Professional Documents
Culture Documents
fr
سورة يونس
*تناسب خواتيم التوبة مع فواتح يونس*
ص َرفُواْ صَ َرفَ اللّ ُه قُلُو َبهُم بَِأّنهُ ْم قَ ْومٌ ّ
ل حدٍ ثُمّ ان َ ل يَرَاكُم مّنْ َأ َ ض هَ ْ ضهُمْ إِلَى َبعْ ٍ في أواخر التوبة قال تعالى(:وَِإذَا مَا أُنزَِلتْ سُورَ ٌة نّظَ َر َبعْ ُ
ص عََل ْيكُم بِا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ رَؤُوفٌ رّحِي ٌم ( ))128وفي بداية يونس (الر تِ ْلكَ ع ِنتّمْ حَرِي ٌسكُ ْم عَزِي ٌز عََليْ ِه مَا َ يَ ْف َقهُون (َ )127ل َقدْ جَاء ُكمْ رَسُولٌ مّنْ أَن ُف ِ
ق عِندَ َرّبهِ ْم (.))2 صدْ ٍن آ َمنُواْ أَنّ َلهُ ْم َقدَمَ ِل ّم ْنهُمْ أَنْ أَنذِرِ النّاسَ َوبَشّ ِر اّلذِي َ
حيْنَا إِلَى َرجُ ٍجبًا أَنْ أَ ْو َعَ حكِي ِم (َ )1أكَانَ لِلنّاسِ َ آيَاتُ ا ْل ِكتَابِ الْ َ
ل ّم ْنهُمْ).
ح ْينَا إِلَى َرجُ ٍ
جبًا أَنْ أَ ْو َس عَ َ حكِيمِ) ( ،لَ َقدْ جَاءكُمْ َرسُولٌ) (َأكَانَ لِلنّا ِ ت ا ْلكِتَابِ ا ْل َ
ك آيَا ُ
(وَِإذَا مَا أُنزَِلتْ سُورَةٌ) (تِ ْل َ
**هدف السورة :اليمان بالقضاء والقدر**
من السور المكية التي تعنى بأصول العقيدة السلمية ،اليمان بال تعالى وبالكتب والرسل والبعث والجزاء وبخاصة اليمان بالقضاء
والقدرفالكثير من الناس مشككين في هذا المر ويحتارون ويجادلون في القضاء والقدر وهل النسان مسيّر أم مخيّر ويشككون في عدل ال
تعالى
وحكمته ويسألون أسئلة مشككة فيقولون مثلً لو هداني ال لهتديت أو أن ال يعلم المؤمنين من الكافرين في علمه الزلي فلن يفيد المرء
ما يعمل إن كان ال تعالى قد كتبه في النار وهذا كله من ضعف اليمان ومن التشكيك بأن ال تعالى هو الحكيم العدل وأنه ليس بظلّم
للعبيد .تأتي هذه السورة بآياتها ومعانيها لتثبت حقيقة اليمان بوحدانية ال جلّ وعل واليمان بالقضاء والقدر تارة عن طريق قصص
النبياء وتارة عن طريق تذكير ال تعالى للناس بقدرته وحكمته وعدله في الكون .وفي حديث للنبي أن جبريل سأله أخبرني عن اليمان
فقال :اليمان أم تؤمن بال وملئكته وكتبه ورسله واليوم الخر والقضاء والقدر خيره وشره .والذي يحدد ما إذا كنا مؤمنين بالقضاء
والقدر سؤال واحد نطرحه على أنفسنا :هل ال تعالى عادل حكيم أم ظالم والعياذ بال وإجابتنا هي التي تحدد موقفنا.
حكِيمِ ) آية 1وتدل على أن الحكمة موجودة ثم تليها الية (َأكَانَ لِلنّاسِ ب الْ َت ا ْل ِكتَا ِ
ك آيَا ُ تبدأ السورة بكلمة تثبت الحكمة ل تعالى (الر تِ ْل َ
حرٌ ّمبِي نٌ) آية 2 صدْقٍ عِندَ َرّبهِ مْ قَالَ ا ْلكَافِرُو نَ إِنّ هَـذَا لَ سَا ِ ل ّمنْهُ مْ أَ نْ أَنذِرِ النّا سَ َوبَشّرِ اّلذِي نَ آ َمنُواْ أَنّ َل ُه مْ َقدَ َم ِ ح ْينَا إِلَى َرجُ ٍ جبًا أَ نْ أَوْ َ
عََ
وكأن الذين يتعجبون من اختيار محمد للرسالة كأنما ل يؤمنون بالقضاء والقدر لنهم لو آمنوا لما شككوا وتعجبوا ولعلموا أن هذا بأمر
ال تعالى.
ش ُي َدبّرُ ستَوَى عَلَى ا ْلعَرْ ِ ستّةِ َأيّا ٍم ثُ ّم ا ْ
ض فِي ِ سمَاوَاتِ وَالَ ْر َ ق ال ّ تدبير ال وحكمته في الكون( :إِنّ َرّبكُمُ اللّهُ اّلذِي خَلَ َ ·
ق ثُمّ حقّا ِإنّهُ َيبْدَأُ ا ْلخَلْ َ عدَ اللّهِ َ جمِيعًا وَ ْ ج ُعكُ ْم َل تَ َذكّرُونَ* إَِليْ ِه مَرْ ِ عُبدُوهُ َأفَ َ ل مِن َبعْدِ ِإذْنِ ِه ذَِلكُمُ اللّهُ َرّبكُ ْم فَا ْ شفِيعٍ ِإ ّ لمْ َر مَا مِن َ اَ
عذَابٌ أَلِي ٌم ِبمَا كَانُو ْا َيكْفُرُونَ* هُوَ حمِيمٍ وَ َ ب مّنْ َ ن كَفَرُواْ َلهُمْ شَرَا ٌ ت بِا ْلقِسْطِ وَاّلذِي َ عمِلُو ْا الصّالِحَا ِ ُيعِيدُهُ ِليَجْ ِزيَ اّلذِينَ آ َمنُواْ وَ َ
ل اليَاتِ ب مَا خََلقَ اللّ ُه ذَِلكَ ِإلّ بِالْحَقّ يُ َفصّ ُ حسَا َ سنِينَ وَالْ ِ عدَدَ ال ّ ضيَاء وَالْ َق َمرَ نُورًا َو َقدّرَ ُه َمنَازِلَ ِل َتعَْلمُو ْا َ ش ْمسَ ِ جعَلَ ال ّ اّلذِي َ
ت لّقَ ْو ٍم يَتّقُونَ) آية .6 ،5، ،4 ،3 ض ليَا ٍ سمَاوَاتِ وَالَرْ ِ ق اللّ ُه فِي ال ّ ف الّليْلِ وَال ّنهَارِ َومَا خَلَ َ ختِلَ ِ ن فِي ا ْ ِلقَوْ ٍم َيعَْلمُونَ * إِ ّ
ت مِنَ ي مِنَ ا ْل َميّتِ َويُخْ ِرجُ ا ْل َميّ َ لبْصَارَ َومَن يُخْ ِرجُ ا ْلحَ ّ سمْعَ وا َ سمَاء وَالَرْضِ َأمّن َيمِْلكُ ال ّ ل مَن يَرْ ُز ُقكُم مّنَ ال ّ واليات (قُ ْ
ص َرفُونَ) 31 ل فََأنّى تُ ْ ق َفمَاذَا َب ْعدَ الْحَقّ ِإلّ الضّلَ ُ حّ ن * َفذَِلكُمُ اللّهُ َرّبكُ ُم الْ َ ل َتتّقُو َ س َيقُولُونَ اللّ ُه َفقُلْ َأفَ َ لمْ َر فَ َ الْحَيّ َومَن ُي َدبّرُ ا َ
و 32تأتي اليات تستعرض لحكمة ال تعالى في الكون وفي كل ما خلق وتدعونا للتفكر في هذا الكون الذي لم يخلق عبثا
ول صدفة إنما خلقه الحكيم العدل وإثبات ذلك واضح في تكرار كلمة (الحق) في هذه السورة فقد تكررت في السورة (23
مرة) لن الحق عكس العبث والصدفة وكل شيء في الكون خلق ويحيا بحكمة ال تعالى لذا علينا أن نسلّم بال ونتوكل عليه
ستَنبِئُو َنكَ ول نشكك بقدرته وتدبيره سبحانه .وكذلك ترددت كلمة (يدبر) في السورة كثيرا فكيف نشكك بقضاء ال وقدره ( َويَ ْ
عدَ اللّ ِه حَقّ سمَاوَاتِ وَالَ ْرضِ َألَ إِنّ وَ ْ َأحَقّ هُ َو قُلْ إِي وَ َربّي ِإنّ ُه َلحَقّ َومَا أَنتُ ْم ِب ُمعْجِزِينَ) آية 53و (أَل إِنّ لِلّ ِه مَا فِي ال ّ
َولَـكِنّ َأ ْكثَرَهُ ْم لَ َيعَْلمُونَ) آية 55وكل هذه اليات تؤكد أن ال حق وأن إدارة هذا الكون حق ،وعرّفت اليات بصفات
الله الحق بذكر آثار قدرته ورحمته الدالة على التدبير الحكيم وأن ما في هذا الكون المنظور هو من آثار القدرة الباهرة
التي هي أوضح البراهين على عظمة ال وجلله وسلطانه.
ل يَرْجُونَ تنبيه للغافلين :الذين يشككون ول يؤمنون بالقضاء والقدر فهؤلء بفقدون الجدية واليمان الحق (إَنّ اّلذِينَ َ ·
ن آيَا ِتنَا غَافِلُونَ) آية 7وال تعالى ل يظلم الناس ابدا لكن الناس ن هُ ْم عَ ْ ط َمَأنّواْ ِبهَا وَاّلذِي َ ِلقَاءنَا وَ َرضُو ْا بِا ْلحَيا ِة ال ّد ْنيَا وَا ْ
ن مِن َقبِْلكُمْ َلمّا ظََلمُواْ وَجَاء ْتهُمْ ُرسُُلهُم يظلمون أنفسهم نتيجة ذنوبهم ومعاصيهم لنه حاشا ل أن يظلم أحدا (وََل َقدْ أَ ْهَلكْنَا الْ ُقرُو َ
ف َتعْمَلُونَ) ض مِن َبعْدِهِم ِلنَنظُ َر َكيْ َ ف فِي الَرْ ِ لئِ َ جعَ ْلنَاكُ ْم خَ َن * ثُمّ َ ج ِرمِي َك نَجْزِي الْقَ ْومَ ا ْلمُ ْ ت َومَا كَانُواْ ِليُ ْؤ ِمنُو ْا كَذَِل َ بِا ْلبَ ّينَا ِ
سهُ ْم يَظِْلمُونَ) آية 44 ش ْيئًا وَلَـكِنّ النّاسَ أَن ُف َ ل يَظْلِمُ النّاسَ َ آية ،14 ،13و (إِنّ اللّ َه َ
إذن فليس في الكون صدفة ول عبث فالحكمة واضحة والحق واضح فل يجب أن نشكك بالقضاء والقدر وال تعالى ل يظلم أحدا ول يجبر
أحدا على فعل ما لنه سبحانه لو أجبرنا على أعمالنا لما حاسبنا لذا فالناس مخيّرون في أفعالهم.
أفعال الناس تجاه قضاء ال تعالى :اليات تواجه المتعجبون من قدر ال ولكن أفعالهم أشد غرابة (فََلمّا أَنجَا ُهمْ ِإذَا هُمْ ·
ج ُعكُ ْم َفُننَ ّبُئكُم ِبمَا كُنتُمْ
حيَا ِة ال ّد ْنيَا ثُمّ إِلَينَا مَرْ ِسكُم ّمتَاعَ ا ْل َ ق يَا َأّيهَا النّاسُ ِإّنمَا َب ْغيُكُ ْم عَلَى أَنفُ ِ ض ِب َغيْرِ الْحَ ّ َي ْبغُونَ فِي الَرْ ِ
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
َت ْعمَلُونَ) آية . 23فبعد أن نجاهم ال تعالى بغوا في الرض بغير الحق فكيف يلجأ الناس إلى ال تعالى فقط في ساعة الشدة
ويعرفون أن لهم ربا يلجأؤون إليه ثم يتكبرون بعد النجاة وكأن نجاتهم كانت من عند أنفسهم,
قصص النبياء عن التوكل على ال :عرضت السورة قصص ثلث من النبياء الذين توكلوا على ال فنجاهم ال تعالى ·
وقد عرضت السورة الجزئية الخاصة بالتوكل في كل قصة من القصص المذكورة وهذا لخدمة هدف السورة .وهذه
القصص تؤكد أن المؤمنين بقضاء ال وقدره يتكلون على ال والذين ل يؤمنون هم المشككون والمجادلون في حكمة ال
وعدله:
ح ِإذْ قَالَ لِقَ ْومِ ِه يَا قَ ْومِ إِن كَانَ ل عََل ْيهِمْ َنبََأ نُو ٍقصة نوح الذي توكل على ال تعالى فأنجاه ال ومن معه (وَاتْ ُ o
غمّ ًة ثُمّ
ل َيكُنْ َأمْ ُر ُك ْم عََل ْيكُمْ ُج ِمعُواْ َأ ْم َركُمْ وَشُ َركَاءكُ ْم ثُ ّم َ ت فََأ ْ
َكبُ َر عََل ْيكُم مّقَامِي َوتَ ْذكِيرِي بِآيَاتِ اللّ ِه َفعَلَى اللّ ِه تَ َوكّلْ ُ
ا ْقضُواْ إَِليّ َولَ تُنظِرُونِ) آية 71
ل مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُ ْم آمَنتُم بِاللّ ِه َفعََليْهِ تَ َوكّلُواْ إِن كُنتُم مّسِْلمِينَ * فَقَالُو ْا عَلَى قصة موسى مع فرعون ( َوقَا َ o
جعَ ْلنَا ِف ْتنَةً لّلْقَ ْومِ الظّاِلمِينَ) آية 84و .85 اللّ ِه تَ َوكّ ْلنَا َرّبنَا لَ تَ ْ
ي فِي عذَابَ الخِزْ ِ ع ْنهُ ْم َ
ل قَ ْو َم يُونُسَ َلمّآ آ َمنُو ْا كَشَ ْفنَا َ ت َفنَ َف َعهَا إِيمَا ُنهَا ِإ ّ
ت قَ ْريَةٌ آ َمنَ ْقصة قوم يونس (فَلَ ْولَ كَانَ ْ o
حيَا َة الدّ ْنيَا َو َمّتعْنَا ُهمْ إِلَى حِينٍ) آية .98 الْ َ
وقد يتبادر الى الذهن لماذا أغرق ال تعالى فرعون بعدما قال أنه آمن ونجّا قوم يونس والحالتان متشابهتان نوعا ما؟ نقول أن ال تعالى
علم وهو علّم الغيوب أن فرعون إنما قال آمنت أضطرارا ل إختيارا ولو عاد إلى الدنيا لضلّ وأضل ولم يكن كلماته صادقة بأنه آمن
ت بِ ِه َبنُول آمَنتُ َأنّ ُه ل إِلِـهَ ِإلّ اّلذِي آ َمنَ ْ ق قَا َحتّى ِإذَا َأدْ َركَهُ ا ْلغَ َر ُ جنُودُ ُه َبغْيًا وَعَدْوًا َ سرَائِيلَ ا ْلبَحْ َر َفَأتْ َب َعهُ ْم فِرْعَوْنُ وَ ُ ( َوجَا َو ْزنَا بِ َبنِي إِ ْ
سدِينَ) آية 90و .91وقال المام الفخر :آمن فرعون ثلث مرات أولها ت مِنَ ا ْلمُفْ ِت َقبْلُ َوكُن َ صيْ َ ن * آلنَ َو َق ْد عَ َ ِإسْرَائِيلَ وََأنَ ْا مِنَ ا ْلمُسِْلمِي َ
قوله (آمنت) وثانيها (ل إله إل الذي آمنت به بنو اسرائيل) وثالثها (وأنا من المسلمين) فما السبب في عدم قبول إيمانه؟ والجواب أنه إنما
آمن عند نزول العذاب واليمان في هذا الوقت غير مقبول لنه يصير الحال حال إلجاء فل تنفع التوبة ول اليمان قال تعالى( :فلم يك
ينفعهم إيمانهم لمّا رأوا بأسنا) .أما قوم يونس فقد علم ال تعالى أنهم سيكونون مؤمنين حقا فعفا عنهم وكانوا على وشك الهلك بعذاب ال
لكنهم حسن إيمانهم وقد أثبت التاريخ ذلك فأصبحوا قوما صالحين طائعين مؤمنين ،وال تعالى يريد من عباده إيمان الختيار ل إيمان
حيَاةَ الدّ ْنيَا َو َمّت ْعنَاهُمْ إِلَى
ي فِي الْ َ عذَابَ الخِزْ ِ ع ْنهُ ْم َ
ل قَ ْو َم يُونُسَ َلمّآ آ َمنُو ْا كَشَ ْفنَا َ ت َفنَ َف َعهَا إِيمَا ُنهَا ِإ ّت قَ ْريَةٌ آ َمنَ ْ
الكراه والضطرار (فَلَ ْولَ كَانَ ْ
حِينٍ) آية 98فمن كان ليعلم هذا إل ال الحكيم العليم ولهذا علينا أن نؤمن بقضاء ال وقدره لنه ليس عبثا ولكن لكل أمر حكمة قد
نعلمها وقد يخفيها ال تعالى عنا وهذا ليمتحن صدق إيماننا به فلو علمنا الحكمة من كل شيء فما قيمة إيماننا بالغيب إذن؟
ض ّركَل يَ ُ ل يَن َف ُعكَ َو َ ع مِن دُونِ اللّ ِه مَا َ ل تَ ْد ُن مِنَ ا ْل ُمشْ ِركِينَ * َو َ حنِيفًا َولَ َتكُونَ ّ ج َهكَ لِلدّينِ َ ختام السورة( :وَأَنْ َأ ِقمْ وَ ْ ·
ت فَِإّنكَ ِإذًا مّنَ الظّاِلمِينَ) اليات :106 – 105كيف نتعامل مع قضاء ال بالجديّة والتوكل على ال ثم تأتي الية َفإِن َفعَ ْل َ
فيها توجيه للرسول المؤمنين بالتوكل على ال واللجوء إليه والصبر على ما يلقوه من الذى في سبيل ال والستمساك
خيْرُ ا ْلحَا ِكمِينَ ) آية .109 حكُمَ اللّهُ وَ ُهوَ َ ى يَ ْ حتّ َصبِ ْر َبشريعة ال تعالى فهو سبحانه الحكيم العدل (وَا ّتبِعْ مَا يُوحَى إَِل ْيكَ وَا ْ
سميّت السورة بـ (سورة يونس) لذكر قصته فيها وماتضمنته من العبرة والعظة برفع العذاب عن قومه حين آمنوا بعد أن كاد يحل بهم
العذاب والبلء وهذه من الخصائص التي خصّ ال تعالى بها قوم يونس لصدق توبتهم وإيمانهم وأن ال ل يظلم الناس فلو علم صدق
إيمان أي عبد من عباده ينجيه في الدنيا والخرة لنه هو الحكيم العدل.
وفي خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه ال لما سئل عن ورود قصة نوح وموسى مع فرعون ويونس مجتمعين في هذه السورة
قال أن الذي يجمع بينهم هو الماء فال تعالى أغرق قوم نوح بالماء ،وأغرق فرعون بالماء أما يونس فقد نجاه ال من بطن الحوت بعد
أن قذف في الماء .فالماء كان مرة مصدر هلك ومرة مصدر نجاة فسمّى ال تعالى السورة باسم من نجّاه من الماء وهو يونس عليه
السلم ،وال أعلم.
***من اللمسات البيانية فى سورة يونس***
):آية (3
* الفرق بين تذكرون وتتذكرون؟(د.فاضل السامرائى)
إذا كان الحدث أطول تأتي تتذكرون وإذا كان أقل يقتطع من الفعل أو إذا كانت في مقام اليجاز يوجز وفي مقام التفصيل يفصل .مثال:
ش مَا َلكُ ْم مِنْ دُونِهِ مِنْ وَِليّ وَلَا شَفِيعٍ ستَوَى عَلَى ا ْلعَرْ ِ ستّةِ َأيّا ٍم ثُ ّم ا ْ
سمَاوَاتِ وَا ْلأَرْضَ َومَا بَ ْي َن ُهمَا فِي ِ ق ال ّ
قال تعالى في السجدة (اللّ ُه اّلذِي خَلَ َ
سنَ ٍة ِممّا َت ُعدّونَ ( ))5في يونس قال (إِنّ َرّبكُمُ ن مِ ْقدَارُهُ أَ ْلفَ َ ض ثُ ّم َيعْرُجُ ِإَليْهِ فِي يَ ْو ٍم كَا َ
سمَاءِ ِإلَى ا ْلأَرْ ِ ن (ُ )4ي َدبّرُ الَْأمْ َر مِنَ ال ّ َأفَلَا َتتَ َذكّرُو َ
عُبدُوهُ َأفَلَا
ن َبعْدِ ِإذْنِ ِه ذَِلكُمُ اللّهُ َرّبكُ ْم فَا ْ
شفِيعٍ إِلّا مِ ْ
ش ُي َدبّرُ الَْأمْ َر مَا مِنْ َ ستَوَى عَلَى ا ْلعَرْ ِ ستّةِ َأيّامٍ ُثمّ ا ْ
ض فِي ِ سمَاوَاتِ وَالْأَ ْر َ اللّهُ اّلذِي خََلقَ ال ّ
سمَاوَاتِ ق ال ّ ستّةِ َأيّامٍ) وفي السجدة قال (خَلَ َ ض فِي ِ سمَاوَاتِ وَالَْأرْ َ َت َذكّرُونَ ( ))3إحداها تتذكرون والخرى تذكرون .قال في يونس ( َ
خلَقَ ال ّ
سمَاءِ إِلَى ستّةِ َأيّامٍ) لم يقل (ما بينهما) في يونس .في يونس قال ( ُيدَبّرُ ا ْلَأمْرَ) فقط وفي السجدة ( ُيدَبّرُ ا ْلَأمْ َر مِنَ ال ّ وَالَْأرْضَ َومَا َب ْينَ ُهمَا فِي ِ
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
ن َبعْدِ ِإ ْذنِهِ)
سنَ ٍة ِممّا َتعُدّونَ) فالسجدة فيها تفصيل أكثر .قال في يونس (مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلّا مِ ْ
ن مِ ْقدَارُ ُه أَلْفَ َ
ض ثُ ّم يَعْ ُرجُ إَِليْ ِه فِي يَوْ ٍم كَا َ
الْأَ ْر ِ
شفِيعٍ) في السجدة تفصيل أكثر. ن دُونِ ِه مِنْ وَلِيّ وَلَا َ وفي السجدة قال (مَا َلكُ ْم مِ ْ
):آية (5
*ما الفرق بين النور والضوء؟(د.حسام النعيمى)
أن النور عادة في لغة العرب ل يكون فيه حرارة أما الضوء ففيه حرارة ومرتبط بالنار والنسان يمكن أن يضع يده من مسافة في
ضيَاء وَا ْل َقمَ َر نُورًا ( )5يونس) إضاءة القمر ليس فيها حرارة
شمْسَ ِ
جعَلَ ال ّ
الضوء وتأتيه حرارة الضوء كما قال في القرآن (هُوَ اّلذِي َ
فاستعمل النور .النار المضيئة إذا خفتت وخمدت يبقى الجمر مخلفات النار وهو بصيص يُرى من مسافات بعيدة .الخشبة إذا أحرقتها يبقى
.فيها شيء من النور قبل أن تتفحم نهائيا وليس فيها تلك الحرارة من مسافة
ن) ؟(د.أحمد الكبيسى) س وَال ْ َق َ سبَانًا) و (ال َّ س وَالْقَ َ *ما الفرق بين (وال َّ
سبَا ٍ
ح ْ
مُر ب ِ ُ م ُ
ش ْ ح ْ
مَر ُ م َ
ش ْ َ
سنِينَ وَا ْلحِسَابَ ﴿ ﴾5يونس) يدل على أن الشمس لها حسابٌ
ع َددَ ال ّ
ل (ِل َتعْلَمُوا َ
الشمس والقمر حسبانا أي وسيلة لحساب الزمن ،ال قال فع ً
ب دقيق مقرر معلوم من الحق سبحانه وتعالى سبَانٍ) أي يجريان بحسا ٍ شمْسُ وَا ْل َقمَ ُر بِحُ ْ
.والقمر له حساب .أما الية الثانية (ال ّ
):آية (9
*هضل يحتمضل معنضى قوله تعالى (جنات تجري مضن تحتهضا النهار) أن الجنات تجري؟(د.فاضضل
السامرائى)
ل أعلم إذا كانت الجنات تجري لكن بل شك أن النهار تجري فالجريان يكون للنهار في الدنيا كما في قوله تعالى في سورة يونس (إِنّ
ت النّعِي ِم ( ))9لكن هل هناك أمر آخر أن الجنات
جنّا ِ
ح ِتهِمُ ا ْلَأ ْنهَا ُر فِي َ
ت َي ْهدِيهِمْ َرّبهُ ْم بِإِيمَا ِنهِ ْم تَجْرِي مِنْ تَ ْ
عمِلُوا الصّالِحَا ِ
اّلذِينَ َآ َمنُوا وَ َ
تجري؟ ال أعلم لكن المر فيها أن قطعا النهار تجري ويمكن من قدرة ال تعالى أن تجري الجنات في الخرة ولكن هذا ليس ظاهرا مما
نعرفه.
