان قاد هذا العالم‬
‫فريق حفريات وحّلل الهيكل الجزئي لردي التي تعود الى ما قبل ‪ 4.4‬مليون عام‪.‬‬
‫تبين بقايا آردي كثير من الشبه مع اشباه البشر التالية بشرق افريقيا‪ ,‬وفق ما يضيف ‪.White‬‬
‫حيث يقترح بتنظيم اشباه البشر البدائيين الُمقترحين ضمن جنس ‪ Ardipithecus‬والذي قد‬
‫تطّور الى الجنس ‪ Australopithecus‬منذ ‪ 4.1‬مليون عام‪ .‬وبشكل مخالف‪ ,‬يشّكك ‪ Wood‬و‬
‫‪ Harrison‬باشباه البشر البدائيين ‪ ..‬كائنا ما تكون هويتهم ‪ ..‬فقد تفّرعوا الى اتجاهات تطورية‬
‫مختلفة‪.‬‬
‫يقول ‪ ":White‬دون معطيات جديدة‪ ,‬افكار جديدة‪ ,‬مناهج جديدة‪ ,‬فرضيات جديدة‪ ,‬اختبارات‬
‫جديدة‪ ,‬احفوريات جديدة‪ ,‬وحتى تصنيف جديد‪ ,‬هذا المقال سيحمل على طرح سؤال‪ :‬ما الذي‬
‫جرى في عملية مراجعة اعداد مجلة ‪." Nature‬‬

‫رّحب آخرون بتحذيرات ‪ Wood‬و ‪ .Harrison‬وضعية انتصاب وميزات اخرى معتبرة في زمن‬
‫محدد كعلمات شبه بشرية‪ ,‬قد تطورت بشكل مستقل في كثير من الرئيسيات القديمة‪ُ ,‬تظهرها‬
‫عالمة النسان ‪ Tracy Kivell‬من معهد ‪ Max Planck‬للنتروبولوجيا التطورية في ليبزيغ‬
‫المانيا‪.‬‬
‫التطور المتوازي لتلك الملمح‪ :‬يجعل الوضع التطوري الُمقترح لشباه البشر الوائل " اقل‬
‫موثوقية مما هو موصوف بالصل "‪ ,‬تقول ‪.Kivell‬‬
‫ل‪ ,‬سواء مع العظام أو الجينات‪ ,‬لختبار الفرضيات‬ ‫ل يمتلك العلماء بالوقت الراهن شكلً كام ً‬
‫الُمقترحة كون اشباه البشر الوائل يكونوا اسلف‪ ,‬كما ُيشير عالم النسان ‪ John Hawks‬من‬
‫جامعة ‪.Wisconsin–Madison‬‬

‫يناقش ‪ Wood‬و ‪ Harrison‬طريقتي تصنيف مؤقتتين لشباه البشر متحرري اليدين‪ .‬ففي‬
‫احدى الحالت ومنذ اكثر من ‪ 30‬عام‪ ,‬فّكر العلماء بنسب احفوريات آسيوية عمرها ‪ 12‬مليون‬
‫عام لكائن اسموه ‪ Ramapithecus‬لشباه البشر‪ ,‬إلى أن ثّبت باحثون بوقت لحق بأنها لسلف‬
‫قرد ‪.orangután‬‬
‫حالة اخرى حصلت مع ‪ Oreopithecus‬الذي يعود لزمن من ‪ 7‬الى ‪ 8‬مليين عام‪ ,‬وتم اعتباره‬
‫منذ حوالي ‪ 50‬عام كاشباه النسان‪ .‬مشى هذا الكائن منتصبا وابرز ميزات اخرى لشباه البشر‪.‬‬
‫لكن في عقد التسعينات من القرن الماضي ‪ ,1990‬كان الموعد مع ازالة القناع عنه ليثبت انه قرد‬
‫قد طّور بعض الملمح غير العادية في بعض جزر البحر المتوسط‪.‬‬
‫توازيات بين التطور البيولوجي وتطّور اللغة‬

‫في مجّلة ‪ PLoS Biology‬يوجد مقال هام‪ ,‬يؤّكد وجود توازيات جدّية بين تطور اللغة وتطور‬
‫النواع الذي طرحه تشارلز داروين‪ .‬ساقّدم لكم بعض الفكار التي استخرجتها منه‪ ,‬ولجل تعميق‬
‫الموضوع‪ ,‬أشجعكم على قراءة كامل المقال‪.‬‬

‫في شهر فبراير سباط العام ‪ ,1837‬قبل ان تغادر السفينة ‪ ,Beagle‬كان لدى السيد ‪Sir John‬‬
‫‪ Herschel‬فكرة حول امتلك اللغات لسلف ُمشترك‪ .‬وهذا ما اشار له داروين خلل رسالة منه‬
‫الى شقيقته ‪ ,Caroline‬حين أّكد لها‪:‬‬

‫يفّكر كل الناس بأّن عمر الرض ‪ 6000‬عام‪ ,‬لكن السيد ‪ Sir John‬يرى بأّن الزمن الفاصل بين‬
‫انفصال لغتين كاللغة الصينية واللغة القوقازية أكبر بكثير من ذاك الزمن‪.‬‬

‫يمكن استخدام الدوات المستعملة لجل تحليل التطور البيولوجي‪ :‬في بحث التطور اللغوي‪,‬‬
‫والمثير بالمر‪ ,‬انه عند القيام بذلك‪ ,‬نعثر على تشابهات هامة‪ .‬فعالم الحياء ‪ Mark Pagel‬من‬
‫جامعة ‪ Reading‬ببريطانيا‪ ,‬يؤّكد باّن‪ ":‬اللغات ُتشبه الجينات بطريقة غير اعتيادية "‪ .‬حتى انه‬
‫صل ليؤّكد بأّنه‪ ":‬بالمكان العثور على قواعد تطور عامة ل اللغة‪ ,‬تماما ً كما هو حاصل مع‬
‫يتو ّ‬
‫التطور البيولوجي "‪.‬‬

‫بملحظة ‪ 200‬كلمة‪ ,‬تكون هي الكثر انتشاراً في ‪ 87‬لغة هندواوروبية‪ :‬عثر فريق بحث ‪Pagel‬‬
‫سر نصف التغيرات التي ُتنتجها‪ .‬وجد ‪Dr. Erez‬‬ ‫على أّن تكرار استخدامها في كل محادثة‪ :‬ف ّ‬
‫‪ Lieberman‬من جامعة هارفارد‪ ,‬باّنه في القرن الخير‪ ,‬تّم ترتيب افعال اللغة النكليزية بتكرار‬
‫عكسّي نسبة لستخدامها‪ .‬يرى بعض الباحثين بأّن تكرار التغّير بالستخدام‪ :‬يكون شبيها ً للتغّير‬
‫ببعض الجينات‪ ,‬ما يجعل بالمكان بالنسبة لبعض الكلمات‪ :‬بناء اشجار جينية لغوية‬
‫‪ filogenéticos‬لجل البحث عن روابط بين ُمختلف اللغات‪ ,‬ربما الى ما قبل ‪ 20000‬عام‪,‬‬
‫بخلف ‪ 8000‬عام التي حتى الن‪ ,‬من الُمفترض انها تشّكل حّد المعرفة‪.‬‬
‫وجد ‪ Pagel‬ومعاونيه أّن التغيرات تحصل ببطء‪ ,‬لكن على حين غّرة تظهر تغيرات ُفجائّية‪ ,‬كما‬
‫يحصل فيما يسميه علماء الحياء‪ :‬التوازن النقطي أو المتقطع ‪.*equilibrio puntuado‬‬
‫ي‪ ,‬عندما تنقسم جماعتان من‬ ‫تحدث تلك التغيرات الُفجائّية عندما يوجد " نشوء انواع " لغو ّ‬
‫البشر وتنفصلن وتعيشان في بيئتين مختلفتين‪ ,‬ولغتهما يحصل بها ذات المر‪ ,‬حيث تنقسم الى‬
‫لغتين بمرور الزمن‪.‬‬

‫هوامش‬

‫* للقراءة عن نظرية التوازن تلك‪ ,‬بالنكليزية هنا‪:‬‬


‫‪http://en.wikipedia.org/wiki/Punctuated_equilibrium‬‬
‫توماي ‪ Toumai‬شبه النسان القدم للن‬

‫يكتشفون السلف الكثر قدما ً للنسان‪ ,‬المعتبر كشبه انسان يعود الى ‪ 7‬مليين عام‬

‫" لقد كان شعوري ل يوصف‪ ,‬امتلكت بين يدي بداية النسب البشري‪ ,‬شيء كان مدار بحث لمدة‬
‫‪ 25‬عام ‪ ."!...‬هكذا سّجل ميشيل برونت ‪ ) Michel Brunet‬في الصورة (‪ ,‬من جامعة‬
‫بواتيريس‪ ,‬فرنسا‪ ,‬انجاز حياته‪ :‬اللقية }*{‪ ,‬منذ عام بالضبط‪ ,‬لجمجمة كاملة للسلف الكثر قدماً‬
‫المعروف لتلك اللحظة للكائن البشري‪ ,‬خلل قيادته لفريق احفوري مكّون من علماء فرنسيين‬
‫وتشاديين‪.‬‬

‫الكتشاف‪ ,‬الذي اليوم معروف باذاعته عبر مجلة الطبيعة‪ُ ,‬يعتبر ذو اهمية جوهرية لجل اعادة‬
‫بناء الشجرة الجنسية للنوع البشري‪ ,‬بين اشياء اخرى‪ ,‬لنه يسمح بتبيان حقبة من التاريخ‬
‫الطبيعي التي لم يكن معروف شيء عنها عمليا ً حتى الن‪ ,‬ولنه يقوي كثيراً قواعد بناء يشيده‬
‫التطور‪.‬‬

‫بحسب برنارد وود ‪ ,Bernard Wood‬من جامعة جورج واشنطون‪ ,‬وكتقييم للهمية العلمية ل‬
‫اللقية‪ ":‬هذا الحفور الوحيد الذي يمكنه التغيير بصيغة اساسية‪ ,‬للشكل الذي نبني وفقه شجرة‬
‫الحياة "‪.‬‬
‫يؤكد بأن هذا مشابه للوصف المحقق من قبل رايموند دارت ‪ ,Raymond Dart‬منذ ‪ 75‬عام‪,‬‬
‫عن أحد اسلفنا البعيدين – اول انسان قرد ‪ ,-‬المعثور عليه بجنوب افريقيا‪ ,‬والذي يدعم نبوءة‬
‫داروين بأن جذور التطور البشري الكثر عمقا ً كانت بالقارة الفريقية اكثر منه في باقي الكوكب‬
‫الرضي‪.‬‬

‫الن‪ ,‬الحفور الُمكتشف من قبل ميشيل برونيت وزملئه تشير للحظة أخرى فائقة في البحث عن‬
‫هذه اللحظة الجوهرية التي كان فيها ينفصل البشر عن الشمبانزي‪.‬‬
‫الجمجمة المدهشة والمحفوظة بشكل جيد‪ ,‬قطع لفكوك والعديد من السنان الماخوذة بشمال تشاد‪,‬‬
‫بصحراء دجوربا ‪ ,Djurab‬بمنطقة توروس – مينايا ‪ ,Toros-Menalla‬والتي تمتلك قدماً‬
‫بحدود ‪ 7‬مليون عام‪ ,‬تقدم صورة مفاجئة لكائن اكثر قدما ً من العائلة البشرية والمعثورعليه حتى‬
‫هذه اللحظة‪.‬‬
‫توماي المعّمد‪ ,‬اسم ُيطلق على الطفال المولودين خلل الحقبة الجافة من العام } أمل الحياة‪,‬‬
‫تعني باللغة المحلية المسماة غوران ‪ ,{ goran‬العّينة تكون اقدم بحدود ‪ 3‬مليين عام من‬
‫الجمجمة القدم المعثور عليها حتى اليوم‪.‬‬
‫بحسب برونيت‪ ,‬الذي قد قدم البارحة اكتشافه في تشاد‪ ,‬الفرد الجديد يطرح اسئلة كثيرة كما يطرح‬
‫اجوبة كثيرة‪.‬‬
‫" يكون شبه النسان الكثر قدما ً الذي استعدناه – يؤكد ‪ ,-‬بصيغة أن التفّرع بين الشمبانزي‬
‫والكائن البشري يتوجب أن تكون اسبق بكثير مما كان ُيظن "‪.‬‬
‫على الرغم من عدم عثورهم على بقايا لعضائه القدم‪ ,‬الباحث الفرنسي يشير لن الثار العظمية‬
‫فيها صيغة عمود فقري يدخل في الرأس‪ ,‬فيما لو انهم لم يختبروا أن توماي قد كان يمشي على‬
‫القدام‪ ,‬نعم يفتحون امكانية أنه قد كان ماشيا ً وفق ذلك‪.‬‬
‫ولو أن منطقة دجوربا تكون حاليا ً منطقة صحراوية‪ ,‬وفيها تيارات من الرياح المحملة بالرمال‪,‬‬
‫ُيفترض أنه منذ ‪ 7‬مليين عام توماي قد تواجد متشرداً باماكن مجاورة لبحيرة‪ ,‬محاطا ً بمجموعة‬
‫من الحيوانات المائية المتنوعة‪ .‬في الواقع‪ ,‬منذ العام ‪ ,1994‬الباحثين الفرنسيين والتشاديين قد‬
‫اعادوا تركيب أكثر من ‪ 10000‬احفور لفقاريات‪ .‬فشبه النسان الجديد} المقصود انسان توماي {‬
‫كان يعيش برفقة ‪ 42‬نوع آخر‪.‬‬

‫اشارات‬

‫}*{ العثور على اللقية كان يوم ‪ 19‬تموز يوليو العام ‪ 2001‬بالضبط‪.‬‬

‫على الرغم أنه ل يوجد مؤشرات واضحة عما كان ممكنا ً أن يكون نظامه الغذائي‪ ,‬اسنان توماي‪,‬‬
‫مغطاة بطبقة ميناء أكثر خشونة مما تتصف به لدى الشمبانزي‪ ,‬تظهر الشارة لتوّجب وجود‬
‫وجبات قد أكلها تحتوي قليل من الفاكهة وكثير من اللياف القاسية‪.‬‬
‫من جانب آخر‪ ,‬الواقع بأن اللقية قد كانت محققة في تشاد‪ ,‬وليس بالجنوب ول الشرق بأفريقيا‪,‬‬
‫هذا يوضح بأن أسلفنا قد كان لهم توزيع شاسع أكثر مما كان ُيظّن‪.‬‬
‫منذ ‪ 10‬مليين عام‪ ,‬كان العالم مليئا ً بالقرود‪ ,‬بعد ذاك التاريخ بخمس مليين عام‪ ,‬أي منذ ‪5‬‬
‫مليين عام‪ ,‬قد بدأ يظهر أوائل السجلت الحفورية لشباه النسان } ما قوله‪ ,‬اعضاء بالعائلة‬
‫البشرية‪ ,‬مختلفة عن الشمبانزي والقرود الخرى {‪.‬‬

‫" علج الجمجمة الوحيدة المكتملة نسبيا ً والمكتشفة حتى الن بمدة خمس مليين عام منذ‬
‫القرود السلف‪ ,‬منذ ‪ 9‬مليين عام‪ ,‬حتى الوسترالوبيتيكوس‪ ,‬المعتبرين اقرباؤنا القريبين‬
‫بالعموم‪ ,‬الذين قد ظهروا منذ ‪ 4‬مليين عام "‪ ,‬قال البروفيسور كريس سترينغر ‪ ,‬من متحف‬
‫التاريخ الطبيعي بلندن‪ .‬لذلك‪ ,‬العلماء يأملون بأن المعلومة التي توفرها الجمجمة الجديدة والفكوك‬
‫ستحقق ثورة بفهمنا للصول البشرية‪.‬‬

‫دانييل ليبرمان ‪ ,Daniel Lieberman‬عالم احفوريات‪ ,‬من جامعة هارفارد وواحد من العلماء‬
‫الذين امتلكوا الفرصة لرؤية الجمجمة عن قرب‪ ,‬يقول بأن‪ ":‬هذا سيكون بمثابة تأثير قنبلة نووية‬
‫صغيرة "‪.‬‬
‫وهنري غي ‪ Henry Gee‬يعتقد بأن‪ ":‬توماي يكون الكثر أهمية كأحفور ُمكتشف يمتلك‬
‫ذاكرة‪ ,‬كما لول انسان قرد‪ ,‬الوسترالوبتيكس الفريقي‪ ,‬لقية قد أسست علم الحفوريات الحديث‬
‫"‪.‬‬
‫كل هذا ُيظهر أن ساهيلنتروبوس التشادي ‪ } Sahelanthropus tchadensis‬السم العلمي‬
‫لتوماي { يوّفر وجها ً جديداً للماضي‪ ,‬خليط غريب من الميزات البدائية والمتطورة التي لم تكن‬
‫منظورة سابقًا‪.‬‬

‫من جانب‪ ,‬تجويف الجمجمة ينتج مشابها ً لما لدى القرود‪ ,‬لكن‪ ,‬من جانب آخر‪ ,‬الوجه والسنان –‬
‫خصوصا النياب – تكون صغيرة‪ ,‬واكثر شبها ً لما لدى الكائن البشري‪ .‬توماي ايضا ً يمتلك‬
‫تقوسات عضلية حاجبية بارزة‪ ,‬بشكل غير موجود خارج الجنس البشري‪.‬‬

‫بالنسبة لوود ‪ , Wood‬هذا التركيب من الميزات يعطي للرض صورة شعبية لخ ّ‬


‫ط تطوري‬
‫مسهب ودون تغيير اتجاه منذ البشر الحاليين وحتى سلفنا المشترك مع القرود‪.‬‬
‫" أهمية اكتشاف برونيت وزملئه تمتلك عّدة مشاهد – يشرح من لندن – بالمقام الول‪ ,‬كل‬
‫الكتشافات السابقة كانت لشظايا عظمية‪ .‬هذه الجمجمة تكون كاملة وتزودنا بمعلومة تقترب من‬
‫السنان‪ ,‬حجم الدماغ‪ ,‬الوضع النسبي للرأس بعلقته مع العمود الفقري‪... ,‬الخ‪ .‬كل هذا يشير لن‬
‫توماي يتوجب امتلكه وضعية أكثر انتصابا ً من وضعية انتصاب الشمبانزي "‪.‬‬

‫بالنسبة لمكانية كونه سلف مباشر للبشر‪ ,‬وود ‪ Wood‬يقول بأن توماي يكون بشكل مؤكد عضو‬
‫جيد‪ .‬لكن أنه ايضا ً يمكن ان يكون ابن عم لشباه النسان الكثر قدمًا‪ " .‬بالتفاق مع النموذج‬
‫طي – شرح ‪ ,-‬تشريح اشباه النسان قد تطّور فقط مرة واحدة‪ .‬في هذا النموذج ل يوجد‬ ‫الخ ّ‬
‫تفرعات حتى قبل ‪ 3‬مليين عام‪ .‬النموذج الثاني‪ ,‬الذي أؤيده‪ ,‬يرى التطور البشري كسلسلة من‬
‫التكيفات المتعاقبة‪ ,‬بطريقة تتمازج فيها الميزات التشريحية بصيغ الن فقط قد بدأنا نفهمها‪ .‬هذا‬
‫النموذج يتنبأ بأن المشي على القدام‪ ,‬المهارة اليدوية والدماغ الكبير‪ ,‬يتوجب كونها قد تطورت‬
‫أكثر من مرة واحدة "‪.‬‬

‫" البشر كما القرود ينحدرون من كائن سلف والذي لم يكن ل قرد ول انسان – يشرح الدكتور‬
‫هيكتور بوكسيارلي ‪ , Héctor Pucciarelli‬باحث بالجامعة الوطنية بالرجنتين ‪ . -‬بصيغة ل‬
‫يمكننا القول فيها بأن هذا الحفور يقدم اصل النسان‪ ,‬لننا ل نعرف فيما لو يوجد بقايا سابقة‬
‫زمنيًا‪ .‬لكن الكثر أهمية يكون بأنه قد تّم العثور بمركز القارة الفريقية‪ ,‬المر الذي يشير لن‬
‫أشباه النسان قد بلغوا في تلك الحقبة أكبر توّزع‪ ,‬تنوع وكّم من السكان غير ما كان ُيظّن‪ ,‬ما‬
‫قوله بأن خريطة اسلفنا تكون أغنى بكثير مما كان متخيلً "‪.‬‬

‫التطور البشري في القارات الخمس‬

‫البشر قد انتشروا عالميًا‪,‬لكنهم قد تطوروا محليا ً ‪ /‬بقلم‪NICHOLAS WADE :‬‬

‫ُيجمع المؤرخين غالبا ً على أنهم غير مضطرين لعارة النتباه الى التطور البشري‪ ,‬لن تلك‬
‫العملية قد وصلت لغايتها بلحظة من الماضي قد انتهت‪ .‬هذا الكلم يظهر بوصفه غير متماسك‪,‬‬
‫ي‪.‬‬
‫على ضوء اللقى الحديثة المؤسسة على قوننة الدي إن إي ‪ DNA‬البشر ّ‬

‫لقد تابع الشخاص تطورهم منذ مغادرتهم السكن القدم في الشمال الشرقي لفريقيا‪ ,‬منذ ‪50000‬‬
‫عام‪ ,‬سواء عبر العملية الصدفوية المعروفة بالنسياق الوراثي كما النتقاء الطبيعي‪ .‬الجينوم‬
‫يمتلك كثير من البصمات في الماكن التي اعاد النتقاء الطبيعي فيها اعادة التكوين البشري‪,‬‬
‫وبحسب ما قد اكتشفه الباحثون المختصون‪ ,‬حيث أن الجماعات في القارات المختلفة قد تكيفت‬
‫مع امراض جديدة‪ ,‬مناخات‪ ,‬اغذية‪ ,‬وربما‪ ,‬متطلبات مسلكية‪.‬‬

‫الميزة الملفتة للنتباه لكثير من تلك التغيرات‪ ,‬يكون بكونها محلّية‪ .‬الجينات تحت الضغط النتقائي‬
‫الموجودة في جماعة تنشأ بقارة أو سللة‪ ,‬تكون مختلفة عن جماعات نشأت باماكن أخرى‪.‬‬
‫الجينات تلك تشّكل فقط جزء صغير من إجمالي الجينات البشرية‪.‬‬

‫إحدى اللحظات المهمة لنتقاء قريب طبيعي‪ ,‬بروز التعاطي مع اللكتوز – قابلية هضم اللكتوز‬
‫عند البلوغ – بين جماعة من رعاة المواشي في شمال أوروبا منذ ‪ 5000‬عام‪ .‬اللكتاز‪ ,‬النزيم‬
‫الذي يهضم السكر الرئيسي في الحليب‪ ,‬عادة ينتهي نشاطه إثر الفطام‪ .‬لكن نظرا للفائدة الكبرى‬
‫الغذائية للرعاة } القصد هنا هو اعتمادهم على الحليب ومشتقاته بأغذيتهم غالبا ً { أمكنهم هضم‬
‫اللكتوز عند البلوغ ايضا‪ .‬عبر تغّير وراثي جعل الجين النزيم لكتاز نشطا ً } حتى بعد الفطام {‬
‫وهذا أدى لنتشاره في الجماعة لحقًا‪.‬‬

‫التعامل مع اللكتوز بهذه الصيغة ل يقتصر على الوروبيين فقط‪ .‬العام الماضي‪ ,‬سارة تيشكوف‪,‬‬
‫من جامعة ميرلند‪ ,‬وزملئها‪ ,‬قد اختبروا ‪ 43‬جماعة إتنية في شرق افريقيا‪ ,‬وقد وجدوا ‪ 3‬طفرات‬
‫منفصلة‪ ,‬جميعها مختلفة عما في أوروبا‪ ,‬والتي تدعم جين النزيم لكتاز وجعله نشطا ً عند البلوغ‬
‫ايضًا‪ .‬واحدة من تلك الطفرات كانت عند اشخاص في كينيا وتنزانيا‪ ,‬يمكن تقدير فترة ظهورها‬
‫لفترة قريبة تعادل حوالي ‪ 3000‬عام‪.‬‬

‫لقد تطورت بشكل مستقل مسألة اللكتوز تلك ‪ 4‬مرات‪ ,‬كلحظات تطور متقاربة‪ .‬النتقاء الطبيعي‬
‫استعمل طفرات مختلفة صالحة في الجماعات الوروبية والشرق افريقية لجل صنع قابلية لكل‬
‫منها بالستمرار بهضم اللكتوز حتى عند البلوغ‪ .‬في افريقيا‪ ,‬هؤلء الممتلكين للطفرة‪ ,‬قد كانوا‬
‫قادرين على إنجاب نسل بمقدار ‪ 10‬مرات اكثر من آخرين ل يمتلكونه‪ ,‬عبر فائدة انتقائية قوّية‪.‬‬
‫الباحثين‪ ,‬يدرسون جينات أخرى بسيطة‪ ,‬لقد عثروا على دليل لتغّير تطوري في الجينات التي‬
‫تتدخل في شروط كلون الجلد‪ ,‬مقاومة الملريا و الحتفاظ بالملح‪.‬‬

‫اللحظات الكثر بروزاً لتطور قريب بشري‪ ,‬ظهرت في نوع جديد من الدراسة‪ ,‬نوع فيه الجينوم‬
‫يكون منسوخا ً باحثا ً عن دلئل على ضغوط انتقائية‪ ,‬مبينا ً بضع مئات آلف الماكن النوعّية حيث‬
‫التنوع يكون مشتركا ً فيها‪.‬‬

‫العام الفائت‪Benjamín Voight, Jonathan Pritchard ,‬وزملء لهم من جامعة‬


‫شيكاغو‪ ,‬قد بحثوا جينات تحت النتقاء الطبيعي عند افارقة‪ ,‬اوروبيين وآسيويين من الشرق‪ .‬في‬
‫كل جماعة‪ 200 ,‬جين قد بينت علمات انتقاء‪ ,‬لكن دون شّدة كبيرة‪ ,‬موضحين بأن الجماعات في‬
‫كل قارة قد كانوا متكيفين مع تحديات محلية‪.‬‬

‫دراسات أخرى‪ ,‬معمولة من قبل ‪ Scott Williamson‬وزملئه‪ ,‬من جامعة كورنيل ‪Cornell‬‬
‫‪ ,University‬منشورة في ‪ ,PLoS Genetics‬قد وجدوا ‪ 100‬جين تحت النتقاء عند صينيين‪,‬‬
‫أفارقة – اميركان و أوروبيين – اميركيين‪.‬‬

‫في أغلب الحوال‪ ,‬مصدر الضغط النتقائي يكون مجهوًل‪ .‬لكن كثير من الجينات المصاحبة‬
‫لمقاومة المراض‪ ,‬ظهرت من ُنسخ‪ ,‬موافقة لن المرض عبارة عن قوة انتقائية‪ .‬تصنيف آخر‬
‫لجينات تحت الضغط النتقائي تحتله تلك الجينات المتدخلة في الستقلب الغذائي‪ ,‬مبينا ً أن‬
‫الجماعات قد استجابت لتغيرات بالحمية الغذائية‪ ,‬ربما مصحوبة بالتغير من مرحلة الصيد إلى‬
‫مرحلة الزراعة‪.‬‬

‫كثير من الجينات المتدخلة بتحديد لون الجلد‪ ,‬قد كانت تحت ضغط انتقائي‪ ,‬عند اوروبيين‬
‫وآسيويين في المشرق‪ .‬لكن دراسة الدكتور ‪ Pritchard‬قد كشفت جينات لون الجلد فقط عند‬
‫الوروبيين‪ ,‬والدكتور ‪ Williamson‬قد عثر على اغلب الجينات المنتقاة بين الصينيين‪.‬‬

‫السبب في الفرق‪ ,‬يكون بأن الختبار الحصائي للدكتور ‪ ,Pritchard‬قد كشف تنوعات جينية قد‬
‫عادت شديدة الشتراك في جماعة ما‪ ,‬لكن ايضا ل تكون كونية‪ .‬الُنسخ المختلفة عن الصل‬
‫المختارة من الدكتور ‪ Williamson‬قد كانت انتشرت في جماعة وهي تكون مستحوذة على‬
‫الجميع تقريبا ً الن‪.‬‬

‫الكتشافات ُتظهر بأّن الوروبيين وآسيوي الشرق‪ ,‬اكتسبوا لون جلد شاحب‪ ,‬من خلل طرق‬
‫مختلفة‪ ,‬وفي حالة الوروبيين‪ ,‬ربما قد حدث من فترة قريبة ل تتعدى ‪ 7000‬عام‪.‬‬

‫أمر محّير يبرز في الجينات المنتقاة المتدخلة في العمل الدماغي‪ ,‬التي تحدث في جماعات مختلفة‬
‫ويمكنها‪ ,‬افتراضيًا‪ ,‬أن تكون ردوداً على تحديات مسلكية ُوجدت منذ مغادرة الشخاص لمسكنهم‬
‫القديم في افريقيا‪.‬‬
‫لكن بعض الجينات تمتلك أكثر من دور واحد‪ ,‬وبعض تلك الجينات المرتبطة مع الدماغ‪ ,‬يمكن أن‬
‫تكون موجودة عبر انتقاء لخصائص اخرى‪.‬‬

‫منذ عامين‪ ,Bruce Lahn ,‬عالم وراثة بجامعة شيكاغو‪ ,‬سّجل ملحظته بوجود بصمات‬
‫للنتقاء في اثنين من الجينات المتصلين مع الدماغ‪ ,‬بصيغة النمو واسم الجين ‪,microcefalin‬‬
‫لنه عندما تطّفرا‪ ,‬الشخاص ُولدوا مع أدمغة صغيرة جدًا‪ .‬اثنين من جين ‪ microcefalin‬قد‬
‫كانا تحت ضغط النتقاء بين الوروبيين‪ ,‬وواحد بين الصينيين‪ ,‬كما قال الدكتور ‪.Lahn‬‬
‫قد أشار لّن الصيغ المنتقاة للجين ‪ ,‬قد ساعدت بتحسين القدرة على الدراك‪ ,‬وأن جينات كثيرة‬
‫اخرى‪ ,‬ايضا ً تكون معروفة‪ ,‬وربما فعلت ذات الشيء في تلك الجماعات او في جماعات اخرى‪.‬‬

‫جين ‪ microcefalin‬لم يظهر في قائمة الجينات المنتقاة من قبل ‪ Pritchard‬و ‪Dr.‬‬


‫‪ ,Williamson‬وباحثين آخرين قد اختلفوا مع تأكيدات الدكتور ‪ .Lahn‬الدكتور ‪Pritchard‬‬
‫قد وجد اثنين من الجينات الخرى منها‪ ,‬كانا تحت ضغط النتقاء‪ ,‬واحد عند الفارقة وآخر عند‬
‫الوروبيين وآسيويي الشرق‪.‬‬

‫ايضا ً الكثر لفتا ً للنتباه‪ ,‬فريق الدكتور ‪ Williamson‬قد أورد أّن نسخة من الجين المسمى‬
‫‪ ,DAB1‬قد عادت للنتشار بين الصينيين‪ ,‬لكن ليس في جماعات أخرى‪ .‬جين ‪ DAB1‬يكون‬
‫متدخلً في تنظيم طبقات الخليا للقشرة الدماغية‪ ,‬المكان الذي تتواجد فيه الوظائف المعرفية‬
‫الدراكية العليا‪.‬‬
‫اثنين من الجينات المتغيرة متدخلين في عملية السمع‪ ,‬قد انتشروا‪ ,‬واحد بين الصينيين‪ ,‬والخر‬
‫بين الوروبيين‪.‬‬
‫القائمة البارزة للجينات البشرية المنتقاة‪ ,‬يمكن أن تفتح آفاق فهم جديدة حول التفاعلت بين‬
‫ي الحوادث التطورية الكثر اهمية في الخمس آلف‬ ‫التاريخ وعلم الوراثة‪ " .‬فيما لو نتساءل‪ ,‬أ ّ‬
‫عام الخيرة‪ ,‬ستكون ذات طابع ثقافي‪ ,‬كانتشار الزراعة‪ ,‬أو انقراض جماعات بسبب الحروب أو‬
‫المراض "‪ ,‬قال ‪ ,Marcus Feldman‬عالم وراثة الجماعات من ‪ .Stanford‬تلك الحوادث‬
‫غالبا ً قد تركت آثار عميقة في الجينوم البشري‪.‬‬

‫بحث جينومي للجماعات في العالم‪ ,‬محقق من قبل الدكتور ‪Feldman, Noah Rosenberg‬‬
‫وزملئهم في العام ‪ ,2002‬قد أثبت بأن الجماعات التي يجمعها قاعدة بفروقات صغيرة في الدي‬
‫إن إي‪ ,‬تتوافق مع جماعات مؤسسة في القارات الخمس‪ :‬أفارقة‪ ,‬أبوريجين* ‪ ,‬استراليون‪,‬‬
‫آسيويي الشرق‪ ,‬هنود اميركان وقوقازيون‪ ,‬مجموعة تتضمن اوروبيين‪ ,‬وجماعات من الشرق‬
‫القريب وشبه القارة الهندية‪ .‬التجمع يعكس " مؤثرات مؤسسة متسلسلة "‪ ,‬قال الدكتور‬
‫‪ ,Feldman‬ما معناه بأنه حيث هاجرت الجماعات عبر العالم‪ ,‬كل جماعة جديدة قد حملت جزء‬
‫من التغيرات الوراثية التي قد نشأت عنها‪.‬‬

‫الُنسخ الجديدة تبحث عن انتقاءات‪ ,‬قد اثبتت بأن الجماعات في كل قارة قد تطورت بشكل مستقل‪,‬‬
‫ببعض الصيغ حيث أنهم قد استجابوا للمناخ المحلي‪ ,‬المراض‪ ,‬وربما‪ ,‬أوضاع مسلكية‪.‬‬

‫مفهوم سللة } عرق‪ ,‬نسل‪ ,‬جنس { بامتلكه لقاعده بيولوجية يكون موضع جدل‪ ,‬وأغلب علماء‬
‫الوراثة يكونون ممانعين لوصفه بتلك الطريقة‪ .‬لكن البعض يقولون بأن التجمعات الجينية في‬
‫مجموعات مؤسسة في قارات توافق المفهوم الشعبي للجماعات السللية‪.‬‬

‫" يوجد صعوبات بكيفية وضع حدود بالجمال‪ ,‬لكن الن نعرف بأنه يوجد فروقات كافية وراثية }‬
‫جينية { بين الجماعات بأجزاء مختلفة من العالم‪ ,‬لجل تصنيف الشخاص بمجموعات توافق‬
‫مصطلحات شعبية عن السللة " قال الدكتور ‪ ,David Reich‬عالم وراثة الجماعات في‬
‫المدرسة الطبية بهارفارد‪ ,‬قد قال بأن مصطلح " سللة " قد كان غير دقيق علميًا‪ ,‬وأنه يفضل‬
‫مصطلح " أسلف "‪ .‬الختبارات الوراثية للسلف‪ ,‬تكون حاليا بالغة الدقة‪ ,‬قال‪ ,‬وأنه الن يمكن‬
‫ليس تحديد فقط اوروبيين‪ ,‬بل ايضا ً يمكن تفريق اوروبيي الشمال عن اوروبيي الجنوب‪.‬‬
‫اختبارات السلف تكون مستخدمة لجل تحديد الجينات المتسببة بخطر المراض‪ ,‬بمقارنتهم مع‬
‫اشخاص سليمين‪ .‬الشخاص من مختلف السللت يكونون خارج تلك الدراسات‪ .‬الفروقات‬
‫الجينية يمكنها التعتيم على فروقات وراثية بين المرضى والشخاص السليمين‪.‬‬

‫ل أحد يعرف لي مدى النتقاء الطبيعي‪ ,‬عبر سبب ظروف محلية‪ ,‬قد امكنها اجبار الجماعات في‬
‫كل قارة على طرق تطورية‪ .‬لكن تلك الطرق يمكن أن تعود بطريقة ما متوازية‪ .‬على القل بعض‬
‫التغيرات التطورية‪ ,‬التي تظهر الن تكون متقاربة بوضوح‪ ,‬ما يعني ان النتقاء الطبيعي قد‬
‫استعمل الطفرات المختلفة الصالحة في كل جماعة لتمام ذات التكّيف‪.‬‬
‫هذا يكون حال هضم اللكتوز في الجماعات الوروبية والفريقية‪ ,‬وحال الجلد الشاحب لسيوي‬
‫الشرق والوروبيين‪.‬‬

‫هوامش‬

‫* البوريجين هم السكان الصليين لستراليا والجزر المحيطة بها وتشمل هذه الكلمة على حد‬
‫سواء سكان جزر مضيق توريس‪ .‬يشكل البوريجين حاليا مانسبته ‪ %2.4‬من مجموع سكان‬
‫أستراليا‪ .‬تستعمل كلمة البوريجين كذلك للشارة إلى السكان الذين يعيشون في البر الرئيسي من‬
‫أستراليا وتسمانيا وبعض الجزر الخرى المجاورة‪ .‬فسكان جزر مضيق توريس هم أبوريجين من‬
‫السكان الصليين وهي المنطقة الواقعة بين أستراليا وغينيا الجديدة‬
‫الهوامش منقولة ‪ُ ..‬يرجى التدقيق‬

‫النسخة العربية من " النسان العاقل " إثر الخروج من إفريقيا‬


‫تّم العثور على مجموعة من الدوات في طبقة حفريات في دولة المارات العربية المتحدة‪ ,‬وفي‬
‫منطقة جبل الفيل بالتحديد‪ ,‬ويمكن ان تكون بقايا تعود الى ما قبل ‪ 50000‬عام تقريبًا‪ ,‬كلحظة‬
‫وصول للبشر الحديثين الى شبه الجزيرة العربية‪ ,‬إثر اجتياز مضيق باب المندب الذي يفصلها عن‬
‫القرن الفريقي‪.‬‬
‫هذا يشّكل خلصة توصل لها فريق بحثي‪ ,‬يقوده ‪ Hans-Peter Uerpmann‬من جامعة‬
‫‪ Tübingen‬اللمانية‪ ,‬ونشرت بمجلة '‪ ,'Science‬حيث ُتنسب تلك الدوات الحجرية المعثور‬
‫عليها في تلك الطبقة الى ‪ Homo sapien‬بدائيين‪ ,‬بسبب منهج الحفر الذي صّنعوا وفقه‪.‬‬
‫حتى الن‪ ,‬من المعروف بأن اوائل النسان العاقل ‪ sapiens‬التي غادرت القارة الفريقية‪ ,‬قد‬
‫غادرتها عبر " مجرى النيل " وباتجاه الهلل الخصيب‪ .‬أّكد هذا بقايا احفورية معثور عليها في‬
‫طبقتين في فلسطين المحتلة‪ ,‬وقام علم الوراثة } علم الجينات { بإبراز حصول تهجين مع انسان‬
‫نياندرتال منذ ‪ 80000‬عام هناك‪.‬‬

‫إثر ذاك الخروج‪ ,‬معروف بأّن تمدده باتجاه شاطيء شبه الجزيرة العربية‪ :‬حصل منذ ‪60000‬‬
‫عام‪ ,‬ومنذ ‪ 45000‬عام قد وصلوا الى اوروبا متبعين شاطيء المتوسط‪.‬‬
‫في العمل المنشور في مجلة ‪ ,Science‬يدافع ‪ Simon Armitage‬من جامعة لندن وباقي‬
‫فريق البحث‪ :‬عن وجود طريق خروج آخر‪ ,‬من جنوب الخليج العربي‪ ,‬حيث ان ادوات جبل الفيل‪:‬‬
‫تمتلك ذات التقنية التي استخدمها النسان العاقل البدائي والذي قد سكن في شرق افريقيا‪.‬‬
‫بين تلك الدوات‪ :‬يوجد فؤوس يدوية‪ ,‬ادوات كشط و مثاقب‪ ,‬كلها بدائية جدًا‪ ,‬تمثل تقنية اسمها )‬
‫‪ (Levallois‬والتي ظهرت بافريقيا وطورها انواع حّية اخرى غير نوعنا‪ .‬هذا يشكل معلومة‬
‫يناقش بعض الباحثين امكانية عزوها للنسان العاقل‪.‬‬
‫شبه جزيرة عربية خضراء‬

‫يتكامل البحث مع دراسة عن التغيرات بمستوى البحر والُمناخ الذي طرأ على المنطقة العربية منذ‬
‫ما يقارب ‪ 130000‬عام‪ .‬حيث يستخلصون بأّن مضيق باب المندب قد حصل انخفاض بمستواه‬
‫يقدر ب ‪ 100‬متر قبل أو ببداية آخر حقبة جليدية‪ ,‬المر الذي سّهل عبوره على النسان العاقل‪.‬‬
‫كذلك يبينوا بأّن شبه الجزيرة العربية قد كان ُمناخها اكثر رطوبة بكثير‪ ,‬ولم يكن فيها خضرة أكثر‬
‫فحسب‪ ,‬بل ايضا ُوجد شبكة من النهار التي سّهلت حياة الصيادين وُملتقطي الثمار‪.‬‬

‫يشيرون ايضا ً لّنهم قد اجتازوا مضيق هرمز‪ ,‬الطريق الى الهند واستراليا‪ ,‬عبر طريق اسرع من‬
‫الُمقترح حتى الن‪ .‬يذكرنا ‪ Armitage‬بأّن‪ ":‬اولئك البشر‪ ,‬الحديثين تشريحيا‪ ,‬قد تطوروا في‬
‫افريقيا منذ ‪ 200000‬عام ولحقا ً سكنوا باقي العالم "‪ ,‬ويؤّكد‪ ":‬اللقى التي عثرنا عليها‪:‬‬
‫سيتوجب ان تحفز اعادة تقييم للمناهج التي تحولنا عبرها الى نوع عالمّي "‪.‬‬
‫مع ذلك‪ ,‬بذات الوقت ظهر الجدل حول نتائج البحث الرئيسية‪ .‬فمن جانب‪ ,‬يرى بعض الخبراء بأنه‬
‫لم يحدث خروج من افريقيا قبل الفترة ‪ 100000‬الى ‪ 130000‬عام } احفوريي فلسطين‬
‫المحتلة {‪ .‬ومن جانب آخر‪ ,‬لن كثير من الخبراء يعتبرون المعطيات المتوفرة لجل عزو تلك‬
‫الدوات للنسان العاقل‪ :‬غير كافية‪ .‬يذكرنا بعضهم الخر باستخدام اشباه النسان للدوات وعبر‬
‫تقنية ‪ ,levallois‬يقول آخرون بأن تلك التقنية ل تطال كل الدوات‪ ,‬ويوجد من يستنتج بأن طبقة‬
‫واحدة ل تفيدنا لجل ضمان طريق عربي خارج من افريقيا‪.‬‬
‫أخبار علمية تتصل بتطور الشوارب والقضيب*‬

‫لماذا ل يمتلك البشر شوارب كالتي يمتلكها القطط‬

‫سمحت المقارنة بين جينومات الشمبانزي والنسان بإبراز سلسلة من الخصوصيات الوراثّية عند‬
‫البشر‪ :‬والتي افقدتهم بضع ملمح تشريحية تقليدية عند كثير من الثدييات‪ ,‬مثل الشوارب‬
‫ساسة والشويكات الكيراتينية*في القضيب‪ .‬لكن تغيرات وراثية جينية اخرى من ذات النوع قد‬ ‫الح ّ‬
‫افضت الى ازدياد حجم الدامغ البشري‪ ,‬وفق مجلة الطبيعه ‪.Nature‬‬
‫هذا نتيجة ابحاث يقوم بها ‪ David Kingsley‬وفريقه من جامعة ‪ Stanford‬بالوليات‬
‫المتحدة الميركية حول الملمح الوراثية الظاهرة في البنيات المختلفة‪ :‬تشريحيًا‪ ,‬فيزيولوجيا ً أو‬
‫سلوكيا ً خاصا عند البشر‪.‬‬
‫فعند مقارنة الجينوم البشري مع اقرب " اقربائنا "‪ ,‬الشمبانزي‪ ,‬نجد اّن ‪ %96‬من الجينات‬
‫ُمشترك‪ ,‬ووفق الباحثين هذا جعلهم يعتبرون ان غياب مقاطع من الحمض النووي ‪ DNA‬هو‬
‫الذي يميزنا عن القرود وباقي الثدييات‪.‬‬
‫درس العلماء حالت فقدان مقطع ‪ DNA‬من كروموزوم } الذي ُيحّدد باسم “‪ ”deleción‬في‬
‫علم الوراثة { وقاموا بتحديد ‪ deleciones 510‬للمقاطع التي احتفظت بوضعها عند الشمبانزي‬
‫وباقي الثدييات‪ .‬فعلى وجه الخصوص‪ ,‬غابت اجزاء من مقطع الجينوم الُمرتبط بانتاج البروتين‬
‫الذي يضبط تفاعل النسجة بهرمونات الندروجين وهذا يمكنه التأثير في تكوين الميزات الجنسية‬
‫الثانوية‪.‬‬
‫افترض الباحثون ان فقدان ذاك المقطع الجيني قد سّبب فقدان ملمحين عند البشر‪ .‬الملمح الول‪:‬‬
‫ساسة } بمثابة رادار او آنتين { تعمل على كشف التّيار الهوائي‪ ,‬وهذا‬ ‫الشعرات المتماسكة الح ّ‬
‫يلتقي مع حاسة الشّم فيحقق للحيوانات معرفة مصدر الروائح وكذلك المسافات والعوائق خلل‬
‫الظلم الدامس‪ .‬الملمح الثاني‪ :‬شويكات كيراتينية على سطح القضيب‪ ,‬والشهيرة " بعظم "‬
‫القضيب وهي موجودة عند كثير من الثدييات‪ ,‬كالفئران وحتى القرود‪.‬‬
‫ساسة يتوقف على الهرمونات الذكرية‪,‬‬ ‫وفق ما يشرح علماء الوراثة‪ ,‬فإّن نمو تلك الشعيرات الح ّ‬
‫فعملية الخصاء تساهم بتقصير شوارب الفئران وحقنها بالهرمون الذكري تستسترون يحّفز‬
‫نموها‪ .‬هكذا راقب العلماء نمو الجّنة عند الشمبانزي التي عانت من فقدان المقطع الجيني قيد‬
‫البحث‪ ,‬وقارنوا تأثير غيابه في تشّكل كل الملمحين التشريحيين‪.‬‬
‫مقطع آخر " مفقود " من الجينوم البشري ويتموضع بجانب الجين ‪ **GADD45g‬الذي يقوم‬
‫بضبط نمو الخليا وغيابه يسّبب ظهور الورام الخبيثة‪ .‬مع هذا‪ ,‬غياب هذا المقطع يرتبط بازدياد‬
‫حجم مناطق اكيدة من الدماغ‪ ,‬وهذا تّم اختباره في تجربة على اجنة فئران واجنة شمبانزي مع‬
‫هذا المقطع الُمقتلع من الدي ان اي‪.‬‬
‫ُيشير الباحثون لّن غياب ملمح مؤكدة وازدياد حجم الدماغ‪ :‬قد امكنها تحديد السلوك الجتماعي‬
‫ايضًا‪ ,‬مسببا ً ظهور الزواج الحادي } ذكر واحد مع انثى واحدة { والهتمام الذي يوفره الوالدان‬
‫لبنائهم الكثر ُعرضة للطبيعة من باقي الثدييات‪.‬‬

‫هوامش‬

‫* الكيراتين هي عائلة من البروتينات الليفية وهي صلبة وعديمة الذوبان موجودة لدى الزواحف‬
‫والطيور والبرمائيات والثدييات وتدخل بشكل أساسي في تكوين الشعر والصوف والظافر‬
‫والمخالب والجلد ومينا السنان والحوافر والقرون ل يضاهيها في الصلبة من بين المواد‬
‫الحيوية سوى الكيتين‪.‬‬

‫** معلومات بالنكليزي عن هذا الجين‪:‬‬


‫?‪http://www.ncbi.nlm.nih.gov/sites/entrez‬‬
‫‪Db=gene&Cmd=ShowDetailView&TermToSearch=10912‬‬

‫الهوامش منقولة ‪ُ ..‬يرجى التدقيق‬

‫ي ندباته الُمدّببة‬
‫كيف فقد القضيب البشر ّ‬
‫ستكون العلقات الجنسية شديدة الختلف بالنسبة للبشر‪ ,‬فيما لو أّن قضيب النسان العاقل قد‬
‫طى باشواك صغيرة وقاسية‪ ,‬كما هو حاصل عند بعض الحيوانات‪ ,‬بما فيها‪ :‬الشمبانزي‪,‬‬ ‫كان ُمغ ّ‬
‫القرود والفئران‪ .‬في الوقت الراهن‪ ,‬عثر فريق بحث بجامعة ‪Stanford‬في كاليفورنيا على آلية‬
‫جزيئية امكن للقضيب البشري ان يتطور عبرها ليكون " ذو ملمس ناعم "‪ .‬تسّجل الدراسة‬
‫التجاه نحو فقدان كمّية محددة من الحمض النووي ‪ DNA‬غير الُمشّفر* والتي تؤثر في التعبير‬
‫بأحد الجينات** لُمستقبل هرمون ‪ andrógenos‬الذكري المعنّي في الشارة الهرمونية‪.‬‬

‫فبحسب عالم احياء النمّو ‪ Gill Bejerano‬في جامعة ‪ Stanford‬ورئيس فريق البحث‪ُ ,‬يضيء‬
‫هذا المر على امر صغير لكنه يزودنا برؤية هاّمة حول تطور الملمح النوعّية البشرّية‪.‬‬

‫جاء هذا الخبر في مجلة الطبيعة ‪ Nature‬المنشورة هذا السبوع‪ ,‬يقترح البحث ايضا ً آلية‬
‫جزيئية لكيفية تطور الدماغ نحو حجم أكبر واختفاء الشعيرات الحواسّية الصغيرة*** الباقية عند‬
‫رئيسيات اخرى‪.‬‬

‫هوامش‬

‫* فضلة الدنا أو الدنا غير المشفر )بالنجليزية‪ noncoding DNA:‬أو ‪ (Junk DNA‬هو‬
‫جزء أو من الدنا ل تحتوي على شفرة تعمل على إنتاج بروتين‪ .‬ويوجد في ذات النوى الحقيقية‬
‫‪ eukaryote‬نسبة عالية من فضلت الدنا في المجموع الكلي لجينات الكائن‪ .‬وتختلف نسبة‬
‫فضلت الدنا إلى الدنا المشفرة كثيرا من كائن حي إلى آخر‪.‬‬

‫يعتقد العلماء أن معظم الدنا ليس له وظيفة في حيوية الكائن لنه ل يحتوي على شفرة لتركيب‬
‫بروتينات ولذلك أسموها فضلت الدنا‪ .‬إل أنه وجد أن أعداد كثيرة من الدنا غير المشفر له وظيفة‬
‫حيوية‪ ،‬مثل تنظيم تركيب بروتين‪.‬‬

‫ويقدر وجود فضلت الدنا في شفرة جينية بنسبة ‪ ،%98‬أي أن ‪ %2‬فقط تشكل الكائن الحي مثل‬
‫النسان‪ .‬كما يقدر العلماء أن نحو ‪025‬و ‪ %0‬من الجينات فقط يشكل الختلف بين شخص‬
‫وشخص‪.‬‬

‫** التعبير الجيني ‪) Gene expression‬و يستخدم أيضا مصطلح ‪ :‬تعبير بروتيني ‪protein‬‬
‫‪ (expression‬هي العملية التي تتحول بها المعلومات الجينية إلى بنى ووظائف خلوية‪.‬‬

‫عملية التعبير الجيني عملية متعددة الخطوات تبدأ بعملية النسخ‪ ،‬تعديلت بعد النسخ )انظر مقالة‬
‫الرنا المرسال ‪ (Messenger RNA‬والترجمة‪,‬من ثم الطي‪ ،‬تعديلت بعد‪-‬الترجمة والستهداف‪.‬‬

‫كمية البروتين التي تعبر عنها الخلية تعتمد على طبيعة النسيج‪ ،‬مرحلة التطور للعضوية والحالة‬
‫الستقلبية والفيزيولوجية للخلية‪.‬‬

‫ط الموجودة فوق العينين واسفل الذقن‬ ‫ل‪ :‬شعيرات وجه الق ّ‬‫*** المقصود بتلك الشعيرت‪ ,‬مث ً‬
‫والشاربين‪ ,‬وهي مليئة بالعصاب‪ .‬والتي ربما كثيرين منا ل يعرفون أنها تعمل بمثابة آنتينات‬
‫ساسة جداً يمكنها التقاط اقّل الحركات‪ .‬والقطط تعتمد علي تلك الشعيرات خصوصا عند الحركة‬ ‫ح ّ‬
‫الليلية كدليل‪ .‬هذه المعلومات ترجمتها من هنا‪:‬‬

‫‪/http://www.elblogdegatos.com/2008/08/bigotes-sensoriales‬‬

‫الهوامش منقولة ‪ُ ...‬يرجى التدقيق‬


‫التجاهات التطورّية‬
‫ما هو التجاه التطوري؟‬

‫ممكن ان يكون التجاه التطوري عبارة عن تغّير اتجاهّي ضمن سللة واحدة أو تغّير متوازي في‬
‫ي‬‫سلئل عديدة‪ ,‬بكلمات أخرى‪ :‬يختبر العديد من السلئل ذات النوع من التغّير‪ .‬مع هذا‪ ,‬ل ُيعتبر أ ّ‬
‫تغّير بمثابة اتجاه‪ .‬بعد كل هذا‪ ,‬فيما لو يكن الطقس أكثر حرارة في يوم ما‪ ,‬فهذا ل يعني باننا نقول‬
‫بوجود حالة الحترار‪ ,‬لّن الحترار يجب ان يطول لفترة من الزمن قبل ان يتم اطلق هذه التسمية‬
‫عليه‪ .‬يفّكر علماء الحياء بخصوص التجاهات التطورية بذات الطريقة‪ :‬يجب ان يتوفر شيء‬
‫بالتغّير‪ُ ,‬يشير لنه ليس بالبساطة اعتبار مجّرد تقلبات احتمالّية‪ ,‬بمثابة " اتجاه "‪.‬‬

‫رسم يبّين مخطط للتجاه } الى اليمين { ومخطط تقّلب احتمالي } الى اليسار {‪ ,‬حيث يعبر الخط‬
‫الفقي عن الزمن‪ ,‬والخط العمودي عن درجات الحرارة‪.‬‬

‫كمثال‪ ,‬لدينا نوع ‪ } *titanotéridos‬نوع ُمنقرض يمتلك قرابة مع وحيد القرن والحصنة‬
‫الحديثة { حيث يبّين هذا النوع اتجاها ً تطوريًا‪ :‬فلقد امتلك هذا النوع امتدادا عظميا اعتباراً من‬
‫النف وقد ابرزت سلسلة من الجماجم الحفورية لتلك الحيوانات‪ :‬تغيرات تطورية في حجم تلك "‬
‫القرون " التي لم تكن عشوائية‪ ,‬بل ان هناك اتجاه لتغيرات نحو ازدياد بالحجم لذاك الملمح‪ .‬في‬
‫الواقع‪ ,‬سلئل عديدة مختلفة لنوع ‪ ,titanotéridos‬قد امتلكت ذات النوع من تغير حجم القرون‪.‬‬

‫اعادة بناء احفوريات نوع ‪ titanotéridos‬التي ُتلحظ في السجل الحفوري منذ ‪ 55‬مليون عام‬
‫}‪ {A‬وصول الى ‪ 35‬مليون عام }‪ .{D‬سبب ذاك التجاه ل يكون واضحًا‪ ,‬حيث يمكن اعتباره‬
‫ُمنتج ثانوي للنتقاء لجل الزدياد بالحجم الجسدي أو يمكن ان يكون نتيجة انتقاء بحجم القرون‬
‫مباشرة‪ :‬فحاملي القرون الكبيرة قد امكنهم امتلك فائدة " في صراعاتهم الكباشية " لكي يحصلن‬
‫على حظوة الناث‪ ,‬كما في الخراف والماعز‪.‬‬
‫الخط التطوري الُمقترح من النوع الُمنقرض الى الحصنة الحديثة‬

‫اتجاهات تطورية اخرى‪ ,‬ل تكون ثابتة في سلئل عديدة‪ ,‬كمثال‪ ,‬في كثير من السلئل الحيوانية‬
‫المختلفة‪ُ :‬وِجَد تمركز في الجهاز العصبي المركزي**‪ ,‬بشكل اساسي‪ ,‬يبرز عبر " نمو للرأس‬
‫"‪ .‬يستلزم هذا التمركز في الجهاز العصبي المركزي‪ :‬تمركز العصبونات في الدماغ‪ ,‬في طرف‬
‫الحيوان‪ ,‬وتطور اعضاء الحواس بذات الطرف‪ .‬شعبة مفصليات الرجل***‪ ,‬الديدان‬
‫سمة**** والحبلّيات*****‪ :‬كلها قد اختبرت تمركزاً حديثا ً في الجهاز العصبي المركزي‪.‬‬ ‫المق ّ‬
‫مع ذلك‪ ,‬كثير من السلئل الحيوانية لم تختبر تمركزا كبيراً } فأين يكون رأس نجمة البحر‬
‫ل؟؟!! { وآخرين‪ ,‬مثل كثير من الطفيليات الداخلية‪ ,‬فقد ذهبت باتجاه معاكس‪ ,‬فاقدة " الرؤوس‬ ‫مث ً‬
‫" التي بدأت معها‪.‬‬
‫اتجاهات نمو تمركز الجهاز العصبي المركزي‬
‫هل يحصل التطور عبر منطق التقّدم؟‬
‫ل يكون سؤالً سهل الجابة‪ .‬فانطلقا ً من وجهة نظر نبات ما‪ :‬يتجلى التقّدم فيما لو يتمّكن من‬
‫تحقيق التمثيل الضوئّي‪ ,‬لكن انطلقا ً من وجهة نظر عنكبوت‪ :‬فيكون التقّدم بفعالية نظام إدارة‬
‫سمّية‪.‬‬
‫ُ‬

‫هذا الرسم يحاول توضيح عبثّية فكرة التقّدم‪ ,‬فهناك ظواهر كونية أحيائية يمكن وصفها بالرائعة‬
‫وأخرى بالكارثية ‪ ..‬فينيق‬

‫تكمن المشكلة بأننا كاشخاص‪ ,‬نكون شديدي القلق تجاهنا ذاتنا‪ ,‬فغالبا ً نعّرف التقّدم بصيغة‬
‫سسة على شأن فكري‪ ,‬ثقافة أو عواطف ‪ ..‬لكن هذا‬ ‫تتمحور حول رؤيتنا نحن‪ ,‬بطريقة مؤ ّ‬
‫التعريف يكون متمركز بشريًا‪.‬‬
‫محاولة رؤية التطور كسّلم ضخم متقّدم‪ ,‬يحّل النسان العاقل ‪ Homo sapiens‬في قّمته‪ُ ,‬يجافي‬
‫واقع الحياة والتطور‪ ,‬فالتطور ُيعطى وفق شجرة كثيرة الفروع‪ ,‬وليس سّلم أو درج‪ ,‬ونحن البشر‬
‫ل نشّكل إل فرع أو ورقة بين ورقات كثيرة في الشجرة‪.‬‬
‫هذا الرسم يبّين كيفية نشوء شجرة الحياة والتي اقرب اليها في الواقع } الرسم في اليمين { وابعد‬
‫ما يكون عنها } الرسم في اليسار {‬

‫هوامش‬

‫* يمكن القراءة عن هذا النوع الُمنقرض بالنكليزية هنا‪:‬‬

‫‪http://en.wikipedia.org/wiki/Brontotheriidae‬‬

‫** الجهاز العصبي المركزي ‪ central nervous system‬أو )‪ : (CNS‬يمثل الجزء الضخم‬
‫من الجهاز العصبي العام‪ .‬اجتماعه مع الجهاز العصبي المستقل والجهاز العصبي الجسدي يشكل‬
‫ما ندعوه الجهاز العصبي الذي يلعب الدور الرئيس في التحكم بسلوك وتصرفات الحيوانات عامة‬
‫والنسان خاصة‪.‬‬

‫منذ بداية التأثير النظري لعلم السيبرنتيك ‪ cybernetics‬في الحمسينيات‪ ،‬تم تمييز الجهاز‬
‫العصبي المركزي على أنه الجهاز المخصص لمعالجة المعلومات‪ ،‬حيث يتم حساب الناتج الحركي‬
‫المناسب كنتيجة للدخل الحسي الذي يرد الدماغ‪ .‬لكن العديد من البحاث اللحقة بين أن الفعالية‬
‫الحركية توجد بشكل جيد قبل التدخل والتنبيه الحسي وأثنائه‪ ،‬مما يعني أن الجهاز الحسي يؤثر‬
‫على السلوك فقط لكنه ل يسيطر عليه‪.‬‬

‫*** شعبة مفصليات الرجل )بالنجليزية‪ (Arthropod :‬من أكبر شعب الحيوانات وتتضمن‬
‫الحشرات والعنكبوتيات والقشريات‪ ،‬وعديدات الرجل‪ ،‬والحصاءات التقريبية تذكر أن ‪% 80‬‬
‫من الحيوانات مفصليات‪ .‬وتتميز بأعضاء مركبة من قطع مفصلة وهيكل خارجي للحماية‪.‬‬
‫وتتواجد في غالب الكرة الرضية في البحر‪ ،‬واليابسة‪.‬‬

‫تصنف في عدد من الطوائف أهمها‪:‬‬

‫* القشريات ‪ :‬معظم أفرادها مائية ولذلك تتنفس عن طريق الجلد أو الخياشيم‪ .‬الجسم مقسم‬
‫إلى ثلثة مناطق هي الرأس والصدر والبطن ويدمج الرأس مع الصدر كثيراً ليكونا الرأس‬
‫الصدرى‪.‬مثال الجمبرى )الربيان(‪.‬‬

‫* متعددة الرجل ‪ :‬أرضية‪ ،‬تتنفس بالقصبات التنفسية‪ .‬الجسم ممدود يتكون من رأس وجذع‬
‫يتركب من عقل متعددة تحمل الزوائد المفصلية‪ .‬مثال ‪ :‬أم ‪) 44‬السكولوبندرا(‪.‬‬

