Professional Documents
Culture Documents
الخوة في الله
إن الحمسسد ل نحسسسمده ونسسستعينه ونسسستغفره ونعوذ بال مسسن شرور أنفسسسنا وسسسيئات
أعمالنا من يهده ال فل مضل له ،ومن يضلل فل هادى له وأشهد أل إله إل ال وحده ل
شريك له ،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
[ آل سلِمُونَ حقّ ُتقَاتِ ِه وَلَ َتمُو ُتنّ ِإ ّل وَأَنْتُمْ ُم ْلّ َ
يَاأَ ّيهَا الّذِينَ ءَامَنُوا ا ّتقُوا ا َ
عمران . ] 102 :
خ َلقَ مِ ْنهَا َز ْوجَهَا وَبَثّ س وَاحِدَ ٍة َو َ خ َلقَكُمْ ِمنْ َنفْ ٍيَاأَ ّيهَا النّاسُ ا ّتقُوا رَبّ ُكمُ الّذِي َ
علَيْكُمْ
مِ ْنهُمَا ِرجَالً كَثِيرًا وَنِسَا ًء وَا ّتقُوا الَّ الّذِي تَسَا َءلُونَ ِب ِه وَالَ ْرحَامَ ِإنّ الَّ كَانَ َ
رَقِيبًا [ النساء . ] 1 :
ح لَكُمْ َأعْمَالَكُ ْم وَيَ ْغفِـرْ
صلِ ْ
سدِيدًا(ُ )70ي ْ لّ وَقُولُوا َقوْلً َ يَاأَ ّيهَا الّذِينَ ءَامَنُوا ا ّتقُوا ا َ
لّ وَرَسُـولَهُ َفقَدْ فَازَ َفوْزًا عَظِيمًا [ الحزاب . ] 71-70 : لَكُمْ ذُنُوبَ ُك ْم وَ َمنْ ُيطِـعِ ا َ
أما ب عـد -:
،وشر المور فإن أصدق الحديث كتاب ال ،وخسير الهدى هدى محمد
محدثاتها ،وكل محدثة بدعة ،وكل بدعة ضللة ،وكل ضللة فى النار
أحبتى ف ى ال …
إننا اليوم على موعد مع موضوع من الهمية القصوى بمكان وهو بعنوان (( الخوة
فى ال )) وكما تعودنا دائماً سوف ينتظم حديثنسا مع حضراتكم تحت هذا العنوان الرقيق
فى العناصر التالية -:
أولً :حقيقة الخوة فى ال .
ثاني ًا :حقوق الخوة .
ثالثاً :الطريق إلى الخوة .
فاسسمحوا لى أن أقول :أعرونسى القلوب والسسماع والوجسسدان وال أسسأل أن يجعلنسا ممسن
يستمعون القسول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم ال وأولئك هم ألوا اللباب .
أولً :حقيقة الخوة .
أحبتى فى ال لقد أصبحت المسة اليوم كما تعلمون غثاء كغثاء السيل لقد تمسزق
شملها وتشتت صفها ،وطمع فى المسة الضعيف قبل القوى ،والذليل قبل العزيز ،
والقاصى قبل الدانى ،وأصبحت المة قصعة مستباحة كما ترون لحقر وأخزى وأذل
أمم الرض من إخسوان القردة والخنازير ،والسبب الرئيسى أن العالم الن ل يحترم إل
القوياء ،والمة أصبحت ضعيفة ،لن الفرقة قرينة للضعف ،والخزلن ،والضياع ،
شيخ محمد حسان خطب ال
8
والقوة ثمرة طيبة من ثمار اللفة والوحدة والمحبة ،فما ضعفت المة بهذه الصورة
المهينة المخزية إل يوم أن غاب عنها أصل وحدتها وقوتها آل وهو (( الخوة فى ال ))
بالمعنى الذى جاء به رسول ال فمحال محال أن تتحقق الخوة بمعناها الحقيقى إل
على عقيدة التوحيد بصفائها وشمولها وكمالها ،كما حولت هذه الخوة الجماعة المسلمة
الولى من رعاة للغنم إلى سادة وقادة لجميع الدول والمم ،يوم أن تحولت هذه الخوة
التى بنيت على العقيدة بشمولها وكمالها إلى واقع عملى ومنهج حياة ،تجلى هذا الواقسع
ابتداءً بين الموحدين فى مكة ،على المشرق المضىء المنير يوم أن آخى النبى
الرغم من اختسلف ألوانهم وأشكالهم ،وألسنتهم وأوطانهسم ،آخى بين حمسزة القرشى ،
وسلمان الفارسى وبلل الحبشى ،وصهيب الرومى ،وأبى ذر الغفارى ،وراح هؤلء
القوم يهتفون بهذه النشودة العذبة الحلوة .