):آية (10
* ما معنى لفظ (اللهم)؟(د.حسام النعيمى)
خ ُر
لمٌ وَآ ِ
حّيُتهُمْ فِيهَا سَ َ
سبْحَا َنكَ الّلهُمّ َوتَ ِ
هذا السؤال قد يأتي نتيجة الطلع على بعض اللغات الجنبية في قوله تعالى( :دَعْوَاهُ ْم فِيهَا ُ
ح ْمدُ ِللّهِ رَبّ ا ْلعَاَلمِينَ ( )10يونس) كلمة اللهم هناك لفظة مقاربة في العبرية التي هي (إلوهيم) تعني أيضا ال .علماؤنا ن الْ َ
دَعْوَاهُمْ أَ ِ
يقولون (اللهم) -سيبويه ومن وراءه من العلماء -اللهم معناه يا ال واستغني بالميم عن ياء النداء ل تجتمع الياء مع (اللهم) إل فيما شذّ
أقول ياللهم ياللهم) لكن مع ذلك ثق ًة بأمانة العلماء قُبلت لكنهم فيما روي عن بعض الناس ولم يعرف قائله( :إني إذا ما حدثٌ ألمّ
يقولون هذا شاهد قليل نادر أنه يجمع بين العِوض والمعوّض به .وهناك رأي آخر أنه (اللهم) جزء من جملة نُحِت على مر العصور كأنه
ل (يا ال ُأمّنا بخير) أي إئتنا بالخير (والنحت هو أن تأتي إلى عبارة أو إلى كلمتين وتستخلص منها كلمة جديدة تأخذ من هنا ومن كان مث ً
هنا مثلما قالوا :بسملة وحوقلة ،بسملة بدل أن يقول بسم ال وحوقلة أي قال حي على الصلة ،حتى المعلمون لما يقرأ النسان يقول له
ألم يحزنك حيعلة المنادي) الحيعلة قوله حي على الصلة .لما يقولون (إيش هذا؟) بسمِل أي إقرأ بسم ال ( .أقول لها ودمع العين جارٍ
هذا يستعملها أحيانا المام أحمد معناه أي شيء؟ هذا النحت وارد .قد يكون من جملة قديمة تحاتت (ذهب منها شيء) وصارت اللهم
وبقيت الميم من كلمة أخرى ،قد يكون هكذا لكن كونها في العبرية ونحن سبق أن ذكرنا هذا الكلم وأعيده مرة أخرى لهميته :اللغة
العبرية حديثة بالقياس إلى العربية .العبرية لغة بني إسرائيل وسيدنا إسماعيل تكلم العربية لنه ما عاش معهم وإنما عاش مع العرب
وإسماعيل ل شك أسبق من هؤلء وكان يتكلم العربية .بنو إسرائيل حرّفوا كلم ال تعالى أفل يحرّفون التاريخ؟! فإذن كلمة اللهم كلمة
عربية.
وهناك رأي أنه قد وضعت إبتداءً هكذا (اللهم) لنداء ال سبحانه وتعالى يعني يا ال وكانت العرب تستخدمها كثيرا قديما .اللهم تعادل إسم
الجللة المنادى (يا ال) كلمة اللهم هي كلمة ال متصلة بها الميم المشددة.
):آية (12
*لماذا جاء قوله تعالى (دعانضضا لجنبضضه) فضضي سضضورة يونضضس ولم تأت (على جنبضضه)؟(د.فاضضضل
السامرائى)
ض ّر مّ سّهُ
عنَا ِإلَى ُ
عنْ هُ ضُرّ ُه مَ ّر كَأَن لّ ْم يَدْ ُ
ش ْفنَا َ
ن الضّ ّر دَعَانَا ِلجَنبِ هِ أَ ْو قَاعِدا أَ ْو قَآئِما فََلمّا كَ َ
قال تعالى في سورة يونس (وَِإذَا مَ سّ الِن سَا َ
ن { .)}12بدأ بالجنب وقد وردت في آية أخرى (الذين يذكرون ال قياما وقعوداُ وعلى جنوبهم) أخّر َكذَلِ كَ ُزيّ نَ ِل ْلمُ سْ ِرفِينَ مَا كَانُو ْا َيعْمَلُو َ
الجنب و النسان عندما يصيبه الضر والمرض يكون ملزما لجنبه ثم يقعد ثم يقوم لذا بدأ بالجنب ثم القعود ثم القيام في آية سورة يونس،
ل ثم القعود ثم على الج نب لذا أخّر الج نب في ال ية الثان ية .وجاءت في آ ية سورة يو نس أ ما في حالة ال صحة ف هي بالع كس القيام أو ً
باستخدام اللم بمعنى ملزم لجنبه وبمعنى دعانا وهو ملزم لجنبه.
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
):آية (14
*مضا الفرق بيضضن قوله تعالى (جعلكضم خلئف الرض) و(جعلكضم خلئف فضي الرض)؟(د.فاضضل
السامرائى)
ض دَرَجَاتٍ ّل َيبْلُ َوكُ ْم فِي مَا آتَاكُمْ إِنّ َرّبكَ سَرِي ُع ق َبعْ ٍ ضكُ ْم فَوْ َ
ض وَ َرفَ َع َبعْ َ
لرْ ِ لئِفَ ا َ جعََلكُ ْم خَ َ
قال تعالى في سورة النعام (وَهُوَ اّلذِي َ
ف فِي ا ْلأَرْضِ َفمَن كَفَ َر َفعََليْ ِه كُفْرُهُ ا ْلعِقَابِ وَِإنّهُ َلغَفُو ٌر رّحِي ٌم { )}165بدون ذكر (في) وقال تعالى في سورة فاطر (هُ َو اّلذِي َ
جعََلكُ ْم خَلَائِ َ
ف فِي الَ ْرضِ لئِ َ ن كُفْرُ ُهمْ إِلّا خَسَارا { )}39وفي سورة يونس (ثُمّ َ
جعَ ْلنَا ُك ْم خَ َ َولَا يَزِيدُ ا ْلكَافِرِينَ ُكفْرُهُ ْم عِندَ َرّبهِمْ إِلّا مَقْتا وَلَا يَزِيدُ ا ْلكَافِرِي َ
ن { )}14وذكر فيهما (في) .خلئف الرض مع حذف (في) هي أوسع وأشمل من حيث اللغة أما خلئف في ف َتعْمَلُو َ
مِن َبعْدِهِم ِلنَنظُ َر َكيْ َ
الرض فهي ظرفية ومحددة .ونستعرض سياق اليات في السور فنلحظ أن سياق سورة فاطر هو في الكافرين ابتدا ًء وانتهاءًوكذلك في
سورة يونس السياق فيمن أهلكهم ال تعالى من الكافرين .أما في سورة النعام فالسياق في مخاطبة المؤمنين إلى النهاية فكانوا أع ّم وأِشمل
وفيها ورد قوله تعالى (وَِإنّهُ َل َغفُورٌ رّحِي ٌم { ، )}165فالمؤمنون خلئفهم أطول وأكثر من الكافرين فجاء بالمعنى الع ّم والشمل في سورة
النعام بحذف (في).
):آية (17
*ما دللة تنكير الكذب أو تعريفه؟(د.فاضل السامرائى)
سبْحَانَهُ هُ َو
خذَ اللّهُ وََلدًا ُنكّر الكذب ليشمل كل كذب عام لن المعرفة ما دلّ على شيء معين .الكذب يقصد شيئا معينا بأمر معين (قَالُو ْا اتّ َ
علَى اللّهِ ل َتعَْلمُونَ ( )68قُلْ إِنّ اّلذِينَ يَ ْفتَرُونَ َ ن عَلَى اللّ ِه مَا َ ن ِبهَـذَا أَتقُولُو َ سلْطَا ٍ
ض إِنْ عِن َدكُم مّن ُ سمَاوَات َومَا فِي الَرْ ِ ا ْلغَنِيّ لَ ُه مَا فِي ال ّ
ن ( )69يونس) هنالك أمر في السياق يقصده فذكر الكذب ،فلما يقول الكذب فهو كذب عن أمر معين بالذات مذكور في ل يُفِْلحُو َب َ ا ْلكَذِ َ
السياق أما عندما يقول كذب فيشمل كل كذب.
ل َتعْقِلُونَعمُرًا مّن َقبْلِهِ َأفَ َ
ت فِيكُ ْم ُ كذب يشمل كل كذب وليس الكذب في مسألة معينة (قُل لّ ْو شَاء اللّ ُه مَا تَلَ ْوتُ ُه عََل ْيكُمْ َولَ َأدْرَاكُم بِهِ َف َقدْ َل ِبثْ ُ
ن ( )17يونس) لم يذكر مسألة معينة حصل كذب فيها فإذن ل يُفْلِحُ ا ْل ُمجْ ِرمُو َ (َ )16فمَنْ أَظَْل ُم ِممّنِ ا ْفتَرَى عَلَى اللّ ِه َك ِذبًا أَ ْو َكذّ َ
ب بِآيَاتِهِ ِإنّهُ َ
نكّر كذب ليشمل كل كذب وليس هنالك أمرا معينا.
َ م ن افْت َرى عَلَى الل َّضهِ كَذِب ًضا أَو كَذ َّض َ َ َ
نض ﴿ ح الظ ّال ِ ُ
مو َ ه َل يُفْل ِض ُ ب بِآيَات ِضهِ إِن َّض ُ ْ َ َ ِض م َّم ِ م نْض أظْل َض ُ * ما الفرق بيضن (وَ َ
َ َ َ َ
ن ﴿﴾17 مو َ جرِ ُ
م ْح ال ْ ُه َل يُفْل ِ ُ ب بِآيَاتِهِ إِن َّ ُ
ن افْتََرى عَلَى الل ّهِ كَذِبًا أ ْو كَذ ّ َ م ِم َّ
م ِ ن أظْل َ ُ
م ْ ﴾21النعام) ( -فَ َ
يونس)؟(د.أحمد الكبيسى)
ح الظّاِلمُو نَ ﴿ ﴾21النعام) هذا ب سورة النعام في يو نس ( َفمَ ْ
ن قال تعالى ( َومَ نْ َأظْلَ ُم ِممّ نِ ا ْفتَرَى عَلَى اللّ ِه َكذِبًا أَ ْو َكذّ بَ ِبَآيَاتِ هِ ِإنّ هُ لَا يُفْلِ ُ
ح ا ْلمُجْ ِرمُونَ ﴿ ﴾17يونس) .الولى ل يفلح الظالمون يخاطب بها بنو إسرائيل من ب بَِآيَاتِهِ ِإنّهُ لَا يُفْلِ ُ
َأظْلَ ُم ِممّنِ ا ْفتَرَى عَلَى اللّ ِه كَ ِذبًا أَ ْو َكذّ َ
ضعِهِ ﴿﴾46 ن مَوَا ِ ح ّرفُونَ ا ْلكَلِ َم عَ ْ
حيث أن هؤلء تحريفهم استمر إلى يوم القيامة حرفوا التوراة والنجيل إلى يوم القيامة كما قال تعالى (يُ َ
ضعِ هِ ﴿ ﴾41المائدة) يحرفون من بعد مواضعه من ساعة نزوله يكذبون على ال عز ن َبعْ ِد مَوَا ِ النساء) وفي آية أخرى (يُحَ ّرفُو نَ ا ْلكَلِ َم مِ ْ
و جل و قد كذبوا على مو سى قال ل هم :قولوا ح طة قالوا :زمحي طة من أول يوم .إذا ًهناك تحر يف في التوراة والنج يل من يوم ما نزل،
ضعِ هِ) هذا على امتداد التاريخ وتعرفون التاريخ ن مَوَا ِ ح ّرفُو نَ ا ْلكَلِ َم عَ ْورب العالمين أثبت هذا والتاريخ أثبت هذا وعلماؤهم يثبتون هذا( .يُ َ
كما أن هناك أبحاث كثيرة عن الجهود التي خاصة عن طريق اليهود الذين حرفوا التوراة والنجيل تحريفا يكاد يكون مسخا لكل الكتابين
الكريمين .هذا رب العالمين قال (ِإنّهُ لَا يُفْلِحُ الظّاِلمُونَ) لن هذا شرك وكلنا نعرف أنهم قالوا أن عزير ابن ال والمسيح ابن ال وغير ذلك
كث ير فرب العالمين قال (لَا يُفْلِ حُ الظّاِلمُو نَ) وهم المشركون ،الثانية ( َفمَ نْ) هنا الكلم مبتدأ هنا بالفاء بنا ًء على آية قبل ها (وَِإذَا ُتتْلَى عََل ْيهِ مْ
غيْ ِر َهذَا أَ ْو َبدّلْ هُ ﴿ ﴾15يو نس) قال ( َفمَ نْ أَظْلَ مُ) تفريعا على هذا ،لماذا قال ل يفلح ت بِقُ ْرآَ نٍ َ ت قَالَ اّلذِي نَ لَا يَرْجُو نَ ِلقَاءَنَا ائْ ِ َآيَاتُنَا َبّينَا ٍ
المجرمون؟ لن هؤلء كفار قر يش وزعماء قر يش وقادتهـا ما حرفوه مـن أ جل تحيـز دينـي اليهود والن صارى الرهبان والحبار حرّفوا
القرآن من منطلق طائ في وفئوي ومذهبي ك ما هو معروف .كل وا حد يف سر التوراة والنجيل وينحرف ب ها على وفق ما تحق قه م صلحته
باعتباره مذهبا أو طائفة من هؤلء وهؤلء كفار قريش ما كان فيهم طائفة ول حزب بس غيرة وحسد وقالوا ( َوقَالُوا لَوْلَا نُزّلَ َهذَا ا ْلقُرْءانُ
ل مِ نَ الْ َق ْر َيتَيْ نِ عَظِي مٍ ﴿ ﴾31الزخرف) ك يف هذا اليت يم ي صبح نبيا؟ أ ين المغيرة بن شع بة وأم ية بن خلف وفلن الفل ني الخ؟ جٍعَلَى رَ ُ
ل لم يذ كر قض ية عن صرية وح سد ،ف هم مجرمون هذا الفرق ب ين الظالمون وب ين المجرمون .ورب العالم ين عز و جل أطلق ها إطلقا كام ً
ن ﴿ ﴾9الحجر) حاولوا وهناك محاولت أسماء لماذا؟ حتى القرآن رب العالمين برغم أنه حفظه قال (ِإنّا نَحْ نُ نَزّ ْلنَا الذّكْرَ وَِإنّا لَ هُ لَحَافِظُو َ
كثيرة في التار يخ ولكن ها فشلت هناك قرآن م سيلمة وف شل هناك قرآن وا حد من الز نج وف شل ح تى الن هناك من يدعون أن هناك قرآن
اسمه قرآن فاطمة وهذا كله ذهب إلى أدراج الرياح ول قيمة له وهذا القرآن الذي بين أيدينا هو نفسه الذي أنزله ال على محمد صلى ال
عل يه و سلم وهذا من إحدى معجزا ته قل نا لن هذا القرآن هو معجزة ال نبي ول يس التوراة والنج يل ه ما المعجزتان من أ جل هذا القرآن
حصين عن التحريف رغم المحاولت وقبل فترة ظهر على صفحات النترنت قرآن جديد أيضا ل أدري من الذي عمله كل هذه محاولت
يائ سة بائ سة يفعل ها المجرمون ل من منطلق فئة وكذا وإن ما من منطلق إجرا مي أخل قي ل أك ثر ول أ قل ،إذا صار أن التحر يف ا ستمر
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
بالتوراة والنج يل إلى يوم القيا مة الن ل ت ستطيع أن تد عي أن هذه التوراة هي ال تي نزلت على سيدنا مو سى وأن هذا النج يل هو الذي
نزل على سيدنا عي سى إطلقا كم إنج يل ف يه؟ إنج يل لو قا وإنج يل.برنا با وإنج يل متّى أي من ها صحيح؟ حينئ ٍذ هكذا التوراة القرآن الكر يم
ف في العالم هي نفسها. الية تقرأها في أي مصح ٍ
):آية (19
*مضا معنضى (كان الناس أمضة واحدة)؟ وبمضا أن الناس أمضة واحدة فمضا الغرض مضن بعضث النضبيين
مبشرين ومنذرين؟(د.فاضل السامرائى)
ن مُبَشّرِينَ َومُنذِرِينَ) أمة واحدة أي متفقين على التوحيد مقرّين ث اللّهُ ال ّن ِبيّي َ
حدَ ًة َفبَعَ َ
السائل الكريم يشير إلى قوله تعالى (كَانَ النّاسُ ُأمّةً وَا ِ
حدَةً َف َبعَثَ
بالعبودية ولكن السؤال إذا كانوا كذلك لم أرسل الرسل؟ أظن لو أكمل السائل الية لتضح المر ،نقرأ الية (كَانَ النّاسُ ُأمّةً وَا ِ
ختََلفُو ْا فِيهِ ( )213البقرة) إذن كانوا أمة واحدة فاختلفوا كما س فِيمَا ا ْ
حكُ َم َبيْنَ النّا ِ حقّ ِليَ ْب بِالْ َ
اللّهُ ال ّنبِيّينَ ُمبَشّرِينَ َومُنذِرِينَ وَأَن َزلَ َم َعهُمُ ا ْل ِكتَا َ
ختَلَفُو ْا ( )19يونس) لما قال ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه إشارة إلى أنهم اختلفوا وهذا حدَةً فَا ْفي آية أخرى ( َومَا كَانَ النّاسُ ِإلّ ُأمّةً وَا ِ
اقتضى إرسال النبيين والمرسلين.
ة
م ِ قيَا َم ال ْ ِ حك ُ ُ
م بَيْنَهُ ْ
م يَوْ َ * كلمة يختلفون وتختلفون وردت في القرآن في مواضع كثيرة (فَالل ّ ُ
ه يَ ْ
ة ختَلَفُوا ْ َولَوْل َ كَل ِ َ
م ٌ حدَةً فَا ْة َوا ِ س إِل َّ أ ُ َّ
م ً ن النَّا ُ ض
ما كَا َ ضن ( )113البقرة) (وَ ض َ ما كَانُوا ْ فِيه ضِ ي َ ْ
ختَلِفُو َ ض فِي َ ض
ن ( )19يونضس) مضا ك ُضنه الختلف؟(د.فاضضل ختَلِفُو َضما فِيه ِض ي َ ْ
م فِي َض
ي بَيْنَهُض ْ ك لَقُ ِ
ض َض من َّرب ّ ِض َ
ت ِض سبَقَ َْض
السامرائى)
ختَِلفُونَ) أي في الذي كانوا فيه يختلفون .إما يقول قضي بينهم أو يحكم بينهم ولما يقول يحكم بينهم وقضي بينهم قال تعالى(:فِيمَا كَانُو ْا فِيهِ يَ ْ
حكُ ُم َبيْ َنهُ ْم يَوْ َم الْ ِقيَامَ ِة فِيمَا
يستعمل فيه .أما كانوا وكنتم فالكثر لما يقول (كانوا) الكلم عن يوم القيامة والختلف كان في الدنيا (فَاللّ ُه يَ ْ
ن ( )19يونس) هذه الن ختَِلفُو َ
ي َبيْ َنهُ ْم فِيمَا فِيهِ يَ ْ
ضَت مِن ّرّبكَ لَقُ ِ
سبَقَ ْ ن ( )113البقرة) الختلف في الدنيا( .وَلَ ْو َ
ل كَِلمَةٌ َ ختَلِفُو َ
كَانُو ْا فِي ِه يَ ْ
ختَلِفُونَ) لنها تقصد الدنيا.
وليس في يوم القيامة (فِيمَا فِي ِه يَ ْ
):آية (21
َ *ما الفرق بين(ولَئ ِ َ
م) م َّ
ستْهُ ْ ضَّراء َ
من بَعْدِ َ
ة ِّ
م ً
ح َ ة )و(وَإِذ َا أذَقْن َا النَّا َ
س َر ْ م ً من َّا َر ْ
ح َ ن ِّ ن أذَقْنَاالِن ْ َ
سا َ َ ْ
وما دللة استعمال (لئن) و(إذا)؟(د.فاضل السامرائى)
نعرف الفرق بين (إذا) و(إن) .إذا تستعمل فيما هو كثير وفيما هو واجب و(إن) لما هو أقلّ عموم الشرط وقد يكون آكد وقد يكون مستحيل
حسَنَ ِم ْنهَا ()86 حيّو ْا بِأَ ْ
حيّةٍ َف َ
حّييْتُم ِبتَ ِ
وقد يكون قليل ،هذه القاعدة .الكثير نستعمل له (إذا)( .إذا) إما للمقطوع به أو كثير الوقوع (وَِإذَا ُ
س ْتهُ ْم ( )21يونس) حمَةً مّن َبعْدِ ضَرّاء مَ ّ النساء) (إن) تستعمل لما هو أقل أولما هو نادر أو لما ليس له وجود أصلً( .وَِإذَا َأذَ ْقنَا النّاسَ َر ْ
عموم الناس قد تصبهم رحمة .رحمة ال تعالى تصيب عموم الناس ،وإذا مس الناس الضر دعوا ربهم ،إذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها،
ن ِمنّا
لنْسَا َ
عنَاهَا ِمنْهُ) هذه حالة أقل من الولى ،هذه حالة تربية (وََلئِنْ َأ َذ ْقنَا ا ِ حمَةً) هذا واحد( ،ثُمّ نَزَ ْ
ن ِمنّا َر ْ
لنْسَا َ
هذا كثير( .وََلئِنْ َأ َذ ْقنَا ا ِ
عنَاهَا ِمنْهُ) هذه فردية وليس فقط فردية وإنما يذيقه رحمة وينزعها منه. حمَ ًة ثُ ّم نَزَ ْ
رَ ْ
):آية (22
* ما دللة استخدام صيغة صبّار شكور ؟(د.فاضل السامرائى)
أولً كلمة صبّار:الصبر إما أن يكون على طاعة ال أوعلى ما يصيب النسان من الشدائد .فالصلة تحتاج إلى صبر وكذلك سائر العبادات
كالجهاد والصوم .والشدائد تحتاج للصبر.
