You are on page 1of 27

‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.

fr‬‬

‫سورة يونس‬
‫*تناسب خواتيم التوبة مع فواتح يونس*‬
‫ص َرفُواْ صَ َرفَ اللّ ُه قُلُو َبهُم بَِأّنهُ ْم قَ ْومٌ ّ‬
‫ل‬ ‫حدٍ ثُمّ ان َ‬ ‫ل يَرَاكُم مّنْ َأ َ‬ ‫ض هَ ْ‬ ‫ضهُمْ إِلَى َبعْ ٍ‬ ‫في أواخر التوبة قال تعالى‪(:‬وَِإذَا مَا أُنزَِلتْ سُورَ ٌة نّظَ َر َبعْ ُ‬
‫ص عََل ْيكُم بِا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ رَؤُوفٌ رّحِي ٌم (‪ ))128‬وفي بداية يونس (الر تِ ْلكَ‬ ‫ع ِنتّمْ حَرِي ٌ‬‫سكُ ْم عَزِي ٌز عََليْ ِه مَا َ‬ ‫يَ ْف َقهُون (‪َ )127‬ل َقدْ جَاء ُكمْ رَسُولٌ مّنْ أَن ُف ِ‬
‫ق عِندَ َرّبهِ ْم (‪.))2‬‬ ‫صدْ ٍ‬‫ن آ َمنُواْ أَنّ َلهُ ْم َقدَمَ ِ‬‫ل ّم ْنهُمْ أَنْ أَنذِرِ النّاسَ َوبَشّ ِر اّلذِي َ‬
‫حيْنَا إِلَى َرجُ ٍ‬‫جبًا أَنْ أَ ْو َ‬‫عَ‬ ‫حكِي ِم (‪َ )1‬أكَانَ لِلنّاسِ َ‬ ‫آيَاتُ ا ْل ِكتَابِ الْ َ‬
‫ل ّم ْنهُمْ)‪.‬‬
‫ح ْينَا إِلَى َرجُ ٍ‬
‫جبًا أَنْ أَ ْو َ‬‫س عَ َ‬ ‫حكِيمِ) ‪( ،‬لَ َقدْ جَاءكُمْ َرسُولٌ) (َأكَانَ لِلنّا ِ‬ ‫ت ا ْلكِتَابِ ا ْل َ‬
‫ك آيَا ُ‬
‫(وَِإذَا مَا أُنزَِلتْ سُورَةٌ) (تِ ْل َ‬
‫**هدف السورة‪ :‬اليمان بالقضاء والقدر**‬
‫من السور المكية التي تعنى بأصول العقيدة السلمية‪ ،‬اليمان بال تعالى وبالكتب والرسل والبعث والجزاء وبخاصة اليمان بالقضاء‬
‫والقدرفالكثير من الناس مشككين في هذا المر ويحتارون ويجادلون في القضاء والقدر وهل النسان مسيّر أم مخيّر ويشككون في عدل ال‬
‫تعالى‬
‫وحكمته ويسألون أسئلة مشككة فيقولون مثلً لو هداني ال لهتديت أو أن ال يعلم المؤمنين من الكافرين في علمه الزلي فلن يفيد المرء‬
‫ما يعمل إن كان ال تعالى قد كتبه في النار وهذا كله من ضعف اليمان ومن التشكيك بأن ال تعالى هو الحكيم العدل وأنه ليس بظلّم‬
‫للعبيد‪ .‬تأتي هذه السورة بآياتها ومعانيها لتثبت حقيقة اليمان بوحدانية ال جلّ وعل واليمان بالقضاء والقدر تارة عن طريق قصص‬
‫النبياء وتارة عن طريق تذكير ال تعالى للناس بقدرته وحكمته وعدله في الكون‪ .‬وفي حديث للنبي أن جبريل سأله أخبرني عن اليمان‬
‫فقال‪ :‬اليمان أم تؤمن بال وملئكته وكتبه ورسله واليوم الخر والقضاء والقدر خيره وشره‪ .‬والذي يحدد ما إذا كنا مؤمنين بالقضاء‬
‫والقدر سؤال واحد نطرحه على أنفسنا‪ :‬هل ال تعالى عادل حكيم أم ظالم والعياذ بال وإجابتنا هي التي تحدد موقفنا‪.‬‬
‫حكِيمِ ) آية ‪ 1‬وتدل على أن الحكمة موجودة ثم تليها الية (َأكَانَ لِلنّاسِ‬ ‫ب الْ َ‬‫ت ا ْل ِكتَا ِ‬
‫ك آيَا ُ‬ ‫تبدأ السورة بكلمة تثبت الحكمة ل تعالى (الر تِ ْل َ‬
‫حرٌ ّمبِي نٌ) آية ‪2‬‬ ‫صدْقٍ عِندَ َرّبهِ مْ قَالَ ا ْلكَافِرُو نَ إِنّ هَـذَا لَ سَا ِ‬ ‫ل ّمنْهُ مْ أَ نْ أَنذِرِ النّا سَ َوبَشّرِ اّلذِي نَ آ َمنُواْ أَنّ َل ُه مْ َقدَ َم ِ‬ ‫ح ْينَا إِلَى َرجُ ٍ‬ ‫جبًا أَ نْ أَوْ َ‬
‫عَ‬‫َ‬
‫وكأن الذين يتعجبون من اختيار محمد للرسالة كأنما ل يؤمنون بالقضاء والقدر لنهم لو آمنوا لما شككوا وتعجبوا ولعلموا أن هذا بأمر‬
‫ال تعالى‪.‬‬
‫ش ُي َدبّرُ‬ ‫ستَوَى عَلَى ا ْلعَرْ ِ‬ ‫ستّةِ َأيّا ٍم ثُ ّم ا ْ‬
‫ض فِي ِ‬ ‫سمَاوَاتِ وَالَ ْر َ‬ ‫ق ال ّ‬ ‫تدبير ال وحكمته في الكون‪( :‬إِنّ َرّبكُمُ اللّهُ اّلذِي خَلَ َ‬ ‫·‬
‫ق ثُمّ‬ ‫حقّا ِإنّهُ َيبْدَأُ ا ْلخَلْ َ‬ ‫عدَ اللّهِ َ‬ ‫جمِيعًا وَ ْ‬ ‫ج ُعكُ ْم َ‬‫ل تَ َذكّرُونَ* إَِليْ ِه مَرْ ِ‬ ‫عُبدُوهُ َأفَ َ‬ ‫ل مِن َبعْدِ ِإذْنِ ِه ذَِلكُمُ اللّهُ َرّبكُ ْم فَا ْ‬ ‫شفِيعٍ ِإ ّ‬ ‫لمْ َر مَا مِن َ‬ ‫اَ‬
‫عذَابٌ أَلِي ٌم ِبمَا كَانُو ْا َيكْفُرُونَ* هُوَ‬ ‫حمِيمٍ وَ َ‬ ‫ب مّنْ َ‬ ‫ن كَفَرُواْ َلهُمْ شَرَا ٌ‬ ‫ت بِا ْلقِسْطِ وَاّلذِي َ‬ ‫عمِلُو ْا الصّالِحَا ِ‬ ‫ُيعِيدُهُ ِليَجْ ِزيَ اّلذِينَ آ َمنُواْ وَ َ‬
‫ل اليَاتِ‬ ‫ب مَا خََلقَ اللّ ُه ذَِلكَ ِإلّ بِالْحَقّ يُ َفصّ ُ‬ ‫حسَا َ‬ ‫سنِينَ وَالْ ِ‬ ‫عدَدَ ال ّ‬ ‫ضيَاء وَالْ َق َمرَ نُورًا َو َقدّرَ ُه َمنَازِلَ ِل َتعَْلمُو ْا َ‬ ‫ش ْمسَ ِ‬ ‫جعَلَ ال ّ‬ ‫اّلذِي َ‬
‫ت لّقَ ْو ٍم يَتّقُونَ) آية ‪.6 ،5، ،4 ،3‬‬ ‫ض ليَا ٍ‬ ‫سمَاوَاتِ وَالَرْ ِ‬ ‫ق اللّ ُه فِي ال ّ‬ ‫ف الّليْلِ وَال ّنهَارِ َومَا خَلَ َ‬ ‫ختِلَ ِ‬ ‫ن فِي ا ْ‬ ‫ِلقَوْ ٍم َيعَْلمُونَ * إِ ّ‬
‫ت مِنَ‬ ‫ي مِنَ ا ْل َميّتِ َويُخْ ِرجُ ا ْل َميّ َ‬ ‫لبْصَارَ َومَن يُخْ ِرجُ ا ْلحَ ّ‬ ‫سمْعَ وا َ‬ ‫سمَاء وَالَرْضِ َأمّن َيمِْلكُ ال ّ‬ ‫ل مَن يَرْ ُز ُقكُم مّنَ ال ّ‬ ‫واليات (قُ ْ‬
‫ص َرفُونَ) ‪31‬‬ ‫ل فََأنّى تُ ْ‬ ‫ق َفمَاذَا َب ْعدَ الْحَقّ ِإلّ الضّلَ ُ‬ ‫حّ‬ ‫ن * َفذَِلكُمُ اللّهُ َرّبكُ ُم الْ َ‬ ‫ل َتتّقُو َ‬ ‫س َيقُولُونَ اللّ ُه َفقُلْ َأفَ َ‬ ‫لمْ َر فَ َ‬ ‫الْحَيّ َومَن ُي َدبّرُ ا َ‬
‫و ‪ 32‬تأتي اليات تستعرض لحكمة ال تعالى في الكون وفي كل ما خلق وتدعونا للتفكر في هذا الكون الذي لم يخلق عبثا‬
‫ول صدفة إنما خلقه الحكيم العدل وإثبات ذلك واضح في تكرار كلمة (الحق) في هذه السورة فقد تكررت في السورة (‪23‬‬
‫مرة) لن الحق عكس العبث والصدفة وكل شيء في الكون خلق ويحيا بحكمة ال تعالى لذا علينا أن نسلّم بال ونتوكل عليه‬
‫ستَنبِئُو َنكَ‬ ‫ول نشكك بقدرته وتدبيره سبحانه‪ .‬وكذلك ترددت كلمة (يدبر) في السورة كثيرا فكيف نشكك بقضاء ال وقدره ( َويَ ْ‬
‫عدَ اللّ ِه حَقّ‬ ‫سمَاوَاتِ وَالَ ْرضِ َألَ إِنّ وَ ْ‬ ‫َأحَقّ هُ َو قُلْ إِي وَ َربّي ِإنّ ُه َلحَقّ َومَا أَنتُ ْم ِب ُمعْجِزِينَ) آية ‪ 53‬و (أَل إِنّ لِلّ ِه مَا فِي ال ّ‬
‫َولَـكِنّ َأ ْكثَرَهُ ْم لَ َيعَْلمُونَ) آية ‪ 55‬وكل هذه اليات تؤكد أن ال حق وأن إدارة هذا الكون حق‪ ،‬وعرّفت اليات بصفات‬
‫الله الحق بذكر آثار قدرته ورحمته الدالة على التدبير الحكيم وأن ما في هذا الكون المنظور هو من آثار القدرة الباهرة‬
‫التي هي أوضح البراهين على عظمة ال وجلله وسلطانه‪.‬‬
‫ل يَرْجُونَ‬ ‫تنبيه للغافلين‪ :‬الذين يشككون ول يؤمنون بالقضاء والقدر فهؤلء بفقدون الجدية واليمان الحق (إَنّ اّلذِينَ َ‬ ‫·‬
‫ن آيَا ِتنَا غَافِلُونَ) آية ‪ 7‬وال تعالى ل يظلم الناس ابدا لكن الناس‬ ‫ن هُ ْم عَ ْ‬ ‫ط َمَأنّواْ ِبهَا وَاّلذِي َ‬ ‫ِلقَاءنَا وَ َرضُو ْا بِا ْلحَيا ِة ال ّد ْنيَا وَا ْ‬
‫ن مِن َقبِْلكُمْ َلمّا ظََلمُواْ وَجَاء ْتهُمْ ُرسُُلهُم‬ ‫يظلمون أنفسهم نتيجة ذنوبهم ومعاصيهم لنه حاشا ل أن يظلم أحدا (وََل َقدْ أَ ْهَلكْنَا الْ ُقرُو َ‬
‫ف َتعْمَلُونَ)‬ ‫ض مِن َبعْدِهِم ِلنَنظُ َر َكيْ َ‬ ‫ف فِي الَرْ ِ‬ ‫لئِ َ‬ ‫جعَ ْلنَاكُ ْم خَ َ‬‫ن * ثُمّ َ‬ ‫ج ِرمِي َ‬‫ك نَجْزِي الْقَ ْومَ ا ْلمُ ْ‬ ‫ت َومَا كَانُواْ ِليُ ْؤ ِمنُو ْا كَذَِل َ‬ ‫بِا ْلبَ ّينَا ِ‬
‫سهُ ْم يَظِْلمُونَ) آية ‪44‬‬ ‫ش ْيئًا وَلَـكِنّ النّاسَ أَن ُف َ‬ ‫ل يَظْلِمُ النّاسَ َ‬ ‫آية ‪ ،14 ،13‬و (إِنّ اللّ َه َ‬
‫إذن فليس في الكون صدفة ول عبث فالحكمة واضحة والحق واضح فل يجب أن نشكك بالقضاء والقدر وال تعالى ل يظلم أحدا ول يجبر‬
‫أحدا على فعل ما لنه سبحانه لو أجبرنا على أعمالنا لما حاسبنا لذا فالناس مخيّرون في أفعالهم‪.‬‬
‫أفعال الناس تجاه قضاء ال تعالى‪ :‬اليات تواجه المتعجبون من قدر ال ولكن أفعالهم أشد غرابة (فََلمّا أَنجَا ُهمْ ِإذَا هُمْ‬ ‫·‬
‫ج ُعكُ ْم َفُننَ ّبُئكُم ِبمَا كُنتُمْ‬
‫حيَا ِة ال ّد ْنيَا ثُمّ إِلَينَا مَرْ ِ‬‫سكُم ّمتَاعَ ا ْل َ‬ ‫ق يَا َأّيهَا النّاسُ ِإّنمَا َب ْغيُكُ ْم عَلَى أَنفُ ِ‬ ‫ض ِب َغيْرِ الْحَ ّ‬ ‫َي ْبغُونَ فِي الَرْ ِ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫َت ْعمَلُونَ) آية ‪ . 23‬فبعد أن نجاهم ال تعالى بغوا في الرض بغير الحق فكيف يلجأ الناس إلى ال تعالى فقط في ساعة الشدة‬
‫ويعرفون أن لهم ربا يلجأؤون إليه ثم يتكبرون بعد النجاة وكأن نجاتهم كانت من عند أنفسهم‪,‬‬
‫قصص النبياء عن التوكل على ال‪ :‬عرضت السورة قصص ثلث من النبياء الذين توكلوا على ال فنجاهم ال تعالى‬ ‫·‬
‫وقد عرضت السورة الجزئية الخاصة بالتوكل في كل قصة من القصص المذكورة وهذا لخدمة هدف السورة‪ .‬وهذه‬
‫القصص تؤكد أن المؤمنين بقضاء ال وقدره يتكلون على ال والذين ل يؤمنون هم المشككون والمجادلون في حكمة ال‬
‫وعدله‪:‬‬
‫ح ِإذْ قَالَ لِقَ ْومِ ِه يَا قَ ْومِ إِن كَانَ‬ ‫ل عََل ْيهِمْ َنبََأ نُو ٍ‬‫قصة نوح الذي توكل على ال تعالى فأنجاه ال ومن معه (وَاتْ ُ‬ ‫‪o‬‬
‫غمّ ًة ثُمّ‬
‫ل َيكُنْ َأمْ ُر ُك ْم عََل ْيكُمْ ُ‬‫ج ِمعُواْ َأ ْم َركُمْ وَشُ َركَاءكُ ْم ثُ ّم َ‬ ‫ت فََأ ْ‬
‫َكبُ َر عََل ْيكُم مّقَامِي َوتَ ْذكِيرِي بِآيَاتِ اللّ ِه َفعَلَى اللّ ِه تَ َوكّلْ ُ‬
‫ا ْقضُواْ إَِليّ َولَ تُنظِرُونِ) آية ‪71‬‬
‫ل مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُ ْم آمَنتُم بِاللّ ِه َفعََليْهِ تَ َوكّلُواْ إِن كُنتُم مّسِْلمِينَ * فَقَالُو ْا عَلَى‬ ‫قصة موسى مع فرعون ( َوقَا َ‬ ‫‪o‬‬
‫جعَ ْلنَا ِف ْتنَةً لّلْقَ ْومِ الظّاِلمِينَ) آية ‪ 84‬و ‪.85‬‬ ‫اللّ ِه تَ َوكّ ْلنَا َرّبنَا لَ تَ ْ‬
‫ي فِي‬ ‫عذَابَ الخِزْ ِ‬ ‫ع ْنهُ ْم َ‬
‫ل قَ ْو َم يُونُسَ َلمّآ آ َمنُو ْا كَشَ ْفنَا َ‬ ‫ت َفنَ َف َعهَا إِيمَا ُنهَا ِإ ّ‬
‫ت قَ ْريَةٌ آ َمنَ ْ‬‫قصة قوم يونس (فَلَ ْولَ كَانَ ْ‬ ‫‪o‬‬
‫حيَا َة الدّ ْنيَا َو َمّتعْنَا ُهمْ إِلَى حِينٍ) آية ‪.98‬‬ ‫الْ َ‬
‫وقد يتبادر الى الذهن لماذا أغرق ال تعالى فرعون بعدما قال أنه آمن ونجّا قوم يونس والحالتان متشابهتان نوعا ما؟ نقول أن ال تعالى‬
‫علم وهو علّم الغيوب أن فرعون إنما قال آمنت أضطرارا ل إختيارا ولو عاد إلى الدنيا لضلّ وأضل ولم يكن كلماته صادقة بأنه آمن‬
‫ت بِ ِه َبنُو‬‫ل آمَنتُ َأنّ ُه ل إِلِـهَ ِإلّ اّلذِي آ َمنَ ْ‬ ‫ق قَا َ‬‫حتّى ِإذَا َأدْ َركَهُ ا ْلغَ َر ُ‬ ‫جنُودُ ُه َبغْيًا وَعَدْوًا َ‬ ‫سرَائِيلَ ا ْلبَحْ َر َفَأتْ َب َعهُ ْم فِرْعَوْنُ وَ ُ‬ ‫( َوجَا َو ْزنَا بِ َبنِي إِ ْ‬
‫سدِينَ) آية ‪ 90‬و ‪ .91‬وقال المام الفخر‪ :‬آمن فرعون ثلث مرات أولها‬ ‫ت مِنَ ا ْلمُفْ ِ‬‫ت َقبْلُ َوكُن َ‬ ‫صيْ َ‬ ‫ن * آلنَ َو َق ْد عَ َ‬ ‫ِإسْرَائِيلَ وََأنَ ْا مِنَ ا ْلمُسِْلمِي َ‬
‫قوله (آمنت) وثانيها (ل إله إل الذي آمنت به بنو اسرائيل) وثالثها (وأنا من المسلمين) فما السبب في عدم قبول إيمانه؟ والجواب أنه إنما‬
‫آمن عند نزول العذاب واليمان في هذا الوقت غير مقبول لنه يصير الحال حال إلجاء فل تنفع التوبة ول اليمان قال تعالى‪( :‬فلم يك‬
‫ينفعهم إيمانهم لمّا رأوا بأسنا)‪ .‬أما قوم يونس فقد علم ال تعالى أنهم سيكونون مؤمنين حقا فعفا عنهم وكانوا على وشك الهلك بعذاب ال‬
‫لكنهم حسن إيمانهم وقد أثبت التاريخ ذلك فأصبحوا قوما صالحين طائعين مؤمنين‪ ،‬وال تعالى يريد من عباده إيمان الختيار ل إيمان‬
‫حيَاةَ الدّ ْنيَا َو َمّت ْعنَاهُمْ إِلَى‬
‫ي فِي الْ َ‬ ‫عذَابَ الخِزْ ِ‬ ‫ع ْنهُ ْم َ‬
‫ل قَ ْو َم يُونُسَ َلمّآ آ َمنُو ْا كَشَ ْفنَا َ‬ ‫ت َفنَ َف َعهَا إِيمَا ُنهَا ِإ ّ‬‫ت قَ ْريَةٌ آ َمنَ ْ‬
‫الكراه والضطرار (فَلَ ْولَ كَانَ ْ‬
‫حِينٍ) آية ‪ 98‬فمن كان ليعلم هذا إل ال الحكيم العليم ولهذا علينا أن نؤمن بقضاء ال وقدره لنه ليس عبثا ولكن لكل أمر حكمة قد‬
‫نعلمها وقد يخفيها ال تعالى عنا وهذا ليمتحن صدق إيماننا به فلو علمنا الحكمة من كل شيء فما قيمة إيماننا بالغيب إذن؟‬
‫ض ّركَ‬‫ل يَ ُ‬ ‫ل يَن َف ُعكَ َو َ‬ ‫ع مِن دُونِ اللّ ِه مَا َ‬ ‫ل تَ ْد ُ‬‫ن مِنَ ا ْل ُمشْ ِركِينَ * َو َ‬ ‫حنِيفًا َولَ َتكُونَ ّ‬ ‫ج َهكَ لِلدّينِ َ‬ ‫ختام السورة‪( :‬وَأَنْ َأ ِقمْ وَ ْ‬ ‫·‬
‫ت فَِإّنكَ ِإذًا مّنَ الظّاِلمِينَ) اليات ‪ :106 – 105‬كيف نتعامل مع قضاء ال بالجديّة والتوكل على ال ثم تأتي الية‬ ‫َفإِن َفعَ ْل َ‬
‫فيها توجيه للرسول المؤمنين بالتوكل على ال واللجوء إليه والصبر على ما يلقوه من الذى في سبيل ال والستمساك‬
‫خيْرُ ا ْلحَا ِكمِينَ ) آية ‪.109‬‬ ‫حكُمَ اللّهُ وَ ُهوَ َ‬ ‫ى يَ ْ‬ ‫حتّ َ‬‫صبِ ْر َ‬‫بشريعة ال تعالى فهو سبحانه الحكيم العدل (وَا ّتبِعْ مَا يُوحَى إَِل ْيكَ وَا ْ‬
‫سميّت السورة بـ (سورة يونس) لذكر قصته فيها وماتضمنته من العبرة والعظة برفع العذاب عن قومه حين آمنوا بعد أن كاد يحل بهم‬
‫العذاب والبلء وهذه من الخصائص التي خصّ ال تعالى بها قوم يونس لصدق توبتهم وإيمانهم وأن ال ل يظلم الناس فلو علم صدق‬
‫إيمان أي عبد من عباده ينجيه في الدنيا والخرة لنه هو الحكيم العدل‪.‬‬
‫وفي خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه ال لما سئل عن ورود قصة نوح وموسى مع فرعون ويونس مجتمعين في هذه السورة‬
‫قال أن الذي يجمع بينهم هو الماء فال تعالى أغرق قوم نوح بالماء ‪ ،‬وأغرق فرعون بالماء أما يونس فقد نجاه ال من بطن الحوت بعد‬
‫أن قذف في الماء‪ .‬فالماء كان مرة مصدر هلك ومرة مصدر نجاة فسمّى ال تعالى السورة باسم من نجّاه من الماء وهو يونس عليه‬
‫السلم‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫***من اللمسات البيانية فى سورة يونس***‬
‫‪):‬آية (‪3‬‬
‫* الفرق بين تذكرون وتتذكرون؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫إذا كان الحدث أطول تأتي تتذكرون وإذا كان أقل يقتطع من الفعل أو إذا كانت في مقام اليجاز يوجز وفي مقام التفصيل يفصل‪ .‬مثال‪:‬‬
‫ش مَا َلكُ ْم مِنْ دُونِهِ مِنْ وَِليّ وَلَا شَفِيعٍ‬ ‫ستَوَى عَلَى ا ْلعَرْ ِ‬ ‫ستّةِ َأيّا ٍم ثُ ّم ا ْ‬
‫سمَاوَاتِ وَا ْلأَرْضَ َومَا بَ ْي َن ُهمَا فِي ِ‬ ‫ق ال ّ‬
‫قال تعالى في السجدة (اللّ ُه اّلذِي خَلَ َ‬
‫سنَ ٍة ِممّا َت ُعدّونَ (‪ ))5‬في يونس قال (إِنّ َرّبكُمُ‬ ‫ن مِ ْقدَارُهُ أَ ْلفَ َ‬ ‫ض ثُ ّم َيعْرُجُ ِإَليْهِ فِي يَ ْو ٍم كَا َ‬
‫سمَاءِ ِإلَى ا ْلأَرْ ِ‬ ‫ن (‪ُ )4‬ي َدبّرُ الَْأمْ َر مِنَ ال ّ‬ ‫َأفَلَا َتتَ َذكّرُو َ‬
‫عُبدُوهُ َأفَلَا‬
‫ن َبعْدِ ِإذْنِ ِه ذَِلكُمُ اللّهُ َرّبكُ ْم فَا ْ‬
‫شفِيعٍ إِلّا مِ ْ‬
‫ش ُي َدبّرُ الَْأمْ َر مَا مِنْ َ‬ ‫ستَوَى عَلَى ا ْلعَرْ ِ‬ ‫ستّةِ َأيّامٍ ُثمّ ا ْ‬
‫ض فِي ِ‬ ‫سمَاوَاتِ وَالْأَ ْر َ‬ ‫اللّهُ اّلذِي خََلقَ ال ّ‬
‫سمَاوَاتِ‬ ‫ق ال ّ‬ ‫ستّةِ َأيّامٍ) وفي السجدة قال (خَلَ َ‬ ‫ض فِي ِ‬ ‫سمَاوَاتِ وَالَْأرْ َ‬ ‫َت َذكّرُونَ (‪ ))3‬إحداها تتذكرون والخرى تذكرون‪ .‬قال في يونس ( َ‬
‫خلَقَ ال ّ‬
‫سمَاءِ إِلَى‬ ‫ستّةِ َأيّامٍ) لم يقل (ما بينهما) في يونس‪ .‬في يونس قال ( ُيدَبّرُ ا ْلَأمْرَ) فقط وفي السجدة ( ُيدَبّرُ ا ْلَأمْ َر مِنَ ال ّ‬ ‫وَالَْأرْضَ َومَا َب ْينَ ُهمَا فِي ِ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ن َبعْدِ ِإ ْذنِهِ)‬
‫سنَ ٍة ِممّا َتعُدّونَ) فالسجدة فيها تفصيل أكثر‪ .‬قال في يونس (مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلّا مِ ْ‬
‫ن مِ ْقدَارُ ُه أَلْفَ َ‬
‫ض ثُ ّم يَعْ ُرجُ إَِليْ ِه فِي يَوْ ٍم كَا َ‬
‫الْأَ ْر ِ‬
‫شفِيعٍ) في السجدة تفصيل أكثر‪.‬‬ ‫ن دُونِ ِه مِنْ وَلِيّ وَلَا َ‬ ‫وفي السجدة قال (مَا َلكُ ْم مِ ْ‬
‫‪):‬آية (‪5‬‬
‫*ما الفرق بين النور والضوء؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫أن النور عادة في لغة العرب ل يكون فيه حرارة أما الضوء ففيه حرارة ومرتبط بالنار والنسان يمكن أن يضع يده من مسافة في‬
‫ضيَاء وَا ْل َقمَ َر نُورًا (‪ )5‬يونس) إضاءة القمر ليس فيها حرارة‬
‫شمْسَ ِ‬
‫جعَلَ ال ّ‬
‫الضوء وتأتيه حرارة الضوء كما قال في القرآن (هُوَ اّلذِي َ‬
‫فاستعمل النور‪ .‬النار المضيئة إذا خفتت وخمدت يبقى الجمر مخلفات النار وهو بصيص يُرى من مسافات بعيدة‪ .‬الخشبة إذا أحرقتها يبقى‬
‫‪.‬فيها شيء من النور قبل أن تتفحم نهائيا وليس فيها تلك الحرارة من مسافة‬
‫ن) ؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫س وَال ْ َق َ‬ ‫سبَانًا) و (ال َّ‬ ‫س وَالْقَ َ‬ ‫*ما الفرق بين (وال َّ‬
‫سبَا ٍ‬
‫ح ْ‬
‫مُر ب ِ ُ‬ ‫م ُ‬
‫ش ْ‬ ‫ح ْ‬
‫مَر ُ‬ ‫م َ‬
‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫سنِينَ وَا ْلحِسَابَ ﴿‪ ﴾5‬يونس) يدل على أن الشمس لها حسابٌ‬
‫ع َددَ ال ّ‬
‫ل (ِل َتعْلَمُوا َ‬
‫الشمس والقمر حسبانا أي وسيلة لحساب الزمن‪ ،‬ال قال فع ً‬
‫ب دقيق مقرر معلوم من الحق سبحانه وتعالى‬ ‫سبَانٍ) أي يجريان بحسا ٍ‬ ‫شمْسُ وَا ْل َقمَ ُر بِحُ ْ‬
‫‪.‬والقمر له حساب‪ .‬أما الية الثانية (ال ّ‬
‫‪):‬آية (‪9‬‬
‫*هضل يحتمضل معنضى قوله تعالى (جنات تجري مضن تحتهضا النهار) أن الجنات تجري؟(د‪.‬فاضضل‬
‫السامرائى)‬
‫ل أعلم إذا كانت الجنات تجري لكن بل شك أن النهار تجري فالجريان يكون للنهار في الدنيا كما في قوله تعالى في سورة يونس (إِنّ‬
‫ت النّعِي ِم (‪ ))9‬لكن هل هناك أمر آخر أن الجنات‬
‫جنّا ِ‬
‫ح ِتهِمُ ا ْلَأ ْنهَا ُر فِي َ‬
‫ت َي ْهدِيهِمْ َرّبهُ ْم بِإِيمَا ِنهِ ْم تَجْرِي مِنْ تَ ْ‬
‫عمِلُوا الصّالِحَا ِ‬
‫اّلذِينَ َآ َمنُوا وَ َ‬
‫تجري؟ ال أعلم لكن المر فيها أن قطعا النهار تجري ويمكن من قدرة ال تعالى أن تجري الجنات في الخرة ولكن هذا ليس ظاهرا مما‬
‫نعرفه‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪10‬‬
‫* ما معنى لفظ (اللهم)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫خ ُر‬
‫لمٌ وَآ ِ‬
‫حّيُتهُمْ فِيهَا سَ َ‬
‫سبْحَا َنكَ الّلهُمّ َوتَ ِ‬
‫هذا السؤال قد يأتي نتيجة الطلع على بعض اللغات الجنبية في قوله تعالى‪( :‬دَعْوَاهُ ْم فِيهَا ُ‬
‫ح ْمدُ ِللّهِ رَبّ ا ْلعَاَلمِينَ (‪ )10‬يونس) كلمة اللهم هناك لفظة مقاربة في العبرية التي هي (إلوهيم) تعني أيضا ال‪ .‬علماؤنا‬ ‫ن الْ َ‬
‫دَعْوَاهُمْ أَ ِ‬
‫يقولون (اللهم) ‪ -‬سيبويه ومن وراءه من العلماء ‪ -‬اللهم معناه يا ال واستغني بالميم عن ياء النداء ل تجتمع الياء مع (اللهم) إل فيما شذّ‬
‫أقول ياللهم ياللهم) لكن مع ذلك ثق ًة بأمانة العلماء قُبلت لكنهم‬ ‫فيما روي عن بعض الناس ولم يعرف قائله‪( :‬إني إذا ما حدثٌ ألمّ‬
‫يقولون هذا شاهد قليل نادر أنه يجمع بين العِوض والمعوّض به‪ .‬وهناك رأي آخر أنه (اللهم) جزء من جملة نُحِت على مر العصور كأنه‬
‫ل (يا ال ُأمّنا بخير) أي إئتنا بالخير (والنحت هو أن تأتي إلى عبارة أو إلى كلمتين وتستخلص منها كلمة جديدة تأخذ من هنا ومن‬ ‫كان مث ً‬
‫هنا مثلما قالوا‪ :‬بسملة وحوقلة‪ ،‬بسملة بدل أن يقول بسم ال وحوقلة أي قال حي على الصلة‪ ،‬حتى المعلمون لما يقرأ النسان يقول له‬
‫ألم يحزنك حيعلة المنادي) الحيعلة قوله حي على الصلة‪ .‬لما يقولون (إيش هذا؟)‬ ‫بسمِل أي إقرأ بسم ال‪ ( .‬أقول لها ودمع العين جارٍ‬
‫هذا يستعملها أحيانا المام أحمد معناه أي شيء؟ هذا النحت وارد‪ .‬قد يكون من جملة قديمة تحاتت (ذهب منها شيء) وصارت اللهم‬
‫وبقيت الميم من كلمة أخرى‪ ،‬قد يكون هكذا لكن كونها في العبرية ونحن سبق أن ذكرنا هذا الكلم وأعيده مرة أخرى لهميته‪ :‬اللغة‬
‫العبرية حديثة بالقياس إلى العربية‪ .‬العبرية لغة بني إسرائيل وسيدنا إسماعيل تكلم العربية لنه ما عاش معهم وإنما عاش مع العرب‬
‫وإسماعيل ل شك أسبق من هؤلء وكان يتكلم العربية‪ .‬بنو إسرائيل حرّفوا كلم ال تعالى أفل يحرّفون التاريخ؟! فإذن كلمة اللهم كلمة‬
‫عربية‪.‬‬
‫وهناك رأي أنه قد وضعت إبتداءً هكذا (اللهم) لنداء ال سبحانه وتعالى يعني يا ال وكانت العرب تستخدمها كثيرا قديما‪ .‬اللهم تعادل إسم‬
‫الجللة المنادى (يا ال) كلمة اللهم هي كلمة ال متصلة بها الميم المشددة‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪12‬‬
‫*لماذا جاء قوله تعالى (دعانضضا لجنبضضه) فضضي سضضورة يونضضس ولم تأت (على جنبضضه)؟(د‪.‬فاضضضل‬
‫السامرائى)‬
‫ض ّر مّ سّهُ‬
‫عنَا ِإلَى ُ‬
‫عنْ هُ ضُرّ ُه مَ ّر كَأَن لّ ْم يَدْ ُ‬
‫ش ْفنَا َ‬
‫ن الضّ ّر دَعَانَا ِلجَنبِ هِ أَ ْو قَاعِدا أَ ْو قَآئِما فََلمّا كَ َ‬
‫قال تعالى في سورة يونس (وَِإذَا مَ سّ الِن سَا َ‬
‫ن {‪ .)}12‬بدأ بالجنب وقد وردت في آية أخرى (الذين يذكرون ال قياما وقعوداُ وعلى جنوبهم) أخّر‬ ‫َكذَلِ كَ ُزيّ نَ ِل ْلمُ سْ ِرفِينَ مَا كَانُو ْا َيعْمَلُو َ‬
‫الجنب و النسان عندما يصيبه الضر والمرض يكون ملزما لجنبه ثم يقعد ثم يقوم لذا بدأ بالجنب ثم القعود ثم القيام في آية سورة يونس‪،‬‬
‫ل ثم القعود ثم على الج نب لذا أخّر الج نب في ال ية الثان ية‪ .‬وجاءت في آ ية سورة يو نس‬ ‫أ ما في حالة ال صحة ف هي بالع كس القيام أو ً‬
‫باستخدام اللم بمعنى ملزم لجنبه وبمعنى دعانا وهو ملزم لجنبه‪.‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫‪):‬آية (‪14‬‬
‫*مضا الفرق بيضضن قوله تعالى (جعلكضم خلئف الرض) و(جعلكضم خلئف فضي الرض)؟(د‪.‬فاضضل‬
‫السامرائى)‬
‫ض دَرَجَاتٍ ّل َيبْلُ َوكُ ْم فِي مَا آتَاكُمْ إِنّ َرّبكَ سَرِي ُع‬ ‫ق َبعْ ٍ‬ ‫ضكُ ْم فَوْ َ‬
‫ض وَ َرفَ َع َبعْ َ‬
‫لرْ ِ‬ ‫لئِفَ ا َ‬ ‫جعََلكُ ْم خَ َ‬
‫قال تعالى في سورة النعام (وَهُوَ اّلذِي َ‬
‫ف فِي ا ْلأَرْضِ َفمَن كَفَ َر َفعََليْ ِه كُفْرُهُ‬ ‫ا ْلعِقَابِ وَِإنّهُ َلغَفُو ٌر رّحِي ٌم {‪ )}165‬بدون ذكر (في) وقال تعالى في سورة فاطر (هُ َو اّلذِي َ‬
‫جعََلكُ ْم خَلَائِ َ‬
‫ف فِي الَ ْرضِ‬ ‫لئِ َ‬ ‫ن كُفْرُ ُهمْ إِلّا خَسَارا {‪ )}39‬وفي سورة يونس (ثُمّ َ‬
‫جعَ ْلنَا ُك ْم خَ َ‬ ‫َولَا يَزِيدُ ا ْلكَافِرِينَ ُكفْرُهُ ْم عِندَ َرّبهِمْ إِلّا مَقْتا وَلَا يَزِيدُ ا ْلكَافِرِي َ‬
‫ن {‪ )}14‬وذكر فيهما (في)‪ .‬خلئف الرض مع حذف (في) هي أوسع وأشمل من حيث اللغة أما خلئف في‬ ‫ف َتعْمَلُو َ‬
‫مِن َبعْدِهِم ِلنَنظُ َر َكيْ َ‬
‫الرض فهي ظرفية ومحددة‪ .‬ونستعرض سياق اليات في السور فنلحظ أن سياق سورة فاطر هو في الكافرين ابتدا ًء وانتهاءًوكذلك في‬
‫سورة يونس السياق فيمن أهلكهم ال تعالى من الكافرين‪ .‬أما في سورة النعام فالسياق في مخاطبة المؤمنين إلى النهاية فكانوا أع ّم وأِشمل‬
‫وفيها ورد قوله تعالى (وَِإنّهُ َل َغفُورٌ رّحِي ٌم {‪ ، )}165‬فالمؤمنون خلئفهم أطول وأكثر من الكافرين فجاء بالمعنى الع ّم والشمل في سورة‬
‫النعام بحذف (في)‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪17‬‬
‫*ما دللة تنكير الكذب أو تعريفه؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫سبْحَانَهُ هُ َو‬
‫خذَ اللّهُ وََلدًا ُ‬‫نكّر الكذب ليشمل كل كذب عام لن المعرفة ما دلّ على شيء معين‪ .‬الكذب يقصد شيئا معينا بأمر معين (قَالُو ْا اتّ َ‬
‫علَى اللّهِ‬ ‫ل َتعَْلمُونَ (‪ )68‬قُلْ إِنّ اّلذِينَ يَ ْفتَرُونَ َ‬ ‫ن عَلَى اللّ ِه مَا َ‬ ‫ن ِبهَـذَا أَتقُولُو َ‬ ‫سلْطَا ٍ‬
‫ض إِنْ عِن َدكُم مّن ُ‬ ‫سمَاوَات َومَا فِي الَرْ ِ‬ ‫ا ْلغَنِيّ لَ ُه مَا فِي ال ّ‬
‫ن (‪ )69‬يونس) هنالك أمر في السياق يقصده فذكر الكذب‪ ،‬فلما يقول الكذب فهو كذب عن أمر معين بالذات مذكور في‬ ‫ل يُفِْلحُو َ‬‫ب َ‬ ‫ا ْلكَذِ َ‬
‫السياق أما عندما يقول كذب فيشمل كل كذب‪.‬‬
‫ل َتعْقِلُونَ‬‫عمُرًا مّن َقبْلِهِ َأفَ َ‬
‫ت فِيكُ ْم ُ‬ ‫كذب يشمل كل كذب وليس الكذب في مسألة معينة (قُل لّ ْو شَاء اللّ ُه مَا تَلَ ْوتُ ُه عََل ْيكُمْ َولَ َأدْرَاكُم بِهِ َف َقدْ َل ِبثْ ُ‬
‫ن (‪ )17‬يونس) لم يذكر مسألة معينة حصل كذب فيها فإذن‬ ‫ل يُفْلِحُ ا ْل ُمجْ ِرمُو َ‬ ‫(‪َ )16‬فمَنْ أَظَْل ُم ِممّنِ ا ْفتَرَى عَلَى اللّ ِه َك ِذبًا أَ ْو َكذّ َ‬
‫ب بِآيَاتِهِ ِإنّهُ َ‬
‫نكّر كذب ليشمل كل كذب وليس هنالك أمرا معينا‪.‬‬
‫َ‬ ‫م ن افْت َرى عَلَى الل َّضهِ كَذِب ًضا أَو كَذ َّض َ َ‬ ‫َ‬
‫نض ﴿‬ ‫ح الظ ّال ِ ُ‬