‫* سداسيات الرجل ‪ :‬تضم مفصلية أرجل أرضية تتنفس بالقصبات الهوائية والجسم مقسم إلى‬
‫رأس وصدر وبطن ويحمل الصدر ثلثة ازواج من أرجل المشى‪ .‬من أمثلتها الذباب والصراصير‪.‬‬

‫* العنكبيات ‪ :‬تضم مفصلية أرجل مائية تتنفس بالخياشيم إلى جانب الكثير من النواع‬
‫الرضية التي تتنفس بالقصبات التنفسية والكتب الرئوية‪ .‬ولهذه الطائفة صفات مورفولوجية‬
‫)خارجية( تميزها عن بقية الطوائف الخرى‪ .‬فهي تسمى بذوات كلبات ‪ chelicerata‬حيث أن‬
‫الزوج الول من زوائدها متحور إلى ملقط أو كلبات تعرف بالقرون الكلبية ‪ chelicera‬بينما‬
‫يشار إلى الطوائف الخرى جميعها باللحييات ‪ mandibulata‬لن بعض زوائد الرأس فيها‬
‫تتحور إلى لحى ‪ mandibles‬تعمل كفكوك‪ .‬وتتميز العنكبيات أيضا ً بخلوها من الزبانيات التي‬
‫توجد في كل الطوائف الخرى لمفصلية الرجل‪ .‬والجسم مقسم في الغالب إلى منطقتين ‪ :‬مقدمة‬
‫الجسم ومؤخرة الجسم‪ .‬مثال العناكب والعقارب‪.‬‬

‫**** الديدان المقسمة )بالنجليزية‪) (annelids :‬السم النكليزي من اللتينية ‪anellus‬‬


‫"الحلقة الصغيرة"( هي شعبة كبيرة من الحيوانات تتألف من ديدان مقسمة‪ ،‬تضم هذه الشعبة‬
‫أكثر من ‪ 15,000‬نوع حديث بما فيها ديان الرض المعروفة وال ‪ .[[leeches‬تتواجد هذه‬
‫الديدان في معظم البيئات وتضم ديدان برية وفي المياه العذبة وأيضا أنواع ضمن بحرية ضمن‬
‫المحيطات )مثل ‪ .(polychaete‬بعضها طفيلية أو تبادلية ‪ .mutualistic‬تتبالين أطوالها من‬
‫المليمترات إلى حوالي ‪ 3‬امتار )كما في حالة ‪(Lamellibrachia luymesi‬‬

‫***** الحبليات )بالنجليزية‪ (Chordata :‬هي آخر شعب علم الحيوان‪ .‬وهي تلي في الترتيب‬
‫شعبة شوكيات الجلد والتي تعتبر أعلى مجموعة في اللفقاريات‪ .‬كما تعتبر الحبليات أكثر‬
‫الحيوانات تعقيداَ ورقيا ً وتقدما ً من حيث التركيب‪.‬‬

‫الصفات العامة للحبليات ‪:‬‬

‫* الحبل الظهري ‪:‬‬


‫وهو عبارة عن تركيب دعامي مرن يشبه العصا يوجد في منطقة الظهر ويتكون من خليا مليئة‬
‫بالتجاويف تحاظ بطبقة من نسيج ليفي وهي من أهم الصفات المشتركة لهذه الشعبة ومن هنا أتت‬
‫تسميتها‪ ،‬وهذه الصفة غير موجودة بالمرة في اللفقاريات والحبل الظهري يستمر طوال فترة‬
‫حياة الحيوان مثل السهيم أو على القل يظهر في الطوار الجنينية الولى ثم تحل محله تدريجياً‬
‫العمود الفقاري وهذه الحالة التي تعرف بالفقاريات‬

‫* الحبل العصبي ‪:‬‬

‫وهي عبارة عن أنبوبة عصبية تمتد في الجهة الظهرية للحبل الظهري من بداية الكائن إلى نهايته‬
‫وعلى نقيض اللفقاريات حيث يوجد الحبل العصبي للحيوان في الجهة البطنية له كما لهذا السبب‬
‫يتم تشريح الحيوان الحبلي من الجهة البطنية على العكس من تشريح الحيوان اللفقاري من‬
‫الجهة الظهرية فيما عدا الحبار الذي يشرح من الجهة البطنية لوجود صدفة في الجهة الظهرية‬
‫كما يوجد اختلف آخر للحبل العصبي في الحبليات حيث إنه غير مصمت وتجرى داخله قناة‬
‫تعرف بالقناة المركزية والتي تحتوي على سائل يسمى السائل المخي الشوكي ‪cerebrospinal‬‬
‫‪ fluid‬وأيضا ً ينتفخ الجزء المامي من الحبل العصبي مكونا ً المخ‪.‬‬

‫* الجيوب البلعومية والفتحات الخيشومية ‪:‬‬

‫تتميز الحبليات بوجود فتحات ف بمقدمة الجهاز الهضمي " البلعوم " والتي تعرف بالفتحات‬
‫الخيشومية وهي إما أن تستمر طوال حياة الحيوان إذا كان الحيوان يعيش في الماء ويتنفس‬
‫بالخياشيم أو تغلق تدريجيا في فترات النمو إذا كان الحيوان يتنفس الهواء الجوي عن طريق‬
‫الرئتين‬

‫* اتجاه سريان الدم في الوعية الدموية الرئيسية وموضع القلب ‪:‬‬

‫في الكائنات الحبلية يكون سريان الدم في الوعية الدموية الظهرية من المام للخلف ومن الخلف‬
‫للمام في الوعية البطنية وذلك عكس اللفقاريات كما أن القلب يوجد في الناحية البطنية من‬
‫الحيوان‬

‫* منطقة الذيل ‪:‬‬

‫وهي المنطقة الخالية من الحشاء والتي تأتي بعد نهاية القناة الهضمية أي بعد فتحة الشرج‬
‫وهذه الصفة غائبة من اللفقاريات والذيل يحتوي على الحبل الظهري والحبل العصبي وأوعية‬
‫دموية كما يوجد به عضلت والذيل إما أن يستمر طوال حياة الحيوان أو يوجد فقط في الطوار‬
‫الجنينية الولى وفي هذه الحالة تختفي منطقة الذيل تدريجيا ً قبل الولدة كما في النسان أو قبل‬
‫مرحلة الطور اليافع كما في الضفدعة وخنازير غينيا‬
‫* زوجية الزوائد ‪:‬‬

‫تحتوي الحبليات على أزواج من الزوائد على شكل زعانف كما في الحيوانات المائية أو أطراف‬
‫للحبليات الرضية‬

‫* تتفق الحبليات مع بعض اللفقاريات في ‪:‬‬

‫أنها تحتوي على سيلوم حقيقي كما أنها تتكون من طبقات جرثومية جنينية ثلثة وهي من‬
‫الحيوانات المتماثلة جانبيا ً مع وجود بعض الستثناءات‪ ،‬وأيضا ً جسمها معقل تكراريا ً وهذا يتجلى‬
‫بوضوح في العضلت‬

‫الهوامش منقولة ‪ُ ..‬يرجى التدقيق‬

‫ما الذي يسّبب التجاهات التطورّية؟‬


‫علميًا‪ ,‬ل ُيسأل فقط‪ :‬ما الذي حدث في الماضي؟‪ ,‬بل ُيسأل ايضًا‪ :‬ما هو السبب الذي جعل " ذاك‬
‫ي‪ ,‬كحالة ازدياد حجم سللة محددة‪ ,‬سيتساءل‬ ‫" يحدث في الماضي؟‪ .‬فعندما ُيلحظ اتجاه تطور ّ‬
‫العاِلم بشكل طبيعي‪ ":‬ما الذي يحدث هنا؟ "‪ .‬يوجد الكثير من التفسيرات الممكنة‪:‬‬

‫استعادة الماضي‬

‫فيما لو ُنمعن النظر في السجل الحفوري‪ :‬في السللة التي قادت لظهور الحصنة الحديثة‪ ,‬سنرى‬
‫اتجاه بازدياد الحجم‪ .‬واقعيًا‪ ,‬مّثل تطور الحصنة كاتجاه متدّرج في الغالب‪ ,‬وكما هو واضح في‬
‫الرسم‪.‬‬

‫مع ذلك‪ ,‬لو نرّكز في كل نوع من سلئل الحصنة المرتبطة بالقرابة } بما فيها السلئل‬
‫الُمنقرضة {‪ ,‬يبدأ ذاك " التجاه " بالتلشي‪ :‬صارت بعض السلئل اكبر‪ ,‬بعضها اصغر وآخرين‬
‫بين بين‪ .‬التجاه نحو ازدياد الحجم الجسدي‪ ,‬الذي برز غالبا ً ل يشّكل اتجاه عام بالُمطلق‪ ,‬بل هو‬
‫نتيجة تحديد الشخاص لستعادة ماضي سللة الحصنة الحديثة‪.‬‬

‫رسم بياني يوضح الى اليمين‪ :‬وصف رؤية كل السلئل‪ ,‬والى اليسار اتجاه رؤية سللة واحدة‪,‬‬
‫الخط الفقي يمثل الزمن والخط الشاقولي يمثل حجم الحصان‬

‫حدود مادية ووظيفية‬

‫فيما لو يبدأ تطور سللة بالقرب من حّد } كمثال‪ ,‬الحجم أو التعقيد {‪ ,‬سنلحظ اتجاها ً بابتعاد‬
‫السلئل عن ذاك الحّد بصورة ل يمكن تفاديها‪.‬‬

‫رسم بياني يوضح تبيان سلئل لتجاه لّن تطورها قد بدأ بالقرب من حّد‪ ,‬الخط الفقي يمثل الزمن‬
‫والخط الشاقولي يمثل قيمة الملمح‬
‫على سبيل المثال‪ ,‬في مناسبات عديدة خلل تاريخها التطوري‪ :‬عانت المنخريات } تتبع‬
‫المنخربات مملكة الوليات ‪ Protista‬وهي إحدى رتب صف جذريات الرجل ‪Rhizopoda‬‬
‫التابع لشعبة وحيدات الخليا الحيوانية ‪ .. Protozoa‬منقول { من انقراضات شديدة‪ ,‬وبقي على‬
‫قيد الحياة بعض سلئلها الصغيرة الحجم فقط‪ .‬تفّرعت تلك السلئل وتنوعت الى متحدرين‪:‬‬
‫اغلبيتهم كانت أكبر حجما ً من السللة الم‪ .‬بالتحديد اختبرت اتجاها ً نحو حجم جسدي أكبر‬
‫بالمتوسط‪ ,‬لكن وجود هذا التجاه ربما يكون مؤسسا ً على واقع عدم تمّكن المنخريات من الحفاظ‬
‫على حجم أصغر مما كانته عندما بدأت‪ .‬فلقد تمّكنت ان تصير أكبر فقط !!‪.‬‬

‫نوع من المنخريات‬

‫قابلّية عدم النعكاس‬

‫يمكن لبعض التغيرات التطورية أن تنتج فقط وفق اتجاه واحد‪ ,‬وتعمل كالشراع‪ .‬كمثال‪ ,‬متى يخرج‬
‫نوع حيواني من المياه ويطور قدراته لتنّفس الهواء‪ُ ,‬يظهر صعوبة شديدة في العودة إلى‬
‫استخلص الوكسجين من المياه‪ .‬يوجد سلئل عديدة قد حققت التغير نحو التنّفس الهوائّي‪ ,‬مثل‬
‫اسلف الفقاريات الرضية‪ ,‬اسلف الحشرات والعناكب‪ .‬مع هذا‪ ,‬ول سللة فقارية‪ ,‬حشرات أو‬
‫عناكب‪ :‬قد استعادت القدرة على استخلص الوكسجين من المياه‪ ,‬حتى لو عاد بعضها لصيغ‬
‫حياة مائّية‪ ,‬فهي تستخلص اوكسجينها من الهواء‪ .‬يفرض هذا الشراع التطوري اتجاها ً احاديا‬
‫نحو اعطاء تغيرات اكثر نحو التنفس الهوائّي‪ :‬فبمجرد اكتساب هذا‪ ,‬لن تحصل عودة للوراء او‬
‫للسابق‪.‬‬
‫رسم بياني يوضح اتجاها وحيدا لملح ما‪ ,‬لنه من الصعب حصول انعكاس فيه‪ ,‬الخط الفقي يمثل‬
‫الزمن والخط الشاقولي يمثل الملمح‬

‫انتقاء طبيعي‬

‫يمكن أن يعمل النتقاء الطبيعي على حرف التغيرات التطورية باتجاه محّدد‪ .‬لنفّكر بالمونيتات*‪,‬‬
‫نوع من الرخويات الُمنقرضة والتي امتلكت قواقع معقدة ذات غرف كثيرة } شديدة الشبه‬
‫لقريبها‪ .{ nautilus :‬فلقد تطورت سلئل جديدة من المونتيت‪ ,‬حيث تختلط تلك الغرف ببعضها‬
‫مشكلة كل مّرة تعقيداً أكبر‪ ,‬فالتغّير التطوري باتجاه ازدياد التعقيد‪ ,‬كان ثابتًا‪ ,‬ويمكن ان يكون‬
‫ضل القوة الكبر للقوقعه‪.‬‬ ‫سببه النتقاء الطبيعي الذي ف ّ‬

‫رسم بياني يوضح ان النتقاء الطبيعي يسبب تغير ثابت باتجاه واحد‪ ,‬الخط الفقي يمثل الزمن‬
‫والخط الشاقولي يمثل الملمح‪.‬‬
‫رسم بياني مع صورة للمونتيت حيث تعكس الشرح النظري اعله عنها‬

‫انتقاء النواع الحّية‬

‫فييما لو تنتج ميزة نشوء انواع بسللة بتناوب أكبر‪ ,‬أو تسبب انقراض بتناوب أقل‪ :‬سيتوجب‬
‫وجود انحياز نحو السلئل الممتلكة لتلك الميزة‪ .‬كمثال‪ ,‬تبين بعض سلئل القواقع البحرية اتجاهاً‬
‫تطوريًا‪ :‬بحيث انه بمضي الزمن‪ُ ,‬يرى سلئل أكثر مع نمو مباشر } بمعنى‪ ,‬ل تمّر بوضع تكون‬
‫فيه يرقاتها سابحة بشكل حّر {‪ .‬كيف توّجب حدوث هذا؟ فيما لو اّن نمو السللة ُمباشر‪ ,‬فل تنشر‬
‫يرقاتها بعيداً عنها‪ ,‬تبقى قريبة من اصلها وتنعزل عن باقي الجماعات‪ .‬هذا يعني بأن بعض‬
‫الفراد عبر النمو المباشر ينتهون لسبب ما في مكان جديد‪ ,‬وغالبا لن يتكاثروا مع جماعتهم‬
‫البوية‪ ,‬بكلمات اخرى‪ ,‬يعمل النمو المباشر على تقسيم السللة الى انواع فرعية منعزلة‪ ,‬يمكن‬
‫ان تصل لتكون منعزلة جنسيا فيما بينها‪ .‬فيما لو يرتبط النمو المباشر في الواقع ببعض نسب‬
‫نشوء النواع الكثر ارتفاعًا‪ ,‬فمع الزمن سنأمل رؤية سلئل اكثر كل مّرة‪ ,‬عبر النمو المباشر‬
‫ي‪.‬‬
‫بوصفه‪ :‬اتجاه تطور ّ‬

‫رسم بياني يوضح بان الملمح التي تزيد من معدلت نشوء النواع‪ :‬يمكن ان تتيح المجال لنشوء‬
‫شعبة جينية متحيزة‬

‫ي دليل عليها } أو ادلة شحيحة‬


‫لقدر رفض العلماء تفسيرات عديدة للتجاهات‪ ,‬فلم يعثروا على أ ّ‬
‫جداً { بوصفها تشير لحدوث تلك العلميات في الواقع‪.‬‬

‫دفع داخلي نحو التعقيد‬

‫تتفق كل الدلة التي نمتلكها حتى الن‪ ,‬بان التطور ينتج من التفاعل غير الموّجه للكائن الحّي مع‬
‫البيئة المحيطة‪ ,‬مع ذلك‪ ,‬ل يوجد أدنى دليل يدعم فرضية " قّوة داخلية " تتحّكم بالتغّير التطوري‪.‬‬

‫طفرات موّجهة‬

‫ل تحدث الطفرات بصيغة قصدّية موّجهة‪ ,‬فهي احتمالّية‪ ,‬ل يمكن للطفرات ان تقوم بتفسير‬
‫التجاهات التطورية‪.‬‬

‫هوامش‬

‫* المونيتات هي لفقاريات بحرية منقرضة تنتمي إلى رأسيات الرجل‪ ،‬عاشت خلل الحقبتين‬
‫المبكرة والوسطى‪ ،‬وهي تملك سجل أحافير ضخًما وغنًيا يزّود العلماء بكم ضخم من المعلومات‬
‫حولها والحقب التي عاشت فيها‪ ،‬إضافة إلى أن أحافيرها تساعدهم على تحديد عمر الصخور التي‬
‫توجد فيها‪ ،‬وتسمى هذه الحافير بالحافير المفهرسة‪ .‬ربما أحافير المونيتات هي أكثر الحافير‬
‫التي استطاع العلماء التعّرف عليها‪ ،‬والستفادة منها بعد أحافير الديناصورات‪ .‬وتنتمي‬
‫المونيتات إلى طائفة الرأسقدميات‪ ،‬التي تنتمي إليها الحبارات والخطبوطات وبعض النوتيات‪.‬‬

‫كانت المونيتات قادرة على السباحة‪ ،‬وعلى توجيه نفسها في الماء‪ ،‬وربما استخدمت لكي تتحّرك‬
‫آلية دفع خلفي شبيهة بالتي يستخدمها كل من الحبار والخطبوط‪ .‬ساعدت أحافير المونيتات على‬
‫تحديد مواقع البحار القديمة‪ ،‬نظًرا لمعيشتها في المياه‪.‬‬

‫عاشت المونيتات على الرض لمدة أكثر من ‪ 140‬مليون عام‪ ،‬وظهرت على الرض لول مرة‬
‫قبل حوالي ‪ 208‬مليون سنة خلل العصر الفحمي‪ ،‬ثم تطورت خلل الحقبة الوسطى وتنّوعت‪،‬‬
‫حتى انقرضت في نهاية هذه الحقبة ضمن انقراض العصر الطباشيري‪-‬الثلثي‪.‬‬

‫الهوامش منقولة ‪ُ ..‬يرجى التدقيق‬


‫الُعُنق‪َ :‬مْلَمْح* تطور ّ‬
‫ي هام آخر‬
‫عند فّك الشيفرة الجينية للبشر والسماك‪ ,‬يرى العلماء الن بأن الُعنق قد اعطى للبشر حرّية‬
‫ي‪ ,‬وفق دراسة نشرها علماء‬ ‫الحركة‪ ,‬التي لعبت دوراً ُمدهشا ً وهاما ً في تطور الدماغ البشر ّ‬
‫اعصاب بجامعة نيويورك وجامعة ‪ Cornell‬في مجلة ‪.Nature Communications‬‬
‫} الدراسة منشورة في ‪ 27‬تموز يوليو العام ‪ .. 2010‬فينيق {‪.‬‬
‫من بين الشياء الملفتة‪ ,‬أّن الزعانف الصدرية للسماك والطراف المامية } الذراعان واليدان {‬
‫للبشر‪ ,‬يكون توزع العصاب فيها – كمستقبلت اعصاب – ‪ :‬من ذات العصبونات بالضبط‪ .‬بعد‬
‫كل شيء‪ ,‬الزعانف في السماك والذراعان عند البشر‪ :‬هل يظهر انهما في ذات المكان من‬
‫الجسم؟‪ .‬ل يكون كذلك‪.‬‬

‫خلل النتقال الى اوائل اسلفنا‪ ,‬من السماك الى ساكني الرض‪ ,‬الذي اعطى الصل لظهور‬
‫الثدييات بوضع رأسّي‪ ,‬فالصل العصبي الذي يضبط بشكل مباشر الطراف المامية‪ :‬قد انتقل من‬
‫الدماغ الى النخاع الشوكي‪ ,‬ما ادى بالتالي الى ابتعاد الجذع عن الرأس‪ :‬فاسحا ً المجال لظهور‬
‫العنق‪ .‬بكلمات اخرى‪ ,‬الذراعان البشريان‪ ,‬كما اجنحة الخّفاش والطيور‪ ,‬قد انفصلت عن الرأس‬
‫واصبحت متموضعه على الجذع‪ ,‬تحت الُعنق‪.‬‬
‫وكما صّرح عالم العصاب ‪ ":Andrew Bass‬الُعنق‪ :‬يسمح بتحسين الحركة والمهارة في‬
‫ل‪ ":‬هذا البتكار في الميكانيكا الحيوية‬‫البيئات الرضية والجوية "‪ .‬وتابع قائ ً‬
‫‪ ,*biomecánica‬قد تطور يداً بيد مع بضع تغيرات في النظام العصبي الذي يقوم بضبط‬
‫اعضائنا "‪.‬‬
‫سر الحزمة‬‫شرح ‪ Bass‬هذا المستوى غير الُمتوّقع من المرونة التطورية‪ ,‬الذي في الغالب يف ّ‬
‫الهائلة من القدرات للطراف المامية‪ ,‬من طيران الطيور وسباحة الحيتان والدلفين‪ ,‬وصولً الى‬
‫التزامن الُمذهل الذي يستلزمه العزف البشري على البيانو باصابع اليدين!!!‬

‫هوامش‬

‫* الميكانيكا الحيوية )بالنجليزية‪ :(Biomechanics :‬هو تطبيق للمبادئ الميكانيكية على‬


‫الكائنات الحية‪ .‬هذا يشمل دراسة وتحليل ميكانيكا الكائنات الحية وتطبيق المبادئ الهندسية‬
‫واستقائها من النظمة الحيائية‪.‬‬
‫يطبق هذا البحث والتحليل على عدة مستويات بدءاً من المستوي الجزيئي الذي تتألف منه المواد‬
‫الحية مثل الكولجين واللستين‪ ،‬إلى مستوي العضاء والنسجة‪ .‬بعض التطبيقات البسيطة‬
‫للميكانيكا النيوتنية يمكن أن تعطي مقاربات صحيحة على كل مستوي‪ ،‬ولكن التفاصيل الدقيقة‬
‫تتطلب استخدام ميكانيكا الوساط المتصلة‪ .‬جيوفاني ألفنسو بيرولي كتب أول كتاب في موضوع‬
‫الميكانيكا الحيوية بعنوان )‪ ،(De Motu Animalium‬يعني حركة الحيوانات‪ .‬لم ينظر إلى‬
‫أجسام الحيوانات على أنها أنظمة ميكانيكية فحسب‪ ،‬بل واصل السئلة كالفرق الفيزيولوجي بين‬
‫تخيل إنجاز عمل ما والقيام به فعليًا‪.‬‬
‫بعض المثلة البسيطة لبحاث الميكانيكا الحيوية تشمل دراسة القوى المؤثرة على الطراف‬
‫)العضاء(‪ ،‬والديناميكا الهوائية لطيران الحشرات والطيور‪ ،‬وميكانيكا الموائع في سباحة‬
‫السمك‪ ،‬الثباتية والرسوخ التي تقدمها جذور الشجار‪ ،‬وجمع أنواع الحركة في كل أشكال الحياة‪،‬‬
‫بدءاً من الخليا المفردة ارتقاءاً إلى جميع الحياء‪ .‬الميكانيكا الحيوية للجسم البشري هو في‬
‫صلب علم الحركة‪.‬‬
‫تلعب الميكانيكا التطبيقية أدواراً أساسية في دراسة الميكانيكا الحيوية‪ .‬وخصوصا الديناميكا‬
‫الحرارية‪ ،‬وميكانيكا الوساط المتصلة‪ ،‬وفروع الهندسة الميكانيكية مثل ميكانيكا الموائع‪،‬‬
‫وميكانيكا الجسام الصلبة‪ .‬لقد ظهر أن الحمولت والتشوهات المطبقة يمكن أن تؤثر على‬
‫خصائص النسجة الحية‪ .‬يوجد أبحاث أكثر في مجال نمو وإعادة تشكل العضاء كرد على هذه‬
‫ل‪ ،‬تأثير ضغط الدم المرتفع على ميكانيكية جدران الشرايين‪ ،‬وسلوك‬ ‫الحمولت المطبقة‪ .‬مث ً‬
‫الخليا العضلية القلبية مع احتشاء القلب‪ ،‬ونمو العظم كاستجابة لممارسات معينة‪ ،‬ونمو النباتات‬
‫التأقلمي مع حركة الريح‪ ،‬تعتبر كشاهد على أن النسجة الحية تتشكل من جديد كنتيجة مباشرة‬
‫للحمال المطبقة‪ .‬توظف العلوم الرياضية المختلفة تشمل الجبر الخطي‪ ،‬والمعادلت التفاضلية‪،‬‬
‫الشعة‪ ،‬حسابات التنسور والتقنيات العددية والحسابية مثل طريقة العناصر المنتهية‪.‬‬
‫إن دراسة المواد الحيوية مهمة جداً للميكانيكا الحيوية‪ .‬فالنسجة الحيوية المختلفة في الجسم‬
‫مثل الجلد والعظم والشرايين‪ ،‬كل منها ذو خواص فردية بذاتها‪ .‬فالستجابة الميكانيكية المنفعلة‬
‫للنسجة الخاصة يمكن أن تتبع خصائص البروتينات المختلفة‪ ،‬مثل اللستين والكولجين‪،‬‬
‫ل‪ ،‬إذا كان‬ ‫والخليا الحية‪ ،‬والمواد الساسية مثل بروتيوغليكان‪ ،‬وتوجه اللياف داخل النسيج‪ .‬مث ً‬
‫الجلد البشري مركب من البروتين غير الكولجين‪ ،‬فإن العديد من الخصائص الميكانيكية‪ ،‬مثل‬
‫معامل المرونة‪ ،‬سيكون مختلفًا‪ .‬إن الكيمياء‪ ،‬وعلم الحياء الجزيئية‪ ،‬وعلم حياة الخلية تشرح‬
‫ل‪ ،‬في التقلص العضلي‪ ،‬ارتباط الميوزين مع‬ ‫الخواص المنفعلة والفاعلة للنسجة الحية‪ .‬مث ً‬
‫الكتين يقوم على تفاعل كيميائي حيوي يشمل شوارد الكالسيوم و)أدينوسين ثلثي الفوسفات(‪.‬‬
‫إن دراسة الميكانيكا الحيوية تتراوح من العمل الداخلي في الخلية‪ ،‬إلى حركة وتطور العضاء‪،‬‬
‫إلى الخواص الميكانيكية للنسجة الرخوة‪ ،‬والعظام‪ .‬بتطور فهم السلوك الفيزيولوجي للنسجة‬
‫الحية‪ ،‬أصبح الباحثون قادرين على التقدم في ميادين هندسة النسج‪ ،‬وتطوير المعالجات في علم‬
‫المراض‪ .‬إن الميكانيكا الحيوية كما علم الرياضة‪ ،‬وعلم الحركة‪ ،‬تطبق قوانين الميكانيكا‬
‫والفيزياء على أداء الجسم البشري لكي نفهم بشكل أكبر أداء الحداث الرياضية من خلل‬
‫النمذجة‪ ،‬والمحاكاة والقياس‪.‬‬
‫إن من المناسب نمذجة النسجة الحية على أنها أوساط متصلة‪ .‬فعلى مستوي النسجة الحية‪،‬‬
‫يمكن نمذجة جدران الشرايين على أنها وسط متصل‪ .‬هذا الفتراض يسقط عندما تقترب أبعاد‬
‫الجسم المحلل من أبعاد البنية الدقيقة للمادة‪ .‬الفرضيات الساسية لميكانيك الوساط المستمرة هو‬
‫حفظ العزم الخطي والزاوي‪ ،‬حفظ الكتلة‪ ،‬حفظ الطاقة‪ ،‬وتفاوت النتروبي‪ .‬تنمذج المواد الصلبة‬
‫عادة باستخدام إحداثيات لغرانج‪ ،‬بينما تنمذج الموائع غالبا ً باستخدام إحداثيات أولر‪ .‬إن‬
‫استخدام هذه الفرضيات والمسلمات مع الخذ بعين العتبار بعض المشاكل‪ ،‬يمكننا من كتابة‬
‫مجموعة من معادلت التوازن‪ .‬إن العلقات الساسية والحركية تحتاج إيضا ً إلى أوساط مستمرة‬
‫ليمكن تطبيقها في النمذجة‪.‬‬
‫إن استخدام تنسورات من الدرجة الثانية أو الرابعة‪ ،‬يعتبر أمر أساسي في تمثيل العديد من‬
‫الكميات في الكهرتحريكيات‪ .‬إن التنسور الكامل من الدرجة الرابعة نادراً ما يستخدم في الواقع‬
‫العملي‪ .‬وبدل عنه‪ ،‬تستخدم بعض التبسيطات مثل توحد الخواص وتباينها‪ ،‬واللإنضغاطية لتقليل‬
‫عدد العناصر المستقلة‪ .‬التنسورات من الدرجة الثانية والمستخدمة بشكل شائع تتضمن تنسور‬
‫إجهاد كاوشي‪ ،‬وتنسور إجهاد كيرشوف‪-‬بيول الثاني‪ ،‬تنسور تدرج التشوهات‪ ،‬وتنسور الجهاد‬
‫الخضر‪ .‬ينصح القارئ في مراجع الهندسة الميكانيكية أن يحدد بدقة تعاريف مختلف التنسورات‬
‫التي تستخدم في الحالت الخاصة‪.‬‬
‫ينمذج جريان الدم في أغلب الظروف بمعادلت ستوكس – نافير )‪Navier-Stokes‬‬
‫‪ .(equations‬يمكن افتراض الدم بأكمله مائع نيوتني غير قابل للنضغاط‪ .‬هذه الفرضية تسقط‬
‫في حالة الجريان في الشعيرات الدموية‪ .‬في هذا المستوي‪ ،‬يصبح تأثير كل خلية دم حمراء‬
‫مستقلة بذاتها معتبرًا‪ ،‬ول يمكن اعتبار الدم وسط مستمر‪ .‬عندما يصبح قطر الدعاء الدموي أكبر‬
‫قليلً من قطر كريات الدم الحمراء يحدث )‪ ،(Fahraeus–Lindquist effect‬فيحدث تناقص‬
‫في إجهاد القص للجدران‪ .‬وفي حالة تناقص قطر الوعاء الدموي أكثر‪ ،‬عندها يتوجب على كريات‬
‫الدم الحمراء أن تندس في الوعاء الدموي وغالبا ما تمر بشكل مفرد فقط‪ .‬في هذه الحالة ينعكس‬
‫)‪ (Fahraeus–Lindquist effect‬ويتزايد إجهاد القص‪.‬‬
‫إن العظام غير متوحدة الخواص ولكنه تقريبا متوحدة في التجاه العرضي‪ .‬بكلمات أخرى‪ ،‬إن‬
‫العظام تكون أقوى على طول محور واحد أكثر من المحور المعماد له‪ ،‬وهي نفس القوة تقريباً‬
‫كيفما درنا حول هذا المحور‪ .‬يمكن نمذجة علقة الجهاد بالنفعال للعظام باستخدام قانون هوك‪،‬‬
‫وتتناسب بمعامل المرونة‪ ،‬مثل معامل يونغ‪ ،‬ونسبة بواسون أو متغيرات لميه )‪Lamé‬‬
‫‪ .(parameters‬إن مصفوفة الخواص‪ ،‬والتنسور من الدرجة الرابعة‪ ،‬تعتمد على توحد خواص‬
‫العظام‪.‬‬

‫الهوامش منقولة ‪ُ ..‬يرجى التدقيق‬

‫تطور النباتات‬
‫أهداف البحث‪:‬‬

‫‪ -1‬تقديم المعرفة الكمل قدر المكان‪ ,‬بما يتصل بالفعل التطوري وعلقته بالنباتات‪.‬‬
‫‪ -2‬تبيان التقسيمات المختلفة التي تمتلكها النباتات راهنًا‪ ,‬كُمنتج عبر التطور‬
‫‪ -3‬خلق مادة تخدم البحث والمعرفة لمرحلة التعليم المتوسط‪.‬‬

‫مدخل‪:‬‬

‫سنحاول توفير بحث شامل‪ ,‬حول تطور النباتات عمومًا‪ ,‬متناولين كل ما يتعلق بتاريخها التطوري‪,‬‬
‫لماذا تطورت‪ ,‬المقارنة بين تلك التفاصيل وما يحدث مع النباتات بوقتنا الراهن‪ .‬لكن‪ ,‬باعتبار أن‬
‫النباتات والتطور يشكلن مصطلحان غير معروفان على نطاق واسع من قبل اغلبية الناس‪ ,‬لذلك‬
‫سنتكلم ببداية البحث حول النباتات وحول التطور‪.‬‬
‫هذا البحث يكون معمولً بصيغة بسيطة‪ ,‬لجل ان تكون دراسته وفهمه سهلً من قبل القاريء‪,‬‬
‫بحيث يتشّكل لديه فكرة واضحة ودقيقة حول الموضوع‪.‬‬

‫شرح يتعلق بالتطور‬

‫نفهم من التطور‪ ,‬ذاك الفرع من علم الحياء‪ ,‬الذي يدرس التغيرات الحاصلة في الكائنات الحّية‬
‫بطول الزمن‪ ,‬والتي انتجت انواع مختلفة انطلقا ً من سلف ُمشترك‪ .‬تتوجب الشارة لن التطور لم‬
‫يكن مقبولً دومًا‪ ,‬فهو للن ُيعتبر نظرية علمية جديدة‪ ,‬وقد تّم العتقاد سابقا ً بثبات النواع‪ ,‬ما‬
‫ي تغيرات ول احتاجت للتكّيف حتى‪ ,‬وهذا في وقتنا الحاضر‬ ‫قوله‪ ,‬بأن النواع لم يحصل لها ا ّ‬
‫يكون خاطيء كليًا‪ .‬فنظرية التطور حاليا ً تكون مقبولة على الصعيد عالمّي‪ .‬ذلك لوجود انظمة‬
‫عديدة قد ساهمت بصباغة ادلة علميًا‪ :‬علم الحاثة } علم يدرس الحفوريات {‪ ,‬علم التشّكل‬
‫} علم يدرس التغيرات البنيوية للكائنات الحّية مثل الذنب‪ ,‬الذرع‪.. ,‬الخ { وعلم الجّنة } دراسة‬
‫التطور الجنينّي‪ ,‬مرحلة العملية التكاثرّية للكائنات الحية التي فيها تنتج اغلب التغيرات‬
‫المورفولوجّية {‪ ,‬اشافة للدلة المعطية بفضل علم الحياء الجغرافي } الذي يدرس تموضع‬
‫الكائنات الحّية في كوكب الرض {‪ ,‬أدلة مناعّية } القدرة على دفاع الكائنات عن نفسها بمواجهة‬
‫البيئة المحيطة { وأدلة بيوكيميائية } الصل المشترك للوحدات البيوكميائية مثل ‪ATP ,‬‬
‫‪ .. ADP‬الخ ‪ .‬يمكن الطلع بالنكليزي على شروحات عنها‪:‬‬
‫‪http://www.biology-online.org/1/2_ATP.htm‬‬
‫{‪.‬‬

‫نظرية التطور بدأت مع والس وداروين‪ ,‬حيث وضعا ‪ 5‬مباديء‪ ,‬تشّكل المباديء الرئيسية‬
‫للتطور‪ ,‬هي‪:‬‬
‫‪ -1‬التطور عبارة عن ظاهرة بيولوجية متصلة بالجماعة وليس بالفرد‪.‬‬
‫‪ -2‬التطور ل ينتج دوماّ بذات السرعة‪ .‬في حقب محددة امكن حدوثه بكثافة أكبر من حقب أخرى‪.‬‬
‫‪ -3‬سرعة حدوث التطور تتغّير بحسب نوع الكائنات الحّية‪.‬‬
‫‪ -4‬التطور يكون حاضر في صيغة متشعّبة‪ ,‬لهذا يكون ممكنا ً تخطيط التطور عبر اشجار نَ َ‬
‫سْب‪.‬‬
‫‪ -5‬التطور يكون غير قابل للنعكاس‪ ,‬بطريقة أّن كل ميزة يتم خسارتها ل تعود للحضور‪.‬‬

‫آليات التطور‬

‫اضافة لتلك المباديء الخمسة التطورية‪ ,‬داروين قد أظهر الليات التي تعطيها في الطبيعه‪ ,‬بينها‬
‫نجد‪:‬‬

‫‪ -1‬ضمن النوع ذاته‪ ,‬يوجد تنّوع بين افراده يتصل بالقدرة على البقاء على قيد الحياة‪ ,‬ما معناه‬
‫وجود افراد من ذات النوع لديها القدرة على الستمرار بالبقاء على قيد الحياة من افراد آخرين‪.‬‬
‫ي كائن حّي {‪.‬‬‫‪ -2‬فكثير من الفراد المولودين يموتون } في أ ّ‬
‫‪ -3‬خلصة هذين الواقعين السالفين‪ ,‬تقود لنه ضمن النوع ذاته‪ ,‬الفراد المتكيفين مع البيئة‬
‫بشكل أفضل هم من يبقون على قيد الحياة‪ ,‬مما يمكنهم من التكاثر ونقل ميزاتهم للمتحدرين‪ .‬هذا‬
‫اسمه النتقاء الطبيعي‪.‬‬

‫الن سنرى الليات التي تحقق تحطيم التوازن الوراثي في جماعة لجل انتاج التطور‪ ,‬على الشكل‬
‫التالي‪:‬‬

‫الطفرات‬

‫إنها التغّير الساسي في التطور‪ ,‬الذي عبره ‪ alelo‬جين متبّدل ‪ A‬يتغّير الى جين متبّدل ‪ a‬أو‬
‫العكس بالعكس‪ .‬هكذا الجماعة ستتعاقب نسبها الى أن يختفي الجين القديم } عبر التكاثر { ويبقى‬
‫الجين الُمتطّفر‪.‬‬
‫لقد تّم رؤية أن اغلبية تلك الطفرات تمتلك نتائج سلبّية عند الفراد التي تظهر عندهم‪ ,‬لكن كما هو‬
‫معروف فالتطور يحدث على يد النتقاء الطبيعي الذي يقوم بمقاومة ذاك الثر السلبي للطفرات‪.‬‬

‫النتقاء الطبيعي‬

‫ُيعطى في جماعة يحصل فيها طفرات سلبّية‪ ,‬حيث ان الفراد اللذين تحضر فيهم تلك الطفرات‬
‫السلبّية سيتم الغاؤهم من قبل البيئة‪ ,‬لعدم قدرتهم على تحّمل ظروفها‪ .‬بالمقابل‪ ,‬الطفرات القليلة‬
‫ضلة تضمن باستمرار افرادها بالبقاء على قيد الحياة‪ .‬بهذه الطريقة الطفرات الكثر تكّيفا ً مع‬
‫الُمف ّ‬
‫الوسط البيئي ستستمر بالبقاء على قيد الحياة‪.‬‬
‫سبب آخر يمكن بفضله ظهور ميزات جديدة في الجماعات‪ ,‬يكون عبر دخول افراد يأتون من‬
‫جماعات اخرى ما يعني اسهامهم بحمل جينات جديدة‪ ,‬المر الذي ُيمّكن من انتاج انماط وراثية‬
‫جديدة مشكلً ذرّية جديدة‪.‬‬

‫النسياق الوراثي‬

‫يتصل بالتغيرات الحاصلة في قطاعات صغيرة في الجماعة‪ ,‬حيث يحدث تفريق لجماعات منعزلة‪,‬‬
‫بطول الزمن ُتحدث تغيرات مثل انتشار مرضي يمكنه ان يقود للغاء جين متبدل } ‪ A‬أو ‪.{ a‬‬
‫اضافة لتلك الليات الثلثة للتطور‪ ,‬يمكننا اعتبار الهجرات كصيغة تطور اخرى‪ ,‬حيث ان تغييرها‬
‫البيئة الى بيئة اخرى‪ُ ,‬يوجب تكّيف الكائن الحّي } كما سنرى مع النباتات عند النتقال من الماء‬
‫الى اليابسة {‪.‬‬

‫الماكروتطور والميكروتطور‬

‫انهما تقسيمان ضروريان في التطور كعلم لجل تسهيل البحث‪:‬‬

‫الميكروتطور‪ :‬يكون مسؤولً عن تشكيل الذرّيات‪ ,‬النواع والجناس‪ ,‬الذي يتم تفسيره عبر‬
‫مفاهيم كالطفرات والنتقاء الطبيعي‪.‬‬
‫الماكروتطور‪ :‬يحاول تفسير تشّكل الجماعات الكبرى للكائنات الحّية كالنماذج‪ ,‬الطوائف‪,‬‬
‫النظمة ‪ ...‬الخ‪ .‬تنقسم النظريات الى ‪ :2‬البعض يقول بأن الماكروتطور قد حدث بسبب طفرات أو‬
‫ماكروطفرات‪ ,‬آخرين يقولون بأنه حصل بسبب تراكم طفرات صغيرة قد نتجت " واحدة إثر أخرى‬
‫" } آخذين باعتبارنا بأن التطور يستغرق آلف العوام {‪.‬‬

‫الدلة على حدوث التطور‬

‫واحد من الدلة أو الصيغ للتحّقق من التطور‪ ,‬تكون في متوسط معدل حياة ‪ ,isotopos‬حيث أن‬
‫‪ isotopos‬عبارة ذّرات من ذات العنصر تمتلك كتلة ذرّية مختلفة‪ } .‬اظن ترجمتها للعربية‪:‬‬
‫النظائر الُمشّعة {‬
‫كيف يتم التعّرف على اعمار الحفوريات؟ بسيط جدًا‪ ,‬الرض تمتلك طبقات رسوبية مختلفة‪,‬‬
‫فبحسب الطبقة التي يتم العصور فيها على الحفور‪ ,‬يمكن معرفة عمره التقريبي } الطبقات الكثر‬
‫عمقا ً تحفظ الحفوريات الكثر قدما ً {‪ .‬لكن لجل معرفة عمر الحفور الحقيقي‪ُ ,‬يستعمل مواد‬
‫مشّعة‪ ,‬هذا يتوقف على بعض العناصر التي تكّون الحفور أو الطبقة التي تكون اشعاعّية‪ ,‬والتي‬
‫ستتحّلل لعناصر غير اشعاعية بسرعة يتم حسابها‪.‬‬
‫الزمن الذي يستغرقه نصف الذرات المشعة‪ ,‬بطبقة محددة أو في الحفور‪ ,‬في التحّلل لذرات‬
‫لعنصر آخر ُيطلق عليه تسمية‪ :‬متوسط معّدل الحياة‪.‬‬
‫كمثال سنتناول النظير المشع كاربون ‪ 14‬وكاربون ‪ 12‬الغير اشعاعي‪ .‬هكذا نقول بأن الكائنات‬
‫الحية دوماً يأخذان كلتا الصيغتين للكاربون وكلهما يتواجدان بنسبة مئوية ثابتة‪ ,‬لكن عندما‬
‫يموت الكائن‪ ,‬يتوقف عن امتصاص الكاربون‪ .‬هو هكذا‪ ,‬حيث ان نسبة تمركز الكاربون ‪14‬‬
‫تضمحل‪ ,‬تتغير النسبة المئوية بين كل الكاربونين‪ .‬الكربون ‪ 14‬يمتلك متوسط معدل حياة قدره‪:‬‬
‫‪ 5710‬اعوام‪ .‬بهذه الطريقة العلماء يدرسون تقدير العمر الحقيقي للحفور بين الكاربونين ‪ 14‬و‬
‫‪ 12‬ليصل الى عمر قدره‪ 75000 :‬عام‪ .‬ايضا ً يوجد نظائر مشعة يمكن بواسطتها قياس اعمار‬
‫اكبر‪ ,‬مثل نظير اليورانيوم ‪ 235‬الذي يمكنه تحديد متوسط عمر قدره‪ 713 :‬ضرب ‪ 106‬أعوام‪.‬‬

‫أحفوريات حّية‬

‫هي صيغ حياة تحتفظ بُبنى تشريحية وبحياة بدائّية جداً قياسا بالوسط الذي تعيش فيه اغلبية‬
‫الكائنات الحّية‪.‬‬
‫مثال ممّيز جدًا‪ ,‬يكون سمك ‪ Celacanto‬الذي قد تّم العثور على نموذجين او ثلث نماذج منه‬
‫في السنوات الخيرة‪ ,‬المثير أن هذا السمك يحتفظ بميزات شديدة الشبه لما امتلكته اسماك عاشت‬
‫منذ ‪ 100‬مليون عام‪.‬‬

‫نشوء النواع‬

‫هذا الُمصطلح يتعلق بتشّكل انواع جديدة اعتباراً من نوع قديم سلف‪ .‬اغلبّية العلماء يفكرون بأن‬
‫هذا يمكن حدوثه فيما لو أّن الجماعات التي تشّكله قد انفصلت عن الباقين } منتجة ظاهرة تسمى‬
‫انعزال جغرافي { عبر وسط بيئي كالجبال‪ ,‬البحار ‪ ...‬الخ‪ .‬عند العثور على ذات النواع في بيئات‬
‫مختلفة‪ ,‬قد طّورت فروقات بينها بناء على أنه في بيئات مختلفة يتم تفضيل تكيفات مختلفة‪ .‬هكذا‬
‫بمرور الزمن‪ ,‬الجماعات تصبح ممتلكة لفروقات ل تسمح بحصول التكاثر بينها‪ ,‬حتى عندما‬
‫تختفي حالة النعزال الجغرافي‪ ,‬بسبب حصول انعزال تكاثري قد خلق نوعا ً جديدًا‪.‬‬

‫تصنيف عالم النبات في الوقت الراهن‬

‫يتوجب علينا معرفة ما هو نباتّي‪ ,‬حيث يمكننا تعريفه بوصفه كائن حّي قادر على تركيب المادة‬
‫الحّية اعتباراً من المواد المعدنية الموجودة في البيئة التي يعيش فيها‪.‬‬
‫ُيفترض بأّن المملكة النباتّية تضّم في ثناياها تقريبًا‪ 400000 :‬نوع‪ .‬لهذا تّم وضع تصنيف لكل‬
‫تلك النواع‪ ,‬التي تمتلك خصائص مشتركة وجدولتها وفقه‪.‬‬
‫مبدئياً يتم تصنيف النباتات عبر استخداماتها } نباتات مفيدة وضارة { وعبر مظهرها‪ .‬لكن هذا‬
‫ف لجل معرفة النباتات‪ ,‬لهذا توّجب تطويره حتى الوصول الى التصنيف الراهن‬
‫التصنيف غير كا ٍ‬
‫الذي سنقوم بشرحه‪.‬‬

‫تقنيات راهنة للتصنيف‬

‫في التصنيف الراهن‪ ,‬يؤخذ بالحسبان علم تشّكل النباتات } اشكال واعضاء تمتلكها { ودورة‬
‫حيويتها‪ ,‬بالتفاق مع هذين العاملين } دورة الحيوية وعلم تشّكل البنات { تنفصل النواع النباتّية‬
‫لنوع سيكون الوحدة الساسية للتصنيف‪ .‬الن‪ ,‬فيما لو أّن انواع مختلفة تمتلك ميزات اساسية‬
‫مشتركة يتم جمعها في مرتبة اخرى تسمى جنس‪ .‬بذات الطريقة الجناس التي تكون متساوية يتم‬
‫تجميعها في عائلت‪ ,‬العائلت يتم تجميعها في ُرتَْب‪ ,‬والُرتْب يتم تجميعها في طوائف وبالنهاية‬
‫كثير من العلماء يجمعوها في ‪ 12‬مملكة‪ ,‬التي ستشّكل التقسيم الذي سيغطي اكبر عدد من الفراد‪.‬‬
‫هذا التصنيف يستعمل كقاعدة المبدأ ذاته للتطور‪ ,‬الذي سيفتح مع الزمن‪ ,‬الطريق لنواع جديدة‪,‬‬
‫اجناس‪ُ ,‬رتب‪ ...,‬الخ‪ ,‬هذا بسبب أّن الحفوريات النباتية تكون شحيحة وهذا يجعل من الصعب‬
‫تقييم البنات الكثر تطوراً من نبات آخر‪ ,‬بناء على هذا فالتفاصيل المتصلة بالنباتات موجودة تحت‬
‫التدقيق والفحص الدائم ويتم تصحيحها باستمرار وثبات‪.‬‬

‫يتم التفريق بين مجموعتين كبيرتين في الوقت الراهن‪:‬‬

‫‪ -1‬نباتات ‪ criptogramas‬او بل ازهار‪ ,‬المسماة ايضا ً " النباتات الدنيا "‪ ,‬التي تضّم الطحالب‪,‬‬
‫البكتريا‪ ,‬الفطور‪ ,‬الشنيات‪ ,‬السراخس‪ ,‬وغيرها‪ .‬في هذه المجموعة يوجد ما بين ‪ 160000‬الى‬
‫‪ 200000‬نوع‪.‬‬

‫‪ -2‬نباتات ‪ fanerogamas‬او مع ازهار‪ ,‬تسمى ايضا ً " النباتات العليا "‪ ,‬التي تنقسم الى‬
‫‪ gimnospermas‬و ‪}angiospermas‬كاسيات البذور وعاريات البذور {‪ .‬في هذه‬
‫المجموعة يوجد ما بين ‪ 200000‬و ‪ 250000‬نوع‪.‬‬

‫التفريق الرئيس بين مجموعة واخرى يكون بأن النباتات الزهرية تتكاثر بواسطة البذور‪,‬‬
‫والنباتات الغير زهرية تتكاثر بواسطة البواغ‪.‬‬
‫يتوجب التنويه لن هذا التصنيف لم يكن قائما ً منذ زمن بعيد‪ ,‬بل إنه نتيجة التطور‪ .‬بالتالي لن‬
‫نتفاجأ بأنه خلل آلف العوام للمام سيكون هناك انواع اكثر وتصنيف جديد‪.‬‬

‫نباتات ‪ CRIPTOGRAMAS‬الغير زهرية‬

‫هذه المجموعة تضم كل النباتات المسماة دنيا‪ ,‬بينها انواع مجهرّية‪ La criptogamia .‬هو‬
‫الفرع من علم النبات الذي يدرس هذه المجموعة‪ .‬سنقوم بابراز اهم النباتات الغير زهرية المرتّبة‬
‫من الكثر بدائّية الى الكثر تطورًا‪ ,‬على الرغم من اننا سنرى هذا المر بوضوح اكبر في قسم‬
‫تطور تلك النباتات ذاتها‪.‬‬

‫‪ } Cianobacterias -1‬أشنيات زرقاء {‪ :‬كائن وحيد الخلّية } من بدائيات النوى { تمتلك‬


‫اصباغ مختلفة تسمح لها بالتقاط الضوء واستخدامه لتحقيق عملية التمثيل الضوئي‪ .‬تعيش في‬
‫المياه العذبة والمالحة وفي التربة‪.‬‬

‫‪ -2‬البكتريا‪ :‬عبارة عن كائنات وحيدة الخلّية كسابقتها‪ ,‬لكن تنتمي لمملكة اخرى } الطلئعيات‬
‫بدائيات النوى {‪ .‬اغلبيتها تتغذى بمواد عضوية وتتكاثر بالنقسام اللجنسي‪ ,‬اضافة لحضورها‬
‫بصيغ مختلفة مثل‪ :‬العصيات‪ ,‬المكورات‪ ,‬وغيرها والتي تتواجد بكل الوساط‪.‬‬

‫‪ -3‬اشنيات ‪ : eucariota‬في ُجّلها متعددة الخلّية تتكاثر عن طريق البواغ وتفتقر لنسجة‬
‫متخصصة لنقل النسغ‪ .‬تعيش في المياه العذبة والمالحة } والبحرية {‪ ,‬اضافة لجذع الشجار‬
‫وفي التربة‪.‬‬

‫‪ -4‬فطور دنيا‪ :‬عبارة عن طفيليات مجهرية تتغذى بمادة عضوية متحللة‪ .‬تمتلك صيغ قليلة‬
‫التحديد‪ ,‬تشبه الميبيا‪ .‬تتكاثر بالبواغ وتعيش في التربة والمادة العضوية‪ .‬انها طفيليات نباتية‪,‬‬
‫حيوانية وحتى بكتريا‪.‬‬

‫‪ -5‬فطور عليا‪ :‬انه الفريق النباتي الكثر انتشارًا‪ ,‬اضافة لتعقيده الكبير‪ُ .‬يعتقد في الوقت الراهن‬
‫بأن تلك الفطور تشّكل مملكة خارج النبات والحيوان كونها اتت من نوع وحيد‪ .‬عش الغراب من‬
‫تلك الفطور } الذي تكون مولدات ابواغه‪ ,‬حيث تتكاثر البواغ التي ستخدم عملية التكاثر { هي‬
‫التي تؤكد البقاء على قيد الحياة لهذا الكائن‪ .‬تعيش عموما ً في مناطق رطبة‪ ,‬حيث توجد المادة‬
‫العضوية بوفرة‪.‬‬

‫‪ -6‬الشيبيات‪ :‬انه ناتج مزج او اتحاد فطر مع اشنية‪ .‬تمتلك مظهر كثير التنوع وتتكاثر بطريق‬
‫لجنسي‪ :‬حيث تقوم الرياح بنثر شظايا منها‪ ,‬التي بدورها تنبت مشكلة مستعمرات جديدة منها‪.‬‬
‫معروف ما يقرب من ‪ 8000‬نوع تعيش بكل الرجاء } من المناطق القاحلة الى المناطق الحارة‬
‫والرطبة {‪.‬‬

‫‪ -7‬الطحالب‪ :‬تضم أكثر من ‪ 13000‬نوع‪ .‬جهازها اليخضوري متشّكل بصورة اكبر من اسلفها‪,‬‬
‫مع اوراق‪ ,‬سيقان وجذور‪ .‬تتكاثر بواسطة ابواغ وتمتلك نسيج ناقل في القسم المركزي للساق‪.‬‬
‫تعيش في مناطق رطبة‪ ,‬في التربة والحراش‪ ,‬على اجذع الشجار ‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫‪ :Hepaticas -8‬قريبة جداً من الطحالب‪ ,‬لكن ل تمتلك اجهزة متباينة‪ ,‬ولو انها احيانا تمتلك‬
‫شيء يشبه الوراق‪ .‬تعيش في المناطق الرطبة في البلدان الستوائية‪.‬‬

‫‪ -9‬السراخس‪ :‬تلك النباتات تدخل باطار ‪ criptogramas‬الوعائّية‪ .‬اعضاؤها تكون متباينة‬


‫جيداً وتمتلك نواقل النسغ‪ .‬تكاثرها يتم عن طريق ابواغ موجودة ضمن مولدات ابواغ‪ .‬تعيش في‬
‫الحراش‪ ,‬الحدائق‪ ,‬الخرائب‪ ,‬تربة حمضية ‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫‪ -10‬الكنثاب } أو اذناب الخيل {‪ :‬تغّيره الكبر يكون في الساق الذي فيه اوراق متعامدة معه‪.‬‬
‫يعيش في كل العالم‪ ,‬ما عدا استراليا‪.‬‬

‫‪ :Licopodios -11‬نوع خاص من النباتات الذي يمتلك " جذور حقيقية " واوراق حرشفّية‪.‬‬
‫هذه المجموعة تتضمن العديد من الحفوريات الحّية‪ .‬يعيش في مناطق استوائية وتربة غابّية‪.‬‬

‫نباتات بذرّية أو مع ازهار‬

‫تلك النباتات تتكاثر عبر البذور‪ ,‬وتنقسم الى مجموعتين‪ gimnospermas :‬عاريات البذور‪,‬‬
‫‪ angiospermas‬كاسيات البذور‪ .‬البذريات تشّكل اغلبّية النواع التي ُتزرع اليوم‪.‬‬
‫عاريات البذور تعرف ‪ُ 10‬رتب وكاسيات البذور تنقسم الى أحادية الفلقة ‪monocotiledoneas‬‬
‫} بذور فيها فلقة واحدة‪ ,‬الفلقة عبارة عن كل جزء من الورقة او الزهرة { و ثنائّية الفلقة‬
‫‪} dicotiledoneas‬بذور مع فلقتين {‪.‬‬

‫‪ -1‬عاريات البذور‪ :‬في الوقت الراهن عبارة عن اشجار بشكل رئيسي‪ .‬النسغ يجري عبر الوعية‬
‫الخشبية والوراق ثابتة‪ُ ,‬مختصرة الى اشواك في بعض الحوال‪ ,‬اضافة لمتلكها نماذج تلقيح‬
‫متنوعة كثيرًا‪.‬‬

‫‪ : cicadaceas -2‬عبارة عن نبات بصيغة متوسطة بين السراخس والنباتات العليا‪ .‬تشّكل‬
‫نباتات زينة كثيرة التنّوع‪ ,‬بمظهر يشبه اشجار النخيل التي تمتلك بذورها بشكل مخروطي‪ .‬يوجد‬
‫‪ 85‬نوع تعيش في المناطق الستوائية وشبه القاحلة‪.‬‬

‫‪ : ginkgoaceas -3‬عبارة عن عائلة تضم نوع واحد فقط‪ .‬فهي شجرة ذات اوراق بشكل‬
‫مراوح‪ .‬تعيش في الصين وتّم أقلمتها في أوروبا‪.‬‬
‫‪ -4‬المخروطيات‪ :‬تضم اكثر من ‪ 630‬نوع‪ .‬عبارة عن اشجار أو شجيرات‪ ,‬حيث تتمّيز بشكل‬
‫مخروطي‪ .‬بخلف انواع اخرى من عاريات البذور باعتبارها نباتات متوسطة كونها ل ُتنتج بذوراً‬
‫حقيقية‪ ,‬المخروطيات نعم تقوم بتطوير بذورها‪ .‬تعيش في الحراش والحدائق في العالم كّله‪.‬‬
‫‪ -5‬كاسيات البذور‪ُ :‬مشّكلة من ‪ 5‬مجموعات وبدورها تنقسم الى أحادّية وُثنائّية الفلقة‪ .‬حيث ان‬
‫الَُوْل ُتعتبر الكثر تطورًا‪:‬‬

‫المجموعة الولى‪ُ :‬مشّكلة من نباتات تنتمي لعائلة " كازارينا ‪ ," casuarina‬جنس واحد و ‪50‬‬
‫نوع‪ .‬لديها مظهر عام شبيه بالصنوبريات وتعيش في المناطق الساحلّية للمناطق الستوائية‪.‬‬
‫المجموعة الثانية‪ :‬عبارة عن ثنائّية فلقة دون بتلت‪ ,‬تنقسم الى ‪ُ 3‬رتْب‪olacales { 260 :‬‬
‫نوع { عبارة عن نباتات خشبية بأوراق بسيطة‪ santalales { 7 ,‬عائلت‪ 90 ,‬جنس وأكثر من‬
‫‪ 2000‬نوع { عبارة عننباتات طفيلية‪ } proteales ,‬عائلة واحدة‪ 55 ,‬جنس‪ 1200 ,‬نوع {‪.‬‬

‫المجموعة الثالثة‪ :‬عبارة عن ثنائية فلقة دون او مع بتلت منضّمة‪ .‬تتكّون من ‪ 14‬رتبة‪35 ,‬‬
‫عائلة‪ 760 ,‬جنس و ‪ 14400‬نوع‪ .‬نظراً لتنوعها الهائل فنجدها على امتداد العالم‪.‬‬

‫المجموعة الرابعة‪ :‬عبارة عن مجموعة معقدة تمتلك ‪ 7‬مجموعات تنقسم الى ‪ 16‬رتبة تتضّمن‬
‫اغلبية نباتات ثنائية الفلقة‪ .‬تشّكلها ‪ 110‬عائلت‪ 4260 ,‬جنس و ‪ 73000‬نوع‪ .‬تعيش في العالم‬
‫كّله كما تعيش في كل النظمة البيئية‪.‬‬

‫المجموعة الخامسة‪ :‬فيها ‪ 7‬مجموعات منقسمة الى ‪ 29‬رتبة‪ 223 ,‬عائلة من النباتات وحيدة‬
‫الفلقة وثنائية الفلقة‪ 5900 ,‬جنس واكثر من ‪ 127000‬نوع‪ ,‬تعيش في ارجاء العالم‪.‬‬
‫التاريخ التطوري للنباتات‬

‫الن سنرى كيف تطّورت النباتات‪ ,‬عبر هذا المدخل للموضوع‪.‬‬

‫خلل ‪ 4000‬مليون عام‪ ,‬سطح الرض لم يكن مسكونًا‪ .‬لكن لحقا ً حدثت تغّيرات شديدة الهمّية‬
‫لتطور الحياة‪ .‬التغّير الول المؤدي لظهور الحياة عبر خليا أو وحدات تتكاثر ذاتيًا‪ .‬ليس معروفاً‬
‫كيف لكن واقعتين مهمتين جداً لجل الحياة بعد ظهور الخليا‪ ,‬عبارة عن حادثين يحافظان على‬
‫كل الكائنات الحّية‪ ,‬ان تكون مرتبطة ببعضها البعض ‪ +‬ارتباطها بالخليا البدائّية الصلّية‪.‬‬

‫الخطوة الكبر التالية في التاريخ‪ ,‬كانت عبر تطور نظام الخضاب الذي مّكنها من التقاط اشعة‬
‫الشمس‪ ,‬متحولً الى طاقة اشعاعية شمسية الى طاقة كيميائية } التمثيل الضوئي {‪ .‬الكائنات التي‬
‫تعرضت لهذا التطور تسمى بدائّيات النوى ‪ heterotroficos procariotas‬التي حّققت نجاحاً‬
‫ببقائها على قيد الحياة في تلك الزمنة مستمرة حتى وقتنا الراهن‪.‬‬