شدّة (لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين) أما كلمة شكور :فالشكر إما أن يكون على النعم (واشكروا نعمة ال) أو على النجاة من ال ّ
شدّة والكرب. فالشكر إذن يكون على ما يصيب النسان من ال ّنعَم أو فيما يُنجيه ال تعالى من ال ّ
إضافة إلى هذا فإنه إذا نظرنا في القرآن كله نجد أنه تعالى إذا كان السياق في تهديد البحر يستعمل (صبّار شكور) وإذا كان في غيره
ح ِر بِ ِن ْعمَةِ اللّهِ ِليُ ِر َيكُ ْم مِنْ َآيَاتِهِ
ك تَجْرِي فِي ا ْلبَ ْ يستعمل الشكر فقط .ففي سورة لقمان مثلً قال تعالى في سياق تهديد البحر (أَلَ ْم تَرَ أَنّ ا ْلفُ ْل َ
صدٌ َومَا ن فََلمّا نَجّاهُمْ إِلَى ا ْلبَ ّر َف ِمنْهُ ْم ُم ْقتَ ِ ل دَعَوُا اللّ َه مُخِْلصِينَ لَهُ الدّي َ ج كَالظّلَ ِ ش َيهُ ْم مَوْ ٌشكُورٍ ( )31وَِإذَا غَ ِ صبّارٍ َ ل َ ن فِي ذَِلكَ َلَآيَاتٍ ِلكُ ّ إِ ّ
صبّارٍل َ ن فِي ذَِلكَ لََآيَاتٍ ِلكُ ّ ظهْرِهِ إِ ّ سكِنِ الرّيحَ َفيَظَْللْنَ رَوَا ِكدَ عَلَى َ ش ْأ يُ ْ ختّا ٍر كَفُو ٍر ( ))32وفي سورة الشورى (إِ ْ
ن يَ َ حدُ بَِآيَا ِتنَا ِإلّا كُلّ َجَ يَ ْ
شكُورٍ ())33 َ
ن فَضْلِهِ ك بَِأمْرِهِ وَِل َت ْب َتغُوا مِ ْجرِيَ ا ْلفُ ْل ُ ح َمتِهِ وَِلتَ ْت وَِليُذِي َقكُ ْم مِنْ رَ ْ
ح ُمبَشّرَا ٍ سلَ ال ّريَا َ ن يُرْ ِأما في سورة الروم فقد قال تعالى ( َومِنْ َآيَاتِهِ أَ ْ
س َتخْرِجُوا مِنْهُ حِ ْليَةً حمًا طَ ِريّا َوتَ ْ شكُرُونَ ( ))46فجاء بالشكر فقط وكذلك في سورة النحل (وَهُ َو اّلذِي سَخّ َر ا ْلبَحْرَ ِلتَ ْأكُلُوا مِنْهُ لَ ْ َوَلعَّلكُ ْم تَ ْ
حتّى ِإذَا حرِ َ سيّ ُركُ ْم فِي ا ْلبَرّ وَا ْلبَ ْ شكُرُونَ ( ))14وفي سورة يونس (هُوَ اّلذِي يُ َ تَ ْلبَسُو َنهَا َوتَرَى الْ ُف ْلكَ مَوَاخِ َر فِيهِ وَِل َتبْ َتغُوا مِنْ َفضْلِهِ وََلعَّلكُ ْم تَ ْ
ظنّوا َأّنهُمْ ُأحِيطَ ِبهِ ْم دَعَوُا اللّهَ ل َمكَانٍ وَ َ ن كُ ّ ج مِ ْ ح عَاصِفٌ وَجَاءَ ُهمُ ا ْلمَوْ ُ طيّبَةٍ َوفَ ِرحُوا ِبهَا جَا َء ْتهَا رِي ٌ ج َريْنَ ِبهِ ْم بِرِيحٍ َُك ْنتُ ْم فِي ا ْلفُ ْلكِ وَ َ
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
ن مِنَ الشّاكِرِينَ ( ))22وهناك أمر آخر وهو أن كلمة صبّار لم تأت وحدها في القرآن كله ن َهذِهِ َلنَكُونَ ّ
ج ْيتَنَا مِ ْ
خلِصِينَ لَ ُه الدّينَ َلئِنْ َأنْ َ مُ ْ
وإنما تأتي دائما مع كلمة شكور وهذا لن الدين نصفه صبر ونصفه الخر شكر كما في قوله تعالى في سورة ابراهيم (وََل َقدْ َأرْسَ ْلنَا مُوسَى
شكُو ٍر ( ))5وفي سورة سبأ ( َفقَالُوا َرّبنَا بَا ِ
عدْ صبّارٍ َ ل َ ن فِي ذَِلكَ َلَآيَاتٍ ِلكُ ّج قَ ْو َمكَ مِنَ الظُّلمَاتِ إِلَى النّورِ َو َذكّرْهُ ْم بَِأيّامِ اللّهِ إِ ّ بَِآيَاتِنَا أَنْ َأخْ ِر ْ
شكُو ٍر (.))19 صبّا ٍر َ ت ِلكُلّ َ ن فِي ذَِلكَ َلَآيَا ٍ
ل ُممَزّقٍ إِ ّ جعَ ْلنَاهُ ْم أَحَادِيثَ َومَ ّز ْقنَا ُه ْم كُ ّ
سهُ ْم فَ َ
َبيْنَ أَسْفَا ِرنَا َوظََلمُوا َأنْ ُف َ
والن نسأل لماذ استعمل صيغة صبّار على وزن (فعّال) وهذا السؤال يدخل في باب صيغ المبالغة وهو موضوع واسع لكننا نوجزه هنا
ص السؤال. فيما يخ ّ
صيغ المبالغة :مِفعال ،فعّال وفعول كل منها لها دللة خاصة.
مِفعال( :معطاء ومنحار ومعطار) هذه الصيغة منقولة من اللة كـ (مفتاح ومنشار) فنقلوها إلى المبالغة ،فعندما يقولون هو معطاء فكأنه
صار آلة للعطاء ،وقولنا امرأة معطار بمعنى زجاجة عطر أي أنها آلة لذلك.
والدليل على ذلك أن صيغة المبالغة هذه (مِفعال) تُجمع جمع اللة ول تُجمع جمع المذكر السالم ول جمع المؤنث السالم ،فنقول مثلً مفتاح
مفاتيح ،ومنشار مناشير ،ومحراث محاريث ،ورجل مهذار ورجال مهاذير ،فيجمع جمع اللة ،ولذلك ل يؤنث كاللة
هيجتني حزنا يا موقد النار يا موقد النار بالهندي والغار
شبّت لغانية بيضاء معطار بين الرصافة والميدان أرقبها
فل نقول معطارات وإنما نجمع معطار على معاطير ،فنقول نساء معاطير ورجال معاطير ،وامرأة مهذار رجال مهاذير..فهي من الصيغ
التي يستوي فيها المذكر والمؤنث ،ول تجمع جمعا سالما ،فل نقول امرأة معطارة وإنما نقول امرأة معطار ورجل معطار ،ونجمعها جمع
اللة (معاطير) للرجال والنساء .هذه هي القاعدة
صيغة فعّال :من الحِرفة .والعرب أكثرما تصوغ الحِرَف على وزن فعّال مثل نجّار وحدّاد وبزّاز وعطّار ونشّار .فإذا جئنا بالصفة على
وزن الصيغة (فعال) فكأنما حرفته هذا الشيء .وإذا قلنا عن إنسان أنه كذّاب فكأنما يحترف الكذب .والنجّار حرفته النجارة .إذن هذه
الصيغة هي من الحِرفة وهذه الصنعة تحتاج إلى المزاولة .وعليه فإن كلمة صبّار تعني الذي يحترف الصبر .وقد وردت هذه الصيغة في
القرآن الكريم في صفات ال تعالى فقال تعالى (فعّال لما يريد) قوله تعالى غفّار بعدما يقول (كفّار) ليدلّ على أن الناس كلما أحدثوا كفرا
غفّارًا ( )10نوح). س َتغْفِرُوا َرّبكُمْ ِإنّهُ كَانَ َ واستغفروا غفر ال تعالى لهم (فَقُ ْلتُ ا ْ
صيغة فعول :مأخوذة من المادة (المواد) مثل الوقود وهو الحطب الذي يوقد ويُستهلك في التّقاد ،والوضوء الماء الذي يُستهلك في
الوضوء ،والسحور ما يُؤكل في السحور ،والسفوف وهو ما يُسفّ ،والبخور وهو ما يُستهلك في التبخير .فصيغة فعول إذن تدل على
المادة التي تُستعمل في الشيء الخاصة به .وصيغة فعول يستوي فيها المؤنّث والمذكر فنقول رجل شكور وامرأة شكور .ول نقول شكورة
ول بخورة ول وقودة مثلً .وكذلك صيغة فعول ل تُجمع جمع مذكر سالم أو جمع مؤنّث سالم فل نقول رجال صبورين أو نساء صبورات
شكُر وغُفُر .وعليه فإن كلمة شكور التي هي على وزن صيغة فعول منقولة من المادة .فإذا قلنا صبور فهي منقولة من صبُر و ُ وإنما نقول ُ
المادة وهي الصبر وتعني أن من نصفه بالصبور هو كله صبر ويُستنفذ في الصبر كما يُستنفذ الوقود في النار .وكذلك كلمة غفور بمعنى
سهِمْ لَاعبَادِيَ اّلذِينَ َأسْ َرفُوا عَلَى َأنْفُ ِ ل يَا ِ كله مغفرة ولذلك قالوا أن أرجى آية في القرآن هي ما جاء في سورة الزُمر في قوله تعالى (قُ ْ
جمِيعًا ِإنّهُ هُ َو ا ْلغَفُورُ الرّحِي ُم (.))53 حمَةِ اللّهِ إِنّ اللّ َه َيغْ ِف ُر ال ّذنُوبَ َ تَ ْقنَطُوا مِنْ َر ْ
وهنا نسأل أيهما أكثر مبالغة فعول أو فعّال؟ فعول بالتأكيد أكثر مبالغة من فعّال ولذلك فكلمة صبور هي أكثر مبالغة وتعني أنه يفني نفسه
في الصبر أما كلمة صبّار فهي بمعنى الحِرفة .ونسأل أيضا أيهما ينبغي أكثر في الحياة الصبر أو الشكر؟ الشكر بالتأكيد لن الشكر يكون
في كل لحظة والشكر يكون على نعم ال تعالى علينا وهي نعم كثيرة وينبغي علينا أن نشكر ال تعالى عليها في كل لحظة لننا في نعمة
ن( حنِيفًا وََل ْم َيكُ مِنَ ا ْلمُشْ ِركِي َ
من ال تعالى في كل لحظة .وقد امتدح ال تعالى ابراهيم عليه السلم بقوله (إِنّ ِإبْرَاهِي َم كَانَ ُأمّ ًة قَا ِنتًا لِلّ ِه َ
ستَقِي ٍم ( ))121واستعمل كلمة (أنعُم) لنها تدل على جمع ال ِقلّة لنه في الواقع أن نِعم ال ط مُ ْ
ج َتبَاهُ وَ َهدَاهُ إِلَى صِرَا ٍ )120شَاكِرًا ِلَأنْ ُعمِهِ ا ْ
تعالى ل تُحصى فل يمكن أن يكون إنسان شاكرا لنعم ال ،والنسان في نعمة في كل الحوال هو في نعمة في قيامه وقعوده ونومه ..الخ
ن َت ُعدّوا ِن ْعمَةَ اللّهِ لَا ُتحْصُوهَا إِنّ اللّهَ َلغَفُورٌ َرحِي ٌم ( )18النحل) .وعليه فإن الشكر يجب أن يكون أكثر من كما جاء في قوله تعالى (وَإِ ْ
الصبر فالصبر يكون كما أسلفنا إما عند الطاعات وهي لها أوقات محددة وليست مستمرة كل لحظة كالصلة والصيام أو الصبر على
الشدائد وهي ل تقع دائما وكل لحظة على عكس النّعم التي تكون مستمرة في كل لحظة ول تنقطع تنقطع لحظة من لحظات الليل أو
النهار ،وتستوجب الشكر عليها في كل لحظة فالنسان يتقلب في نعم ال تعالى.
ومما تقدّم نقول أنه تعالى جاء بصيغة صبّار للدللة على الحِرفة وكلمة شكوربصيغة فعول التي يجب أن يستغرقها النسان في الشكر
للدللة على أن النسان يستغرق في الشكر ،ويكفي أن يكون النسان صبّارا ول يحتاج لن يكون صبورا .أما صيغة شكور فجاء بها لن
النسان ينبغي أن يشكر ال تعالى على الدوام وحتى لو فعل فلن يوفّي ال تعالى على ِنعَمه.
* ما دللة استعمال الريح في آية( )22سورة يونس؟(د.فاضل السامرائى)
الكلمة ل توصف بأنها بليغة وإنما يقال عنها كلمة فصيحة لكن بلغة الكلمة عندما تضعها في كلم وفي سياق .ول بد من معرفة قواعد
اللغة العربية وأحكامها حتى ل نخرج من قواعدها عندما نتكلم عن القرآن ثم إن هناك خصوصيات في استعمال القرآن فعلى سبيل المثال
حتّى ِإذَا ُك ْنتُ ْم فِي ا ْلفُلْ كِ
حرِ َ
سيّ ُركُ ْم فِي ا ْلبَرّ وَا ْلبَ ْ
القرآن يستعمل الريح في الشر والرياح في الخير إل في موطن واحد قال تعالى (هُوَ اّلذِي يُ َ
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
يبقى السؤال لماذا جاءت (يهدّي) هي فيها تضعيف الدال بينما يهتدي ليس فيها تضعيف الدال والتضعيف يفيد المبالغة أي بالغ في عدم
اهتداء هؤلء .وعندنا التضعيف فيه مبالغة مثل كسر وكسّر .هذه الية الوحيدة في القرآن كله التي وردت فيها (يهدّي) والباقي (يهتدي),
ربنا تعالى أراد أن يذكر المبالغة في عدم اهتدائهم وفي القرآن كله الكلم في النسان (يهتدي) إل هذه الية فالكلم في الصنام وفيها
مبالغة في عدم الهتداء فأُبدل ليصير مبالغة وتكثير وهؤلء ايسوا مثل البشر .في الصنام مبالغة في عدم الهتداء أُبدل وقال (ل يهدّي)
للمبالغة في عدم الهداية .والصنام ليست كالبشر لنها غير قادرة على فعل شيء ولم يرد في القرآن نفي الهداية عن الصنام إل في هذه
الية .في كل القرآن ورد نفي الهداية عن البشر فجاء بلفظ يهتدي وتهتدي .وإذا فقد السمع والبصر مبالغة في عدم الهداية لذا المبالغة في
عدم الهداية جاءت كلمة (يهدّي) فكيف تهتدي الصنام؟ لذا اقتضى المبالغة .وتوجد قراءة متواترة (يهدي).
َ
ق أفَ َ
من يَهْدِي ه يَهْدِي لِل ْ َ
ح ِّ ل الل ّ ُق قُ ِح ِّ من يَهْدِي إِلَى ال ْ َ شَركَآئِكُم َّ من ُ ل ِ ل هَ ْ *في سورة يونس (قُ ْ
َ َ َ حقّضُ أَن يُتَّب َضعَ أ َّ
ض َ َ
ن ( ))35مضضا دللة مو َضحك ُ ُ
ف تَ ْ ما لَك ُ ض ْ
م كَي ْ ض َ يض إِل ّ أن يُهْدَى فَض َ
دّ َ من ل ّ يَهِ ِ قّ ض أ َ إِلَى ال ْ َ
ح ِ
استخدام إلى الحق ،للحق؟(د.فاضل السامرائى)
ط المُس َتقِي َم ( )6الفاتحة) الفاتحة) (فَا ّت ِبعْنِي الفعل هدى يتعدّى بنفسه ويتعدّى بـ (إلى) ويتعدى باللم .يتعدّى بنفسه (اه ِدنَــــا الصّرَا َ
حمِي ِد ( )6سبأ) ويتعدى باللم (يَ ْهدِي أَ ْه ِدكَ صِرَاطًا سَ ِويّا ( )43مريم) ،يتعدى بـ (إلى) ( َيهْدِي ِإلَى ا ْلحَقّ) ( َو َيهْدِي إِلَى صِرَاطِ ا ْلعَزِيزِ ا ْل َ
ح ْمدُ ِللّهِ اّلذِي َهدَانَا ِلهَـذَا َومَا ُكنّا ِل َنهْ َتدِيَ لَوْل أَنْ ن ( )17الحجرات) ( َوقَالُو ْا الْ َ ن َهدَاكُمْ لِ ْلإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَا ِدقِي َ ِللْحَقّ) (بَلِ اللّ ُه َيمُنّ عََل ْيكُمْ أَ ْ
ق ( )43العراف) ،هذا الفعل هدى .يبقى ما دللة كل تعبير حتى نفهمه: ت رُسُلُ َرّبنَا بِا ْلحَ ّ َهدَانَا اللّ ُه لَ َقدْ جَاء ْ
ل هذا يقال لمن كان على الصراط ولمن كان بعيدا عنه ،الفعل هدى يقال في حالت ط المُستَقِيمَ) مث ً المتعدي بنفسه (اهدِنَــــا الصّرَا َ
يحددها السياق .من كان بعيدا عن الصراط يمكن أن نقول له إهدنا الصراط كقول إبراهيم لبيه (فَا ّتبِ ْعنِي أَ ْه ِدكَ صِرَاطًا سَ ِويّا) وأبوه
سبَُلنَا ( )12إبراهيم) وهم على الصراط ،هم أنبياء ل عَلَى اللّهِ َو َقدْ َهدَانَا ُ ل َنتَوَكّ َليس على الصراط وإنما بعيد عنه .قول الرُسُل ( َومَا َلنَا َأ ّ
ال وهم على الصراط( .إهدنا الصراط المستقيم) الذين يقولون إياك نعبد وإياك نستعين مؤمنون على الصراط قالوا (إهدنا الصراط
المستقيم) .إذن المتعدي بنفسه يقولها لمن هو على الصراط أو بعيدا عن الصراط .إهدنا السبيل قد يكون بعيدا عن السبيل وقد يكون هو
على السبيل أي ثبّتني عليه وعلّمني ما فيه.
المتعدّي بـ (إلى) الموجودة في الية تقال لمن كان بعيدا عن الصراط تحديدا .لما تقول اهدني إلى الصراط أنت بعيد عن الصراط
ط ( )22ص) أنت أوصلنا إليه ،هم مختلفون ليسوا على الصراط .لذا حكُم َبيْ َننَا بِا ْلحَقّ وَلَا تُشْطِطْ وَا ْه ِدنَا إِلَى سَوَاء الصّرَا ِ فيوصلك إليه (فَا ْ
ل مِن شُ َركَآ ِئكُم مّن َيهْدِي ِإلَى ا ْلحَقّ) هل منهم من يوصِل إلى الحق؟ ل هَ ْ قال تعالى (قُ ْ
التعدية باللم تكون لمن وصل إلى الغاية ،إلى غاية المر ،إلى المنتهى .اللم تأتي للتعليل ،لطلب العِلم وتستعمل لنتهاء الغاية (لجل
مسمى).
النسان يحتاج إلى هذه الهدايات كلها فمن كان بعيدا عن الصراط يحتاج من يوصله إلى الصراط ويدلّه عليه ،فمن وصل يحتاج من يعرّفه
بالصراط لنه قد يستدل أحدهم على الطريق لكن ل يعرفه .المرحلة الولى أن يوصله إلى الصراط والمرحلة الثانية أن يعرّفه ماذا في
الطريق من مراحل ،هل هو آمن ،ماذا فيه؟ والذي هو سالك في الطريق يحتاج من يوصله إلى آخر الغاية ،آخر الطريق لذلك ل تجد في
حمْدُ لِلّهِ اّلذِي َهدَانَا ِلهَـذَا) (بَلِ اللّ ُه يَمُنّ القرآن مع اللم إهدنا للصراط وإنما تجد نهاية المور ( َيهْدِي اللّهُ ِلنُورِ ِه مَن يَشَاء ( )35النور) (ا ْل َ
ن َهدَاكُمْ لِ ْلإِيمَانِ) .هذه هي مسألة هدى النسان يحتاجها كلها. عََل ْيكُمْ أَ ْ
ل ل يعرفون الحق الن نأتي إلى الية :شركاؤهم ل يعرفون أين الحق ولو سألتهم أين الحق ل يعرفون أين الحق وأين الصراط هم أص ً
ل مِن شُ َركَآ ِئكُم مّن َيهْدِي ِإلَى ا ْلحَقّ) هم ل يعرفون أين الحق .إذن المرحلة الولى من الهداية وهو أن يعلم أين ل هَ ْول الصراط أين هو (قُ ْ
حقّ) ال تعالى يوصلكم للنهاية وليس فقط يهديكم إلى الحق هذا هو الصراط غير موجودة ،إنتفت الولى فانتفت الثانية( .قُلِ اللّهُ َي ْهدِي لِلْ َ
آخر الهدايات .إذن هو ال تعالى ليس فقط يهدي إلى الحق ،آلهتكم ل تعلم أين الحق لكن ال تعالى يهدي للحق ،يوصلكم إلى آخر المطاف
والمطاف إلى الجنة .رب العالمين تعدى كل المراحل (قل ال يهدي للحق) شركاؤهم ل يعلمون الحق وال تعالى يوصلكم إلى نهاية الحق
ح ْمدُ لِلّهِ
ونهاية المطاف لذا يقول أهل الجنة (الحمد ل الذي هدانا لهذا) رب العالمين هداهم لهذا أوصلهم للجنة وهي آخر الغاية ( َوقَالُواْ الْ َ
جنّةُ أُو ِر ْثتُمُوهَا ِبمَا كُنتُ ْم َتعْمَلُونَ).
ت رُسُلُ َرّبنَا بِالْحَقّ َونُودُواْ أَن تِ ْلكُمُ ا ْل َ ن َهدَانَا اللّهُ لَ َقدْ جَاء ْ اّلذِي َهدَانَا ِلهَـذَا َومَا ُكنّا ِل َن ْهتَدِيَ َلوْل أَ ْ
ل مِن شُ َركَآئِكُم مّن َيهْدِي إِلَى ا ْلحَقّ) هذا استفهام إنكاري أي هل من أصنامكم من يدلكم على ل هَ ْ
فإذن الولى واضحة (يهدي إلى الحق) (قُ ْ
الحق أين هو؟ لكن ال تعالى يهدي للحق ،إلى آخر الغاية يهديكم إلى الحق ويهديكم للحق ويهديكم الحق ،يهديكم إلى الصراط ويهديكم
الصراط ويهديكم إلى نهاية المر.
):آية (36
َ ت وَأ َض َّ
مع َض ن الل ّض َ
ه َ شيْئًا وَلَوْ كَثَُر ْض م فِئَتُك ُض ْ
م َ ي عَنْك ُض ْ (ول َض ْ
ن تُغْن ِض َ اليتيضن َ
َ
* مضا الفرق فضي التعضبير بيضن
شيْئًا ( )36يونس)؟(د.حسام النعيمى) ق َ ح ِّ ْ
ن ال َم َ ن ل يُغْنِي َِ ّ َ
ن الظ َّ ن ( )19النفال) و (إ ِ ّ ال ْ ُ
مؤْ ِ
منِي َ
ش ْيئًا وَلَ ْو َكثُرَتْ وَأَنّ اللّ َه مَعَ
خيْرٌ ّل ُكمْ وَإِن َتعُودُو ْا َنعُدْ وَلَن ُت ْغنِيَ عَنكُ ْم ِف َئُتكُمْ َ
ستَ ْفتِحُو ْا َف َقدْ جَاءكُمُ الْ َفتْحُ وَإِن تَنتَهُو ْا َفهُوَ َ
قال تعالى(:إِن تَ ْ
ا ْلمُ ْؤمِنِينَ ( )19النفال) الفئة مؤنث فيفترض أن يكون الفعل معها مؤنثا .ممكن في غير القرآن بسبب وجود الفاصل كلمة (عنكم) يمكن أن
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
يقول (يغني) لكن لما تأتي على الصل ل يُسأل عنه .لو قيل في غير القرآن (لن يغني) من حيث اللغة جائز ،لكن جميع القراء مطبقون
على كلمة (تغني).
