You are on page 1of 11

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪300‬‬

‫قطب الدين ممد بن السن الاكم بمص جاء إل دمشق لتلقي أخي زوجته قاضي القضاة تاج الدين السبكي الشافعي فتمرض من مدة ث كانت وفاته بدمشق فصلى عليه بالامع كما‬
‫ذكرنا وخارج باب الفرج ث صعدوا به إل سفح جبل قاسيون وقد جاوز الثماني بسنتي وقد حدث وروى شيئا يسيا رحه ال‬
‫وف يوم الحد ثالثه قدم قاضيا النفية والنابلة بلب والطيب با والشيخ شهاب الدين الذرعي والشيخ زين الدين البارين وآخرون معهم فنلوا بالدرسة القبالية وهم وقاضي قضاتم‬
‫الشافعي وهو كمال الدين الصري مطلوبون إل الديار الصرية فتحرر ما ذكروه عن قاضيهم وما نقموه عليه من السية السيئة فيما يذكرون ف الواقف الشريفة بصر وتوجهوا إل الديار‬
‫الصرية يوم السبت عاشره‬
‫وف يوم الميس قدم المي زين الدين زبالة نائب القلعة من الديار الصرية على البيد ف تمل عظيم هائل وتلقاه الناس بالشموع ف أثناء الطريق ونزل بدار الذهب وراح الناس للسلم عليه‬
‫وتنئته بالعود إل نيابة القلعة على عادته وهذه ثالث مرة وليها لنه مشكور السية فيها وله فيها سعى ممود ف أوقات متعددة‬
‫وف يوم الميس الادي والعشرين صلى نائب السلطنة والقاضيان الشافعي والنفي وكاتب السر وجاعة من المراء والعيان بالقصورة وقرئ كتاب السلطان على السدة بوضع مكس‬
‫الغنم إل كل رأس بدرهي فتضاعفت الدعية لول المر ولن كان السبب ف ذلك‬
‫غريبة من الغرائب وعجيبة من العجائب‬
‫وقد كثرت الياه ف هذا الشهر وزادت النار زيادة كثية جدا بيث إنه فاض الاء ف سوق اليل من نر بردى حت عم جيع العرصة العروفة بوقف الوكب بيث إنه اجريت فيه الراكب‬
‫بالكلك وركبت فيه الارة من جانب إل جانب واستمر ذلك جعا متعددة وامتنع نائب السلطنة واليش من الوقوف هناك وربا وقف نائب السلطنة بعض اليام تت الطارمة تاه باب‬
‫السطبل السلطان وهذا أمر ل يعهد مثله ول رأيته قط ف مدة عمري وقد سقطت بسبب ذلك بنايات ودور كثية وتعطلت طواحي كثية غمرها الاء‬
‫وف ليلة الثلثاء العشرين من جادي الول توف الصدر شس الدين عبد الرحن ابن الشيخ عز الدين بن منجي التنوخي بعد العشاء الخرة وصلى عليه بامع دمشق بعد صلة الظهر ودفن‬
‫بالسفح وف صبيحة هذا اليوم توف الشيخ ناصر الدين ممد بن أحد القونوي النفي خطيب جامع يلبغا وصلى عليه عقيب صلة الظهر أيضا ودفن بالصوفية وقد باشر عوضه الطابة‬
‫والمامة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪301‬‬

‫قاضي القضاة كمال الدين الكفري النفي وف عصر هذا اليوم توف القاضي علء الدين بن القاضي شرف الدين بن القاضي شس الدين بن الشهاب ممود اللب أحد موقعي الدست‬
‫بدمشق وصلى عليه يوم الربعاء ودفن بالسفح‬
‫وف يوم المعة الثالث والعشرين منه خطب قاضي القضاة جال الدين الكفري النفي بامع يلبغا عوضا عن الشيخ ناصر الدين بن القونوي رحه ال تعال وحضر عنده نائب السلطنة المي‬
‫سيف الدين قشتمر وصلى معه قاضي القضاة تاج الدين الشافعي بالشباك الغرب القبلي منه وحضر خلق من المراء والعيان وكان يوما مشهودا وخطب ابن نباتة بأداء حسن وفصاحة بليغة‬
‫هذا مع علم أن كل مركب صعب وف يوم السبت خامس عشر جادي الخرة توجه الشيخ شرف الدين القاضي النبلي إل الديار الصرية بطلب المي سيف الدين يلبغا ف كتاب كتبه اليه‬
‫يستدعيه ويستحثه ف القدوم عليه‬
‫وف يوم الثلثاء ثان شهر رجب سقط اثنان سكارى من سطح بارة اليهود أحدها مسلم والخر يهودي فمات السلم من ساعته وانقلعت عي اليهودي وانكسرت يده لعنه ال وحل إل‬
‫نائب السلطنة فلم ير جوابا‬
‫ورجع الشيخ شرف الدين بن قاضي البل بعد ما قارب غزة لا بلغه من الوباء بالديار الصرية فعاد إل القدس الشريف ث رجع إل وطنه فأصاب السنة وقد وردت كتب كثية تب بشدة‬
‫الوباء والطاعون بصر وأنه يضبط من أهلها ف النهار نو اللف وأنه مات جاعة من يعرفون كولدي قاضي القضاة تاج الدين الناوي وكاتب الكم ابن الفرات وأهل بيته أجعي فإنا ل وإنا‬
‫اليه راجعون‬
‫وجاء الب ف اواخر شهر رجب بوت جاعة بصر منهم أبو حات ابن الشيخ باء الدين السبكي الصري بصر وهو شاب ل يستكمل العشرين وقد درس بعدة جهات بصر وخطب ففقده‬
‫والده وتأسف الناس عليه وعزوا فيه عمه قاضي القضاة تاج الدين السبكي قاضي الشافعية بدمشق وجاء الب بوت قاضي القضاة شهاب الدين أحد الرباجي الالكي كان بلب وليها مرتي‬
‫ث عزل فقصد مصر واستوطنها مدة ليتمكن من السعي ف العودة فأدركته منيته ف هذه السنة من الفناء وولدان له معه أيضا وف يوم السبت سادس شعبان توجه نائب السلطنة ف صحبة‬
‫جهور المراء إل ناحية تدمر لجل العراب من أصحاب خيار بن مهنا ومن التف عليه منهم وقد دمر بعضهم بلد تدمر وحرقوا كثيا من أشجارها ورعوها وانتهبوا شيئا كثيا وخرجوا من‬
‫الطاعة وذلك بسبب قطع إقطاعاتم وتلك أملكهم واليلولة عليهم فركب نائب السلطنة بن معه كما ذكرنا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪302‬‬

‫لطردهم عن تلك الناحية وف صحبتهم المي حزة ابن الياط أحد أمراء الطبلخانات وقد كان حاجبا ليار قبل ذلك فرجع عنه وألب عليه عند المي الكبي يلبغا الاصكي ووعده إن هو‬
‫امره وكبه أن يظفره بيار وأن يأتيه برأسه ففعل معه ذلك فقدم إل دمشق ومعه مرسوم بركوب اليش معه إل خيار وأصحابه فساروا كما ذكرنا فوصلوا إل تدمر وهربت العراب من بي‬
‫يدي نائب الشام يينا وشال ول يواجهوه هيبة له ولكنهم يتحرفون على حزة بن الياط ث بلغنا أنم يبتوا اليش فقتلوا منه طائفة جرحوا آخرين وأسروا آخرين فإنا ل وإنا إليه راجعون‬
‫سلطنة اللك الشرف ناصر الدين‬
‫شعبان بن حسن بن اللك النصر ممد بن قلوون ف يوم الثلثاء خامس عشر شعبان‬
‫لا كان عشية السبت تاسع عشر شعبان من هذه السنة أعن سنة أربع وستي وسبعمائة قدم أمي من الديار الصرية فنل بالقصر البلق وأخب بزوال ملكة اللك النصور بن الظفر حاجي بن‬
‫اللك الناصر ممد بن قلوون ومسك واعتقل وبويع للملك الشرف شعبان بن حسي الناصر بن النصور قلوون وله من العمر قريب العشرين فدقت البشائر بالقلعة النصورة وأصبح الناس‬
‫يوم الحد ف الزينة وأخبن قاضي القضاة تاج الدين والصاحب سعد الدين ماجد ناظر الدواوين أنه لا كان يوم الثلثاء الامس عشر من شعبان عزل اللك النصور وأودع منله وأجلس‬
‫اللك الشرف ناصر الدين شعبان على سرير اللك وبويع لذلك وقد وقع رعد ف هذا اليوم ومطر كثي وجرت الزاريب فصار غدرانا ف الطرقات وذلك ف خامس حزيران فتعجب الناس‬
‫من ذلك هذا وقد وقع وباء ف مصر ف أول شعبان فتزايد وجهوره ف اليهود وقد وصلوا إل المسي ف كل يوم وبال الستعان‬
‫وف يوم الثني سابعه اشتهر الب عن اليش بأن العراب اعترضوا التجريدة القاصدين إل الرحبة وواقفوهم وقتلوا منهم ونبوا وجرحوا وقد سار البيد خلف النائب والمراء ليقدموا إل‬
‫البلد لجل البيعة للسلطان الديد جعله ال مباركا على السلمي ث قدم جاعة من المراء النهزمي من العراب ف أسوإ حال وذلة ث جاء البيد من الديار الصرية بردهم إل العسكر الذي‬
‫مع نائب السلطنة على تدمر متوعدين بأنواع العقوبات وقطع القطاعات وف شهر رمضان تفاقم الال بسبب الطاعون فإنا ل وإنا اليه راجعون وجهوره ف اليهود لعله قد فقد منهم من‬
‫مستهل شعبان إل مستهل رمضان نو اللف نسمة خبيثة كما أخبن بذلك القاضي صلح الدين الصفدي وكيل بيت الال ث كثر ذلك فيهم ف شهر رمضان جدا وعدة العدة من السلمي‬
‫والذمة بالثماني‬
‫وف يوم السبت حادي عشره صلينا بعد الظهر على الشيخ العمر الصدر بدر الدين ممد ابن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪303‬‬

