Professional Documents
Culture Documents
إن الناس قد حصل منهم تقصي فيما سبق ذكره من الركان والشروط
والواجبات وهم ف هذا على نوعي:
الول :قوم أضاعوا الطريق من أصله فصار سيهم على غي طريق
السلم واليان.
الثان :قوم على الطريق لكن وقودهم إما قليل أو قد نفد فتوقفوا ف
بعض الطريق وهم يتعجبون من توقفهم ،والعجب فيهم ومنهم ،وإل
كيف يتعجبون من هذا التوقف والوقود بانبهم فلم يأخذوا منه ما
يؤدي إل تركهم ومواصلة سيهم والوصول إل أعلى الراتب بدل
الرضى بالدون والوان.
شوْا َي ْومًا ل يَجْزِي وَالِ ٌد عَن وَلَ ِدهِ فـ﴿يَا َأّيهَا النّاسُ اّتقُوا َرّبكُ ْم وَاخْ َ
حيَاةُ
وَل َموْلُو ٌد ُهوَ جَا ٍز عَن وَالِ ِد ِه َشيْئًا ِإنّ َوعْدَ اللّهِ حَقّ فَل َتغُ ّرنّكُ ُم الْ َ
ال ّدنْيَا وَل َيغُ ّرنّكُم بِاللّهِ الْغَرُورُ﴾ [( )33سورة لقمان].
إن المـد ل نمده ونسـتعينه ،و نسـتغفره ونعوذ بال مـن شرور
أنفسـنا وسـيئات أعمالنـا ،مـن يهده ال فل مضـل له ،ومـن يضلل فل
هادي له ،وأشهـد أل إله إل ال وحده ل شريـك ،وأشهـد أن ممدا
عبده ورسوله ،صلى ال عليه وعلى أله وأصحابه وسلم تسليما كثيا.
أما بعد
)(1الغرل :جع أغرل ،وهو القلف أي غي الختون .النهاية لبن الثي 3/668 :
البهم :جع بيم ،وهو ف الصل الذي ل يالط لونه لون سواه ،يعن ليس فيهم شئ من العاهات
)(2
والعراض كالعمى والعور والعرج .النهاية لبن الثي 1/167
مـــقــــــــدمــة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 7
إن قراءتنـا للقرآن أو للسـنة -إن وجدت -ترـ بشـئ مـن العجلة
والرغبة ف النتهاء من واجب مفروض؛ سواء مفروض بأصل الشرع أو
فرضه الشخص على نفسه ،ث تده يقفز إل ما تواه نفسه من برنامج
أو جريدة أو ملة يتابع ها بدف الت سلية ،أوب جة ف قه الوا قع أو متاب عة
التخصص وهذا دأبه كل يوم فمت سينتفع مثل هذا الشخص بكتاب ال
و سنة رسوله صلى ال عل يه و سلم ،ل ست أر فض فقه الوا قع أو متابعة
التخصـص؛ لكـن هناك أولويات وهناك أصـول وقواعـد ،فل يصـح أن
نتفقه بالواقع ما ل نفقه الصل الذي نقيس عليه ،ونكم به على الواقع
وإل كان فهم نا قا صرا ومتل ،في جب أول ت صيل القاي يس والواز ين
إن تفسـي وجود مثـل هذه الصـور -فيمـا أرى -هـو خلل فـ
التربية من البداية ،وفقد للليات والطرق الت ترشد بيسر وسهولة إل
التعلق بالسنة وتدبرها.
إن مثل هذه الصور هي حال كثي منا مع السنة النبوية ،فهل يليق
بنا أن نفرط ف تلك الكنوز الت وهبنا ال إياها دون عناء أو تعب؟ وقد
صلت إلي نا مفو ظة م صونة منق حة ،وخا صة ف هذه اليام ال ت ت سلط
فيهـا العداء على بلد السـلمي فسـرقوا أموالاـ ونبوا ثرواتاـ،
واستضعفوا أهلها؛ فتدخلوا ف أدق تفاصيل حياتم :ماذا يأكلون؟ وماذا
يشربون؟ وماذا يــبيعون؟ وماذا يشترون؟ وماذا يعملون؟ وكيــف
يتعلمون؟ ول غرابـة فـ هذا لنمـ أدركوا أن اسـتمرار تلك السـرقات
والسـتيلء على تلك الثروات لن يدوم لمـ إل بذه الطريقـة حيـ
ينـزعون من المة مصدر قوتا ومنبع طاقتها.
10ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة
إن كل م سلم لد يه أ صل الت صديق بالقرآن الكر ي وال سنة النبو ية
ولديه أصل السمع والطاعة لما مت وصل إليه النص بطريقة صحيحة
وهذه قوة هائلة لو وجدت من يستثمرها لتحقيق النصر للمسلمي.