‫مو َ‬ ‫ه َل يُفْل ِض ُ‬ ‫ب بِآيَات ِضهِ إِن َّض ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِض‬ ‫م َّ‬‫م ِ‬ ‫م نْض أظْل َض ُ‬ ‫* ما الفرق بيضن (وَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ﴿‪﴾17‬‬ ‫مو َ‬ ‫جرِ ُ‬
‫م ْ‬‫ح ال ْ ُ‬‫ه َل يُفْل ِ ُ‬ ‫ب بِآيَاتِهِ إِن َّ ُ‬
‫ن افْتََرى عَلَى الل ّهِ كَذِبًا أ ْو كَذ ّ َ‬ ‫م ِ‬‫م َّ‬
‫م ِ‬ ‫ن أظْل َ ُ‬
‫م ْ‬ ‫‪ ﴾21‬النعام) ‪( -‬فَ َ‬
‫يونس)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ح الظّاِلمُو نَ ﴿ ‪ ﴾21‬النعام) هذا ب سورة النعام في يو نس ( َفمَ ْ‬
‫ن‬ ‫قال تعالى ( َومَ نْ َأظْلَ ُم ِممّ نِ ا ْفتَرَى عَلَى اللّ ِه َكذِبًا أَ ْو َكذّ بَ ِبَآيَاتِ هِ ِإنّ هُ لَا يُفْلِ ُ‬
‫ح ا ْلمُجْ ِرمُونَ ﴿‪ ﴾17‬يونس)‪ .‬الولى ل يفلح الظالمون يخاطب بها بنو إسرائيل من‬ ‫ب بَِآيَاتِهِ ِإنّهُ لَا يُفْلِ ُ‬
‫َأظْلَ ُم ِممّنِ ا ْفتَرَى عَلَى اللّ ِه كَ ِذبًا أَ ْو َكذّ َ‬
‫ضعِهِ ﴿‪﴾46‬‬ ‫ن مَوَا ِ‬ ‫ح ّرفُونَ ا ْلكَلِ َم عَ ْ‬
‫حيث أن هؤلء تحريفهم استمر إلى يوم القيامة حرفوا التوراة والنجيل إلى يوم القيامة كما قال تعالى (يُ َ‬
‫ضعِ هِ ﴿‪ ﴾41‬المائدة) يحرفون من بعد مواضعه من ساعة نزوله يكذبون على ال عز‬ ‫ن َبعْ ِد مَوَا ِ‬ ‫النساء) وفي آية أخرى (يُحَ ّرفُو نَ ا ْلكَلِ َم مِ ْ‬
‫و جل و قد كذبوا على مو سى قال ل هم‪ :‬قولوا ح طة قالوا‪ :‬زمحي طة من أول يوم‪ .‬إذا ًهناك تحر يف في التوراة والنج يل من يوم ما نزل‪،‬‬
‫ضعِ هِ) هذا على امتداد التاريخ وتعرفون التاريخ‬ ‫ن مَوَا ِ‬ ‫ح ّرفُو نَ ا ْلكَلِ َم عَ ْ‬‫ورب العالمين أثبت هذا والتاريخ أثبت هذا وعلماؤهم يثبتون هذا‪( .‬يُ َ‬
‫كما أن هناك أبحاث كثيرة عن الجهود التي خاصة عن طريق اليهود الذين حرفوا التوراة والنجيل تحريفا يكاد يكون مسخا لكل الكتابين‬
‫الكريمين‪ .‬هذا رب العالمين قال (ِإنّهُ لَا يُفْلِحُ الظّاِلمُونَ) لن هذا شرك وكلنا نعرف أنهم قالوا أن عزير ابن ال والمسيح ابن ال وغير ذلك‬
‫كث ير فرب العالمين قال (لَا يُفْلِ حُ الظّاِلمُو نَ) وهم المشركون‪ ،‬الثانية ( َفمَ نْ) هنا الكلم مبتدأ هنا بالفاء بنا ًء على آية قبل ها (وَِإذَا ُتتْلَى عََل ْيهِ مْ‬
‫غيْ ِر َهذَا أَ ْو َبدّلْ هُ ﴿‪ ﴾15‬يو نس) قال ( َفمَ نْ أَظْلَ مُ) تفريعا على هذا‪ ،‬لماذا قال ل يفلح‬ ‫ت بِقُ ْرآَ نٍ َ‬ ‫ت قَالَ اّلذِي نَ لَا يَرْجُو نَ ِلقَاءَنَا ائْ ِ‬ ‫َآيَاتُنَا َبّينَا ٍ‬
‫المجرمون؟ لن هؤلء كفار قر يش وزعماء قر يش وقادتهـا ما حرفوه مـن أ جل تحيـز دينـي اليهود والن صارى الرهبان والحبار حرّفوا‬
‫القرآن من منطلق طائ في وفئوي ومذهبي ك ما هو معروف‪ .‬كل وا حد يف سر التوراة والنجيل وينحرف ب ها على وفق ما تحق قه م صلحته‬
‫باعتباره مذهبا أو طائفة من هؤلء وهؤلء كفار قريش ما كان فيهم طائفة ول حزب بس غيرة وحسد وقالوا ( َوقَالُوا لَوْلَا نُزّلَ َهذَا ا ْلقُرْءانُ‬
‫ل مِ نَ الْ َق ْر َيتَيْ نِ عَظِي مٍ ﴿‪ ﴾31‬الزخرف) ك يف هذا اليت يم ي صبح نبيا؟ أ ين المغيرة بن شع بة وأم ية بن خلف وفلن الفل ني الخ؟‬ ‫جٍ‬‫عَلَى رَ ُ‬
‫ل لم يذ كر‬ ‫قض ية عن صرية وح سد‪ ،‬ف هم مجرمون هذا الفرق ب ين الظالمون وب ين المجرمون‪ .‬ورب العالم ين عز و جل أطلق ها إطلقا كام ً‬
‫ن ﴿ ‪ ﴾9‬الحجر) حاولوا وهناك محاولت‬ ‫أسماء لماذا؟ حتى القرآن رب العالمين برغم أنه حفظه قال (ِإنّا نَحْ نُ نَزّ ْلنَا الذّكْرَ وَِإنّا لَ هُ لَحَافِظُو َ‬
‫كثيرة في التار يخ ولكن ها فشلت هناك قرآن م سيلمة وف شل هناك قرآن وا حد من الز نج وف شل ح تى الن هناك من يدعون أن هناك قرآن‬
‫اسمه قرآن فاطمة وهذا كله ذهب إلى أدراج الرياح ول قيمة له وهذا القرآن الذي بين أيدينا هو نفسه الذي أنزله ال على محمد صلى ال‬
‫عل يه و سلم وهذا من إحدى معجزا ته قل نا لن هذا القرآن هو معجزة ال نبي ول يس التوراة والنج يل ه ما المعجزتان من أ جل هذا القرآن‬
‫حصين عن التحريف رغم المحاولت وقبل فترة ظهر على صفحات النترنت قرآن جديد أيضا ل أدري من الذي عمله كل هذه محاولت‬
‫يائ سة بائ سة يفعل ها المجرمون ل من منطلق فئة وكذا وإن ما من منطلق إجرا مي أخل قي ل أك ثر ول أ قل‪ ،‬إذا صار أن التحر يف ا ستمر‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫بالتوراة والنج يل إلى يوم القيا مة الن ل ت ستطيع أن تد عي أن هذه التوراة هي ال تي نزلت على سيدنا مو سى وأن هذا النج يل هو الذي‬
‫نزل على سيدنا عي سى إطلقا كم إنج يل ف يه؟ إنج يل لو قا وإنج يل‪.‬برنا با وإنج يل متّى أي من ها صحيح؟ حينئ ٍذ هكذا التوراة القرآن الكر يم‬
‫ف في العالم هي نفسها‪.‬‬ ‫الية تقرأها في أي مصح ٍ‬
‫‪):‬آية (‪19‬‬
‫*مضا معنضى (كان الناس أمضة واحدة)؟ وبمضا أن الناس أمضة واحدة فمضا الغرض مضن بعضث النضبيين‬
‫مبشرين ومنذرين؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن مُبَشّرِينَ َومُنذِرِينَ) أمة واحدة أي متفقين على التوحيد مقرّين‬ ‫ث اللّهُ ال ّن ِبيّي َ‬
‫حدَ ًة َفبَعَ َ‬
‫السائل الكريم يشير إلى قوله تعالى (كَانَ النّاسُ ُأمّةً وَا ِ‬
‫حدَةً َف َبعَثَ‬
‫بالعبودية ولكن السؤال إذا كانوا كذلك لم أرسل الرسل؟ أظن لو أكمل السائل الية لتضح المر‪ ،‬نقرأ الية (كَانَ النّاسُ ُأمّةً وَا ِ‬
‫ختََلفُو ْا فِيهِ (‪ )213‬البقرة) إذن كانوا أمة واحدة فاختلفوا كما‬ ‫س فِيمَا ا ْ‬
‫حكُ َم َبيْنَ النّا ِ‬ ‫حقّ ِليَ ْ‬‫ب بِالْ َ‬
‫اللّهُ ال ّنبِيّينَ ُمبَشّرِينَ َومُنذِرِينَ وَأَن َزلَ َم َعهُمُ ا ْل ِكتَا َ‬
‫ختَلَفُو ْا (‪ )19‬يونس) لما قال ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه إشارة إلى أنهم اختلفوا وهذا‬ ‫حدَةً فَا ْ‬‫في آية أخرى ( َومَا كَانَ النّاسُ ِإلّ ُأمّةً وَا ِ‬
‫اقتضى إرسال النبيين والمرسلين‪.‬‬
‫ة‬
‫م ِ‬ ‫قيَا َ‬‫م ال ْ ِ‬ ‫حك ُ ُ‬
‫م بَيْنَهُ ْ‬
‫م يَوْ َ‬ ‫* كلمة يختلفون وتختلفون وردت في القرآن في مواضع كثيرة (فَالل ّ ُ‬
‫ه يَ ْ‬
‫ة‬ ‫ختَلَفُوا ْ َولَوْل َ كَل ِ َ‬
‫م ٌ‬ ‫حدَةً فَا ْ‬‫ة َوا ِ‬ ‫س إِل َّ أ ُ َّ‬
‫م ً‬ ‫ن النَّا ُ ض‬
‫ما كَا َ ض‬‫ن (‪ )113‬البقرة) (وَ ض َ‬ ‫ما كَانُوا ْ فِيه ضِ ي َ ْ‬
‫ختَلِفُو َ ض‬ ‫فِي َ ض‬
‫ن (‪ )19‬يونضس) مضا ك ُضنه الختلف؟(د‪.‬فاضضل‬ ‫ختَلِفُو َض‬‫ما فِيه ِض ي َ ْ‬
‫م فِي َض‬
‫ي بَيْنَهُض ْ‬ ‫ك لَقُ ِ‬
‫ض َض‬ ‫من َّرب ّ ِض َ‬
‫ت ِض‬ ‫سبَقَ ْ‬‫َض‬
‫السامرائى)‬
‫ختَِلفُونَ) أي في الذي كانوا فيه يختلفون‪ .‬إما يقول قضي بينهم أو يحكم بينهم ولما يقول يحكم بينهم وقضي بينهم‬ ‫قال تعالى‪(:‬فِيمَا كَانُو ْا فِيهِ يَ ْ‬
‫حكُ ُم َبيْ َنهُ ْم يَوْ َم الْ ِقيَامَ ِة فِيمَا‬
‫يستعمل فيه‪ .‬أما كانوا وكنتم فالكثر لما يقول (كانوا) الكلم عن يوم القيامة والختلف كان في الدنيا (فَاللّ ُه يَ ْ‬
‫ن (‪ )19‬يونس) هذه الن‬ ‫ختَِلفُو َ‬
‫ي َبيْ َنهُ ْم فِيمَا فِيهِ يَ ْ‬
‫ضَ‬‫ت مِن ّرّبكَ لَقُ ِ‬
‫سبَقَ ْ‬ ‫ن (‪ )113‬البقرة) الختلف في الدنيا‪( .‬وَلَ ْو َ‬
‫ل كَِلمَةٌ َ‬ ‫ختَلِفُو َ‬
‫كَانُو ْا فِي ِه يَ ْ‬
‫ختَلِفُونَ) لنها تقصد الدنيا‪.‬‬
‫وليس في يوم القيامة (فِيمَا فِي ِه يَ ْ‬
‫‪):‬آية (‪21‬‬
‫َ‬ ‫*ما الفرق بين(ولَئ ِ َ‬
‫م)‬ ‫م َّ‬
‫ستْهُ ْ‬ ‫ضَّراء َ‬
‫من بَعْدِ َ‬
‫ة ِّ‬
‫م ً‬
‫ح َ‬ ‫ة )و(وَإِذ َا أذَقْن َا النَّا َ‬
‫س َر ْ‬ ‫م ً‬ ‫من َّا َر ْ‬
‫ح َ‬ ‫ن ِّ‬ ‫ن أذَقْنَاالِن ْ َ‬
‫سا َ‬ ‫َ ْ‬
‫وما دللة استعمال (لئن) و(إذا)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫نعرف الفرق بين (إذا) و(إن)‪ .‬إذا تستعمل فيما هو كثير وفيما هو واجب و(إن) لما هو أقلّ عموم الشرط وقد يكون آكد وقد يكون مستحيل‬
‫حسَنَ ِم ْنهَا (‪)86‬‬ ‫حيّو ْا بِأَ ْ‬
‫حيّةٍ َف َ‬
‫حّييْتُم ِبتَ ِ‬
‫وقد يكون قليل‪ ،‬هذه القاعدة‪ .‬الكثير نستعمل له (إذا)‪( .‬إذا) إما للمقطوع به أو كثير الوقوع (وَِإذَا ُ‬
‫س ْتهُ ْم (‪ )21‬يونس)‬ ‫حمَةً مّن َبعْدِ ضَرّاء مَ ّ‬ ‫النساء) (إن) تستعمل لما هو أقل أولما هو نادر أو لما ليس له وجود أصلً‪( .‬وَِإذَا َأذَ ْقنَا النّاسَ َر ْ‬
‫عموم الناس قد تصبهم رحمة‪ .‬رحمة ال تعالى تصيب عموم الناس‪ ،‬وإذا مس الناس الضر دعوا ربهم‪ ،‬إذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها‪،‬‬
‫ن ِمنّا‬
‫لنْسَا َ‬
‫عنَاهَا ِمنْهُ) هذه حالة أقل من الولى‪ ،‬هذه حالة تربية (وََلئِنْ َأ َذ ْقنَا ا ِ‬ ‫حمَةً) هذا واحد‪( ،‬ثُمّ نَزَ ْ‬
‫ن ِمنّا َر ْ‬
‫لنْسَا َ‬
‫هذا كثير‪( .‬وََلئِنْ َأ َذ ْقنَا ا ِ‬
‫عنَاهَا ِمنْهُ) هذه فردية وليس فقط فردية وإنما يذيقه رحمة وينزعها منه‪.‬‬ ‫حمَ ًة ثُ ّم نَزَ ْ‬
‫رَ ْ‬
‫‪):‬آية (‪22‬‬
‫* ما دللة استخدام صيغة صبّار شكور ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫أولً كلمة صبّار‪:‬الصبر إما أن يكون على طاعة ال أوعلى ما يصيب النسان من الشدائد‪ .‬فالصلة تحتاج إلى صبر وكذلك سائر العبادات‬
‫كالجهاد والصوم‪ .‬والشدائد تحتاج للصبر‪.‬‬
‫شدّة (لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين)‬ ‫أما كلمة شكور‪ :‬فالشكر إما أن يكون على النعم (واشكروا نعمة ال) أو على النجاة من ال ّ‬
‫شدّة والكرب‪.‬‬ ‫فالشكر إذن يكون على ما يصيب النسان من ال ّنعَم أو فيما يُنجيه ال تعالى من ال ّ‬
‫إضافة إلى هذا فإنه إذا نظرنا في القرآن كله نجد أنه تعالى إذا كان السياق في تهديد البحر يستعمل (صبّار شكور) وإذا كان في غيره‬
‫ح ِر بِ ِن ْعمَةِ اللّهِ ِليُ ِر َيكُ ْم مِنْ َآيَاتِهِ‬
‫ك تَجْرِي فِي ا ْلبَ ْ‬ ‫يستعمل الشكر فقط‪ .‬ففي سورة لقمان مثلً قال تعالى في سياق تهديد البحر (أَلَ ْم تَرَ أَنّ ا ْلفُ ْل َ‬
‫صدٌ َومَا‬ ‫ن فََلمّا نَجّاهُمْ إِلَى ا ْلبَ ّر َف ِمنْهُ ْم ُم ْقتَ ِ‬ ‫ل دَعَوُا اللّ َه مُخِْلصِينَ لَهُ الدّي َ‬ ‫ج كَالظّلَ ِ‬ ‫ش َيهُ ْم مَوْ ٌ‬‫شكُورٍ (‪ )31‬وَِإذَا غَ ِ‬ ‫صبّارٍ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن فِي ذَِلكَ َلَآيَاتٍ ِلكُ ّ‬ ‫إِ ّ‬
‫صبّارٍ‬‫ل َ‬ ‫ن فِي ذَِلكَ لََآيَاتٍ ِلكُ ّ‬ ‫ظهْرِهِ إِ ّ‬ ‫سكِنِ الرّيحَ َفيَظَْللْنَ رَوَا ِكدَ عَلَى َ‬ ‫ش ْأ يُ ْ‬ ‫ختّا ٍر كَفُو ٍر (‪ ))32‬وفي سورة الشورى (إِ ْ‬
‫ن يَ َ‬ ‫حدُ بَِآيَا ِتنَا ِإلّا كُلّ َ‬‫جَ‬ ‫يَ ْ‬
‫شكُورٍ (‪))33‬‬ ‫َ‬
‫ن فَضْلِهِ‬ ‫ك بَِأمْرِهِ وَِل َت ْب َتغُوا مِ ْ‬‫جرِيَ ا ْلفُ ْل ُ‬ ‫ح َمتِهِ وَِلتَ ْ‬‫ت وَِليُذِي َقكُ ْم مِنْ رَ ْ‬
‫ح ُمبَشّرَا ٍ‬ ‫سلَ ال ّريَا َ‬ ‫ن يُرْ ِ‬‫أما في سورة الروم فقد قال تعالى ( َومِنْ َآيَاتِهِ أَ ْ‬
‫س َتخْرِجُوا مِنْهُ حِ ْليَةً‬ ‫حمًا طَ ِريّا َوتَ ْ‬ ‫شكُرُونَ (‪ ))46‬فجاء بالشكر فقط وكذلك في سورة النحل (وَهُ َو اّلذِي سَخّ َر ا ْلبَحْرَ ِلتَ ْأكُلُوا مِنْهُ لَ ْ‬ ‫َوَلعَّلكُ ْم تَ ْ‬
‫حتّى ِإذَا‬ ‫حرِ َ‬ ‫سيّ ُركُ ْم فِي ا ْلبَرّ وَا ْلبَ ْ‬ ‫شكُرُونَ (‪ ))14‬وفي سورة يونس (هُوَ اّلذِي يُ َ‬ ‫تَ ْلبَسُو َنهَا َوتَرَى الْ ُف ْلكَ مَوَاخِ َر فِيهِ وَِل َتبْ َتغُوا مِنْ َفضْلِهِ وََلعَّلكُ ْم تَ ْ‬
‫ظنّوا َأّنهُمْ ُأحِيطَ ِبهِ ْم دَعَوُا اللّهَ‬ ‫ل َمكَانٍ وَ َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫ج مِ ْ‬ ‫ح عَاصِفٌ وَجَاءَ ُهمُ ا ْلمَوْ ُ‬ ‫طيّبَةٍ َوفَ ِرحُوا ِبهَا جَا َء ْتهَا رِي ٌ‬ ‫ج َريْنَ ِبهِ ْم بِرِيحٍ َ‬‫ُك ْنتُ ْم فِي ا ْلفُ ْلكِ وَ َ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ن مِنَ الشّاكِرِينَ (‪ ))22‬وهناك أمر آخر وهو أن كلمة صبّار لم تأت وحدها في القرآن كله‬ ‫ن َهذِهِ َلنَكُونَ ّ‬
‫ج ْيتَنَا مِ ْ‬
‫خلِصِينَ لَ ُه الدّينَ َلئِنْ َأنْ َ‬ ‫مُ ْ‬
‫وإنما تأتي دائما مع كلمة شكور وهذا لن الدين نصفه صبر ونصفه الخر شكر كما في قوله تعالى في سورة ابراهيم (وََل َقدْ َأرْسَ ْلنَا مُوسَى‬
‫شكُو ٍر (‪ ))5‬وفي سورة سبأ ( َفقَالُوا َرّبنَا بَا ِ‬
‫عدْ‬ ‫صبّارٍ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن فِي ذَِلكَ َلَآيَاتٍ ِلكُ ّ‬‫ج قَ ْو َمكَ مِنَ الظُّلمَاتِ إِلَى النّورِ َو َذكّرْهُ ْم بَِأيّامِ اللّهِ إِ ّ‬ ‫بَِآيَاتِنَا أَنْ َأخْ ِر ْ‬
‫شكُو ٍر (‪.))19‬‬ ‫صبّا ٍر َ‬ ‫ت ِلكُلّ َ‬ ‫ن فِي ذَِلكَ َلَآيَا ٍ‬
‫ل ُممَزّقٍ إِ ّ‬ ‫جعَ ْلنَاهُ ْم أَحَادِيثَ َومَ ّز ْقنَا ُه ْم كُ ّ‬
‫سهُ ْم فَ َ‬
‫َبيْنَ أَسْفَا ِرنَا َوظََلمُوا َأنْ ُف َ‬
‫والن نسأل لماذ استعمل صيغة صبّار على وزن (فعّال) وهذا السؤال يدخل في باب صيغ المبالغة وهو موضوع واسع لكننا نوجزه هنا‬
‫ص السؤال‪.‬‬ ‫فيما يخ ّ‬
‫صيغ المبالغة ‪ :‬مِفعال‪ ،‬فعّال وفعول كل منها لها دللة خاصة‪.‬‬
‫مِفعال‪( :‬معطاء ومنحار ومعطار) هذه الصيغة منقولة من اللة كـ (مفتاح ومنشار) فنقلوها إلى المبالغة‪ ،‬فعندما يقولون هو معطاء فكأنه‬
‫صار آلة للعطاء‪ ،‬وقولنا امرأة معطار بمعنى زجاجة عطر أي أنها آلة لذلك‪.‬‬
‫والدليل على ذلك أن صيغة المبالغة هذه (مِفعال) تُجمع جمع اللة ول تُجمع جمع المذكر السالم ول جمع المؤنث السالم‪ ،‬فنقول مثلً مفتاح‬
‫مفاتيح‪ ،‬ومنشار مناشير‪ ،‬ومحراث محاريث‪ ،‬ورجل مهذار ورجال مهاذير‪ ،‬فيجمع جمع اللة‪ ،‬ولذلك ل يؤنث كاللة‬
‫هيجتني حزنا يا موقد النار‬ ‫يا موقد النار بالهندي والغار‬
‫شبّت لغانية بيضاء معطار‬ ‫بين الرصافة والميدان أرقبها‬
‫فل نقول معطارات وإنما نجمع معطار على معاطير‪ ،‬فنقول نساء معاطير ورجال معاطير‪ ،‬وامرأة مهذار رجال مهاذير‪..‬فهي من الصيغ‬
‫التي يستوي فيها المذكر والمؤنث‪ ،‬ول تجمع جمعا سالما‪ ،‬فل نقول امرأة معطارة وإنما نقول امرأة معطار ورجل معطار ‪ ،‬ونجمعها جمع‬
‫اللة (معاطير) للرجال والنساء‪ .‬هذه هي القاعدة‬
‫صيغة فعّال‪ :‬من الحِرفة‪ .‬والعرب أكثرما تصوغ الحِرَف على وزن فعّال مثل نجّار وحدّاد وبزّاز وعطّار ونشّار‪ .‬فإذا جئنا بالصفة على‬
‫وزن الصيغة (فعال) فكأنما حرفته هذا الشيء‪ .‬وإذا قلنا عن إنسان أنه كذّاب فكأنما يحترف الكذب‪ .‬والنجّار حرفته النجارة‪ .‬إذن هذه‬
‫الصيغة هي من الحِرفة وهذه الصنعة تحتاج إلى المزاولة‪ .‬وعليه فإن كلمة صبّار تعني الذي يحترف الصبر‪ .‬وقد وردت هذه الصيغة في‬
‫القرآن الكريم في صفات ال تعالى فقال تعالى (فعّال لما يريد) قوله تعالى غفّار بعدما يقول (كفّار) ليدلّ على أن الناس كلما أحدثوا كفرا‬
‫غفّارًا (‪ )10‬نوح)‪.‬‬ ‫س َتغْفِرُوا َرّبكُمْ ِإنّهُ كَانَ َ‬ ‫واستغفروا غفر ال تعالى لهم (فَقُ ْلتُ ا ْ‬
‫صيغة فعول‪ :‬مأخوذة من المادة (المواد) مثل الوقود وهو الحطب الذي يوقد ويُستهلك في التّقاد‪ ،‬والوضوء الماء الذي يُستهلك في‬
‫الوضوء‪ ،‬والسحور ما يُؤكل في السحور‪ ،‬والسفوف وهو ما يُسفّ‪ ،‬والبخور وهو ما يُستهلك في التبخير‪ .‬فصيغة فعول إذن تدل على‬
‫المادة التي تُستعمل في الشيء الخاصة به‪ .‬وصيغة فعول يستوي فيها المؤنّث والمذكر فنقول رجل شكور وامرأة شكور‪ .‬ول نقول شكورة‬
‫ول بخورة ول وقودة مثلً‪ .‬وكذلك صيغة فعول ل تُجمع جمع مذكر سالم أو جمع مؤنّث سالم فل نقول رجال صبورين أو نساء صبورات‬
‫شكُر وغُفُر‪ .‬وعليه فإن كلمة شكور التي هي على وزن صيغة فعول منقولة من المادة ‪ .‬فإذا قلنا صبور فهي منقولة من‬ ‫صبُر و ُ‬ ‫وإنما نقول ُ‬
‫المادة وهي الصبر وتعني أن من نصفه بالصبور هو كله صبر ويُستنفذ في الصبر كما يُستنفذ الوقود في النار‪ .‬وكذلك كلمة غفور بمعنى‬
‫سهِمْ لَا‬‫عبَادِيَ اّلذِينَ َأسْ َرفُوا عَلَى َأنْفُ ِ‬ ‫ل يَا ِ‬ ‫كله مغفرة ولذلك قالوا أن أرجى آية في القرآن هي ما جاء في سورة الزُمر في قوله تعالى (قُ ْ‬
‫جمِيعًا ِإنّهُ هُ َو ا ْلغَفُورُ الرّحِي ُم (‪.))53‬‬ ‫حمَةِ اللّهِ إِنّ اللّ َه َيغْ ِف ُر ال ّذنُوبَ َ‬ ‫تَ ْقنَطُوا مِنْ َر ْ‬
‫وهنا نسأل أيهما أكثر مبالغة فعول أو فعّال؟ فعول بالتأكيد أكثر مبالغة من فعّال ولذلك فكلمة صبور هي أكثر مبالغة وتعني أنه يفني نفسه‬
‫في الصبر أما كلمة صبّار فهي بمعنى الحِرفة‪ .‬ونسأل أيضا أيهما ينبغي أكثر في الحياة الصبر أو الشكر؟ الشكر بالتأكيد لن الشكر يكون‬
‫في كل لحظة والشكر يكون على نعم ال تعالى علينا وهي نعم كثيرة وينبغي علينا أن نشكر ال تعالى عليها في كل لحظة لننا في نعمة‬
‫ن(‬ ‫حنِيفًا وََل ْم َيكُ مِنَ ا ْلمُشْ ِركِي َ‬
‫من ال تعالى في كل لحظة‪ .‬وقد امتدح ال تعالى ابراهيم عليه السلم بقوله (إِنّ ِإبْرَاهِي َم كَانَ ُأمّ ًة قَا ِنتًا لِلّ ِه َ‬
‫ستَقِي ٍم (‪ ))121‬واستعمل كلمة (أنعُم) لنها تدل على جمع ال ِقلّة لنه في الواقع أن نِعم ال‬ ‫ط مُ ْ‬
‫ج َتبَاهُ وَ َهدَاهُ إِلَى صِرَا ٍ‬ ‫‪ )120‬شَاكِرًا ِلَأنْ ُعمِهِ ا ْ‬
‫تعالى ل تُحصى فل يمكن أن يكون إنسان شاكرا لنعم ال‪ ،‬والنسان في نعمة في كل الحوال هو في نعمة في قيامه وقعوده ونومه ‪ ..‬الخ‬
‫ن َت ُعدّوا ِن ْعمَةَ اللّهِ لَا ُتحْصُوهَا إِنّ اللّهَ َلغَفُورٌ َرحِي ٌم (‪ )18‬النحل)‪ .‬وعليه فإن الشكر يجب أن يكون أكثر من‬ ‫كما جاء في قوله تعالى (وَإِ ْ‬
‫الصبر فالصبر يكون كما أسلفنا إما عند الطاعات وهي لها أوقات محددة وليست مستمرة كل لحظة كالصلة والصيام أو الصبر على‬
‫الشدائد وهي ل تقع دائما وكل لحظة على عكس النّعم التي تكون مستمرة في كل لحظة ول تنقطع تنقطع لحظة من لحظات الليل أو‬
‫النهار‪ ،‬وتستوجب الشكر عليها في كل لحظة فالنسان يتقلب في نعم ال تعالى‪.‬‬
‫ومما تقدّم نقول أنه تعالى جاء بصيغة صبّار للدللة على الحِرفة وكلمة شكوربصيغة فعول التي يجب أن يستغرقها النسان في الشكر‬
‫للدللة على أن النسان يستغرق في الشكر‪ ،‬ويكفي أن يكون النسان صبّارا ول يحتاج لن يكون صبورا‪ .‬أما صيغة شكور فجاء بها لن‬
‫النسان ينبغي أن يشكر ال تعالى على الدوام وحتى لو فعل فلن يوفّي ال تعالى على ِنعَمه‪.‬‬
‫* ما دللة استعمال الريح في آية(‪ )22‬سورة يونس؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫الكلمة ل توصف بأنها بليغة وإنما يقال عنها كلمة فصيحة لكن بلغة الكلمة عندما تضعها في كلم وفي سياق‪ .‬ول بد من معرفة قواعد‬
‫اللغة العربية وأحكامها حتى ل نخرج من قواعدها عندما نتكلم عن القرآن ثم إن هناك خصوصيات في استعمال القرآن فعلى سبيل المثال‬
‫حتّى ِإذَا ُك ْنتُ ْم فِي ا ْلفُلْ كِ‬
‫حرِ َ‬
‫سيّ ُركُ ْم فِي ا ْلبَرّ وَا ْلبَ ْ‬
‫القرآن يستعمل الريح في الشر والرياح في الخير إل في موطن واحد قال تعالى (هُوَ اّلذِي يُ َ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ط ِبهِ ْم دَعَوُا اللّ َه مُخْلِ صِينَ لَ ُه الدّي َ‬


‫ن‬ ‫ظنّوا َأّنهُ مْ أُحِي َ‬
‫ل َمكَا نٍ َو َ‬
‫ن كُ ّ‬
‫ج مِ ْ‬
‫ح عَا صِفٌ َوجَاءَهُ مُ ا ْلمَوْ ُ‬
‫طّيبَةٍ َو َفرِحُوا ِبهَا جَا َء ْتهَا رِي ٌ‬
‫ح َ‬
‫َوجَ َريْ نَ ِبهِ مْ بِرِي ٍ‬
‫ج ْي َتنَا مِ نْ َهذِ هِ َل َنكُونَنّ مِ نَ الشّاكِرِي نَ (‪ )22‬يونس) قال ريح طيبة ثم أتبعها بريح عاصف وعليه ينبغي أن ننظر كيف يستعمل القرآن‬ ‫َلئِ نْ َأنْ َ‬
‫الكلمة في سياقها‪.‬‬
‫*في بعض المواقع في القرآن نلحظ أنه في نفس الية توجد صيغة المخاطب والغائب في‬
‫َ‬
‫حت َّى إِذ َا كُنت ُ ْ‬
‫م‬ ‫حرِ َ‬ ‫م ف ِي الْبَّرِ وَالْب َ ْ‬‫سيُِّرك ُ ْ‬‫نفس الية مثل قوله تعالى في سورة يونس (هُوَ ال ّذِي ي ُ َ‬
‫ن‬‫مكَا ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫من ك ُ ِّ‬ ‫ج ِ‬
‫مو ْ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫جاءه ُ ُ‬‫ف وَ َ‬
‫ص ٌ‬ ‫ح عَا ِ‬ ‫جاءتْه َا رِي ٌ‬ ‫حوا ْ بِه َا َ‬
‫ن بِه ِم بِرِي ٍح طَيِّبَةٍ وَفَرِ ُ‬ ‫جَري ْ َ‬‫ك وَ َ‬‫ف ِي الْفُل ْ ِ‬
‫من ال َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫شاكِرِي َ‬ ‫ن ِ َ‬‫ن هَضذِهِ لَنَكُون َ ِ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫جيْتَن َا ِ‬‫ن أن َ‬ ‫ن لَئ ِ ْ‬ ‫ن لَ ُ‬
‫ه الدِّي َ‬ ‫صي َ‬
‫خل ِ ِ‬
‫م ْ‬
‫ه ُ‬ ‫م دَعَوُا ْ الل ّ َ‬
‫ط بِهِ ْ‬‫حي َ‬ ‫مأ ِ‬ ‫وَظَنُّوا ْ أنَّه ُ ْ‬
‫(‪ ))22‬فما دللة تحول الخطاب من صيغة المخاطب إلى الغائب؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫حتّى ِإذَا كُنتُ ْم فِي الْفُ ْلكِ) كان يخاطبهم والن ذهبت الفلك وأصبحوا غائبين فالن يُخبِر عنهم ل‬
‫هذه تسمى إلتفات في اللغة أما لماذا التفت؟‪َ (.‬‬
‫طّيبَةٍ) فحكى عنهم وهذا يسمى إلتفات‪.‬‬
‫يخبرهم فعندما جرت الفلك أصبحوا غائبين قال ( َوجَ َريْنَ ِبهِم بِرِيحٍ َ‬
‫‪):‬آية (‪24‬‬
‫مُرن َا لَيْل ً أ َ ْو نَهَاًرا (‪ )24‬يونس) مع أن الساعة عندما‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫*ما الدللة البلغية في قوله تعالى (أتَاه َا أ ْ‬
‫ستقوم ستقوم إما ليل ً أو نهاراً؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫الوقت ليس إل ليلً أو نهارا والساعة عندما تقوم تقوم ليلً أو نهارا فِل َم ذكر التوقيت؟ لن الرض ل تكون في وقت واحد ليل أو نهار‬
‫وإنما قسم ليل وقسم نهار‪ .‬الرض هي كرة قسم فيه ليل وقسم فيه نهار‪ ،‬تأتي في وقت قسم فيه نائم وقسم غير نائم‪ ،‬قسم منشغل وقسم‬
‫غير منشغل‪ .‬أحوال الناس في الليل والنهار ليست واحدة وإنما مختلفة فتأتيهم في جميع الحوال في حالة اليقظة والنوم وفي الراحة وغير‬
‫الراحة والنشغال‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪28‬‬
‫*مضضا دللة هذا السضضلوب فضضي اللتفات مضضن صضضورة الخطاب إلى صضضورة الغيبضضة اليضضة ‪ 29-28‬؟‬
‫(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫هنا جدل بين المشركين ومن كانوا يعبدونهم‪ ،‬كانوا يتخذونهم آلهة من دون ال يتبعون ما يقولون وإن خالف قولهم شرع ال‪َ ( .‬ويَوْ َم‬
‫شهِيدًا بَ ْي َننَا‬ ‫ن (‪َ )28‬ف َكفَى بِاللّ ِه َ‬ ‫ش َركَاؤُهُ ْم مَا ُك ْنتُمْ ِإيّانَا َت ْعبُدُو َ‬
‫جمِيعًا ثُ ّم نَقُولُ لِّلذِينَ َأشْ َركُوا َمكَا َنكُمْ َأ ْنتُمْ وَشُ َركَا ُؤكُ ْم فَ َزيّ ْلنَا َب ْينَهُمْ َوقَالَ ُ‬ ‫حشُرُهُ ْم َ‬ ‫نَ ْ‬
‫عبَا َد ِتكُمْ َلغَافِلِينَ (‪ )29‬يونس هؤلء الشركاء يريدون شاهدا ليس المهم بيننا وبينكم المهم الشاهد يشهد لهم أنهم ما كانوا‬ ‫ن ِ‬ ‫َو َب ْي َنكُمْ إِنْ ُكنّا عَ ْ‬
‫يعبدونهم ولذلك جاءت (وكفى بال شهيدا بيني وبينكم)‪.‬‬
‫سيّ ُركُمْ فِي ا ْلبَرّ وَا ْلبَحْرِ‬ ‫هذا السلوب في اللتفات من صورة الخطاب إلى صورة الغيبة مضطرد في القرآن كما في قوله تعالى (هُوَ اّلذِي يُ َ‬
‫ط ِبهِ ْم دَعَوُاْ‬ ‫ظنّواْ َأّنهُمْ أُحِي َ‬
‫ل َمكَانٍ وَ َ‬ ‫ج مِن كُ ّ‬ ‫صفٌ وَجَاء ُهمُ ا ْلمَوْ ُ‬ ‫ح عَا ِ‬ ‫طّيبَةٍ َوفَرِحُو ْا ِبهَا جَاء ْتهَا رِي ٌ‬ ‫ج َريْنَ ِبهِم بِرِيحٍ َ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫حتّى ِإذَا كُنتُمْ فِي ا ْلفُ ْل ِ‬ ‫َ‬
‫ن (‪ )22‬يونس) لم يقل وجرين بكم‪ ،‬أخذهم ووضعهم في السفينة ويتكلم عن‬ ‫ج ْي َتنَا مِنْ هَـذِهِ َل َنكُونَنّ مِنَ الشّاكِرِي َ‬ ‫اللّ َه مُخْلِصِينَ لَ ُه الدّينَ َلئِنْ أَن َ‬
‫غائبين يشعر النسان أنه يركب في السفينة وهناك من يتحدث عنه وهو غائب‪ .‬القرآن الكريم فيه تصوير رائع للحداث‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪29‬‬
‫*جاء في القرآن كله تقديم كلمة شهيد على بيني وبينكم كما جاء في سورة النعام (قل الله‬
‫شهيضد بينضي وبينكضم) وسضورة يونضس آيضة ‪ 29‬والرعضد آيضة ‪ 43‬والسضراء آيضة ‪ 96‬والحقاف آيضة ‪ 8‬أمضا‬
‫في سورة العنكبوت فقد جاءت كلمة شهيد متأخرة عن بيني وبينكم في الية ‪( 52‬كفى بالله‬
‫بيني وبينكم شهيداً) فما سبب الختلف؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫مسألة التقديم والتأخير في القرآن الكريم تستدعي النظر في عموم التقديم والتأخير في اللغة بمعنى أن لغة العرب لماذا تقدم ولماذا تؤخر؟‬