‫الرقاق العروف بابن الوجي وعلى الشيخ صلح الدين ممد بن شاكر الليثي تفرد ف صناعته وجع تاريا مفيدا نوا من عشر ملدات وكان يفظ ويذاكر ويفيد رحه ال وسامه انتهى‬
‫وفاة الطيب جال الدين ممود بن جله ومباشرة تاج الدين بعده‬
‫كانت وفاته يوم الثني بعد الظهر قريبا من العصر فصلى بالناس بالحراب صلة العصر قاضي القضاة تاج الدين السبكي الشافعي عوضا عنه وصلى بالناس الصبح أيضا وقرأ بآخر الائدة من‬
‫قوله يوم يمع ال الرسل ث لا طلعت الشمس وزال وقت الكراهة صلى على الطيب جال الدين عند باب الطابة وكان المع ف الامع كثيا وخرج بنازته من باب البيد وخرج معه‬
‫طائفة من العوام وغيهم وقد حضر جنازته بالصالية على ما ذكر جم غفي وخلق كثي ونال قاضي القضاة الشافعي بعض الهلة إساءة أدب فاخذ منهم جاعة وأدبوا وحضر هو بنفسه صلة‬
‫الظهر يومئذ وكذا باشر الظهر والعصر ف بقية اليام يأت للجامع ف مفل من الفقهاء والعيان وغيهم ذهابا وإيابا وخطب عنه يوم المعة الشيخ جال الدين بن قاضي القضاة ومنع تاج‬
‫الدين من الباشرة حت يأت التشريف‬
‫وف يوم الثني بعد العصر صلى على الشيخ شهاب الدين أحد بن عبد ال البعلبكي العروف بابن النقيب ودفن بالصوفية وقد قار السبعي وجاوزها وكان بارعا ف القراءات والنحو‬
‫والتصريف والعربية وله يد ف الفقه وغي ذلك وول مكانه مشيخة القراء بأم الصال شس الدين ممد بن اللبان وبالتربة الشرفية الشيخ أمي الدين عبد الوهاب بن السلم وقدم نائب‬
‫السلطنة من ناحية الرحبة وتدمر وف صحبته اليش الذين كانوا معه بسبب ماربته إل اولد مهنا وذويهم من العراب ف يوم الربعاء سادس شوال‬
‫وف ليلة الحد عاشره توف الشيخ صلح الدين خليل بن أيبك وكيل بيت الال وموقع الدست وصلى عليه صبيحة الحد بالامع ودفن بالصوفية وقد كتب الكثي من التاريخ واللغة والدب‬
‫وله الشعار الفائقة والفنون التنوعة وجع وصنف وألف وكتب ما يقارب مئي من الجلدات‬
‫وف يوم السبت عاشره جع القضاة والعيان بدار السعادة وكتبوا خطوطهم بالرضى بطابة قاضي القضاة تاج الدين السبكي بالامع الموي وكاتب نائب السلطنة ف ذلك‬
‫وف يوم الحد حادي عشره استقر عزل نائب السلطنة سيف الدين قشتمر عن نيابة دمشق وأمر بالسي إل نيابة صفد فأنزل أهله بدار طيبغا حجى من الشرق العلى وبرز هو إل سطح‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪304‬‬

‫الزة ذاهبا إل ناحية صفد وخرج الحمل صحبة الجيج وهم جم غفي وخلق كثي يوم الميس رابع عشر شوال‬
‫وف يوم الميس الادي والعشرين من شوال توف القاضي أمي الدين أبو حيان ابن أخي قاضي القضاة تاج الدين السلت الالكي وزوج ابنته ونائبه ف الكم ملطقا وف القضاة والتدريس ف‬
‫غيبته فعالته النية‬
‫ومن غريب ما وقع ف أواخر هذا لشهر أنه اشتهر بي النساء وكثي من العوام أن رجل رأى مناما فيه أنه رأى النب‬
‫ص عند شجرة توتة عند مسجد ضرار خارج باب شرقي فتبادر النساء إل تليق تلك التوتة وأخذوا اوراقها للستشفاء من الوباء ولكن ل يظهر صدق ذلك النام ول يصح عمن يرويه‬
‫وف يوم المعة سابع شهر ذي القعدة خطب بامع دمشق قاضي القضاة تاج الدين السبكي خطبة بليغة فصيحة أداها أداء حسنا وقد كان يس من طائفة من العوام أن يشوشوا فلم يتكلم‬
‫أحد منهم بل ضجوا عند الوعظة وغيها وأعجبهم الطيب وخطبته وأداؤه وتبليغه ومهابته واستمر يطب هو بنفسه‬
‫وف يوم الثلثاء ثامن عشره توف الصاحب تقي الدين سليمان بن مراجل ناظر الامع الموي وغيه وقد باشر نظر الامع ف ايام تنكز وعمر الانب الغرب من الائط القبلي وكمل رخامه‬
‫كله وفتق مرابا للحنفية ف الائط القبلي ومرابا للحنابلة فيه أيضا ف غربيه وأثر أشياء كثية فيه وكانت له هم وينسب إل أمانة وصرامة ومبشارة مشكورة مشهورة ودفن بتربة أنشأها تاه‬
‫داره بالقبيبات رحه ال وقد جاوز الثماني وف يوم الربعاء تاسع عشرة توف الشيخ باء الدين عبد الوهاب الخيمي الصري إمام مسجد درب الجر وصلى عليه بعد العصر بالامع الموي‬
‫ودفن بقصر ابن اللج عند الطيوريي بزاوية لبعض الفقراء الزنة هناك وقد كان له يد ف أصول الفقه وصنف ف الكلم كتابا مشتمل على أشياء مقبولة وغي مقبولة انتهى‬
‫دخول نائب السلطنة منكلي بغا‬
‫ف يوم الميس السابع والعشرين من ذي القعدة دخل نائب السلطنة منكلي بغا من حلب إل دمشق نائبا عليها ف تمل هائل ولكنه مستمرض ف بدنه بسبب ما كان ناله من التعب ف‬
‫مصابرة العراب فنل دار السعادة على العادة وف يوم الثني مستهل ذي الجة خلع على قاضي القضاة تاج الدين السبكي الشافعي للخطابة بامع دمشق واستمر على ما كان عليه يطب‬
‫بنفسه كل جعة وف يوم الثلثاء ثانية قدم القاضي فتح الدين بن الشهيد ولبس اللعة وراح الناس لتهنئته‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪305‬‬

‫وف يوم الميس حضر القاضي فتح الدين بن الشهيد كاتب السر مشيخة السميساطية وحضر عنده القضاة والعيان بعد الظهر وخلع عليه لذلك أيضا وحضر فيها من الغد على العادة‬
‫وخلع ف هذا اليوم على وكيل بيت الال الشيخ جال الدين بن الرهاوي وعلى الشيخ شهاب الدين الزهري بفتيا دار العدل أنتهى‬
‫ث دخلت سنة خس وستي وسبعمائة‬
‫استهلت هذه السنة وسلطان الديار الصرية والشامية والرمي وما يتبع ذلك اللك الشرف ناصر الدين شعبان بن سيدي حسي بن السلطان اللك الناصر ممد بن النصور قلوون الصالي‬
‫وهو ف عمر عشر سني ومدبر المالك بي يديه المي الكبي نظام اللك سيف الدين يلبغا الاصكي وقضاة مصرهم الذكورون ف السنة الت قبلها ووزيرها فخر الدين بن قزوينه ونئاب‬
‫دمشق المي سيف الدين منكلي بغا الشمس وهو مشكور السية وقضاتا هم الذكورون ف السنة الت قبلها وناظر الدواوين با الصاحب سعد الدين ماجد وناظر اليس علم الدين داود‬
‫وكاتب السر القاضي فتح الدين بن الشهيد ووكيل بيت الال القاضي جال الدين بن الرهاوي‬
‫استهلت هذه السنة وداء الفناء موجود ف الناس إل أنه خف وقل ول المد وف يوم السبت توجه قاضي القضاة وكان باء الدين أبو البقاء السبكي إل الديار الصرية مطلوبا من جهة المي‬
‫يلبغا وف الكتاب إجابته له إل مسائل وتوجه بعده قاضي القضاة تاج الدين الاكم بدمشق وخطيبها يوم الثني الرابع عشر من الحرم على خيل البيد وتوجه بعدها الشيخ شرف الدين ابن‬
‫قاضي البل النبلي مطلوبا إل الديار الصرية وكذلك توجه الشيخ زين الدين النفلوطي مطلوبا‬
‫وتوف ف العشر الوسط من الحرم صاحبنا الشيخ شس الدين العطار الشافعي كان لديه فضيلة واشتغال وله فهم وعلق بطه فوائد جيدة وكان إماما بالسجن من مشهد على بن السي‬
‫بامع دمشق ومصدرا بالامع وفقيها بالدارس وله مدرسة الديث الوادعية وجاوز المسي بسنوات ول يتزوج قط وقدم الركب الشامي إل دمشق ف اليوم الرابع والعشرين من الحرم وهم‬
‫شاكرون مثنون ف كل خي بذه السنة أمنا ورخصا ول المد‬
‫وف يوم الحد حادي عشر صفر درس بالدرسة الفتحية صاحبنا الشيخ عماد الدين إساعيل بن خليفة الشافعي وحضر عنده جاعة من العيان والفضلء وأخذ ف قوله تعال إن عدة الشهور‬
‫عند ال اثن عشر شهرا وف يوم الميس خامس عشره نودي ف البلد على أهل الذمة بالزامهم بالصغار وتصغي العمائم وأن ل يستخدموا ف شيء من العمال وأن ل يركبوا اليل ول‬
‫البغال ويركبون المي بالكف بالعرض وان يكون ف رقابم ورقاب نسائهم ف المامات أجراس وأن يكون أحد النعلي أسود‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪306‬‬