إن القرآن الكر ي وال سنة النبو ية ه ا م صدر القوة ال ت ا ستطاع ب ا
نبينا ممد صلى ال عليه وسلم أن ينشر العدل والرحة والي بي الناس
فـ نيـف وعشريـن سـنة ،وأن يعـل اللوك والرؤسـاء فـ ذلك الوقـت
يت ساءلون ع ما جاء به و ما مضمو نه؟ و ما سر نا حه؟ ف إقا مة الدولة
السلمية.
وفاعليـة هذا العلم ليسـت خاصـة بـه صـلى ال عليـه وسـلم ،أو
بصحابته رضي ال عنهم بل هو متاح لكل من أجاد استعماله وتدرب
عليه ،وصفحات التاريخ ناطقة على صحة ما أقول.
إن صـراع الضارات هـو صـراع معنوي علمـي قبـل أن يكون
صراعا ماديا.
إن أي أمـة تيـد بناء بنيتهـا السـاسية -أعنـ بناء القوة العنويـة
النفسـية العلميـة -لكـل أفرادهـا رجال ونسـاء ،أطفال وشبابـا تضمـن
لنفسها القوة والثبات ،وتضمن لنفسها العزة والكرامة وترفع عنها الذل
وتمي خياتا من لصوص الضارات.
مـــقــــــــدمــة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 11
وكتبه /
د .خالد بن عبد الكري اللحم
الستاذ الساعد بقسم القرآن وعلومه
12ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة
( )
ذكرك وشكرك وحسن عبادتك 1 ،والعانة على الشئ تستلزم العانة
على و سيلته واللة الؤد ية إل يه و هو ه نا حب ال سنة وتذكر ها وكثرة
قراءتا ،وماولة فهمها ،والفرح با يقف عليه منها.
)(1مسند أحد ، 294-1 :سنن أب داود ، 1/475سنن ابن ماجه 322 ، 318 ،298-1
المفتاح الول :حب السنة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 15
إن نصوص سنة نبينا ممد صلى ال عليه وسلم لو كانت عند أهل
حضارة أخرى لكتبو ها ف الحا فل والجا مع والياد ين العا مة ،ولتغنوا
بذكرها ونقشوها ف بيوتم بل ف قلوبم ،إننا نراهم يتغنون بنصوص
وح كم مفكري هم ال ت ل ت عد شيئا بالن سبة لك مة نبي نا م مد صلى ال
عليه وسلم ،فيا ل العجب ما أغفلنا عن هذه الطاقة الت منحنا ال إياها
فنتركهـا ونذهـب لدراسـة طرق وأسـاليب توليـد الطاقـة العنويـة عنـد
)(1وهذا الكتاب (مفاتح تدبر السنة) قدد تضمن نصوصا مهمة تكرار قراءتها تحقق حب السنة.
16ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة
فالسنة تفسي للقرآن وهي البينة لكيفية تطبيقه والعمل به ،وحاجة
السلم إليها كحاجته للقرآن.
إن حاجة النسان للسنة كحاجته لدقات قلبه؛ فمع كل نبضة من
نبضات القلب هناك خاطر وتفكي إما بق أو باطل؛ ول سبيل للتمييز
بي ذلك إل بالعلم.
18ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة
وبعضهـم ظـن أن العلم كلٌ ل يتجزأ وان تبدأه بعلوم اللة مـن
النحو وأصول الفقه والبلغة.
صلى ال عليه وسلم يقول :من ستر مؤمنا ف الدنيا على خزية ستره ال
يوم القيامـة ،فقال له أبـو أيوب :صـدقت ،ثـ انصـرف أبـو أيوب إل
راحلته فركبها راجعا إل الدينة ،فما أدركته جائزة مسلمة بن ملد إل
()1
بعريش مصر.
كان قصد أب أيوب رضي ال عنه من رحلته إل مصر أن يتأكد
ويتثبت من صحة حفظه كل ذلك حرصا على السنة وحبا لا ،وكان
ذلك ف آ خر عمره ،ولعله خ شي أن يوت ق بل أن يتث بت من عل مه،
بعنـ أنـه أراد أل تنتهـي فترة امتحانـه فـ الدنيـا إل وقـد حصـل على
الجابات ال صحيحة ال سديدة ،و هو الدف نف سه الذي صرح به جابر
رضي ال عنه ،بل هو الدف الذي يب أن يسعى إليه كل مسلم ،أما
أن ت ضي اليام ون ن ف جهل نا راضون ،وبتق صينا ف العلم قانعون،
فهذا ما ل يليق بعاقل أبدا.