‫ل شك أن هناك أسبابا للتقديم‪ .‬الصل عندنا نظام للجملة العربية بشقّين‪ :‬الفعل مع مرفوعه سوءا كان فاعلً أو نائب فاعل ثم تأتي‬
‫المتممات من مفعول به‪ ،‬حال‪ ،‬مفعول مطلق إلى آخره ‪ .‬والشق الثاني ‪ :‬المبتدأ والخبر ثم يأتي بعده المتممات‪ .‬أحيانا بعض المتممات‬
‫تتقدم على الخبر‪ .‬الصل مبتدأ وخبر أو فعل ومفعول في بعض الحيان تكون هذه المتممات بينية تدخل بين المبتدأ والخبر (أركان الجملة‬
‫الرئيسية) وفي بعض الحيان حتى المتممات وهناك نظام لها‪ :‬المفعول به يتقدم على غيره في كلم العرب وهم لديهم هذا المثال‪( :‬ضرب‬
‫المير اللصّ ضربا مبرّحا أمام داره في بيته)‪ .‬يذكرون هذه المتممات‪ .‬فالمفعول به يتقدم‪ .‬وهناك نظرية العامل والمعمول‪ :‬المعمول يتقدم‬
‫على عامله‪ .‬الصل في المعمول أن يتأخر على عامله‪ .‬هذا فيه تفصيل‪.‬‬
‫ل حينما يكون المبتدأ نكرة‬
‫لكن نجد أنه بشكل عام التقدم يكون للهتمام في الغالب إل في بعض الحيان‪ .‬يكون التقديم لقامة الجملة‪ .‬مث ً‬
‫ول مسوّغ للبتداء به إل تقدم الخبر وهو ظرف أو جار ومجرور كما جاء في ألفية إبن مالك‪:‬‬
‫ما لم تُفِد كعند زيدٍ نمره‬ ‫ول يجوز البتدا بالنّكره‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ل من الكِرام عندنا‬ ‫ورج ٌ‬ ‫وهل فتى فيكم فما خِلٌ لنا‬


‫بِ ّر يزينُ وليُقس ما لم يُقل‬ ‫ورغبةٌ في الخير خيرٌ وعمل‬
‫فأحيانا يكون التقديم والتأخير واجبا وله مواطن وقوانين في لغة العرب ومن خلل كلم العرب علماؤنا إستطاعوا أن يستنبطوا هذه‬
‫ل إلى كلمة زيدٌ في المكتبة‪ ،‬يمكن أن تقول‪ :‬في المكتبة زيدٌ‪ .‬سيبويه يقول يجوز الوجهان على معنيين‬ ‫القواعد أو القوانين‪ .‬فلما نأتي مث ً‬
‫مختلفين‪ :‬في الجملة الولى أخبرنا عن وجود إنسان في مكان معين هو المكتبة وهو زيد‪ ،‬فسواء قلنا زيد في المكتبة أو في المكتبة زيد‪،‬‬
‫نحن نسبنا الوجود لزيد في المكتبة لكنه يقول ل‪ .‬عندما تقول زيد في المكتبة‪ ،‬عنايتك بالنسان زيد أكثر من عنايتك بالمكان (في المكتبة)‪.‬‬
‫لما تقول ‪ :‬في المكتبة زيد‪ ،‬أنت تعتني بالمكتبة أكثر من عنايتك بزيد‪ .‬تتضح الصورة أكثر عندما تدخل (إنما)‪ :‬إنما في المكتبة زيد‪ .‬هنا‬
‫صار الحصر في الخر فلم يعد الهتمام بما تقدم وإنما صار الهتمام بالمتأخر لنه حُصر‪( .‬إنما في المكتبة زيد) تقولها عندما يختلف‬
‫الناس من في المكتبة؟ بعضهم يقول في المكتبة عمرو والخر يقول في المكتبة زيد والخر يقول في المكتبة حسن فأقول‪ :‬إنما في المكتبة‬
‫زيد‪ .‬فالمسؤول عنه هو الخر المحصور‪ .‬لكن لما نعرف زيدا لكن ل ندري أين هو؟ تقول العرب‪ :‬إنما زيد في المكتبة‪ ،‬هنا إختلفوا في‬
‫المكان‪.‬‬
‫فأحيانا المتقدم هو المعني به وأحيانا يأتي بحيث تؤخر ما أنت مهتم به‪ ،‬لكلٍ قانونه ولكلٍ نظامه‪.‬‬
‫لما نأتي لنظام الفعل والفاعل ‪ :‬أكرم زيدٌ خالدا (زيد أعطى وخالد أخذ)‪ ،‬أكرم خالدا زيدٌ‪ ،‬لم يتغير المعنى الساسي أيضا زيد أعطى وخالد‬
‫أخذ لكنك إعتنيت بالكرم وخالد أكثر من إعتنائك بزيد‪ .‬فإذا قلت‪ :‬خالدا أكرم زيدٌ‪ ،‬تكون عنايتك بخالد أكثر من الكرم وأكثر من زيد‪.‬‬
‫العربية لنها لغة معربة فيها هذه المرونة وهذه السعة‪.‬‬
‫حمَةً َو ِذكْرَى ِلقَوْ ٍم يُ ْؤ ِمنُونَ (‪ )51‬قُ ْ‬
‫ل كَفَى بِاللّ ِه َبيْنِي َو َب ْي َنكُمْ‬ ‫ن فِي ذَِلكَ َلرَ ْ‬ ‫ب ُيتْلَى عََل ْيهِمْ إِ ّ‬‫نأتي إلى الية (أَوَلَ ْم َيكْ ِفهِمْ َأنّا َأنْزَ ْلنَا عََل ْيكَ ا ْل ِكتَا َ‬
‫ن (‪ )52‬العنكبوت) في غير القرآن يمكن القول‪:‬‬ ‫سرُو َ‬ ‫ك هُمُ ا ْلخَا ِ‬ ‫سمَاوَاتِ وَالَْأرْضِ وَاّلذِينَ َآ َمنُوا بِا ْلبَاطِلِ َو َكفَرُوا بِاللّهِ أُوَل ِئ َ‬ ‫شهِيدًا يَعَْلمُ مَا فِي ال ّ‬ ‫َ‬
‫كفى بال شهيدا بيني وبينكم‪ .‬بل حتى في القرآن في آيات أخرى في خمس آيات وردت بهذه الصيغة (كفى بال شهيدا بيني وبينكم) تأتي‬
‫شهيدا بعد إسم الجللة‪ .‬أما في الية موضع السؤال في سورة العنكبوت‪( :‬كفى بال بيني وبينكم) جاءت متقدمة على (شهيدا)‪ .‬إذن هناك‬
‫سر جعل هذه الكلمة مقدمة‪ .‬والذي قدّمها في خمسة مواضع يستطيع أن يقدمها في الموضع السادس فلماذا جاءت (كفي بال بيني وبينكم‬
‫شهيدا) شهيدا متأخرة؟‬
‫حمَةً َوذِكْرَى لِقَ ْو ٍم يُ ْؤ ِمنُونَ (‪ ))51‬الخطاب للرسول (أنزلنا‬ ‫ن فِي ذَِلكَ لَ َر ْ‬ ‫عَليْهِمْ إِ ّ‬ ‫ب يُتْلَى َ‬ ‫جاء في الية (أَ َولَ ْم َيكْ ِفهِمْ َأنّا َأنْزَ ْلنَا عََل ْيكَ ا ْل ِكتَا َ‬
‫عليك) و (عليهم) إذن (عليك‪ ،‬عليهم) فناسب أن يقدّم (بيني وبينكم) لن الخطاب للرسول ‪ :‬قل كفى بال بيني وبينكم شهيدا) وإل كان‬
‫يمكن أن يقول (كفى بال بينك وبينهم شهيدا) هذا شيء‪.‬‬
‫الهم من هذا أنه عندنا كلمة (يعلم) هذه جملة فعلية هي وصف لكلمة (شهيدا) (شهيدا يعلم) يعني شهيدا عالما فلما كان يعلم وصفا لشهيدا‬
‫ل بين الصفة والموصوف يطول الكلم ويضعف‪ .‬حينما تفصل‬ ‫فلو قدم شهيدا وجعله (وكفى بال شهيدا بيني وبينكم يعلم) يكون هناك فاص ً‬
‫الصفة وموصوفها يضعف الكلم من حيث التركيب سيتبعد الوصف عن صفته ويكون (بيني وبينكم) فاصلً‪ .‬فتفاديا لهذا الضعف ‪ -‬ولغة‬
‫القرآن اللغة العلى والسمى والرقى‪ -‬فتفاديا لهذا الضعف وإتّكاء على ذكر المخاطب والغائبين (عليك‪ ،‬عليهم) نوع من التنسيق‪،‬‬
‫والصل أن يتفادى الفصل بين الصفة والموصوف بكلم (بيني وبينكم) تطيل الفاصل والصل في اللغة العليا أن ل يُفصل بين النعت‬
‫ومنعوته‪ .‬وهو قد يجوز أن تفصل لكن ليس هو الفضل في اللغة العليا‪ .‬لذلك جاء (كفى بال بيني وبينكم شهيدا يعلم) لن (يعلم) نعت‬
‫لـ(شهيدا) فل بد أن تتصل بها‪.‬‬
‫اليات الخرى جاءت على الصل يعني أن العامل تقدم على المعمول لن (بيني وبينكم) معمولن لـ (شهيدا) تقدم على العامل‪ .‬لكن لما‬
‫يتقدم (شهيد) يأتي المعمول بعدها‪ .‬الطبيعي أن يأتي العامل ثم يأتي المعمول (كفى بال شهيدا بيني وبينكم) فما جاء على الصل ل يُسأل‬
‫عنه‪ .‬كما تقول‪ :‬كتب زيد رسالة‪ ،‬ل نقول لماذا تقدم الفاعل ؟ هذه رتبته هكذا يأتي قبله‪ .‬إذا جاء الشيء على الصل ل يُسأل عنه عندما‬
‫يكون العامل مقدّما على معموله فهذا هو الصل‪ .‬بيني وبينكم معمولن متعلقان بـ (شهيدا) لما يأتي (بيني وبينكم) بعد (شهيدا) ل يُسأل‬
‫عنه لن هذا الصل‪ .‬مع ذلك لو نظرنا في اليات التي قد تأخر فيها الظرف نجد أن هناك أسبابا دعت إلى تأخيره ول يمكن أن يتقدم‪:‬‬
‫الية فى سورة يونس‪ :‬جدل بين المشركين ومن كانوا يعبدونهم‪ ،‬كانوا يتخذونهم آلهة من دون ال يتبعون ما يقولون وإن خالف قولهم‬
‫ش َركُوا َمكَانَكُمْ َأ ْنتُمْ َوشُ َركَا ُؤ ُكمْ َف َزيّ ْلنَا بَ ْي َنهُمْ َوقَالَ شُ َركَاؤُهُ ْم مَا ُك ْنتُمْ ِإيّانَا َتعْ ُبدُونَ (‪َ )28‬فكَفَى‬ ‫ل لِّلذِينَ أَ ْ‬ ‫جمِيعًا ثُ ّم نَقُو ُ‬ ‫شرُهُمْ َ‬ ‫شرع ال‪َ ( .‬ويَوْ َم نَحْ ُ‬
‫عبَا َدتِكُمْ َلغَافِلِينَ (‪ )29‬يونس) هؤلء الشركاء يريدون شاهدا ليس المهم بيننا وبينكم المهم الشاهد يشهد‬ ‫ن ِ‬ ‫ن ُكنّا عَ ْ‬ ‫شهِيدًا َبيْ َننَا َو َب ْينَكُمْ إِ ْ‬‫بِاللّهِ َ‬
‫لهم أنهم ما كانوا يعبدونهم ولذلك جاءت (وكفى بال شهيدا بيني وبينكم) بينما هناك في الية التي تقدمت فيها جاءت بسبب وجود (يعلم)‬
‫الذي هو الصفة أخّرها وقدّم الظرف‪ ،‬والظرف اللغة تتوسع فيه‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪35‬‬
‫*ما هي اللمسة البيانية فى كلمة (يهدّي) في سورة يونس؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ل َي ِهدّي‬
‫حقّ َأ َفمَن َي ْهدِي إِلَى ا ْلحَقّ َأحَقّ أَن ُيتّبَعَ َأمّن ّ‬
‫ق قُلِ اللّ ُه َي ْهدِي لِلْ َ‬
‫ل مِن شُ َركَآ ِئكُم مّن َيهْدِي ِإلَى ا ْلحَ ّ‬
‫ل هَ ْ‬
‫قال تعالى في سورة يونس (قُ ْ‬
‫ن {‪ )}35‬من حيث التكوين اللغوي كلمة يهدّي تعني يهتدي وحصل فيها إبدال معلوم التاء انقلبت دال مثل‬ ‫ح ُكمُو َ‬
‫ِإلّ أَن ُيهْدَى َفمَا َلكُ ْم َكيْفَ تَ ْ‬
‫قوله (يخصّمون) في سورة يس وهي (يختصمون) وكلمة (ازّينت) وهي تزينت‪.‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫يبقى السؤال لماذا جاءت (يهدّي) هي فيها تضعيف الدال بينما يهتدي ليس فيها تضعيف الدال والتضعيف يفيد المبالغة أي بالغ في عدم‬
‫اهتداء هؤلء‪ .‬وعندنا التضعيف فيه مبالغة مثل كسر وكسّر‪ .‬هذه الية الوحيدة في القرآن كله التي وردت فيها (يهدّي) والباقي (يهتدي)‪,‬‬
‫ربنا تعالى أراد أن يذكر المبالغة في عدم اهتدائهم وفي القرآن كله الكلم في النسان (يهتدي) إل هذه الية فالكلم في الصنام وفيها‬
‫مبالغة في عدم الهتداء فأُبدل ليصير مبالغة وتكثير وهؤلء ايسوا مثل البشر‪ .‬في الصنام مبالغة في عدم الهتداء أُبدل وقال (ل يهدّي)‬
‫للمبالغة في عدم الهداية‪ .‬والصنام ليست كالبشر لنها غير قادرة على فعل شيء ولم يرد في القرآن نفي الهداية عن الصنام إل في هذه‬
‫الية‪ .‬في كل القرآن ورد نفي الهداية عن البشر فجاء بلفظ يهتدي وتهتدي‪ .‬وإذا فقد السمع والبصر مبالغة في عدم الهداية لذا المبالغة في‬
‫عدم الهداية جاءت كلمة (يهدّي) فكيف تهتدي الصنام؟ لذا اقتضى المبالغة‪ .‬وتوجد قراءة متواترة (يهدي)‪.‬‬
‫َ‬
‫ق أفَ َ‬
‫من يَهْدِي‬ ‫ه يَهْدِي لِل ْ َ‬
‫ح ِّ‬ ‫ل الل ّ ُ‬‫ق قُ ِ‬‫ح ِّ‬ ‫من يَهْدِي إِلَى ال ْ َ‬ ‫شَركَآئِكُم َّ‬ ‫من ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫ل هَ ْ‬ ‫*في سورة يونس (قُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫حقّضُ أَن يُتَّب َضعَ أ َّ‬
‫ض‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ( ‪ ))35‬مضضا دللة‬ ‫مو َض‬‫حك ُ ُ‬
‫ف تَ ْ‬ ‫ما لَك ُ ض ْ‬
‫م كَي ْ ض َ‬ ‫يض إِل ّ أن يُهْدَى فَض َ‬
‫دّ َ‬ ‫من ل ّ يَهِ ِ‬ ‫قّ ض أ َ‬ ‫إِلَى ال ْ َ‬
‫ح ِ‬
‫استخدام إلى الحق‪ ،‬للحق؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ط المُس َتقِي َم (‪ )6‬الفاتحة) الفاتحة) (فَا ّت ِبعْنِي‬ ‫الفعل هدى يتعدّى بنفسه ويتعدّى بـ (إلى) ويتعدى باللم‪ .‬يتعدّى بنفسه (اه ِدنَــــا الصّرَا َ‬
‫حمِي ِد (‪ )6‬سبأ) ويتعدى باللم (يَ ْهدِي‬ ‫أَ ْه ِدكَ صِرَاطًا سَ ِويّا (‪ )43‬مريم)‪ ،‬يتعدى بـ (إلى) ( َيهْدِي ِإلَى ا ْلحَقّ) ( َو َيهْدِي إِلَى صِرَاطِ ا ْلعَزِيزِ ا ْل َ‬
‫ح ْمدُ ِللّهِ اّلذِي َهدَانَا ِلهَـذَا َومَا ُكنّا ِل َنهْ َتدِيَ لَوْل أَنْ‬ ‫ن (‪ )17‬الحجرات) ( َوقَالُو ْا الْ َ‬ ‫ن َهدَاكُمْ لِ ْلإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَا ِدقِي َ‬ ‫ِللْحَقّ) (بَلِ اللّ ُه َيمُنّ عََل ْيكُمْ أَ ْ‬
‫ق (‪ )43‬العراف)‪ ،‬هذا الفعل هدى‪ .‬يبقى ما دللة كل تعبير حتى نفهمه‪:‬‬ ‫ت رُسُلُ َرّبنَا بِا ْلحَ ّ‬ ‫َهدَانَا اللّ ُه لَ َقدْ جَاء ْ‬
‫ل هذا يقال لمن كان على الصراط ولمن كان بعيدا عنه‪ ،‬الفعل هدى يقال في حالت‬ ‫ط المُستَقِيمَ) مث ً‬ ‫المتعدي بنفسه (اهدِنَــــا الصّرَا َ‬
‫يحددها السياق‪ .‬من كان بعيدا عن الصراط يمكن أن نقول له إهدنا الصراط كقول إبراهيم لبيه (فَا ّتبِ ْعنِي أَ ْه ِدكَ صِرَاطًا سَ ِويّا) وأبوه‬
‫سبَُلنَا (‪ )12‬إبراهيم) وهم على الصراط‪ ،‬هم أنبياء‬ ‫ل عَلَى اللّهِ َو َقدْ َهدَانَا ُ‬ ‫ل َنتَوَكّ َ‬‫ليس على الصراط وإنما بعيد عنه‪ .‬قول الرُسُل ( َومَا َلنَا َأ ّ‬
‫ال وهم على الصراط‪( .‬إهدنا الصراط المستقيم) الذين يقولون إياك نعبد وإياك نستعين مؤمنون على الصراط قالوا (إهدنا الصراط‬
‫المستقيم)‪ .‬إذن المتعدي بنفسه يقولها لمن هو على الصراط أو بعيدا عن الصراط‪ .‬إهدنا السبيل قد يكون بعيدا عن السبيل وقد يكون هو‬
‫على السبيل أي ثبّتني عليه وعلّمني ما فيه‪.‬‬
‫المتعدّي بـ (إلى) الموجودة في الية تقال لمن كان بعيدا عن الصراط تحديدا‪ .‬لما تقول اهدني إلى الصراط أنت بعيد عن الصراط‬
‫ط (‪ )22‬ص) أنت أوصلنا إليه‪ ،‬هم مختلفون ليسوا على الصراط‪ .‬لذا‬ ‫حكُم َبيْ َننَا بِا ْلحَقّ وَلَا تُشْطِطْ وَا ْه ِدنَا إِلَى سَوَاء الصّرَا ِ‬ ‫فيوصلك إليه (فَا ْ‬
‫ل مِن شُ َركَآ ِئكُم مّن َيهْدِي ِإلَى ا ْلحَقّ) هل منهم من يوصِل إلى الحق؟‬ ‫ل هَ ْ‬ ‫قال تعالى (قُ ْ‬
‫التعدية باللم تكون لمن وصل إلى الغاية‪ ،‬إلى غاية المر‪ ،‬إلى المنتهى‪ .‬اللم تأتي للتعليل‪ ،‬لطلب العِلم وتستعمل لنتهاء الغاية (لجل‬
‫مسمى)‪.‬‬
‫النسان يحتاج إلى هذه الهدايات كلها فمن كان بعيدا عن الصراط يحتاج من يوصله إلى الصراط ويدلّه عليه‪ ،‬فمن وصل يحتاج من يعرّفه‬
‫بالصراط لنه قد يستدل أحدهم على الطريق لكن ل يعرفه‪ .‬المرحلة الولى أن يوصله إلى الصراط والمرحلة الثانية أن يعرّفه ماذا في‬
‫الطريق من مراحل‪ ،‬هل هو آمن‪ ،‬ماذا فيه؟ والذي هو سالك في الطريق يحتاج من يوصله إلى آخر الغاية‪ ،‬آخر الطريق لذلك ل تجد في‬
‫حمْدُ لِلّهِ اّلذِي َهدَانَا ِلهَـذَا) (بَلِ اللّ ُه يَمُنّ‬ ‫القرآن مع اللم إهدنا للصراط وإنما تجد نهاية المور ( َيهْدِي اللّهُ ِلنُورِ ِه مَن يَشَاء (‪ )35‬النور) (ا ْل َ‬
‫ن َهدَاكُمْ لِ ْلإِيمَانِ)‪ .‬هذه هي مسألة هدى النسان يحتاجها كلها‪.‬‬ ‫عََل ْيكُمْ أَ ْ‬
‫ل ل يعرفون الحق‬ ‫الن نأتي إلى الية‪ :‬شركاؤهم ل يعرفون أين الحق ولو سألتهم أين الحق ل يعرفون أين الحق وأين الصراط هم أص ً‬
‫ل مِن شُ َركَآ ِئكُم مّن َيهْدِي ِإلَى ا ْلحَقّ) هم ل يعرفون أين الحق‪ .‬إذن المرحلة الولى من الهداية وهو أن يعلم أين‬ ‫ل هَ ْ‬‫ول الصراط أين هو (قُ ْ‬
‫حقّ) ال تعالى يوصلكم للنهاية وليس فقط يهديكم إلى الحق هذا‬ ‫هو الصراط غير موجودة‪ ،‬إنتفت الولى فانتفت الثانية‪( .‬قُلِ اللّهُ َي ْهدِي لِلْ َ‬
‫آخر الهدايات‪ .‬إذن هو ال تعالى ليس فقط يهدي إلى الحق‪ ،‬آلهتكم ل تعلم أين الحق لكن ال تعالى يهدي للحق‪ ،‬يوصلكم إلى آخر المطاف‬
‫والمطاف إلى الجنة‪ .‬رب العالمين تعدى كل المراحل (قل ال يهدي للحق) شركاؤهم ل يعلمون الحق وال تعالى يوصلكم إلى نهاية الحق‬
‫ح ْمدُ لِلّهِ‬
‫ونهاية المطاف لذا يقول أهل الجنة (الحمد ل الذي هدانا لهذا) رب العالمين هداهم لهذا أوصلهم للجنة وهي آخر الغاية ( َوقَالُواْ الْ َ‬
‫جنّةُ أُو ِر ْثتُمُوهَا ِبمَا كُنتُ ْم َتعْمَلُونَ)‪.‬‬
‫ت رُسُلُ َرّبنَا بِالْحَقّ َونُودُواْ أَن تِ ْلكُمُ ا ْل َ‬ ‫ن َهدَانَا اللّهُ لَ َقدْ جَاء ْ‬ ‫اّلذِي َهدَانَا ِلهَـذَا َومَا ُكنّا ِل َن ْهتَدِيَ َلوْل أَ ْ‬
‫ل مِن شُ َركَآئِكُم مّن َيهْدِي إِلَى ا ْلحَقّ) هذا استفهام إنكاري أي هل من أصنامكم من يدلكم على‬ ‫ل هَ ْ‬
‫فإذن الولى واضحة (يهدي إلى الحق) (قُ ْ‬
‫الحق أين هو؟ لكن ال تعالى يهدي للحق‪ ،‬إلى آخر الغاية يهديكم إلى الحق ويهديكم للحق ويهديكم الحق‪ ،‬يهديكم إلى الصراط ويهديكم‬
‫الصراط ويهديكم إلى نهاية المر‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪36‬‬
‫َ‬ ‫ت وَأ َض َّ‬
‫مع َض‬ ‫ن الل ّض َ‬
‫ه َ‬ ‫شيْئًا وَلَوْ كَثَُر ْض‬ ‫م فِئَتُك ُض ْ‬
‫م َ‬ ‫ي عَنْك ُض ْ‬ ‫(ول َض ْ‬
‫ن تُغْن ِض َ‬ ‫اليتيضن َ‬
‫َ‬
‫* مضا الفرق فضي التعضبير بيضن‬
‫شيْئًا (‪ )36‬يونس)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫ق َ‬ ‫ح ِّ‬ ‫ْ‬
‫ن ال َ‬‫م َ‬ ‫ن ل يُغْنِي ِ‬‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ن الظ َّ‬ ‫ن (‪ )19‬النفال) و (إ ِ ّ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫مؤْ ِ‬
‫منِي َ‬
‫ش ْيئًا وَلَ ْو َكثُرَتْ وَأَنّ اللّ َه مَعَ‬
‫خيْرٌ ّل ُكمْ وَإِن َتعُودُو ْا َنعُدْ وَلَن ُت ْغنِيَ عَنكُ ْم ِف َئُتكُمْ َ‬
‫ستَ ْفتِحُو ْا َف َقدْ جَاءكُمُ الْ َفتْحُ وَإِن تَنتَهُو ْا َفهُوَ َ‬
‫قال تعالى‪(:‬إِن تَ ْ‬
‫ا ْلمُ ْؤمِنِينَ (‪ )19‬النفال) الفئة مؤنث فيفترض أن يكون الفعل معها مؤنثا‪ .‬ممكن في غير القرآن بسبب وجود الفاصل كلمة (عنكم) يمكن أن‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫يقول (يغني) لكن لما تأتي على الصل ل يُسأل عنه‪ .‬لو قيل في غير القرآن (لن يغني) من حيث اللغة جائز‪ ،‬لكن جميع القراء مطبقون‬
‫على كلمة (تغني)‪.‬‬
‫ن (‪ )36‬ل تستطيع أن تقول (ل تغني)‬ ‫ش ْيئًا إِنّ اللّ َه عَلَي ٌم ِبمَا يَ ْفعَلُو َ‬
‫حقّ َ‬
‫ل ُيغْنِي مِنَ الْ َ‬
‫ن َ‬
‫ظنّا إَنّ الظّ ّ‬
‫أما الية الخرى ( َومَا َيّتبِعُ َأ ْكثَرُ ُهمْ ِإلّ َ‬
‫لن اللفظ مذكر‪.‬‬
‫تأنيث الفعل للفاعل فيها قواعد ثابتة‪:‬‬
‫*إذا كان الفاعل مجازي التأنيث مثل شمس يعني ليس له مذكر من جنسه إذا كان الفاعل ظاهرا فالفعل معه يجوز تأنيثه وتذكيره على‬
‫السواء عند العرب يقول طلعت الشمس ويقول طلع الشمس‪.‬‬
‫*إذا كان حقيقي التأنيث يُنظر هل هناك فاصل؟ إذا وجد الفاصل عند ذلك يجوز التذكير والتأنيث فنقول "جاء إلى المحطة فاطمة" ولك‬
‫أن تقول "جاءت إلى المحطة فاطمة"‪ .‬إذا لم يكن هناك فاصل فليس لك إل أن تؤنّث "جاءت فاطمة"‪ .‬ول يجوز جاء فاطمة وإن كان‬
‫سيبويه قال‪ :‬وسمعت بعض العرب يقول‪ :‬قال فلنة من غير فاصل‪ ،‬وهذا نوع من المانة العلمية لدى علمائنا‪.‬‬
‫*إذا كان الفعل ضميرا مستترا حتى إذا كان يعود على مؤنث مجازي يجب تأنيث الفعل نقول الشمس طلعت ول يجوز أن نقول‬
‫الشمس طلع‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪37‬‬
‫متَّقِي نَض (‪)2‬‬
‫ب فِيه ِض هُدًى ل ِّل ْ ُ‬ ‫ك الْكِتَا ُض‬
‫ب ل َ َري ْض َ‬ ‫*مضا دللة اسضتخدام إسضم الشارة (ذلك) فضي اليضة (ذَل ِض َ‬
‫البقرة) بدل إسم الشارة هذا؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫إسم الشارة نفس السم أحيانا يستعمل في التعظيم وأحيانا يستعمل في الذم والذي يبين الفرق بينهما هو السياق‪ .‬كلمة (هذا) تستعمل في‬
‫المدح والثناء "هذا الذي للمتقين إمام" ويستعمل في الذم (أَهَذَا اّلذِي َبعَثَ اللّ ُه رَسُولًا (‪ )41‬الفرقان) (كذلك) تستعمل في المدح "أولئك آبائي‬
‫ت َفذَِلكُنّ اّلذِي ُل ْمُتّننِي فِيهِ‬
‫فجئني بمثلهم" أولئك جمع ذلك وهؤلء جمع هذا‪ ،‬والذم‪( .‬ذلك) من أسماء الشارة و(تلك) من أسماء الشارة (قَالَ ْ‬
‫(‪ )32‬يوسف) تعظيم‪ ،‬وأحيانا يكون في الذم تقول هذا البعيد ل تريد أن تذكره فهنا الذي يميز بين ذلك الستعمال والسياق‪( .‬ذلك الكتاب ل‬
‫ريب فيه) هنا إشارة إلى علوه وبعد رتبته وبعده عن الريب وأنه بعيد المنال ل يستطيع أن يؤتى بمثله (ذلك الكتاب ل ريب فيه) دللة‬
‫ش َهدَاءكُم مّن دُونِ اللّهِ‬ ‫ع ْب ِدنَا َف ْأتُو ْا بِسُورَ ٍة مّن ّمثْلِهِ وَادْعُواْ ُ‬
‫ب ّممّا نَزّ ْلنَا عَلَى َ‬ ‫على البعيد وال تعالى قال في نفس السورة (وَإِن كُنتُ ْم فِي َريْ ٍ‬
‫ن ُك ْنتُمْ صَادِقِينَ (‪ )23‬فَإِن لّ ْم تَ ْفعَلُواْ وَلَن تَ ْفعَلُواْ (‪ ))24‬هذا المر بعيد عن المنال أن يؤتى بمثله‪ .‬إذن ذلك الكتاب إشارة إلى بعده وعلو‬ ‫إِ ْ‬
‫ن ِيهْدِي لِّلتِي ِهيَ َأقْوَ ُم (‪ )9‬السراء) عندما قال يهدي للتي هي أقوم يجب‬ ‫ن هَـذَا الْ ُقرْآ َ‬‫مرتبته‪ .‬والقرآن يستعمل (هذا) لكن في مواطن (إِ ّ‬
‫أن يكون قريبا حتى نهتدي به لكن لما قال ذلك الكتاب هو عالي بعيد ل يستطاع أن يؤتى بمثله‪ .‬ثم إنه لم يذكر القرآن إل بـ (هذا) ولم‬
‫ن هَـذَا ا ْلقُرْآنُ أَن يُ ْفتَرَى مِن‬ ‫ن لُنذِ َركُم بِ ِه (‪ )19‬النعام) ( َومَا كَا َ‬ ‫ي َهذَا الْ ُقرْآ ُ‬ ‫يقل (ذلك) كلما يشير إلى القرآن يشير بـ (هذا) (وَأُوحِيَ ِإلَ ّ‬
‫ن عَلَى‬‫ت الِنسُ وَالْجِ ّ‬ ‫ن (‪ )3‬يوسف) (قُل ّلئِنِ ا ْ‬
‫ج َتمَعَ ِ‬ ‫ك هَـذَا ا ْلقُرْآ َ‬
‫ح ْينَا إَِل ْي َ‬
‫ص ِبمَا أَوْ َ‬‫حسَنَ الْ َقصَ ِ‬ ‫ص عََل ْيكَ أَ ْ‬ ‫ن نَقُ ّ‬ ‫دُونِ اللّ ِه (‪ )37‬يونس) (نَحْ ُ‬
‫ظهِيرًا (‪ )88‬السراء) لن القرآن من القراءة وهو مصدر فعل قرأ‬ ‫ضهُمْ ِل َبعْضٍ َ‬ ‫ن َبعْ ُ‬
‫ن لَ َي ْأتُونَ ِب ِمثْلِهِ وَلَ ْو كَا َ‬‫ل هَـذَا الْ ُقرْآ ِ‬
‫أَن يَ ْأتُو ْا ِب ِمثْ ِ‬
‫وكلمة قرآن أصلً مصدر‪ ،‬قرأ له مصدرين قراءة وقرآنا (فَِإذَا قَرَ ْأنَا ُه فَا ّتبِعْ قُرْآنَ ُه (‪ )18‬القيامة)‪ .‬لما تقرأ تقرأ القريب إذن هذا هو القرآن‪.‬‬
‫الكتاب بعيد ليس قراءة وإنما قد يكون في مكان آخر وهو في اللوح المحفوظ يسمى كتابا‪ .‬هناك فرق بين الكتاب والقرآن فالكتاب فيه بعد‬
‫ع َربِيّا (‪)12‬‬ ‫صدّقٌ لّسَانًا َ‬ ‫ب مّ َ‬ ‫متصور أما القرآن فيكون قريبا حتى يُقرأ‪ .‬حتى في كلمة الكتاب لما يقول أنزلنا يقول كتابا (وَ َهذَا ِكتَا ٌ‬
‫صدّقُ اّلذِي َبيْنَ َي َديْهِ (‪ )92‬النعام)‪ .‬لو قال هنا في آية البقرة هذا الكتاب ل ريب فيه لكن كونه‬ ‫الحقاف) (وَهَـذَا ِكتَابٌ أَنزَ ْلنَا ُه ُمبَا َركٌ مّ َ‬
‫بعيد أن يؤتى بمثله لنه في السورة نفسه قال (فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا) يعني بعيد عليكم فإسم الشارة (ذلك) دل على علوّ ِه منزلة‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪38‬‬
‫ْ‬
‫مثْل ِضهِ وَادْعُوا‬‫ن ِ‬
‫ْض‬ ‫م‬
‫سوَرةٍ ِ‬ ‫ما نََّزلْن َضا عَلَى عَبْدِن َضا فَأتُوا ب ِض ُ‬ ‫م َّض‬ ‫ب ِ‬ ‫م فِضي َري ْض ٍ‬ ‫ن كُنْت ُض ْ‬ ‫* مضا الفرق بيضن (وَإ ِض ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل فَأتُوا ب ِ ُ‬
‫سوَرةٍ‬ ‫ن افْتََرا هُ قُ ْ‬‫م يَقُولُو َ‬ ‫ن (‪ )23‬البقرة) و (أ ْ‬ ‫صادِ َقِي َ‬‫م َ‬ ‫ن كُنْت ُض ْ‬ ‫ن الل ّهِ إ ِ ْ‬ ‫ن دُو ِ‬
‫م ْ‬‫م ِ‬‫شهَدَاءَك ُ ْ‬‫ُ‬
‫ن (‪ )38‬يونس؟‬ ‫صادِقِي َ‬
‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ن كنْت ُ ْ‬ ‫ّ‬
‫ن اللهِ إ ِ ْ‬ ‫ن دُو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫َ‬
‫ستَطعْت ُ ْ‬ ‫نا ْ‬ ‫مثْلِهِ وَادْعُوا َ‬
‫م ِ‬ ‫ِ‬
‫د‪.‬حسام النعيمى‪:‬‬
‫التحدي كان بأكثر من صورة‪ ،‬كان هناك تحدي في مكة وتحدي في المدينة‪ .‬السور المكية جميعا جاءت من غير (من) (‪ )34‬الطور‪َ( ،‬أمْ‬
‫ن (‪ )38‬يونس ‪ )13( ،‬هود ‪ )88( ،‬السراء هذه‬ ‫ط ْعتُ ْم مِنْ دُونِ اللّ ِه إِنْ ُك ْنتُمْ صَا ِدقِي َ‬
‫ستَ َ‬
‫ل َف ْأتُوا بِسُورَ ٍة ِمثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ ا ْ‬
‫يَقُولُونَ ا ْفتَرَا ُه قُ ْ‬
‫السور المكية بعضها قال بحديث‪ ،‬آية من مثله لذلك نقول ما ورد في كتاب ال عز وجل هو ليس نقلً حرفيا للكلم وإنما هم قالوا كلما‬
‫والقرآن الكريم يأتي به مصوغا بما يناسب أعلى درجات الفصاحة والبلغة‪ ، .‬حتى عندما يقول (وقالوا كذا) فهذا ليس قولهم حرفيا لن‬
‫هذا كلم ال تعالى وذلك كلمهم ولما يكون الكلم لغير العرب كلما قديما هو ليس ترجمة حرفية كما قلنا وإنما هو حكاية حالهم بأسلوب‬
‫القرآن الكريم‪ .‬فإذن كان أحيانا يطالبهم بحديث‪ ،‬أحيانا بقرآن مثله‪ ،‬أحيانا عشر سور‪ ،‬أحيانا سورة مثل الكوثر أو الخلص‪ ،‬هذا كان في‬
‫ن ِمثْلِهِ (‪ .)23‬هنا القرآن إنتشر‬
‫مكة‪ .‬سورة واحدة فكان يقول (مثله)‪ ,‬في المدينة (في سورة البقرة) المكان الوحيد الذي قال ( َف ْأتُوا بِسُورَ ٍة مِ ْ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫وأسلوبه صار معروفا‪ ،‬الن يقول لهم (بسورة من مثله) لو قال ‪ :‬بسورة مثله كما قال سابقا يعني سورة مثل سور القرآن الكريم‪( .‬من)‬
‫هذه للتبعيض‪ ،‬هو هل له مثل حتى يطالَبون ببعض مماثله؟ هو لم يقل ‪ :‬فاتوا بمثله وإنما ببعض ما يماثله ول يوجد ما يماثله فما معناه؟‬
‫شيْءٌ وَ ُهوَ‬ ‫س َكمِثْلِهِ َ‬‫هذا معناه زيادة التوكيد‪ .‬لما تأتي (مثل) ويأتي عليها حرف في شيء ليس له مثل معنى ذلك توكيد كما قال تعالى (َليْ َ‬
‫ل لهذا القرآن‬ ‫سمِيعُ ا ْلبَصِي ُر (‪ )11‬الشورى) الكاف للتشبيه‪ ،‬ومثل للتشبيه معناه أنه لو تخيلتم لو أن تصوّركم أنجدكم بأن تتخيلوا مثا ً‬ ‫ال ّ‬
‫فحاولوا أن تأتوا بمثل ذلك المثال ‪ ،‬بجزء من ذلك المثال الذي تخيلتموه فهذا أبعد في التيئيس من قوله (مثله) مباشرة‪.‬‬
‫بسورة مثله أي بسورة مماثلة‪( ،‬من مثله) يعني بسورة من بعض ما تتخيلونه مماثلً‪ .‬هذا إمعان في التحدي وأبعد لنه صار القرآن‬