‫مالفا للون الخرى ففرح بذلك السلمون ودعوا للمر بذلك‬


‫وف يوم الحد ثالث ربيع الول قدم قاضي القضاة تاج الدين من الديار الصرية مستمرا على القضاة والطابة فتلقاه الناس وهنأوه بالعود والسلم وف يوم الميس سابعه لبس القاضي‬
‫الصاحب البهنسي اللعة لنظر الدواوين بدمشق وهنأه الناس وباشر بصرامة واستعمل ف غالب الهات من بناء السبيل‬
‫وف يوم الثني جادى عشره ركب قاضي القضاة بدر الدين بن أب الفتح على خيل البيد إل الديار الصرية لتوليه قضاء قضاة الشافعية بدمشق عن رضا من خالة قاضي القضاة تاج الدين‬
‫ونزوله عن ذلك‬
‫وف يوم الميس خامس ربيع الول احترقت الباسورة الت ظاهر باب الفرج على السر ونال حجارة الباب شيء من حريقها فاتسعت وقد حضر طفيها نائب السلطنة والاجب الكبي‬
‫ونائب القلعة والولة وغيهم وف صبيحة هذا اليوم زاد النهر زيادة عظيمة سبب كثرة المطار وذلك ف أوائل كانون الثان وركب الاء سوق اليل بكماله ووصل إل ظاهر باب الفراديس‬
‫وتلك النواحي وكسر جسر الشب الذي عند جامع يلبغا وجاء فصدم به جسر الزلبية فكسره أيضا‬
‫وف يوم الميس ثان عشره صرف حاجب الجاب قماري عن الباشرة بدار السعادة وأخذت القضاة من يدة وانصرف إل داره ف أقل من الناس واستبشر بذلك كثي من الناس لكثرة ما‬
‫كان يفتات على الحكام الشرعية‬
‫وف أواخره اشتهر موت القاضي تاج الدين الناوي بديار مصر وولية قاضي القضاة باء الدين ابن أب البقاء السبكي مكانه بقضاء العساكر با ووكالة السلطان أيضا ورتب له مع ذلك‬
‫كفايته وتول ف هذه اليام الشيخ سراج الدين البلقين إفتاء دار العدل مع الشيخ باء الدين أحد بن قاضي القضاة السبكي بالشام وقد ول هو أيضا القضاء بالشام كما تقدم ث عاد إل مصر‬
‫موقرا مكرما وعاد أخوه تاج الدين إل الشام وكذلك ولو مع البلقين إفتاء دار العدل النفي شيخا يقال له الشيخ شس الدين بن الصائغ وهو مفت حنفي أيضا وف يوم الثني سابع ربيع‬
‫الول توف الشيخ نور الدين ممد بن الشيخ أب بكر قوام بزوايتهم بسفح جبل قاسيون وغدا الناس إل جنازته وقد كان من العلماء الفضلء الفقهاء بذهب الشافعي درس بالناصرية البانية‬
‫مدة سني بعد أبيه وبالرباط الدويداري داخل باب الفرج وكان يضر الدارس ونزل عندنا بالدرسة النجيبية وكان يب السنة ويفهمها جيدا رحه ال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪307‬‬


‫وف مستهل جادي الول ول قاضي القضاة تاج الدين الشافعي مشيخة دار الديث بالدرسة الت فتحت بدرب القلب وكانت دارا لوافقها جال الدين عبد ال بن ممد بن عيسى التدمري‬
‫الذي كان استاذا للمي طاز وجعل فيها درس للحنابلة وجعل الدرس لم الشيخ برهان الدين إبراهيم ابن قيم الوزية وحضر الدرس وحضر عنده بعض النابلة بالدرس ث جرت أمور يطول‬
‫بسطها واستحضر نائب السلطنة شهود النابلة بالدرس واستفرد كل منهم وسأله كيف شهد ف أصل الكتاب الحضر الذي أثبتوا عليهم فاضطروا ف الشهادات فضبط ذلك عليهم وفيه‬
‫مالفة كبية لا شهدوا به ف أصل الحضر وشنع عليهم كثي من الناس ث ظهرت ديون كثية لبيت طار على جال الدين التدمري الواقف وطلب من القاضي الالكي أن يكم بابطال ما حكم‬
‫به النبلي فتوقف ف ذلك وف يوم الثني الادي والعشرين منه قرئ كتاب السلطان بصرف الوكلء من أبواب القضاة الربعة فصرفوا‬
‫وف شهر جادي الخرة توف الشيخ شس الدين شيخ النابلة بالصالية يوعرف بالبيي يوم الميس ثامنه صلى عليه بالامع الظفري بعدا لعصر ودفن بالسفح وقد قارب الثماني وف الرابع‬
‫عشر منه عقد بدار السعادة ملس حافل اجتمع فيه القضاة الربعة وجاعة من الفتيي وطلبت فحضرت معهم بسبب الدرسة التدمرية وقرابة الواقف ودعواهم أنه وقف عليهم الثلث فوقف‬
‫النبلي ف أمرهم ودافعهم عن ذلك أشد الدفاع‬
‫وف العشر الول من رجب وجد جراد كثي منتشر ث تزايد وتراكم وتضاعف وتفاقم المر بسببه وسد الرض كثرة وعاث يينا وشال وأفسد شيئا كثيا من الكروم والقان والزروعات‬
‫النفيسة وأتلف للناس شيئا كثيا فإنا ل وإنا اليه راجعون‬
‫وف يوم الثني ثالث شعبان توجه القضاة ووكيل بيت الال إل باب كيسان فوقفوا عليه وعلى هيئته ومن نية نائب السلطنة فتحه ليتفرج الناس به وعدم للناس غلت كثية وأشياء من أنواع‬
‫الزروع بسبب كثرة الراد فإنا ل وإنا اليه راجعون‬
‫فتح باب كيسان بعد غلقه نوا من مائت سنة‬
‫وف يوم الربعاء السادس والعشرين من شعبان اجتمع نائب السلطنة والقضاة عند باب كيسان وشرع الصناع ف فتحه عن مرسوم السلطان الوارد من الديار الصرية وأمر نائب السلطنة‬
‫وإذن القضاة ف ذلك واستهل رمضان وهم ف العمل فيه وف العشر الخي من شعبان توف الشريف شس الدين ممد بن علي بن السن بن حزة السين الحدث الحصل الؤلف لشياء‬
‫مهمة وف الديث قرأ وسع وجع وكتب أساء رجال‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪308‬‬

‫بسند المام احد واختصر كتابا ف أساء الرجال مفيدا وول مشيخة الديث الت وقفها ف داره باء الدين القاسم بن عساكر داخل باب توما وختمت البخاريات ف آخر شهر رمضان‬
‫ووقع بي الشيخ عماد الدين بن السراج قارئ البخاري عند مراب الصحابة وبي الشيخ بدر الدين بن الشيخ جال الدين الشريشن وتا ترا على رؤس الشهاد بسبب لفظه يبتز بعن يدخر‬
‫وف نسخة يتي فحكى ابن السراج عن الافظ الزي أن الصواب يبتز من قول العرب عزيز وصدق ف ذلك فكأن منازعه خطأ ابن الزي فانتصر الخر للحافظ الزي فقاد منه بالقول ث قام‬
‫والده الشيخ جال الدين الشار اليه فكشف رأسه على طريقة الصوفية فكأن ابن السراج ل يلتفت اليه وتدافعوا إل القاضي الشافعي فانتصر للحافظ الزي وجرت أمور ث اصلطحوا غي مرة‬
‫وعزم اولئك على كتب مضر على ابن السراج ث انطفأت تلك الشرور‬
‫وكثر الوت ف أثناء شهر رمضان وقاربت العدة الائة وربا جاوزت الائة وربا كانت اقل منها وهو الغالب ومات جاعة من الصحاب والعارف فإنا ل وإنا اليه راجعون وكثر الراد ف‬
‫البساتي وعظم الطب بسبب وأتلف شيئا كثيا من الغلت والثمار والضراوات وغلت السعار وقلت الثمار وارتفعت قيم الشياء فبيع الدبس با فوق الائتي القنطار والرز بأزيد من ذلك‬
‫وتكامل فتح باب كيسان وسوه الباب القبلي ووضع السر منه إل الطريق السالكة وعرضه أزيد من عشرة أذرع بالنجاري لجل عمل الباسورة جنبتيه ودخلت الارة عليه من الشاة‬
‫والركبان وجاء ف غاية السن وسلك الناس ف حارات اليهود وانكشف دخلهم وأمن الناس من دخنهم وغشهم ومكرهم وخبثهم وانفرج الناس بذا الباب البارك‬
‫واستهل شوال والراد قد أتلف شيئا كثيا من البلد ورعى الضروات والشجار وأوسع أهل الشام ف الفساد وغلت السعار واستمر الفناء وكثر الضجيج والبكاء وفقدنا كثيا من‬
‫الصحاب والصدقاء فلن مات وقد تناقص الفناء ف هذه الدة وقل الوقع وتناقص للخمسي وف شهر ذي القعدة تقاصر الفناء ول المد ونزل العدد إل العشرين فما حولا وف رابعه دخل‬
‫بالفيل والزرافة إل مدينة دمشق من القاهرة فأنزل ف اليدان الخضر قريبا من القصر البلق وذهب الناس للنظر اليهما على العادة‬
‫وف يوم المعة تاسعه صلى على الشيخ جال الدين عبد الصمد بن خليل البغدادي العروف بابن الضري مدث بغداد وواعظها كان من أهل السنة والماعة رحه ال انتهى‬
‫تديد خطبة ثانية داخل سور دمشق منذ فتوح الشام‬
‫اتفق ذلك ف يوم المعة الثالث ث تبي أنه الرابع والعشرين من ذي القعدة من هذه السنة‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪309‬‬