ن ( )36ل تستطيع أن تقول (ل تغني) ش ْيئًا إِنّ اللّ َه عَلَي ٌم ِبمَا يَ ْفعَلُو َ
حقّ َ
ل ُيغْنِي مِنَ الْ َ
ن َ
ظنّا إَنّ الظّ ّ
أما الية الخرى ( َومَا َيّتبِعُ َأ ْكثَرُ ُهمْ ِإلّ َ
لن اللفظ مذكر.
تأنيث الفعل للفاعل فيها قواعد ثابتة:
*إذا كان الفاعل مجازي التأنيث مثل شمس يعني ليس له مذكر من جنسه إذا كان الفاعل ظاهرا فالفعل معه يجوز تأنيثه وتذكيره على
السواء عند العرب يقول طلعت الشمس ويقول طلع الشمس.
*إذا كان حقيقي التأنيث يُنظر هل هناك فاصل؟ إذا وجد الفاصل عند ذلك يجوز التذكير والتأنيث فنقول "جاء إلى المحطة فاطمة" ولك
أن تقول "جاءت إلى المحطة فاطمة" .إذا لم يكن هناك فاصل فليس لك إل أن تؤنّث "جاءت فاطمة" .ول يجوز جاء فاطمة وإن كان
سيبويه قال :وسمعت بعض العرب يقول :قال فلنة من غير فاصل ،وهذا نوع من المانة العلمية لدى علمائنا.
*إذا كان الفعل ضميرا مستترا حتى إذا كان يعود على مؤنث مجازي يجب تأنيث الفعل نقول الشمس طلعت ول يجوز أن نقول
الشمس طلع.
):آية (37
متَّقِي نَض ()2
ب فِيه ِض هُدًى ل ِّل ْ ُ ك الْكِتَا ُض
ب ل َ َري ْض َ *مضا دللة اسضتخدام إسضم الشارة (ذلك) فضي اليضة (ذَل ِض َ
البقرة) بدل إسم الشارة هذا؟(د.فاضل السامرائى)
إسم الشارة نفس السم أحيانا يستعمل في التعظيم وأحيانا يستعمل في الذم والذي يبين الفرق بينهما هو السياق .كلمة (هذا) تستعمل في
المدح والثناء "هذا الذي للمتقين إمام" ويستعمل في الذم (أَهَذَا اّلذِي َبعَثَ اللّ ُه رَسُولًا ( )41الفرقان) (كذلك) تستعمل في المدح "أولئك آبائي
ت َفذَِلكُنّ اّلذِي ُل ْمُتّننِي فِيهِ
فجئني بمثلهم" أولئك جمع ذلك وهؤلء جمع هذا ،والذم( .ذلك) من أسماء الشارة و(تلك) من أسماء الشارة (قَالَ ْ
( )32يوسف) تعظيم ،وأحيانا يكون في الذم تقول هذا البعيد ل تريد أن تذكره فهنا الذي يميز بين ذلك الستعمال والسياق( .ذلك الكتاب ل
ريب فيه) هنا إشارة إلى علوه وبعد رتبته وبعده عن الريب وأنه بعيد المنال ل يستطيع أن يؤتى بمثله (ذلك الكتاب ل ريب فيه) دللة
ش َهدَاءكُم مّن دُونِ اللّهِ ع ْب ِدنَا َف ْأتُو ْا بِسُورَ ٍة مّن ّمثْلِهِ وَادْعُواْ ُ
ب ّممّا نَزّ ْلنَا عَلَى َ على البعيد وال تعالى قال في نفس السورة (وَإِن كُنتُ ْم فِي َريْ ٍ
ن ُك ْنتُمْ صَادِقِينَ ( )23فَإِن لّ ْم تَ ْفعَلُواْ وَلَن تَ ْفعَلُواْ ( ))24هذا المر بعيد عن المنال أن يؤتى بمثله .إذن ذلك الكتاب إشارة إلى بعده وعلو إِ ْ
ن ِيهْدِي لِّلتِي ِهيَ َأقْوَ ُم ( )9السراء) عندما قال يهدي للتي هي أقوم يجب ن هَـذَا الْ ُقرْآ َمرتبته .والقرآن يستعمل (هذا) لكن في مواطن (إِ ّ
أن يكون قريبا حتى نهتدي به لكن لما قال ذلك الكتاب هو عالي بعيد ل يستطاع أن يؤتى بمثله .ثم إنه لم يذكر القرآن إل بـ (هذا) ولم
ن هَـذَا ا ْلقُرْآنُ أَن يُ ْفتَرَى مِن ن لُنذِ َركُم بِ ِه ( )19النعام) ( َومَا كَا َ ي َهذَا الْ ُقرْآ ُ يقل (ذلك) كلما يشير إلى القرآن يشير بـ (هذا) (وَأُوحِيَ ِإلَ ّ
ن عَلَىت الِنسُ وَالْجِ ّ ن ( )3يوسف) (قُل ّلئِنِ ا ْ
ج َتمَعَ ِ ك هَـذَا ا ْلقُرْآ َ
ح ْينَا إَِل ْي َ
ص ِبمَا أَوْ َحسَنَ الْ َقصَ ِ ص عََل ْيكَ أَ ْ ن نَقُ ّ دُونِ اللّ ِه ( )37يونس) (نَحْ ُ
ظهِيرًا ( )88السراء) لن القرآن من القراءة وهو مصدر فعل قرأ ضهُمْ ِل َبعْضٍ َ ن َبعْ ُ
ن لَ َي ْأتُونَ ِب ِمثْلِهِ وَلَ ْو كَا َل هَـذَا الْ ُقرْآ ِ
أَن يَ ْأتُو ْا ِب ِمثْ ِ
وكلمة قرآن أصلً مصدر ،قرأ له مصدرين قراءة وقرآنا (فَِإذَا قَرَ ْأنَا ُه فَا ّتبِعْ قُرْآنَ ُه ( )18القيامة) .لما تقرأ تقرأ القريب إذن هذا هو القرآن.
الكتاب بعيد ليس قراءة وإنما قد يكون في مكان آخر وهو في اللوح المحفوظ يسمى كتابا .هناك فرق بين الكتاب والقرآن فالكتاب فيه بعد
ع َربِيّا ()12 صدّقٌ لّسَانًا َ ب مّ َ متصور أما القرآن فيكون قريبا حتى يُقرأ .حتى في كلمة الكتاب لما يقول أنزلنا يقول كتابا (وَ َهذَا ِكتَا ٌ
صدّقُ اّلذِي َبيْنَ َي َديْهِ ( )92النعام) .لو قال هنا في آية البقرة هذا الكتاب ل ريب فيه لكن كونه الحقاف) (وَهَـذَا ِكتَابٌ أَنزَ ْلنَا ُه ُمبَا َركٌ مّ َ
بعيد أن يؤتى بمثله لنه في السورة نفسه قال (فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا) يعني بعيد عليكم فإسم الشارة (ذلك) دل على علوّ ِه منزلة.
):آية (38
ْ
مثْل ِضهِ وَادْعُوان ِ
ْض م
سوَرةٍ ِ ما نََّزلْن َضا عَلَى عَبْدِن َضا فَأتُوا ب ِض ُ م َّض ب ِ م فِضي َري ْض ٍ ن كُنْت ُض ْ * مضا الفرق بيضن (وَإ ِض ْ
ْ َ َ
ل فَأتُوا ب ِ ُ
سوَرةٍ ن افْتََرا هُ قُ ْم يَقُولُو َ ن ( )23البقرة) و (أ ْ صادِ َقِي َم َ ن كُنْت ُض ْ ن الل ّهِ إ ِ ْ ن دُو ِ
م ْم ِشهَدَاءَك ُ ُْ
ن ( )38يونس؟ صادِقِي َ
م َ ُ
ن كنْت ُ ْ ّ
ن اللهِ إ ِ ْ ن دُو ِ م ْ م ِ َ
ستَطعْت ُ ْ نا ْ مثْلِهِ وَادْعُوا َ
م ِ ِ
د.حسام النعيمى:
التحدي كان بأكثر من صورة ،كان هناك تحدي في مكة وتحدي في المدينة .السور المكية جميعا جاءت من غير (من) ( )34الطورَ( ،أمْ
ن ( )38يونس )13( ،هود )88( ،السراء هذه ط ْعتُ ْم مِنْ دُونِ اللّ ِه إِنْ ُك ْنتُمْ صَا ِدقِي َ
ستَ َ
ل َف ْأتُوا بِسُورَ ٍة ِمثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ ا ْ
يَقُولُونَ ا ْفتَرَا ُه قُ ْ
السور المكية بعضها قال بحديث ،آية من مثله لذلك نقول ما ورد في كتاب ال عز وجل هو ليس نقلً حرفيا للكلم وإنما هم قالوا كلما
والقرآن الكريم يأتي به مصوغا بما يناسب أعلى درجات الفصاحة والبلغة ، .حتى عندما يقول (وقالوا كذا) فهذا ليس قولهم حرفيا لن
هذا كلم ال تعالى وذلك كلمهم ولما يكون الكلم لغير العرب كلما قديما هو ليس ترجمة حرفية كما قلنا وإنما هو حكاية حالهم بأسلوب
القرآن الكريم .فإذن كان أحيانا يطالبهم بحديث ،أحيانا بقرآن مثله ،أحيانا عشر سور ،أحيانا سورة مثل الكوثر أو الخلص ،هذا كان في
ن ِمثْلِهِ ( .)23هنا القرآن إنتشر
مكة .سورة واحدة فكان يقول (مثله) ,في المدينة (في سورة البقرة) المكان الوحيد الذي قال ( َف ْأتُوا بِسُورَ ٍة مِ ْ
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
وأسلوبه صار معروفا ،الن يقول لهم (بسورة من مثله) لو قال :بسورة مثله كما قال سابقا يعني سورة مثل سور القرآن الكريم( .من)
هذه للتبعيض ،هو هل له مثل حتى يطالَبون ببعض مماثله؟ هو لم يقل :فاتوا بمثله وإنما ببعض ما يماثله ول يوجد ما يماثله فما معناه؟
شيْءٌ وَ ُهوَ س َكمِثْلِهِ َهذا معناه زيادة التوكيد .لما تأتي (مثل) ويأتي عليها حرف في شيء ليس له مثل معنى ذلك توكيد كما قال تعالى (َليْ َ
ل لهذا القرآن سمِيعُ ا ْلبَصِي ُر ( )11الشورى) الكاف للتشبيه ،ومثل للتشبيه معناه أنه لو تخيلتم لو أن تصوّركم أنجدكم بأن تتخيلوا مثا ً ال ّ
فحاولوا أن تأتوا بمثل ذلك المثال ،بجزء من ذلك المثال الذي تخيلتموه فهذا أبعد في التيئيس من قوله (مثله) مباشرة.
بسورة مثله أي بسورة مماثلة( ،من مثله) يعني بسورة من بعض ما تتخيلونه مماثلً .هذا إمعان في التحدي وأبعد لنه صار القرآن
منتشرا .فلو تخيلت أيها السامع شيئا يماثل القرآن وهذا غير ممكن لنه سبق وقال تعالى (ل يأتون بمثله) فإتوا ليس بمثله بمثل هذا الذي
تخيلتم وإنما بجزء من مما تتخيلونه مماثلً له فكان أبعد من التحدي لن هذه الية نزلت في المدينة بعد أن كان القرآن قد إنتشر وعمّت
ل يعني الرسالة .كما قال ال عز وجل (ليس كمثله شيء) يعني لو أن عقلك تخيّل مثالً فال سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء لو تخيّلت مثا ً
إبعاد للصورة.
د.فاضل السامرائى:
ع ْب ِدنَا فَ ْأتُوا
ب ِممّا نَزّ ْلنَا عَلَى َ ن ُكنْتُ ْم فِي َريْ ٍ تحدّى ال تعالى الكفار والمشركين بالقرآن في أكثر من موضع فقال تعالى في سورة البقرة (وَإِ ْ
ن ( ))23وقال في سورة يونس (أَ ْم يَقُولُونَ ا ْفتَرَا ُه قُ ْ
ل فَ ْأتُوا بِسُورَ ٍة ِمثْلِهِ ن كُ ْنتُمْ صَا ِدقِي َن دُونِ اللّهِ إِ ْ ش َهدَا َءكُ ْم مِ ْ
بِسُورَ ٍة مِنْ ِمثْلِ ِه وَادْعُوا ُ
ن (.))38 ن دُونِ اللّهِ إِنْ ُك ْنتُمْ صَا ِدقِي َ ط ْعتُ ْم مِ ْ
ستَ َ
وَادْعُوا مَنِ ا ْ
ل :إن لهذا الشيء أمثالً ل ينبغي أن نلحظ الفرق في المعنى بين (من مثله) و(مثله) ثم كل آية تنطبع بطابع الفرق هذا .فإذا قلنا مث ً *أو ً
فيقول :ائتني بشيء من مثله فهذا يعني أننا نفترض وجود أمثال لهذا الشيء أما عندما نقول :ائتني بشيء مثله فهذا ل يفترض وجود
أمثال لكنه محتمل أن يكون لهذا الشيء مثيل وقد ل يكون فإن كان موجودا ائتني به وإن لم يكن موجودا فافعل مثله .هذا هو الفرق
الرئيس بينهما.
هذا المر طبع اليات كلها .أولً قال تعالى في سورة البقرة (وإن كنتم في ريب) وفي آية سورة يونس قال تعالى (افتراه) وبل شك (إن
كنتم في ريب) هي أع ّم من (افتراه) أن مظنة الفتراء أحد أمور الريب (يقولون ساحر يقولون يعلمه بشر يقولون افتراه) أمور الريب أعم
وأهم من الفتراء والفتراء واحد من أمور الريب.
*والمر الخر أننا نلحظ أن الهيكلية قبل الدخول في التفصيل (وإن كنتم في ريب) أع ّم من قوله (افتراه) و(من مثله) أع ّم من (مثله)
لماذا؟
لو لحظنا المفسرين نجد أنهم وضعوا احتمالين لقوله تعالى (من مثله) فمنهم من قال من مثله أي من مثل القرآن وآخرون قالوا أن من
مثله أي من مثل هذا الرسول المي الذي ينطق بالحكمة أي فاتوا بسورة من القرآن من مثل رجل أمي كالرسول .وعليه فإن (من مثله)
أع ّم لنه تحتمل المعنيين أم (مثله) فهي ل تحتمل إل معنى واحدا وهو مثل القرآن ول تحتمل المعنى الثاني .الحتمال الول أظهر في
القرآن ولكن اللغة تحتمل المعنيين .وعليه فإن (إن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله) أعم من (أم يقولون افتراه
فاتوا بسورة مثله) لن إن كنتم في ريب أع ّم من الفتراء و(من مثله) أع ّم من (مثله).
ونسأل هنا هل يمكن أن تأتى من مثله في سورة يونس؟
ل يصح أن يقول في سورة يونس مع الية (أم يقولون افتراه) أن يأتي بـ "فاتوا بسورة من مثله" بإضافة (من) وإنما الصح كما جاء في
الية أن تأتي كما هي باستخدام "مثله" بدون "من" (فاتوا بسورة مثله) لن استخدام "من مثله" تفترض أن له مثل إذن هو ليس بمفترى ول
يصح بعد قوله تعالى (أم يقولون افتراه) أن يقول (فاتوا بسورة من مثله) لنه عندما قال من مثله افترض وجود مثيل له فإذن هو ليس
مفترى ول يكون مفترى إذا كان له مثيل إذن تنتفي صفة الفتراء مع افتراض وجود مثل له .إذن ل يمكن استبدال أحدهما بالخرى أي ل
يمكن قول (مثله) في البقرة كما ل يمكن قول (من مثله) في سورة يونس.
ن ُكنْتُ ْم صَا ِدقِينَ) ولم يقل ادعوا من استطعتم كما ن دُونِ اللّهِ إِ ْ
ش َهدَا َءكُ ْم مِ ْ
والمر الخر أيضا أنه تعالى قال في آية سورة البقرة (وَادْعُوا ُ
ن ُكنْتُ ْم صَا ِدقِينَ) ونسأل لماذا جاءت الية في سورة يونس ولم تأتي في آية سورة ن دُونِ اللّهِ إِ ْ طعْتُ ْم مِ ْ
ستَ َ
ناْ قال في سورة يونس (وَادْعُوا مَ ِ
البقرة؟ ونقول أنه في آية سورة البقرة عندما قال (من مثله) افترض أن له مثل إذن هناك من استطاع أن يأتي بهذا المثل وليس المهم أن
تأتي بمستطيع لكن المهم أن تأتي بما جاء به فلماذا تدعو المستطيع إل ليأتي بالنصّ؟ لماذا تدعو المستطيع في سورة البقرة طالما أنه
افترض أن له مثل وإنما صحّ أن يأتي بقوله (وادعوا شهداءكم) ليشهدوا إن كان هذا القول مثل هذا القول فالموقف إذن يحتاج إلى شاهد
محكّم ليشهد بما جاءوا به وليحكم بين القولين .أما في آية سورة يونس فالية تقتضي أن يقول (وادعوا من استطعتم) ليفتري مثله ،هم
قالوا افتراه فيقول تعالى ادعوا من يستطيع أن يفتري مثله كما يقولون .إذن فقوله تعالى (وادعوا شهداءكم) أعمّ وأوسع لنه تعالى طلب
أمرين :دعوة الشهداء ودعوة المستطيع ضمنا أما في آية سورة يونس فالدعوة للمستطيع فقط.
(د.أحمد الكبيسى):
عبْ ِدنَا
علَى َ
ب ِممّا نَزّ ْلنَا َ ن ُك ْنتُ ْم فِي َريْ ٍ
المسألة الثالثة رب العالمين تكلم عن الذين ينكرون نبوة محمد وينكرون أن هذا قرآن ،مرة قال (وَإِ ْ
ن ُك ْنتُمْ صَا ِدقِينَ ﴿ ﴾23البقرة) وبعدين في مكان آخر (فَ ْأتُوا بِسُورَ ٍة ِمثْلِهِ ﴿﴾38 ن دُونِ اللّهِ إِ ْ
ش َهدَا َء ُكمْ مِ ْ
ن ِمثْلِهِ وَادْعُوا ُ
َف ْأتُوا بِسُورَ ٍة مِ ْ
يونس) بدون (من) طبعا من أجل هذا في سورة يونس يقول (َأمْ َيقُولُونَ ا ْفتَرَا ُه ( )38يونس) على القرآن (َأمْ َيقُولُونَ ا ْفتَرَا ُه قُ ْ
ل َف ْأتُوا بِسُورَةٍ
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
ن ِمثْلِهِ) ن دُونِ اللّهِ ﴿ ﴾38يونس) في الولى قال (وَإِنْ ُك ْنتُ ْم فِي َر ْيبٍ ِممّا نَزّ ْلنَا عَلَى َ
ع ْبدِنَا َف ْأتُوا بِسُورَ ٍة مِ ْ ط ْعتُمْ مِ ْ
ستَ َ
ِمثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ ا ْ
والثانية (فَ ْأتُوا بِسُورَ ٍة ِمثْلِهِ) في الولى شك في نبوة محمد أنه ليس نبي فالخلف أنه ليس نبي قال إذا كان ليس نبيا هاتوا برجل من عندكم
من رجالكم اقترحوا أي واحد يأتي ويقول كلم مثل ما يقوله محمد وهاتوا شهداء على أننا نعرف فلن الفلني الشاعر الديب الخ هذا قال
كلم مثل كلم محمد بالضبط ،مستحيل تجدوا هذا الشيء فليس هناك رجل يشبه محمد ل في أخلقه ول في خلقه ول في صفاته ول في
تاريخه ول في نصاعة نسبه الخ مستحيل هناك رجل يشبه محمد صلى ال عليه وسلم من كل قومكم وعشائركم وقبائلكم إذا أين الشكال؟
(فَ ْأتُوا بِسُورَ ٍة مِنْ) من رجل مثل محمد يقول نفس السورة أو قريب منها فالشك هنا والريب كان في شخص النبي صلى ال عليه وسلم .أما
في قوله (فَ ْأتُوا بِسُورَ ٍة ِمثْلِهِ) الشك في القرآن هم يقولون أن محمد نبي لكن هذا القرآن ممكن أنه هو قاله من عنده كان هو أديب والخ قال
إذن أتوا بسورة مثل ما قال وهناك من مثل محمد وهنا مثل القرآن ،هذا الفرق بين (فَ ْأتُوا بِسُورَ ٍة مِنْ ِمثْلِهِ) و (فَ ْأتُوا بِسُورَ ٍة ِمثْلِهِ) .لهذا قال
ش َهدَا َءكُمْ) هاتوا شهود يشهدون بأننا رأينا واحدا مثل محمد ويقول كلما مثل في البقرة لما قال هاتوا بشخص مثل محمد قال (وَادْعُوا ُ
ص كمحمد وهنا ط ْعتُمْ) .لما تحداهم أن يقولوا كلما كالقرآن هناك تحداهم أن يأتوا بشخ ٍ ستَ َ
محمد وفي سورة يونس قال (وَادْعُوا مَنِ ا ْ
طعْتُمْ) روحوا استعينوا بكل من تستطيعون بكل الشعراء والدباء والحكماء إذا استطعتم ستَ َناْتحداهم أن يأتوا بكلمٍ كالقرآن قال (وَادْعُوا مَ ِ
حدٌ ﴿﴾1الخلص) نحن نقبل التحدي ،هذه هي المسألة الثالثة. ل هُ َو اللّهُ أَ َ
أن تقولوا سورة ولو (قُ ْ
):آية (42
* مضا اللمسضة البيانيضة فضي اسضتعمال (مضن )فضي قوله تعالى (ومنه م م ن ي ستمعون إلَي َ َ َ
ك أفَأن ْض َ
ت َ ِ ْ ُض ْ َ ْض َض ْ َ ِ ُ َ ِ ْض
قلُو َ
ن )؟(د.فاضل السامرائى) و كَانُوا َل يَعْ ِ
م وَل َ ْ
ص َّ
معُ ال ُّ
س ِ
تُ ْ
ذكرنا سابقا أن (من) في سنن العربية يُبدأ معها بالفراد الذي يعود على لفظ (مَن) ثم يُؤتى بالذي يفسّر المعنى وذكرنا عدة أمثلة .
ج َهنّمَ َلمُحِيطَةٌ
ل ا ْئذَنْ لِي وَلَا َت ْفتِنّي َألَا فِي الْ ِف ْتنَةِ سَقَطُوا وَإِنّ َ
ن يَقُو ُ
يأتي بالفراد (من) ثم يفسّر بالمعنى كما في قوله تعالى ( َومِ ْنهُ ْم مَ ْ
ن ( )49التوبة) بِا ْلكَافِرِي َ
ل بصيغة المفرد ثم يأتي بعدها بما يخصص المعنى وهذا هو الكثر في (من) تأتي للمفرد والجمع والمثنى والمذكر والمؤنث وتأتي أو ً
ن فِيهَا َأبَدًا َقدْ َأحْسَنَ اللّهُ لَهُ رِ ْزقًا ( )11الطلق) إل إذا اقتضى السياق والبيان أن يخصص ابتدا ًء كما في قوله تعالى القرآن مثل (خَاِلدِي َ
ن ( )42يونس). سمِعُ الصّمّ وَلَ ْو كَانُوا لَا َيعْقِلُو َ
ت تُ ْ
س َت ِمعُونَ إَِل ْيكَ َأفََأنْ َ
( َو ِم ْنهُ ْم مَنْ يَ ْ
م نْض
م َ
منْهُض ْ* مضا اللمسضة البيانيضة فضي الجمضع مضع يسضتمعون والفراد مضع ينطضر فضي قوله تعالى (وَ ِ
م ولَو كَانوا َل يعقلُون ( )42ومنهم من ينظ ُر إلَي َ َ َ يستمعون إلَي َ َ َ
ت تَهْدِي ك أفَأن ْ ََ ِ ُْ ْ َ ْ َْ ُ ِ ْ َ َْ ِ ص َّ َ ْ ُ معُ ال ُّس ِ
ت تُ ْك أفَأن ْ َ ْ َ ِ ُ َ ِ ْ
ن ( )43يونس)؟(د.فاضل السامرائى) صُرو َ ي وَلَوْ كَانُوا ل يُب ْ ِ
َ الْعُ ْ
م َ
هنا نسأل أيّ الكثر المستمعين أم الناظرين؟ في مسجد أو محاضرة قد يحول عائق ما دون النظر إلى الخطيب لكن الذن يستمعون إليه
أكثر فجاء تعالى بالجمع مع الكثرة (يستمعون) وجاء بالفراد مع القلة (ينطر) ولو كان لل ِقلّة النسبية .وقد ورد هذا الستعمال في القرآن
فعلى سبيل المثال يستعمل القرآن البررة والبرار يستعمل البررة دائما للملئكة وليس للناس لن الملئكة كلهم بررة (كثرة نسبية) فجاء
بجمع التكسير ،ويستعمل البرار للناس.