‫منتشرا‪ .‬فلو تخيلت أيها السامع شيئا يماثل القرآن وهذا غير ممكن لنه سبق وقال تعالى (ل يأتون بمثله) فإتوا ليس بمثله بمثل هذا الذي‬
‫تخيلتم وإنما بجزء من مما تتخيلونه مماثلً له فكان أبعد من التحدي لن هذه الية نزلت في المدينة بعد أن كان القرآن قد إنتشر وعمّت‬
‫ل يعني‬ ‫الرسالة‪ .‬كما قال ال عز وجل (ليس كمثله شيء) يعني لو أن عقلك تخيّل مثالً فال سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء لو تخيّلت مثا ً‬
‫إبعاد للصورة‪.‬‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى‪:‬‬
‫ع ْب ِدنَا فَ ْأتُوا‬
‫ب ِممّا نَزّ ْلنَا عَلَى َ‬ ‫ن ُكنْتُ ْم فِي َريْ ٍ‬ ‫تحدّى ال تعالى الكفار والمشركين بالقرآن في أكثر من موضع فقال تعالى في سورة البقرة (وَإِ ْ‬
‫ن (‪ ))23‬وقال في سورة يونس (أَ ْم يَقُولُونَ ا ْفتَرَا ُه قُ ْ‬
‫ل فَ ْأتُوا بِسُورَ ٍة ِمثْلِهِ‬ ‫ن كُ ْنتُمْ صَا ِدقِي َ‬‫ن دُونِ اللّهِ إِ ْ‬ ‫ش َهدَا َءكُ ْم مِ ْ‬
‫بِسُورَ ٍة مِنْ ِمثْلِ ِه وَادْعُوا ُ‬
‫ن (‪.))38‬‬ ‫ن دُونِ اللّهِ إِنْ ُك ْنتُمْ صَا ِدقِي َ‬ ‫ط ْعتُ ْم مِ ْ‬
‫ستَ َ‬
‫وَادْعُوا مَنِ ا ْ‬
‫ل ‪ :‬إن لهذا الشيء أمثالً‬ ‫ل ينبغي أن نلحظ الفرق في المعنى بين (من مثله) و(مثله) ثم كل آية تنطبع بطابع الفرق هذا‪ .‬فإذا قلنا مث ً‬ ‫*أو ً‬
‫فيقول‪ :‬ائتني بشيء من مثله فهذا يعني أننا نفترض وجود أمثال لهذا الشيء أما عندما نقول ‪ :‬ائتني بشيء مثله فهذا ل يفترض وجود‬
‫أمثال لكنه محتمل أن يكون لهذا الشيء مثيل وقد ل يكون فإن كان موجودا ائتني به وإن لم يكن موجودا فافعل مثله‪ .‬هذا هو الفرق‬
‫الرئيس بينهما‪.‬‬
‫هذا المر طبع اليات كلها ‪ .‬أولً قال تعالى في سورة البقرة (وإن كنتم في ريب) وفي آية سورة يونس قال تعالى (افتراه) وبل شك (إن‬
‫كنتم في ريب) هي أع ّم من (افتراه) أن مظنة الفتراء أحد أمور الريب (يقولون ساحر يقولون يعلمه بشر يقولون افتراه) أمور الريب أعم‬
‫وأهم من الفتراء والفتراء واحد من أمور الريب‪.‬‬
‫*والمر الخر أننا نلحظ أن الهيكلية قبل الدخول في التفصيل (وإن كنتم في ريب) أع ّم من قوله (افتراه) و(من مثله) أع ّم من (مثله)‬
‫لماذا؟‬
‫لو لحظنا المفسرين نجد أنهم وضعوا احتمالين لقوله تعالى (من مثله) فمنهم من قال من مثله أي من مثل القرآن وآخرون قالوا أن من‬
‫مثله أي من مثل هذا الرسول المي الذي ينطق بالحكمة أي فاتوا بسورة من القرآن من مثل رجل أمي كالرسول ‪ .‬وعليه فإن (من مثله)‬
‫أع ّم لنه تحتمل المعنيين أم (مثله) فهي ل تحتمل إل معنى واحدا وهو مثل القرآن ول تحتمل المعنى الثاني‪ .‬الحتمال الول أظهر في‬
‫القرآن ولكن اللغة تحتمل المعنيين‪ .‬وعليه فإن (إن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله) أعم من (أم يقولون افتراه‬
‫فاتوا بسورة مثله) لن إن كنتم في ريب أع ّم من الفتراء و(من مثله) أع ّم من (مثله)‪.‬‬
‫ونسأل هنا هل يمكن أن تأتى من مثله في سورة يونس؟‬
‫ل يصح أن يقول في سورة يونس مع الية (أم يقولون افتراه) أن يأتي بـ "فاتوا بسورة من مثله" بإضافة (من) وإنما الصح كما جاء في‬
‫الية أن تأتي كما هي باستخدام "مثله" بدون "من" (فاتوا بسورة مثله) لن استخدام "من مثله" تفترض أن له مثل إذن هو ليس بمفترى ول‬
‫يصح بعد قوله تعالى (أم يقولون افتراه) أن يقول (فاتوا بسورة من مثله) لنه عندما قال من مثله افترض وجود مثيل له فإذن هو ليس‬
‫مفترى ول يكون مفترى إذا كان له مثيل إذن تنتفي صفة الفتراء مع افتراض وجود مثل له‪ .‬إذن ل يمكن استبدال أحدهما بالخرى أي ل‬
‫يمكن قول (مثله) في البقرة كما ل يمكن قول (من مثله) في سورة يونس‪.‬‬
‫ن ُكنْتُ ْم صَا ِدقِينَ) ولم يقل ادعوا من استطعتم كما‬ ‫ن دُونِ اللّهِ إِ ْ‬
‫ش َهدَا َءكُ ْم مِ ْ‬
‫والمر الخر أيضا أنه تعالى قال في آية سورة البقرة (وَادْعُوا ُ‬
‫ن ُكنْتُ ْم صَا ِدقِينَ) ونسأل لماذا جاءت الية في سورة يونس ولم تأتي في آية سورة‬ ‫ن دُونِ اللّهِ إِ ْ‬ ‫طعْتُ ْم مِ ْ‬
‫ستَ َ‬
‫ناْ‬ ‫قال في سورة يونس (وَادْعُوا مَ ِ‬
‫البقرة؟ ونقول أنه في آية سورة البقرة عندما قال (من مثله) افترض أن له مثل إذن هناك من استطاع أن يأتي بهذا المثل وليس المهم أن‬
‫تأتي بمستطيع لكن المهم أن تأتي بما جاء به فلماذا تدعو المستطيع إل ليأتي بالنصّ؟ لماذا تدعو المستطيع في سورة البقرة طالما أنه‬
‫افترض أن له مثل وإنما صحّ أن يأتي بقوله (وادعوا شهداءكم) ليشهدوا إن كان هذا القول مثل هذا القول فالموقف إذن يحتاج إلى شاهد‬
‫محكّم ليشهد بما جاءوا به وليحكم بين القولين‪ .‬أما في آية سورة يونس فالية تقتضي أن يقول (وادعوا من استطعتم) ليفتري مثله‪ ،‬هم‬
‫قالوا افتراه فيقول تعالى ادعوا من يستطيع أن يفتري مثله كما يقولون‪ .‬إذن فقوله تعالى (وادعوا شهداءكم) أعمّ وأوسع لنه تعالى طلب‬
‫أمرين‪ :‬دعوة الشهداء ودعوة المستطيع ضمنا أما في آية سورة يونس فالدعوة للمستطيع فقط‪.‬‬
‫(د‪.‬أحمد الكبيسى)‪:‬‬
‫عبْ ِدنَا‬
‫علَى َ‬
‫ب ِممّا نَزّ ْلنَا َ‬ ‫ن ُك ْنتُ ْم فِي َريْ ٍ‬
‫المسألة الثالثة رب العالمين تكلم عن الذين ينكرون نبوة محمد وينكرون أن هذا قرآن‪ ،‬مرة قال (وَإِ ْ‬
‫ن ُك ْنتُمْ صَا ِدقِينَ ﴿‪ ﴾23‬البقرة) وبعدين في مكان آخر (فَ ْأتُوا بِسُورَ ٍة ِمثْلِهِ ﴿‪﴾38‬‬ ‫ن دُونِ اللّهِ إِ ْ‬
‫ش َهدَا َء ُكمْ مِ ْ‬
‫ن ِمثْلِهِ وَادْعُوا ُ‬
‫َف ْأتُوا بِسُورَ ٍة مِ ْ‬
‫يونس) بدون (من) طبعا من أجل هذا في سورة يونس يقول (َأمْ َيقُولُونَ ا ْفتَرَا ُه (‪ )38‬يونس) على القرآن (َأمْ َيقُولُونَ ا ْفتَرَا ُه قُ ْ‬
‫ل َف ْأتُوا بِسُورَةٍ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ن ِمثْلِهِ)‬ ‫ن دُونِ اللّهِ ﴿‪ ﴾38‬يونس) في الولى قال (وَإِنْ ُك ْنتُ ْم فِي َر ْيبٍ ِممّا نَزّ ْلنَا عَلَى َ‬
‫ع ْبدِنَا َف ْأتُوا بِسُورَ ٍة مِ ْ‬ ‫ط ْعتُمْ مِ ْ‬
‫ستَ َ‬
‫ِمثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ ا ْ‬
‫والثانية (فَ ْأتُوا بِسُورَ ٍة ِمثْلِهِ) في الولى شك في نبوة محمد أنه ليس نبي فالخلف أنه ليس نبي قال إذا كان ليس نبيا هاتوا برجل من عندكم‬
‫من رجالكم اقترحوا أي واحد يأتي ويقول كلم مثل ما يقوله محمد وهاتوا شهداء على أننا نعرف فلن الفلني الشاعر الديب الخ هذا قال‬
‫كلم مثل كلم محمد بالضبط‪ ،‬مستحيل تجدوا هذا الشيء فليس هناك رجل يشبه محمد ل في أخلقه ول في خلقه ول في صفاته ول في‬
‫تاريخه ول في نصاعة نسبه الخ مستحيل هناك رجل يشبه محمد صلى ال عليه وسلم من كل قومكم وعشائركم وقبائلكم إذا أين الشكال؟‬
‫(فَ ْأتُوا بِسُورَ ٍة مِنْ) من رجل مثل محمد يقول نفس السورة أو قريب منها فالشك هنا والريب كان في شخص النبي صلى ال عليه وسلم‪ .‬أما‬
‫في قوله (فَ ْأتُوا بِسُورَ ٍة ِمثْلِهِ) الشك في القرآن هم يقولون أن محمد نبي لكن هذا القرآن ممكن أنه هو قاله من عنده كان هو أديب والخ قال‬
‫إذن أتوا بسورة مثل ما قال وهناك من مثل محمد وهنا مثل القرآن‪ ،‬هذا الفرق بين (فَ ْأتُوا بِسُورَ ٍة مِنْ ِمثْلِهِ) و (فَ ْأتُوا بِسُورَ ٍة ِمثْلِهِ)‪ .‬لهذا قال‬
‫ش َهدَا َءكُمْ) هاتوا شهود يشهدون بأننا رأينا واحدا مثل محمد ويقول كلما مثل‬ ‫في البقرة لما قال هاتوا بشخص مثل محمد قال (وَادْعُوا ُ‬
‫ص كمحمد وهنا‬ ‫ط ْعتُمْ)‪ .‬لما تحداهم أن يقولوا كلما كالقرآن هناك تحداهم أن يأتوا بشخ ٍ‬ ‫ستَ َ‬
‫محمد وفي سورة يونس قال (وَادْعُوا مَنِ ا ْ‬
‫طعْتُمْ) روحوا استعينوا بكل من تستطيعون بكل الشعراء والدباء والحكماء إذا استطعتم‬ ‫ستَ َ‬‫ناْ‬‫تحداهم أن يأتوا بكلمٍ كالقرآن قال (وَادْعُوا مَ ِ‬
‫حدٌ ﴿‪﴾1‬الخلص) نحن نقبل التحدي‪ ،‬هذه هي المسألة الثالثة‪.‬‬ ‫ل هُ َو اللّهُ أَ َ‬
‫أن تقولوا سورة ولو (قُ ْ‬
‫‪):‬آية (‪42‬‬
‫* مضا اللمسضة البيانيضة فضي اسضتعمال (مضن )فضي قوله تعالى (ومنه م م ن ي ستمعون إلَي َ َ َ‬
‫ك أفَأن ْض َ‬
‫ت‬ ‫َ ِ ْ ُض ْ َ ْض َض ْ َ ِ ُ َ ِ ْض‬
‫قلُو َ‬
‫ن )؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫و كَانُوا َل يَعْ ِ‬
‫م وَل َ ْ‬
‫ص َّ‬
‫معُ ال ُّ‬
‫س ِ‬
‫تُ ْ‬
‫ذكرنا سابقا أن (من) في سنن العربية يُبدأ معها بالفراد الذي يعود على لفظ (مَن) ثم يُؤتى بالذي يفسّر المعنى وذكرنا عدة أمثلة ‪.‬‬
‫ج َهنّمَ َلمُحِيطَةٌ‬
‫ل ا ْئذَنْ لِي وَلَا َت ْفتِنّي َألَا فِي الْ ِف ْتنَةِ سَقَطُوا وَإِنّ َ‬
‫ن يَقُو ُ‬
‫يأتي بالفراد (من) ثم يفسّر بالمعنى كما في قوله تعالى ( َومِ ْنهُ ْم مَ ْ‬
‫ن (‪ )49‬التوبة)‬ ‫بِا ْلكَافِرِي َ‬
‫ل بصيغة المفرد ثم يأتي بعدها بما يخصص المعنى وهذا هو الكثر في‬ ‫(من) تأتي للمفرد والجمع والمثنى والمذكر والمؤنث وتأتي أو ً‬
‫ن فِيهَا َأبَدًا َقدْ َأحْسَنَ اللّهُ لَهُ رِ ْزقًا (‪ )11‬الطلق) إل إذا اقتضى السياق والبيان أن يخصص ابتدا ًء كما في قوله تعالى‬ ‫القرآن مثل (خَاِلدِي َ‬
‫ن (‪ )42‬يونس)‪.‬‬ ‫سمِعُ الصّمّ وَلَ ْو كَانُوا لَا َيعْقِلُو َ‬
‫ت تُ ْ‬
‫س َت ِمعُونَ إَِل ْيكَ َأفََأنْ َ‬
‫( َو ِم ْنهُ ْم مَنْ يَ ْ‬
‫م نْض‬
‫م َ‬
‫منْهُض ْ‬‫* مضا اللمسضة البيانيضة فضي الجمضع مضع يسضتمعون والفراد مضع ينطضر فضي قوله تعالى (وَ ِ‬
‫م ولَو كَانوا َل يعقلُون (‪ )42‬ومنهم من ينظ ُر إلَي َ َ َ‬ ‫يستمعون إلَي َ َ َ‬
‫ت تَهْدِي‬ ‫ك أفَأن ْ َ‬‫َ ِ ُْ ْ َ ْ َْ ُ ِ ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ ِ‬ ‫ص َّ َ ْ ُ‬ ‫معُ ال ُّ‬‫س ِ‬
‫ت تُ ْ‬‫ك أفَأن ْ َ‬ ‫ْ َ ِ ُ َ ِ ْ‬
‫ن (‪ )43‬يونس)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫صُرو َ‬ ‫ي وَلَوْ كَانُوا ل يُب ْ ِ‬
‫َ‬ ‫الْعُ ْ‬
‫م َ‬
‫هنا نسأل أيّ الكثر المستمعين أم الناظرين؟ في مسجد أو محاضرة قد يحول عائق ما دون النظر إلى الخطيب لكن الذن يستمعون إليه‬
‫أكثر فجاء تعالى بالجمع مع الكثرة (يستمعون) وجاء بالفراد مع القلة (ينطر) ولو كان لل ِقلّة النسبية‪ .‬وقد ورد هذا الستعمال في القرآن‬
‫فعلى سبيل المثال يستعمل القرآن البررة والبرار يستعمل البررة دائما للملئكة وليس للناس لن الملئكة كلهم بررة (كثرة نسبية) فجاء‬
‫بجمع التكسير‪ ،‬ويستعمل البرار للناس‪.‬‬
‫وفي مداخلة أحد المستمعين قال فيها أنه قد يكون استعمال الجمع للسمع والفراد للنظر أن السمع يكون مباشرا وغير مباشر أما التظر‬
‫فل يكون إل مباشرا‪.‬‬
‫و كَانُوا ْ لَ‬ ‫م وَل َ‬
‫ص َّ‬
‫معُ ال ُّ‬ ‫من يستمعون إلَي َ َ َ‬ ‫منْهُم َّ‬
‫ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ك أفَأن َ‬
‫ت تُ ْ‬ ‫َ ْ َ ِ ُ َ ِ ْ‬ ‫*لماذا قال تعالى في سورة يونس (وَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫من يَنظُر إِلي ْضك أفَأن َض‬
‫ت‬ ‫َ‬
‫منهُضم ّض‬ ‫ن (‪ ))42‬بصضيغة الجمضع وإثبات النون مضع السضمع ثضم قال (وَ ِ‬ ‫يَعْقِلُو َض‬
‫ن (‪ ))43‬بالمفرد مع النظر؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ي َولَوْ كَانُوا ْ ل َ يُب ْ ِ‬
‫صُرو َ‬ ‫تَهْدِي الْعُ ْ‬
‫م َ‬
‫هذا السؤال تكرر أكثر من مرة وأجبنا عنه‪ .‬المستمعون أكثر من الذين ينظرون‪ ،‬حتى في الخطبة في المسجد أو في مكان آخر‬
‫المستمعون ُكثُر والناظرين قليل فلما كان المستمعون أكثر جاء بالجمع (يستمعون) ولما كان الناظرين أقل جاء بالمفرد (ينظر)‪ .‬قال منهم‬
‫كله منهم وهم ليسوا فئة محدودة بعشرة أشخاص أو خمسة‪ ،‬منهم مستمعين وهم أكثر من الناظرين منهم من يستمعون ومنهم من ينظر‬
‫ولكن المستمعين قطعا أكثر من الناظرين فجاء بالكثرة بالواو الدالة على الجمع مع المستمعين وبالمفرد مع القل‪.‬‬
‫ن‬
‫م ْض‬
‫م َ‬
‫منْهُ ض ْ‬
‫* لماذا جاء الفعضضل (يسضضتمعون بالجمضضع) مضضع أن (مضضن) يأتضضي بعدهضضا مفرد مذكضضر (وَ ِ‬
‫ي ستمعون إلَي َ َ َ‬
‫نض (‪ )42‬يونضس) مضع أنضه ورد بالفراد فضي‬ ‫م وَلَوْ كَانُوا َل يَعْقِلُو َ‬‫صّض َّ‬
‫معُ ال ُ‬
‫س ِ‬
‫ت ت ُض ْ‬‫ك أفَأن ْض َ‬‫َض ْ َ ِ ُ َ ِ ْض‬
‫ك) وجمع الستماع؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫ن يَنْظُُر إِلَي ْ َ‬
‫م ْ‬
‫م َ‬‫منْهُ ْ‬ ‫حد النظر (وَ ِ‬ ‫آيات أخرى؟ ولماذا و ّ‬
‫ل كلمة (من) الموصولة لفظها ‪ -‬يقول العلماء ‪ -‬لفظ مفرد‪ ،‬صوتها (من) مثل‬ ‫س َتمِعُونَ إَِل ْيكَ) أو ً‬
‫ن يَ ْ‬
‫في قول ال سبحانه وتعالى ( َو ِمنْهُ ْم مَ ْ‬
‫صوت كلمة (يد) أو (أخ) أو (أب) مكونة من حرفين‪( .‬من) إسم موصول بمعنى الذي‪ ،‬اللتين‪ ،‬اللذين‪ ،‬الذين‪ ،‬اللواتي لنك تقول هي لفظها‬
‫لفظ مفرد (من) مثل يد‪ ،‬يد مفرد وأخ مفرد لكن (من) مبني لفظها لفظ مفرد معناها العرب تقول‪ :‬جاءني من أحترمه وجاءني من أحترمها‬
‫وجاءني من أحترمهم وجاءني من أحترمهنّ وجاءني من أحترمهما‪( ،‬من) تؤدي كل هذا عند العرب‪ .‬فهنا لما يكون اللفظ لفظ مفرد‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫والمعنى للجمع أنت تستطيع أن تراعي جانب اللفظ أو أن تراعي جانب المعنى فيمكن أن تقول‪ :‬جاءني من أحترمه والقادم عدد من‬
‫الرجال أو من النساء (من أحترمه) يعني هؤلء الذين جاءوا‪ .‬جاءني من أحترمه فأجلست كل واحد منهم في موقعه‪ ،‬ل بد من وجود قرينة‬
‫سياقية‪ .‬لكن السؤال الذي يرد أنه إذا نظرت إلى اللفظ ونظرت إلى المعنى فنجد أنه في لغة العرب ‪ -‬والقرآن الكريم إلتزم هذا ‪ -‬إذا نظر‬
‫إلى اللفظ والمعنى في آن واحد يقدّم اللفظ على المعنى يعني يستعمل إذا قال (من) (ومن الناس من يقول) مفرد (آمنا بال) جمع (وما هم‬
‫بمؤمنين) جمع‪ ،‬أعطى اللفظ حقه وأعطى المعنى حقه‪ .‬لكن أحيانا أنت تعطي المعنى حقه فقط ول تريد أن تشير إلى اللفظ ومن حقك ذلك‬
‫كما قلنا (جاءني من أحترمهم)‪ .‬في قوله تعالى (ومنهم من يستمعون إليك) راعى المعنى مباشرة ما راعى اللفظ والمعنى‪ .‬لو راعى اللفظ‬
‫والمعنى يقدّم اللفظ على مراعاة المعنى‪ .‬هنا راعى المعنى مباشرة قال (ومنهم من يستمعون إليك) ولو قال في غير القرآن ذلك لصح‬
‫(منهم من يستمع إليك) من هؤلء يمكن أن يكون واحد منهم جماعة لكن لما جاء (من) يحتمل الواحد والجمع‪ ،‬هنا قال (ومنهم من‬
‫يستمعون) ولو قال في غير القرآن ومنهم من يستمع لجاز‪( .‬أفأنت تسمع الصم) على الجمع‪.‬‬
‫ن (‪ : )43‬بالفراد ‪ ،‬هنا راعى اللفظ في كلمة (ينظر) وراعى المعنى في‬ ‫ل ُيبْصِرُو َ‬ ‫ت َت ْهدِي ا ْل ُعمْيَ وَلَ ْو كَانُو ْا َ‬ ‫( َومِنهُم مّن يَنظُرُ إَِل ْيكَ َأفَأَن َ‬
‫كلمة (ولو كانوا ل يبصرون)‪.‬‬
‫حتّى ِإذَا‬ ‫ل يُ ْؤمِنُو ْا ِبهَا َ‬
‫ل آيَ ٍة ّ‬ ‫جعَ ْلنَا عَلَى قُلُو ِبهِمْ َأ ِكنّةً أَن يَفْ َقهُوهُ َوفِي آذَانِهِمْ َو ْقرًا وَإِن يَرَوْ ْا كُ ّ‬
‫س َتمِعُ إَِل ْيكَ وَ َ‬
‫لحظ الية الخرى ( َو ِم ْنهُم مّن يَ ْ‬
‫ن َهذَآ ِإلّ َأسَاطِي ُر الَوّلِينَ (‪ )25‬النعام) جمع فاستعمل المفرد ثم الجمع‪.‬‬ ‫ن كَفَرُواْ إِ ْ‬ ‫ك يُجَادِلُو َنكَ يَقُولُ اّلذِي َ‬ ‫جَآؤُو َ‬
‫طبَعَ اللّ ُه عَلَى قُلُو ِبهِمْ‬
‫ل آنِفًا ُأوَْل ِئكَ اّلذِينَ َ‬‫حتّى ِإذَا خَرَجُوا مِنْ عِن ِدكَ قَالُوا لِّلذِينَ أُوتُوا ا ْلعِلْ َم مَاذَا قَا َ‬ ‫س َتمِعُ إَِل ْيكَ َ‬‫الية الخرى ( َو ِمنْهُم مّن يَ ْ‬
‫وَاتّ َبعُوا أَهْوَاءهُ ْم (‪ )16‬محمد) إذن راعى اللفظ وراعى المعنى‪ .‬ماذا قال العلماء؟ قالوا صحيح هذا جائز وهذا جائز لكن لماذا استعمل‬
‫الجائز هذا هنا واستعمل الجائز ذاك هناك؟ التأمل في كلم ال سبحانه وتعالى لما يتأمل النسان في كلم ال سبحانه وتعالى تنفتح له‬
‫آفاق‪ ،‬علماؤنا تأملوا فوجدوا أنه إذا استعمل الجمع مباشرة يراد الكثرة وإذا استعمل الفراد ثم الجمع يراد ال ِقلّة‪.‬‬
‫ن (‪ )42‬يونس) الكلم هنا على الستماع إلى آيات القرآن الكريم‬ ‫ل َيعْقِلُو َ‬
‫سمِعُ الصّمّ وَلَ ْو كَانُو ْا َ‬ ‫ت تُ ْ‬
‫س َت ِمعُونَ إَِل ْيكَ َأ َفأَن َ‬
‫هنا عندنا ( َو ِم ْنهُم مّن يَ ْ‬
‫والستماع إلى الرسول وهو إستماع عام لكل العرب‪ ،‬كان يخاطبهم فيستمعون لكن هؤلء الذين يستمعون لم يتقبلوا ما تلقيه عليهم فيقول‬
‫ل َيعْقِلُونَ) هؤلء الذي يستمعون إليك على كثرتهم كأنهم ل يستفيدون مما تقوله لهم‪ ،‬هذا عام‪.‬‬ ‫سمِعُ الصّمّ وَلَ ْو كَانُو ْا َ‬ ‫ت تُ ْ‬‫تعالى له (َأفَأَن َ‬
‫جعَ ْلنَا عَلَى قُلُو ِبهِمْ َأ ِكنّةً أَن يَفْ َقهُوهُ) (وجعلنا على قلوبهم) هؤلء المجعول على قلوبهم أكنة‪ ،‬الذين سبق في علم ال‬ ‫س َتمِعُ ِإَل ْيكَ َو َ‬
‫( َو ِم ْنهُم مّن يَ ْ‬
‫سبحانه وتعالى نتيجة إصرارهم وضللهم أن قلوبهم صارت في أغطية هم ليسوا بكثرة عدد المستمعين‪ ،‬هم مجموعة قليلة‪ ،‬فالذين على‬
‫جعَ ْلنَا عَلَى قُلُو ِبهِمْ َأ ِكنّةً أَن يَ ْف َقهُوهُ) فئة‬
‫س َتمِعُ إَِل ْيكَ وَ َ‬
‫قلوبهم أكنة قِلة فاستعمل الفراد معهم أولً ثم تكلم على مجموعهم فقال ( َو ِمنْهُم مّن يَ ْ‬
‫قليلة فاستعمل الفراد‪.‬‬
‫طبَعَ اللّ ُه عَلَى‬ ‫حتّى ِإذَا خَرَجُوا مِنْ عِن ِدكَ) الذين هم داخلين عند الرسول ويستمعون (أُوَْل ِئكَ اّلذِينَ َ‬ ‫س َتمِعُ إَِل ْيكَ َ‬‫الية الخرى ( َو ِمنْهُم مّن يَ ْ‬
‫قُلُو ِبهِمْ) هم قِلة وحتى مجلس الرسول قِلّة فاستعمل الفراد (ومنهم من يستمع إليك) على سنة العرب في كلمها لكن استعمال خاص‬
‫صحيح الفراد مراعاة للفظ والجمع مراعاة للمعنى وقدم مراعاة اللفظ على مراعاة المعنى لكن لما كان المراد قليلً استعمل الفراد ولما‬
‫كان كثيرا استعمل الجمع ابتداء (ومنهم من يستمعون إليك)‪.‬‬
‫ل ُيبْصِرُونَ) السياق كان يقتضي في الظاهر ومنهم من‬ ‫ت َت ْهدِي ا ْل ُعمْيَ وَلَ ْو كَانُو ْا َ‬
‫في الموضع نفسه قال ( َومِنهُم مّن يَنظُرُ إَِل ْيكَ َأفَأَن َ‬
‫يستمعون ومنهم من ينظرون ولغويا يجوز وتكون العبارة سليمة وصحيحة ول غبار عليها ول يحدث فيها سؤال‪ .‬وهناك لو قال في غير‬
‫القرآن (ومنهم من يستمع) أيضا العبارة صحيحة لكن هناك يفوت فكرة الكثرة لو قال يستمع بينما المراد الكثرة يفوت عند ذلك كأنه أراد‬
‫قِلّة بينما هو يريد الكثرة‪ .‬هنا أيضا علماؤنا لما نظروا في هذا المر ذ عنترة في الجاهلية قال‪ :‬هل غادر الشعراء ‪ ،‬هل أبقى الشعراء لنا‬
‫شيئا في ذلك الزمان‪ .‬لكن الجاحظ يقول ‪" :‬وليس أضر على العلم من قول القائل ما ترك الول للخر" لنه يصير نوع من التراخي‪ .‬فعلى‬
‫مر الزمان علماؤنا يتأملون في كتاب ال عز وجل وتنفتح لهم آفاق‪.‬‬
‫وهذا أيضا مما وقفوا عنده قالوا‪ :‬يستمعون عامٌ للكثرة‪َ ( .‬ومِنهُم مّن يَنظُرُ إَِل ْيكَ) هذا إفراد وفيه قِلّة لكن كيف قِلة؟ قال الذين كانوا يسمعون‬
‫للرسول صنفان‪ :‬صنف كان يستمع جِهارا وصنف كان يتخفّى في الستماع يذهب بالليل ويسترق السمع وحدثت أكثر من واقعة أن‬
‫فلن وفلن التقوا مع بعضهم بالليل وتعاهدوا على عدم العودة ثم عادوا في اليوم التالي ليستمعوا للقرآن الكريم‪ ،‬بينما النظر الذين ينظرون‬
‫للرسول محدودون فإذن المستمعون صنفان والناظرون صنف واحد لنه في الليل ل يرى والمتخفي ل يريد أن يرى وإنما يريد أن‬
‫يسمع فمن هنا كان السامعون أكثر من الناظرين فجاء الكلم على السامعين باختيار الجمع واختير المفرد لبيان القلة بالنسبة للنظر‪ .‬ثم‬
‫شيء آخر‪ :‬البلغ يكون بالسماع وليس بالنظر‪ ،‬الصل في البلغ السماع فألصل أن المستمعين أكثر من الناظرين‪ ،‬هذا قولهم وهو‬
‫قول موفق فيما أرى وال أعلم‪.‬‬
‫منْهُم‬ ‫معْنَا قُْرآن ًا عَ َ‬
‫جب ًا (‪ ))1‬مع أن القرآن يستخدم (وَ ِ‬ ‫*لماذا لم يقل استمع إليك فى الية(إِنَّا َ‬
‫س ِ‬
‫ك (‪ )25‬النعام)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫معُ إِلَي ْ َ‬
‫ست َ ِ‬ ‫َّ‬
‫من ي َ ْ‬
‫ليس المقصود شخص الرسول ‪ .‬لكن المقصود هو القرآن‪ .‬هنالك أمر في القرآن الكريم‪ :‬حيث عدّى الستماع حيث يقول (إليك) ل بد أن‬
‫جعَ ْلنَا عَلَى قُلُو ِبهِمْ‬
‫س َتمِعُ إَِل ْيكَ وَ َ‬
‫يجري ذكر الرسول في سياق الية‪ .‬إذا قال إليك فل بد أن يذكر شيئا يتعلق بالرسول ‪ .‬مثال ( َو ِم ْنهُم مّن يَ ْ‬
‫ن(‬ ‫ن َهذَآ ِإلّ َأسَاطِي ُر الَوّلِي َ‬ ‫ن كَفَرُواْ إِ ْ‬
‫ك يُجَادِلُو َنكَ يَقُولُ اّلذِي َ‬
‫حتّى ِإذَا جَآؤُو َ‬
‫ل يُ ْؤمِنُو ْا ِبهَا َ‬
‫ل آيَ ٍة ّ‬
‫َأ ِكنّةً أَن يَفْ َقهُو ُه َوفِي آذَا ِنهِمْ َوقْرًا وَإِن يَرَوْ ْا كُ ّ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ن كَفَرُو ْا إِنْ َهذَآ ِإلّ أَسَاطِي ُر الَوّلِينَ)‪َ ( ،‬و ِم ْنهُم‬ ‫ل اّلذِي َ‬ ‫ك يَقُو ُ‬‫ك يُجَادِلُو َن َ‬‫حتّى ِإذَا جَآؤُو َ‬ ‫‪ )25‬النعام) المخاطب هو الرسول ‪ .‬لما ذكر إليك ( َ‬
‫طبَعَ اللّ ُه عَلَى قُلُو ِبهِمْ وَا ّت َبعُوا أَهْوَاءهُ ْم (‪)16‬‬ ‫ل آ ِنفًا أُ ْوَل ِئكَ اّلذِينَ َ‬ ‫ك قَالُوا لِّلذِينَ أُوتُوا ا ْلعِلْ َم مَاذَا قَا َ‬ ‫ن عِندِ َ‬‫خرَجُوا مِ ْ‬ ‫حتّى ِإذَا َ‬
‫س َتمِعُ إَِل ْيكَ َ‬
‫مّن يَ ْ‬
‫ن (‪)42‬‬ ‫ل َيعْقِلُو َ‬
‫سمِعُ الصّمّ وَلَ ْو كَانُو ْا َ‬
‫ت تُ ْ‬
‫س َت ِمعُونَ إَِل ْيكَ َأ َفأَن َ‬
‫ل آنِفًا)‪َ ( .‬و ِم ْنهُم مّن يَ ْ‬ ‫محمد) متعلق بالرسول ‪( .‬قَالُوا لِّلذِينَ أُوتُوا ا ْلعِ ْل َم مَاذَا قَا َ‬
‫س َتمِعُونَ إَِل ْيكَ وَِإذْ ُه ْم نَجْوَى ِإذْ يَقُولُ الظّاِلمُونَ إِن َتّت ِبعُونَ ِإلّ َرجُلً‬ ‫ن بِهِ ِإ ْذ يَ ْ‬‫س َت ِمعُو َ‬
‫يونس) المخاطب هو الرسول ‪( .‬نّحْنُ أَعَْل ُم ِبمَا يَ ْ‬
‫سحُورًا (‪ )47‬السراء) حيث يقول (يستمعون إليك) أو (يستمع إليك) يجري ذكر الرسول ‪ .‬في السياق وهنا في آية الجن لم يرد ذكر‬ ‫مّ ْ‬
‫الرسول مطلقا‪ .‬هو القصد ذكر القرآن وليس ذكر القارئ القرآن هو القصد وليس الرسول ‪ .‬فلم يعدّي الستماع إليه‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪46‬‬
‫ما يَفْعَلُو َ‬
‫ن (‪ )46‬يونس)) ما دللة (ثم)فى الية؟(د‪.‬فاضل‬ ‫شهِيد ٌ عَلَى َ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫م ث ُ َّ‬
‫جعُهُ ْ‬ ‫*((فَإِلَيْنَا َ‬
‫مْر ِ‬
‫السامرائى)‬
‫(ثم) في غالب معناها يكون الترتيب والتراخي لكنها ل تنحصر بهذا المعنى‪ .‬قد تكون (ثم) للتفاوت بالرتبة هي ليست دائما للترتيب‬
‫والتراخي يعني ما بعدها أكبر وأعظم مما قبلها في رتبته وحتى النحاة ضربوا مثلً أعجبني ما صنعت اليوم ثم ما صنعت أمس أعجب‪ ،‬ما‬
‫صنعت أمس هذا قبله استعمل (ثمّ) وهي مفترض أن يكون للترتيب والتراخي هو استعملها لما قبلها ليس المقصود الترتيب الزمني ولكن‬
‫في الرتبة والمرتبة ليس الزمن الصل فيها للترتيب والتراخي والمهلة لكنها ليست منحصرة في هذا الشيء قد تكون للترتيب الذكري‬
‫ك مَا ا ْلعَ َقبَةُ (‪َ )12‬فكّ َر َقبَةٍ (‪ )13‬أَوْ ِإ ْ‬
‫طعَا ٌم فِي يَ ْومٍ‬ ‫حمَ ا ْلعَ َقبَ َة (‪َ )11‬ومَا َأدْرَا َ‬ ‫للتفاوت في الرتبة والمنزلة‪ .‬نضرب مثالً من القرآن (فَلَا ا ْقتَ َ‬
‫حمَ ِة (‪ )17‬البلد)‬ ‫سكِينًا ذَا َمتْ َربَةٍ (‪ )16‬ثُ ّم كَانَ مِنَ اّلذِينَ َآمَنُوا َوتَوَاصَوْا بِال ّ‬
‫صبْرِ َوتَوَاصَوْا بِا ْلمَرْ َ‬ ‫س َغبَةٍ (‪َ )14‬يتِيمًا ذَا مَقْ َربَ ٍة (‪ )15‬أَ ْو مِ ْ‬
‫ذِي مَ ْ‬
‫ن (‪ )46‬يونس)‬ ‫شهِيدٌ عَلَى مَا يَ ْفعَلُو َ‬
‫ج ُعهُ ْم ثُمّ اللّهُ َ‬
‫أيها الكبر؟ ما بعد (ثم) أكبر‪ ،‬فإذن تفاوت في الرتبة سيكون هذا الشيء أعلى‪( .‬فَِإَليْنَا مَ ْر ِ‬
‫ت اليوم ثم ما صنعت أمس‬ ‫ربنا سبحانه وتعالى عالم دائما‪ ،‬إذن (ثم) تفيد أن ما بعده هو أكبر مما قبلها‪ .‬مثال النحاة أعجبني ما صنع َ‬
‫أعجب‪ ،‬هذا للتفاوت‪ .‬دخل محمد ثم خالد هذا للترتيب والتراخي حتى في الفاء قد تكون للترتيب الذِكري فقط للذكر وليس للترتيب‬
‫ن (‪ )4‬العراف) هل جاءها البأس قبل الهلك؟‬ ‫سنَا َبيَاتًا َأوْ ُه ْم قَآئِلُو َ‬
‫والتعقيب ليس مثل جاء أحمد فخالد ( َوكَم مّن َق ْريَةٍ أَ ْهَل ْكنَاهَا فَجَاءهَا بَأْ ُ‬
‫ربنا قدّم الهلك هذا يسمى الترتيب الذكري‪ ،‬توضأ رسول ال صلى ال عليه وسلم فغسل يديه رجليه‪ ،‬هوغسل أولً حتى يصير وضوءا‪.‬‬