‫ففي عملية التمثيل الضوئي يتم حرق الماء وتحرير الوكسجين‪ .‬هذا الوكسجين المتحّرر غّير‬
‫الغلف الجوي لكوكب الرض وصيغ الحياة القائمة فيه‪ .‬فمنذ ‪ 450‬مليون عام تشّكلت طبقة‬
‫أوزون بفعل الشعة فوق البنفسجية في الوكسجين المتراكم‪ ,‬تلك الطبقة تقوم بامتصاص الشعة‬
‫فوق البنفسجية موفّرة الحماية بذاك الزمن للرض وأنواعها الحّية وتواصل هذه المهمة للن‪.‬‬

‫كما نرى فيمكننا القول دون خوف من ان نخطيء‪ ,‬بأن النباتات كانت اوائل ساكني الرض } ولو‬
‫انها كانت بصيغة مجهرية {‪ .‬هكذا يمكن القول بأن النباتات بدأت بالتواجد منذ ‪ 430‬مليون عام‬
‫} تاريخ قريب جداً من فترة ظهور طبقة الوزون {‪ ,‬على شكل نباتية وعائّية } ليست مجهرية‬
‫كاوائل الكائنات الحّية {‪ .‬معروف ايضا ً أنه منذ ‪ 400‬مليون عام قد ظهر أول نبات مع اوراق‪.‬‬
‫ومنذ ‪ 350‬مليون عام تأّكد تكاثر النبات الخاص بظهور البويضة وغبار الطلع‪ ,‬تلك النباتات‬
‫سمّيت عاريات البذور وسيطرت على كوكب الرض‪ ,‬الى ان ظهر كايات البذور منذ ‪ 100‬مليون‬ ‫ُ‬
‫عام‪.‬‬

‫الصعوبة بتقدير تطور النباتات‪ ,‬تكون لعدم امتلكه اجزاء صلبة‪ ,‬مثل الهيكل العظمي الحيواني‪,‬‬
‫كي يتحّجر ويتحول لحفور‪.‬‬

‫الن سنبدأ مع تاريخ النباتات من اقلها تطوراً الى اكثرها تطورًا‪ ,‬متناولين لوائل الكائنات }‬
‫‪ eucariotas‬و ‪ ,{ procariotas‬ايضا بتناول تشكيل النبات بذاته‪ ,‬الشنيات السلف‪ ,‬انتقال‬
‫النباتات الى اليابسة‪ ,‬النباتات الوعائية‪ ,‬التطور الى خلق البذرة كوسيلة تكاثر } عاريات وكاسيات‬
‫البذور {‪ ,‬انتشار النواع وتطور حلقات حيويتها واتجاهاتها‪.‬‬

‫بدائّيات النوى ‪PROCARIOTAS‬‬

‫انها الكائنات الكثر قدما ً في كوكب الرض‪ ,‬وفق مصطلحات علم التطور‪ ,‬اضافة لكونها الكثر‬
‫وفرة‪ .‬على الرغم من وجود صعوبات كثيرة لجل تعريف انواع البدائيات تلك‪ُ ,‬يخّمن وجود ‪2700‬‬
‫نوع مختلف تقريبًا‪ .‬انها كذلك الكائنات الوحيدة الخلّية الكثر صغراً } ‪ 2500‬مليون فرد منها‬
‫يمكنه التواجد في غرام واحد من الرض الخصبة {‪ .‬بقاؤها على قيد الحياة يتوقف على سرعة‬
‫تضاعفها‪ ,‬استقلبها } خلل ‪ 20‬دقيقة يمكنها مضاعفة حجمها { وتكّيفها يمكناها من البقاء على‬
‫قيد الحياة في بيئات ل يمكن لكائنات حّية اخرى العيش فيها‪ .‬إنها ما يمكننا تسميته‪ :‬احفوريات‬
‫حّية‪.‬‬
‫حتى وقت قريب‪ ,‬كان ُيظّن بأن بدائيات النوى ل يمكن تصنيفها وفق معيار تطوري‪ ,‬حيث ان‬
‫اغلب الميزات التي امتلكتها حقيقيات النوى ‪ eucarioticas‬قد ساعدت في تصنيفها‪ ,‬لم تكن‬
‫تمتلكها بدائيات النوى‪ .‬لكن في السنوات الخيرة للبحث العلمي‪ ,‬ومع دراسات تفصيلية متصلة‬
‫بالبنية الخيوية وبالكيمياء الحيوية قد امكن ابراز بعض الصلت التطورية ببدائيات النوى‪ ,‬واحد‬
‫الكتشافات المفاجئة في هذا الحقل كان مجموعة من بدائيات النوى التي تتمّيز عن البدائيات‬
‫الخرى بمسألة الوعية الستقلبية‪ .‬بعضها يعيش في بيئات مالحة كثيرًا‪ ,‬آخرين يعيشون بيئات‬
‫حمضية وبدرجات حرارة عالية جدًا‪ ,‬ما يجعلنا نستنتج أن تغيرات اوعية الستقلب قد حدثت‬
‫نتيجة التطور لهذا الكائن لجل تحّمل البيئة‪.‬‬

‫أصل وتطور حقيقيات النوى ‪EUCARIOTAS‬‬

‫النتقال من بدائيات النوى الى اوائل حقيقيات النوى‪ ,‬كان حادثا ً ُيعتبر من أهّم الحوادث في التطور‬
‫} مقارنة مع اصل الحياة وتطور خليا التمثيل الضوئي {‪ .‬ل ُيعرف بشكل كلّي كيف حصلت هذه‬
‫الخطوة‪ ,‬لكن ُيعتقد بأنه قد حدثت من ارتباط بدائيات نوى داخل خليا اخرى‪.‬‬
‫المر المعروف‪ ,‬أنه منذ ‪ 2500‬مليون عام‪ ,‬الوكسجين بدأ بالتراكم في الغلف الجوي‪ ,‬المر‬
‫الذي انتج نشاط التمثيل الضوئي‪ .‬بدائيات النوى التي تمكنت من استخدام الوكسجين لجل انتاج‬
‫أدينوزين الفوسفات ‪ ATP‬الثلثي‪ ,‬التي بقيت بمثابة فائدة مقارنة مع الخرين وبدات بالنتشار‬
‫بسرعه } بعضها تطّور كبكتريا جوّية‪ ,‬آخرين‪ ,‬وفق التخمين‪ ,‬تكاثرت لخليا اكبر وخلقت‬
‫الميتاكوندريا " اسمها بالعربي المتقدرات " {‪.‬‬
‫لو نقم بتحليل تلك المعطيات‪ ,‬يمكننا القول بأن حقيقيات النوى عبارة عن بدائيات نوى متطورة‪,‬‬
‫على الرغم من انها للن نظرية قيد النقاش بوقتنا الراهن‪.‬‬
‫اعتباراً منها ننطلق الى النباتات عديدة الخليا‪ ,‬التي ظهورها غير معروف لماذا كان‪.‬‬

‫الشنيات السلف‬

‫ُيعتقد باّن النباتات التي نعرفها في الوقت الراهن‪ ,‬تمتلك صلة قرابة تطورية مع نوع من الشنيات‬
‫الخضراء‪ .‬كما هو معروف‪ ,‬الشنيات عبارة عن كائنات نباتّية تسكن الماء بشكل اساسّي‪.‬‬
‫الشنيات الخضراء قد كانت منتقاة بسبب وجه الشبه مع النباتات الرضية التي تبّين ان كلهما‬
‫يمتلكان كلوروفيل ‪ a‬و ‪ b‬وكاروتينات كاصباغ التمثيل الضوئي‪ ,‬اضافة لن كلهما يراكم‬
‫احتياطاته من الطاقة على شكل نشاء‪ .‬الن‪ ,‬الشنيات الخضراء تمتلك جملة من الخصائص‬
‫الخرى‪ ,‬بعضها يمتلكها النبات وبعضها ل‪ ,‬لجل هذا ُيفّكر بأن النباتات تكون نتاج تطور مجموعة‬
‫من الشنيات الخضراء التي تنتمي الى جنس ‪ ,Coleochaete‬هذا يجعلنا نفكر بأّن الشنيات‬
‫الخضراء باعتبارها " والد الجّد " للنباتات‪ ,‬ووجدت كائنات اخرى‪ ,‬ارتبطت مع الجنس‬
‫‪ Coleochaete‬التي بينها يمكن ان يكون " الب " للنباتات‪.‬‬

‫غزو النباتات للرض‬

‫ُيظن بان الحياة قد بدأت في المياه ولم تخرج منها إل بعد مرور زمن طويل‪.‬‬
‫النباتات المائّية ل تحتاج كثير من العضاء المتخصصة لجل البقاء على قيد الحياة‪ ,‬فالمياه‬
‫لوحدها تقوم بوظائف التغذية‪ ,‬الدعم وتفادي الجفاف‪ ,‬من هنا ُيرى بانها أكثر بدائّية من النباتات‬
‫التي تعيش على الرض اليابسة‪ ,‬التي تحتاج لعضاء متخصصة‪.‬‬
‫في الوقت الراهن‪ُ ,‬يعرف بأن النباتات قد " صارعت " لجل الوصول الى اليابسة‪ .‬هذا " الصراع‬
‫" نتج بسبب أن الرض قد وّفرت مسألة التمثيل الضوئي‪ .‬خلل هذا الصراع قد حصل عوائق‪,‬‬
‫لكن في النهاية النباتات حققت " الوصول " الى اليابسة وتوّجب عليها خلق اعضاء متخصصة‬
‫لجل تفادي الجفاف والستفادة القصوى من الماء‪ ,‬وهذا يتضح في بنيتها التي تتجلى بالساق‪,‬‬
‫الوراق والجذور التي قد ظهرت‪ .‬وُيعتقد بأن هذه الخطوة من المياه الى البّر قد حدثت منذ أكثر‬
‫من ‪ 400‬مليون عام‪.‬‬

‫النتقال من المياه الى الرض اليابسة‬

‫الصل الرجح للنبات هو الشنيات الخضراء التي عاشت في المياه العذبة‪ُ ,‬يعتقد بان هذا التنوع‬
‫قد حدث نتيجة تطور ميزات متنوعة‪ ,‬قد وّفرت الشروط للعيش في اليابسة‪ .‬كمثال‪ ,‬المستنقع‬
‫ي‪ ,‬وهذا قد عّرض الشنيات الخضراء للجفاف‪,‬‬ ‫عبارة عن منطقة يحصل فيها الجفاف بشكل دور ّ‬
‫وهكذا حاجتها للبقاء على قيد الحياة قد طّورها لجل احتمال الجفاف على الرض اليابسة‪ .‬على‬
‫الرغم من هذا‪ ,‬فإن المشكلة الكبر التي اختبرتها النباتات كانت التكّيف مع المحيط الجاف‪ ,‬حيث‬
‫انه استلزم امتلكها لنسيج خارجي للعزل واعادة التغطية بطبقة اسمها ُقشيرة‪ ,‬التي تمنع نفوذ‬
‫الماء والتي امتلكت مسام } فتحات { قد سمحت بتفاعل الغازات مع النبات‪.‬‬
‫شأن حيوي للنباتات مناسب لهذا الوسط قد كانت الجذور‪ ,‬التي عبرها يحصل امتصاص المواد‬
‫عبر تثبيتها بمكان معين للنبات‪.‬‬
‫تطور هام آخر كان بترسيخ الستقرار الميكانيكي‪ ,‬الذي كان ذاته في المياه وتخضع له النباتات‪,‬‬
‫لكن الن في اليابسة توّجب عليها خلق ُعقد وعناصر شّد نوعّية كاللياف‪.‬‬

‫على صعيد التكاثر ايضا ً توّجب عليها عمل تكيفات‪ ,‬مثل عمل أبواغ ذات جدران خشنة كي ل تجف‬
‫وتكون قابلة للنقل عن طريق الرياح‪.‬‬
‫الخطوة الحاسمة ُيعتقد بأنها كانت منذ ‪ 420‬مليون عام } على الرغم من العتقاد بامكان وجود‬
‫نباتات ارضية منذ ‪ 450‬مليون عام {‪.‬‬
‫ط تطوري واحد‪,‬‬‫في هذا السياق يوجد اشارة استفهام حول امكان استعمار النباتات للرض عبر خ ّ‬
‫أو عبر مراحل مختلفة‪ ,‬ما قوله‪ ,‬فيما لو أنه ُوِجَد نوع واحد قد خرج من الماء الى البّر‪ ,‬ومنه‬
‫خرجت انواع اخرى سكنت الرض‪ ,‬أو ُوِجَد عّدة أنواع قد خرجت من الماء الى البّر‪.‬‬

‫أوائل النباتات البرّية‬

‫بعد انتقال النباتات من المياه الى البّر‪ ,‬تظهر وتتطور تكيفات جديدة‪ .‬تلك التكيفات كانت حاسمة‬
‫بنجاح النباتات الرضّية‪ ,‬وُيعتقد بأن ما حصل قد كان وفق ما جرى بتاريخ التطور‪ ,‬بحسب ما‬
‫تمتلكه اغلبية النباتات منها‪.‬‬
‫واحدة من أهم التطورات الحاصلة بعد النتقال‪ ,‬كانت بتطوير اعضاء التناسل } التكاثر { متعددة‬
‫الخليا ‪ gametangios‬و ‪ .esporangios‬هكذا كالتكيف المعمول لجل حجز البويضة الملقحة‬
‫ضمن المشيجة النثوية ونمو الجنين‪ ,‬بهذه الطريقة هذا الجنين يكون محميا ً بواسطة انسجة‬
‫مشيجة الجنين النثوية‪.‬‬
‫بعد مضي زمن قليل بعد النتقال الى البّر‪ ,‬النباتات انقسمت الى خطين تطوريين‪ .‬احد الخطين‬
‫اعطى الصل للنباتات المسماة ‪ briofitos‬عبارة عن مجموعة تنتمي لها الطحالب و‬
‫‪ ,hepaticas‬الخط الخر اعطى الصل لمجموعة تنتمي لها النباتات الوعائية‪ ,‬حيث تتضمن كل‬
‫النواع الرضية الكبيرة من النباتات‪.‬‬

‫الفارق الرئيسي بين ‪ briofitos‬والنباتات الوعائّية هو أن هذه الخيرة تمتلك نظام وعائي‬
‫متطور جيداً عبره يتم نقل الغذية الى كل اقسام جسم النبات‪ ,‬نظام ل تمتلكه ‪ . briofitos‬فارق‬
‫آخر نجده بالبعد الزمني اي القدمّية عبر الحفوريات الكثر قدمًا‪ .‬حيث ان ‪ briofitos‬تّم العثور‬
‫على احفور منه يعود الى ‪ 370‬مليون عام‪ ,‬أما النباتات الوعائية فاقدم احفور لها يعود الى ‪430‬‬
‫مليون عام‪.‬‬

‫‪Los briofitos‬‬

‫عبارة عن كائنات شديدة البساطة وصغيرة‪ ,‬ل تمتلك جذور لكنها تلتصق بالوسط بوسطة‬
‫شعيرات‪ .‬اغلبها تبّين ُبنى صغيرة يتم عبرها التمثيل الضوئي‪.‬‬
‫‪ Briofitos‬المحرومة من الجذور ومن نظام وعائي ينقل الغذية‪ ,‬يتوجب عليها امتصاص الماء‬
‫من الجو‪ ,‬لهذا تنمو بشكل افضل في اماكن رطبة ومناطق المستنقعات‪.‬‬
‫عموما ً ‪ briofitos‬تتكاثر عبر النقسام } تكاثر لجنسي {‪.‬‬

‫النباتات الوعائّية‬

‫تتمّيز بامتلكها لنظام نقل للماء والغذية } كما قلنا سابقا ً {‪ ,‬لكن ايضا تتميز بحضور ‪} lignina‬‬
‫عجينة خشبية { وجهاز للبواغ متميز‪.‬‬
‫النباتات الوعائية الراهنة يتم تصنيفها وفق ‪ 9‬تقسيمات‪ ,‬كل تقسيم منها يمثل خط تطوري مختلف‬
‫} بينها يوجد ‪ ,licopodios‬اذناب الخيل و السراخس {‪.‬‬

‫النمو التطوري للنباتات الوعائّية‬

‫سن انظمة النقل‪ :‬بالتساوي مع ظهور الوراق باعتباره تطور للتمثيل الضوئي‪ ,‬والجذور‬ ‫‪ -1‬تح ّ‬
‫كُبنى متخصصة بجلب الغذاء للنبات‪ ,‬فإّن القدرة على نقل الغذية الى كامل النبات قد تطّور‬
‫سن بشكل ملحوظ‪ .‬في الوقت الراهن يوجد نظامين‪ :‬النظام الول ‪ el xilema‬الذي ينقل الماء‬ ‫وتح ّ‬
‫واليونات من الجذور الى الوراق والنظام الثاني ‪ el floema‬الذي ينقل السكروز الذائب‬
‫ومنتجات اخرى تمثيلية ضوئية من الوراق الى الخليا ل يمكنها القيام بالتمثيل الضوئي‪.‬‬

‫‪ -2‬اختصار المشيجة الجنينية‪ :‬تغّير آخر كان باختصار حجم المشيجة الجنينية‪ ,‬ففي كل النباتات‬
‫الوعائية الراهنة المشيجة الجنينية تكون اصغر من جهاز البواغ‪ .‬ففي نباتات بذرية مثل عاريات‬
‫البذور وكاسيات البذور قد انخفض حجم المشيمة الجنينية الى حجم مجهري } اضافة لمتلك‬
‫مشيجة جنينية ذكرية وواحدة انثوية {‪.‬‬

‫‪ -3‬البذور‪ :‬يمكن القول بأنها كانت البتكار الهّم للبناتات الوعائية } هامة لجل النجاح الذي‬
‫حققته عبر استمرارها حتى وقتنا الراهن {‪ .‬البذور عبارة بنية ضمنها يظهر جنين البنات‪ ,‬انها‬
‫بنية مكونة من انسجة جهاز البواغ لجل حماية الجنين‪ ,‬الى ان ُتناسب الظروف إنباته‪ .‬اوائل‬
‫البذور المعروفة تعود الى ‪ 360‬مليون عام‪.‬‬
‫النباتات البذرية‬

‫البذور‪ ,‬الخيار التطوري الجديد الدقيق لجل شعبة البذريات بتشكيل تلك الُبنى للتموضع والنثر‪.‬‬
‫يمكن القول بأن التطور اللحق لتلك البذريات كان الوراق‪ ,‬التي حملت اجهزة البواغ‬
‫‪ esporangios‬للتحاد عبر ازهار في الساق الصغيرة‪.‬‬
‫بنهاية العصر الكربوني الحديدي } منذ ‪ 286‬مليون عام { وفي عصر البيرمي } منذ ‪ 248‬الى‬
‫‪ 286‬مليون عام { حدثت تغيرات ُمناخية كبيرة في العالم‪ ,‬بظهور جفاف وانهار جليدية في انحاء‬
‫مختلفة من العالم‪ ,‬وبناء على هذه التغيرات في ذاك الزمن‪ ,‬حصل ضغط هائل في الكائنات الحية‬
‫سخ التطورات وتوّجب بقاء‬ ‫عبر النتقاء الطبيعي‪ ,‬على الحيوانات كما على النبات‪ .‬هذا قد ر ّ‬
‫ي منها‪ ,‬تطور البذور حّقق نجاحا ً باهراً وهكذا انتشرت النباتات البذرية في كل ارجاء‬
‫الضرور ّ‬
‫العالم‪.‬‬

‫عاريات البذور ‪Gimnospermas‬‬

‫النباتات " ذات البذور العارية " حققت تنوعا ً خلل العصر البيرمي‪ .‬يوجد ‪ 4‬مجموعات منها‪3 :‬‬
‫تقسيمات صغيرة وتقسيم كبير } ‪ .{ Coniferofitos: coniferas‬في ‪ Coniferofitos‬نجد‬
‫الصنوبريات‪ ,‬التنوب‪ ,‬الرز‪ ,‬اللريكس ‪ ,alerces‬السرو والسيكوياس ‪. secuoyas‬‬
‫اصلها يعود الى العصر الديفوني‪ ,‬لمجموعة من النباتات اسمها ‪ . progimnospermas‬وتلك‬
‫كانت النوع الكثر شبها ً للسراخس وُيعتقد بأن بعض تلك ‪ progimnospermas‬من المحتمل‬
‫انها امتلكت بذورًا‪.‬‬

‫كاسيات البذور ‪Angiospermas‬‬

‫ُيعتقد بأنها كنباتات ببذور مغلفة تتحدر من مجموعة من عاريات بذور منقرضة في وقتنا الراهن‪.‬‬
‫احفورياتها تؤّرخ لفترة تعود الى ‪ 120‬مليون عام‪.‬‬
‫يوجد بوقتنا الراهن حوالي ‪ 250000‬نوع منها‪ ,‬مقارنة مع ‪ 800‬نوع من عاريات البذور‪,‬‬
‫‪ 16000‬نوع من ‪ pteridofitas‬و ‪ 26000‬نوع من ‪ . briofitas‬هذا يجعلنا نرى نجاحاً‬
‫لكاسيات البذور عبر التطور‪.‬‬
‫على الرجح فإّن نجاح كاسيات البذور قد حصل نتيجة الكّم الكبير من مستجدات تطورية تحضر‬
‫فيها‪ ,‬مثل المبيض المتكون من واحد او عّدة وريقات معّدلة لتشكيل الجهاز التناسلي النثوي‬
‫والتي تحيط بالكامل بالجنين فتحميه من المحيط الخارجي‪ .‬لكن هذا ليس السبب الكافي لتفسير‬
‫النجاح في التطور لكاسيات البذور‪ ,‬لكن ما يفسر النجاح التطوري لها هو نظام التلقيح‬
‫} الخصاب { الذي تّم اقراره والذي عبره امتلكت صيغ عديدة لتحقيقه } بجمع المشيجة النثوية‬
‫مع الذكرية‪ ,‬لنباتين أو عبر التلقيح الذاتي الذي يتحقق بامتلك النبات لجهازين انثوي وذكري {‬
‫او عبر نواقل متنوعة } الهواء‪ ,‬الحشرات‪ ,‬الماء‪.. ,‬الخ {‪ ,‬اضافة لمتلك الجهازين يفرقان‬
‫كاسيات البذور عن باقي النباتات‪ ,‬ايضا يوجد التي‪ :‬الثمرة والزهرة‪ ,‬كلهما مسار اخصاب‬
‫} الثمرة‪ :‬حيوان يأكلها فيتم نثر بذورها‪ ,‬الزهرة‪ :‬تجذب الحشرات التي تنقل غبار الطلع بفضل‬
‫الرحيق {‪.‬‬

‫تلك النباتات تنتشر في المناطق المعتدلة والستوائية في العالم‪ ,‬تشغل ما نسبته ‪ %90‬من‬
‫الغطاء النباتي البّري‪ .‬يمكن القول بأن هذه النسبة ‪ %90‬تضم اضافة للنباتات الزهرية‬
‫‪ , conspicuas‬الشجار الكبيرة‪ ,‬الخضروات‪ ,‬الفواكه‪ ,‬العلفيات والحبوب التي تشكل اساس‬
‫التغذية البشرية واساس القتصاد العالمي‪.‬‬

‫اتجاهات تطورّية‬

‫لجل دراسة اتجاهات تطور المملكة النباتية‪ ,‬يتوجب اللجوء الى دورات حيويتها والى تاريخ‬
‫التطور‪ ,‬ما قوله‪ ,‬لجل معرفة اتجاه واحد يتوجب مقارنة الدورات الحيوية منذ النباتات البدائية‬
‫الى الكثر تطورًا‪ ,‬مروراً بالترتيب التالي للتطور } من الكثر بدائية الى الكثر تطوراً {‪:‬‬

‫‪ -1‬بدائيات النوى‬
‫‪ -2‬حقيقيات النوى‬
‫‪ -3‬الشنيات‬
‫‪ -4‬الطحالب‬
‫‪ -5‬النباتات الوعائية } ‪ ... helechos, licopodios‬الخ{‬
‫‪ -6‬عاريات البذور‬
‫‪ -7‬كاسيات البذور ‪dicotiledoneas‬‬
‫‪ -8‬كاسيات البذور ‪monocotiledoneas‬‬

‫بين التجاهات التطورية الكثر وضوحاً كان بواقع أن اغلبية الجماعة البدائية كانت من صنف‬
‫‪ haploide‬والجماعة الراهنة باغلبيتها من نوع ‪ .diploide‬الخلصة التي توصلت لعطاء‬
‫خطوة نحو ‪ diploidismo‬كانت عبر اختصار بحجم المشيجة الجنينية ‪ . gametofito‬وهذا‬
‫ليس اتجاه وحيد تطوري‪ ,‬لكن نعم واحد من التجاهات الكثر اهمية مما ذكرناه سابقًا‪.‬‬

‫العلم الحديث والنباتات‬

‫في الوقت الراهن‪ ,‬العلم تحّمل مسؤولية عمل اكتشافات في العالم النباتي وهكذا استعمال هذه‬
‫المملكة لصالحه‪.‬‬
‫التهجين ‪Hibridacion‬‬

‫العائدات الهائلة التي تّم تحقيقها من هذه العملية التي انتجت تنوعا كبيرا للنباتات‪ ,‬عبر تحقيق‬
‫تكاثر تهجيني للنباتات } مزيج من انواع { تبّين بجيلها الول حيوية وزيادة انتاجية بنسبة ‪%25‬‬
‫} كمثال‪ :‬في بعض انواع الذرة {‪ ,‬هذه الظاهرة تسمى ‪. heterosis‬‬

‫البناتات في المختبر‬

‫عبر تقنية متقدمة جدًا‪ ,‬تّم تحقيق نظام اسمه ‪ ,Microesqueje in vitro‬الذي يسمح‬
‫بالحصول من نبات أم على مليون من البناء المتساوين‪.‬‬
‫ايضا ً تّم تنفيذ نظام يسمح بالحصول على نبات من خليا غير متمايزة‪.‬‬

‫تصنيع النباتات‬

‫يتصل بتحضير انواع جديدة من الخضار من قبل بعض العلماء‪ ,‬مثل ما يسمى " البطاطا‬
‫البندورية ‪ , " pomate‬والتي تنتج من مزج البندورة مع البطاطا‪ ,‬لجل الحصول على درنات‬
‫وخضروات بذات الوقت‪.‬‬

‫هل يمكنكم تخّيل تلك الستخدامات لما يمكن ان تنتجه تلك التقنيات فيما لو يتم استعمالها بشكل‬
‫صحيح؟‬

‫المراجع للبحث‬

‫‪Biologia Plan Electivo - Humberto Varas, Sergio Nunez‬‬


‫‪.Atlas de Biologia - varios autores - Ed. Cultural S.A‬‬
‫‪Invitacion a la Biologia - Curtis, Barnes - Ed. Médica Panamericana‬‬
‫‪Enciclopedia Salvat - Salvat editorial‬‬
‫‪.Biologia - A. Ville‬‬

‫الجهة التي قامت بالبحث‬

‫‪Colegio Republica del Brasil‬‬


‫‪Departamento de Biologia‬‬
‫‪Concepcion‬‬
”Evolucion de las Plantas“
2000
‫اختبار يدعم السلف الُمشترك الكونّي لكل الحياة‬

‫ترجمه من النكليزية الى السبانية‪Kanijo :‬‬

‫اختبر أحد الباحثين الفتراض الرئيسّي بعلم الحياء‪ ,‬حول السلف الُمشترك – ووجد بأّن التحاليل‬
‫الجينية المتقدمة اضافة لدراسة احصائّية‪ ,‬تقوم بدعم اقتراح داروين القديم‪.‬‬
‫الصيغة الولى للحياة في الرض‪ ,‬العائمة في ما يشبه رغوة البحار البدائّية‪ ,‬التي بالنهاية أفضت‬
‫بظهور الشجار‪ ,‬النحل والبشر‪ ,‬ليس وفق مفهوم دارويني شعبوي‪ ,‬بل ايضا ً كمقدمة بيولوجية‬
‫اساسّية يعتمد عليها كثير من الباحثين‪ ,‬كجزء من قواعد عملهم‪.‬‬
‫في القرن التاسع عشر‪ ,‬ذهب داروين باتجاه أبعد من الخرين‪ ,‬فقد اقترح امكانّية وجود سلف‬
‫مشترك للثدييات أو لحيوانات اخرى‪ ,‬وأوعز بامكانّية وجود سلف مشترك لكل الحياة في الكوكب‬
‫– للنباتات‪ ,‬الحيوانات والبكتريا‪.‬‬
‫تحليل احصائّي جديد‪ ,‬حمل هذا الفتراض الى بنك الختبارات‪ ,‬ووجد أّنه ل يتمّتع بقّوة فقط‪ ,‬بل‬
‫يكون متماسكا ً بشكل كبير‪.‬‬
‫ألم يكن واضحًا‪ ,‬ومنذ اكتشاف وفّك شيفرة ال ‪ , DNA‬بأّن صيغ الحياة تكون متحدّرة من كائن‬
‫ي؟ كل‪ ,‬يقول ‪ Douglas Theobald‬الستاذ‬ ‫وحيد ُمشترك – او على القّل نوع حّي قاعد ّ‬
‫المساعد في البيوكيمياء‪ ,‬بجامعة ‪ Brandeis‬والقائم بالدراسة الجديدة‪ ,‬المنشورة في مجلة‬
‫الطبيعة بتاريخ ‪ .13/05/2010‬واقعيًا‪ ,‬يقول‪ ":‬عندما اقترحت هذا‪ ,‬لم اكن اعرف الجواب فعلياً‬
‫"‪.‬‬
‫على الرغم من الصعوبات التي تواجه وضع التطور قيد الختبار رسميا ً – خاصة العودة لزمن‬
‫قصّي في الماضي‪ ,‬وصول الى ظهور الحياة الخاصة – كان ‪ Theobald‬قادراً على إجراء‬
‫تحليلت احصائية دقيقة‪ ,‬حول تسلسل الحموض المينية في ‪ 23‬بروتين محفوظة عالميا ً بين‬
‫ثلث تقسيمات أحيائّية رئيسّية‪ ,‬هي } حقيقيات النوى ‪ ,eucariotas‬البكتريا والعتائق‬
‫‪ .{ Archaea‬تتصل تلك التسلسلت وفق نماذج تطورية مختلفة وعلئقّية‪ ,‬لقد وجد بأّن السلف‬
‫المشترك يكون على القل ب ‪ 102860‬أكثر ترجيحا ً لحدوث انتاج في تلك التغيرات } التنوعات {‬
‫بتسلسل البروتينات الراهنة‪ ,‬من حدوث اكثر احتمال } يقتضي أسلف عديدين مختلفين {‪.‬‬
‫" يعمل التطور بشكل جّيد‪ ,‬حيث يمكن وضعه قيد الختبار "‪ ,‬يقول ‪ David Penny‬استاذ علم‬
‫الحياء النظري‪ ,‬في معهد علم الحياء الجزيئي في جامعة ‪ Massey‬في نيوزيلندة‪ ,‬والمشارك‬
‫ل‪ :‬بأّن التطور يمكنه عمل " تنبؤات اختبارّية‬‫بتحرير مقال يتصل بهذا البحث‪ .‬ومع هذا‪ ,‬يتابع قائ ً‬
‫حول الماضي } خصوصا الكمّيات { " حيث تجد الصعوبات باحسن الحوال‪ " .‬لقد تمّكن‬
‫ل‪ ":‬كان ممتازاً ‪ ...‬على الغلب سيقود هذا‬‫‪ Theobald‬من وضع دليل رسمّي "‪ ,‬يتابع‪ ,‬قائ ً‬
‫لعطاء قفزة فيما ُيعتبر ُمنتظراً لتقييم رسمّي لفرضّية‪ ,‬وهذا سيقدم مساعدة لكل العالم "‪.‬‬

‫نقاش السلف الُمشترك‬

‫اكتشافات اواسط القرن العشرين‪ ,‬حول كونّية ال ‪ " ,DNA‬حقيقًة‪ ,‬قد نفذت إلى العامة " عبر‬
‫مصطلحات تتصل بوجود سلف مشترك وحيد لكل الحياة‪ ,‬في الثقافة الشعبية – وعلى الصعيد‬
‫الكاديمي – على الرض‪ ,‬بحسب ‪ .Theobald‬وانطلقا ً من ذاك‪ ":‬كان هناك تبني واسع لتأكيد‬
‫هذا "‪.‬‬
‫لكن في العقدين الخيرين‪ ,‬ظهرت شكوك جديدة في بعض الدوائر‪ .‬فقد أحرز علماء احياء الكائنات‬
‫المجهرية‪ ,‬فهما ً افضل للسلوك الوراثّي لصيغ الحياة البسيطة‪ ,‬التي يمكن أن تكون أكثر خمولً من‬
‫النتقال التقليدي العمودي للجينات‪ ,‬من جيل للجيل التالي‪ .‬فقدرة الميكروبات‪ ,‬مثل البكتريا‬
‫والفيروسات على تبادل الجينات افقيًا‪ ,‬بين الفراد – وحتى بين النواع الحّية – قد غّير شيء‬
‫بفهم البنية الساسّية بخارطة التطور‪ .‬فمع النتقال الفقي للجينات‪ ,‬تتمّكن البصمات الجينية من‬
‫التحّرك سريعاً بين الفرع‪ ,‬متحولة خلل زمن قصير لشجرة تقليدية في شبكة متشابكة‪ .‬يقول‬
‫‪ Theobald‬بأن هذه القوى المحركة " تسّببت بالتشكيك بهذا النموذج لشجرة الحياة "‪,‬‬
‫ويتابع‪ ":‬ومتى ظهرت الشكوك حولها‪ ,‬هذا يعني حصول التشكيك بسلفنا المشترك "‪.‬‬
‫مع اكتشاف العتائق‪ ,‬كأكبر ثالث نطاق حياة – الى جانب البكتريا وحقيقيات النوى – امتلك كثيرين‬
‫من علماء احياء الكائنات المجهرية الشكوك حول السلف الُمشترك الوحيد‪.‬‬

‫دليل لجل التطور‬

‫اختبر باحثون آخرون قطاعات محددة للحياة‪ ,‬اضافة لجراء تحليل احصائي شبيه‪ُ ,‬محققا ً من قبل‬
‫‪ Penny‬الذي درس العلقة بين عدد من النواع الحّية الفقارية‪ .‬يصف ‪ Theobald‬المقال بأنه‬
‫" رائع "‪ ,‬لكن المشكلة بأنهم لم يختبروا سلف كونّي‪ .‬مع التقّدم في التحليل الوراثي وقّوة‬
‫الدراسة الحصائية‪ ,‬مع ذلك‪ ,‬رأى ‪ Theobald‬صيغة لخلق اختبار شامل لجل الحياة‪.‬‬
‫خلل مجرى البحث‪ ,‬كان يصطدم ‪ Theobald‬بمشكلة شائعة‪ ,‬لكن " تقريبًا‪ ,‬مشكلة تطورية‬
‫صعبة " في علم الحياء الجزيئّي‪ .‬كثير من الجزيئات‪ ,‬مثل البروتينات‪ ,‬تمتلك ُبنى ثلثّية البعاد‬
‫متشابهة‪ ,‬لكن بتعاقبات جينية شديدة الختلف‪ .‬والسؤال المطروح هنا‪ ,‬كان‪ :‬هل تلك الُبنى‬
‫المتشابهة‪ ,‬تشّكل امثلة على التطور المتقارب‪ ,‬أو ادلة على السلف الُمشترك ؟‬
‫سسة على‬ ‫يقول ‪ ": Theobald‬بأّن كل الدلة الكلسيكية على السلف المشترك تكون كمّية‪ ,‬ومؤ ّ‬
‫تقاسم التشابهات "‪ ,‬أردت اكتشاف فيما لو أّن التركيز على التشابهات‪ ,‬قد قاد العلماء لطريق‬
‫خاطيء ما‪.‬‬
‫افتراضات‪ ,‬تّم التخلي عنها‬
‫القسم الكبر من الناس‪ ,‬بمن فيهم العلماء‪ ,‬يقعون تحت تأثير التفسير القائم على التشابهات‬
‫الوراثية التي تقتضي وجود علقة أو سلف مشترك‪ .‬لكن مع التشابهات في المظهر الفيزيائي أو‬
‫البنية‪ ,‬تلك الفتراضات " يمكن أن تكون محّل نقد "‪ ,‬يشير ‪ .Theobald‬لقد وّفر النتقاء‬
‫الطبيعي عدد من المثلة على التطور الفيزيائي المتقارب‪ ,‬مثل الذيل عند ‪ Possum‬والقرد‬
‫العنكبوت أو السحالي واللسنة اللزجة الصائدة للحشرات عند الدب صائد النمل والمدّرع‪ .‬ومع‬
‫النتقال الفقي للجينات حول ذاك‪ ,‬يمكن ان تكون براهين مشابهة حول التسلسل الجيني‪.‬‬
‫يقول ‪ ":Theobald‬واقعيًا‪ ,‬عدت لمراجعة المر وحاولت تحصيل اقصى شيء ممكن‪ ,‬من خلل‬
‫عمل التحليل "‪ ,‬قام بتنفيذ نماذج تطورية احصائية عديدة‪ ,‬آخذاً بعين العتبار النتقال الفقي‬
‫للجينات في بعضها‪ ,‬وفي بعضها الخر دونه‪ .‬والنتيجة كانت في النماذج التي اخذ بعين العتبار‬
‫فيها النتقال الفقي للجينات‪ :‬تّم توفير الدعم الحصائي الفضل لجل سلف ُمشترك كونّي‪.‬‬

‫أصول ُمبهمة‬

‫يقول ‪ Theobald‬بأن النتائج الكثر إثارة للدهشة‪ ,‬كانت " كيفّية دعمها بقّوة للسلف المشترك‬
‫"‪ .‬فبدلً من النزعاج من الدعم الضعيف لفتراض مضى عليه زمن طويل‪ ,‬على القّل‪ ":‬دوماً‬
‫يكون أمر جّيد معرفة أننا في الطريق الصحيح " متابعا ً كلمه‪.‬‬
‫تلك اللقى ل ُتشير لّن سلف كونّي قد شّكل نموذج " شجرة حياة " بالنسبة لدينامّية تطورية‬
‫اولّية‪ .‬ول يمكن استنتاج بنية " شبكة حياة "‪ .‬يستمر النقاش حول شجرة ضد شبكة‪ ,‬يقول‬
‫‪ ":Theobald‬مثير للجدل حاليا ً في علم الحياء التطوري "‪ ,‬مع التحّفظ من تناول بعض‬
‫جوانبه‪ ,‬من جهة أخرى‪.‬‬
‫ي مظهر امكنه المتلك؟ ‪-‬‬ ‫واحد من السئلة الكبرى المتبقية‪ :‬متى عاش هذا السلف المشترك‪ ,‬وأ ّ‬
‫قضية تحتاج شيء أكثر من نموذج احصائي ل ‪ Theobald‬لجل حّله‪ .‬يشير ‪ Theobald‬ايضاً‬
‫لّن دعم سلف مشترك كونّي ل ينفي الفكرة القائلة بأن الحياة قد ظهرت بشكل مستقل بأكثر من‬
‫مرة واحدة‪ .‬من هنا‪ ,‬السللت المختلفة التي ظهرت‪ ,‬مع هذا‪ ,‬قد انقرضت أو للن تكون قيد‬
‫الكتشاف‪.‬‬
‫يشير ‪ Penny‬لّن‪ :‬البحث سيطوي واحدة من الزوايا المظلمة‪ ,‬المتعلقة ببدايات التطور‪ ,‬ولو اّن‬
‫" العلماء ل يصلون لحالة الرضا أبداً "‪ُ .‬يؤمل بأن يحاول الباحثون الوصول الى حالة أسبق‬
‫بكثير‪ ,‬قبل التوصل الى ال ‪ , DNA‬وتقييم المراحل الولى للتطور خلل أيام ال ‪.RNA‬‬
‫يقول ‪ :Penny‬على مستوى أكثر عمقًا‪ ,‬المقال ل ينبغي تسجيله لنهاية تقييم الفرضيات المتعلقة‬
‫بالسلف المشترك‪ .‬فعوضاً عن هذا‪ ,‬يتوجب التفكير بأنه " لم نفكر للن بكل الفرضيات الممكنة "‪,‬‬
‫ل‪ ":‬لكن ما يتوجب علينا عدم تجاهله‪ ,‬هو توصلنا لمقاربة جديدة‪ ,‬لم يتم التفكير بها‬‫يتابع قائ ً‬
‫سابقا ً "‪.‬‬

‫الصل النكليزي‬
http://www.scientificamerican.com/article.cfm?id=universal-common-
ancestor
‫التطور الُموّجْه‬

‫ترجمه من النكليزية الى السبانية‪Osccar :‬‬

‫إّن تسريع تطور البروتينات في المختبر‪ ,‬يمكنه أن يؤدي لنتاج جزيئات مفيدة‪ ,‬ل يمكن للطبيعة‬
‫توليدها أبدًأ‪.‬‬

‫ففي الطبيعة‪ ,‬يحدث التطور بمضي زمن طويل‪ :‬تراكم بطيء تدريجي من التكيفات‪ ,‬يقوم بانتاج‬
‫خاصيات جديدة وانواع حّية‪ .‬لكن ايضا ً يمكن تحقيق التطور بمدى زمني قصير وبسرعة اكبر في‬
‫المختبر‪.‬‬

‫تسمى هذه الصيغة للتطور " بالتطور الُموّجْه "‪ ,‬ويعتمده العلماء لنتاج بروتينات ل ُتعطيها‬
‫الطبيعه – كمثال‪ ,‬ادوية لجل السرطان‪ ,‬انزيمات جديدة ُتساهم بتحويل المخلفات الزراعية الى‬
‫وقود‪ ,‬أو عناصر لجل الحصول على صور عبر الرنين المغناطيسي‪.‬‬

‫تكون اغلبّية ُبنى البروتينات معقدة‪ ,‬بحيث من المستحيل تقريبا ً التنبؤ بمدى تأثير تغيير في بنيتها‬
‫على وظائفها‪ .‬يقول ‪ Dane Wittrup‬البروفيسور في معهد ماسوشيتس التكنولوجي ‪MIT‬‬
‫للهندسة الكيميائية والبيولوجية‪ ,‬الذي يستخدم التطور الموجه لكتشاف اجسام مضادة جديدة‬
‫للخليا السرطانية‪ :‬تكون الصيغة الرئيسية لظهور بروتينات جديدة بخصائص مرغوبة‪ ,‬عن‬
‫ل‪ُ ":‬تنتج تلك الختبارات غالبُا‪ ,‬بروتينات لم يكن‬ ‫طريق التجربة والخطأ للتطور الموجه‪ .‬يتابع قائ ً‬
‫صل لها الباحثين ذاتهم‪ ,‬انه كما لو يكن عيد صباح كل يوم جديد "‪.‬‬ ‫قد تو ّ‬

‫على سبيل المثال‪ ,‬نقول بأنك ترغب بخلق جسم مضاد سيرتبط ببروتين محّدد‪ ,‬موجود في خليا‬
‫سرطانية‪ .‬تبدأ مع انبوب اختبار مليء بمليين خليا الخميرة‪ُ ,‬معالجة لجل التعبير عن تنوع‬
‫بالجسام المضادة لثدييات على سطحها‪ .‬لحقا ً تقوم باضافة جزيئات من نوع محدد اليها لتحصل‬
‫على البروتينات الجديدة التي ترغب بها‪ ,‬هكذا يمكن اخذ البروتينات التي تتحد مع هذا النوع من‬
‫الجزيئات‪.‬‬
‫لحقًا‪ُ ,‬خْذ البروتينات المتحدة بشكل افضل وقُْم بتحقيق طفرات فيها‪ ,‬مع المل بتوليد شيء افضل‪.‬‬
‫هذا يحصل بتعريض الخليا للشعة‪ ,‬أو اجبارها على نسخ حمضها النووي وفق صيغة مّيالة الى‬
‫الخطاء‪ .‬يتم انتقاء تلك البروتينات الجديدة بذات الطريقة‪ ,‬وكل مّرة‪ ,‬افضل العناصر ستكون‬
‫مستعملة لخلق المزيد من البروتينات‪ُ .‬يعّلق ‪ Wittrup‬قائ ً‬
‫ل‪ ":‬بالنهاية‪ ,‬لديك بروتينات‪ ,‬تتحد‬
‫بقّوة وبصيغة نوعّية "‪ " ,‬يتم تطبيق ذات القواعد في المختبر‪ ,‬التي تحصل في التطور الطبيعي‪,‬‬
‫لكننا نحن نحدد المعايير اللزمة للبقاء على قيد الحياة "‪.‬‬

‫ق ‪ Wittrup‬وزملؤه من فترة قريبة‪ ,‬جسم مضاد يقوم بالتحاد بقّوة مع خليا سرطانية ومع‬ ‫َخلَ َ‬
‫مركبات اشعاعية ُمستعملة في العلج الكيميائي‪ ,‬مما يسمح بتحقيق علج فّعال للسرطان بدّقة‪.‬‬

‫فهو اضافة لخرين في ‪ , MIT‬ومن ضمنهم ‪ Bruce Tidor‬استاذ الهندسة البيولوجية وعلم‬
‫الحاسوب‪ ,‬حاولوا ايضا ً تصميم بروتينات بصيغة اكثر دّقة‪ ,‬مستعملين لنماذج حاسوبّية لجل‬
‫التنبؤ بكيفية تأثير التغيرات بتسلسل بروتين ما على بنيته وعمله‪ .‬ففي العام ‪ ,2007‬انتجت‬
‫محاكاته بنجاح‪ ,‬لنوع جديد من الدواء المضاد للسرطان ‪ ,cetuximab‬والذي يتحد بهدفه بتآلف‬
‫قدره ‪ 10‬اضعاف اكثر من الصل‪ .‬مع ذلك‪ ,‬هذا الطريق ُمكلف للغاية‪ ,‬ويعمل فقط عندما يبدأ‬
‫الباحثون مع كميات كبيرة من المعلومات حول تفاعلت البروتين الذي يرغبون بتشكيله‪.‬‬
‫يقول ‪ ":Wittrup‬وفق صيغة محدودة‪ ,‬سنتمكن من عمل تصميم منطقي "‪ " ,‬خلل ‪ 50‬عام‪,‬‬
‫ربما الجميع يقوم بعمل هذا "‪.‬‬
‫الصل النكليزي‬

http://web.mit.edu/newsoffice/2010/explained-directed-evolution-
0513.html
‫هل تشّكل الببتيدات*‪ :‬مفتاح التطور الكيميائّي؟‬
‫ترجمه من النكليزية الى السبانية‪Nicolas Pérez :‬‬

‫وجد علماء عبر دراستين جديدتين محققتان في جامعة ‪ Emory‬بأّن الببتيدات البسيطة يمكن‬
‫تنظيمها في أغشية ثنائية الطبقة‪ .‬هذا الكتشاف يوحي بالعثور على " حلقة مفقودة " بين جرد‬
‫للمواد الكيميائية في الرض عند بداية ظهورها و الطار التنظيمي الساسي الضروري للحياة‪.‬‬

‫يقول ‪ Childers Seth‬طالب الدراسات العليا في الكيمياء‪ ":‬لقد اثبتنا بأنه بامكان الببتيدات‬
‫ل‪ ":‬ما يكون‬ ‫تشكيل نمط من الغشية الضرورية لخلق تنظيم على نطاق واسع "‪ ,‬ويتابع قائ ً‬
‫ممتعاً في المر أن تلك الغشية المكونة من الببتيدات‪ ,‬يمكنها امتلك القدرة على العمل بصيغ‬
‫معقدة‪ ,‬كواحد من البروتينات "‪.‬‬

‫النتيجة كانت منشورة حديثا ً في ‪Angwandte Chemie‬‬

‫في الدراسة الثانية‪ ,‬التقط الباحثين صور للبتيدات عندما تجّمعت في ُبنى سائلة كروية‪ ,‬فتشكلت‬
‫في اغشية ثنائية الطبقة‪ .‬هذه النتائج تّم نشرها من فترة قريبة في جريدة ‪the American‬‬
‫‪.Chemical Society‬‬

‫يقول زميل ما بعد الدكتوراه في علم العصاب ‪ Yan Liang‬بجامعة ‪ ":Emory‬لجل تشكيل‬
‫ل‪":‬‬‫نواة‪ ,‬هذه النواة ستتحول الى رقائق لجل النمو‪ ,‬الببتيدات أولً تصّد الماء "‪ .‬يتابع كلمه‪ ,‬قائ ً‬
‫بعد تشكيل الببتيدات للرقائق‪ ,‬سيكون بامكاننا رؤية كيفية تجمّعها اعتباراً من الطراف الخارجّية‬
‫"‪.‬‬

‫فاضافة لتوفير معلومات حول اصل الحياة‪ ,‬يمكن للنتائج أن تسّلط الضوء على البروتينات‬
‫المتصلة بمرض الزهايمر‪ ,‬السكري من النوع ‪ ,2‬وعشرات المراض الخطيرة الخرى‪.‬‬

‫المختص بالكيمياء والمساعد في تحقيق كل الدراستين ‪ David Lynn‬يقول‪ ":‬هذا يشّكل عوناً‬
‫هائلً على فهمنا للتجمعات البنيوية الكبيرة للجزيئات "‪ .‬يتابع قوله‪ ":‬اثبتنا بأّن الببتيدات‬
‫تستطيع النتظام كاغشية ثنائية الطبقة‪ ,‬ولقد حصلنا على أول صورة في زمن حقيقي لعملية‬
‫تشكيل ذاتي‪ .‬في الواقع يمكننا في زمن حقيقي رؤية كيفية خلق هذه الليات المتناهية في‬
‫الصغر** لنفسها ذاتها "‪.‬‬
‫القدرة على تنظيم العناصر باقسامها وفي سطوحها‪ ,‬تشّكل القاعده في علم الحياء‪ .‬من الدهون‬
‫الفوسفورية ثنائية الطبقة للغشية الخليوية‪ ,‬إلى حلزونات ‪ DNA‬المليئة بالمعلومة‪ ,‬المصفوفات‬
‫التي تشّكل ذاتها تحّدد فن عمارة الحياة‪.‬‬

‫لكن حتى لو كانت تشّكل الدهون الفوسفورية وال ‪ ,DNA‬جزيئات معقدة‪ ,‬فالببتيدات تكون‬
‫متشكلة من حموض امينية بسيطة متوافقة بذلك مع البروتينات‪ .‬أثبتت تجربة ‪Miller-‬‬
‫‪ ***Urey‬في العام ‪ ,1953‬بأّن الحماض المينية قد أمكن وجودها في الرض المبكرة‪ ,‬فاتحاً‬
‫الباب لمحاولة الستفهام‪ :‬فيما لو أّن الببتيدات قد امكنها تشكيل نظام جزيئي متفوق }‬
‫‪ Supramolecular‬بالنكليزية {‪.‬‬

‫لجل دراسة كيفّية تنظيم البنية المجوفة والنبوبّية للببتيدات‪ ,‬استخدم الباحثون مناهج متخصصة‬
‫في الرنين المغناطيسي النووي } ‪ ****{ RMN‬في الحالة الصلبة‪ ,‬تّم تطويرها بجامعة‬
‫‪ Emory‬خلل العقدالخير‪ .‬حّددوا طرف بسلسل الببتيدات مع لصيقة من ‪ ,RMN‬بعدئذ‪,‬‬
‫سمحوا لها بالتجّمع لرؤية فيما لو‬
‫اّن الطراف قد تفاعلت‪ .‬كانت النتيجة عبارة عن غشاء ثنائي الطبقة‪ ,‬بوجه داخلي ووجه خارجي‪,‬‬
‫وطبقة اضافّية داخلّية للتمّثل وظائفيًا‪.‬‬
‫قال ‪ ":Childers‬اغشية الببتيدات تحقق تعقيد الغشية الخليوية عبر نظام محلي للنزيمات "‪,‬‬
‫ل‪ ":‬نفهم الن بأن اغشية الببتيدات تنتظم بمستوى محلي كالبروتين‪ ,‬نرغب‬ ‫تابع كلمه‪ ,‬قائ ً‬
‫بالبحث حول امكانية عملهم كبروتين "‪.‬‬
‫يكون الهدف هو توجيه الجزيئات لتعمل كمحفزات وخلق ُبنى أكثر تعقيدًا‪ .‬يقول ‪": Childers‬‬
‫ل‪ ":‬كيف يمكننا أخذ ذرات وتصنيع‬ ‫يسرنا فهم كيفية بناء شيء اعتباراً من الصفر "‪ ,‬يتابع قائ ً‬
‫جزيئات؟‪ ,‬كيف يمكننا امتلك جزيئات يمكنها اللتصاق } التجّمع { لخلق آليات متناهية في الصغر‬
‫تقوم بانجاز مهام نوعّية؟‬

‫هوامش‬

‫ضِميد )بالنجليزية‪ (Peptide :‬هو سلسلة أحماض أمينية‪ .‬الرابطة الببتيدية هي‬
‫* الببتيد أو الَه ْ‬
‫رابطة كيميائية تنشأ بين الحماض المينية لتكوين البروتينات المختلفة وهي من الروابط القوية‬
‫في البناء البروتيني‪.‬‬

‫العديد من البروتينات تشكل النزيمات َأو وحدات بروتينية تدخل في تركيب النزيما ِ‬
‫ت‪ .‬كما يقوم‬
‫البروتين بأدوار أخرى هيكليِة َأو ميكانيكيِة‪ ،‬مثل تشكيل الدعامات والمفاصل ضمن الهيكل‬
‫الخلوي‪ .‬تلعب البروتينات مهام حيوية أخرى فهي عضو مهم في الستجابة المناعية وفي تخزين‬
‫ونقل الجزيئات الحيوية كما تشكل مصدرا للحموض المينية بالنسبة للكائنات التي ل تستطيع‬
‫تشكيل هذه الحموض المينية بنفسها‪.‬‬

‫الحماض المينيه هي "لبنات البناء" الرئيسية لبناء البروتين والببتيد في الجسم‪ .‬يمكن‬
‫ملحظتها بسهولة بعد هضم البروتين‪ .‬ثمانيه أساسية مهمة جدا )ل يمكن للجسم البشري أن‬
‫يصنعها بنفسه( والباقي غير أساسية )يمكن صنعها داخل الجسم البشري‪ ،‬بشرط التغذية‬
‫السليمة(‪ .‬بالرغم من قدرة الجسم على تصنيع الحماض غير الساسية‪ ،‬إل أنه وفي بعض‬
‫الحيان يتوجب أخذ مكملت للحماض غير الساسية لضمان توفر الكميه المثلى في الجسم‪.‬‬
‫البعض يضيف قسما ثالثا هو شبه‪-‬أساسية‪ ،‬حيث يقوم الجسم بتصنيع هذه الحماض ولكن‬
‫بكميات محدودة‪.‬‬

‫يتكون كل حمض أميني من ذرة كربون مركزية تسمي " الفا كربون " يتصل بها ‪:‬‬

‫مجموعة هيدروكسيل ‪COOH‬‬


‫مجموعة امينو ‪NH2‬‬
‫ذرة هيدروجين ‪H‬‬
‫سلسلة اللكيل ‪ R‬و تختلف بإختلف كل حمض ‪ ,‬مفرقة بين الحماض و محددة لخواصها و‬
‫تصنيفها‬
‫وتنشأ الرابطة الببتيدية من اتحاد حمضين أمينيين بكل من ‪ NH2‬للحمض الول مع ‪COOH‬‬
‫للحمض الثاني و يتم نزع جزئ ماء نتيجة التحاد مكونا ً رابطة ببتيدية ‪ .. C(=O)NH‬و يعتبر‬
‫هذا التفاعل نازعا للماء ‪dehydration reaction‬‬

‫و بتكرار ذلك التفاعل بإضافة العديد من مختلف الحماض المينية ‪ ,‬تتكون سلسة من الحماض‬
‫المينية تربطها الروابط الببتيدية ‪ ...‬و هذا هو البناء الولي و التركيب البدائي للبروتين‬

‫يتم كسر الرابطة عن طريق إضافة الماء باعثة حرارة ‪ ...‬اما في داخل الكائنات الحية فتحتاج هذة‬
‫المسألة إلى إنزيمات هاضمة توجد في الجهاز الهضمي ‪ ..‬كل إنزيم متخصص في كسر روابط‬
‫معينة في السلسلة ‪.‬‬

‫** التقانة النانوية )بالنجليزية‪ (Nanotechnology :‬أو تقانة الصغائر هي دراسة ابتكار‬
‫تقنيات ووسائل جديدة تقاس أبعادها بالنانومتر وهو جزء من اللف من الميكرومتر أي جزء من‬
‫المليون من الميليمتر‪ .‬عادة تتعامل التقانة النانوية مع قياسات بين ‪ 0.1‬إلى ‪ 100‬نانومتر أي‬
‫تتعامل مع تجمعات ذرية تتراوح بين خمس ذرات إلى ألف ذرة‪ .‬وهي أبعاد أقل كثيرا من أبعاد‬
‫البكتيريا والخلية الحية‪ .‬ولكنها حتى الن ل تختص بعلم الحياء بل تهتم بخواص المواد‪.‬‬

‫و هذا التحديد بالقياس يقابله اتساع في طبيعة المواد المستخدمة‪ .‬فالتقانة النانوية تتعامل مع أي‬
‫ظواهر أو بنايات على المستوى النانوي الصغير‪ .‬مثل هذه الظواهر النانوية يمكن أن تتضمن‬
‫تقييد كمومي ‪ quantum confinement‬التي تؤدي إلى ظواهر كهرومغناطيسية وبصرية‬
‫جديدة للمادة التي يبلغ حجمها بين بين حجم الجزيئ وحجم المادة الصلبة المرئي‪ .‬تتضمن‬
‫الظواهر النانوية أيضا تأثير جيبس‪-‬تومسون ‪ -‬وهو انخفاض درجة انصهار مادة ما عندما يصبح‬
‫قياسها نانويا‪ ،‬اما عن البنايات النانوية فأهمها النابيب النانوية الكربونية‪.‬‬

‫يستخدم بعض الكتاب الصحفيين أحيانا مصطلح )تقنية الصغائر للتعبير عن النانونية( رغم عدم‬
‫دقته‪ ،‬فهو ل يحدد مجاله في التقانة النانوية أو الميكرونية إضافة إلى التباس كلمة صغائر مع‬
‫جسيم أو الدقائق ‪.Particles‬‬

‫العلوم النانوية والتقنية النانوية إحدى مجالت علوم المواد واتصالت هذه العلوم مع الفيزياء‪،‬‬
‫الهندسة الميكانيكية والهندسة الحيوية والهندسة الكيميائية تشكل تفرعات واختصاصات فرعية‬
‫متعددة ضمن هذه العلوم وجميعها يتعلق ببحث خواص المادة على هذا المستوى الصغير‪.‬‬

‫وكما جاء في مقال في جريدة )الحياة اللندنية( للكاتب )أحمد مغربي( تعّرف التقنية النانوية بأنها‬
‫تطبيق علمي يتولى إنتاج الشياء عبر تجميعها على المستوي الصغير من مكوناتها الساسية‪،‬‬
‫مثل ذرة والجزيئات‪ .‬وما دامت كل المواد المكونة من ذرات مرتصفة وفق تركيب معين‪ ،‬فإننا‬
‫نستطيع أن نستبدل ذرة عنصر ونرصف بدلها ذرة لعنصر آخر‪ ،‬وهكذا نستطيع صنع شيء جديد‬
‫ومن أي شيء تقريبا‪ .‬وأحيانا تفاجئنا تلك المواد بخصائص جديدة لم نكن نعرفها من قبل‪ ،‬مما‬
‫يفتح مجالت جديدة لستخدامها وتسخيرها لفائدة النسان‪ ،‬كما حدث قبل ذلك باكتشاف‬
‫الترانزيستور‪.‬‬

‫وتكمن صعوبة التقنية النانوية في مدى إمكانية السيطرة على الذرات بعد تجزئة الموادالمتكونة‬
‫منها‪ .‬فهي تحتاج بالتالي إلى أجهزة دقيقة جدا من جهة حجمها ومقاييسها وطرق رؤية الجزيئات‬
‫تحت الفحص‪ .‬كما أن صعوبة التوصل إلى قياس دقيق عند الوصول إلى مستوى الذرة يعد‬
‫صعوبة أخرى تواجه هذا العلم الجديد الناشئ‪.‬‬

‫*** تجربة ميلر‪-‬يوري )أو يوري‪-‬ميلر( هي إحدى التجارب التي تحاكي الشروط الفتراضية‬
‫التي وجدت على الرض المبكرة ‪ early Earth‬ويتم فحصها للتحقق من حصول التطور‬
‫الكيميائي ‪ .chemical evolution‬تحاول الفرضية بكل أساسي اختبار فرضية اوبارين وهالدان‬
‫بأن شروط الرض البدئية هي التي اعطت الفضلية للتفاعلت الكيميائية التي أدت لتخليق‬
‫المركبات العضوية من السوابق اللعضوية‪ .‬تعتبر هذه التجربة إحدى التجارب الكلسيكية‬
‫الساسية في دراسة أصل الحياة‪ ،‬أجريت في عام ‪ 1953‬من قبل ميلر وهارولد سي‪ .‬يوري في‬
‫جامعة شيكاغو‪.‬‬

‫**** الرنين النووي المغناطيسي ‪ Nuclear magnetic resonance‬أو اختصارا )إن‪.‬إم‪.‬آر‬


‫‪ (NMR‬هي إحدى الظواهر الفيزيائية التي تعتمد على الخواص المغناطيسية الميكانيكية‬
‫الكمومية لنواة الذرة‪ .‬الرنين النووي المغناطيسي أيضا يستخدم للدللة على مجموعة منهجيات‬
‫وتقنيات علمية تستخدم هذه الظاهرة لدراسة الجزيئات من بنية وتشكيل فراغي‪.‬‬

‫تعتد الظاهرة أساسا على ان جميع النوى الذرية التي تملك عددا فرديا من البروتونات أو‬
‫النيوترونات يكون لها عزم مغناطيسي أصلي ‪ intrinsic‬وعزم زاوي ‪angular‬‬
‫‪ .momentum‬أكثر النوى التي تستخدم في هذه التقنيات هي هيدروجين‪ 1-‬أكثر نظائر‬
‫الهدروجين توافرا في الطبيعة إضافة إلى نظائرالكربون‪ 13-‬نظير الكربون الطبيعي‪ .‬نظائر‬
‫عناصر أخرى يمكن أن تستخدم لكن استخداماتها تبقى أقل‪.‬‬

