Professional Documents
Culture Documents
نقص ،وعلم النسان محدود ويقبل الزدياد ومعرض للخطأ ؛ كما أن
نصوص الوحي قد نزلت بألفاظ جامعة ؛ فقد قال -صلى ال ـعليه
وسلم " : -بعثت بجوامع الكلم " ..البخاري ومسلم (، )5423
والعجاز ـالعلمـي ـللقران ـو ـالسـنة ـهـو ـإخبارهمـا ـبحقائـق ـأثبتهـا ـالعلم
التجريـبي ـ ،ـوثبـت ـعدم ـإمكانيـة ـإدراكهـا ـبالوسـائل ـالبشريـة ـفـى ـ ـزمن
الرسول الكريم صلى ال عليه وسلم ،مما يظهر صدقه صلى ال
عليه وسلم فيما بلغ عن ربه سبحانه وتعالى.
وفى القران حقائق ل تتجلى إل بعد حين ( ولتعلمن نباه بعد حين)
[ص ، ]88 :وشاء ال أن يجعل لكل منا زمنا خاصا يتحقق فيه(
لك ل نب ا مس تقر وس وف تعلمون) [النعام ـ ]67 :؛ ـلذلك ـفان
الحقائق القرآنية ،وتلك الموجودة فى السنة المعيارية التى يجب ان
يحتكم إليها العلم ،ومنها يستطيع المسلمون ان يتقدموا لتصحيح سيرة
العلم وجعله طريقا إلى اليمان بال.
ولم يكن رسول صلى ال عليه وسلم طبيباً متخصصاً ،و إنما النبياء
يعلمهم ال ـمن علمه المحيط لقوله سبحانه وتعالى ( :هو الذي بعث
في الميين رسول منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب
والحكمة وان كانوا من قبل لفى ضلل مبين) [الجمعة ]2:أي :أن
هناك الكثير والكثير من العلم اللهي الذي يفيض ال به على من يشاء
من عباده ،خصوصاً النبياء والمرسلين؛ فنحن أوتينا علم المعاملت
(الظاهــر) ،ــلكــن ــهناك ــعلــم ــالمكاشفــة ـ(الباطــن) ،ــوهذا ــالعلم
(المكاشفة) ل توجد كتب لتعليمه ولكن يعلمه ال ( وعلمك ما لم تكن
تعلم وكان فضل ال علك عظيماً) [ النساء ، ]113:واتقوا ال
ويعلمك م ال [البقرة ـ .]282 :فالتقوى ـهـي ـالطريـق ـالممهد
للحصول على هذا العلم اللهي ،والنبياء والرسل اتقى الناس لنهم
عباد ال المخلصين ،اى :الذين أخلصهم ال لنفسه .
وقد انقسم العلم الطبي الذي آتاه ال لرسوله ومصطفاه صلى ال عليه
منه يخلق في بطن أمه ،ومنه يركب يوم القيامة" ،فنحن نولد مرتين ،مرة
من رحم أمهاتنا ومرة من أمنا الرض ،فهذه العظمة هي الصندوق أو الشريط
الذي يحتوي على النسيج الخاص بكل صفات النسان ،ولقد أوضح علم الجنة
الحديث أن عجب الذنب هو الشريط الولى ، Primitive Streak
وهو الذي يحفز الخليا على النقسام والتخصص وعلى أثره مباشرة يظهر
الجهاز العصبي فى صورته الولية (الميزاب العصبى ثم النبوب العصبى ثم
الجهاز العصبى بأكمله) ويندثر هذا الشريط بعد ذلك إل جزء يسير منه يبقى
فى المنطقة العصعصية والذي يعاد منه تركيب النسان يوم القيامة ،وبما أن
علم الجنة الحديث أثبت صحة الحديث فى الشطر الول (منه يخلق فى بطن
أمه ) فان الشطر الثانى من الحديث ل بد وان يكون صحيحا بالستدلل ..ورغم
أهمية هذه العظمة ..للسف لم يلتفت أحد إليها ،وتضيع مع النسان ..كما
أنها تبدو مثل بقية مكونات النسان بحيث ل يمكن التفريق بينها وبين بقية
أعضاء الن سان ،والهنود يحرقون موتا هم ويض يع ع جب الذ نب أو عظمة
العصعصة مع الرماد.