إذا افتخسروا بقيسٍ أوتميمِ أبى السلم ل أبَ لى سِوَا ُه
راحوا يرددون جميعاً على لسان رجل واحد قول ال عز وجل :
[ الحجرات : لّ لَ َعلّكُمْ ُت ْرحَمُونَ
خوَيْكُ ْم وَا ّتقُوا ا َ
ص ِلحُوا بَ ْينَ َأ َ
خوَةٌ َفأَ ْ
إِنّمَا الْ ُمؤْمِنُـونَ ِإ ْ
. ] 10هذه هى المرحلة الولى من مراحل الخاء .
-ثانيا -بين أهل المدينة من الوس والخزرج ،بعد حروب دامية ثم آخى النبى
طويلة ،وصراع مر مرير ،دمر فيه الخضر واليابس !!
ثم آخى رسول ال بين أهل مكة من المهاجرين وبين أهل المدينة من النصار ،
ل ،تصافحت فيه القلوب ،وامتزجت حبّ لم ولن تعرف البشرية له مثي ً فى مهرجسان ُ
فيه الرواح ،حتى جسد هذا الخاء هذا المشهد الرائع الذى جساء فى الصحيحين من
حديث أنس بن مالك قال :قدم علينا عبد الرحمن بن عوف وآخى النبى بينه وبين
سعد بن الربيع ،وكان كثير المال ،فقال سعد :قسد علمت النصار أنى من أكثرها
مالً ،سأقسم مالى بينى وبينك شطرين ،ولى امرأتان فانظسر أعجبهما إليك ،فأطلقها
حّلتْ تزوجْتَها .فقال عبد الرحمسن :بارك ال لك فى أهلك .دلونى على السوق حتى إذا َ
ط ،فلم َيلْبث إل يسيرًا حتى جاء رسول سمْنٍ وأق ٍ ضلَ شيئاً من َ ،فلم يرجسع يومئ ٍذ حتى أ ْف َ
ال وعليه َوضَرٌ من صُفر ٍة فقال له رسول ال
ت امرأةً من النصار قال (( :ما سقت إليها ؟ )) قال :وزن نواة (( َمهْيَ ْم ؟ )) قال :تزوج ُ
من ذهب أو نواةٍ من ذهب فقال (( :أولم ولو بشـاة )) ( )1وقد نتحسر الن على زمن
سعد بن الربيع ونقول أين سعد بن الربيع الذى شاطر أخاه ماله وزوجه ؟!!
والجواب :ضاع .وذهب يوم أن ذهب عبد الرحمن بن عوف .
بين المهاجسرين )(1رواه البخارى رقم ( ) 3781فى مناقب النصار ،باب إخاء النبى
والنصار ،ومسلم رقم ( ) 1427فى النكاح ،باب الصداق ،وجواز كونه تعليم القرآن
وخاتم حديد ،والموطأ ( ) 545 /2فى النكاح ،وأبو داود رقم ( ، ) 2109والترمذى
رقم ( ، ) 1094والنسائى ( . ) 120 ، 119 /6
الخ وة فى ال
9
فإذا كان السؤال :من الن الذى يعطى عطاء سعد ؟! فإن الجواب :وأين الن من
يتعفف بعفة عبد الرحمن بن عوف ؟!!
لقد ذهب رجل إلى أحد السلف فقال :أين الّذِينَ يُ ْن ِفقُونَ أَ ْموَا َلهُمْ بِاللّ ْي ِل وَال ّنهَارِ
[ البقرة ] 274 : علَنِيَةًسِرّا َو َ
س َألُونَ النّاسَ ِإ ْلحَافًا [ البقرة . ] 273 : لَ َي ْ فقال له :ذهبوا مع من
هذا مشهد من مشاهد الخاء الحقيقى بمعتقد التوحسيد الصافى بشموله وكماله ،وال
لول أن الحديسث فى أعلى درجات الصحسة لقلت إن هذا المشهد من مشاهد الرؤيا
الحالمة .
هذه هى الخوة الصادقة ،وهذه هى حقيقتها ،فإن الخوة فى ال ل تبنى إل على
أواصسر العقيدة وأواصر اليمسان وأواصر الحب فى ال ،تلكم الواصر التى ل تنفك
عراها أبداً .
الخوة فى ال نعمة جمة من ال ،وفضسل فيض من ال يغدقهسا على المؤمنين
الصادقسين ،الخسوة شراب طهور يسقيه ال للمؤمنسين الصفياء والذكياء .
لذا فإن الخوة فى ال قرينة اليمان ل تنفك عنه ،ول ينفك اليمان عنها فإن وجدت
أخوة من غير إيمسان ،فاعلم يقينًا أنها التقساء مصالح ،وتبادل منافع ،وإن رأيت إيمان
بدون أخوة صسادقة فاعلم يقيناً أنسه إيمان ناقسص يحتاج صساحبه إلى دواء وعلج لمرض
فيسه ،لذا جمسع ال بيسن اليمسسان والخوة فسى آيسة جامعسة فقال سسبحانه إِنّمَا الْ ُمؤْمِنُونَـ
[ الحجرات ] 10 : خوَةٌ
ِإ ْ
فالمؤمنين جميعاً كأنهم روح واحدة حل فى أجسام متعددة كأنهم أغصان متشابكة
تنبثق كلها من دوحة واحدة ،بال عليكم أين هذه المعانى الن ؟!!