)(1مسند أحد ، 159 -4مصنف عبد الرزاق ، 228-10جامع بيان العلم وفضله 102-1
22ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة
لوكان مكانـه سـاع أحاديـث أخرى لكان أول وأحرى ،فينبغـي أن
نقرب السنة للناس ونقتصر ف بيانا وشرحها على ما تدعو الاجة إليه
ولو كان الشرح قليل لن نا إذا فعل نا ذلك نر سخ ف أذهان م أن ال سنة
واضحة سهلة فيقبلوا على قراء تا وتدبرها ،أما نعقد ونول المر ونبالغ
فـ شرح بعـض العبارات فهذا وإن كان قصـد قائله خدمـة السـنة
وحراستها فإنه قد يؤدي إل عكس مقصوده.
المسألة الخامسة :العلم بالسنة يوفر الوقت ويختصر الجهد.
إن تدبر السنة والتفقه فيها يوفر الوقت ويتصر الطريق على الرب
والواعظ والطيب إذ أنه ف أي قضية يريد الديث عنها فإنه سيجد من
حكمة النب صلى ال عليه وسلم ما يوصله إل هدفه من أقرب الطرق
وأي سرها وأ سهلها وأوضح ها ،أ ما إن كا نت صلته بال سنة ضعي فة فإ نه
سيشرق ويغرب ويه يم ف أود ية الكلم وي سلك طر قا ملتو ية وطويلة
للو صول إل الدف النشود فيط يل بذلك على ال سامعي ويث قل علي هم،
و قد ب ي هذا الع ن نبي نا م مد صلى ال عل يه و سلم ف عبارة موجزة
واضحة لن عقل وتدبر فعن عمار بن ياسر رضي ال عنه قال :سعت
ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقول :إن طول صلة الر جل وق صر
خطب ته مئ نة من فق هه ،فأطيلوا ال صلة وأق صروا الط بة وإن من البيان
()1
لسحرا.
فأي خطيب عادته إطالة الطبة فاعلم أنه غي فقيه ف الطابة مهما
كا نت قوة خط به وتأثي ها الما سي الؤ قت ،أ ما التأث ي التربوي طو يل
الجل فهي عنه بعزل.
إن بعـض الطباء يظـن الطبـة قناة تلفزيونيـة أو جريدة أو ملة أو
دار نشر ،حت إن بعض الطباء لا ختم خطبته قال :هذا ما تيسر جعه
ف هذه العجالة؛ و قد زادت خطب ته عن ن صف ال ساعة ،فالط يب أو
الواعظ حينما يتكلم مدة عشرين أو ثلثي دقيقة ماهدفه؟ هل هدفه أن
يعمل الناس با يقول؟ فكيف سيحفظ الستمعون كل ما قال؟ إن إياز
الطبـة يوجـد البـ للخطيـب أو الواعـظ وبالتال النتفاع باـ يقول،
وبذا ل نتاج إل ش خص موهوب ي مع ب ي التطو يل والتشو يق ح ي
ي طب أو ي عظ ،فال طب والوا عظ العلم ية التربو ية تتلف تا ما عن
الطب الدبية والترفيهية ،والكلم الكثي مع السرعة ينسي بعضه بعضا
والذي يصـل أن السـتمع يشرد ذهنـه؛ خاصـة إذا كان التطويـل عادة
لذلك الط يب أو الوا عظ أو كان موضوع الط بة علم يا دقي قا ،أ ما إذا
حولنا الطبة إل قصص وحكايات وترفيه ومسرح للحداث فصحيح
أنه سيوجد التركيز وشد الذهن والهتمام لكن بذه الطريقة نكون قد
جاري نا الناس ب ا توى أنفسـهم وي قل نف عه ل م مع مالفـة السـنة ف
التطويل ،التطويل يصلح ويسن ف بعض الحيان وحي تكون الناسبة
مل حة ،و قد ورد عن ال نب صلى ال عل يه و سلم شئ من ذلك أ ما أن
المفتاح الثاني :استحضار أهداف القراءة ــــــــــــــــــــــــــــــ 27
تعال بأ نّ الفت نة نائ مة فل عن ال من أيقظ ها ،فقلت :يا سيدي! الفت نة
عمر ها ما نا مت ،ولك نا ن ن النّائمون " ...إل أن قال هذا ال ضل" :
....وبعد شهر واحدٍ كتب إلّ رسالة لطيفة يمد ال فيها أن هداه إل
صراطه الستقيم " ؟
فهذا الو قف وأمثاله يتكرر يوم يا عب و سائل العلم والت صال -
ال ت تطورت ف ع صرنا الا ضر -ويتاج م نا إل وق فة جادة ف طلب
العلم النافع والتفقه ف دين ال تعال ،وأن المر جد ل يتمل التأخي أو
التهاون والتوان ،فنحن مسؤولون أمام ال عزوجل عن تقصينا ف هذا
الواجب العظيم.