‫م إِلَى َربِّك ُضم‬
‫ن) أو (ث ُض َّ‬
‫ختَلِفُو َض‬ ‫ما كُنت ُض ْ‬
‫م فِيه ِض ت َ ْ‬ ‫م فَيُنَبِّئُك ُضم ب ِض َ‬
‫جعُك ُض ْ‬ ‫م إِلَى َربِّك ُضم َّ‬
‫مْر ِ‬ ‫*آيضة تتكرر كثيرا ً (ث ُض َّ‬
‫ن )؟ ما الفرق بين الحكم و الفصل؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ملُو َ‬ ‫ما كُنت ُ ْ‬
‫م تَعْ َ‬ ‫م فَيُنَبِّئُكُم ب ِ َ‬
‫جعُك ُ ْ‬ ‫َّ‬
‫مْر ِ‬
‫الحكم القضاء والفصل أشد لنه يكون بَوْن أحدهما‪ ،‬أن يكون بينهما فاصل حاجز إذن الفصل أشد فإذن لما يقول في القرآن يفصل بينهم‬
‫تكون المسافة أبعد كأن يذهب أحدهم إلى الجنة والخر إلى النار أما الحكم فل وقد يكون في ملة واحدة‪ ،‬نضرب أمثلة‪َ ( :‬وقَاَلتِ ا ْل َيهُودُ‬
‫حكُمُ‬ ‫ن ِمثْلَ قَوِْل ِه ْم فَاللّ ُه يَ ْ‬
‫ن لَ َيعَْلمُو َ‬ ‫ل اّلذِي َ‬‫ك قَا َ‬ ‫ب كَذَِل َ‬ ‫شيْءٍ وَ ُهمْ َيتْلُونَ ا ْل ِكتَا َ‬ ‫يءٍ َوقَالَتِ النّصَارَى َليْسَتِ ا ْل َيهُودُ عَلَى َ‬ ‫ستِ النّصَارَى عََلىَ شَ ْ‬ ‫َليْ َ‬
‫ن (‪ )113‬البقرة) هؤلء يذهبون معا إلى جهة واحدة اليهود والنصارى كلهما ليس أحدهما إلى الجنة‬ ‫ختَلِفُو َ‬ ‫َب ْينَهُ ْم يَ ْومَ الْ ِقيَامَ ِة فِيمَا كَانُو ْا فِي ِه يَ ْ‬
‫ختَلِفُونَ (‬ ‫حكُ ُم بَ ْي َنهُ ْم يَوْمَ ا ْل ِقيَامَ ِة فِيمَا كَانُواْ فِي ِه يَ ْ‬‫ختََلفُو ْا فِيهِ وَإِنّ َرّبكَ َل َي ْ‬
‫ت عَلَى اّلذِينَ ا ْ‬ ‫سبْ ُ‬
‫ل ال ّ‬
‫جعِ َ‬
‫والخر إلى النار فليس فيه فصل‪ِ( .‬إّنمَا ُ‬
‫خذُوا مِن دُونِهِ أَوِْليَاء مَا َن ْعبُدُهُمْ‬ ‫ن اتّ َ‬ ‫‪ )124‬النحل) اختلف في ملة واحدة وهم اليهود‪ ،‬وكلهم يذهبون معا إلى جهة واحدة مع بعض‪( .‬وَاّلذِي َ‬
‫ن (‪ )3‬الزمر) كلهم يذهبون إلى جهة واحدة‪( .‬إِنّ اّلذِينَ آ َمنُوا وَاّلذِينَ‬ ‫ختَلِفُو َ‬
‫ح ُك ُم بَ ْي َنهُ ْم فِي مَا هُ ْم فِي ِه يَ ْ‬
‫ِإلّا ِليُ َق ّربُونَا إِلَى اللّهِ زُ ْلفَى إِنّ اللّ َه يَ ْ‬
‫شهِيدٌ (‪ )17‬الحج) هؤلء ل‬ ‫شيْءٍ َ‬ ‫علَى كُلّ َ‬ ‫ل َب ْينَهُ ْم يَوْ َم الْ ِقيَامَةِ إِنّ اللّهَ َ‬ ‫هَادُوا وَالصّا ِبئِينَ وَالنّصَارَى وَا ْلمَجُوسَ وَاّلذِينَ َأشْ َركُوا إِنّ اللّ َه َيفْصِ ُ‬
‫يذهبون إلى جهة واحدة فهم فئات مختلفة إذن يفصل‪ .‬الفصل يتضمن الحكم حكم وفصل فيكون أشد‪ .‬ولذلك قال المفسرون في قوله تعالى‬
‫ن (‪)25‬‬ ‫ختَلِفُو َ‬‫صلُ َب ْي َنهُ ْم يَوْمَ ا ْل ِقيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِي ِه يَ ْ‬ ‫ك هُ َو يَفْ ِ‬ ‫ن (‪ )24‬إِنّ َرّب َ‬ ‫صبَرُوا َوكَانُوا بِآيَا ِتنَا يُو ِقنُو َ‬ ‫جعَ ْلنَا مِ ْنهُمْ َأ ِئمّ ًة يَ ْهدُونَ ِبَأمْ ِرنَا َلمّا َ‬ ‫( َو َ‬
‫السجدة) قالوا الفصل بين النبياء وأممهم وبين المؤمنين والمشركين‪ .‬فإذن الفصل حكم لكن فيه بَوْن كل جهة تذهب إلى مكان لذا قال في‬
‫ط (‪ ))22‬هذا حكم قضاء‪.‬‬ ‫شطِ ْ‬ ‫حقّ وَلَا تُ ْ‬ ‫حكُم بَ ْي َننَا بِالْ َ‬
‫ض فَا ْ‬
‫ضنَا عَلَى َبعْ ٍ‬ ‫ن َبغَى َبعْ ُ‬ ‫صمَا ِ‬‫خ ْ‬ ‫سورة ص ( َ‬
‫‪):‬آية (‪49‬‬
‫*مضا اللمسضة البيانيضة فضي التقديضم والتأخيضر فضي الضضر والنفضع فضي القرآن الكريضم؟(د‪.‬فاضضل‬
‫السامرائى)‬
‫حيث تقدّم النفع على الضر يكون في السياق ما يتضمن النفع وبالعكس‪.‬‬
‫ستَأْخِرُونَ سَاعَةً َو َ‬
‫ل‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫قال تعالى في سورة يونس (قُل لّ َأمِْلكُ ِلنَفْسِي ضَرّا َولَ نَفْعا ِإلّ مَا شَاء اللّهُ ِلكُلّ ُأمّةٍ َأجَلٌ ِإذَا جَاء َأجَُلهُ ْم فَ َ‬
‫ن لَ يَ ْرجُونَ ِلقَاءنَا فِي‬‫خيْرِ لَ ُقضِيَ ِإَليْهِمْ َأجَُلهُ ْم َف َنذَرُ اّلذِي َ‬ ‫ن {‪ )}49‬فقد جاء قبلها الية (وَلَ ْو ُيعَجّلُ اللّهُ لِلنّاسِ الشّ ّر ا ْ‬
‫ستِعْجَاَلهُم بِا ْل َ‬ ‫ستَ ْق ِدمُو َ‬
‫يَ ْ‬
‫عنَا إِلَى ضُ ّر مّسّ ُه َكذَِلكَ‬
‫عنْهُ ضُرّ ُه مَ ّر كَأَن لّ ْم يَدْ ُ‬ ‫ش ْفنَا َ‬
‫ن الضّ ّر دَعَانَا ِلجَنبِهِ أَ ْو قَاعِدا َأ ْو قَآئِما فََلمّا كَ َ‬ ‫ط ْغيَا ِنهِ ْم َي ْع َمهُونَ {‪ }11‬وَِإذَا مَ ّ‬
‫س الِنسَا َ‬ ‫ُ‬
‫ن {‪ )}12‬وهنا قدّم الش ّر على الخير فناسب أن يقدّم الض ّر على النفع‪.‬‬ ‫س ِرفِينَ مَا كَانُو ْا يَ ْعمَلُو َ‬
‫ُزيّنَ لِ ْلمُ ْ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫أما في سورة العراف{‪ }188‬قدّم النفع على الضر لن السياق في اليات ما قبلها في النفع (مَن َيهْدِ اللّ ُه َفهُوَ ا ْل ُم ْهتَدِي َومَن يُضِْل ْ‬
‫ل‬
‫ن {‪ )}178‬قدّم الهداية التي هى من النفع على الضلل الذي هو من الضر‪ .‬وكذلك في الية نفسها قدّم النفع مع‬ ‫ك هُمُ ا ْلخَاسِرُو َ‬ ‫َفأُوْلَـ ِئ َ‬
‫ي السّوءُ) على الضر‪.‬‬
‫سنِ َ‬
‫خيْرِ َومَا مَ ّ‬
‫ت مِنَ ا ْل َ‬
‫س َتكْثَ ْر ُ‬
‫الخير(لَ ْ‬
‫حيث تقدّم النفع على الضر يكون في السياق ما يتضمن النفع وبالعكس‪.‬‬
‫*متى يأتي الضر قبل النفع في القرآن؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫القدامى بحثوا في هذه المسألة وقالوا حيث يتقدم ما يتضمن النفع يسبق النفع وحيث يتقدم ما يتضمن الضر يقدم الضر‪( .‬قُل لّ َأمِْلكُ ِلنَفْسِي‬
‫ل نَذِيرٌ َوبَشِيرٌ لّ َقوْ ٍم يُ ْؤ ِمنُونَ (‪)188‬‬ ‫ي السّوءُ إِنْ َأنَاْ ِإ ّ‬ ‫سنِ َ‬‫خيْرِ َومَا مَ ّ‬ ‫ت مِنَ ا ْل َ‬ ‫س َتكْثَ ْر ُ‬
‫ب لَ ْ‬ ‫ل مَا شَاء اللّهُ وَلَ ْو كُنتُ أَعَْلمُ ا ْل َغيْ َ‬‫نَ ْفعًا َولَ ضَرّا ِإ ّ‬
‫ل فَأُوْلَـ ِئكَ ُهمُ الْخَاسِرُونَ (‪ )178‬العراف) فلما قدم‬ ‫العراف) قدم النفع على الضر وقال قبلها (مَن َي ْهدِ اللّ ُه َفهُوَ ا ْل ُم ْه َتدِي َومَن يُضِْل ْ‬
‫خيْرِ) قدم النفع على الضر‬ ‫ت مِنَ الْ َ‬
‫س َت ْكثَرْ ُ‬
‫ب لَ ْ‬ ‫الهداية قدم النفع (مَن َيهْدِ اللّ ُه َفهُوَ ا ْل ُم ْه َتدِي)‪ .‬وقال بعدها في نفس السياق (وَلَ ْو كُنتُ أَعْلَ ُم ا ْلغَيْ َ‬
‫إذن مناسب هنا تقديم النفع على الضر لن تقدّمها‪ .‬في تقديم الضر‪( :‬قُل لّ َأمِْلكُ ِلنَفْسِي ضَرّا َولَ نَ ْفعًا ِإلّ مَا شَاء اللّهُ ِلكُلّ ُأمّةٍ َأجَلٌ ِإذَا جَاء‬
‫خيْ ِر (‬ ‫ن (‪ )49‬يونس) هنا قدم الضر وقبلها قال تعالى (وَلَ ْو ُيعَجّلُ اللّهُ لِلنّاسِ الشّ ّر ا ْ‬
‫ستِعْجَاَلهُم بِا ْل َ‬ ‫ستَ ْق ِدمُو َ‬
‫خرُونَ سَاعَةً َولَ يَ ْ‬‫ستَأْ ِ‬
‫ل يَ ْ‬
‫َأجَُلهُ ْم فَ َ‬
‫عنْهُ ضُرّ ُه (‪ )12‬يونس) وبعدها قال (قُلْ َأرََأ ْيتُمْ‬ ‫ش ْفنَا َ‬‫عدًا َأوْ قَآ ِئمًا فََلمّا كَ َ‬‫ن الضّ ّر دَعَانَا ِلجَنبِهِ أَ ْو قَا ِ‬ ‫س الِنسَا َ‬ ‫‪ )11‬يونس) هذا ضر‪( ،‬وَِإذَا مَ ّ‬
‫عذَابُ ُه َبيَاتًا أَ ْو َنهَارًا (‪ )50‬يونس) تقديم الضر أنسب‪.‬‬ ‫إِنْ َأتَاكُ ْم َ‬
‫َ َ‬
‫ضًّرا‬
‫سي َ‬ ‫مل ِض ُ‬
‫ك لِنَفْض ِ‬ ‫ضر (قُضل ل ّ أ ْ‬ ‫ضّرٍ (‪ )17‬النعام) وال َض‬ ‫ك الل ّض ُ‬
‫ه بِ ُ‬ ‫س َ‬ ‫سض ْ‬
‫م َ‬
‫ضّر (وَإِن ي َ ْ‬
‫*مضا الفرق بيضن ال ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫وَل َ ن َ ْ‬
‫ضَررِ (‪)95‬‬ ‫ن غَيُْر أوْلِي ال ّ‬ ‫مؤْ ِ‬
‫منِي َضض‬ ‫ن ال ُ‬
‫م َضض‬
‫ن ِ‬
‫عدُو َضض‬
‫ستَوِي القَا ِ‬ ‫فعًضضا (‪ )49‬يونضضس) والضرر (ل ي َضض ْ‬
‫النساء) والحديث الشريف "ل ضرر ول ضرار"؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ل ضَرّا‬‫ي الضّرّ (‪ )83‬النبياء)‪ .‬الضَر مصدر بما يقابل النفع (قُل لّ َأمِْلكُ ِلنَفْسِي نَ ْفعًا َو َ‬ ‫سنِ َ‬
‫الضُر يكون في البدن من مرض وغيره (َأنّي مَ ّ‬
‫غيْرُ أُ ْولِي‬
‫ن مِنَ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ َ‬
‫عدُو َ‬
‫ستَوِي ا ْلقَا ِ‬ ‫(‪ )188‬العراف)‪ .‬الضرر السم أي النقصان يدخل في الشيء يقال دخل عليه ضرر ( ّ‬
‫ل يَ ْ‬
‫الضّ َررِ) أي الذين فيهم عِلّة أما الضر فهو ما يقابل النفع‪ .‬الضرر هو السم عام والضرّ مصدر‪ .‬الضُر ما يحصل في البدن من سقم‬
‫والضَر المصدر لما يقابل النفع والضرر إسم‪ .‬نحن عندنا المصدر وأحيانا يكون التغيير في المصدر بحركة أو بشيء آخر يسمى إسما‪.‬‬
‫مثلً‪ :‬الدّهن والدُهن‪ ،‬الدَهن هو المصدر دهن جسمه دهنا‪ ،‬والدُهن هو المادة المستخلصة من النبات للدهن‪ .‬الحَمل والحِمل‪ ،‬الحَمل مصدر‬
‫حمل والحِمل هو الشيء المحمول تغير المعنى بالحركة من مصدر إلى إسم‪ .‬الوَضوء هو الماء والوُضوء هو عملية التوضؤ نفسها‪ .‬هذا‬
‫تغيير بالحركة‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪51‬‬
‫جلُو َ‬
‫ن ( ‪ )51‬يونس) ما دللة أثم؟ وما الفرق‬ ‫ن وَقَد ْ كُنت ُم ب ِهِ ت َ ْ‬
‫ستَعْ ِ‬ ‫ما وَق َعَ آ َ‬
‫منْت ُم ب ِهِ آل َ‬ ‫*(أَث ُ َّ‬
‫م إِذ َا َ‬
‫م)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫بينها وبين (ثُم) و (ث َ ّ‬
‫(ثُم) حرف عطف و(ثَم) إسم‪ ،‬ظرف بمعنى هناك‪ .‬هذا الن الذي نسمعه في الذاعات (ومن ثُم) هذا ل يصح‪ ،‬هذا خطأ شائع والصحيح‬
‫(ومن ثَم) معناه (ومن هنا) أو (من هناك)‪( .‬ثَم) و(ثَمة) الدللة واحدة وأحيانا يؤتى بالتاء واللغتان صحيحتان‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬يقال في العلم خطأ شائع خير من صحيح مهجور‬
‫كل هذا يكرس الخطأ يعني بمرور الزمن ل تبقى لغة يضيع الصحيح ول تبقى لغة‪ ،‬هذه ليست حجة أن الناس عرفت هذا‪ ،‬لماذا إذن‬
‫نصحح؟ كنا ننصب الفاعل ونرفع المفعول به ما دام مفهوما؟! ونأتي بعد حرف الجر بإسم مرفوع ما دام مفهوما؟! في النجليزية يراعون‬
‫هذه الشياء أدق المراعاة هم يقولون ‪ he is going‬ول يقولون ‪ .he is go‬ل بد أن ينشر الصواب وإل ستموت اللغة ول يبقى لها أثر‪.‬‬
‫لماذا نستعمل الغلط؟!‬
‫‪):‬آية (‪53‬‬
‫ه لَ َ‬
‫ح ٌّ‬
‫ق (‪ )53‬يونس)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ل إِي َوَرب ِّي إِن َّ ُ‬
‫*ما هو إعراب (إي) في الية (قُ ْ‬
‫(إي) حرف جواب مثل نعم ول‪ ،‬حرف جواب لكن (إي) يكون بعدها قسم‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪60‬‬
‫*(ولكن أكثر الناس ل يشكرون )و( ولكن أكثرهم ل يشكرون)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ن ﴿‪ ﴾60‬يونس)‬ ‫ن (‪ )243‬البقرة) ومرة يقول (وََلكِنّ َأ ْكثَرَ ُهمْ لَا يَ ْ‬
‫شكُرُو َ‬ ‫شكُرُو َ‬
‫ل يَ ْ‬
‫ن َأ ْكثَرَ النّاسِ َ‬
‫رب العالمين دائما يتكلم عن موضوع (وََلكِ ّ‬
‫شكُرُونَ) يذكر الناس وهنا يقول (وََلكِنّ َأ ْكثَرَهُمْ لَا‬ ‫س لَ يَ ْ‬
‫يعني رب العالمين مرة تكلم عن نعمه أو أفضاله على الناس يقول (وََلكِنّ َأ ْكثَرَ النّا ِ‬
‫شكُرُونَ) ل يذكر الناس لماذا مرة يذكر الناس ومرة ل يذكر الناس فقط يقول (وََلكِنّ َأكْثَرَ ُهمْ)؟ يعني نحن في حياتنا اليومية عندما يكون‬ ‫يَ ْ‬
‫هنالك شخص تحترمه أو من أقاربك من أقاربك المحترمين أبوك عمك خالك تقول هذا عمي فلن أو جاء عمي فلن وراح عمي فلن‬
‫فأكثر من مرة تذكر اسم عمك فلن تذكره وإذا شخص تحتقره أو هو مهين أو ل شأن له تقول هذا وال هذا راح وهذا جاء وهذا جاء لنا‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ل عليك تقول هذا فلن أما إذا هو مهين بالنسبة لك ل شأن له تقول‬ ‫اليوم فتشير له بعدم اكتراث‪ .‬فكل من تحترمه أنت أو تحبه أو ذو فض ٍ‬
‫هذا فتقول أين ذهب هذا؟ ل تقول أين ذهب عمي أو أين ذهب أبي بل تقول أين ذهب هذا؟ فرب العالمين أحيانا حين يتكلم عن عباده‬
‫شكُرُونَ) صح أنهم ل يشكرون ولكنهم عباده مؤمنين بال وموحدون طيبون كرماء لكن عندهم‬ ‫ل يَ ْ‬
‫س َ‬
‫الصالحين يقول (وََلكِنّ َأ ْكثَرَ النّا ِ‬
‫أخطاء وطبيعة شكرهم ل ليست واضحة‪ ،‬عبادة الشكر من أعظم العبادات وقليلٌ منا من يحسنها‪ ،‬الشكر هذا باب هائل ال قال ( َوقَلِيلٌ مِنْ‬
‫شكُورُ ﴿‪ ﴾13‬سبأ) وقليلُ فأنت لست من القليل‪.‬‬ ‫عبَادِيَ ال ّ‬
‫ِ‬
‫‪):‬آية (‪61‬‬
‫ماء)‬ ‫ة فِضي الَْر ضِض وَل َ فِضي ال َ‬
‫سّض َ‬ ‫ل ذََّر ٍ‬
‫مثْقَا ِ‬‫من ِّ‬
‫ك ِض‬‫ب عَضن َّرب ّ ِض َ‬ ‫ما يَعُْز ُض‬
‫*مضا الفرق بيضن قوله تعالى (وَض َ‬
‫ض)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ماوا ِ َ‬ ‫ل ذََّرةٍ فِي ال َّ‬ ‫مثْقَا ُ‬ ‫وقوله (َل يَعُْز ُ‬
‫ت َول ِفي الْر ِ‬ ‫س َ َ‬ ‫ه ِ‬
‫ب عَن ْ ُ‬
‫شهُودا ِإذْ تُفِيضُونَ فِيهِ َومَا‬‫ل ُكنّا عََل ْيكُمْ ُ‬‫عمَلٍ ِإ ّ‬‫ن مِنْ َ‬ ‫ل تَ ْعمَلُو َ‬
‫شأْنٍ َومَا َتتْلُو مِنْ ُه مِن ُقرْآنٍ َو َ‬ ‫ن فِي َ‬ ‫قال تعالى في سورة يونس ( َومَا َتكُو ُ‬
‫ب ّمبِينٍ {‪ )}61‬وقال في سورة سبأ‬ ‫ل فِي ِكتَا ٍ‬ ‫صغَ َر مِن ذَِلكَ وَل َأ ْكبَرَ ِإ ّ‬ ‫سمَاء َولَ أَ ْ‬ ‫ل ذَرّ ٍة فِي الَ ْرضِ َولَ فِي ال ّ‬ ‫ك مِن ّمثْقَا ِ‬ ‫ب عَن ّرّب َ‬ ‫َيعْزُ ُ‬
‫صغَ ُر مِن‬‫سمَاوَاتِ وَلَا فِي ا ْلأَرْضِ وَلَا أَ ْ‬ ‫ل ذَرّ ٍة فِي ال ّ‬ ‫عنْهُ ِمثْقَا ُ‬
‫ب َ‬ ‫ل بَلَى َو َربّي َلتَ ْأ ِت َينّكُ ْم عَالِمِ ا ْل َغيْبِ لَا َيعْزُ ُ‬
‫( َوقَالَ اّلذِينَ كَ َفرُوا لَا َت ْأتِينَا السّاعَ ُة قُ ْ‬
‫ذَِلكَ وَلَا َأكْبَرُ ِإلّا فِي ِكتَابٍ ّمبِينٍ {‪ .)}3‬بداية الية مختلفة ‪ ،‬التذييل متشابه‪ ،‬آية سبأ جاءت تذييل وتعقيبا للحديث عن الساعة‪ ،‬آية يونس‬
‫جاءت لبيان مقدار إحاطة علم ال بكل شيء‪ ،‬وسعة ذلك العلم‪ ،‬ترتب على هذا اختلف التعبير بين اليتين كما سنوضح فيما يلي‪:‬‬
‫في آية سورة يونس استخدم (ما) أما في سورة سبأ استخدمت (ل) والسبب أن في الولى جاء سياق الكلم عن مقدار إحاطة علم ال تعالى‬
‫بكل شيء كما جاء في أول الية (وما تكون في شأن)‪ .‬أما في الية الثانية في سورة سبأ فالسياق في التذييل والتعقيب على الساعة‪ .‬و(ل)‬
‫هذه قد تكون ل النافية (ل يعزب) وتكون للستقبال مثل (ل تجزي نفس عن نفس شيئا) وقد تكون للحال (مالي ل أرى الهدهد)‪ .‬إذن (ل)‬
‫مطلقة تكون للحال أو للمستقبل وهي أقدم حرف نفي في الهربية وأوسعها استعمالً‪ .‬وهي مع المضارع تفيد الستقبال وهو مطلق كما في‬
‫قوله تعالى (ل تأتينا الساعة إل بغتة) فجاء الر ّد من ال تعالى (بلى لتأتينكم) و(ل يعزب) كل الجواب يقتضي النفي بـ (ل)‪ .‬وجاء‬
‫استخدام الضمير (عنه) في آية سورة سبأ لنه تقدّم ذكر ال تعالى قبله‪ ،‬أما في سورة يونس فلم يتقدم ذكر ال تعالى فجاءت الية (وما‬
‫يعزب عن ربك)‪.‬‬
‫عالم الغيب في سورة سبأ وكلمة عالم ل تأتي إل مع المفرد (عالم الغيب والشهادة) وعالم إسم فاعل كقوله تعالى (غافر الذنب) أما علّم‬
‫فهي تقتضي المبالغة مثل (غفّار)‪.‬‬
‫من مثقال ذرة‪ :‬من الزائدة الستغراقية وهي تفيد الستغراق والتوكيد‪ .‬نقول في اللغة (ما حضر رجل) وتعني أنه يحتمل أنه لم يحضر أي‬
‫رجل من الجنس كله أو رجل واحد فقط‪ .‬وإذا قلنا‪ :‬ما حضر من رجل‪ :‬فهي تعني من جنس الرجل وهي نفي قطعي‪ .‬وقوله تعالى في‬
‫سورة يونس (من مثقال ذرة) للتوكيد لن الية في سياق إحاطة علم ال بكل شيء لذا اقتضى السياق استخدام (من) الستغراقية التوكيدية‪.‬‬
‫التقديم والتأخير في السماء والرض‪ :‬الكلم في سورة يونس عن أهل الرض فناسب أن يقدم الرض على السماء في قوله تعالى (وما‬
‫يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الرض ول في السماء) أما في سورة سبأ فالكلم عن الساعة والساعة يأتي أمرها من السماء وتبدأ‬
‫بأهل السماء (فصعق من في السموات والرض) و(ففزع من في السموات ومن في الرض)‪.‬‬
‫واستخدمت السماء في سورة يونس لن السياق في الستغراق فجاء بأوسع حالة وهي السماء لنها أوسع بكثير من السموات في بعض‬
‫الحيان‪ .‬فالسماء واحدة وهي تعني السموات أو كل ما عل وفي سورة سبأ استخدم السموات حسب ما يقتضيه السياق‪.‬‬
‫الفرق بين (ول أصغرُ) في سورة سبأ و(ول أصغرَ) في سورة يونس‪ :‬في سورة يونس (أصغرَ) إسم مبني على الفتح ول هي النافية‬
‫للجنس وتعمل عمل إنّ وهي تنفي الجنس على العموم‪ .‬ونقول في اللغة‪ :‬ل رجلَ حاض ٌر بمعنى نفي قطعي‪( .‬هل من رجل؟ ل رجلَ)‬
‫وهي شبيهة بحكم (من) السابقة‪ .‬إذن جاء باستغراق نفي الجنس مع سياق اليات في السورة‪ .‬أما في سورة سبأ فالسياق ليس في‬
‫الستغراق ونقول في اللغة ‪ :‬ل رجلُ حاضرٌ‪( .‬هل رجلٌ؟ ل رجلٌ) فهي إذن ليست للستغراق هنا‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪62‬‬
‫*ما معنى كلمة الولي ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫تستعمل للتابع والمتبوع والناصر‪ ،‬الوليّ التابع المحب الذي يتولى أمره والولي الناصر‪ ،‬يعني ال ولينا ونحن أولياء ال (اللّهُ وَِليّ اّلذِينَ‬
‫ح َزنُونَ (‪ )62‬يونس) فالولي تستعمل للفاعل والمفعول‬ ‫ل هُ ْم يَ ْ‬ ‫آ َمنُو ْا (‪ )257‬البقرة) يتولى أمرهم (أَل إِنّ َأوِْليَاء اللّ ِه لَ خَوْ ٌ‬
‫ف عََل ْيهِمْ َو َ‬
‫وتسمى من الضاد‪ .‬يقال مولى رسول ال وال مولنا‪ ،‬كلمات كثيرة في اللغة العربية تستعمل في هذا وهي واضحة في اللغة وفي‬
‫الستعمال القرآني‪.‬‬
‫*ما الفرق بين اليمان والتقوى؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ف عََل ْيهِمْ وَلَا ُهمْ‬
‫ل إسلم عام ثم إيمان عام ثم إيمان خاص‪ ،‬المرحلة الرابعة بعد اليمان الخاص التقوى (أَلَا إِنّ أَوِْليَاءَ اللّهِ لَا خَ ْو ٌ‬ ‫هناك أو ً‬
‫ح َزنُونَ ﴿‪ ﴾62‬يونس) من هم؟ (اّلذِينَ َآ َمنُوا َوكَانُوا َيتّقُونَ ﴿‪ ﴾63‬يونس) اليمان غير التقوى (وَلَوْ َأّنهُمْ َآ َمنُوا وَاتّقَوْا ﴿‪ ﴾103‬البقرة)‬ ‫يَ ْ‬
‫شوف اثنين انتقل من مسلم قولي إلى إيمان عام إلى إيمان خاص إلى تقوى (وَلَ ْو َأنّهُمْ َآ َمنُوا وَاتّقَوْا) (يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا اتّقُوا اللّهَ َوذَرُوا مَا‬
‫ن ُك ْنتُمْ مُ ْؤ ِمنِينَ ﴿‪ ﴾278‬البقرة)‪ .‬إذا هكذا قلنا السلم القولي ثم اليمان العام ثم اليمان الخاص الذي ممدوح ثم التقوى‪.‬‬ ‫ي مِنَ ال ّربَا إِ ْ‬
‫بَ ِق َ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫نحن قلنا اليمان الخاص المتبع للسنة يعني هذا دخل السلم في قلبه ويحاول أن يطبقه تطبيقا كاملً في النوافل وكل شيء‪ ،‬يترقى يصبح‬
‫سنّة الن ترقى إلى القرآن (الم ﴿‪ ﴾1‬ذَِلكَ ا ْل ِكتَابُ لَا َريْ َ‬
‫ب فِي ِه ُهدًى‬ ‫متقيا‪ ،‬المتقي هذا يتعامل مع القرآن بعد أن خدم في اليمان الخاص بال ُ‬
‫عبَادِهِ ا ْلعَُلمَا ُء ﴿‪ ﴾28‬فاطر) فرق بين أن يقرأ شيئا وبين أن‬ ‫ن ِ‬ ‫ِل ْلمُتّقِينَ ﴿‪ ﴾2‬البقرة) من حيث أن هذا الكتاب كما ال قال (ِإّنمَا يَخْشَى اللّ َه مِ ْ‬
‫يتعلم فيه كما قال أخونا من رأس الخيمة‪ ،‬هذا يبحث في علومه هذا من المتقين وبالتالي هذا يقود من أجل ذلك دائما في القرآن الكريم ماذا‬
‫خيْرٌ لِّلذِينَ َآ َمنُوا َوكَانُوا َيتّقُونَ ﴿‪ ﴾57‬يوسف) ( َونَ ّ‬
‫ج ْينَا اّلذِينَ َآ َمنُوا َوكَانُوا َيتّقُونَ ﴿‬ ‫جرُ الَْآخِرَ ِة َ‬
‫يقول؟ مثلً (اّلذِينَ َآ َمنُوا َوكَانُوا َيتّقُونَ) (وََلأَ ْ‬
‫‪ ﴾18‬فصلت) وهكذا كل القرآن المتقي جاء بعد اليمان الخاص بدأ يأخذ من منهل عظيم من كتاب ال عز وجل أي صار من أهل العلم‬
‫والفهم في هذا الكتاب ‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪69‬‬
‫*انظر آية (‪.)17‬‬
‫‪):‬آية (‪71‬‬
‫* ما الفرق بين النبأ والخبر؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫النبأ كما يقول أهل اللغة أهم من الخبر وأعظم منه وفيه فائدة مهمة‪ .‬والنبأ في اللغة هو الظهور وقد استعمل القرآن الكريم كلمة خبر مفردة‬
‫في موطنين في قصة موسى ‪ ) )29‬القصص (‪ )7‬النمل وهناك فرق بين الخبر والنبأ العظيم‪ .‬وفي أخبار الماضين والرسل استعمل‬
‫ج ِمعُوا َأمْ َر ُكمْ‬
‫ت فَأَ ْ‬
‫ن َكبُ َر عََل ْيكُ ْم مَقَامِي َوتَ ْذكِيرِي بَِآيَاتِ اللّ ِه َفعَلَى اللّ ِه تَ َوكّلْ ُ‬‫ن كَا َ‬ ‫ل عََل ْيهِ ْم َنبََأ نُوحٍ ِإذْ قَالَ ِلقَ ْومِ ِه يَا قَوْمِ إِ ْ‬
‫القرآن نبأ (وَاتْ ُ‬
‫ن (‪ )71‬يونس‪.‬‬ ‫ظرُو ِ‬‫غمّةً ُثمّ اقْضُوا ِإلَيّ وَلَا تُنْ ِ‬ ‫َوشُ َركَا َءكُ ْم ثُمّ لَا َيكُنْ َأمْ ُركُ ْم عََل ْيكُ ْم ُ‬
‫عمَالًا (‪ )103‬الكهف)‪.‬‬ ‫ل ُننَ ّبُئكُ ْم بِالَْأخْسَرِينَ أَ ْ‬
‫ل هَ ْ‬
‫والصيغة الفعلية للنبأ (أنبأ) أقوى أيضا منها للخبر (أخبر) (قُ ْ‬
‫ملحوظة‪ :‬في نشرات الخبار التي تقدمها الذاعات إن كان الخبر عظيما يجب أن يقال نشرة النباء وإن كان خبرا عاديا يقال نشرة‬
‫الخبار‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪72‬‬
‫ن ﴿‪ ﴾12‬الزمر)‬
‫مي َ‬
‫سل ِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ن أَوَّ َ‬
‫ل ال ْ ُ‬
‫*(وأ ُمر ت أ َن أَكُو ن م ن ال ْم سل ِمين ﴿‪ ﴾72‬يونس) (وأ ُمر ت ِل َ َ‬
‫ن أكُو َ‬
‫ْ‬ ‫َ ِ ْ ُ‬ ‫ُ ْ ِ َ‬ ‫َ ِ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ِ ْ ُ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن ﴿‪ ﴾104‬يونس)؟(د‪.‬أحمدالكبيسي)‬ ‫مؤْ ِ‬
‫منِي َ‬ ‫ن ال ُ‬‫م َ‬
‫ن ِ‬
‫ن أكو َ‬ ‫تأ ْ‬ ‫مْر ُ‬
‫(وَأ ِ‬
‫ن مِنَ ا ْلمُسِْلمِينَ ﴿‪ ﴾72‬يونس) (وَُأمِرْتُ ِلأَنْ َأكُونَ أَوّلَ ا ْل ُمسِْلمِينَ ﴿‪ ﴾12‬الزمر) (وَُأمِ ْرتُ أَنْ َأكُو َ‬
‫ن مِنَ ا ْلمُ ْؤمِنِينَ‬ ‫قال تعالى (وَُأمِ ْرتُ أَنْ َأكُو َ‬
‫ل ا ْلمُسِْلمِينَ) حروف مختلفة ولكنها‬ ‫سِلمِينَ) و (أَنْ َأكُونَ مِنَ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ) و (لِأَنْ َأكُونَ أَوّ َ‬ ‫﴿‪ ﴾104‬يونس) أبيّن الفرق بين (أَنْ َأكُونَ مِنَ ا ْلمُ ْ‬
‫تختلف في المعنى تماما‪.‬‬
‫ن مِنَ ا ْلمُسِْلمِينَ) وراءها‬ ‫إذا نتكلم عن هذه المتشابهات في هذه الية التي يخاطب ال بها رسوله‪ :‬مرة يقول لرسوله الكريم (وَُأمِ ْرتُ أَنْ َأكُو َ‬
‫ل ا ْلمُسِْلمِينَ ﴿‪ )﴾12‬أدخل (لن) هذه جديدة‬ ‫ت لِأَنْ َأكُونَ أَوّ َ‬ ‫عُبدَ اللّ َه مُخِْلصًا لَ ُه الدّينَ ﴿‪ ﴾11‬وَُأمِرْ ُ‬ ‫يقول له في الزمر (قُلْ ِإنّي ُأمِرْتُ أَنْ أَ ْ‬
‫غير اليات الخرى ( َوُأمِرْتُ ِلأَنْ َأكُونَ أَوّلَ ا ْلمُسِْلمِينَ) وهذه هي أقوى الدللت التي تترأس جميع اليات الخرى كما سنشرحه بعد قليل‪.‬‬
‫حيَايَ َو َممَاتِي لِلّهِ َربّ ا ْلعَاَلمِينَ ﴿‪ ﴾162‬لَا شَرِيكَ لَ ُه َوبِذَِلكَ ُأمِرْتُ َوَأنَا أَوّلُ ا ْل ُمسِْلمِينَ ﴿‪ )﴾163‬هنا‬ ‫سكِي َومَ ْ‬ ‫في النعام (قُلْ إِنّ صَلَاتِي َونُ ُ‬
‫عُبدُ اللّهَ اّلذِي َيتَ َوفّاكُمْ‬
‫ن مِنْ دُونِ اللّهِ وََلكِنْ أَ ْ‬ ‫عبُدُ اّلذِينَ َت ْعبُدُو َ‬
‫ن دِينِي فَلَا أَ ْ‬‫ك مِ ْ‬‫شّ‬ ‫ل يَا َأّيهَا النّاسُ إِنْ ُك ْنتُ ْم فِي َ‬ ‫أول المسلمين‪ ،‬وفي يونس (قُ ْ‬
‫ن مِنَ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ ﴿‪ )﴾104‬هذه المرة (من المؤمنين) وهذه أيضا تعطي حلقة أو مرحلة من مراحل هذا النمو الكريم‪ .‬طبعا ل‬ ‫َوُأمِرْتُ أَنْ َأكُو َ‬
‫يمكن أن نصل إلى الفروق بين هذه الختلفات اليسيرة بين كل آية وآية من حيث كونه متشابها ويحتمل أكثر من معنى‪ ،‬ما سأقوله واحد‬
‫ئ في عصره بناءا على‬ ‫من المعاني‪ ،‬يتصاعد الفهم على وفق ما للقارئ من أرضية ثقافية من عصره من زمانه من مكتشفاته وكل قار ٍ‬
‫واقعه يفهم فهما خاصا لكي يأتي الذي بعده يضيف على هذا الفهم فهما آخر‪ .‬هذا في المتشابه وما من رأي يلغي الرأي الخر‪ .‬في المُحكم‬
‫قد يلغي فهنالك خلف بين الفقهاء هذا يجوز وهذا حلل وهذا حرام‪ ،‬هذا إلغاء للخر لن هذه قضية أحكام إذا كل ما نقوله هنا واحد من‬
‫الجتهادات تضيفه ما لم تثبت بأن هذا خطأ مائة بالمائة وهذا في المتشابه ل يكون أبدا‪.‬‬
‫ل ا ْلمُسِْلمِينَ) (مِنَ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ) ل بد‬ ‫سِلمِينَ) (لِأَنْ َأكُونَ أَوّ َ‬ ‫ن مِنَ ا ْلمُسِْلمِينَ) (أَوّلَ ا ْلمُ ْ‬‫لكي نعرف ما الفرق بين هذه اليات لماذا (وَُأمِ ْرتُ أَنْ َأكُو َ‬
‫أن نعرف العلقة‪ ،‬الطريق إلى ال ما هي مراحل الوصول إلى ال؟ كلنا في الطريق إلى ال ولكن الطريق إلى ال يختلف المسافرون فيه‬