ولذلك لو تحدثت الن عن مشهد كهذا الذى ذكر آنفا ربما استغرب أهل السلم هذه
الكلمات ،وظنوها كما قلت من الخيالت الجميلة والرؤيا الحالمة لن حقيقة الخوة قد
ضاعت الن بين المسلمين ،وإن واقع المسلمين اليوم ليؤكد هذا الواقع الليم ،وإنا ل
وإنا إليه راجعسون ،فلم تعد الخوة إل مجرد كلمات جوفاء باهتة باردة ل حرارة فيها
إل من رحم ال .
فإن الخوة الموصلة بحبل ال المتين نعمة امتن بها ربنا جل وعل على المسلمين
الوائل فقال سبحانه :
سلِمُونَ( حقّ ُتقَاتِ ِه وَلَ َتمُو ُتنّ ِإ ّل وَأَنْتُمْ ُم ْ لّ َ
يَاأَ ّيهَا الّذِينَ ءَامَنُوا ا ّتقُوا ا َ
علَيْكُمْ إِذْ كُ ْنتُمْ َأعْدَاءًلّ َ لّ جَمِيعًا وَلَ َتفَرّقُوا وَاذْ ُكرُوا نِعْمَةَ ا ِ )102وَاعْتَصِمُوا ِبحَ ْبلِ ا ِ
حفْرَةٍ ِمنَ النّارِ َفأَ ْنقَذَكُمْ مِ ْنهَا شفَا ُ علَى َ خوَانًا وَكُنْتُ ْم َ
ص َبحْتُمْ بِنِ ْعمَتِهِ ِإ ْ
َف َأّلفَ بَ ْينَ ُقلُوبِكُمْ َفأَ ْ
لّ لَكُ ْم ءَايَاتِ ِه لَ َعلّ ُكمْ َتهْتَدُونَ [ آل عمران . ] 103-102 : كَ َذ ِلكَ يُبَ ّينُ ا ُ
شيخ محمد حسان خطب ال
10
فالخوة نعمة من ال امتن بها ال على المؤمنين وقال تعالى َ :ف َأّلفَ بَ ْينَ ُقلُوبِكُ ْم
ض جَمِيعًا مَا َأّلفْتَ بَ ْينَ ُقلُو ِبهِمْ
وقال تعالى :وََألّفَ بَ ْينَ ُقلُو ِبهِ ْم َلوْ أَ ْن َفقْتَ مَا فِي الَ ْر ِ
َولَ ِكنّ الَّ َأّلفَ بَيْ َنهُمْ إِنّ ُه عَزِي ٌز حَكِيمٌ
[ النفال ] 63 :
ثانيا :حقوق الخوة فى ال .
الحق الول :الحب فى ال والبغض فى ال .
ففى الحديث الذى رواه أبو داود والضيساء المقدسى وصححه الشيخ اللبانى من
حديث أبى أمامة الباهلى أنه قال (( من أحبّ ل ،وأبغض ل وأعطى ل ومنع ل
فقد استكمل اليمان ))(. )2
وفى الصحيحين من حديث أنس أنه قال (( :ثلث من كن فيه وجد بهن حلوة
اليمـان ،أن يكون ال ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء ل يحبه إل ل ،
وأن يكره أن يعود فى الكـفر كما يكره أن يقذف فى النار ))(. )3
وفى الصحيحين من حديث أبى هريرة أن النبى قال (( :سبعة يظلهم ال فى ظله
يوم ل ظل إل ظله ،إمام عادل ،شاب نشأ فى عبادة ال ورجل قلبه معلق بالمساجد ،
ورجلن تحابا فى ال ،اجتمعا ،عليه ،وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصبٍ
وجمال ،فقال :إنى أخاف ال ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى ل تعلم شماله ما
تنفق يمينه ورجل ذكـر ال خالياً ففاضت عينـاه ))( .)4هل فكسرت فى هذا الحديث
النبوى الشريف ؟!! يومٍ تدنسو الشمس من الرؤوس ،والزحام وحده يكاد يخنق النفاس
،فالبشرية كلها -من لدن آدم إلى آخر رجل قامت عليه الساعة -فى أرض المحشر ،
وجهنم تزفر و تزمجر ،قد أُتِىَ بها (( لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف
ملك يجرونها )) ( )5فى ظل هذه المشاهد التى تخلع القلب ،ينادى ال عز وجل على
سبعة ليظلهم فى ظله يوم ل ظل إل ظله -سبحانه وتعالى -ضمن هؤلء السبعة
السعداء رجسلن تحابا فى ال اجتمعا عليه وتفرقا عليه ،يالها ورب الكعبة من كرامة !!