وفي مداخلة أحد المستمعين قال فيها أنه قد يكون استعمال الجمع للسمع والفراد للنظر أن السمع يكون مباشرا وغير مباشر أما التظر
فل يكون إل مباشرا.
و كَانُوا ْ لَ م وَل َ
ص َّ
معُ ال ُّ من يستمعون إلَي َ َ َ منْهُم َّ
ْ س ِ ك أفَأن َ
ت تُ ْ َ ْ َ ِ ُ َ ِ ْ *لماذا قال تعالى في سورة يونس (وَ ِ
َ َ َ ُ
َ
من يَنظُر إِلي ْضك أفَأن َض
ت َ
منهُضم ّض ن ( ))42بصضيغة الجمضع وإثبات النون مضع السضمع ثضم قال (وَ ِ يَعْقِلُو َض
ن ( ))43بالمفرد مع النظر؟(د.فاضل السامرائى) ي َولَوْ كَانُوا ْ ل َ يُب ْ ِ
صُرو َ تَهْدِي الْعُ ْ
م َ
هذا السؤال تكرر أكثر من مرة وأجبنا عنه .المستمعون أكثر من الذين ينظرون ،حتى في الخطبة في المسجد أو في مكان آخر
المستمعون ُكثُر والناظرين قليل فلما كان المستمعون أكثر جاء بالجمع (يستمعون) ولما كان الناظرين أقل جاء بالمفرد (ينظر) .قال منهم
كله منهم وهم ليسوا فئة محدودة بعشرة أشخاص أو خمسة ،منهم مستمعين وهم أكثر من الناظرين منهم من يستمعون ومنهم من ينظر
ولكن المستمعين قطعا أكثر من الناظرين فجاء بالكثرة بالواو الدالة على الجمع مع المستمعين وبالمفرد مع القل.
ن
م ْض
م َ
منْهُ ض ْ
* لماذا جاء الفعضضل (يسضضتمعون بالجمضضع) مضضع أن (مضضن) يأتضضي بعدهضضا مفرد مذكضضر (وَ ِ
ي ستمعون إلَي َ َ َ
نض ( )42يونضس) مضع أنضه ورد بالفراد فضي م وَلَوْ كَانُوا َل يَعْقِلُو َصّض َّ
معُ ال ُ
س ِ
ت ت ُض ْك أفَأن ْض ََض ْ َ ِ ُ َ ِ ْض
ك) وجمع الستماع؟(د.حسام النعيمى) ن يَنْظُُر إِلَي ْ َ
م ْ
م َمنْهُ ْ حد النظر (وَ ِ آيات أخرى؟ ولماذا و ّ
ل كلمة (من) الموصولة لفظها -يقول العلماء -لفظ مفرد ،صوتها (من) مثل س َتمِعُونَ إَِل ْيكَ) أو ً
ن يَ ْ
في قول ال سبحانه وتعالى ( َو ِمنْهُ ْم مَ ْ
صوت كلمة (يد) أو (أخ) أو (أب) مكونة من حرفين( .من) إسم موصول بمعنى الذي ،اللتين ،اللذين ،الذين ،اللواتي لنك تقول هي لفظها
لفظ مفرد (من) مثل يد ،يد مفرد وأخ مفرد لكن (من) مبني لفظها لفظ مفرد معناها العرب تقول :جاءني من أحترمه وجاءني من أحترمها
وجاءني من أحترمهم وجاءني من أحترمهنّ وجاءني من أحترمهما( ،من) تؤدي كل هذا عند العرب .فهنا لما يكون اللفظ لفظ مفرد
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
والمعنى للجمع أنت تستطيع أن تراعي جانب اللفظ أو أن تراعي جانب المعنى فيمكن أن تقول :جاءني من أحترمه والقادم عدد من
الرجال أو من النساء (من أحترمه) يعني هؤلء الذين جاءوا .جاءني من أحترمه فأجلست كل واحد منهم في موقعه ،ل بد من وجود قرينة
سياقية .لكن السؤال الذي يرد أنه إذا نظرت إلى اللفظ ونظرت إلى المعنى فنجد أنه في لغة العرب -والقرآن الكريم إلتزم هذا -إذا نظر
إلى اللفظ والمعنى في آن واحد يقدّم اللفظ على المعنى يعني يستعمل إذا قال (من) (ومن الناس من يقول) مفرد (آمنا بال) جمع (وما هم
بمؤمنين) جمع ،أعطى اللفظ حقه وأعطى المعنى حقه .لكن أحيانا أنت تعطي المعنى حقه فقط ول تريد أن تشير إلى اللفظ ومن حقك ذلك
كما قلنا (جاءني من أحترمهم) .في قوله تعالى (ومنهم من يستمعون إليك) راعى المعنى مباشرة ما راعى اللفظ والمعنى .لو راعى اللفظ
والمعنى يقدّم اللفظ على مراعاة المعنى .هنا راعى المعنى مباشرة قال (ومنهم من يستمعون إليك) ولو قال في غير القرآن ذلك لصح
(منهم من يستمع إليك) من هؤلء يمكن أن يكون واحد منهم جماعة لكن لما جاء (من) يحتمل الواحد والجمع ،هنا قال (ومنهم من
يستمعون) ولو قال في غير القرآن ومنهم من يستمع لجاز( .أفأنت تسمع الصم) على الجمع.
ن ( : )43بالفراد ،هنا راعى اللفظ في كلمة (ينظر) وراعى المعنى في ل ُيبْصِرُو َ ت َت ْهدِي ا ْل ُعمْيَ وَلَ ْو كَانُو ْا َ ( َومِنهُم مّن يَنظُرُ إَِل ْيكَ َأفَأَن َ
كلمة (ولو كانوا ل يبصرون).
حتّى ِإذَا ل يُ ْؤمِنُو ْا ِبهَا َ
ل آيَ ٍة ّ جعَ ْلنَا عَلَى قُلُو ِبهِمْ َأ ِكنّةً أَن يَفْ َقهُوهُ َوفِي آذَانِهِمْ َو ْقرًا وَإِن يَرَوْ ْا كُ ّ
س َتمِعُ إَِل ْيكَ وَ َ
لحظ الية الخرى ( َو ِم ْنهُم مّن يَ ْ
ن َهذَآ ِإلّ َأسَاطِي ُر الَوّلِينَ ( )25النعام) جمع فاستعمل المفرد ثم الجمع. ن كَفَرُواْ إِ ْ ك يُجَادِلُو َنكَ يَقُولُ اّلذِي َ جَآؤُو َ
طبَعَ اللّ ُه عَلَى قُلُو ِبهِمْ
ل آنِفًا ُأوَْل ِئكَ اّلذِينَ َحتّى ِإذَا خَرَجُوا مِنْ عِن ِدكَ قَالُوا لِّلذِينَ أُوتُوا ا ْلعِلْ َم مَاذَا قَا َ س َتمِعُ إَِل ْيكَ َالية الخرى ( َو ِمنْهُم مّن يَ ْ
وَاتّ َبعُوا أَهْوَاءهُ ْم ( )16محمد) إذن راعى اللفظ وراعى المعنى .ماذا قال العلماء؟ قالوا صحيح هذا جائز وهذا جائز لكن لماذا استعمل
الجائز هذا هنا واستعمل الجائز ذاك هناك؟ التأمل في كلم ال سبحانه وتعالى لما يتأمل النسان في كلم ال سبحانه وتعالى تنفتح له
آفاق ،علماؤنا تأملوا فوجدوا أنه إذا استعمل الجمع مباشرة يراد الكثرة وإذا استعمل الفراد ثم الجمع يراد ال ِقلّة.
ن ( )42يونس) الكلم هنا على الستماع إلى آيات القرآن الكريم ل َيعْقِلُو َ
سمِعُ الصّمّ وَلَ ْو كَانُو ْا َ ت تُ ْ
س َت ِمعُونَ إَِل ْيكَ َأ َفأَن َ
هنا عندنا ( َو ِم ْنهُم مّن يَ ْ
والستماع إلى الرسول وهو إستماع عام لكل العرب ،كان يخاطبهم فيستمعون لكن هؤلء الذين يستمعون لم يتقبلوا ما تلقيه عليهم فيقول
ل َيعْقِلُونَ) هؤلء الذي يستمعون إليك على كثرتهم كأنهم ل يستفيدون مما تقوله لهم ،هذا عام. سمِعُ الصّمّ وَلَ ْو كَانُو ْا َ ت تُ ْتعالى له (َأفَأَن َ
جعَ ْلنَا عَلَى قُلُو ِبهِمْ َأ ِكنّةً أَن يَفْ َقهُوهُ) (وجعلنا على قلوبهم) هؤلء المجعول على قلوبهم أكنة ،الذين سبق في علم ال س َتمِعُ ِإَل ْيكَ َو َ
( َو ِم ْنهُم مّن يَ ْ
سبحانه وتعالى نتيجة إصرارهم وضللهم أن قلوبهم صارت في أغطية هم ليسوا بكثرة عدد المستمعين ،هم مجموعة قليلة ،فالذين على
جعَ ْلنَا عَلَى قُلُو ِبهِمْ َأ ِكنّةً أَن يَ ْف َقهُوهُ) فئة
س َتمِعُ إَِل ْيكَ وَ َ
قلوبهم أكنة قِلة فاستعمل الفراد معهم أولً ثم تكلم على مجموعهم فقال ( َو ِمنْهُم مّن يَ ْ
قليلة فاستعمل الفراد.
طبَعَ اللّ ُه عَلَى حتّى ِإذَا خَرَجُوا مِنْ عِن ِدكَ) الذين هم داخلين عند الرسول ويستمعون (أُوَْل ِئكَ اّلذِينَ َ س َتمِعُ إَِل ْيكَ َالية الخرى ( َو ِمنْهُم مّن يَ ْ
قُلُو ِبهِمْ) هم قِلة وحتى مجلس الرسول قِلّة فاستعمل الفراد (ومنهم من يستمع إليك) على سنة العرب في كلمها لكن استعمال خاص
صحيح الفراد مراعاة للفظ والجمع مراعاة للمعنى وقدم مراعاة اللفظ على مراعاة المعنى لكن لما كان المراد قليلً استعمل الفراد ولما
كان كثيرا استعمل الجمع ابتداء (ومنهم من يستمعون إليك).
ل ُيبْصِرُونَ) السياق كان يقتضي في الظاهر ومنهم من ت َت ْهدِي ا ْل ُعمْيَ وَلَ ْو كَانُو ْا َ
في الموضع نفسه قال ( َومِنهُم مّن يَنظُرُ إَِل ْيكَ َأفَأَن َ
يستمعون ومنهم من ينظرون ولغويا يجوز وتكون العبارة سليمة وصحيحة ول غبار عليها ول يحدث فيها سؤال .وهناك لو قال في غير
القرآن (ومنهم من يستمع) أيضا العبارة صحيحة لكن هناك يفوت فكرة الكثرة لو قال يستمع بينما المراد الكثرة يفوت عند ذلك كأنه أراد
قِلّة بينما هو يريد الكثرة .هنا أيضا علماؤنا لما نظروا في هذا المر ذ عنترة في الجاهلية قال :هل غادر الشعراء ،هل أبقى الشعراء لنا
شيئا في ذلك الزمان .لكن الجاحظ يقول " :وليس أضر على العلم من قول القائل ما ترك الول للخر" لنه يصير نوع من التراخي .فعلى
مر الزمان علماؤنا يتأملون في كتاب ال عز وجل وتنفتح لهم آفاق.
وهذا أيضا مما وقفوا عنده قالوا :يستمعون عامٌ للكثرةَ ( .ومِنهُم مّن يَنظُرُ إَِل ْيكَ) هذا إفراد وفيه قِلّة لكن كيف قِلة؟ قال الذين كانوا يسمعون
للرسول صنفان :صنف كان يستمع جِهارا وصنف كان يتخفّى في الستماع يذهب بالليل ويسترق السمع وحدثت أكثر من واقعة أن
فلن وفلن التقوا مع بعضهم بالليل وتعاهدوا على عدم العودة ثم عادوا في اليوم التالي ليستمعوا للقرآن الكريم ،بينما النظر الذين ينظرون
للرسول محدودون فإذن المستمعون صنفان والناظرون صنف واحد لنه في الليل ل يرى والمتخفي ل يريد أن يرى وإنما يريد أن
يسمع فمن هنا كان السامعون أكثر من الناظرين فجاء الكلم على السامعين باختيار الجمع واختير المفرد لبيان القلة بالنسبة للنظر .ثم
شيء آخر :البلغ يكون بالسماع وليس بالنظر ،الصل في البلغ السماع فألصل أن المستمعين أكثر من الناظرين ،هذا قولهم وهو
قول موفق فيما أرى وال أعلم.
منْهُم معْنَا قُْرآن ًا عَ َ
جب ًا ( ))1مع أن القرآن يستخدم (وَ ِ *لماذا لم يقل استمع إليك فى الية(إِنَّا َ
س ِ
ك ( )25النعام)؟(د.فاضل السامرائى) معُ إِلَي ْ َ
ست َ ِ َّ
من ي َ ْ
ليس المقصود شخص الرسول .لكن المقصود هو القرآن .هنالك أمر في القرآن الكريم :حيث عدّى الستماع حيث يقول (إليك) ل بد أن
جعَ ْلنَا عَلَى قُلُو ِبهِمْ
س َتمِعُ إَِل ْيكَ وَ َ
يجري ذكر الرسول في سياق الية .إذا قال إليك فل بد أن يذكر شيئا يتعلق بالرسول .مثال ( َو ِم ْنهُم مّن يَ ْ
ن( ن َهذَآ ِإلّ َأسَاطِي ُر الَوّلِي َ ن كَفَرُواْ إِ ْ
ك يُجَادِلُو َنكَ يَقُولُ اّلذِي َ
حتّى ِإذَا جَآؤُو َ
ل يُ ْؤمِنُو ْا ِبهَا َ
ل آيَ ٍة ّ
َأ ِكنّةً أَن يَفْ َقهُو ُه َوفِي آذَا ِنهِمْ َوقْرًا وَإِن يَرَوْ ْا كُ ّ
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
ن كَفَرُو ْا إِنْ َهذَآ ِإلّ أَسَاطِي ُر الَوّلِينَ)َ ( ،و ِم ْنهُم ل اّلذِي َ ك يَقُو ُك يُجَادِلُو َن َحتّى ِإذَا جَآؤُو َ )25النعام) المخاطب هو الرسول .لما ذكر إليك ( َ
طبَعَ اللّ ُه عَلَى قُلُو ِبهِمْ وَا ّت َبعُوا أَهْوَاءهُ ْم ()16 ل آ ِنفًا أُ ْوَل ِئكَ اّلذِينَ َ ك قَالُوا لِّلذِينَ أُوتُوا ا ْلعِلْ َم مَاذَا قَا َ ن عِندِ َخرَجُوا مِ ْ حتّى ِإذَا َ
س َتمِعُ إَِل ْيكَ َ
مّن يَ ْ
ن ()42 ل َيعْقِلُو َ
سمِعُ الصّمّ وَلَ ْو كَانُو ْا َ
ت تُ ْ
س َت ِمعُونَ إَِل ْيكَ َأ َفأَن َ
ل آنِفًا)َ ( .و ِم ْنهُم مّن يَ ْ محمد) متعلق بالرسول ( .قَالُوا لِّلذِينَ أُوتُوا ا ْلعِ ْل َم مَاذَا قَا َ
س َتمِعُونَ إَِل ْيكَ وَِإذْ ُه ْم نَجْوَى ِإذْ يَقُولُ الظّاِلمُونَ إِن َتّت ِبعُونَ ِإلّ َرجُلً ن بِهِ ِإ ْذ يَ ْس َت ِمعُو َ
يونس) المخاطب هو الرسول ( .نّحْنُ أَعَْل ُم ِبمَا يَ ْ
سحُورًا ( )47السراء) حيث يقول (يستمعون إليك) أو (يستمع إليك) يجري ذكر الرسول .في السياق وهنا في آية الجن لم يرد ذكر مّ ْ
الرسول مطلقا .هو القصد ذكر القرآن وليس ذكر القارئ القرآن هو القصد وليس الرسول .فلم يعدّي الستماع إليه.
):آية (46
ما يَفْعَلُو َ
ن ( )46يونس)) ما دللة (ثم)فى الية؟(د.فاضل شهِيد ٌ عَلَى َ م الل ّ ُ
ه َ م ث ُ َّ
جعُهُ ْ *((فَإِلَيْنَا َ
مْر ِ
السامرائى)
(ثم) في غالب معناها يكون الترتيب والتراخي لكنها ل تنحصر بهذا المعنى .قد تكون (ثم) للتفاوت بالرتبة هي ليست دائما للترتيب
والتراخي يعني ما بعدها أكبر وأعظم مما قبلها في رتبته وحتى النحاة ضربوا مثلً أعجبني ما صنعت اليوم ثم ما صنعت أمس أعجب ،ما
صنعت أمس هذا قبله استعمل (ثمّ) وهي مفترض أن يكون للترتيب والتراخي هو استعملها لما قبلها ليس المقصود الترتيب الزمني ولكن
في الرتبة والمرتبة ليس الزمن الصل فيها للترتيب والتراخي والمهلة لكنها ليست منحصرة في هذا الشيء قد تكون للترتيب الذكري
ك مَا ا ْلعَ َقبَةُ (َ )12فكّ َر َقبَةٍ ( )13أَوْ ِإ ْ
طعَا ٌم فِي يَ ْومٍ حمَ ا ْلعَ َقبَ َة (َ )11ومَا َأدْرَا َ للتفاوت في الرتبة والمنزلة .نضرب مثالً من القرآن (فَلَا ا ْقتَ َ
حمَ ِة ( )17البلد) سكِينًا ذَا َمتْ َربَةٍ ( )16ثُ ّم كَانَ مِنَ اّلذِينَ َآمَنُوا َوتَوَاصَوْا بِال ّ
صبْرِ َوتَوَاصَوْا بِا ْلمَرْ َ س َغبَةٍ (َ )14يتِيمًا ذَا مَقْ َربَ ٍة ( )15أَ ْو مِ ْ
ذِي مَ ْ
ن ( )46يونس) شهِيدٌ عَلَى مَا يَ ْفعَلُو َ
ج ُعهُ ْم ثُمّ اللّهُ َ
أيها الكبر؟ ما بعد (ثم) أكبر ،فإذن تفاوت في الرتبة سيكون هذا الشيء أعلى( .فَِإَليْنَا مَ ْر ِ
ت اليوم ثم ما صنعت أمس ربنا سبحانه وتعالى عالم دائما ،إذن (ثم) تفيد أن ما بعده هو أكبر مما قبلها .مثال النحاة أعجبني ما صنع َ
أعجب ،هذا للتفاوت .دخل محمد ثم خالد هذا للترتيب والتراخي حتى في الفاء قد تكون للترتيب الذِكري فقط للذكر وليس للترتيب
ن ( )4العراف) هل جاءها البأس قبل الهلك؟ سنَا َبيَاتًا َأوْ ُه ْم قَآئِلُو َ
والتعقيب ليس مثل جاء أحمد فخالد ( َوكَم مّن َق ْريَةٍ أَ ْهَل ْكنَاهَا فَجَاءهَا بَأْ ُ
ربنا قدّم الهلك هذا يسمى الترتيب الذكري ،توضأ رسول ال صلى ال عليه وسلم فغسل يديه رجليه ،هوغسل أولً حتى يصير وضوءا.
م إِلَى َربِّك ُضم
ن) أو (ث ُض َّ
ختَلِفُو َض ما كُنت ُض ْ
م فِيه ِض ت َ ْ م فَيُنَبِّئُك ُضم ب ِض َ
جعُك ُض ْ م إِلَى َربِّك ُضم َّ
مْر ِ *آيضة تتكرر كثيرا ً (ث ُض َّ
ن )؟ ما الفرق بين الحكم و الفصل؟(د.فاضل السامرائى) ملُو َ ما كُنت ُ ْ
م تَعْ َ م فَيُنَبِّئُكُم ب ِ َ
جعُك ُ ْ َّ
مْر ِ
الحكم القضاء والفصل أشد لنه يكون بَوْن أحدهما ،أن يكون بينهما فاصل حاجز إذن الفصل أشد فإذن لما يقول في القرآن يفصل بينهم
تكون المسافة أبعد كأن يذهب أحدهم إلى الجنة والخر إلى النار أما الحكم فل وقد يكون في ملة واحدة ،نضرب أمثلةَ ( :وقَاَلتِ ا ْل َيهُودُ
حكُمُ ن ِمثْلَ قَوِْل ِه ْم فَاللّ ُه يَ ْ
ن لَ َيعَْلمُو َ ل اّلذِي َك قَا َ ب كَذَِل َ شيْءٍ وَ ُهمْ َيتْلُونَ ا ْل ِكتَا َ يءٍ َوقَالَتِ النّصَارَى َليْسَتِ ا ْل َيهُودُ عَلَى َ ستِ النّصَارَى عََلىَ شَ ْ َليْ َ
ن ( )113البقرة) هؤلء يذهبون معا إلى جهة واحدة اليهود والنصارى كلهما ليس أحدهما إلى الجنة ختَلِفُو َ َب ْينَهُ ْم يَ ْومَ الْ ِقيَامَ ِة فِيمَا كَانُو ْا فِي ِه يَ ْ
ختَلِفُونَ ( حكُ ُم بَ ْي َنهُ ْم يَوْمَ ا ْل ِقيَامَ ِة فِيمَا كَانُواْ فِي ِه يَ ْختََلفُو ْا فِيهِ وَإِنّ َرّبكَ َل َي ْ
ت عَلَى اّلذِينَ ا ْ سبْ ُ
ل ال ّ
جعِ َ
والخر إلى النار فليس فيه فصلِ( .إّنمَا ُ
خذُوا مِن دُونِهِ أَوِْليَاء مَا َن ْعبُدُهُمْ ن اتّ َ )124النحل) اختلف في ملة واحدة وهم اليهود ،وكلهم يذهبون معا إلى جهة واحدة مع بعض( .وَاّلذِي َ
ن ( )3الزمر) كلهم يذهبون إلى جهة واحدة( .إِنّ اّلذِينَ آ َمنُوا وَاّلذِينَ ختَلِفُو َ
ح ُك ُم بَ ْي َنهُ ْم فِي مَا هُ ْم فِي ِه يَ ْ
ِإلّا ِليُ َق ّربُونَا إِلَى اللّهِ زُ ْلفَى إِنّ اللّ َه يَ ْ
شهِيدٌ ( )17الحج) هؤلء ل شيْءٍ َ علَى كُلّ َ ل َب ْينَهُ ْم يَوْ َم الْ ِقيَامَةِ إِنّ اللّهَ َ هَادُوا وَالصّا ِبئِينَ وَالنّصَارَى وَا ْلمَجُوسَ وَاّلذِينَ َأشْ َركُوا إِنّ اللّ َه َيفْصِ ُ
يذهبون إلى جهة واحدة فهم فئات مختلفة إذن يفصل .الفصل يتضمن الحكم حكم وفصل فيكون أشد .ولذلك قال المفسرون في قوله تعالى
ن ()25 ختَلِفُو َصلُ َب ْي َنهُ ْم يَوْمَ ا ْل ِقيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِي ِه يَ ْ ك هُ َو يَفْ ِ ن ( )24إِنّ َرّب َ صبَرُوا َوكَانُوا بِآيَا ِتنَا يُو ِقنُو َ جعَ ْلنَا مِ ْنهُمْ َأ ِئمّ ًة يَ ْهدُونَ ِبَأمْ ِرنَا َلمّا َ ( َو َ
السجدة) قالوا الفصل بين النبياء وأممهم وبين المؤمنين والمشركين .فإذن الفصل حكم لكن فيه بَوْن كل جهة تذهب إلى مكان لذا قال في
ط ( ))22هذا حكم قضاء. شطِ ْ حقّ وَلَا تُ ْ حكُم بَ ْي َننَا بِالْ َ
ض فَا ْ
ضنَا عَلَى َبعْ ٍ ن َبغَى َبعْ ُ صمَا ِخ ْ سورة ص ( َ
):آية (49
*مضا اللمسضة البيانيضة فضي التقديضم والتأخيضر فضي الضضر والنفضع فضي القرآن الكريضم؟(د.فاضضل
السامرائى)
حيث تقدّم النفع على الضر يكون في السياق ما يتضمن النفع وبالعكس.
