Professional Documents
Culture Documents
تختص هذه المصفوفة باألفعال اإلداریة التي تتخذها المنظمات عند محاولتها تحسین الجودة فیها،
وتهدف إلی مساعدة اإلدارة وبسرعة في تحدید موضعها الحالي في نمو عملیة إدارة الجودة ومن ثم
تحدید الوجهة التي ستسلکها العملیة .وتعد هذه المصفوفة تشذیبا لمصفوفة "تطور إدارة الجودة" التي
جاء بها کروسبي في کتابه األول الجودة مجانیة الذي صدر سنة . 1979
وتتکون العملیة من خمس مراحل تبدأ بالریبة وتتحول إلی النکوص وترقی بعدها إلی الصحوة ثم یلیها
التنور لتنتهي أخیرا بالیقین .وتقوم کل مرحلة بمراجعة تطور أو نضج مفاهیم اإلدارة التالیة:
تعریف الجودة ،و تحدید النظام المستخدم لتحقیقها ،و إقامة معاییر األداء لها ،ومن ثم قیاسها.
یکون للشرکة علی هذا المستوى توجه سلوکي یعتمد "الخوض مع الخائضین" کما یقال ،وذلك لرؤیة
اإلداریین أو سماعهم عن عملیات في شرکات أخرى ،أو من خالل ارتباطهم بأحد "رواد" الجودة .وال
یتعدى تعریف الجودة في هذه المرحلة "کون الشيء جیدا" ،أي أنها مجرد رأي ،في حین یکون النظام
مجموعة من معاییر شهادات األداء مثل" شهادة بالدریج" .ویقاس معیار األداء بدوره کرد فعل علی
شکاوى العمالء ،في حین یتم قیاس األداء من خالل اآلراء الشخصیة للمدیرین.
تعزو اإلدارة التقدم في هذه المرحلة إلی حیازتها علی مجموعة مکتوبة من اإلجراءات ،أي تبنیها مجموعة
من األنشطة بدل تبني النتائج .وتعرف الجودة هنا علی أنها "إدخال الحبور إلی قلب العمیل" ،و هو تعریف
شخصي مجرد بعید عن الواقع ،في حین یحوي نظام الجودة في األغلب التدریب الذي ال یؤثر في قاعدة
اإلنتاج ،ویعرف معیار األداء بدوره من خالل "مستویات الجودة المقبولة" ،أو الجودة علی المستوى
المطلوب في صناعتك ،ویکون القیاس بمقارنة األداء بالمنافسین ،و الذي یتسم معظمه بعدم النزاهة.
المرحلة الثالثة :الصحوة
تالحظ اإلدارة بعد الکثیر من اإلحباط والتکلفة بأن األمور لم تتغیر ،وبأن علی الشرکة "أن تکون أفضل
مما هي علیه" .ویکون تعریف الجودة ومعیار األداء في هذه المرحلة "التحسین المستمر") ،والذي قد
یعني اقتراف عدد أقل من األخطاء أو تعلم کیفیة األداء الصحیح( ،في حین یکون النظام في األغلب
تطبیق معیار المنظمة العالمیة للمقاییس ) 9000وهو مقیاس عتیق ال یصلح للحاضر وال للمستقبل( ،أو
معیار Mil-Q-9858أو معاییر بالدریج ،وتکییفها بشکل مصطنع کي تالئم المنظمة ،ویکون قیاس
الجودة مرتبطا بشکاوى العمالء )وهذا یعني أنه یأتي کرد فعل بدل أن یستبق هذه الشکاوى ویمنعها من
الحدوث(.
تقرر اإلدارة أخیرا عند هذه المرحلة أن "تحزم أمرها حول الجودة" ،والذي یعني بالنسبة إلی کروسبي
تخلي اإلدارة عن االعتقاد بوجود حکمة معلبة أو خطوات مبرمجة تقوم من تلقاء ذاتها بتعدیل وتشذیب
أداء المنظمة .ویتغیر تعریف الجودة لیصبح "إرضاء العمیل" ،والذي یضع المنظمة علی الطریق الصحیح،
غیر أنه یعوزه التحدید الدقیق .ویالزم هذا التغییر تحول نظام الجودة إلی منطق "ماذا نرید معرفته في
واقع األمر؟" والذي تشرع فیه المنظمة بطرح األسئلة الصائبة ،ابتداء من تحدید المشکالت وتحدید
أسبابها ومنع هذه األسباب من الحدوث .ویتحول معیار األداء بدوره إلی ما یطلق علیه معیار " 6انحرافات
معیاریة " Six Sigmaوهو مؤشر للجودة واالمتیاز الذي یوفر صیغة إلدارة شکاوى العمالء ،ویکون معیار
یعني الیقین بأننا نعرف ماذا سیحدث .وتشکل عبارة "ما من سبب یدعونا إلی عدم األداء بالشکل
الصحیح" لسان حال المنظمة .ویکون تعریف الجودة "اإلیفاء بالمتطلبات" ،ونظام الجودة هو "الوقایة"
)أي األداء الصحیح من البدایة( ،في حین یکون معیار األداء "العیوب الصفریة" ،وتقاس الجودة من خالل
"ثمن اإلخالل بالمتطلبات" .ویتحتم إجراء التقییم المستمر علی هذه العملیة ومراجعتها و تجدیدها.