وفى صحيح مسلم من حديث أبى هريرة أن النسبى قال (( :إن رجلً زار أخاً
له فى قرية أخرى ،فأرصد فأرض ال له على مدرجته ،ملكاً فلمّا أتى عليه قال :أين
تريد ؟ فقال :أريد أخاً لى فى هذه القرية .قال :هل لك عليه من نعمة َترُبّها ؟ قال :ل
)(2رواه أبو داود رقم ( ) 4681فى السنة ،باب الدليل على زيادة اليمان ،وأخرجه أيضًا أحمد
فى المسند ( ، ) 438 /3وهو فى صحيح الجامع ( . ) 5965
)(3رواه البخارى رقم ( ) 16فى اليمان ،باب حلوة اليمان ،ومسلم رقم ( ) 43فى اليمان ،
باب بيان خصال من اتصف بهن وجد حلوة اليمان .
)(4رواه البخارى ( ) 1423فى الزكاة ،باب الصدقة باليمين ومسلم ( ) 1031فى الزكاة
باب فضل إخفاء الصدقة ،والموطأ ( ) 952 /2فى الشعر ،باب ما جاء فى المتحابين فى
ال ،والترمذى رقم ( ) 2392فى الزهد ،والنسائى ( ) 223 ، 222 /8فى القضاء .
)(5رواه مسلم رقم ( ) 2842فى صفة الجنة ،باب فى شدة حر نار جهنم ،والترمسذى رقم
( ) 2576فى صفة جهنم ،باب ما جاء فى صفة جهنم .
الخ وة فى ال
11
.غير أنى أحببته فى ال عز وجل ،قال :فإنى رسول ال إليك بأن ال قد أحبك كما
() 6
أحببته فيه ))
وفى موطأ مالك وأحمسد فى مسنده بسند صحيح ،والحاكم ،وصححه ووافقه الذهبى
أن أبا إدريس الخولنى رحمه ال قال :دخلت مسجد دمشق فإذا فتى شابٌ برّاق الثّنايا
والناس حسوله فإذا اختلفوا فى شىء أسندوه إليه ،وصدروا عن قوله و رأيه .فسألت
عنه ؟ فقيل :هذا معاذ بن جبل فلما كان الغد هجّرت ،فوجدته قد سبقنى بالتهجير،
ووجسدته يصلى ،فانتظرته حتى قضى صلته ثم جئته من قِبَل وجهه ،فسلّمت عليه .ثم
قلت :وال إنى لحسبّك فى ال ،فقال :آل ؟ فقلت :آل ،فقال :آل ؟ فقلت :آل ،فقال
:آل ؟ فقلت :آل ،قال :فأخذ بحبوة ردائى ،فجبذنى إليه ،وقال :أبشر ،فإنى سمعت
رسول يقول :قال ال تبارك وتعالى :وجبت محبتى للمتحابين فىّ ،والمتجالسين
()7
فىّ ،والمتزاورين فىّ ،والمتباذلين فىّ ))
وفى الحديث الذى رواه مسلم وأبو داود أنه قال (( :والـذى نفسى بيده ل
تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ول تؤمنوا حتى تحابوا أول أدلكم على
)(10رواه البخارى رقم ( ) 3209فى بدء الخلق ،باب ذكر الملئكسة صلوات ال عليهم ،
ومسلم ( ) 2637فى البر والصلة ،باب إذا أحب ال عبداً حببه إلى عبادة ومالك فى أو
الموطأ ( ) 953 /2فى الشعر ،والترمذى رقم ( ) 3160فى التفسير .
)(11رواه البخارى رقم ( ) 3688فى فضائل أصحاب النبى ،باب مناقب عمر بن الخطاب
،ومسلم رقم ( ) 2639فى البر والصلة ،باب المسرء مع من أحب ،وأبو داود رقم
( ) 5127فى الدب ،والترمذى رقم ( ) 1386فى الزهد .
الخ وة فى ال
13
)(12رواه أبو داود ( ) 5124فى الدب ،باب إخبار الرجل الرجل بمحبته إليه ،والترمذى رقم
( ) 2393فى الزهد ،باب ما جاء فى إعلم الحب وصححه اللبانى فى صحيح الجامع ( ) 279
)(13رواه أبو داود رقم ( ) 5125فى الدب ،باب إخبار الرجل بمحبته إليه ،وحسنه اللبانى
فى صحيح سنن أبى داود ( . ) 4274
)13(14رواه أبو داود رقم ( )1522فى الصلة ،باب الستغفار ،والنسائى ( )3/53فى السهو
باب نوع آخر من الدعاء ،والحاكم فى المستدرك ( ، ) 274-273 /3وقال صحيح
السناد ولم يخرجاه ،ووفقه الذهبى وهو فى صحيح الجامع ( . ) 7969
شيخ محمد حسان خطب ال
14
الحق الثانى :أن ل يحمل الخ لخيه غلً ول حسداً ول حقداً .
