Professional Documents
Culture Documents
()1
في معنى تسمية معجزة
• هو أن الخلق عجزوا عن التيان بمثلها ،وهي على ضربين :
– ضرب هو من نوع قدرة البشر ،فعجزوا عنه ،فتعجيزهم عنه فعل ل دل
على صدق نبيه ،كصرفهم عن تمني الموت .وتعجيزهم عن التيان بمثل
القرآن على رأي بعضهم ،ونحوه .
– وضرب هو خارج عن قدرته ،فلم يقدروا على التيان بمثله ،كإحياء
الموتى ،وقلب العصا حية ،وإخراج ناقة من صخرة ،وكلم شجرة ،ونبع
الماء من الصابع ،وانشقاق القمر ،مما ل يمكن أن يفعله أحد ،إل ال ،
فكون ذلك على يد النبي صلى ال عليه و سلم من فعل ال تعالى و تحديه
من يكذبه أن يأتي بمثله تعجيز له
معجزاته على قسمين :
• قسم منها علم قطعاً ،ونقل إلينا متواتراً كالقرآن ،فل مرية ،ول
خلف ،بمجيء النبي به ،وظهوره من قبله ،واستدلله بحجته ،
وإن أنكر هذا معاند جاحد ،فهو كإنكاره وجود محمد صلى ال عليه
و سلم في الدنيا
• والقسم الثاني ما لم يبلغ مبلغ الضرورة والقطع ،وهو على نوعين
:نوع مشتهر منتشر ،رواه العدد ،وشاع الخبر به عند المحدثين
والرواة ونقلة السير والخبار ،كنبع الماء من بين الصابع ،وتكثير
الطعام
ونوع منه اختص به الواحد والثنان ،ورواه العدد اليسير ،ولم
يشتهر اشتهار غيره ،لكنه إذا جمع إلى مثله اتفقا في المعنى ،
واجتمعا على التيان بالمعجز
معجزة القرآن الكريم
الوجه الول :حسن تأليف القرآن ،والتئام كلمه ،
وفصاحته
طلُ مِن بَ ْينِ يَدَيْ ِه وَلَ مِنْ خَ ْلفِهِ • وصفه ال تعالى بكتاب عزيز ((لَ يَأْتِيهِ الْبَا ِ
حمِيدٍ) (فصلت ، ) 42 :أحمكت آياته ،و فصلت كلماته تَنزِي ٌل ّمنْ حَكِيمٍ َ
وبهرت بلغته العقول ،وظهرت فصاحته على كل مقول ،وتظافر إيجازه
وإعجازه ،وتظاهرت حقيقته ومجازه ،وتبارت في الحسن مطالعه
ومقاطعه ،وحوت كل البيان جوامعه وبدائعه ،واعتدل مع إيجازه حسن
نظمه ،وانطبق على كثرة فوائده مختار لفظه
• و قد كان العرب فرسان الكلم ،قد خصوا من البلغة و الحكم بما لم يخص
به غيرهم من المم ،وأوتوا من ذرابة اللسان ما لم يؤت إنسان ،ومن فضل
الخطاب ما يقيد اللباب ،و قد تحداهم هذا القرآنعلى رؤوس المل أجمعين :
(َأمْ َيقُولُونَ افْ َترَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَ ٍة مّثْلِ ِه وَا ْدعُواْ َمنِ اسْ َتطَعْتُم مّن دُونِ الّ إِن كُن ُتمْ
صَادِقِينَ) (يونس . ) 38 :
((وَإِن كُن ُتمْ فِي رَيْبٍ ّممّا َنزّلْنَا عَلَى عَ ْبدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَ ٍة مّن مّثْ ِلهِ وَادْعُواْ
ن كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة ( * ) 23فَإِن لّمْ تَ ْفعَلُو ْا وَلَن شهَدَاءكُم مّن دُونِ الّ ِإ ْ ُ
عدّتْ لِلْكَافِرِينَ) (البقرة : حجَارَةُ ُأ ِتَفْعَلُواْ فَا ّتقُواْ النّارَ الّتِي وَقُودُهَا النّاسُ وَالْ ِ
.) 24
جنّ عَلَى أَن يَأْتُواْ ِبمِثْلِ هَـذَا الْ ُقرْآنِ لَ يَأْتُونَ و (قُل لّئِنِ اجْ َت َمعَتِ الِنسُ وَالْ ِ
ظهِيراً) (السراء .) 88 : ضهُمْ لِبَعْضٍ َ ِبمِثْ ِلهِ وَ َلوْ كَانَ بَعْ ُ
طعْتُم شرِ سُ َو ٍر مّثْلِ ِه ُمفْ َترَيَاتٍ وَا ْدعُو ْا َمنِ اسْ َت َ و (َأمْ َيقُولُونَ افْ َترَاهُ قُلْ فَأْتُواْ ِبعَ ْ
مّن دُونِ الّ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) (هود ) 13 :
: • ولهذا لما سمع الوليد بن المغيرة من النبي
عنِ
حسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَ ْنهَى َ(ِإنّ الّ يَ ْأمُرُ بِالْعَ ْدلِ وَالِ ْ
الْفَحْشَاء وَا ْلمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلّكُمْ تَذَكّرُونَ) (النحل . ) 90 :
قال :وال ،إن له لحلوة ،وإن عليه لطلوةً ،وإن أسفله لمغدق ،
وإن أعله لمثمر ،ما يقول هذا بشر.
• وحكى الصمعي أنه سمع كلم جارية ،فقال لها :قاتلك ال ما
أفصحك ! فقالت :أو يعد هذا فصاحةً بعد قول ال تعالى ( :وََأوْحَيْنَا
ت عَلَ ْيهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمّ َولَ تَخَافِي
إِلَى أُمّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْ ِ
َولَ تَحْزَنِي إِنّا رَادّوهُ إِلَ ْيكِ وَجَاعِلُوهُ ِمنَ ا ْلمُرْسَلِينَ) (القصص ، ) 7 :
فجمع في آية واحدة بين أمرين ونهيين ،وخبرين ،و بشارتين
الوجه الثاني :النظم والسلوب
• من إعجازه صورة نظمه العجيب ،والسلوب الغريب
المخالف لساليب كلم العرب ومناهج نظمها ونثرها الذي
جاء عليه ووقفت مقاطع آية ،وانتهت فواصل كلماته إليه ،
ولم يوجد قبله ول بعده نظير له ،ول استطاع أحد مماثلة
شيء منه ،بل حارت فيه عقولهم ،وتدلهت دونه
أحلمهم ،ولم يهتدوا إلى مثله في جنس كلمهم من نثر أو
نظم ،أو سجع أو رجز ،أو شعر
• والعجاز بكل واحد من النوعين :اليجاز والبلغة
بذاتها ،أو السلوب الغريب بذاته ،لم تقدر العرب على
التيان بواحد منهما ،إذ كل واحد خارج عن قدرتها ،مباين
لفصاحتها و كلمها
• عن عبدال بن عباس أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صلى ال عليه وسلم فقرأ عليه القرآن
فكأنه رق له ،فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه فقال :يا عم إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مال
ليعطوكه ،فإن أتيت محمدا لتتعرض لما قبله ،قال :لقد علمت قريش أني من أكثرها مال ،قال
:فقل فيه قول يبلغ قومك أنك منكر له وأنك كاره له .فقال :وماذا أقول فوال ما فيكم رجل
أعلم بالشعر مني ،ول برجزه ول بقصيدة مني ،ول بأشعار الجن ،وال ما يشبه الذي يقول
شيئا من هذا ،وال إن لقوله لحلوة ،وإن عليه لطلوة ،وإنه لمنير أعله مشرق أسفله ،وإنه
ليعلو وما يعلى عليه ،وإنه ليحطم ما تحته قال :ل يرضى عنك قومك حتى تقول فيه ،قال :
فدعني حتى أفكر ،فلما فكر قال :هذا سحر يؤثر يأثره عن غيره ،فنزلت { :ذرني ومن خلقت
وحيدا} إسناده صحيح على شرط الشيخين
• وقال عتبة بن ربيعة بعدما سمع القرآن لقريش:لقد علمتم أني من أكثر قريش مال ولكني أتيته
-وقص عليهم قصته مع النبي صلى ال عليه و سلم -فأجابني بشيء -وال ما هو بسحر ول
بشعر ول كهانة -قرأ ( :بسم ال الرحمن الرحيم .حم .تنزيل من الرحمن الرحيم ...حتى بلغ :
فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ) فأمسكت بفيه وناشدته الرحم أن
يكف وقد علمتم أن محمدا إذا قال شيئا لم يكذب فخفت أن ينزل عليكم العذاب إسناده صالح عن
جابر بن عبدال
• وفي حديث إسلم أبي ذر و َوصَف أخاه أنيساً ،فقال :وال ما سمعت بأشعر من أخي أنيس ،لقد
ناقض اثني عشر شاعراً في الجاهلية ،أنا أحدهم ،وإنه انطلق إلى مكة ،وجاء إ لى أبي ذر
بخبر النبي .قلت :فما يقول الناس ؟ قال :يقولون :شاعر :كاهن ،ساحر ،لقد سمعت
قول الكهنة فما هو بقولهم ،ولقد وضعته على أقراء الشعر فلم يلتئم ،وما يلتئم على لسان أحد
بعدي أنه شعر ،وإنه لصادق ،وإنهم لكاذبون
الثالث :ما انطوى عليه من الخبار بالمغيبات
• ما انطوى عليه من الخبار بالمغيبات ،وما لم يكن ولم يقع ،فوجد ،كما ورد وعلى الوجه
الذي أخبر به :
كقوله تعالى َ ( :لتَدْخُُلنّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء الُّ آ ِمنِينَ) ( الفتح )27
سيَغْ ِلبُونَ) (الروم .) 3 : وقوله تعالى (:وَهُم مّن بَعْدِ غَ َل ِبهِمْ َ
ظهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلّهِ وَ َلوْ كَرِهَ سلَ رَسُولَهُ بِا ْلهُدَى وَدِينِ الْحَقّ لِيُ ْ وقوله تعالى ُ (:هوَ الّذِي أَرْ َ
الْمُشْرِكُونَ) (التوبة ) 33 :
ستَخْلَفَ
ستَخْلِ َف ّنهُم فِي الَْرْضِ كَمَا ا ْ وقوله تعالىَ (( :وعَدَ الُّ الّذِينَ آ َمنُوا مِنكُمْ َوعَمِلُوا الصّالِحَاتِ َليَ ْ
خوْفِهِمْ أَمْناً يَ ْعبُدُو َننِي لَ
الّذِينَ مِن َقبْ ِلهِمْ وَ َليُمَ ّك َننّ َلهُمْ دِينَهُمُ الّذِي ارْتَضَى َلهُمْ وَ َل ُيبَدّ َل ّنهُم مّن بَعْدِ َ
شيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَ ِلكَ فَُأوْ َل ِئكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور ) 55 : يُشْرِكُونَ بِي َ
وقوله تعالى (:إِذَا جَاء نَصْرُ الِّ وَالْ َفتْحُ ( ) 1وَرَأَيْتَ النّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ الِّ أَفْوَاجاً ( ) 2
ستَغْفِرْهُ ِإنّهُ كَانَ َتوّاباً ( (– ) 3النصر) سبّحْ بِحَمْدِ رَ ّبكَ وَا ْ فَ َ
• فكان جميع هذا ،كما قال ...فغلبت الروم فارس في بضع سنين ،ودخل الناس في السلم
وفي بلد العرب كلها موضع لم يدخله السلم .واستخلف ال المؤمنين في أفواجاً ،فما مات
الرض ،ومكّن فيها دينهم ،و ملكهم إياها من أقصى المشارق إلى أقصى المغارب ،كما قال
( زويت إلى الرض ،فأريت مشارقها و مغاربها ،و سيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها) .
أخرج هذا الحديث ابن ماجه في السنن ؛ واللباني في صحيح السيرة
• وقوله (( :إِنّا نَ ْ
حنُ نَزّلْنَا ال ّذكْرَ وَإِنّا لَهُ لَحَافِظُونَ)
(الحجر ، ) 9 :فكان كذلك ،ل يكاد يعد من سعى في
تغييره وتبديل محكمه من الملحدة والمعطلة ،ل سيما
القرامطة ،فأجمعوا كيدهم وحولهم وقوتهم فما قدروا
على إطفاء شيء من نوره ،ول تغيير كلمة من كلمه ،
ول تشكيك المسلمين في حرف من حروفه ،و الحمد ل
• في قول ال عز وجل { :إنا كفيناك المستهزئين } [ الحجر ] 95 :قال ابن
عباس :المستهزئون الوليد بن المغيرة ،والسود بن عبد يغوث الزهري ،
والسود بن المطلب أبو زمعة من بني أسد بن عبد العزى ،والحارث بن عيطل
السهمي ،والعاص بن وائل ،فأتاه جبريل عليه السلم شكاهم إليه رسول ال
صلى ال عليه وعلى آله وسلم ،فأراه الوليد أبا عمرو بن المغيرة ،فأومأ
جبريل إلى أبجله فقال :ما صنعت ؟ قال :كفيته ،ثم أراه السود بن المطلب ،
فأومأ جبريل إلى عينيه فقال :ما صنعت ؟ قال :كفيته ،ثم أراه السود بن عبد
يغوث الزهري ،فأومأ إلى رأسه .فقال :ما صنعت ؟ قال :كفيته ،ثم أراه
الحارث بن عيطل السهمي ،فأومأ إلى رأسه أو قال :إلى بطنه ،فقال :ما
صنعت ؟ قال :كفيته ،ومر به العاص بن وائل فأومأ إلى أخمصه ،فقال :ما
صنعت ؟ قال :كفيته .فأما الوليد بن المغيرة فمر برجل من خزاعة وهو يريش
نبل له فأصاب أبجله فقطعها ،وأما السود بن المطلب فعمي فمنهم من يقول
عمي هكذا ،ومنهم من يقول نزل تحت سمرة فجعل يقول يا بني أل تدفعون
عني قد قتلت فجعلوا يقولون ما نرى شيئا وجعل يقول يا بني إل تمنعون عني
قد هلكت ،ها هو ذا أطعن بالشوك في عيني ،فجعلوا يقولون ما نرى شيئا فلم
يزل كذلك حتى عميت عيناه .وأما السود بن عبد يغوث الزهري فخرج في
رأسه قروح فمات منها ،وأما الحارث بن عيطل فأخذه الماء الصفر في بطنه
حتى خرج من فيه ،فمات منها .وأما العاص بن وائل فبينما هو كذلك يوما إذ
دخل في رأسه شبرقة حتى امتلت منها فمات منها (حديث حسن )
الوجه الرابع :ما أنبأ به من أخبار القرون
السالفة ،والمم البائدة ،والشرائع الداثرة
• وأما المؤمن فل تزال روعته به ،وهيبته إياه ،مع تلوته ـ توليه انجذاباً ،
وتكسبه هشاشة ،لميل قلبه إليه ،وتصديقه به
جلُودُ الّذِينَ
شعِرّ ِمنْهُ ُ
قال تعالى ( :الُّ نَ ّزلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً ّمتَشَابِهاً ّمثَانِيَ تَقْ َ
جلُودُ ُهمْ وَ ُقلُو ُب ُهمْ إِلَى ِذكْرِ الِّ ذَلِكَ هُدَى الِّ َيهْدِي بِهِ مَنْ
شوْنَ َر ّبهُمْ ثُمّ َتلِينُ ُ يَخْ َ
ض ِللْ الُّ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) (الزمر ) 23 : يَشَاءُ وَمَن ُي ْ
شيَةِ الِّ وَتِلْكَ
ج َبلٍ لّرََأيْتَهُ خَاشِعاً ّمتَصَدّعاً مّنْ خَ ْعلَى َ وقال َ ( :لوْ أَن َز ْلنَا هَذَا الْقُرْآنَ َ
الَْ ْمثَالُ َنضْ ِر ُبهَا لِلنّاسِ لَ َعّل ُهمْ يَتَفَكّرُونَ) (الحشر )21 :
• وهذه الروعة قد اعترت جماعةً قبل السلم وبعده ،فمنهم
من أسلم لها لول وهلة وآمن به ،ومنهم من كفر .
• فحكي عن جبير بن مطعم ،قال :سمعت النبي صلى ال
عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور قال جبير في غير هذا
الحديث فلما سمعته يقرأ { أم خلقوا من غير شيء أم هم
الخالقون } إلى قوله { فليأت مستمعهم بسلطان مبين } كاد
قلبي يطير
• قال الشيخ اللباني :صحيح (سنن ابن ماجه)
كونه آيةً باقيةً ل تعدم ما بقيت الدنيا
• ومن وجوه إعجازه المعدودة كونه آيةً باقيةً ل تعدم ما بقيت الدنيا مع تكفل ال
بحفظه ،فقال ِ( :إنّا نَحْنُ نَ ّز ْلنَا ال ّذكْرَ وَإِنّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر ) 9 :
حكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت
خلْفِهِ تَنزِيلٌ مّنْ َ
طلُ مِن َبيْنِ يَ َديْهِ وَلَ مِنْ َوقال (( :لَ يَ ْأتِيهِ ا ْلبَا ِ
) 42 :
وسائر معجزات النبياء انقضت بانقضاء أوقاتها ،فلم يبق إل خبرها ،والقرآن
العزيز ،الباهرة آياته ،الظاهرة معجزاته على ما كان عليه اليوم ـ لول نزوله
إلى وقتنا هذا ـ حجته قاهرة ،ومعارضته ممتنعة ،والمصار كلها طافحة بأهل
البيان ،وحملة علم اللسان ،وأئمة البلغة ،وفرسان الكلم ،وجهابذة البراعة
،والملحد فيهم كثير ،والمعادي للشرع عتيد ،فما منهم من أتى بشيء يؤثر في
معارضته ،ول ألف كلمتين في مناقضته ،ول قدر فيه على مطعن صحيح ،ول
قدح المتكلف من ذهنه في ذلك إل بزند شحيح ،بل المأثور عن كل من رام ذلك
إلقاؤه في العجز بيديه والنكوص على عقبيه .
و أيضا :
• أن قارئه ل يمله ،وسامعه ل يمجه ،بل الكباب على
تلوته يزيد حلوةً ،وترديده يوجب له محبةً ،ل يزال غضاً
طرياً
• وكتابنا يستلذ به في الخلوات ،ويونس بتلوته في
الزمات ،وسواه من الكتب ل يوجد فيها ذلك ،حتى أحدث
أصحابها لحوناً وطرقاً يستجلبون بتلك اللحون تنشيطهم
على قراء تها .
• ومنها جمعه لعلوم ومعارف لم تعهد العرب عامةً ول محمد صلى ال عليه و
سلم قبل نبوته خاصة ،بمعرفتها ،ول القيام بها ،ول يحيط بها أحد من علماء
المم ،ول يشتمل عليها كتاب من كتبهم ،فجمع فيه من بيان علم الشرائع ،
والتنبيه على طرق الحجج العقليات ،والرد على فرق المم ،ببراهين قوية ،
وأدلة بينة سهلة اللفاظ ،موجزة المقاصد ،رام المتخذلقون بعد ـ أن ينصبوا
أدلةً مثلها فلم يقدروا عليها؛
خلُقَ مِثْ َلهُم
علَى أَنْ يَ ْ
خلَقَ السّمَاوَاتِ وَالَْرْضَ بِقَادِرٍ َ كقوله تعالى َ( :أ َو َليْسَ الّذِي َ
َبلَى وَ ُهوَ الْخَلّقُ ا ْلعَلِيمُ) (يس ) 81 :
طنَا فِي ال ِكتَابِ مِن شَيْءٍ ) (النعام ) 38 : و قال ال ـ جل اسمه ـ ( :ما فَرّ ْ
سلِمِينَ) ع َليْكَ ا ْل ِكتَابَ ِت ْبيَاناً ّل ُكلّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى ِللْمُ ْ
وقال َ ( :ونَزّلْنَا َ
(النحل .) 89 :
• ومنها تيسيره تعالى حفظه لمتعلميه ،وتقريبه على
متحفظيه ،قال ال تعالى (:وَلَقَدْ يَسّرْنَا الْقُرْآنَ لِل ّذكْرِ َف َهلْ
مِن مّدّكِرٍ) (القمر )... 17 :
• ومنها مشاكلة بعض أجزائه بعضاً ،وحسن ائتلف
أنواعها ،والتئام أقسامها ،وحسن التخلص من قصة إلى
أخرى ،والخروج من باب إلى غيره على اختلف معانيه ،
وانقسام السورة الواحدة إلى أمر ونهي ،وخبر واستخبار،
ووعد ووعيد ،وإثبات نبوة ،وتوحيد و تفريد ،وترغيب
وترهيب ،إلى غير ذلك من فوائده ،دون خلل يتخلل
فصوله .
من معجزات الرسول صلى ال عليه و سلم
ايضا
انـشـقـاق الـقـمـر
• قال ال تعالى (:اقْتَرَبَتِ السّاعَةُ وَانشَقّ الْقَمَرُ( َ )1وإِن يَ َروْا
آيَةً ُيعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مّسْتَمِرّ( -)2القمر
• حدثنا عبد بن حميد حدثنا محمد بن كثير حدثنا سليمان بن
كثير عن حصين عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال:
انشق القمر على عهد النبي صلى ال عليه وسلم حتى
صار فرقتين على هذا الجبل وعلى هذا الجبل فقالوا سحرنا
محمد فقال بعضهم لئن كان سحرنا ما يستطيع أن يسحر
الناس كلهم
قال الشيخ اللباني :صحيح السناد
في نبع الماء من بين أصابعه وتكثيره بركة
• قا ل أنس بن مالك :أتي النبي صلى ال عليه وسلم بإناء وهو
بالزوراء فوضع يده في الناء فجعل الماء ينبع من بين أصابعه فتوضأ
القوم قال قتادة قلت لنس كم كنتم ؟ قال ثلثمائة أو زهاء ثلثمائة .
متفق عليه
• وعن عبد ال بن مسعود قال كنا نعد اليات بركة وأنتم تعدونها
تخويفا كنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم في سفر فقل الماء فقال
اطلبوا فضلة من ماء فجاءوا بإناء فيه ماء قليل فأدخل يده في الناء ثم
قال حي على الطهور المبارك والبركة من ال فلقد رأيت الماء ينبع
من بين أصابع رسول ال صلى ال عليه وسلم ولقد كنا نسمع تسبيح
الطعام وهو يؤكل .رواه البخاري
ومــمــا يــشــبــه هــذا مـن مـعـجـزا تــه
• تفجير الماء ببركته ،وانبعاثه بمسه ودعوته :
عن معاذ بن جبل قال خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم عام غزوة تبوك
فكان يجمع الصلة فصلى الظهر والعصر جميعا والمغرب والعشاء جميعا حتى
إذا كان يوما أخر الصلة ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعا ثم دخل ثم خرج
بعد ذلك فصلى المغرب والعشاء جميعا ثم قال إنكم ستأتون غدا إن شاء ال تعالى
عين تبوك وإنكم لن تأتوها حتى يضحى النهار فمن جاءها منكم فل يمس من
مائها شيئا حتى آتي .فجئناها وقد سبقنا إليها رجلن والعين مثل الشراك تبض
بشيء من ماء قال فسألهما رسول ال صلى ال عليه وسلم هل مسستما من مائها
شيئا قال نعم .فسبهما النبي صلى ال عليه وسلم وقال لهما ما شاء ال أن يقول
قال ثم غرفوا بأيديهم من العين قليل قليل حتى اجتمع في شيء قال وغسل رسول
ال صلى ال عليه وسلم فيه يديه ووجهه ثم أعاده فيها فجرت العين بماء منهمر
أو قال غزير حتى استسقى الناس ثم قال يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى
ما ههنا قد مليء جنانا .يعني تبوك (صحيح)
• وعن البراء بن عازب قا ل كنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم أربع عشرة
مائة يوم الحديبية والحديبية بئر فنزحناها فلم نترك فيها قطرة فبلغ النبي صلى ال
عليه وسلم فأتاهافجلس على شفيرها ثم دعا بإناء من ماء فتوضأ ثم مضمض
ودعا ثم صبه فيها ثم قال دعوها ساعة فأرووا أنفسهم وركابهم حتى ارتحلوا .
رواه البخاري
• عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قال خرج النبي صلى ال عليه وسلم
عام الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه فلما أتى ذا الحليفة قلد الهدي
وأشعر وأحرم منها بعمرة وسار حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها بركت
به راحلته فقال الناس حل حل خلت القصواء خلت القصواء فقال النبي صلى
ال عليه وسلم ما خلت القصواء وما ذاك لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل ثم
قال والذي نفسي بيده ل يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات ال إل أعطيتهم إياها
ثم زجرها فوثبت فعدل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء
يتبرضه الناس تبرضا فلم يلبثه الناس حتى نزحوه وشكي إلى رسول ال صلى ال
عليه وسلم العطش فانتزع سهما من كنانته ثم أمرهم أن يجعلوه فيه فو ال ما زال
يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه(الحديث) .صحيح رواه البخاري
تكثـيـر الطعـام ببـركته ودعائـه
• وعن أنس قال قال أبو طلحة لم سليم لقد سمعت صوت رسول ال صلى ال
عليه وسلم ضعيفا أعرف فيه الجوع فهل عندك من شيء ؟ فأخرجت أقراصا من
شعير ثم أخرجت خمارا لها فلفت الخبز ببعضه ثم دسته تحت يدي ولثتني
ببعضه ثم أرسلتني إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم قال فذهبت به فوجدت
رسول ال صلى ال عليه وسلم في المسجد ومعه الناس فقمت عليهم فقال لي
رسول ال صلى ال عليه وسلم أرسلك أبو طلحة ؟ قلت نعم فقال رسول ال صلى
ال عليه وسلم لمن معه قوموا فانطلق وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة
فقال أبو طلحة يا أم سليم قد جاء رسول ال صلى ال عليه وسلم بالناس وليس
عندنا ما نطعمهم فقالت ال ورسوله أعلم قال فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول
ال صلى ال عليه وسلم فأقبل رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبو طلحة معه
فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم هلمي يا أم سليم ما عندك فأتت بذلك الخبز
فأمر به ففت وعصرت أم سليم عكة لها فأدمته ثم قال فيه رسول ال صلى ال
عليه وسلم ما شاء ال أن يقول ثم قال ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم
خرجوا ثم قال ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال ائذن
لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم أذن لعشرة فأكل القوم كلهم
وشبعوا والقوم سبعون أو ثمانون رجل .متفق عليه
• وعن جابر قا ل إنا يوم الخندق نحفر فعرضت كدية شديدة فجاؤوا النبي
صلى ال عليه وسلم فقالوا هذه كدية عرضت في الخندق فقال أنا نازل ثم
قام وبطنه معصوب بحجر ولبثنا ثلثة أيام لنذوق ذوقا فأخذ النبي صلى
ال عليه وسلم المعول فضرب فعاد كثيبا أهيل فانكفأت إلى امرأتي فقلت
هل عندك شيء ؟ فإني رأيت بالنبي صلى ال عليه وسلم خمصا شديدا
فأخرجت جرابا فيه صاع من شعير ولنا بهمة داجن فذبحتها وطحنت
الشعير حتى جعلنا اللحم في البرمة ثم جئت النبي صلى ال عليه وسلم
فساررته فقلت يا رسول ال ؟ ذبحنا بهيمة لنا وطحنت صاعا من شعير
فتعال أنت ونفر معك فصاح النبي صلى ال عليه وسلم يا أهل الخندق إن
جابرا صنع سورا فحي هل بكم فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل
تنزلن برمتكم ول تخبزن عجينكم حتى أجيء .وجاء فأخرجت له عجينا
فبصق فيه وبارك ثم عمد إلى برمتنا فبصق وبارك ثم قال ادعي خابزة
فلتخبز معي واقدحي من برمتكم ول تنزلوها وهم ألف فأقسم بال لكلوا
حتى تركوه وانحرفوا وإن برمتنا لتغط كما هي وإن عجيننا ليخبز كما هو .
متفق عليه
• ومنه أيضاً حديث أبي هريرة حين أصابه الجوع ،فاستتبعه النبي ،فوجد لبناً في قدح
قد أهدي إليه وأمره أن يدعو أهل الصفة .قال :قلت ما هذا القدح بين أهل الصفة وأنا
رسوله إليهم فسيأمرني أن أديره عليهم فما عسى أن يصيبني منه وقد كنت أرجو أن
أصيب منه ما يغنيني ولم يكن بد من طاعة ال وطاعة رسوله فأتيتهم فدعوتهم فلما دخلوا
عليه فأخذوا مجالسهم فقال أبو هريرة خذ القدح وأعطهم فأخذت القدح فجعلت أناوله
الرجل فيشرب حتى يروي ثم يرده فأناوله الخر حتى انتهيت به إلى رسول ال صلى ال
عليه وسلم وقد روي القوم كلهم فأخذ رسول ال صلى ال عليه وسلم القدح فوضعه على
يديه ثم رفع رأسه فتبسم فقال أبا هريرة اشرب فشربت ثم قال اشرب فلم أزل أشرب
ويقول اشرب حتى قلت والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكا فأخذ القدح فحمد ال وسمى
ثم شرب قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
• وعن أنس كان النبي صلى ال عليه وسلم عروسا بزينب فعمدت أمي أم سليم إلى تمر
وسمن وأقط فصنعت حيسا فجعلته في تور فقالت يا أنس اذهب بهذا إلى رسول ال صلى
ال عليه وسلم فقل بعثت بهذا إليك أمي وهي تقرئك السلم وتقول إن هذا لك منا قليل يا
رسول ال قال فذهبت فقلت فقال ضعه ثم قال اذهب فادع لي فلنا وفلنا وفلنا رجال
سماهم وادع من لقيت فدعوت من سمى ومن لقيت فرجعت فإذا البيت غاص بأهله قيل
لنس عدد كم كانوا ؟ قال زهاء ثلث مائة .فرأيت النبي صلى ال عليه وسلم وضع يده
على تلك الحيسة وتكلم بما شاء ال ثم جعل يدعو عشرة عشرة يأكلون منه ويقول لهم
اذكروا اسم ال وليأكل كل رجل مما يليه قال فأكلوا حتى شبعوا .فخرجت طائفة ودخلت
طائفة حتى أكلوا كلهم قال لي يا أنس ارفع .فرفعت فما أدري حين وضعت كان أكثر أم
حين رفعت .متفق عليه
كلم الشجرة وشهادتها له بالنبوة وإجابتها دعوته
• وعن ابن عمر قال كنا مع النبي صلى ال عليه وسلم في
سفر فأقبل أعرابي فلما دنا منه قال له رسول ال صلى ال
عليه وسلم تشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأن
محمدا عبده ورسوله؟ قال ومن يشهد على ما تقول ؟ قال هذه
السلمة .فدعاها رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو بشاطئ
الوادي فأقبلت تخد الرض حتى قامت بين يديه فاستشهدها
ثلثا فشهدت ثلثا أنه كما قال ثم رجعت إلى منبتها .رواه
الدارمي (صحيح)
• وعن جابربن عبد ال قال سرنا مع رسول ال صلى ال عليه
وسلم حتى نزلنا واديا أفيح فذهب رسول ال صلى ال عليه
وسلم يقضي حاجته فلم ير شيئا يستتر به وإذا شجرتين بشاطئ
الوادي فانطلق رسول ال صلى ال عليه وسلم إلى إحداهما فأخذ
بغصن من أغصانها فقال انقادي علي بإذن ال فانقادت معه
كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده حتى أتى الشجرة الخرى
فأخذ بغصن من أغصانها فقال انقادي علي بإذن ال فانقادت
معه كذلك حتى إذا كان بالمنصف مما بينهما قال التئما علي
بإذن ال فالتأمتا فجلست أحدث نفسي فحانت مني لفتة فإذا أنا
برسول ال صلى ال عليه وسلم مقبل وإذا الشجرتين قد افترقتا
فقامت كل واحدة منهما على ساق .رواه مسلم
قــصــة حــنــيــن الـجـــذع
• وعن جابر قال كان النبي صلى ال عليه وسلم إذا خطب
استند إلى جذع نخلة من سواري المسجد فلما صنع له المنبر
فاستوى عليه صاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى
كادت تنشق فنزل النبي صلى ال عليه وسلم حتى أخذها
فضمها إليه فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكت حتى
استقرت قال بكت على ما كانت تسمع من الذكر .رواه
البخاري
• و في رواية صحيحة لبن ماجه :فاحتضنه فسكن فقال لو لم
أحتضنه لحن إلى يوم القيامة
ومـثـل هـذا فـي سـائـر الـجـمـا دا ت
• وعن عبد ال بن مسعود قال كنا نعد اليات بركة وأنتم تعدونها تخويفا كنا مع
رسول ال صلى ال عليه وسلم في سفر فقل الماء فقال اطلبوا فضلة من ماء
فجاءوا بإناء فيه ماء قليل فأدخل يده في الناء ثم قال حي على الطهور المبارك
والبركة من ال فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول ال صلى ال عليه
وسلم ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل .رواه البخاري
• عن علي بن أبي طالب قال كنت مع النبي صلى ال عليه وسلم بمكة فخرجنا في
بعض نواحيها فما استقبله جبل ول شجر إل وهو يقول السلم عليك يا رسول ال
(صحيح الترهيب و الترغيب)
• وعن جابر بن سمرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إني لعرف حجرا
بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لعرفه الن .رواه مسلم
• عن أنس أن النبي صلى ال عليه وسلم صعد أحدا وأبو بكر وعمر وعثمان
فرجف بهم فضربه برجله فقال اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان .
رواه البخاري
• وعن يعلى بن مرة الثقفي قال ثلثة أشياء رأيتها من رسول ال صلى ال عليه
وسلم بينا نحن نسير معه إذ مررنا ببعير يسنى عليه فلما رآه البعير جرجر فوضع
جرانه فوقف عليه النبي صلى ال عليه وسلم فقال أين صاحب هذا البعير فجاءه
فقال بعنيه فقال بل نهبه لك يا رسول ال وإنه لهل بيت ما لهم معيشة غيره قال
أما إذ ذكرت هذا من أمره فإنه شكا كثرة العمل وقلة العلف فأحسنوا إليه قال ثم
سرنا فنزلنا منزل فنام النبي صلى ال عليه وسلم فجاءت شجرة تشق الرض
حتى غشيته ثم رجعت إلى مكانها فلما استيقظ رسول ال صلى ال عليه وسلم
ذكرت له فقال هي شجرة استأذنت ربها عز وجل أن تسلم على رسول ال صلى
ال عليه وسلم فأذن لها قال ثم سرنا فمررنا بماء فأتته امرأة بابن لها به جنة فأخذ
النبي صلى ال عليه وسلم بمنخره فقال اخرج إني محمد رسول ال قال ثم سرنا
فلما رجعنا من سفرنا مررنا بذلك الماء فسألها عن الصبي فقالت والذي بعثك
بالحق ما رأينا منه ريبا بعدك .رواه في شرح السنة(صحيح بشواهده)
اليـات في ضـروب الحـيـوانـا ت
• وعن أنس بن مالك رضي ال عنه قال كان أهل بيت من النصار لهم جمل
يسنون عليه وإنه استصعب عليهم فمنعهم ظهره وإن النصار جاؤوا إلى
رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالوا إنه كان لنا جمل نسني عليه وإنه
استصعب علينا ومنعنا ظهره وقد عطش الزرع والنخل فقال صلى ال عليه
وسلم لصحابه قوموا فقاموا فدخل الحائط والجمل في ناحيته فمشى النبي
صلى ال عليه وسلم نحوه فقالت النصار يا رسول ال قد صار مثل الكلب
نخاف عليك صولته قال ليس علي منه بأس فلما نظر الجمل إلى رسول ال
صلى ال عليه وسلم أقبل نحوه حتى خر ساجدا بين يديه فأخذ رسول ال
صلى ال عليه وسلم بناصيته أذل ما كانت قط حتى أدخله في العمل فقال له
أصحابه يا رسول ال هذا بهيمة ل يعقل يسجد لك ونحن نعقل فنحن أحق
أن نسجد لك قال ل يصلح لبشر أن يسجد لبشر ولو صلح لبشر أن يسجد
لبشر لمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها لو كان من قدمه إلى
مفرق رأسه قرحة تنبجس بالقيح والصديد ثم استقبلته فلحسته ما أدت حقه (
رواه أحمد والنسائي بإسناد جيد رواته ثقات مشهورون والبزار بنحوه)
• عن أبي جعفر عبد ال بن جعفر رضي ال عنهما قال :
أردفني رسول ال صلى ال عليه وسلم ذات يوم خلفه وأسر
إلي حديثا ل أحدث به أحدا من الناس وكان أحب ما استتر به
رسول ال صلى ال عليه وسلم لحاجته هدف أو حائش نخل .
يعني حائط نخل .رواه مسلم هكذا متصلا .وزاد فيه البرقاني
بإسناد مسلم -بعد قوله :حائش نخل -فدخل حائطا لرجل من
النصار فإذا فيه جمل فلما رأى رسول ال صلى ال عليه
وسلم جرجر وذرفت عيناه فأتاه النبي صلى ال عليه وسلم
فمسح سراته -أي سنامه -وذفراه فسكن فقال " :من كان
رب هذا الجمل لمن هذا الجمل ؟ فجاء فتى من النصار فقال
:هذا لي يا رسول ال قال " :أل تتقى ال في هذه البهيمة
التي ملكك ال إياها ؟ فإنه يشكو إلي أنك تجيعه وتدئبه
”(صحيح)
في إحياء الموتى و كلمهم
• قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقبل الهدية ول يأكل
الصدقة فأهدت له يهودية بخيبر شاة مصلية سمتها فأكل رسول
ال صلى ال عليه وسلم منها وأكل القوم فقال ارفعوا أيديكم فإنها
أخبرتني أنها مسمومة فمات بشر بن البراء بن معرور
النصاري فأرسل إلى اليهودية ما حملك على الذي صنعت قالت
إن كنت نبيا لم يضرك الذي صنعت وإن كنت ملكا أرحت الناس
منك فأمر بها رسول ال صلى ال عليه وسلم فقتلت ثم قال في
وجعه الذي مات فيه ما زلت أجد من الكلة التي أكلت بخيبر
فهذا أوان قطعت أبهري(حسن صحيح سنن أبي داود)
في إبراء المرضى وذوي العاهات
• عن عاصم بن عمر بن قتادة عن أبيه عن جده قتادة ابن النعمان أنه أصيبت
عينه يوم بدر فسالت حدقته على وجنته فأرادوا أن يقطعوها فسألوا النبي
صلى ال عليه وسلم فقال :ل فدعا به فغمز عينيه براحته فكان ل يدري
أي عينيه أصيبت(صحيح بتعدد طرقه )
• وعن البراء قال بعث النبي صلى ال عليه وسلم رهطا إلى أبي رافع فدخل
عليه عبد ال بن عتيك بيته ليل وهو نائم فقتله فقال عبد ال بن عتيك فوضعت
السيف في بطنه حتى أخذ في ظهره فعرفت أني قتلته فجعلت أفتح البواب
حتى أنتهيت إلى درجة فوضعت رجلي فوقعت في ليلة مقمرة فانكسرت ساقي
فعصبتها بعمامة فانطلقت إلى أصحابي فانتهيت إلى النبي صلى ال عليه
وسلم فحدثته فقال ابسط رجلك .فبسطت رجلي فمسحها فكأنما لم أشتكها قط .
رواه البخاري
• وعن سهل بن سعد أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال يوم خيبر
لعطين هذه الراية غدا رجل يفتح ال على يديه يحب ال ورسوله ويحبه
ال ورسوله .فلما أصبح الناس غدوا على رسول ال صلى ال عليه وسلم
كلهم يرجو أن يعطاها فقال أين علي بن أبي طالب ؟ فقالوا هو يا رسول
ال يشتكي عينيه .قال فأرسلوا إليه .فأتي به فبصق رسول ال صلى ال
عليه وسلم في عينيه فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال
علي يا رسول ال أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ فقال انفذ على رسلك حتى
تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى السلم وأخبرهم بما يجب عليهم من حق ال
فيه فوال لن يهدي ال بك رجل واحدا خير لك من أن يكون لك حمر
النعم .متفق عليه
• حدثنا أحمد بن أبي سريج الرازي أخبرنا مكي بن إبراهيم ثنا يزيد بن أبي
عبيد قال :رأيت أثر ضربة في ساق سلمة فقلت ما هذه قال أصابتني
يوم خيبر فقال الناس أصيب سلمة فأتى بي رسول ال صلى ال عليه
وسلم فنفث في ثلث نفثات فما اشتكيتها حتى الساعة ( قال الشيخ
اللباني :صحيح)
في إجابة دعائه
وإجابة دعوة النبي صلى ال عليه و سلم لجماعة بما دعا لهم وعليهم متواتر على الجملة ،
معلوم ضرورةً :
• وعن أم سليم أنها قالت يا رسول ال أنس خادمك ادع ال له قال اللهم أكثر ماله وولده
وبارك فيما أعطيته قال أنس فو ال إن مالي لكثير وإن ولدي وولد ولدي ليتعادون على
نحو المائة اليوم .متفق عليه
• ثنا الحسن بن علي ثنا جعفر بن عوف عن إسماعيل عن قيس عن سعدبن ابي وقاص
قال :قال رسول ال صلى ال عليه و سلم اللهم سدد رميته وأجب دعوته (ظلل الجنة)
فكان سعد رضي ال عنه كلما رمى عدوا أصابه ،ومتى دعا ال أجابه ،وكان الصحابة
-له (:اللهم سدد رميته ، رضي ال عنهم يرون أن ذلك بسبب دعوة الرسول
وأجب دعوته )
ويروى أنه سمع رجل يسب صحابة رسول ال :طلحة وعليا والزبير رضي ال عنهم ،
فنهاه فلم ينته ...فقال له (:إذن أدعو عليك ) فقال الرجل (:أراك تتهددني كأنك
نبي )..فانصرف سعد رضي ال عنه فأسبغ الوضوء وصلى ركعتين ،ثم رفع يديه
ودعا (:اللهم إن كنت تعلم أن هذا الرجل قد سب أقواما سبقت لهم منك الحسنى ،وأنه
قد أسخطك سبّه إياهم ،فاجعله آية وعبرة ) فلم يمض إل وقت قصير حتى ندّت ناقة ل
يردها راد ول يصدها صاد فخرجت من إحدى الدور ،وما أن دخلت في زحام الناس
• وعن أنس قال أصابت الناس سنة على عهد النبي صلى ال عليه وسلم
فبينا النبي صلى ال عليه وسلم يخطب في يوم جمعة قام أعرابي فقال يا
رسول ال هلك المال وجاع العيال فادع ال لنا فرفع يديه وما نرى في
السماء قزعة فوالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال
ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته صلى ال عليه
وسلم فمطرنا يومنا ذلك ومن الغد وبعد الغد والذي يليه حتى الجمعة
الخرى وقام ذلك العرابي أو قال غيره فقال يا رسول ال تهدم البناء
وغرق المال فادع ال لنا فرفع يديه فقال اللهم حوالينا ول علينا فما يشير
بيده إلى ناحية من السحاب إل انفرجت وصارت المدينة مثل الجوبة وسال
الوادي قناة شهرا ولم يجئ أحد من ناحية إل حدث بالجود
وفي رواية قال اللهم حوالينا ول علينا اللهم على الكام والظراب وبطون
الودية ومنابت الشجر .قال فأقلعت وخرجنا نمشي في الشمس ( .متفق
عليه)
• وعن ابن عباس قال إن النبي صلى ال عليه وسلم دخل الخلء فوضعت
له وضوءا فلما خرج قال من وضع هذا ؟ فأخبر فقال اللهم فقهه في
الدين (.متفق عليه) فسمي بعد ذلك الحبر وترجمان القرآن
• وعن أبي هريرة قال كنت أدعو أمي إلى السلم وهي مشركة فدعوتها
يوما فأسمعتني في رسول ال صلى ال عليه وسلم ما أكره فأتيت رسول
ال صلى ال عليه وسلم وأنا أبكي قلت يا رسول ال ادع ال أن يهدي أم
أبي هريرة فقال اللهم اهد أم أبي هريرة .فخرجت مستبشرا بدعوة النبي
صلى ال عليه وسلم فلما صرت إلى الباب فإذا هو مجاف فسمعت أمي
خشف قدمي فقالت مكانك يا أبا هريرة وسمعت خضخضة الماء قال
فاغتسلت فلبست درعها وعجلت عن خمارها ففتحت الباب ثم قالت يا أبا
هريرة أشهد أن ل إله إل ال وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فرجعت إلى
رسول ال صلى ال عليه وسلم وأنا أبكي من الفرح فحمد ال وأثنى عليه
وقال خيرا .رواه مسلم
ممن دعا عليهم رسول ال
• إن رسول ال صلى ال عليه وسلم لما رأى قريشا استعصوا عليه قال
اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف فأخذتهم سنة فحصت كل شيء حتى
أكلوا الجلود والميتة وقال أحدهما العظام قال وجعل يخرج من الرض
كهيئة الدخان فأتاه أبو سفيان قال إن قومك قد هلكوا فادع ال لهم قال فهذا
لقوله { يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم } قال
منصور هذا لقوله { ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون } فهل يكشف
عذاب الخرة قد مضى البطشة واللزام الدخان وقال أحدهما القمر وقال
الخر الروم قال أبو عيسى واللزام يعني يوم بدر قال وهذا حديث حسن
صحيح
• بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم عبد ال بن حذافة السهمي وهو أحد
الستة إلى كسرى يدعوه إلى السلم وكتب معه كتابا قال عبد ال فدفعت
إليه كتاب رسول ال صلى ال عليه وسلم فقريء عليه ثم أخذه فمزقه فلما
بلغ ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم قال اللهم مزق ملكه (الحديث)
(السلسلة الصحيحة) وأجابه ال تعالى دعاءه وتصديقه قوله في هلكه
وهلك جنوده وفتح كنوزه
• وعن سلمة بن الكوع أن رجل أكل عند رسول ال صلى ال عليه وسلم
بشماله فقال كل بيمينك قال لأستطيع .قال ل استطعت .ما منعه إل
الكبر قا ل فما رفعها إلى فيه .رواه مسلم
• وعن عبد ال بن مسعود قال بينما رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي
عند الكعبة وجمع قريش في مجالسهم إذ قال قائل أيكم يقوم إلى جزور
آل فلن فيعمد إلى فرثها ودمها وسلها ثم يمهله حتى إذا سجد وضعه
بين كتفيه وثبت النبي صلى ال عليه وسلم ساجدا فضحكوا حتى مال
بعضهم على بعض من الضحك فانطلق منطلق إلى فاطمة فأقبلت تسعى
وثبت النبي صلى ال عليه وسلم ساجدا حتى ألقته عنه وأقبلت عليهم
تسبهم فلما قضى رسول ال صلى ال عليه وسلم الصلة قال اللهم عليك
بقريش ثلثا وكان إذا دعا دعا ثلثا وإذا سأل سأل ثلثا اللهم عليك
بعمرو بن هشام وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأمية بن خلف وعقبة
بن أبي معيط وعمارة بن الوليد .قال عبد ال فو ال لقد رأيتهم صرعى
يوم بدر ثم سحبوا إلى القليب قليب بدر ثم قال رسول ال صلى ال عليه
وسلم :وأتبع أصحاب القليب لعنة .متفق عليه
ل تنسونا من صالح دعائكم و لنعمل معا على نشر سنته
صلى ال عليه و سلم و التعريف به و هذا جزء من
واجبنا في الدفاع عن أشرف الخلق صلى ال عليه و
سلم
خـــــــيرالدين
nilkheireddine@yahoo.fr