إلي نا إن العودة ال صادقة لتدبر القرآن وال سنة بطري قة صحيحة وبآليات
كافية لو السبيل لتحقيق المن النشود والرخاء القصود.
إننا بذا الستياد نعمق ف نفوس الناس وخاصة اليل الديد التبعية
لتلك المـم شئنـا أم أبينـا وسـنظل نغرس الضعـف والنزاميـة دون أن
ناول الروج وتقيق النصر والعزة.
قال ابن القيم :وما ظنك بن إذا غاب عنك هديه وما جاء به طرفة
عيـ ف سد قلبـك ،ولكـن ل يسـ بذا إل قلب حـي و ما لرح بيـت
إيلم ،وإذا كانت السعادة معلقة بديه صلى ال عليه وسلم فيجب على
كل من أحب ناة نفسه أن يعرف هديه وسيته وشأنه ما يرج به عن
خ طة الاهل ي ،والناس ف هذا ب ي م ستقل وم ستكثر ومروم والف ضل
( )
1
بيد ال يؤتيه من يشاء وال ذو الفضل العظيم
وأيضا إذا وجد تدبر السنة يكون الصول على القوي المي أمر
سهل م ا ي كن م عه تق يق الكث ي من الهداف العا مة والا صة وإناز
الكثي من الشاريع بأقل تكلفة وأقل جهد ،ما أقوله ليس أحلم شاعر،
ول أوهام كا هن بل هي حقي قة مقررة وأثره ملموس لك نه ف نطاق
مدود ،إننـا نلك أعظـم طاقـة معنويـة لو اسـتطعنا أن نوصـلها بشكـل
صحيح وأن نستثمرها ف تقيق الرخاء والمن للمجتمع ،وتقيق الياة
الطيبة لكافة أفراده.
المسألة الحادية عشرة :مقاومة تغيير المناهج.
يبنغي للمسلمي أل يستسلموا لن أراد تغيي مناهجهم وتقليصها؛
لكـن ل يضيـع وقتهـم فـ الدفاع وينشغلوا بـه عـن البناء حتـ يغلبوا
وي سقطوا ،بل علي هم أن يبحثوا عن البدائل واللول ال ت يقاومون ب ا
هذا التغييـ ويكفـل للناشئة اسـتمرار اتصـالم بالقرآن والسـنة صـلة
صحيحة قو ية مك مة ،وبتلقائ ية و سهولة و هو ما يق قه مشروع تدبر
القرآن والسنة بإذن ال تعال.
فالسرة السلمة إذا كانت مبنية على أسس تربوية سليمة وبدأت
بواجبها منذ نشأتا وتكوينها فلن تستطيع أي قوة ف الرض أن تفرض
على أفراد ها فكرا غ ي الف كر الذي رضع ته م نذ أيام ها الول ،أ ما إن
تركت الوعاء فارغا وألقت بالتبعة على غيها فهنا مكمن الطر والثغرة
الت ينفذ منها العداء إل حصوننا ،لقد ول عهد النوم والكسل وبدأت
مرحلة ال د والع مل ،ف كل م نا على ثغرة من ثغور ال سلم فال ال أن
يؤتى السلم من قبله.
المسألة الثانية عشرة :تدبر السنة اجتماع الكلمة وتوحيد الصف:
إن ب عض الناس ل يعرف ال سنة إل عند ما ير يد أن يادل أو يا صم
فتراه يفتش ف كتبها بثا عما يقوي حجته ويشهد لرأيه وما عدا ذلك
من أيام حياته فل صلة له بالسنة فل يفتش فيها بثا عن أسباب ناته
وإصلح نفسه وتزكية قلبه ،قد غاب عن ذهنه القتداء بالنب صلى ال
عليه وسلم والتأسي به ف شأنه كله.
فمثـل هذا النوع مـن الناس هـو الذي يزرع اللف والشقاق بيـ
السلمي ،وينشر الراء الشاذة والناهج النحرفة سواء كان ذلك بسن
نية أو عدمها النتيجة واحدة.
أما حي يوجد تدبر السنة عند أفراد المة ،يبدأ الميع بتدبرها من
الصغر وبنية صادقة ومنهج صحيح فإننا بإذن ال تعال نأمن وجود هذه
البذور الفاسدة ف صفوفنا فتصفو الياة وتتمع الكلمة ،وحت لو وجد
خلف على بعض السائل فإن القلوب صافية والنيات صادقة.
36ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة
-2عن عمر رضي ال عنه :أنه جاء إل الجر السود فقبله فقال
إ ن أعلم أ نك ح جر ل ت ضر ول تن فع ولول أ ن رأ يت ال نب صلى ال
( )
2
عليه وسلم يقبلك ما قبلتك.
فصـلى ،ثـ قال عثمان :قعدت مقعـد رسـول ال صـلى ال عليـه وآله
و سلم ،وأكلت طعام ر سول ال ،و صليت صلة ر سول ال صلى ال
( )
1
عليه وسلم.
)(1مسند أحد ،14-2 :صحيح مسلم ،420-1 :سنن أب داود ،502-1 :سنن النسائي364-3 :
هذه مراتب اتباع السنة ،فأول تسمع الديث أو تقرأه ،ث تفظه،
ث تتف كر ف معانيه وتتدبره وتتأ كد من فقهك له ب سؤال أ هل العلم أو
بالسماع أو بالقراءة ،ث تنطلق للعمل مباشرة با سعته عن الرسول صلى
ال عليه وسلم دون تأخي أو توان.
إن كل عمل دلنا عليه نبينا ممد صلى ال عليه وسلم حري بنا أن
نعود أنفسنا عليه ،وكل عمل من هذه العمال له مستويات ودرجات
و يؤ خذ بالتدر يج يو ما ب عد يوم ،ولن يشاد الد ين أ حد إل غل به ،ول
أما من يريد أن يأخذ العمال والدين جلة فإنه يذهب عنه جلة،
وتنقضي حياته ول يترق أو يصعد ف سلم الي.
وأذكّرـ هنـا باـ قلتـه فـ كتاب (مفاتـح تدبر القرآن) :أن مفتاح
الشعال والنطلق ف بناء الذات وتكوين الهارات هو القيام بالقرآن فهو
الذي يهيئ النفس لتكون أرضا صالة للزراعة وتربة خصبة تنمو فيها
خصال الي بقوة وحيوية.
إننا بنبغي أن نترب على الفورية والباشرة مع السنة وأل يكون بيننا
وبين ها و سطاء ننت ظر من هم أن يقدمو ها ل نا ح ت إذا و صلتنا ل نذوق
طعم ها وحلوت ا ،ونته يب أن ناول قراءة أو ت طبيق أ مر آ خر غ ي ما
قدموه لنا.
ِينـأُوتُوا
ُمـ وَالّذ َ
ِينـ آ َمنُوا مِنك ْ
ّهـ الّذ َ
َعـ الل ُ
-1قال ال تعال ﴿ :يَرْف ِ
ت وَاللّ ُه بِمَا َتعْمَلُونَ َخبِيٌ﴾ [( )11سورة الجادلة].
الْعِ ْلمَ َدرَجَا ٍ
ِينـ ل
ُونـ وَالّذ َ
ِينـ يَعَْلم َ
َسـَتوِي الّذ َ -2قال ال تعال ﴿ :قُ ْل هَ ْل ي ْ
َيعْلَمُونَ ِإنّمَا َيتَذَكّرُ ُأوْلُوا الَْلبَابِ﴾[ ( )9سورة الزمر].
-3قال ال تعال﴿ :قُ ْل هَذِ هِ َسبِيلِي أَ ْدعُو إِلَى اللّ ِه عَلَى بَ صِيَةٍ َأنَاْ
شرِكِيَ﴾[ ( )108سورة يوسف]. َومَنِ اّتَبعَنِي َوسُبْحَانَ اللّ ِه َومَا َأنَاْ مِ َن الْمُ ْ
-12وعـن أبـ قتادة رضـي ال عنـه قال :باب مـن العلم يفظـه
( )
2
الرجل لصلح نفسه وصلح من بعده أفضل من عبادة حول.
أما الول :فهو موضوع الكتاب ،ومن أهم الفاتيح العملية الحققة
للشفاء بالسنة الفتاح السادس وهو الفظ التربوي للسنة ،وبدونه فإن
الشفاء بالسنة يكون مدودا وأثره ضعيف.