أحبتى فى ال :
المؤمن سليم الصدر ،طاهر النفس ،نقى ،تقى القلب ،رقيق المشاعر رقراق
العواطف ،فالمؤمن ينام على فراشه آخر الليل -شهد ال فى عليائه -أنه ل يحمل ذرة
حقد ،أوغل ،أو حسد لمسلم البتسة على وجه الرض ،والنبى يقول كما فى
الصحيحين من حديث أنس بن مالك .
(( ل تباغضوا ،ول تدابروا ،ول تنافسوا ،وكونوا عباد ال إخوانا ))(.)15
إن الحقد والحسد من أخطسر أمراض القلوب والعياذ بال ،فيرى الخ أخاه فى نعمة
،فيحقد عليه ويحسده ،ونسى هذا الجاهل ابتداءً أنه لم يرض عن ال الذى قسم الرزاق
،فليتق ال وليعد إلى ال سبحانه وتعالى وليسأل ال الذى وهب وأعطسى أن يهبه
غفِرْ لَنَا
ويعطيه من فضله ،وعظيم عطائه ،ويردد مع هؤلء الصادقين :رَبّنَا ا ْ
غلً ِللّذِينَ ءَامَنُوا رَبّنَا ِإ ّنكَ َرءُوفٌ خوَانِنَا الّذِينَ سَ َبقُونَا بِالِيمَانِ وَلَ َتجْ َعلْ فِي ُقلُوبِنَا ِ
وَ ِل ْ
َرحِيمٌ [ الحشر . ] 10 :
وردد مع هؤلء بصفاء ،وصدق ،وعمل ،فقد قال ال فيهم :وَالّذِينَ تَ َب ّوءُوا الدّارَ
وَالِيمَانَ ِمنْ قَ ْب ِلهِمْ ُيحِبّونَ َمنْ هَاجَرَ ِإلَ ْيهِمْ َولَ َيجِدُونَ فِي صُدُو ِرهِ ْم حَاجَةً مِمّا أُوتُوا
سهِ ْم َو َلوْ كَانَ ِبهِ ْم خَصَاصَ ٌة وَ َمنْ يُوقَ شُحّ َنفْسِهِ َفأُولَ ِئكَ هُمُ
علَى أَ ْنفُ ِ
وَ ُيؤْثِرُونَ َ
الْ ُم ْف ِلحُونَ [ الحشر .] 9 :
ففى مسند أحمد بسند جيد من حديث أنس قال كنا جلوساً عند النبى فقال
المصطفى (( :يطلع عليكم الن رجل من أهل الجنة )) فطلع رجل من النصار ،تنطف
لحيته من وضوئه ،قد تعلق نعليه فى يده الشمال ،فلما كان الغد قال النبى مثل
ذلك ،فطلع ذلك الرجل مثل المرة الولى ،فلما كان اليوم الثالث ،قال النبى مثل
،تبعه عبد مقالته أيضاً ،فطلع ذلك الرجسل على مثل حالسه الولى ،فلما قام النبى
ال بن عمسرو بن العاص فقال :إنى ل حَ ْيتُ أبى فأقسمت أن ل أدخل عليه ثلثا فإن
رأيت أن تؤينى إليك حتى تمضى فعلت ؟ قال :نعم ،قال أنس :وكان عبد ال يحدث
أنه بات معه تلك الليالى الثلث فلم يره يقوم من الليل شيئاً غير أنه إذا تعار( أى انتبه
فى الليل ) وتقلب على فراشه ذكر ال عز وجل وكبر حتى يقوم لصلة الفجر ،قال عبد
ال غسير أنى لم أسمعه يقول إل خيراً ،فلما مضت الثلث ليالٍ وكسدت أن أحتقر عمله ،
قلت يا عبد ال إنى لم يكسن بينى وبين أبى غضب ول هجر ثَمّ ولكن سمعت رسول ال
يقول لك ثلث مرات (( :يطلع عليكم الن رجل من أهل الجنـة )) فطلعت أنت
الثسلث مرار ،فأردت أن آوى إليك لنظر ما عملك فأقتدى بك،فلم أرك تعمل كثير
)(15رواه البخارى رقم ( ) 6065فى الدب ،باب ما ينهى عن التحاسد والتدابر ،ومسلم
( ) 2563فى البر والصلة ،باب تحريم الظن والتحسس والتنافس ،و مالك فى الموطسأ
( ) 908 ، 907 /2فى حسن الخلق وأبو داود ( ) 4917 ، 4882فى الدب ،باب
فى الغيبة ،والترمذى ( ) 1928فى البر والصلة ،باب ما جاء فى شفق المسلم على المسلم .
الخ وة فى ال
15
عمل فما الذى بلغ بك ما قال رسول ال ؟! قال :ما هى إل ما رأيت .قال فلما وليت
وعانى فقال :بما هو إل ما رأيت غير أنى ل أجد فى نفسى لحد من المسلمين غشاً ول
أحسد أحداً على خير أعطاه ال إياه .فقال عبد ال :هذه التى بلغت بك ،وهى التى ل
()16
نطيق .