‫من حيث قوتهم وشجاعتهم ووسائل سفرهم في ناس تركب حمار في ناس تركب جمل في ناس تركب سيارة ناس تركب طيارة تصل في‬
‫يومين وفي ناس يذهبون مشيا الكل سيصل لكن متفاوتون في الوصول ما هي المراحل التي ينبغي على المسلم أن يسير فيها لكي يصل‬
‫في النهاية إلى ال عز وجل؟ هذه المراحل هي السلم القولي أولً‪ ،‬اليمان العام ثانيا‪ ،‬اليمان الخاص ثالثا‪ ،‬التقوى رابعا‪ ،‬السلم‬
‫المطلق خامسا والسلم المطلق وأنت لحظ أن الطريق إلى ال يبدأ بالسلم وينتهي بالسلم بدايته إسلم ونهايته إسلم‪ .‬البداية إسلم‬
‫ن قُولُوا َأسَْل ْمنَا ﴿‪ ﴾14‬الحجرات) يعني قلت ل إله إل ال (من قال ل إله إل‬ ‫بالقول قل ل إله إل ال (قَالَتِ ا ْلأَعْرَابُ َآ َمنّا قُلْ لَ ْم تُ ْؤ ِمنُوا وََلكِ ْ‬
‫ال دخل الجنة) (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا ل إله إل ال) حينئذٍ السلم الطريق الول البتدائي الذي يبدأ المسلم طريقه فيه إلى ال‬
‫ل يعني أن تقول ل إله إل ال وحده ل شريك له‪،‬‬ ‫ل صحيح هو السلم سواء كنت مسيحيا أو يهوديا أو نصرانيا أو صابئيا‪ .‬السلم أو ً‬ ‫بشك ٍ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫هذا عنوان الدخول إلى الطريق إلى ال‪ ،‬إلى الطريق الصحيح إلى ال إذا قلت هناك إله آخر‪ ،‬هناك بديل يقرب إلى ال زلفى أنت لست‬
‫مسلما وأنت خاطئ ولن تصل وليس هذا طريقك‪ .‬من أجل هذا الطريق الول أن تسلم بلفظك بقولك أنا أؤمن بأن ال واحد ل شريك له‬
‫وهذا ل يحاسب على ما في قلبه وعلى فعله بل يحاسب على لسانه (إذا قالوها عصموا مني) قال له (أشققت عن قلبه؟) إذا قال النسان ل‬
‫ي إل‬ ‫إله إل ال حينئذٍ هذا الرجل أعلن أنه موحدٌ ل عز وجل ول يعبد إلها غير ال وهذه هي القضية المركزية لهذا الكون كله‪ .‬ما من نب ٍ‬
‫أنزل ال قل لقومك أن يعبدوا ال وحده ل شريك له هكذا هذه البداية ول يوجد بداية غيرها‪ .‬ل إله إل ال مصدقا بها قلبك نحن ل يعنينا‬
‫أن يكون قلبك مصدقا فيها هذه (مصدقا بها قلبك) يوم القيامة نحن فقط إذا قلتها بلسانك أيّ واحد يقول ل إله إل ال قد عصم دمه ونفسه‬
‫وماله وأخذ كل الحقوق وأصبح واحدا من المة ول يمكن لحد أن يقول له ثلث الثلثة كم؟ بأن يقول قول (إذا قالوها) من أجل هذا هذه‬
‫الخطوة الولى رجلك على أول الطريق أن تقول أنا ل أعبد أصنام ول أعبد كذا ول أشرك بال أحدا إلهي وربي واحدٌ ل شريك له (قل ل‬
‫إله إل ال) هذا هو المفتاح للطريق كله هذا هو السلم الول السلم اللفظي السلم القولي‪ .‬وفي النهاية سوف ترى أن كل ما وراء ذلك‬
‫يترتب على هذه المقولة ويأتي عليها تباعا بمراحل كما البتدائية والمتوسطة وثانوي وكلية وجامعة ودكتوراه والخ‪ .‬البداية البتدائي من‬
‫دون البتدائي ل يمكن أن تصل ل يمكن أن تقفز رأسا للثانوي أو الكلية ل بد من البتدائي‪ .‬البتدائية في السلم (ل إله إل ال) إذا قلتها‬
‫بلسانك تكتسب جميع الحقوق وما من حق أحد أن يقول أنت كاذب أبدا والنبي صلى ال عليه وسلم رأى واحدا قتل واحدا بالقتال وكان ذلك‬
‫المشرك يقاتل قتال المستبسلين فلما صرعه المسلم وأوشك أن يهوي عليه بالسيف قال ل إله إل ال لكن هذا السيف سبق وقتله فغضب‬
‫عليه النبي غضبا شديدا قال له( أقتلته وقد قالها؟!) وكررها حتى خاف المسلم فقال (يا رسول ال إنما قالها فرقا من السيف) خوفا من‬
‫السيف قال (أشققت عن قلبه؟) يا ال! دستور ما يقبل خطأ هذا ما فيه احتمال ول شبهة ول اشتباه ول اجتهاد إذا قال ل إله إل ال كُفّ‬
‫ستَ مُ ْؤ ِمنًا ﴿‪ ﴾94‬النساء) هذا الخطوة الولى السلم القولي‪ .‬بعدها تأتي الخطوة الثانية وهي‬ ‫عنه (وَلَا تَقُولُوا ِلمَنْ أَ ْلقَى إَِل ْيكُمُ السّلَامَ لَ ْ‬
‫ن قُولُوا أَسَْل ْمنَا)‬ ‫ن ﴿‪ ﴾14‬الجن) إسلم قولي (قَاَلتِ الْأَ ْ‬
‫عرَابُ َآ َمنّا قُلْ َل ْم تُ ْؤمِنُوا وََلكِ ْ‬ ‫اليمان وهو إيمان عام (وََأنّا ِمنّا ا ْلمُسِْلمُونَ َو ِمنّا ا ْلقَاسِطُو َ‬
‫سرَائِيلَ وََأنَا مِنَ ا ْلمُسِْلمِينَ ﴿‪ ﴾90‬يونس) ( ُر َبمَا يَوَدّ اّلذِينَ كَ َفرُوا‬ ‫ت بِهِ َبنُو إِ ْ‬‫ماذا قال فرعون وهو يغرق؟ (قَالَ َآ َمنْتُ َأنّهُ لَا إِلَهَ إِلّا اّلذِي َآ َمنَ ْ‬
‫َلوْ كَانُوا مُسِْلمِينَ ﴿‪ ﴾2‬الحجر) هذا السلم القولي مقابل الكفر‪ ،‬كفر وإسلم كفر وإسلم‪ ،‬كفر يعني يقول لك أنا ل أعبد ال وإسلم يقول‬
‫‪ -‬وليس يعتقد ‪ -‬يقول فنحن ل يعنينا ماذا في قلبه يقول أنا أعبد ال وحده ل شريك له إذا صار هذا القول تصديقا صار إيمانا‪ .‬الفرق بين‬
‫السلم واليمان هو هذا‪ ،‬السلم يتطور حتى يصبح مصدّق مصدق أن يكون دخل بلسانه ثم قرأ وقال وال أبدا ل إله إل ال فعلً وال‬
‫هو الخالق الرازق وما في غيره ول أشرك به شيئا وكل ما عداه باطل‪ ،‬اقتنع صار مؤمنا عاما هذا الذي صار مؤمنا عاما ال قال ( َوبَشّرِ‬
‫ت ﴿‪ ﴾25‬البقرة) كلما تقرأ (آمنوا وعملوا الصالحات) هذا الذي كان مسلما بلسانه صدق قلبه واعتقد ثم صدق‬ ‫عمِلُوا الصّالِحَا ِ‬ ‫اّلذِينَ َآ َمنُوا وَ َ‬
‫بقلبه وصار عملي يؤدي الصلوات ويؤدي الزكاوات صار مؤمنا عاما دخل في دائرة اليمان لكن بدون رتبة‪ ،‬يعني أنت في الجيش لكن‬
‫جنّةِ ُهمْ فِيهَا خَاِلدُونَ ﴿‪ ﴾82‬البقرة)‬ ‫عمِلُوا الصّالِحَاتِ أُوَل ِئكَ َأصْحَابُ ا ْل َ‬ ‫بدون رتبة لكنك في الجيش أصبحت مقبولً (وَاّلذِينَ َآ َمنُوا وَ َ‬
‫شعِينَ ﴿‪ ﴾45‬البقرة) يعني هذا خطاب لشخص مصدق روح صلي روح صوم (يَا‬ ‫صبْرِ وَالصّلَاةِ وَِإّنهَا َل َكبِيرَةٌ إِلّا عَلَى ا ْلخَا ِ‬ ‫س َتعِينُوا بِال ّ‬‫(وَا ْ‬
‫ن ِكتَابًا مَ ْوقُوتًا ﴿‪ ﴾103‬النساء) (يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا‬ ‫ت عَلَى ا ْلمُ ْؤ ِمنِي َ‬ ‫صيَا ُم ﴿‪ ﴾183‬البقرة) (إِنّ الصّلَا َة كَانَ ْ‬ ‫ب عََل ْيكُمُ ال ّ‬ ‫َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا ُكتِ َ‬
‫َأ ْنفِقُوا ِممّا رَ َز ْقنَاكُ ْم ﴿‪ ﴾254‬البقرة) كل العبادات التي تترتب على السلم بدأ هذا الذي أسلم بلسانه يعتقد بأن ما يفعله صحيحا وأن عليه‬
‫صبِرُوا وَصَابِرُوا ﴿‪ ﴾200‬آل عمران) (يَا َأّيهَا اّلذِينَ‬ ‫واجبات فهذا فدخل في حظيرة اليمان العام صار من ضمن (يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا ا ْ‬
‫َآ َمنُوا كُونُوا قَوّامِينَ بِالْ ِقسْطِ ﴿‪ ﴾135‬النساء) يعني الحلل والحرام يعني هذا الرجل آمن بقلبه وبدأ يعمل الحلل والحرام هذا مؤمن عام‪.‬‬
‫إذا المرحلة الولى السلم القولي والمرحلة الثانية انتقال إلى اليمان بالتصديق والعمل هذا المؤمن العام يترقى حتى يصير مؤمنا خاصا‬
‫ح ِب ْبكُمُ اللّهُ﴿‪ ﴾31‬آل عمران) كيف نعرف هذا؟ إذا امتدحه ال في الكتاب‬ ‫حبّونَ اللّ َه فَا ّتبِعُونِي يُ ْ‬ ‫ن ُكنْتُ ْم تُ ِ‬
‫إتباعه للنبي إتباعا واضحا (قُلْ إِ ْ‬
‫العزيز‪ .‬رب العالمين امتدح شرائح من المؤمنين مدحا عظيما وأعطاك مواصفاتهم‪ ،‬أعطى مواصفاتهم حينئذٍ هذا المؤمن الخاص الذي يبدأ‬
‫ح ِببْكُمُ اللّهُ) إتباع مع ورع وحينئ ٍذ هذا صار من الوجهاء من‬ ‫حبّونَ اللّ َه فَا ّت ِبعُونِي يُ ْ‬ ‫ل يتبع (إِنْ ُك ْنتُ ْم تُ ِ‬ ‫تعامله مع النبي تطبيقا من الن رج ً‬
‫المقدّمين في الطريق إلى ال في النهاية إذا استمر سيصل إلى أعلى الدرجات‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪73‬‬
‫*ما اللمسة البيانية في تذكير كلمة عاقبة مرة وتأنيثها مرة أخرى ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫في لغة العرب يجوز تذكير وتأنيث الفعل فإذا كان المعنى مؤنّث يستعمل الفعل مؤنثا وإذا كان المعنى مذكّرا يُستعمل الفعل مذكّرا‪،‬‬
‫ن عَا ِقبَةُ ا ْل ُمكَ ّذبِينَ {‪ )}11‬وسورة‬ ‫ف كَا َ‬
‫ظرُو ْا َكيْ َ‬ ‫ض ثُمّ ان ُ‬‫والمثلة في القرآن كثيرة منها قوله تعالى في سورة النعام (قُلْ سِيرُو ْا فِي الَرْ ِ‬
‫ن {‪ )}73‬المقصود‬ ‫ن عَا ِقبَةُ ا ْلمُنذَرِي َ‬
‫ف كَا َ‬
‫لئِفَ وَأَغْ َر ْقنَا اّلذِينَ َك ّذبُواْ بِآيَا ِتنَا فَانظُ ْر َكيْ َ‬
‫جعَ ْلنَاهُ ْم خَ َ‬
‫ج ْينَاهُ َومَن ّمعَهُ فِي الْفُ ْلكِ َو َ‬ ‫يونس ( َف َكذّبُو ُه َفنَ ّ‬
‫ل َفسَوْفَ‬ ‫عمَلُو ْا عَلَى َمكَا َن ِتكُمْ ِإنّي عَامِ ٌ‬
‫ل يَا قَ ْومِ ا ْ‬
‫بالعاقبة هنا محل العذاب فجاء الفعل مذكرا‪ ،‬أما في قوله تعالى في سورة النعام (قُ ْ‬
‫ن عِندِهِ َومَن َتكُونُ‬ ‫ل مُوسَى َربّي أَعَْل ُم ِبمَن جَاء بِا ْلهُدَى مِ ْ‬ ‫ن {‪ )}135‬سوة القصص ( َوقَا َ‬ ‫ح الظّاِلمُو َ‬ ‫ل يُفْلِ ُ‬
‫ن مَن َتكُونُ لَ ُه عَا ِقبَ ُة الدّارِ ِإنّهُ َ‬ ‫َتعَْلمُو َ‬
‫ن {‪ )}37‬فجاء الفعل مؤنثا لن المقصود هو الجنّة نفسها‪.‬‬ ‫لَ ُه عَا ِقبَةُ الدّارِ ِإنّهُ لَا يُفْلِحُ الظّاِلمُو َ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫َ‬ ‫خلَئ ِض َ َ‬
‫ن كَذَّبُوا ْ بِآيَاتِن َضا فَانظُْر‬
‫ف وَأغَْرقْن َضا ال ّذِي َض‬ ‫جعَلْنَاهُض ْ‬
‫م َ‬ ‫ه فِضي الْفُل ْض ِ‬
‫ك وَ َ‬ ‫من َّ‬
‫معَض ُ‬ ‫جيْنَاه ُض وَض َ‬‫*(فَكَذَّبُوه ُض فَن َ َّ‬
‫ن (‪ )73‬يونس) استشعار معاني هذه الية فهل يمكن إظهار اللمسات‬ ‫منذ َرِي َ‬‫ة ال ْ ُ‬
‫ن عَاقِب َ ُ‬ ‫ف كَا َ‬ ‫كَي ْ َ‬
‫البيانية في الية؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن (‪ )73‬يونس)‬ ‫ن عَا ِقبَةُ ا ْلمُنذَرِي َ‬‫ف كَا َ‬‫لئِفَ وَأَغْ َر ْقنَا اّلذِينَ َك ّذبُواْ بِآيَا ِتنَا فَانظُ ْر َكيْ َ‬ ‫جعَ ْلنَاهُ ْم خَ َ‬
‫ج ْينَاهُ َومَن ّمعَهُ فِي الْفُ ْلكِ َو َ‬ ‫نقرأ الية ( َف َكذّبُو ُه َفنَ ّ‬
‫نلحظ أنه هو في المغرَقين ذكر الصِلة قال (وَأَغْ َر ْقنَا اّلذِينَ َك ّذبُو ْا بِآيَا ِتنَا) يعني التي بسببها أغرِقوا‪ ،‬ذكر سبب الغراق وقال من معه ولم‬
‫يذكر شيئا‪ .‬هناك فريق كذّب فلما ذكر الذين كذبوا معنى من معه ليس منهم يعني صدّق‪ ،‬إذن ذكر علة الغراق نفهم من قوله أنه ليس‬
‫ن عَا ِقبَةُ ا ْلمُنذَرِينَ) قال (كان) ولم يقل (كانت) إذا ذكّر العاقبة تكون بمعنى العذاب في القرآن كله هذا‬ ‫ف كَا َ‬ ‫معهم وإنما من المصدقين‪( .‬كَيْ َ‬
‫ن عَا ِقبَةُ ا ْل ُم َكذّبِينَ (‪ )25‬الزخرف) العاقبة ينظر فيها إلى المعنى والعذاب مذكّر ينظر فيها إلى المعنى‬ ‫ف كَا َ‬ ‫خط عام في القرآن (فَانظُ ْر َكيْ َ‬
‫(مراعاة المعنى) وحيث كانت العاقبة مؤنثة فهي بمعنى الجنة (مَن َتكُونُ لَ ُه عَا ِقبَ ُة الدّا ِر (‪ )135‬النعام) لن الجنة مؤنثة فأنّث الفعل‪.‬‬
‫العذاب مذكر ليس معناه جهنم وإنما العذاب في الدنيا أيضا‪ .‬العذاب مذكّر يُذكّر الفعل‪ ،‬العاقبة لما تكون بمعنى الجنة تحديدا يؤنّث الفعل‪،‬‬
‫هذه من خصوصيات الستعمال القرآني وهي في اللغة جائزة وإنما في القرآن يدل على أن التعبير مقصود‪ .‬هنالك أمر آخر في هذه القصة‬
‫جيْنَاهُ وَاّلذِينَ َمعَهُ فِي ا ْلفُ ْلكِ (‪ )64‬العراف) وليس (فنجيناه ومن معه) (من والذي) كلهما إسم‬ ‫نفسها في العراف قال ( َف َكذّبُو ُه َفأَن َ‬
‫موصول‪ .‬القصة واحدة واللفاظ مختلفة لكنها ليست متناقضة‪ ،‬نجّاه وأنجاه المعنى ل يختلف وإنما يبقى سبب الختيار‪ .‬نجيناه وأنجيناه ل‬
‫يختلف المعنى وإنما الفرق بين فعّل وأفعل مثل علّم وأعلم‪ ،‬فعّل يحتاج إلى تدرج مدة طويلة‪ ،‬معناه مكث وقت طويل ثم نجى‪ ،‬أنجا ذكرها‬
‫على وجه السرعة لما ضرب موسى العصى قال (فأنجيناه) لم يلبث ولم يبق كما بقي بنو إسرائيل في مصر كذلك لما ألقى إبراهيم في‬
‫النار قال تعالى (فأنجيناه) لم يلبث فيها‪ ،‬وكذلك وصّى وأوصى‪ ،‬فعل وأفعل‪ ،‬فعّل فيها لبث وتمهل وأفعل في الغالب ليست كذلك ثم بحسب‬
‫السياق هو هو في سياق السراع أو ل فيستعمل كل فعل بما يناسب السياق‪ .‬الملحظ أنه في سورة يونس كانت الحالة أشد لن ال تعالى‬
‫ن َكبُرَ‬ ‫ن كَا َ‬ ‫ل عََل ْيهِ ْم َنبََأ نُوحٍ ِإذْ قَالَ ِلقَ ْومِ ِه يَا قَوْمِ إِ ْ‬
‫ذكر أمورا أشد وأحيانا يوجز في قصص النبياء وأحيانا يفصل فيها‪ .‬في يونس قال (وَاتْ ُ‬
‫ن(‬ ‫غمّةً ثُمّ ا ْقضُوا إَِليّ وَلَا ُتنْظِرُو ِ‬ ‫ش َركَا َءكُ ْم ثُمّ لَا َيكُنْ َأمْ ُركُ ْم عََل ْيكُ ْم ُ‬
‫ج ِمعُوا َأمْ َركُمْ وَ ُ‬
‫ت فََأ ْ‬‫عََل ْيكُ ْم مَقَامِي َو َتذْكِيرِي بَِآيَاتِ اللّ ِه َفعَلَى اللّ ِه تَ َوكّلْ ُ‬
‫ب يَوْمٍ‬‫عذَا َ‬ ‫ف عََل ْيكُ ْم َ‬‫غيْ ُرهُ ِإنّي أَخَا ُ‬ ‫عُبدُوا اللّ َه مَا َلكُ ْم مِنْ ِإلَهٍ َ‬ ‫ل يَا قَوْمِ ا ْ‬ ‫س ْلنَا نُوحًا ِإلَى قَ ْومِ ِه فَقَا َ‬‫‪ ))71‬يتحدّاهم تحديا‪ .‬في العراف (لَ َقدْ أَرْ َ‬
‫ل مِنْ رَبّ ا ْلعَاَلمِينَ (‪ُ )61‬أبَّلغُكُمْ‬ ‫س بِي ضَلَالَةٌ وََل ِكنّي َرسُو ٌ‬ ‫ل يَا قَ ْومِ َليْ َ‬‫ل ُمبِينٍ (‪ )60‬قَا َ‬ ‫ضلَا ٍ‬
‫ك فِي َ‬ ‫ن قَ ْومِهِ ِإنّا َلنَرَا َ‬ ‫عَظِي ٍم (‪ )59‬قَالَ ا ْلمَلَُأ مِ ْ‬
‫ت َربّي وََأنْصَحُ َلكُمْ َوأَعْلَ ُم مِنَ اللّ ِه مَا لَا َتعَْلمُونَ (‪ ))62‬فقط‪ ،‬في يونس الموقف أشد‪ .‬متي يأتي الناس عادة ويستغرقون في الفكار‬ ‫رِسَالَا ِ‬
‫لما يكونوا في موقف عافية ورخاء أو في موقف شدة؟ في موقف الشدة ينصرفون وفي الرخاء يقبلون كما حصل في المنافقين في المدينة‪،‬‬
‫في مكة كان أشد فل يأتي إل القلّة‪ ،‬إذن في مواقف الشدة الناس يعزفون إل إذا كان عندهم دافع قوي وإيمان قوي وإذا كان في موقف‬
‫رخاء قد يدخلون‪ .‬كم واحد (من)؟ (من) تحتمل المفرد والثنين والجمع‪ ،‬أما (الذين) فل تحتمل إل الجمع ول تحتمل الواحد أو الثنين ففي‬
‫موقف الشدة استعمل (من) لذا قال (فنجيناه ومن معه) لن (من) قد تحتمل الواحد وهي أقل من (الذين)‪.‬‬
‫آية (‪:)75‬‬
‫*ما الفرق بين البعث والرسال ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫بعث فيه معنى الرسال تقول بعثت شخصا فيه معنى الرسال لكن في بعث أيضا معاني غير الرسال‪ .‬الرسال أن ترسل رسولً تحمّله‬
‫رسالة لطرف آخر‪ .‬البعث قد يكون فيه إرسال وفيه معاني أخرى غير الرسال أي فيه إرسال وزيادة‪ .‬تبعث بارِك أي الجمل‪ ،‬تبعث‬
‫الموتى ليس بمعنى إرسال ولكن يقيمهم‪ ،‬فيه إثارة وإقامتهم (إن للفتنة بعثات) أي إثارات‪ ،‬فيها تهييج‪َ ( .‬وقَالَ َلهُ ْم َنبِ ّيهُمْ إِنّ اللّ َه َق ْد َبعَثَ َلكُمْ‬
‫ث فِي‬ ‫ت مَِلكًا (‪ )247‬البقرة) أي أقامه منكم‪ .‬ولذلك عموما أن البعث يستعمل فيما هو أشد‪ .‬نضرب مثالً‪( :‬قَالُوا أَ ْرجِهِ وَأَخَاهُ وَا ْبعَ ْ‬ ‫طَالُو َ‬
‫ن (‪ )111‬العراف) والقصة قصة موسى في الحالتين‪:‬‬ ‫ل فِي ا ْلمَدَآئِنِ حَاشِرِي َ‬ ‫ن (‪ )36‬الشعراء) و (قَالُواْ أَ ْرجِهْ وَأَخَاهُ وَأَ ْرسِ ْ‬ ‫ا ْلمَدَائِنِ حَاشِرِي َ‬
‫ك ِبكُلّ سَحّا ٍر عَلِي ٍم (‪ )37‬الشعراء)‬ ‫المل يقولون لفرعون وابعث في المدائن وأرسل في المدائن‪ .‬ننظر لتكملة كل آي من اليتين (يَ ْأتُو َ‬
‫صيغة مبالغة والثانية (يَ ْأتُوكَ ِبكُلّ سَاحِ ٍر عَلِي ٍم (‪ )112‬العراف) ليس فيها مبالغة ساحر ليس فيها مبالغة بينما سحار فيها مبالغة لنه في‬
‫الشعراء المحاجة أشد مما كانت في العراف‪ .‬لو قرأنا قصة موسى وفرعون في الشعراء المواجهة أشد من العراف وفرعون كان‬
‫غاضبا فقالوا وابعث في المدائن أنت أرسل وأقم من المدينة من يهيّج عليه أيضا هذا معنى (ابعث) هذا البعث‪ ،‬أن تبعث أي تهيّج‪ ،‬تقيم لذا‬
‫قال بعدها (بكل سحار عليم) ولما قال أرسل قال (بكل ساحر عليم)‪ .‬مثال آخر (ثُمّ َب َع ْثنَا مِن َب ْعدِهِم مّوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ َومََلئِهِ‬
‫ن (‪ )45‬إِلَى فِرْعَوْنَ َومََلئِهِ‬ ‫ن ّمبِي ٍ‬ ‫ن بِآيَاتِنَا وَسُلْطَا ٍ‬ ‫ج ِرمِينَ (‪ )75‬يونس) (ثُمّ أَرْسَ ْلنَا مُوسَى وََأخَاهُ هَارُو َ‬ ‫س َت ْكبَرُواْ َوكَانُو ْا قَ ْومًا مّ ْ‬
‫بِآيَاتِنَا فَا ْ‬
‫س َت ْكبَرُوا َوكَانُوا قَ ْومًا عَالِينَ (‪ )46‬المؤمنون) نفس الدللة لكن هذه في يونس والخرى في المؤمنون‪ .‬لو قرأنا ماذا في يونس وفي‬ ‫فَا ْ‬
‫جدْنَا عََليْ ِه آبَاءنَا َو َتكُونَ‬ ‫عمّا َو َ‬ ‫ج ْئ َتنَا ِلتَلْ ِف َتنَا َ‬
‫المؤمنون نجد في يونس كانت محاجة شديدة بين موسى وفرعون وإيذاء لبني إسرائيل (قَالُواْ أَ ِ‬
‫ل يُفْلِحُ‬
‫ل مُوسَى أَتقُولُونَ ِللْحَقّ َلمّا جَاءكُمْ َأسِحْ ٌر هَـذَا َو َ‬ ‫َل ُكمَا ا ْل ِكبْ ِريَاء فِي الَ ْرضِ َومَا نَحْنُ َل ُكمَا ِبمُ ْؤمِنِينَ (‪ ))78‬ثم قال موسى (قَا َ‬
‫حيَا ِة ال ّدنْيَا َرّبنَا ِليُضِلّو ْا عَن‬ ‫ل فِي ا ْل َ‬ ‫ت فِرْعَوْنَ َومَلهُ زِينَةً وََأمْوَا ً‬ ‫ل مُوسَى َربّنَا ِإّنكَ آ َتيْ َ‬ ‫ن (‪ ))77‬ثم موسى دعا على فرعون ( َوقَا َ‬ ‫السّاحِرُو َ‬
‫ب الَلِي َم (‪ ))88‬هذا كله في يونس دعا عليهم‪ .‬أما في‬ ‫حتّى يَرَوُ ْا ا ْلعَذَا َ‬‫ل يُ ْؤ ِمنُواْ َ‬ ‫شدُ ْد عَلَى قُلُوبِهِ ْم فَ َ‬
‫س عَلَى َأمْوَاِلهِمْ وَا ْ‬ ‫طمِ ْ‬‫سبِيِلكَ َرّبنَا ا ْ‬ ‫َ‬
‫س َت ْكبَرُوا َوكَانُوا قَ ْومًا‬ ‫ن (‪ )45‬إِلَى فِرْعَوْنَ َومََلئِهِ فَا ْ‬ ‫ن ّمبِي ٍ‬
‫ن بِآيَاتِنَا وَسُلْطَا ٍ‬‫المؤمنون فهي عبارة عن آيتين فقط (ثُمّ أَرْسَ ْلنَا مُوسَى وََأخَاهُ هَارُو َ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ن ِمثِْلنَا َوقَ ْو ُمهُمَا َلنَا عَا ِبدُونَ (‪َ )47‬ف َك ّذبُو ُهمَا َفكَانُوا مِنَ ا ْل ُمهْلَكِينَ (‪ ))48‬انتهت القصة في المؤمنون بينما في‬ ‫عَالِينَ (‪ )46‬فَقَالُوا َأنُ ْؤمِنُ ِلبَشَ َريْ ِ‬
‫يونس كلم طويل وفيه قوة ودعاء عليهم فقال بعثنا وفي المؤمنون قال أرسلنا‪ .‬حتى لما يتكلم عن الرسول (هُوَ اّلذِي َبعَثَ فِي الُْأ ّميّينَ‬
‫ل مّبِينٍ (‪ )2‬الجمعة) (هُوَ اّلذِي أَ ْرسَلَ رَسُولَهُ‬ ‫ح ْكمَةَ وَإِن كَانُوا مِن َقبْلُ َلفِي ضَلَا ٍ‬ ‫رَسُولًا ّمنْهُ ْم َيتْلُو عََل ْيهِ ْم آيَاتِهِ َويُ َزكّيهِمْ َو ُيعَّل ُمهُمُ ا ْل ِكتَابَ وَالْ ِ‬
‫ن (‪ )33‬التوبة) لم يذكر شيئا آخر ال تعالى يظهر على الدين كله‪( ،‬هُوَ اّلذِي‬ ‫علَى الدّينِ كُلّهِ وََلوْ َكرِهَ ا ْلمُشْ ِركُو َ‬ ‫ظهِ َرهُ َ‬‫بِا ْلهُدَى َودِينِ الْحَقّ ِليُ ْ‬
‫ل رَسُولَ ُه بِا ْلهُدَى َودِينِ الْحَقّ‬ ‫شهِيدًا (‪ )28‬الفتح) انتهت‪( ،‬هُوَ اّلذِي َأرْسَ َ‬ ‫ظهِرَ ُه عَلَى الدّينِ كُلّهِ َوكَفَى بِاللّهِ َ‬ ‫ل رَسُولَ ُه بِا ْل ُهدَى َودِينِ الْحَقّ ِليُ ْ‬ ‫َأرْسَ َ‬
‫عذَابٍ أَلِيمٍ (‪ )10‬الصف) أما (هُوَ اّلذِي‬ ‫ن (‪ )9‬يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا هَلْ َأدُّلكُ ْم عَلَى تِجَارَ ٍة تُنجِيكُم مّنْ َ‬ ‫علَى الدّينِ كُلّهِ وََلوْ َكرِهَ ا ْلمُشْ ِركُو َ‬ ‫ظهِ َرهُ َ‬
‫ِليُ ْ‬
‫ل ّمبِينٍ (‪ )2‬الجمعة) فيها عمل‬ ‫ضلَا ٍ‬
‫ح ْكمَةَ وَإِن كَانُوا مِن َقبْلُ َلفِي َ‬‫عَليْهِ ْم آيَاتِهِ َويُ َزكّيهِمْ َو ُيعَّل ُمهُمُ ا ْل ِكتَابَ وَالْ ِ‬
‫ث فِي الُْأ ّميّينَ َرسُولًا ّم ْنهُ ْم َيتْلُو َ‬ ‫َبعَ َ‬
‫عَليْكُمْ‬
‫عدُ أُول ُهمَا َب َع ْثنَا َ‬
‫للرسول ‪ .‬فالبعث هو أشد وفيه حركة أما الرسال فل‪ ،‬فالبعث هو الرسال وزيادة ولهذا قال تعالى ( َفِإذَا جَاء وَ ْ‬
‫عدًا مّ ْفعُولً (‪ )5‬السراء)) فيه قوة وقسوة وعمل‪.‬‬ ‫ل الدّيَارِ َوكَانَ وَ ْ‬ ‫شدِيدٍ َفجَاسُواْ خِلَ َ‬ ‫عبَادًا ّلنَا أُ ْولِي بَ ْأسٍ َ‬ ‫ِ‬
‫آية (‪:)77‬‬
‫*هل يُضمر القول في القرآن الكريم؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫أحوال القول والمقول يمكن أن نجمل أهم أحكامها في عبارات صغيرة‪.‬‬
‫ع ْبدُ اللّ ِه (‪ )30‬مريم) القول هو الفعل و(إني عبد ال) هو المقول‪.‬‬ ‫الكثير أن يذكر القول والمقول هو الصل (قَالَ ِإنّي َ‬
‫يمكن أن يحذف فعل القول ويذكر المقول ل يقول قال أو يقول لكنه مفهوم وهذا كثير أيضا مثال(وَِإذْ يَ ْرفَعُ ِإبْرَاهِي ُم الْقَوَاعِ َد مِنَ ا ْل َبيْتِ‬
‫سمِيعُ ا ْلعَلِي ُم (‪ )127‬البقرة) هذا مقول القول وحذف الفعل وأبقى المقول‪.‬‬ ‫ل ِمنّا ِإّنكَ أَنتَ ال ّ‬ ‫سمَاعِيلُ َرّبنَا تَ َقبّ ْ‬‫َوإِ ْ‬
‫ل مُوسَى أَتقُولُونَ ِللْحَقّ َلمّا جَاءكُمْ َأسِحْرٌ‬ ‫أحيانا يذكر فعل القول لكن يحذف المقول ولكنه ظاهر في السياق عكس الحالة السابقة مثل (قَا َ‬
‫ن (‪ )77‬يونس) ما هو القول؟ هم لم يقولوا أسحر هذا ول يفلح الساحرون وإنما هم قالوا هذا سحر‪ ،‬قول (أسحر‬ ‫ح السّاحِرُو َ‬ ‫ل يُفْلِ ُ‬
‫هَـذَا َو َ‬
‫هذا) هذا قول موسى وأضمر مقولهم هم وهو مفهوم من السياق‪.‬‬
‫وهنالك حالة أخرى أن يذكر مقولن لقائلين مختلفين ويحذف فعل القول منهما الثنين ويتصلن كأنهما مقولن لقول واحد لكن المعنى‬
‫ل مِن سُو ٍء بَلَى إِنّ اللّ َه عَلِي ٌم ِبمَا كُنتُمْ َت ْعمَلُونَ‬ ‫سهِ ْم َفأَلْقَ ُواْ السَّل َم مَا ُكنّا َنعْمَ ُ‬
‫ن َتتَ َوفّاهُمُ ا ْلمَل ِئكَةُ ظَاِلمِي أَنفُ ِ‬ ‫واضح يجري عليه السياق مثل (اّلذِي َ‬
‫(‪ )28‬النحل) هم قالوا (ما كنا نعمل من سوء) والرد (بلى إن ال عليم بما كنتم تعلمون) هذا ليس قائلً واحدا وإنما هذا قائل آخر وحذف‬
‫فعل القول لم يقل قالوا ما كنا نعمل من سوء ولم يقل قال بلى مفهوم من السياق فحذف فعل القول من الثنين وأدمج المقولين لكنه مفهوم‬
‫من السياق‪.‬‬
‫وهنالك حالة أخرى أن يذكر فعل القول ومقوله ويدرج معه قول لقائل آخر فيبدو كأنهما مقولن لشخص واحد لكن في الحقيقة ل‪ ،‬مثل‬
‫ن (‪ )51‬يوسف)‪ ،‬ويوسف قال (ذَِلكَ ِل َيعْلَمَ َأنّي لَ ْم أَ ُ‬
‫خنْهُ‬ ‫صحَصَ ا ْلحَقّ َأنَاْ رَاوَدتّ ُه عَن نّفْسِهِ وَِإنّهُ َلمِنَ الصّا ِدقِي َ‬ ‫ت امْرَأَ ُة ا ْلعَزِي ِز النَ حَ ْ‬ ‫(قَالَ ِ‬
‫ت مَا جَزَاء مَنْ أَرَا َد بِأَهِْلكَ سُ َوءًا ِإلّ أَن يُسْجَنَ أَوْ‬ ‫ن (‪ ))52‬هذا كلم يوسف‪ ،‬هي رمته بالخيانة (قَاَل ْ‬ ‫ل يَ ْهدِي َكيْدَ الْخَا ِئنِي َ‬‫بِا ْلغَيْبِ َوأَنّ اللّ َه َ‬
‫ل َيهْدِي َكيْدَ ا ْلخَا ِئنِينَ (‪ ))52‬سيدنا يوسف يتحدث عن العزيز أنه لم يخن‬ ‫خنْهُ بِا ْل َغيْبِ وَأَنّ اللّ َه َ‬ ‫عذَابٌ أَلِيمٌ (‪( ،))25‬ذَِلكَ ِل َيعْلَمَ َأنّي لَمْ َأ ُ‬ ‫َ‬
‫ن َربّي غَفُو ٌر رّحِي ٌم (‪ ))53‬هذا كلم يوسف أيضا (ذلك) أي‬ ‫ل مَا َرحِمَ َربّيَ إِ ّ‬ ‫لمّا َر ٌة بِالسّوءِ ِإ ّ‬
‫س َ‬ ‫ن النّفْ َ‬‫العزيز بالغيب‪َ ( ،‬ومَا ُأبَرّىءُ َنفْسِي إِ ّ‬
‫صحَصَ ا ْلحَقّ َأنَ ْا رَاوَدتّهُ عَن نّفْسِهِ وَِإنّهُ َلمِنَ الصّا ِدقِينَ (‪)51‬‬ ‫ت امْرََأةُ ا ْلعَزِي ِز النَ حَ ْ‬ ‫الكلم الذي قالته امرأة العزيز‪ ،‬كلمها هي (قَالَ ِ‬
‫ل َيهْدِي َك ْيدَ ا ْلخَا ِئنِينَ (‪ .))52‬في قوله تعالى (يوسف أعرض‬ ‫خنْ ُه بِا ْل َغيْبِ وَأَنّ اللّ َه َ‬‫يوسف) وانتهى كلمها‪ ،‬ويوسف قال (ذَِلكَ ِل َيعْلَمَ َأنّي َلمْ أَ ُ‬
‫عن هذا ()) يكلم شخصين لكن القائل واحد‪.‬‬
‫هنالك حالة أخرى أن يذكر فعل القول لكن ل يذكر المقول وإنما يذكر فحواه (قُل ّل ِعبَادِيَ اّلذِينَ آ َمنُو ْا يُقِيمُواْ الصّلَ َة (‪ )31‬إبراهيم) قل هذا‬
‫فعل القول والمقول لم يذكره وإنما ذكر الفحوى يقيموا الصلة هذا فحوى قوله تعالى وليس هو القول لم يقل أقيموا الصلة‪َ ( ،‬وقُل ّل ِعبَادِي‬
‫حسَنُ (‪ )53‬السراء) هذا ليس هو نص القول وإنما فحواه‪ .‬فهذه أبرز أحوال القول في القرآن الكريم‪ .‬ولكل حالة من هذه‬ ‫يَقُولُواْ اّلتِي ِهيَ أَ ْ‬
‫الحالت دللتها وسياقها الذي تروى فيه‪.‬‬
‫آية (‪:)89(-)87‬‬
‫َض‬ ‫سى وَأ َ ِ‬ ‫َ‬
‫صضَر‬
‫م ْ‬
‫ما ب ِ ِ‬ ‫ن تَبَوَّآ َ لِقَوْ ِ‬
‫مك ُ َ‬ ‫خيه ِض أ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫حيْن َضا إِلَى ُ‬ ‫*ما دللة إ ستعمال الج مع في قوله تعالى (وَأوْ َ‬
‫بيوت ا واجعلُوا بيوتك ُضضم قبل َ ً َ‬
‫ن (‪ )87‬يونضضس) مضضع أن الخطاب‬ ‫منِي َضض‬ ‫شرِ ال ْ ُ‬
‫مؤْ ِ‬ ‫صَلةَ وَب َ ّ ِ‬
‫موا ال ّضضَ‬
‫ة وَأقِي ُ‬ ‫ْ ِ ْ‬ ‫ُُ َ‬ ‫ُ ُ ًضض َ ْ َ‬
‫للمثنى؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫جعَلُوا‬
‫( َتبَوّءآَ) الكلم مع موسى وهارون بالمثنّى لكن لما أراد من جمهور بني إسرائيل أن يجعلوا هذه البيوت قِبلة إستعمل الجمع فقال (وَا ْ‬