ستَأْخِرُونَ سَاعَةً َو َ
ل ل يَ ْ قال تعالى في سورة يونس (قُل لّ َأمِْلكُ ِلنَفْسِي ضَرّا َولَ نَفْعا ِإلّ مَا شَاء اللّهُ ِلكُلّ ُأمّةٍ َأجَلٌ ِإذَا جَاء َأجَُلهُ ْم فَ َ
ن لَ يَ ْرجُونَ ِلقَاءنَا فِيخيْرِ لَ ُقضِيَ ِإَليْهِمْ َأجَُلهُ ْم َف َنذَرُ اّلذِي َ ن { )}49فقد جاء قبلها الية (وَلَ ْو ُيعَجّلُ اللّهُ لِلنّاسِ الشّ ّر ا ْ
ستِعْجَاَلهُم بِا ْل َ ستَ ْق ِدمُو َ
يَ ْ
عنَا إِلَى ضُ ّر مّسّ ُه َكذَِلكَ
عنْهُ ضُرّ ُه مَ ّر كَأَن لّ ْم يَدْ ُ ش ْفنَا َ
ن الضّ ّر دَعَانَا ِلجَنبِهِ أَ ْو قَاعِدا َأ ْو قَآئِما فََلمّا كَ َ ط ْغيَا ِنهِ ْم َي ْع َمهُونَ { }11وَِإذَا مَ ّ
س الِنسَا َ ُ
ن { )}12وهنا قدّم الش ّر على الخير فناسب أن يقدّم الض ّر على النفع. س ِرفِينَ مَا كَانُو ْا يَ ْعمَلُو َ
ُزيّنَ لِ ْلمُ ْ
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
أما في سورة العراف{ }188قدّم النفع على الضر لن السياق في اليات ما قبلها في النفع (مَن َيهْدِ اللّ ُه َفهُوَ ا ْل ُم ْهتَدِي َومَن يُضِْل ْ
ل
ن { )}178قدّم الهداية التي هى من النفع على الضلل الذي هو من الضر .وكذلك في الية نفسها قدّم النفع مع ك هُمُ ا ْلخَاسِرُو َ َفأُوْلَـ ِئ َ
ي السّوءُ) على الضر.
سنِ َ
خيْرِ َومَا مَ ّ
ت مِنَ ا ْل َ
س َتكْثَ ْر ُ
الخير(لَ ْ
حيث تقدّم النفع على الضر يكون في السياق ما يتضمن النفع وبالعكس.
*متى يأتي الضر قبل النفع في القرآن؟(د.فاضل السامرائى)
القدامى بحثوا في هذه المسألة وقالوا حيث يتقدم ما يتضمن النفع يسبق النفع وحيث يتقدم ما يتضمن الضر يقدم الضر( .قُل لّ َأمِْلكُ ِلنَفْسِي
ل نَذِيرٌ َوبَشِيرٌ لّ َقوْ ٍم يُ ْؤ ِمنُونَ ()188 ي السّوءُ إِنْ َأنَاْ ِإ ّ سنِ َخيْرِ َومَا مَ ّ ت مِنَ ا ْل َ س َتكْثَ ْر ُ
ب لَ ْ ل مَا شَاء اللّهُ وَلَ ْو كُنتُ أَعَْلمُ ا ْل َغيْ َنَ ْفعًا َولَ ضَرّا ِإ ّ
ل فَأُوْلَـ ِئكَ ُهمُ الْخَاسِرُونَ ( )178العراف) فلما قدم العراف) قدم النفع على الضر وقال قبلها (مَن َي ْهدِ اللّ ُه َفهُوَ ا ْل ُم ْه َتدِي َومَن يُضِْل ْ
خيْرِ) قدم النفع على الضر ت مِنَ الْ َ
س َت ْكثَرْ ُ
ب لَ ْ الهداية قدم النفع (مَن َيهْدِ اللّ ُه َفهُوَ ا ْل ُم ْه َتدِي) .وقال بعدها في نفس السياق (وَلَ ْو كُنتُ أَعْلَ ُم ا ْلغَيْ َ
إذن مناسب هنا تقديم النفع على الضر لن تقدّمها .في تقديم الضر( :قُل لّ َأمِْلكُ ِلنَفْسِي ضَرّا َولَ نَ ْفعًا ِإلّ مَا شَاء اللّهُ ِلكُلّ ُأمّةٍ َأجَلٌ ِإذَا جَاء
خيْ ِر ( ن ( )49يونس) هنا قدم الضر وقبلها قال تعالى (وَلَ ْو ُيعَجّلُ اللّهُ لِلنّاسِ الشّ ّر ا ْ
ستِعْجَاَلهُم بِا ْل َ ستَ ْق ِدمُو َ
خرُونَ سَاعَةً َولَ يَ ْستَأْ ِ
ل يَ ْ
َأجَُلهُ ْم فَ َ
عنْهُ ضُرّ ُه ( )12يونس) وبعدها قال (قُلْ َأرََأ ْيتُمْ ش ْفنَا َعدًا َأوْ قَآ ِئمًا فََلمّا كَ َن الضّ ّر دَعَانَا ِلجَنبِهِ أَ ْو قَا ِ س الِنسَا َ )11يونس) هذا ضر( ،وَِإذَا مَ ّ
عذَابُ ُه َبيَاتًا أَ ْو َنهَارًا ( )50يونس) تقديم الضر أنسب. إِنْ َأتَاكُ ْم َ
َ َ
ضًّرا
سي َ مل ِض ُ
ك لِنَفْض ِ ضر (قُضل ل ّ أ ْ ضّرٍ ( )17النعام) وال َض ك الل ّض ُ
ه بِ ُ س َ سض ْ
م َ
ضّر (وَإِن ي َ ْ
*مضا الفرق بيضن ال ُ
َ ُ ْ ْ َ ّ وَل َ ن َ ْ
ضَررِ ()95 ن غَيُْر أوْلِي ال ّ مؤْ ِ
منِي َضض ن ال ُ
م َضض
ن ِ
عدُو َضض
ستَوِي القَا ِ فعًضضا ( )49يونضضس) والضرر (ل ي َضض ْ
النساء) والحديث الشريف "ل ضرر ول ضرار"؟(د.فاضل السامرائى)
ل ضَرّاي الضّرّ ( )83النبياء) .الضَر مصدر بما يقابل النفع (قُل لّ َأمِْلكُ ِلنَفْسِي نَ ْفعًا َو َ سنِ َ
الضُر يكون في البدن من مرض وغيره (َأنّي مَ ّ
غيْرُ أُ ْولِي
ن مِنَ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ َ
عدُو َ
ستَوِي ا ْلقَا ِ ( )188العراف) .الضرر السم أي النقصان يدخل في الشيء يقال دخل عليه ضرر ( ّ
ل يَ ْ
الضّ َررِ) أي الذين فيهم عِلّة أما الضر فهو ما يقابل النفع .الضرر هو السم عام والضرّ مصدر .الضُر ما يحصل في البدن من سقم
والضَر المصدر لما يقابل النفع والضرر إسم .نحن عندنا المصدر وأحيانا يكون التغيير في المصدر بحركة أو بشيء آخر يسمى إسما.
مثلً :الدّهن والدُهن ،الدَهن هو المصدر دهن جسمه دهنا ،والدُهن هو المادة المستخلصة من النبات للدهن .الحَمل والحِمل ،الحَمل مصدر
حمل والحِمل هو الشيء المحمول تغير المعنى بالحركة من مصدر إلى إسم .الوَضوء هو الماء والوُضوء هو عملية التوضؤ نفسها .هذا
تغيير بالحركة.
):آية (51
جلُو َ
ن ( )51يونس) ما دللة أثم؟ وما الفرق ن وَقَد ْ كُنت ُم ب ِهِ ت َ ْ
ستَعْ ِ ما وَق َعَ آ َ
منْت ُم ب ِهِ آل َ *(أَث ُ َّ
م إِذ َا َ
م)؟(د.فاضل السامرائى) بينها وبين (ثُم) و (ث َ ّ
(ثُم) حرف عطف و(ثَم) إسم ،ظرف بمعنى هناك .هذا الن الذي نسمعه في الذاعات (ومن ثُم) هذا ل يصح ،هذا خطأ شائع والصحيح
(ومن ثَم) معناه (ومن هنا) أو (من هناك)( .ثَم) و(ثَمة) الدللة واحدة وأحيانا يؤتى بالتاء واللغتان صحيحتان.
سؤال :يقال في العلم خطأ شائع خير من صحيح مهجور
كل هذا يكرس الخطأ يعني بمرور الزمن ل تبقى لغة يضيع الصحيح ول تبقى لغة ،هذه ليست حجة أن الناس عرفت هذا ،لماذا إذن
نصحح؟ كنا ننصب الفاعل ونرفع المفعول به ما دام مفهوما؟! ونأتي بعد حرف الجر بإسم مرفوع ما دام مفهوما؟! في النجليزية يراعون
هذه الشياء أدق المراعاة هم يقولون he is goingول يقولون .he is goل بد أن ينشر الصواب وإل ستموت اللغة ول يبقى لها أثر.
لماذا نستعمل الغلط؟!
):آية (53
ه لَ َ
ح ٌّ
ق ( )53يونس)؟(د.فاضل السامرائى) ل إِي َوَرب ِّي إِن َّ ُ
*ما هو إعراب (إي) في الية (قُ ْ
(إي) حرف جواب مثل نعم ول ،حرف جواب لكن (إي) يكون بعدها قسم.
):آية (60
*(ولكن أكثر الناس ل يشكرون )و( ولكن أكثرهم ل يشكرون)؟(د.أحمد الكبيسى)
ن ﴿ ﴾60يونس) ن ( )243البقرة) ومرة يقول (وََلكِنّ َأ ْكثَرَ ُهمْ لَا يَ ْ
شكُرُو َ شكُرُو َ
ل يَ ْ
ن َأ ْكثَرَ النّاسِ َ
رب العالمين دائما يتكلم عن موضوع (وََلكِ ّ
شكُرُونَ) يذكر الناس وهنا يقول (وََلكِنّ َأ ْكثَرَهُمْ لَا س لَ يَ ْ
يعني رب العالمين مرة تكلم عن نعمه أو أفضاله على الناس يقول (وََلكِنّ َأ ْكثَرَ النّا ِ
شكُرُونَ) ل يذكر الناس لماذا مرة يذكر الناس ومرة ل يذكر الناس فقط يقول (وََلكِنّ َأكْثَرَ ُهمْ)؟ يعني نحن في حياتنا اليومية عندما يكون يَ ْ
هنالك شخص تحترمه أو من أقاربك من أقاربك المحترمين أبوك عمك خالك تقول هذا عمي فلن أو جاء عمي فلن وراح عمي فلن
فأكثر من مرة تذكر اسم عمك فلن تذكره وإذا شخص تحتقره أو هو مهين أو ل شأن له تقول هذا وال هذا راح وهذا جاء وهذا جاء لنا
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
ل عليك تقول هذا فلن أما إذا هو مهين بالنسبة لك ل شأن له تقول اليوم فتشير له بعدم اكتراث .فكل من تحترمه أنت أو تحبه أو ذو فض ٍ
هذا فتقول أين ذهب هذا؟ ل تقول أين ذهب عمي أو أين ذهب أبي بل تقول أين ذهب هذا؟ فرب العالمين أحيانا حين يتكلم عن عباده
شكُرُونَ) صح أنهم ل يشكرون ولكنهم عباده مؤمنين بال وموحدون طيبون كرماء لكن عندهم ل يَ ْ
س َ
الصالحين يقول (وََلكِنّ َأ ْكثَرَ النّا ِ
أخطاء وطبيعة شكرهم ل ليست واضحة ،عبادة الشكر من أعظم العبادات وقليلٌ منا من يحسنها ،الشكر هذا باب هائل ال قال ( َوقَلِيلٌ مِنْ
شكُورُ ﴿ ﴾13سبأ) وقليلُ فأنت لست من القليل. عبَادِيَ ال ّ
ِ
):آية (61
ماء) ة فِضي الَْر ضِض وَل َ فِضي ال َ
سّض َ ل ذََّر ٍ
مثْقَا ِمن ِّ
ك ِضب عَضن َّرب ّ ِض َ ما يَعُْز ُض
*مضا الفرق بيضن قوله تعالى (وَض َ
ض)؟(د.فاضل السامرائى) َ ْ ماوا ِ َ ل ذََّرةٍ فِي ال َّ مثْقَا ُ وقوله (َل يَعُْز ُ
ت َول ِفي الْر ِ س َ َ ه ِ
ب عَن ْ ُ
شهُودا ِإذْ تُفِيضُونَ فِيهِ َومَال ُكنّا عََل ْيكُمْ ُعمَلٍ ِإ ّن مِنْ َ ل تَ ْعمَلُو َ
شأْنٍ َومَا َتتْلُو مِنْ ُه مِن ُقرْآنٍ َو َ ن فِي َ قال تعالى في سورة يونس ( َومَا َتكُو ُ
ب ّمبِينٍ { )}61وقال في سورة سبأ ل فِي ِكتَا ٍ صغَ َر مِن ذَِلكَ وَل َأ ْكبَرَ ِإ ّ سمَاء َولَ أَ ْ ل ذَرّ ٍة فِي الَ ْرضِ َولَ فِي ال ّ ك مِن ّمثْقَا ِ ب عَن ّرّب َ َيعْزُ ُ
صغَ ُر مِنسمَاوَاتِ وَلَا فِي ا ْلأَرْضِ وَلَا أَ ْ ل ذَرّ ٍة فِي ال ّ عنْهُ ِمثْقَا ُ
ب َ ل بَلَى َو َربّي َلتَ ْأ ِت َينّكُ ْم عَالِمِ ا ْل َغيْبِ لَا َيعْزُ ُ
( َوقَالَ اّلذِينَ كَ َفرُوا لَا َت ْأتِينَا السّاعَ ُة قُ ْ
ذَِلكَ وَلَا َأكْبَرُ ِإلّا فِي ِكتَابٍ ّمبِينٍ { .)}3بداية الية مختلفة ،التذييل متشابه ،آية سبأ جاءت تذييل وتعقيبا للحديث عن الساعة ،آية يونس
جاءت لبيان مقدار إحاطة علم ال بكل شيء ،وسعة ذلك العلم ،ترتب على هذا اختلف التعبير بين اليتين كما سنوضح فيما يلي:
في آية سورة يونس استخدم (ما) أما في سورة سبأ استخدمت (ل) والسبب أن في الولى جاء سياق الكلم عن مقدار إحاطة علم ال تعالى
بكل شيء كما جاء في أول الية (وما تكون في شأن) .أما في الية الثانية في سورة سبأ فالسياق في التذييل والتعقيب على الساعة .و(ل)
هذه قد تكون ل النافية (ل يعزب) وتكون للستقبال مثل (ل تجزي نفس عن نفس شيئا) وقد تكون للحال (مالي ل أرى الهدهد) .إذن (ل)
مطلقة تكون للحال أو للمستقبل وهي أقدم حرف نفي في الهربية وأوسعها استعمالً .وهي مع المضارع تفيد الستقبال وهو مطلق كما في
قوله تعالى (ل تأتينا الساعة إل بغتة) فجاء الر ّد من ال تعالى (بلى لتأتينكم) و(ل يعزب) كل الجواب يقتضي النفي بـ (ل) .وجاء
استخدام الضمير (عنه) في آية سورة سبأ لنه تقدّم ذكر ال تعالى قبله ،أما في سورة يونس فلم يتقدم ذكر ال تعالى فجاءت الية (وما
يعزب عن ربك).
عالم الغيب في سورة سبأ وكلمة عالم ل تأتي إل مع المفرد (عالم الغيب والشهادة) وعالم إسم فاعل كقوله تعالى (غافر الذنب) أما علّم
فهي تقتضي المبالغة مثل (غفّار).
من مثقال ذرة :من الزائدة الستغراقية وهي تفيد الستغراق والتوكيد .نقول في اللغة (ما حضر رجل) وتعني أنه يحتمل أنه لم يحضر أي
رجل من الجنس كله أو رجل واحد فقط .وإذا قلنا :ما حضر من رجل :فهي تعني من جنس الرجل وهي نفي قطعي .وقوله تعالى في
سورة يونس (من مثقال ذرة) للتوكيد لن الية في سياق إحاطة علم ال بكل شيء لذا اقتضى السياق استخدام (من) الستغراقية التوكيدية.
التقديم والتأخير في السماء والرض :الكلم في سورة يونس عن أهل الرض فناسب أن يقدم الرض على السماء في قوله تعالى (وما
يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الرض ول في السماء) أما في سورة سبأ فالكلم عن الساعة والساعة يأتي أمرها من السماء وتبدأ
بأهل السماء (فصعق من في السموات والرض) و(ففزع من في السموات ومن في الرض).
واستخدمت السماء في سورة يونس لن السياق في الستغراق فجاء بأوسع حالة وهي السماء لنها أوسع بكثير من السموات في بعض
الحيان .فالسماء واحدة وهي تعني السموات أو كل ما عل وفي سورة سبأ استخدم السموات حسب ما يقتضيه السياق.
الفرق بين (ول أصغرُ) في سورة سبأ و(ول أصغرَ) في سورة يونس :في سورة يونس (أصغرَ) إسم مبني على الفتح ول هي النافية
للجنس وتعمل عمل إنّ وهي تنفي الجنس على العموم .ونقول في اللغة :ل رجلَ حاض ٌر بمعنى نفي قطعي( .هل من رجل؟ ل رجلَ)
وهي شبيهة بحكم (من) السابقة .إذن جاء باستغراق نفي الجنس مع سياق اليات في السورة .أما في سورة سبأ فالسياق ليس في
الستغراق ونقول في اللغة :ل رجلُ حاضرٌ( .هل رجلٌ؟ ل رجلٌ) فهي إذن ليست للستغراق هنا.
):آية (62
*ما معنى كلمة الولي ؟(د.فاضل السامرائى)
تستعمل للتابع والمتبوع والناصر ،الوليّ التابع المحب الذي يتولى أمره والولي الناصر ،يعني ال ولينا ونحن أولياء ال (اللّهُ وَِليّ اّلذِينَ
ح َزنُونَ ( )62يونس) فالولي تستعمل للفاعل والمفعول ل هُ ْم يَ ْ آ َمنُو ْا ( )257البقرة) يتولى أمرهم (أَل إِنّ َأوِْليَاء اللّ ِه لَ خَوْ ٌ
ف عََل ْيهِمْ َو َ
وتسمى من الضاد .يقال مولى رسول ال وال مولنا ،كلمات كثيرة في اللغة العربية تستعمل في هذا وهي واضحة في اللغة وفي
الستعمال القرآني.
*ما الفرق بين اليمان والتقوى؟(د.أحمد الكبيسى)
ف عََل ْيهِمْ وَلَا ُهمْ
ل إسلم عام ثم إيمان عام ثم إيمان خاص ،المرحلة الرابعة بعد اليمان الخاص التقوى (أَلَا إِنّ أَوِْليَاءَ اللّهِ لَا خَ ْو ٌ هناك أو ً
ح َزنُونَ ﴿ ﴾62يونس) من هم؟ (اّلذِينَ َآ َمنُوا َوكَانُوا َيتّقُونَ ﴿ ﴾63يونس) اليمان غير التقوى (وَلَوْ َأّنهُمْ َآ َمنُوا وَاتّقَوْا ﴿ ﴾103البقرة) يَ ْ
شوف اثنين انتقل من مسلم قولي إلى إيمان عام إلى إيمان خاص إلى تقوى (وَلَ ْو َأنّهُمْ َآ َمنُوا وَاتّقَوْا) (يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا اتّقُوا اللّهَ َوذَرُوا مَا
ن ُك ْنتُمْ مُ ْؤ ِمنِينَ ﴿ ﴾278البقرة) .إذا هكذا قلنا السلم القولي ثم اليمان العام ثم اليمان الخاص الذي ممدوح ثم التقوى. ي مِنَ ال ّربَا إِ ْ
بَ ِق َ
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
نحن قلنا اليمان الخاص المتبع للسنة يعني هذا دخل السلم في قلبه ويحاول أن يطبقه تطبيقا كاملً في النوافل وكل شيء ،يترقى يصبح
سنّة الن ترقى إلى القرآن (الم ﴿ ﴾1ذَِلكَ ا ْل ِكتَابُ لَا َريْ َ
ب فِي ِه ُهدًى متقيا ،المتقي هذا يتعامل مع القرآن بعد أن خدم في اليمان الخاص بال ُ
عبَادِهِ ا ْلعَُلمَا ُء ﴿ ﴾28فاطر) فرق بين أن يقرأ شيئا وبين أن ن ِ ِل ْلمُتّقِينَ ﴿ ﴾2البقرة) من حيث أن هذا الكتاب كما ال قال (ِإّنمَا يَخْشَى اللّ َه مِ ْ
يتعلم فيه كما قال أخونا من رأس الخيمة ،هذا يبحث في علومه هذا من المتقين وبالتالي هذا يقود من أجل ذلك دائما في القرآن الكريم ماذا
خيْرٌ لِّلذِينَ َآ َمنُوا َوكَانُوا َيتّقُونَ ﴿ ﴾57يوسف) ( َونَ ّ
ج ْينَا اّلذِينَ َآ َمنُوا َوكَانُوا َيتّقُونَ ﴿ جرُ الَْآخِرَ ِة َ
يقول؟ مثلً (اّلذِينَ َآ َمنُوا َوكَانُوا َيتّقُونَ) (وََلأَ ْ
﴾18فصلت) وهكذا كل القرآن المتقي جاء بعد اليمان الخاص بدأ يأخذ من منهل عظيم من كتاب ال عز وجل أي صار من أهل العلم
والفهم في هذا الكتاب .
):آية (69
*انظر آية (.)17
):آية (71
* ما الفرق بين النبأ والخبر؟(د.فاضل السامرائى)
النبأ كما يقول أهل اللغة أهم من الخبر وأعظم منه وفيه فائدة مهمة .والنبأ في اللغة هو الظهور وقد استعمل القرآن الكريم كلمة خبر مفردة
في موطنين في قصة موسى ) )29القصص ( )7النمل وهناك فرق بين الخبر والنبأ العظيم .وفي أخبار الماضين والرسل استعمل
ج ِمعُوا َأمْ َر ُكمْ
ت فَأَ ْ
ن َكبُ َر عََل ْيكُ ْم مَقَامِي َوتَ ْذكِيرِي بَِآيَاتِ اللّ ِه َفعَلَى اللّ ِه تَ َوكّلْ ُن كَا َ ل عََل ْيهِ ْم َنبََأ نُوحٍ ِإذْ قَالَ ِلقَ ْومِ ِه يَا قَوْمِ إِ ْ
القرآن نبأ (وَاتْ ُ
ن ( )71يونس. ظرُو ِغمّةً ُثمّ اقْضُوا ِإلَيّ وَلَا تُنْ ِ َوشُ َركَا َءكُ ْم ثُمّ لَا َيكُنْ َأمْ ُركُ ْم عََل ْيكُ ْم ُ
عمَالًا ( )103الكهف). ل ُننَ ّبُئكُ ْم بِالَْأخْسَرِينَ أَ ْ
ل هَ ْ
والصيغة الفعلية للنبأ (أنبأ) أقوى أيضا منها للخبر (أخبر) (قُ ْ
ملحوظة :في نشرات الخبار التي تقدمها الذاعات إن كان الخبر عظيما يجب أن يقال نشرة النباء وإن كان خبرا عاديا يقال نشرة
الخبار.