إن سلمة الصدر من الغل والحسد بلغت بهذا الرجل أن يشهد له رسول ال
بالجنة وهو فى الدنيا ..يا لها من كرامة .
الحق الثالث :طهارة القلب والنفس .
إن من حقوق الخسوة فى ال أنك إن لم تستطع أن تنفع أخاك بمالك فلتكف عنه
لسانك ،وهذا أضعف اليمسان ،فإن تركنا اللسنة تُلقى التهم جزافاً دون بينة أو دليل ،
وتركنا المجال فسيحاً لكل إنسان أن يقول ما شاء فى أى وقت شاء ،فإنما ينتشر بذلك
الفساد والحسد ،والبغضاء ،فإن اللسان من أخطر جوارح هذا الجسم ،قال ال جل
وعل :
ب عَتِيدٌ [ ق . ] 18 : مَا َي ْل ِفظُ ِمنْ َق ْولٍ إِ ّل َلدَيْهِ رَقِي ٌ
ن ءَامَنُوا َلهُ ْم عَذَابٌ وقال تعالى ِ :إنّ الّذِينَ ُيحِبّـونَ َأنْ تَشِيعَ ا ْلفَاحِشَةُ فِي الّذِي َ
لخِرَةِ [ النور . ] 19 : َألِيمٌ فِي الدّ ْنيَا وَا ْ
ت لُعِنُوا فِي وقال جسل فى عله ِ :إنّ الّذِينَ َيرْمُونَ الْ ُمحْصَنَـاتِ الْغَافِـلَتِ الْ ُمؤْمِنَا ِ
جُلهُمْ بِمَا
سنَ ُتهُ ْم وَأَيْدِيهِ ْم وَأَ ْر ُ
علَيْهِمْ َألْ ِ
شهَ ُد َ
عظِيمٌ(َ )23يوْمَ َت ْ ب َلخِرَ ِة َولَهُ ْم عَذَا ٌ الدّنْيَا وَا ْ
حقّ الْ ُمبِينُ لّ هُوَ ا ْل َ حقّ وَيَ ْعلَمُونَ َأنّ ا َ كَانُوا يَعْ َملُونَ(َ )24يوْمَ ِئذٍ ُيوَفّيهِمُ الُّ دِي َنهُمُ ا ْل َ
النور . ] 23،25 [ :
تورع عن إخوانك ،أمسك عليك لسانك ،واتقى ال فوال ما من كلمة إل وهى
مسطرة عليك فى كتاب عند ال ل يضل ربى ول ينسى .
ففى الصحيحين من حديث أبى هريرة أنه قال (( :من كان يؤمن بال واليوم
الخر فليقل خيراً أو ليصمت ))(.)17
وفى الصحيحين من حديث أبى موسى قلت يا رسسول ال أى المسلمين أفضل ؟ قال :
(( من سلم المسلمون من لسانه ويديه ))(. )18
)(16رواه أحمد فى المسند ( ) 166 /3رقم ( ) 12633وقال محققه إسناده صحيسح ،ووراه
أيضًا الترمذى رقم ( ) 694والطبرانى فى الكبير ( ، ) 206 /10والحاكم فى المستدرك
وصححه ووافقه الذهبى .
)(17رواه البخارى رقم ( ) 6138فى الدب ،باب إكرام الضيف وخدمته إياه بنفسه ،ومسلم
رقم ( ) 48فى اليمان ،باب الحث على إكرام الجار والضيف ولزوم الصمت إل عن الخير
وكون ذلك كله من اليمان ،والموطأ ( ) 929 /2فى صفة النبى .
)(18رواه البخارى رقم ( ) 11فى اليمان ،باب من سلم المسلمون من لسانه ويده ،ومسلم
رقم ( ) 42فى اليمان ،باب بيان تفاضل السلم ،والترمسذى رقم ( ) 2506فى
صفة القيامة ،والنسائى ( ) 107 ،106 /8فى اليمان .
شيخ محمد حسان خطب ال
16
قال (( :إن العبد وفى الصحيحين من حديث أبى هريرة واللفظ للبخسارى أنه
ليتكلم بالكلمة من رضـوان ال ،ل يلقى لها بال ،فيرفعه ال بها فى الجنة ،وإن العبد
ليتكلم بالكلمة من سخط ال ،ل يلقى لها بال ،فيهوى بها فى جهنم ))(. )19
وفى حديث ابن عمر أن النبى قال (( :الربا اثنان وسبعون باباً أدناها مثل إتيان
الرجل أمه وإن أربا الربا استطالة الرجل فى عِ ْرضِ أخيه ))(.)20
وأختم هذه الطائفسة النبوية الكريمة بهذا الحديث الذى يكاد يخلع القلب والحديث رواه
المام أحمد فى مسنده ،وأبو داود فى سننه من حديث يحيى بن راشد قال … (( :من
قال فى مؤمن ما ليس فيه اسكنه ال ردغة الخبال حتى يخـرج مما قال ))( . )21وردغة
الخبسال :عصارة أهسل النار ،والرّدغة – بفتح الدال وسكونها -الماء والطين .
وال لو نحمل فى قلوبنسا ذرة إيمان ونسمع حديث من هذه الحاديث
للجم النسان لسانه بألف لجام قبل أن يتكلم كلمة ولكن ل أقسول ضعف
إيمان ،بل إن ل وإن إليه راجعون .
الحق الرابع :العانه على قضاء حوائج الدنيا على قدر استطاعتك .
واسمع إلى هذا الحديث الذى تتلل منه أنوار النبوة :
فقال :يا رسول ! أى ل جاء إلى النسبى عن ابن عمر رضى ال عنهما قال :أن رج ً
الناس أحب إلى ال ؟ وأى العمال أحب إلى ال ؟ فقال رسول ال (( :أحب الناس
إلى ال تعالى أنفعهم للناس ،وأحب العمال إلى ال عز وجل ،سرور يدخله على
مسلم ،أو يكشف عنه كربه ،أو يقضى عنه دينا ،أو يطرد عنه جوعاً ،ولن أمشى
ى من أن اعتكف فى المسجد شهراً ( يعنى :مسجد فى حاجة أخى المسلم أحب إل ّ
المدينة ) ،ومن كف غضبه ستر ال عورته ،ومن كظم غيظه – ولو شاء أن يمضيه
أمضاه – مل ال قلبه رضى يوم القيامة ،ومن مشى مع أخيه المسلم فى حاجته حتى
يثبتها له ،أثبت ال قدمه يوم تَ ِزلّ القـدام ،وإن سوء الخلق ليفسد العمـل كما يفسد
الخـل العسل ))(.)22
رواه البخارى رقم ( ) 6478فى الرقاق ،باب حفظ اللسان ،ومسلم رقم ( ) 2988 )(19
فى الزهد ،باب التكلم بالكلمة يهسوى بها فى النار ،والموطسأ ( ) 985 /2فى الكلم
،والترمذى فى الزهد ،باب فيمن تكلم بكلمة ليضحك بها الناس .
رواه الطبرانى فى الوسط ( ) 143 /1وقال اللبانى فى الصحيحة ( : ) 1871والحديث )(20
بمجموع طرقه صحيح ثابت ،وهو فى صحيح الجامع ( . ) 3537
أخرجه أحمد فى المسند ( ) 70 /2وقال الشيخ شاكر :إسناده صحيح ،وأبو داود رقم )(21
( ) 3597فى القضية ،باب فيمن يعين على خصومة من غير أن يعلم أمرها وصححه
اللبانى فى الصحيحة ( . ) 437
رواه ابن أبى الدنيسا فى قضاء الحوائج ص 80رقم 36وحسنه اللبانسى فى الصحيحة )(22
( ) 906وهو فى صحيح الجامع ( . ) 176
الخ وة فى ال
17
فمن حق المسلم على المسلم إن استطاع أن يعينه فى أمر من أمور الدنيا أن ل يبخل
عليه فأنت يا مسلم لئن مشيت فى حاجة أخيك المسلم أفضل عند ال تعالسى من أن
تعتكف فى المسجد شهراً واثبت ال قدمك يوم تزل القدام .
وفى صحيح مسلم من حديث أبى هسريرة يقول المصطفى (( :من نفث عن
مؤمن كربة من كرب الدنيا نفث ال عنه كربة من كرب يوم القيامة ،ومن يسر على
معسر يسر ال عليه فى الدنيا والخرة ،ومن ستر مسلماً ستره ال فى الدنيا والخرة
،وال فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه … ))(.)23
ن ال عليك بمنصبٍ أو جاه .إن استطعت أن تنفع إخوانك فيا أخى المسلم ،يا منْ م ّ
فافعل ول تبخل وبالمقابل يجب على المسلمسين ،أن ل يكلفوا إخوانهم بما ل يطيقون
وإن كلفوهم فعجزوا فليعذروهم قال تعالى :
لَ ُي َكلّفُ الُّ َنفْسًا إِ ّل وُسْ َعهَا [ البقرة .] 286 :
وما أجمل أن يقول الخ لخسيه :أسأل ال أن يجعلك مفتساح خير ،وهذه حاجتى
إليك ،فإن قضيتها حمدت ال ،ثم شكرتك ،وإن لم تقضها لى حمدت ال ثم عذرتك ،ها
هى الخوة .
الحق الخامس :بذل النصيحة بصدق وأمانة .
قال (( الدين ففى صحيح مسلم من حديث تميم الدارى أن رسول ال
النصيحة )) قلنا :لمن يا رسول ال ؟ قال (( :ل ولكتابه ولرسوله ولئمة المسلمين
وعامتهم ))(.)24
لكن أتمن من ال أن يع إخوانى الضوابط الشرعية للنصيحة .
قال الشافعى :من نصح أخساه بين الناس فقد شانه ،ومن نصح أخاه فيما بينه وبينه
فقد ستره وزانه .