‫ُبيُو َتكُمْ ِقبْلَةً) أي تجمعوا في هذه البيوت لتكن بيوتكم أماكن إجتماع فجاء الجمع وهو ليس لموسى وهارون هنا وإنما لعموم بني إسرائيل‪.‬‬
‫خيهضضِ أَن تَبَوَّءَا‬
‫سى وَأ َ ِ‬ ‫حيْن َضضا إِلَى ُ‬
‫مو َضض‬
‫َ‬
‫* مضضا دللة التحول مضضن المثنضضى إلى الجمضضع فضضي اليضضة (وَأ ْو َ‬
‫لِقَومك ُضما بم صر بيوت ا واجعلُوا ْ بيوتك ُضم قبل َ ً َ‬
‫منِي نَض (‪ )87‬يونضس)؟ بينمضا‬ ‫شرِ ال ْ ُ‬
‫مؤْ ِ‬ ‫موا ْ ال َّض‬
‫صلَةَ وَب َ ّ ِ‬ ‫ة وَأقِي ُ‬ ‫ُُ َ ْ ِ ْ‬ ‫ْ ِ َ ِ ِ ْض َ ُ ُ ًض َ ْ َ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫ن (‪ )89‬يونضس)‬ ‫ن ل َ يَعْل َ ُ‬
‫مو َض‬ ‫ل ال ّذِي َض‬ ‫سبِي‬ ‫ما وَل َ تَتَّبِعَآ ِ ّض‬
‫ن َض‬ ‫ستَقِي َ‬ ‫جيب َضت دَّعْوَتُك ُض َ‬
‫ما فَا ْض‬ ‫ل قَد ْ أ ِ‬
‫فضي اليضة (قَا َ‬
‫كلها مثنى؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ن (‪َ )87‬وقَا َ‬
‫ل‬ ‫جعَلُواْ بُيُو َتكُ ْم ِقبْلَةً وََأقِيمُواْ الصّلَ َة َوبَشّرِ ا ْلمُ ْؤ ِمنِي َ‬ ‫حيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن َتبَوّءَا لِقَ ْو ِم ُكمَا ِبمِصْ َر ُبيُوتًا وَا ْ‬ ‫الية الكريمة (وَأَ ْو َ‬
‫ش ُددْ عَلَى ُقلُو ِبهِمْ فَلَ‬ ‫س عَلَى َأمْوَاِل ِهمْ وَا ْ‬ ‫ط ِم ْ‬‫سبِيِلكَ َرّبنَا ا ْ‬ ‫حيَا ِة الدّ ْنيَا َرّبنَا ِليُضِلّو ْا عَن َ‬
‫ل فِي الْ َ‬ ‫ت ِفرْعَوْنَ َومَلهُ زِينَةً وََأمْوَا ً‬ ‫مُوسَى َرّبنَا ِإّنكَ آ َتيْ َ‬
‫ل َيعَْلمُونَ (‪ .))89‬تبوءا مثنى ثم قال واجعلوا‬ ‫سبِيلَ اّلذِينَ َ‬ ‫ل َتتّ ِبعَآنّ َ‬ ‫للِي َم (‪ )88‬قَالَ َقدْ أُجِيبَت دّعْ َوُتكُمَا فَا ْ‬
‫ستَقِيمَا َو َ‬ ‫حتّى يَرَوُ ْا ا ْلعَذَابَ ا َ‬ ‫يُ ْؤ ِمنُواْ َ‬
‫صار جمعا و بعد ذلك تكلم بالمفرد (وبشّر) إذن لدينا مثنى‪ ،‬جمع ومفرد فل بد من الوقوف عند كل جزئية من هذه الجزئيات‪.‬‬
‫ل َمعَنَا َبنِي‬ ‫سْ‬‫أولً بنو إسرائيل هؤلء ل شك أنهم كانوا يسكنون في بيوت‪ ،‬كانوا في مصر وموسى جاء وطلب من فرعون قال (أَنْ أَرْ ِ‬
‫ل (‪ )17‬الشعراء) بنو إسرائيل ما كانوا يعيشون في الهواء‪ ،‬كان عندهم بيوت‪ .‬كانوا في مصر معذّبين وأم موسى كانت في مصر‬ ‫ِإسْرَائِي َ‬
‫وهي التي ألقت بولدها في اليم‪ ،‬إذن هم عندهم بيوت فلما يقول (تبوءا لقومكما بمصر بيوتا) معنى ذلك تبوءا بيوتا جديدة‪ .‬هذه البيوت‬
‫الجديدة هي بيوت مهيّأة للسفر لنه كان يريد أن يُخرِج قومه من مصر فل يُتصور أن يطلب إليهم أن يبنوا بيوتا جديدة بالطابوق وبالجُر‪.‬‬
‫معنى ذلك أنهم كأنما خطوا خطوة في طريق الهجرة‪ ،‬هذه الخطوة التي طُلِب من موسى وأخيه طبعا لما كان الكلم في تمشية شؤون المة‬
‫ممكن أن يوحى إلى هارون كما أوحي إلى موسى لن هذه القضية تتعلق بعمل وإجراءات تخص الناس فيمكن أن يوحى للرسول ومؤازره‬
‫ح ْينَا إِلَى مُوسَى وََأخِيهِ)‪.‬‬ ‫فلذلك قال (وََأوْ َ‬
‫(تبوءا)‪ :‬التبوء هو التخاذ‪ ،‬إتخذا البيت وقالوا البيت مباءة للنسان لن أصل باء بمعنى رجع وكأنما النسان لما يخرج من بيته يرجع إليه‬
‫حيّزا إِلَى ِفئَةٍ‬ ‫ل ُمتَحَرّفا لّ ِقتَالٍ أَ ْو ُمتَ َ‬ ‫دائما يعني يبوء إلى داره‪ ،‬باء بمعنى رجع إلى مكانه وأحيانا تكون رجع عامة ( َومَن يُوَّلهِ ْم يَ ْو َمئِ ٍذ دُبُرَهُ ِإ ّ‬
‫ج َهنّمُ َو ِبئْسَ ا ْلمَصِي ُر (‪ )16‬النفال) رجع من عمله بغضب من ال سبحانه وتعالى‪ِ( ،‬إنّي أُرِيدُ أَن َتبُوءَ‬ ‫ب مّنَ اللّهِ َومَأْوَاهُ َ‬ ‫َف َقدْ بَاء ِبغَضَ ٍ‬
‫ن (‪ )29‬المائدة) ترجع من هذا العمل حاملً إثمي‪( .‬تبوءا لقومكما بيوتا) إذن هي‬ ‫ب النّارِ َوذَِلكَ جَزَاء الظّاِلمِي َ‬ ‫صحَا ِ‬‫ن مِنْ أَ ْ‬ ‫ك َفتَكُو َ‬ ‫بِِإ ْثمِي وَِإ ْث ِم َ‬
‫بيوت جديدة ممكن أن تكون خيما أو بيوتا مما يسمى الخصّ‪ .‬البيت هو ما يبيت فيه النسان‪ ،‬البناء الذي يبيت فيه النسان الذي هو‬
‫الحجرة‪ .‬البيت في الصل‪ ،‬النسان قديما ما كان يبني غرفا كثيرة وإنما يبني غرفة طويلة ويغتسل فيها وينام فيها ويستقبل الضيوف فيها‪،‬‬
‫حجُرَاتِ‬ ‫ك مِن وَرَاء الْ ُ‬ ‫الرسول كان لديه بيوت أمهات المؤمنين أي كل واحدة لها حجرتها‪ .‬والطابق العلوي يسمى غرفة‪( ،‬إِنّ اّلذِينَ ُينَادُونَ َ‬
‫َأ ْكثَرُ ُهمْ لَا َيعْقِلُونَ) وبيت عائشة رضي ال عنها معروف إلى اليوم الذي فيه قبر الرسول وقبر صاحبيه أبو بكر وعمر رضي ال عنهما‪.‬‬
‫والكعبة أطلق عليها بيت لنها مثل الحجرة‪ ،‬تجويف واحد‪ ،‬بناء واحد‪.‬‬
‫هذا هو البيت‪ ،‬كل منهم يبني بيت مؤقت لسرته‪ ،‬هذه البيوت كأنما طُلِب إليهم أن يجعلوا إتجاهها أي إتجاه الفتحة فيها بإتجاه القبلة‪،‬‬
‫(واجعلوا بيوتكم) الن الكلم مع موسى وهارون‪ ،‬الن التفت إلى بني إسرائيل وموسى وهارون أي أنتم جميعا يا بني إسرائيل إجعلوا‬
‫بيوتكم قبلة‪ .‬وقف العلماء عند كلمة قبلة هنا ما المراد بها‪ :‬قسم قالوا بعضها مقابل بعض‪ ،‬وقسم قال‪ :‬إجعلوا بيوتكم التي كانت في الشام‬
‫قِبلة صلّوا إليها‪ ،‬قسم قال‪ :‬مساجد‪ ،‬صلّوا فيها‪ ،‬صلوا في هذه المساجد‪ .‬العرب تسمي التوجه إلى الكعبة قِبلة‪ ،‬إلى الن في العامية‬
‫المصرية يقولون‪ :‬هذا قِبلي أو بحري‪ ،‬قِبلي أي بإتجاه الكعبة‪ .‬هل كانت قبلة موسى الكعبة؟ الجواب نعم‪ .‬قبلة إبراهيم ومن وراءَه‬
‫وقِبلة موسى كانت الكعبة لكن يبدو أنه بعد ذلك في بعض أنبياء بني إسرائيل حدث نسخ وتحولوا إلى بيت المقدس‪ ،‬غالبا لنها صارت‬
‫موطنا للصنام فما عاد ُيتّجه إليها لنها كانت موضع أصنام‪ ،‬أو لسبب آخر‪ ،‬المهم أن إبراهيم لما رفع القواعد من البيت إتجه إلى‬
‫الكعبة وذريته تتجه إلى الكعبة وهي القِبلة الحقيقية لعباد ال الصالحين وكان التحول عنها لغرض معين في أول السلم ثم عادوا إلى‬
‫القِبلة‪.‬‬
‫(وأقيموا الصلة) يستدل العلماء منها باتجاه المعنى أنه إجعلوا بيوتكم متجهة إلى الكعبة وصلّوا‪.‬‬
‫والن إلتفت إلتفاتا آخر (وبشر المؤمنين) أن البشارة إنما تكون من الرسول لن يكون لها وقع أعظم من أن تكون من هارون أو منهما ‪،‬‬
‫فنجد أنه مرة ثنّى للشتغال بشؤون الناس ومرة جمع لن المر عام ورجع فأفرد لن البشارة من الرسول تكون أوقع وأعلى منزلة‬
‫بخلف لو جاءت البشارة من شخص معه‪ .‬هارون كان نبيا لن الرسول هو صاحب الرسالة‪ ،‬النبي يكون مع الرسول أو بعد الرسول يبلّغ‬
‫رسالة الرسول ويبشر برسالة النبي فإذن كل رسول هو نبي ولكن ليس كل نبي رسول‪.‬‬
‫فائدة اللتفات في اللغة من ضمير إلى ضمير‪ :‬هذا التلوين في العبارة مع الرتباط في المعنى لنه وجدنا المعنى مترابطا‪ ،‬مرة كلّم الثنين‬
‫ثم كان ل بد أن يكلّم الجميع (واجعلوا بيوتكم) ول يمكن أن يقول‪ :‬فاجعل بيوتكما معناه بيت موسى وهارون سيكونان قبلتين وليس هذا‬
‫المراد وإنما المراد جميع البيوت تتجه بإتجاه القِبلة لسباب لن بعض العلماء يقولون لو نظرنا إلى المكان لن (بمصر) فيها كلم‪ ،‬ما‬
‫المراد بمصر؟ ما دامت ُمنِعت من الصرف فهي مصر المعلومة الحالية لكن ليست بالحدود الحالية‪ .‬قالوا المراد بمصر بعضهم قال‬
‫السكندرية لنها كانت قديمة والبعض قال المراد الجيزة بدليل الهرام‪ ،‬كانوا هناك ويبدو أن الراجح ‪ -‬وال أعلم ‪ -‬أنها ممفيس التي هي‬
‫عثِر على جثمانه‬ ‫في الجنوب أو طيبة‪ .‬لماذا يرجحه بعض المؤرخين؟ قالوا لنه هذه المنطقة هي المنطقة التي كان فيها الفرعون الذي ُ‬
‫واكتُشِف أنه مات غرقا (فرعون موسى) كان من السرة التاسعة عشرة الفرعونية وهذا الوقت كان هو وقت موسى فيرجح بعض‬
‫المؤرخين أن تكون هذه الجراءات والعملية كانت في ممفيس وأن بني إسرائيل مشوا مع البحر الحمر‪ ،‬ما مشوا مع نهر النيل‪ ،‬ساروا‬
‫مع البحر الحمر بانتظار أن يصلوا إلى منطقة قناة السويس الحالية ويحاولون العبور هناك‪ ،‬يبدو في تلك المنطقة هناك أدركهم فرعون‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ولو ساروا بالطريق المعهود مع نهر النيل كانوا حوصروا مبكرا لكن إتخذوا لنفسهم مكانا بعيدا عن الطريق مع ساحل البحر الحمر إلى‬
‫أن وصلوا إلى هذه المنطقة الضيقة التي يعبر منها باتجاه سيناء ومن هناك إتخذوا البر بعد ذلك‪.‬‬
‫ُ‬
‫سبِي َ‬
‫ل‬ ‫ما وَل َ تَتَّبِعَآ ِ ّض‬
‫ن َض‬ ‫ستَقِي َ‬ ‫جيب َضت دَّعْوَتُك ُض َ‬
‫ما فَا ْض‬ ‫ل قَد ْ أ ِ‬
‫نض فضي اليضة (قَا َ‬
‫* لماذا أثبضت النون فضي تتبعا ّ‬
‫َ‬
‫ن (‪ )89‬يونس)؟ (د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫مو َ‬‫ن ل َ يَعْل َ ُ‬
‫ال ّذِي َ‬
‫قبل هذه الية‪ ،‬ننظر ماذا دعا موسى ‪ ،‬لما كان موسى يدعو‪ ،‬صحيح غير مذكور دعاءه‪ ،‬هارون كان يؤمّن معناه أن المؤمّن داعي لما‬
‫سبِيِلكَ‬
‫حيَا ِة الدّ ْنيَا َرّبنَا ِليُضِلّواْ عَن َ‬‫ل فِي الْ َ‬ ‫ت ِفرْعَوْنَ َومَلهُ زِينَةً وََأمْوَا ً‬ ‫ل مُوسَى َرّبنَا ِإّنكَ آ َتيْ َ‬ ‫يقول آمين إذن هو يدعو‪ .‬قال موسى ( َوقَا َ‬
‫ب الَلِي َم (‪ )88‬هذه اللم يسمونها لم العاقبة‪ ،‬هو لم يعطهم هذه‬ ‫حتّى يَ َروُاْ ا ْل َعذَا َ‬
‫ش ُددْ عَلَى قُلُو ِبهِ ْم فَلَ يُ ْؤ ِمنُواْ َ‬
‫س عَلَى َأمْوَاِلهِمْ وَا ْ‬
‫طمِ ْ‬ ‫َربّنَا ا ْ‬
‫ن (‪)8‬‬ ‫طئِي َ‬‫جنُودَ ُهمَا كَانُوا خَا ِ‬‫ن فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ َو ُ‬ ‫عدُوّا َوحَ َزنًا إِ ّ‬
‫ل ِفرْعَوْنَ ِل َيكُونَ َلهُ ْم َ‬ ‫لكي يضلوا عن سبيله كما قال تعالى (فَا ْلتَقَطَهُ آ ُ‬
‫القصص) هم ما التقطوه لكي يكون عدوا لهم يعني من أجل أن يكون‪ ،‬وإنما عاقبة هذا اللتقاط كانت كذا‪ ،‬هذه لم العاقبة‪ ،‬لم النتيجة‪.‬‬
‫المعنى هو الذي يبينها‪ .‬وهنا هذه اللم لم العاقبة يعني إنك آتيت فرعون ومله الزينة والموال‪،‬وكانت نتيجة ذلك أنهم استعملوها‬
‫حتّى يَرَوُاْ ا ْل َعذَابَ‬
‫ل يُ ْؤ ِمنُواْ َ‬
‫شدُ ْد عَلَى قُلُو ِبهِ ْم فَ َ‬
‫س عَلَى َأمْوَاِلهِمْ وَا ْ‬ ‫طمِ ْ‬ ‫للضلل‪ ،‬ل أنت أعطيتهم من أجل أن يقوموا بالضلل‪َ ( .‬رّبنَا ا ْ‬
‫الَلِيمَ) وازن بين الدعوتين! (واشدد على قلوبهم) كأنه إربط على قلوبهم أو كما يقولون شد عليه فقتله‪( .‬فل يؤمنوا حتى يروا العذاب‬
‫ل َقدْ ُأجِيبَت دّعْ َوُت ُكمَا) لن موسى كان يدعو وهارون يؤمّن‪.‬‬ ‫الليم) ل يريدهم أن يؤمنوا‪ ،‬عذّبهم أولً ثم ل بأس أن يؤمنوا‪ .‬فقال تعالى (قَا َ‬
‫ن لَ َيعَْلمُونَ) في غير القرآن مفروض أن تكون بدون النون لن (ل) ناهية (ول تتبعا)‪ .‬لكن لما نجد القُرّاء يُجمِعن‬ ‫سبِيلَ اّلذِي َ‬‫ل َتتّ ِبعَآنّ َ‬
‫( َو َ‬
‫باستثناء بالنون المشددة رواية واحدة (ول تتبعانّ) وهي نون التوكيد الثقيلة المفروض أن تكون مفتوحة (ليسجنن)‪ ،‬أما النون الخفيفة فتكون‬
‫ساكنة (وليكونا)‪ ،‬لكن ليس في العرب من يفتح نون التوكيد مع ألف المثنّى‪ ،‬العرب جميعا يكسرون نون التوكيد مع المثنى "هل تذهبانّ إلى‬
‫الموضع الفلني يا أخويّ؟" يكسرها قالوا لمناسبة اللف لن نون المثنى بعد اللف تكون مكسورة دائما مثل‪ :‬أنتما تكتبانِ‪ ،‬تذهبانِ‪ ،‬تلعبانِ‬
‫فحوفِظ على الكسرة وغيرت الفتحة في لغة العرب جميعا‪ ،‬فإذن هذه نون التوكيد وليست نون الرفع‪.‬‬
‫(تتبع) فعل مجزوم بـ (ل)‪ :‬عندنا قولن للعلماء قول يرى أن نون التوكيد إذا جاءت مع الفعل المضارع يكون مبنيا على كل حال فيقول‬
‫(تتبعانّ) هذا مبني وتكون النون محذوفة لتوالي المثال (نون الرفع) مبني فل مكان لها تُحذف‪ ،‬مبني على حذف النون‪ ،‬تحذف النون أو‬
‫لتوالي المثال‪ .‬ورأي آخر الذي هو الشائع أن الفعل المضارع يكون مبنيا إذا إتصلت به نون التوكيد مباشرة وفي اللفية‪:‬‬
‫وأعرب مضارعا إن عريا من نون توكيد مباشر‬
‫يعني إذا فصل بين نون التوكيد وبين المضارع ألف الثنين أو ياء المخاطبة أو واو الجماعة حتى ولو تقديرا لننا نقول‪ :‬هل تكتبنّ‬
‫دروسكم؟ (عندنا واو محذوفة)‪ ،‬هل تكتبنّ يا هندُ؟ (عندنا ياء محذوفة)‪ ،‬هل تكتبانّ ؟ (عندنا ألف محذوفة) فإذن أُعرب المضارع لنه‬
‫فصل بينه وبين نون التوكيد‪ .‬مع ذلك نون الرفع غير موجودة إما نقول لنه جُزِم بعد ل الناهية جازمة حذفت النون علمة جزمه أو‬
‫لتوالي المثال‪ ،‬لما جاءت (ل) ما وجدت ما تحذف إذن هذه نون التوكيد وليست نون الرفع‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪90‬‬
‫*مضا الفرق مضن الناحيضة البيانيضة بيضن قصضة غرق فرعون فضي آيات سضورة يونضس وطضه؟(د‪.‬فاضضل‬
‫السامرائى)‬
‫ل آمَنتُ َأنّ ُه ل إِلِـهَ‬
‫ق قَا َ‬
‫حتّى ِإذَا َأدْ َركَهُ ا ْلغَ َر ُ‬
‫جنُودُ ُه َبغْيا وَعَدْوا َ‬‫سرَائِيلَ ا ْلبَحْ َر َفَأتْ َب َعهُ ْم فِرْعَوْنُ وَ ُ‬ ‫قال تعالى في سورة يونس ( َوجَا َو ْزنَا بِ َبنِي إِ ْ‬
‫ضرِبْ َلهُ ْم طَرِيقا‬
‫ح ْينَا ِإلَى مُوسَى أَنْ أَسْ ِر ِب ِعبَادِي فَا ْ‬‫ت بِ ِه َبنُو ِإسْرَائِيلَ وََأنَ ْا مِنَ ا ْلمُسِْلمِينَ {‪ )}90‬وقال في سورة طه (وَلَ َقدْ أَوْ َ‬ ‫ِإلّ اّلذِي آ َمنَ ْ‬
‫ش َيهُ ْم {‪ .)}78‬إذا لحظنا اليات في السورتين‬ ‫ش َيهُم مّنَ ا ْليَ ّم مَا غَ ِ‬
‫جنُودِهِ َفغَ ِ‬
‫ن بِ ُ‬‫خشَى {‪ }77‬فََأ ْت َب َعهُ ْم فِرْعَوْ ُ‬ ‫ف دَرَكا وَلَا تَ ْ‬ ‫فِي ا ْلبَحْ ِر َيبَسا لّا تَخَا ُ‬
‫نرى ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬استخدام واو العطف في قوله (فرعون وجنوده) وهذا نص بالعطف فرعون أتبع موسى وهو معه وهذا تعبير قطعي أن فرعون‬
‫خرج مع جنوده وأتبع موسى‪ .‬أما في سورة طه استخدم الباء في قوله (فأتبعهم فرعون بجنوده) والباء في اللغة تفيد المصاحبة‬
‫والستعانة‪ ،‬وفي الية الباء تحتمل المصاحبة وتحتمل الستعانة بمعنى أمدهم بجنوده ول يشترط ذهاب فرعون معهم‪.‬‬
‫‪ .2‬والتعبير في سورة يونس يوحي أن فرعون عازم على البطش والتنكيل هو بنفسه لذا خرج مع جنوده وأراد استئصال موسى‬
‫بنفسه للتنكيل والبطش به لن سياق اليات تفرض هذا التعبير‪ ،‬ذكر استكبار فرعون وملئه (ثُ ّم َب َعثْنَا مِن َبعْدِهِم مّوسَى وَهَارُونَ‬
‫ن {‪ )}75‬فذكر أنهم مستكبرون ومجرمون وذكر أنه ما آمن لموسى إل‬ ‫ستَ ْكبَرُواْ َوكَانُو ْا قَوْما مّجْ ِرمِي َ‬ ‫ِإلَى فِرْعَوْنَ َومََلئِ ِه بِآيَا ِتنَا فَا ْ‬
‫قليل من قومه على خوف من فرعون وملئه وذكر أيضا أن فرعون عال في الرض ومسرف كما ذكر أنه يفتن قومه ومآل‬
‫المر في سورة يونس أن موسى دعا على فرعون وقومه (ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فل يؤمنوا حتى يروا‬
‫العذاب الليم) فذكر بغيا وعدوا مناسب لسياق اليات التي ذكرت عذاب فرعون وتنكيله بموسى وقومه‪ .‬ولم يذكر في سورة طه‬
‫أن فرعون آذى موسى وقومه ولم يتعرض لهذا المر مطلقا في سورة طه لذا فالسياق هنا مختلف لذا اختلف التعبير ولم يذكر‬
‫_بغيا وعدوا) ليناسب سياق اليات في التعبير‪.‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫‪ .3‬بعد أن ضاق قوم موسى ذرعا بفرعون وبطشه تدخل ال تعالى فتولّى أمر النجاة بنفسه فقال تعالى (وَجَاوَ ْزنَا ِب َبنِي إِسْرَائِي َ‬
‫ل‬
‫سرَائِيلَ وََأنَ ْا مِنَ‬
‫ت بِهِ َبنُو إِ ْ‬
‫ل آمَنتُ َأنّ ُه ل ِإلِـهَ ِإلّ اّلذِي آ َمنَ ْ‬ ‫ق قَا َ‬
‫حتّى ِإذَا َأدْ َركَهُ ا ْلغَرَ ُ‬
‫عدْوا َ‬
‫جنُودُ ُه َبغْيا وَ َ‬
‫ا ْلبَحْ َر فََأ ْت َب َعهُمْ ِفرْعَوْنُ وَ ُ‬
‫ا ْلمُسِْلمِينَ {‪ )}90‬وكان الغرق لفرعون وإيمان فرعون عند الهلك هو استجابة لدعوة موسى (فل يؤمنوا حتى يروا العذاب‬
‫الليم)‪ ،‬أما في سورة طه فقد جاء المر وحيا من ال تعالى لموسى ولن يتولى تعالى أمر النجاة بنفسه وإنما خاطب موسى‬
‫شيَهُم‬
‫خشَى) ثم قال تعالى ( َفغَ ِ‬ ‫ف دَرَكا وَلَا تَ ْ‬
‫س ِر ِبعِبَادِي فَاضْ ِربْ َلهُمْ طَرِيقا فِي ا ْلبَحْ ِر َيبَسا لّا تَخَا ُ‬ ‫ح ْينَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَ ْ‬‫بوله (وََل َقدْ أَ ْو َ‬
‫شيَهُمْ) ذكر غرق قوم فرعون‪.‬‬ ‫غِ‬‫مّنَ ا ْليَ ّم مَا َ‬
‫كل هذه الختلفات بين المشهدين في القصة هو ما يقتضيه سياق اليات في كل سورة‪.‬‬
‫*ما دللة تأنيث (بنو إسرائيل) فى الية؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫في سؤال سابق عن جاءهم البيانت وجاءتهم البينات أجبت أن هناك جمع تكسير؟ قلنا أن الملئكة جمع تكسير‪ .‬جمع المؤنث السالم إذا كان‬
‫المؤنث حقيقيا أي له ذكر من جنسه مثل بنات فإذا كان متصلً بالفعل يؤنّث وإذا انفصل يجوز التذكير والتأنيث‪ .‬المؤنث غير الحقيقي‬
‫يجوز الوجهان‪ .‬إذا كان مؤنثا حقيقيا أي ما له مذكّر من جنسه مثل (بنات‪ ،‬طالبات) المؤنث المجازي مثل شجرات‪ ،‬بيّنات‪ .‬بيّنات مؤنث‬
‫ل نِسْوَ ٌة فِي ا ْل َمدِينَةِ‬‫مجازي فيجوز في فعله التذكير والتأنيث‪ .‬نسوة ليست جمع مؤنث سالم هذا جمع تكسير‪ ،‬نسوة أصلً هو إسم جمع ( َوقَا َ‬
‫(‪ )30‬يوسف)‪ .‬لو كان مؤنث حقيقي نقول جاءت الطالبات فإذا جاء أي فصل يجوز التذكير والتأنيث (يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُوا ِإذَا جَاء ُكمُ‬
‫ن (‪ )10‬الممتحنة) جاء فصل بالضمير (كم) وقسم من النحاة يذهب إلى أن كل الجموع يجوز تذكيرها‬ ‫حنُوهُ ّ‬‫ت فَا ْمتَ ِ‬
‫ت ُمهَاجِرَا ٍ‬
‫ا ْلمُ ْؤمِنَا ُ‬
‫ن (‪ )90‬يونس) ويقول الشاعر‪ :‬إن قومي‬ ‫سِلمِي َ‬
‫ل آمَنتُ َأنّهُ ل إِلِـهَ ِإلّ اّلذِي آ َمنَتْ بِ ِه َبنُو إِسْرَائِيلَ وََأنَ ْا مِنَ ا ْلمُ ْ‬‫وتأنيثها بدليل قوله تعالى (قَا َ‬
‫وتجمعوا وبقتلي تحدثوا ل أبالي بجمعهم كل جم ٍع مؤنث‬
‫*مضا اللمسضة البيانيضة فضي ورود لفظضة اليضم ‪ 8‬مرات فضي قصضة موسضى ووردت لفظضة البحضر ‪8‬‬
‫مرات في القصة نفسها ووردت لفظة البحرين مرة واحدة؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫مسألة البحر واليم ُذكِرت أكثر من مرة في هذا البرنامج وقلنا أن القرآن الكريم يستعمل اليم والبحر في موقفين متشابهين كما في قصة‬
‫خذْنَاهُ‬‫ح َر (‪ )63‬الشعراء) (فََأ َ‬ ‫ضرِب ّبعَصَاكَ ا ْلبَ ْ‬ ‫حيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ ا ْ‬ ‫موسى مرة يستعمل اليم ومرة يستعمل البحر في القصة نفسها (فَأَ ْو َ‬
‫جنُودَهُ َف َنبَ ْذنَا ُهمْ فِي ا ْليَ ّم (‪ )40‬القصص) اليمّ كما يقول أهل اللغة المحدثون أنها عبرانية وسريانية وأكادية وهي في العبرانية (يمّا) وفي‬ ‫َو ُ‬
‫الكادية (يمو) اليمّ وردت كلها في قصة موسى ولم ترد في موطن آخر ومن التناسب اللطيف أن ترد في قصة العبرانيين وهي كلمة‬
‫ن (‪ )50‬البقرة) (وَهُوَ اّلذِي سَخّرَ ا ْلبَحْ َر (‪ )14‬النحل)‬ ‫جيْنَا ُكمْ وَأَغْ َر ْقنَا آلَ ِفرْعَوْ َ‬
‫عبرانية‪ .‬كلمة البحر وردت عامة (وَِإذْ َف َر ْقنَا ِبكُمُ ا ْلبَحْ َر َفأَن َ‬
‫عامة لكن من الملحظ أن القرآن لم يستعمل اليم إل في مقام الخوف والعقوبة أما البحر فعامة ولم يستعمل اليم في مقام النجاة‪ ،‬البحر قد‬
‫ت عََليْ ِه فَأَ ْلقِيهِ فِي ا ْليَ ّم (‪ )7‬القصص) (أَنِ ا ْق ِذفِيهِ فِي التّابُو ِ‬
‫ت فَا ْق ِذفِي ِه فِي ا ْليَ ّم فَ ْليُ ْلقِهِ‬ ‫خفْ ِ‬‫يستعمله في مقام النجاة أو العقوبة‪ .‬قال تعالى (فَِإذَا ِ‬
‫ش َيهُم مّنَ‬ ‫جنُودِهِ َفغَ ِ‬ ‫ن بِ ُ‬‫ل (‪ )39‬طه) هذا خوف‪( ،‬فَانتَ َق ْمنَا ِمنْهُ ْم َفأَغْ َر ْقنَاهُ ْم فِي ا ْليَ ّم (‪ )136‬العراف) هذه عقوبة‪( ،‬فََأ ْت َب َعهُ ْم فِرْعَوْ ُ‬ ‫ا ْليَ ّم بِالسّاحِ ِ‬
‫جنُودَهُ َف َنبَ ْذنَاهُ ْم فِي ا ْليَ ّم (‪ )40‬القصص) عقوبة‪ ،‬أما البحر فعامة استعملها في النِعم لبني إسرائيل‬ ‫ش َيهُ ْم (‪ )78‬طه) (فَأَ َ‬
‫خ ْذنَاهُ َو ُ‬ ‫ا ْليَ ّم مَا غَ ِ‬
‫سكُمُ ا ْلضّ ّر فِي ا ْل َبحْ ِر (‪ )67‬السراء) في نجاة بني إسرائيل استعمل‬ ‫وغيرهم (َأمّن َي ْهدِيكُ ْم فِي ظُُلمَاتِ ا ْلبَرّ وَا ْلبَحْ ِر (‪ )63‬النمل) (وَِإذَا مَ ّ‬
‫ن(‬ ‫ل فِرْعَوْ َ‬ ‫ج ْينَاكُمْ وَأَغْ َر ْقنَا آ َ‬
‫حرَ َفأَن َ‬‫البحر ولم يستعمل اليم‪ .‬استعمل اليم في العقوبة واستعمل البحر في النجاة والغراق (وَِإ ْذ فَ َر ْقنَا ِبكُمُ ا ْلبَ ْ‬
‫‪ )50‬البقرة) استعملها في الغراق والنجاء (وجاوزنا ببني إسرائيل البحر) أي أنجيناهم‪( ،‬فَاضْ ِربْ َلهُمْ طَرِيقًا فِي ا ْلبَحْ ِر َيبَسًا لّا تَخَافُ‬
‫ن اضْرِب بّعَصَاكَ ا ْلبَحْ َر (‪ )63‬الشعراء)‪ .‬إذن‬ ‫ح ْينَا إِلَى مُوسَى أَ ِ‬ ‫شيَهُم مّنَ ا ْليَ ّم (‪ )78‬طه) لم يقل البحر‪( ،‬فَأَوْ َ‬ ‫دَ َركًا َولَا تَخْشَى (‪ )77‬طه) ( َفغَ ِ‬
‫يستعمل اليم في مقام الخوف والعقوبة فقط ويستعمل البحر عامة في بني إسرائيل وغيرهم‪ .‬اليم يستعمل للماء الكثير وإن كان نهرا كبيرا‬
‫واسعا‪ .‬يستعمل اليم للنهر الكبير المتسع ويستعمل للبحر أيضا‪ .‬اللغة تفرق بين البحر والنهر واليم‪ :‬النهر أصغر من البحر والقرآن أطلق‬
‫اليم على الماء الكثير ويشتق من اليم ما لم يشتقه من البحر (ميموم) أي غريق لذلك تناسب الغرق‪ .‬العرب ل تجمع كلمة يم فهي مفردة‬
‫وقالوا لم يسمع لها جمع ول يقاس لها جمع وإنما جمعت كلمة بحر (أبحر وبحار) وهذا من خصوصية القرآن في الستعمال‪ .‬كونها خاصة‬
‫بالخوف والعقوبة هذا من خصوصية الستعمال في القرآن‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪92‬‬
‫م نَض‬ ‫ك آَي َ ً‬
‫ة وَإ ِض َّ‬
‫ن كَثِيًرا ِ‬ ‫خلْفَض َ‬
‫م نْض َ‬ ‫ك لِتَكُو َ‬
‫نض ل ِ َ‬ ‫ك بِبَدَن ِض َ‬
‫جي َض‬ ‫*مضا دللة كلمضة (خلفضك) فضي اليضة (فَالْيَوْض َ‬
‫م نُن َ ِّ‬
‫ن (‪ ))92‬في سورة يونس ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ن آَيَاتِنَا لَغَافِلُو َ‬
‫س عَ ْ‬ ‫َ‬
‫الن ّا ِ‬
‫بعد نقيضة قبل وأظهر استعمال لها في الزمان‪ .‬أما خلف فهي نقيضة ُقدّام وهي في الغالب للمكان هذا من حيث اللغة‪ .‬والخلف في اللغة‬
‫هوالظهر أيضا‪.‬‬
‫أحيانا ل يصح وضع إحداهما مكان الخرى فل يمكننا أن نضع خلف مكان بعد لن كلها متعلقة بالزمان مثل فى قوله تعالى(ثُ ّم عَ َف ْونَا‬
‫غ قُلُو َبنَا‬ ‫غيْرَ ُه (‪ )230‬البقرة) ( َرّبنَا لَا تُ ِز ْ‬
‫حتّى َتنْكِحَ زَ ْوجًا َ‬ ‫ن (‪ )52‬البقرة) (فَإِنْ طَلّ َقهَا فَلَا تَحِلّ لَ ُه مِ ْ‬
‫ن بَ ْعدُ َ‬ ‫شكُرُو َ‬ ‫ع ْنكُ ْم مِنْ َب ْعدِ ذَِلكَ َلعَّلكُ ْم تَ ْ‬
‫َ‬
‫حمَةً ِإّنكَ َأنْتَ ا ْلوَهّابُ (‪ )8‬آل عمران)‪.‬‬ ‫َب ْعدَ ِإ ْذ َهدَ ْي َتنَا وَهَبْ َلنَا مِنْ َل ُد ْنكَ َر ْ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫جدُ َأ ْكثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (‪)17‬‬ ‫شمَائِِلهِمْ وَلَا تَ ِ‬‫أما خلف فهي في الصل للمكان‪( ،‬ثُمّ لََآ ِت َيّنهُ ْم مِنْ َبيْنِ َأ ْيدِيهِمْ َومِنْ خَلْ ِفهِمْ وَعَنْ َأ ْيمَا ِنهِمْ وَعَنْ َ‬
‫خشَ اّلذِينَ لَ ْو تَ َركُوا مِنْ خَ ْل ِفهِ ْم ذُ ّريّةً‬ ‫ن (‪ )9‬يس) (وَ ْليَ ْ‬ ‫ش ْينَاهُ ْم َفهُمْ لَا ُيبْصِرُو َ‬‫سدّا َفأَغْ َ‬ ‫سدّا َومِنْ خَلْ ِف ِهمْ َ‬ ‫جعَ ْلنَا مِنْ َبيْنِ َأيْدِيهِمْ َ‬ ‫العراف) (وَ َ‬
‫سدِيدًا (‪ )9‬النساء) أي يلونهم مباشرة كأنهم واقفين خلفهم وكذلك قوله تعالى (فَا ْليَوْ َم ُننَجّيكَ‬ ‫ضعَافًا خَافُوا عََل ْيهِ ْم فَ ْل َيتّقُوا اللّهَ وَ ْليَقُولُوا قَوْلًا َ‬
‫ِ‬
‫ن (‪ ))92‬الية موضع السؤال‪ ،‬من هم خلفه؟ هم قومه الذين ينتظرون‬ ‫ن كَثِيرًا مِنَ النّاسِ عَنْ َآيَاتِنَا َلغَافِلُو َ‬ ‫ِب َبدَ ِنكَ ِل َتكُونَ ِلمَنْ خَ ْل َفكَ َآيَةً وَإِ ّ‬
‫عودة فرعون وماذا سيفعل فهم خلفه‪ .‬ذهب موسى بالجيش والشعب والمل خلفه فالمعنى أصلً لمن خلفك الذين ينتظرون العودة فالية لهم‬
‫حقيقة لن فيها تحدّي ومسألة إيمان لكنها صارت لنا فيما بعد آية‪.‬‬
‫ن ذِي اْلَوْتَادِ (‪)10‬‬ ‫* يقول تعالى (وال ْجبا َ َ‬
‫ل أوْتَادًا (‪ )7‬النبضضأ) والله تعالى يصضضف فرعون (وَفِْرعَوْ ض َ‬ ‫َ ِ َ‬
‫الفجضضر) وعلماء الثار يقولون أن الذي هلك فضضي اليضضم هضضو فرعون والذي بنضضى الهرام فرعون‬
‫آخر فهل الوتاد هي الهرام أم لها معنى آخر؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫الدراسات الثارية أو الثرية أثبتت أن أحد الفراعنة أو المومياءات الموجودة الن في مصر اكتشفت أنه مات غرقا من تحليل بعض‬