وأما الثان وهو الدعاء بالسنة والرقية با فقد جاء بيانه ف عدد من
الحاديث وهي معروفة معلومة منها:
-3عن ابن عباس رضي ال عنهما قال :كان النب صلى ال عليه
و سلم يعوذ ال سن وال سي ويقول :إن أباك ما كان يعوذ ب ا إ ساعيل
الثال الول:
عن أب سعيد الدري رضي ال عنه قال :دخل رسول ال صلى
ال عليه وسلم ذات يوم السجد فإذا هو برجل من النصار يقال له :أبو
أما مة ،فقال :يا أ با أما مة ما ل أراك جال سا ف ال سجد ف غ ي و قت
الصلة؟ قال هوم لزمت ن وديون يار سول ال ،قال :أفل أعل مك كل ما
إذا أنت قلته أذهب ال هك وقضى عنك دينك؟ قال بلى يارسول ال،
قال :قل إذا أصبحت وإذا أمسيت اللهم إن أعوذ بك من الم والزن
وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الب والبخل وأعوذ بك
من غلبة الدين وقهر الرجال ،قال :ففعلت ذلك فأذهب ال هي وقضى
( )
1
عن دين.
الثال الثان:
عن أب سلمة رضي ال عنه قال :لقد كنت أرى الرؤيا فتمرضن
ح ت سعت أ با قتادة يقول وأ نا ك نت أرى الرؤ يا ترض ن ح ت سعت
النب صلى ال عليه وسلم يقول :الرؤيا السنة من ال فإذا رأى أحدكم
ما يب فل يدث به إل من يب ،وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بال من
شرها ومن شر الشيطان وليتفل ثلثا ول يدث با أحدا فإنا لن تضره.
( )
2
الثال الثالث:
قال عبد ال بن وهب صاحب مالك :وكان أول أمري ف العبادة
قبل طلب العلم فولع من الشيطان ف ذكر عيسى بن مري كيف خلقه
ال عزو جل ون و هذا ،فشكوت إل ش يخ فقال ل :ا بن و هب؟ قلت:
( )
3
نعم ،قال :اطلب العلم فكان سبب طلب العلم
الثال الرابع:
ثواب نيتها الصادقة حال العذر ففرحت بذلك وزال عنها ضيق الصدر
والم ،وسكنت نفسها واطمأن قلبها إل رحة ال تعال وسعة فضله.
ومـن ذلك قوله صـلى ال عليـه وسـلم :ليبلغ الشاهـد الغائب فإن
( )
1
الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى منه.
وأيضـا فإن كـل نـص مـن القرآن والسـنة جاء فيـه ذكـر الدعوة
والتبل يغ والو عظ والبيان فإ نه يش مل أقوال ال نب صلى ال عل يه و سلم
وأحواله ف جيع أمور الياة.
-1تركيز القلب:
أي تركيز التفكي على الدف الذي تريد وهو فهم نصوص السنة
وا ستحضارها بع مق ،بع ن أن تكون واع يا ل ا تقرأ؟ فتتذ كر أ نك تقرأ
كلما مقدسا مترما ملزما بفقهه والعمل با فيه فتكون ف كامل وعيك
حي القراءة.
-2تركيز العي:
أي تثبيت الن ظر إل الكتاب الذي تقرأ فيه ،وإن كنت تقرأ حف ظا
فتركيـز العيـ على نقطـة معينـة أو تغميـض العينيـ ليكون أقوى فـ
التركيز.
-3تركيز اللسان:
بعنـ أن تنـع نفسـك عـن الكلم بغيـ السـنة أثناء القراءة إل أن
ينت هي الو قت الخ صص ل ا فل ت سمح ل حد أن يقاط عك ول ت يب
سائل ول تتدخل فيما حولك.
56ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة
-4تركيز الوجه:
أي تثبيته إل جهة مددة وف هذا إعانة على التركيز على ما يقرأ.
-5تركيز اليدين:
أي كفه ما عن الر كة فل ت سمح لنف سك أن تتحرك بأي حر كة
خارج ما أنت فيه من قراءة السنة فل تيب جوال ول تف تح درجا أو
بابا إل ما دعت الاجة إليه.
-6الوقوف:
من العلوم العل قة ب ي القوة البدن ية والقوة الذهن ية للن سان يدل
على ذلك ماجاء عن أب ذر رضي ال عنه أنه كان يسقى على حوض
له فجاء قوم فقال :أي كم يورد على أ ب ذر ويت سب شعرات من رأ سه
فقال رجل أنا فجاء الرجل فأورد عليه الوض فدقه وكان أبو ذر قائما
فجلس ث اضطجع فقيل له يا أبا ذر ل جلست ث اضطجعت؟ فقال :إن
ر سول ال صلى ال عليه و سلم قال ل نا :إذا غ ضب أحد كم و هو قائم
( )
1
فليجلس فان ذهب عنه الغضب وإل فليضطجع.