):آية (72
ن ﴿ ﴾12الزمر)
مي َ
سل ِ ِ
م ْ ن أَوَّ َ
ل ال ْ ُ
*(وأ ُمر ت أ َن أَكُو ن م ن ال ْم سل ِمين ﴿ ﴾72يونس) (وأ ُمر ت ِل َ َ
ن أكُو َ
ْ َ ِ ْ ُ ُ ْ ِ َ َ ِ َ ْ َ ِ ْ ُ
ْ ُ َ َ ُ
ن ﴿ ﴾104يونس)؟(د.أحمدالكبيسي) مؤْ ِ
منِي َ ن ال ُم َ
ن ِ
ن أكو َ تأ ْ مْر ُ
(وَأ ِ
ن مِنَ ا ْلمُسِْلمِينَ ﴿ ﴾72يونس) (وَُأمِرْتُ ِلأَنْ َأكُونَ أَوّلَ ا ْل ُمسِْلمِينَ ﴿ ﴾12الزمر) (وَُأمِ ْرتُ أَنْ َأكُو َ
ن مِنَ ا ْلمُ ْؤمِنِينَ قال تعالى (وَُأمِ ْرتُ أَنْ َأكُو َ
ل ا ْلمُسِْلمِينَ) حروف مختلفة ولكنها سِلمِينَ) و (أَنْ َأكُونَ مِنَ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ) و (لِأَنْ َأكُونَ أَوّ َ ﴿ ﴾104يونس) أبيّن الفرق بين (أَنْ َأكُونَ مِنَ ا ْلمُ ْ
تختلف في المعنى تماما.
ن مِنَ ا ْلمُسِْلمِينَ) وراءها إذا نتكلم عن هذه المتشابهات في هذه الية التي يخاطب ال بها رسوله :مرة يقول لرسوله الكريم (وَُأمِ ْرتُ أَنْ َأكُو َ
ل ا ْلمُسِْلمِينَ ﴿ )﴾12أدخل (لن) هذه جديدة ت لِأَنْ َأكُونَ أَوّ َ عُبدَ اللّ َه مُخِْلصًا لَ ُه الدّينَ ﴿ ﴾11وَُأمِرْ ُ يقول له في الزمر (قُلْ ِإنّي ُأمِرْتُ أَنْ أَ ْ
غير اليات الخرى ( َوُأمِرْتُ ِلأَنْ َأكُونَ أَوّلَ ا ْلمُسِْلمِينَ) وهذه هي أقوى الدللت التي تترأس جميع اليات الخرى كما سنشرحه بعد قليل.
حيَايَ َو َممَاتِي لِلّهِ َربّ ا ْلعَاَلمِينَ ﴿ ﴾162لَا شَرِيكَ لَ ُه َوبِذَِلكَ ُأمِرْتُ َوَأنَا أَوّلُ ا ْل ُمسِْلمِينَ ﴿ )﴾163هنا سكِي َومَ ْ في النعام (قُلْ إِنّ صَلَاتِي َونُ ُ
عُبدُ اللّهَ اّلذِي َيتَ َوفّاكُمْ
ن مِنْ دُونِ اللّهِ وََلكِنْ أَ ْ عبُدُ اّلذِينَ َت ْعبُدُو َ
ن دِينِي فَلَا أَ ْك مِ ْشّ ل يَا َأّيهَا النّاسُ إِنْ ُك ْنتُ ْم فِي َ أول المسلمين ،وفي يونس (قُ ْ
ن مِنَ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ ﴿ )﴾104هذه المرة (من المؤمنين) وهذه أيضا تعطي حلقة أو مرحلة من مراحل هذا النمو الكريم .طبعا ل َوُأمِرْتُ أَنْ َأكُو َ
يمكن أن نصل إلى الفروق بين هذه الختلفات اليسيرة بين كل آية وآية من حيث كونه متشابها ويحتمل أكثر من معنى ،ما سأقوله واحد
ئ في عصره بناءا على من المعاني ،يتصاعد الفهم على وفق ما للقارئ من أرضية ثقافية من عصره من زمانه من مكتشفاته وكل قار ٍ
واقعه يفهم فهما خاصا لكي يأتي الذي بعده يضيف على هذا الفهم فهما آخر .هذا في المتشابه وما من رأي يلغي الرأي الخر .في المُحكم
قد يلغي فهنالك خلف بين الفقهاء هذا يجوز وهذا حلل وهذا حرام ،هذا إلغاء للخر لن هذه قضية أحكام إذا كل ما نقوله هنا واحد من
الجتهادات تضيفه ما لم تثبت بأن هذا خطأ مائة بالمائة وهذا في المتشابه ل يكون أبدا.
ل ا ْلمُسِْلمِينَ) (مِنَ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ) ل بد سِلمِينَ) (لِأَنْ َأكُونَ أَوّ َ ن مِنَ ا ْلمُسِْلمِينَ) (أَوّلَ ا ْلمُ ْلكي نعرف ما الفرق بين هذه اليات لماذا (وَُأمِ ْرتُ أَنْ َأكُو َ
أن نعرف العلقة ،الطريق إلى ال ما هي مراحل الوصول إلى ال؟ كلنا في الطريق إلى ال ولكن الطريق إلى ال يختلف المسافرون فيه
من حيث قوتهم وشجاعتهم ووسائل سفرهم في ناس تركب حمار في ناس تركب جمل في ناس تركب سيارة ناس تركب طيارة تصل في
يومين وفي ناس يذهبون مشيا الكل سيصل لكن متفاوتون في الوصول ما هي المراحل التي ينبغي على المسلم أن يسير فيها لكي يصل
في النهاية إلى ال عز وجل؟ هذه المراحل هي السلم القولي أولً ،اليمان العام ثانيا ،اليمان الخاص ثالثا ،التقوى رابعا ،السلم
المطلق خامسا والسلم المطلق وأنت لحظ أن الطريق إلى ال يبدأ بالسلم وينتهي بالسلم بدايته إسلم ونهايته إسلم .البداية إسلم
ن قُولُوا َأسَْل ْمنَا ﴿ ﴾14الحجرات) يعني قلت ل إله إل ال (من قال ل إله إل بالقول قل ل إله إل ال (قَالَتِ ا ْلأَعْرَابُ َآ َمنّا قُلْ لَ ْم تُ ْؤ ِمنُوا وََلكِ ْ
ال دخل الجنة) (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا ل إله إل ال) حينئذٍ السلم الطريق الول البتدائي الذي يبدأ المسلم طريقه فيه إلى ال
ل يعني أن تقول ل إله إل ال وحده ل شريك له، ل صحيح هو السلم سواء كنت مسيحيا أو يهوديا أو نصرانيا أو صابئيا .السلم أو ً بشك ٍ
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
هذا عنوان الدخول إلى الطريق إلى ال ،إلى الطريق الصحيح إلى ال إذا قلت هناك إله آخر ،هناك بديل يقرب إلى ال زلفى أنت لست
مسلما وأنت خاطئ ولن تصل وليس هذا طريقك .من أجل هذا الطريق الول أن تسلم بلفظك بقولك أنا أؤمن بأن ال واحد ل شريك له
وهذا ل يحاسب على ما في قلبه وعلى فعله بل يحاسب على لسانه (إذا قالوها عصموا مني) قال له (أشققت عن قلبه؟) إذا قال النسان ل
ي إل إله إل ال حينئذٍ هذا الرجل أعلن أنه موحدٌ ل عز وجل ول يعبد إلها غير ال وهذه هي القضية المركزية لهذا الكون كله .ما من نب ٍ
أنزل ال قل لقومك أن يعبدوا ال وحده ل شريك له هكذا هذه البداية ول يوجد بداية غيرها .ل إله إل ال مصدقا بها قلبك نحن ل يعنينا
أن يكون قلبك مصدقا فيها هذه (مصدقا بها قلبك) يوم القيامة نحن فقط إذا قلتها بلسانك أيّ واحد يقول ل إله إل ال قد عصم دمه ونفسه
وماله وأخذ كل الحقوق وأصبح واحدا من المة ول يمكن لحد أن يقول له ثلث الثلثة كم؟ بأن يقول قول (إذا قالوها) من أجل هذا هذه
الخطوة الولى رجلك على أول الطريق أن تقول أنا ل أعبد أصنام ول أعبد كذا ول أشرك بال أحدا إلهي وربي واحدٌ ل شريك له (قل ل
إله إل ال) هذا هو المفتاح للطريق كله هذا هو السلم الول السلم اللفظي السلم القولي .وفي النهاية سوف ترى أن كل ما وراء ذلك
يترتب على هذه المقولة ويأتي عليها تباعا بمراحل كما البتدائية والمتوسطة وثانوي وكلية وجامعة ودكتوراه والخ .البداية البتدائي من
دون البتدائي ل يمكن أن تصل ل يمكن أن تقفز رأسا للثانوي أو الكلية ل بد من البتدائي .البتدائية في السلم (ل إله إل ال) إذا قلتها
بلسانك تكتسب جميع الحقوق وما من حق أحد أن يقول أنت كاذب أبدا والنبي صلى ال عليه وسلم رأى واحدا قتل واحدا بالقتال وكان ذلك
المشرك يقاتل قتال المستبسلين فلما صرعه المسلم وأوشك أن يهوي عليه بالسيف قال ل إله إل ال لكن هذا السيف سبق وقتله فغضب
عليه النبي غضبا شديدا قال له( أقتلته وقد قالها؟!) وكررها حتى خاف المسلم فقال (يا رسول ال إنما قالها فرقا من السيف) خوفا من
السيف قال (أشققت عن قلبه؟) يا ال! دستور ما يقبل خطأ هذا ما فيه احتمال ول شبهة ول اشتباه ول اجتهاد إذا قال ل إله إل ال كُفّ
ستَ مُ ْؤ ِمنًا ﴿ ﴾94النساء) هذا الخطوة الولى السلم القولي .بعدها تأتي الخطوة الثانية وهي عنه (وَلَا تَقُولُوا ِلمَنْ أَ ْلقَى إَِل ْيكُمُ السّلَامَ لَ ْ
ن قُولُوا أَسَْل ْمنَا) ن ﴿ ﴾14الجن) إسلم قولي (قَاَلتِ الْأَ ْ
عرَابُ َآ َمنّا قُلْ َل ْم تُ ْؤمِنُوا وََلكِ ْ اليمان وهو إيمان عام (وََأنّا ِمنّا ا ْلمُسِْلمُونَ َو ِمنّا ا ْلقَاسِطُو َ
سرَائِيلَ وََأنَا مِنَ ا ْلمُسِْلمِينَ ﴿ ﴾90يونس) ( ُر َبمَا يَوَدّ اّلذِينَ كَ َفرُوا ت بِهِ َبنُو إِ ْماذا قال فرعون وهو يغرق؟ (قَالَ َآ َمنْتُ َأنّهُ لَا إِلَهَ إِلّا اّلذِي َآ َمنَ ْ
َلوْ كَانُوا مُسِْلمِينَ ﴿ ﴾2الحجر) هذا السلم القولي مقابل الكفر ،كفر وإسلم كفر وإسلم ،كفر يعني يقول لك أنا ل أعبد ال وإسلم يقول
-وليس يعتقد -يقول فنحن ل يعنينا ماذا في قلبه يقول أنا أعبد ال وحده ل شريك له إذا صار هذا القول تصديقا صار إيمانا .الفرق بين
السلم واليمان هو هذا ،السلم يتطور حتى يصبح مصدّق مصدق أن يكون دخل بلسانه ثم قرأ وقال وال أبدا ل إله إل ال فعلً وال
هو الخالق الرازق وما في غيره ول أشرك به شيئا وكل ما عداه باطل ،اقتنع صار مؤمنا عاما هذا الذي صار مؤمنا عاما ال قال ( َوبَشّرِ
ت ﴿ ﴾25البقرة) كلما تقرأ (آمنوا وعملوا الصالحات) هذا الذي كان مسلما بلسانه صدق قلبه واعتقد ثم صدق عمِلُوا الصّالِحَا ِ اّلذِينَ َآ َمنُوا وَ َ
بقلبه وصار عملي يؤدي الصلوات ويؤدي الزكاوات صار مؤمنا عاما دخل في دائرة اليمان لكن بدون رتبة ،يعني أنت في الجيش لكن
جنّةِ ُهمْ فِيهَا خَاِلدُونَ ﴿ ﴾82البقرة) عمِلُوا الصّالِحَاتِ أُوَل ِئكَ َأصْحَابُ ا ْل َ بدون رتبة لكنك في الجيش أصبحت مقبولً (وَاّلذِينَ َآ َمنُوا وَ َ
شعِينَ ﴿ ﴾45البقرة) يعني هذا خطاب لشخص مصدق روح صلي روح صوم (يَا صبْرِ وَالصّلَاةِ وَِإّنهَا َل َكبِيرَةٌ إِلّا عَلَى ا ْلخَا ِ س َتعِينُوا بِال ّ(وَا ْ
ن ِكتَابًا مَ ْوقُوتًا ﴿ ﴾103النساء) (يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا ت عَلَى ا ْلمُ ْؤ ِمنِي َ صيَا ُم ﴿ ﴾183البقرة) (إِنّ الصّلَا َة كَانَ ْ ب عََل ْيكُمُ ال ّ َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا ُكتِ َ
َأ ْنفِقُوا ِممّا رَ َز ْقنَاكُ ْم ﴿ ﴾254البقرة) كل العبادات التي تترتب على السلم بدأ هذا الذي أسلم بلسانه يعتقد بأن ما يفعله صحيحا وأن عليه
صبِرُوا وَصَابِرُوا ﴿ ﴾200آل عمران) (يَا َأّيهَا اّلذِينَ واجبات فهذا فدخل في حظيرة اليمان العام صار من ضمن (يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا ا ْ
َآ َمنُوا كُونُوا قَوّامِينَ بِالْ ِقسْطِ ﴿ ﴾135النساء) يعني الحلل والحرام يعني هذا الرجل آمن بقلبه وبدأ يعمل الحلل والحرام هذا مؤمن عام.
إذا المرحلة الولى السلم القولي والمرحلة الثانية انتقال إلى اليمان بالتصديق والعمل هذا المؤمن العام يترقى حتى يصير مؤمنا خاصا
ح ِب ْبكُمُ اللّهُ﴿ ﴾31آل عمران) كيف نعرف هذا؟ إذا امتدحه ال في الكتاب حبّونَ اللّ َه فَا ّتبِعُونِي يُ ْ ن ُكنْتُ ْم تُ ِ
إتباعه للنبي إتباعا واضحا (قُلْ إِ ْ
العزيز .رب العالمين امتدح شرائح من المؤمنين مدحا عظيما وأعطاك مواصفاتهم ،أعطى مواصفاتهم حينئذٍ هذا المؤمن الخاص الذي يبدأ
ح ِببْكُمُ اللّهُ) إتباع مع ورع وحينئ ٍذ هذا صار من الوجهاء من حبّونَ اللّ َه فَا ّت ِبعُونِي يُ ْ ل يتبع (إِنْ ُك ْنتُ ْم تُ ِ تعامله مع النبي تطبيقا من الن رج ً
المقدّمين في الطريق إلى ال في النهاية إذا استمر سيصل إلى أعلى الدرجات.
):آية (73
*ما اللمسة البيانية في تذكير كلمة عاقبة مرة وتأنيثها مرة أخرى ؟(د.فاضل السامرائى)
في لغة العرب يجوز تذكير وتأنيث الفعل فإذا كان المعنى مؤنّث يستعمل الفعل مؤنثا وإذا كان المعنى مذكّرا يُستعمل الفعل مذكّرا،
ن عَا ِقبَةُ ا ْل ُمكَ ّذبِينَ { )}11وسورة ف كَا َ
ظرُو ْا َكيْ َ ض ثُمّ ان ُوالمثلة في القرآن كثيرة منها قوله تعالى في سورة النعام (قُلْ سِيرُو ْا فِي الَرْ ِ
ن { )}73المقصود ن عَا ِقبَةُ ا ْلمُنذَرِي َ
ف كَا َ
لئِفَ وَأَغْ َر ْقنَا اّلذِينَ َك ّذبُواْ بِآيَا ِتنَا فَانظُ ْر َكيْ َ
جعَ ْلنَاهُ ْم خَ َ
ج ْينَاهُ َومَن ّمعَهُ فِي الْفُ ْلكِ َو َ يونس ( َف َكذّبُو ُه َفنَ ّ
ل َفسَوْفَ عمَلُو ْا عَلَى َمكَا َن ِتكُمْ ِإنّي عَامِ ٌ
ل يَا قَ ْومِ ا ْ
بالعاقبة هنا محل العذاب فجاء الفعل مذكرا ،أما في قوله تعالى في سورة النعام (قُ ْ
ن عِندِهِ َومَن َتكُونُ ل مُوسَى َربّي أَعَْل ُم ِبمَن جَاء بِا ْلهُدَى مِ ْ ن { )}135سوة القصص ( َوقَا َ ح الظّاِلمُو َ ل يُفْلِ ُ
ن مَن َتكُونُ لَ ُه عَا ِقبَ ُة الدّارِ ِإنّهُ َ َتعَْلمُو َ
ن { )}37فجاء الفعل مؤنثا لن المقصود هو الجنّة نفسها. لَ ُه عَا ِقبَةُ الدّارِ ِإنّهُ لَا يُفْلِحُ الظّاِلمُو َ
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
َ خلَئ ِض َ َ
ن كَذَّبُوا ْ بِآيَاتِن َضا فَانظُْر
ف وَأغَْرقْن َضا ال ّذِي َض جعَلْنَاهُض ْ
م َ ه فِضي الْفُل ْض ِ
ك وَ َ من َّ
معَض ُ جيْنَاه ُض وَض َ*(فَكَذَّبُوه ُض فَن َ َّ
ن ( )73يونس) استشعار معاني هذه الية فهل يمكن إظهار اللمسات منذ َرِي َة ال ْ ُ
ن عَاقِب َ ُ ف كَا َ كَي ْ َ
البيانية في الية؟(د.فاضل السامرائى)
ن ( )73يونس) ن عَا ِقبَةُ ا ْلمُنذَرِي َف كَا َلئِفَ وَأَغْ َر ْقنَا اّلذِينَ َك ّذبُواْ بِآيَا ِتنَا فَانظُ ْر َكيْ َ جعَ ْلنَاهُ ْم خَ َ
ج ْينَاهُ َومَن ّمعَهُ فِي الْفُ ْلكِ َو َ نقرأ الية ( َف َكذّبُو ُه َفنَ ّ
نلحظ أنه هو في المغرَقين ذكر الصِلة قال (وَأَغْ َر ْقنَا اّلذِينَ َك ّذبُو ْا بِآيَا ِتنَا) يعني التي بسببها أغرِقوا ،ذكر سبب الغراق وقال من معه ولم
يذكر شيئا .هناك فريق كذّب فلما ذكر الذين كذبوا معنى من معه ليس منهم يعني صدّق ،إذن ذكر علة الغراق نفهم من قوله أنه ليس
ن عَا ِقبَةُ ا ْلمُنذَرِينَ) قال (كان) ولم يقل (كانت) إذا ذكّر العاقبة تكون بمعنى العذاب في القرآن كله هذا ف كَا َ معهم وإنما من المصدقين( .كَيْ َ
ن عَا ِقبَةُ ا ْل ُم َكذّبِينَ ( )25الزخرف) العاقبة ينظر فيها إلى المعنى والعذاب مذكّر ينظر فيها إلى المعنى ف كَا َ خط عام في القرآن (فَانظُ ْر َكيْ َ
(مراعاة المعنى) وحيث كانت العاقبة مؤنثة فهي بمعنى الجنة (مَن َتكُونُ لَ ُه عَا ِقبَ ُة الدّا ِر ( )135النعام) لن الجنة مؤنثة فأنّث الفعل.
العذاب مذكر ليس معناه جهنم وإنما العذاب في الدنيا أيضا .العذاب مذكّر يُذكّر الفعل ،العاقبة لما تكون بمعنى الجنة تحديدا يؤنّث الفعل،
هذه من خصوصيات الستعمال القرآني وهي في اللغة جائزة وإنما في القرآن يدل على أن التعبير مقصود .هنالك أمر آخر في هذه القصة
جيْنَاهُ وَاّلذِينَ َمعَهُ فِي ا ْلفُ ْلكِ ( )64العراف) وليس (فنجيناه ومن معه) (من والذي) كلهما إسم نفسها في العراف قال ( َف َكذّبُو ُه َفأَن َ
موصول .القصة واحدة واللفاظ مختلفة لكنها ليست متناقضة ،نجّاه وأنجاه المعنى ل يختلف وإنما يبقى سبب الختيار .نجيناه وأنجيناه ل
يختلف المعنى وإنما الفرق بين فعّل وأفعل مثل علّم وأعلم ،فعّل يحتاج إلى تدرج مدة طويلة ،معناه مكث وقت طويل ثم نجى ،أنجا ذكرها
على وجه السرعة لما ضرب موسى العصى قال (فأنجيناه) لم يلبث ولم يبق كما بقي بنو إسرائيل في مصر كذلك لما ألقى إبراهيم في
النار قال تعالى (فأنجيناه) لم يلبث فيها ،وكذلك وصّى وأوصى ،فعل وأفعل ،فعّل فيها لبث وتمهل وأفعل في الغالب ليست كذلك ثم بحسب
السياق هو هو في سياق السراع أو ل فيستعمل كل فعل بما يناسب السياق .الملحظ أنه في سورة يونس كانت الحالة أشد لن ال تعالى
ن َكبُرَ ن كَا َ ل عََل ْيهِ ْم َنبََأ نُوحٍ ِإذْ قَالَ ِلقَ ْومِ ِه يَا قَوْمِ إِ ْ
ذكر أمورا أشد وأحيانا يوجز في قصص النبياء وأحيانا يفصل فيها .في يونس قال (وَاتْ ُ
ن( غمّةً ثُمّ ا ْقضُوا إَِليّ وَلَا ُتنْظِرُو ِ ش َركَا َءكُ ْم ثُمّ لَا َيكُنْ َأمْ ُركُ ْم عََل ْيكُ ْم ُ
ج ِمعُوا َأمْ َركُمْ وَ ُ
ت فََأ ْعََل ْيكُ ْم مَقَامِي َو َتذْكِيرِي بَِآيَاتِ اللّ ِه َفعَلَى اللّ ِه تَ َوكّلْ ُ
ب يَوْمٍعذَا َ ف عََل ْيكُ ْم َغيْ ُرهُ ِإنّي أَخَا ُ عُبدُوا اللّ َه مَا َلكُ ْم مِنْ ِإلَهٍ َ ل يَا قَوْمِ ا ْ س ْلنَا نُوحًا ِإلَى قَ ْومِ ِه فَقَا َ ))71يتحدّاهم تحديا .في العراف (لَ َقدْ أَرْ َ
ل مِنْ رَبّ ا ْلعَاَلمِينَ (ُ )61أبَّلغُكُمْ س بِي ضَلَالَةٌ وََل ِكنّي َرسُو ٌ ل يَا قَ ْومِ َليْ َل ُمبِينٍ ( )60قَا َ ضلَا ٍ
ك فِي َ ن قَ ْومِهِ ِإنّا َلنَرَا َ عَظِي ٍم ( )59قَالَ ا ْلمَلَُأ مِ ْ
ت َربّي وََأنْصَحُ َلكُمْ َوأَعْلَ ُم مِنَ اللّ ِه مَا لَا َتعَْلمُونَ ( ))62فقط ،في يونس الموقف أشد .متي يأتي الناس عادة ويستغرقون في الفكار رِسَالَا ِ
لما يكونوا في موقف عافية ورخاء أو في موقف شدة؟ في موقف الشدة ينصرفون وفي الرخاء يقبلون كما حصل في المنافقين في المدينة،
في مكة كان أشد فل يأتي إل القلّة ،إذن في مواقف الشدة الناس يعزفون إل إذا كان عندهم دافع قوي وإيمان قوي وإذا كان في موقف
رخاء قد يدخلون .كم واحد (من)؟ (من) تحتمل المفرد والثنين والجمع ،أما (الذين) فل تحتمل إل الجمع ول تحتمل الواحد أو الثنين ففي
موقف الشدة استعمل (من) لذا قال (فنجيناه ومن معه) لن (من) قد تحتمل الواحد وهي أقل من (الذين).