‫بالامع الذي جدد بناءه نائب الشام سيف الدين متكلي بغا بدرب البلغة قبلي مسجد درب الجر داخل باب كيسان الجدد فتحه ف هذا الي كما تقدم وهو معروف عند العامة بسجد‬
‫الشاذوري وإنا هو ف تاريخ ابن عساكر مسجد الشهرزوري وكان السجد رث اليئة قد تقادم عهده مدة دهر وهجر فل يدخله أحد من الناس إل قليل فوسعه من قبليه وسقفه جديدا‬
‫وجعل له صرحة شالية مبلطة ورواقات على هيئة الوامع والداخل بأبوابه على العادة وداخل ذلك رواق كبي له جناحان شرقي وغرب بأعمدة وقناطر وقد كان قديا كنيسة فأخذت منهم‬
‫قبل المسمائة وعملت مسجدا فلم يزل كذلك إل هذا الي فلما كمل كما ذكرنا وسيق اليه الاء من القنوات ووضع فيه منب مستعمل كذلك فيومئذ ركب نائب السلطنة ودخل البلد من‬
‫باب كيسان وانعطف على حارة اليهود حت انتهى إل الامع الذكور وقد استكف الناس عنده من قضاة واعيان وخاصة وعامة وقد عي لطابته الشيخ صدر الدين بن منصور النفي مدرس‬
‫الناجية وإمام النفية بالامع الموي فلما أذن الذان الول تعذر عليه الروج من بيت الطابة قيل لرض عرض له وقيل لغي ذلك من حصر أو نوه فخطب الناس يومئذ قاضي القضاة جال‬
‫الدين النفي الكفري خدمة لنائب السلطنة‬
‫واستهل شهر ذي الجة وقد رفع ال الوباء عن دمشق وله المد والنة وأهل البلد يوتون على العادة ول يرض احد بتلك العلة ولكن الرض العتاد انتهى‬
‫ث دخلت سنة ست وستي وسبعمائة‬
‫استهلت هذه السنة والسلطان اللك الشرف ناصر الدين شعبان والدولة بصر والشام هم هم ودخل الحمل السلطان صبيحة يوم الثني الرابع والعشرين منه وذكروا انم نالم ف الرجعة‬
‫شدة شديدة من الغلء وموت المال وهرب المالي وقدم مع الركب من خرج من الديار الصرية قاضي القضاة بدر الدين بن أب الفتح وقد سبقه التقليد بقضاء القضاة مع خالد تاج الدين‬
‫يكم فيما يكم فيه مستقل معه ومنفردا بعده‬
‫وف شهر ال الحرم رسم نائب السلطنة بتخريب قريتي من وادي التيم وهم مشعرا وتلبناثا وسبب ذلك أنما عاصيان وأهلهما مفسدان ف الرض والبلدان والرض حصينان ل يصل إليهما‬
‫إل بكلفة كثية ل يرتقي إليهما إل فارس فارس فخربتا وعمر بدلما ف أسفل الوادي بث يصل اليهما حكم الاكم والطلب بسهولة فأخبن اللك صلح الدين ابن الكال أن بلدة تلبتاثا‬
‫عمل فيها ألف فارس ونقل نقضها إل أسفل الوادي خسمائة حار عدة أيام‬
‫وف يوم المعة سادس صفر بعد الصلة صلى على قاضي القضاة جال الدين يوسف بن قاضي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪310‬‬

‫القضاة شرف الدين احد بن اقضى القضاة بن السي الزي النفي وكانت وفاته ليلة المعة الذكورة بعد مرض قريب من شهر وقد جاوز الربعي بثلث من السني ول قضاء قضاة النفية‬
‫وخطب بامع يلبغا وأحضر مشيخة النفيسية ودرس بأماكن من مدارس النفية وهو أول من خطب بالامع الستجد داخل باب كيسان بضرة نائب السلطنة‬
‫وف صفر كانت وفاة الشيخ جال الدين عمر بن القضاي عبدا لي بن إدريس النبلي متسب بغداد وقاضي النابلة با فتعصبت عليه الروافض حت ضرب بي يدي الوزارة ضربا مبحا‬
‫كانت سبب موته سريعا رحه ال وكان من القائمي بالق المرين بالعروف والناهي عن النكر من أكب النكرين على الروافض وغيهم من أهل البدع رحه ال وبل بالرحة ثراه‬
‫وف يوم الربعاء تاسع صفر حضر مشيخة النفيسية الشيخ شس الديب بن سند وحضر عنده قاضي القضاة تاج الدين وجاعة من العيان وأورد حديث عبادة بن الصامت ل صلة لن ل يقرأ‬
‫بفاتة الكتاب أسنده عن قاضي القضاة الشار إليه‬
‫وجاء البيد من الديار الصرية بطلب قاضي القضاة تاج الدين إل هناك فسي أهله قبله على المال وخرجوا يوم المعة حادي عشر ربيع الول جاعة من أهل بيتهم لزيارة أهاليهم هناك‬
‫فاقام هو بعدهم إل أن قدم نائب السلطنة من الرحبة وركب على البيد وف يوم الثني خامس عشر جادي الخرة رجع قاضي القضاة تاج الدين السبكي من الديار الصرية على البيد‬
‫وتلقاه الناس إل أثناء الطريق واحتفلوا للسلم عليه وتنئته بالسلمة انتهى وال اعلم‬
‫قتل الرافضي البيث‬
‫وف يوم الميس سابع عشره أول النهار وجد رجل بالامع الموي اسه ممود بن إبراهيم الشيازي وهو يسب الشيخي ويصرح بلعنتهما فرفع إل القاضي الالكي قاضي القضاة جال الدين‬
‫السلت فاستتابه عن ذلك وأحضر الضراب فأول ضربة قال ل إله إل ال على ول ال ولا ضرب الثانية لعن أبا بكر وعمر فالتهمه العامة فأوسعوه ضربا مبحا بيث كاد يهلك فجعل‬
‫القاضي يستكفهم عنه فلم يستطع ذلك فجعل الرافضي يسب ويعلن الصحابة وقال كانوا على الضلل فعند ذلك حل إل نائب السلطنة وشهد عليه قوله بأنم كانوا على الضللة فعند ذلك‬
‫حكم عليه القاضي باراقاة دمه فأخذ إل ظهر البلد فضربت عنقه وأحرقته العامة قبحه ال وكان من يقرأ بدرسة أب عمر ث ظهر عليه الرفض فسجنه النبلي أربعي يوما فلم ينفع ذلك وما‬
‫زال يصرح ف كل موطن يأمر فيه بالسب حت كان يومه هذا أظهر مذهبه ف الامع وكان سبب قتله قبحه ال كما قبح من كان قبله وقتل بقتله ف سنة خس وخسمي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪311‬‬

‫استنابه ول الدين ابن أب البقاء السبكي‬


‫وف آخر هذا اليوم أعن يوم الميس ثامن عشره حكم أقضي القضاة ول الدين بن قاضي القضاة باء الدين بن أب البقاء بالدرسة العادلية الكبية نيابة عن قاضي القضاة تاج الدين مع‬
‫استنابة أقضى القضاة شس الدين العزي وأقضى القضاة بدر الدين بن وهيبة وأما قاضى القضاة بدر الدين بن أب الفتح فهو نائب أيضا ولكنه بتوقيع شريف أنه يكم مستقل مع قاضي‬
‫القضاة تاج الدين‬
‫وف يوم الثني الثان والعشرين منه استحضر نائب السلطنة المي ناصر الدين بن العاوي متول البلد ونقم عليه أشياء وأمر بضربه فضرب بي يديه على أكتافه ضربا ليس ببح ث عزله‬
‫واستدعى بالمي علم الدين سليمان أحد المراء العشراوات ابن المي صفي الدين بن أب القاسم البصراوي أحد أمراء الطبلخانات كان قد ول شد الدواوين ونظر القدس والليل وغي‬
‫ذلك من الوليات الكبار وهو ابن الشيخ فخر الدين عثمان بن الشيخ صفي الدين اب القاء التميمي النفي وبأيديهم تدريس المينية الت ببصرى والكيمية ازيد من مائة سنة فوله ابلد على‬
‫تكره منه فألزمه با وخلع عليه وقد كان وليها قبل ذلك فأحسن السية وشكر سعيه لديانته وأمانته وعفته وفرح الناس ول المد‬
‫ولية قاضي القضاة باء الدين السبكي قضاء مصر بعد عزل عز الدين بن جاعة نفسه‬
‫ورد الب مع البيد من الديار الصرية بأن قاضي القضاة عز الدين عبدالعزيز ابن قاضي القضاة بدر الدين بن جاعة عزل نفسه عن القضاء يوم الثني السادس عشر من هذا الشهر وصمم‬
‫على ذلك فبعث المي الكبي يلبغا اليه المراء يسترضونه فلم يقبل فركب اليه بنفسه ومع القضاة والعيان فتلطفوا به فلم يقبل وصمم على النعزال فقال له المي الكبي فعي لنا من يصلح‬
‫بعدك قال ول أقول لكم شيئا غي انه ل يتول رجل واحد ث ولوا من شئتم فأخبن قاضي القضاة تاج الدين السبكي أنه قال ل تولوا ابن عقيل فعي المي الكبي قاضي القضاة باء الدين ابا‬
‫البقاء فقيل إنه أظهر المتناع ث قبل ولبس اللعة وباشر يوم الثني الثالث والعشرين من جادي الخرة قاضي القضاة الشيخ باء الدين بن قاضي القضاة تقي الدين السبكي قضاء العساكر‬
‫الذي كان بيد أب البقاء‬
‫وف يوم الثني سابع رجب توف الشيخ علي الراوحي خادم الشيخ أسد الرواحي البغدادي وكان فيه مروءة كثية ويأمر بالعروف وينهى عن النكر ويدخل على النواب ويرسل إل الولة‬
‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪312‬‬

‫فتقبل رسالته وله قبول عند الناس وفيه بر وصدقة وإحسان إل الحاويج وبيده مال جيد يتجرله فيه تعلل مدة طويله ث كانت وفاته ف هذا اليوم فصلى عليه الظهر بالامع ث حل إل سفح‬
‫قاسيون رحه ال‬
‫وف صبيحة يوم الثلثاء السابع والعشرين من شعبان قدم المي سيف الدين بيدمر الذي كان نائب الشام فنل بداره عند مأذنة فيوز وذهب الناس للسلم عليه بعد ما سلم على نائب‬
‫السلطنة بدار السعادة وقد رسم له بطبلخانتي وتقدمة ألف وولية الولة من غزة إل أقصى بلد الشام وأكرمه ملك المراء إكراما زائدا وفرحت العامة بذلك فرحا شديدا بعوده إل الولية‬
‫وختمت البخاريات بالامع الموي وغيه ف عدة أماكن من ذلك ستة مواعيد تقرأ على الشيخ عماد الدين ابن كثي ف اليوم أولا بسجد ابن هشام بكرة قبل طلوع الشمس ث تت النسر‬
‫ث بالدرسة النورية وبعد الظهر بامع تنكز ث بالدرسة العزية ث بالكوشك لم الزوجة الست أساء بنت الوزير ابن السلعوس إل اذان العصر ث من بعد العصر بدار ملك المراء أمي علي‬
‫بحلة القضاعي إل قريب الغروب ويقرأ صحيح مسلم براب النابلة داخل باب الزيارة بعد قبة النسر وقبل النورية وال السئول وهو العي اليسر السهل وقد قرئ ف هذه اليئة ف عدة‬
‫أماكن اخر من دور المراء وغيهم ول يعهد مثل هذا ف السني الاضية فلله المد والنة‬
‫وف يوم الثلثاء عاشر شوال توف الشيخ نور الدين على من أب اليجاء الكركي الشوبكي ث الدمشقي الشافعي كان معنا ف القري والكتاب وختمت أنا وهو ف سنة إحدى عشرة ونشأ ف‬
‫صيانة وعفاف وقرأ على الشيخ بدر الدين بن شيحان للسبع ول يكمل عليه ختمة واشتغل ف النهاج للنواوي فقرأ كثيا منه أو أكثر وكان ينقل منه ويستحضر وكان خفيف الروح تبه‬
‫الناس لذلك ويرغبون ف عشرته لذلك رحه ال كان يستحضر التشابه ف القرآن استحضارا حسنا متقنا كثيا التلوة له حسن الصلة يقوم الليل وقرأ على صحيح البخاري بشهد ابن هشام‬
‫عدة سني ومهر فيه وكان صوته جهوريا فصيح العبارة ث ول مشيخة اللبية بالامع وقرأ ف عدة كراسي بالائط الشمال وكان مقبول عند الاصة والعامة وكان يداوم على قيام الشعر‬
‫الخي ف مراب الصحابة مع عدة قراء يبتون فيه ويبيتون الليل ولا كان ف هذه السنة أحيا ليلة العيد وحده بالحراب الذكور ث مرض خسة أيام ث مات بعد الظهر يوم الثلثاء عاشر شوال‬
‫بدرب العميد وصلى عليه العصر بالامع الموي ودفن بقابر الباب الصغي عنده والده ف تربة لم وكانت جنازته حافلة وتأسف الناس عليه رحه ال وبل بالرحة ثراه وقد قارب خسا وستي‬
‫سنة وترك بنتا سباعية اسها عائشة وقد أقرأها شيئا من القرآن إل تبارك وحفظها البعي النواوية جبها ربا ورحم أباها آمي‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪313‬‬

‫وخرج الحمل الشامي والجيج يوم الميس ثان عشرة وأمرهم المي علء الدين علي بن علم الدين اللل أحد أمراء الطبلخانات‬
‫وتوف الشيخ عبد ال اللطي يوم السبت رابع عشرة وكان مشهورا بالجاورة بالكلسة ف الامع الموي له اشياء كثية من الطراريح واللت الفقرية ويلبس على طريقة الريرية وشكله‬
‫مزعج ومن الناس من كان يعتقد فيه الصلح وكنت من يكرهه طبعا وشرعا أيضا‬
‫وف يوم الميس الامس والعشرين من ذي القعدة قدم البيد من ناحية الشرق ومعهم قماقم ماء من عي هناك من خاصيته انه يتبعه طي يسمى السمرمر أصفر الريش قريب من شكل‬
‫الطاف من شأنه إذا قدم الراد إل البلد الذي هو فيه أنه يفنيه ويأكله أكل سريعا فل يلبث الراد إل قليل حت يرحل أو يؤكل على ما ذكر ول أشاهد ذلك‬
‫وف النتصف من ذي الجة كمل بناء القيسارية الت كانت معمل بالقرب من دار الجارة قبلي سوق الدهشة الذي للرجال وفتحت وأكريت دهشة لقماش النساء وذلك كله برسوم ملك‬
‫المراء ناظر الامع العمور رحه ال وأخبن الصدر عز الدين الصيف الشارف بالامع أنه غرم عليها من مال الامع قريب ثلثي ألف درهم انتهى‬
‫طرح مكس القطن الغزول البلدي والجلوب‬
‫وف أواخر هذا الشهر جاء الرسوم الشريف بطرح مكس القطن الغزول البلدي واللب أيضا ونودي بذلك ف البلد فكثرت الدعوات لن أمر بذلك وفرح السلمون بذلك فرحا شديدا ول‬
‫المد والنة‬
‫ث دخلت سنة سبع وستي وسبعمائة‬
‫استهلت وسلطان البلد الصرية والشامية والرمي الشريفي وما يتبع ذلك من القاليم اللك الشرف بن السي بن اللك الناصر ممد بن قلوون وعمره عشر سني فما فوقها وأتابك‬
‫العساكر ومدبر مالكه المي سيف الدين يلبغا الاصكي وقاضي قضاة الشافعية بصر باء الدين أبو البقاء السبكي وبقية القضاة هم الذكورون ف السنة الاضية ونائب دمشق المي سيف‬
‫الدين منكلي بغا وقضاة دمشق هم الذكورون ف الت قبلها سوى النفي فإنه الشيخ جال الدين بن السراج شيخ النفية والطابة بيد قاضي القضاة تاج الدين الشافعي وكاتب السر وشيخ‬
‫الشيوخ القاضي فتح الدين بن الشهيد ووكيل بيت الال الشيخ جال الدين بن الرهاوي ودخل الحمل السلطان يوم المعة بعد العصر قريب الغروب ول يشعر بذل أكثر أهل البلد وذلك‬
‫لغيبة النائب ف السرحة ما يلي ناحية الفرات ليكون كالرد للتجريدة الت تعينت لتخريب الكبيسات اليت هي إقطاع خيار بن مهنا من زمن السلطان اويس ملك العراق انتهى‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪314‬‬

‫استيلء الفرنج لعنهم ال على السكندرية‬


‫وف العشر الخي من شهر ال الحرم احتيط على الفرنج بدينة دمشق واودعوا ف البوس ف القلعة النصورة واشتهر أن سبب ذلك أن مدينة السكندرية ماصرة بعدة شواين وذكر أن‬
‫صاحب قبص معهم وأن اليش الصري صمدوا إل حراسة مدينة السكندرية حرسها ال تعال وصانا وحاها وسيأت تفصيل أمرها ف الشهر الت فإنه وضح لنا فيه ومكث القوم بعد‬
‫السكندرية بأيام فيما بلغنا بعد ذلك حاصرها أمي من التتار يقال له مامية واستعان بطائفة من الفرنج ففتحوها قسرا وقتلوا من اهلها خلقا وغنموا شيئا كثيا واستقرت عليها يدمامية ملكا‬
‫عليها‬
‫وف يوم المعة سلخ هذا الشهر توف الشيخ برهان الدين إبراهيم بن الشيخ شس الدين بن قيم الوزية ببستانه بالزة ونقل إل عند والده بقابر باب الصغي فصلى عليه بعد صلة العصر‬
‫بامع جراح وحضر جنازته القضاة والعيان وخلق من التجار والعامة وكانت جنازته حافلة وقد بلغ من العمر ثانيا وأربعي سنة وكان بارعا فاضل ف النحو والفقه وفنون أخر على طريقة‬
‫والده رحهما ال تعال وكان مدرسا بالصدرية والتدمرية وله تصدير بالامع وخطابة بامع ابن صلحان وترك مال جزيل يقارب الائة ألف درهم انتهى‬
‫ث دخل شهر صفر وأوله المعة أخبن بعض علماء السي أنه اجتمع ف هذا اليوم يوم المعة مستهل هذا الشهر الكواكب السبعة سوى الريخ ف برجا العقرب ول يتفق مثل هذا من سني‬
‫متطاولة فأما الريخ فإنه كان قد سبق إل برج القوس فيه ووردت الخبار با وقع من المر الفظيع بدينة السكندرية من الفرنج لعنهم ال وذلك أنم وصلو اليها ف يوم الربعاء الثان‬
‫والعشرين من شهر ال الحرم فلم يدوا با نائبا ول جيشا ول حافظا للبحر ول ناصرا فدخلوها يوم المعة بكرة النهار بعد ما حرقوا أبوابا كبية منها وعاثوا ف أهلها فسادا يقتلون الرجال‬
‫ويأخذون الموال ويأسرون النساء والطفال فالكم ل العلي الكبي التعال واقاموا با يوم المعة والسبت والحد والثني والثلثاء فلما كان صبيحة يوم الربعاء قدم الشاليش الصري‬
‫فأقلعت الفرنج لعنهم ال عنها وقد أسروا خلقا كثيا يقاومون الربعة آلف واخذوا من الموال ذهبا وحريرا وبارا وغي ذلك مال يد ول يوصف وقدم السلطان والمي الكبي يلبغا ظهر‬
‫يومئذ وقد تفارط الال وتولت الغنائم كلها إل الشوائن بالبحر فسمع للسارى من للعويل والبكاء والشكوى والأر إل ال والستغاثة به وبالسلمي ما قطع الكباد وذرفت له العيون‬
‫واصم الساع فإنا ل وإنا اليه راجعون ولا بغلت الخبار إل أهل دمشق شق عليهم ذلك جدا وذكر ذلك الطيب يوم المعة على النب فتباكى الناس كثيا فإنا ل وإنا اليه راجعون وجاء‬
‫الرسوم الشريف من الديار الصرية إل‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪315‬‬

‫نائب السلطنة بسك النصارى من الشام جلة واحدة وأن يأخذ منهم ربع أموالم لعمارة ما خرب من السكندرية ولعمارة مراكب تغزو الفرنج فأهانوا النصارى وطلبوا من بيوتم بعنف‬
‫وخافوا أن يقتلوا ول يفهموا ما يراد بم فهربوا كل مهرب ول تكن هذه الركة شرعية ول يوز اعتمادها شعا وقد طلبت يوم السبت السادس عشر من صفر إل اليدان الخضر للجتماع‬
‫بنائب السلطنة وكان اجتمعنا بعد العصر يومئذ بعد الفراغ من لعب الكرة فرأيت منه أنسا كثيا ورأيته كامل الرأي والفهم حسن العبارة كري الجالسة فذكرت له أن هذا ل يوز اعتماده‬
‫ف النصارى فقال إن بعض فقهاء مصر أفت للمي الكبي بذلك فقلت له هذا ما ليسوغ شرعا ول يوز لحد أن بفت بذا ومت كانوا باقي على الذمة يؤدون إلينا الزية ملتزمي بالذلة‬
‫والصغار وأحكام اللة قائمة ل يوز أن يؤخذ منهم الدرهم الواحد الفرد فوق ما يبذلونه من الزية ومثل هذا ليفى على المي فقال كيف أصنع وقد ورد الرسوم بذلك ول يكنن أن‬
‫أخالفه وذكرت له اشياء كثية ما ينبغي اعتماده ف حق أهل قبص من الرهاب ووعيد العقاب وأنه يوز ذلك وإن ل يفعل ما يتوعدهم به كما قال سليمان بن داود عليهما السلم ائتون‬
‫بالسكي أشقه نصفي كما هو الديث مبسوط ف الصحيحي فجعل يعجبه هذا جدا وذكر أن هذا كان ف قلبه وأن كاشفته بذا وأنه كتب به مطالعة إل الديار الصرية وسيأت جوابا بعد‬
‫عشرة أيام فتجيء حت تقف على الواب وظهر منه إحسان وقبول وإكرام زائد رحه ال ث اجتمعت به ف دار السعادة ف أوائل شهر ربيع الول فبشرن أنه قد رسم بعمل الشوان والراكب‬
‫لغزو الفرنج ول المد والنة ث ف صبيحة يوم الحد طلب النصارى الذين اجتمعوا ف كنيستهم إل بي يديه وهم قريب من أربعمائة فحلفهم كم أموالم وألزمهم بأداء الربع من أموالم فإنا‬
‫ل وانا اليه راجعون وقد امروا إل الولة باحضار من ف معالتهم ووال الب قد خرج إل القرايا بسبب لك وجردت امراء إل النواحي لستخلص الموال من النصارى ف القدس وغي ذلك‬
‫وف أول شهر ربيع الول كان سفر قاضي القضاة تقي الدين السبكي الشافعي إل القاهرة وف يوم الربعاء خامس ربيع الول اجتمعت بنائب السلطنة بدار السعادة وسألته عن جواب‬
‫الطالعة فذكر ل أنه جاء الرسوم الشريف السلطان بعمل الشوان والراكب لغزو قبص وقتال الفرنج ول المد والنة وأمر نائب السلطنة بتجهيز القطاعي والنشارين من دمشق إل الغابة‬
‫الت بالقرب من بيوت وأن يشرع ف عمل الشوان ف آخر يوم من هذا الشهر وهو يوم المعة وفتحت دار القرآن الت وقفها الشريف التعادان إل جانب حام الكاس شال الدرسة‬
‫البادرائية وعمل فيها وظيفة حديث وحضر واقفها يومية قاضي القضاة تاج الدين السبكي انتهى وال أعلم‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪316‬‬

‫عقد ملس بسبب قاضي القضاة تاج الدين السبكي‬


‫ولا كان يوم الثني الرابع والعشرين من ربيع الول عقد ملس حافل بدار السعادة بسبب ما رمى به قاضي القضاة تاج الدين الشافعي ابن قاضي القضاة تقي الدين السبكي وكنت من‬
‫طلب اليه فحضرته فيمن حضر وقد اجتمع فيه القضاة الثلثة وخلق من الذاهب الربعة وآخرون من غيهم بضرة نائب الشام سيف الدين منكلي بغا وكان قد سافر هو إل الديار الصرية‬
‫إل البواب الشريفة واستنجز كتابا إل نائب السلطنة لمع هذا الجلس ليسأل عنه الناس وكان قد كتب فيه مضران متعاكسان احدها له والخر عليه وف الذي عليه خط القاضيي الالكي‬
‫والنبلي وجاعة آخرين وفيه عظائم واشياء منكرة جدا ينبو السمع عن استماعه وف الخر خطوط جاعات من الذاهب بالثناء عيه وفيه خطى بان ما رأيت فيه إل خيا ولا اجتمعوا أمر نائب‬
‫السلطنة بأن يتاز هؤلء عن هؤلء ف الجالس فصارت كل طائفة وحدها وتاذوا فيما بينهم وتأصل عنه نائبه القاضي شس الدين الغزي والنائب الخر بدر الدين بن وهبة وغيها وصرح‬
‫قاضي القضاة جال الدين النبلي بأنه قد ثبت عنده ما كتب به خطه فيه وأجابه بعض الاضرين منهم بدائم النفوذ فبادر القاضي الغزي فقال للحنبلي أنت قد ثبتت عداوتك لقاضي القضاة‬
‫تاج الدين فكثر القول وارتفعت الصوات وكثر الدال والقال وتكلم قاضي القضاة جال الدين الالكي أيضا بنحو ما قال النبلي فأجيب بثل ذلك أيضا وطال الجلس فانفصلوا عل مثل‬
‫ذلك ولا بلغت الباب امر نائب السلطنة برجوعي إليه فإذا بقية الناس من الطرفي والقضاة الثلثة جلوس فأشار نائب السلطنة بالصلح بينهم وبي قاضي القضاة تاج الدين يعن وأن يرجع‬
‫القاضيان عما قال فأشار الشيخ شرف الدين بن قاضي البل وأشرت أنا أيضا بذلك فلن الالكي وامتنع النبلي فقمنا والمر باق على ما تقدم ث اجتمعنا يوم المعة بعدا لعصر عند نائب‬
‫السلطنة عن طلبه فتراضوا كيف يكون جواب الكتابات مع مطالعة نائب السلطنة ففعل ذلك وسار البيد بذلك إل الديار الصرية ث اجتمعنا أيضا يوم المعة بعد الصلة التاسع عشر من‬
‫ربيع الخر بدار السعادة وحضر القضاة الثلثة وجاعة آخرون واجتهد نائب السلطنة على الصلح بي القضاة وقاضي الشافعية وهو بصر فحصل خلف وكلم طويل ث كان المر أن سكنت‬
‫أنفس جاعة منهم إل ذلك على ما سنذكره ف الشهر الت‬
‫وف مستهل ربيع الخر كانت وفاة العلم داود الذي كان مباشرا لنظارة اليش وأضيف اليه نظر الدواوين إل آخر وقت فاجتمع له هاتان الوظيفتان ول يتمعا لحد قبله كما ف علمي وكان‬
‫من أخب الناس بنظر اليش وأعلمهم بأساء رجاله ومواضع القطاعات وقد كان والده نائبا لنظار‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪317‬‬

‫اليوش وكان يهوديا قرائيا فأسلم ولده هذا قبل وفاة نفسه بسنوات عشر او نوها وقد كان ظاهره جيدا وال أعلم بسره وسريرته وقد ترض قبل وفاته بشهر أو نوه حت كانت وفاته ف‬
‫هذا اليوم فصلى عليه بالامع الموي تاه النسر بعد الصعر ث حل إل تربة له أعدها ف بستانه بوش وله من العمر قريب المسي‬
‫وف أوائل هذا الشهر ورد السروم الشريف السلطان بالرد على نساء النصارى ما كان أخذ منهن مع الباية الت كان تقدم اخذها منهن وإن كان الميع ظلما ولكن الخذ من النساء‬
‫أفحش وأبلغ ف الظلم وال اعلم وف يوم الثني الامس عشر منه أمر نائب السلطنة أعزه ال بكبس بساتي أهل الذمة فوجد فيها من المر العتصر من الواب والباب فأريقت عن آخرها‬
‫ول المد والنة بيث جرت ف الزقة والطرقات وفاض نر توزا من ذلك وأمر بصادرة أهل الذمة الذين وجد عندهم ذلك بال جزيل وهم تت الباية وبعد ايام نودي ف البلد بان نساء‬
‫أهل الذمة ل تدخل المامت مع السلمات بل تدخل حامات تتص بن ومن دخل من أهل الذمة الرجال مع الرجال السلمي يكون ف رقاب الكفار علمات يعرفون با من أجراس وخواتيم‬
‫ونو ذلك وأمر نساء أهل الذمة بأن تلبس الرأة خفيها مالفي ف اللون بأن يكون احدها أبيض والخر أصفر أو نو ذلك‬
‫ولا كان يوم المعة التاسع عشر من الشهر أعن ربيع الخر طلب القضاة الثلثة وجاعة من الفتيي فمن ناحية الشافعي نائباه وها القاضي شس الدين الغزي والقاضي بدر الدين بن وهبة‬
‫والشيخ جال الدين بن قاضي الزبدان والصنف الشيخ عماد الدين بن كثي والشيخ بدر الدين حسن الزرعي والشيخ تقي الدين الفارقي ومن الانب الخر قاضيا القضاة جال الدين الالكي‬
‫والنبلي والشيخ شرف الدين بن قاضي البل النبلي والشيخ جال الدين ابن الشريشن والشيخ عز الدين بن حزة بن شيخ السلمية النبلي وعماد الدين النائي فاجتمعت مع نائب‬
‫السلطنة بالقاعة الت ف صدر إيوان دار السعادة وجلس نائب السلطنة ف صدر الكان وجلسنا حوله فكان أول ما قال كنا نن الترك وغينا إذا اختلفنا واختصمنا نيء بالعلماء فيصلحون‬
‫بيننا فصرنا نن إذا اختلفت العلماء واختصموا فيمن يصلح بينهم وشرع ف تأنيب من شنع على الشافعي با تقدم ذكره من تلك القوال والفاعيل الت كتبت ف تلك الوراق وغي وأن هذا‬
‫يشفي العداء بنا واشار بالصلح بي القضاة بعضهم من بضع فصمم بعضهم وامتنع وجرت مناقشات من بعض الاضرين فيما بينهم ث حصل بث ف مسائل ث قال نائب السلطنة أخيا أما‬
‫سعتم قول ال تعال عفا ال عما سلف فلنت القلوب عند‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪318‬‬

‫ذلك وأمر كاتب السر أن يكتب مضمون ذلك ف مطالعة إل الديار الصرية ث خرجنا على ذلك انتهى وال اعلم‬
‫عودة قاضي القضاة السبكي إل دمشق‬
‫ف يوم الربعاء التاسع والعشرين من جادي الول قدم من ناحية الكسوة وقد تلقاه جاعةمن العيان إل الصمي وما فوقها فلما وصل إل الكسوة كثر الناس جدا وقاربا قاضي قضاة النفية‬
‫الشيخ جال الدين بن السراج فلما أشرف من عقبة شحورا تلقاه خلئق ل يصون كثرة واشعلت الشموع حت مع النساء والناس ف سرور عظيم فلما كان قريبا من السورة تلقته اللئق‬
‫الليفيي مع الوامع والؤذنون يكبون والناس ف سرور عظيم ولا قرب باب النصر وقع مطر عظيم والناس معه ل تسعهم الطرقات يدعون له ويفرحون بقدومه فدخل دار السعادة وسلم‬
‫على نائب السلطنة ث دخل الامع بعد الصعر ومعه شوع كثية والرؤساء أكثر من العامة ولا كان يوم المعة ثان شهر جادي الخرة ركب قاضي القضاة السبكي إل دار السعادة وقد‬
‫استدعى نائب السلطنة بالقاضيي الالكي والنبلي فأصلح بينهم وخرج من عنده ثلثتهم يتماشون إل الامع فدخلوا دار الطابة فاجتمعوا هناك وضيفهما الشافعي ث حضرا خطبته الافلة‬
‫البليغة الفصيحة ث خرجوا ثلثتهم من جوا إل دار الالكي فاجتمعوا هنالك وضيفهم الالكي هنالك ما تيسر وال الوفق للصواب‬
‫وف أوائل هذا الشهر وردت الراسيم الشريفة السلطانية من الديار الصرية بأن يعل للمي من إقطاعه النصف خاصا له وف النصف الخر يكون لجناده فحصل بذا رفق عظيم بالند‬
‫وعدل كثي ول المد وأن يتجهز الجناد ويرصوا على السبق والرمي بالنشاب وأن يكونوا مستعدين مت استنفروا نفروا فاستعدوا لذلك وتأهبوا لقتال الفرنج كما قال ال تعال وأعدوا‬
‫لم ما استطعتم من قوة ومن رباط اليل ترهبون به عدو ال وعدوكم الية وثبت ف الديث أن رسول ال‬
‫ص قال على النب أل إن القوة الرمي وف الديث الخر ارموا واركبوا وأن ترموا أحب إل‬
‫وف يوم الثني بعد الظهر عقد ملس بدار السعادة للكشف على قاضي القضاة جال الدين الرداوي النبلي بقتضى مرسوم شريف ورد من الديار الصرية بذلك وذلك بسبب ما يعتمده‬
‫كثي من شهود ملسه من بيع اوقاف ل يستوف فيها شرائط الذهب وإثبات إعسارات أيضا كذلك وغي ذلك انتهى‬
‫الوقعة بي المراء بالديار الصرية‬
‫وف العشر الخي من جادي الخرة ورد الب بأن المي الكبي يلبغا الاصكي خرج عليه‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪319‬‬

‫جاعة من المراء مع المي سيف الدين طيبغا الطويل فبز اليهم إل قبة القصر فالقتوا معه هنالك فقتل جاعة وجرح آخرين وانفصل الال على مسك طيبغا الطويل وهو جريح ومسك‬
‫أرغون السعردي الدويدار وخلق من امراء اللوف والطبلخانات وجرت خبطة عظيمة استمر فيها المي الكبي يلبغا على عزه وتأييده ونصره ول المد والنة وف ثان رجب يوم السبت‬
‫توجه المي سيف الدين بيدمر الذي كان نائب دمشق إل الديار الصرية بطلب المي يلبغا ليؤكد أمره ف دخول البحر لقتال الفرنج وفتح قبص إن شاء ال انتهى وال تعال أعلم‬
‫ما يتعلق بأمر بغداد‬
‫اخبن الشيخ عبد الرحن البغدادي احد رؤساء بغداد وأصحاب التجارات والشيخ شهاب الدين العطار السمسار ف الشرب بغدادي أيضا أن بغداد بعد أن استعادها اويس ملك العراق‬
‫وخراسان من يد الطواشي مرجان واستحضره فأكرمه وأطلق له فاتفقا أن اصل الفتنة من المي أحد أخو الوزير فأحضره السلطان إل بي يديه وضربه بسكي ف كرشه فشقه وأمر بعض‬
‫المراء فقتله فانتصر أهل السنة لذلك نصرة عظيمة وأخذ خشبته أهل باب الزج فأحرقوه وسكنت المور وتشفوا بقتل الشيخ جال الدين النباري الذي قتله الوزير الرافضي فأهلكه ال‬
‫بعده سريعا انتهى‬
‫وفاة قاضي القضاة عز الدين عبد العزيز بن حات الشافعي‬
‫وف العشر الول من شهر شعبان قدم كتاب من الديار الصرية بوفاة قاضي القضاة بدر الدين ممد ابن جاعة بكة شرفها ال ف العاشر من جادي الخرة ودفن ف الادي عشر ف باب العلى‬
‫وذكروا أنه توف وهو يقرأ القرآن وأخبن صاحب الشيخ ميي الدين الرحب حفظه ال تعال أنه كان يقول كثيا اشتهى أن اموت وأنا معزول وأن تكون وفات بأحذ الرمي فأعطاه ال ما‬
‫تناه عزل نفسه ف السنة الاضية وهاجر إل مكة ث قدم الدينة لزيارة رسول ال‬
‫ص ث عاد إل مكة وكانت وفاته با ف الوقت الذكور فرحه ال وبل بالرحة ثراه وقد كان مولده ف سنة أربع وتسعي فتوف عن ثلث وسبعي سنة وقد نال العز عزا ف الدنيا ورفعة هائلة‬
‫ومناصب وتداريس كبار ث عزل نفسه وتفرغ للعبادة والجاورة بالرمي الشريفي فيقال له ما قلته ف بعض الراثي‬
‫‪ ...‬فكأنك قد اعلمت بالوت حت ‪ ...‬تزودت له من خيار الزاد‬
‫وحضر عندي ف يوم الثلثاء تاسع شوال البترك بشارة اللقب بيخائيل وأخبن أن الطارنة بالشام بايعوه على أن جعلوه بتركا بدمشق عوضا عن البترك بانطاكية فذكرت له أن هذا أمر‬
‫مبتدع ف دنيهم فإنه ل تكون البتاركة إل أربعة بالسكندرية وبالقدس وبانطاكية وبرومية فنقل بترك‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪320‬‬

‫رومية إل اسطنبول وهي القسطنطينية وقد انكر عليهم كثي منهم إذ ذاك فهذا الذي ابتدعوه ف هذا الوقت أعظم من ذلك لكن اعتذر بأنه ف القيقة هو عن إنطاكية وإنا اذن له ف القام‬
‫بالشام الشريف لجل أنه أمره نائب السلطنة ان يكتب عنه وعن أهل ملتهم إل صاحب قبص يذكر له ما حل بم من الزي والنكال والناية بسبب عدوان صاحب قبص على مدينة‬
‫السكندرية وأحضر ل الكتب اليه وإل ملك اسطنبول وقرأها على من لفظه لعنه ال ولعن الكتوب إليهم أيضا وقد تكلمت معه ف دينهم ونصوص ما يعتقده كل من الطوائف الثلثة وهم‬
‫اللكية واليعقوبية ومنهم الفرنج القبط والنسطورية فإذا هو يفهم بعض الشيء ولكن حاصله أنه حار من أكفر الكفار لعنه ال‬
‫وف هذا الشهر بلغنا استعادة السلطان أويس ابن الشيخ حسن ملك العراق وخراسان لبغداد من يد الطواشي مرجان الذي كان نائبه عليهما وامتنع من طاعة أويس فجاء إليه ف جحافل‬
‫كثية فهرب مرجان ودخل أويس إل بغداد دخول هائل وكان يوما مشهودا‬
‫وف يوم السبت السابع والعشرين من شعبان قدم المي سيف الدين بيدمر من الديار الصرية على البيد أمي مائة مقدم ألف وعلى نيابة يلبغا ف جيع دواوينه بدمشق وغيها وعلى إمارة‬
‫البحر وعمل الراكب فلما قدم أمر بمع جيع النشارين والنجارين والدادين وتهزيهم لبيوت لقطع الخشاب فسيوا يوم الربعاء ثان رمضان وهو عازم على اللحاق بم إل هنالك وبال‬
‫الستعان ث اتبعوا بآخرين من نارين وحدادين وعتالي وغي ذلك وجعلوا كل من وجدوه من ركاب المي ينلونه ويركبوا إل ناحية البقاع وسخروا لم من الصناع وغيهم وجرت خطبة‬
‫عظيمة وتباكى عوائلهم وأطفالم ول يسلفوا شيئا من أجورهم وكان من اللئق أن يسلفوه حت يتركوه إل أولدهم‬
‫وخطب برهان الدين القدسي النفي بامع يلبغا عن تقي الدين ابن قاضي القضاة شرف الدين الكفري برسوم شريف ومرسوم نائب صفد استدمر أخي يلبغا وشق ذلك عليه وعلى جده‬
‫وجاعتهم وذلك يوم المعة الرابع من رمضان هذا وحضر عنده خلق كثي‬
‫وف يوم الميس الرابع والعشرين منه قرئ تقليد قاضي القضاة شرف الدين بن قاضي البل لقضاء النابلة عوضا عن قاضي القضاة جال الدين الرداوي عزل هو والالكي معه أيضا بسبب‬
‫أمور تقدم نسبتها لما وقرئ التقليد بحراب النابلة وحضر عنده الشافعي والنفي وكان الالكي معتكفا بالقاعة من النارة الغربية فلم يرج اليهم لنه معزول أيضا برأي قاضي حاة وقد‬
‫وقعت شرور وتبيط بالصالية وغيها‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪321‬‬

‫وف صبيحة يوم الربعاء الثلثي من شهر رمضان خلع على قاضي القضاة سرى الدين إساعيل الالكي قدم من حاة علي قضاء الالكية عوضا عن قاضي القضاة جال الدين السلت عزل عن‬
‫النصب وقرئ تقليده بقصروة الالكية من الامع وحضر عنده القضاة والعيان‬
‫وف صبيحة يوم الربعاء سابع شوال قدم المي خيار بن مهنا إل دمشق سامعا مطيعا بعد ان جرت بينه وبي اليوش حروب متطاولة كل ذلك ليطأ البساط فأب خوفا من السك والبس او‬
‫القتل فبعد ذلك كله قدم هذا اليوم قاصدا الديار الصرية ليصطلح مع المي الكبي يلبغا فتلقاه الجبة والهمندارية واللق وخرج الناس للفرجة فنل القصر البلق وقدم معه نائب حاة عمر‬
‫شاه فنل معه وخرج معه ثان يوم ال الديار الصرية وأقرأن القاضي ول الدين عبد ال وكيل بيت الال كتاب والده قاضي القضاة باء الدين ابن اب البقاء قاضي قضاة الشافعية بالديار‬
‫الصرية أن المي الكبي جدد درسا بامع ابن طولون فيه سبعة مدرسي للحنفية وجعل لك فقيه منهم ف الشهر أربعي درها واردب قمح وذكر فيه أن جاعة من غي النفية انتقلوا إل‬
‫مذهب اب حنيفة لينلوا ف هذا الدرس‬
‫درس التفسر بالامع الموي‬
‫وف صبيحة يوم الربعاء الثامن والعشرين من شوال سنة سبع وستي وسبعمائة حضر الشيخ العلمة الشيخ عماد الدين بن كثي درس التفسي الذي أنشأه ملك المراء نائب السلطنة المي‬
‫سيف الدين منكلي بغا رحه ال تعال من أوقاف الامع الذي جددها ف حال نظره عليه أثابه ال وجعل من الطلبة سائر الذاهب خسة عشر طالبا لكل طالب ف الشهر عشرة دراهم وللمعيد‬
‫عشرون ولكاتب الغيبة عشرون وللمدرس ثانون وتصدق حي دعوته لضور الدرس فحضر واجتمع القضاة والعيان وأخذ ف أول تفسي الفاتة وكان يوما مشهودا ول المد والنة وبه‬
‫التوفيق والعفة انتهى قضاة النابلة الشيخ شرف الدين احد بن السن بن قاضي البل القدسي وناظر الدواوين سعد الدين بن التاج إسحاق وكاتب السر فتح الدين بن الشيهد وهو شيخ‬
‫الشيوخ أيضا وناظر اليوش الشامية برهان الدين بن اللي ووكيل بيت الال القاضي ول الدين بن قاضي القضاة باء الدين اب البقاء انتهى‬
‫سفر نائب السلطنة إل الديار الصرية‬
‫لا كانت ليلة الادي والعشرين قدم طشتمر دويدار يلبغا على البيد فنل بدار السعادة ث‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪322‬‬

‫ركب هو ونائب السلطنة بعد العشاء الخية ف الشاعل والجبة بي أيديهما واللئق بدعون لنائبهم واستمروا كذلك ذاهبي إل الديار الصرية فأكرمه يلبغا وأنعم عليه وسأله أن يكون‬
‫ببلد حلب فأجابه إل ذلك وعاد فنل بدار سنجر الساعيلي وارتل منها إل حلب وقد اجتمعت به هنالك وتأسف الناس عليه وناب ف الغيبة المي سيف الدين زبالة إى ان قدم النائب‬
‫العز السيفي قشتمر عبدالغن على ما سيأت وتوف القاضي شس الدين بن منصور النفي الذي كان نائب الكم رحه ال يوم السبت السادس والعشرين من الحرم ودفن بالباب الصغي وقد‬
‫قارب الثماني‬
‫وف هذا اليوم او الذي بعده توف القاضي شهاب الدين أحد ابن الوزوازة ناظر الوقاف بالصالية وف صبيحة يوم المعة ثالث صفر نودي ف البلد أن ل يتخلف احد من أجناد اللقة عن‬
‫السفر إل بيوت فاجتمع الناس لذلك فبادر الناس واليش ملبسي إل سطح الزة وخرج ملك المراء أمي على كان نائب الشام من داره داخل باب الابية ف جاعته ملبسي ف هيئة حسن‬
‫وتمل هائل وولده المي ناصر الدين ممد وطلبه معه وقد جاء نائب الغيبة والجبة إل بي يديه إل وطاقه وشارووه ف المر فقال ليس ل ها هنا أمر ولكن إذا حضر الرب والقتال فلى‬
‫هناك أمر وخرج خلق من الناس متبعي وخطب قاضي القضاة تاج الدين الشافعي بالناس يوم المعة على العادة وحرض الناس على الهاد وقد ألبس جاعة من غلمانه اللمة والوذ وهو‬
‫على عزم السي مع الناس إل بيوت ول المد والنة ولا كان من آخر النهار رجع الناس إل منازلم وقد ورد الب بأن الراكب الت رؤيت ف البحر إنا هي مراكب تار ل مراكب قتال‬
‫فطابت قلوب الناس ولكن ظهر منهم استعداد عظيم ول المد‬
‫وف ليلة الحد خامس صفر قدم بالمي سيف الدين شرشي الذي كان إل آخر وقت نائب حلب متاطا عليه بعدالعشاء الخرة إل دار السعادة بدمشق فسي معزول عن حلب إل طرابلس‬
‫بطال وبعث ف سرجي صحبة المي علء الدين بن صبح‬
‫وبلغنا وفاة الشيخ جال الدين بن نابتة حامل لواء شعراء زمانه بديار مصر برستان اللك النصور قلوون وذلك يوم الثلثاء سابع صفر من هذه السنة رحه ال تعال وف ليلة ثامنه هرب أهل‬
‫حبس السد من سجنهم وخرج أكثرهم فأرسل الولة صبيحة يومئذ ف اثرهم فمسك كثي من هرب فضربوهم أشد الضرب وردوهم إل شر النقلب‬
‫وف يوم الربعاء خامس عشره نودي بالبلدان أن ل يعامل الفرنج بالبنادقة والبوبة والكيتلن واجتمعت ف آخر هذا اليوم بالمي زين الدين زبالة نائب الغيبة النازل بدار الذهب فأخبن أن‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪323‬‬

‫البيدي أخبه أن صاحب قبص رأى ف النجوم أن قبص مأخذوة فجهز مركبي من السرى الذي عنده من السلمي إل يلبغا ونادى ف بلده أن من كتم مسلما صغيا أو كبيا قتل وكان‬
‫من عزمه أن ل ليبقى أحدا من السارى إل أرسله‬
‫وف آخر نار الربعاء خامس عشرة قدم من الديار الصرية قاضي القضاة جال الدين السلت الالكي الذي كان قاضي الالكية فعزل ف أواخر رمضان من العام الاضي فحج ث قصد الديار‬
‫الصرية فدخلها لعله يستغيث فلم يصادفه قبول فادعى عليه بعض الجاب وحصل له ما يسوءه ث خرج إل الشام فجاء فنل ف التربة الكاملية شال الامع ث انتقل إل منل ابنته متمرضا‬
‫والطلبات والدعاوي والصالات عنه كثية جدا فأحسن ال عاقبته‬
‫وف يوم الحد بعد العصر دخل المي سيف الدين طيبغا الطويل من القدس الشريف إل دمشق فنل بالقصر البلق ورحل بعد يومي أو ثلثة إل نيابة حاة حرسها ال بتقليد من الديار‬
‫الصرية وجاءت الخبار بتولية المي سيف الدين منكلي بغا نيابة حلب عوضا عن نيابة دمشق وأنه حصل له من التشريف والتكري والتشاريف بديار مصر شيء كثي ومال جزيل وخيول‬
‫وأقمشة وتف يشق حصرها وأنه قد استقر بدمشق المي سيف الدين اقشتمر عبد الغن الذي كان حاجب الجاب بصر وعوض عنه ف الجوبية المي علء الدين طبغا أستاذ دار يلبغا‬
‫وخلع على الثلثة ف يوم واحد وف يوم الحد حادي عشر ربيع الول اشتهر ف البلد قضية الفرنج أيضا بدينة السكندرية وقدم بريدي من الديار الصرية بذلك واحتيط على من كان‬
‫بدمشق من الفرنج وسجنوا بالقلعة وأخذت حواصلهم وأخبن قاضي القضاة تاج الدين الشافعي يومئذ أن أصل ذلك أن سبعة مراكب من التجار من البنادقة من الفرنج قدموا إل‬
‫السكندرية فباعوا با واشتروا وبلغ الب إل المي الكبي يلبغا أن مركبا من هذه السبعة إل صاحب قبص فأرسل إل الفرنج يقول لم أن يسلموا هذه الركب فامتنعوا من ذلك وبادروا‬
‫إلىمراكبهم فأرسل ف آثارهم ستة وشوان مشحونة بالقاتلة فالتقوا هم والفرنج ف البحر فقتل من الفريقي خلق ولكن من الفرنج أكثر وهربوا فارين با معهم من البضائع فجاء المي على‬
‫الذي كان نائب دمشق أيضا ف جيش مبارك ومعه ولده وماليكه ف تمل هائل فرجع المي علي واستمر نائب السلطة حت وقف على بيوت ونظر ف امرها وعاد سريعا وقد بلغن ان‬
‫الفرنج جاؤا طرابلس غزاة وأخذوا مركبا للمسلمي من الينا وحرقوه والناس ينظرون ول يستطيعون دفعهم ول منعهم وأن الفرنج كروا راجعي وقد اسروا‬

‫[ البداية والنهاية [ جزء ‪ - 14‬صفحة ‪324‬‬


‫ثلثة من السلمي فإنا ل وإنا اليه راجعون انتهى وال أعلم‬
‫مقتل يلبغا المي الكبي‬
‫جاء الب بقتله الينا بدمشق ف ليلة الثني السابع عشر من ربيع الخر مع اسيين جاءا على البيد من الديار الصرية فأخبا بقتله ف يوم الربعاء ثان عشر هذا الشهر تال عليه ماليكه حت‬
‫قتلوه يومئذ وتغيت الدولة ومسك من أمراء اللوف والطبلخانات جاعة كثية واختبطت المور جدا وجرت أحوال صعبة وقام بأعباء القضية المي سيف الدين طيتمر النظامي وقوى‬
‫جانب السلطان ورشد وفرح أكثر المراء بصر با وقع وقدم نائب السلطنة إل دمشق من بيوت فأمر بدق البشائر وزينت البلد ففعل ذلك وأطلقت الفرنج الذين كانوا بالقلعة النصورة‬
‫فلم يهن ذلك على الناس وهذا آخر ما وجد من التاريخ والمد ل وحده وصلواته على نبينا ممد وآله وصحبه وسلم‬

You might also like