‫الهوامش منقولة ‪ُ /‬يرجى التدقيق‬

‫الصل النكليزي‬

‫‪http://www.scientificblogging.com/news_articles/peptides_key_chemic‬‬
‫‪al_evolution‬‬
‫ي }‪ :{1‬تطور القمح‬
‫الُبستان التطور ّ‬
‫إن ما يجمع‪ :‬المعجنات‪ ,‬كثير من الحلويات‪ ,‬انواع الخبز المختلفة‪... ,‬الخ‪ ,‬مادة سحرّية هي طحين‬
‫القمح‪ .‬من هنا تأتي ضرورة دراسة تطور هذه النبتة المتواضعه المسماة‪ :‬قمح‪.‬‬

‫سلف متواضع وشبكّي‬

‫ينتمي القمح الزراعي بشكل خاص الى نوع ‪ , Triticum aestivum L‬ذو الصل الحديث‬
‫نسبيًا‪ ,‬حيث ُيبرز تنوعا ً وتتم زراعته على نطاق واسع‪ ,‬بكل ارجاء العالم‪ .‬يكون القمح‪ ,‬مثل‬
‫الذرة‪ ,‬الرز‪ ,‬الشعير‪... ,‬الخ‪ .‬نبتة تنتمي الى عائلة النجيلّيات‪ ,‬ذات دورة حياة سنوّية وتقوم بانتاج‬
‫البذور‪ .‬لكن‪ ,‬لماذا تكون ذات أهمّية كبيرة من وجهة نظر تطورّية؟‬

‫حسنًا‪ ,‬يتوجب البحث عن لغز هذه النبتة في جينومها‪ .‬حيث تقوم كلمة واحدة بوصف طبيعتها‪,‬‬
‫هي‪ .Alopoliploide :‬ل ُتصاب الذعر!! تعرف المؤسسة العلمية جيداً ما تقول‪ ,‬فهذه الكلمة او‬
‫الُمصطلح تعني حرفيا ً " مجموعات الصبغيات )‪ ploidí-‬المتعددة )‪ (-poli-‬والغيرّية )‪(-alo‬‬
‫" ‪ ,‬أو بكلمات اخرى‪ ,‬هي عبارة عن نبتة تمتلك جينوما ً مشكلً من جينومات عديدة مختلفة‪ .‬نعم‬
‫كما تسمع } كما تقرأ هنا باعتباره مكتوب ‪ ..‬فينيق {‪.‬‬
‫في هذه الحالة‪ ,‬يمتلك جينوم نوع ‪ Triticum aestivum‬حجم بقيمة ‪ 16000‬مليون زوج من‬
‫القواعد‪ .‬رقم ضخم‪ ,‬سيما اذا اخذنا بعين العتبار بان جينومنا نحن يمتلك فقط ‪ 3000‬مليون زوج‬
‫قواعد‪ ,‬مرتبة وفق ‪ 22‬زوج من الكروموزومات الجسدّية وزوج اضافي يحّدد الجنس‪ .‬من جانبه‪,‬‬
‫يتكّون جينوم نوع ‪ Triticum aestivum‬من ‪ 21‬زوج من الكروموزومات التي يمكن ان تكون‬
‫مصنفه وفق‪AABBDD :‬‬

‫جينوم قمحنا )‪ .(.Triticum aestivum L‬مصدر الصورة‪FAO :‬‬


‫اعتباراً من هنا يأتي ما هو ممتع فعليًّا‪ .‬لدينا في العلى رسما ً } فيه كل الكروموزومات المرتبة‬
‫وفق الحجم والتشكيل { لنوع ‪ , Triticum aestivum‬كما يمكننا ملحظة كل الجينوم المرّتب‬
‫في ثلث ُكتل‪ ,‬هي‪ A , B :‬و ‪.D‬‬
‫توافق الكتلة ‪ D‬لمجموعة الكروموزومات ‪ ,DD‬المعروفة جيدًا‪ .‬تشّكل تلك الكتلة من‬
‫الكروموزومات قسماً من جينوم القمح‪ ,‬وهي ذاتها جينوم كامل لنوع نباتّي آخر هو ‪Aegilops‬‬
‫‪ } tauschii‬كما تسمى ايضا ً ‪ } { Aegilops squarrosa‬المراجع ‪ 6 ,1‬و ‪ .{ 9‬وهي عبارة‬
‫عن عشبة تنمو بشكل بّري بصيغة دغلّية من اصل شرق متوسطي } مراجع ‪.{ 13‬‬

‫سنابل نوع قمح ‪ .Aegilops tauschii, Coss‬مصدر الصورة‪Universidad de :‬‬


‫‪.Kansas‬‬

‫من جانبهما‪ ,‬تشكل كتلتي كروموزومات ‪ A‬و ‪ B‬مجموعة الكروموزومات ‪ , AABB‬التي‬


‫بدورها تشّكل عمليا ً جينوم نوع نباتّي آخر‪ ,‬هو ‪ } Triticum turgidum‬مراجع ‪ ,{ 10‬نجيلّية‬
‫اخرى من اصل شرق متوسطّي‪ ,‬حيث تتم زراعة بعض انواعها للن في تلك المنطقة من العالم‬
‫} مراجع ‪.{ 13‬‬
‫هكذا وبناء على تلك المعطيات‪ ,‬يكون نوع ‪ Triticum aestivum‬في الواقع عبارة عن نوع‬
‫متشّكل من اندماج جيني وراثي لنوعين نباتيين ‪ Aegilops tauschii‬و ‪Triticum‬‬
‫صلن } ُيعطيان الصل‬ ‫‪turgidum‬كنوع دغلّي ونوع " من القمح البّري "‪ ,‬اللذان باتحادهما يؤ ّ‬
‫{ بدورهما لنوع جديد بشكل كامل من القمح‪.‬‬

‫مع ذلك‪ ,‬للن لم تنتهي القضّية‪ ,‬فكما رأيتم‪ ,‬يتحّدد جينوم نوع ‪ Triticum turgidum‬بكتلتين‬
‫‪ ,AABB‬لكن لماذا؟ حسنًا‪ ,‬لقد اثبت العلماء عبر ابحاثهم بأننا بمواجهة جينومان أكثر‪ .‬فمن‬
‫جانب لدينا مجموعة كروموزومات ‪ AA‬التي تنتمي للعشبة البرّية المسماة علميًا‪Triticum :‬‬
‫‪ ,urartu‬من اقارب " القمح "‪ " ,‬النشويات " وغيرها } مراجع ‪ 6‬و ‪.{ 8‬‬
‫ي البّري )‪ .(.Triticum urartu L‬الى اليمين سنابل نوع >>‬
‫الى اليسار سنابل نوع النشو ّ‬
‫‪ .goatgrass>> Aegilops speltoides Á. Löve‬مصدر الصورة‪Wikipedia :‬‬
‫‪Commons‬‬

‫من جانب آخر‪ ,‬تكون مجموعة كروموزومات ‪ BB‬موضع جدل‪ .‬حيث يوجد صعوبات بتحديد‬
‫صل بعض الباحثين لتصنيفه بنطاق مجموعة نباتية‬ ‫النوع الملموس الذي ينتمي له جينوم ‪ ,BB‬تو ّ‬
‫تسمى " جماعة ‪ Aegilops‬شعبة ‪ ," sitopsis‬والتي انتشرت على الصعيد العالمي عبر‬
‫تشكيلة متنوعة جداً } مراجع ‪ 2‬و ‪ .{ 8‬ولم يطل المقام‪ ,‬الى ان تظهر دراسات جزيئية حديثة‪:‬‬
‫ُتشير لتحّدر مجموعة الكروموزومات ‪ BB‬من نوع محدد من تلك الجماعة النباتّية‪ ,‬هو‬
‫‪ :Aegilops speltoides‬عبارة عن نبتة متوطنة في جنوب شرق اوروبا وغرب آسيا } مراجع‬
‫‪5 ,2‬و ‪ .{ 6‬لكن القضية ل تنتهي هنا‪ ,‬يكون كثير الحتمال ان تلك النبتة ‪Aegilops‬‬
‫‪ : speltoides‬هي عبارة عن نوع قد أعطى الصل عبر ‪ alopoliploidía‬لنوع آخر من "‬
‫القمح البري " هو ‪ } Triticum araraticum‬مرجع ‪.{ 5‬‬

‫ي‪ ,‬فالرؤية الشعبية للجنس ‪ Aegilops‬أبعد ما تكون عن القمح‪ُ .‬يطلق‬ ‫ثّمة تناقض ظاهر ّ‬
‫بالنكليزية عليه اسم ‪ ,goatgrass‬والذي يعني حرفيا ً " عشبة الماعز " ‪ .‬حيث انها تمتلك فائدة‬
‫وحيدة‪ ,‬تتمّثل باستخدامها كمرعى للقطيع‪ .‬تّم التعّرف عليها بوصفها واحدة من آباء قمحنا‪.‬‬
‫أصل وتطور النواع المختلفة من القمح‪ .‬مصدر الصورة‪Ref. 8 :‬‬

‫بالتالي ذات الصيغة السالفة الذكر‪ ,‬فنوع ‪ Triticum turgidum‬بدوره نوع آخر يأتي جينومه‬
‫من اتحاد جينومين لنوعين مستقلين‪ ,‬يمكن ان ُيعثر عليهما كاعشاب برية كما اعشاب مزروعة‪,‬‬
‫والتي موطنها شرق المتوسط }مراجع ‪6‬و ‪.{ 10‬‬

‫التطور والتآلف اللذان اعطا الصل لقمحنا‪ .‬مصدر الصورة‪Max-Planck-Institute :‬‬

‫قواعد تعدد المجموعات الصبغّية‬

‫ربما ل يمكن تفادي السؤال‪ :‬كيف يمكن ان يحدث هذا؟ كمثال‪ ,‬نعرف بأننا لو نقم بتهجين حمار‬
‫وفرس سنحصل على بغلة‪ ,‬حيوان مصاب بالعقم كليًّا‪.‬‬
‫سس على واقع أّن في مجموعات نباتية كثيرة‪ :‬ل تخدم هذه الصيغة } وهذا ايضا سبب‬ ‫الحّل‪ ,‬يتأ ّ‬
‫صعوبة تصنيفات نباتية لجماعات نباتية ملموسة في كثير من الحيان {‪ .‬حيث انه في هذه الحالة‪,‬‬
‫يحدث التي‪:‬‬

‫اوًل‪ :‬تشكل النجيليات نباتات تمتلك تكاثر هجينّي بواسطة الرياح‪ ,‬حيث يكون غريبا ً أّن غبار طلع‬
‫لنوع يمكن ان يصل لزهور انثوية لنوع آخر‪.‬‬
‫ازهار نوع القمح )‪ .(.Triticum aestivum, L‬لحظوا تموضع السدية } السداة هي العضو‬
‫الذكري في الزهرة { التي تسهل نثر غبار الطلع بالرياح‪ .‬مصدر الصورة‪Botánica :‬‬
‫‪.Virtual‬‬

‫ثانيًا‪ :‬لسبب ما‪ ,‬تكون النباتات أكثر سلسة وراثيا ً جينيا ً من الحيوانات‪ ,‬بصيغة ُتمّكنها من اعطاء‬
‫ظواهر متعددة المجموعات الصبغية وحتى لتعدد مجموعات صبغية بين انواع مختلفة‪.‬حيث نرى‬
‫بأن ‪ 30‬نوع ُمكتشف بين جنسي ‪ Triticum‬و ‪:Aegilops‬يكون ‪ %75‬منها على القل‬
‫معروفة بكونها ‪ } alotetraploides‬ناتجة عن اتحاد نوعين { أو ‪ } alohexaploides‬ناتجة‬
‫عن اتحاد ‪ 3‬انواع {‪ } .‬مراجع ‪.{ 6‬‬
‫ثالثًا‪ :‬ل تكون تلك النباتات‪ :‬هجائن بسيطة‪ ,‬فالهجين الصرف‪ :‬يجب ان يمتلك نصف جينوم من‬
‫نوع ونصف آخر من نوع آخر‪ ,‬وكما من المعتاد حصوله في الحيوانات‪ ,‬إما تكون ُمصابة بالعقم‬
‫أو تمتلك خصوبة تالفة‪ .‬تكون هذه الحالة مختلفة‪ ,‬هي ظواهر تعّدد للمجموعات الصبغية‬
‫} تتضاعف المادة الوراثية لحد تلك الهجائن {‪ ,‬وبهذا نمتلك جينومات كاملة وظيفّية لنواع‬
‫محددة‪ .‬حيث يمتلك الفراد الناتجين بالعموم‪ :‬اكبر قدر من الخصوبة والقوة الفيزيائية‪.‬‬
‫في الواقع‪ ,‬يمكن ان تكون ظاهرة تعدد المجموعات الصبغية الغيرّية عامة بصيغة أكبر مما هو‬
‫ُمنتظر‪ ,‬وقادرة على المساهمة في نشوء سريع للنواع بين النباتات } مراجع ‪ 11,6,3‬و ‪{ 12‬‬
‫وهذا يتسبب بتغيرات هامة في تنظيم ونشاط المادة الوراثية } مراجع ‪ 6‬و ‪ .{ 11‬بكلمات اخرى‪,‬‬
‫تشّكل قّوة فّعالة محّركة للتطور‪.‬‬
‫ل تكون قواعد تعدد المجموعات الصبغية صعبة على الفهم‪ .‬ففي الجدول التالي يتم توضيحها‬
‫بشكل جيد‪:‬‬
‫جدول يلخص تعدد المجموعات الصبغية‪ .‬مصدر الصورة‪PNAS :‬‬

‫لنفترض وجود نوعين‪ ,‬نوع ‪ A‬ونوع ‪ . B‬كلهما متعدد الصبغيات‪ ,‬ما يعني‪ ,‬يمتلك كل واحد‬
‫منهما مجموعه مضاعفة من كروموزومات )‪ (2n‬في داخل خلياه‪ ,‬والذي يكون في النوع ‪A‬‬
‫هو‪ ,AA :‬وفي النوع ‪ B‬سيكون‪ . BB :‬خلل التكاثر الجنسي‪ُ ,‬ينتج خليا متخصصة لجل‬
‫التناسب مع مجموعة وحيدة من الكروموزومات )‪ (n‬لكل واحدة منها‪ ,‬تستقبل تلك الخليا اسم‬
‫المشاج } عند البشر هم البويضات والحيوانات المنوية {‪ ,‬بهذا يمتلك النوع ‪ A‬امشاج ‪ A‬والنوع‬
‫‪ B‬امشاج ‪. B‬‬
‫ففي اللقاح العادي‪ ,‬بين اعضاء من ذات النوع‪ ,‬يتحد مشيج ذكري )‪ (n‬مع مشيج انثوي )‪:(n‬‬
‫ُمعطيا ً لقحة )‪ .(2n‬لكن خلل عملية تهجين‪ ,‬ما يحصل هو اتحاد مشيج نوع )‪ (A‬مع مشيج نوع‬
‫آخر )‪ (B‬ما يؤدي لظهور لقحة هجينة تمتلك مجموعة وحيدة من الكروموزومات لكل نوع )‬
‫‪.(AB‬‬
‫تلك الهجائن عند الحيوانات‪ :‬من النادر ان يكون لها مستقبل‪ .‬لكن عند النباتات‪ ,‬يكون عاماً‬
‫بلوغها عمر التكاثر‪ ,‬على الرغم من ان اغلبية المرات ستكون مصابة بالعقم‪ ,‬او تقريبا ً مصابة‬
‫به‪ .‬مع هذا‪ ,‬يمكننا الن اللتفات الى ظاهرة معتادة في الطبيعة‪ :‬هي الطفرات‪ .‬لكن بحالتنا ل يتم‬
‫ي طفرة‪ ,‬بل الحديث عن الطفرة‪ :‬اللة الجينية الوراثية الكثر بهيمّية التي يمكن‬ ‫الحديث عن أ ّ‬
‫تخيلها‪ .‬تضاعف كلّي وشامل للمادة الوراثية‪ .‬يمكن ان تحدث عبر التلوث الكيميائي بمركبات مثل‬
‫‪ ,colchicina‬في اخطاء خلل نشوء انفصال الكروموزومات في النقسام الختزالّي ‪,meiosis‬‬
‫أو بسبب ثغرات في النقسام الخليوي‪ .‬النتيجة ستكون امشاج بترتيب جيني ‪ 2n‬أو في حالة‬
‫الهجائن‪ ,‬مع ترتيب جيني ‪.AB‬‬
‫صل هذا لمتعدد المجموعه الصبغية؟ حسنًا‪ ,‬تقتضي الخطوة التالية واحدة من "‬ ‫كيف يؤ ّ‬
‫اللترجيحات الكونّية "‪ ,‬تستلزم حادث تخصيب بين امشاج ثنائية المجموعة الصبغية‪ .‬فهكذا‬
‫مشيج ثنائي )‪ (2n‬زائد مشيج ثنائي آخر )‪ (2n‬سيعطي المجال لظهور لقحة متعددة المجموعات‬
‫الصبغية )‪ .(4n‬في حالة الهجائن‪ ,‬ستكون النتيجة عبارة عن كائن‪,AB + AB = AABB :‬‬
‫صل لهم‪ ,‬من المعتاد ان يكونوا انواع فّعالة وذات خصوبة‬ ‫وهؤلء الفراد بعكس الهجين الذي ا ّ‬
‫جّيدة‪ .‬بكلمات اخرى‪ ,‬انواع كاملة‪ ,‬جديدة‪ ,‬حّرة ومستقلة‪.‬‬
‫لهذا‪ ,‬قمحنا ل يكون سوى احد المثلة الكثر وضوحا ً عن التطور‪ ,‬الذي يمكننا العثور عليه‪,‬‬
‫متضمنا بدوره لتغيرات مورفولوجية ووراثية هامة‪ .‬من جانب آخر‪ ,‬علىا لرغم من كون نموذج‬
‫نشوء انواعه غير مألوف كليّا ً في المملكة الحيوانية‪ ,‬فإّن تعدد المجموعات الصبغية يشّكل ظاهرة‬
‫عادية في المملكة النباتّية‪.‬‬
‫علم الوراثة والتدجين‬
‫أين ومتى تّم اعطاء الصل لقمحنا ‪Triticum aestivum‬؟ على الرغم من ان المر للن‬
‫موضع جدل‪ ,‬إل أّن كثير من الباحثين‪ :‬يتفقون على ان هذا قد حدث في منطقة شرق المتوسط‪,‬‬
‫وقد حصل منذ ‪ 11000‬عام حيث حصلت موجات ذوبان جليدية بآخر عصر الجليد‪ ,‬عندها‬
‫انتشرت انواع مختلفة من البقول البرية لتصل الى منطقة الهلل الخصيب ‪Creciente Fértil‬‬
‫} المنطقة الممتدة بوقتنا الحالي لتشمل‪ :‬فلسطين‪ ,‬الردن‪ ,‬لبنان‪ ,‬الجمهورية السورية‪ ,‬العراق { ‪.‬‬
‫} مراجع ‪ 7‬و ‪ .{ 9‬استقرت بهذه المنطقة عدة انواع من القمح البري )‪Triticum‬‬
‫‪monococcum, T. urartu, T. boeoticum, T. dicoccoides, Aegilops‬‬
‫‪ ,(tauschii‬من الشعير البري )‪ (Hordeum spontaneum‬ومن الشوفان البري )‪Secale‬‬
‫‪ } .(vavilovii‬مراجع ‪.{ 10‬‬
‫منطقة الهلل الخصيب ‪ .‬مصدر الصورة‪Wikipedia Commons :‬‬

‫ي‪ :‬كان التحّول من مجتمعات التقاط الثمار والصيد المتنقلة‪ ,‬الى‬


‫احد اهم خيوط التاريخ البشر ّ‬
‫جماعات مستقرة متخصصة بالزراعة‪ .‬ففي غرب آسيا‪ُ ,‬يسّجل تحول كهذا عبر ثلث انواع من‬
‫النجيليات البرية‪ ,‬والتي ُيعتبر النسان من وقتها المتسبب بنهبها المستمر‪ :‬نوع من القمح البري‬
‫‪ ,la escanda‬القمح والشعير‪ } .‬مراجع ‪.{ 14‬‬
‫تسجل كثير من الدراسات الجينية‪ :‬بأّن اصل بذرة تدجين تلك النباتات‪ ,‬اتت من منطقة دياربكر‬
‫الواقعة بجنوب شرق تركيا الحالية‪ .‬من هنا انطلقت بداية زراعة " القمح البري الصغر " زهز‬
‫عبارة عن نوع قمح )‪ (Triticum monococcum‬ذو جينوم نموذج ‪ AA‬ومن اقارب نوع‬
‫‪ ,Triticum urartu‬السلف لقمحنا الحالي‪ .‬كما ان تلك المنطقة عرفت البذرة المزروعة من‬
‫ي‬
‫القمح نوع ‪ T. turgidum ssp. Dicoccoides‬المعروف بيومنا هذا تحت اسم " النشو ّ‬
‫ي "‪ } .‬مراجع ‪.{ 14‬‬
‫البر ّ‬
‫سنابل نوع القمح البري الصغر )‪ .(Triticum monococcum‬في العلى سنبلة لنوع قمح‬
‫مزروع‪ .‬وفي السفل‪ ,‬سنبلة قمح بّري‪ .‬مصدر الصورة‪Orkney College :‬‬

‫وُتعتبر فلسطين من اوائل الماكن التي استعمل فيها القمح‪ ,‬حيث يمكننا الحديث عن باقي "‬
‫النشويات البرية "‪ ,‬مثل‪ُ } Triticum turgidum ssp. Dicoccoides :‬تعتبر في زمن آخر‬
‫كنوع مستقل هو ‪ { Triticum dicoccoides‬كسلف ُمباشر } او مباشر تقريبيا ً { لقمحنا‬
‫الراهن‪ .‬على الرغم من ان الستعمال ل يعني التدجين‪ ,‬فإّن اوائل الطبقات التي ظهرت فيها تلك‬
‫النواع تعود الى ‪ 19000‬قبل الميلد‪ .‬فكما قلنا‪ ,‬بمجرد تّم تكييفها للزراعة‪ ,‬اعطت المجال لولدة‬
‫الزراعة } مراجع ‪ .{ 8‬يظهر تدجين هذا النوع في مناطق الهلل الخصيب‪ ,‬اعتباراً من القرن‬
‫الحادي عشر قبل الميلد‪ ,‬بينما ظهورها البّري يعود الى ‪ 13000‬عام قبل الميلد في الجنوب‬
‫الشرقي لتركيا الحالية‪ } .‬مراجع ‪{ 9‬‬

‫مقارنة بين النوع الخشن الى يسار الصورة ‪ Triticum turgidum ssp. durum‬ونوع‬
‫قمحنا الحديث ‪ .Triticum aestivum‬مصدر الصورة‪Wikipedia Commons :‬‬

‫لقد رأينا للن بأّن الظاهرة البرز لفهم تطور قمحنا‪ ,‬كانت‪ :‬تعددية المجموعات الصبغّية‬
‫‪ ,poliploidía‬مع ذلك‪ُ ,‬يعتبر التدجين ايضا ً قد لعب ورقة هامة‪.‬‬
‫ي عبارة عن نبات ذو بذور صغيرة الحجم‪ ,‬ويكون‬ ‫ي البر ّ‬
‫فبخلف قمحنا الحديث‪ ,‬يكون النشو ّ‬
‫انتاجها بكميات قليلة‪ ,‬اضافة لكونها محمية بواسطة قشرة‪ .‬ليس هذا فحسب‪ ,‬مثلما يكون كثير من‬
‫النجيليات فإّن نوع ‪ Triticum turgidum ssp. Dicoccoides‬عبارة عن نبات وسط نشره‬
‫شة "‪ ,‬بحيث تنكسر تلك‬ ‫الطبيعي الرياح والحيوانات‪ .‬لجل هذا يحتوي على سنابل متفتحة‪ " ,‬ه ّ‬
‫السنابل بسهولة‪ ,‬بمجرد نضوج البذور‪ :‬محررة سنيبلتها بصيغة فردّية‪ } .‬مراجع ‪{ 14‬‬
‫تشّكل تلك السنيبلت وحدة نشر هذا النبات‪ ,‬كوحدة تشكيل ازهار اساسية في النجيليات‪ ,‬ومن ثّم‪,‬‬
‫تستقبل البذرة‪ .‬هذا ل يحصل هكذا في قمحنا‪ ,‬في الواقع‪ ,‬سيكون عبارة عن مشكلة‪ .‬هل بامكانكم‬
‫تخّيل سنبلة " دون حبوب " وقت الحصاد؟ بالتالي‪ ,‬الكثر اهمية بالنسبة لنا هو سنبلة تحتفظ‬
‫ببذورها بكل لحظة‪.‬‬
‫مع ذلك‪ ,‬في الطبقات الكثر قدمًا‪ ,‬الموجودة في الجنوب الشرقي من تركيا الحالية وشمال سورية‬
‫شة‬‫الحالية‪ ,‬والتي تعود الى ‪ 10200‬عام‪ ,‬تنتمي كل البقايا الثرية عمليا ً لسنيبلت متفتحة‪ " ,‬ه ّ‬
‫"‪ .‬لكن الوضع قد تغّير‪ .‬ففي الطبقات التي تعود الى ‪ 7500‬عام‪ ,‬فنحن امام وضع فيه ‪ %30‬من‬
‫شة "‪ .‬وبمرور ‪ 1000‬عام‪ ,‬امتلك اكثر من‬ ‫السنيبلت من النوع الُمنغلق او الُمطبق‪ " ,‬الغير ه ّ‬
‫‪ %60‬من تلك السنيبلت خصائص كتلك‪ .‬السنبلة المنغلقة او المطبقة‪ :‬تلك التي تحتفظ بكامل‬
‫بذورها عند النضوج‪ ,‬فقد اضحت عمليا ً السمة الثابتة في القمح‪ } .‬مراجع ‪{ 15‬‬

‫ي )‪ (A‬وسنيبلة منها )‪ .(B‬تفاصيل‬


‫ي البر ّ‬
‫شة " { للنشو ّ‬
‫السنبلة الحديثة المنفتحة } او " اله ّ‬
‫لمقطع من ذات السنيبلة )‪ ,(C‬قمح مدّجن منغلق )‪ (D‬وتفصيل من عينة عشوائية لسنيبلة منه )‬
‫شة منفتحة‬
‫‪ .(E‬الرسم البيانّي )‪ (F‬يوضح تناوب عدد من الحفوريات ذات الصلة لنواع ه ّ‬
‫ولنواع منغلقة قاسية‪ .‬طبقات ‪ Aswad‬و ‪ Ramad‬تنتمي لماكن الشعير‪ .‬مصدر الصورة‪:‬‬
‫‪Ref. 15‬‬

‫في الوقت الذي عادت فيه السنابل منغلقة‪ ,‬ايضاً ميزات اخرى كانت قيد النتقاء‪ .‬سنابل منغلقة مع‬
‫ي المزروع‪ ,‬الذي يسميه بعض الباحثين‬ ‫بذور اكثر صلبة‪ :‬هو ما يمكننا رؤيته في النشو ّ‬
‫‪ } Triticum turgidum ssp. Dicoccon‬مراجع ‪.{ 14‬‬
‫ملمح آخر يميزه عن النشويات‪ :‬هو حضور بذور مغطاة ومحمية بقشرة‪ .‬وتلك ميزة مضبوطة‬
‫جينيا ً بما يسمى ‪ (loci Tg (tenacious glume‬وعناصر ‪ .del locus Q‬لكن تلك الميزة‬
‫السلفّية ايضا ً كانت في مهب الختفاء‪ .‬وبسرعة‪ ,‬تظهر بذور حّرة من القشرة في طبقات تعود الى‬
‫‪ 8500‬عام } مراجع ‪.{ 14‬‬
‫شّكلت تلك الصيغ النيوليتية السلف الُمباشر لقمحنا الحديث كما " للقمح القاسي "‪ ,‬الذي ما يزال‬
‫ُيزرع في شرق المتوسط وشمال افريقيا‪ .‬والمعروف تحت اسم ‪Triticum turgidum ssp.‬‬
‫‪ :Durum‬عبارة عن نبات قد ورث كل الصفات الجيدة } من وجهة نظر زراعية { التي ظهرت‬
‫ي‪ ,‬الى ما تّمت اضافته عبر حضور حّبة عارية‪ ,‬حّرة من القشرة‪ ,‬المر الذي يسهل‬ ‫في النشو ّ‬
‫استعمالها ومعالجتها‪ } .‬مراجع ‪{ 14‬‬

‫ي‬
‫ي )‪ ,(A‬النشو ّ‬
‫ي البر ّ‬
‫التعاقب التطوري لنوع قمحنا الحديث‪ ,‬فمن اليسار الى اليمين نجد‪ :‬النشو ّ‬
‫المزروع )‪ ,(B‬القمح القاسي )‪ (C‬والقمح الحديث )‪ .(D‬الحرف المتموضعة في السفل تمثل‬
‫جينات تلك النواع‪ .‬مصدر الصورة‪Ref. 14 :‬‬

‫بالنهاية‪ ,‬بلغ تدجين القمح ذروته بظهور نوع ‪ .Triticum aestivum‬الذي كان نتاج تعدد‬
‫تنوعات نوع ‪ ,Triticum turgidum‬من بذور عارية وسنابل منغلقة في الغالب‪ ,‬عبر "‬
‫عشبة الماعز " تلك المسماة ‪ .Aegilops tauschii‬المر الذي ُيعطي الصل لقمحنا الحديث‪,‬‬
‫نوع خاص حديث جدًا‪ .‬على الرغم من ان عمره ل يكون متناسقا ً بكل حساباته‪ ,‬فإّن الحساب على‬
‫قاعدة ساعاته الجزيئية اجراه بعض الباحثين‪ :‬حددوا عمره بحدود ‪ 9500‬قبل الميلد } مراجع‬
‫‪ ,{ 6‬بينما ُيرجعه باحثون آخرون لزمن ابكر‪ ,‬حوالي ‪ 6000‬عام قبل الميلد‪ ,‬رابطينه ببدء‬
‫الزراعة جنوب غرب بحر قزوين‪ :‬المكان الذي تنتشر فيه " عشبة الماعز " تلك بصورة طبيعية‪.‬‬
‫تّم تبرير نجاح نوع القمح ‪ Triticum aestivum‬تقليديا ً بمواجهة " القمح القاسي " عبر‬
‫الستعانة بصلبته العالية‪ ,‬المر الذي كان افتراضا ً اعرجًا‪ ,‬حيث ُينتج " القمح القاسي " بذور‬
‫اكبر حجما ً ويمتلك قدرة على انتاج مشابه بشروط نمو مفضلة‪ .‬من وقت قريب جدًا‪ ,‬طرح باحثون‬
‫آخرون مقارنة لنواع قمح ‪ tetraploides , Triticum aestivum :‬المر الذي يوّفر‬
‫التالي‪ :‬لدونة عالية بمراحل مختلفة وشروط الستبراد } معالجة البذور بالبرد ُبغية تسريع‬
‫انتاشها او انباتها وتسريع نمّو النبات وازهاره ‪ ..‬قاموس المورد اسباني عربي {‪ :‬سامحة له‬
‫بالنمو والنتاج تحت تأثير ظروف ُمناخية مختلفة‪ ,‬تطوير مقاومة للملوحة‪ ,‬انخفاض قيمة ‪,pH‬‬
‫لحضور اللمنيوم وللتبريد‪ ,‬مقاومة عالية للوبئة والمراض‪ ,‬كذلك امتلك قدرة عالية لجل‬
‫تحضير نماذج مختلفة من المنتجات الغذائية‪ } .‬مراجع ‪{ 14‬‬

‫تطور القمح‪ .‬لحظوا التغيرات في شكل السنبلة‪:‬مصدر الصورة ‪El Rano Verde:‬‬
‫ي }‪ :{2‬تطور العنب‬
‫الُبستان التطور ّ‬

‫مشروب اللهة اليونانّية ‪ .‬مصدر الصورة‪.Wikipedia Commons :‬‬


‫تستمر مشروبات ديونيسوس وباخوس بفضل تخمير عصير العنب‪ ,‬ثمرة الدالية‪ .‬يكون السم‬
‫العلمي لهذا النبات ‪ Vitis vinifera subsp. Vinífera‬وينتمي الى عائلة ‪ Vitaceae‬التي‬
‫تنطوي على اكثر من ‪ 1000‬نوع حّي من النباتات التي تعيش بمناخ مداري أو تحت مداري التي‬
‫تنمو كعرائش‪ .‬بدأ تدجين هذا النبات منذ ‪ 8000‬عام } مراجع ‪ ,{ 4‬ومن وقتها‪ ,‬قام النسان‬
‫بتوجيه تطوره عبر النتقاء الصناعي‪ .‬مع هذا‪ ,‬بدايات ظهور هذا النبات تعود الى زمن ابعد بكثير‬
‫ي‪.‬‬
‫مما تتسع له ذاكرة النوع البشر ّ‬
‫نوع عنب ‪ Vitis vinifera ssp. vinifera‬بوضع صالح للقطاف‪ .‬مصدر الصورة‪:‬‬
‫‪(Universität Karlsruhe (TH‬‬

‫عرض أّولي‬

‫بمقارنة نوع ‪ Vitis vinífera‬بانواع اخرى‪ ,‬نراه يمتلك جينوما ً متواضعا ً نسبيًا‪ ,‬حيث يمتلك بين‬
‫‪ 475‬و ‪ 500‬مليون من ازواج القواعد فقط‪ ,‬ودون الذهاب بعيدًا‪ ,‬فجينومنا البشري يمتلك ‪3000‬‬
‫مليون زوج قواعد‪ ,‬والقمح يمتلك جينومه ‪ 16000‬مليون زوج قواعد‪ .‬في نوع العنب ذاك‪:‬‬
‫يتكون الجينوم من ‪ 19‬زوج من الكروموزومات وبشكل مضاعف‪ ,‬حيث ان كل زوج من‬
‫الكروموزومات يكون وحده‪ ,‬وبذلك ل يكون لدينا حالة تعّدد للمجموعات الصبغية و تعدد‬
‫للمجموعات الصبغية الغيرّية ‪poliploidías, alopoliploidías‬وغيرها من الحيل الجينية ‪..‬‬

‫تمثيل الجزاء المختلفة بجسم نوع عنب ‪ .Vitis vinifera ssp. vinifera‬مصدر الصورة‪:‬‬
‫‪.Wikipedia Commons‬‬
‫شاق وهواة النبيذ‪ .‬حيث‬ ‫سّجل العام ‪ 2007‬علمة فارقة بالنسبة للدارسين‪ ,‬للُمنتجين‪ ,‬للتجار‪ ,‬لع ّ‬
‫سلة جينوم نوع عنب ‪ ,Vitis vinifera ssp. Vinífera‬حيث يكون الجينوم الرابع‬ ‫سْل َ‬
‫تّم انجاز َ‬
‫ي } مراجع ‪.{ 1‬‬ ‫ي‪ ,‬والجينوم الثاني لنبات خشبّي والجينوم الول لنبات ثمر ّ‬ ‫بتسلسله لنبات زهر ّ‬
‫قاعدتين نباتيتين من ثلث‪ ,‬ل يكون المر سيئًا‪.‬‬
‫طابق تحليل جينوم نوع ‪ Vitis vinífera‬ما كان معلومًا‪ :‬بانه لم يكن يوجد مكان لي ظاهرة‬
‫حديثة لتعدد المجموعات الصبغية‪ .‬ما قوله‪ ,‬خلل المليين الخيرة من العوام‪ ,‬ول اي سلف من‬
‫اسلف نوع ‪ Vitis vinífera‬قد ُولَِد اعتباراً من تضاعف جينوم نوع سابق‪ .‬لكن قلنا " حديثا ً "‬
‫و " المليين الخيرة من العوام "‪ .‬المفاجأة‪ :‬حصلت عندما " سافر " علماء الوراثة أبعد بكثير‬
‫من ذاك الزمن‪.‬‬
‫لقد رأينا سابقا ً بأّن كل ‪ :‬تعدد المجموعات الصبغية الغيرّية وتعدد المجموعات الصبغية‪ ,‬لديهما‬
‫القدرة لجل توليد انواع جديدة خلل زوج من الجيال‪ .‬تشكل تلك الحالة عودة التفافية اكثر‪.‬‬
‫جينوم الدالية هو نموذج ‪ paleohexaploide‬وهو عبارة عن مصطلح مرّكب‪ ,‬يعني حرفيا ً "‬
‫مجموعة كروموزومات )‪ (ploidía-‬سداسّية )‪ (-hexa-‬وقديمة جداً )‪ ." (-paleo‬يمكننا قوله‬
‫بطريقة اخرى‪ :‬عبارة عن نبات‪ ,‬ظهرت اسلفه البعيدة بفضل تثليث الجينوم لنوع سابق } مراجع‬
‫‪.{ 1‬‬

‫" العلم الحاثّي الجيني ‪ ." Paleogenética‬عودة نحو الماضي‬

‫امر طبيعي ان يقوم اي شخص بالتشكيك حول هذه النماذج من التأكيدات‪ .‬ل نمتلك اي جهاز زمن‬
‫يدوي‪ ,‬فنحن نعرف‪ ,‬او ربما نعرف‪ ,‬فيما لو توجد قاعدة في عالم العلم‪ :‬هي بترك الماضي لندبات‪,‬‬
‫يمكن دراستها في الوقت الحاضر‪ .‬ولن تكون المادة الوراثية الجينية شيء اقّل بهذا الصدد‪ .‬قَبَِل‬
‫علماء الوراثة او الجينات بهذا المضمار التجاهات العامة لظواهر تعدد المجموعات الصبغية في‬
‫النباتات‪ ,‬ولجل ذلك رّكزوا بحثهم في مناطق متناددة } في علم الحياء التطوري‪ ،‬التنادد هو أي‬
‫تشابه بين مميزات عضيات بسبب انحدارهم من جد مشترك‪ .‬أكواد الدنا ذوو التسلسلت‬
‫المتشابهة يُـفترض أن لهم سلف مشترك‪ .‬الكروموسومات المتناددة هي كروموسومات لها نفس‬
‫الجينات ونفس التسلسلت‪ .‬ترجع أهمية التنادد في التكاثر إلى أن أزواج الكروموسومات‬
‫المتناددة تصطف معا ً أثناء النقسام الختزالي‪ .‬منقول ُيرجى التدقيق {‬
‫س بأن الكروموزوم ‪ Cromosoma‬يعني بالعربية‬ ‫‪ parálogas‬من الكروموزومات } لن نن ّ‬
‫الصبغّية ‪ :‬التي هي قطعه من الخيط الصبغي الذي يظهر في نواة الخلية اثناء انقسام تلك النواة‪.‬‬
‫ويكون عدد الصبغيات واحداً في كل نوع نباتّي ‪ ..‬قاموس المورد اسباني عربي {‪ } .‬مراجع ‪{ 1‬‬
‫جدول يبين منطقة تنادد في العلى كروموزوم اصلي‪ ,‬في الوسط حصول طفرات في الجين‪ ,‬في‬
‫السفل تراكم الطفرات وتشّكل منطقة تنادد ‪ .‬مصدر الصورة‪.Cnidus :‬‬

‫منطقتا تنادد هما " منطقتان غنيتان في الجينات المتشابهة‪ ,‬حاضرتان ضمن ذات الجينوم "‪.‬‬
‫تتشكلن بفضل تضاعف داخلي للجينات والتراكم اللحق للطفرات‪ .‬بفضل تآلف كل الحادثتان‪,‬‬
‫تشكل منطقتا تنادد متميزتان بذاتهما‪ :‬ما يشكل طابع هوّية ذاتّية‪ .‬بحيث انه تتحدر منطقة تنادد ‪A‬‬
‫فقط من منطقة تنادد اخرى ‪ A‬سلف‪.‬‬
‫لكن‪ ,‬فيما لو تكن تلك " المناطق الغنية بجينات متشابهة " والحاضرة " ضمن ذات الجينوم "‪,‬‬
‫والتي كانت " في جينومات مختلفة " فإننا نتحدث عن مناطق منضبطة ‪regiones‬‬
‫‪ .ortólogas‬تكمن منطقية اهميتها نسبة لمناطق التنادد ‪ regiones parálogas‬بكونها هي‬
‫ذاتها‪ ,‬المر الوحيد الُمختلف هو سياقها‪.‬‬
‫ق‪ ,‬يتوجب‬ ‫حسنًا‪ ,‬ستقولون " لكن هذا ل يقول لنا شيء عن كيفية السفر في الزمن "‪ .‬عندكم ح ّ‬
‫علينا التقّدم خطوة أكثر‪ .‬ثّبتوا نظركم في الرسم البياني التالي‪:‬‬
‫رسم توضيحي للفارق بين مناطق التنادد والمناطق المنضبطة ‪ .‬مصدر الصورة‪.Cnidus :‬‬

‫كما قلنا سابقًا‪ ,‬بسبب تعقيدها‪ ,‬سواء مناطق التنادد أو المناطق المنضبطة‪ :‬فهي تعبر عن طابع‬
‫هوية ذاتية‪ :‬المر الذي يستلزم صيغة من القرابة‪.‬‬
‫وفق هذا المر‪ ,‬فيما لو نعثر على منطقة منضبطة في نوع ‪ A‬وذات المنطقة المنضبطة في نوع‬
‫‪ : B‬فهذا يعني امتلك كل النوعين ‪ A‬و ‪ B‬لسلف ُمشترك والذي كان حاملً لتلك المنطقة‬
‫الُمنضبطة ايضًا‪.‬‬
‫وما الذي يحدث فيما لو نعثر على منطقة تنادد في الكروموزوم ‪ A‬وذات منطقة التنادد في‬
‫الكروموزوم ‪ B‬؟ بحسب الستنتاج السابق‪ ,‬ستكون كروموزومات ‪ A‬و ‪ B‬متصاهرة } تمتلك‬
‫قرابة {‪ ,‬مع ذلك يوجد فارق نسبة للوضع الداخلّي‪ :‬فقد كانت كروموزومات ‪A‬و ‪ B‬سويا ً من‬
‫ي انفصال مكانّي‪ .‬وفق هذه الصيغة‪ ,‬فيما لو نرجع بالزمن‪ ,‬سنصل الى نقطة‬ ‫اصلها‪ ,‬ولم تعاني أ ّ‬
‫ي نموذج من‬ ‫لم تكن فيها كروموزومات ‪ A‬و ‪ B‬متصاهرة فقط‪ ,‬بل انها كانت هي ذاتها‪ .‬أ ّ‬
‫الظواهر نعرف بكونه قادر على اعطاء الصل لزوج من الكروموزومات المتساوية بذات الفرد؟‬
‫فعليًا‪ ,‬لدينا نموذج تعدد المجموعات الصبغية ‪ ,poliploidías‬وبهذا نمتلك الندبة التي نبحث‬
‫عنها لجل انجاز سفرنا عبر الزمن‪.‬‬

‫من المفترض‪ ,‬وجود " عقبة " في الستدلل السابق‪ .‬حيث يوجد في الكروموزومات عناصر مثل‬
‫‪ transposones‬الينقولت } الينقول )بالنجليزية‪ (Transposon :‬هي سلسل من الدنا‬
‫يمكنها التحرك ٍالى مواقع مختلفة داخل الجينوم الخلوي لخلية بعينها‪ ،‬تسمى العملية باٍلنتقال‪.‬‬
‫يمكن خلل اٍلنتقال أن تحدث طفرات أو تغير جزء من الدنا في الجينوم‪ .‬هناك من يسمي‬
‫الينقولت بالجينات القافزة و تعتبر مثال عن العناصر الوراثية المتحركة التي ٍاكتشفتها بربرة‬
‫مكلنتوك في بداية سيرتها العلمية‪ ،‬و التي نالت بفضلها جائزة نوبل لعام ‪ ...1983‬منقول ُيرجى‬
‫التدقيق { والمعروفة تحت اسم " عناصر وّثابة "‪ :‬عبارة عن تعاقبات من الدي ان اي‪ ,‬تنسخ‬
‫بسهولة كبيرة وتقفز من جانب لخر من الجينوم‪ ,‬داخلة باي جانب تقريبا ً مع قدرة كلّية على‬
‫الفلت‪ ,‬مما يمكنها من نقل مقاطع مستقيمة من الجينات في طريقها‪ .‬لهذا تمتلك القدرة ايضاً‬
‫على نسخ ونقل مناطق تنادد‪ .‬اذًا‪ ,‬كيف يمكن حّل هذه المشكلة؟ الجواب آ ٍ‬
‫ت‪.‬‬
‫لندخل الن بعمق في موضوعنا‪ .‬ما الذي رأوه علماء الوراثة عندما درسوا جينوم الدالية‬
‫المزروعة؟ تأّملوا الصورة التالية‪ ,‬وبالتفاصيل بالجمال‪:‬‬

‫ترتيب مناطق التنادد في مختلف الكروموزومات‬


‫‪.‬الكثر تمثيلً في الدراسة ُتشير اللوان لمناطق التنادد بين الكروموزومات‬
‫مصدر الصورة‪.Ref. 1 :‬‬

‫مثلما ترون‪ ,‬يحتوي كل كروموزوم على القّل زوج من مناطق التنادد ‪regiones‬‬
‫‪ . parálogas‬وكل زوج من تلك المناطق يتمّثل حصريا ً بثلث كروموزومات مختلفة‪ ,‬ول واحد‬
‫اكثر‪ ,‬ول واحد اقّل } إل بحالت استثنائّية {‪ .‬انه كرؤية مجموعة ‪ n‬كروموزوم مضروبة ب ‪.3‬‬
‫ومن جانب آخر‪ ,‬ومن الصعب تفسير هذه الدّقة عبر فعل صرف متمثل " بعناصر وّثابة "‪.‬‬
‫} وّثابة او ن ّ‬
‫طاطة {‪.‬‬
‫مقارنة بين النواة الخلوّية البشرية )‪ (H‬والنواة الخلوّية للشمبانزي )‪ .(C‬لحظوا الرتباط الجيد‬
‫بين الشرطة‪.‬‬
‫مصدر الصورة‪KQED :‬‬

‫لهذا‪ ,‬ل يكون صعبا ً الستنتاج بناء على ذلك بأّن جينوم الدالية للن يحتفظ بندبات } المقصود‬
‫بآثار قديمة {‪ ,‬حيث كان في الماضي عبارة عن جينوم متعدد مجموعات الصبغيات قديم جدًا‪:‬‬
‫تحديداً نوع ‪ ,hexaploide‬ثمرة تثليث جينوم لسلف اقدم اكثر } مراجع ‪ } .{ 1‬يعني‬
‫‪ hexaploide‬حرفيا ً كائن ذو ‪ 6‬جينومات ومن هنا نفهم معنى التثليث‪ .. 2.3 :‬اقتضى التنويه‬
‫فينيق {‪.‬‬
‫إل أنه يتبقى بعض الشياء المحتاجة للتوضيح‪ .‬مثل‪ :‬كيف ُيعرف بكونه قديم؟ وفيما لو يكن‬
‫جينوم ثلثّي } ُمضاعف ثلث مرات {‪ ,‬لماذا يمتلك ‪ 19‬كروموزوم وليس ‪ 18‬أو ‪ } 21‬من‬
‫مضاعفات العدد ‪{ 3‬؟ حسنًا‪ ,‬يمكن اكتشاف عمره بعّدة طرق‪ .‬الطريقة الولى عبر نسبة التعديل‬
‫الكبيرة فيه‪ ,‬فكما رأيتم في الصورة بالعلى‪ ,‬تكون مناطق التنادد متوزعة في اماكن مختلفة من‬
‫الكروموزومات‪ ,‬يكون بعضها معدلً حتى‪ ,‬وحتى امتلكه ‪ 19‬وليس ‪ 18‬او ‪ 21‬زوج من‬
‫الكروموزومات هو عبارة عن دليل اضافي على اقدميته ذاته‪.‬‬
‫حيث ل غرابة بالمر‪ ,‬يمكن للكروموزومات ان تتغير كثيراً بطول زمن التطور‪ .‬تكون قادرة على‬
‫تبادل الجينات‪ ,‬الدوران ‪ 180‬درجة‪ ,‬النقسام‪ ,‬الندماج ‪ ..‬الخ‪ .‬دون الذهاب بعيداً اكثر‪ ,‬تكون‬
‫كروموزماتنا ‪ 2‬متطابقة مع كروموزومين للشمبانزي‪ ,‬لكن مندمجة‪ .‬نعرف هذا بفضل الرتباط‬
‫التام للكروموزومين الحرين للشمبانزي وكروموزماتنا ‪.2‬‬
‫دليل آخر اضافي‪ُ ,‬تولد أقدمّية نوع ‪ hexaploidía‬من مقارنة جينوم الدالية مع جينومات نباتات‬
‫اخرى تّم سلسلتها من وقت قريب‪ ,‬مثل‪ :‬حور كاليفورنيا )‪Populus trichocharpa),‬‬
‫‪ } ( arabidopsis (Arabidopsis thaliana‬نوع قريب من الفصيلة الصليبية أو الكرنبية‬
‫أو الخردلية هي إحدى أهم الفصائل النباتية تنتمي إلى رتبة الكرنبيات‪ .‬يبلغ عدد النواع التي تتبع‬
‫هذه الفصيلة حوالي ‪ 3000‬نوع معظمها أعشاب حولية أو معمرة‪ .‬تضم هذه الفصيلة الكثير من‬
‫محاصيل الخضراوات مثل الملفوف والفجل واللفت والقنبيط والقنبيط الخضر والكرنب والجرجير‬
‫ولفت الشلجم ‪ ..‬منقول ُيرجى التدقيق {‪ ,‬والرز )‪ .(Oryza sativa‬فرضية النتقال ُتثبت فيما‬
‫لو تكن مناطق التنادد محفوظة جيدًا‪ :‬فعند مقارنة تعاقباتها مع تعاقبات تلك النباتات‪ ,‬سيتوجب‬
‫اعطائها للنتائج التالية } مراجع ‪:{ 1‬‬
‫أوًل‪ :‬مع نباتات نوع ‪ hexaploides‬قديمة‪ ,‬سُيوجب كون الصطفافات بين المناطق‪ :‬السبب‬
‫بظهور طبقة في الدالية مقابل كل منطقة في النباتات الخرى } نموذج ‪.{ 1:1‬‬
‫ثانيًا‪ :‬مع نباتات غير نوع ‪ hexaploide‬القديمة‪ ,‬سُيوجب كون الصطفافات بين المناطق‪:‬‬
‫السبب بظهور ‪ 3‬طبقات في الدالية مقابل كل منطقة في النباتات الخرى } نموذج ‪.{ 1:3‬‬

‫‪HYPERLINK "http://www.nature.com/nature/journal/v449/n7161/images/nature06148-‬‬
‫‪f1.2.jpg" INCLUDEPICTURE‬‬
‫*\ "‪"http://www.nature.com/nature/journal/v449/n7161/images/nature06148-f1.2.jpg‬‬

‫‪MERGEFORMATINET‬‬
‫مقارنة تعاقبات الدالية مع‪ (a :‬حور كاليفورنيا‪ ,‬لحظ الكتلتين والصطفاف نموذج }‪ {1:1‬في كل‬
‫كتلة;‬
‫‪ (b‬نوع ‪ ,Arabidopsis‬لحظ الكتل الربعة والصطفاف‪ ,‬من النموذج ‪ 1:1‬تقريبًا;‬
‫‪ (c‬الرز‪ ,‬لحظ المزيج الناتج عن الصطفاف } نموذج ‪.{1:3‬‬
‫مصدر الصورة‪.Ref. 1 :‬‬

‫وما الذي رأيتموه؟ انظروا للصورة فوق‪:‬‬


‫سر بشكل كلّي‪:‬‬ ‫‪ -a‬مع نوع حور كاليفورنيا‪ ,‬انشطرت الصطفافات الى كتلتين كبيرتين‪ ,‬أمر ُمف ّ‬
‫فمن المعروف بأّن نوع ‪ Populus trichocharpa‬قد ورث جينوما ً مضاعفًا‪ .‬والفضل‪ ,‬كانت‬
‫الصطفافات في كل كتلة من النموذج ‪.1:1‬‬
‫‪ -b‬مع نوع ‪ ,Arabidopsis thaliana‬بّينت الصطفافات ‪ُ 4‬كتل كبيرة‪ ,‬ايضا سهلة التفسير‪,‬‬
‫حيث انه معروف بأّن نوع ‪ Arabidopsis thaliana‬قد ورث حادثين ضمن سلسلة من‬
‫التضاعف الجينومي بطول نسبه الحديث‪ .‬وايضا ً في كل كتلة‪ :‬ظهرت اصطفافات من نموذج ‪.1:1‬‬
‫‪ -c‬مع الرز كانت القصة مختلفة‪ .‬فقد التقت اغلبية الصطفافات بذات المكان‪ ,‬ما يعني‪ ,‬اعطائها‬
‫المجال لظهور النموذج ‪ .1:3‬والذي لم يكن بالتالي من نوع ‪ hexaploide‬القديم‪.‬‬

‫هذا ُيشير لّن نوع ‪ hexaploide‬سداسي الجينومات السلف لداليتنا‪ ,‬قد امكنه الظهور فقط في‬
‫الفترة الواقعة بين انشطار النباتات الى ‪ } monocotiledóneas‬صف احاديات الفلقة‬
‫بالعربية { و } ثنائيات الفلقة {‪ }dicotiledóneas‬بين ‪ 130‬الى ‪ 240‬مليون عام { } مراجع‬
‫‪ {1‬وظهور السلف الُمشترك لحور كاليفورنيا‪ ,‬نوع ‪ arabidopsis‬والدالية يعود الى الفترة }‬
‫‪ 106‬الى ‪ 112‬مليون عام { } مراجع ‪ .{ 3‬دعمت دراسات لحقة حول كاسيات البذور النموذج‬
‫الخير } مراجع ‪.{2‬‬

‫نتائج جينية وراثية لظهور ‪ hexaploide‬الصلي‪ .‬تمثل النجوم في الرسم حوادث التضاعف‬
‫الجيني‪.‬‬
‫مصدر الصورة‪.Ref. 1 :‬‬

‫التدجين وتبعاته‬

‫ها نحن نعرف بأن حوادث قد حدثت منذ زمن قصّي‪ ,‬زمن اسلف الدالية } الكرمة‪ ,‬شجرة‬
‫العنب ‪ ..‬كما تريدون {‪ .‬لكن‪ ,‬ما الذي حصل في العشرة آلف عام الخيرة؟ نعثر في هذه الحقبة‬
‫ي للدالية المزروعة‪ ,‬اسمه العلمي هو‪Vitis vinifera :‬‬‫الحديثة على السلف الُمباشر والبر ّ‬
‫‪ .ssp. Sylvestris‬حيث ل يكون نوع ُمختلف عن نوع ‪ ,Vitis vinifera ssp. Vinífera‬بل‬
‫يكون كلهما ‪ :‬نوعان فرعيان‪.‬‬

‫مثال من نوع دالية ‪ .Vitis vinifera ssp. sylvestris‬مصدر الصورة‪Flickr :‬‬

‫وما الذي يعنيه‪ :‬نوع فرعّي؟ بكلمات قليلة‪ :‬عبارة عن جماعات من نوع حّي معين‪ ,‬اكتسب‬
‫مستوى ملموس من الستقلل الوراثي‪ ,‬وبهذه الصيغة‪ ,‬تكون جماعات في منتصف طريق التحّول‬
‫الى نوع حّي مستقل‪ .‬في حالتنا‪ ,‬نوع ‪ :Vitis vinífera‬عبارة عن " نوع في منتصف الطريق‬
‫لينقسم الى نوعين " نوعين مختلفين من الدوالي‪.‬‬
‫ي والمزروع واضحة‪ ,‬كما في الشكل التالي‪:‬‬‫بالتأكيد‪ ,‬تكون الفروقات بين النوع البر ّ‬
‫الفرق بين الدالية المزروعة } يمين الصورة { والدالية البرية } يسار الصورة {‪.‬‬
‫مصدر الصورة‪.Ref. 4 :‬‬

‫كل هذه الفروقات او التغيرات‪ ,‬الظاهرة للبعض والغامضة للبعض الخر‪ :‬تشّكل مؤثرات لبضع‬
‫ي لها‪ } .‬مراجع ‪{4‬‬ ‫آلف من السنين‪ ,‬من التدجين والنتقاء البشر ّ‬
‫يكون نوع ‪ Vitis vinifera ssp. Sylvestris‬بوقتنا الراهن نادر جدًا‪ .‬فقط تّم العثور عليه في‬
‫المانيا‪ ,‬النمسا‪ ,‬اسبانيا‪ ,‬فرنسا‪ ,‬ايطاليا‪ ,‬رومانيا‪ ,‬سويسرا وبلدان اوروبية اخرى‪ ,‬وباكثر الحوال‬
‫عبارة عن عينات قليلة من المعتاد تهجينها مع النوع الفرعي المزروع‪ .‬ايضا ً يوجد نماذج في‬
‫جورجيا‪ ,‬ايران وتركيا‪ ,‬والتي من المفترض ان تكوت المناطق الساسية لصل هذا النوع من‬
‫النباتات‪ } .‬مراجع ‪{4‬‬

‫فعليًا‪ ,‬تعود اوائل الدلة على بذور مدجنة وانتاج للنبيذ‪ :‬لحوالي ‪ 8000‬عام قبل تاريخنا الحاضر‬
‫في منطقة جورجيا‪ ,‬ايران وتركيا‪ .‬انتشرت زراعة هذا النبات سريعا ً فوصل الى مصر‪ ,‬الهلل‬
‫الخصيب واوروبا المتوسطية قبل نهاية اللف الخامسة قبل تاريخنا الحاضر} مراجع ‪ .{4‬كيف‬
‫ول‪ ,‬وقد كان اليونانيون بارعون في صناعة النبيذ منذ ‪ 6500‬عام قبل تاريخنا الحاضر ومعهم‬
‫ي‪ } .‬المراجع ‪{6‬‬‫ظهر الله ديونيزوس‪ ,‬احد افضل اللهة التي صنعها العقل البشر ّ‬
‫يتحدث بعض الباحثين‪ ,‬عن حادثي تدجين‪ :‬الول في الهلل الخصيب‪ ,‬والثاني في اوروبا الغربية‪.‬‬
‫ففي اواخر قرون ال ‪ 3000‬قبل تاريخنا الحاضر‪ :‬بلغت شعبية النبيذ اوجها بوصولها الى‪ :‬الصين‬
‫واليابان } مراجع ‪ .{4‬متحولً من وقتها لصديق كبير للنسان‪.‬‬
‫شعبّية النبيذ في وقتنا الراهن‪ :‬بلغت اقصى مدى‪ ,‬حيث يوجد علم متخصص بدراسة تحضير‬
‫النبيذ‪ ,‬هو‪ } enología :‬علم الخمور والنبذة‪) :‬بالنجليزية‪ (Enology :‬هو العلم الذي يختص‬
‫بدراسة جميع الجوانب المتعلقة بالخمور والنبذة وطرق تصنيعها ماعدا العناب وكيفية نموها‬
‫وحصادها‪.‬والتي تخص فرع أخر وهو الكروم ‪ ..‬منقول ُيرجى التدقيق {‪ ,‬ولدينا فن زراعة‬
‫الدوالي‪ ,viticultura :‬و علم بيولوجيا وزراعة الدوالي‪ ,ampelología :‬والتي تحولت الى‬
‫عوالم خاصة قائمة بذاتها‪.‬‬
‫ي } النمط الظاهري ‪ phenotype‬هي كل ما‬ ‫ربما واحدة من الروابط " جينات – نمط ظاهر ّ‬
‫يصف صفة أو مواصفة مميزة في متعضية‪ ،‬مثل مورفولوجيتها أو شكلها‪ ،‬نموها‪ ،‬أو سلوكها‪،‬‬
‫على عكس النمط الجيني وهي عبارة عن تعليمات مشفرة مورثة يمكن ان يتم التعبير عنها أو‬
‫سر اصل تنوع‬ ‫تبقى بدون تعبير ظاهري‪ ...‬منقول ُيرجى التدقيق { لفضل عنب معروف‪ :‬هو ما يف ّ‬
‫الوانه‪ .‬كما هو مفترض فتعرفون‪ ,‬بوجود انواع عنب ذات لون اسود‪ ,‬بنفسجي‪ ,‬زهري‪ ,‬ابيض‬
‫وتدّرجاتها‪ .‬ومن المثير أن هذا المر مضبوط بالكاد من قبل جين واحد‪ ,‬اسمه‪,VvmybA1 :‬‬
‫ضب(‬ ‫ظم للتوليف الحيائّي لبضع الخضاب } خضاب )الجمع‪ :‬أخضاب وُخ ُ‬ ‫عبارة عن من ّ‬
‫)بالنجليزية‪ (Pigment :‬هي مادة كيميائية تغير لون الضوء المنعكس عنها نتيجة اصطفائية‬
‫في امتصاص الضوء‪ .‬يختلط هذا المصطلح كثيرا بمصطلح صباغ‪ .‬وعملية امتصاص اللون هنا‬
‫تختلف فيزيائيا عن الفلورية‪ ،‬والفسفورية وغيرها من أشكال الضيائية التي تقوم بها المادة‬
‫بإنتاج الضوء من جديد كليا‪ .‬فالعديد من المواد تقوم بامتصاص أطوال موجة معينة من‬
‫الضوء‪ ....‬منقول ُيرجى التدقيق { المسماة‪ .antocianinas :‬فلكي يظهر اللون‪ :‬يحتاج قليل‬
‫من الحيل الجينية } مراجع ‪.{5‬‬