ولن آخر الليل يفترض فيه أن السم يكون ف حالة النشاط وذروة
القوة وهذا يساعد جدا على الصفاء والتركيز ومن ث سرعة الفظ
والفهم ،أما إذا حولنا أول الليل إل لو ولعب وآخره إل إعياء وتعب
فمت سنرب أنفسنا ونطور قدراتنا الذهنية ونزيد حصيلتنا العلمية الت
يتوقف عليها ناحنا ف الدنيا والخرة.
والبداية تكون بسبعة أحاديث بيث يكون لكل يوم حديث ابتداء
من يوم المعة ،ث تكون الزيادة بالطريقة نفسها الت وصفتها ف الفظ
التربوي للقرآن.
-4الزم والبادرة.
وهذه العان أكد عليها علماء الديث قديا وطبقوها على أنفسهم
وطلبم وأقوالم ف هذا مشهورة من ذلك:
-2وعن أنس بن مالك رضي ال عنه قال :كنا نكون عند النب
صلى ال عل يه فن سمع م نه الد يث فإذا قم نا تذاكرناه في ما بين نا ح ت
()2
نفظه.
-3و عن عطاء قال :ك نا نكون ع ند جابر بن ع بد ال فيحدث نا
()3
فإذا خرجنا من عنده تذاكرنا حديثه.
()1
-4وعن ابن عباس قال :إذا سعتم من حديثا فتذاكروه بينكم.
-5وعن سعيد بن جبي أن ابن عباس ر ضي ال ع نه كان يقول
له :يا سعيد اخرج بنا إل النخل ويقول :ياسعيد حدّث ،قلت :أحدث
()2
ت فتحتُ عليك.
وأنت شاهد؟ قال إن أخطأ َ
()3
-6عن علقمة قال :أطيلوا ذكر الديث ل يدرس.
-7عـن سـفيان الثوري قال :اجعلوا الديـث حديـث أنفسـكم
()4
وفكر قلوبكم تفظوه.
-8وعن ابن خلد قال :قيل :الحتفاظ با ف صدر الرجل أول
من درس دفتره ،وحرف تف ظه بقل بك ان فع لك من ألف حد يث ف
()5
دفاترك.
-9وقيـل للصـمعي :كيـف حفظـت ونسـي أصـحابك؟ قال:
()6
درست وتركوا.
- 10وعـن أبـ حازم قال :كان الناس فيمـا مضـى مـن الزمان
الول إذا لقي الرجل من هو أعلم منه قال :اليوم يوم غنمي فيتعلم منه،
وإذا لقي من هو مثله قال :اليوم يوم مذاكرت فيذاكره ،وإذا لقي من هو
دونه علّمه ول َيزْه عليه ،قال :حت صار هذا الزمان فصار الرجل يعيب
من فوقه ابتغاء أن ينقطع منه حت ل يرى الناس أن له إليه حاجة ،وإذا
()1
لقي من هو مثله ل يذاكره فهلك الناس عند ذلك.
-11وقال جعفــر الصــادق :القلوب ترب والعلم غراســها
()2
والذاكرة ماؤها فإذا انقطع عن الترب ماؤها جف غرسها.
-12وقال ع بد الرح ن بن مهدي :إن ا م ثل صاحب الد يث
()3
بنلة السمسار إذا غاب عن السوق خسة أيام تغي بصره.
-13وقال أبـو هلل العسـكري :وإذا كان مـا جعتـه مـن العلم
قليل وكان حفظـا كثرت النفعـة بـه ،وإذا كان كثيا غيـ مفوظ قلت
()4
منفعته.
-14وقال الل يل بن أح د :تع هد ما ف صدرك أول بك من
()5
تفظ ما ف كتبك.
-15وقال الطيـب البغدادي :ول يأخـذ الطالب نفسـه باـ ل
( )
6
يطيقه بل يقتصر على اليسي الذي يضبطه ويكم حفظه ويتقنه.
)(1الامع لخلق الراوي وآداب السامع 276-2
)(5الامع لخلق الراوي وآداب السامع ،14-2الث على حفظ العلم للعسكري 7
)(6من رقم 15إل رقم 21ف الامع لخلق الراوي وآداب السامع 231-1
64ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة
-19وقال الزهري :من طلب العلم جلة فاته جلة ،وإنا يدرك
العلم حديث وحديثان.
-20وقال معمر :من طلب الديث جلة ذهب عنه جلة وإنا
كنا نطلب حديثا وحديثي.