ويعود ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ليك مل هذا الحديث "فإذا كان يوم
القيامة :أنزل ال من السماء مطرا لزجا مثل منى الرجال فينبت الناس من
عجب أذنابهم" الحديث ..فهذا هو الستنساخ الحقيقي حيث يعود النسان
بنسخة منه – خلياه وأنسجته وأعضاؤه ؛ فعجب الذنب مسجل فيه كل ما
ووجدوا ما عملوا فعل ته أعضاء الن سان في حيا ته بال صوت وال صورة
حاضرا ول يظ لم ر بك أحدا [الك هف ، ]49:اليوم نخ تم ع لى أفواههم
وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون [يس ، ]65:وكل إنسان
ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشور [السراء
، ]13:والطائر هو المنطقة المجاورة للمخيخ فالنسان له عقلن :عقل
يخزن وع قل يف كر ،والمنط قة المجاورة للمخ يخ هي ال تي تقوم بالتخزين ،
والهم أن المنطقة المجاورة للمخيخ تشريحيا تشبه الطائر كما وصفها القرآن
الكريم ،والحقيقة أن القرآن له أوصافه التشريحية المهمة والمعجزة أيضا ً؛
حيث يقول رب العزة تبارك وتعالى :وهو الذي أنشأ لكم السمع والبصار
والفئدة قليلً ما تشكرون [المؤمنون ، ]78 :ويقول :صم بكم عمي
فهم ل يرجعون [البقرة ]18:وال سبحانه قدم السمع وجعله مفردا ،فهل
هذا يعني أن السمع أفضل أو أهم من الحواس الخرى؟ ..
إن ال تعالي يقول لنا :وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس
والعين بالعين والنف بالنف والذن بالذن والسن بالسن و الجروح
قصاص [المائدة ]45 :؛ فقد أخر الذن أي :السمع عن بقية
الحواس إذن ليست العملية تقديما أو تأخيرا لثبات أهمية حاسة عن
حاسة أخرى ؛ وانما هي ترتيب طبيعي لتشريح مخ النسان ،فمنطقة
السمع تأتي الولى في الترتيب التشريحي لمخ النسان؛ حيث يبدأ
المخ بالناصية .. ،وهذه نتوقف عندها قليلً – وبعدها مباشرة منطقة
السمع ثم منطقة البصار عند المخيخ مباشرة ،أما منطقة الختيار
والدراك والعاطفة فهي منطقة الفئدة ،فيقول سبحانه :فاجعل
أفئدة من الناس تهوى إليهم [ابراهيم ، ]37:وهي منطقة
الحساس والعاطفة في النسان؛ حيث يقول ال سبحانه :نار
ال ،الموقدة التي تطلع على الفئدة [الهمزة ،. ]67:
وهناك حديث نسمعه كثيرا ونردده في الذاعة والتليفزيون وهو قوله صلى •
ال عليه وسلم "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا
اشتكى منه عضو تداعى له سائر العضاء بالسهر والحمي" فقد اثبت العلم
الحديث ان أي تدمير أو شكوى في عضو يصدر هذا العضو إشارة استغاثة
لجميع العضاء ،وعند كسر عظمة أو شرخها تصدر استغاثة لجميع العضاء،
فترسل إليها كل ما تختزنه من كالسيوم لتعود أقوى مما كانت ،وبعد التجبير
بالكالسيوم تقوم أنزيمات "بصنفرتها" لقد عبر رسول ال صلى ال عليه
وسلم بقوله "تداعى له سائر العضاء بالسهر والحمى" أي أن كل العضاء
تؤجل استخدام مخزونها واستهلكه ،وترسل به "كمعونة" للعضو المصاب.
إن الحديث يمر علينا كثيرا لكن إعجازه يظهر بمجرد أن نعمل فيه العقل ،وأن
نضعه تحت المجهر لنعرف ابعاده وإعجازه .وقد وضع العلم الحديث يده على
استغاثة العضو المصاب ،وتم تسجيل صيحات استغاثة العضو المصاب ،وتم
تسجيل صيحات استغاثة من هذا العضو وهي ذاهبة إلى المخ ،وعندئذ يصدر
المخ أوامره لكل العضاء بأن تساعد هذا العضو ،وأن تتداعى له بكل ما تملك
من مخزون وأن تسانده في محنته .فالجسم وحدة واحدة والتمثيل هنا رائع،
لنه شبه المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم بأعضاء جسد واحد،
والمعروف أن الجسد النساني ل يضحي بأي عضو من أعضائه ..ويتعامل
مع إصابة أي عضو على انها اصابة للجسد كله ،وعليه – أي على الجسد-
تقع مسئولية تخليص هذا العضو من آلمه.