‫ك ِببَ َد ِنكَ ِل َتكُونَ‬
‫الجزاء من جسمه ثبت عندهم أن هذا الفرعون ميّت وهو غريق فهذا تثبيت للحقيقية التي ذكرها القرآن الكريم (فَا ْليَوْ َم ُننَجّي َ‬
‫ن (‪ )92‬يونس) نجّاه ال سبحانه وتعالى ببدنه ميّتا فأخذه قومه وحنّطوه ودفنوه‬ ‫س عَنْ آيَا ِتنَا َلغَافِلُو َ‬‫ن َكثِيرًا مّنَ النّا ِ‬ ‫ك آيَةً وَإِ ّ‬
‫خلْ َف َ‬
‫ِلمَنْ َ‬
‫بطريقتهم واستُخرِج وهو الن في متحف في مصر‪ .‬هذا ليس هو الذي بنى الهرامات وإنما بناها غيره‪ .‬هذا الذي غرق هو فرعون‬
‫حكّام مصر في زمن من الزمان وليس إسما لشخص معين وإنما هو لقب للحاكم‪ ،‬مثل كسرى وقيصر والخليفة‪.‬‬ ‫موسى‪ .‬والفرعون لقب ل ُ‬
‫ما قال أحد أن الوتاد هي الهرامات بقدر إطلعي‪ .‬في كلم المفسرين (والجبال أوتادا) لن الوتِد (وتِد أفصح من وتَد) جزء منه في‬
‫ل ثم يكون مثبّتا للخيمة‪ .‬هذه السباب التي هي الجبال المشدودة بالخيمة تربط بالوتد فتكون خيمة ويكون العمود في‬ ‫داخل الرض أو ً‬
‫وسطها‪ .‬كيف شبّه الرسول منزلة الصلة قال‪" :‬الصلة عمود الدين فمن أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين" لنه يمكن أن‬
‫تضع الوتاد وتربط السباب التي هي الحبال لكن ل تضع العمود فل تكون خيمة وإنما تكون بساطا مربوطا من جهات كثيرة فل تؤويك‬
‫من برد ول من حر‪ ،‬فقد يكون النسان كريما حسن التعامل منفقا وخيّرا هذه مطلوبة لكنه إذا كان ل يصلي فهو من غير عمود فليس عنده‬
‫ل ولكنه يشتم هذا ويلعن هذا ويعتدي على هذا‪ ،‬هذا ما ربط السباب أيضا ل‬ ‫بيت‪ .‬والذي يضع العمود ول يربط الوتاد والحبال يصلي مث ً‬
‫يكون بيتا يكون عمود وحوله قماش فهذا ل يؤويك من شيء‪ .‬فهذا تلزم الصورة في الحديث الشريف من الصور الرائعة‪.‬‬
‫الجبال في دراسات طبيعة الرض والعلماء يقولون (العهدة عليهم) أن تضاريس الرض والجبال فيها هي التي تثبت اليابسة وإل كانت‬
‫جيْنِ ا ْث َنيْنِ ُيغْشِي الّليْلَ‬ ‫ل فِيهَا َزوْ َ‬
‫جعَ َ‬
‫ل ال ّثمَرَاتِ َ‬
‫ل فِيهَا رَوَاسِيَ وََأ ْنهَارًا َومِن كُ ّ‬
‫جعَ َ‬
‫تبقى زلزل وتطمرها المياه (وَهُوَ اّلذِي َمدّ الَ ْرضَ وَ َ‬
‫ن (‪ )3‬الرعد) وهذا جاء موافقا لكلم ال سبحانه وتعالى والذين يقولون ليسوا مسلمين كما أن الوتاد‬ ‫ن فِي ذَِلكَ لَآيَاتٍ لّقَ ْو ٍم َيتَ َفكّرُو َ‬ ‫النّهَارَ إِ ّ‬
‫جعَلِ ا ْلأَ ْرضَ ِمهَادًا (‪ )9‬النبأ) كمهد الطفل ممهدة مجهزة معدّة (والجبال أوتادا) ثبتناها حتى‬ ‫تثبت أركان الخيمة الجبال تثبت اليابسة‪( .‬أَلَ ْم نَ ْ‬
‫تبقى ممهدة‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪99‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ميع ًا‬
‫ج ِ‬ ‫ض كُل ّه ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫من ف ِي الْر ِ‬
‫ن َ‬
‫م َ‬
‫كل َ‬ ‫*ما دللة استعمال (كلهم) و(جميعاً) في الية (وَلَوْ َ‬
‫شاء َرب ُّ َ‬
‫َ َ‬
‫ن (‪ )99‬يونس)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫حتَّى يَكُونُوا ْ ُ‬
‫مؤْ ِ‬
‫منِي َ‬ ‫ت تُكْرِهُ النَّا َ‬
‫س َ‬ ‫أفَأن َ‬
‫حتّى َيكُونُو ْا مُ ْؤمِنِينَ (‪ )99‬يونس)‬ ‫ت ُتكْرِ ُه النّاسَ َ‬ ‫جمِيعًا َأفَأَن َ‬ ‫ك لمَنَ مَن فِي الَ ْرضِ كُّل ُهمْ َ‬ ‫الية هي قول ال سبحانه وتعالى (وَلَوْ شَاء َرّب َ‬
‫هي الية في تسلية الرسول وفيها بيان لمن يتلو كتاب ال سبحانه وتعالى كيف كان رسول ال حريصا على إيمان قومه‪ ،‬حتى في‬
‫ن (‪ )3‬الشعراء) كأنه‪ :‬أشفِق على نفسك أن تقتلها‪ .‬فيه تسلية لقلب‬ ‫سكَ أَلّا َيكُونُوا مُ ْؤ ِمنِي َ‬
‫ك بَاخِعٌ نّفْ َ‬ ‫بعض المواقع في القرآن الكريم يقول (َلعَّل َ‬
‫حتّى َيكُونُو ْا مُ ْؤ ِمنِينَ (‪ )98‬وَلَوْ شَاء‬ ‫س َ‬ ‫ت تُكْرِ ُه النّا َ‬
‫جمِيعًا َأ َفأَن َ‬‫ض كُّلهُمْ َ‬ ‫ن مَن فِي الَرْ ِ‬ ‫الرسول لشدة حرصه يقول له (وَلَ ْو شَاء َرّبكَ لمَ َ‬
‫ن (‪ )99‬يونس) ال سبحانه وتعالى خلق الخلق وأرسل الرسل‬ ‫حتّى َيكُونُو ْا مُ ْؤ ِمنِي َ‬
‫ت ُتكْرِهُ النّاسَ َ‬ ‫جمِيعًا َأفَأَن َ‬ ‫ض كُّلهُمْ َ‬
‫َرّبكَ لمَنَ مَن فِي الَ ْر ِ‬
‫جنّةَ‬
‫جكَ ا ْل َ‬ ‫سبِيلَ ِإمّا شَاكِرًا وَِإمّا َكفُورًا (‪ )3‬النسان) قال لدم ( َوقُ ْلنَا يَا آدَمُ ا ْ‬
‫سكُنْ أَنتَ َوزَوْ ُ‬ ‫بعث الرسل وأنزل لهم الكتب (ِإنّا َه َديْنَا ُه ال ّ‬
‫ش ْئُتمَا (‪ )35‬البقرة) أثبت لهما المشيئة من أول خلقتهما‪( ،‬حيث شئتما) أي لهما مشيئة فأنت ل تقتل نفسك‪ ،‬أدّ واجبك‬ ‫حيْثُ ِ‬ ‫ل ِم ْنهَا رَغَدا َ‬ ‫َوكُ َ‬
‫جمِيعًا) ل يل ّد منهم أحد‪ ،‬ل يفلت منهم أحد‪ ،‬الكل يؤمن‪ ،‬هذا توكيد لـ (من في‬ ‫ض كُّلهُ ْم َ‬ ‫ك لمَنَ مَن فِي الَرْ ِ‬ ‫تجاههم‪َ ( .‬ولَوْ شَاء َرّب َ‬
‫الرض) (كلهم) يعني كل من في الرض يؤمنوا‪ .‬ثم جاءت (جيمعا) لبيان الحال‪ ،‬يعني حال كونهم مجتمعين على اليمان غير متفرقين‬
‫عنه‪ .‬فإذن (كلهم) لبيان التأكيد أنه ل يخرج منهم أحد عن اليمان‪ ،‬و (جميعا) بمعنى مجتمعين على مفردات الطاعة ل يخالف منهم أحد‪.‬‬
‫يعني لو شاء ال سبحانه وتعالى لدخل الناس جميعا في اليمان بحيث ل يخرج منهم أحد ولظلوا على إيمانهم بحيث ل يزول منهم أحد‬
‫بإجراء عملٍ مخالف لليمان‪ .‬فهم إذن مؤمنون جميعا مجتمعون على اليمان‪ .‬فكل كلمة أدّت غرضا‪ :‬كلمة (كلّهم) أدّت التوكيد وكلمة‬
‫(جميعا) أدّت الحال‪ .‬الحال ل تعني أنها منتقلة دائما‪ ،‬العلماء يقولون قد تكون الحال أحيانا دالة على الثبوت‪ .‬حالة كونهم مجتمعين في هذه‬
‫ن (‪ )16‬النبياء)‪(،‬لعبين) حال لكن ل تستطيع أن تستغني عنها‪ ،‬يقولون الحال فضلة‬ ‫عبِي َ‬‫سمَاء وَالَْأرْضَ َومَا َب ْينَ ُهمَا لَا ِ‬ ‫الحال ( َومَا خََل ْقنَا ال ّ‬
‫أي خارج العُمدة‪ ،‬هذا مصطلح يعني ل يعني معناه اللغوي أنه فضلة أنه يُرمى‪ .‬هذا مصطلح قضلة يعني ليس مسندا وليس مسندا إليه‪،‬‬
‫كل ما عدا مسند أو مسند إليه اصطلحوا على تسميتها بالفضلت‪ .‬فالمفعول به قالوا فضلة‪ ،‬كيف نستغني عنه؟ قالوا‪( :‬أكرم زيد خالدا)‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫خالدا مفعول به كيف تستغني عن خالدا؟ أكرم زيدٌ‪ ،‬أكرم فعل وزيد فاعل يقولون إذن تمتّ الجملة‪ .‬ينبغي أن نفهم المصطلح أنه لما‬
‫يقولون هذا الكلم وكما قلنا في مرة ماضية لما يقولون هذا حرف زائد وهو في كتاب ال ل يعنون أن وجوده كعدمه لكن زائد يعني له‬
‫تصرف خاص يخالف تصرفه العام في لغة العرب ويكون معناه التوكيد‪ .‬فإذن (كلهم) للتأكيد و (جميعا) لبيان الحال‪ ،‬فواحدة مؤكّدة‬
‫وواحدة لبيان الحال‪ ،‬والتوكيد وبيان الحال مرادان‪ .‬لماذا بيان الحال وقد أكد أن من في الرض آمنوا؟ بيان حالهم أنهم مجتمعين على هذا‬
‫اليمان ل يفترقون حوله‪ ،‬قد يكونون مؤمنين لكن يتفرقون في وجهات نظرهم بشأن اليمان كل له رأيه‪ .‬فكلمة (جميعا) أي مجتمعين‬
‫عليه‪.‬‬
‫سؤال‪:‬‬
‫(جميعا) هل تستخدم توكيد؟ إذا كانت أجمعين أو أجمعون قد تأتي توكيد لكن (جميعا) حال‪.‬‬
‫صاحب الحال‪ :‬نحن ل نفتش عن صاحب الحال وعن العامل في الحال‪ ،‬نقول حال وكفى‪ ،‬أما صاحبها فهو (من)‪.‬‬
‫(من) الصل فيها أن تكون للعاقل و(ما) الصل فيها لغير العاقل لكن إذا كان هناك خلط يمكن أن نستعمل (من) و (ما)‪.‬‬
‫‪):‬آية (‪107‬‬
‫َض َ‬ ‫َ‬
‫م نْض‬
‫ب ب ِضهِ َ‬
‫صي ُ‬ ‫خيْرٍ فََل َراد َّ لِفَ ْ‬
‫ضل ِضهِ ي ُض ِ‬ ‫ك بِ َ‬ ‫ه إ ِ ّل هُوَ وَإ ِض ْ‬
‫ن يُرِد ْض َ‬ ‫فل ُ‬
‫ش َض‬‫ضّرٍ فََل كَا ِ‬
‫ه بِ ُ‬‫ك الل ّض ُ‬
‫س َ‬
‫سض ْ‬‫م َ‬‫ن يَ ْ‬‫* (وَإ ِض ْ‬
‫م (‪ )107‬يونس) في الخير قال يردك وفي الشر قال يصبك‬ ‫حي ُ‬ ‫ْ‬
‫عبَاد ِهِ وَهُوَ الغَفُوُر الَّر ِ‬
‫ن ِ‬ ‫م ْ‬‫شاءُ ِ‬ ‫يَ َ‬
‫فمضا الفرق بينهمضا؟ ومضا تفسضير اليضة؟ ومضا الحكمضة فضي اسضتعمال (إل هضو) و(ل راد ّ لفضله) و‬
‫(يصيب)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫حنِيفًا َولَ َتكُونَ ّ‬
‫ن‬ ‫ج َهكَ لِلدّينِ َ‬ ‫هذا السؤال من السئلة التي كما قلنا تفرحنا وتشعرنا بهذا التتبع‪ .‬هذه اليات تبدأ من قوله تعالى (وَأَنْ َأ ِقمْ وَ ْ‬
‫سكَ اللّ ُه بِضُ ّر فَلَا‬‫سْ‬‫ن يَمْ َ‬‫ن (‪ )106‬وَإِ ْ‬ ‫ت َفِإّنكَ ِإذًا مّنَ الظّاِلمِي َ‬
‫ك فَإِن َفعَلْ َ‬‫ل يَضُ ّر َ‬‫ن (‪َ )105‬ولَ َت ْدعُ مِن دُونِ اللّ ِه مَا لَ يَن َف ُعكَ َو َ‬ ‫ش ِركِي َ‬‫مِنَ ا ْلمُ ْ‬
‫عبَادِهِ وَهُوَ ا ْلغَفُورُ الرّحِي ُم (‪ )107‬أولً نلحظ العلقة بين هذه‬ ‫ن ِ‬‫ب بِ ِه مَنْ يَشَا ُء مِ ْ‬
‫خيْ ٍر فَلَا رَادّ لِ َفضْلِ ِه يُصِي ُ‬
‫ن يُ ِر ْدكَ بِ َ‬
‫كَاشِفَ لَهُ إِلّا هُوَ وَإِ ْ‬
‫الية والية التي قبلها التي فيها نوع من التحذير‪ .‬هو الكلم يكون خطابا للرسول وخطاب للبشر جميعا أي أيها النسان المسلم‪ ،‬أيها‬
‫ن مِنَ ا ْلمُشْ ِركِينَ) ل تخلط اليمان بشيء من الشِرك والشِرك كما وصفه‬ ‫ل َتكُونَ ّ‬
‫النسان الذي ينبغي أن تدخل في السلم‪ .‬هذا اللتزام ( َو َ‬
‫الرسول " أخفى من دبيب النملة السوداء على الصخرة الصمّاء في الليلة الظلماء" ولذلك علّمنا أن نقول دائما‪" :‬اللهم إنا نعوذ بك أن‬
‫نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما ل نعلمه" من الدعية التي ينبغي أن يرددها المسلم‪ .‬فل ينبغي أن يخلط النسان‪َ ( .‬ولَ َت ْدعُ مِن دُونِ‬
‫ل يَضُ ّركَ) قدّم النفع على الضر لن النسان يحرص على نفعه قبل أن يحرص على دفع ما يضره فقدّمه بشكل طبيعي‪.‬‬ ‫اللّ ِه مَا لَ يَن َف ُعكَ َو َ‬
‫شفَ لَهُ إِلّا ُهوَ) والظلم هو أذى وهو ضُر‬ ‫سكَ اللّ ُه بِضُ ّر فَلَا كَا ِ‬‫ن َيمْسَ ْ‬
‫ن الظّاِلمِينَ) كلمة الظالمين تقترب منها (وَإِ ْ‬ ‫ت َفِإّنكَ ِإذًا مّ َ‬‫(فَإِن َفعَلْ َ‬
‫خيْرٍ‬‫ن يُ ِر ْدكَ بِ َ‬
‫ض ّر فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلّا هُوَ وَإِ ْ‬ ‫سكَ اللّ ُه بِ ُ‬
‫ن َيمْسَ ْ‬
‫ولذلك تقدمت كلمة الضُرّ هنا لقربها من كلمة الظلم ليكون نوع من التشابه‪( .‬وَإِ ْ‬
‫فَلَا رَادّ لِ َفضْلِهِ) هذا معناه أن ما يصيب النسان من ضر أو من خير الصل فيه أنه من ال سبحانه وتعالى فال سبحانه وتعالى في الصل‬
‫هو الضار هو النافع ومردّ المور جميعا إليه سبحانه وتعالى‪ .‬لما كان هناك كلم على الضرّ قال (إن يمسسك) هي في الحالين (إن) وهي‬
‫غير (إذا)‪( .‬إذا) لتحقق الوقوع أما (إن) فهي للفتراض والحتمال‪ .‬فإذن كِل المرين على الحتمال إن وقع كذا وإن وقع كذا‪ ،‬قد ل يكون‬
‫هذا واقعا لك أن يمسسك ضر وقد ل يكون هذا واقع لك أن يصيبك خير لكن هذا المبدأ العام‪.‬‬
‫س فقد يكون لمسا بالحواس وقد يستعمل مجازا‬ ‫س يكون عادة بالحواس وهو كاللمس لكن الفرق أن اللمس يكون مباشرا بالحواس أما الم ّ‬ ‫الم ّ‬
‫للمس بغير الحواس وإنما لمس معنوي‪.‬كما يقولون‪ :‬مسّه طائف من الجن ل يقولون لمسه كأنه نوع من المجاز‪.‬‬
‫*في الخير قال يردك وفي الشر قال يصبك فما الفرق بينهما؟ وما تفسير الية؟ وما الحكمة‬
‫في استعمال (إل هو) و(ل راد ّ لفضله)؟ (د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫(وإن يمسسك ال بضر فل كاشف له إل هو) أي إذا أصابك هذا الضر‪ ،‬ذكر إسم الجللة وهذا جزء من السؤال لماذا استعمل (إل هو)؟‬
‫لما ذكر فاعل المسّ (إن يمسسك ال) نسبه إلى ال سبحانه وتعالى بظهور السم بيّن أنه ما يفعله ال سبحانه وتعالى ل يستطيع أحد أن‬
‫يزيله‪ ،‬فإذا أصاب ال تعالى إنسانا بسوء أو ضُ ّر هذا الضر ل مجال لحد أن يكشفه إل أن يكشفه ال سبحانه وتعالى‪ ،‬فلما نسب المر إلى‬
‫نفسه سبحانه ناسب ذلك أن يحصر الكشف بذاته جلّت قدرته‪( .‬وإن يمسسك ال بضر) كشف هذا الضر منحصر بال سبحانه وتعالى‬
‫حصرا ولهذا يقول علماؤنا ينبغي أن يستحضر المسلم حينما يمرض ذ صحيح أن إبراهيم قال وإذا مرضت فهو يشفين ذ نسبه إلى نفسه‬
‫س ضُ ّر من ال سبحانه وتعالى ينبغي أن يعتقد المريض في نفسه أن الذي يشفيه هو ال سبحانه وتعالى ل الطبيب ول‬ ‫تأدّبا ذ فالمرض م ّ‬
‫الدواء لكنهما وسيلتان من وسائل الشفاء فالذي ونحن مأمورون بإتخاذ السباب في كل حياتنا وال تعالى يفعل بكلمة كُن فيكون‪ .‬لكن‬
‫التصور السلمي من خلل النظر في حياة الرسول وفي اليات أن على المسلم أن يسعى‪ ،‬أشرف خلق ال وأرفعهم قدرا هو محمد‬
‫ضرِب فل بد من سبب‪ .‬حتى في تاريخنا السبب يكون سهلً ميسرا وال تعالى‬ ‫لم يجلس في بيته ثم انتشر السلم وإنما تحرّك وأُوذي و ُ‬
‫يفعل بعد ذلك لكن أنت قدّم السبب‪ .‬كما قال تعالى في قصة مريم (وهزي إليك بجذع النخلة)‪.‬وفي حرب مسيلمة الكذاب عندما دخل‬
‫البستان وأغلقوا البواب وحاصره المسلمون وعليهم أن يفتحوا الباب الموصد من الداخل ل بد أن ينزل أحد يفتحه‪ ،‬قام البراء ابن مالك‬
‫رضي ال عنه فرفعوه لنحافته على التُرس الذي يتترس به المقاتلون رفعوه وسقط على عشرة آلف وركض إلى الباب وتناولته السهام‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫والسيوف والرماح وهو يركض إلى أن وصل إلى الباب ففتحه ودخل المسلمون ووجدوا في البراء مئات الضربات لكنه ما مات‪ ،‬المهم هو‬
‫قدّم سببا فال سبحانه وتعالى أعانه‪ .‬فالطبيب والدواء سبب ينبغي أن يقر في قلوبنا أن ال سبحانه وتعالى هو الشافي ول يجوز أن أجلس‬
‫في بيتي وأقول ال تعالى يشفيني وفي الحديث الصحيح عنه أمر "تداووا"‪ .‬إذن ل كاشف للضر إل هو سبحانه هذا حصر‪( ،‬ل كاشف له‬
‫إل هو) هذا أسلوب حصر حتى يقرّ في عقيدة المسلم أن الذي يرفع الضر هو ال سبحانه وتعالى وليس سواه جلّت قدرته‪ ..‬ول نستطيع‬
‫هنا أن نقول ل كاشف له إل ال لنه تقدم ذكر ال سبحانه وتعالى في الية‪ .‬إذا قيل في غير القرآن إذا مسّك ضر فل كاشف له إل ال‬
‫يمكن‪ ،‬لكن لما يتقدم إسم الجللة ل يكرر لنه يكون تكرارا غير مستقيم هنا‪ .‬كأنه لو قلت في غير القرآن‪ :‬إذا مسك زيد بضُر فل كاشف‬
‫له إل زيد‪ ،‬كأن هناك زيدان ويصبح هناك نوع من الخلل‪.‬‬
‫س مبتشر وهو جاء منسجما مع كلمة الظالمين في الية التي‬ ‫(وإن يردك بخير فل راد لفضله)‪ :‬هناك قال يمسسك وهنا قال يُردك‪ .‬الم ّ‬
‫سبقتها‪( ،‬وإن يردك بخير) أي إذا وجّه الخير إليك فل رادّ لفضله لن الر ّد يكون للشيء قبل وقوعه أما الكشف فيكون عن الشيء بعد‬
‫وقوعه فاستعمل كلمة كاشف مع المس لنه واقع واستعمل كلمة را ّد مع (يردك) لن يردك بخير لم يقع‪ .‬واستعمال (إن) للحتمال ليس‬
‫للجزم أو القطع‪ ،‬إن كان هذا وإن كان هذا‪.‬‬
‫والسؤال الذي يرد‪ :‬أن كلمة المسّ واقعة وكلمة الخير منتظرة (وإن يمسسك ال بضر) قرّبها‪ ،‬هو إحتمال لكن قريب‪ .‬يُردك أيضا لكن‬
‫س فيه شيء ماديّ والرادة فيها شيء أبعد‪ .‬كل الفعلين على أمل الحدوث ليس مجزوما بحدوثه ولكن هذا لنه فيه جانب المس على‬ ‫الم ّ‬
‫إحتمال الحدوث لكن المسّ أقرب فاستعمل معه كلمة الكشف لن المس عادة يكون واقع (مسّه أي وقع) فكشفه لكن الرادة قبل ذلك‬
‫فاستعمل معها را ّد لذا استعمل هنا كاشف وهنا رادّ‪.‬‬
‫لماذا قال المس مع الضر ويردك مع الخير(إن يمسسك بضر)؟ الكلم هنا على قدرة ال سبحانه وتعالى ورد المر إليه وقبل ذلك كان‬
‫الكلم على الظلم ولذا تقدم الكلم على الضر وتأخر الكلم على النفع فيه نوع من إشعار المسلم المتلقي بضرورة اللجوء إلى ال سبحانه‬
‫ج َهكَ‬‫وتعالى لنه موطن تخويف من النحراف عن طاعة ال تعالى ةفي موطن التخويف أنت تقدم العقاب‪ .‬لحظ الية السابقة‪( :‬وَأَنْ َأقِمْ َو ْ‬
‫ت فَِإّنكَ ِإذًا مّنَ‬‫ض ّركَ) تحذير‪َ ( ،‬فإِن َفعَ ْل َ‬ ‫ل يَن َف ُعكَ َولَ يَ ُ‬
‫ع مِن دُونِ اللّ ِه مَا َ‬
‫ل َتدْ ُ‬
‫ل َتكُونَنّ مِنَ ا ْلمُشْ ِركِينَ) تحذير من الشِرك ( َو َ‬
‫حنِيفًا َو َ‬
‫لِلدّينِ َ‬
‫الظّاِلمِينَ) الغالب على الجو جو تخويف وتحذير‪ .‬هذا الجو يستدعي أن يبدأ بالعقاب‪ ،‬يبدأ بما يخيف حتى ينسجم بعد ذلك‪ .‬لحظ مثلً قوله‬
‫تعالى (والعصر إن النسان لفي خسر) العربي لما يسمعها يشعر بالخسر ثم يأتيه قوله (إل الذين آمنوا وعملوا الصالحات) فترفعه مرة‬
‫أخرى كأنه يخرج من بئر‪ .‬هذا أسلوب القرآن الكريم في التعامل مع القلوب‪ .‬الجو هنا جو تحذير وتنبيه وتخويف فالذي يناسبه أن يبدأ‬
‫بالكلم بالمسّ بالضُرّ‪ ،‬أن ل تكون ظالما ول تدعو من دون ال ول تكن من المشركين فإذا مسّك ال تعالى بضر‪ ،‬هذا منسجم مع قوله‬
‫(فل كاشف له إل هو) هذه كلها ل تنفع‪ :‬الشرك والدعوة من دون ال ل تنفع إذا مُسست بضُر حتى ينسجم الكلم‪.‬‬
‫ثم تحوّل بعد ذلك إلى (وإن يردك بخير فل راد لفضله)‪ :‬إستعمال الفضل هنا لم يقل فل راد لخيره وإنما قال فل رادّ لفضله لنه كما يقول‬
‫العلماء كل خير يصيب النسان هو ليس معاوضا لعمله وإنما هو تفضّل من ال سبحانه وتعالى فل يقول النسان أنا صليت وعبدت ال‬
‫عز وجل فجاءني الفضل مقابل هذه العبادة حتى دخول الجنة بفضل ال تعالى ورحمته لنه مهما فعل النسان ل يستطيع أن يقابل فضل‬
‫ال تعالى‪ .‬فما يصيب النسان من الخير فهو فضل من ال تعالى وليس حقا واجبا على ال سبحانه وتعالى إنما هو فضل‪ .‬وهنا تأتي كلمة‬
‫خيْ ٍر فَلَ رَآدّ ِلفَضْلِهِ‬‫(ول راد لفضله) وإنما السياق العتيادي أن يقال‪ :‬وإن يرد بخير فل راد لهذا الخير وإنما قال تعالى (وَإِن يُ ِر ْدكَ بِ َ‬
‫عبَادِهِ وَهُوَ ا ْلغَفُورُ الرّحِيمُ) يصيب به يعني يوصله إلى من يشاء‬ ‫ن ِ‬ ‫ب بِ ِه مَن يَشَاء مِ ْ‬‫‪.‬يُصَي ُ‬
‫‪):‬آية (‪108‬‬
‫َ‬
‫ماأَنَا ْ عَلَيْكُم بِوَكِيل)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ت عَلَيْكُم بِوَكِي ٍ‬
‫ل) و( َ‬ ‫*ما الفرق بين (ل ّ ْ‬
‫س ُ‬
‫(ل) النافية للجنس وجناح إسمها‪ ،‬وإسمها وخبرها جار ومجرور (عليكم)‪ .‬ليس عليكم جناح جملة فعلية (ليس فعل ماضي ناقص من‬
‫أخوات كان) وقاعدة عامة الجملة السمية أقوى من الفعلية لنها دالة على الثبوت السم يدل على الثبوت والفعل يدل على الحدوث‬
‫والتجدد والوصف بالسم أقوى وأدوم من الوصف بالفعل‪ .‬إذن ل جناح عليك أقوى بالضافة إلى أن ل جناح عليكم مؤكدة‪( .‬ل رجل)‬
‫فيها توكيد وجملة إسمية فستكون أقوى‪( .‬ل) أقوى في النفي من (ليس) والنفي درجات‪ .‬اللغة العربية سهلة ولكنها واسعة تعبر عن أمور‬
‫كثيرة ل يمكن للغات أخرى أن تعبر عنها (كيف تعبر بالنجليزية بين لن يذهب ولم يذهب ولما يذهب وليس يذهب‪ ،‬ل رجل حاضرا‪،‬‬
‫ت عََل ْيكُم بِ َوكِيلٍ (‪ )66‬النعام) وقال ( َومَا َأنَ ْا عََل ْيكُم بِ َوكِيلٍ‬
‫ليس رجل حاضرا‪ ،‬ما رجل حاضرا) أدوات النفي لها دللتها‪ .‬قال تعالى(قُل لّسْ ُ‬
‫ن محمد حاضر‪ ،‬إن‬ ‫(‪ )108‬يونس) إذن هناك فرق وللنفي درجات ودللت‪ ،‬هذا خط بياني في التعبير‪ .‬محمد حاضر‪ ،‬إن محمد لحاضر‪ ،‬إ ّ‬
‫ب (‪)2‬‬ ‫عجِي ٌ‬ ‫يءٌ َ‬ ‫محمد لحاضر‪ ،‬إن محمد لحاضر كيف تعبر عنها وكل واحدة لها دللة وكلها تدل على حضور محمد؟‪ .‬في القرآن ( َهذَا شَ ْ‬
‫ب (‪ )72‬هود) مساحة تعبيرية واسعة هائلة يتبعها مساحة من المعاني وهي‬ ‫عجِي ٌ‬ ‫ب (‪ )5‬ص) (إِ ّ‬
‫ن هَـذَا َلشَيْ ٌء َ‬ ‫ي ٌء عُجَا ٌ‬
‫ن َهذَا لَشَ ْ‬
‫ق) (إِ ّ‬
‫موجودة في واقع الحياة فكيف تعبر عنها باللغات أخرى؟!‪.‬‬

‫****تناسب مفتتح يونس مع خاتمتها****‬


‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ل ِم ْنهُمْ أَنْ َأنْذِ ِر النّاسَ َوبَشّ ِر اّلذِينَ َآ َمنُوا أَ ّ‬


‫ن‬ ‫حيْنَا إِلَى َرجُ ٍ‬ ‫جبًا أَنْ أَ ْو َ‬
‫عَ‬ ‫حكِي ِم (‪َ )1‬أكَانَ لِلنّاسِ َ‬ ‫ب الْ َ‬‫سورة يونس أولها قال (الر تِ ْلكَ َآيَاتُ ا ْل ِكتَا ِ‬
‫ق مِنْ َرّبكُمْ َفمَنِ ا ْه َتدَى‬ ‫س َقدْ جَا َءكُمُ ا ْلحَ ّ‬‫ل يَا َأّيهَا النّا ُ‬‫ن َهذَا لَسَاحِ ٌر ُمبِينٌ (‪ ))2‬وفي خواتيمها قال (قُ ْ‬ ‫ع ْندَ َرّبهِمْ قَالَ ا ْلكَافِرُونَ إِ ّ‬
‫صدْقٍ ِ‬
‫َل ُهمْ َقدَ َم ِ‬
‫س َوبَشّرِ اّلذِينَ َآ َمنُوا) وختم‬ ‫ل (‪ ))108‬بدأ بالنذار والتبشير (أَنْ َأ ْنذِ ِر النّا َ‬ ‫ل عََل ْيهَا َومَا َأنَا عََل ْيكُ ْم بِ َوكِي ٍ‬‫ل َفِإّنمَا يَضِ ّ‬ ‫َفِإّنمَا َي ْه َتدِي ِلنَفْسِهِ َومَنْ ضَ ّ‬
‫س َوبَشّرِ اّلذِينَ َآ َمنُوا) إذن أمره‬ ‫ل عََل ْيهَا) في الية الولى أمره (أَنْ َأ ْنذِ ِر النّا َ‬ ‫ل فَِإّنمَا يَضِ ّ‬ ‫بهما ( َفمَنِ ا ْه َتدَى فَِإّنمَا َيهْ َتدِي ِلنَفْسِ ِه َومَنْ ضَ ّ‬
‫ل يَا َأّيهَا النّاسُ َقدْ‬ ‫ق مِنْ َرّبكُمْ)‪ .‬كيف أنذرهم؟ قل لهم (قُ ْ‬ ‫ل يَا َأّيهَا النّاسُ َقدْ جَا َءكُ ُم الْحَ ّ‬ ‫بالنذار والتبشير وفي الخواتيم يعلّمه كيف يُنذر (قُ ْ‬
‫ق مِنْ َرّبكُمْ َفمَنِ ا ْه َتدَى‬ ‫س َقدْ جَا َءكُمُ ا ْلحَ ّ‬‫ل يَا َأّيهَا النّا ُ‬ ‫ق مِنْ َربّكُمْ) في البداية المر كان بالنذار وفي الختام علّمه كيف ينذر (قُ ْ‬ ‫حّ‬‫جَا َءكُمُ الْ َ‬
‫ل عََل ْيهَا) توضيح لما بدأه في الول‪ ،‬هذا تناسب‪.‬‬ ‫ل َفِإّنمَا يَضِ ّ‬ ‫َفِإّنمَا َي ْه َتدِي ِلنَفْسِهِ َومَنْ ضَ ّ‬
‫*****تناسب خاتمة يونس مع فاتحة هود*****‬
‫ت آيَاتُ ُه ثُ ّم فُصّلَ ْ‬
‫ت‬ ‫ح ِكمَ ْ‬‫خيْرُ ا ْلحَا ِكمِينَ (‪ ))109‬وفي أول هود (كِتَابٌ أُ ْ‬ ‫حكُمَ اللّهُ وَ ُهوَ َ‬ ‫ى يَ ْ‬‫حتّ َ‬
‫صبِ ْر َ‬ ‫قال في آخر يونس (وَا ّتبِعْ مَا يُوحَى إَِل ْيكَ وَا ْ‬
‫خبِيرٍ (‪ ))1‬واتبع ما يوحى إليك ‪ -‬كتاب أحكمت آياته‪ ،‬وكأن ما يوحى إليه والمأمور باتّباعه الكتاب الذي أحكمت آياته‪ ،‬ومن‬ ‫حكِيمٍ َ‬
‫مِن ّلدُنْ َ‬
‫حتّىَ‬‫صبِ ْر َ‬ ‫أحكمهم؟ خير الحاكمين‪ .‬وهو خير الحاكمين كتاب أحكمت آياته الذي أحكمه هو خير الحاكمين‪ .‬خير الحاكمين في يونس (وَا ْ‬
‫ت آيَاتُهُ) من الذي أحكم آياته؟ خير الحاكمين‪.‬‬ ‫ن (‪ ))109‬وفي هود (كِتَابٌ أُ ْ‬
‫ح ِكمَ ْ‬ ‫خيْ ُر الْحَا ِكمِي َ‬
‫حكُ َم اللّهُ وَهُوَ َ‬‫يَ ْ‬
‫ل عََل ْيهَا َومَا َأنَ ْا عََل ْيكُم بِ َوكِيلٍ‬‫ل فَِإّنمَا يَضِ ّ‬‫ضّ‬‫ق مِن ّرّبكُمْ َفمَنِ ا ْه َتدَى فَِإّنمَا َيهْ َتدِي ِلنَفْسِهِ َومَن َ‬ ‫س َقدْ جَاءكُمُ ا ْلحَ ّ‬ ‫ل يَا َأّيهَا النّا ُ‬‫في آخر يونس (قُ ْ‬
‫سنًا إِلَى أَجَلٍ‬ ‫حَ‬ ‫ستَغْ ِفرُواْ َرّبكُ ْم ثُ ّم تُوبُواْ إَِليْ ِه ُيمَ ّت ْعكُم ّمتَاعًا َ‬
‫ناْ‬‫ل َت ْعبُدُواْ ِإلّ اللّهَ ِإّننِي َلكُم ّمنْ ُه نَذِيرٌ َوبَشِي ٌر (‪ )2‬وَأَ ِ‬ ‫(‪ ))108‬وفي أوائل هود (َأ ّ‬
‫ب يَ ْومٍ َكبِي ٍر (‪ ،))3‬نذير وبشير مقابل من اهتدى ومن ضلّ‪ُ ( ،‬يمَ ّت ْعكُم‬ ‫عذَا َ‬‫ف عََل ْيكُمْ َ‬ ‫ل فَضْلَ ُه وَإِن تَوَلّوْ ْا فَِإنّيَ َأخَا ُ‬‫ل ذِي َفضْ ٍ‬ ‫ت كُ ّ‬
‫سمّى َويُؤْ ِ‬ ‫مّ َ‬
‫ل عََل ْيهَا) إذن‬ ‫ل فَِإّنمَا يَضِ ّ‬ ‫ب يَوْ ٍم َكبِيرٍ (‪ ))3‬هذا مقابل ( َومَن ضَ ّ‬ ‫عذَا َ‬ ‫ف عََل ْيكُ ْم َ‬‫سنًا) هذا لمن اهتدى‪ ،‬ثم يقول (وَإِن تَوَلّ ْواْ َفِإنّيَ أَخَا ُ‬ ‫ّمتَاعًا حَ َ‬
‫ل عََل ْيهَا) أنه من اهتدى يمتعه متاعا حسنا ومن ضل فإني‬ ‫ل فَِإّنمَا يَضِ ّ‬‫فسر وشرح ما قاله في يونس ( َفمَنِ ا ْه َتدَى فَِإّنمَا َيهْ َتدِي ِلنَفْسِ ِه َومَن ضَ ّ‬
‫أخاف عليكم عذاب يوم كبير وكلها إنني لكم منه نذير وبشير‪.‬‬

‫‪‬‬
‫تم بحمد ال وفضله ترتيب هذه اللمسات البيانية في سورة يونس كما تفضل بها الدكتور فاضل صالح السامرائي والدكتور حسام النعيمى‬
‫والدكتور أحمد الكبيسى وقامت بنشرها أختنا سمر الرناؤوط على موقعها إسلميات جزاهم ال عنى وعن المسلمين خير الجزاء ‪ ..‬فما‬
‫كان من فضلٍ فمن ال وما كان من خطأٍ أوسه ٍو فمن نفسى ومن الشيطان‪.‬‬
‫أسأل ال تعالى ان يتقبل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن ينفعنا بهذا العلم فى الدنيا والخرة ويلهمنا تدبر آيات كتابه العزيز على النحو‬
‫الذى يرضيه وأن يغفر لنا وللمسلمين جميعا يوم تقوم الشهاد ول الحمد والمنة‪ .‬وأسألكم دعوة صالحة بظهر الغيب عسى ال أن يرزقنا‬
‫حسن الخاتمة‪.‬‬
‫الرجاء توزيع هذه الصفحات لتعم الفائدة إن شاء ال وجزى ال كل من يساهم في نشر هذه اللمسات خير الجزاء في الدنيا والخرة‪.‬‬

You might also like