‫تقوم بضع تغيرات في المنطقة المحفزة لهذا الجين‪ :‬لعطاء المجال لظهور الوان فاتحة وزهرية‪,‬‬
‫المر الذي يسهل تفسيره‪ :‬تقوم المناطق المحفزة بضبط تعبير الجين } التعبير الجيني ‪Gene‬‬
‫‪) expression‬و يستخدم أيضا مصطلح ‪ :‬تعبير بروتيني ‪ (protein expression‬هي العملية‬
‫التي تتحول بها المعلومات الجينية إلى بنى ووظائف خلوية‪ .‬عملية التعبير الجيني عملية متعددة‬
‫الخطوات تبدأ بعملية النسخ‪ ،‬تعديلت بعد النسخ )انظر مقالة الرنا المرسال ‪Messenger‬‬
‫‪ (RNA‬والترجمة‪,‬من ثم الطي‪ ،‬تعديلت بعد‪-‬الترجمة والستهداف‪ .‬كمية البروتين التي تعبر‬
‫عنها الخلية تعتمد على طبيعة النسيج‪ ،‬مرحلة التطور للعضوية والحالة الستقلبية‬
‫ي تغّير فيها‪ ,‬يمكن ان يدفع الجين‬ ‫والفيزيولوجية للخلية‪ ....‬منقول ُيرجى التدقيق { ‪,‬بصيغة أّن أ ّ‬
‫لتعبير أقّل‪ .‬في حالتنا‪ ,‬تعبير اقّل يتسّبب باصباغ اقّل وبالتالي لون العنب سيكون فاتحا ً اكثر ‪..‬‬
‫} مراجع ‪ .{5‬من الذي قال بأّن كل الطفرات تكون سلبّية؟‬
‫من جهته‪ ,‬اللون البيض عبارة عن ميزة متنحّية‪ ,‬ما يجعل تنوعات اللون البيض هو تماثل‬
‫اللئل } تماثل اللئل تقال عن مورثة ما عند فرد معين ممثلة بأليلين )أشكال مختلفة من‬
‫المورثة( متطابقين‪ .‬بالقياس‪ ،‬نتكلم عن فرد متماثل اللئل بالنسبة لهذه المورثة‪ .‬متماثل اللئل‬
‫هو مضاد لمتغاير اللئل ‪ ...‬منقول { بالنسبة لليل " ابيض " } الليل هو عبارة عن أحد نسختي‬
‫الحمض النووي ‪ DNA‬لجين ما‪ .‬فكل جين يملك نسخا ً متعددة )أليلت( من الحمض النووي‪.‬‬
‫أحيانا قد تحتوي هذه النسخ على إختلفات في الشفرة الوراثية مما يجعلها تنتج صفات مختلفة‬
‫)كلون الجلد أو العين( وأحيانا حتى مع وجود فوارق بين النسختين فقد ل تتسبب هذه الختلفات‬
‫أي تغير في الصفات الخارجية ولذلك فهي ليست قاعدة دائمة‪ ..‬معظم الكائنات الحية تحتوي على‬
‫مجموعتين من الكروموسومات )من الب ومن الم( ولهذا يمكن وصف الجينوم الخاص بها بأنه‬
‫)جينوم ثنائي(‪ .‬هذه الكائنات الحية تمتلك نسخة واحدة من كل جين متواجدة على كل‬
‫الكروموسومين‪ .‬إذا كانت نسختي الجين متشابتهين وخاليتين من الختلفات يمكن ان يطلق‬
‫عليهما ‪ homozygotes‬وفي حال إختلفهما يتم وصفهما بـ ‪ .heterozygotes‬يمتلك الفراد‬
‫الذين ينتمون إلى أي جنس من النواع الحية نسخا ً مختلفة )أليلت( في كل موضع ‪ locus‬في‬
‫كروموسوماتهم‪ .‬يمكن قياس درجة التنوع بينهم في هذا الموضع عبر عدد الليلت المختلفة أو‬
‫صَغر كلمة‬‫بنسبة الـ ‪ heterozygosity‬في السكان ‪ .population‬هذا وتعد كلمة أليل ‪ُ allele‬م َ‬
‫‪ allelomorph‬والتي كانت تستخدم في اليام الولى لعلم الوراثة من أجل وصف الصيغ‬
‫المختلفة من الجين والتي تنتج صفات مختلفة‪ ...‬منقول {‪ ,‬وكيف ُيولد مثل هذا الجين؟ هل‬
‫تتذكرون الينقولت التي تحدثنا عناه سابقًا‪ " ,‬العناصر الوّثابة " ؟ فيظهر عند ادخال " عنصر‬
‫وّثاب " يسمى ‪ Gret1‬في المنطقة المحفزة لجين ‪ : VvmybA1‬حالة اعاقة لتعبيره‪ ,‬المر‬
‫سر سبب كون هذا‬ ‫الذي يقلل من الصباغ بالنهاية‪ ,‬ما يؤدي لحصولنا على العنب البيض‪ .‬وهذا يف ّ‬
‫الليل متنحي‪ :‬سيكون كافياً ان يتمكن الليل من التعبير ليبدأ العنب بمراكمة الصباغ } مراجع‬
‫‪{5‬‬

‫تنوعات بلون العنب واقتضاء حصول تعديلت جينّية‪.‬‬


‫مصدر الصورة‪.Ref. 5 :‬‬

‫مراجع البحث ‪REFERENCIAS‬‬

‫• )‪Jaillon, O. et al (2007). The grapevine genome sequence suggest (1‬‬


‫‪ancestral hexaploidization in major angiosperm phyla. Nature 449,‬‬
.(463-467 (27 September 2007
Tang, H. et al (2008) Unraveling ancient hexaploidy through (2) •
multiply-aligned angiosperm gene maps. Genome Res. 2008
.Dec;18(12):1944-54. Epub 2008 Oct 2
(Time Tree. The Time Scale of Life (2009 (3) •
This, P. et al (2006). Historical origins and genetic diversity of (4) •
wine grapes. Trends in Genetics. Volume 22, Issue 9, September 2006,
Pages 511-519
This, P. et al (2007) Wine grape (Vitis vinifera L.) color (5) •
associates with allelic variation in the domestication gene VvmybA1.
Theor Appl Genet (2007) 114:723–730 DOI 10.1007/s00122-006-0472-2
.Wikipedia – History of wine (6) •

Karpechenko ‫ العالم السوفييتي‬:{3} ‫ي‬


ّ ‫الُبستان التطور‬
‫وانتاجه لجنس نباتّي جديد‬

!Raphanobrassica¡ ‫نوع نباتّي جديد‬

,‫ السوفييتية‬Detskoe Selo ‫ وفي معهد علم النبات التطبيقي في مدينة‬,1927 ‫في ربيع العام‬
‫كان العالم ‪ Georgii Dmitrievich Karpechenko‬يتأّمل عمله الخير‪ .‬راجع خطواته‪ ,‬دّقق‬
‫نقطة نقطة‪ ,‬كل شيء كان على ما يرام‪ ,‬لقد انتهى لعمل نوع جديد من النباتات‪ ,‬جنس نباتي جديد‪,‬‬
‫هو‪ .. Raphanobrassica :‬كل شيء بدا كام ً‬
‫ل‪ ,‬لكن ‪ ..‬لماذا وجب ان تكون النتيجة هكذا؟‬
‫أو أفترض التساؤل حول شيء كهذا‪ ,‬حيث ان ما ورد اعله هو محاولة اعادة خلق افكار عالم‬
‫الوراثة السوفييتي ‪ Georgii D. Karpechenko‬في هاتيك اليام‪ .‬على الرغم من انه ربما‪:‬‬
‫تكون القضية متعلقة بالموضوع اكثر‪.‬‬

‫ما هو ‪ Raphanobrassica‬؟‬

‫قبل كل شيء هو جنس من النباتات ينتمي لعائلة ‪ Brassicaceae‬والتي تسمى ايضاً‬


‫‪ } Crucíferas‬الفصيلة الصليبية أو الكرنبية أو الخردلية هي إحدى أهم الفصائل النباتية تنتمي‬
‫إلى رتبة الكرنبيات‪ .‬يبلغ عدد النواع التي تتبع هذه الفصيلة حوالي ‪ 3000‬نوع معظمها أعشاب‬
‫حولية أو معمرة‪ .‬تضم هذه الفصيلة الكثير من محاصيل الخضراوات مثل الملفوف والفجل واللفت‬
‫والقنبيط والقنبيط الخضر والكرنب والجرجير ولفت الشلجم‪ ... .‬منقول ُيرجى التدقيق { بسبب‬
‫شكل الزهر الصليبّي‪ ,‬فيها اكثر من ‪ 3700‬نوع ُمصّنف بحوالي ‪ 330‬جنس‪ .‬تكون اغلبيتها‬
‫عشبّية ذات دورة حياة سنوية او دورة لعامين‪ ,‬متوفرة ومنتشرة كثيراً في كل مكان تقريبًا‪.‬‬

‫جدول بالميزات الرئيسية لعائلة ‪ .(Brassicaceae (=Crucíferas‬لحظوا شكل زهرتها‬


‫وثمرتها‪ .‬مصدر الصورة‪.Wild Flowers :‬‬
‫ي ‪ .Brassica oleracea‬مصدر الصورة‪.Floral Images :‬‬
‫مثال من البر ّ‬

‫يكون ملحوظا ً أهمية هذه العائلة الزراعّية‪ ,‬فمن منا لم يأكل أو يسمع بالبروكولي‪ ,‬القرنبيط‪,‬‬
‫الملفوف ‪ ...‬الخ؟ مع كثير من السماء والمشاهد المتباعدة‪ ,‬والتي تجعلنا من الصعب علينا احيانا‬
‫اعتبارها من ذات النوع‪ ,‬ومع ذلك‪ ,‬هي هكذا فعلً من ذات النوع‪ .‬فكل تلك النباتات عبارة عن‬
‫س)‬ ‫تنوعات من نوع ‪ .Brassica oleracea L‬بالمناسبة‪ ,‬ل يتوجب الخلط بين الملفوف والخ ّ‬
‫س ينتمي الى المرّكبات }‬ ‫‪ ,(.Lactuca sativa L‬فبينما ينتمي الملفوف الى الصليبيات‪ ,‬فإّن الخ ّ‬
‫فصيلة نباتية من ذوات الفلقتين وحيدة الُقعالة سفلية السدية وتعتبر من اكبر الفصائل النباتية ‪..‬‬
‫قاموس المورد اسباني عربي {‪ ,‬وهي عائلة من النباتات تنطوي على انواع مثل سّن السد‪,‬‬
‫القحوان أو البابونج‪ ,‬كمثال‪.‬‬
‫نوع صليبّي شهير ذو اهتمام زراعي كبير‪ ,‬هو الفجل‪ .‬ايضا منتشر بكل مكان ويمتلك تنوعا نسبياً‬
‫لعدد من النواع‪ .‬سبب زراعته هو جذره القابل للكل والنمو الملحوظ‪ .‬ينتمي هذا النوع لجنس‬
‫مختلف عن الجنس الذي ينتمي له الملفوف‪ ,‬هو وفق التسمية العلمية‪Raphanus sativus :‬‬
‫‪L‬‬
‫نموذج من الفجل نوع ‪ .Raphanus sativus L‬مصدر الصورة‪.Plants in Australia :‬‬

‫من جانبه نوع ‪ Raphanobrassica‬ل يكون محبوبا ً كثيراً من قبل المزارعين‪ .‬فأهميته للن‬
‫في عالم الزراعة تقتصر على كونه مشروع بحث‪ ,‬واذا ظهر في بستان احدهم فعلى الرجح انه ل‬
‫يميزه عن عشبة ضارة‪ .‬ومع هذا‪ ,‬فإنها نبتة بالكاد عمرها قرن من الزمن!! لهذا يواجه‬
‫تصنيفهاعلمياً شيء من التعقيد‪ ,‬كونها ل تنتمي لنوع ظهر في الطبيعة‪ ,‬بل ظهرت في دفيئة‬
‫مخبرّية زراعّية‪ .‬وفي زمن كان علم الوراثة فيه‪ :‬يمشي خطواته العلمّية الولى‪.‬‬
‫مثال من نوع ‪ .Raphanobrassica‬صورة تعود للعام ‪ .1929 1929‬مصدر الصورة‪Ref. :‬‬
‫‪.15‬‬

‫ولدة ‪ ...‬نمّو‬

‫بمضي عقد عشرينيات القرن الماضي‪ ,‬يكون قد مضى ‪ 30‬عاما ً على اعادة اكتشاف مستقل‬
‫لقوانين ماندل الشهيرة‪ ,‬من قبل عالم النبات الهولندي ‪ ,Hugo de Vries‬العالم اللماني ‪Carl‬‬
‫‪ Correns‬والعالم النمساوي ‪ ,Erich von Tschermak‬أما ُمصطلح " جين " فقد وضعه‬
‫عالم النبات الدانماركي ‪ Wilhelm Johannsen‬الذي لم يبلغ عمره اكثر من ‪ 20‬عام وقتها‪,‬‬
‫وبمرور ‪ 10‬سنوات سيقوم عالم الوراثة الميركي ‪ Thomas Hunt Morgan‬بتحضير ما‬
‫كان يسمى فرضية " الكروموزومات الحاملة للجينات "‪ ,‬وكان ما كان بذلك " الشيء "‪ ,‬الذي‬
‫أسموه " جين ‪ " gen‬و كان ملمحه الوحيد المعروف‪ :‬بأنه شكل اللبنة الساسية للوراثة }‪.{4‬‬
‫هكذا اذًا‪ ,‬شّكلت دراسة الكروموزومات في ذاك الوقت‪ :‬الصرخة الخيرة في علم حديث اسمه علم‬
‫الوراثة او علم الجينات بدّقة ‪.genética‬‬

‫العالم ‪ .(Georgii D. Karpechenko (1899-1941‬صورة تعود للعام ‪ .1929‬مصدر‬


‫الصورة‪.Ref. 16 :‬‬
‫في ذاك الوقت عمل الشاب ‪ Georgii D. Karpechenko‬كعالم نبات ووراثة في معهد علم‬
‫النبات التطبيقي في مدينة ‪ Detskoe Selo‬القريبة من لينينغراد } مراجع ‪ .{ 15‬كانت تتركز‬
‫ابحاثه في عائلة الصليبيات‪ ,‬لقد درس طبيعة كروموزوماتها‪ ,‬من الميزات الموروثة وكيف تبرز‬
‫كلها في الهجائن‪.‬‬
‫ولم يطل به الوقت إثر انتهائه من دراسة الطبيعة الكروموزومّية للتهجين‪ ,‬حتى احرز وبنجاح‬
‫تهجين نوعين ‪ Brassica oleracea‬و ‪ .Raphanus sativus‬المر الذي لم يكن صعب‬
‫عليه‪ ,‬فقد اهتم بتلقيح زهرة من نوع ‪ Brassica oleracea‬مع غبار طلع لنوع ‪Raphanus‬‬
‫‪ ,sativus‬وبعدها تابع عمله مع تلك الهجائن في الُمختبر سامحا ً لها بالنتاش والنمو } مراجع ‪7‬‬
‫ل‪ ,‬فكان لديه عدد من الجنة الُمجهضة في الطريق‪ } .‬مراجع ‪{2‬‬ ‫{‪ .‬على الرغم من عدم كونه سه ً‬
‫لكن عالمنا ‪ Karpechenko‬أحرز انتاش ونمو تلك الهجائن‪ .‬مع هذا لم تكن جديدة زيادة‪ ,‬فقد‬
‫تّم تحصيل ما يشبهها سابقًا‪ .‬فيما لو لم يتم تحقيق مثل هذه الدراسة التي قام بها عالمنا سابقًا‪,‬‬
‫فبرأيي الشخصي ما قام به من تخصيب تهجيني‪ :‬لم يكن حادثا ً عجيبا ً في الطبيعه‪.‬‬
‫وبفضل شهادات علماء آخرين‪ ,‬فإّن هجائن عالمنا كانت غير خصيبة } المراجع ‪ .{ 12‬ونحن‬
‫نعرف بأّن تهجين نوعين مختلفين } المثال الشهر الحمار والفرس { حيث يكون المتحدر البغل‬
‫وهو ُمصاب العقم اي غير خصيب‪ .‬لهذا فإّن القاح المتحدر الهجين يكون الصيغة الفضل للفصل‬
‫بين النواع‪ .‬في حالة هجين ‪ :Raphanus xBrassica‬حادث يمكن ان يكون اكثر شهرة‪ ,‬لول‬
‫اّن التهجين قد جرى بين جنسين مختلفين ل بين نوعين مختلفين } وفق علم التصنيف‪ ,‬يكون‬
‫مستوى تصنيفها اعلى من مستوى النوع {‪ .‬ولهذا كان حداث العقم للهجين أكثر وروداً من‬
‫الُمعتاد } مراجع ‪ 12 ,5‬و ‪.{ 15‬‬
‫النباتات‪ ,‬مثلها مثل الحيوانات‪ ,‬تحمل في نوى خلياها مجموعتان من الكروموزومات )‪,(2n‬‬
‫بينما المشاج‪ ,‬الخليا الحاملة لعبء التكاثر } غبار الطلع والبويضات {‪ ,‬تحمل مجموعة واحدة‬
‫من الكروموزومات )‪ .(n‬خلل تشّكل المشيج‪ ,‬يكون مهما ان يتعّرف كل كروموزوم على زوجه‬
‫الموافق‪ ,‬قبل انقسامه النهائي الى خليتين مختلفتين‪.‬‬
‫عملية انقسام اختزالّي أو تشكيل المشاج‪.‬‬
‫تتمثل في النقطتين ‪ 1‬و ‪ 2‬العملية الجوهرية بالتعارف المتبادل‬
‫للكروموزومين‬
‫مصدر الصورة‪RINET :‬‬

‫مع ذلك‪ ,‬في تلك الهجائن‪ ,‬تكون الكروزومات مختلفة فيما بينها بحيث ل تمّكن من اعطائها هذا‬
‫العتراف‪ .‬كنتيجة‪ ,‬تطورت امشاج ذات عدد غير طبيعي من الكروموزومات وبناء عليه تكون‬
‫غير قابلة للحياة‪ } .‬مراجع ‪ 5‬و ‪.{ 12‬‬
‫رغم ذلك‪ ,‬في العام ‪ 1927‬تمّكن العالم ‪ Karpechenko‬من تجاوز تلك العقبات البيولوجية‬
‫ي‪ ,‬من المؤكد انه‬ ‫} مراجع ‪ .{ 8‬لكن كيف؟ من تابع الجزئين الولين من سلسلة البستان التطور ّ‬
‫سيعرف الجواب‪ ,‬القائل‪ :‬لدينا ظاهرة تعدد صبغيات جديدة ‪ poliploidía‬وكعاقبة لها‪ ,‬لدينا‪:‬‬
‫نشوء انواع جديدة‪.‬‬
‫في ظاهرة تعدد الصبغيات } ل تنسوا ان الصبغيات هي ذاتها الكروموزومات ‪ ..‬فينيق {‪:‬‬
‫تتضاعف كل المادة الوراثية‪ .‬بصيغة مؤكدة‪ ,‬تشّكل الم لكل‪ :‬الطفرات‪ ,‬لظاهرة التغّيرات الجينية‬
‫الوراثية الكثر فظاعة والممكن تخّيلها‪ .‬تحدث بسبب خلل بتشكيل المشاج‪ ,‬بصيغة انها بدل ان‬
‫تظهر بحمولة ‪ n‬كروموزوم‪ ,‬تظهر بحمولة ‪ 2n‬من الكروموزومات‪ .‬بصيغة انه باتحاد مشيج‬
‫ثنائي )‪ (2n‬مع مشيج آخر ثنائي )‪ ,(2n‬تكون النتيجة‪ :‬لقحة رباعية )‪ ,(4n‬والتي لسباب‬
‫حياتية‪ :‬من المعتاد ان تكون في النباتات قابلة كثيراً للحياة‪.‬‬
‫جدول يبين اصل نوع ‪ .Raphanobrassica‬لحظوا الفارق بين الثمار المنفتحة والمنغلقة‪.‬‬
‫مصدر الصورة‪I.E.S. Joaquín Costa :‬‬

‫ي قاعده بيولوجية‪ .‬فلقد استفاد من ثغرة في النظام‬‫ط"أ ّ‬ ‫لجل ذلك‪ ,‬في الواقع عالمنا لم " يتخ ّ‬
‫فقط‪ .‬فكما اشرنا سابقًا‪ ,‬نتجت اخطاء كثيرة في تلك الهجائن‪ ,‬خلل فصل الكورموزومات‪ ,‬الذي‬
‫ي‪ ,‬كان هذا سببا بانتاج امشاج ثنائية بمعدل‬‫شّكل السبب بانعدام خصوبتها‪ .‬لكن كتناقض ظاهر ّ‬
‫اعلى من الُمعتاد } مراجع ‪.{ 12‬‬
‫يشّكل نوع ‪ Raphanobrassica‬حالة خاصة‪ .‬لكثير من السباب‪ .‬فعلى المستوى الجيني‪ :‬يكون‬
‫متعدد المجموعات الصبغية لنموذج غير متعدد‪ .‬وضمن هذا النموذج‪ :‬هو عبارة عن نوع‬
‫‪ ,anfidiploide‬وهذه الكلمة يوجد سبب لمعناها الحرفّي " مجموعات كروموزوم )‪(ploidía-‬‬
‫الُمضاعفة )‪ (-di-‬وبنموذجين مختلفين )‪ ," (-amphi‬ما يعني‪ ,‬جينوم متشّكل من اتحاد‬
‫جينومين مختلفين‪ .‬وفي حالة هذا النوع الجديد‪ :‬من الفجل والملفوف‪.‬‬
‫لكنها ميزتها الكثر اهمية هي‪ :‬قدرتها على التكاثر!! وكيف امكنها ان تكون خصيبة؟ حسنًا‪,‬‬
‫يكون الجواب بسيطًا‪ :‬لنه عندما تضاعف الجينوم الصلي للهجين‪ ,‬فقد امتلك كل كروموزوم‬
‫قرينا ً قابلً لتشكيل زوج‪ ,‬دون زيادة او نقصان } مراجع ‪.{ 6‬‬
‫فلم يكن الناتج ل ملفوف )‪ (Brassica‬ول فجل )‪ ,(Raphanus‬ول حتى هجين منهما } لكونه‬
‫مصاب بالعقم وفق منطق التهجين التقليدي {‪ .‬إنه شيء آخر‪ ,‬نموذج نباتّي آخر‪ ,‬ل يكون نوع‬
‫نباتّي جديد‪ ,‬بل شيء أكثر‪ ,‬إنه جنس مختلف وجديد‪ ,‬انه ببساطة‪Raphanobrassic :‬‬
‫} مراجع ‪{ 5‬‬
‫جدول آخر لصل ‪ .Raphanobrassica‬مصدر الصورة‪Memorial University, :‬‬
‫‪.Canadá‬‬

‫?‪http://cnho.files.wordpress.com/2009/08/raphanobrassica-origen.gif‬‬
‫‪w=480&h=483‬كث‬
‫جدول تفسيري آخر لصل ‪ .Raphanobrassica‬مصدر الصورة‪Genomasur :‬‬
‫‪((Fig.15.5‬‬

‫ل تكون اوراقه كاوراق الملفوف او الفجل‪ ,‬لكنها تمتلك نسيج كنسيج الملفوف ومنظر شبيه لما‬
‫لدى الفجل‪ ,‬وتنمو بصيغة نمو الورود الصغيرة‪ .‬جذورها ل تكون كجذور الملفوف ول الفجل‪,‬‬
‫على الرغم من انها تذكرنا بجذور الملفوف لكن بالياف اقّل } مراجع ‪ 12‬و ‪ .{ 15‬كذلك يحصل مع‬
‫الزهار في الغالب‪ ,‬انها بيضاء مّيالة الى البنفسجي‪ ,‬تذكرنا ار بالفجل } مراجع ‪ 6‬و ‪,{ 15‬‬
‫ي منفتح مثل الملفوف وجزء طرفّي منغلق مثل الفجل‬ ‫والثمرة‪ ,‬بالنهاية‪ ,‬تمتلك جزء قاعد ّ‬
‫} المراجع ‪.{ 12‬‬
‫بالنهاية‪ ,‬لدينا موزاييك من الخصائص‪ ,‬عدا المرغوب منها‪ .‬تكون تلك الخصائص من نمط "‬
‫تظهر لكنها ل تكون ‪ "...‬كعاقبة لعادة الترتيب الجيني الناتجة عن ل تعّدد المجموعات الصبغية‬
‫‪ : alopoliploidía‬ظهور جينوم جديد‪ ,‬لم يكن موجود سابقا ً في الطبيعه‪ ,‬كحصيلة اتحاد واعادة‬
‫ترتيب كامل لجينومين سابقين‪ ,‬وبمدى زمني قصير‪ :‬تكون نتائجه الفورية‪ :‬اخماد بعض مناطق‬
‫الجينوم‪ ,‬تنشيط مناطق اخرى وظهور طرق ترتيب جينية جديدة غير موجودة سابقًا‪ .‬اما على‬
‫المدى الطويل‪ ,‬فلدينا كّم هائل من مادة جديدة ستسمح بظهور جينات جديدة } مراجع ‪.{ 17‬‬
‫‪ ,Raphanobrassica‬صورة للجنس النباتي الجديد تعود للعام ‪ 1929‬ومن تصوير عالمنا ذاته‬
‫‪.Georgii D. Karpechenko‬‬

‫ثمار‪ :‬في العلى )من اليسار الى اليمين(‪ ;Raphanus sativus 18R ,‬هجين مصاب بالعقم‬
‫‪ .BrassicaxRaphanus 9R+9B y Brassica oleracea 18B‬في السفل‪) ,‬من اليسار‬
‫الى اليمين(‪ ,‬هجين ‪ ;18R+9B; Raphanobrassica 18R+18B‬هجين ‪27R+18B e‬‬
‫هجين ‪ .24R+27B‬مصدر الصورة‪.Ref. 16 :‬‬
.‫ للن يتبقى الكثير للعمل بهذا المضمار‬,‫ وبكل الحوال‬,‫أخيرًا‬

‫مراجع البحث‬REFERENCIAS

Chen, H. G. y Wu, J. S. (2008) Characterization of fertile (1) •


amphidiploid between Raphanus sativus and Brassica alboglabra and
the crossability with Brassica species. Genet Resour Crop Evol (2008)
55:143–150
De-bo, Q. y Harberd, D. J. (1986) The fine Structural (2) •
Observation on the Development of embryo and endosperma in the
intergeneric crosses of radish ♀ (Raphanus sativus, L.) x cabbage ♂
(Brassica oleracea L.) Acta Botanica Sinica, 1986, 28 (5): 483 – 491
Ellerström, S. y Zagorcheva, L. (1977) Sterility and apomictic (3) •
embryo-sac formation in Raphanobrassica. Hereditas, Volume 87 Issue
1, 1977, Pages 107-119
Genome.gov. Genetic Timeline. National Human Genome (4) •
.Research Institute, National Institutes of Health
Grant, V. (1981) Plant Speciation. 2ª ed., Chapter 23 –Types of (5) •
.Polyploids, Columbia Universtiy Press. Pág 299 – 306
Janick, J. (2009) Plant Breeding Reviews, Volume 31. March (6) •
2009, 420 Pages, ISBN-10: 0-470-38762-9 ISBN-13: 978-0-470-38762-7
.– John Wiley & Sons. Pág. 68-70
Karpechenko, G. D. (1924) Hybrids of ♀Raphanus sativus L. x (7) •
♂Brassica oleracea L. Journal of Genetics, Volume 14, Number 3 /
diciembre de 1924 DOI 10.1007/BF02983104. (Nota, no he podido
acceder al artículo completo, si alguien lo consigue o dispone de él,
.(agradecería su enlace, gracias

Karpechenko, G. D. (1928) Poliploid hybrids of Raphanus ) •


sativus L. X Brassica oleracea L. (On the problem of experimental
species formation). Molecular and General Genetics MGG, Volume 48,
Number 1 / diciembre de 1928, DOI 10.1007/BF01740955 (Nota, no he
podido acceder al artículo completo, si alguien lo consigue o dispone de
(él, agradecería su enlace, gracias
Lange, W. et al (1989). The development of Raparadish ( x (9) •
Brassicoraphanus, 2n=38), a new crop in agriculture. Euphytica,
Volume 40, Numbers 1-2 / enero 1989
McNaughton, I. H. (1973) Synthesis and sterility of (10) •
raphanobrassica. Euphytica, Volume 22, number 1 / marzo de 1973.
DOI 10.1007/BF00021558
McNaughton, I. H. (1973) Resistance of Raphanobrassica to (11) •
Clubroot Disease. Nature 243, 547 – 548 (29 June 1973);
doi:10.1038/243547a0
Niklas, J. K. (1997) The Evolutionary Biology of Plants. (12) •
University of Chicago Press, 1997, ISBN 0226580830, 9780226580838;
.449 págs. Pág. 85-87
Peterka, H. et al (2004). Transfer of resistance against the beet (13) •
cyst nematode from radish (Raphanus sativus) to rape (Brassica
napus) by monosomic chromosome addition. TAG, Theoretical and
.Applied Genetics, Volume 109, Number 1 / junio de 2004
Soyfer, V. N. (2001) The consequences of political dictatorship (14) •
for Russian science. Nature Reviews Genetics 2, 723-729 (September
2001) | doi:10.1038/35088598. Artículo completo disponible AQUÍ
Thone, F. (1929) The Cabbage That Wed a Radish. The Science (15) •
News-Letter, Vol. 15, No. 409 (Feb. 9, 1929), pp. 75-77. Artículo
completo disponible AQUÍ
Вишнякова, М. А. y Гончаров, Н. П. (2009) ГЕОРГИЙ (16) •
ДМИТРИЕВИЧ КАРПЕЧЕНКО. К 110-ЛЕТИЮ СО ДНЯ
РОЖДЕНИЯ (03.05.1899–28.07.1941). Вестник ВОГиС, 2009, Том
13, № 1
Otto, S. P. (2007) The Evolutionary Consequences of (17) •
Polyploidy. Cell 131, November 2, 2007 Artículo también disponible
aquí
‫ي }‪ :{4‬تطور الُذَرة‬
‫الُبستان التطور ّ‬

‫‪Zea mays subsp. mays L‬نماذج لنوع ‪ .‬دّققوا جيداً بالنبات‪ ,‬ساق وحيد طويل حامل‬
‫لعرانيس ُممتلئة‪.‬‬

‫البحث عن الفروقات‬

‫الذرة‪ .‬نبتة متعاظمة اخرى‪ ,‬قد غزت نصف العالم‪ .‬يستفيد منها كثير من الرئيسيات الحّية‪ ,‬اسمها‬
‫في بلدي ‪ ,panizo‬اما العلماء فقد سموها‪ .Zea mays ssp. mays L :‬انتشرت بالعالم جنبا‬
‫لجنب مع القمح‪ ,‬الشعير والشوفان وعدد من النواع الخرة المنضوية تحت اسم عائلة النشويات‪.‬‬
‫تمتلك دورة حياة سنوية ولديها القدرة لبلوغ اطوال حتى ‪ 2.5‬متر‪ .‬هي تكون وحيدة الجنس‬
‫} يحضر الجنسان الذكري والنثوي بذات النبتة { ‪ ,monoica‬وهذا يعني انها ل تمتلك ازهار‬
‫ثنائية الجنس ‪ } hermafroditas‬كما هو معتاد في النباتات {‪ ,‬بل تمتلك ازهار ذكرية من جانب‬
‫وازهار انثوية من الجانب الخر‪.‬‬

‫عرانيس ذرة‪.‬‬
‫مصدر الصورة‪Universidad Complutense de Madrid :‬‬

‫لكن من أين تأتي الذرة؟ بمضّي اعوام من الدرس وعقود من النقاشات‪ ,‬يتفق اغلب العلماء حول‬
‫السلف المباشر البري لذرتنا المزروعة في الوقت الراهن‪.‬‬
‫حّقق هذا المر‪ ,‬نبتة محددة مثل ‪ } Zea mays ssp. Parviglumis‬البديل الكثر قابلية‬
‫للحياة هو ‪ ,Zea mays ssp mexicana‬من القارب المقربين جداً من النوع السابق {‪.‬‬
‫انها نبتة معروفة على مستوى محلي وعالمي‪ ,‬تحت اسم‪ teosinte, teocinte, teosintle :‬أو‬
‫‪ .teocintle‬ذات المر‪ ,‬بكونها نوع فرعّي بمنتصف الطريق نحو النقسام لنواع عديدة مختلفة‪.‬‬

‫في الواقع‪ ,‬فيما لو نكن اكثر دّقة‪ ,‬يجب ان ناخذ بحسباننا عدم وجود نوع واحد فقط من‬
‫‪ ,teocinte‬فهذا الُمصطلح قد شاع بالعالم كتعبير عن انواع مختلفة من " الذرة البرّية "‪ ,‬مثل‪:‬‬
‫‪,Zea diploperennis, Zea perennis, Zea luxurians y Zea nicaraguensis‬‬
‫والعديد من النواع الفرع ّية‪ ,‬مثل‪Zea mays: ssp. huehuetenangensis, :‬‬
‫كل مجموعة صغيرة من‬ ‫‪ .ssp. mexicana y ssp. Parviglumis‬حيث تش ّ‬
‫النباتات باعضاء ذوي دورة حياة سنوية ودورة سنتين‪ ,‬تجد اصلها في‬
‫المكسيك واميركا الوسطى } مراجع ‪ .{ 3‬في شجرة هذه الشعبة‬
‫الوراثية الجينية } مراجع ‪ { 3‬وفي الشعبة اللحقة‪ :‬يمكن تقدير علقاتها‬
‫التطورية‪.‬‬
‫شجرة الذرة الوراثية الجينية وبعض اقاربها‪.‬‬
‫مصدر الصورة ‪Ref. 16 :‬‬

‫بمستوى جينومي كلها تكون ذات الصيغة‪ .‬انها نباتات ثنائّية مع ‪ 10‬ازواج من الكروموزومات‬
‫فقط في كل جانب‪ .‬باستثناء نوع واحد‪ ,‬هو ‪ : Zea perennis‬فلقد ظهر من تضاعف‬
‫جيني حصل بجينوم نوع ‪ , Zea diploperennis‬ما يعني اننا نتحدث عن‬
‫متعدد مجموعات صبغية آخر } ثلث او اكثر { ‪ } poliploide‬هذه المرة من نوع‬
‫رباعّي ‪ .{ 4n‬يمتلك ‪ 20‬زوج من الكروموزومات } مراجع ‪ { 15‬اضافة لبرازه عدد منالفروقات‬
‫نسبة للنوع الّم بمستوى‪ :‬الجذمور } ساق ارضية شبيهة بالجذور ‪ ..‬قاموس المورد اسباني‬
‫عربي {‪ ,‬نمط حياة وتفرعات } مراجع ‪{ 8‬‬

‫نماذج من ‪teocinte o teosinte‬‬


‫مصدر الصورة‪Universidad de Missouri :‬‬

‫ما الذي تمتلكه انواع ‪Zea mays ssp. parviglumis y Zea mays ssp. Mexicana‬‬
‫ول تمتلكه النسخة " البر ّية " من نباتات اخرى مزروعة؟ بببساطة النوع‬
‫ي‪ ,‬لدرجة امتلكهما‬ ‫المزروع من الذرة والنوع البري‪ :‬مختلفان بشكل كل ّ‬
‫لخصائص متعارضة‪.‬‬
‫ي للنبات‪ :‬ففي الذرة‪ :‬يوجد ساق منتصب‬ ‫فمن جانب لدينا التشريح الذات ّ‬
‫طويل‪ ,‬مزود بسنيبلت ذكرية ومليء بالوراق التي ُيلحظ في براعمها‬
‫تك ّون العرانيس‪ .‬لكن في الذرة البر ّية ‪ teocinte‬نرى ساقا ً رئيسيا ً يتوّزع لتفرعات‬
‫جانبّية } وكل فرع جانبي بدوره يحمل سنيبلت ذكرية واوراق مع سنيبلت صغيرة انثوية في‬
‫براعمها {‪.‬‬
‫فالمتطلبات تكون هائلة هنا‪ ,‬بحيث انه لجل " تحول " نبات ذرة بري ‪ teocinte‬الى نبات ذرة‬
‫مزروع‪ :‬يجب قبل كل شيء ‪ :‬تحويل " فرع جانبي الى عرنوس‪.‬‬

‫ي‪.‬‬
‫جدول مقارنة بين الذرة المزروعه والنوع البر ّ‬
‫مصدر الصورة ‪Plant Genome Sciences :‬‬

‫لكن المشكلة ل تنتهي هنا‪ ,‬فالنوع البري ‪ teocinte‬ل ُينتج عرانيس‪ .‬يشّكل العرنوس بنية‬
‫كبيرة‪ ,‬مخروط بطول ‪ 10‬الى ‪ 20‬سنتمتر‪ ,‬يحتوي بذور عارية مرّتبة بعدد يبلغ من ‪ 200‬الى‬
‫‪ 400‬بذرة } ويمكن ان تصل الى ‪ 1000‬بذرة {‪ .‬من جانبها‪ ,‬سنبلة النوع البري ‪ teocinte‬بالكاد‬
‫تحتوي من ‪ 6‬الى ‪ 12‬بذرة‪ ,‬بحجم صغير‪ ,‬غامقة اللون‪ ,‬بشعة ومحمية بقشرة قاسية جدًا‪ .‬يكون‬
‫كل شيء بمثابة النقيض‪.‬‬

‫ي )سنبلة; في العلى ولونها اخضر( والذرة )عرنوس; بالسفل‬


‫صورة ُمقارنة بين النوع البر ّ‬
‫ولون اسود(‪ .‬مصدر الصورة‪.Z-Inactive :‬‬
‫ليس بُمستغرب‪ ,‬اعتبار تطور النوع البري ‪ teocinte‬كواحدة من الظواهر الكثر تطرفا وتعقيداً‬
‫للتطور المورفولوجي الممكن العثور عليه بالوقت الراهن‪.‬‬
‫فلقد فّكر بعض الباحثين بأن النوع البري للذرة ‪ :teocinte‬قد كان اكثر قربا من الرز‪ ,‬منه من‬
‫ً‬
‫الذرة‪ ,‬مع ذلك‪ ,‬فهجائن الذرة تكون بالعموم ناجحة وخصيبة بشكل كامل‪ .‬وضعت الدراسات‬
‫الجزيئية الحديثة‪ :‬النقطة الخيرة في النقاش حول هذا الموضوع } مراجع ‪.{ 3‬‬

‫ي والمزروع‪ A .‬فروقات في التفرعات الجانبية للنوع‬ ‫جدول مقارنة آخر بين النوعين البر ّ‬
‫ي الحامل للسنيبلت الذكرية; ‪ B‬مقارنة بين السنيبلة والعرنوس; ‪ C‬مقارنة بين السنيبلت‬ ‫البر ّ‬
‫الصغيرة والغطية الحامية ‪.‬‬
‫مصدر الصورة ‪Ref. 11 :‬‬

‫قضّية تشريح‬

‫هنا يحضرنا التساؤل‪ :‬كيف ظهرت الذرة المزروعة اعتباراً من الذرة البرّية ‪teocinte‬؟ ل تكون‬
‫قضّية سهلة الحّل‪ .‬تابعت اوائل الجوبة " منطق‪ :‬الفروقات الضخمة‪ ,‬ثّم كمّية الجينات الضخمة‬
‫اللزمة "‪ .‬هل حصل تطّفر لعدد غير محدد من الجينات في العشر آلف عام الخيرة } يمكن‬
‫افتراضه كتاريخ لبدء تدجين الذرة {؟ أيكون اصل الذرة اقدم بكثير مما نتخّيل؟‬
‫لقد اثبتت ابحاث الربعين عام الخيرة‪ ,‬والتقّدم الحاصل بعلم الحياء الجزيئي‪ :‬بأّن الفروقات‬
‫الرئيسية بين الذرة الزراعية والذرة البرّية ‪ ,teocinte‬تعود الى وجود خمس مجموعات من‬
‫الجينات‪ ,‬او من الفضل القول خمس ‪ .(QTL (quantitative trait loci‬حيث يشّكل ‪:QTL‬‬
‫التسمية التي تستقبلها تلك المجموعات من الجينات‪ ,‬التي ترتبط بقّوة لجل التوريث معًا‪ ,‬والتي‬
‫تساهم ايضا ببناء ذات الميزة } مراجع ‪ 3‬و ‪.{ 16‬‬

‫بفضل اعمال عالم الوراثة الميركي ‪ ,John Doebley‬نعرف النوع )‪teosinte branched1‬‬
‫‪ (tb1, QTL‬وظيفته هي منع النمو‪ ,‬اعاقة نمو التفرعات الجانبية } مع اوراقها‪ ,‬سنبلتها‬
‫الذكرية وسنبلتها النثوية {‪ } .‬مراجع ‪.{ 3‬‬
‫كيف يتصرف ‪ tb1‬؟ حسنًا‪ ,‬لنقارن فعله في النوع البري ‪ teocinte‬وفي الذرة الزراعية‪:‬‬

‫ي ‪ ,teocinte‬تعبير ‪ tb1‬يكون قليلً أو ُمنعدمًا‪ ,‬بالتالي‪ ,‬ل‬


‫أوًل‪ :‬في البراعم الجانبية للنوع البر ّ‬
‫يظهر شيء بمستوى جزيئي‪ :‬يقوم بمنع نمو التفرعات الجانبية وبالتالي‪ ,‬تنمو تلك الفروع‪.‬‬
‫} مراجع ‪{ 3‬‬
‫ثانيًا‪ :‬مع هذا‪ ,‬يعّبر هذا الجين في الذرة الزراعية بسرعة ُمضاعفة لسرعته في النوع البري‪,‬‬
‫كنتيجة لرسالة " منع النمو " تنتشر في البراعم الجانبية‪ ,‬وكنتيجة ل تنمو التفرعات‪ } .‬مراجع‬
‫‪{3‬‬

‫لهذا السبب‪ ,‬اغلب نباتات الذرة المتطفرة ب ‪ ,tb1‬عند فقدان وظيفية ‪ ,QTL‬تقوم بتوليد افرع‬
‫جانبية ذات حجم أكبر‪ .‬بالنهاية‪ ,‬من المعروف بأّن النشاط الُمختلف ل ‪ tb1‬في النوع البري‬
‫والنوع الزراعي‪ :‬ل يعود لكون كل الجينان مختلفان } مراجع ‪.{ 3‬‬
‫كل‪ ,‬فقي الواقع الجين ذاته ‪ tb1‬في النوع البري والنوع الزراعي هو ذاته‪ .‬ما يحدث في كل‬
‫النباتين‪ :‬أن ترتيب الجين يكون ُمختلفًا‪ ,‬المر الذي يقود الى ايقاع نشاط مختلف لكل نبات منهما‪.‬‬
‫يقتضي اختلف ايقاع التعبير الجيني أّنه في النوع البري‪ :‬يكون هذا الجين اقّل نشاط بوظائفه‪,‬‬
‫وعلى العكس من هذا‪ ,‬في الذرة المزروعه حيث يكون الجين أكثر نشاطا ً بكثير } مراجع ‪.{ 3‬‬
‫المر الذي يثبت لنا‪ :‬بأّنه ل يهم حجم او دّقة التعديل في جين واحد فقط باتجاه دقيق ‪ ,‬لجل احراز‬
‫فروقات مورفولوجية ضخمة‪.‬‬
‫ي ‪teocinte (Zea mays ssp. mexicana. C‬نموذج ذرة زراعي ‪Zea‬‬ ‫‪ A‬نبات ذرة بر ّ‬
‫‪mays ssp. mays ; E‬عّينة ذرة زراعية متطّفرة بالجين ‪.tb1‬‬
‫مصدر الصورة ‪Ref. 3‬‬

‫بما يتصل بما سلف‪ ,‬تّم العثور على ‪ QTL‬آخر‪ ,‬يسمى‪ ,(barren stalk1 (ba1 :‬كما لو كان‬
‫مرآة تبّين لنا ثقتنا بانفسنا‪ ,‬كما لو كان الصيغة التي تحّول الشاكي ‪ Jekyll‬الى الهمجّي ‪,Hyde‬‬
‫يكون ال ‪ barren stalk1‬الُمعاكس الخفّي للنوع البري ‪ } teosinte branched1‬مراجع‬
‫‪.{ 6‬‬
‫ففيما لو رأينا الجين ‪ tb1‬المتعرض لنخفاض نشاطه‪ :‬حيث نرى نباتات بتفرعات جانبية هامة‪,‬‬
‫فإننا سنجد بأّن تخفيض نشاط الجين ‪ ,ba1‬سيؤدي الى نباتات دون تفرعات جانبية } على الرغم‬
‫بأنه في الواقع‪ ,‬تّم العثور على طفرات بدرجة واسعة في هذا النوع من التعديلت { } مراجع ‪.{ 6‬‬

‫ظم ضروري في التشكيل المبكر للبراعم التي‬ ‫بنوع من الثقة‪ ,‬نقول بأّن الجين ‪ :ba1‬يشّكل من ّ‬
‫تعطي السيقان الجديدة } سيقان جمع ساق {‪ ,‬الزهار او الثمار الجانبية‪ .‬لهذا ُترى طفرات هذا‬
‫الجين مصّغرة لنمو التفرعات الجانبية من جانب‪ ,‬مبّينة من الجانب الخر نمو عمودي قو ّ‬
‫ي‬
‫للنبات } مراجع ‪.{ 6‬‬
‫شبهة في التوازن بين ‪ ba1‬و ‪ ,tb1‬تكون السبب الُمحقق لراحة‬ ‫تشّكل تلك الثنائية‪ :‬قاعدة ال ُ‬
‫البنية التشريحية للذرة الحديثة } مراجع ‪.{ 6‬‬
‫‪ba1A‬مؤثرات طفرة الجين على نمو الذرة‪ .‬ازهرار ذكري بنبتة متطفرة‪ B .:‬ازهرار ذكري‬
‫ي والنباتّي‪ ,‬على التوالي‪,‬‬
‫بنبتة برية ‪C y D .‬ازهرار ذكري بنبتة برية; فروقات في النمّو التكاثر ّ‬
‫بين نباتات برية )الى اليسار( ومتطّفرة )الى اليمين(‪ ,‬لحظوا الفتقار الى البراعم الجانبية في‬
‫الخيرة‪.‬‬
‫مصدر الصورة‪Ref. 6 :‬‬

‫يوجد فارق بارز آخر‪ :‬بذور النوع البري ‪ ,teocinte‬محمية بقشرة سميكة‪ ,‬غامقة ومتخشّبة‪,‬‬
‫حماية غائبة في الذرة المزروعة وُمختصرة الى مقعد ضخم للبذور العارية } مراجع ‪.{ 3‬‬
‫ُتشير دراسات جزيئية عديدة لّن واحد من ال ‪ QTL‬الكثر أهمّية‪ ,‬لنمو تلك الغطية هو جين‬
‫‪ ,(teosinte glume architecture1 (tga1‬والذي تحّققت تقدمات اكثر اهمية به من قبل‬
‫فريق البحث ‪ Wang, H. et al‬في العام ‪ .2005‬فنتائج ابحاثه المنشورة بمجلة الطبيعة‪:‬‬
‫ظم آخر ويعمل‬‫تستخلص بأّن ‪ ,(teosinte glume architecture1 (tga1‬عبارة عن جين ُمن ّ‬
‫كنقطة انطلق في تشكيل تلك الكؤيسات} مراجع ‪.{ 17‬‬
‫ايضا ً لحظوا وجود ‪ 6‬فروقات جينية بين جين الذرة الزراعية ‪ tga1‬وبين جين الذرة البرية‬
‫‪ ,tga1‬والتي من بينها‪ :‬تغّير في المنطقة السادسة‪ ,‬بسبب النشاط الُمختلف للجين في نبات أو‬
‫آخر‪ .‬بمطابقة نموذج الباحثين‪ ,‬نلحظ بكفاية طفرة واحدة في جين اساسي لجل اعطاء الصل‬
‫لبذور عارية نراها في الذرة الزراعية انطلقا من بذور محمية بقّوة للنوع البري ‪teocinte‬‬
‫} مراجع ‪.{ 17‬‬
‫‪ (A‬عرنوس ذرة يظهر محوره )‪ (cb); B‬عرنوس نوع بري ‪ (C‬عرنوس نوع بري مع الجين‬
‫المتطفر الليل ‪ tga1‬للذرة المزروعة‪ ,‬نرى بين الُعقد )‪ (in‬والعصفة )‪ (gl). D‬حبيبة من النوع‬
‫البري ‪ ,‬لحظوا غطاء الحماية‪ (E .‬حبيبة من النوع البري مع الليل ‪ tga1‬للذرة الزراعية‪(F .‬‬
‫عرنوس ذرة زراعية‪ ,‬لحظوا العصفات )‪(gl). G y H‬عرنوس ذرة مع الليل ‪ tga1‬للنوع‬
‫البري ‪ ,‬كبرت العصفات وانطوت بعض الحبيبات حتى‪.‬‬
‫مصدر الصورة ‪17 .‬‬

‫صول العرنوس‬

‫يتبّقى علينا شرح الملمح الكبرى المتصلة بالبنية التشريحية للذرة الزراعية وبذورها العارية‪ ,‬ما‬
‫يعني القيام بشرح اصل العرنوس ذاته‪ ,‬نموه وانتشاره‪ ,‬بالقياس مع سنبلة النوع البري‬
‫‪ .teocinte‬حل هذه القضّية ل يكون خالي من المشاكل‪ ,‬فللن ل يوجد معطيات قطعية ول‬
‫خلصات نهائية‪ ,‬على الرغم من توفر معلومة كافية قادرة على اعطائنا فكرة عّما حصل‪.‬‬
‫يعود الدليل القدم على الذرة الزراعية الى كهف ‪ Guilá Naquitz‬في المكسيك‪ .‬عبارة عن‬
‫مكان مليء بالدغال العسيرة والمتموضعه على ارتفاع ‪ 1926‬متر عن سطح البحر‪ ,‬مع هطولت‬
‫ل تتعدى ‪ 600‬مليمتر‪ .‬اثبتت الحفريات حضور نشاطات بشرية لصيادين وملتقطي ثمار‪ ,‬منذ‬
‫الفترة الواقعة بين ‪ 10650‬الى ‪ 6980‬عام قبل الن حسب تقنية تأريخ الكاربون ‪ } 14‬مراجع‬
‫‪.{ 12‬‬
‫‪Tehuacán‬صورة ُتظهر لنا مكان وادي وكهف ‪ ,Guilá Naquitz‬مكان التوّزع الحديث‬
‫لسلف الذرة‬
‫مصدر الصورة‪:‬‬
‫‪Ref. 12‬‬

‫تمتلك باقي انواع الذرة الكثر قدما ً في طبقات كهف ‪ Guilá Naquitz‬عمراً } محسوب عبر‬
‫قياسات دقيقة بالكاربون ‪ { 14‬لفترة تعود الى ‪ 60 ± 5.420‬و ‪ 4040 ± 5.410‬عام‪ .‬ايضا‬
‫عثروا على حبيبات من غبار الطلع لنوع ‪ Zea‬بعمر ‪ 6.980-9.500‬عام‪ ,‬وكأدلة على زراعة‬
‫اليقطين )‪ (Curcubita pepo‬لفترة تعود الى ‪ 7.000-8.990‬عام قبل الن‪ } .‬مراجع ‪.{ 12‬‬
‫لم يعثروا بين تلك البقايا على العرانيس التي نعرفها‪ ,‬لكنهم شاهدوا " ميني عرانيس " بميزات‬
‫شديدة الخصوصية ول تفوق ‪ 25‬ملمتر طول‪ ,‬وهو حجم مشابه لسنابل النوع البري ‪teocinte‬‬
‫‪ } ((Z. mays ssp. parviglumis‬مراجع ‪.{ 12‬‬

‫تصوير لعرانيس الذرة المعروفة الكثر قدماً‪ ,‬الُمكتشفة في كهف ‪.Guilá Naquitz, México‬‬
‫العرنوس الكبر )في السفل(‪ ,‬طوله ‪.mm 25‬‬
‫مصدر الصورة‪Ref. 12 :‬‬
‫يشّكل العرنوس ُبنية خصوصّية‪ .‬فهو يمتلك محوراً صلبا ً ومرنا ً تنتظم عليه الحبيبات العارية‬
‫بصيغة صفوف " مضاعفة "‪ .‬بدورها الحبيبات تتموضع عموديا ً على محور العرنوس الطولني‪.‬‬
‫من جانبها‪ ,‬تمتلك سنبلة النوع البري ‪ teocinte‬محوراً تنتظم عليه الحبيبات المحمية بقشرة‬
‫قاسية بصفين " بسيطين " فقط‪ ,‬بوضعية موازية للمحور الطولنّي‪ } .‬مراجع ‪ 3 ,1‬و ‪.{ 16‬‬
‫بدورها عرانيس كهف ‪ :Guilá Naquitz‬ل تكون من كل النوعين‪ ,‬بل تمتلك ميزة خاصة‬
‫انتقالّية‪ .‬انها متكونة من محور تنتظم عليه بذور عارية‪ ,‬بطريقتين‪ :‬الولى على طول صفين "‬
‫مضاعفين " ومتشكلة بزاوية ‪ 45‬درجة نسبة للمحور الطولني } وليست موازية كما في النوع‬
‫البري ‪ teocinte‬أو عمودية كما في الذرة الزراعية {‪ ,‬والثانية متشكلة من صفين " بسيطين "‬
‫ومتوجهة بزاوية ‪180‬درجة نسبة للمحور الطولنّي } مراجع ‪.{ 1‬‬
‫هذا المزيج من الميزات } بعضها خاص بالنوع الزراعي‪ ,‬وبعضها بالنوع البري وبعضها الخر‬
‫متوسط { يوضح لنا حقبة‪ :‬كانت فيها ميزات الذرة الحديثة في بداية الطريق التكوينّي } مراجع ‪1‬‬
‫{‪.‬‬

‫تنّوع حاضر في عرانيس الذرة القدم المعروفة‪,‬الُمكتشفة في كهف ‪Guilá Naquitz,‬‬


‫‪.México‬‬
‫مصدر الصورة‪Ref. 1 :‬‬

‫فيما لو تكن ُلقى كهف ‪ Guilá Naquitz‬المدخل للموضوع‪ ,‬فإّن ُلقى وادي ‪ Tehuacán‬في‬
‫المكسيك ايضًا‪ :‬تشّكل العقدة وحّلها‪.‬‬
‫فنجد في تلك المنطقة آثار بشرية وبقايا لذرة بدائّية‪ .‬فكما في كهف ‪ ,Guilá Naquitz‬نلحظ‬
‫في الطبقات الكثر قدما ً عرنيسات بطول يتراوح بين ‪ 19‬و ‪ 25‬ميلمتر مع ‪ 4‬الى ‪ 8‬حبيبات‪ ,‬مع‬
‫ذلك‪ ,‬ترتفع الطبقات في تلك المنطقة حتى تصل لوقتنا الراهن‪ ,‬الى ما قبل ‪ 500‬عام من الن‪.‬‬
‫ي الكامل لعرنوس الذرة‪ ,‬مع السلف العرنيسات‬ ‫خلل كل تلك الحقبة‪ ,‬نواجه التعاقب التطور ّ‬
‫الصغيرة في الطبقات الكثر قدما ً والعرانيس الحالية في الطبقات الحديثة‪ } .‬مراجع ‪.{ 4‬‬
‫التعاقب الكامل لتطور عرنوس الذرة منذ ‪ 7000‬عام قبل الن وصولً الى ‪ 500‬عام قبل الن‪.‬‬
‫مصدر الصورة‪Ref. 4 :‬‬

‫وفق ما سلف‪ ,‬يمكن التأكيد على أّنه في ظهور وتطور العرنوس‪ ,‬تكون لحظة الصفر هي النقطة‬
‫الكثر عرضة للنقاش‪ .‬ونعود لبداية كل شيء‪ ,‬ما الذي حّول تشعبا ً } تفّرعا ً { للنوع البري‬
‫‪ teocinte‬الى ُعرينس صغير اصلّي ؟‬
‫بحسب اعادة بناء بقايا احفورية‪ ,‬فإّن العرينس الصلي‪ :‬تّوجب ظهوره عبر بنية ل تكون اكبر‬
‫بكثير من سنبلة النوع البري ‪.teocinte‬‬

‫مقارنة بين سنبلة النوع البري ‪ ,(teocinte (A‬نوع الذرة البدائي الكثر قدما )‪ (B‬ونوع الذرة‬
‫الحديث)‪.(C‬‬
‫مصدر الصورة‪Ref. 5 :‬‬
‫تّم اقتراح عدد من التفسيرات لحّل هذه الحجية‪ .‬بعضها يتطرق لنوع من التهجين‪ ,‬حيث سيكون‬
‫نوع الذرة البدائي ثمرة عملية تهجين بين النوع البري ‪ teocinte‬من جنس ‪ Zea‬ونوع آخر من‬
‫الجنس ‪ } Tripsacum‬وبينهما علقة قرابة لصيقة جداً {‪ } .‬مراجع ‪{ 4‬‬
‫يدافع اصحاب هذا القتراح على وجه الخصوص عبر الشبه الهائل لعرنوس بعض الهجائن بين‬
‫‪ Tripsacum‬و ‪ ,teocinte‬والذي من الُمفترض انه شّكل العرنوس البدائي للذرة‪ ,‬نقطة اخرى‬
‫بسبب حضور تعّدد الشكال الخاصة بالنوع البري ‪ teocinte‬وبنوع ‪ teocinte‬في الذرة‬
‫} مراجع ‪ ,{ 4‬مع ذلك‪ ,‬هذا النموذج ل يخلو من المشاكل‪ ,‬كعدد كروموزمات الهجائن } المختلف‬
‫عن ‪ { 10‬أو ضعف الخصوبة وضعف النجاح بالتهجين بالتالي‪ } .‬مراجع ‪.{ 14‬‬

‫هجين بين النوع البري ‪ F2 teocinte‬و نوع ‪ .Tripsacum‬لحظوا الشبه الهائل مع النوع‬
‫البدائي للذرة المرسوم‪.‬‬
‫مصدر الصورة‪Ref. 4 :‬‬

‫اقتراح بديل للسابق‪ ,‬اقترحه عالم النبات الميركي ‪ ,Hugh H. Iltis‬عبر " النظرية الكارثّية‬
‫للتحول الجنسّي " “”‪Teoría Catastrófica de la Transmutación Sexual‬‬
‫‪ ,((CSTT‬وبحسبها‪ :‬يظهر عرنوس الذرة بسبب تبّدل في الفيزيولوجية الهرمونية‪ ,‬والتي‬
‫تنتهي بافاضة الهرمونات النثوية على السنابل الذكرية‪ ,‬محولة اياها الى عرانيس‪ .‬في الوقت‬
‫الراهن‪ ,‬ل يوجد اي اهتمام بهذا القتراح } مراجع ‪.{ 9‬‬

‫مع ذلك‪ ,‬عالم النبات ذاته يقترح تحديث لنظريته لتصبح " النظرية الجديدة للتحول الجنسي " “‬
‫‪ .(Nueva Teoría de la Translocación Sexual” (STLT‬وفق هذا النموذج‪ :‬فيما لو‬
‫تقترب السنابل الذكرية بوفرة من الزهار النثوية‪ ,‬فان هرمونات النثوية ستنتهي بقلب جنسانية‬
‫السنبلة الذكرية } اي تحويلها {‪ .‬هذا بدوره سيجد اساسه في النتقاء المتقدم للنماذج مع‬
‫عرانيس كبيرة‪ ,‬يتأسس حجمه في اقترابه الكبر من ساق النبات } مراجع ‪.{ 9‬‬

‫جدول )موجز ومعدل( لنموذج ‪ STLT‬لعالم النبات ‪ Hugh H. Iltis‬لجل تفسير اصل عرنوس‬
‫الذرة‪ -1 .‬فرع جانبي مع سنبلت انثوية محورية وسنابل ذكرية طرفية‬

‫; ‪ -2‬تحول جزئي لسنبلة ذكرية طرفية الى سنبلة انثوية; ‪ -3‬انتقاء السنبلة النثوية الطرفية; ‪-4‬‬
‫سيطرة للسنبلة النثوية الطرفية‪ .‬مصدر الصورة‪) Ref. 9 :‬معدل(‬

‫ربما يكون هذا النموذج معقوًل‪ ,‬وهنا ندخل في نموذج ثالث للخلف‪ " ,‬الفرضية الُمجمع عليها‬
‫للنوع البري ‪ .(Teocinte " (OTH‬وبحسب هذا النموذج‪ ,‬فإنه بفضل طفرات اساسية بجينات‬
‫اساسية‪ُ ,‬أعطي الصل ليس فقط للجسم التشريحي للذرة‪ ,‬بل ايضا ً لتكوين عرانيسها } مراجع‬
‫‪.{ 9‬‬
‫فيما لو نتذكر الطفرة ‪ ,(teosinte branched1 (tb1‬فإّن الذرة المتطفرة قد طورت سيان‬
‫طويلة جانبية شبيهة بما لدى النوع البري ‪ ,teocinte‬لكن ليس هذا فقط‪ ,‬اضافة لنه في اطراف‬
‫تلك الفروع الجانبية نمت سنابل ذكرية كما في النوع البري ‪ { teocinte‬وليست انثوية } كما في‬
‫الذرة {‪ .‬مع هذا‪ ,‬يمكن الذهاب ابعد من هذا‪ ,‬عندما يصطدم مع اقتراح ‪ } Iltis‬مراجع ‪.{ 7‬‬

‫جرت ملحظة أنه عند حدوث " طفرات مضاعفة " واحدة منها ‪ tb1‬والخرى ‪(dwarf1 (d1‬‬
‫أو ‪ ,(anther ear1 (an1‬طفرات تساهم بانتاج نباتات قزمة‪ ,‬في الفروع الجانبية تتابع السنبلة‬
‫الذكرية تشّكلها‪ .‬هذا ُيشير لّن تشكيل السنبلة الذكرية ل يتوقف على طول الفرع الجانبي‪ ,‬بل هو‬
‫عبارة عن ميزة مستقلة } مراجع ‪.{ 7‬‬
‫فكما رأينا‪ ,‬على القل بجزء‪ " ,‬تطور معكوس " من الذرة الى النوع البري ‪ ,teocinte‬هل يوجد‬
‫ُلقى اكثر بفضل النموذج ‪OTH‬؟ باتجاه واضح‪ ,‬نعم‪ .‬دون الذهاب بعيدًا‪ ,‬نعرف بعض الطفرات‪,‬‬
‫مثل ‪ ,(tassel seed 2 (ts2‬وهي قادرة على التسّبب بانتهاء نمو الزهار الذكرية الى ازهار‬
‫انثوية } مراجع ‪ .{ 10‬ليس فقط هذا‪ ,‬ايضا أّكدت بأّن الطفرات المضاعفة ‪ tb1: ts2‬تمتلك‬
‫السنابل الذكرية جزئيا ً أو السنابل النثوية كليًّا‪ } .‬مراجع ‪.{ 7‬‬

‫في الصورة )‪ (A‬تفرعات جانبية للطفرة المضاعفة ‪ ,tb1 : ts2‬للطفرة ‪ tb1‬والطفرة المضاعفة‬
‫‪ ;tb1 : an1‬يمكن ملحظتها كطفرة مضاعفة فقط ‪tb1 : ts2‬تبّين تأنيث السنبلة الذكرية‪(B) .‬‬
‫نمو اكبر في شعيرات النبتة المتعرضة للطفرة المضاعفة ‪.ts2 : tb1‬‬
‫مصدر الصورة‪Ref. 7 :‬‬

‫بل اكثر من ذلك‪ ,‬في وقتنا الراهن‪ ,‬يجري اختبار حول امكانية تحوله الى نوع ‪Zea mays ssp.‬‬
‫‪ Parviglumis‬بمدة قصيرة‪ ,‬عبر ضغط انتقائّي‪ ,‬في نموذج نباتي يذّكرنا بنوع الذرة البدائّي‪.‬‬
‫تبين نتائج الختبار المعمول في جامعة ‪ Wisconsin‬بأنه منذ الحلقة الولى يمكن رؤية‪ :‬نباتات‬
‫بتفّرع طبيعي‪ ,‬نباتات بتفّرع غير موجود تقريبا ً ونباتات بتفّرعات متوسطة‪ .‬ليس هذا فقط‪ ,‬بل‬
‫ظهرت سنابل ذكرية مؤنثة جزئيًا‪ ,‬والتي بصيغة مؤكدة‪ ,‬تذكرنا " بالذرة البدائية " والتي شاهدنا‬
‫بقاياها " الحفورية " سابقًا‪.‬‬
‫;‪Doebley Lab‬سلسلة من صور الختبار المسم ‪teocinte‬حيث نلحظ التناقص التدريجي‬
‫للتفّرع الجانبي بالنوع البري )‪ .(a, b y d‬في ‪ C‬يمكننا رؤية سنبلة ذكرية مؤنثة جزئيًا‪.‬‬
‫مصدر الصورة‪.Doebley Lab :‬‬

‫بالضافة لملحظة كيفية تغّير النوع البري ‪ teocinte‬بيئيا ً بفضل ميزات الوسط الموجود فيه‪,‬‬
‫مكيفا ً تشّكلت مختلفة‪ .‬الكثير منها يذكرنا بالذرة الحديثة‪:‬‬

‫جدول يبين التكيفات البيئية للنوع البري‪ (A .‬مثال من نوع ‪ ssp. parviglumis‬التي تنمو في‬
‫منطقة ‪ ,Balsas‬في الشروط المفضلة للنبتة‪ (B .‬نموذج من المنطقة العليا في ‪,Missouri‬‬
‫شبيهة بنماذج وادي ‪ Río Grande‬في ‪ ,México‬تكون اكثر ارتفاع واقّل تفرعات‪ .‬فيها‬
‫عرنيسات باربع حّبات‪ (C .‬نماذج شمالية مع عرنيسات بثماني حبيبات‪ ,‬من المفترض انها‬
‫انتشرت من ‪ Texas‬و ‪ (México. D‬ذرة حديثة‪.‬‬
‫مصدر الصورة‪Ref. 5 :‬‬
‫التدجين‬

‫ ما دور‬,‫ لكن‬.teocinte ‫تّم التقّدم كثيراً بمحاولت فهم " كيف " تطورت الذرة من النوع البري‬
‫البشر في تأصيله؟ اسباب تدجينه؟‬
10000 ‫ الى‬5000 ‫ ُيشتبه بحدوث تدجين الذرة في الفترة الممتدة بين‬,‫وفق الدليل الركيولوجي‬
,‫ عام‬9000 ‫ ل يكون غير معقول التأكيد على اّن بدايات تدجينها لتغزو العالم منذ‬.‫عام قبل الن‬
‫ يأتي‬teocinte ‫ فمصطلح‬,‫ دون ذهابنا بعيدًا‬.‫ في جنوب المكسيك‬Río Balsas ‫كانت في وادي‬
‫’ والمستخدمة من قبل شعوب اميركا القديمة للتعبير عن " حّبة‬Nahuátl ‘teocintli ‫من كلمة‬
Zea luxurians y Z. mays o las :‫ مثل‬,‫ قاصدين بها النباتات السنوية‬," ‫اللهة‬
.{ 16 ‫ } مراجع‬perennes Z. perennis y Z. diploperennis
,Guilá Naquitz ‫ وكهف‬Tehuacán ‫ فاللقى الحفورية الكثر قدما ً تعود لطبقات وادي‬,‫حسنًا‬
‫ مع حضور لعرانيس مختلفة عن‬,‫ عام قبل الن‬5000 ‫ الى‬6000 ‫والتي تعود للفترة الممتدة بين‬
,{ 12 ‫ و‬1 ‫ } مراجع‬teocinte ‫العرانيس الحالية وبميزات مشتركة للذرة الحالية والنوع البري‬
‫ والتي تشير لحضور‬,Río Balsas ‫وهذه الميزات تّمت ملحظتها باكتشافات حديثة في وادي‬
.{ 13 ‫ عام على القل } مراجع‬8700 ‫الذرة الزراعية المدجنة منذ‬

‫المراجع‬.REFERENCIAS

Benz, B. F. (2001) Archaeological evidence of teosinte -.1 •


domestication from Guilá Naquitz, Oaxaca. PNAS February 13,
.2001 vol. 98 no. 4 2104-2106

Doebley, J. et al (1995). teosinte branched1 and the -.2 •


Origin of Maize: Evidence for Epistasis and the Evolution of
(Dominance. Genetics 141: 333-346 (September, 1995

Doebley, J. (2004) The Genetics of Maize Evolution. -.3 •


Annu. Rev. Genet. 2004. 38:37–59 doi:
10.1146/annurev.genet.38.072902.092425

Eubanks, M. W. (2001) The Mysterious Origin of -.4 •


Maize. Economic Botany, Vol. 55, No. 4 (Oct.-Dec., 2001) pp. 495-
.514. Artículo completo disponible AQUÍ

Galinat, W. C. (1995) El origen del maíz: El grano de la -.5 •


humanidad. Economic Botany, Volume 49, Number 1 / enero de
.1995. Artículo completo disponible aquí

Gallavotti, A. et al (2004) The role of barren stalk1 in -.6 •


the architecture of maize. NATURE |VOL 432 | 2 DECEMBER
2004
Hubbard, L. et al (2002) Expression Patterns and -.7 •
Mutant Phenotype of teosinte branched1 Correlate With Growth
Supression in Maize and Teosinte. Genetics, Vol. 162, 1927-1935,
December 2002

Iltis, H. H. et al (1979). Zea diploperennis (Gramineae): -.8 •


A New Teosinte from Mexico. Science 12 January 1979; Vol. 203.
no. 4376, pp. 186-188. DOI: 10.1126/science.203.4376.186

Iltis, H. H. (2000) Homeotic Sexual Translocations and -.9 •


the Origin of Maize (Zea mays, Poaceae): A New Look at an Old
Problem. Economic Botany, Vol. 54, No. 1 (Jan.- Mar., 2000), pp.
.7-42. Artículo completo disponible aquí

Iris, E. E. y Nelson, T. M. (1993). Development of -.10 •


Tassel seed 2 Inflorescences in Maize. American Journal of
Botany, Vol. 80, No. 3 (Mar., 1993), pp. 292-299

Lauter, N. y Doebley, J. (2002) Genetic Variation for -.11 •


Phenotypically Invariant Traits Detected in Teosinte:
Implications for the Evolution of Novel Forms. Genetics, Vol.
.160, 333-342, January 2002

Piperno, D. R. y Flannery, K. V. (2001) The earliest -.12 •


archaeological maize (Zea mays L.) from highland Mexico: New
accelerator mass spectrometry dates and their implications.
.PNAS February 13, 2001 vol. 98 no. 4 2101-2103

Piperno, D. R. et al (2009) Starch grain and phytolith -.13 •


evidence for early ninth millennium B.P. maize from the Central
Balsas River Valley, Mexico. Proceedings of the National
(Academy of Sciences (23 March 2009

Smith, C. W., Betrán, J. y Runge, E. C. A. (2004) -.14 •


Corn: origin, history, technology, and production. Volumen 4 de
Wiley series in crop science. Volumen 5 de Crop Production
.Series. Editado por John Wiley and Sons, 949 páginas. Pp. 3-65

Tiffin, P. y Gaut, B. S. (2001) Sequence Diversity in the -.15 •


Tetraploid Zea perennis and the Closely Related Diploid Z.
diploperennis: Insights From Four Nuclear Loci. Genetics, Vol.
158, 401-412, May 2001, Copyright © 2001
Vollbrecht, E. y Sigmon, B. (2005) Amazing grass: -.16 •
developmental genetics of maize domestication. Biochemical
.Society Transactions (2005) Volume 33, part 6

Wang, H. et al (2005) The origin of the naked grains of -.17 •


maize. Nature. 2005 August 4; 436(7051): 714–719. doi:
10.1038/nature03863

White, S. y Doebley, J. (1998) Of genes and genomes -.18 •


and the origin of maize. Trends in Genetics, Volume 14, Issue 8, 1
.December 1998, Pages 327-332

http://cnho.wordpress.com/2009/10/06/el-huerto-evolutivo-4-del-
teocinte-teosinte-al-maiz-la-evolucion-es-la-repanocha
‫ي }‪ :{5‬تطـــّور القُْطْن‬
‫الُبستان التطور ّ‬
‫لماذا يكون القطن ذو فائدة جّمة‪ ,‬ليس لقسم من البشر‪ ,‬بل لكل العالم‪ .‬ل يكون ُمختلفا ً عن‬
‫القوميات‪ ,‬العقائد أو الثقافات‪ .‬ففي الوقت الراهن ُيستعمل بكل نماذج الثياب‪ُ ,‬يستخرج من بذوره‬
‫زيت هام‪ ,‬ذو فائدة في صناعة مستحضرات التجميل عدا كونه مصدر للسيللوز المستعمل بتصنيع‬
‫كافة انواع النقود الورقية‪ ,‬دولرات ويورو‪ .‬لكن القطن ايضا ً هو ابن علم الحياء البيولوجيا‪:‬‬
‫يشّكل ثمرة الظاهرة الكافرة المسماة بالتطور!!‬
‫نحصل على كنزنا الثلجّي من شجيرة القطن‪ ,‬عبارة عن نبات من جنس ‪ .Gossypium‬كانت‬
‫النواع الكثر زراعة تقليديا في اوروبا من هذا الجنس‪ ,‬مثل‪Gossypium :‬‬
‫‪ } arboreum L‬موطنه الصلي جنوب آسيا { و ‪ }Gossypium herbaceum L‬أتى من‬
‫جنوب افريقيا {‪ ,‬والتي تقهقرت زراعتها بوقتنا الراهن بسبب نوعين مسيطرين على السوق‬
‫حاليًا‪ ,‬هما‪ } Gossypium hirsutum L :‬اصله من اميركا الوسطى‪ ,‬منطقة الكاريبي وفلوريدا‬
‫{ و ‪ } Gossypium barbadense L‬مصدره اميركا الجنوبية {‪ ,‬واللذان تحول لنوعين‬
‫مفضلين عند الُمزارعين‪ } .‬مراجع ‪{ 17‬‬

‫زهرة شجيرة القطن نوع ‪.Gossypium hirsutum L‬‬


‫مصدر الصورة‪Mytho-Fleurs :‬‬

‫يكون في الواقع جنس ‪ Gossypium‬اكثر اتساعا مما هو ُمتو ّقع‪ .‬فهو يشتمل‬
‫على ‪ 50‬نوع من النباتات‪ ,‬متضمنا صيغ شجر ّية‪ ,‬جنيب ّية وعشب ّية حيث ت مّ‬
‫استثماره مرات كثيرة في التاريخ البشر يّ } مراجع ‪ .{ 11‬ينتمي هذا النوع‬
‫ي الى عائلة ‪ :Malvaceae‬التي تتضّمن بين نباتات اخرى الخّبازة ‪malvas‬‬
‫النبات ّ‬
‫‪ (.(Malva sp. y Lavatera sp‬و النبات الشهير ‪ ,(.hibiscos (Hibiscus sp‬المنتشرة في‬
‫كثير من الحدائق نظرا لجمال ازهارها‪.‬‬
‫الى اليسار ازهار لنوع ‪ . Lavatera cretica‬الى اليمين ازهار لنوع ‪ .Hibiscus sp‬كل‬
‫النباتين ينتميان لعائلة ‪ ,Malvaceae‬وهي ذات عائلة القطن ‪algodón‬‬

‫ابن المسافرين‬

‫أّية دروس في علم الحياء التطوري‪ُ ,‬تعطينا شجيرة القطن؟كما يقول بعض محبي استعمال علم‬
‫المصطلحات " الخاصة "‪ ,‬نعثر في شجيرة القطن على ظواهر " ميكرو تطور‬
‫‪ " microevolución‬كما على ظواهر " ماكرو تطور ‪ ," macroevolución‬لهذا فيما لو‬
‫نرغب بفهم التطور بمستوى نوعّي‪ ,‬اضافة لظواهر نشوء النواع المذكورة سابقًا‪ ,‬سيكون‬
‫بالمكان تحقيق الدراسة بفضل حوادث التطور الجزيئّي‪.‬‬
‫تكون شجيرات القطن نباتات ثنائية المجموعة الصبغية ‪ ,(diploides (2n‬اي خلياها مكونة‬
‫فقط من مجموعتي كروموزومات } مثلنا {‪ .‬تبعا لميزاتها التشريحية ولميزات جينومها الخاص‪:‬‬
‫تّم تضنيفها في ‪ 8‬نماذج كبيرة‪ ,‬هي‪ A, B, C, D, E, F, G :‬و ‪K‬حيث تمتلك كلها ‪ 13‬زوج‬
‫من الكروموزومات في جينومها اي )‪ } (2n = 26‬مراجع ‪.{ 19‬‬

‫يكون توزيع هذا الجنس عالمّي‪ .‬يمكننا في استراليا العثور على مجموعات ‪ C, G‬و ‪ ,K‬ونعثر‬
‫في افريقيا وآسيا على مجموعات ‪ A, B, E‬و ‪ ,F‬ونعثر في المكسيك‪ ,‬البيرو وجزر غالباغوس‬
‫واريزونا على المجموعه ‪ } D‬مراجع ‪.{ 19‬‬
‫التنوع الهائل للقطن‪ ,‬بذور ناضجة لنواع‪ A y B) G. hirsutum) :‬مزروع وبري على‬
‫التوالي; )‪ C) G. tormentosum‬من هاواي; )‪ D) G. arboreum‬مرزوع ينتمي الى‬
‫المجموعه ‪ A; (E) G. herbaceum‬بري عضو في المجموعه ;‪A; (F) G. raimondii‬‬
‫‪(G) G. davidsonii; (H) G. longicalyx; (I) G. anomalum; (J) G.‬‬
‫‪ (sturtianum, (K‬صورة مقارنة لها كلها‪.‬‬
‫مصدر الصورة‪Ref. 3 :‬‬

‫نصل لما يكون ممتعًا‪ .‬لو نقم بتذّكر أن النواع التي وصلت الى السوق العالمية‪ ,‬هي ‪G.‬‬
‫‪hirsutum‬‬
‫ي من‬ ‫ي جماعة ينتميان؟ ل ينتميان الى ا ّ‬ ‫و ‪ .G. barbadense‬إلى أ ّ‬
‫مشار لها سابقا‪ .‬كلهما ينتميان الى مجموعة خاصة‪,‬‬ ‫الجماعات ال ُ‬
‫مجموعة ‪ ,grupo AD‬المتوطنة في القارة الميركية‪ ,‬وفيها نجد ‪ 5‬انواع } مراجع ‪.{ 19‬‬
‫ّ‬
‫ما هي المجموعة ‪grupo AD‬؟ منذ زمن غير قليل‪ ,‬وفي هذه السلسلة من المواضيع‪ ,‬عرفنا‬
‫نبات ذو جدول اسماء جينّي شبيه‪ ,‬انه قمحنا )‪ (.Triticum aestivum L‬كما عرفنا عملية‪,‬‬
‫تشّكل قوة تطورية فّعالة في المملكة النباتية‪ ,‬انها تعّدد المجموعات الصبغية الغيرّية‬
‫‪ } alopoliploidía‬مراجع ‪.{ 13‬‬

‫فكما راينا سابقًا‪ ,‬عملية تعدد المجموعات الصبغية الغيرية ‪ alopoliploidía‬عبارة عن ظاهرة‪:‬‬
‫يحصل فيها تهجين في نوعين مختلفين‪ ,‬معطية لنوع هجين مصاب بالعقم‪ ,‬حين اّن لخصوبته‬
‫تقود لعدم توافق المادة الوراثية لكل النوعين‪ ,‬المر الذي يمنع تشكيل البويضات وحبيبات الطلع‬
‫القابلة للحياة‪ .‬مع هذا‪ ,‬احيانا يتسنى لبعض تلك الهجائن انتاج بويضات وحبيبات طلع مع حمل‬
‫ُمضاعف من المادة الوراثية‪ .‬في حال صادف هذا الوجود‪ ,‬واحد من حبيبات الطلع يلقح واحدة من‬
‫تلك البويضات‪ ,‬هنا يمكن لللقاح ان ياخذ دوره‪ ,‬حاملً لنوع جديد من الكائنات‪ ,‬ل يكون مثل ا ّ‬
‫ي‬
‫من النوعين السابقين‪ ,‬ول حتى مثل الهجين من كليهما‪ ,‬بل هو نوع جديد بميزة‬
‫‪ alopoliploide‬قادر على اعطاء نسل خصيب‪ ,‬وعادة‪ ,‬غير قادر على التكاثر مع انواع اقارب‪.‬‬

‫ظاهرة ‪ (alopoliploidía. (A‬نوع ‪ (A; (B‬نوع ‪ (B; (C‬هجين; )‪ (D‬انتاج الهجين‬


‫وتكوين المشاج ‪ (diploides; (E‬القاح امشاج ‪ diploides‬وولدة ‪.Alopoliploide‬‬
‫‪ : MicrobiologyProcedure.com‬مصدر الصورة‬

‫في الواقع‪ُ ,‬مصطلح ‪ ,alopoliploide‬يعني‪ :‬مجموعة الكروموزومات )‪ (ploidía -‬المتعددة )‪-‬‬


‫‪ (-poli‬والغيرّية ) ‪ ,(-alo‬ما يعني‪ ,‬جينوم متشّكل من عدد من الجينومات المختلفة‪ ,‬حسب‬
‫تضاعف اصل هذا الجينوم‪ .‬مع ذلك‪ ,‬ل يكون تهجين محض‪ .‬في عملية تشكيل لمتعدد مجموعات‬
‫صبغي غيري ‪ُ ,alopoliploide‬يعاني الجينوم من تغّيرات هامة‪ ,‬بحيث يمكن اعتباره جينوماً‬
‫جديدًا‪ ,‬لم يكن موجود سابقاً في الطبيعه‪ .‬بمدى زمني قصير‪ ,‬تخمد بضع جينات‪ ,‬وتعّبر جينات‬
‫اخرى‪ ,‬يتعّدل ترتيب العديد من الطرق الجينية‪ :‬حتى يمكن ان تصل لتعيد ترتيب مناطق كاملة من‬
‫الجينوم‪ .‬بمدى زمني طويل‪ ,‬تكتسب الجينات المختلفة وطرق ترتيبها وظائف اكثر تخصصًا‪ ,‬آليات‬
‫تعبير جيني نوعّية اكثر أو حتى الوصول لصياغة وظائف جديدة كليّا ً } مراجع ‪ 18 ,13 ,7 ,2‬و‬
‫‪.{ 19‬‬
‫اذاً المجموعة ‪ grupo AD‬للجنس ‪ :Gossypium‬تمتلك اص ل ً في واحدة من تلك‬
‫الظواهر‪ .‬احد الجينومات ينتمي للمجموعة ‪ } grupo A‬ذات المجموعه التي‬
‫ينتمي لها النواع المزروعة تاريخيا ً في ‪ ,Eurasia‬وهي ‪G. arboreum y G.‬‬
‫‪ ,{ herbaceum‬المتوطنة في القطاع الفريقي السيوي‪ ,‬بينما ينتمي‬
‫الجينوم الخر للمجموعة ‪ ,grupo D‬المتوطنة في القارة الميركية‪ .‬ما يعني ان المحيط‬
‫يفصل كل المجموعتين! } مراجع ‪.{ 19‬‬
‫تطور وتدجين القطن ‪ُ .algodón‬تشير الحرف للمجموعه الجينية التي تنتمي لها كل صورة‪.‬‬
‫مصدر الصورة‪Ref. 9 :‬‬

‫لكن يتوجب العتماد على الدلة‪ .‬فجينوم المجموعه ‪ grupo AD‬يتكّون من ‪ 26‬زوج من‬
‫الكروموزومات‪ ,‬بخلف ‪ 13‬زوج من الكروموزومات التي نجدها بباقي الجنس ‪.Gossypium‬‬
‫ي والتزاوج الصبغي‪ ,‬دراسات‬ ‫منذ العام ‪ ,1940‬دراسات التشكيل الجين ّ‬
‫كيمياء النبات‪ ,‬تحاليل الخرائط الوراثية والتقنيات الحدث في السلسلة‪:‬‬
‫لم تقم بعمل شيء أكثر من التوافق مع ميزة تعدد المجموعات‬
‫الصبغية الغيرية ‪ alopoliploide‬لهذه المجموعة‪ :‬يكون الجينوم ‪ AD‬متشكلً من جينوم‬
‫‪ A‬وجينوم ‪ } D‬مراجع ‪.{ 19‬‬
‫ليس هذا فقط‪ .‬ففي العام ‪ 1940‬تّم تظهير اصل تلك المجموعه مخبريًا‪ .‬حيث قاموا بتهجين‬
‫اعضاء آسيويين من المجموعه ‪ grupo A‬مع اعضاء اميركيين من المجموعه ‪grupo D‬‬
‫ولحقاً ضاعفوا جينوم الهجائن الناتجة‪ ,‬كانت النتيجة تكوين " متعدد مجموعات صبغية غيرية‬
‫‪ alopoliploides‬نوع ‪ ." AD‬اظهرت تلك ‪ alopoliploides‬ميزتين هامتين‪ ,‬هما‪:‬‬
‫أوًل‪ :‬امكنها التهجين فيما بينها ذاتها واعطاء الصل لبذور قابلة للحياة‬

‫ثانيًا‪ :‬امكنها التهجين مع النواع الطبيعية للمجموعه ‪ grupo AD‬وافساح المجال لظهور‬
‫متحدرين خصيبين! } مراجع ‪ 4‬و ‪ .{ 19‬هذا ل يشّكل دليل على ميزة تعدد المجموعات الصبغية‬
‫الغيرية ‪ alopoliploide‬للمجموعه ‪ grupo AD‬فقط‪ ,‬بل يشّكل حالة يتم فيها تصنيف لنواع‬
‫لم تكن موجودة في الطبيعه سابقا ً ‪ ..‬يكون مؤسس من جديد في الُمختبر‪.‬‬

‫رغم هذا‪ ,‬يكون مرجحا ً للن بقاء بعض الشّك‪ .‬وسيكون هذا المر جّد طبيعي‪ ,‬حيث اننا نتكّلم عن‬
‫كل صنف ضمن الجنس ‪ :Gossypium‬الذي يكون اصله في تهجين صنف افريقي‬
‫آسيوي مع صنف آخر امريكي‪ .‬امام امكانية كتلك‪ ,‬تبقى قض ّيى ل فرار‬
‫منها‪ ,‬من اين كل هذه القدرة على النتشار لشجيرات القطن؟ فكما‬
‫يظهر‪ ,‬كثير أو أكثر‪.‬‬

‫نجد مثلً سلئل انتشرت من موطنها المكسيك وصول الى البيرو‪ ,‬كنوع ‪Gossypium‬‬
‫‪ ,raimondii‬ومن شمال المكسيك الى جزر غالباغوس نوع ‪G.‬‬
‫‪ ,klotzschianum‬ومن غرب الجنوب الميركي الى جزر غالباغوس نوع ‪G.‬‬
‫‪ } darwinii‬مراجع ‪ .{ 19‬لقد بلغت بعض اعضاء هذا الجنس جزر هاواي‬
‫حتى‪ ,‬تائهة بنصف المحيط الهادي‪ ,‬متحولة الى نوع ‪,G. tormentosum‬‬
‫نوع مستوطن } مراجع ‪ 6‬و ‪ .{ 19‬بالتالي نحن بمواجهة جماعة من‬
‫مسافرين‪ .‬يمكننا قراءة ابحاث علمية مختلفة‪ ,‬تدور حول امكان بقاء‬ ‫ال ُ‬
‫العديد من انواع الجنس ‪ Gossypium‬طافية لشهر ع ّدة بمياه مالحة‪,‬‬
‫ُمحافظة على قدرتها النتاش ّية‪ ,‬بينما اعضاء المجموعه ‪ } grupo A‬أب‬
‫المجموعه ‪ُ ,{ grupo AD‬تبدي احتمال كافيا للملوحة والطفو كما لجل البقاء على قيد الحياة‬
‫بسفر يقطع المحيط } مراجع ‪ 16 ,15‬و ‪ .{ 19‬لكن دون ادنى شّك‪ ,‬النوع الكثر احتمال من‬
‫مل البقاء ‪19‬‬ ‫الشجيرات هو شجيرات هاواي من نوع ‪ G. tormentosum‬والتي تتح ّ‬
‫شهرا في المياه المالحة قادرة على النتاش } مراجع ‪ .{ 16‬بعض‬
‫الباحثين يرى ان المدة يمكن ان تصل الى ‪ 3‬سنوات } مراجع ‪ .{ 19‬بكل‬
‫اسف‪ ,‬حاليا بعض تلك النواع مه ّدد بالنقراض‪ ,‬فالخطر الكبر الذي‬
‫يواجه النوع ‪ G. tormentosum‬هو التلوث الجيني التي من ادخال نوع‬
‫‪ archiconocida G. hirsutum‬الى هاواي‪ ,‬ذات المشكلة ُيعاني منها نوع ‪G.‬‬
‫‪ darwinii‬في جزر غالباغوس } مراجع ‪.{ 6‬‬
‫النواع الشقيقة ‪ Gossypium klotzschianum‬و ‪ Gossypium davidsoni‬تصل جنوب‬
‫كاليفورنيا مع جزر غالباغوس‪.‬‬
‫مصدر الصورة‪Buffalo Museum of Science :‬‬

‫يتم اقتراح النعزال الجغرافي‪ :‬كعامل محّرك لنشوء انواع جنس ‪ .Gossypium‬فقد طرح‬
‫ن اصل متعددات المجموعات الصبغية‬ ‫بعض الباحثين من زمن بعيد‪ :‬بأ ّ‬
‫الغيرية ‪ ,alopoliploides‬يعود الى زمن يسبق انفصال افريقيا عن اميركا الجنوبية‪ ,‬وهذا‬
‫ُيبعد مشكلة ِكبَْر المسافة البحرية الحالية‪ .‬فيما لو يثبت هذا المر‪ ,‬فاننا سنكون امام الصل‬
‫الُمفترض للصنف ‪ AD‬في المدى الزمني القائم بين العصر الكريتاسي وصولً لوائل العصر‬
‫التيراسي } ‪ 100‬الى ‪ 60‬مليون عام {‪ .‬باحثون آخرون يرون أن البشر ونشاطاتهم عبر الهجرة‪:‬‬
‫هي من تحّملت نقل وايصال انواع شجيرات القطن مجموعه ‪ grupo A‬الى القارة الميركية‪,‬‬
‫وهذا يعني اننا نعود لبدايات الزراعة في العالم } منذ ‪ 6000‬عام على الكثر {‪ .‬في الوقت الراهن‪,‬‬
‫نمتلك تقّدما ً في علم الحياء الجزيئّي‪ .‬وابحاث متصلة بهذا العلم‪ ,‬قالت كلمتها بخصوص اصل‬
‫متعددات المجموعات الصبغية الغيرية ‪ alopoliploides‬والذي يعود لواسط عصر‬
‫‪ } Pleistoceno‬بين ‪ 1‬الى ‪ 2‬مليون عام {‪ ,‬عندما انطلق اوائل الجنس البشري ‪ Homo‬من‬
‫افريقيا } مراجع ‪ .{ 19‬بينما تؤكد دراسات اخرى بأن المجموعه ‪grupo AD‬‬
‫كل مجموعه وحيدة السلك ‪ ,monofilético‬بكلمات‬ ‫لجنس ‪ : Gossypium‬تش ّ‬
‫اخرى‪ ,‬كل انواع المجموعه ‪ grupo AD‬تمتلك اصل وحيد في متعدد مجموعات صبغية غيرية‬
‫سلف ‪ } alopoliploide‬مراجع ‪ 11‬و ‪.{19‬‬
‫ثمار القطن تنتظر القطاف‪.‬‬
‫مصدر الصورة‪Wikipedia Commons :‬‬

‫تبعات ظاهرة تعّدد المجموعات الصبغّية ‪poliploidía‬‬

‫لم يتوّقف العلماء عند ذاك الحّد‪ .‬بمجّرد اكتساب كل انواع شجيرات القطن لظاهرة تعدد‬
‫المجموعات الصبغية الغيرية ‪ ,alopoliploidía‬رغبوا بمعرفة الثر الذي تفترضه تلك الظاهرة‬
‫على صعيد تطور تلك النباتات‪ .‬عندما يتضاعف جينوم ما‪ ,‬يكون متاملً العثور على جينات‬
‫ُمضاعفة ُتحافظ على استقللية تطورية مؤكدة‪ ,‬واّن بعضها يمكن أن يتحول إلى جينات زائفه‬
‫غير قابلة للحياة‪ ,‬جينات أخرى ُتحرز وظائف جديدة‪ ,‬وحتى القفز من جينوم لخر } مراجع ‪.{ 5‬‬
‫هكذا نجد دراسات على مدى أكثر من ‪ 10‬أعوام‪ ,‬تّم تحقيقها على ‪ 16‬نوع ‪Gossypium‬‬
‫‪ } hirsutum‬شجيرة القطن الكثر زراعة والممثلة للصنف ‪ُ ,{ AD‬تبرز بأنه‬
‫ومنذ أصل الصنف‪ ,‬بالكاد قد ظهرت جينات زائفة‪ ,‬المر الذي بالكاد قاد الى خسارات جينية‬
‫وظيفّية } مراجع ‪.{ 5‬‬

‫دراسات حديثة‪ ,‬محّققة على ‪ 40‬جين ومضاعفاتها‪ ,‬مقارنة لشجيرات قطن ‪ AD‬برّية وشجيرات‬
‫صص وظائفها‪.‬‬ ‫ضرة مخبريًا‪ :‬تؤكد بأنه عندما يكون لدينا جينات مضاعفة‪ ,‬كل نسخة تخ ّ‬ ‫مح ّ‬
‫كمثال‪ ,‬الجين ‪ adhA‬يكون مختص باصطناع النزيم ‪alcohol deshidrogenasa‬‬
‫‪ .A‬يعّبر هذا الجين في كل النسجة النمائّية في النبات‪ ,‬مع هذا‪ ,‬نسخة الجينوم ‪ A‬تهتم بالتعبير‬
‫في الجذور والفلقات‪ ,‬بينما نسخة الجينوم ‪ D‬تهتم بالتعبير في الوراق والِقنابات } الِقنابة‪ :‬هي‬
‫ورقة في قاعدة الزهرة أو ساقها ‪ ..‬قاموس المورد اسباني عربي {‪ .‬ليس هذا فقط‪ ,‬النسخة ‪A‬‬
‫للجين ‪ adhA‬ل تع ّبر ل في التويجات ول في السدية } جمع السداة‪ :‬العضو‬
‫الذكري في الزهرة {‪ ,‬لكنها تع ّبر في النسخة ‪ ,D‬من جانبها‪ ,‬في ال ‪carpelos‬‬
‫تعّبر فقط في النسخة ‪ ,A‬وليس في النسخة ‪ } D‬مراجع ‪.{ 1‬‬
‫تعبيرات مختلفة للجين بشجيرات القطن‪ .‬تشكل الشرطة الجينات المعبرة في كل نسيج‪ ,‬بصيغة أّن‬
‫‪ At‬يكون نسخة ‪ A‬و ‪ Dt‬يكون نسخة ‪ (D. (A‬جين ‪ (adhA; (B‬جين ‪ (adhD; (C‬جين‬
‫‪ (A1520, (B‬جين ‪.B5‬‬
‫مصدر الصورة‪.Ref. 1 :‬‬

‫ل تشّكل التباعدات في نماذج التعبير تلك حالة ُمنفردة‪ ,‬بل تشّكل القاعدة في الجينات الُمضاعفة‬
‫لنوع ‪ .Gossypium‬دون الذهاب بعيدًا‪ ,‬في الجين ‪ adhD‬تسيطر النسخة ‪ A‬في كل النسجة‬
‫عدا السدية‪ ,‬حيث تسيطر النسخة ‪ . D‬بالنسبة للبروتين ‪ A 1520‬فالنسخة ‪ D‬هي التي تعبر‬
‫باغلبية النسجة النباتّية‪ ,‬بينما تعمل النسخة ‪ A‬على اجهزة التكاثر‪ .‬من جانبه‪ ,‬بالنسبة للجين‬
‫‪ B5‬المسؤول عن النزيم ‪ ,enzima oxalato oxidasa‬فالنسخة ‪ D‬ل تعّبر في السدية‪ ,‬شيء‬
‫تقوم به النسخة ‪ } A‬مراجع ‪.{ 1‬‬

‫نتائج ابحاث اخرى‪ ,‬اضافة لكل ما سلف‪ُ ,‬تبرز بأّن كل تلك التعديلت في نماذج التعبير‪ ,‬يمكن‬
‫اعطاؤها مباشرة إثر عملية التضاعف الجيني } مراجع ‪ .{ 7‬تبّين تلك التفاصيل حالة جميلة‬
‫للتطور الجزيئّي‪ ,‬حيث نرى بأنه متى تضاعفت الجينات‪ ,‬ستتطور بصيغة مستقلة حيث تقوم كل‬
‫نسخة متخصصة بنشاطها حول بعض النسجة أو بعضها الخر‪.‬‬
‫الشعبة الجينية لنوع شجيرة القطن ‪.Gossypium sp‬‬
‫مصدر الصورة ‪Wendel Lab :‬‬

‫لكن ايضا ً التدجين‪ ,‬قد امتلك نتائجه‬

‫يكون تطور القطن خلل عملية التدجين‪ ,‬مرئيا ً في بنية تلك النباتات البيضاء السللوزية التي تحيط‬
‫ببذور‪ ,‬والتي نوظفها بصنع النسجة نحن‪ .‬ل تكون الياف القطن شيء ُمختلف عن خليا أدمّية‬
‫معّدلة‪ ,‬تسمى ‪ ,tricomas‬والتي تقوم بإحاطة البذرة‪ .‬في غالبية انواع شجيرات القطن‪ ,‬تكون‬
‫تلك اللياف كثيفة‪ ,‬صغيرة جداً } أقل من ‪ 5‬ميلمتر {‪ ,‬سميكة ومتلصقة بشّدة‪ ,‬غير مفيدة كالياف‬
‫نسيجية كما هي‪ ,‬حيث يصعب التفكير بأنها شجيرات قطن اصلً } مراجع ‪ 8 ,3‬و ‪ ,{ 9‬ففي الحالة‬
‫البرّية‪ ,‬فقط شجيرات القطن في المجموعتين ‪ A‬و ‪ُ AD‬ينتجان الياف اكثر طولً بقليل ورخوة‬
‫بحيث يمكن تحويلها الى خيطان مفيدة‪ ,‬وهذا ما دفع النسان للستفادة منها‪ ,‬حيث النوع المنتمي‬
‫للمجموعة ‪ AD‬الفضل كنوعية } مراجع ‪.{ 10‬‬

‫ما قبل – التكّيف هذا } المؤكد أنه بسبب النتقاء بعلم تشّكله " بمورفولوجيته " بوصفه " ناثر‬
‫" للبذور {‪ ,‬سيسمح للنسان بالقيام بالنتقاء لتلك النواع لجل زراعتها‪ .‬في النواع المزروعة‪,‬‬
‫تكون اللياف أكثر طولً بكثير‪ ,‬قوية ورقيقة‪ ,‬أكثر مما لدى النوع البري‪ .‬نعثر في حالة شجيرات‬
‫القطن ‪ AD‬بأنها طّورت توزيعا ً في المهام لجل تشكيل اللياف‪ :‬حيث يتحّمل الجينوم ‪ A‬بنموها‬
‫وتطورها‪ ,‬بينما يتحّمل الجينوم ‪ D‬لنوعيته ونظافته } مراجع ‪ .{ 9‬من جانب آخر‪ ,‬في شجيرات‬
‫القطن الزراعية القديمة في المجموعة ‪ : grupo A‬شّجع التدجين تطور اللياف المتشابهة كثيراً‬
‫مع ما تمتلكه العناصر المزروعه من المجموعه ‪ ,grupo AD‬وقفا ً على تأثير ضغط انتقائّي‬
‫شديد الشبه } مراجع ‪.{ 3‬‬
‫تدجين شجيرات القطن نوع )‪ .(Gossypium sp‬مصدر الصورة‪Ref. 21 :‬‬

‫لكن الفضل هو ما يحفظه علم الجينات الُمقارن لعناصر المجموعة ‪ ,grupo A‬التي ُتنتج الياف‬
‫مفيدة‪ ,‬مع مجموعات اخرى من شجيرات القطن الغير قادرة على انتاج تلك اللياف‪ .‬على الرغم‬
‫أّن تكوين اللياف‪ ,‬يستلزم عملية معقدة‪ :‬يتدّخل فيها مئات الجينات ومسارات تعبير‪ ,‬يكون‬
‫جوهريا ً ما يحدث خلل اللحظات الَُوْل‪ .‬نجد في شجيرات القطن‪ ,‬تلك التي ل ُتعطي اليافا مفيدة‪,‬‬
‫بأن ذاك النخفاض بنمو اليافها‪ :‬بسبب تحّرر عوامل أكسدة واضطراب خليوي } الماء المؤكسج‬
‫‪ H2O2‬وأنواع مفّعلة من الوكسجين ‪ ,{ ROS‬وهذا يؤدي الى اعاقة نمو اللياف زيادة } مراجع‬
‫‪.{ 8‬‬

‫ل يحصل ذات المر في المجموعه ‪ .grupo A‬فتمتلك كل شجيرات القطن جينات عديدة‬
‫مل مسؤولية تنظيم اشياء بينها‬ ‫الوظائف‪ ,‬حيث نجد‪ :‬الجين ‪ GAST1‬يتح ّ‬
‫النقسام والنمو الخليوي‪ ,‬الجين ‪ُ Cop 1‬يساهم في تنظيم الموت‬
‫الخليوي‪ ,‬والجين ‪ Pex1‬ينظم تك ّون ‪ُ . peroxisomas‬تعّلم الدراسات الجزيئية بأّن‬
‫كل تلك الجينات‪ ,‬قد كانت متجندة خلل تطور المجموعه ‪ grupo A‬لجل تخفيض العناصر‬
‫المؤكسدة خلل نمّو اللياف‪ ,‬بصيغة تسمح بإطالة فترة نموها وبالتالي اعطاء الياف مفيدة من‬
‫شجيرات قطن برّية في المجموعتين ‪ grupos A‬و ‪ } AD‬مراجع ‪ .{8‬لكن تلك اللياف ل تزال‬
‫تعاني القزامة‪ .‬فالقطن الذي نعرفه هو ثمرة ضغط انتقاء قد أسسه التدجين البشري‪ .‬هكذا تمتلك‬
‫شجيرات قطننا الحديث عناصر ضابطة‪ ,‬تمارس فعلً أكثر قّوة‪ ,‬المر الذي يقود في تمركزات‬
‫خفيضة جداً لنواع مفّعلة من الوكسجين )‪ (ROS‬خلل زمن اطول بكثير‪ ,‬تكون نتيجته نمّو مهم‬
‫بطول الياف القطن الذي نتمتع باستعماله بيومنا هذا‪ .‬لحظ الباحثون ايضا ً بأن عملية تطور‬
‫الستقلب المديد في الزمن‪ ,‬قد ظهر بشكل متزامن مع تدجين هذه النبتة } مراجع ‪.{ 21‬‬

‫نماذج مقارنة لتطور ونمو الياف شجيرات القطن‪.‬‬


‫مصدر الصورة‪.Ref. 8 :‬‬

‫التدجين‬

‫في المكان المعروف باسم العالم القديم‪ ,‬المتضمن اوروبا‪ ,‬افريقيا وآسيا‪ ,‬كان النوع الكثر اهمية‬
‫تقليديا ً هو ‪ .G. herbaceum‬الذي ُيظن بأنه نشأ في جنوب افريقيا‪ .‬مع ذلك‪,‬‬
‫تتموضع الزراعات القدم في الشواطيء الهندية‪ .‬ليس غريبا ان يعتبر‬
‫بعض الباحثين الهند كمنطقة انتشرت منها بذور هذا النوع‪ .‬فاقدم‬
‫الشارات لستخدام القطن في انسجة وحبال تعود الى ‪3750 – 4300‬‬
‫قبل الن في الهند وباكستان‪ ,‬ففي طبقات ‪ yacimiento de Harappa‬آثار‬
‫أخرى لستخدام نوع ‪ G. herbaceum‬في اماكن قريبة } مراجع ‪ 14‬و ‪.{ 20‬‬
‫خارجة انتشار وتوّزع نوع قطن ‪ُ .Gossypium herbaceum L‬تشير السماء لصول‬
‫مختلفة‪.‬‬
‫مصدر الصورة‪.Ref. 14 :‬‬

‫كان وصول القطن لمناطق المتوسط‪ ,‬بوقت متأخر أكثر‪ .‬من اوائل الشارات الى القطن‪ ,‬تلك التي‬
‫جاءت بوثائق آشورية‪ ,‬والتي ُتخبر عن " اشجار ُتعطي صوف " والتي زرعها الملك سنحاريب‪,‬‬
‫ملك آشورية ‪ .Asiria‬تعود تلك الوثائق الى ‪ 694‬قبل الميلد‪ ,‬مع هذا‪ ,‬فالشارة الى صيغة‬
‫شجرية تدفع للشّك بأّن النوع الُمدرج هو ‪ .G. arboreum‬أما وثائق الميشنا والتلمود‬
‫اليهودي فتشير الى القطن‪ ,‬ما يعني احتمال زراعته في القرنين‬
‫السادس والخامس قبل الميلد في شرق المتوسط‪ .‬الشرح الوافي عن‬
‫زراعة القطن‪ ,‬يبلغ ذروته مع اوائل العصور السلمية‪ ,‬بنهايات القرن‬
‫السابع الميلدي } مراجع ‪ 14‬و ‪.{ 20‬‬

‫تختلف قصة انواع العالم الجديد‪ ,‬خصوصًا‪ ,‬نوع ‪ .G. hirsutum‬تمتلك هذه النبتة‬
‫معدل انتشار طبيعي في قسم كبير من القارة الميركية والكاريبي‪ ,‬عبر‬
‫ي من النواع البرية المختلفة الى النواع المزروعه‪ .‬فنجد‬ ‫تد ّرج تشكيل ّ‬
‫اسلف في وادي ‪ ,Tehuacán‬تعود الى ‪ 5000 .. 4000‬عام قبل الن‪ ,‬مع ذلك‪ ,‬البقايا‬
‫الثرية القدم المعثور عليها في كهف ‪ Ocampo‬في المكسيك بعمر ‪ 5800‬عام‪ .‬من غير‬
‫الُمستبعد بأّن تدجينه سيبدأ في شبه جزيرة ‪ } Yucatán‬مراجع ‪ 12‬و ‪ .{ 14‬مع هذا‪ ,‬بدأ فقط‬
‫اعتباراً من القرنين التاسع عشر والعشرين استثمار هذا النوع الهام من القطن بمستوى عالمّي‪.‬‬
‫خارطة انتشار وتوّزع نوع القطن ‪ُ .Gossypium hirsutum L‬تشير السماء لصول‬
‫مختلفة‪.‬‬
‫مصدر الصورة‪Ref. 14 :‬‬
‫ مستوطن في‬.algodón de Darwin ‫ أو قطن داروين‬Gossypium darwinii o ‫نوع‬
.Galápagos ‫جزر غالباغوس‬
UBC Botanical Garden :‫مصدر الصورة‬

REFERENCIAS ‫المراجع‬

Adams, K. L. et al (2003) Genes duplicated by -.1 •


polyploidy show unequal contributions to the transcriptome and
organ-specific reciprocal silencing. Proceedings of the National
Academy of Sciences of the United States of America, 23 April 15;
.100(8): 4649-4654. Artículo también disponible aquí y acá

Adams, K. L. (2007) Evolution of Duplicate Gene -.2 •


Expression in Polyploid and Hybrid Plants. Journal of Heredity
.2007 98(2): 136-141

Applequist, W. L. et al (2001) Comparative -.3 •


development of fiber in wild and cultivated cotton. Evolution &
.Development 3:1, 3-17 (2001). Artículo disponible aquí

Beasley, J. O. (1940) The Origin of American -.4 •


Tetraploid Gossypium Species. The American Naturalist, Vol. 74,
.No. 752 (May – Jun., 1940), pp. 285-286
Cronn, R.C. et al (1999) Duplicated genes evolve -.5 •
independently after polyploid formation in cotton. PNAS
December 7, 1999; Vol. 96; no. 25; páginas 14406-14411. Artículo
.completo también disponible aquí

DeJoode, D. R. y Wendel, J. F. (1992) Genetic Diversity -.6 •


and Origin of the Hawaiian Island Cotton, Gossypium
tormentosum. American Journal of Botany, Vol. 79, No. 11 (Nov.,
1992), pp. 1311-1319

Flagel, L. et al (2008) Duplicate gene expression in -.7 •


allopolyploid Gossypium reveals two temporally distinct phases
of expresion evolution. BMC Biology 2008, 6:16. Artículo
.también disponible aquí

Hovav, R. et al (2008) The Evolution of Spinnable -.8 •


Cotton Fiber Entailed Prolonged Development and a Novel
Metabolism. PLOS Genetics, 2008 February; 4(2): e25. Artículo
.completo también aquí y acá

Hovav, R. et al (2008) Partitioned expresion of -.9 •


duplicated genes during development and evolution of a single
cell in a polyploid plant. Proceedings of the National Academy of
Sciences of the United States of America; 2008 April 22; 105(16):
.6191-6195. Artículo completo también aquí y acá

Jiang, C. et al (1998) Polyploid formation created -.10 •


unique avenues for response to selection in Gossypium (cotton).
Proceedings of the National Academy of Sciences of the United
States of America. 1988 April 14; 95(8): 4419-4424. Artículo
.completo disponible aquí

Khan, S. A. et al (2000) Molecular phylogeny of -.11 •


Gossypium species by DNA fingerprinting. Theorical and Applied
Genetics, Vol. 101, No 5-6 / octubre 2000, páginas 931-938

Ladizinsky, G. (1999) Plant Evolution under -.12 •


Domestication. Springer, 1999, 262 p., Hardcover, ISBN: 978-0-
412-82210-0

Levy, A. A. y Feldman, M. (2002) The Impact of -.13 •


Polyploidy on Grass Genome Evolution. Plant Physiology,
December 2002, Vol. 130, pp. 1587-1593
Smith, W. y Cothren, J. T. (1999) Cotton: Origin, -.14 •
History, Technology, and Production. ISBN: 978-0-471-18045-6;
Hardcover; 904 pages; September 1999

Stephens, S. G. (1958) Salt Water Tolerance of Seeds -.15 •


of Gossypium Species as a Possible Factor in Seed Dispersal. The
American Naturalist, Vol. 92, No. 863 (Mar. – Apr., 1958), pp. 83-
92

Stephens, S. G. (1966) The Potentiality for Long Range -.16 •


Oceanic Dispersal of Cotton Seeds. The American Naturalist, Vol.
100, No. 912 (May. -Jun., 1966), pp. 199-210

Wendel, J. F. et al (1992) Genetic Diversity in -.17 •


Gossypium hirsutum and the Origin of Upland Cotton. American
Journal of Botany, Vol. 79, No. 11 (Nov., 1992), pp. 1291-1310

Wendel, J. F. (2000) Genome evolution in polyploids. -.18 •


.Plant Molecular Biology 42: 225-249, 2000

Wendel, J. F. y Cronn, R. C. (2002) Polyploidy and the -.19 •


evolutionary history of cotton. Advances in Agronomy. 87: 139-
.186. Artículo completo también disponible aquí

Zohary, D. y Hopf, M. (2000) Domestication of Plants -.20 •


.in the Old World. Oxford University Press, Third Edition, 2000

Chaudhary, B. et al (2009) Parallel expresion evolution .21 •


of oxidative stress-related in fiber from wild and domesticated
diploid and polyploid cotton (Gossypium). BMC Genomics 2009,
10: 378. Artículo completo disponible aquí y acá

La fuente ‫المصدر‬ •
http://cnho.wordpress.com/2009/12/10/huerto-evolutivo-5- •
/el-algodon-no-engana
‫صي أصول الجعة }البيرة{ = تطّور‬
‫ي }‪ :{6‬نحو تق ّ‬
‫البستان التطور ّ‬
‫الشعير‬

‫“ يفقد عقله دون تلفزيون ودون بيرة ‪“ Homer‬‬


‫رسم كارتوني شهير ‪Homer Simpson‬‬

‫الجعة أو البيرة‪ .‬ذهبّية وساحرة‪ .‬سوداء وذات رغوة‪ .‬في عبوات متنوعة وكؤوس مختلفة‪ .‬هل‬
‫ي شيء نصحب بعض المازوات‬ ‫يتخيل احدكم عالما ً دون بيرة؟ بماذا نسترطب في الصيف؟ بأ ّ‬
‫وبعض الموالح؟ كيف يعيش الجانب اللذين يقصدون سواحلنا للسياحة؟ َمْن يحفظ سهراتنا؟ ماذا‬
‫سيحّل بإيرلندا؟‬

‫تكون المادة الساسية بالبيرة‪ :‬حبيبات الشعير‪ .‬التي تفيد بتحضير انواع خبز وبسكويت مختلفة‪,‬‬
‫ومنتجات اخرى‪ .‬كما ان الشعير يدخل بتحضير اعلف للخنازير والبقار وغيرها من الحيوانات‬
‫الداجنة‪ .‬بالتالي يمكننا القول بأن البيرة والشعير‪ :‬كانا معنا منذ الزل‪ .‬أو ربما ل؟‬

‫يشّكل الشعير نباتا هائل النتشار‪ .‬في وقتنا الراهن يأتي خلف الذرة‪ ,‬القمح والرز‪ ,‬رابع نبات‬
‫حبوبّي والكثر اهمية على الصعيد العالمي‪ .‬اسمه العلمي هو‪Hordeum vulgare ssp. :‬‬
‫‪ .vulgare L‬يوجد جنبا لجنب مع القمح‪ ,‬الذرة‪ ,‬الرز‪ ,‬الذرة البيضاء‪ ,‬قصب السكر أو البشتة‬
‫} نبات سنوي من النجيليات ُيزرع للستفاده من عشبه ‪ ..‬قاموس المورد اسباني عربي {‪.‬‬
‫الشعير نبات سنوي‪ ,‬تكون طبيعه جينومه ثنائّية ‪ } diploide‬كجينومنا االبشري {‪ ,‬يحتوي على‬
‫‪ 7‬ازواج من الكروموزومات فقط‪ .‬وبعكس نباتات اخرى‪ ,‬يمتلك مستوى مرتفع من التلقيح الذاتّي‪,‬‬
‫ما يعني‪ ,‬كون التلقيح التهجيني نادر جدًا‪ ,‬هكذا تكون ازهاره ذاتها التي تتناسل مولدة ذاتها‪.‬‬
‫سنبلة ناضجة من شعير نوع )‪ .(Hordeum vulgare ssp. vulgare‬مصدر الصورة‪:‬‬
‫‪CASSIN‬‬

‫يشّكل الشعير بوقتنا الراهن‪ :‬نبات سهل الزراعة والحصاد‪ .‬متكيف مع كل انواع البيئات‬
‫والمناخات‪ ,‬حيث يتوزع بكل انحاء العالم‪ .‬مع هذا‪ ,‬في زمن آخر‪ ,‬في مكان مفقود‪ ,‬كان الوضع‬
‫مختلف بشكل ملموس‪.‬‬

‫انتاج العالم من الشعير لكل هكتار‪ ,‬في الفترة ‪ .2002 – 2000‬مصدر الصورة‪Oregon :‬‬
‫‪State University‬‬
‫بدايات قديمة‪ ,‬ارتباطات شديدة‬

‫منذ ‪ 23000‬عام‪ ,‬بلغت الحقبة الجليدية أوجها‪ .‬بينما تراجعت في نصف الكرة الشمالي‪ ,‬في الهلل‬
‫الخصيب حيث تراوحت درجات الحرارة بين ‪ 12‬و ‪ 16‬درجة مئوية كمتوسط سنوي‪ ,‬أقل بست‬
‫درجات من العصر الحديث‪ .‬كما كانت الهطولت المطرية أكثر فقرًا‪ ,‬حوالي ‪ 300‬الى ‪ 450‬مليمتر‬
‫سنويًا‪ ,‬مقابل ‪ 500‬مليمتر يمكنه " التمتع بها " حاليًا‪ } .‬مراجع ‪.{ 2‬‬
‫تحت وقع هذا المناخ الرطب والصحراوي‪ ,‬نجد ملجيء غنّية بالحياة النباتية } مراجع ‪ ,{ 4‬قادرة‬
‫على دعم الُعطم } جماعة الحيوانات والكائنات الحية في منطقة او حقبة جيولوجية ‪ ..‬قاموس‬
‫المورد اسباني عربي { المتكونة من الغزلن‪ ,‬القوارض والطيور‪ ,‬بينما تسبح اسماك ورخويات‬
‫في بحيرات قريبة } مراجع ‪ 12‬و ‪ .{ 19‬وفي قمة الهرم الغذائّي‪ :‬لدينا الجماعات البشرية‬
‫المكونة من ُملتقطي الثمار والصيادين } مراجع ‪.{ 4‬‬

‫ماكيت لمكان اثري اسموه ‪ Ohalo II‬في حيفا ‪ ,‬في فلسطين والتي تعود الى قبل ‪23.000‬‬
‫‪ .años‬مصدر الصورة‪ekoses.com :‬‬

‫هذا يوفر لنا احد افضل الطبقات الكيولوجية في العالم‪ ,‬موقع ‪ Ohalo II‬الواقع في فلسطين‬
‫الحالية‪ ,‬على ضفاف بحيرة طبرية أو بحيرة الجليل‪ ,‬عباة عن بلدة قديمة محفوظة بشكل جيد‬
‫والتي تعود لفترة ‪ 23000‬عام من القدم‪ ,‬عندما بلغت الحقبة الجليدية الخيرة خواتيمها } مراجع‬
‫‪ 4‬و ‪ .{ 19‬كانت الحفريات بقيادة ‪ Daniel Nadel‬من جامعة حيفا‪ ,‬بين العامين ‪ 1989‬و ‪1991‬‬
‫ف‪ ,‬المر الذي سمح‬‫وبين العامين ‪ 1998‬و ‪ ,2001‬عندما انخفض مستوى بحيرة طبريا بشكل كا ٍ‬
‫بالحفر بتلك المنطقة } مراجع ‪.{ 12‬‬
‫تمثيل لموقع ‪ Ohalo II‬في معرض بمتحف ‪) Hetcht‬جامعة حيفا ‪ ..‬فلسطين(‪ .‬مصدر‬
‫الصورة‪Hecht Museum :‬‬

‫تبدو البلدة كمخّيم‪ .‬فالخيم الستة كانت مصنوعه من الغصان والوراق‪ ,‬والقبر المجاور احتفظ‬
‫بجسد‪ .‬لكن أكثر ما لفت النتباه هو الدوات المعثور عليها‪ .‬لقد كانت معالجة المادة النباتية لدل‬
‫التغذية عادة قديمة جدًا‪ ,‬فلقد احتوت الدوات على طواحين حجرية } مفترض انها مستعملة‬
‫لطحن الحبوب { في العصر الحجري القدم } بين ‪ 45000‬و ‪ 18000‬عام {‪ .‬مع ذلك‪ ,‬عثروا في‬
‫الموقع على ادلة مباشرة لشيء اكثر تعقيد‪ ,‬تحميص الحبوب والفواكه قبل معالجتها } مراجع ‪12‬‬
‫{‪.‬‬
‫ضرة جيداً أكثر او اقّل‪ .‬وفي المحيط‪ ,‬حبيبات معّرضة للحرارة‪.‬‬
‫عثروا على احجار كربونية ُمح ّ‬
‫يصعب تخّيل كونها شيء آخر مختلف عن مواقد بدائّية‪ ,‬والدليل الول على تحميص الفواكه‬
‫والحبوب لجل التغذية‪ .‬وهذا ل يكون هزليًا‪ .‬فربما بالنسبة لولئك الناس سّهلت المحمصات‬
‫الجراء وزادت الستساغة } الستساغة هي مقدار الشباع الذي ُيحصل عليه من استهلك غذاء‬
‫أو شراب‪ ،‬وهو يستعمل في حالة النسان والحيوان‪ .‬ويمكن قياس الستساغة من مقدار الكمية‬
‫التي يتم تناولها بحرية دون إكراه‪ .‬يستعمل هذا المفهوم في حالة علم التغذية‪ ،‬ويستعمل لمقارنة‬
‫أنواع الغذية المختلفة‪ ....‬منقول ُيرجى التدقيق {‪ .‬مع هذا‪ ,‬بصورة غير واعية‪ ,‬بفضل‬
‫المحمصات ايضًا‪ :‬كان يزداد القيمة الغذائية والقدرة الهضمية } مراجع ‪.{ 12‬‬

‫كانت الطبقة محفوظة جيدًا‪ ,‬وكان بالمكان جراسة النظام الغذائي لولئك الناس‪ .‬وبالتأكيد‪ ,‬كان‬
‫نظام متنوع ينطوي على فواكه وبذور لكثير من النواع المتواجدة في المحيط‪ :‬البّلوط )‬
‫‪ ,,(Quercus ithaburensis‬اللوز‪ ,‬التين البري‪ ,‬الفستق الحلبي‪ ,‬الزيتون البري‪ ,‬ثمار شوكية‬
‫) ‪ ,(Ziziphus spina-christi‬العليق‪ ,‬العنب البري‪....,‬الخ } مراجع ‪.{ 19‬‬
‫مع ذلك‪ ,‬المورد النباتي الكثر اهمية كان النجيليات } مراجع ‪ 12‬و ‪ .{ 19‬كانت ازمنة صعبة‬
‫والموارد محدودة‪ .‬ل يكون غريبا ً أن كثير من العشاب التي ُتعتبر بيومنا هذا " اعشاب ضارة "‪,‬‬
‫كانت في تلك الحقبة ذات اهمية بالغة‪ .‬ففي الموقع المذكور ‪ Ohalo II‬كان هناك انواع " ذات‬
‫حبيبات صغيرة "‪ ,‬مّثلت ما نسبته ‪ %34.6‬من الحجم الكامل للنجيليات الراهنة المستعملة في‬
‫التغذية } مراجع ‪.{ 19‬‬
‫انتمى القسم الباقي الذي نسبته ‪ %65.4‬الى الحبوبيات‪ .‬بالتأكيد الى " الشعير البري " )‬
‫‪ (Hordeum vulgare ssp. spontaneum‬وإلى " النشوي البري " ) ‪Triticum‬‬
‫‪ (turgidum ssp. dicoccoides‬والتي تكون اسلف الشعير والقمح الحديثان‪ .‬لكنها لم تكن‬
‫ي بنسبة ‪ } 25:1‬مراجع ‪.{ 19‬‬ ‫تحتوي على اجزاء متماثلة‪ .‬كل‪ ,‬فلقد تجاوز الشعير للنشو ّ‬

‫جدول يبّين انواع عديدة من النجيليات استخدمها بالتغذية سكان موقع ‪ .Ohalo II‬تمثل الرقام‬
‫كميات البذور‪ ,‬ل احجامها‪ SGG .‬ترمز مختصر كلمات انكليزية "‪Small-Grained‬‬
‫‪" ,"Grasses‬اعشاب ذات حبيبات صغيرة"‪ .‬مصدر الصورة‪Ref. 19 :‬‬

‫ولدة عصر جديد‬

‫بمضي الزمن‪ ,‬ازدادت اهمية الحبوب دون توقف‪ ,‬على حساب تلك " العشاب ذات الحبيبات‬
‫الصغيرة " التي كانت تفقد اهميتها تدريجيا ً لتصل لمرحلة الختفاء } مراجع ‪.{ 19‬‬
‫جدول يوضح تطور اهمية الحبوب في التغذية‪ SGG .‬مختصر كلمات انكليزية "‪Small-‬‬
‫‪" ,"Grained Grasses‬اعشاب ذات حبوب صغيرة"‪ .‬مصدر الصورة‪Ref. 19 :‬‬

‫اسم الشعير البري العلمي هو‪Hordeum vulgare ssp. spontaneum (C. Koch) :‬‬
‫‪ ,Thell‬سيكون أّم شعيرنا الراهن‪ .Hordeum vulgare ssp. vulgare L :‬نباتات نعتبرها‬
‫اليوم كانواع فرعّية‪ ,‬ما يعني‪ ,‬توجد في طريق انفصال لنواع مختلفة‪.‬‬
‫يكون " الشعير البري " عبارة عن عشبة سنوية متكّيفة‪ ,‬نعثر عليها في مناطق ذات مناخ‬
‫متوسطي } شتاء ماطر وصيف جاف { وفي الصحاري حيث يندر المطر } مراجع ‪ ,{ 18‬من على‬
‫مستوى سطح البحر الى ارتفاعات تصل الى ‪ 1500‬متر عن سطح البحر‪ ,‬تغزو قطاع بطول اكثر‬
‫من ‪ 3500‬كيلومتر‪ ,‬من شواطي الشرق الوسط المتوسطية الى جنوب شرق آسيا‪ ,‬متضمنة‬
‫سلسلة جبال الهيماليا والتيبيت } مراجع ‪.{ 9‬‬
‫نماذج من الشعير البري )‪.(Hordeum vulgare ssp. spontaneum‬‬

‫منذ ‪ 15000‬عام‪ ,‬انتهت جماعة اخرى الى الستقرار في الهلل الخصيب‪ُ ,‬عرفت باسم‬
‫‪ ,Natufians‬واللذين ظهروا لول مرة كجماعة صيد – التقاط ثمار‪ ,‬مع هذا‪ ,‬خلل فترة قصيرة‬
‫استقروا على شكل بلدات نصف – مستقرة‪ ,‬على اراض خصيبة في شرق المتوسط حيث يتوفر‬
‫الغذاء‪ ,‬بصيغة اغذية نباتية‪ ,‬التي كانت متوفرة بكثرة وافضل من الترحال الذي نتج بوصفه غير‬
‫ذي جدوى بعد الستقرار‪ } .‬مراجع ‪.{ 11‬‬
‫توّجب عليهم معرفة التعامل والتحّكم بهذا الغنى الطبيعي الوافر‪ .‬أتقنوا صنع طواحين الحجر‪,‬‬
‫المفيدة بتسهيل طحن الحبوب لجل استخراج الصباغ‪ ,‬بدؤوا بصنع المناجل الحجرية لجل تقطيع‬
‫العشب‪ ,‬هكذا كما المواقد والحفر لجل تحميص الحبوب‪ .‬كذلك طّوروا تقنية التخزين‪ ,‬والتي‬
‫تركزت وقتها في آبار متواضعه محفورة بالرض‪ ,‬حيث كان بالمكان مراكمة الغذاء في موسم‬
‫فيه فائض انتاج } مراجع ‪ 3‬و ‪.{ 13‬‬

‫أطلق بعض الباحثين على هذا " ما قبل التكّيف "‪ .‬قياساً بتطورات ستحصل في مستقبل بعيد‪" ,‬‬
‫ما قبل التكّيف " هو بتطوير ادوات تسبق تطبيقات ل يمكن الستغناء عنها فيها‪ ,‬هنا نتحدث عن‬
‫التقنيات الضرورية بادارة المواد النباتية قبل ظهور الزراعة بكثير } مراجع ‪.{ 3‬‬
‫رسم تمثيلي لجماعة من ‪ Natufians (11.000-15.000‬قبل الن(‪ .‬مصدر الصورة‪Ref. :‬‬
‫‪11‬‬
‫‪.‬‬

‫بحصول تغّير ُمناخي قبل ‪ 12800‬عام‪ ,‬حدثت حقبة جفاف لعّدة عقود‪ ,‬معروفة تحت اسم‪:‬‬
‫‪ ,Younger Dryas‬حيث ارتفعت درجة الحرارة من ‪ 5‬الى ‪ 10‬درجات مئوية‪ ,‬وهو ما ساهم‬
‫بانطلق الزراعة‪ .‬يسعى بعض الباحثون للربط بين كل الحدثين‪ ,‬للبرهنة على أّن جماعات محددة‬
‫‪ :Natufians‬راكمت خبرة على مدار آلف العوام‪ ,‬في معالجة وتخزين‬
‫انواع نبات ّية‪ ,‬و كر ّد من تلك الجماعات‪ ,‬على نقص النتاج الطبيعي الناتج‬
‫مشار له سالفا‪ ,‬قاموا هم ذاتهم بزراعة الرض‬ ‫مناخي ال ُ‬
‫عن التغ ّير ال ُ‬
‫} مراجع ‪.{ 11‬‬

‫بكل الحوال‪ ,‬عندما بدأت الزراعة‪ ,‬كان الشعير من النباتات الرائدة‪ .‬تعود اوائل مؤشرات تدجينه‪,‬‬
‫الغير قابلة للنقاش‪ ,‬للفترة الممتدة بين ‪ 10.500‬الى ‪ 10.000‬عام‪ ,‬في منطقة الهلل الخصيب‬
‫‪ } Creciente Fértil‬مراجع ‪ 10 ,1‬و ‪ ,{ 17‬وهي منطقة واقعة في الشرق القريب‪ ,‬جنوب‬
‫هضبة الناضول‪ ,‬بين نهري دجلة والفرات‪ .‬إثر ‪ 2000‬عام من الزراعة‪ ,‬اي منذ ‪ 8000‬عام‪,‬‬
‫بدأت زراعة الشعير بالنتشار نحو شمال افريقيا واوروبا } مراجع ‪.{ 17‬‬
‫التوّزع الجغرافي لهم النواع البرّية من الشعير‪ .‬مصدر الصورة‪Ref. 9 :‬‬

‫لكن يوجد مناطق تدجين اخرى‪ ,‬حيث ان " الشعير البري " كان واسع النتشار‪ ,‬من شواطيء‬
‫البحر المتوسط الى مركز قارة آسيا‪ .‬وباستكمال الدراسات الوراثية‪ ,‬يتم اعتبار الحقبة الواقعة بين‬
‫‪ 10000‬الى ‪ 8000‬عام قبل الن‪ :‬هي التي حصل فيها ابتكار الزراعة المستقلة للشعير‪ ,‬في‬
‫جنوب غرب آسيا‪ ,‬كما ُتشير طبقات وادي ‪ Indo‬وفي ‪ } Megrah‬قبل ‪ 8000‬عام {‪ ,‬أو في‬
‫‪ } Jeitun‬قبل ‪ 7000‬عام {‪ ,‬في المنطقة الشمالية الغربية من الهضبة اليرانية وجنوب‬
‫تركمانستان } مراجع ‪.{ 17‬‬
‫تدجين الهلل الخصيب‪ ,‬كما تدجين مركز آسيا‪ :‬قاما بتطوير الشعير بصورة متشابهة‪ .‬تكّيفت كل‬
‫السللتين بشكل متوازي ومتطابق الميزات تقريبًا‪ .‬كان هناك حتمية بالتغّير في الشعير‪ .‬بالنسبة‬
‫ي وحجم رقعة انتشاره‪ .‬لكن هذا ليس‬ ‫للنبات‪ ,‬يمثل التدجين صيغة مثالية لمضاعفة نجاحه التكاثر ّ‬
‫دون ثمن أو مّجاني‪ ,‬فمن بين أكثر الضرائب التي عليه دفعها‪ :‬حريته في النتشار‪ } .‬المقصود‬
‫هنها بالطبع الحتكار الزراعي التجاري الصناعي للنبات وفائدته لبلد المنشأ ودخوله في‬
‫التنافس ‪ ....‬فينيق {‬

‫ضريبة التبعّية‬

‫تشّكل السنيبلة نظام الزهرار الساسّي في النجيليات‪ .‬تتكّون من زهرة أو اكثر‪ ,‬حيث تستند كل‬
‫زهرة على وريقتين او ثلث وريقات صغيرة الحجم ُتدعى ‪ .lodículas‬بدورها كل زهرة مع‬
‫‪ lodículas‬تكون مغطاة بمصراعين محددين باسم ‪ lema‬واسم ‪ ,pálea‬على التوالي‪ .‬تتحد تلك‬
‫الخيرة بالنهاية لتشكل ساق ينقسم الى شقين ‪ brácteas‬متعارضين يسميان ‪ ,glumas‬كل‬
‫هذه البنية للن هي السنيبلة‪ .‬وفي حال كون السنيبلة هكذا‪ .‬فما هي السنبلة اذًا؟ السنبلة ببساطة‬
‫عبارة عن تجّمع من السنيبلت ل اكثر ول اقّل‪.‬‬
‫اليسار تمثيل تشريحي لسنبلة نوع ‪ .Avena sterilis‬مصدر الصورة‪Lecciones :‬‬
‫‪ .Hipertextuales de Botánica‬اليمين سنيبلة لجنس ‪ .Avena‬مصدر الصورة‪Texas :‬‬
‫‪A&M Bioinformatics Working Group‬‬
‫>‬
‫<< ملحظة‪ :‬تشكل ‪ brácteas‬اعضاء نباتية تذكرنا بالوراق‪ ,‬لكنها الوراق المتموضعة في‬
‫جوار الزهار‪.‬‬

‫ان تستخدمنا نبتة لجل نشرها‪ ,‬عبارة عن ابتكار حديث جدًا‪ .‬فحتى ظهور الزراعة‪ ,‬اكتفت كل‬
‫انواع النجيليات بذاتها لنشر بذورها‪ .‬لهذا تضم سنابل وسنيبلت متكيفة بشكل كامل للنتشار‬
‫بواسطة الرياح )‪ (anemocoria‬و ‪ /‬أو بوساطة الحيوانات )‪.(zoocoria‬‬
‫واسلف نباتاتنا المزروعة لم تكن أقّل‪ .‬مثل " النشوي البري " )‪Triticum turgidum ssp.‬‬
‫‪ :,(dicoccoides‬سلف بري للقمح‪ ,‬يمتلك " الشعير البري " )‪Hordeum vulgare ssp.‬‬
‫شة‪ ,‬متى بلغت سّن البلوغ تنكسر بسهولة محّررة السنيبلت‪ .‬والتي‬ ‫‪ (spontaneum‬سنبلة ه ّ‬
‫بدورها تتكون من وريقات تنتهي بسفاة } شعيرات السنبلة { طويلة مزّودة بما ُيشبه الكّلبات‬
‫الصغيرة‪ ,‬مفيدة لجل التعّلق بشعر مواليد ثدييات‪ ,‬سواء ماعز‪ ,‬أّيل‪ ,‬خنزير بري أو غزال‬
‫} مراجع ‪} .{ 9‬لجل انتشار بذورها بواسطة تلك الحيوانات حين تعلق بها وهنا تكمن الفائدة ‪..‬‬
‫فينيق {‬
‫سنيبلت الشعير البري نوع )‪.(Hordeum vulgare ssp. spontaneum C. Koch‬‬
‫لحظوا الشعرات الحاضرة في سفاة الوريقات‪ .‬مصدر الصورة‪Encyclopedia of Life :‬‬

‫شيء مشابه لما نراه كل يوم في نوع ‪ Hordeum murinum L‬والمعروف تحت اسم " شعير‬
‫الفئران "‪ .‬يمتلك قريب الشعير هذا العادة السيئة بتعّلق سنيبلته بكلساتنا‪ .‬ل يمتلك هذا النوع‬
‫كّلبات في السفاة‪ ,‬بل في قاعدة السنيبلة ذاتها‪.‬‬

‫هذا مثال عن دور الحيوانات بنقل البذور‪ .‬في هذه الحالة‪ ,‬سنيبلت نوع ‪Hordeum‬‬
‫‪ murinum‬تنتقل عبر الكلسات لرجل‪ .‬مصدر الصورة‪Blog Barracuda :‬‬
‫‪.‬‬
‫عالم الحياء الياباني ‪ ,Takao Komatsuda‬باحث منذ العام ‪ 1985‬في المعهد الوطني للعلوم‬
‫الزراعية الحيوية ‪ Tsukuba‬في اليابان‪ ,‬واحد من الخبراء الحاليين في علم‬
‫وراثة وتطور الشعير بطول فترة تدجينه‪.‬‬
‫من بين ابحاثه ما يتصل بالجينان ‪ Btr1‬و ‪ .Btr2‬حيث يكونان مسؤولن‬
‫شة تنتشر بواسطة الحيوانات‪ .‬مع ذلك‪ ,‬يتزود الجينان‬ ‫عن تكوين سنبلة ه ّ‬
‫بزوج من الليلت ذات طبيعة متنح ّية‪ ,‬هما‪ btr1 :‬و ‪ ,btr2‬واللذان يح ّثان‬
‫شة } مراجع ‪ 7‬و ‪.{ 16‬‬ ‫على نمو سنابل غير ه ّ‬
‫يكون كل الليلين‪ btr1 ,‬و ‪ :btr2‬نادرين في الشعير البري‪ .‬مع هذا‪ ,‬فعل‬
‫التدجين النتقائي‪ ,‬قد حولهما الى صيغة الشعير الزراعي‪ ,‬مغ ّيرا الى‬
‫البد طبيعة سنبلتها‪ .‬وهذا لم يحصل بم ّرة واحدة‪ ,‬بل بمرتين‪ :‬يسود‬
‫الليل ‪ btr1‬في الزراعات الغربية اكثر‪ ,‬بينما يسود الليل ‪ btr2‬في‬
‫ي لزراعة هذا‬ ‫الزراعات الشرقية اكثر‪ ,‬دليل اضافي على الصل الثنائ ّ‬
‫النبات } مراجع ‪.{ 7‬‬
‫شة‪ :‬قد كان عملية تدريجية‪.‬‬‫من جانب آخر‪ ,‬نعرف بفضل علم الثار بأّن ظهور السنابل الغير ه ّ‬
‫فقد مّثلت هذه الميزة أكثر من ‪ %30‬من اجمالي النوع‪ ,‬منذ الفترة الواقعة بين ‪8500 – 9300‬‬
‫شة ‪,‬‬
‫عام قبل الن‪ ,‬لترتفع نسبتها الى ‪ %60‬في اللف عام التالية‪ ,‬بالتالي‪ ,‬السنبلة غير اله ّ‬
‫كلت جزء من الشعير بطرق التدجين } مراجع‬ ‫المنغلقة ‪ ,indehiscente‬قد ش ّ‬
‫‪.{ 14‬‬

‫ي )‪ (A‬وسنيبلة )‪ .(B‬اجزاء السنيبلة بالتفصيل)‪ ,(C‬قمح مدّجن‬ ‫ي بر ّ‬


‫شة لنشو ّ‬‫سنبلة حديثة ه ّ‬
‫غير هش)‪ (D‬وتفصيل لنكسار غير ُمنتظم للسنيبلة)‪ .(E‬الرسم )‪ (F‬يبّين التعاقبات المختلفة‬
‫شة” )باللون التوتي(‪,‬‬‫شة " )باللون الخضر الغامق( ولسنابل “غير ه ّ‬ ‫لسنيبلت السنابل " اله ّ‬
‫حيث طبقتي ‪ Aswad‬و ‪ Ramad‬تنتميان لحالت فيها شعير‪ .‬مصدر الصورة‪Ref. 14 :‬‬

‫زيادة النتاج }‪{1‬‬

‫أّثر التدجين ايضا ً في بنية السنبلة‪ .‬في الشعير‪ ,‬تتكّون السنابل من ثلثة سنيبلت } واحدة في‬
‫المركز واثنتان في الطرفين {‪ ,‬مشدودة الى محور طويل‪ .‬بناء عليه‪ ,‬نقوم بالتمييز بين بين‬
‫نوعين رئيسيين للسنبلة‪ :‬ذات ‪ 6‬صفوف‪ ,‬حيث تكون كل السنيبلت خصيبة‪ ,‬وذات صفين‪ ,‬حيث‬
‫تكون السنيبلة المركزية خصيبة فقط بينما السنيبلتان الطرفيتان منخفضة النمو ومصابة بالعقم‬
‫} مراجع ‪.{ 8‬‬
‫وفق النموذج الكثر قبوًل‪ ,‬فقد توّلدت تنوعات الصفوف السّتة اعتباراً من تنوعات الصفوف‬
‫الثنائّية‪ .‬دون الذهاب بعيدًا‪ ,‬يمتلك نوع ‪ H. vulgare ssp. Spontaneum‬سنابل ذات‬
‫صفين‪ ,‬تك ّيف يسمح لسنيبلته بالتدحرج على الصخور والحجار عند‬
‫الوقوع على الرض } مراجع ‪ .{ 8‬مع هذا‪ ,‬في مناطق محددة وسط آسيا‪:‬‬
‫م العثور على تنوعات من " الشعير البري" ذو ‪ 6‬صفوف والمسمى ‪H.‬‬ ‫ت ّ‬
‫‪ vulgare ssp. Agriocrithon‬والتي كانت مختلفة بشكل واضح عن هذا‬
‫النموذج } مراجع ‪.{ 1‬‬

‫هل يمكن ان يشّكل نوع ‪ H. vulgare ssp. Agriocrithon‬السلف الحقيقي لشعيرنا‬


‫كل حالة استثنائية؟ ما هو اصلها؟ بيومنا هذا‪,‬‬‫المزروع؟ أو انها تش ّ‬
‫ن هذا النبات‪ :‬ل يكون سوى نتيجة التهجين بين‬ ‫يكون مقبو ل ً القول بأ ّ‬
‫الشعير المزروع والشعير البري } مراجع ‪.{ 1‬‬

‫في العلى سنبلة شعير بري )مصدر الصورة‪ .(VCCG :‬في الوسط سنبلة شعير "ذات‬
‫صفين"‪ .‬في اللسفل سنبلة شعير"ذات ‪ 6‬صفوف"‪.‬‬
‫سنتكلم الن عن الدليل الثري المتوفر‪ .‬حتى قبل ‪ 9000‬عام من الن‪ :‬كان الشعير ذو صفين‪,‬‬
‫بحيث ل يمكن تمييزه علميا ً عن " الشعير البري "‪ .‬حتى ان السنابل قد احتفظت بخاصيتها تلك‬
‫ببداية التدجين‪ .‬فقط في طبقات تعود الى الفترة ‪ 8000-8800‬عام قبل الن‪ :‬نبدأ بالعثور على‬
‫بقايا تنوعات مزروعة منه } يمكن تمييزها بفضل سنيبلتها المنغلقة { ذات الست صفوف‪ ,‬والتي‬
‫ستسود في الراضي الخصبة‪ ,‬في طمي الهلل الخصيب وبلد الرافدين منه على وجه الخصوص‬
‫كما في مصر القديمة منذ ‪ 7000‬و ‪ 6000‬عام‪ ,‬مستبدلين السنبلة ذات الصفين ومعتمدينه‬
‫كزراعة ذات اهمية خاصة بحضارات العصر الحجري الحديث ‪ Neolíticas‬في شرق المتوسط‬
‫} مراجع ‪.{ 8‬‬

‫عملة من مستعمرة يونانية قديمة في ايطاليا ‪ Metapontum (Italia, 330-340‬قبل الميلد(‪,‬‬


‫والتي كان لها عصر ذهبي‪ .‬من بين رموزها الشعير ذو الست صفوف‪ .‬ايضا يوجد عليها وجه‬
‫‪ ,Leucippus‬كأول يوناني طّور الفكرة القائلة بأّن المادة مكونة من ذرات ‪ .‬مصدر الصورة‪:‬‬
‫‪Coinarchives‬‬

‫بالنهاية‪ ,‬نتابع مع دراسات جزيئية ُمتواصله مع العالم ‪ .Takao Komatsuda‬يكون عدد‬


‫الصفوف مضبوطا ً بواسطة جين وحيد هو ‪ .Vrs1‬والذي نعثر على أليلين له‪ ,‬واحد‬
‫مسيطر ) ‪ ,(Vrs1‬مسؤول عن خاصية " الصفين "‪ ,‬وآخر متنحي ) ‪ ,(vrs1‬مسؤول عن‬
‫خاصية " الست صفوف " } مراجع ‪.{ 8‬‬
‫عمل الجين ل يكون صعبا ً على الفهم‪ .‬ينتمي هذا الجين لمجموعة بروتينات تسمى‪I HD- :‬‬
‫‪ ,ZIP‬هي بروتينات قادرة على التعّرف على سلسل مؤكدة من ‪ DNA‬والتحاد بها‪ ,‬مانعة أو‬
‫ضلة } بحسب الحالة { التعبير لمجموعات محددة من الجينات‪ ,‬هكذا يقوم الليل ‪Vrs1‬‬
‫مف ّ‬
‫بتركيب بروتين‪ ,‬والذي باتحاده بجينات محددة‪ :‬يكبح نمو وبلوغ‬
‫السنيبلت الجانبية في السنابل ثلثية السنيبلت } مراجع ‪.{ 8‬‬

‫سّببت طفرة في الليل ‪ Vrs1‬بتوليد أليل ‪ :vrs1‬الذي يقوم بتركيب بروتين ل‬


‫ي كان تحقيق منع او‬ ‫يمكنه القيام بوظيفة كتلك‪ .‬بصيغة ل يمكن فيها ل ّ‬
‫كبح نمو السنيبلت الجانبية‪ ,‬حيث انها تنمو معطية المكان لظهور‬
‫سنيبلت ذات ‪ 6‬صفوف‪ .‬هذا حدث بصيغة مستقلة على القل في ثلث‬
‫مناسبات‪ :‬في غرب المتوسط‪ ,‬في شرق آسيا‪ ,‬واليوم الليل الناتج يكون‬
‫ذو تو ّزع عالمي } مراجع ‪.{ 8‬‬
‫اختفى نوع الشعير ذو الصفين من الهلل الخصيب وشمال افريقيا منذ‬
‫‪ 6000 – 7000‬عام‪ ,‬ليعود ليظهر كما لو انه من اللشيء في هاتيك‬
‫المناطق‪ .‬حدث هذا حوالي القرن العاشر الميلدي‪ ,‬إثر هذا بقرنين او‬
‫ثلثة قرون‪ ,‬ربما مجلوبا من قبل الحملت الصليبية‪ ,‬تنوعات الشعير ذو‬
‫الصفين وصلت اوروبا‪ ,‬حيث ساد بعد ذلك تن ّوع الشعير ذو الصفوف‬
‫الس ّتة } مراجع ‪.{ 8‬‬

‫تدّرج بسنيبلت ذات صفين وذات ‪ 6‬صفوف‪(A) Variedad "deficiens" etíope. (B) .‬‬
‫شعير بري‪ (C) .‬نوع مزروع "ذو صفين " من السنيبلت الجانبية العقيمة‪(D) .‬شعير بري‬
‫نوع"‪" (proskowetzii". (E‬ذو ‪ 6‬صفوف"‬
‫شعير مزروع‬
‫‪.‬مصدر الصورة ‪Ref. 8 :‬‬

‫بذور عارية‬

‫كما رأينا في المواضيع السابقة‪ ,‬فإّن بذور اسلف الذرة والقمح محمّية بغطاء نباتي‪ ,‬حماية قد‬
‫اختفت عند متحدريها المزروعة كنتيجة لنتقاء مفروض خلل عملية التدجين‪ .‬مع هذا‪ ,‬يكون‬
‫الوضع مختلف في شعيرنا‪ ,‬فبذوره محمّية بغطاء ملتصق بشّدة بها‪ ,‬حيث يتكّون من ‪ lema‬و‬
‫‪ } pálea‬مراجع ‪.{ 13‬‬

‫حسنا الن‪ ,‬كيف تّم الحتفاظ بهذه الحماية؟ يكون السبب في استعمالت النبات‪ :‬فاغطية كتلك‬
‫تنتج بوصفها مفيدة لجل معالجة الُملت } الحبوب الناتشة صناعيا ً ول سيما حبوب الشعير التي‬
‫تستعمل في صناعة الجعة او البيرة ‪ ..‬قاموس المورد اسباني عربي { خلل عملية تحضير‬
‫البيرة‪ ,‬من جانب آخر‪ُ ,‬يستخدم الشعير كغذاء للحيوانات‪ ,‬التي ل تشتكي عادة عندما تصادف بذور‬
‫محمية بهذا الشكل‪ .‬من يشتكي بالغالب هم البشر‪ .‬انواع الشعير التي نستعملها بتحضير منتجات‬
‫المعجنات نعم تكون بذورها عارية‪ ,‬ومن المعتاد ان تكون ذات ‪ 6‬صفوف وقد ظهرت لول مرة‬
‫منذ ‪ 8000‬عام‪ ,‬قبل ان تنتشر زراعة الشعير من الهلل الخصيب والهند الغربية الى باقي العالم‬
‫القديم } مراجع ‪.{ 13‬‬
‫عري تلك البذور يكون مشروطا ً بوجود جين وحيد‪ ,‬اسمه ‪ ,Nud‬يقوم بتركيب بروتين‬
‫يضبط تخزين سلسلة من الشحميد على سطح البذرة‪ ,‬والتي تظهر‬
‫بكونها اساسية لجل السماح باللتصاق والثبات ل ‪ lema‬و ‪ pálea‬عليها ذاتها‪.‬‬
‫طفرات هذا الجين‪ ,‬بحيث ل يمكنه تخزين شحميد‪ ,‬ول يمكن التصاق تلك الغشية النباتية‪ ,‬ما‬
‫يحقق استمرار الُعري للبذرة‪ .‬بالحال تّم انتقاء تلك الطفرات‪ ,‬لتصبح تنوعا ً مالوفا ً لكثير من‬
‫النواع المزروعة من الشعير } مراجع ‪.{ 13‬‬

‫في انواع شعير " ذو صفين "‪ .A :‬الى اليسار‪ ,‬بذور مغطاة‪ .‬الى اليمين‪ ,‬بذور عارية‪ .B .‬سنابل‪,‬‬
‫‪ .idem‬مصدر الصورة‪Ref. 13 :‬‬

‫زيادة النتاج }‪{2‬‬

‫بلغت سنبلة الشعير الكمال في الفترة } ‪ 9500-10500‬عام قبل الن {‪ ,‬مضاعفة ب ‪ 3‬لعدد‬
‫السنيبلت التي كانت قادرة على النتاج في الفترة } ‪ 8000-8800‬عام قبل الن { وفقدت‬
‫تغطيتها الحمائية " التي صّعبت " التحكم بها كغذاء في الفترة } ‪ 8000‬عام قبل الن {‪ ,‬ايضاً‬
‫حجم حّبتها كانت آخذة بالنمّو } مراجع ‪ 1‬و ‪.{ 20‬‬

‫مقطع عرضي بحبيبة شعير بري )في اليسار( ولنوع مزروع )في اليمين(‪ .‬مصدر الصورة‪:‬‬
‫‪Ref. 1‬‬
‫في هذا الجانب‪ ,‬تكون السجلت الحفورية وصفّية بقّوة‪ .‬فقد قام الباحث الثري النباتي ‪George‬‬
‫‪ Willcox‬العامل في المركز الوطني للبحث العلمي في ليون – فرنسا‪ ,‬بمقارنة بذور الشعير‬
‫البري } في عملية تدجين واسعة { بطبقات أثرية مختلفة في حوض الفرات‪ ,‬الواقع شمال‬
‫الجمهورية السورية‪ :‬منطقة جرف الحمر الباكر } ‪ 9700-9800‬عام قبل الن { والمتأخر }‬
‫‪ 9300-9400‬عام قبل الن {‪ ,‬وموقع دجادي } ‪ 9000-9400‬عام قبل الن { وكوزاك الشمالي }‬
‫‪ 100 ± 6050‬عام قبل الن {‪ ,‬حيث ُيعتبر الموقع الخير تمثيل غير مسبوق لمرحلة مسماة‬
‫‪ ,Calcolítico‬عندما بدأ البشر لّول مرة باستعمال المعادن } مراجع ‪.{ 20‬‬
‫تبّين دراسة ‪ Willcox‬اتجاها ً هامًا‪ ,‬ولو انه بطيء وتدريجي زمنيًا‪ ,‬نمت فيها بذور الشعير في‬
‫الحجم كما في الثخانة } مراجع ‪.{ 20‬‬

‫مقارنة بين بذور الشعير في المواقع المذكورة اعله في حوض الفرات‪ .‬لحظوا النموفي‬
‫الثخانة)احداثيات رأسيه( وفي العرض )احداثيات افقية( بمضي الزمن‪ .‬مصدر الصورة‪Ref. :‬‬
‫‪20‬‬

‫وهذه لم تكن كل التغيرات الحاصلة‪ .‬فكثير من تنوعات القمح والشعير‪ ,‬كما اسلفها البرية‪ ,‬تحتاج‬
‫بضع اسابيع من البرد – بين ‪ 0‬الى ‪ 10‬درجات مئوية – لكي تتمكن من الزهرار بشكل طبيعي‪,‬‬
‫دون هذا التعّرض للبرد‪ ,‬لن يتحقق الزهرار‪ .‬هذا الحتياج التجّلدي‪ ,‬اسمه‪ :‬الستبراد } معالجة‬
‫البذور بالبرد بغية تسريع انتاشها – انباتها – وتسريع نمّو النبات وأزهاره ‪ ..‬قاموس المورد‬
‫اسباني عربي {‪ .‬هكذا تسمى هذه النباتات‪ :‬بالنباتات الشتوية‪ُ ,‬تزرع بأواخر الصيف أو بدايات‬
‫الخريف‪ ,‬حيث تتعّرض للبرد خلل الشتاء‪ ,‬وُتزهر بقدوم الربيع‪ .‬لكن البرد الزائد يقضي على‬
‫الغرسات‪ ,‬اي باماكن اكثر ارتفاعًا‪ ,‬مع هذا‪ُ ,‬يزرع في تلك الرتفاعات الشعير والقمح‪ ,‬لكن كيف‬
‫يمكن هذا؟‬
‫يشّكل الستبراد عملية معقدة‪ ,‬يشترك فيها عدد من الجينات‪ ,‬يكون اهمها هذه اليام‪:‬‬
‫ل‪ ,VRN1 :‬تركيبه يكون ُمحف ّزا من البرد‪ ,‬يقوم بكبح الجين ‪VRN2‬‬ ‫او ً‬
‫ث على تحقيق الزهرار } مراجع ‪.{ 15‬‬ ‫ويح ّ‬
‫ثانيا‪ ,FT :‬عندما تكون اليام طويلة‪ ,‬يقوم بتحفيز تركيب الجين ‪VRN1‬‬
‫وتسريع الزهرار } مراجع ‪.{ 15‬‬
‫ثالثا‪ ,VRN2 :‬يقوم بكبح الجين ‪ FT‬وانهاء الزهرار } مراجع ‪.{ 15‬‬

‫علم وراثة استبراد البقوليات‪ .‬مصدر الصورة‪Ref. 15 :‬‬

‫هكذا يقترح نموذج راهن‪ ,‬بأّنه خلل فترة شباب النبات‪ ,‬خلل الصيف و الخريف‪ :‬يمنع الجين‬
‫ن مستويات الجين ‪ VRN1‬تكون‬ ‫‪ VRN2‬تعبير الجين ‪ ,FT‬وباعتبار أ ّ‬
‫منخفضة‪ ,‬فلن يوجد اي حافز جيني لتحقيق الزهرار‪ .‬عند حلول فصل‬
‫الشتاء‪ ,‬يقوم البرد بتحفيز تعبير الجين ‪ ,VRN1‬الذي بدوره يقوم بإعاقة‬
‫وتخفيض تركيب الجين ‪ .VRN2‬وحين حلول فصل الربيع‪ ,‬تكون مستويات‬
‫الجين ‪ VRN2‬منخفضة كثيرا‪ ,‬ما يجعل بامكان الجين ‪ FT‬التعبير بحر ّية‪,‬‬
‫ما يح ّفز تعبير أكبر للجين ‪ ,VRN1‬ليبلغ تركيزا عاليا فيمتلك " القوة "‬
‫الن لجل تحقيق عملية الزهرار } مراجع ‪.{ 15‬‬
‫حسنا الن‪ ,‬تمنع طفرات ملموسة في الجين ‪ VRN1‬ضبطه‪ ,‬فلزوم فترة‬
‫البرد ليس لتعبير هذا الجين‪ ,‬بل لن تلك الطفرات س ّببت حدوث تعبير‬
‫كذاك بصورة حا ّدة كل الوقت‪ ,‬محفزة بهذا الشكل ازهرار سابق لوانه‪.‬‬
‫ُتحرز طفرات اخرى في الجين ‪ VRN2‬هذه الم ّرة‪ ,‬بمنعه من تحقيق‬
‫عمله‪ ,‬وكنتيجة لهذا يع ّبر الجين ‪ ,FT‬الذي بدوره يحفز الجين ‪,VRN1‬‬
‫والذي بدوره يقوم بتحفيز الزهرار } مراجع ‪.{ 15‬‬
‫جدول الضبط الجيني لستبراد البقوليات‪ .‬مصدر الصورة‪Ref. 15 :‬‬

‫في كل الحالتين‪ ,‬النباتات ل تتطّلب الستبراد لجل الزهرار‪ .‬تحتاج تلك التنوعات من القمح‬
‫والشعير لفصل الربيع‪ ,‬يمكن زراعتها بنجاح في مناطق باردة بهذا الفصل‪ .‬حيث يمكن زرعها في‬
‫بدايات الربيع ودون الحاجة لفترة باردة‪ُ ,‬تزهر وُتثمر بحلول الصيف‪ ,‬متفادية بهذا الشكل الجليد‬
‫ي الذي يقتلها‪.‬‬
‫الشتو ّ‬
‫‪.‬‬
‫الجعة } البيرة {‪ ,‬متى؟ وأين؟‬

‫للن رأينا متى عرفنا الشعير‪ .‬اين ومتى بدأت زراعته‪ .‬كذلك كثير من التغيرات الُمرافقة لتدجينه‪,‬‬
‫كالطفرة والنتقاء اللحق‪ :‬القادرة على تحقيق تعديلت جوهرية في بيولوجية هذا الكائن‪ .‬مع‬
‫ذلك‪ ,‬ماذا كانت الجعة؟ أين ُوِجَد أصلها؟‬
‫ل تكون اسئلة سهلة‪ .‬بحسب كثير من الباحثين‪ ,‬تاريخها يعود الى ‪ 8000‬عام قبل الن‪ ,‬في أوج‬
‫تقنيات زراعية وبدايات صنع الخبز‪ .‬فحّبة البقول بذاتها ‪ :‬تكون ذات تغذية قليلة‪ ,‬فهي‬
‫كربوهيدرات بشكل رئيسي‪ ,‬مع احتواء بروتيني قليل } ‪ { % 13 – 12‬ونقص كبير بالحموض‬
‫المينية والفيتامينات‪ .‬مع ذلك‪ ,‬فإّن عملّية التخمير‪ :‬يمكنها أن تقوم بتبديل كل هذا } مراجع ‪.{ 6‬‬
‫لوح مسماري يعود للعام السادس لتولي كاهن مدينة لغش السومري الحكم )‪2.370‬قبل الن‬
‫عام(‪ .‬وثيقة ادارية حول تحضير ‪ 3‬انواع من الجعة وتبيان كميات الشعير اللزمة ومكونات‬
‫اخرى ضرورية لتحضيرها‬
‫مصدر الصورة‪Livescience :‬‬
‫تّم تحقيق التخّمر بفضل الخميرة‪ :‬التي هي عبارة عن فطريات وحيدة الخلّية‪ ,‬حيث يشّكل النوع‬
‫‪ Saccharomyces‬الجنس البرز منها‪ ,‬حيث تح ّول تلك الكائنات الح ّية في‬
‫غياب الوكسجين‪ ,‬السكريات الموجودة في ح ّبات الشعير الى اليتانول }‬
‫كحولنا { وثاني اوكسيد الكاربون )‪ .(CO2‬واثناء الحالة العجينية الرطبة‪ :‬ستزيد‬
‫الخمائر من المحتوى البروتيني‪ ,‬وستعّوض نقص بعض الحموض المينية وتقوم بتركيب‬
‫فيتامينات جديدة‪ ,‬اي انها تزيد من القيمة الغذائّية } مراجع ‪.{ 6‬‬
‫يمكننا ملحظة مشهد سابق لتحضير الجعة‪ ,‬من خلل مشروب مستوطن في منطقتي النوبة‬
‫ضر اعتبارا من طحين القمح‪ .‬في تحضيره‪ ,‬يتم‬ ‫والسودان‪ ,‬هو ‪ bouza‬والمح ّ‬
‫تحويل ثلث ارباع الكمية من القمح الى عجينة مع خميرة‪ ,‬إثر تعريضها‬
‫للنار الخفيفة‪ُ :‬يسمح لتلك الفطريات متابعة عملها‪ .‬من جانبه‪ ,‬الربع‬
‫المتبقي من القمح يكون رطبا ومعرضا للهواء الجوي‪ ,‬قبل د ّقه } خطوة‬
‫تذكرنا بتحضير المولت {‪ .‬لحقا‪ ,‬العجينة كما الربع المدقوق‪ُ :‬يخلطان‬
‫مر في وعاء مع الماء‪ .‬لجل استهلكه‪ ,‬فيما لو يتم تنخيل‬ ‫و ُيتركان للتخ ّ‬
‫منتج النهائي‪ ,‬نحصل على مشروب شبيه بالجعة او بالبيرة‪ ,‬لكن‪,‬‬ ‫ال ُ‬
‫سيكون لدينا غذاء عالي القيمة والذي يذكرنا بأكلة ‪ } migas‬عبارة عن خبز‬
‫مفتت ومقلي ومغموس بالحليب ‪ ..‬قاموس المورد اسباني عربي {‪ } .‬مراجع ‪.{ 6‬‬
‫نرى من خلل هذا الُمنتج‪ ,‬اتصال وثيق بين تحضير الخبز والجعة‪ ,‬هذا المشروب الذي تحّول‬
‫ليكون عنصر اساسي في مجتمعات الهلل الخصيب ومصر القديمة‪ .‬حتى انه وفق بعض الباحثين‬
‫يمكن القول‪ :‬بأّن الخبر والجعة‪ ,‬كانا عنصرين قد تّم تحضيرهما في ذات المكان } مراجع ‪ 5‬و‬
‫‪ .{ 6‬في مصر القديمة‪ ,‬نعثر على الدلة المبكرة على تحضير الجعة في عصر ما قبل السرات‬
‫} عصر ما قبل السرات في الفترة ما بين ‪ 5000‬و ‪ 3000‬قبل الميلد ومنذ حوالى ‪ 6‬آلف عام‬
‫مضى بدأ النيل يفيض سنويا على الراضى المحيطة به وعلى طول ضفتيه تاركا وراءه أرضا‬
‫خصبة وتربة غنية وأصبحت المنطقة القريبة من مجال الفيضان جاذبة للسكان كمصدر للماء‬
‫والطعام‪ .‬وفى حوالى عام ‪ 7000‬قبل الميلد كانت البيئة المصرية بيئة مضيافة جاذبة للسكان‪،‬‬
‫ووجدت آثار تدل على استقرار بعض السكان في هذا الوقت في مناطق صحراوية في مصر العليا‪.‬‬
‫ووجد عدد من الوانى الفخارية في بعض المقابر في صعيد مصر من عام ‪ 4000‬قبل الميلد تعود‬
‫لعصر ما قبل السرات‪ .‬ويقسم عصر ما قبل السرات إلى ثلث أجزاء رئيسية نسبة إلى الموقع‬
‫الذي توجد فيه المواد الثرية‪ :‬المواقع الشمالية من حوالى عام ‪ 5500‬قبل الميلد وخلفت آثار‬
‫تدل على استقرار ثقافى ولكنه ليس كمثيله في الجنوب‪ ،‬وتدل الثار على أنه في حوالى عام‬
‫‪ 3000‬قبل الميلد تواجدت قوة سياسية كبيرة والتي كان العامل الذي أدى إلى اندماج أول مملكة‬
‫موحدة في مصر القديمة حيث تعود إلى هذه الفترة أقدم الكتابات الهيروغليفية المكتشفة وبدأت‬
‫تظهر أسماء الملوك والحكام على الثار‪ .‬وقد حكم في هذه الفترة ‪ 13‬حاكما كان آخرهم نارمر في‬
‫حوالى عام ‪ 2950‬قبل الميلد وتبعه السرتين الولى والثانية وكانوا حوالى ‪ 17‬ملك في الفترة ما‬
‫بين ‪ 2950‬و ‪ 2647‬قبل الميلد حيث بنيت مجموعة من المقابر والتي تمثل بدايات الهرامات في‬
‫سقارة وأبيدوس وغيرها من خلل فترة حكم السرتين الولى والثانية‪ ...‬منقول ُيرجى التدقيق {‬
‫خلل الفترة } ‪ 5500‬الى ‪ 3100‬عام قبل الن {‪ ,‬ولو أّن كثير من الباحثين يعتبرون الهلل‬
‫الخصيب الموطن الساس للجعة في ارض الرافدين منه بالتحديد‪ ,‬حيث ستكون احدى ثمرات‬
‫بابل‪ ,‬منذ ‪ 8000‬عام قبل الن‪ .‬فليس صدفة عثورنا على احد اقدم الدلة على تحضير الجعة في‬
‫موقع ‪ Tepe Gawra‬بشمال العراق‪ ,‬والذي يعود الى ‪ 6000‬عام قبل الن } مراجع ‪.{ 6‬‬

‫من حفريات قرب منطقة نينوى بموقع اسمه ‪) Tepe Gawra‬شمال العراق(‪ ,‬قبل ‪ 6000‬عام‪,‬‬
‫طابع عليه شخصان يشربان البيرة أو مشروبا ً شبيها ً لها‬
‫مصدر الصورة ‪Ref. 6 :‬‬

‫لقد تحولت الجعة الى مشروب شعبي في مصر القديمة والهلل الخصيب‪ ,‬حيث كانت تحضر ليس‬
‫من الشعير فحسب‪ ,‬بل من انواع مختلفة من القمح‪ .‬كانت تستهلكها كل الطبقات الجتماعية‪,‬‬
‫ل‪ ,‬فاشجار العنب ل تكون سهلة الزراعة والنتاج‬‫سهلة التحضير } قياسا بخمور اخرى كالنبيذ مث ً‬
‫كما تكون البقول {‪ ,‬كما انها كانت ُتعتبر بمثابة غذاء اولّي‪ .‬رواتب واثمان اعراس كانت ُتدفع‬
‫على شكل جعة‪ .‬كما انها كانت ُتستعمل كدواء أو مستحضر تجميلي‪ ,‬لعلج بعض الحالت‬
‫كالنزعاج المعدي او السعال وغيرها‪ .‬كانت العنصر الفاعل في الحتفالت والسهرات‪ .‬لقد بلغت‬
‫اهميتها حّدًا‪ ,‬نالت بموجبه تحضير مراسيم شرعنة } مراجع ‪.{ 5‬‬

‫كان يحضر في خّمارات الجعة بشرق المتوسط‪ :‬الموسيقى والدعارة‪ .‬حتى اننا نجد في قصيدة‬
‫سومرية‪ ,‬التي‪:‬‬
‫ب والحرب‪ :‬كانت بارزة " كحلوى مثل الجعة " ‪ .‬لّنه‬‫العضاء الجنسّية لللهة إنانا ‪ ,‬إلهة الح ّ‬
‫حتى اللهة لم تستطع مقاومة الجعة‪ .‬فكانت نينكاسي ‪ Ninkasi‬هي إلهة الجعة والكحول‪ ,‬ايضاً‬
‫نجد كمرافقين‪ :‬الله دوموزي‪ ,‬إله الخصب البابلي‪ ,‬الله إنليل‪ ,‬اللهة المصرية ‪ Hathor‬أو‬
‫اللهة اليونانية‪ Ceres :‬أو ‪ } Dioniso‬مراجع ‪.{ 5‬‬
‫حتى أّن السلف الُمباشر للوهة الثقافة الغربية التقليدية‪ ,‬يمكن ان يكون أكبر شارب للجعة‪ ,‬يناقش‬
‫للن بعض الباحثين فيما لو أّن المقياس ‪ hin‬اليومي حيث )‪ (hin ~ 4 litros 1‬الذي‬
‫وضعه يهوه بين الصدر والظهر‪ :‬كان جعة أو نبيذ‪ ,‬حسنًا‪ ,‬أكثر من يهوه‪ ,‬كهنته } سفر العدد‬
‫‪ ,{ 10-28:7‬اكتشفوا منذ زمن طويل فضيلة القربان ‪ ..‬الخاص بالخرين‪ ,‬طبعا ً } مراجع ‪.{ 5‬‬
‫‪.‬‬

‫هل تحتاج الصورة لشرح?‪ ,‬فالصبّية تشرب الجعة‪ .‬لوحة من بابل القديمة )‪ 1.800‬قبل الميلد(‬
‫معروضة في المتحف البريطاني‪ .‬مصدر الصورة‪Ref. 5 :‬‬
‫‪.‬‬
. Ref. 5 :‫ مصدر الصورة‬.‫ قبل الميلد( لمهني يشرب الجعة‬1.350) ‫أثر مصري قديم‬
.
REFERENCIAS

Badr, A. et al (2000) On the Origin and Domestication -.1 •


History of Barley (Hordeum vulgare). Molecular Biology and
.Evolution 17:499-510 (2000). Artículo también disponible aquí

Bar-Matthews, M. et al (1997) Late Quaternary -.2 •


Paleoclimate in the Eastern Mediterranean Region from Stable
Isotope Analysis of Speleothems at Soreq Cave, Israel.
Quaternary Research, Volume 47, Issue 2, March 1997, Pages
155-168

Cowan, C. W., Watson, P. J. y Benco, N. L. (2006) The -.3 •


origins of agriculture: an international perspective. Smithsonian
Series in Archaeological Inquiry, University of Alabama Press,
2006, ISBN0817353496, 9780817353490 , 224 páginas

Hole, F. (2004) Stone age bedding by the Sea of Galilee. -.4 •


PNAS (Proceedings of the National Academy of Sciences of the
United States of America), May 11, 2004, vol. 101, no. 19, pp.
7207-7208
Homan, M. M. (2004) Beer and Its Drinkers: An -.5 •
Ancient near Eastern Love Story. Near Eastern Archaeology,
Vol. 67, No. 2 (Jun. 2004), pp. 84-95

Hornsey, I. S. (2003) A history of beer and brewing. -.6 •


.Royal Society of Chemistry paperbacks, 2003, 742 pages

Komatsuda, T. et al (2004) High-density AFLP map of -.7 •


nonbrittle rachis 1 (btr1) and 2 (btr2) genes in barley (Hordeum
vulgare L.). TAG Theorical and Applied Genetics, Vol. 109, No. 5,
september 2004

Komatsuda, T. et al (2007) Six-rowed barley originated -.8 •


from a mutation in a homeodomain-leucine zipper I-class
homeobox gene. PNAS (Proceedings of the National Academy of
Sciences of the United States of America), January 23, 2007, vol.
104, no. 4 1424-1429. También disponible aquí

Morrell, P. L. et al (2003) Distinct Geographic Patterns -.9 •


of Genetic Diversity Are Maintained in Wild Barley (Hordeum
vulgare ssp. spontaneum) Despite Migration. Proceedings of the
National Academy of Sciences of the United States of America,
Vol. 100, No. 19 (Sep. 16, 2003), pp. 10812-10817

Morrell, P. L. y Clegg, M. T (2007) Genetic evidence -.10 •


for a second domestication of barley (Hordeum vulgare) east of
the Fertile Crescent. PNAS (Proceedings of the National Academy
of Sciences of the United States of America), February 27, 2007,
vol. 104, no. 9 3289-3294

Murphy, D. J. (2007) Peoples, plants and genes: the -.11 •


story of crops and humanity. Oxford University Press, 2007, ISBN
0199207135, 9780199207138, 401páginas

Piperno, D. R. et al (2004) Processing of wild cereal -.12 •


grains in the Upper Palaeolithic revealed by starch grain
analysis. NATURE, Vol. 430, 5 August 2004, pp. 670-673. Artículo
.completo disponible aquí y acá

Takeda, Set al (2008) Barley grain with adhering hull -.13 •


is controlled by an ERF family transcription factor gene
regulating a lipid biosynthesis pathway. PNAS (Proceedings of
the National Academy of Sciences of the United States of
America), March 11, 2008, vol. 105, no. 10 4062-4067. También
disponible aquí

Tanno, K. y Willcox, G. (2006) How Fast Was Wild -.14 •


Wheat Domesticated? Science 31 March 2006: Vol. 311. no. 5769,
p. 1886DOI: 10.1126/science.1124635. También disponible aquí

Trevaskis, B. et al (2007) The molecular basis of -.15 •


vernalization-induced flowering in cereals. Trends in Plant
Science, Volume 12, Issue 8, August 2007, Pages 352-357

Sang, T. (2009) Genes and Mutations Underlying -.16 •


Domestication Transitions in Grasses. Plant Physiology 149:63-
70 (2009). También disponible aquí

Saisho, D. y Purugganan, M. D. (2007) Molecular -.17 •


Phylogeography of Domesticated Barley Traces Expansion of
Agriculture in the Old World. Genetics, Vol. 177, 1765-1776,
.November 2007

Volis, S. et al (2002) Adaptive traits of wild barley -.18 •


plants of Mediterranean and desert origin. Oecologia, Vol. 133,
No. 2 (Oct., 2002), pp. 131-138. Artículo también disponible aquí

Weiss, E.et al (2004) The broad spectrum revisited: -.19 •


Evidence from plants remains. PNAS (Proceedings of the
National Academy of Sciences of the United States of America),
June 29, 2004, vol. 101, no. 26, pp. 9551-9555

Willcox, G. (2004) Measuring grain size and -.20 •


identifying Near Eastern cereal domestication: evidence from the
Euphrates Valley. Journal of Archaeological Science, Volume 31,
.Issue 2, February 2004, Pages 145-150. También disponible aquí

‫المصدر‬
http://cnho.wordpress.com/2010/02/15/huerto-evolutivo-6-hacia-los-
origenes-de-la-cerveza
‫ي }‪ :{7‬تطور الحّمص والعدس‬
‫الُبستان التطور ّ‬

‫ي " شيئا ً ُمختلفا ً عّما حدث في‬


‫يمتلك هذا الموضوع الجديد من سلسلة " الُبستان التطور ّ‬
‫المواضيع السابقة والمنشورة حتى الن‪ :‬لّول مّرة سنتناول الحديث حول نوعين‪ ,‬ل نوع واحد‪,‬‬
‫بذات الوقت‪ .‬وهذا يحصل لسببين‪ :‬السبب الّول‪ :‬لم تكن التغيرات التي مّر بها كل النوعين‬
‫شديدة‪ ,‬كالتغيرات التي رأيناها في نباتات مدروسة حتى الن‪ .‬السبب الثاني‪ :‬يشكلن نوعان‬
‫متضادان بشكل لبق فيما بينهما‪.‬‬
‫يمكن ان ُنضيف سبب ثالث‪ :‬فقد حان الوقت للتكّلم عن الق ّ‬
‫طانّيات } الحبوب التي ُتطبخ كالعدس‬
‫والحّمص والفول واللوبياء ‪ ..‬قاموس المورد اسباني عربي {!‪.‬‬

‫العدس والحّمص‪ ,‬اضافة للفاصولياء‪ ,‬الصويا‪ ,‬البازلء‪ ,‬الفول‪ ,‬وغيرها‪ :‬تشّكل نباتات تنتمي الى‬
‫عائلة القرنّيات ‪ ,Leguminosas‬مجموعة ناجحة‪ :‬تشغل الترتيب الثالث في عدد انواعها بين‬
‫كاسيات البذور ‪ } angiospermas‬النباتات الزهرّية {‪ ,‬بالضبط خلف السحلبيات ‪orquídeas‬‬
‫} فصيلة نباتّية من وحيدات الفلقة منبتها القاليم الحارة ‪ ..‬قاموس المورد اسباني عربي { و‬
‫الُمرّكبات ‪ } compuestas‬فصيلة نباتية من ذوات الفلقتين وحيدة الُقعالة سفلّية السدية ُتعتبر‬
‫من اكبر الفصائل النباتية ‪ ..‬قاموس المورد اسباني عربي {‪ .‬ليس صدفة ان نعثر على ‪20000‬‬
‫نوع تقريبا ً حتى الن ضمن ‪ 700‬جنس‪ .‬من المور المثيرة أّن قطانياتنا الُمدّجنة ‪ :‬قد سارت في‬
‫ط شبيه بخ ّ‬
‫ط بقولياتنا } قمح‪ ,‬شعير‪ ,‬ذرة‪ ,‬أرز { خلل عملية تدجينها‪ ,‬ما يحولها الى افادتنا‬ ‫خ ّ‬
‫انطلقا ً من وجهة نظر اصول نباتّية وتطورّية‪.‬‬

‫الى اليسار حفنة من العدس‪ .‬الى اليمين حفنة من الحّمص‪.‬‬

‫تمتلك مجموعة القرنيات اسماء كثيرة‪ .‬فهي تسمى قطانيات‪ ,‬واصلها اللتيني » ‪,«lĕgūmen‬‬
‫عبارة عن مصطلح معناه‪ :‬الذي ل يتغّير بمرور الزمن‪ .‬ايضا تكون معروفة تحت اسم ‪fabáceas‬‬
‫القادم من المصطلح اللتيني » ‪ ,«faba‬كلمة ما تزال ُمستخدمة لليوم في شمال الجزيرة اليبرية‬
‫للدللة على الفاصولياء‪ ,‬مع اّنه بالصل » ‪ «faba‬الرومانّية كانت ُتطلق على الفول‪.‬‬

‫كما تسمى باسماء اخرى‪ ,‬احدها يأتي من الُمصطلح اللتيني » ‪ «papilio‬اي } الفراشة { وذلك‬
‫بفضل شكل ازهارها الجميلة‪ .‬تتكّون تلك الزهار من ‪ 5‬بتلت ‪ pétalos‬متموضعه بصيغة‬
‫خاصة‪ :‬اثنتان منها ملتحمتان جزئيًا‪ ,‬حيث تغطيان اعضاء التكاثر بالزهرة‪ ,‬تشكلن ما يشبه‬
‫القاعده ‪ ,quilla‬بتلتان اخريتان حّرتان محيطتان بتلك القاعده‪ ,‬هما جناحان ‪ ,alas‬وبتلة اخيرة‬
‫ذات حجم كبير تموج خلف البتلت الخرى‪ ,‬تسمى الراية ‪ .estandarte‬بالتفافها حول القاعده‪,‬‬
‫يكون لدينا اعضاء التذكير " السدية " ‪ androceo‬والتي ُتحيط بدورها مجموعة اعضاء‬
‫التأنيث في الزهرة ‪ .gineceo‬يتكّون الجهاز الذكري من ‪ 10 +‬أسدية‪ ,‬والتي يمكن ان تكون كلها‬
‫حّرة‪ ,‬كلها ُملتحمة فيما بينها أو كلها ُملتحمة ما عدا واحدة منها‪.‬‬
‫جدول اساسي لزهرة القرنّيات‪ .‬كمثال لدينا نوع البازّلء )‪ (.Pisum sativum L‬مصدر‬
‫الصورة‪Lecciones Hipertextuales de Botánica :‬‬

‫‪.‬‬

‫مقدمات‬

‫}‪ {1‬العدس‬

‫ُيعرف العدس الُمدّجن الذي نتناوله‪ ,‬في العالم الكاديمي‪ ,‬تحت اسم‪Lens culinaris ssp. :‬‬
‫ي‪ ,‬يبلغ طول ساقه‪ :‬من ‪ 20‬الى ‪30‬‬ ‫‪ .culinaris Meiken‬انه نبات صغير ذو مظهر شجير ّ‬
‫سنتمتر‪ .‬يمتلك دورة حياة سنوية‪ ,‬يمكن ان يشهد نمّو سريع‪ ,‬حيث يبلغ سّن النضوج خلل فترة‬
‫تمتد من ‪ 75‬الى ‪ 100‬يوم فقط‪ُ .‬تعطي ازهاره البيضاء الصغيرة بعروقها الزرقاء‪ :‬الصل لظهور‬
‫بذرة أو بذرتين رقيقتين بشكل عدسة‪ .‬تكون تلك البذور غنّية بالبروتين‪ ,‬الملح المعدنية‬
‫} صوديوم‪ ,‬بوتاسيوم‪ ,‬حديد وزينك { وفيتامينات } بترتيب اهميتها‪ :‬ب‪ ,‬ث‪ ,‬آ‪ ,‬ي و ك { وهي‬
‫غذاء ل ُيستغنى عنه‪ .‬اضافة لّنه وبفضل احتوائها الُمرتفع من الحماض المينية‪ :‬كالليسين‬
‫‪ lisina‬والتربتوفان ‪ ,triptófano‬اذا تّم جمعها بالقمح او بالرز ‪ :‬فإنها ُتكمل احتياجاتنا الى‬
‫الحموض المينية الساسّية } مراجع ‪ } .{ 5‬في منطقة شرق المتوسط يوجد أكلتان شهيرتان‪,‬‬
‫ُتصنعان من البرغل والعدس‪ ,‬والرز والعدس‪ ,‬واسمهما الشعبي " ُمجّدرة " وهما اهّم تعبير عن‬
‫صحّية غذاء اهالي تلك المنطقة ‪ ..‬ودون علمهم بهذا طبعا ً ‪ ..‬فينيق {‪.‬‬

‫يوجد اهتمام بالغ بزراعة العدس‪ .‬فهو ُيزرع بأكثر من ‪ 40‬بلد‪ ,‬وقد بلغ النتاج العالمي منه ‪3.8‬‬
‫مليون طن سنويا بين العامين ‪ 2004‬و ‪ } 2006‬بحسب منظمة الفاو ‪ { 2008‬وبمساحة مزروعه‬
‫بلغت مساحتها ‪ 4‬مليين هكتار‪ .‬أهم ثلث ُمنتجين للعدس‪ :‬الهند‪ ,‬كندا وتركيا‪ ,‬بينما اوروبا كاملة‬
‫ل ُتنتج بالكاد ‪ %1‬من النتاج العالمي من العدس } مراجع ‪.{ 5‬‬

‫نموذج من العدس ‪ .Lens culinaris culinaris Medik‬مصدر الصورة‪Flickr :‬‬

‫‪.‬‬

‫يشّكل العدس جنس نباتّي قليل التنّوع حيث يتواجد‪ ,‬مزّود في ‪ 7‬ازواج من الكروموزومات )‪2n‬‬
‫‪ ,(= 14‬يتوّزع حول البحر المتوسط } مراجع ‪ 16‬و ‪ .{ 19‬النواع البرّية التي تنمو في شبه‬
‫الجزيرة اليبرية‪ ,‬هي‪ } Lens nigricans :‬متوفرة نسبيا { و ‪Lens lamottei‬‬
‫} موجودة في قطاع المتوسط {‪ ,‬بينما في جزيرة مايوركا } جزر الباليار {‬
‫صل في‬ ‫متا ّ‬
‫نجد نوع ‪ ,Lens ervoides. Lens culinaris‬النوع المزروع ال ُ‬
‫ي } مراجع ‪.{ 4‬‬ ‫المتوسط الشرق ّ‬

‫ي لعدسنا المزروع؟‬‫ي‪ ,‬انطلقا ً من وجهة نظر تاريخّية‪ :‬ما هو السلف البر ّ‬


‫هنا يحضر سؤال حيو ّ‬
‫كان اول شخص انطلق في البحث‪ ,‬هو عالمة النبات الروسّية ‪,Elena Ivanovna Barulina‬‬
‫طالبة وزميلة ولحقا ً زوجة عالم النبات والوراثة الروسي ‪.Nikolái Ivánovich Vavílov‬‬
‫كانت تتمحور ابحاث العالم ‪ Nikolái Ivánovich Vavílov‬حول معرفة اصل وتطور نباتاتنا‬
‫المزروعه‪.‬‬
‫تأسيسا ً على ميزات تشريحية‪ :‬اقترحت العالمة ‪ Elena‬في العام ‪ ,1930‬بأّن السلف البّري‬
‫للعدس ‪ , Lens culinaris‬هو‪ :‬المعروف تحت اسم ‪ } Lens orientalis‬اليوم‬
‫معروف باسم ‪ { Lens culinaris ssp. Orientalis‬ذو اصل شرق متوسط يّ‪.‬‬
‫وللن كثير من الباحثين متفقين مع هذا الطرح‪ .‬فدراسات البروفيسور‬
‫‪ } Ladizinsky‬سنتكلم عنه عند حديثنا عن الحّمص { قد اثبتت بأّنه تّم تهجين نوع ‪L.‬‬
‫‪ culinaris‬مع نوع ‪ L. orientalis‬دون وجود اي مشكلة } بعكس ما حدث‬
‫م تأكيد هذا الطرح وبشكل متكرر‬ ‫مع كل انواع الجنس ‪ .{ Lens‬حديثا‪ ,‬ت ّ‬
‫ي ‪ } biología molecular‬مراجع ‪.{ 5‬‬ ‫بواسطة علم الحياء الجزيئ ّ‬

‫كيف تكون تلك النبتة؟ بخلف النباتات الخرى التي درسناها بهذه السلسلة‪ ,‬يكون نوع ‪Lens‬‬
‫‪ culinaris ssp. Orientalis‬متطابق تقريبا مع نسخته المزروعة‪ .‬يكون اق لّ‬
‫حجما فقط‪ ,‬بعدد الوريقات في الورقة‪ ,‬في مساحة تلك الوريقات‪,‬‬
‫تغطي " شعيرات " اوراقها وسوقها‪ ,‬نادرا ما ُتعطي ازهار بيضاء‪ ,‬تكون‬
‫بذوها صغيرة جدا } حيث تكون الميزة الوحيدة التي تفرقها عن نسختها‬
‫المزروعه في الطبقات الثرية {‪ .. ,‬الخ } مراجع ‪.{ 5‬‬
‫مثال دقيق لنوع العدس ‪.Lens culinaris ssp. orientalis‬‬

‫}‪ {2‬الُحّمص‬

‫يكون اسمها العلمّي ‪ .Cicer arietinum L‬عبارة عن نمط شجيري ل يتجاوز ارتفاع نبتته‬
‫سنفة هي‬ ‫النصف متر‪ .,‬وثماره تكون عبارة عن حّبات او بذور‪ ,‬كّل حّبة واحدة ُمحاطة بسنفة } ال ِ‬
‫ب البقل كالفول والعدس والحمص وغيرهم ‪ ..‬قاموس المورد اسباني عربي {‪ .‬تمتلك تلك‬ ‫وعاء ح ّ‬
‫البذور قيمة غذائّية عالية‪ ,‬انها غنّية بالبروتين‪ ,‬اللياف‪ ,‬املح معدنية } نحاس‪ ,‬منغنيز‪ ,‬حديد‬
‫وزينك { والفيتامينات } بترتيب الهمية‪ :‬ب‪ ,‬ث‪ ,‬آ‪ ,‬ي وك {‪ .‬وكالعدس‪ ,‬انها ًمكّمل ممتاز‬
‫للبقوليات } مراجع ‪.{ 19‬‬