والناصح الصسادق :رقيق القلب ،نقى السريرة ،مخلص النية ،يحب لخيه ما
يحب لنفسه ،فإن رأى أخاه فى عيب دنى منه بحنان ،وتمسنى أن لو ستره بجسوارحه ل
بملبسه ،ثم قال له حبيبى فى ال .ثم يبسين له النصيحة بأدب ورحمة ،وتواضع ،
فلتُشْعِر أخاك وأنت تنصحه :بحبك له ،وبتواضعك وخفض جناحك له ،فقد سطر ال
[ الفتح علَى الْ ُكفّارِ ُرحَمَاءُ بَيْ َنهُمْ …
لّ وَالّذِينَ مَعَهُ َأشِدّاءُ َ
فى كتابه ُمحَمّدٌ َرسُولُ ا ِ
. ] 29 :
)(23رواه مسلم رقم ( ) 2699فى الذكر والدعاء ،باب فضل الجتماع على تلوة القرآن
وعلى الذكر وأبو داود رقم ( ) 4946فى الدب ،باب من المعونه للمسلم ،والترمذى
( ) 1425فى الحدود ،باب ما جاء فى الستر على المسلم ،وهو فى صحيح الجامع ( . ) 6577
)(24رواه مسلم رقم ( ) 55فى اليمسان ،باب بيسان أن الدين النصيحة ،والترمسذى رقم
( ) 1927فى البر والصلة من حديث أبى هريرة .
شيخ محمد حسان خطب ال
18
جلس رجل فى مجلس عبد ال بن المبارك فاغتاب أحد المسلمين ،فقال له عبد ال
بن المبارك :يا أخى هل غزوت الروم ؟! قال :ل .قال :هل غزوت فارس ؟! قال :ل
.فقال عبد ال بن المبارك :سلم منك الروم وسلم منك فارس ،ولم يسلم منك أخوك !!
والذى بُ ِذلَ له النصيحة عليه أن يحسن الظن بأخيه الناصسح ول تأخذه العزة بالثم ،
وأن يتقبلها منه بلطف ،وأدب ،وتواضع ،وحب ،ويشكره عليها ويدعو له بظاهر
الغيب .
ورحم ال من قال :رحم ال من أهدى إليّ عيوبى .
الحق السادس :التناصر
(( :انصر أخاك ظالم ًا أو مظلوماً ، عن أنس بن مالك قال :قال رسول ال
فقال رجل :يا رسول ال أنصره مظلوماً فكيف ننصره ظالمًا ؟ فقال (( :تأخذ فوق
يديه ))(. )25
انصر أخاك فى كل الحوال ،إن كان ظالماً خذ بيده عن الظلم ،وإن كان مظلوماً
وأنت تملك أن تنصره انصره ،ولو بكلمة وإن عجزت فبقلبك وهذا أضعف اليمان .
الحق السابع :أن تستر عيب أخيك المسلم وتغفر له ذلته :
وهذا من أعظم الحقوق :فالخ ليس َملَكاً مقرباً ،ول نبياً مرسلً ،فإن ذل الخ فى
هفوة فهو بشر ،استر عليه .
قال العلماء :الناس صنفان .صنف اشتهر بين الناس بالصلح والبعد عن
المعاصسى ،فإن ذل ووقع وسقط فى هفوة من الهفسوات على المسلمين أن
يستروا عليه ،ول يتبعوا عوراته .
ففى الحديث الصحيح الذى رواه أحمد وأبو داود من حديث أبى برزة السلمى
أنه قال (( :يا معشر من آمن بلسانه ،ولما يدخل اليمان قلبه ل تغتابوا المسلمين
ول تتبعوا عوراتهم ،فإنه من تتبع عوراتهم ،تتبع ال عورته ،ومن تتبع ال عورته
،يفضحه فى بيته ))(. )26
نسأل ال أن يسترنا وأياكم بستره الجميل .
والصنف الثانى من الناس :يبارز ال بالمعاصى ويجهر بها ،ول يستحى من الخالق ،
ول من الخلق ،فهذا فاجر ،فاسق ،ل غيبة له .
وأخيراً :الطريق إلى الخوة .
وأنا أعتقد اعتقاداً جازماً أن الطريق قد وضع فى ثنايا المحاضرة ولكننى أجمل هذا
الطريق فى خطوتين اثنتين ل ثالث لهما .
أما الخطوة الولى :العودة الصادقة إلى أخلق هذا الدين .
)(25رواه البخارى رقم ( ) 2444فى المظالم ،باب أعن أخاك ظالماً أو مظلوماً ،والترمسذى
رقم ( ) 2256فى الفتن .
( ) 421 /4 )(26رواه أبو رقم ( ) 4880فى الدب ،باب فى الغيبة ،ورواه أيضًا أحمد فى المسند
وصححه اللبانى فى صحيح سنن أبى داود ( . ) 4083
الخ وة فى ال
19
… ..الدعـاء
)(27رواه مسلم رقم ( ) 746فى صلة المسافرين ،باب جامع صلة الليل ،ومن نام عنه أو
مرض .