والملحظ أن رسول ال صلى ال عليه وسلم يربط القضايا اليمانية بأمثلة
مادية في أحاديثه الشريفة حيث يقول ال تعالى :إن هو إل ذكر للعالمين
ولتعلمن نبأه بعد حين [ص ،، ]8788:لقد علم ال رسوله علما الهيا ل
تستوعبه عقول الجيل على عهد النبي -صلى ال عليه وسلم -وانما جعله
حجة لثبات صدق رسالة محمد صلى ال عليه وسلم إلى يوم القيامة ،فقد
أوحى ال إلى نبيه بعلم غزير ،ونقله الينا رسول ال صلى ال عليه وسلم
لنتعلم من المعلم الول -صلى ال عليه وسلم -ولنسجد ل شكرا وطاعة.
فقد جاءت القضية العلمية في حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم على
سبيل التمثيل ،موضحة أنه وما أوتيتم من العلم إل قليلً [ السراء 85:
] وبالتالي فليس أمامنا إل اللجوء إلى ربنا ليعلمنا.
إن هذا الحديث جعل عالم الجنة الكندي وصاحب أفضل كتاب في علم الجنة
ل خاصا بعنوان "علم الجنة والسلم" وقد وهو العالم "كيث مور" يفرد فص ً
طبع هذا الكتاب 10طبعات ،يقول رسول ال صلى ال عليه وسلم "ما جاء
الرجل غليظ أبيض وماء المرأة أصفر رقيق ،ايهما سبق وعل فيكون منه
الشبه" إن هذا الحديث يتحدث عن الوراثة بشكل واضح ،فالنسان إما أن
يكون لبيه وإما أن يكون لمه ،وإما السيادة الكاملة ،وإما السيادة المتنحية،
أو الوسطية.
لقد جاء حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم إجابة عن سؤال حبر
من أحبار اليهود ..وقد أخذ "كيث مور" الية القرآنية قتل
النسان ما أكفره من أي شئ خلقه من نطفة خلقه فقدره
[عبس ]17:واكتشف أن "قدره" تحمل كل الصفات الوراثية التي
ستظهر في الجيال التالية ويحملها الجنين ،وربط كيث مور بين هذه
الية وقول رسول ال صلى ال عليه وسلم "إذا بلغت النطفة اثنتين
وأربعين ليله في بطن أمها بعث ال إليها ملكاً فخلق جلدها وسمعها
وبصرها ثم يقرر ال أيكون ذكراً أم أنثى" ..لقد أخذ "كيث مور"
عينات من نطفة لم تبلغ 42ليلة ،وحاول معرفة جنسها "ذكر أم
أنثى ،واستخدم كل وسائل التكبير والشعة المتاحة فلم يستطع أبدأ
تحديد جنس النطفة ،وظل يراقب النطفة طوال الـ 42ليلة حيث ظهر
كروموسومي جنس الجنين فى اللحظات الخيرة من الـ 42ليلة ،
وعرف إن كان ذكراً أم أنثى ،وربط "كيث مور" هذا الحديث بحيث
شبه الباء والمهات ،وعندئذ نطق بالشهادتين وأشهر إسلمه وإيمانه.
• "كيث مور" أثبت أن القرآن عبر عن مراحل الحمل الخمس بالشكل
والصورة
ولقد خلقنا النسان من سللة من طين ،ثم جعلناه نطفة في قرار
مكين .ثم خلقنا النطفة علقة ،فخلقنا العلقة مضغة ،فخلقنا المضغة
عظاماً ،فكسوناً العظام لحماً ثم انشأناه خلقا آخر [ المؤمنون -12 :
،]14والعالم الكندي رأى شكل العلقة وصورها في جسم المرأة ،ثم
نظر إلى الماء الراكد ورأي ما يعلق فيه ،والتقط آلف الصور للعلقة
في الرحم وفي الماء الراكد ،وقارن هذه بهذه ،فاكتشف أن شكل العلقة
التي وصفها القرآن ل تختلف عن العلقة كما هي في الماء الراكد
وصفا وصورة كاملة.