وينبغي أن يعل لنفسه مقدارا كلما بلغه وقف وقفته أياما ل يزيد
تعل ما فإن ذلك بنلة البنيان؛ أل ترى أن من أراد أن ي ستجيد البناء ب ن
أذرعا يسية ث ترك حت يستقر ث يبن فوقه ولو بن البناء كله ف يوم
واحـد ل ي كن بالذي يسـتجاد ورباـ اندم بسـرعة وإن بقـي كان غيـ
( )
مكم 1فكذلك التعلم يبنغي أن يعل لنفسه حدا كلما انتهى إليه وقف
( )
2
عنده حت يستقر ما ف قلبه ويريح بتلك الوقفة نفسه"اهـ
هذه القاعدة من أنفع القواعد ف حفظ العلم حفظا متقنا نافعا ،ومن التجارب العاصرة ف تطبيق هذه
)(1
القاعدة ما حدثن به الزميل الدكتور إبراهيم الدوسري حيث ذكر أنه لا حفظ ثلثي القرآن توقف سنة
كاملة عن الفظ لياجع ما حفظ ويثبته فلما استقام له ذلك واصل الشوار إل أن أت حفظ القرآن كامل
فانتفع به ونفع ،فالستعجال وعدم مراعاة الفروق الفردية من أكب السباب ف تساقط طلب العلم واليأس
()1
المفتاح السادس :الحفظ
المسألة الولى :حفظ السنة أمنية كل مسلم:
ح فظ ال سنة مطلب وأمنية ل كل م سلم ل لذات ال فظ ول ليقال:
حافـظ وإناـ لجـل النجاة والنجاح فـ الياة ،لجـل أن تكون السـنة
حاضرة ف القلب ت سعفك بالواب ف كل خطوة تطو ها ف حيا تك
كل ما أ صبحت أو أم سيت ب يث يكون العلم بال سنة حاضرا على مدار
الساعة ف قلبك يسعفك باتاذ القرار الصحيح ،ويدك بالواب ف كل
نازلة ،فمتـ كان أفراد المـة بثـل هذا الضور وتلك القوة العلميـة
فلتبشر بالنصر والتمكي ورفع الذل والصغار عنها ،أما إن كان ل هم
لفرادهـا إل قراءة الجلت والرائد ومتابعـة القنوات والبامـج ومالس
الترفية والتسلية فأن لمة هذا حالا أن تقق نصرا أو ترفع ذل وصغارا.
تنبيه :كان الفظ التربوي أحد مسائل هذا الفتاح لكن رأيت أن أفرده برسالة مستقلة؛ لن تفصيل
)(1
الكلم فيه خروج عن مضمون هذا الفتاح ولن الفظ التربوي ليس خاصا بالقرآن والسنة بل هو أداة
يكن تطبيقها على مالت تربوية متعددة من ذلك تعلم اللغات ،وحفظ التون العلمية من منظوم ومنثور،
وكذلك ف الدارة والقتصاد .علما بأن خلصة الانب العملي منه هو الذكور ف مفاتح تدبر القرآن،
ومضمون بقية الرسالة ف بيان أهيته وشدة الاجة إليه ،وقواعده وتطبيقاته.
المفتاح السادس :الحفظ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 69
كرر قر اءة الديث ومتع جيع حواسك بقراءته ،قلّبه على جيع
الوجوه لتكتشف ما فيه من جواهر ونفائس.
الياة موقعـه مـن السـنة وأن يكون الربـط بيـ الصـطلحات السـتجدة
وألفاظ السنة ربطا صحيحا دقيقا ل يرف القائق ول يبدل العان.
74ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة
الخاتمة
أخي القارئ ها قد انتهيت من قراءة هذه الرسالة ،فماذا فهمت؟
وماذا تنوي أن تفعل؟
هل ستضع الكتاب ف مكانه من مكتبك ث تنسى ما فيه من العلم
إل البد؟ إن كان هذا قرارك فأعد النظر فيه.
لست بذا الكلم أدعو إل تكرار قراءة كتاب أو كلمي ،بل أدعو
ـ تضمنـه مـن نصـوص القرآن الكريـ والسـنة النبويـةإل تكرار قراءة م ا
وأقوال السلف ف هذه القضية الكبى ف حياتنا.
إن كان هذا قرارك فأنت تكرر معاناة الكثي ين الذين يقولون :نقرأ
ول نتغي ول نترقى !
إن القراءة الجردة العابرة ل تقق تغييا ول تأثيا.
إن أردت الطر يق للتغي ي والتطو ير فأ سأل نف سك :كم سيبقى ما
تعلمته من هذا الكتاب حاضرا ف قلبك يوم؟ شهر؟ سنة؟
إنه بقدر حضور هذا العلم ف قلبك بقدر ما تصل من تقدم ورقي
وأنت الكم.
ن سأل ال ب نه وفضله أن يهدي نا لل صراط ال ستقيم ،وي عل مآل نا
جنات النعيم ،إنه قريب ميب ،وصلى ال وسلم على نبينا ممد وعلى
آله وصحبه.
78ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة