You are on page 1of 84

‫البداع في صنع القرارات و تحويلها لخطط تنفيذية‬

‫هدف البرنامج‪-:‬‬

‫* تنمية القدرات البداعية و البتكارية للمشاركين ومناقشة‬


‫العوامل المساعدة أو المعوقة للبتكار ومدى الستفادة من قدرات‬
‫فرق العمل البتكارية ‪.‬‬
‫المحتويات‪-:‬‬
‫‪.1‬أساليب توليد الفكار البداعية‪.‬‬
‫‪.2‬الساليب المختلفة لتحويل الفكار البداعية لخطط تنفيذية‪.‬‬
‫‪.3‬سمات الفكرة البداعية وكيفية تطويعها في الواقع العملي ‪.‬‬
‫‪.4‬المراحل التنفيذية للفكرة البداعية ‪.‬‬
‫‪.5‬ضمانات نجاح الفكرة البداعية في الواقع العملي‪.‬‬
‫‪.6‬أساليب تجزئة الفكرة البداعية على مراحل الخطة المختلفة‪.‬‬
‫‪.7‬أساليب متابعة الفكرة البداعية في كل مراحل الخطة‪.‬‬
‫‪.8‬المهارات اللزمة لتحويل الفكار البداعية لخطط تنفيذية‪.‬‬
‫‪.9‬مواصفات الخطة الناجحة‪.‬‬

‫البرنامج موجه إلى‬


‫شاغلي الوظائف الدارية العليا ومديري العموم في مختلف المنظمات‬
‫الصناعية و الخدمية‪.‬‬
‫أربعة أيام تدريبية‬ ‫مدة البرنامج ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‪-:‬‬

‫لقد تناول الباحثون منذ زمن بعيد موضوع التفكير البداعي ‪ ،‬وقاموا بدراسة‬
‫العقل النساني وطريقته في البداع‪ ،‬ولكن هذه المحاولت لم تكن تخرج عن‬
‫كونها نوع من الملحظات التي تتسم بالطابع التأملى الذي يلحظه الشخص عن‬
‫نفسه أو عن شخص آخر يقوم بعمل إبداعي‪ .‬كانت أول دراسة منهجية‬
‫لموضوع البتكار قد قام بها جالتون (‪ )1883‬إل أن التجاه العلمي لدراسة‬
‫البتكار لم يظهر و لم يتبلور إل في مطلع الخمسينات حيث اهتم بعض‬
‫السيكووجين اهتماما بالغا بالدراسات العلمية للقدرات البتكارية فاقتحموا‬
‫ميادينها في آفاق كثيرة متنوعة‪.‬‬

‫لقد ارتاد هذا الميدان نخبة من المتخصصين في الجامعات المختلفة ‪ ،‬ومراكز‬


‫البحوث العلمية في أنحاء العالم ‪.‬‬

‫كان السيكولوجيين يعتقدون أنه توجد فروق في النوع بين الشخاص‬


‫المبدعين والشخاص العاديين ‪ ،‬ولكن من الملحظ الن أن هذه النظرة‬
‫تغيرت ‪ ،‬إذ أن هناك شبه إجماع على أن كل الفراد لديهم إل حد ما كل‬
‫القدرات البداعية ولكن بدرجات متفاوتة ‪ ،‬فالفروق ليست فروقا في النوع بل‬
‫هي فروق في الدرجة‪ ،‬وكل ما في المر أن الفراد المبدعين يتميزون بأن‬
‫لديهم قدرات إبداعية أكثر مما لدى السواد العظم من الناس‪.‬‬

‫ورغم أن القناعة متوافرة عند العلماء بأن كل إنسان يستطيع أن يكون‬


‫مبدعا ‪ ،‬إل أن نسبة المبدعين في الناس ومن فجر التاريخ ل تتجاوز‬
‫اثنين في المليون‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫لقد حرصت كثير من الشركات والمؤسسات المرموقة اليوم على الهتمام‬
‫بالعملية البداعية وذلك حتى تضمن بقاءها واستمرارها‪.‬‬
‫لقد اختلف العلماء والمتخصصون في طبيعة العملية البداعية وهل تعتمد‬
‫على الخيال أم على العلم والمعرفة والجهد والمنطقـ‪ ،‬فيرى أديسون أن‬
‫البداع هو(‪ )%98‬جهد و(‪ )%2‬خيال‪ ،‬في حين يرى أينشتاين أن الخيال‬
‫أهم من المعرفة‪.‬‬

‫والحقيقة أن البداع يحتاج إلى قدر مقبول من كل المرين ‪ ،‬أى من‬


‫الخيال والجهد‪.‬‬

‫أساليب توليد الفكار البداعية‬

‫يحتاج النسان إلى توسيع آفاقه العقلية وذلك لزيادة قدرته ويقظته‬
‫وحماسه للحياة‪ ..‬ول تتعجب إذ قلنا أنك ستبدأ فى إنجاز ذلك العمل‬
‫الناضج جدا بالرجوع إلى فصول مرحلة الطفولة ‪ ..‬نعم ‪ ..‬هذا الفضول‬
‫الذي يجعلك تقوم بتوجيه السئلة باستمرار كما كنت تفعل في طفولتك‪..‬‬
‫ول تتعجب أيضا إذا قلنا أن هذه الستفسارات هي الطريق إلى تنمية‬
‫قدراتك العقلية ‪ ،‬ويمكن أن تضع بها نفسك في مصاف العلماء‬
‫والمكتشفين والمخترعين‪ ..‬وتستطيع بها فهم العالم الذي تعيش فيه ‪..‬‬
‫وهذا هو الهدف الرئيسي من أي عملية تعليمية‪..‬‬
‫اطلع دائما على الموسوعات – فهي التي تجيبك دائما على الستفسارات‬
‫التي تقفز إلى عقلك‪ ...‬والموسوعات أصبحت الن تصدر في طبعات‬
‫متخصصة في مجالت المعرفة كافة ‪ ،‬ومعظمها يتناول موضوعات تهم‬
‫الناس عامة من جميع العمار‪ ،‬ومن جميع مستويات الثقافة‪ ،‬وهى مرتبة‬
‫ومصنفة تصنيفا يسهل البحث فيه والرجوع إليه‪ ...‬وتتناول المعلومات‬
‫‪3‬‬
‫بغزارة كافية لشباع فضول الباحثين والمستفسرين‪ ..‬وغالبا ما تأتى هذه‬
‫المعلومات مجردة وبعيدة عن ميول المؤلفين وآرائهم في كتبهم الخاصة‪.‬‬
‫حاول أن تتردد على المكتبة العامة وتستخدم إمكاناتها‪ ،‬فإن القائمين على‬
‫أمر هذه المكتبات يقدمون مساعداتهم ومعلوماتهم ووقتهم ومهاراتهم للذين‬
‫يرغبون في الطلع ‪ ..‬وهم يمنحونك تسهيلت غير عادية لمعرفة‬
‫المعلومة التي تريدها ويحرصون على تزويدك بها‪..‬‬

‫وقد تسهل المكتبة عليك حضور الندوات والمحاضرات والمعارض فى‬


‫مختلف المجالت ضمن البرنامج الثقافي الذي تنظمه وتقوم على تنفيذه‪،‬‬
‫ويمكن أن تتضمن هذه البرامج نشاطات اجتماعية لم تكن على علم بها‬
‫رغم أنها تؤدى في مجتمعك القريب منك كل هذا يجعل آفاقك العقلية‬
‫أكثر اتساعا‪..‬‬

‫‪ -‬أطلق العنان لعبقرية عقلك البداعية‪-:‬‬


‫ليس البداع خليقا برجال الفن وحسب‪ ،‬إنما هو قوة الدفع الهائلة إلى‬
‫النجاح في كل المجالت ‪ ،‬فالشخاص الذين في مقدورهم على الدوام‬
‫الظهور بأفكار وحلول عبقرية ‪ ،‬هم الذين يحوزون السبق في معترك‬
‫حياتهم الوظيفية ‪ ،‬والذين ينشئون مؤسسات أعمال تدر ربحا هائل ‪،‬‬
‫والذين يستقطبون أذكى الناس وأعلهم شأنا كأصدقاء ورفقاء ويحيون‬
‫الحياة الهانئة بأقل نصيب من المشاكل‪.‬‬

‫والبداع صفة نملكها جميعا ‪ ،‬إل أنه لسوء الحظ لم يتعلم معظم‬
‫الشخاص كيف يستفيدون منها بشكل منتظم‪ ،‬ولسباب مختلفة ‪ ،‬يظل‬
‫الجزء العظم من عبقريتهم البداعية منغلقا في أغوار عقولهم البعيدة‬
‫بحيث يحرمون منه‪ ،‬ول ينتفعون به في حياتهم اليومية ‪ ،‬ونحن هنا‬
‫‪4‬‬
‫نكشف لك كيف تفتح أبوابه المنغلقة فتنطلق كامل قدراتك العقلية ‪،‬‬
‫وتستفيد منها في الحلول البداعية للمشكلت وفى سائر النجازات‪.‬‬

‫البداع كيف تجعله مفيدا‪-:‬‬


‫‪".1‬يا للغرابة ! كيف خطرت بباله هذه الفكرة" أليس هذا التساؤل ما‬
‫تردده كثيرا عندما يأتيك أحدهم بحل غير معتاد إطلقا لمشكلة ما ؟‬
‫حين ل يبدو أن هناك حل للمشكلة باتباع الطريقة المألوفة ‪ ،‬ل‬
‫يتردد الشخاص المبدعون فى معالجة المور بطريقة جديدة كليا‪.‬‬

‫وهناك استخدامين رئيسين للبداع‪:‬‬


‫‪.1‬إيجاد حلول غير عادية للمشكلت الصعبة‪.‬‬
‫‪.2‬ميلد مفاهيم جديدة ‪.‬‬

‫ورفع الكفاءة العقلية تمكن أي إنسان من أن يتفوق في كل النوعين من‬


‫البداع‪ ،‬ولكن قبلما أظهر الكيفية ‪ ،‬ل بد لنا من مناقشة مطلبين‪.‬‬

‫أعد عدتك للبداع‪:‬‬


‫الثقة واحدة من المكونات الساسية للبداع ‪ ،‬فحين تعلم أن هنالك سبيل‬
‫إلى حل مشكلة ( حتى لو لم تعرف ؟ بعد ما هو هذا السبيل) يصبح فيك‬
‫الحافز الذي تحفز فيه طريقك من أجل الحل‪ ،‬والشخاص الذين يأتون‬
‫بفكرة إبداعية تلو الفكرة ليسوا أكثر إبداعا منا‪ ،‬بل فقط أكثر ثقة‪.‬‬
‫فكيف تبنى نفس النوع من الثقة؟ بأن تعرف ما يعرفون‪:‬‬
‫" لكل مشكلة حل ‪ ،‬وهنالك فكرة تسد كل حاجة"‪.‬‬
‫وتأكد التجارب صحة هذه العبارة وهنا ستتعلم كيف تبدأ في استخدام‬
‫إبداعك في مواقف لم تبذل أبدا فيها المحاولة من قبل وستثبت لنفسك أنه‬

‫‪5‬‬
‫يوجد فعل حل لكل مشكلة ‪ ،‬وفكرة تلبى كل حاجة‪ ،‬وستكتشف أيضا‬
‫سهولة العثور عليها‪.‬‬
‫فالثقة إذن أولى متطلبات البداع ‪ ،‬وربما تدهش أن ثانيها الستقلل‬
‫ويقول "اليكساندر جراهام بل"‪:‬‬
‫"ل تحصر نفسك إلى البد في الطريق العام‪ ،‬تذهب فقط إلى حيث ذهب‬
‫الخرون ‪ ،‬اترك الدرب المطروق من وقت لخر وغض فى الدغال ‪،‬‬
‫وتأكد أنك لبد واجد مال رأت عيناك من قبل‪ ،‬والكتشاف يتلو الكتشاف‬
‫‪ ،‬وقبل أن تشعر ستجد أمامك ما يستحق إعمال الفكر فيه‪ ،‬فكل‬
‫الكتشافات الكبرى نتاج الفكر بحق"‪.‬‬
‫والمفكر المستقل ل يحده سبيل في فعل الشياء ‪ ،‬ول تثنيه القواعد التي‬
‫تقصيه عن فعل ما يريد ‪ ،‬ومهما قال الخبراء المجربون فإنه يعلم أن‬
‫هناك حل لكل مشكلة ‪ ،‬فكرة لكل حاجة ‪ ،‬ول يعتريه وجل عن التفكير‬
‫في المكانيات غير العادية‪.‬‬

‫حل المشكلة بالعبقرية البداعية‪-:‬‬

‫وإليك السبيل إلى تنشيط عبقريتك البداعية فى حل أعقد المشكلت التي‬


‫عليك أن تجابهها في حياتك‪ ،‬وأبدأ بتعلم الحقيقة التالية‪:‬‬
‫عندما يتعذر الحل بالطريقة التقليدية ‪ ،‬فاعلم أن ذلك عادة ما يكون بسبب‬
‫حلقة مفقودة ‪.‬‬
‫وعلى هذا ‪ ،‬فأول خطوة في سبيل العثور على حل عبقري لمشكلة‬
‫مستعصية هي أن تحدد طبيعة الحلقة المفقودة ‪ ،‬وهدفك هو أن تكتشف‬
‫العنصر الذي لو توفر لسهل الحل‪ ،‬ول تقلق في البداية من استطاعتك أو‬

‫‪6‬‬
‫عدم استطاعتك العثور على ذلك العنصر ( أو تلك الحلقة) فكر جيدا في‬
‫تحديده فحسب‪.‬‬
‫وقد يبدو الحل أحيانا واضحا ‪،‬إل أنه في مواقف أخرى قد يحتاج إلى‬
‫بعض الجهد في إعمال الفكر‪ ،‬وهذا شئ مفيد لنه سيجعل عصارتك‬
‫البداعية تتدفق ‪ ،‬وفى اتجاهات لم تكن تخطر على بالك‪.‬‬

‫كيف تستخدم أسلوب الحلقة المفقودة‪:‬‬


‫وإليك خطوتين لستخدام "أسلوب الحلقة المفقودة " في العثور على الحل‬
‫للمشكلت المستعصية‪:‬‬
‫‪.1‬تعرف على الحلقة المفقودة بين المشكلة وحلها‪ ،‬وأسأل نفسك ما‬
‫العنصر الذي يؤدى وجوده إلى القضاء على المشكلة؟ وفى هذه‬
‫المرحلة ل تهتم بالتفاصيل‪ ،‬بل فكر في هذا العنصر بشكل عام‬
‫‪.‬‬
‫‪.2‬كن على استعداد أن تكون مستقل الفكر‪ ،‬فمهما بدا لك من جنون‬
‫الفكار بادئ ذي بدء فكر مليا في جميع احتمالت العثور على‬
‫الحلقة المفقودة ‪ ،‬وقد يحتاج المر منك أن تدون منها ما يخطر‬
‫على بالك‪ ،‬ول تسرع في إلغاء أي احتمال ‪ ،‬بل فكر جيدا في‬
‫سبيل تنفيذه‪ ،‬وستتوصل إلى حلول لم تكن لتخطر على بالك أبدا‬
‫بغير هذا‪ ،‬ولك بعد ذلك أن تنتقى ما يهيئ لك أكبر فائدة‪.‬‬
‫‪.3‬ويعد " أسلوب الحلقة المفقودة" أداة هامة من أدوات عتادك في‬
‫"رفع الكفاءة العقلية" ول يغرنك شدة بساطتها ‪ ،‬فإنها أداة مدهشة‬
‫شديدة الفاعلية لستخراج واستغلل أقصى طاقتك البداعية التي‬
‫أودعتها الطبيعة فيك‪ ،‬وهى نموذج فكرى عالي الكفاءة البداعية‬
‫يمكنك من تصور حلول مبتكرة لكل أنواع المشكلت‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪.4‬جرب هذه الطريقة في المرة القادمة إذا أعيتك الحيلة ‪ ،‬فأبدأ بتجديد‬
‫الحلقة المفقودة بين المشكلة وحلها ‪ ،‬ثم أبدأ في تعداد المكانات‬
‫المتنوعة التي توفرها هذه الحلقة المفقودة ‪.‬‬

‫كيف تتوصل إلى أفكار جديدة إبداعية ‪-:‬‬

‫لقد تناولنا حتى الن استخدام العبقرية البداعية في حل المشكلت فما‬


‫رأيك في استخدامها – فضل عن حل المشكلت – لبتكار الفكار التي‬
‫ستوفر لك فرصا جديدة مثيرة؟‬
‫أنى أعلم يقينا أنك تدرك مثلى أن كثيرا من أنفع الكتشافات في العالم‬
‫تمت بمحض الصدفة ‪ ،‬فقد أصابت تفاحة رأس " اسحق نيوتن" فأدى هذا‬
‫إلى اكتشافه قانون الجاذبية‪ ،‬وكثير من المخترعين لم يشرعوا في‬
‫إنجازات اختراعاتهم المشهورة ‪ ،‬بل كانوا منكبين في مشروعات أخرى‬
‫عندما اعترضت طريقهم واقعة دفعتهم إلى تغيير مجرى بحوثهم‪ ،‬إلى أن‬
‫طلعوا علينا بما يختلف اختلفا بينا عما كانوا يتخيلون ‪ ،‬وبما يفوق أهمية‬
‫ما كانوا يبحثون بصدده ‪.‬‬
‫ومن الطبيعي تماما أن يتم ظهور الكتشافات والختراعات بهذه الوسيلة‪،‬‬
‫والفكرة تقود إلى الخرى ثم تسقط الفكرة الصلية بينما تكتسب الفكرة‬
‫الحديثة المطروحة مكانة أهم بكثير مما كان في الحسبان ‪.‬‬
‫وهذا ما يصل بنا إلى بيت القصيد ‪ ،‬فالفكار الجديدة ليست إطلقا‬
‫الفكار الصلية التي بدء الهتمام بها‪ ،‬بل هي مجموعة مؤتلفة مع‬
‫الفكار الخرى وأخذت منها ‪ .‬فلماذا الجهد والعرق المبذولن لبتداع‬
‫الفكار الجديدة ‪ ،‬بينما الفكرة نفسها التي تلزمك موجودة بالفعل على‬
‫هيئة مختلفة بعض الشيء؟ فكر فقط في المكانات! لم تعد هناك الحاجة‬
‫إلى "اللهام " كي يأتيك بالفكار المبتدعة ‪،‬وبدل من ذلك يمكنك أن تأخذ‬
‫‪8‬‬
‫الفكار المجربة والمثبتة‪ ،‬تؤلف منها أو تأخذ عنها ما يلزم للوفاء‬
‫باحتياجاتك‪.‬‬

‫لماذا ينبغي لك أن تكون مقلدا مبدعا‪:‬‬

‫معظم رجال العمال ‪ ،‬والعلماء والفنانين الذين يأتون بما هم أهل له من‬
‫ألمع الفكار‪ -‬هم في واقع المر من أسميهم" المقلدون المبدعون" فهم‬
‫يتناولون منتجات أجريت عليها العديد من الختبارات ‪ ،‬وصيغ رياضية‪،‬‬
‫ونظم ‪ ،‬ويطوعونها لما يريدونه لهم هم‪.‬‬

‫الفضول‪ :‬أكبر ميزة إبداعية وأعظمها قدرا‪:‬‬

‫نصف المخ اليمن هو موقع تفكيرنا البداعي ‪ ،‬والولوج إلى النصف‬


‫اليمن أيسر منال للطفال منه للكبار البالغين‪ ،‬وهذا هو السبب في أن‬
‫الطفال يبدون أعظم الفكار إبداعا ‪ ،‬ول يعوق مخيلتهم النصف الخر‬
‫من المخ‪ ،‬والذي يملك ويختزن المنطق وقوة التحليل‪.‬‬
‫وكلما أقترب النسان من دور البلوغ في حياته كلما ساد الشطر اليسر‬
‫من المخ ‪ ،‬وبمجرد أن يقفز شئ إبداعي من الشطر اليمن يحذر وينذر‬
‫الشطر اليسر بأن ذلك الشيء هراء ل معنى له ‪ ،‬ول يمكن أداؤه ‪ ،‬لنه‬
‫مخالف للقواعد والقوانين‪ ،‬أو لنه سيجعل الخرين يسخرون منا‪.‬‬
‫ولحسن الحظ ‪ ،‬ليس كل البالغين فاقدي القدرة على الستفادة من الشطر‬
‫اليمن للمخ‪ ،‬ومثل هؤلء استمروا قادرين على الحتفاظ بصفات الطفولة‬
‫الفضولية ‪ ،‬وبالرغم من مقولة ‪ :‬إن الفضول أودى بحياة القطة‪ ،‬إل أن‬
‫الفضول نبع الحياة المتدفق " للمقلدين البداعيين"‪.‬‬
‫وأيضا من المؤكد أن بعض البالغين الذين فقدوا تلك الصفة استطاعوا أن‬
‫" رفع الكفاءة العقلية"‬ ‫يستردوها ‪ ،‬لقد فعلوا ذلك بتطبيق نفس عناصر‬
‫‪9‬‬
‫التي في الطريق إليك كي تتعلمها ‪ ،‬فالجانب اليمن من مخك ليس‬
‫بأصغر مما كان ورفع" الكفاءة العقلية" هو الدليل بالفعل على أنه ليس‬
‫أضعف مما كان‪ ،‬فكل ما تحتاج إليه إعادة برمجة نفسك حتى تستخدمه‪.‬‬

‫كيف تبرمج نفسك على البداع‪:‬‬

‫إليك برنامجا يتألف من خمس خطوات ستفتح لك قنوات التصال‬


‫بالجانب البداعي في عقلك‪ ،‬فأدخل هذه الخطوات في مجريات حياتك‬
‫اليومية تجد نفسك مزودا بأفكار مبتكرة لم تكن لتخطر لك على بال من‬
‫قبل ومثل تلك الفكار يمكن أن تؤدى إلى دفعة كبيرة في حياتك وعملك‬
‫ونجاحك في متابعة اهتماماتك في وقت الفراغ‪.‬‬
‫‪.1‬جرب طرقا مختلفا لداء كثير مما تفعله‪ ،‬والهدف هنا ليس‬
‫بالضرورة اكتشاف أفضل الطرق‪ ،‬بل إعادة بناء مرونتك‬
‫الذهنية‪ ،‬وهى استعدادك وقدرتك على أن تنظر إلى المور من‬
‫زوايا مختلفة ‪0‬‬
‫‪.2‬أعط الفكار الجديدة فرصة كي تعيش‪ ،‬فمعظم الناس يسخرون‬
‫من الفكار نصف الناضجة ‪ ،‬غير متحققين من أن كل الفكار‬
‫كانت في البداية نصف ناضجة وبشيء من التهذيب قد تتحول‬
‫الفكرة إلى جوهرة نفيسة حتى وإن بدت جنونا مطبقا أول المر‪،‬‬
‫في رفض أفكار شخص آخر – يستحيل تحقيقها أسرع من‬
‫رفضك لفكارك الخاصة‪ ،‬ففي أية من الحالتين فإن الجهد‬
‫البداعي الذي تحتاجه في دراسة وتطوير الفكرة عمل عظيم في‬
‫حد ذاته ويفيدك كثيرا حتى لو طرحت جانبا الفكرة من أساسها‬
‫في النهاية ‪ ،‬ستجنى مع ذلك ثمرات مجهودات التمارين العقلية‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪.3‬نم من قدرتك على أن تكون" مقلدا مبدعا" فكما لحظنا أن كل‬
‫الفكار الجديدة في الواقع تآلف أو اقتباس لفكار موجودة بالفعل‪،‬‬
‫وهناك سبيل لكي تهئ ذهنك لكي يطلع بهذا التآلف أو القتباس‪،‬‬
‫ويكلفك ذلك بعض المران‪ ،‬ولكنها متعة وتأتى بأكلها ثمارا يانعة‬
‫‪ .‬اقض ‪ 10‬دقائق يوميا تفكر في كيف يتشابه منتجان غير‬
‫مرتبطين أحدهما بالخر أو نظامان أو موقفان ‪ ،‬وهذا في حد‬
‫ذاته ل يحتمل أن يولد أفكارا لمعة من أجلك ولكنت فائدته‬
‫ستكون كالتالي ‪ :‬سيدرب التمرين عقلك على التفكير في العلقات‬
‫والتشابهات ‪ ،‬حتى إن لم تقم فعل بأداء هذه اللعبة الصغيرة‪ ،‬ومن‬
‫هنا تنتج أفضل أفكارك‪.‬‬
‫‪.4‬خصص بعض الوقت لبداعاتك ‪ ،‬فإنها تساعدك على استمرارية‬
‫حضور خيالك الخصب وكذلك الستعداد للقيام بأي فعل في أي‬
‫وقت فالخاصية البداعية ل يجب أن تبذل في طول الوقت وبدون‬
‫أي استمتاع‪ ،‬بل يجب أن تتغلغل في كل جزء من حياتك ‪ ،‬وإذا‬
‫اكتشفت طرقا مختلفة ممتعة للمحافظة على قوتها فخير وبركة‬
‫بالضبط كالعضلت التي تنميها في ألعاب الجمباز فتعاونك في‬
‫ممارسة لعبة الملكمة‪ ،‬فالعضلت البداعية التي تنميها وقت‬
‫فراغك ستعاونك على النجاح في عملك‪.‬‬
‫‪.5‬كن فضوليا ول تقنع أبدا بالحقائق المجردة ‪ ،‬وتعلم كيف تعلل‬
‫وتحلل كذلك‪ ،‬ونم عادة السئلة – مع نفسك ومع الخرين على‬
‫حد سواء حتى ولو كان الموضوع ل يهمك بطريقة مباشرة ‪،‬‬
‫وليست العبرة هنا في المعرفة التي تكتسبها ‪ ،‬بل في تقوية نزعة‬

‫‪11‬‬
‫الفضول لديك‪ ،‬لقد ذبلت هذه النزعة لدى البالغين ‪ ،‬ألم يحن‬
‫الوقت لعادة بناءها؟‬

‫‪.6‬التحدي العكسي‪:‬‬
‫‪.7‬إن إحدى الوسائل الفعالة لكي تستحث قدرتك البداعية هي أن‬
‫تكتشف حل ثم تخرج منه باحثا عن مشكلة يلئمها هذا الحل‪،‬‬
‫هل التبس المر عليك ؟ إذن تابع القراءة‪.‬‬
‫‪.8‬كما رأيت فيما سبق فإن كثيرا يأتى البداع من النظر إلى المور‬
‫من زاوية مختلفة ‪.‬‬
‫‪.9‬وقد يكون من نصيبك المكافآت إذا جعلت من فحص المواقف‬
‫غير العادية أو غير المتوقعة عادة لديك ‪ ،‬فاستثمر كل ذلك‬
‫الفضول الذي أعاد الحياة فيك وأسأل نفسك إذ ما كان ذلك‬
‫الموقف بالفعل حل فقط ينتظر المشكلة وإذا لم يكن هناك شئ‬
‫آخر فستحوز السبق من قبل أي شخص آخر ‪ ،‬وهذا يعنى أن‬
‫البداع هو كل الصل في كل أمر يكلله النجاح‪.‬‬

‫عقلك الباطن دفء من الفكار والحلول‪:‬‬


‫أشرنا مرات عديدة إلى أن هناك حل لكل مشكلة‪ ،‬وفكرة تلبى كل‬
‫احتياج‪ ،‬والحتمال القائم كبير بأن ما أنجز تلك الحلول والفكار موجود‬
‫ومخزون في عقلك‪.‬‬
‫والرقام تؤيد مقولتي ‪ ،‬فالعلماء يقدرون – أثناء فترة حياة النسان‬
‫المعتادة‪ -‬أن ما يرسل إلى العقل البشرى من البيانات يبلغ خمسة عشر‬
‫‪12‬‬
‫تريليون خلية بيانية‪ ،‬وكل ما اختبرته مسجل في تلك الخليا ‪ ،‬فإذ ما‬
‫كانت هناك تريليونات من البيانات الموجودة في العقل‪ ،‬فاذكر فقط كم‬
‫يمكن أن تشكل منها كميات ل حصر لها بالتآلف المتنوع من المعلومات‪،‬‬
‫وبكل تلك القدرة تفيدك الجابة التي تحتاجها‪.‬‬
‫وهذا هو الجزء السار في الخبر‪ ،‬أما الجزء السيئ فيه هو أن ‪ ٪9‬من تلك‬
‫المعلومات مدفونة في عقلك الباطن وليس هناك من وسيلة سهلة لتخرجها‬
‫بإرادتك إلى حيز الوجود والرحب وإنما تخرج من تلقاء نفسها إن أرادت‬
‫ول سلطان لك عليها من عقلك الواعي إذا رغبت فيها‪ ،‬ول يمكنك أن‬
‫تأمر عقلك الباطن بإطلق البيانات الدقيقة التي تحتاجها وقتما تشاء فلن‬
‫تنجح معه بهذا السلوب فهو في حاجة إلى الوقت للتمحيص والفرز‬
‫وإعادة التنظيم‪ ،‬ثم تأتيك الجابة في وقت ل تتوقعها منه‪.‬‬

‫وإليك طريقة عمله والسبب فيها‪:‬‬

‫•أثناء مجاهدتك وكفاحك الواعي لتبدع فكرا أو تفوز بحل يعلم‬


‫عقلك الباطن أيضا بما تنشده‪.‬‬
‫•ل يستقر عقلك الباطن أبدا ‪ ،‬ول يتوقف عن العمل على فرز‬
‫واختيار وترتيب تريليونات من وحدات البيانات الصغيرة التي‬
‫يحتويها‪.‬‬
‫•ربما بعد دقائق أو ساعات أو حتى أيام من توقفك عن التفكير‬
‫مليا في مشكلة معينه‪ ،‬إذا بالحل يومض بغتة في ذهنك الواعي‪،‬‬
‫فقد تخطر على بالك فجأة فكرة أو إجابة على مشكلة صعبة ‪،‬‬
‫تأتيك وذهنك في شغل شاغل‪ ،‬ويفكر في أمر آخر‪.‬‬

‫والشخص الذي كان أول من قال ‪ ":‬نم على الموضوع‪ -‬شخص حكيم‬
‫بالفعل‪ ،‬فأهم الفكار والختراعات نبتت خلل فترة من النوم أو في‬
‫‪13‬‬
‫أعقابها‪ ،‬وهى أهم من تلك التي تمت أثناء اليقظة والوعى ‪ ،‬بل إني على‬
‫يقين من أنها جاءت جميعا من العقل الباطن ‪ .‬ولكن ليس بإمكان العقل‬
‫الباطن إل فرز واستخراج المعلومات التي اكتسبها بالفعل بتعاقب السنين‬
‫ثم إبلغك بهذه المعلومات عند الحاجة ‪.‬‬
‫وهذا هو السبب في أن الشخاص المبدعين يعتمدون على عقلهم الباطن‬
‫ليس كدعامة وسند أساسي وإنما كأداة تعاونهم بالفعل على التخزين في‬
‫عقولهم لمعظم ألوان المعرفة وآفاق البداع التي يلمون بها ‪ ،‬ويستفيد‬
‫أقصى الستفادة كل من يألفون إنجازات العقل الباطن وكل من يعلمون‬
‫من خلل تجاربهم الطويلة أن في وسعهم العتماد عليه‪.‬‬
‫وكما رأيت فالطريقة العادية هي أن تعد عقلك الباطن للنطلق بمراجعة‬
‫الحقائق المناسبة وبتأمل الحلول الممكنة ثم – إن كانت الفكار ل تزال‬
‫ناقصة‪ -‬يترك الموضوع مع العلم بأن المعلومات المرغوب فيها ستأتى‬
‫في الطريق ففي لحظة معينه – على الرجح عندما تكون خالي البال إلى‬
‫حد ما – سيفاجئك وصول الجابة وتبدو كما لو كانت" هبطت عليك من‬
‫السماء"‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الساليب المختلفة لتحويل الفكار البداعية لخطط تنفيذية‪.‬‬

‫‪.1‬الطريقة السهلة‪:‬‬

‫عندما تتوافر لديك مجموعة كبيرة من الحلول الممكنة‪ ،‬ولنقل مثل أهم‬
‫عشرة حلول‪ ،‬قم ببساطة بترتيب الحلول من(‪ )10:1‬حيث يمثل الرقم (‪)1‬‬
‫الفكرة صاحبة أكثر المميزات‪ .‬أما الباقي فيوضع في ترتيب تنازلي‬
‫حسب ميزة كل فكرة‪ .‬وهذه الطريقة البسيطة تسمح للفكار القوية أن‬
‫تظهر‪ .‬أثناء عملية اختيار الفكار الكثر قيمة‪ ،‬عليك أن تشعر بحرية‬
‫تعديل هذه الفكار بأي طريقة تساعد على فهمك لها‪ .‬ومن الممكن أن‬
‫تظهر أفكار عميقة هنا أو هناك خلل بحثك عن الحل‪ ،‬فل تتجاهلها‪.‬‬

‫‪.2‬القاعدة الكثر تعقيدا – قاعدة "بن فرانكلين"‬

‫لكي نحلل المزايا التي تحملها الفكرة ‪ ،‬علينا أن نقوم – كما كان يقوم "بن‬
‫فرانكلين" – بإحضار ورقة بيضاء ورسم خط في المنتصف ‪ ،‬وفى يسار‬
‫الورقة نضع علمة (‪ )+‬وفى اليمين نضع علمة (‪ )-‬ونقوم في‬
‫الجزء(‪ )+‬بوضع قائمة من المميزات التي تحملها الفكرة ثم بعد ذلك ننتقل‬
‫إلى الجزء(‪ )-‬السلبي ونضع قائمة العيوب التي تحتوى عليها الفكرة‪.‬‬
‫وطالما أن كل هذه الحكام قد اجتمعت أمام أعيينا‪ ،‬فإننا نستطيع أن نكون‬
‫حكما عاما بخصوص جدوى الفكرة‪.‬‬
‫إن استخدام هذه الطريقة في مقارنة فكرة بأفكار أخرى سيكون مفيدا في‬
‫إصدار حكم كمي على جميع المزايا التي تتمتع بها الفكرة ‪ .‬ومرة أخرى‬
‫نقول استخدام المقياس(‪ )10:1‬حيث يمثل الرقم(‪ )10‬الشيء الرديء ‪ .‬إن‬
‫‪15‬‬
‫التحليل بطريقة (‪ )-(،)+‬يمكن أن يلخص كله في رقم معين عندما نقوم‬
‫بالتحليل السلبي أو اليجابي لكل فكرة ثم نقوم بتلخيصه في شكل حكم‬
‫كمي فسوف يسهل ذلك تحديد أي الفكار يحمل أكثر المميزات‪.‬‬
‫إن ميزة هذه القاعدة هى أن كل أنواع المقاييس المختلفة يمكن استيعابها‬
‫ويظل التحليل من الممكن تلخيصه عن طريق الحكم الكمي‪.‬‬

‫‪.1‬قاعدة أكثر تعقيد وتغيرا‪-:‬‬


‫هذه الطريقة بالرغم من أنها تبدو معقدة إل أنها يمكنها التعامل مع‬
‫العديد والعديد من الفكار بأسلوب منظم وبسيط‪.‬‬

‫‪.1‬المعايير‪:‬‬
‫قبل كل شئ نحن بحاجة إلى تحديد أي المعايير نستخدمها لنقيس قيمة‬
‫الفكرة‪ .‬هناك ستة معايير لها صلة بذلك‪:‬‬

‫‪-1‬الوقت‪ :‬طالما أن الوقت هو المال فالوقت يشير إلى ما‬


‫إذا كان تطبيق الفكرة سيستغرق قدرا طويل من الوقت‬
‫أم قدرا قصيرا ‪ .‬فكلما كانت الفكرة أسرع في تطبيقها‬
‫كانت أفضل‪.‬‬
‫‪-2‬المخاطرة‪ :‬كل اتجاه جدد يحتوى على احتمال للفشل‪.‬‬
‫عند التفكير في عامل المخاطرة فكر في تكلفة الفشل‬
‫إذا سارت المور في التجاه الخطأ‪ .‬إن الفكرة التي‬
‫تكلف أقل عند فشلها هي الفكرة الفضل‪.‬‬
‫‪-3‬الفعالية‪ :‬هل تؤدى الفكرة دورها وتحقق الهدف؟‬
‫الفكرة التي تسمح لك بتحقيق النتائج المرجوة بسهولة‬
‫أكبر هي الفكرة الفضل في كفاءتها‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫‪-4‬الستثمار‪ :‬ترى أي نوع من اللتزامات المالية تتطلبها‬
‫الفكرة ؟ وما هو العائد المنتظر على الستثمار؟ عندما‬
‫يكون الستثمار أقل والعائد أكبر ‪ ،‬يكون ذلك هو‬
‫الفضل‪.‬‬
‫‪-5‬سهولة التنفيذ‪ :‬هناك بعض الشياء تكون بسيطة‬
‫وسهلة في تنفيذها وهناك أشياء أخرى تتطلب عديدا‬
‫من الخطوات وتضافر أشياء أخرى معها وأدوات‬
‫وخدمات منها المعقد والبسيط‪ .‬إن الفكرة السهل في‬
‫تنفيذها هي الفكرة الفضل‪.‬‬
‫‪-6‬عامل الشعور‪ :‬هذا هو العامل أو المعيار الذي‬
‫يستعصي على القياس‪ ،‬لنه يشير إلى الحدس وإلى‬
‫الشعور القوي بأن هذه الفكرة صحيحة وغالبا ما يكون‬
‫ذلك من غير دليل‪ ،‬فكلما ازددت اقتناعا بصحة شئ ما‬
‫عن طريق الحدس ‪ ،‬ولم يظهر شئ أساسي يثبت‬
‫بطلنه‪ ،‬كنت مهيئا أكثر لسماع صوت ينبع من‬
‫داخلك يقول "اتجه ناحيته"‪ .‬وعندما يحدث ذلك‪ ،‬اتخذه‬
‫كإشارة مفضلة‪.‬‬
‫عليك أن تفهم أن هذه ليست تخمينات غير مترابطة عن شئ ليس له‬
‫أساس‪ .‬إن تمرين الحدس يشبه كثيرا مغامرة محسوبة‪ .‬هذا يعنى أن‬
‫لديك بعض الحقائق‪ ،‬ولديك فكرة عن المشكلة ولديك بدائل لهذه‬
‫الفكار‪ .‬ومن هنا فليس هناك ما يدل على الجبار عندما تتصرف‬
‫بهذه الطريقة‪ .‬ولمواجهة هذا المستوى من انعدام اليقين وحتى نعرف‬
‫أن أثره يمكن أن يكون مدمرا وليس فعال ‪ ،‬فمن الحكمة أن نستمع‬

‫‪17‬‬
‫إلى صوتنا الداخلي‪ .‬إن أفضل وقت للستماع لهذا الصوت الداخلي‬
‫هو وقت السترخاء العميق‪.‬‬

‫ب‪ -‬التنفيذ‪:‬‬
‫طالما تمكنت من توليد الحلول الممكنة للمشكلة ‪ ،‬واخترت ما يناسبك‬
‫منها ‪ ،‬فإن الخطوة التالية هي أن تجعل الفكرة قابلة للتنفيذ – أي أن تفعل‬
‫شيئا تجاهها ‪ .‬ويشمل ذلك تحديد إطار زمني للتنفيذ وتقدير التكلفة‬
‫والموارد اللزمة‪ ،‬ثم تحديد خطوات للتنفيذ وتقدير التكلفة والموارد‬
‫اللزمة ‪ ،‬ثم تحديد خطوات التنفيذ الفعلي للفكرة‪.‬‬
‫وإذا تكشفت لك بعض الخطاء أو جوانب القصور فى التنفيذ‪ ،‬فليكن‬
‫ذلك درسا لك تستفيد منه فى المستقبل ‪ .‬وليكن شعارك فى ذلك القاعدة‬
‫التالية ‪ ":‬عمل‪ ،‬تغذية راجعة‪ ،‬تقويم وتصحيح‪ ،‬ثم عمل‪....... ،‬‬
‫وهكذا"‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫سمات الفكرة البداعية وكيفية تطويعها في الواقع العملي‬

‫إذا كنت ترغب حقيقة في أن تصبح مفكرا إبتكاريا ‪ ..‬فإن عليك إتباع‬
‫الخطوات التالية‪:‬‬

‫الخطوة الولى‪":‬يجب أن ترغب وأن تعقد النية تماما على أن تصبح‬


‫مفكرا إبتكاريا؟‬
‫قد يبدو ذلك واضحا ولكنه ليس كذلك ‪ .‬فالقليل جدا من الناس هم الذين‬
‫يريدون أن يصبحون مفكرين مبدعين ‪ .‬أن معظم الناس يعتقدون أن‬
‫تفكيرهم جيد ومن ثم ل يحتاجون لتخاذ أية خطوة حيال ذلك كما أنهم‬
‫يشعرون بأنه ليس هناك أي شئ يمكن لي شخص أن يعلمهم إياه‪ .‬فهناك‬
‫قدر كبير من الرضا عن الذات فيما يتعلق بموضوع التفكير ‪ .‬وبالتالي ل‬
‫يتبقى أمامنا سوى أولئك الذين يحصرون اهتمامهم في الجدل وكيفية‬
‫تحقيق الفوز فيه وإثبات صحة ما يذهبون إليه ‪ .‬وبالنسبة لهؤلء فإن‬
‫التفكير ما هو إل امتداد فقط لذواتهم الخاصة ومكنون نفوسهم‪ .‬ومن ثم‬
‫فإنهم ل يستهدفون إطلقا أن يصبحوا مفكرين إبتكاريين لن المفكر‬
‫البتكارى يجب أن يستخدم التفكير بطريقة موضوعية حتى لو أدى ذلك‬
‫إلى أن يعترف بأنه قد أخطأ‪.‬‬

‫الخطوة الثانية‪ " :‬يجب أن تركز على التفكير"‪:‬‬

‫وهذا شئ صعب ‪ .‬فنحن نتنفس ونمشى ونتكلم ونفكر إل أننا ل نركز‬


‫حقيقة على هذه النشطة فهي تحدث هكذا أثناء حياتنا وليست بنا حاجة‬

‫‪19‬‬
‫لن نفكر في كل خطوة تخطوها أو كل نفس تتنفسه‪ .‬وبنفس الطريقة فإننا‬
‫نفكر ونستخدم التفكير في أمور حياتنا اليومية‬
‫ول نتوقف للنظر فيما نفعله‪ .‬فنحن ل نركز فعل على تفكيرنا – ويكفى‬
‫أنه موجود‪.‬‬
‫ولكي تصبح مفكرا إبتكاريا عليك أن تركز على تفكيرك ‪ .‬فيجب أن تل‬
‫حظ نفسك وأنت تفكر وأن تلحظ أيضا تفكير الخرين ‪ .‬ويجب أن‬
‫يصبح التفكير مجال للهتمام وبالتالي مجال للمهارة ‪ .‬قد يبدو ذلك في‬
‫البداية شيئا غريبا وغير عادى إل أنه يصبح بعد ذلك على الفور شيئا‬
‫ممتعا ‪ .‬فالتفكير مفيد وممتع في ذات الوقت‪.‬‬

‫الخطوة الثالثة ‪ ( :‬يجب أن تخصص جزءا من وقتك للتفكير)‬

‫فنحن نستغرق معظم وقتنا في التجاوب – بطريقة رد الفعل – مع‬


‫المعلومات التي توضع أمامنا‪ :‬من المنزل – من التليفزيون – من الجرائد‬
‫والمجلت‪ .‬وفى محادثاتنا الخاصة‪ .‬وبالطبع فإن كل هذا يتضمن شيئا من‬
‫التفكير لكن ليس بالكثير‪ .‬كما أننا عادة ما ندع المعلومات تنساب إلينا‬
‫على أمل أن تؤدى إلى شئ ما في النهاية‪ .‬ولتسأل "كم مرة قلت لنفسك"‪:‬‬
‫"سأمضى بعض الوقت في التفكير في هذا؟"‪ .‬إن الناس ل يحبون التفكير‬
‫لنه يبدو لهم على أنه شئ معقد وغير منتج‪ .‬هذا وكلما نمينا مهارة‬
‫التفكير كلما وجدناه أيسر وأكثر إمتاعا‪ .‬ول يختلف هذا كثيرا عن تعلم‬
‫السباحة أو التزحلق أو ركوب الدراجة مثل فكلها تبدو صعبة في البداية‬
‫وما أن يتعلمها الفرد حتى يتعلق بها‪.‬‬

‫الخطوة الرابعة ‪":‬يجب أن تكون لديك بعض أساليب التفكير"‬


‫‪20‬‬
‫يمكنك أن تأمر شخص ما بأن "يفكر" وقد يحاول هذا الشخص بشدة ولكن‬
‫النتيجة لن تكون على قدر المشقة‪ .‬ويمكنك أن تأمر نفسك بأن "تفكر" ولن‬
‫تعنى النتيجة شيئا كبيرا ‪ .‬فالجهد وحده ل يكفى ‪ ،‬ولو كان يكفى لصبحنا‬
‫جميعا عباقرة ‪ ،‬ومن ثم فنحن في حاجة إلى طرق وأساليب للتفكير‪ .‬فإذا‬
‫ما استخدمناها جنبا إلى جنب مع الجهد والمهارة فسوف نتوصل بل شك‬
‫إلى نتائج ملموسة‪.‬‬
‫وببساطة‪ ،‬عندما تصبح ماهرا بشكل حقيقي في استخدام أدوات وأساليب‬
‫التفكير فإنك سوف تصبح حينئذ مفكرا إبتكاريا‪.‬‬

‫الخطوة الخامسة ‪" :‬يجب أن تمرن تفكيرك"‬


‫لعبة التنس أمر مختلف تمام الختلف عن نزول ملعب التنس فعل ولعب‬
‫مباراة طيبة‪ .‬فالمهارات يجب تدريبها وممارستها بشكل فعلى ‪ .‬وكلما‬
‫دربت أية مهارة من المهارات كلما أصبحت أكثر قدرة على الستفادة‬
‫منها ‪ .‬وليس هناك بديل لذلك ‪.‬فإذا أردت أن تصبح مفكرا إبتكاريا يجب‬
‫عليك أن تدرب مهاراتك الفكرية لتساعدها على النطلق‪ .‬إن فهم‬
‫الساليب أمر هين ولكن التدريب والممارسة هما فقط اللذين يمكنانك من‬
‫الستفادة منها بفاعلية‪ .‬ومن التدريب تنطلق نحو السلسة والطلقة‬
‫والثقة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫المراحل التنفيذية للفكرة البداعية‬
‫تشخيص وتحليل المشكلت‪-:‬‬
‫تمر عملية تشخيص المشكلت بمجموعة من الخطوات التالية‪:‬‬

‫‪.1‬توصيف المشكلة بشكل دقيق وتام‪:‬‬


‫يجب أن نقوم بتحديد المشكلت بشكل ملموس يمكن قياسه‪ ،‬ويعطى ذلك‬
‫ضرورة تحديد النتيجة المتوقعة من حل هذه المشكلت‪ ،‬فل يكفى مثل أن‬
‫نقول بأن المشكلة الرئيسية السائدة بين القوى العاملة في التنظيم هي‬
‫مشكلة خاصة بالروح المعنوية‪ ،‬ولكننا يجب أن نصيغ هذه المشكلت‬
‫بطريقة ملموسة تشير إلى النتائج المستهدفة من حلها‪ ،‬كأن تقول مثل أن‬
‫المشكلة هي انخفاض الروح المعنوية بنسبة تبلغ ‪ ٪20‬من العاملين‬
‫بالتنظيم‪ ،‬وأن هذا النخفاض قد انعكس على جو العمل السائد مما أدى‬
‫إلى انخفاض معدلت الداء (المخرجات) بنسبة ‪ ٪35‬ولشك أننا نستطيع‬
‫هنا أن نقف بوضوح على الهدف المراد تحقيقه بالتغلب على مشكلة‬
‫انخفاض الروح المعنوية لدى العاملين‪.‬‬
‫‪.2‬التعبير عن المشكلة في شكل النتائج النهائية‬
‫والمحددات والسباب الكامنة وراءها‪:‬‬
‫ويتم في هذه الخطوة عملية مقابلة بين الهداف المحققة فعل والهداف‬
‫المرغوبة‪.‬‬

‫‪.3‬الفصل بين السباب المعتمدة على بعضها البعض‬


‫بالنسبة للمشكلة موضوع الدراسة‪:‬‬

‫‪22‬‬
‫ويشير ذلك إلى ضرورة تدبر الدارة للسباب المختلفة للمشكلة حتى‬
‫تستطيع انتقاء بدائل العمل اللزمة لحلها‪ ،‬ويجب أن يراعى هنا تجنب‬
‫التعميم عند تحديد السباب الحقيقية التي تقف وراء مشكلة ما‪.‬‬
‫المشكلة والظاهرة‪:‬‬

‫إن التفرقة بين المشكلت والظواهر أو العراض يمثل أحد أهم العوامل‬
‫التي تساعد على تحديد المشكلت وتشخيصها تشخيصا دقيقا‪.‬‬

‫أ‬
‫أن مشكلتي أنني اشعر دائما بصداع وضعف تام‬

‫ب أن مشكلتي هي ارتفاع معدل دوران العاملين في‬


‫الدارة التي إشراف عليها‪.‬‬

‫تتلخص مشكلتي في السواق الخارجية في‬ ‫ج‬


‫ارتفاع معدل شكاوى العملء هناك‪.‬‬

‫المفاجئ‬
‫الهبوط يلى‪:‬‬
‫نلحظ ما‬‫سوفهو‬
‫الساسية‬ ‫الشركة‬
‫السابقة‬ ‫مشكلة‬
‫الربعة‬ ‫دبقراءة إن‬
‫العبارات‬
‫في مبيعاتها في السواق المحلية‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪.1‬أن هناك خلطا بين مظاهر وظواهر المشاكل وبين المشاكل‬
‫نفسها‪.‬‬
‫‪.2‬وبسبب كون أعراض المشاكل هي مجرد مظاهر خارجية‬
‫على السطح تعتبر مؤشرا أو دليل على وجودها فإذا ما‬
‫جاء تحت"أ" "ب" "ج" "د" هي عبارة عن مظاهر أو ظواهر‬
‫تخفى وراءها مشاكل‪.‬‬
‫‪.3‬وبما أن المشكلة تمثل الفرق بين الواقع والهداف‬
‫المرغوبة فإنه يمكن القول بأنها توجد في الحالت الربعة‬
‫ولكنها تحتاج إلى تشخيص وتحليل للظروف والسباب‬
‫التي تكمن وراء تلك العراض ‪ ،‬وهذه عملية دقيقة وتعتبر‬
‫جزءا أساسيا من عملية التشخيص الدقيقة للمشكلة ‪ ،‬ويمكن‬
‫بيان ذلك كما يلي‪:‬‬

‫‪.1‬أن عرض الصداع والضعف‬


‫العام نتاج إلى تحليل طبي‬
‫ينتهي بتحديد أسباب هذه الحالة‬
‫والتي قد تكون نتيجة لوجود‬
‫مرض عضوي محدد يقوم‬
‫الطبيب بتحديده بعد عمله‬
‫الطبي‪.‬‬
‫‪.2‬إن جمع البيانات الخاصة‬
‫بعرض ارتفاع معدل دوران‬
‫العاملين قد يسفر عن وجود‬
‫السباب التالية‪:‬‬
‫‪24‬‬
‫•عدم توافر نظم‬
‫سليمة للعمل‪.‬‬
‫•عدم تحديد‬
‫معدلت أداء‬
‫واقعية‬
‫للموظف‪.‬‬
‫•عدم توافر‬
‫فرص للنجاز‬
‫والتقدم في‬
‫الوظيفة أمام كل‬
‫موظف‪.‬‬

‫‪.3‬إن العرض الخاص بارتفاع‬


‫معدل شكاوى العملء في‬
‫السواق الخارجية قد يرجع إلى‬
‫وجود المشاكل التالية‪:‬‬

‫•عدم دقة مواعيد التسليم‪.‬‬


‫•زيادة نسبة العيوب ى‬
‫المنتجات التي يتم شحنها‬
‫إلى العملء‪.‬‬
‫•عدم ثبات سياسة التسعير‬
‫التي تتبعها الشركة مع‬

‫‪25‬‬
‫العملء وكذلك سياسات‬
‫الخصومات‪.‬‬

‫جمع البيانات‪:‬‬
‫بعد تشخيص المشكلة ل بد من القيام بتوفير جميع أنواع البيانات اللزمة‬
‫لضمان تحليل المشكلت تحليل دقيقا يزيد من درجة فعالية الحلول‬
‫المقترحة للتغلب عليها‪.‬‬
‫ومن الممكن إيجاد هذه البيانات السابقة أما من السجلت والمصادر‬
‫الخرى الداخلية في المنظمة واما من خلل ما يلي‪:‬‬
‫•الستقصاءات‪.‬‬
‫•الملحظة المباشرة ‪.‬‬
‫•المناقشات من المديرين والمرؤوسين‪.‬‬
‫•اجتماعات اللجان المتخصصة‪.‬‬
‫•طرق أخرى متعددة مثل العصف الذهني والمختبرات الخاصة‬
‫بالجماعات‪ ،‬حتى يمكن الحصول على بيانات واقتراحات جديدة‬
‫باستخدام المواهب والقدرات المتاحة في المنظمة‪.‬‬
‫وتظهر أهمية التفكير الخلق من جانب محلل المشكلة ‪ ،‬حيث يتطلب‬
‫المر أن يكون لديه تصور خلق من العمال أو التصرفات المطلوبة‬
‫للتغلب على المشكلت التي تواجهه ‪ ،‬وعلى ذلك فإن المر يحتاج إلى‬
‫وضع بدائل محددة يمكن إتباعها للتغلب على المشكلة موضع الدراسة‪.‬‬
‫وهنا يجب التنبيه على أنه ل يكفى فقط تحديد البدائل في شكل ما يجب‬
‫أن يحدث لعلج المشكلة‪ ،‬ولكن ذلك لبد أن يمتد لكي يحدد كيفية‬
‫الوصول إلى بديل منطقي قابل للتطبيق‪.‬‬

‫تحليل البدائل لحل المشكلة‪:‬‬


‫‪26‬‬
‫يتم تحليل تأثير اتباع بديل معين أو حل محدد للتغلب على المشكلة‬
‫موضوع الدراسة من خلل ما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬تحديد العلقة بين البديل المقترح للتطبيق وبين المشكلة نفسها‪.‬‬


‫‪-2‬تحقيق العلقة بين البديل المقترح للحل ‪ ،‬وبين الهداف التي حددت‬
‫أصل من تحليل ومعالجة المشكلت‪.‬‬
‫‪-3‬في حالة وجود بدائل لعلج المشكلت فإن المر يتطلب اختيار البديل‬
‫المثل من بينها بعد تحليل البدائل من خلل ما يلي‪:‬‬

‫‪.1‬مدى ارتباط كل بديل وبين المشكلت المعروضة للتحليل‪ ،‬من حيث‬


‫مساهمة كل بديل في تقليل إبعاد المشكلة أو تجنبها تماما‪.‬‬
‫‪.2‬درجة مساهمة كل بديل في تحقيق الهداف المحددة من قبل لتحليل‬
‫المشكلت المعروضة‪.‬‬
‫‪.3‬تكاليف تطبيق كل بديل‪.‬‬
‫‪.4‬الثار الجانبية لتطبيق كل بديل‪.‬‬

‫تطبيق الحلول المقترحة لحل المشكلة‪:‬‬

‫وفى هذه الخطوة يتم إعداد الترتيبات اللزمة لتطبيق البديل الذي تم‬
‫اختياره كحل امثل للتغلب على المشكلة‪.‬‬

‫ويتطلب ذلك‪:‬‬

‫‪-1‬تجهيز المواد اللزمة لحل المشكلة سواء كانت موارد بشرية أو‬
‫مادية‪.‬‬
‫‪-2‬مراجعة خطوات حل المشكلت حتى يتم التحديد النهائي لها‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫‪-3‬تحديد البرنامج الزمني لتنفيذ‪.‬‬

‫مفهوم عملية اتخاذ القرار‪:‬‬


‫عملية اتخاذ القرارات تمثل المفاضلة بين العد يد من البدائل التي ترتبط‬
‫بمشكلة أو بموقف معين لختيار أفضل بديل يساعد على حل هذا الموقف‬
‫وهو البديل موضوع القرار‪.‬‬

‫العناصر الرئيسية لصنع واتخاذ القرار‪:‬‬


‫تتضمن عملية صنع واتخاذ القار جانبين رئيسين هما‪:‬‬
‫‪.1‬جانب صنع القرار‪.‬‬
‫‪.2‬جانب اتخاذ القرار‪.‬‬
‫فإذا تناولنا جانب – أو عملية صنع القرار نجدها تتركز على‬
‫عنصرين أساسين هما عنصر الذكاء وعنصر التصميم وعلى ذلك‬
‫نجد أن‪.‬‬

‫‪-1‬عنصر الذكاء‪:‬‬
‫يعنى القدرة على التحديد الدقيق للمشكلة التي بحاجة لبحث ودراسة‬
‫واتخاذ قرار فيها حتى نتجنب الوصول لقرار سليم لمشكلة محددة‬
‫تحديدا خاطئا‪.‬‬

‫ولذلك تتضمن‪:‬‬
‫‪.1‬الحساس بالمشكلة ‪ ،‬وينشأ من وجود حالة من عدم‬
‫الرضا والتوتر الذي يشعر به الفرد تجاه موقف معين‪.‬‬
‫‪.2‬التحديد الدقيق للمشكلة الرئيسية التي بحاجة لبحث‬
‫ودراسة والتي يجب أن تخضع للقياس والتحليل والدراسة‬

‫‪28‬‬
‫لتجنب القيام بحل مشكلت فرعية وعدم جدوى الحل‬
‫الذي يتم التوصل إليه‪.‬‬

‫‪-2‬عنصر التصميم‪:‬‬

‫ويتضمن التحديد والتحليل الدقيق والموضوعي والشامل لكل أسباب‬


‫المشكلة حتى نصل لمجموعة من الحلول البديلة ولذلك أهم خطوات‬
‫عنصر التصميم التي‪:‬‬

‫‪.1‬تحديد أسباب ومسببات المشكلة‪.‬‬


‫‪.2‬جمع البيانات والمعلومات الدقيقة والشاملة والمركزة والموضوعية عن‬
‫المشكلة الرئيسية وتصنيف وتفريغ وجدولة هذه البيانات والمعلومات‬
‫عن المشكلة واسبابها بكافة وسائل الجمع ومنها‪:‬‬

‫•الملحظة‪.‬‬
‫•المقابلة‪.‬‬
‫•الستقصاء‪.‬‬

‫‪.3‬وضع الفروض كحلول مقترحة للمشكلة بناء على التصور العام لبعاد‬
‫المشكلة‪.‬‬
‫‪.4‬تحليل كل سبب من أسباب المشكلة باستخدام الساليب التحليلية‬
‫الوصفية والكمية بما يساعد على وجود رؤية كاملة وتفهم واضح‬
‫للمواقف ويحقق النظرة الشاملة للمشكلة واختيار صحة الفروض‪.‬‬
‫‪.5‬تحديد الحلول البديلة بعد مراجعة وتفسير تحليل كل سبب من أسباب‬
‫المشكلة ‪ ،‬لنه من النادر أن يكون للمشكلة حل واحد‪ ،‬و أحيانا يواجه‬

‫‪29‬‬
‫المشرف العديد من الحلول البديلة التي يصعب حصرها وهنا يجب‬
‫عليه أن يكون على درجة عالية من الذكاء والتخيل وسعة الدراك‪.‬‬

‫أما إذا تناولنا جانب اتخاذ القرار النهائي ‪ ،‬نجد أنه يرتكز على عنصر‬
‫الختيار أي المفاضلة بين الحلول البديلة واختيار أفضلها ولذلك يتضمن‬
‫هذا الجانب خطوتين هما‪-:‬‬

‫‪.1‬تقييم الحلول البديلة التي تم التوصل إليها لتحديد‪:‬‬

‫•درجة مساهمة كل حل من الحلول المقترحة‬


‫للمشكلة‪.‬‬
‫•تحديد الثار السلبية واليجابية ونسبة كل منهما‬
‫على المنظمة والفراد الذين سوف يشملهم القرار‬
‫بالنسبة لكل حل بديل‪.‬‬
‫‪.2‬اختيار أفضل البدائل والحلول الذي يحقق الهداف ويساعد على حل‬
‫المشكلة بأقل درجة من المخاطر ليصبح هذا البديل موضوع القرار‬
‫النهائي‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫ضمانات نجاح الفكرة البداعية في الواقع العملي‬

‫إن تحديدك لوجهتك هو أول خطوة على الطريق لكي تصل هناك دعني‬
‫أوجهك إليك سؤال ‪ .‬هل لديك أي هدف؟ لعلك تتعجب من سؤالي وتقول‬
‫بالطبع لدى أهداف‪ .‬لكنى أعنى هنا هل لديك برنامجا منظما لتحديد‬
‫الهداف؟ هل سجلت أهدافك وكتبتها؟ وهل حددت إطارا زمنيا لتنفيذ تلك‬
‫الهداف وتحقيقها؟‬
‫إذا كانت إجابتك نعم فإنك واحدا من ال ‪ %3‬من الناس الذين يفضلون‬
‫هذا‪.‬‬
‫وإذا كانت إجابتك بالنفي فإنك ضمن ال ‪ %97‬الخرين الذين ل يفعلون‬
‫ذلك وهذه الرقام جاءت في دراسة أجرتها جامعة هارفرد‪ .‬إن لكل‬
‫إنسان حلما ‪ ،‬هدفا‪ ، ،‬خيالت‪ ،‬بعض الناس يستطيعون أن يحولوا‬
‫أحلمهم إلى حقيقة‪ ،‬والبعض الخر يحتفظ بأحلمه لنفسه ول يتخذ أي‬
‫خطوة على طريق تحقيق تلك الحلم وهؤلء يذهبون إلى أعمالهم اليوم‬
‫لنهم ذهبوا بالمس فالحياة لديهم ليست سوى درب من السعادة‪.‬‬
‫والهداف العظمى التي تشغل مثل هؤلء هي " كيف أسدد فواتيري؟‬
‫وماذا يعرض في التليفزيون اليوم؟ أو ماذا سنتناول على العشاء هذه‬
‫الليلة؟ فهم يعتقدون أن النجاح مسألة حظ ‪ ،‬وأن أي إنسان حقق النجاح‬
‫فهو إنسان غير شريف وهم يلهثون طوال حياتهم لتوفير أسباب المعيشة‬
‫بدل من أن يضعوا تصورا أو تخطيطا لحياتهم‪.‬‬
‫أجرى العلماء دراسة على فأرين ظلوا يتضورون جوعا لمدة يومين‬
‫ووضعوهما في صندوق شفاف تم تصميمه بحيث يكون فيه طرق ودوائر‬
‫صغيرة وفى نهاية المتاهة وضعت قطعة جبن‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫وبدأ السباق لتمييز الفأر الكثر سرعة وذكاء لتمييز الطريق‪ .‬وبالطبع‬
‫كان هو الفائز بقطعة الجبن‪ ،‬والمر يتفق كذلك على البشر‪ .‬فهم‬
‫يستمرون في السعي والكد حتى يحصلوا على قطعة الجبن‪ .‬ول يستغلون‬
‫طاقاتهم وقدراتهم الكامنة بل يكتفون بأداء نفس العمل كل يوم‪.‬‬
‫سألت في مرة أحد المد راء " هل قمت بإجازة مؤخرا؟" فأجاب " لقد‬
‫ذهبت إلى المكسيك في العام الماضي وقضيت أسبوعين رائعين" فسألته‪:‬‬
‫" كيف خططت لكي تقضى عطلتك علة هذا النحو الرائع؟" فأجاب "‬
‫حددت أنا وزوجتي المكان الذي نريد قضاء العطلة فيه ووضعنا ميزانية‬
‫ملئمة ثم اتصلنا بثلث وكالت سياحية لكي نطلع على بعض المعلومات‬
‫والسعار والعروض المختلفة وبالطبع اخترنا العرض الملئم لنا وذهبنا‬
‫إلى المكسيك"‪ .‬فقلت له " لبد أنك هذا النوع من الناس الذي يهتم‬
‫بالتخطيط في كل شئ" فأبتسم ورد قائل " نعم خاصة بالنسبة لقضاء‬
‫العضلت ‪ .‬فإني أحرص على أن اعتنى بكل التفاصيل حتى أتجنب‬
‫المفاجآت والحباطات"‪ .‬وعدت وسألته ثانية " حيث أنك تهتم كثيرا‬
‫بالتخطيط لقضاء العطلت هل لديك برنامج منظم لتحديد أهدافك في‬
‫الحياة " أجاب عندئذ " ل لن ذلك يتطلب الكثير من الوقت وأنا دائما‬
‫مشغول‪ ،‬هذا إلى جانب أنني أعرف ماذا أريد وكل شئ هنا في رأسي"‪.‬‬
‫هذا المدير يهتم كثيرا بتنظيم العطلة حتى يضمن نجاحها‪ ،‬أما عندما‬
‫يتعلق المر بحياته بأكملها فهو ل يمتلك الوقت الكافي!!‪.‬‬
‫إن المد راء بارعون في وضع كل أنواع الخطط‪ .‬خطط التسويق‪ ،‬خطط‬
‫إستراتيجية ‪ ،‬خطط للعلم خطط تمويلية وخطط توسعية‪.‬‬
‫وهم عادة ما يعقدون الجتماعات لمراجعة ما وضعوه من خطط وللتأكد‬
‫من أنهم على الطريق الصحيح كما أنهم يستمرون في إدخال التعديلت‬

‫‪32‬‬
‫على الخط الموضوعة لضمان نجاحها‪ .‬وإذا ما حدث أي خطأ فإنهم‬
‫يرفعون الراية الحمراء ويبدأون في البحث والست عانه باستشاريين‬
‫حتى يضعوا أيديهم على أسباب النتكاسات – ثم يبدأون بعدها في إعادة‬
‫النظر في الخطط‪.‬‬
‫وإذا سألت واحد من هؤلء المد راء عما إذا كان من الممكن له أن يعمل‬
‫دون ميزانية محددة أو خطط موضوعه فسوف يعتقد أنك مجنون فهم‬
‫يخططون جيدا لنجاح شركاتهم لكنهم ل يهتمون بوضع أي خطة لحياتهم‪.‬‬

‫خمس أسباب تجعل ‪ %97‬من الناس ل يحددون أهدافهم‪:‬‬


‫‪.1‬الخوف‪:‬‬
‫الخوف هو عدو النسان اللدود ( الخوف من الفشل ‪ ،‬الخوف من‬
‫المجهول‪ ،‬والخوف من مواجهة الرفض‪ ،‬وحتى الخوف من النجاح)‬
‫والخوف بكل أنواعه يقود إلى نفس الطريق المؤدى إلى اللم – والبشر‬
‫مستعدون لن يفعلوا أي شئ لتجنب اللم أيا كان‪ .‬والغالبية العظمى منهم‬
‫سوف يتجنبون اللم حتى لو كان في هذا اللم مصلحتهم الخاصة ‪ ،‬دعني‬
‫أسألك سؤال‪:‬‬
‫هل تعتقد أن طفل صغيرا في الثالثة من عمره يخشى أي شئ؟ قد تقول‬
‫ربما لكن الجابة العادية هي "ل" حتى لو رأى البعض خلف ذلك‪.‬‬
‫الحقيقة أن الطفل ل يخشى أو يخاف أي شئ إل إذا لم يمنعهم أحد‪ .‬فقد‬
‫يضعون أيديهم في النار‪ ،‬يقفزون من منحدر ‪ ..‬يفعلون أي شئ ‪ .‬لكنهم‬
‫يتعلمون الخوف عندما يبدأون في الكبر والنضج‪.‬‬
‫عندما ينضجون فإن خوفهم يمنعهم من القدام على فعل أي شئ لنهم‬
‫قد يصيبهم الفشل‪ .‬فقد واجههم الفشل في الماضي وقد يحدث هذا ثانية ‪،‬‬
‫لذلك فقد تعلموا أن يعيشوا دون أي برنامج لتحديد الهداف‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫فإذا لم نتعلم كيف نهزم الخوف بداخلنا لن نستطيع الخروج من شراك‬
‫أوهامنا وشكوكنا‪.‬‬
‫‪ -2‬تصور الذات‪:‬‬
‫يقول دز جويس براوز‪" :‬إن أداءك لن يكون ملئما إذا لم يتوافق مع‬
‫الطريقة التي ترى بها نفسك‪ .‬فعندما يكون تصور النسان لذاته محبطا‬
‫فسوف ينعكس هذا على مظهره ‪ ،‬علقاته وأدائه وحتى الطريقة التي‬
‫يعيش بها حياته ‪ ،‬فالنظرة المحيطة بمفرداته يستحقه‪ ،‬وهنا يصبح مثل‬
‫هذا النسان جزءا مما يسميه زج يريدونه"‪ .‬لكن الشيء اللطيف هنا هو‬
‫سلوك أنه مكتسب ويمكن تغييره‪ .‬فإذا لم يعمل المرء على تغير تصوره‬
‫الخاطئ لذاته فسوف يقبل أي شئ ويرضى بكل شئ ويرضى بما تأتى به‬
‫اليام ‪ ،‬ولن يرى فيه تحديد الهدف ولن يحاول أبدا أن يحدد هدفا‪ .‬فكما‬
‫قال على المحاولة أ بدا‪ ،‬وكما قال جون كنيدى ‪ ":‬عندما تقوم يوما إنك‬
‫سوف تكون في المرتبة الثانية ‪ .‬سيكون هذا ما يحدث لك في الحياة"‪.‬‬

‫‪-3‬التأجيل‪:‬‬
‫يقول إدوارد دوينج‪ " :‬التأجيل هو لص الوقت" فإن تؤجل عمل اليوم إلى‬
‫الغد فقد تقول السبوع القادم‪ .‬ل بد وأن أحدد أهدافي في الحياة فليس‬
‫سوى حياة واحدة ل بد وان أخطط لها جيدا‪ ،‬في السبوع القادم يقول‬
‫إنني لست على ما يرام اليوم فسوف أبدأ غدا‪ ،‬وفى الغد تقول إن الطقس‬
‫اليوم رائع لم يحدث هذا منذ وقت طويل وهو مناسب لقضاء يوم خارج‬
‫المنزل ويمكن أن أضع أهدافي في وقت لحق‪ .‬هل ترى ما أقصده؟ إنك‬
‫تعتقد أن لك حياة واحدة لتعيشها وعليك أن تضع لك هدفا في هذه الحياة‬
‫لكن على الرغم من ذلك ل تبادر بإتخاذ أي خطوة لتحدد هدفا وتعمل‬
‫على تحقيقه‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ -4‬العتقاد واليمان‪-:‬‬
‫بعض الناس ل يؤمنون بقيمة تحديد الهداف‪ ،‬ويعتقدون أنها مضيعة‬
‫للوقت وهؤلء سوف يذكرون أسباب عديدة ليؤكدون عدم أهمية تحديد‬
‫الهدف بل قد يهبون لضرب بعض المثلة لناس حققوا نجاحا ولم يعتقدوا‬
‫بتحديد الهداف‪ ،‬وهم على الرغم من ذلك ل زالوا في أوج النجاح‪.‬‬
‫وهؤلء مثل المدخن الذي يعرف مدخنا بلغ ‪ 100‬سنة من العمر‪ .‬وبالطبع‬
‫فليس كل ال ‪ %97‬من الناس الذين ل يحددون أهدافا في الحياة فاشلين ‪،‬‬
‫لكن الغالبية العظمى منهم يواجهون أوقاتا عصيبة أكثر من هؤلء الذين‬
‫يخططون ويتوقعون ‪ .‬فيقول وليام شكسبير‪" :‬ليس هناك شئ حسن وآخر‬
‫سيئ لكن التفكير هو الذي جعله إما هذا أـو ذاك"‪.‬‬
‫فطريقة تفكيرك في تحديد الهدف هي التي تجعلك تعيش حياتك دون أي‬
‫أهداف‪.‬‬

‫‪ -5‬المعرفة‪-:‬‬
‫فالمعرفة واحدة من السباب التي تجعل ‪ %97‬من الناس ل يضعون‬
‫برنامجا منظما لتحديد أهدافهم‪.‬‬
‫فما أعنيه هو أنهم لديهم الرغبة والحماس لذلك لكنهم ل يعرفون السبيل‬
‫إلى تحقيقه‪ ،‬وبالتالي ل يتخذون الخطوات اللزمة ليتعلموا كيف يتم ذلك‪.‬‬
‫فقد سمعت صديق لي يقول مرات عديدة أنه يريد أن يصبح ممثل وإن‬
‫ذلك حلمه في الحياة لكن لم أره يفعل أي شئ لتحقيق حلمه‪ .‬والنتيجة هي‬
‫أن حلمه يظل حلما طوال حياته ول يصبح حقيقة‪.‬‬
‫عندما سألته لماذا ل تفعل أي شئ لتكون ممثل ‪ .‬أجاب ل أعرف كيف‪.‬‬
‫فإذا لم تتعلم كيف تحدد أهدافك وتحققها فإنك سوف تنضم إلى نادى (ل‬
‫أعلم كيف)‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫الفوائد الخمس وراء تحديد الهداف‪:‬‬
‫التحكم في الذات‪:‬‬
‫عندما يكون لديك برنامج منظم ومتوازي لتحديد الهداف مشتمل على‬
‫كل جوانب حياتك‪ .‬فإنك ستشعر أنك أكثر تحكما في حياتك ومهما حدث‬
‫سوف تكون أنت المتحكم في مصيرك‪ .‬أنت من تقرر أي التجاهات‬
‫تختار ومتى تصل إلى هدفك المنشود وشعورك بالتحكم سوف يساعدك‬
‫في القضاء على أي عقبات تواجهك إذا قمت بالمخاطرة ‪.‬‬
‫الثقة في النفس‪:‬‬

‫عندما يزداد تحملك وسيطرتك على نفسك‪ ،‬فإن ثقتك بنفسك من شأنها أن‬
‫تزداد هي الخرى‪ ،‬كما أنك سوف تثق أكثر في نجاحك والثقة بالنفس‬
‫سوف تجعلك أكثر إيجابية ‪ ،‬وتحقيقا لنتائج عظيمة كما أنها تجعلك تؤمن‬
‫بأنه في مقدورك تحقيق أهدافك وتحويل أحلمك إلى حقيقة‪.‬‬

‫قيمة النفس ‪/‬الذات‪:‬‬


‫إذا ما حققت واحدا من أهدافك فسوف تزداد ثقتك بنفسك ويصير شعورك‬
‫نحو ذاتك أفضل كما أنك ستؤمن أكثر بقدراتك وإمكانياتك ولن يمضى‬
‫وقت طويل قبل أن تلحظ أن قيمة ذاتك تزداد يوما بعد يوم‪.‬‬
‫وعندما تواجهك مصاعب أو نوع من الفشل المؤقت فإنك سوف تستفيد‬
‫من هذه الخبرات لتكون أكثر قدرة على مواجهة مثل تلك المور إذا ما‬
‫قابلتك في المستقبل‪ ،‬حتى تستطيع أن تحقق أهدافك المنشودة‪ .‬كما أن ذلك‬
‫سوف يوسع من مداركك ويزود من عقلك بمزيد من الحكمة ‪.‬‬

‫‪ -4‬إدارة الوقت‪:‬‬

‫‪36‬‬
‫سوف تكون أكثر دقة وتركيزا في سعيك لتحقيق الهدف إذا ما وصفت‬
‫إطارا زمنيا لتحقيق هذا الهدف وكلما زادت رغبتك لتحقيق أهدافك كلما‬
‫أصبح لزاما عليك أن تهتم بطريقة تقضية الوقت‪ .‬ففي الواقع أن تحديد‬
‫الهدف وإدارة الوقت متلزمان تماما‪ .‬فل يمكن أن تحقق واحدا دون‬
‫الخر‪.‬‬

‫‪ -5‬تحسين حياتك‪:‬‬
‫إذا ما كان لديك برنامج منظم ومتوازن لتحديد الهداف فإنك سوف تكون‬
‫أكثر تركيزا على أهدافك ‪ ،‬مما يؤدى إلى رفع مستوى حياتك وستصير‬
‫أكثر تحفيزا‪ ،‬وأكثر طاقة‪ ،‬وأحسن حال والهم من ذلك ستكون أكثر‬
‫سعادة‪.‬‬
‫الجزاء الربعة لتحديد الهدف‪:‬‬
‫إن الحياة المتوازنة تتألف من ‪ 4‬أجزاء رئيسية إذا ما تأثر‬
‫إحداها فإن ذلك يكون سببا في معاناة الجزاء الخرى‪.‬‬
‫والجزاء الربعة هي ‪:‬‬
‫‪.1‬الجزء الشخصي‪:‬‬
‫تحت هذا الجزء تندرج أشياء مثل العلقات‪ ،‬السرة ‪ ،‬الزواج‪،‬‬
‫العطلت‪ ،‬الصداقات‪ ،‬سيارة جديدة السفر والسياحة‪..،‬الخ‪.‬‬
‫‪.2‬الجزء المهني‬
‫يندرج تحت الوظيفة ‪ ،‬الداء‪ ،‬الترقية‪ ،‬اكتساب احترام زملئك وتعلم‬
‫مهارات جديدة‪ ،‬الحصول على وظيفة جديدة ‪ ،‬تغيير مهنتك‪ ،‬التعليم‪...‬‬
‫الخ‪.‬‬
‫‪.3‬الجزء المادي(المالي)‪:‬‬

‫‪37‬‬
‫وهنا نجد الستقرار المالي‪ ،‬خطط التقاعد‪ ،‬استثمارات‪ ،‬شراء شركة‬
‫جديدة‪..‬الخ‪.‬‬
‫‪.4‬الصحة‪:‬‬
‫ويندرج تحت هذا الجزء الصحة الجسمية‪ ،‬أسلوب الحياة‪ ،‬التمارين‬
‫الرياضية‪ ،‬النظام الغذائي‪ ،‬القدرة على التعامل مع التوتر والصحة‬
‫الذهنية‪.‬‬
‫دعني أذكر لك مثال ليكون المر أكثر وضوحا‪ .‬كان ألفيس بريسلى على‬
‫درجة كبيرة من الفن والثراء وسيم ومشهور‪ ،‬كان بإمكانه أن يحقق كل‬
‫ما يتمناه في الحياه‪ ،‬ووفقا للمعايير العامة ل بد أنه كان إنسانا سعيدا جدا‬
‫ولكن على الرغم من أن النواحي المالية والمهنية في حياته كانت رائعة ‪،‬‬
‫وأيضا كانت صحته على ما يرام إل أن الجزء الشخصي في حياته أثر‬
‫على صحته وعلى الجزأين الخرين أيضا‪ ،‬والنتيجة كانت كما تعرفها‪،‬‬
‫فهو الن ليس بيننا لن الجزاء الربعة افتقدت التوازن فيما بينها‬
‫وبالمثل ما حدث لمارلين مونرو وداليدا نجمة الغناء في أوروبا وآخرين‬
‫كثيرين‪.‬‬
‫إذن إذا ما تأثر أحد الجزاء الربعة فإن ذلك من شأنه أن يؤثر على بقية‬
‫الجزاء وتوازنها‪ ،‬ويجعل النسان غير سعيد‪ .‬مثل لو كان النسان‬
‫يجلس على مقعد ذي ثلثة أرجل فقط فل يهم هنا كيف سيحاول أن‬
‫يحتفظ بتوازنه‪ ،‬المهم أن المر سينتهي به على الرض‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫أساليب تجزئة الفكرة البداعية على مراحل الخطة المختلفة‬

‫عندما تشرع في تنفيذ برنامج تحديد أهدافك عليك أن تتفهم أول الختلف‬
‫بين الهدف المنتهى والهدف المستمر‪ ،‬فالهدف المنتهى مثل السعى لفقد‬
‫عشرة أرطال أو للحصول على وظيفة سوف ينتهي بمجرد أن يتحقق أى‬
‫منهما‪ ،‬أما الهدف المستمر ‪ ،‬مثل تنظيم أسلوب الحياة أو تخطيط المستقبل‬
‫المهني أو إقامة علقة دائمة ل تنتهى أبدا‪ ،‬فاحرص على أن تكون‬
‫أهدافك من النوع المستمر فل تنتهي بمجرد أن تحققها فخطط أهدافك‬
‫بحيث تكون جزءا دائما من أسلوب حياتك‪.‬‬

‫إليك النماط الثلثة الرئيسية للهداف‪:‬‬

‫‪.1‬أهداف قصيرة‪:‬‬
‫هذا النوع من الهداف يستمر عادة لفترة تتراوح من ‪ 15‬دقيقة إلى عام‪.‬‬
‫فالهدف قصير المدى الذي يحدد على وجه السرعة قد يكون ‪ ،‬ماذا‬
‫ستفعل في الجتماع المقبل أو مشروع أو تقرير لعام تريد أن تعده ‪،‬‬
‫دورة تدريبية تريد أن تحضرها ‪ ،‬عطلة تقوم بها ‪ ،‬أو مبلغ معين من‬
‫المال تريد أن تحصل عليه؟‪.‬‬
‫وهذا النوع من الهداف تدريب ممتاز لك لتتعود على تحديد الهداف‪.‬‬
‫‪.2‬أهداف متوسطة المدى‪:‬‬
‫هذا النوع يغطى مدة قد تستمر من عام إلى خمسة أعوام‪ .‬في هذه‬
‫الفترة تخطط لن تحصل على دبلومة ما‪ ،‬أو درجة علمية أو تحدد‬
‫الخطوة التالية في مستقبلك المهني ‪ ،‬تغيير السيارة وما إلى ذلك من‬

‫‪39‬‬
‫الهداف متوسطة المدى حيث أنها تجعلك أكثر التزاما وتعودا لتحقيق‬
‫أهدافك‪.‬‬
‫‪.3‬الهداف طويلة المدى‪:‬‬
‫وهذا النوع يستمر لمدة ‪ 25‬سنه القادمة وهو يهدف إلى تصميم‬
‫تخطيط نوعية وأسلوب حياتك فمثل المكان الذي يجب أن تعيش فيه‪،‬‬
‫علقتك مع زوجتك وأسرتك‪.‬‬

‫كيف تحدد أهدافك‪:‬‬


‫‪.1‬أعرف ماذا تريد‪:‬‬
‫يقول دوجلس لورتم " عندما تحدد ماذا تريد فإنك تكون قد اتخذت‬
‫أهم قرارا في حياتك‪ ،‬فعليك أن تعرف أول ماذا تريد لن هذه هي‬
‫الخطوة الولى نحو تحقيق هدفك‪ .‬كل إنسان ناجح بدأ أول بحلم ثم بدأ‬
‫يصنع أحلمه في حيز التنفيذ‪ .‬فماذا هو حلمك أنت؟ ماذا تريد أن‬
‫تكون؟ ماذا تريد أن تفعل أو تحقق في حياتك أكثر من أي شئ آخر؟‬
‫هل تريد إقامة علقات أفضل؟ زواج أفضل أو هل تريد أن تقيم عمل‬
‫خاصا بك؟ ل يهم ماذا تريد المهم أن تعرف وتتعرف على أساس ماذا‬
‫تريد؟‪ .‬فكما يقول دينيس واتلى في كتابه (متعة العمل)‪ ":‬لكي تصل‬
‫إلى مكان ما عليك أول أن تعرف إلى أين أنت ذاهب"‪.‬‬
‫‪.2‬ينبغي أن يكون هدفك واقعي‪ .‬واضح‪ .‬محدد وذو قيمة‪:‬‬
‫هل تذكر قصة ذلك الرجل الذي جلس أمام المدفأة وقال أعطني دفئا‬
‫وسأعطيك حطبا‪ .‬ثم أنتظر وقتا طويل ليحصل على الدفء ولم‬
‫يحصل عليه أبدا‪ .‬فعلى الرغم من أن هدفه كان دائما ومحدد إل أنه لم‬
‫يكن هدفا واقعيا‪ .‬فكان لزاما عليه أن يعطى أول لكي يأخذ‪ ،‬لذلك ل‬
‫يهم ما هو هدفك المهم أ‪ ،‬يكون واضحا‪ ،‬محددا وواقعيا‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫‪.3‬الرغبة القوية‪:‬‬
‫ذات مرة سأل شاب رجل حكيما عن أسرار تحقيق النجاح وكان رد‬
‫الحكيم أن أحضر وعاءا مملوءا بماء بارد ثم طلب من الشاب أن‬
‫ينظر في الماء فإذا بالحكيم يدفع برأسه في الماء وأستمر في ذلك‪ .‬في‬
‫أثناء الثواني الولى لم يقاوم الشاب كثيرا وبعد ذلك بدأ في المقاومة‬
‫بضعف وأخيرا وعندما كان على حافة الختناق دفع الحكيم بكل قوته‬
‫وخلص نفسه منه ثم بدأ في الصراخ في وجه الحكيم قائل‪:‬‬
‫"ما الذي دفعك لن تفعل هذا بي هل أردت أن تقتلني؟"‬
‫فأجاب الحكيم مبتسما "ماذا تعلمت من ذلك ؟" فرد الشاب "ل فاسترسل‬
‫الحكيم " لبد أنك تعلمت شيئا بالفعل ففي الثواني الولى أردت أن‬
‫تنجح في التخلص منى ولكن لم يكن دافعك قويا لذلك لم تتغلب على‬
‫أما عندما أصبحت لديك الرغبة الملحة في النجاح والنجاة دفعتك‬
‫رغبتك لستغلل كل قواك ومهاراتك البداعية لتدفعني بقوة وذكاء‪.‬‬
‫من ذلك تعلم يا بنى أن سر النجاح هو أن تتحرك رغبة وشوقا لتحقيق‬
‫النجاح"‪.‬‬
‫فعليك أن تعرف ماذا تريد وأن تعرف أن هدفك ذو قيمة وأن ل أحد‪-‬‬
‫حتى أنت – نفسك يستطيع أن يمنعك من تحقيقه‪.‬‬
‫‪.4‬التصور والتخيل‪:‬‬
‫عندما يكون لديك فكرة عما تريد‪ ،‬وتكون لديك الرغبة لتحقيق هدفك‬
‫فإنك تحتاج لن تدفع بفكرتك إلى عقلك الباطن‪ .‬التصور هو حلقة‬
‫الوصل بين العقل الواعي والعقل الباطن‪ .‬يقول ألبرت إينشتين‪":‬التخيل‬
‫أكثر أهمية من المعرفة" إن علوم ما وراء الطبيعة تنص على أن‬
‫عقلك يشبه المغناطيس فعندما ترى نفسك تحقق هدفك فسوف تجتذب‬
‫الناس‪ ،‬المواقف والظروف التي سوف تساعدك على تحقيق هدفك‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫فأحرص على تصور أهدافك حتى تصير بالفعل جزءا واقعا من‬
‫حياتك‪.‬‬
‫‪.5‬القرار‪:‬دعنا نخلص من كل ما سبق بأن تفترض أنك عرفت‬
‫ماذا تريد وأنك كلك ثقة أن هدفك واضح ‪ ،‬محدد‪ ،‬واقعي وذو‬
‫قيمة وأيضا لديك الرغبة القوية لتحقيقه‪ ،‬وتحاول أن تتصور‬
‫نفسك وأنت تحققه بالفعل ‪ ،‬حان الن الوقت لن تتخذ قرارا‬
‫واعيا وأن تعلن لنفسك أنك سوف تسعى لتحقيق هذا الهدف ‪.‬‬
‫أخبر المقربين إليك والذين تجمعك بهم مودة وحب عن أهدافك‬
‫وسوف يمدون لك يد العون وبالتأكيد وأعلم أن قرارك من شأنه‬
‫أن يحدد مصيرك وأن اللحظة التي تقرر فيها هدفك بوعي‬
‫تكون حينئذ في طريقك لتحقيق هدفك فعل‪.‬‬
‫‪.6‬لبد أن تسجل هدفك كتابة‪ :‬فعندما تجلس لتكتب أهدافك فإنك‬
‫تستغل اثنين من قواك البشرية‪.‬‬
‫‪.1‬أعضاء جسمك‪ ....‬فأنت تمسك بالقلم وتحرك يديك‬
‫‪.2‬التركيز الذهني‪ ...‬فإنك تفكر في أهدافك وترى أهدافك‪ ،‬وتقرأها على الورق‬
‫وتستمع أيضا إلى صوتك الداخلي يكرر هذه الهداف وكل مشاعرك تكون‬
‫في قمتها عند هذه اللحظة‪ .‬وكتابتك لهدافك دليل آخر على رغبتك وقدرتك‬
‫على تحقيق هذه الهداف‪.‬‬
‫‪.7‬حدد إطارا زمنيا لهدافك‪:‬‬
‫إن أهدافا بدون وقت محدد ليست سوى أمنيات ‪ ،‬هل تتخيل مباراة‬
‫كرة قدم بدون وقت محدد؟ إن اللعبين سوف يستمرون في اللعب إلى‬
‫ما ل نهاية !!‪ ،‬فعندما تحدد إطارا زمنيا لهدافك فإنك تصبح أكثر‬
‫التزاما وتحفزا لتحقيق هذه الهداف في خلل هذه الفترة الزمنية‪ ،‬وإذا‬

‫‪42‬‬
‫كان من المهم أن تخطط للهدف الذي تريده إل أن من المهم أيضا أن‬
‫تحدد وقتا واقعيا تشعر أن بإمكانك أن تحقق خلله ما تسعى إليه‪.‬‬
‫‪.8‬أعرف ثروتك‪ :‬ما هي ثروتك؟ ما هي الشياء التي تبرع فيها؟‬
‫وثرواتك قد تكون أيا من الجزاء الربعة التي تؤلف حياتك‪:‬‬
‫مستوى تعليمك ‪ ،‬خبرتك‪ ،‬صديق يساندك‪ ،‬أسرتك وحالتك‬
‫المالية‪ ،‬أي من هؤلء يستطيع أن يساعدك لتحقيق هدفك؟‪.‬‬
‫سجل قائمة بأسماء كل الشخاص الذين يمكنهم مساعدتك والذين ليس لهم‬
‫حكم عليك‪ ،‬سجل كل الثروات التي تمتلكها وتحتاجها لتحقيق هدفك‪.‬‬
‫‪.9‬أعرف العقبات التي قد تقف في طريقك‪ :‬كثير من الشركات‬
‫انتهت لنها استهانت بالمشكلت التي قابلتها أو لم تفكر في‬
‫إمكانية حدوث مشكلت وبالتالي جاءت النتائج مخيبة للمال ‪.‬‬
‫فتقبل فكرة أن تواجهك بعض المشكلت في الطريق وتوقعها‬
‫وأيضا أحرص على إيجاد حلول لها‪.‬‬
‫وبهذه الطريقة سوف تكون مزودا بوسيلة قوية للدفاع عن النفس في‬
‫مواجهة أي مشكلة تقابلك ‪ .‬يقول تيرى بيثول‪":‬ليست العبرة في عدد‬
‫المرات التي طُرحت فيها أرضا في حياتك بل العبرة في عدد المرات‬
‫التي استطعت فيها أن تقف ثانية"‪.‬‬
‫‪.10‬الفعل‪:‬هل تعرف أحدا يعرف ماذا يريد ومتى يريده؟ وقد‬
‫يخبرك أيضا كيف سيحققه ولكنه أبدا ل يفعل شيئا فىى سبيل‬
‫ذلك‪ .‬في إحدى محاضراتي في مونتر أخرجت من جيبي ورقة‬
‫نقدية من فئة ‪ 20‬دولر وسألت ال ‪ 200‬مشارك من يريد أن‬
‫يحصل على ال ‪ 20‬دولر هذه؟ رفع الجميع أيديهم ما عدا‬
‫واحدا نظر حوله ثم جاء إلى وأخذ النقود من يدي ثم عاد إلى‬

‫‪43‬‬
‫مكانه وسط دهشة الخرين وكان تعليقي " هذا هو الفعل‪ ،‬عليك‬
‫فقط أن تفعل ما تريد ول تكتفي بالتمني فقط ‪ ،‬فبدأ الجميع في‬
‫الضحك ومنذ ذلك الحين قررت أن ل أكرر هذه الوسيلة‬
‫التوضيحية‪.‬‬
‫فالتخطيط أمر جيد وتحديد الهدف شيء عظيم لكن إذا لم تضع خططك‬
‫في حيز التنفيذ لن تحصل على شئ‪ .‬يقول أرسطو‪":‬النسان هو أصل‬
‫أفعاله‪ ،‬فأبدأ في تنفيذ خططك وسوف تكون سعيدا بذلك‪.‬‬
‫‪.11‬التقييم‪:‬أراد رجل أن يصل إلى قمة جبل لكي يأخذ بعض‬
‫الصور التذكارية وأستغرق منه هذا المر يوما كامل‪ ،‬وعندما‬
‫وصل إلى قمة الجبل وهو منهمك القوى يتصبب عرقا‪ ،‬لحظ‬
‫رجل صينيا يجلس فأقترب منه وبدأ يشكو في صعوبة الوصول‬
‫إلى قمة الجبل فإذا بالرجل الصيني يبتسم ويقول‪":‬عندما تريد أن‬
‫تصعد إلى قمة الجبل أذهب إلى الجانب الخر وسوف تجد‬
‫تراما يأتى إلى هنا بكل هدوء وراحة واطمئنان مقابل دولر‬
‫واحد"‪ ،‬فإذا كان الرجل قدر وقيم خططه لما أضاع كل هذا‬
‫الوقت والمجهود هباء‪.‬‬
‫والفكرة هنا بسيطة فعندما تريد أن تفعل شيئا أدرس خططك وقم‬
‫بتغيير أي شيء تراه ضروريا ‪ ،‬فهذا أفضل من أن تقابل الندم‬
‫والحباط في النهاية‪.‬‬

‫‪.12‬المرونة‪ :‬إن أحد مفاتيح النجاح الرئيسية هو المرونة ‪،‬‬


‫والمرونة هي قدرتك على إدخال التعديلت والتغييرات اللزمة‬
‫على خطتك ‪ ،‬وأن تتحرك سريعا وتحاول أشياء جديدة حتى‬
‫تصل إلى أهدافك‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫‪.13‬الصرار‪ :‬يقول كالونى كولد"ل يستطيع أي شئ في هذا العالم‬
‫أن يحل محل الصرار فالموهبة ل تستطيع وليس هناك شئ‬
‫أكثر شيوعا من رجال غير ناجحين يتمتعون بالموهبة والعبقرية‬
‫والتعليم ل يستطيع‪ ،‬فالعالم ملئ بالمنبوذين من المعلمين‬
‫فالصرار والعزيمة وحدهما لهما القوة المطلقة‪.‬‬
‫إنني أؤمن بأن طريق النجاح يكون دائما تحت النشاء ‪ .‬فقد كان‬
‫والت ديزني ملتزما ولهذا توجد الن أرض أحلمه ديزني لند‪،‬‬
‫وكان توماس إديسون ملتزما ‪ ،‬ولهذا تحقق حلمه ‪ .‬أنت أيضا‬
‫يمكنك تحقيق أهدافك ‪ .‬فألتزم و التحلى بالصرار ول تدع‬
‫الشياء التي ل تستطيع أن تفعلها تتدخل مع تلك التي في مقدورك‬
‫أن تحققها‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫أساليب متابعة الفكرة البداعية في كل مراحل الخطة‬

‫المستقبل رحلة ‪،‬والتغيير جزء من كل رحلة ‪ ،‬ونحن نساعدك على توجيه‬


‫عمليات التغيير ‪.‬‬

‫وللتغيير المستمر ثلث شروط‪:‬‬

‫(‪)1‬افهم الحاضر ول تتهرب من الواقع لكن انظر إلى الحاضر‬


‫بصورة واضحة ‪.‬‬
‫(‪)2‬ل تؤرق نفسك بالماضي ‪ ،‬فالماضي ل يمكن تغييره‪ .،‬ل‬
‫تدع الماضي يثقل عليك ويدفع بك إلى السفل ‪.‬‬
‫(‪)3‬تقبل المجهول بالنسبة للمستقبل‪ ،‬أن الكثير من المستقبل‬
‫خارج سيطرتنا وعلينا بتقبل الشك والمجهول المشكوك فيه‪،‬‬
‫وان تتعلم كيفية مواجهة المستقبل بثقة ‪.‬‬

‫ثلثة شروط لجل التغيير المثمر‬


‫هذا الدليل سوف يساعدك على توجيه و إدارة عمليات التغيير فرحلتك لم‬
‫تنته بعد‪ ،‬حيث هناك الكثير الذي سوف يأتى بعد ذلك ‪ ،‬ول يدرى أي منا‬
‫إلى أين ستأخذنا الرحلة بعد ذلك ول الطقس الذي سنصادفه في طريقنا ‪،‬‬
‫والظروف دائمة التغيير تتطلب منا أن نكيف أنفسنا معها ‪ ،‬ولكن يمكننا‬
‫في هذه الرحلة أن نستخدم كل المعرفة التي لدينا لكي نتيح لنفسنا‬
‫اختيارات أكثر وفرص أفضل ‪ ،‬ولن نجد طريقة واحدة للتعامل مع‬
‫التغيير ويكون بمقدورها أن تتناسب مع كل ظرف أو مع كل الناس‬
‫ولذا‪ ،‬فكلما زاد اللمام بالطرق المختلفة لمساعده نفسك على التغيير وكان‬

‫‪46‬‬
‫معرفتك بنفسك أعمق‪ ،‬كلما زادت مقدرتك على التغيير بالطريقة التي‬
‫تستهويك‪.‬‬

‫‪.1‬فهم الحاضر‬

‫الفرص الخاصة بالتغيير ل يمكن أن تتواجد إل في وقتك الحاضر ‪ ،‬وهذا‬


‫يعنى أن أهم ما في المر هو أن تتقبل موقعك الذي أنت فيه الن‪ ،‬وبذلك‬
‫فان الشرط الول من أجل تحقيق تغيير مجدي هو أن ترى بوضوح أين‬
‫تتواجد الن وفى هذه اللحظة‪ .‬ل تخفى نفسك بعيدا عن الحقيقة الراهنة‬
‫فإذا كانت هناك بعض مظاهر الوقت الراهن والتي ل تعجبك ‪ ،‬فبوسعك‬
‫أن تبدأ بتخطيط كيفية تغييرها ‪ ،‬لكنك لو تظاهرت بأنها غير موجودة‬
‫فانك لن تقوم بتغييرها أبدا‪ ،‬واحيانا ترغب في أن تكون نشطا وتتملكك‬
‫الحيوية وستكون بحاجة وقتها إلى كيفية ممارسة أرادتك من اجل توجيه‬
‫القوى المحيطة بك والسيطرة عليها ‪ ،‬وفى أحيان أخرى قد تكون أهدأ‬
‫وقد يزودك الشكل الكثر تقبل للتغيير بما تريد ويساعدك على البحار‬
‫بعيدا عن المياه المضطربة إلى حيث المياه الهدأ‪ .‬أن إمكانية تغيير‬
‫المستقبل ل يمكن أن تتواجد إل في ظرفك الحالي‪.‬‬

‫‪.2‬ل تؤرق نفسك بالماضي‬


‫آه لو كانت المور تسير على نحو مختلف وودت أنى لم أقل ذلك‪.‬‬
‫فالمتعاض بالخطاء والهموم التي جرت بلمس أمر مفهوم‪ ،‬لكنه من‬
‫الخطأ أن تسمح للماضي بأن يكون سجنا لك‪ .‬فلم يعد بالمكان تغيير‬
‫المس‪ ،‬وبذلك‪ ،‬فان الشرط الثاني للتغيير المثمر هو المضى بخفة بعيدا‬
‫عن الماضي أن الماضي بنك للمعلومات يمكنك أن تتعلم منه لكنه ليس‬
‫بالشرك الذي يسقطك في داخله!‬

‫‪47‬‬
‫‪.3‬تقبل الشك في المستقبل‬
‫ل يمكننا أل أن نسلك طريقا واحدا ‪ .‬ول نستطيع أبدا أن نعرف ماذا كان‬
‫سوف يحدث لو أننا سلكنا طريقا مغايرا ‪ ،‬انه كما لو كان هناك تفريعات‬
‫ل نهائية لمكانيات محددة أمامنا‪ .‬لقد حدد الماضي المكان الذي نجد فيه‬
‫أنفسنا لكنه ل يحكى لنا إل القليل عن كيف سوف تصبح المور في‬
‫المستقبل البعيد ‪ ،‬والطريق الذي يبدو متعرجا بصورة مرهقة قد يأتى لنا‬
‫بمكافآت غير متوقعة فيما بعد‪.‬‬
‫وعلى ذلك فان الشرط الثالث للتغيير المجدي هو تقبل الشك في المستقبل‪،‬‬
‫أن تتقبل ما هو غير مؤكد بالنسبة له وسوف تساعد العديد من الفكار في‬
‫هذا البرنامج على توجيه التغييرات التي ترغب في إحداثها تجاه الهداف‬
‫التي لها قيمتها لديك‪ ،‬إل أننا ل نستطيع أن نتنبأ بالمستقبل‪ .‬فالكثير منه‬
‫خارج سيطرتنا‪ ،‬وما هو غير متوقع يشكل أمرا يمكن حدوثه بشكل دائم‪.‬‬
‫ولكي نحقق تغييرا مثمرا فإننا بحاجة إلى أن نترك مساحة للمجهول‬
‫المشكوك فيه ‪ ،‬إننا نحتاج إلى موقف من الصراحة والثقة‪ ..‬للمستقبل‪،‬‬
‫وللماضي أيضا!‬

‫الفضل إشعال شمعه في الظلم‬


‫بوسعك أن تتغير‪ ،‬ولقد اعددنا هذا البرنامج لننا شاهدنا كيف يمكن للناس‬
‫أن تستفيد من محاولة استخدام اتجاهات جديدة ‪ .‬ونأمل أن يساعدك هذا‬
‫البرنامج على القيام بالختيارات التي ترغب فيها‪ ،‬وعلى أن تزيد من‬
‫مقدرتك على الستمتاع بالرحلة أثناء القيام بها ‪ .‬البرنامج يحوى العديد‬
‫من الفكار حتى تستطيع انتقاء أكثرها قربا منك ‪ ،‬وقد تفكر في ميلك إلى‬

‫‪48‬‬
‫إجراء العديد من الفكار حتى تستطيع انتقاء أكثرها قربا منك ‪ ،‬وقد تفكر‬
‫في ميلك إلى إجراء العديد من التغييرات لكنك ل تعرف من أين تبدأ! ل‬
‫تحاول أن تجرب عمل الكثير جدا مرة واحدة ‪ .‬حدد أي التغييرات التي‬
‫عليك القيام بها أول ‪ .‬أن إشعال شمعه واحدة تكفى لن تكون البداية‪.‬‬

‫النجاز‪-:‬‬
‫أعداد ضخمه من الكتب ومن البرامج المطولة قد تم تخصيصها لدارة‬
‫الوقت ‪ ،‬إل أن المبدأ المركزي فيها يتسم بالبساطة والعمق ‪ :‬لتقضى‬
‫وقتك في القيام بتلك الشياء التي ترى أنها ذات قيمه لديك‪ ،‬والتي تساعد‬
‫على تحقيق أهدافك ‪ ،‬وهذه ليست دعوة للنانية ‪ ،‬فليست الفكرة هي أن‬
‫تقوم فقط بأداء العمال التي هي في صالحك وعلى حساب الخرين ‪،‬‬
‫فالذين يؤثرون الغير على أنفسهم يرمون إلى قضاء الوقت في مساعدة‬
‫الخرين ‪ :‬أن هذا هو ما يحظى بتقديرهم وهو واحد من أهدافهم‬
‫الرئيسية‪.‬‬
‫وقد يعترف معظمنا بأننا نقضى قدرا كبيرا من أوقاتنا في أنشطه ل‬
‫تحظى بتقديرنا ول تساعدنا على بلوغ أهدافنا ‪ .‬لماذا يحدث هذا المر؟‬
‫من المغرى العتقاد بأن المر يرجع إلى ضعف الرادة أو إلى الكسل أو‬
‫إلى انعدام الكفاءة لكن وبالرغم من أن هذه المور قد تكون بالفعل عوامل‬
‫مساهمة في إيجاد هذا الوضع‪ ،‬إلى أنها نادرا ما تنطوي على أهميه‬
‫كبيرة‪.‬‬
‫إن أهم سبب مفرد لذلك هو عدم وضوح قيمنا وأهدافنا‬

‫‪49‬‬
‫المهارات اللزمة لتحويل الفكار البداعية لخطط تنفيذية‬

‫أن علم النفس ذو فائدة‪ .‬حيث أنك إذا فهمت الوجهات النفسية في الحياة‬
‫اليومية ‪ ،‬فانك سوف تصبح أكثر قدرة على مواجهة المشاكل ومعاملة‬
‫نفسك بطريقة صحيحة ‪ ،‬ووضع المور في منظورها السليم ‪ ،‬وبناء الثقة‬
‫بالنفس ‪ .‬وسوف تستطيع أن تفعل ذلك عندما تتعامل مع المشاكل في‬
‫العلقات‪ ،‬وعندما تتعامل مع القلق والكتئاب‪ .‬إذ أن معرفة القليل من علم‬
‫النفس يمكن أيضا أن يكون حيوي عندما تتعامل مع المشاكل التي تؤثر‬
‫في النوم والكل والشراب‪ .‬وفضل عن ذلك ‪ ،‬فان معرفة كيف يعمل‬
‫العقل سوف تساعدك على تطوير قدرتك على التعلم والتذكر واتخاذ‬
‫القرارات‪.‬‬
‫تعتبر المفاتيح الثلثة لتحقيق العلقات الطيبة في نفس الهمية لدى المدير‬
‫مثل أهميتها بالنسبة للوالدين وتعتبر إدارة الوقت بمثابة المهارة التنظيمية‬
‫الهامة لدارة شئون العمل ‪ .‬ويتعلق هذا البرنامج بالمهارات التنظيمية‬
‫والنفسية التي سوف تمكنك من أحداث تغييرات في حياتك‪ -‬في جميع‬
‫نواحي حياتك‪ -‬ولتحقيق التحسينات لنفسك وأولئك المحيطين بك‪ .‬وفى‬
‫هذا الجزء ‪ ،‬نقوم بتجميع بعض الفكار المحورية في هذا البرنامج عن‬
‫طريق التركيز على التفكير السليم‪.‬‬
‫إن التفكير السليم ليس سهل دائما ‪ :‬إذ أنه من الصعب أن تفكر بطريقة‬
‫منطقية ‪ ،‬وأن تتجنب أن تقع خلل تفكيرك في هفوات غير منطقية ‪،‬‬
‫أكثر مما قد يبدو لك‪ .‬وحتى أولئك الذين يفخرون بالمنهج العقلني في‬
‫نمو الحياة يظلون يصدرون أحكاما على أساس المعلومات غير الملئمة‬
‫– مثل عندما نتسرع بالوصول إلى استنتاجات‪ ،‬ونفكر قائلين ‪":‬أنا لن‬
‫أخرج أبدا من هذا المأزق"‪ ،‬أو نحاول قراءة فكر الغير ونستنتج" أنهم‬

‫‪50‬‬
‫يظنون أنني غبيا"وكثيرا جدا ‪ ،‬وعلى أكثر مما ندرك أنه يحدث فإننا‬
‫نستخدم استراتيجيات للتفكير القائم بصورة مفككة على الحقائق‪ ،‬أو‬
‫نرتكب واحدة من عدة أخطاء معتادة دراستها وقام بتحليلها العلماء‬
‫النفسانيين‪.‬وكيف ترتبط الفكار والمشاعر‪ ،‬وكيف يساعدك ‪ ،‬أن تبحث‬
‫عن وسيلة أخرى لرؤية الشياء عندما تشعر بالضيق ونضيف بعض‬
‫الخطاء العادية التي تجعل فكرنا منحازا ‪ ،‬ونشرح كيف نحاول أن‬
‫نتحاشى ارتكابها لكي نستخدم عقلنا استخداما أفضل لحل المشاكل‬
‫ومواجهة المعوقات التي نواجهها‪.‬‬

‫أربعة أخطاء شائعة في التفكير‬


‫‪.1‬أن تضللنا النظريات والمعتقدات والفتراضات‬
‫إننا نحتاج إلى نظريات من جميع النواع‪ .‬وهى تجعلنا قادرين على‬
‫العمل بكفاءة في عالم يتغير باستمرار ‪ ،‬وتحدد لنا الشياء التي نأخذها‬
‫كمسلمات ‪ :‬وعلى سبيل المثال‪ ،‬السبرين يسكن الصداع‪ ،‬أو الصدقاء‬
‫يستمعون لنا عندما نتحدث معهم‪ ،‬والدهان الخاص بسمرة البشرة ليس‬
‫مضرا‪ .‬ولكن بمجرد أن يتم تشكيل الراء‪ ،‬فإنها تقاوم التغيير بصورة‬
‫ملحوظة ‪ ،‬حتى في مواجهة الدليل المناقض لها‪ .‬ومثلما قال فرانسيس‬
‫بيكون ذات يوم "أن الفهم النساني بمجردي أنى يتبنى أحدث الفكار‪،‬‬
‫فهو يستجلب جميع المور الخرى لتدعيمها والتفاق معها"‪.‬‬
‫ومن الممكن أن تنزلق الراء بسهولة إلى الحكام المسبقة ‪ .‬فالحكام‬
‫المسبقة ‪ ،‬مثل المعتقدات بشأن الخصائص العرقية ‪ ،‬أو الختلفات‬
‫بين الناس تعتبر أمثلة جيدة للنظريات التي قد تسبب انحيازا في‬
‫أحكامنا ‪ ،‬وتجعل من الصعب تغييرها ‪ .‬وعن طريق النظر إليها‬
‫بمزيد من التفصيل يمكننا أن نكشف بعض الساليب التي تظل‬

‫‪51‬‬
‫بواسطتها المعتقدات باقية في مواجهة الدلة التي ل تؤكدها‪ .‬لنتصور‬
‫ذلك العتقاد بأن الطفال الذين يستغرقون وقتا طويل لكي يتعلموا‬
‫القراءة هم أقل ذكاء من الخرين فهناك عدة عمليات تتكاتف لتجعل‬
‫من الصعب تغيير هذا العتقاد‪ .‬ويمكن أن نعرض ذلك عن طريق‬
‫توضيح ما يحدث عندما تصادفك معلومة غير ملئمة‪ .‬كأن تسمع أن‬
‫صديقك " ماكس" البارع للغاية‪ ،‬كان بطيئا في تعلم القراءة‪.‬‬
‫أول‪،‬إن المعلومة التي ل تتلءم يتم إسقاطها من العتبار ‪ .‬وتقرر أن‬
‫صديقك ماكس البارع ولكن البطيء في القراءة هو "الستثناء الذي‬
‫تؤكده القاعدة "‪ .‬وأن شخصا واحدا بارعا وكان بطيئا في تعلم القراءة‬
‫ل يؤخذ في الحسبان‪ .‬إن الدليل شأنه ل يؤثر مطلقا على العتقاد ‪:‬‬
‫فهو حتى ل يستحق الملحظة‪.‬‬

‫ثانيا‪ ،‬إن المعلومة التي ل تتلءم يتم تحويرها ‪ .‬فإنك ربما تجادل في‬
‫أن ماكس يخطئ في تذكر الفترة التي استغرقها ليتعلم القراءة ‪ .‬كان‬
‫المر صعبا لن أي شئ آخر قد جاءه بسهولة ‪ ،‬أو لن فصله‬
‫الدراسي كان مليئا بأطفال قادرين بصورة غير عادية ‪ ،‬وكان هو أحد‬
‫الطفال البطأ‪ .‬إن المر كما لو أن عقلك يجادل على* هذا النحو ‪:‬‬
‫البطيء في القراءة ليس ذكيا جدا‪ ,‬ماكس طفل ذكى ‪ ،‬لذلك فإنه ل‬
‫يمكن أن يكون بطيئا في القراءة ‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬فإننا نختار الحقائق‬
‫التي تتلءم مع معتقداتنا وافتراضاتنا وننسى أو نستبعد الباقي ‪ .‬كما‬
‫أننا أيضا نخلط ما نفضله مع الحقائق ‪ :‬قد يكون من المفضل أن النقد‬
‫الذي يتلقاه المرء من الخرين ليس له ما يبرره‪ ،‬وأنه نتاج حدة طباع‬
‫شخص آخر ‪ ،‬عن قبول أن النقد له ما يبرره أو يستحق بجدارة‬
‫ويشعر المرء برضاء أكثر إذا ما أرجع الفشل في تحقيق أحد الهداف‬

‫‪52‬‬
‫في العمل‪ -‬مثل زيادة الرباح أو تحقيق إرضاء أكبر للعميل‪ -‬إلى‬
‫المناخ القتصادي أو إلى تصرفات أحد المنافسين عن إرجاعه إلى‬
‫أخطاء وفشل المرء نفسه‪.‬‬

‫ثالثا‪،‬إزاحة لمعلومة غير المتلئمة‪ .‬انك تدرك التحدي الموجود أمام‬


‫العتقاد‪ ،‬ولكنك ل تهتم به وتنساه ‪ ،‬وبذلك ل يتم تخزينه‪.‬ويصبح‬
‫المر تماما كما لو أن العقل لم تكن لديه" خانة" مستعدة لقبول المعلومة‬
‫المتناقضة عن الناس البارعين الذين كانوا يتسمون بالبطء في تعلم‬
‫القراءة ‪ .‬وعندما تحاول أن تتذكر مثل هذه المعلومة فيما بعد‪ ،‬فإنها‬
‫لن تأتى إلى العقل لنه لم يتم إدراجها في الذاكرة ‪ .‬وربما تتذكر أن‬
‫ماكس يعتبر واحدا من ابرع الناس الذين تعرفهم وتفترض أنه ل بد‬
‫أن براعته كانت ظاهرة من البداية ‪ ،‬أيا كان ما يقال عنها الن‪.‬‬
‫إن ما نراه ‪ ،‬ونلحظه ونهتم به ‪ ،‬ونتذكره إنما يتقرر من عدة نواحي‬
‫بواسطة معتقداتنا ‪ ،‬وإطاراتنا ‪ ،‬ونظرياتنا الموجودة لدينا من قبل‪،‬‬
‫أكثر من أن يكون العكس صحيحا ‪ .‬ونادرا ما تغير ملحظاتنا اليومية‬
‫من مفاهيمنا المسبقة‪ .‬ويعتبر ذلك المر وثيق الصلة بالموضوع لن‬
‫المعتقدات المحيطة‪ -‬مثل" إني لست في جودة الخرين"‪ ،‬أو"كل إنسان‬
‫يتكيف مع الحياة أفضل مما أفعل " ‪ ،‬أو " العالم مكان خطير"‪ -‬سوف‬
‫تصبح بنفس القدر مقاومة للتغيير ‪ ،‬ومن المرجح بالمثل أن تكون غير‬
‫سليمة ‪ ،‬مثل بقية النواع من المعتقدات ‪ .‬إنها أحكام مسبقة بشأن‬
‫نفسك ‪ ،‬وبشأن الخرين‪ ،‬أو بشأن العالم‪ .‬من بين الساليب التي تجعل‬
‫هذه " الحكام المسبقة" ومن الصعب تغييرها أننا أيضا نسقط من‬
‫العتبار المعلومة التي ل تتناسب معها ونقوم بتحويرها و إزاحتها ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫التأمين ضد التحيز‬
‫‪.1‬ابحث عن الدليل الذي ل يؤكد اعتقادك أكثر من الدليل‬
‫الذي يؤكده‪ .‬فإذا كنت تعتقد أن جميع البجع لونه أبيض‪،‬‬
‫فان اعتقادك يمكن فقط أن يتغير ‪ ،‬ويتلءم مع الحقيقة‪،‬‬
‫إذا بحثت عن البجع غير البيض‪ . .‬إن عثورك على‬
‫المزيد من البجع البيض إنما يصدق فقط على اعتقادك‬
‫الموجود من قبل بدون أن يساعدك على التحقق منه كما‬
‫أن البحث عن البجع غير البيض ( أو عن الناس‬
‫البارعين الذي تعلموا القراءة ببطء بدل من سرعة‬
‫التعلم ‪ ،‬يستطع أن يخبرك متى يحتاج العتقاد القديم‬
‫للتغيير‪.‬‬
‫‪.2‬عندما تصادفك أمثلة ل تتلءم مع مفاهيمك المسبقة‪.‬‬
‫اعمل على التأكد من التفكير فيها وتذكرها ‪ ،‬وأسال نفسك‬
‫ما إذا كانت المعتقدات القديمة يجب تعديلها ( ول تستبعد‬
‫أو تزيح نجاحاتك أو ما تلقاه من مديح) ‪.‬‬
‫‪.3‬احتفظ بأفضلياتك وأهوائك بعيدا ‪.‬وذلك يعنى أمرين ‪ :‬أن‬
‫تعرف ما هي‪ ،‬وأن تصبح مدركا كيف يمكنها أن تتسبب‬
‫في انحياز قدراتك عن التفكير العقلني‪ ،‬وإذا ما عرفت‬
‫ما الذي تريد التفكير فيه ‪ ،‬عندئذ يصبح من السهل أن‬
‫تتأكد ما إذا كانت الحقائق تتلءم حقا مع الموضوع ‪ ،‬أو‬
‫أنك تقوم فقط بتشكيلها على هذا النحو ‪.‬‬
‫‪.4‬ل تقلق بشأن تعديل معتقداتك أثناء تقدمك ‪ .‬ومن الممكن‬
‫أن تشعر بعدم الستقرار عندما تضطر إلى تغيير أفكارك‬

‫‪54‬‬
‫مثل بشأن سماحة مدرس معين في مدرسة أطفالك ‪ ،‬أو‬
‫العتقاد بأن الجتهاد في العمل سوف تتم مكافآته‬
‫والعتراف به في النهاية‪ .‬ومن الممكن أن تتحول‬
‫المعتقدات‪ ،‬والنظريات ‪ ،‬والفتراضات تدريجيا بمرور‬
‫الوقت‪ ،‬أو تتغير فجأة‪ .‬وفى كلتا الحالتين فإن القدرة على‬
‫التكيف والتغيير وفق الظروف من الرجح أنها تحافظ‬
‫على تفكيرك العقلني والواضح أكثر من التشبث‬
‫بالمعتقدات المنة‪ ،‬ولكنها ليست مدعمة‪.‬‬

‫‪ -2‬أن يضللنا ما يطرأ على الذهن‬


‫إن المعلومة التي تأتى إلى الذهن سريعا يكون لها تأثير غير‬
‫مناسب على الراء والتفكير المنطقي بصفة عامة ‪ .‬ففي سنة‬
‫‪ ،1964‬استعرض " سولومون آش" هذه النقطة في تجربة سأل‬
‫الناس فيها أن يكونوا رأيا في شخص وصفة بأنه "ذكيا – مجتهدا‪-‬‬
‫مندفعا‪ -‬ميال إلى النقد‪ -‬عنيدا‪-‬حسودا" وإذا ما تم تقديم الصفات‬
‫بهذا الترتيب‪ ،‬كانت الراء أكثر إيجابية عن حالة تقديمها في‬
‫الترتيب العكسي (بدأ بالحسود‪ -‬العنيد‪ -‬الميال إلى النقد بطبيعته‪)..‬‬
‫حيث أن الصفات التي يتم تقديمها في البداية تخلق انطباعا مؤيدا‬
‫أو غير مؤيد ‪ ،‬وتؤثر هذه النطباعات الولى بعد ذلك في الحكم‬
‫النهائي ‪ .‬ونحن نميل جميعنا إلى إعطاء قيمة مبالغ فيها للشياء‬
‫التي تطرأ على الذهن ‪ .‬والمشكلة أن الذي يطرأ على الذهن في‬
‫وقت معين تقرره غالبا عوامل هامشية مثل الترتيب الذي قيلت به‬
‫الشياء أثناء العمل ‪ ،‬أو إذا كنت تشعر بالقلق أو تشعر بالحباط‬
‫نحوها ‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫كذلك فان للحداث الحيوية ‪ ،‬أو البارزة عاطفيا تأثير هائل على‬
‫طريقة تفكيرنا‪ .‬وهذه الحقيقة تستغلها العلنات‪،‬وهى تؤثر على‬
‫حياتنا اليومية‪ .‬إن شعورك بالرضاء عن أمر فعلته سوف يجعلك‬
‫تظن أنه يستحق أن تفعله ثانية‪ ،‬وشعورك بعدم الرضاء عنه سوف‬
‫ينفرك منه‪ .‬وباختصار‪ ،‬إذا كان هناك شئ بالنسبة لك ‪ ،‬أو يحدث‬
‫لديك مشاعر قوية ‪ ،‬أو حدث مؤخرا ‪ ،‬أو يجتذب انتباهك على نحو‬
‫غير عادى ( مثل بسبب كونه بدعة جديدة أو لندرته)‪ ،‬فعندئذ من‬
‫المرجح أكثر أن تتذكره وعندما تفعل ذلك يصبح من الرجح أيضا‬
‫أن يؤثر في حكمك وتحيزك‪.‬‬

‫الضمان ضد التحيز‬
‫‪.1‬خذ وقتا كافيا عند التفكير في أمر ما ‪ .‬حيث أن‬
‫الحكام الخاطفة أكثر عرضة للتأثر المبالغ فيه‬
‫بالمور التي ل علقة لها بالموضوع عن الحكام‬
‫المدروسة‪.‬‬
‫‪.2‬حاول أن تبتعد عن المشاعر الساخنة‪ .‬إذا كانت‬
‫مشاعرك ذات صلة قوية‪ ،‬فإنه من الممكن أن‬
‫يتغير تفكيرك عندما تتغير مشاعرك ‪ .‬وسوف‬
‫يساعدك أن تقوم بتوصيف مشاعرك ‪ ،‬وأن تميز‬
‫الفكار التي تتمشى معها ‪ ،‬وأن تتحقق إذا كانت‬
‫هذه الفكار معقولة وتتمشى مع الواقع‪ .‬معقولة‬
‫وتتمشى مع الواقع‪.‬‬
‫‪.3‬اختبر أفكارك على الخرين‪ .‬وانظر كيف يكون‬
‫رد فعلهم لن تجربة كل شخص واهتماماته تختلف‬

‫‪56‬‬
‫عن الخرين ‪ .‬إن استخدام عقلين بدل من عقل‬
‫واحد ‪ ،‬يعتبر وسيلة جديدة للتقليل من التحيز‪.‬‬

‫‪ -3‬التضليل بتأثير الخرين‬


‫يعتبر التفكير السليم أسهل غالبا ‪ ،‬ومن المرجح أن يكون أكثر‬
‫منطقية ‪ ،‬إذا استطعنا أن نستخدم الخرين لنشر الرأي واستطلع‬
‫الراء بشأنه ‪ .‬وعلى الرغم من ذلك توجد بعض الهفوات التي‬
‫يجب أن نتجنبها عندما نستمع إلى آراء الخرين ‪.‬‬
‫تأثير الهالة‪ .‬أننا نميل إلى تصديق الناس الذين نعجب بهم ‪ ،‬حتى‬
‫عندما تكون آرائهم ربما ليست مبنية على معلومات صحيحة بوجه‬
‫خاص‪ .‬ويتم سؤال الرياضيين ونجوم الروك لكي يؤيدوا استخدام‬
‫نوع معين من الصابون أو ليدلوا بآرائهم في المسائل العالمية –‬
‫بصرف النظر عن خبرتهم ‪ -‬نظرا لن شهرتهم وحدها لها وأن‬
‫تؤثر في أحكامنا ‪ .‬وإذا كنت تحب الطعام الفرنسي ‪،‬فإنك ربما‬
‫تميل إلي التفكير بأن جميع الشياء الفرنسية رائعة‪.‬‬
‫وعندما يتأثر الناس بوزن السلطة ‪،‬فإنهم يجازفون بأن يضللهم‬
‫تأثير الهالة ‪ .‬وعلى سبيل المثال عندما يصغي الناس إلي آراء‬
‫أطبائهم بشأن قرارات تتعلق بالمهنة ‪ ،‬ولما يقوله محاميهم بشأن‬
‫العلقات الخاصة ‪ .‬أو ربما يستعيرون السلطة لعطاء قيمة إلى‬
‫مجادلة خاصة بهم ‪ ".‬قال مسترشتاين ‪ ،‬الباحث الكبير‬
‫والبروفيسور الجامعي ‪ ،‬أنه قد وجد طريقة جديدة للتحكم في‬
‫السلطة ذات تأثير حقيقي "‪ .‬أو يقتبسون من مقالت قاموا بقراءتها‬
‫في الصحف أو المجلت وكأن الكلمة المطبوعة تمنحها المصداقية‬
‫فورا!‬

‫‪57‬‬
‫تأثير أسلوب العرض‪ .‬إذا اجتذب أحد مندوبي المبيعات اهتمامك‬
‫عن طريق الحديث البارع ‪ ،‬وأن جعلك تضحك ‪ ،‬واستخدم الصور‬
‫التوضيحية ‪ ،‬فإنك من الرجح أن تصدق ما يقوله أو تقوله ‪،‬‬
‫وينطبق نفس المر على العمل ‪ ،‬وفى المنزل‪ ، ،‬وفى المواقف‬
‫الجتماعية ‪ .‬فكلما ازداد حديث الشخص ممل – بصرف النظر‬
‫عما يقوله – قل تأثير ما يملكه ‪ .‬وإذا تعلمت أن تعبر عن نفسك‬
‫في ثقة وقوة سوف يصبح من الرجح أن يستمع الناس إليك‪.‬‬

‫الحقيقة العلمية‪.‬إننا نعيش في عصر يولي اهتماما كبيرا لموضوعية‬


‫"وحقائق" الملحظات العلمية ‪ .‬ويعتبر ذلك مسئول حقا عن الكثير‬
‫من التقدم الذي نستفيد منه يوميا ويمثل الجانب الخر من العملة ‪،‬‬
‫في أن اللجوء إلى الدليل العلمي ‪ ،‬بصرف النظر عما إذا كان‬
‫هناك ما يبرره ‪ ،‬يعتبر أسلوبا غير ملئم للقناع في المجادلة ‪.‬‬
‫ونظرا لن معظمنا ليسوا خبراء ‪ ،‬فإننا من السهل إن يتم تضليلنا‪.‬‬
‫وربما نشتري نوعا جديدا من إطارات السيارة‪ ،‬أو نتوقف عن‬
‫شراء غذاء غنى بالكوليسترول ‪ ،‬بدون أن نعرف ما إذا كانت هذه‬
‫القارات منطقيا حقا‪ .‬وربما كان أفضل ما نستطيع أن نفعله هو أن‬
‫يظل عقلنا متيقظا ‪ ،‬ونتعلم المزيد عن كيفية تقييم المعلومة التي‬
‫تقدم إلينا‪ ،‬ونحذر ضد المتنبئين الزائفين‪.‬‬
‫وتقوم معظم فروع العلم بتطوير لغتها الفنية الخاصة بها‪ ،‬وتستطيع‬
‫التعبيرات الخاصة أو الغموض المتعمد ‪ ،‬أن يضللنا بسهولة خاصة‬
‫إذا ما تم استخدامها أو لضافه الثقل إلي وجهة نظر معينة‪ ،‬وأن‬
‫سؤال الناس أن يشرحوا لغة تستطيع أن تفهمها ‪ ،‬يعتبر بمثابة‬

‫‪58‬‬
‫الحماية الممتازة ‪ .‬وربما تكون عملية الشرح صعبة‪ ،‬وربما‬
‫يتضمن فهمها تعلم مصطلحات جديدة ( أصبح معنى برامج‬
‫وبيانات الكمبيوتر مفهوما لدى عدد أكبر بكثير من الناس عما‬
‫كانت منذ ‪ 15‬عاما)‪ ،‬ولكن ذلك يعتبر ممكنا في غالبية الحوال ‪،‬‬
‫أما إذا كان غير ممكن فانه ستكون لديك مبرراتك عندما ترجئ‬
‫الحكم في الوقت الحالي‪ .‬وذلك ل يعني أنك تحتاج إلى فهم كيفية‬
‫عمل آلة الفاكس لكي تستطيع أن تستخدمها ولكن سيكون لديك سببا‬
‫جيدا لتطلب شرحا واضحا ومفهوما لمزايا الموديل الجديد إذا كنت‬
‫تفكر استبدال الموديل القديم لديك ‪ .‬وينطبق نفس المر على تقييم‬
‫النصيحة النفسية التي تقدم إليك‪.‬‬

‫الخطأ الرئيسي في الصفات التي ننسبها إلى الشخص‪ .‬يعمل"ديك"‬


‫موظفا في الشئون الجتماعية ‪ .‬وهو يستمتع بالتصال بعملئه‬
‫أكثر من أي شئ آخر‪ ،‬وهو ملتزم ومجتهد في عمله كعضو في‬
‫الفريق المحلي لرعاية الطفولة ‪ .‬ويفكر فيه زملؤه باعتباره يمكن‬
‫العتماد عليه ‪ ،‬وقادر علي التصال بالخرين والتفاهم معهم‪،‬‬
‫وذي تفكير متزن ‪ ،‬وهادئ‪ ،‬ومسئول‪ .‬ويعود"ديك" إلى منزله‬
‫مرهقا ‪ ،‬ويتعرض زواجه لمشاكل ‪ .‬وتصفه"كلرا" إلى صديقتها‬
‫بأنه صامت ‪ ،‬ومتباعد عن العائلة وكثير النسيان ‪ ،‬ويصبح سريع‬
‫النفعال عند القيام بالعمال المنزلية الروتينية ‪ ،‬وهو غير مسئول‬
‫حيث يترك الغلبية العظمى من مسئولية الوالدين على عاتقها‪.‬‬
‫ويعتبر الرأيان بشأن ديك متعارضين تماما‪ ،‬ويتم التعبير عن كل‬
‫منهما وكأنه يصف شخصيته‪ :‬توصيف مستقر ورئيسي من‬
‫المرجح أن يبقى ‪ .‬وهذا هو الخطأ الرئيسي في الصفات التي‬
‫‪59‬‬
‫ننسبها إلى الشخص حيث نعزو التصرف للصفات الثابتة للناس‬
‫وليس للمواقف‪ ،‬والظروف والحداث التى تحيط بهم‪.‬‬
‫وفى الحقيقة‪ ،‬يختلف الناس اختلفا هائل في المواقف المختلفة ‪.‬‬
‫وهم يتأقلمون وفقا للطلبات المطروحة‪ ،‬ويختلفون عندما تتغير‬
‫الظروف والوقات ولذلك فإن علينا أن نحذر من تصنيف‬
‫الخرين‪ ،‬وأنفسنا ‪ ،‬وكأن ردود أفعالنا وتصرفاتنا ثابته ‪ :‬وتزداد‬
‫القدرة الكامنة على التغيير عن طريق تغيير الظروف أكثر من‬
‫محاولة تغيير الشخص‪ .‬وليست الفكرة انك تستطيع أن تعلم الكلب‬
‫العجوز ميل جديدا‪ ،‬ولكن أن العمل طوال الوقت وبدون لعب‬
‫يجعل من "جاك" صبيا غبيا ‪ .‬وبعبارة أخرى فان تغيير الوضاع‬
‫من المرجح للغاية أن تغير الشخص ‪ .‬والموظف الساخط الكسول‬
‫من الممكن أن تجعله متحفزا ونشيطا إذا ما تغيرت الظروف‪.‬‬

‫‪ -4‬أن يضللنا الرتباط العقلي بين الفكار‬


‫أصيبت "جيم" بنزلة برد شديدة تركت لدية صداعا وقد قابل‬
‫شخصا يشكو من الصداع وبدأ يتحدثان عن أنواع البرد اللذان‬
‫أصيبا به ‪ ،‬وكيفية التخلص من أسوأ آثاره ‪ ،‬والقدر الذي يؤثر به‬
‫على القدرة على التفكير السليم ‪ .‬وهما الثنان يرتكبان خطأ‬
‫رئيسيا في التفكير يتضمن أن المور المتشابهة تضللهما ‪ .‬ونظرا‬
‫لن مشاكلهما متشابهة – يعانى الثنان من الصداع –فإنهما‬
‫يفترضان أن مشكلهما ترجع إلي نفس السبب ‪ .‬ولكن الصديق‬
‫ربما كان يعاني من مرض مختلف تماما – مثل الحساسية‪،‬‬
‫الجيوب النفية ‪ ،‬عدوي من مصدر آخر وغير ذلك ‪ ،‬وينطبق‬

‫‪60‬‬
‫نفس الجدال إذا كان الثنان مجهدين ‪ ،‬أو قلقين‪ ،‬أو يميلن أكثر‬
‫من اللزم إلى احتساء الخمر‪.‬‬
‫انك ترى أحد السياسيين في لقاء تليفزيوني وقد فوجئ باللقاء وهو‬
‫غير مستعد‪ ،‬ويرتدى قميصا متجعدا ‪ ،‬وشعره غير ممشط ‪ .‬ويبدو‬
‫مظهره مثل البروفيسور التائه الذهن أكثر من السياسي الشهير ‪.‬‬
‫وينبع حكمك عليه من ملبسه ‪ .‬ومن المرجح أن تحكم عليه بأنه‬
‫كثير النسيان ونظري التفكير ‪ ،‬ويحلق في الخيال بدل من أنه يقف‬
‫علي أرض الواقع ‪ ,‬ول عجب أن السياسيين يبذلون جهدا شاقا‬
‫ليعتنوا بمظهرهم عناية فائقة‪ -‬وليقصوا شعرهم فى الوقت‬
‫المناسب‪.‬‬
‫وإذ يأتى إلى بابك رجل أنيق متوسط العمر ويرتدى حلة(بدلة)‬
‫ويحمل حقيبة أوراق ‪ ،‬ويقدم لك بطاقته الوظيفية ‪ .‬ويقول أنه قد‬
‫فتح محل للشياء القديمة( العاديات) في الجوار‪ ،‬وأنه يهتم بشراء‬
‫الشياء القديمة من الناس في المنطقة ‪ ،‬وهو يقوم بتقييم الثمان‬
‫مجانا لولئك الذين يهتمون بالمر‪ .‬و هم مهذب للغاية ‪ ،‬ويعتذر‬
‫عن مقاطعتك إذا كنت مشغول ‪ ،‬وعرض أنه يعود مرة أخرى‬
‫في وقت أكثر ملئمة إذا رغبت‪ .‬وأنت تدعوه وتضع له قدحا من‬
‫الشاي‪ ،‬وتحضر له صورة جدتك لتسأله عنها ‪ ،‬وعندما يرحل تجد‬
‫أن حافظة نقودك قد رحلت معه ‪ ،‬لقد كان تصرفه يماثل تصرفات‬
‫شخص آخر أكثر احتراما ‪ ،‬وقد استغل الميل العام للتفكير بأن‬
‫التشابه السطحي يخبرك بالمضمون الداخلي للشخص‪.‬‬

‫التأمين ضد التحيز‬

‫‪61‬‬
‫‪.1‬عندما تلحظ أن شيئين يتشابهان‪ .‬أسأل نفسك‬
‫أيضا كيف يختلفان ‪ .‬وانظر إذا كنت تستطيع أن‬
‫تكتشف ما إذا كانت لهما أسباب مختلفة ‪ .‬أن‬
‫شعوري بالكتئاب ‪ ،‬أو مشكلة الطعام‪ ،‬قد تكون‬
‫أو ل تكون لنفس السبب الموجود لديك‪.‬‬
‫‪.2‬افحص توقعاتك‪ .‬وأسأل على أي السس ترتكز ‪،‬‬
‫وما إذا كان ذلك يعتبر تفكيرا معقول أو له معنى‬
‫‪ .‬هل المظاهر تعتبر مؤشرا جيدا للحقائق؟ إنهم‬
‫في العادة كذلك‪ ،‬ولذلك يستطيع الناس استغلل‬
‫المظاهر لمصلحتهم ‪ ،‬ولكن المظاهر يمكن أيضا‬
‫أن تكون مضللة ‪ ،‬وإذا افترضت أن قيمها مثلما‬
‫تبدو عليه –خاصة إذا كانت الظروف غير عادية‬
‫فان ذلك ربما يضللك‪.‬‬

‫أربعة قواعد إحصائية‬


‫يعتبر الحصاء – وهو علم الحقائق والبيانات الرقمية‪ -‬علما معقدا‬
‫وتقنيا‪ ،‬ولكن المفكر العادي ل يحتاج أن يكون إحصائيا لكي يفكر‬
‫بصورة منطقية ‪ .‬ويمكن إنقاص عدد من الخطاء الشائعة في التفكير‬
‫عن طريق معرفة القواعد الرئيسية في الحصاء‪.‬‬
‫‪.1‬قانون العداد الضخمة‬
‫كلما كانت العينة أضخم كلما كان من الرجح تمثيلها لخصائص‬
‫التعداد الذي تم سحبها منه ‪ .‬وربما تسمع من أحد الصدقاء أن طراز‬
‫السيارة التي تبغي شرائها يعتبر رائعا‪ -‬يعتمد عليه تماما ‪ ،‬وسهل‬
‫الصطفاف ‪ ،‬والركوب فيه مريح ‪ ،‬ويمكنك أن تجرب مدى راحتها‬
‫‪62‬‬
‫وسهولة ركنها عن طريق الخروج بها في تجربة للقيادة‪ ,‬ولكن تجربة‬
‫سيارة واحدة فقط سيخبرك القليل عن إمكانية العتماد على هذا‬
‫الطراز ‪ .‬ولكي تستطيع أن تحكم ما إذا كان طراز السيارة يمكن‬
‫الوثوق به‪ ،‬فإنك تحتاج إلى معلومات من عدة سيارات ‪ ،‬والجدال بناء‬
‫على تجربة الخرين –أو من تجربتك الخاصة تعتبر غير سليم في‬
‫كثير من الحوال ‪ .‬وكلما كانت العداد التي تبنى عليها معلومات‬
‫أضخم ‪ ،‬وكما كانت العينات المتضمنة أكثر عشوائية ‪ ،‬ازداد ترجيح‬
‫صحة أحكامك‪ .‬إن بعض ملمح المشاكل أو الصعوبات التي تواجهها‬
‫ستكون مشابهة لمشاكل الخرين ‪ ،‬ولكن بعض الملمح الخرى‬
‫ستكون خاصة بك وحدك ‪ .‬وينطبق نفس المر على الحلول على‬
‫الحلول التي تجدها‪ .‬وأن استخدام هذا البرنامج كمصدر للفكار التي‬
‫وجدها الخرون مفيد في مساعدتهم يجب أل يمنعك من تجربة أفكار‬
‫أخري‪.‬‬

‫‪.2‬جماعات المقارنة أو السيطرة‬


‫من السهل أن تتأثر بالحصائيات مثل العدد الضخم من الناس الذين‬
‫يقتلون في حوادث الطرق ‪ ،‬أو النسبة الصغيرة من الطفال الرضع‬
‫الذين يموتون خلل اليام الولى من حياتهم‪ .‬وفى غياب كل من‬
‫جماعات المقارنة ومعرفة التعداد الكامل المعرض للخطر ( الرقم‬
‫الجمالي لسائقي السيارات‪ ،‬والطفال الرضع) تصبح معظم هذه‬
‫الرقام ذات قيمة محدودة ‪ .‬وهى ربما تصدمنا‪ ،‬ولكنها ل تكون أساسا‬
‫مناسبا لصدار حكما بالتقييم أو اتخاذ القرار ما لم توضع في سياق‬
‫جماعات المقارنة ‪ .‬هل تمثل الرقام تحسنا عن السنوات السابقة؟‬
‫وكيف يمكن مقارنتها بالدول الخرى المماثلة؟ما هو معدل التغيير؟‬
‫‪63‬‬
‫ويجب أن يتم وضع معظم الحصائيات في سياق جماعات المقارنة‬
‫والسيطرة إذا أردنا أن يكون لتفسيرها معني‪.‬‬

‫‪.3‬صنع التنبؤات‬
‫هناك جدال بأن الصبية أفضل في العلوم الرياضية من البنات ‪ .‬وحقا لقد‬
‫لوحظ وجود فارق بين المهارة في الرياضيات بين الصبية والبنات في‬
‫مختلف الدراسات ومختلف مراحل التطور‪ .‬ولكن ذلك ل يجعل من‬
‫الممكن أن نتنبأ مدى سهولة أن يتعلم صبي مفرد أو فتاة مفردة المهارات‬
‫الرياضية ‪ .‬ويرجع ذلك إلى سببين ‪ :‬الول‪ ،‬أن تصرفات الجماعة ل‬
‫تخبرنا بأي شئ عن التصرف الفعلي للفرد‪ .‬والثاني ‪ ،‬أن التطابق‬
‫الجزئي بين الجماعات ربما يكون أكبر بكثير عن الختلفات فيما بينهم ‪.‬‬
‫وفى حالة القدرات الرياضية‪ ،‬يوجد نطاق هائل من القدرات موجود في‬
‫كل من الصبية والبنات ‪ .‬ويعتبر التشابه بين الصبية والبنات في القدرات‬
‫الرياضية أكبر بكثير من الختلفات بينهم – والتشابه بين الناس الذين‬
‫يواجهون مشاكل وصعوبات في حياتهم يعتبر أيضا أكبر بكثير من‬
‫الختلفات بينهم ‪ ،‬حيث أن الغلبية العظمي من الناس يمرون بصعوبات‬
‫في مرحلة ما من حياتهم‪.‬‬

‫‪.4‬العلقات المتبادلة والسبب‬


‫هناك الكثير ممن يفترضون خطأ أنه نظرا لن أمرين يحدثان معا‬
‫يكون أحدهما سبب للخر ‪ .‬وكثيرا ما يكون ذوى الشعر الحمر‬
‫وجوههم شاحبة ‪ .‬ولكن أحد الثنين ل يسبب الخر ‪ .‬وإذا أخذنا مثال‬
‫مختلفا ‪ ،‬أصبح " ماثيو" تدريجيا أكثر ثقة ومهارة ‪ ،‬عندما استقر في‬
‫عمله الجديد ‪ .‬وفى نفس الفترة اجتمع معه رئيسه اجتماعات أسبوعية‬

‫‪64‬‬
‫قصيرة ‪ ،‬ليتأكد من كيفية تقدمه ‪ .‬وقد ارتبط الحدثان ‪ ،‬لنهما قد‬
‫حدثا في نفس الوقت ‪ .‬ولكن التغيير التدريجي من الرجح كثيرا أن‬
‫يكون مستقل عن الحداث الخاصة المتقطعة عن أن يكون بسببها ‪.‬‬
‫إن أخذك لحبة أسبرين أو اثنتين أثناء شفائك من النفلونزا قد يجعلك‬
‫تشعر مؤقتا بالتحسن ولكن من المستبعد أن يؤثر فى سرعة شفائك‪.‬‬
‫ويصبح من الصعب أنى تفكر في السباب عندما تفكر في القضايا‬
‫الجتماعية كما هو الحال في المسائل العلمية ‪ .‬إننا أكثر يقينا بأن‬
‫الريح المتجمدة في الربيع سوف تذبل النرجس البرى في طريقها ‪،‬‬
‫وأقل يقينا بأن التمزق السري سوف يسبب السلوك المنحرف عند‬
‫المراهقين ‪ .‬ونحن نميل لفتراض أن المتغير الوحيد الذي حددناه‬
‫( التمزق السري) هو العامل الوحيد الوثيق الصلة بالموضوع‪،‬‬
‫ويتجاهل الناس الذين نشأو في بيوت ممزقة ولم ينحرفوا أبدا وحقا ‪،‬‬
‫أنه من السهل جدا أن نتجاهل هؤلء ‪ ،‬خاصة عندما نخص المشاغبين‬
‫لدرجة أنه في معظم المجتمعات ل نعرف حتى عددهم ‪ .‬وربما كان‬
‫ذلك مثل تجاهل الشياء التي تسير سيرا حسنا في ما حياتك‪ ،‬أو التي‬
‫قمت بها بصورة طيبة‪ ،‬عندما تكون لديك مشكلة أو عندما تسير‬
‫المور سيرا سيئا ‪ .‬ومن ثم فان من السهل أن نفترض أن الشياء‬
‫التي أخطأت فيها هي سبب المشكلة – وهي قد ل تكون السبب‪.‬‬

‫القناع والمناورات والضغط الجماعي‬


‫يعتبر الضغط لكي تطيع وتعمل وفق الجماعة قويا علي نحو يثير‬
‫الدهشة ‪ .‬وإذا لم يتبنى أحد سياسة التعامل مع المضايقات في مكان‬
‫العمل‪ ،‬فإن أولئك الذين يعانون من التحرشات قد يجدون تأييدا‬
‫ضئيل ‪ ،‬ولكن بمجرد أن تكون لدي الناس مثل هذه السياسة‪ ،‬يزداد‬
‫‪65‬‬
‫ضغط الجماعة لتطبيق وإطاعة السياسات الملئمة في مكان العمل‪.‬‬
‫ويمكن للجماعات أن تؤثر علي اتخاذ القرار والتفكير الفردي بطرق‬
‫عديدة ‪ ،‬ولكنها يمكن أن تكون مخطئة أو صحيحة أن تكون مخطئة أو‬
‫صحيحة ‪ .‬ولذلك فإنك قد تحتاج إلي قوة العقل‪ ،‬والثقة والتوكيد لكي‬
‫تحتفظ برأيك في الوقت الذي يختلف فيه معك جميع الخرين‪.‬‬

‫الكلمات الخيرة‬
‫يعتبر الدراك الواعي لمصادر الخطأ في التفكير هو المصدر الرئيسي‬
‫الذي نستطيع أن نعتمد عليه لتحسين تفكيرنا ‪ .‬وكلما ازداد تفكيرنا‬
‫وضوحا‪ ،‬كلما أصبحنا أفضل في اتخاذ القرارات‪ ،‬وحل المشاكل ‪،‬‬
‫وأيضا في وضع المور في منظورها السليم‪.‬‬

‫وظائف فصين المخ في النواحي الدارية‪-:‬‬

‫التوازن والتحكم‪-:‬‬
‫يجب عليك أن تبادر بالعمل من جانبك فأنت صاحب المصلحة في‬
‫تحريك الموقف في اتجاه التفاعل الحر المفتوح بينك وبين الخرين‬
‫‪ ().‬أكبر مساحة لمنطقة التفاعل الحر‬
‫وفر للخرين أكبر قدر من المعلومات التي تحتفظ بها عن الموضوع‬
‫وهذا يعمل على تقليص منطقة القناع لديك‪.‬‬
‫وفر المناخ الملئم لتشجيع الخرين على توفير ما لديهم من معلومات ل‬
‫تعرفها أنت وبذلك يعملون على تقليص المنطقة العمياء‪.‬‬
‫ابحثوا معا عن مصادر جديدة‪ /‬إضافة للمعلومات‪:‬‬

‫‪66‬‬
‫وهذا يساعد على تقليص مساحة المنطقة المجهولة إلى أدنى حدودها‪،‬‬
‫ابحث في الوثائق والدراسات والبحوث أو عن آخرين جدد ليوفروا لك‬
‫معلومات جديدة‪ ..‬رؤساؤك وزملؤك ومرءوسيك أقرب المصادر إليك‪.‬‬
‫وفر الجو المناسب من الثقة المتبادلة‪:‬أشرك الخرين ‪ ،‬وشاورهم في‬
‫الرأي ‪ ،‬وتقبل آرائهم و‘تجاهاتهم وتعليقاتهم كبدائل للتصرف‪ ،‬وثابر على‬
‫ذلك لتقنع الخرين بحسن نواياك‪.‬‬

‫مهارات تنمية الذاكرة‪-:‬‬


‫•لقد تأكد وأيقنت من عدم صحة هذه العبارة ‪":‬ذهب في طي‬
‫النسيان"‪ ..‬فل يوجد شئ يذهب في طي النسيان‪ ..‬حتى لو‬
‫مضت عليه اليام‪ ..‬فإن آثاره تظل باقية في الذاكرة‪ ..‬دائما‪..‬‬
‫وإلى ما ل نهاية‪ ..‬ول تفنى إل بفناء النسان نفسه ‪ ..‬وهذا شئ‬
‫إيجابي في حياة النسان أودعه ال تعالى في عقولنا‪ .‬ول فضل‬
‫لنا فيه ‪ ..‬نعم قد تقوم بعمليات التحليل وقد نضع برامج لتدريب‬
‫الذاكرة لنجعلها أكثر قوة ووعيا لتحقيق أكبر قدر من النجاح‪..‬‬
‫فالذاكرة القوية الواعية تعتبر أساس النجاح في جميع العمال‬
‫بدون استثناء‪ ..‬تماما كما يقول التحليل النهائي بأن المعرفة هي‬
‫أساس عمل الذاكرة والداء الفعالة في هذا العمل‪ ..‬فقد يتساوى‬
‫جميع الناس فى تحصيل المعرفة ‪ ،‬لكن التذكر هو مجال‬
‫الختلف‪ -‬كما يقول "أفلطون" ‪ ..‬أما شيشرون فيقول‪ :‬إن‬
‫الذاكرة هي الكنز لجميع المعلومات والمعارف وهى الحارس‬
‫على هذا الكنز في الوقت نفسه‪..‬‬
‫•وهناك دليل أكثر إقناعا يتفوق على أي مقولة مهما كانت ‪..‬‬
‫ومهما كان صاحبها من المكانة المرموقة فكريا وعقليا ‪ ..‬وهى‬

‫‪67‬‬
‫‪ :‬أنك ل تستطيع قراءة هذا البرنامج الذي بين يديك – لو لم‬
‫تتذكر كيفية نطق الحروف البجدية الثمانية والعشرين‪ ..‬وهكذا‬
‫ببساطة تبدو الحقيقة ‪ ..‬وقد يحدث بصورة مأساوية أن يفقد‬
‫النسان ذاكرته تماما فما هو الحل؟؟ إن عليه أن يبدأ من‬
‫جديد ‪ ،‬يتعلم كل شئ من جديد ‪ ،‬تماما كطفل المولود حديثا‪..‬‬
‫ول بد من ذلك‪ ،‬كيف يرتدى مل بسه؟ وكيف يحلق‪ ،‬وكيف‬
‫يقود سيارته‪ ،‬وكيف يستعمل الدوات مثل السكينة أو الشوكة‬
‫في الطعام‪ ..‬الخ إن كل هذه العمال ترجع إلى الممارسة ‪،‬‬
‫وتنسب للذاكرة ‪ ،‬وهذا يؤكد أن التذكر في كثير من المور‪-‬‬
‫هو عبارة عن عادة يمارسها النسان في قضاء شئونه بطريقة‬
‫تلقائية معتمدا في ذلك على المعلومات المتراكمة في الذاكرة‪،‬‬
‫والتي قامت الذاكرة بترجمتها إلى سلوك يومي متكرر‪ -‬حتى‬
‫أصبح هذا السلوك من المور المعتادة‪ ،‬مع أنه صادر من‬
‫أعماق الذاكرة‪ ..‬إن الجزء الكبر من نشاط الذاكرة المدربة‬
‫ليس جديدا ول غريبا على صاحبها ‪ ،‬وأن نظام عمل الذاكرة‬
‫معروف ‪ ،‬وأن عمليات التذكر والتدريب عليها معروفة‬
‫ومستخدمة منذ أمد بعيد ‪ ،‬يعود إلى فترة مبكرة من عصر‬
‫الحضارة اليونانية‪ ..‬أما الشيء الغريب حقا ‪ ،‬فهو أن الذاكرة‬
‫المدربة ليست بالشيء المعروف لدى عدد كبير من الناس هذه‬
‫اليام‪ -‬فمعظم الناس الذين قاموا بعمليات تدريب للذاكرة ‪.‬‬
‫أصابتهم الدهشة عندما لحظوا قدرتهم الفائقة على التذكر ‪.‬‬
‫وأصابتهم الدهشة أكثر بسبب الشهرة التي يكتسبونها كل يوم في‬
‫الوسط العائلي وبين أصدقائهم وزملئهم لنهم أصحاب ذاكرة‬

‫‪68‬‬
‫فذة‪..‬‬
‫إن بعض هؤلء الناس يرون أن من الفضل أن يقوموا هم بأنفسهم بتعليم‬
‫وتدريب الخرين ‪ ..‬مثل زملئهم في العمل ‪ ،‬إذن لماذا يظل رجل واحد‬
‫فقط في المكتب هو الذي يعرف (أي يتذكر) جميع الرقام المطلوبة في‬
‫العمل‪ ،‬وأنظمتها‪ ،‬والسعار؟‪ ،‬ولماذا يكون هناك رجل واحد‪-‬أو سيدة‬
‫واحدة طبعا‪ -‬هو الذي يعرف كيف ينظم الحفل بسرعة وبدون أن ينسى‬
‫شيئا صغيرا كان أو كبيرا – ويثبت عمليا أن هناك شيئا ما يعجب به كل‬
‫فرد من الضيوف‪ -‬أو يحبه أو يميل إليه‪..‬؟‬
‫إن الذاكرة القوية الواعية المدربة سوف تأخذ مكان الصدارة على مسرح‬
‫الحياة وتصبح المنظر المامي في العرض ‪ ..‬وحتى نهايته‪..‬‬
‫وقد يتصور البعض أنا من فناني المنوعات أو الممثلين الهزليين حينما‬
‫نعرض المر هكذا للتسلية‪ ..‬ولكن ليس هذا ما نهدف إليه أو نرغب فيه‬
‫بالطبع‪ ،‬وليس لدينا النية في أن نضعك على خشبه المسرح‪ ،‬ولكننا نريد‬
‫فقط أن نتعلم بعض التدريبات الرائعة التي تستخدم لتقوية الذاكرة‪..‬‬
‫وهناك بالفعل ‪ .‬الكثير من الحيل الخاصة بتدريب الذاكرة‪ .‬وهذا أمر‬
‫مناسب ليتعرف عليك الناس من جديد‪ ..‬ويكتشفون كم أنت لماح وذكى‪..‬‬
‫والهم من ذلك أن هذه التدريبات مسلية‪ ،‬وتحتوى على أفكار جذابة‬
‫جرى استخدامها وتجربتها‪ ..‬ويمكن تطبيعها عمليا في مناسبات كثيرة‪..‬‬
‫إن السؤال الذي يسأل بعض الناس – على وجل‪ -‬غالبا ما يكون‪ -:‬هل‬
‫يمكن أن يصيبنا الرتباك عندما نتذكر كثيرا فإن بعض الحضور قد‬
‫يتصورون أننا نبعد النتباه عن النقاط الرئيسية؟‪ ..‬والرد على هذا السؤال‬
‫بالنفي طبعا‪ ..‬ل‪ ..‬فإنه ل توجد حدود معينه لقدرات الذاكرة ‪ ..‬أو للقدرة‬
‫على التذكر‪ ..‬إن"لوسيوس سكيبيو" كان قادرا على أن يتذكر أسماء جميع‬

‫‪69‬‬
‫أفراد شعب روما‪ ،‬وكان "سيروس" قادرا على استدعاء أي جندي في‬
‫الجيش باسمه‪ ..‬بينما كانت "سينيكا" تستطيع أن تتذكر وتكرر حوالي‬
‫‪ 2000‬كلمة بعد سماعها مباشرة‪..‬‬

‫*ذاكرة التجاه الواحد‪..‬‬


‫إن العتقاد الصحيح الذي أثبته العلماء بالبحث والدراسة والتحليل‬
‫والقياس هو أنه‪ :‬كلما كانت لديك القدرة على التذكر‪ .‬زادت قدرتك على‬
‫أن تتذكر‪ ..‬والدليل العملي القريب من التصور على صحة هذا العتقاد‬
‫هو أن الذاكرة تشبه العضلت في الجسم‪ ،‬التي تحتاج إلى تدريبات‬
‫وتمارين حتى تصبح مرنه تؤدى العمال والمهام المطلوبة منها على‬
‫الوجه الكمل‪..‬شأنها في ذلك شأن الذاكرة‪ ..‬أما وجه الختلف بينهما‬
‫فهو أن تدريب العضلت يحتاج إلى حركة أكثر للحصول على المرونة‬
‫‪ ..‬أما بالنسبة للذاكرة ؛ فالمطلوب بشأن تدريبها أكثر تواضعا من ذلك‬
‫وأسهل كثيرا‪ .‬فأنت تستطيع أن تتعلم كيف تحصل على ذاكرة قوية‬
‫مدربة وتستطيع أن تكون على علم بأي لون من ألوان المعرفة‪ -‬بطريقة‬
‫أسهل من تعلم ركوب الدراجة أو التدريب على لعبة معينة‪ ..‬وأكثر من‬
‫ذلك‪ ،‬فأنت عندما تحصل على ذاكرة حادة قوية‪ ،‬فإنك بذلك تجنى ثروة‬
‫كبيرة‪ :‬القدرة على التركيز‪ ..‬والحساس العميق والنتباه‪ ..‬وربما قدرة‬
‫أكبر على التخيل ‪ ..‬وفى المقابل‪ ..‬لبد أنك تدرك جيدا أنه ل يوجد ما‬
‫هو أسوأ من الذاكرة الضعيفة ‪ ..‬وربما يصاب النسان بصدمة كبيرة ‪،‬‬
‫ومؤثرة‪ .‬إذا ما كان الناس من حوله يلفتون انتباهه دائما بأنه ذو ذاكرة‬
‫ضعيفة‪ ..‬هل تتصور مدى المعاناة التي يعاني منها بسبب هذه الملحظة‬
‫المتكررة ‪..‬إنها بل شك سوف تكثف إحساسه بالمرارة‪ ،‬وتبعده عن‬
‫مخالطة الخرين ‪ ..‬وقد تصيبه بنوع من الكتئاب‪..‬‬

‫‪70‬‬
‫وبهذه المناسبة ؛ نود أن ننبه هنا إلى أنه توجد ذاكرة مدربة كما توجد‬
‫أيضا ذاكرة غير مدربة‪ ..‬وهذه الذاكرة الخيرة‪ ..‬غالبا ما تنشط في اتجاه‬
‫واحد ول تقدر على الحركة الشاملة فهؤلء الذين يستطيعون أن يتذكروا‬
‫السماء والوجوه ‪ ،‬ل يستطيعون أن يتذكروا أرقام التليفونات ‪ ..‬والذين‬
‫يتذكرون الرقام يعجزون لظروف حياتهم عن تذكر أسماء من يريدون‬
‫أن يتحدثوا إليهم‪ -‬أو التصال بهم‪..‬‬
‫وهناك أيضا من بين الناس من هم أصحاب ذاكرة حادة وحاضرة‬
‫ويتذكرون الشياء بسرعة فائقة ‪ ،‬ولكن بعد فترة طويلة ‪ ،‬قد تغيب هذه‬
‫الشياء ويصعب تذكرها ‪ ..‬ومثل هؤلء الناس في حاجة أكثر من‬
‫غيرهم‪ -‬إلى أن يمارسوا تدريبات الذاكرة ‪ ،‬وأن يتبعوا الطرق والقواعد‬
‫الخاصة بتنمية الذاكرة‪ -‬وبذلك نضمن لهم ذاكرة واعية سريعة ونشطة‬
‫لي مدة من الزمن ولي شئ يريدون الحتفاظ به‪..‬‬
‫إن الطريقة المثالية لتنمية الذاكرة وتنشيطها هي أن تقوم بتحويل الشياء‬
‫العادي إلى أشياء أكثر حيوية‪ ..‬وشائقة‪ ..‬وذات معنى ‪ ..‬ونحاول أن‬
‫نربطها بأشياء أكثر منها جاذبية واستقرارا في أذهاننا ‪ ..‬وقد يقول بعض‬
‫الناس ‪ :‬هناك بطبيعة الحال أشياء بعضها هو البداية الصحيحة للحصول‬
‫على ذاكرة مدربة ويمكنك أن تجرب بنفسك ‪ ،‬وسوف ترى أن معظم‬
‫الشياء التي تتذكرها قد ارتبطت في ذهنك – أو في العقل الباطن – بأي‬
‫شئ آخر معروف لديك‪ ..‬غير أن هناك من الناس من يرتعد عندما يسمع‬
‫هذه الكلمة ‪ :‬العقل الباطن‪ ..‬وهذا هو الوهم بعينه‪ ،‬لن العقل الباطن أو‬
‫اللشعور يمارس عمله بصفة دائمة في حياة كل الناس‪ ،‬وأن عملية الربط‬
‫اللشعوري عملية فعالة هي التي تدفع النسان إلى أن يتذكر ‪ ،‬أما‬
‫الشياء التي ل يتم ربطها بما تعرفه فسوف تنساها بسهولة‪ ..‬ولعلة من‬

‫‪71‬‬
‫المفيد أن تعرف هذه العملية العقلية البسيطة‪ ،‬لنه بدون معرفتك لها – لن‬
‫تستطيع أن تقوم بتطبيقها ‪ ..‬وهكذا نصل إلى النقطة الساسية في هذه‬
‫المسألة ‪ ،‬وهى‪:‬‬
‫‪ -‬كيف تربط‪ -‬شعوريا‪ -‬أي شئ تريد أن تتذكره‪ -‬بشيء معروف لديك؟‬
‫وعندما تتعلم ذلك تكون قد حصلت على ذاكرة مدربة قادرة‪ ..‬وعليك أن‬
‫تتذكر دائما أن هذه القاعدة هي التي ساعدتك على الوصول بذاكرتك إلى‬
‫مستوى الذاكرة الصادقة الحقيقية التي ل تشكو من أي ضعف‪ ..‬فهناك‬
‫خيط رفيع بين الذاكرة المدربة والذاكرة الحقيقية الواقعية‪ -‬وإن‬
‫استمرارك في استخدام قاعدة الربط الشعوري سوف يجعل هذا الخيط‬
‫الرفيع يتلشى شيئا فشيئا‪ ..‬ويجعلك تستمتع بالقدرة على التذكر اللي‪..‬‬
‫وهنا تكون قد بدأت فعل في تطبيق القاعدة نفسها (قاعدة الربط) ل‬
‫شعوريا‍ ‍‪‍.‬‬

‫الذاكرة طويلة المدى‪-:‬‬

‫وتوجد في هذا النوع من الذاكرة تسجيلت دائمة أو شبة دائمة للمعلومات‬


‫‪ ..‬وتتسع إلى مدى غير محدود – ولعل أهم مشكلت هذه العملية أنه يتم‬
‫تنظيم المعلومات لتخزينها والحتفاظ بها‪ -‬على مرحلتين – كما تظهر‬
‫مشكلت أخرى خلل عمليات البحث المطلوبة في مرحلة السترجاع‬
‫واستعادة المعلومات – ولذلك فإن معظم العلماء يعتبرون عملية ذاكرة‬
‫المدى الطويل هذه هي أكثر العمليات أهمية وأكثرها تعقيدا‪.‬‬
‫وتختلف العمليات الثلث المذكورة عن بعضها على أساس الفترة الزمنية‬
‫المطلوبة لتخزين المعلومات‪ -‬ولذلك فقد يشار إلى كل منها بتعريف يعبر‬
‫عن فكرة الزمن‪ -‬فعملية تخزين المعلومات الحسية يطلق عليها ‪ ":‬عملية‬

‫‪72‬‬
‫التخزين الدائم‪ ..‬وهى في الحقيقة عبارة عن تصنيفات للذاكرة تحتاج إلى‬
‫مزيد من التفصيل – في رأى كثير من العلماء – ويعتقدون أن البحث‬
‫فيها – ربما يؤدى إلى اقتراح أنواع أخرى من الذاكرة حسب أسس‬
‫التصنيف الزمني المعتمد‪..‬‬

‫إن كثيرا من الحداث والظواهر العادية التي تمر علينا ل تثير اهتمام‬
‫ذاكرتنا إل بالقدر الذي يساعد على الستفادة منها أو تجنبها أو تجاهلها ‪..‬‬
‫أما الحداث غير العادية فهي أكثر إثارة للنتباه وتحذيرا للذاكرة ‪ ..‬سواء‬
‫كان انتباه الناس عادة أو انتباه العلماء خاصة ‪ ..‬ولذلك فهي توجه‬
‫اهتمامهم وجهودهم إلى دراستها بهدف فهمها واكتشاف وسائل التعامل‬
‫معها والستفادة منها‪ ..‬وعلى الرغم من اهتمام العلماء بالمتشابهات بين‬
‫الفراد والشياء العامة‪ ،‬والظواهر العادية‪ -‬فإنهم يوجهون اهتمامهم أيضا‬
‫إلى الختلفات والفروق بين الفراد ول يهملون دراسة الظواهر غير‬
‫العادية‪ ..‬ومن هنا كان اهتمامهم بتصنيف الذاكرة حسب قدراتها‪.‬‬
‫وتصنيف هذه القدرات حسب عوامل الزمن وغزارة المعلومات وآلية‬
‫استرجاعها واستعادتها من وقت لخر ‪ ..‬وكذلك سوف يظل المر في‬
‫حاجة إلى مزيد من التفصيل وإلى مجالت جديدة من البحث‬
‫والستقصاء‪..‬‬

‫الذاكرة قصيرة المدى‪-:‬‬

‫وهى الذاكرة التي تحتفظ بالمعلومات لفترة زمنية تتراوح بين عدد قليل‬
‫من الثواني – إلى عدد قليل من الدقائق ‪ -‬غير أن الهيئة التي تكون‬
‫عليها في مخزن المواد والمعلومات المختزنة تختلف كثيرا عن تلك التي‬
‫تكون عليها في مخزن المعلومات الحسية‪ ،‬فالمعلومات هنا ليست صورة‬

‫‪73‬‬
‫كاملة للحداث التي وقعت على المستوى الحسي‪ ،‬ولكن ذاكرة المدى‬
‫القصير تحتفظ – فيما يبدو ‪ -‬بالتفسير المباشر لهذه الحداث – ويكون‬
‫هذا التفسير على شكل صورة تتعلق بالحدث ‪ ،‬أو تمثيل لها – وذلك لن‬
‫المعلومات قد تم تشفيرها – (تمت صياغتها في شكل شفرة)‪ .‬وجرى‬
‫تصنيفها باستخدام آلية ( ميكانيزم) التعرف على طبيعة الحدث ونمطه‪-‬‬
‫‪ Pattern Recognition‬والواقع أن ذاكرة المدى القصير عبارة عن‬
‫المرحلة التي يتم فيها الحتفاظ بالمعلومات بصفة مؤقتة لدقائق قليلة – أو‬
‫الحتفاظ بتلك المعلومات التي تحاول تنظيمها وتخزينها على نحو أكثر‬
‫استمرارا ودواما‪ -‬أما عن مدى اتساع هذه الذاكرة فإن لها وسعا محدودا‬
‫يتناسب مع غزارة المعلومات التي ترد إليها‪ -‬ويمكن قياسه بما‬
‫يسمى‪":‬مدى الذاكرة"‪.‬‬

‫الشعور والتعبير والنفعال فى بيئة العمل‪-:‬‬


‫يمكنا القول أن القليل من الدراسة المنتظمة تماثل القليل من الرياضة‬
‫المنتظمة ‪ .‬وفى هذا نقول أيضا أنها تقوى من عادتك وتنمى مهاراتك‬
‫المفيدة لحياتك كلها ‪ .‬والمبادئ الموضحة في هذا الجزء توافق عدد كبير‬
‫من المجالت ‪ .‬تصلح هذه المبادئ لمن يريدون رفع مستوى كفاءاتهم‬
‫المهنية ويسعون إلى تنمية مواهبهم أو تعلم القليل من لغة أخرى‪ .‬وهذا‬
‫الجزء يناسبك سواء كنت تبحث عن دراسة موضوع أو العزف على آلة‬
‫موسيقية معينه أو كتابة رواية مثل‪ ،‬لن الفكار التي نتناولها في هذا‬
‫الجزء يمكن تطبيقها على أى مهمة تتطلب منك استغلل عقلك بطريقة‬
‫منتظمة‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫توفر لك الدراسة المنتظمة إحدى متع الحياة وهى التراكم المستمر‬
‫لمعلوماتك مما يبعث فيك متعة معرفة المزيد عن الشياء التي تهمك‪.‬‬
‫وهذه المعلومات بدورها ستنمى من ثقتك بنفسك وتساعدك على الشعور‬
‫بالفخر من إنجازاتك ‪.‬فلو كنت طالبا مثل‪ .‬فان الدراسة الجيدة ستضاعف‬
‫من ميزاتك وتمنحك المزيد من الوقت والنتائج الجيدة لنه ليس من‬
‫الصعب تطبيق الساليب السليمة في الدراسة ومن المدهش أن تعرف أن‬
‫نسبة الطلبة التي تتقنها قليلة جدا ‪ .‬ولكن ل تدع بساطة الموضوع تقلل‬
‫من حماسك فأحيانا تكون الساليب البسيطة والمباشرة هي أكثر السبل‬
‫نفعا وفاعلية‪.‬‬

‫قانون تأثير الكم‬

‫هناك قانونا محوريا واحدا للدراسة‪ ،‬وهو قانون " تأثير الكم" وهذا يؤكد‬
‫أن كمية العمل الذي تقوم به ( كم العلم؟ أو كم الكتابة؟أو أي شئ) يرتبط‬
‫ارتباطا وثيقا بكم الوقت الذي تستغرقه في ذلك ‪.‬‬

‫فلنجعل البداية سهلة‬

‫يجد معظم الناس صعوبة في بدء العمل ‪ .‬فقد تقسم أنك ستجلس للكتابة‬
‫لمدة ساعة اعتبارا من الساعة الثامنة مساءا‪ ،‬وعندما تأتى الثامنة تفضل‬
‫أن تحتسى فنجانا من الشاي وبعد ربع ساعة تجرى مكالمة تليفونية‬
‫سريعة وبعد ربع ساعة أخرى تتابع برنامجا في التليفزيون أو الراديو‪،‬‬

‫‪75‬‬
‫وفى التاسعة تستمع إلى نشرة الخبار وبعدها بعشرين طريقة يتصل بك‬
‫صديق ما وفى التاسعة وانصف‪ .‬شئ آخر وهكذا إنها تجربة عامة ولكن‬
‫هناك القليل ممن ل يضيعون وقتهم بهذه الطريقة‪ .‬أما مشكلة عدم القدرة‬
‫في البدء في العمل فلها شقين‪:‬أول‪ ،‬أنها تؤدى إلى نتيجة ضعيفة من‬
‫العمل‪ .‬وثانيا‪ ،‬أن استغللك للوقت أثناء محاولتك بدء العمل يكون غير‬
‫مرضيا لنك تمضى وقتا طويل دون عمل وفى أشياء ل طعم لها ول‬
‫يمكن أدراجها في قائمة أعمالك ‪ ،‬أو حتى ترفيهك‪ ،‬لكنك تمضى الوقت‬
‫فى إحساسك باقتراب وقت العمل وبقلقك عليه وبهذا ل تشعر بالسترخاء‬
‫ول تنجز أي عمل يذكر ولكي تبدأ في العمل عليك أن تهون المور على‬
‫نفسك بأكبر قدر ممكن ‪ .‬مثلك في هذا مثل تسخين محرك السيارة لتليينها‬
‫في الصباح البارد لتسير بعد ذلك في نعومه ويسر ولتطبق نفس الشيء‬
‫على نفسك‪.‬‬
‫فأحيانا نحتاج إلى دفعة أولية مثل تشغيل الموتوسيكل لنبدأ العمل ولكن‬
‫مع أول حركة للنطلق تشعر بالراحة في الستمرار بل و المتعة أيضا‪.‬‬

‫أربع طرق تساعدك على البدء في العمل‪.‬‬

‫‪.1‬خلق مناخ مناسب للعمل‪ :‬إن أكثر الشياء إحباطا في‬


‫مكان عملك هو أن تنظر حولك وتشعر أن المكان‬
‫يبعث الكآبة ‪ .‬فحاول أن تخصص مكانا معينا سواء‬
‫حجرة أو جزءا منها للعمل ‪ .‬واخلق من هذا المكان‬
‫جوا جذابا بطريقتك الخاصة ز فيمكنك أ‪ ،‬تزينه مثل‬
‫بالصور أو الزهور أو أي شئ تستمتع به وهذا يشمل‬

‫‪76‬‬
‫المائدة التي تعمل عليها ‪ ،‬حيث يتعين عليك أن تقوم‬
‫بتزيينها والتخلص من الشياء الغير لزمة‪.‬‬
‫‪.2‬ضع قائمة مسبقة بالمهام المطلوبة‪ :‬نميل جميعا إلى‬
‫اختلق العذار التي تحول دون انطلقنا للعمل وأولها‬
‫هو عدم تأكدنا من أين نبدأ؟ هل نبدأ هذا العمل أم‬
‫ذاك؟ ويتحول عدم التأكد إلى عذر لعمل أي شئ آخر‬
‫‪ .‬فعليك أن تخطط مسبقا لما سوف تفعله ‪ .‬وأفضل‬
‫وسيلة لذلك هو أن تضع قائمة بأعمالك ول تكن‬
‫مفرطا في طموحك‪ :‬حدد لنفسك أهدافا معينه يمكنك‬
‫إنجازها بالفعل في الوقت المناسب‪ ،‬ثم قم بأي عمل‬
‫إضافي إذا كان هناك متسعا من الوقت لذلك‪.‬‬
‫‪.3‬ضع فوائد العمل نصب عينيك‪ :‬رغم محاولتك تهوين‬
‫المور على نفسك لتبدأ العمل ‪ ،‬ستبقى هناك عقبة‬
‫عليك أن تتغلب عليها ‪ .‬ولذا يجب أن تضع نصب‬
‫عينيك الفوائد التي ستجنيها من أداء هذا العمل‪ .‬وهذا‬
‫مهم للغاية خاصة في المهام الكبيرة وإل سيفتر‬
‫حماسك المبدئي‪ ،‬وقد ل تستجمع قواك‪ ،‬لتبدأ هذه‬
‫المهمة ‪ .‬فأكتب جميع الشياء التي ستجنيها من أداء‬
‫هذا العمل ‪ ،‬وأقرأ القائمة عند بدايتك للعمل لتعطى‬
‫لنفسك دفعة ‪ ،‬وسوف يفيدك ذلك بصفة خاصة إذا‬
‫كنت تمر بإحدى مراحل الحباط‪ ،‬أو اليأس‪.‬‬
‫‪.4‬أترك مناخ عملك جذابا للمرة التالية‪ :‬فمعظم الناس‬
‫يرتبون كل شئ حتى يجدوه جاهزا للعمل في بداية‬

‫‪77‬‬
‫الجلسة الثانية للعمل ‪ .‬وعندما ينتهون منها يتركون كل‬
‫شئ في فوضى ‪ .‬ولكن المشكلة هنا هي أن الفوضى‬
‫تتحرك إلى حائل دون بداية الجلسة التالية للعمل‪.‬‬
‫والحل بسيط للغاية‪ .‬استغرق الدقائق القليلة الخيرة من‬
‫فترة العمل في ترتيب المكان والستعداد للجلسة‬
‫التالية ‪ ،‬لن هذا سيسهل عليك البداية مرة أخرى ‪،‬‬
‫وهو أفضل توقيت للتخطيط مقدما لما ستفعله فيما بعد‪.‬‬

‫الشعور بالسعادة أثناء العمل‬

‫استغل أفضل أوقات يومك‬

‫قد ل يكون أمامك خيار واسع في اختيار وقت دراستك وقد ل يهمك‬
‫ذلك‪ .‬ولكن هناك ما يعملون أفضل أو بطريقة أكثر سهولة في أوقات‬
‫معينه من اليوم أكثر من غيرهم ‪ .‬وهناك من يفضلون العمل في المساء ‪.‬‬
‫فلو كانت لديك بعض الفضليات فحاول أن تريح نفسك‪.‬‬
‫العمل في أوقات قصيرة‬
‫يفشل الكثيرون في العمل لنهم يعتقدون أنه منذ لحظة البدء فيها يتوجب‬
‫عليهم الستمرار لساعات طويلة مما يثبط همتهم ‪ ،‬فل يقدمون على‬
‫شئ ‪ ،‬فالفضل أن تحدد أهدافا متواضعة وتنجز عملك‪ .‬وننصحك أن‬
‫تعمل على إنجاز أجزاء صغيرة‪ ،‬وهذا الحجم يعتمد جزئيا عليك وعلى‬
‫الموضوع الذي تتناوله‪.‬‬

‫التنوع منهج علبة الشكولته‬

‫‪78‬‬
‫يصعب التهام قالب شكولته كبير مرة واحدة ‪ ،‬ولكن إذا نظرت إلى علبة‬
‫الشكولته ستجد أنها مقسمة إلى قطع صغيرة ‪ ،‬فأيا كانت نوعية العمل‬
‫التي تريدها ‪ ،‬قسمها إلى فترات قصيرة تتخللها استراحات متتالية ‪،‬‬
‫وامنح نفسك شيئا من التنوع ‪ ،‬فان فعلت ذلك ستجد أن من السهل عليك‬
‫تناول علبة الشكولته‪ ،‬وستجد أنك أنجزت قدرا كبيرا من العمل‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫مواصفات الخطة الناجحة‬

‫وضح قيمك وأهدافك‬

‫للمساعدة في توضيح قيمك وأهدافك بعيدة المدى‪ ،‬اتبع تجربة التفكير‬


‫التالية‪ :‬تخيل إن جنازتك – ل قدر ال – سوف تجرى بعد ثلثة أعوام ‪.‬‬
‫ترى ما الذي تحب للناس أن يذكروه عنك؟ما الذي تود أن يقوله عنك‬
‫أحد أصدقائك المقربين وما يقوله عنك عضو من أفراد عائلتك وغيرهما‬
‫من زملء العمل؟‬
‫أن الهدف من هذا التمرين ليس التفكير في موتك ولكن عن نوع ذلك‬
‫النسان الذي تود أن تكونه وأنواع تلك الشياء التي تود تحقيقها ‪ .‬إن‬
‫ثلثة أعوام من الن فترة طويلة وبعيدة بما يكفى لكي تقوم بأشياء‬
‫جديده ‪،‬إل أنها قريبة أيضا بما يكفى‪ ..‬حتى ل تشعر بأنها على مثل هذا‬
‫البعد‍‍‪.‬‬
‫ل تحاول أن تخمن ما الذي سيقوله الناس بالفعل عنك‪ ،‬أن ما يرمى إليه‬
‫التمرين هو توضيح ما تود أنت منهم أن يقولوه ويحكوه عنك ‪.‬‬
‫أن الغرض من هذا التمرين هو مساعدتك على التيقن مما هو هام بالنسبة‬
‫لك ‪ ،‬وعندما تؤدى هذا التمرين ‪ ،‬بوسعك أن تكتب تقريرا عن قيمك‬
‫وأهدافك وذلك لستخدامك الشخصي ‪ .‬أن مثل هذا التقرير يقدم لك‬
‫المحك الذي تبنى عليه اختيارك لولوياتك ‪ ،‬وتحديدك للكيفية التي تقضى‬
‫بها وقتك ‪ ،‬ول يحتاج المر إلى كتابته على ألواح من الحجر‍‪ .‬ذلك انه قد‬
‫يتغير بالتدريج مع تدرج السن أو قد يتغر فجأة عند نقاط معينه في حياتك‬
‫ولكنه وفى أي حين إنما يقوم بعكس قيمك التي تعتنقها وأهدافك التي‬
‫تصبو إلي تحقيقها وقد يكون هذا بالشيء آذى تود أن تحتفظ به كشيء‬
‫‪80‬‬
‫شخصي وخاص أو بالشيء الذي تحب أن تتقاسمه مع أولئك القريبين‬
‫منك قد يكون التقرير مطول أو قصيرا إل أننا نوصى بأن تقوم بكتابته‬
‫وان تحتفظ به في مكان مناسب حتى يمكنك الطلع عليه أو إعادة‬
‫قراءته حتى يمكنك استيعابه بكل أعضائك عندئذ فقط يمكنك إن تضمن‬
‫أنه يضئ قراراتك إلهامه ‪.‬‬

‫ضع أهدافك وقيمك بنفسك‬

‫إن قيامك بعمل تقرير شخصي عن قيمك وأهدافك إنما يساعدك على إن‬
‫تمركز حياتك حول ما تؤمن به وتعتقد فيه ‪ ،‬إل إن اللمام بقيمك وأهدافك‬
‫ل يكفى في حد ذاته ‪ .‬انك بحاجة إلى إن تقوم بالتنفيذ تبعا لها والمشكلة‬
‫هي إننا كثيرا ما نقوم بالداء والتنفيذ كما لو أن هناك غيرنا من يدفعنا‬
‫إلى ذلك ‪ ..‬وليس أنفسنا ‪ .‬لكن ماذا لو لم تكن هناك سيطرة على حياتي؟‬
‫قد يكون المر واضحا إليك بالنسبة لما له قيمه لديك وتدرك بالضبط‬
‫كيف تود أن تقضى وقتك‪ ،‬إل انه يتوجب عليك كسب العيش ‪ ،‬ولكي يتم‬
‫ذلك عليك أن تمضى الكثير من الوقت في تأدية أعمال قد ل تحظى‬
‫بالقيمة لديك بالفعل‪.‬‬
‫وأنها لفكرة حزينه في مجتمعنا هذا نظرا لن العتراض ينطوي على‬
‫كثير من الحقيقة ‪ .‬أن علينا بالتأكيد قضاء وقت في أداء أشياء ل نستمتع‬
‫بها ول نجد فيها قيمة ‪ .‬إن المبدأ الساسي لدارة الوقت يقول لنا أن‬
‫السبب الرئيسي لتمضية الوقت على هذا النحو يكون لتحقيق أحد أهدافنا‬
‫على المدى البعيد وإذا كانت الطريقة الوحيدة لكسب العيش في الوقت‬
‫الحالي هي القيام بأداء عمل ل يحظى بقيمة لدينا ول نستمتع به فإننا على‬

‫‪81‬‬
‫كل في حاجه إلى النظر بإمعان عن إمكانية وجود طرق أخرى للوصول‬
‫إلى أهدافنا‪.‬‬
‫إن كنت مشغول للغاية اقتطع وقتا تقوم فيه بعمل تقريرك عن القيم‬
‫والهداف ثم ارسم رسما دائريا موضحا فيه كم من الوقت تريد أن‬
‫تقضيه في كل من النواحي الرئيسية في حياتك ‪:‬أسرتك‪ ،‬عملك‪،‬‬
‫أصدقائك‪ ،‬هواياتك واهتمامك ‪ .‬والى أي مدى يمكن مقارنة توزيعك‬
‫للوقت في رسمك الدائري المثالي مع الكيفية التي تقضى بها وقتك بالفعل‬
‫كم بالمقارنة بين الثنين ‪ .‬إن إحدى المشاكل التي يواجهها الشخص‬
‫المشغول هو أن العمل يمكن أن يلتهم قدرا متزايدا إلى حد الفراط من‬
‫الوقت وذلك على حساب العائلة والصدقاء وبالطبع فإن العوامل‬
‫القتصادية كثيرا ما ترغم الناس على العمل أكثر مما يودون واكثر مما‬
‫يرونه كحدود مثاليه له فإذا ما كشفت دائرتك البيانية المثالية عن ورقات‬
‫واضحة مع وضعك الفعلي فعليك أن تفكر مليا في كيفية التوفيق بينها‪.‬‬

‫قم بتبويب أنشطتك‬

‫العديد من كتب وبرامج إدارة الوقت تكشف عن رسم يوضح أن كل من‬


‫النشطة التي تشغل اسبوعك يمكن أن تبوب بطريقتين ‪ :‬من جهة مدى‬
‫أهميتها ‪ ،‬ومن جهة كم هي ملحة وعاجلة ‪ ،‬ويقبض بعض المؤلفين في‬
‫نظم التصنيف ولكن هو بالنسبة لمعظم الغراض فانه يكفى أن نضع كل‬
‫نشاط في أحد الجوانب الربعة‬

‫هام عاجل‬ ‫غير عاجل هام‬


‫عاجل غير هام‬ ‫غير هام غير عاجل‬
‫تقييم أهمية المهام المختلفة باعتبارها جزءا من إدارة الوقت‬
‫‪82‬‬
‫وتحقيق التماثل بينها ‪ .‬هل ينبغي عليك حتما أن تقوم بمثل هذا العمل‬
‫الكثير كما تفعل بالفعل‪.‬‬
‫إن أهمية أي نشاط إنما يحدده قيمك وأهدافك ‪ ،‬فالعمال العاجلة كالرد‬
‫على المكالمات الهاتفية أو القيام بالعباء المنزلية تقفز إلينا من جراء‬
‫نفسها حتى تجد نفسك غارقا تحتها ‍ أما النشطة إلهامه غير العاجلة مثل‬
‫فتح أسواق جديدة أو البقاء مع الصدقاء لن تتم أبدا ما لم تصبح عاجلة‬
‫ونظرا لنه من المتعب العيش دائما مع المهام العاجلة ‪ ،‬فأننا نتسلل إلى‬
‫خانة المريح من النشطة التي ليست بعاجلة ول بهامة مثل تصفح إحدى‬
‫المجلت حتى ولو كان ذلك يتم بل متعه كبيرة إل أنه يتم في أي وقت‬
‫نشاء ذلك لمجرد وجودها أمامنا وعلى سبيل الحصول على قسط من‬
‫الراحة فقط‪.‬‬
‫أن المبدأ الساسي لعنصر إدارة الوقت هو ‪ :‬أن تمضى وقتك في عمل‬
‫الشياء التي تتسم بالقيمة لديك أو تلك التي تساعدك على بلوغ أهدافك ‪،‬‬
‫بكلمات أخرى تقضى امض وقتك في مزاولة تلك النشطة التي بذات‬
‫أهمية لكز وعلى ذلك فالهدف هو أل تقضى أوقاتا في أنشطة توصف‬
‫بأنها غير هامة‪ -‬سواء أكانت عاجلة أم ل‪ .‬وأكثر من ذلك ‪ ،‬فانه من‬
‫المرغوب أن تمضى أكثر ما تستطيع من وقت في النشطة غير العاجلة‬
‫ليس فقط لن المر يكون اكثر إرهاقا في العمل في المور العاجلة فان‬
‫تلك النشطة الهامة جدا والتي ليست بعاجله سوف يتم تأجيل القيام بها‬
‫بصورة مستمرة وتتضمن مثل هذه النشطة قضاء الوقت مع العائلة‬
‫والصدقاء وتطوير اهتماماتك وهواياتك وتخطيط أوجه عملك ذات المدى‬
‫الطويل ومع زيادتك للوقت الممنوح للعمال غير العاجلة فانك سوف‬

‫‪83‬‬
‫تقلل بالتدريج من كمية الوقت التي تحتاجها لجل العمال العاجلة ذلك‬
‫انك سوف تقوم بتنفيذها قبل أن تصبح عاجلة بالفعل‪.‬‬

‫‪84‬‬

You might also like