• أما المضغة – وهي حجم قطعة اللحم التي تمضغ – فقد جاء "كيث
مور" بصلصال واعطاه لعدد من الشخاص لكي يمضغوه ،ثم صوره
المضغة في رحم المهات ،فوجد أنها كما وصفها القرآن بالضبط .لقد
وصف القرآن المضغة في أية أخرى بقوله مخلقة وغير مخلقة
[الحج ]5 :وكان البعض يعتقد أن المضغة الغير مخلقة هي المشيمة،
لكن "كيث مور" قال ل :فالمضغة جزء يتخلق فيها وهو العينين
والذنين وغيرهم ،وجزء لم يتخلق بعد.
ايضا عندما يتحد ماء المراة مع ماء الرجل نصفه باسم "الجسم الجرثومي"
أو "الزيجوت" لكن القرآن يصف هذا التحاد بقوله سبحانه هل أتى على
النسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ،إنا خلقنا النسان من نطفة
أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا [النسان ، ]12:فالمشاج هي
"أخلط" .وقد جاء حبر من أحبار اليهود ليسال النبي -صلى ال عليه وسلم
-مم يخلق الولد فأجاب النبي" :من ماء الرجل ومن ماء النثى" فقال الحبر
:أمن كل؟ فرد النبي" "ليس من كل ماء الرجل لكن من كل ماء المرأة" أي
من بويضة النثى ،والحيوان المنوي للرجل.
و لقد استوقفتني المسألة كما وردت في حديث رسول ال صلى ال عليه
وسلم ،إذا أنها تشير إلى عملية انتخاب طبيعي للحيوان المنوي وللبويضة
القوى والصلح ،وبالتالي فإن عملية ما يسمى بأطفال النابيب تفتقد هذا
النتخاب ،وقد ثبت هذا بالفعل " فالنسان بعد ولدته ب 6أشهر إلى سنة،
ينطفئ جين معين فيختفي ما يسمى بالدم الجنيني ويضيء جين آخر فيظهر دم
البالغين ،ول يتبقى من الدم الجنيني في جسم النسان إل نسبة تبلغ ،%0.1
لكن وجد عند أطفال النابيب النسبة مختلفة ،حيث بلغت نسبة الدم الجنيني عند
شابة عمرها 20سنة ولدت بأسلوب طفل النابيب %0.76 ،وهذا نتيجة
لنها قضت ساعة أو أقل أثناء عملية التلقيح ،خارج الرحم .والمعروف أن
الدم الجيني عند البالغين ليس له وظيفة ،إضافة إلى أن التلوث يرفع من نسبة
الدم الجيني في جسم النسان أي أنه يؤثر على الجينات ويغير من مظهرها.
"كيث مور" توقف عند قوله تعالى أقرأ باسم ربك الذي خلق ،خلق
قال الكلبي :من نطفة سلت من طين أو لطين آدم عليه السلم ثم جعلناه
نطفة يعني الذي هو النسان جعلناه نطفة في قرار مكين حريز وهو
الرحم مكين أي هيئ لستقرارها فيه إلى بـلوغ أمدها,ثُمّ خَلَ ْقنَا النّطْفَةَ
عَلَقةً قيل بين كل خلقين أربعون يوماً.
روى ابن مسعود حديثاً عن رسول ال وهو الصادق الصدوق:
"إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة ثم يكون علقة
مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل بذلك ثم يرسل ال الملك فينفخ فيه
الروح ويؤمر بأربع كلمات تكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد"
البخاري ,)4/135( :و ( ,)8/152ومسـلم ( ,)16/190وأحمد
( ,)1/382الترمذي ( ,)2220والحلية ( ,)9/249و(.)8/244
أتفق الطباء على أن خلق الجنين في الرحم يكون في نحو الربعين
وفيها تنمو أعضاء الذكر دون النثى بحرارة مزاجه وقوله ثم يكون
علقة مثل ذلك .والعلقـة قطعة دم جامد ثم يكون مضغة مثل ذلك أي
لحمة صغيرة وهي الربعون الثالثة :فيتحرك .كما قال عليه السلم
"فينفخ فيه الروح".
وأتفق العلماء على أن نفخ الروح ل يكون إل بعد أربعة أشهر.
وأعلم أن المني يصير أولً زبدياً مثل التفاحة ثم يصير دموياً ثم لحمياً
ثم يقبل الصورة ثم يتحرك ,وأقل مدة حمد يعيش منه الولد مائة واثنان
وثمانون يوماً وأكملها مائتان وثمانون يوماً.
وعن أنس مرفوعاً" :ماء الرجل أبيض غليظ وماء المرأة رقيق أصفر فأيهما
عل أو سبق يكون منه الشبه" رواه مسلم (.)3/222
ومن ماء الرجل يخلق العضاء الصلية والعظام ,ومن ماء المرأة يخلق اللحم.
وروى أنس" :أن عبد ال بن سلم سأل رسول ال من أين يشبه الولد أباه
وأمه؟ فقال :إذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع إليه ,وإذا سبق ماء المرأة
ماء الرجل نزع إليها" البخاري (.)6/23( ,)5/88
ماء الرجل أحر وأقوى فلذلك غلظ وأبيض ,ومني المرأة أرق وأضعف فلذلك
كان أصفر ,والشبه يكون لقربهما إنزا ًل وأكثرهما منياً ,وأصدقهما شهوة.
قال أبقراط :المني يسيل من جميع العضاء فيكون من الصحيح صحيحاً ومن
السقيم سقيماً.
وقال رسول ال عليه السلم " :تحت كل شعرة جنابة" أبو داود (,)248
الترمذي ( ,)106ابن ماجه ( ,)597البيهقي ( )1/175في السنن,
البغوى ( )2/18شرح السنة ,وقال البيهقي :أنكره أهل العلم بالحديث
البخاري وأبو داود وغيرها ,وفي إسناد هذا الحديث الحارث بن وجيه وهو
ضعيف .يشير إلى أن المني يسيل من كل عضو
وقوله سبحانه وتعالى :ثُمّ أ ْنشَأنَاهُ خَلْقاً آخَرَ قال ب ن عب اس
وروى العوفي عن بن عباس :أن ذلك تصريف أحواله بعد الولدة
من الستهلل إلى الرتضاع إلى القعود إلى القيام إلى المش ي إلى
الفطام إلى أن يأكل ويشرب إلى أن يبلغ الحلم ويتقلب في البلد إلى
ما بعدها كما هو مذكور في كتب التفسير "فتبارك ال" أي استحق
التعظيم والثناء بأنه لم يزل ول يزال أحسن الخالقين ..المصورين
القادرين.
والخلق في اللغة التصوير ,يقال :رجل خالق أي صانع.
أي العرق الذي يسمى الوتين ,ويطلع قسم إلى الحلق يسمى الوريد ومنه
قوله عز وجل-:
ويسمى الودج أيضا وهو الذي يقطع عند ذبح الحيوان ويمر قسم
منه في تجويف القلب اليمن يسمى البهر وقيل البهر عرق منشؤه من
الرأس والول أصح ,ومنه قوله عليه السلم في مرضه الذي مات
فيه-:
"هذا أوان انقطاع أبهري من تلك الكلة التي أكلتها بخيبر" البخاري
( ,)6/11أحمد (.)6/18
وقال الصعمي :البهر هو عرق باطني الصلب يتصل بالقلب فإذا
انقطع لم يكن معه حياة ,والكلة كانت من كتف شاه مسمومة سمتها
زينب بنت الحارث أخت مرحب اليهودية الملعونة وكان ذلك السم
يتحرك عليه كل عام في مثل ذلك الوقت ,وباقي عرق الوريد يطاع
إلى الرأس يسمى النامة ومنه قولهم أسكت ال نامته أي أماته ,ويمر
قسم منه إلى اليدين فيتفرغ فيهما فيسمى قسم منه القيفال يفصد في
أمراض الرأس ,ويسمى قسم منه الباسليق ويتشعب منهما فروع
تجمع وتسمى الكحل وهو الذي حسمه النبي لسعد بن معاذ لما رمى
في أكحله ,ويسمى قسم منه حبل الذراع وقسم منه يسمى الكتفي
والسليم.
وسلم من ال عليكم ورحمة منه وبركاته