‫يشّكل ‪ Cicer arietinum‬النوع الوحيد المزروع من جنسه‪ .‬عبارة عن نبات‬


‫ن سنويا‬
‫ُيزرع في ‪ 49‬بلد‪ .‬يبلغ انتاجه العالمي حوالي ‪ 8.6‬مليون ط ّ‬
‫} منظمة الفاو ‪ { 2006‬وتتم زراعته على مساحة قدرها ‪ 11.2‬مليون‬
‫هكتار‪ .‬اهن البلدان المنتجة له‪ ,‬هي‪ :‬الهند‪ ,‬الباكستان وتركيا‪ ,‬تحتل‬
‫منتجة له‪ .‬بكل الحوال‪ ,‬بالكاد‬‫اسبانيا الترتيب الحادي عشر بين الدول ال ُ‬
‫كل النتاج الوروبي له ما نسبته ‪ %1‬من النتاج العالمي } مراجع‬ ‫يش ّ‬
‫‪.{ 19‬‬

‫نموذج من الُحّمص )‪ .(.Cicer arietinum L‬مصدر الصورة‪Wikipedia :‬‬

‫ينضوي تحت الجنس ‪ Cicer 44‬نوع } ‪ 9‬ذو دورة حياة سنوية و ‪ 35‬ذات دورة‬
‫حياة دائمة { تنتشر في جنوب غرب آسيا } مراجع ‪ .{ 19‬يوجد في اسبانيا‬
‫نوع بري واحد فقط من هذا الجنس‪ ,‬يكون مستوطنا‪ .‬النوع هو ‪Cicer‬‬
‫‪ ,canariense A. Santos & G. P. Lewis‬عبارة عن عشبة دائمة تعيش في اماكن رطبة‬
‫على ارتفاعات ‪ 1535 – 420‬متر عن سطح البحر‪ .‬انه نوع مستوطن حصريا ً في جزيرتي لس‬
‫بالماس وتينيرفي } ضمن جزر الكانارياس {‪ ,‬مصّنف بكونه " سريع العطب " وفق كاتالوك‬
‫النواع المهددة بالنقراض في جزر كانارياس وبحسب القائمة الحمراء الصادرة العام ‪2008‬‬
‫حول الزهار الوعائّية السبانّية } مراجع ‪ 6‬و ‪.{ 14‬‬
‫ي بجزيرتي‬
‫نموذج من الحّمص البّري الُمستوطن في كانارياس )‪ ,(Cicer canariense‬الحصر ّ‬
‫‪ .Palma y Tenerife‬مصدر الصورة‪Red de Parques Nacionales. Ministerio :‬‬
‫‪.de Medio Ambiente‬‬

‫سنتبع ذات الخطوات مع العدس‪ .‬ما هو أصل الحّمص؟ يأتينا أول الجوبة من طرف البروفيسور‬
‫‪ Gideon Ladizinsky‬من معهد علم وراثة النباتات في الجامعه العبرية في القدس المحتلة‪.‬‬
‫حيث ترّكزت ابحاثه حول التغيرات التطورية التي اصابت النبتات خلل عملية تدجينها‪ ,‬وليس‬
‫مصادفة ان يكون مؤّلف كتاب ‪ Plant Evolution Under Domestication‬المنشور في‬
‫العام ‪.1998‬‬

‫بحسب البروفيسور‪ ,‬ودراسات لحقة تابعت خطواته‪ ,‬يكون السلف البري للحّمص المزروع‪:‬‬
‫عبارة عن نوع نادر من الحمص البري‪ ,‬والُمكتشف من قبل البروفيسور ذاته والموجود في تركيا‬
‫حصريًا‪ .‬اسمه العلمي ‪ .Cicer reticulatum Ladiz‬وذات المر يحصل مع العدس‪ ,‬في الشكل‬
‫العام تكون شبيهة كثيرة مع نسختها المزروعه‪ .‬ينمو النوع ‪ Cicer reticulatum‬في‬
‫اراضي كلس ّية على ارتفاع ‪ 1500 -600‬متر عن سطح البحر‪ ,‬مشكلة‬
‫لجماعات منتشرة مختلطة مع بقوليات اخرى باراضي جافة تستقبل‬
‫سنويا ما معدله ‪ 830 – 350‬مليمتر من المطار } مراجع ‪ 13‬و ‪.{ 17‬‬

‫تّم اثبات أّن النوعين ‪ C. reticulatum‬و ‪ C. arietinum‬خصيبين فيما بينهما‪ ,‬ما‬


‫يعني‪ ,‬فيما لو نقم بتهجينهما سنحصل على متح ّدر خصب وقابل للحياة‪,‬‬
‫كل ‪ C. reticulatum‬النوع الوحيد الذي يمكن تهجين حمصنا‬ ‫في الواقع يش ّ‬
‫المزروع معه بنجاح‪ .‬مع ذلك‪ ,‬ل يحدث هذا التهجين بصورة طبيعية‬
‫اطلقا‪ ,‬والصيغ الهجينية } حتى متى كانت الصيغ المزروعه والبر ّية قريبة‬
‫ن كل النوعين ‪C. reticulatum‬‬ ‫جد ّا مكانيا { ل ُيعثر عليها‪ .‬هذا يحصل ل ّ‬
‫ي بارز‪ ,‬اي انهما يخص ّبان‬‫كما ‪ :C. arietinum‬يشكلن نباتان ذو تلقيح ذات ّ‬
‫ذاتهما ويتم نشر غبار طلعهما عبر الرياح او الحشرات لجل القاح ازهار‬
‫اخرى } مراجع ‪ .{ 13‬لهذا السبب يعتبر دارسي تلك النباتات‪ ,‬كما يمكننا‬
‫رؤية هذا في المراجع‪ ,‬يعتبرون الحمص المزروع و " الحمص الشبك ّ‬
‫ي‬
‫" كنوعين مختلفين‪.‬‬
‫تفاصيل زهرة لنوع ‪ .Cicer reticulatum Ladiz‬انها صورة من ضمن قليل من الصور التي‬
‫امكنني العثور عليها لهذا النبات‪ .‬مصدر الصورة‪USDA. Germplasm Resources :‬‬
‫‪.Information Network‬‬

‫سفرة ُمقتضبة عبر الزمن‬

‫متى بدأ تدجينه؟ كيف حدث ذلك؟ ليسا سؤالين سهلين‪ .‬اول ما يمكن الجابة عنه‪ ,‬هو أّن التدجين‬
‫قد مّر بخطوات مختلفة بكل النوعين‪ .‬في جزء تبعا ً لعدم انتظام توزعه الجغرافي‪ :‬فمساحة توزع‬
‫" العدس الشرقي " كبيرة‪ ,‬بينما يعيش " الحمص الشبكّي " في تركيا ومناطق اكثر بقليل‪.‬‬

‫كما هو معتاد في هذه السلسلة‪ ,‬من جديد تقودنا آلة الزمن نحو منطقة الهلل الخصيب‬
‫‪ ,Creciente Fértil‬هذا المكان الممتليء بالحياة منذ نهاية آخر الحقب الجليدية } منذ ‪11000‬‬
‫عام { من شرق المتوسط وصولً الى مصر القديمة‪ .‬ارض سابحة في النيل‪ ,‬نهر الردن‪ ,‬دجلة‬
‫والفرات‪ ,‬حيث عاشت نباتات سنوية وانتشرت بشكل متكرر‪ُ .‬يعتبر الهلل الخصيب مهد‬
‫الحضارات في العالم القديم‪ ,‬والمكان الذي ُولَِدْت فيه الزراعه‪ .‬ونحن اليوم نتابع اسهامنا بتلك‬
‫المغامرة‪.‬‬
‫خارطة الهلل الخصيب )منذ ‪ .(años 11.000-13.000‬مصدر الصورة‪Universidad de :‬‬
‫‪Cantabria‬‬

‫‪.‬‬

‫اوائل المؤشرات على استخدام العدس‪ :‬تظهر من خلل بذور متفحمة‪ ,‬جنبا لجنب مع حبيبات‬
‫القمح والشعير البري‪ ,‬في طبقات العصر النيوليتي قبل السيراميكي في تل المرابط وتل ابو‬
‫الحريري } الجمهورية السورية { وموقع ‪ } Netiv Hagdud‬فلسطين المحتلة { والتي تعود‬
‫للفترة ‪ 7200-9500‬عام قبل الن‪ .‬تّم العثور على اكتشافات شبيهة في كهف ‪Franchthi‬‬
‫} اليونان { وفي ‪ } Grotta dell’Uzzo‬في صقلّية { حيث ينتمي العدس المعثور عليه بالتأكيد‬
‫الى النوع المحلّي الوافر ‪ } Lens nigricans‬مراجع ‪.{ 21‬‬

‫اعتبارا من ‪ 7200‬قبل الميلد‪ُ ,‬يصبح مألوفا العثور على بذور متفحمة من‬
‫العدس في اماكن عديدة من الهلل الخصيب‪ .‬وبناء على صغر حجم تلك‬
‫البذور } ‪ 3 -2.5‬مليمتر {‪ ,‬يكون مستحي ل ً تحديد فيما لو كانت بر ّية أو انها‬
‫خر‪ ,‬وفي طبقات العصر النيوليتي ما‬ ‫نتاج بدء زراعتها‪ .‬فقط في وقت متأ ّ‬
‫قبل السيراميكي في موقع يفتاح } شمال فلسطين المحتلة‪ ,‬يعود الى‬
‫تاريخ ‪ 6800‬قبل الميلد {‪ :‬يبدأ العثور على بذور عدس " متلوثة " بنوع‬
‫ي هو ‪ Galium tricornutum‬عبنتة تصاحب بيومنا هذا النوع المزروع‬ ‫نبات ّ‬
‫من العدس‪ ,‬ما يعني ان تلك الشعوب قد بدأت على الرجح بزراعة‬
‫العدس منذ اكثر من ‪ 8000‬عام‪ ,‬إثر ذلك التاريخ وبمرور ‪ 1000‬عام تبدا‬
‫زراعة القمح والشعير } مراجع ‪.{ 21‬‬

‫ربما يكون صائباً اعتبار بداياته اللف السادس قبل الميلد‪ ,‬حيث يتم العثور في طبقات موقع‬
‫‪ } Tepe Sabz‬إيران ‪ 5000-5500‬قبل الميلد { على بذور عدس بقطر قدره ‪ 4.2‬مليمتر‪ .‬حجم‬
‫يراه علماء النبات أكبر بكثير من النسخة البرّية‪ ,‬ما يعني ان تلك التفاصيل يتوجب كونها ثمرة‬
‫انتقاء حاصلة قبل ذات التاريخ بزمن غير قليل } مراجع ‪ .{ 21‬بذات الحقبة نعثر على بذور‬
‫متموضعه في موقع ‪ } Khirokitia‬في قبرص {‪ ,‬حضور يشّكل نتيجة لنتشار باكر لزراعه هذا‬
‫النبات وصول لوروبا‪ .‬بطول اللفية الثانية قبل الميلد‪ :‬امتدت زراعته الى افريقيا وآسيا‪ .‬بمرور‬
‫الزمن وتطور الحضارة‪ ,‬تحّول العدس الى غذاء اساسي للطبقات الكثر فقراً في اليونان القديمة }‬
‫‪ 387-455‬قبل الميلد {‪ ,‬بينما اكتسب في روما صفة " غذاء طقسّي " اثناء حفلت الدفن‬
‫} مراجع ‪.{ 16‬‬

‫الماكن الرئيسية لنتشار زراعة العدس‪ *BCE .‬اختصار لقبل الميلد‪ .‬مصدر الصورة‪Ref. :‬‬
‫‪.16‬‬

‫أما بالنسبة للحّمص‪ ,‬فربما يعود تاريخ بدء زراعته الى ‪ 10000‬عام قبل الن‪ُ .‬تعتبر البذور‬
‫الكثر قدما ً من الحمص‪ ,‬هي المؤّرخة باللف الثامن قبل الميلد‪ ,‬وتنتمي تلل البذور الى طبقات‬
‫موقع تل ابو الحريري وتل الكرخ } في الجمهورية العربية السورية حاليا ً { } مراجع ‪ 19 ,17‬و‬
‫‪ .{ 21‬حيث ُتظهر تلك البذور شكل متوسطا ً بين النموذج البري والنموذج المزروع‪ .‬نقطة اخرى‬
‫بصالح تطبيقات زراعية خضعت لها تلك البذور‪ ,‬حيث انها ُرصدت على بعد ‪ 260‬كيلومتر عن‬
‫نطاق توزعها الطبيعي‪ .‬وكدليل مضاد‪ ,‬يؤكد بعض الباحثين بأنه ربما تكون الجماعات الحديثة‬
‫بقايا توّزع طبيعي وانه كان اكثر انتشاراً في الحقب القديمة } مراجع ‪.{ 17‬‬

‫ُيلحظ النتشار الواضح للحّمص بحدود اللف السابع – اللف السادس قبل الميلد‪ ,‬حيث يظهر‬
‫في طبقات العصر النيوليتي ما قبل السيراميكي‪ ,‬بموقعي ‪ Jericó‬و ‪ ,Ramad‬مكان بعيد عن‬
‫مركز اصله حيث يتم الحديث عن زراعته } مراجع ‪ .{ 21‬ايضا ً تّم العثور على بذور محم ّ‬
‫صة من‬
‫نوع ‪ C. reticulatum‬في طبقات موقع تركي اسمه‪Çayönu { 7500-6800 :‬‬
‫عام قبل الميلد { وموقع تركي آخر‪ ,‬اسمه‪ Asikli Höyük } 6900-6500 :‬عام قبل‬
‫الميلد {‪ } .‬مراجع ‪.{ 19‬‬

‫يبدأ توّفر هذا النبات بكثرة‪ ,‬في طبقات الهلل الخصيب‪ ,‬ابتداءاً من العصر البرونزي الباكر }‬
‫‪ 2200-3300‬عام قبل الميلد {‪ ,‬في فلسطين والردن‪ .‬تشّكل هذه بالنسبة لعلماء الثار شاهد‬
‫واضح على زراعة الحّمص‪ ,‬حيث تختلف بذورها عن بذور النوع الوحيد من الحّمص البري‬
‫الموجود في ذات المنطقة‪ } Cicer judaicum ,‬مراجع ‪ .{ 21‬بعد زراعته بزمن‬
‫م انتشاره حتى بلغ جزيرة كريت ومصر‪ ,‬وفي عصر الحديد }‬ ‫طويل‪ ,‬ت ّ‬
‫‪ 1000‬قبل الميلد { امتدت زراعته لتصل الى اثيوبيا وغرب آسيا } مراجع‬
‫‪.{ 19‬‬

‫الماكن الرئيسية لزراعة وتوزع الحّمص‪ *BCE .‬اختصار لقبل الميلد ‪ .‬مصدر الصورة‪Ref. :‬‬
‫‪19, pp. 4, modificado‬‬

‫‪.‬‬

‫تطور‪ ,‬العدس والحّمص وفق عملية التدجين‬

‫من جديد‪ ,‬العدس‬

‫فيما لو يكن من الصعب معرفة زمن ذروة استخدام نبات ما‪ ,‬أو متى تّم البدء بزراعته‪ ,‬فإّن الكثر‬
‫تعقيدًا‪ ,‬هو بمعرفة اسباب اختيار هذه النواع لجل زراعتها‪ .‬ودون الذهاب بعيدًا‪ ,‬فكثير من‬
‫البقول مثل ‪ُ :Lens culinaris ssp. Orientalis‬تبرز مساويء واضحة‪ ,‬منها‪:‬‬

‫أوًل‪ :‬قليلة النتاج‪ .‬قام بعض الباحثين بحساب انتاج النبتة‪ ,‬ليصل الى‪ 45-1 :‬بذرة‪ ,‬وبمتوسط‬
‫قدره ‪ 10‬بذور للنبتة الواحدة‪ .‬ما يعني انه لجني كيلو واحد من العدس‪ :‬يتوجب قطاف ‪10000‬‬
‫شتلة تقريبًا‪ .‬وبناء على هذا الجهد المبذول بقطافه‪ ,‬يتوجب ان يشّكل العدس‪ :‬جزء صغير من‬
‫النظام الغذائي لمجتمعات العصر النيوليتي ما قبل الزراعي‪ ,‬ولهذا السبب‪ ,‬ربما كان هذا النوع‬
‫غير لفت للنتباه لجل زراعته } مراجع ‪.{ 12‬‬

‫ثانيًا‪ :‬من الصعب تحقيق انتاجّية متواصلة‪ .‬حيث تعاني بذور النوع ‪L. culinaris ssp.‬‬
‫سبات تمنع موت البذرة‪:‬‬ ‫‪ Orientalis‬من حالة " نوام "‪ ,‬عبارة عن حقبة ُ‬
‫عبر تفادي انتاشها بفترة جفاف‪ .‬يتحقق " النوام " بفضل غلف كتيم‬
‫يحمي البذرة‪ .‬فيما لو يكن الغلف ملغي‪ ,‬كذلك يكون " النوام " ملغي‪.‬‬
‫مع هذا‪ ,‬رغم فعالية هذا الغلف‪ ,‬نجد ان ‪ 10‬الى ‪ %15‬فقط من البذور‬
‫كل دمار من وجهة نظر‬ ‫تصللمرحلة النتاش في العام التالي‪ .‬وهذا يش ّ‬
‫زراع ّية‪ ,‬حيث يتحول كل النتاج الى موسم الزراعة في العام التالي ‪..‬‬
‫حيث سنحقق ذات النتاج } مراجع ‪.{ 12‬‬
‫حقل مزروع بالعدس‪ .‬فاليوم ل ُتواجهنا مشاكل كثيرة‪ .‬منطقة بريدا )الجمهورية العربية السورية‪,‬‬
‫‪ .(1998/99‬مصدر الصورة‪IRCADA :‬‬

‫‪.‬‬

‫بفضل اعمال الدكتور ‪ Ladizinsky‬نعرف اليوم‪ :‬بلزوم جين واحد فقط لتحديد " النوام "‪,‬‬
‫بالتالي‪ ,‬تحقيق طفرات حادثية بهذا الجين‪ ,‬سيكون بامكانها الغاءه‪ .‬يتفق بعض الباحثين بكفاية‬
‫حدوث هذا‪ ,‬تحت ظروف مائية } من ‪ 4‬الى ‪ 7‬اعوام ماطرة دون جفاف {‪ ,‬كي تسود النبتات "‬
‫الغير نائمة " في الجماعة بفضل نموها السريع وايقاع تضاعفها العالي‪ .‬سيطرة ستستمر حتى‬
‫حقبة الجفاف التالية } مراجع ‪ 12‬و ‪.{ 20‬‬

‫يعتبر عالم النبات ‪ Daniel Zohary‬بانه بمجرد تحقيق تلك الظاهر‪ ,‬بدأت زراعة العدس‬
‫وبسرعة‪ ,‬حيث سادت " الغير نائمة " في عمليات الزراعة } مراجع ‪ .{ 20‬من جانبه‬
‫‪ Ladizinsky‬يبرهن بأّن هذا ل يحّل مشكلة انتقاء ذلك النوع والحفاظ اللحق على زراعته‬
‫المعطي وفق مردوده الفقير‪ .‬لهذا يؤكد بأّن الغاء " النوم " قد حدث قبل تدجين العدس‪ ,‬بحسب‬
‫زراعتها‪ ,‬بحقبة تمتد من ‪ 4‬الى ‪ 6‬اعوام دون جفاف‪ :‬سيكون كافيا ً لتبلغ العدس " الغير نائمة "‬
‫اكثر من ‪ %50‬من العدس الكلّي‪ .‬ليس فقط هذا‪ ,‬بل بالخذ بعين العتبار للقدرة الضئيلة على‬
‫نشر البذور‪ ,‬لن تشّكل نبتاته الكثيفة سهولة في الجني فقط‪ ,‬بل ستشكل حافز في الهتمام‬
‫المستقبلي بزراعته } مراجع ‪.{ 12‬‬
‫تغّير جوهري آخر في البقوليات والق ّ‬
‫طانيات المزروعه‪ ,‬هو تثبيت البذور الناضجة على النبات‬
‫البالغ‪ .‬فلقد رأينا ان هذا قد تحّقق في البقول من خلل السنابل غير اله ّ‬
‫شة‪ ,‬والتي تحفظ البذور‬
‫حتى وقت قطافها‪ ,‬بدل ان تكون منثورة بواسطة الرياح أو الحيوانات‪ .‬حصل شيء مشابه في‬
‫طانيات‪ .‬حيث تنفتح السنفات الناضجة ذاتيا محررة محتواها‪ ,‬انها منفتحة ‪.dehiscentes‬‬ ‫الق ّ‬
‫بينما يكون المر معاكس في بقولياتنا المزروعه‪ ,‬فالبذرة محتجزة في‬
‫سنفة ل تنفتح عند نضجها‪ ,‬انها غير منفتحة ‪ .indehiscentes‬في العدس‪,‬‬
‫يكون منفتحا ‪ dehiscencia‬ميزة مسيطرة امام الميزة غير المنفتحة‬
‫ن الميزة الخيرة تلك سائدة في عدسنا‬ ‫‪ ,indehiscencia‬ورغم ذلك فإ ّ‬
‫المزروع‪ .‬ويمكن تفسير هذا بوصفه نتيجة انتقاء مفروض عبر التدجين }‬
‫مراجع ‪ 12‬و ‪ .{ 20‬و ّفرت ابحاث ‪ Ladizinsky‬في العام ‪ 1979‬الجدول التالي‪ ,‬حيث‬
‫نجد بعض الميزات المختلفة الكثر اثارة بين النوعين البري والمزروع‪ ,‬على الصعيد الجيني‬
‫الوراثي‪.‬‬

‫جدول يوضح توريث الميزات التشكلية في نوع العدس )‪ :L. culinaris). Scp‬بقع في غلف‬
‫البذرة; ‪ :Gh‬نمط النمّو; ‪ :Gs‬لون »الزهرة«; ‪ :Pi‬سنفة منفتحة ‪ ,Dehiscencia‬بحسب‬
‫‪ Ladizinsky‬في العام ‪.Ref. 16 .1979‬‬

‫مع هذا‪ ,‬تبين دراسات حديثة بأّن نتائج الجدول السابق‪ُ :‬تعاني من نقص‪ .‬تّم التحّقق من الفروقات‬
‫} بين العدس المزروع والعدس " الشرقي " { في ‪ 9‬ميزات } ارتفاع العقدة الولى ‪ , nodo‬عدد‬
‫التفرعات حتى العقدة الولى‪ ,‬العدد الجمالي للتفرعات‪ ,‬ارتفاع النبات‪ ,‬زمن الزهرار‪ ,‬منفتحة‪,‬‬
‫عدد البذور‪ ,‬وزن البذور‪ ,‬قطر البذرة { والمتوجبة على ‪QTL «Quantitative Trait 23‬‬
‫‪ «Loci‬التي كانت متبدلة‪ .‬ما يعني‪ ,‬انهم قد اكتشفوا بأّنه على القّل ‪ 23‬مقطع من الحمض‬
‫النووي ‪ DNA‬تكون مرتبطة بتحضير تلك الميزات التسع‪ ,‬قد خضعت للتعديل خلل آلف العوام‬
‫الخيرة من التدجين } مراجع ‪.{ 7‬‬

‫نجد بالتالي انه لجل كل فارق بين العدس " الشرقي " و العدس " المزروع "‪ :‬يوجد‬
‫} بالتأكيد { أكثر من جين واحد متعّدل‪ .‬كمثال‪ ,‬راينا في الجدول السابق بأّنه اعطي تفريق ميزة‬
‫النفتاح ‪ dehiscente‬بنسبة ‪ ,1:3‬مع ذلك‪ ,‬بحسب تلك الدراسة ل تكون النسب بكل هذه الدقة‪,‬‬
‫بل تتغير بصيغة تبرز حضور ‪ } QTL 3‬مثل الصويا نوع ‪ { Glycine max‬متدخلة حول‬
‫الميزة‪ ,‬والتي فعلها يفسره علماء الوراثة كجين رئيسي وجينان ذوي‬
‫فعل ثانوي } مراجع ‪.{ 7‬‬
‫بعض انواع العدس‪ .‬مصدر الصورة‪oughttobeworking.blogspot.com :‬‬

‫سؤال هام آخر يحضر هنا‪ ..‬لماذا هناك بذور ذات لون اصفر ‪ ..‬ضارب الى الرمادي؟ من حيث‬
‫المبدأ‪ ,‬هذه ميزة غير هامة كثيرًا‪ ,‬في الواقع لجل برهان هذه النقطة‪ ,‬سنفترض بان تلك الميزة‬
‫غير هامة زراعيا ول غذائيًا‪ .‬في حال كان المر هكذا‪ ,‬لماذا يتم انتقاء تلك الميزة؟ لماذا تبرزها‬
‫النباتات المدجنة؟‬

‫يكون هذا مناطا ً ب " جينات ل تشّكل ذاتيات حّرة "‪ .‬تشّكل الجينات تعاقبات من الحمض النووي‬
‫‪ DNA‬مندمجة في الكروموزومات } الصبغيات {‪ .‬عند العثور على جينين بذات الكروموزوم‪,‬‬
‫يمكن ان يوجدا فيزيائيا الواحد بجانب الخر‪ .‬لهذا تسمى بجينات مرتبطة‪ :‬وحيث انهما سويًا‪,‬‬
‫يورثان سويًا‪ .‬لكن في جينوماتنا ل نمتلك زوج من الجينات فقط‪ ,‬بل اكثر بكثير‪ .‬عند وجود جينين‬
‫في كرومزومين مختلفين‪ ,‬فاننا نتحدث عن جينومات غير مرتبطة‪ :‬حيث انهما منفصلن‪ ,‬يورثان‬
‫منفصلن‪ .‬حيث ان الميزات الشهيرة التي درسها ماندل في البازلء تتقاسم الخيار الخير ذاك‪.‬‬

‫سر لنا سبب كون ميزات محددة ل تمتلك اهمية زراعية‪ ,‬مثل‪ :‬حضور أو غياب الشعرانّية‬ ‫هذا يف ّ‬
‫في السنفات } السنفة هي الغلف المحيط بحبوب البقليات‪ ,‬كقرن الفول والبازلء والحمص‬
‫والعدس ‪ ..‬الخ {‪ ,‬لون الوراق او عدد الوريقات بكل ورقة‪ ,‬تكون منتقاة‪ .‬لن تكون تلك الميزات‬
‫هامة‪ ,‬لكنها تنتج مترابطو ببعضها‪ ,‬وترتبط بشيء هام كالتنظيم الجيني لحجم النبات } مراجع‬
‫‪ .{ 9‬بذات الصيغة‪ ,‬يرتبط لون سطح البذرة والوريقات بالوراق بالجينات التي تحدد الزهرار‬
‫المبكر } مراجع ‪.{ 15‬‬
‫فرق بين الجينات المستقلة ‪) independientes‬غير المرتبطة( وجينات مرتبطة )التي تورث‬
‫سويا(‪ .‬مصدر الصورة‪Junta de Andalucía :‬‬

‫الحّمص‪ ,‬مّرة أخرى‬

‫لدينا اشياء بخصوص الحّمص نوع ‪ ,Cicer arietinum‬يجب قولها‪ .‬م ّرت كل‬
‫النباتات خلل عملية تدجينها‪ ,‬بظاهرة تسمى " عنق الزجاجة "‪ ,‬حيث‬
‫يحصل خسارة كبيرة في التنوع الجيني‪ :‬بسبب اعطاء الصل لوائل‬
‫النباتات المدجنة من خلل افراد قلئل باماكن محددة حصريا‪ .‬امتلك‬
‫افراد قلئل يعني امتلك تمثيل صغير جدا للتنوع الجيني الجمالي للنوع‬
‫عال { يمكن‬‫ي‪ .‬هذا النقص بالتنوع الجيني } وبجينات مفيدة بشكل ف ّ‬ ‫الح ّ‬
‫تخفيفه بجانب مع هجائن بين انواع مزروعة ذات اصل مختلف و‪ /‬أو مع‬
‫هجائن مع انواع بر ّية‪.‬‬

‫مص‪ .‬ففي المقام الول‪ ,‬لن‬ ‫كان " عنق الزجاجة " أكثر وضوحا في الح ّ‬
‫الجماعات الصلية للسلف البري ‪ :Cicer reticulatum‬قد كانت ضحايا ل "‬
‫عم العدس‬ ‫عنق الزجاجة " } مراجع ‪ .{ 1‬في المقام الثاني‪ ,‬بينما قد تن ّ‬
‫مص قد ت مّ‬ ‫ن الح ّ‬‫وبقوليات اخرى } كالبازلء { بمواطن تدجين عديدة‪ ,‬فإ ّ‬
‫مص‬ ‫تدجينه باماكن قليلة في تركيا } مراجع ‪ .{ 11‬في الواقع‪ ,‬يمتلك الح ّ‬
‫ل من نظيره البري } مراجع ‪.{ 1‬‬ ‫المزروع تنوع جيني اق ّ‬
‫توزع جغرافي لنواع اسلف لنواعنا المزروعه‪ .‬في اليسار‪ :‬الحّمص‪ .‬في الوسط‪ :‬الشعير‪,‬‬
‫النجيلت البرية‪ ,‬القمح القاسي‪ .‬في اليمين‪ :‬العدس‪ ,‬البازلء‪ .‬مصدر الصورة‪ref. 1 :‬‬

‫‪.‬‬

‫لماذا توّجب اختيار نوع الحّمص؟ يمتلك نوع ‪ Cicer reticulatum‬فائدة‪ ,‬ل تمتلكها‬
‫البقوليات الخرى التي عاشت في الهلل الخصيب‪ :‬اضافة الى حجمه‬
‫الكبر‪ ,‬فهو يمتلك سنفات منغلقة ‪ indehiscentes‬تقوم بحفظ البذور حتى‬
‫بعد بلوغها بزمن طويل‪ .‬بحسب ‪ ,Ladizinsky‬يحوله هذا الى مصدر حيوي للغذاء‪,‬‬
‫وبناء عليه تصبح جاذبية زراعته اكبر } مراجع ‪.{ 11‬‬

‫نقطة اخرى يقدمها فريق بحثي بقيادة ‪ Shahal Abbo‬من معهد علوم النبات والوراثة‬
‫الزراعية بالجامعه العبرية في القدس المحتلة‪ ,‬حيث اولى اهتمام خاص حول تاريخ الحّمص‪,‬‬
‫وبحسب هذا الفريق‪ :‬توّجب اختيار الحّمص بسبب قيمته الغذائية العالية‪ .‬فالحّمص مصدر‬
‫لحمضين امينيين اساسيين } ‪ triptófano‬و ‪ { fenilalanina‬يساهمان برفع مستوى الرضى‬
‫والشبع‪ :‬انها هدية بيولوجية بنوال غذاء اساسي لجل عمل جيد للدماغ‪ .‬في الواقع‪ ,‬يكون حمصنا‬
‫المزروع غني بشكل مضاعف بالحمض ‪ triptófano‬قياسا بالنوع البري‪ .‬أليس دليلً اضافيا‬
‫على اهمية الفعل النتقائي والغير واعي للقيم العليا للحموض المينية الساسية؟ بالتأكيد‬
‫} مراجع ‪.{ 8‬‬

‫جدول يبين القيمة الغذائية اليومية من الحمص بالغرام للحصول على اللزم يوميا من الحمض‬
‫‪ triptófano‬وفق منظمةالفاو ‪ .FAO‬مصدر الصورة‪Ref. 8 :‬‬

‫‪.‬‬

‫يبرز " عنق الزجاجة " التالي الذي تعّرض له الحّمص‪ ,‬من خلل‪ :‬رهان خطر قد غّير دورة‬
‫حياته‪ .‬تمتلك كثير من نباتات المتوسط‪ ,‬وعلى وجه الخصوص نباتات الهلل الخصيب‪ :‬دورة حياة‬
‫يحصل فيها النتاش بفصل الخريف وتنمو حتى نهايات الشتاء } حيث تستقبل ‪ %80‬من‬
‫الهطولت المطرية السنوية {‪ ,‬ويحصل الزهرار باوائل فصل الربيع وتصل الى البلوغ قبل‬
‫وصول الصيف‪ .‬يشّكل الحّمص المزروع استثناء بهذه القاعده‪ ,‬فهو ُيزرع بنهاية الحقبة الماطرة‬
‫وينمو خلل قيظ الصيف الشديد } مراجع ‪.{ 2‬‬

‫ل يكون هذا مجانّي‪ .‬ففي بعض مناطق فلسطين المحتلة‪ ,‬للن ُيزرع الحمص في فصل الخريف‪,‬‬
‫حيث يبلغ النتاج ‪ 3‬طن للهكتار‪ ,‬وهذا اكثر بكثير من ‪ 700‬كغ للهكتار للنوع المزروع في الربيع‪.‬‬
‫حسنًا‪ ,‬لماذا كل تلك التضحية بهذه الكمية الزائدة من النتاج اذًا؟ لماذا يتم اتباع هذه الستراتيجية‬
‫التنافسية؟ يكون السبب جوهري‪ ,‬فهناك نوع من الفات الشديدة الخطر‪ ,‬نوع من الفطور المسماة‬
‫‪ .Didymella rabiei‬حيث تهاجم القسم الهوائي من النبات } بذور‪ ,‬سنفات‪,‬‬
‫مص "‪ ,‬حيث‬ ‫ازهار‪ ,‬اوراق وساق { مسببة مرض يسمى " داء كلب الح ّ‬
‫تتضمن عوارضه ظهور ُبقع ومساحات منخورة‪ .‬تكون مؤثراته فظيعة‬
‫الى درجة تخريب كامل المزروعات منه‪ .‬ولحسن الحظ ان هذه الفات‬
‫تكون ضعيفة ولديها معيقات للتاثير في فصل الربيع‪ ,‬وهذا بفضل‬
‫الرطوبة البيئية المسيطرة } مراجع ‪.{ 2‬‬

‫تاثيرات الفطر ‪ (Didymella rabiei (anamorfo= Ascochyta rabiei‬على الحّمص‪.‬‬


‫مصدر الصورة‪.Queensland Goverment :‬‬

‫‪.‬‬

‫‪:REFERENCIAS‬‬

‫‪Abbo, S. et al (2003) Evolution of cultivated chikpea: -.1‬‬ ‫•‬


‫‪four bottelnecks limit diversity and constrain adaptation.‬‬
‫‪Functional Plant Biology, 2003, 30, 1081-1087. Artículo completo‬‬
‫‪.disponible aquí‬‬

‫‪Abbo, S. et al (2003) The Chickpea, Summer Cropping, -.2‬‬ ‫•‬


‫‪and a New Model for Pulse Domestication in the Ancient near‬‬
‫‪East. The Quarterly Review of Biology, Vol. 78, No. 4 (Dec., 2003),‬‬
‫‪pp. 435-448‬‬
Berger, J. D. (2007). Ecogeographic and evolutionary -.3 •
approaches to improving adaptation of autumn-sown chickpea
(Cicer arietinum L) to terminal drought: The search for
reproductive chilling tolerance. Field Crops Research, Volume
104, Issues 1-3, October-December 2007, Pages 112-122 ,
‘Ground–breaking Stuff’- Proceedings of the 13th Australian
Society of Agronomy Conference, 10-14 September 2006, Perth,
Western Australia

Castroviejo, S. & Pascual, H. (1995) Notas sobre el -.4 •


género Lens Mill (Leguminosae) en la Península Ibérica e Islas
.Baleras. Anales del Jardín Botánico de Madrid, 53(2) 1995

Erskine, W. et al (2009) The Lentil: Botany, Production -.5 •


and Uses. Cabi Series. CABI, 2009, ISBN 1845934873,
9781845934873, 464 páginas

Evaluación de especies catalogadas de Canarias. Cicer -.6 •


canariense. Expt Ciccan 06/2009. Viceconsejería de Medio
Ambiente, Dirección General del Medio Natural, Servicio de
.Biodiversidad

Fratini, R. et al (2007) Identification of Quantitative -.7 •


Trait Loci (QTL) for plant structure, growth habit and yield in
Lentil. Spanish journal of agricultural research, ISSN 1695-971X,
.Nº. 3, 2007 , pags. 348-356. Artículo completo disponible aquí

Kerem, Z. et al (2007). Chickpea domestication in the -.8 •


Neolithic Levant through the nutritional perspective. Journal of
Archaeological Science, Volume 34, Issue 8, August 2007, Pages
.1289-1293. Artículo completo disponible aquí

Kumar, Y. et al (2005). Linkage between genes of leaf -.9 •


colour, plant pubescence, number of leaflets and plant height in
lentil (Lens culinaris Medik.). Euphytica (2005) 145: 41–48 DOI:
10.1007/s10681-005-0103-z

Ladizinsky, G. & Adler, A. (1978) The origin of -.10 •


chickpea Cicer arietinum L. Euphytica, Volume 25, Numer 1 /
enero de 1976. DOI 10.1007/BF00041547

Ladizinsky, G. (1979) Seed Dispersal in Relation to the -.11 •


Domestication of Middle East Legumes. Economic Botany, Vol.
33, No. 3 (Jul. – Sep., 1979), pp. 284-289
Ladizinsky, G. (1993) Lentil domestication: On the -.12 •
quality of evidence and arguments. Economic Botany, Vol. 47,
No. 1 (Jan. - Mar., 1993), pp. 60-44. Artículo también disponible
.aquí

Ladizinsky, G. (1998) Plant evolution under -.13 •


domestication. Springer, 1998, ISBN 0412822105,
.9780412822100, 254 páginas

Lista Roja 2008 de la Flora Vascular Española. -.14 •


.Ministerio de Medio Ambiente

Sarker, A. et al (1999) Inheritance and linkage -.15 •


relationship of days to flower and morphological loci in lentil
(Lens culinaris Medikus subsp. culinaris). The Journal of
(Heredity 1999:90(2

Sonnante, G. et al (2009) From the Cradle of -.16 •


Agriculture a Handful of Lentils: History of Domestication.
Rendiconti Lincei 20, 21 – 37 (2009) DOI: 10.1007/s12210-009-
.0002-7. Artículo disponible completo aquí

Tanno, K. & Willcox, G. (2006) The origins of -.17 •


cultivation of Cicer arietinum L. and Vicia faba L.: early finds
from Tell el-Kerkh, north-west Syria, late 10th millennium B.P.
Vegetation History and Archaeobotany, Volume 15, Number 3,
june 2006, pp. 197-204, DOI 10.1007/s00334-005-0027-5. Artículo
.también disponible aquí

Toker, C. (2009) A note on the evolution of kabuli -.18 •


chickpeas as shown by induced mutations in Cicer reticulatum
Ladizinsky. Genetic Resources and Crop Evolution (2009) 56:7–
12 DOI 10.1007/s10722-008-9336-8

Yadav, S. S. et al (2007). Chickpea breeding and -.19 •


managent. CABI Publishing. CABI, 2007, ISBN 1845932137,
.9781845932138, 638 páginas

Zohary. D. (1989) Pulse Domestication and Cereal -.20 •


Domestication: How Different Are They?. Economic Botany, Vol.
43, No. 1 (Jan. – Mar., 1989), pp. 31-34

Zohary, D. & Hopf, M. (2000) Domestication of plants -.21 •


in the old world: the origin and spread of cultivated plants in West
Asia, Europe, and the Nile Valley. Oxford University Press US,
2000, ISBN 0198503563, 9780198503569, 316 páginas

‫المصدر‬
http://cnho.wordpress.com/2010/06/17/huerto-evolutivo-7-garbanzos-y-
lentejas-los-tomas-o-los-dejas
‫ميكرو تطور‪ ,‬ماكرو تطور أو التطور ببساطة ؟‬

‫من الُمعتاد فهم الميكرو تطور ‪ microevolución‬في تنّوع الجماعات الحّية بعدم انتاج انواع‬
‫جديدة‪ ,‬بل باحداث تغيرات في التعاقبات الجينية الليلّية*‪ ,‬والتي تجد اصلها عبر طفرات ذات آثار‬
‫نمطية ظاهرية** طفيفة‪ ,‬والتي تتراكم بدورها بمرور الزمن عبر النتقاء الطبيعي أو النسياق‬
‫الوراثي‪ .‬بشكل معاكس‪ ,‬مصطلح الماكروتطور ‪ macroevolución‬يحصل بتغيرات ذات درجة‬
‫كبيرة‪ ,‬تقوم بانتاج انواع حّية مختلفة أو حتى اصناف بترتيب اكبر } عائلت‪ُ ,‬رتب أو حتى‬
‫شعبة {‪.‬‬
‫ُ‬
‫مع هذا‪ ,‬ل يمكن قبول هذا التقسيم " لنموذجي " التطور بكل هذا الرتياح‪ ,‬حيث يمكن ان ُيعاني‬
‫من تبعات هامة‪ .‬في الواقع‪ ,‬يوجد نقاش هائل ضمن حقل البيولوجيا التطورية حول التوافق على‬
‫التفريق لحادثي التطور‪ ,‬حيث يضطلعان بصيغة ما بخضوعهما لليات ُمختلفة وُينتجان آثار‬
‫مختلفة ايضًا‪.‬‬
‫عندما نتكلم حول ذات الحدث‪ ,‬ل نستخدم تحديد مختلف بحسب الدرجة‪ .‬فعندما تسقط تفاحة على‬
‫الرض‪ ,‬فهي تسقط بالعادة لذات السبب الذي يدور وفقه النظام الشمسي حول مركز المجّرة‪ :‬قّوة‬
‫الجاذبّية‪ .‬حتى وفق ُمقاربتين مختلفتين‪ ,‬الميكانيك النيوتيني والنسبي‪ ,‬نتابع تحديد الظاهرة بذات‬
‫ظف ‪ micro‬و ‪ macro‬في كلمة تطور‪ ,‬فإنه بكل الحوال ُيشير الى حجم‬ ‫الطريقة‪.‬عندما نو ّ‬
‫الظاهرة‪ ,‬لكن ليس إلى كيفّية متقطعة‪.‬‬

‫موقفين‬

‫يقتضي اذا كلمنا عن الميكروتطور والماكروتطور‪ :‬كما لو اننا نتكلم عن ظاهرتين مختلفتين‪,‬‬
‫ناتجتين او ُمفسرتين لظاهرتين مختلفتين‪ .‬بدّقة هنا يترّكز النقاش في علم الحياء التطوري‬
‫‪ .biología evolutiva‬يرى بعض المختصين بأن " الماكروتطور " ليس اكثر من "‬
‫سس على آليات متطابقة‪ .‬يتوجب‬ ‫ميكروتطور " بمرور زمن طويل أو ظروف محددة‪ ,‬لكنه يتأ ّ‬
‫علينا وفق هذا الرأي‪ ,‬اعتبار " التطور " كحادث وحيد‪ ,‬فسواء استخدمنا ماكرو او ميكرو فنحن‬
‫نقصد " كمّية التغيرات " فقط‪ ,‬كما عملنا مع الجاذبّية‪.‬‬
‫وفي الطرف الخر‪ ,‬يرى باحثون بأّنه يمكن اختصار الميكروتطور الى تراكم تغيرات طفيفة‪ ,‬والتي‬
‫نادراً ما ُتنتج نشوء انواع جديدة‪ ,‬واقل من هذا نشوء تفّرع بالجماعات الكبيرة أو الصناف‪.‬‬
‫سيكون الماكروتطور بالتالي ناتج عن نمط آخر من الظواهر‪ :‬مثل انتقاء النواع‪ ,‬التعايشّية***‬
‫أو النتقال الفقي للجينات‪ .‬وفق انصار هذا الرأي‪ ,‬ل يمكن للمحركات الميكروتطورية وحدها‬
‫} كالطفرات ‪ +‬النتقاء الطبيعي { ان تقوم بانتاج الماكروتطور‪.‬‬

‫هل هما مختلفان؟‬

‫مع هذا‪ ,‬فالشياء ل تكون واضحة جيدًا‪ ,‬حيث من الُمفترض ان التغّير بواحدة او اكثر من القواعد‬
‫النيتروجينية**** يمكنه افتراض حصول تغّير بسيط يمكن ان ينتج استثنائيا بوصفه مفيد لحامله‬
‫ويمكن ان ينتشر في الجماعة‪ .‬هذا يمكن ان يتناول تصّبغ غامق اكثر‪ ,‬شعر اكثر طول او الظافر‬
‫ظم ُملزم بالنمو‪ ,‬يمكن ان يؤدي لنتاج اثر‬ ‫اكثر كبرًا‪ .‬مع ذلك‪ ,‬ذات النموذج من الطفرة في جين من ّ‬
‫ي واضح للغاية‪ ,‬كمثال‪ ,‬نموذج تلوين يمنع التعارف فترة‪ :‬المراودة‪ ,‬اللقاح أو القدرة‬ ‫نمطي ظاهر ّ‬
‫على التمويه‪.‬‬
‫من جانب آخر‪ ,‬التعايشية وانتقال الجينات الفقي‪ :‬تقوم بانتاج اصناف جديدة بصيغة سريعه‬
‫ظمة‪ .‬يمكن ان تتعايش بطنيات القدم***** مع كائنات تمثيلّية ضوئّية****** تسمح لها‬ ‫ومن ّ‬
‫بالحصول على الطاقة من الشعاع الشمسي‪ ,‬لكنها تتابع انتاجها مع اقرانها غير المتعايشة‪ .‬انتقال‬
‫الجينات الفيروسّية امر شائع حتى عند نوعنا‪ ,‬لكن غير متأكدين من السباب التي كانت وراء‬
‫ي من ال ‪ 5000‬نوع حّي من الثدييات الراهنة‪.‬‬ ‫ظهور أ ًّ‬
‫ي بوصفه عامل آخر يحتاج تحديد‪ .‬فاعتبار التعايشية } التكافل ربما يمكن‬ ‫ينتج اليقاع التطور ّ‬
‫اعتمادها كترجمة ‪ { simbiogénesis‬بمثابة تغير ُمفاجيء هو امر خطير‪ .‬لّن تشكيل الكائن‬
‫} الجسم { بواسطة التعايشية‪ ,‬من الُمعتاد حصوله عبر تكّيف ُمشترك معّقد بين كائنين‪ ,‬وعلى‬
‫مراحل بالعموم‪ .‬بالتالي يمكن ان يكون الحدث طويل جدًا‪ ,‬وحتى انه قد ل يكتمل في مليين‬
‫العوام‪.‬‬
‫ي طفيف او كبير‪ ,‬تعايش ونقل جيني‪ :‬تتآلف بصورة‬ ‫هنا نعثر على طفرات ذات اثر نمطّي ظاهر ّ‬
‫اكثر سرعه أو اكثر بطء كأنماط جينّية******* متشكلة بواسطة عمليات متدرجة لتراكم‬
‫الطفرات والنواع التي تجد اصلها في تغّير ُمفاجيء في التلّون مقارنة مع اولئك اللذين انفصلوا‬
‫ي عبر عملّية تبّدل استغرق مليين العوام‪.‬‬ ‫لدرجة النعزال التكاثر ّ‬

‫ليس كثيراً ربما‬

‫في رأيي المتواضع‪ ,‬يصعب التاكيد بوجود آليتين تطوريتين مختلفتين بوضوح‪ ,‬واحدة تقوم بتغيير‬
‫شكل الجماعات واخرى تفّرق الحشرات عن الراسقدميات } او الرخويات {‪ .‬المشكلة الرئيسية‬
‫وفق رؤيتي‪ :‬عدم امتلكنا لدلة مباشرة على تمييز الفرع الحيوية******** الكبرى‪ .‬تتحّدد‬
‫كل الحالت الموثقة بظهور انواع جديدة‪ ,‬حيث اننا لم نلحظ ابدًا‪ :‬كيف تظهر عائلة جديدة أو‬
‫ي آلية‪ .‬ليضاح مثل هذا التفّرع لدينا ادلة غير مباشرة فقط‪.‬‬
‫صنف جديد‪ ,‬عبر أ ّ‬
‫نعرف بأّن الطفرات المحددة كما عمليات التعايش ونقل الجينومات‪ :‬تكون قادرة على انتاج‬
‫تغيرات في الجماعات دون انتاج نشوء انواع ُمفاجيء‪ ,‬لكن ل ارى بأننا نمتلك تفاصيل كافية‬
‫ي منها على اعطاء الصل لما سميناه ماكرو تطور‪ .‬ان يقوم انعزال تكاثري‬ ‫لجل ابراز قدرة أ ّ‬
‫باعطاء الصل التدريجي لوحدتين تطوريتين منفصلتين واللتان يمكن ان تتفرعان بطريقة ما‬
‫بمرور الزمن وان يعتبرهما عالم احياء في المستقبل مختلفتين‪ ,‬يكون اكثر ترجيحا من نمط محدد‬
‫من الطفرات‪ ,‬ونقل الجينومات او ظاهرة التعايش‪ :‬تقوم بانتاج تنّوع يبدأ بخطين تطوريين يتابعان‬
‫طرقهما منفصلين‪ .‬بالتأكيد‪ ,‬نحن لم نَر ابداً ان طائر قد تطّور من زواحف بتراكم الطفرات‪ ,‬لكن‬
‫ايضا ً ابداً لم نلحظ انه حدث اعتباراً من عدوى فيروسّية أو بكتيرية داخلية‪.‬‬
‫اصطياد الخلقيين بالماء العكر‬

‫عوضاً عن هذا النقاش الصالح لغناء الموضوع‪ ,‬يقوم الصوليين الدينيين بالصطياد في الماء‬
‫العكر‪ .‬فالتصميميون او الخلقيون استحوذوا على مصطلحات الميكروتطور والماكروتطور‪,‬‬
‫مستخدمينها للتعبير عن استحالة انتاجها في الُمختبر للُرتب الكبيرة عبر " الميكروتطورات "‬
‫الغير متناقضة مع التفسير الحرفي للكتاب المقدس‪ ,‬وُيعلنون بصوت عال بأن الماكروتطور غير‬
‫موجود لنه لم يكن ُملحظ ابدًا‪.‬‬
‫مع هذا‪ ,‬ل يكون النقاش هنا‪ .‬فالماكروتطور‪ ,‬أو من الفضل القول‪ ,‬التطور للصيغ الحّية اعتباراً‬
‫من سلف ُمشترك وصول الى انتاج التنّوع البيولوجي الراهن‪ :‬يكون مقبولً من المؤسسة العلمية‬
‫بصيغة شبه اجماعّية‪ .‬يتم نقاش الليات‪ ,‬اليقاعات والصيغ التي جعلتها تظهر وفقها والمستمرة‪,‬‬
‫لكن ل شيء اكثر من هذا‪ .‬بداهة‪ ,‬لم نَر ظهور الطيور اعتبارا من الديناصورات الماشية على‬
‫قدمين‪ ,‬بذات الصورة التي لم نّر من خللها دوران بلوتو حول الشمس‪ .‬مع ذلك‪ ,‬ل يوجد اي عالم‬
‫فلكّي يؤّكد بأّن كوكبا سابقا ً يوجد على بعد خطوة من النظام الشمسي‪.‬‬

‫هوامش‬

‫* الليل هو أحد نسختي الحمض النووي ‪ DNA‬لجين ما‪ .‬فكل جين يملك نسخا ً متعددة )ألئل(‬
‫من الحمض النووي‪ .‬أحيانا قد تحتوي هذه النسخ على إختلفات في الشفرة الوراثية مما يجعلها‬
‫تنتج صفات مختلفة )كلون الجلد أو العين( وأحيانا حتى مع وجود فوارق بين النسختين فقد ل‬
‫تتسبب هذه الختلفات أي تغير في الصفات الخارجية ولذلك فهي ليست قاعدة دائمة‪..‬‬
‫معظم الكائنات الحية تحتوي على مجموعتين من الكروموسومات )من الب ومن الم( ولهذا‬
‫يمكن وصف الجينوم الخاص بها بأنه )جينوم ثنائي(‪ .‬هذه الكائنات الحية تمتلك نسخة واحدة من‬
‫كل جين متواجدة على كل الكروموسومين‪ .‬إذا كانت نسختي الجين متشابتهين وخاليتين من‬
‫الختلفات يمكن ان يطلق عليهما ‪ homozygotes‬وفي حال إختلفهما يتم وصفهما بـ‬
‫‪.heterozygotes‬‬
‫يمتلك الفراد الذين ينتمون إلى أي جنس من المخلوقات الحية نسخا ً مختلفة )ألئل( في كل‬
‫موضع ‪ locus‬في كروموسوماتهم‪ .‬يمكن قياس درجة التنوع بينهم في هذا الموضع عبر عدد‬
‫اللئل المختلفة أو بنسبة الـ ‪ heterozygosity‬في السكان ‪.population‬‬
‫صَغر كلمة ‪ allelomorph‬والتي كانت تستخدم في اليام الولى‬ ‫هذا وتعد كلمة أليل ‪ُ allele‬م َ‬
‫لعلم الوراثة من أجل وصف الصيغ المختلفة من الجين والتي تنتج صفات مختلفة‪.‬‬

‫مثال جين ‪ABO‬‬

‫على سبيل المثال‪ ،‬يوجد ‪ ٣‬ألئل للجين الذي يحدد نوع فصيلة الدم ‪ ABO‬وهم ‪ IA‬و ‪ IB‬و ‪IO‬‬
‫والتي على ضوئها يتم تحديد كيفية نقل الدم من المتبرعين للمحتاجين‪ .‬لن كل شخص يحمل‬
‫أليلين فقط لهذا الجين )واحد من الب والثاني من الم(‪ .‬في هذه الحالة‪ ،‬هناك لن يكون الجين‬
‫الخاص به مكون من أحدى ست إحتمالت ‪ ،AA، AO،BB،BO،AB‬أو ‪.OO‬‬
‫هذه الستة احتمالت ستنتج اربعة صفات فقط كالتالي‪:‬‬
‫• فصيلة الدم ‪ A‬والتي تنتج عن الجين المكون من أليلين من نوع )‪ (AA‬ويوصف بأنه‬
‫‪ homozygote‬أو أليلين )‪ (AO‬ويوصف بأنه ‪heterozygote‬‬
‫• فصيلة الدم ‪ B‬والتي تنتج عن الجين المكون من أليلين من نوع )‪ (BB‬ويوصف بأنه‬
‫‪ homozygote‬أو أليلين )‪ (BO‬ويوصف بأنه ‪heterozygote‬‬
‫• فصيلة الدم ‪ AB‬وتنتج عن الجين المكنون من أليلين من نوع )‪ (AB‬ويوصف بأنه‬
‫‪heterozygote‬‬
‫• وأخيرا فصيلة الدم ‪ O‬الناتجة عن أليلين )‪ (OO‬ويوصف بأنه ‪homozygote‬‬

‫** النمط الظاهري ‪ phenotype‬هي كل ما يصف صفة أو مواصفة مميزة في متعضية‪ ،‬مثل‬
‫مورفولوجيتها أو شكلها‪ ،‬نموها‪ ،‬أو سلوكها‪ ،‬على عكس النمط الجيني وهي عبارة عن تعليمات‬
‫مشفرة مورثة يمكن ان يتم التعبير عنها أو تبقى بدون تعبير ظاهري‪.‬‬
‫يتم التمييز بين النمطين أول ما تم على يد ويلهيلم جوهانسن في عام ‪ 1911‬لتقرير فرق واضح‬
‫بين توريث المتعضية وما تنتجه المتعضية من صفات هذا التمييز مشابه لما افترضه أوغست‬
‫فايسمان‪ ،‬الذي قام بالتمييز بين بلسم العرس ‪) germ plasm‬المورث( والخليا الجسدية‬
‫‪) somatic cells‬الجسم(‪ .‬النسخة الجدث تدعى الدوعما المركزية لعلم الحياء الجزيئي للعالم‬
‫فرانسيس كربك‪.‬‬

‫*** التعايش )‪ (symbiosis‬يعني بالمعنى الضيق العلقة بين نوعين من الحياء التي يستفيد‬
‫خللها كلهما من الخر‪.‬‬
‫وبصورة أوسع يعني أي تفاعلت ثابتة وطويلة المد بين نوعين أو أكثر من النواع الحية‪،‬‬
‫والتي قد تكون مفيدة أو حيادية أو ضارة لحدها أو جميعها‪ .‬وفي حالة استخدام المصطلح بمعناه‬
‫الواسع يسمى التعايش بمعناه الضيق تنافعا ً إذا كان مجبراً أو تعايشا ً تعاونيا ً إذا كان مخّيرًا‪.‬‬

‫**** قواعد النيتروجينية هي مركبات عضوية ترجع خواصها القاعدية لزوج اللكترونات‬
‫الوحيد في ذرة النيتروجين‪ .‬ومن القواعد النيتروجينية التقليدية المونيا )‪ ,(NH3‬ترايإثيل أمين‪,‬‬
‫بيريدين‪ ,‬أدينين‪ ,‬جوانين‪ ,‬ثايمين‪ ,‬سايتوزين‪.‬‬

‫***** بطنيات القدم أو البطنقدميات )بالنجليزية‪ (Gastropoda :‬هي أكبر طائفة تنتمي إلى‬
‫الرخويات‪ ،‬فهي تكون ‪ %80‬من الكائنات التي تنتمي إليها‪ ،‬وثاني أكبر رتبة في المملكة‬
‫الحيوانية‪ ،‬حيث يعتقد بأنها تحوي على ما يقارب ‪ 65000‬نوع‪ ،‬من بينها الحلزونات والبزاقات‬
‫والبطلينوسات‪.‬‬
‫تتميز معظم بطنيات القدم بوجود صدفة أحادية تغطيها‪ ،‬وتكون في العادة بشكل ملفوف ومتقوقع‪.‬‬
‫أما عن سبب التسمية‪ ،‬فهي بسبب استخدام هذه الكائنات لعضلة سفلية قوية )قدم( للحركة‪.‬‬
‫تنتشر بطنيات القدم في مناطق متنوعة من العالم وبيئات مختلفة‪ ،‬وأغلبها كائنات مائية‪ ،‬حيث‬
‫تعيش ‪ 30000‬نوعا ً منها تقريبا ً في البحار والمحيطات‪ ،‬بالضافة إلى ‪ 5000‬نوعا ً تعيش في‬
‫المياه العذبة‪ ،‬بينما تنتشر الباقي على سطح الرض‪ .‬تتغذى أغلب هذه الكائنات على العشاب‬
‫والنباتات‪ ،‬وقد تتغذى على المخلفات العضوية في بعض الحيان‪ ،‬إل أن بعض أنواعها قد تكون‬
‫لحمة وسامة‪.‬‬
‫وجدت العديد من الحافير التي تدل على وجود بطنيات القدم منذ العصر الكامبري‪.‬‬

‫****** التمثيل الضوئي أو التخليق الضوئي )باللتينية‪ : (Photosynthesis :‬عملية‬


‫كيميائية معقدة تحدث في خليا البكتريا الزرقاء وفي صانعات اليخضور)الصانعات الخضراء( أو‬
‫الكلوروبلست في كل من الطحالب والنباتات العليا; حيث يتم فيها تحويل الطاقة الضوئية‬
‫الشمسية من طاقة كهرومغناطيسية على شكل فوتونات أشعة الشمس إلى طاقة كيميائية تخزن‬
‫في روابط سكر الجلوكوز وفق المعادلة التالية ‪:‬‬
‫‪6CO2 + 6H2O + light + chloroplasts = C6H12O6 + 6O2‬‬
‫ومن أهم نواتج هذه المعادلة هو ‪:‬‬
‫• الكسجين ; وكل جزيئة من ثاني أكسيد الكربون تدخل في المعادلة يقابلها جزيئة من‬
‫الكسجين ناتجة من التفاعل‪.‬‬
‫• مركبات سكريات حاوية على طاقة عالية‪.‬‬
‫ورغم بساطة هذه المعادلة في وضعها السابق ولكنها تتم في خطوات معقدة‪ ،‬وتتم هذه المعادلة‬
‫في دورتين‪:‬‬
‫• الولى تسمى تفاعلت الضوء )بالنجليزية‪ (Light reactions :‬وهي تفاعلت تعتمد على‬
‫وجود الضوء وتعمل عليه‪.‬‬
‫• الثانية تسمى تفاعلت الظلم )بالنجليزية‪ (Dark reactions :‬أو تفاعلت دورة كالفن‬
‫وهي تفاعلت تعمل ليل وفي الظلم استغللً للمنتجات النهارية التي أنتجت في الضوء‪.‬‬
‫وقد سميت تفاعلت الظلم باسم مكتشفها كالفن‪ ،‬وتعمل تفاعلت دورة كالفن في النباتات ذوات‬
‫الفلقتين أو وهي مركبات ثلثية الكربون ولذلك تسمى دورة الكربون الثلثي‪ .‬وهناك دورة هاتس‬
‫سلك )‪ (Hatch slak‬وهي تعمل في النباتات ذوات الفلقة الواحدة )‪ (Monocotyledon‬أو )‬
‫‪.(Monocot‬‬

‫******* النمط الجيني هو كل أو جزء من المكون الوراثي للفرد‪ .‬إذا النمط الجيني هو المكون‬
‫الليلي لكل مورثات الفرد‪.‬‬
‫تعريف النمط الجيني يفيد عندما ندرس التكوين الليلي في حال الهتمام بعدد محدود من‬
‫المورثات‪ ،‬مثل‪ٍ :‬اذا وجد شكلين من المورثة ‪ ،X‬ألليل ‪ Xa‬وألليل ‪ ،Xb‬فٍان النمط الجيني لي‬
‫فرد بالنسبة للمورثة ‪ X‬يكون ٍاما متماثل اللئل )‪ Xa/Xa‬أو ‪ (Xb/Xb‬أو متغاير اللئل )‬
‫‪ ،(Xa/Xb‬اٍلنسان لديه نسختين من كل مورثة‪ٍ ،‬اذا أليلين مختلفين على الكثر‪.‬‬

‫******** فرع حيوي أو كلد ‪ Clade‬أو مجموعة وحيدة الصل هي عبارة عن زمرة‬
‫تصنيفية )كما في حالة تصنيف الحياء( تتألف من سلف مشترك ‪ common ancestor‬وحيد‬
‫وكل ما يتفرع عنه من نسل ‪.descendants‬‬

‫الهوامش منقولة ‪ُ ..‬يرجى التدقيق‬

You might also like