آية (:)75
*ما الفرق بين البعث والرسال ؟(د.فاضل السامرائى)
بعث فيه معنى الرسال تقول بعثت شخصا فيه معنى الرسال لكن في بعث أيضا معاني غير الرسال .الرسال أن ترسل رسولً تحمّله
رسالة لطرف آخر .البعث قد يكون فيه إرسال وفيه معاني أخرى غير الرسال أي فيه إرسال وزيادة .تبعث بارِك أي الجمل ،تبعث
الموتى ليس بمعنى إرسال ولكن يقيمهم ،فيه إثارة وإقامتهم (إن للفتنة بعثات) أي إثارات ،فيها تهييجَ ( .وقَالَ َلهُ ْم َنبِ ّيهُمْ إِنّ اللّ َه َق ْد َبعَثَ َلكُمْ
ث فِي ت مَِلكًا ( )247البقرة) أي أقامه منكم .ولذلك عموما أن البعث يستعمل فيما هو أشد .نضرب مثالً( :قَالُوا أَ ْرجِهِ وَأَخَاهُ وَا ْبعَ ْ طَالُو َ
ن ( )111العراف) والقصة قصة موسى في الحالتين: ل فِي ا ْلمَدَآئِنِ حَاشِرِي َ ن ( )36الشعراء) و (قَالُواْ أَ ْرجِهْ وَأَخَاهُ وَأَ ْرسِ ْ ا ْلمَدَائِنِ حَاشِرِي َ
ك ِبكُلّ سَحّا ٍر عَلِي ٍم ( )37الشعراء) المل يقولون لفرعون وابعث في المدائن وأرسل في المدائن .ننظر لتكملة كل آي من اليتين (يَ ْأتُو َ
صيغة مبالغة والثانية (يَ ْأتُوكَ ِبكُلّ سَاحِ ٍر عَلِي ٍم ( )112العراف) ليس فيها مبالغة ساحر ليس فيها مبالغة بينما سحار فيها مبالغة لنه في
الشعراء المحاجة أشد مما كانت في العراف .لو قرأنا قصة موسى وفرعون في الشعراء المواجهة أشد من العراف وفرعون كان
غاضبا فقالوا وابعث في المدائن أنت أرسل وأقم من المدينة من يهيّج عليه أيضا هذا معنى (ابعث) هذا البعث ،أن تبعث أي تهيّج ،تقيم لذا
قال بعدها (بكل سحار عليم) ولما قال أرسل قال (بكل ساحر عليم) .مثال آخر (ثُمّ َب َع ْثنَا مِن َب ْعدِهِم مّوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ َومََلئِهِ
ن ( )45إِلَى فِرْعَوْنَ َومََلئِهِ ن ّمبِي ٍ ن بِآيَاتِنَا وَسُلْطَا ٍ ج ِرمِينَ ( )75يونس) (ثُمّ أَرْسَ ْلنَا مُوسَى وََأخَاهُ هَارُو َ س َت ْكبَرُواْ َوكَانُو ْا قَ ْومًا مّ ْ
بِآيَاتِنَا فَا ْ
س َت ْكبَرُوا َوكَانُوا قَ ْومًا عَالِينَ ( )46المؤمنون) نفس الدللة لكن هذه في يونس والخرى في المؤمنون .لو قرأنا ماذا في يونس وفي فَا ْ
جدْنَا عََليْ ِه آبَاءنَا َو َتكُونَ عمّا َو َ ج ْئ َتنَا ِلتَلْ ِف َتنَا َ
المؤمنون نجد في يونس كانت محاجة شديدة بين موسى وفرعون وإيذاء لبني إسرائيل (قَالُواْ أَ ِ
ل يُفْلِحُ
ل مُوسَى أَتقُولُونَ ِللْحَقّ َلمّا جَاءكُمْ َأسِحْ ٌر هَـذَا َو َ َل ُكمَا ا ْل ِكبْ ِريَاء فِي الَ ْرضِ َومَا نَحْنُ َل ُكمَا ِبمُ ْؤمِنِينَ ( ))78ثم قال موسى (قَا َ
حيَا ِة ال ّدنْيَا َرّبنَا ِليُضِلّو ْا عَن ل فِي ا ْل َ ت فِرْعَوْنَ َومَلهُ زِينَةً وََأمْوَا ً ل مُوسَى َربّنَا ِإّنكَ آ َتيْ َ ن ( ))77ثم موسى دعا على فرعون ( َوقَا َ السّاحِرُو َ
ب الَلِي َم ( ))88هذا كله في يونس دعا عليهم .أما في حتّى يَرَوُ ْا ا ْلعَذَا َل يُ ْؤ ِمنُواْ َ شدُ ْد عَلَى قُلُوبِهِ ْم فَ َ
س عَلَى َأمْوَاِلهِمْ وَا ْ طمِ ْسبِيِلكَ َرّبنَا ا ْ َ
س َت ْكبَرُوا َوكَانُوا قَ ْومًا ن ( )45إِلَى فِرْعَوْنَ َومََلئِهِ فَا ْ ن ّمبِي ٍ
ن بِآيَاتِنَا وَسُلْطَا ٍالمؤمنون فهي عبارة عن آيتين فقط (ثُمّ أَرْسَ ْلنَا مُوسَى وََأخَاهُ هَارُو َ
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
ن ِمثِْلنَا َوقَ ْو ُمهُمَا َلنَا عَا ِبدُونَ (َ )47ف َك ّذبُو ُهمَا َفكَانُوا مِنَ ا ْل ُمهْلَكِينَ ( ))48انتهت القصة في المؤمنون بينما في عَالِينَ ( )46فَقَالُوا َأنُ ْؤمِنُ ِلبَشَ َريْ ِ
يونس كلم طويل وفيه قوة ودعاء عليهم فقال بعثنا وفي المؤمنون قال أرسلنا .حتى لما يتكلم عن الرسول (هُوَ اّلذِي َبعَثَ فِي الُْأ ّميّينَ
ل مّبِينٍ ( )2الجمعة) (هُوَ اّلذِي أَ ْرسَلَ رَسُولَهُ ح ْكمَةَ وَإِن كَانُوا مِن َقبْلُ َلفِي ضَلَا ٍ رَسُولًا ّمنْهُ ْم َيتْلُو عََل ْيهِ ْم آيَاتِهِ َويُ َزكّيهِمْ َو ُيعَّل ُمهُمُ ا ْل ِكتَابَ وَالْ ِ
ن ( )33التوبة) لم يذكر شيئا آخر ال تعالى يظهر على الدين كله( ،هُوَ اّلذِي علَى الدّينِ كُلّهِ وََلوْ َكرِهَ ا ْلمُشْ ِركُو َ ظهِ َرهُ َبِا ْلهُدَى َودِينِ الْحَقّ ِليُ ْ
ل رَسُولَ ُه بِا ْلهُدَى َودِينِ الْحَقّ شهِيدًا ( )28الفتح) انتهت( ،هُوَ اّلذِي َأرْسَ َ ظهِرَ ُه عَلَى الدّينِ كُلّهِ َوكَفَى بِاللّهِ َ ل رَسُولَ ُه بِا ْل ُهدَى َودِينِ الْحَقّ ِليُ ْ َأرْسَ َ
عذَابٍ أَلِيمٍ ( )10الصف) أما (هُوَ اّلذِي ن ( )9يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا هَلْ َأدُّلكُ ْم عَلَى تِجَارَ ٍة تُنجِيكُم مّنْ َ علَى الدّينِ كُلّهِ وََلوْ َكرِهَ ا ْلمُشْ ِركُو َ ظهِ َرهُ َ
ِليُ ْ
ل ّمبِينٍ ( )2الجمعة) فيها عمل ضلَا ٍ
ح ْكمَةَ وَإِن كَانُوا مِن َقبْلُ َلفِي َعَليْهِ ْم آيَاتِهِ َويُ َزكّيهِمْ َو ُيعَّل ُمهُمُ ا ْل ِكتَابَ وَالْ ِ
ث فِي الُْأ ّميّينَ َرسُولًا ّم ْنهُ ْم َيتْلُو َ َبعَ َ
عَليْكُمْ
عدُ أُول ُهمَا َب َع ْثنَا َ
للرسول .فالبعث هو أشد وفيه حركة أما الرسال فل ،فالبعث هو الرسال وزيادة ولهذا قال تعالى ( َفِإذَا جَاء وَ ْ
عدًا مّ ْفعُولً ( )5السراء)) فيه قوة وقسوة وعمل. ل الدّيَارِ َوكَانَ وَ ْ شدِيدٍ َفجَاسُواْ خِلَ َ عبَادًا ّلنَا أُ ْولِي بَ ْأسٍ َ ِ
آية (:)77
*هل يُضمر القول في القرآن الكريم؟(د.فاضل السامرائى)
أحوال القول والمقول يمكن أن نجمل أهم أحكامها في عبارات صغيرة.
ع ْبدُ اللّ ِه ( )30مريم) القول هو الفعل و(إني عبد ال) هو المقول. الكثير أن يذكر القول والمقول هو الصل (قَالَ ِإنّي َ
يمكن أن يحذف فعل القول ويذكر المقول ل يقول قال أو يقول لكنه مفهوم وهذا كثير أيضا مثال(وَِإذْ يَ ْرفَعُ ِإبْرَاهِي ُم الْقَوَاعِ َد مِنَ ا ْل َبيْتِ
سمِيعُ ا ْلعَلِي ُم ( )127البقرة) هذا مقول القول وحذف الفعل وأبقى المقول. ل ِمنّا ِإّنكَ أَنتَ ال ّ سمَاعِيلُ َرّبنَا تَ َقبّ َْوإِ ْ
ل مُوسَى أَتقُولُونَ ِللْحَقّ َلمّا جَاءكُمْ َأسِحْرٌ أحيانا يذكر فعل القول لكن يحذف المقول ولكنه ظاهر في السياق عكس الحالة السابقة مثل (قَا َ
ن ( )77يونس) ما هو القول؟ هم لم يقولوا أسحر هذا ول يفلح الساحرون وإنما هم قالوا هذا سحر ،قول (أسحر ح السّاحِرُو َ ل يُفْلِ ُ
هَـذَا َو َ
هذا) هذا قول موسى وأضمر مقولهم هم وهو مفهوم من السياق.
وهنالك حالة أخرى أن يذكر مقولن لقائلين مختلفين ويحذف فعل القول منهما الثنين ويتصلن كأنهما مقولن لقول واحد لكن المعنى
ل مِن سُو ٍء بَلَى إِنّ اللّ َه عَلِي ٌم ِبمَا كُنتُمْ َت ْعمَلُونَ سهِ ْم َفأَلْقَ ُواْ السَّل َم مَا ُكنّا َنعْمَ ُ
ن َتتَ َوفّاهُمُ ا ْلمَل ِئكَةُ ظَاِلمِي أَنفُ ِ واضح يجري عليه السياق مثل (اّلذِي َ
( )28النحل) هم قالوا (ما كنا نعمل من سوء) والرد (بلى إن ال عليم بما كنتم تعلمون) هذا ليس قائلً واحدا وإنما هذا قائل آخر وحذف
فعل القول لم يقل قالوا ما كنا نعمل من سوء ولم يقل قال بلى مفهوم من السياق فحذف فعل القول من الثنين وأدمج المقولين لكنه مفهوم
من السياق.
وهنالك حالة أخرى أن يذكر فعل القول ومقوله ويدرج معه قول لقائل آخر فيبدو كأنهما مقولن لشخص واحد لكن في الحقيقة ل ،مثل
ن ( )51يوسف) ،ويوسف قال (ذَِلكَ ِل َيعْلَمَ َأنّي لَ ْم أَ ُ
خنْهُ صحَصَ ا ْلحَقّ َأنَاْ رَاوَدتّ ُه عَن نّفْسِهِ وَِإنّهُ َلمِنَ الصّا ِدقِي َ ت امْرَأَ ُة ا ْلعَزِي ِز النَ حَ ْ (قَالَ ِ
ت مَا جَزَاء مَنْ أَرَا َد بِأَهِْلكَ سُ َوءًا ِإلّ أَن يُسْجَنَ أَوْ ن ( ))52هذا كلم يوسف ،هي رمته بالخيانة (قَاَل ْ ل يَ ْهدِي َكيْدَ الْخَا ِئنِي َبِا ْلغَيْبِ َوأَنّ اللّ َه َ
ل َيهْدِي َكيْدَ ا ْلخَا ِئنِينَ ( ))52سيدنا يوسف يتحدث عن العزيز أنه لم يخن خنْهُ بِا ْل َغيْبِ وَأَنّ اللّ َه َ عذَابٌ أَلِيمٌ (( ،))25ذَِلكَ ِل َيعْلَمَ َأنّي لَمْ َأ ُ َ
ن َربّي غَفُو ٌر رّحِي ٌم ( ))53هذا كلم يوسف أيضا (ذلك) أي ل مَا َرحِمَ َربّيَ إِ ّ لمّا َر ٌة بِالسّوءِ ِإ ّ
س َ ن النّفْ َالعزيز بالغيبَ ( ،ومَا ُأبَرّىءُ َنفْسِي إِ ّ
صحَصَ ا ْلحَقّ َأنَ ْا رَاوَدتّهُ عَن نّفْسِهِ وَِإنّهُ َلمِنَ الصّا ِدقِينَ ()51 ت امْرََأةُ ا ْلعَزِي ِز النَ حَ ْ الكلم الذي قالته امرأة العزيز ،كلمها هي (قَالَ ِ
ل َيهْدِي َك ْيدَ ا ْلخَا ِئنِينَ ( .))52في قوله تعالى (يوسف أعرض خنْ ُه بِا ْل َغيْبِ وَأَنّ اللّ َه َيوسف) وانتهى كلمها ،ويوسف قال (ذَِلكَ ِل َيعْلَمَ َأنّي َلمْ أَ ُ
عن هذا ()) يكلم شخصين لكن القائل واحد.
هنالك حالة أخرى أن يذكر فعل القول لكن ل يذكر المقول وإنما يذكر فحواه (قُل ّل ِعبَادِيَ اّلذِينَ آ َمنُو ْا يُقِيمُواْ الصّلَ َة ( )31إبراهيم) قل هذا
فعل القول والمقول لم يذكره وإنما ذكر الفحوى يقيموا الصلة هذا فحوى قوله تعالى وليس هو القول لم يقل أقيموا الصلةَ ( ،وقُل ّل ِعبَادِي
حسَنُ ( )53السراء) هذا ليس هو نص القول وإنما فحواه .فهذه أبرز أحوال القول في القرآن الكريم .ولكل حالة من هذه يَقُولُواْ اّلتِي ِهيَ أَ ْ
الحالت دللتها وسياقها الذي تروى فيه.
آية (:)89(-)87
َض سى وَأ َ ِ َ
صضَر
م ْ
ما ب ِ ِ ن تَبَوَّآ َ لِقَوْ ِ
مك ُ َ خيه ِض أ ْ مو َ حيْن َضا إِلَى ُ *ما دللة إ ستعمال الج مع في قوله تعالى (وَأوْ َ
بيوت ا واجعلُوا بيوتك ُضضم قبل َ ً َ
ن ( )87يونضضس) مضضع أن الخطاب منِي َضض شرِ ال ْ ُ
مؤْ ِ صَلةَ وَب َ ّ ِ
موا ال ّضضَ
ة وَأقِي ُ ْ ِ ْ ُُ َ ُ ُ ًضض َ ْ َ
للمثنى؟(د.حسام النعيمى)
جعَلُوا
( َتبَوّءآَ) الكلم مع موسى وهارون بالمثنّى لكن لما أراد من جمهور بني إسرائيل أن يجعلوا هذه البيوت قِبلة إستعمل الجمع فقال (وَا ْ
ُبيُو َتكُمْ ِقبْلَةً) أي تجمعوا في هذه البيوت لتكن بيوتكم أماكن إجتماع فجاء الجمع وهو ليس لموسى وهارون هنا وإنما لعموم بني إسرائيل.
خيهضضِ أَن تَبَوَّءَا
سى وَأ َ ِ حيْن َضضا إِلَى ُ
مو َضض
َ
* مضضا دللة التحول مضضن المثنضضى إلى الجمضضع فضضي اليضضة (وَأ ْو َ
لِقَومك ُضما بم صر بيوت ا واجعلُوا ْ بيوتك ُضم قبل َ ً َ
منِي نَض ( )87يونضس)؟ بينمضا شرِ ال ْ ُ
مؤْ ِ موا ْ ال َّض
صلَةَ وَب َ ّ ِ ة وَأقِي ُ ُُ َ ْ ِ ْ ْ ِ َ ِ ِ ْض َ ُ ُ ًض َ ْ َ
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
َ َ ُ
ن ( )89يونضس) ن ل َ يَعْل َ ُ
مو َض ل ال ّذِي َض سبِي ما وَل َ تَتَّبِعَآ ِ ّض
ن َض ستَقِي َ جيب َضت دَّعْوَتُك ُض َ
ما فَا ْض ل قَد ْ أ ِ
فضي اليضة (قَا َ
كلها مثنى؟(د.حسام النعيمى)
ن (َ )87وقَا َ
ل جعَلُواْ بُيُو َتكُ ْم ِقبْلَةً وََأقِيمُواْ الصّلَ َة َوبَشّرِ ا ْلمُ ْؤ ِمنِي َ حيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن َتبَوّءَا لِقَ ْو ِم ُكمَا ِبمِصْ َر ُبيُوتًا وَا ْ الية الكريمة (وَأَ ْو َ
ش ُددْ عَلَى ُقلُو ِبهِمْ فَلَ س عَلَى َأمْوَاِل ِهمْ وَا ْ ط ِم ْسبِيِلكَ َرّبنَا ا ْ حيَا ِة الدّ ْنيَا َرّبنَا ِليُضِلّو ْا عَن َ
ل فِي الْ َ ت ِفرْعَوْنَ َومَلهُ زِينَةً وََأمْوَا ً مُوسَى َرّبنَا ِإّنكَ آ َتيْ َ
ل َيعَْلمُونَ ( .))89تبوءا مثنى ثم قال واجعلوا سبِيلَ اّلذِينَ َ ل َتتّ ِبعَآنّ َ للِي َم ( )88قَالَ َقدْ أُجِيبَت دّعْ َوُتكُمَا فَا ْ
ستَقِيمَا َو َ حتّى يَرَوُ ْا ا ْلعَذَابَ ا َ يُ ْؤ ِمنُواْ َ
صار جمعا و بعد ذلك تكلم بالمفرد (وبشّر) إذن لدينا مثنى ،جمع ومفرد فل بد من الوقوف عند كل جزئية من هذه الجزئيات.
ل َمعَنَا َبنِي سْأولً بنو إسرائيل هؤلء ل شك أنهم كانوا يسكنون في بيوت ،كانوا في مصر وموسى جاء وطلب من فرعون قال (أَنْ أَرْ ِ
ل ( )17الشعراء) بنو إسرائيل ما كانوا يعيشون في الهواء ،كان عندهم بيوت .كانوا في مصر معذّبين وأم موسى كانت في مصر ِإسْرَائِي َ
وهي التي ألقت بولدها في اليم ،إذن هم عندهم بيوت فلما يقول (تبوءا لقومكما بمصر بيوتا) معنى ذلك تبوءا بيوتا جديدة .هذه البيوت
الجديدة هي بيوت مهيّأة للسفر لنه كان يريد أن يُخرِج قومه من مصر فل يُتصور أن يطلب إليهم أن يبنوا بيوتا جديدة بالطابوق وبالجُر.
معنى ذلك أنهم كأنما خطوا خطوة في طريق الهجرة ،هذه الخطوة التي طُلِب من موسى وأخيه طبعا لما كان الكلم في تمشية شؤون المة
ممكن أن يوحى إلى هارون كما أوحي إلى موسى لن هذه القضية تتعلق بعمل وإجراءات تخص الناس فيمكن أن يوحى للرسول ومؤازره
ح ْينَا إِلَى مُوسَى وََأخِيهِ). فلذلك قال (وََأوْ َ
(تبوءا) :التبوء هو التخاذ ،إتخذا البيت وقالوا البيت مباءة للنسان لن أصل باء بمعنى رجع وكأنما النسان لما يخرج من بيته يرجع إليه
حيّزا إِلَى ِفئَةٍ ل ُمتَحَرّفا لّ ِقتَالٍ أَ ْو ُمتَ َ دائما يعني يبوء إلى داره ،باء بمعنى رجع إلى مكانه وأحيانا تكون رجع عامة ( َومَن يُوَّلهِ ْم يَ ْو َمئِ ٍذ دُبُرَهُ ِإ ّ
ج َهنّمُ َو ِبئْسَ ا ْلمَصِي ُر ( )16النفال) رجع من عمله بغضب من ال سبحانه وتعالىِ( ،إنّي أُرِيدُ أَن َتبُوءَ ب مّنَ اللّهِ َومَأْوَاهُ َ َف َقدْ بَاء ِبغَضَ ٍ
ن ( )29المائدة) ترجع من هذا العمل حاملً إثمي( .تبوءا لقومكما بيوتا) إذن هي ب النّارِ َوذَِلكَ جَزَاء الظّاِلمِي َ صحَا ِن مِنْ أَ ْ ك َفتَكُو َ بِِإ ْثمِي وَِإ ْث ِم َ
بيوت جديدة ممكن أن تكون خيما أو بيوتا مما يسمى الخصّ .البيت هو ما يبيت فيه النسان ،البناء الذي يبيت فيه النسان الذي هو
الحجرة .البيت في الصل ،النسان قديما ما كان يبني غرفا كثيرة وإنما يبني غرفة طويلة ويغتسل فيها وينام فيها ويستقبل الضيوف فيها،
حجُرَاتِ ك مِن وَرَاء الْ ُ الرسول كان لديه بيوت أمهات المؤمنين أي كل واحدة لها حجرتها .والطابق العلوي يسمى غرفة( ،إِنّ اّلذِينَ ُينَادُونَ َ
َأ ْكثَرُ ُهمْ لَا َيعْقِلُونَ) وبيت عائشة رضي ال عنها معروف إلى اليوم الذي فيه قبر الرسول وقبر صاحبيه أبو بكر وعمر رضي ال عنهما.
والكعبة أطلق عليها بيت لنها مثل الحجرة ،تجويف واحد ،بناء واحد.
هذا هو البيت ،كل منهم يبني بيت مؤقت لسرته ،هذه البيوت كأنما طُلِب إليهم أن يجعلوا إتجاهها أي إتجاه الفتحة فيها بإتجاه القبلة،
(واجعلوا بيوتكم) الن الكلم مع موسى وهارون ،الن التفت إلى بني إسرائيل وموسى وهارون أي أنتم جميعا يا بني إسرائيل إجعلوا
بيوتكم قبلة .وقف العلماء عند كلمة قبلة هنا ما المراد بها :قسم قالوا بعضها مقابل بعض ،وقسم قال :إجعلوا بيوتكم التي كانت في الشام
قِبلة صلّوا إليها ،قسم قال :مساجد ،صلّوا فيها ،صلوا في هذه المساجد .العرب تسمي التوجه إلى الكعبة قِبلة ،إلى الن في العامية
المصرية يقولون :هذا قِبلي أو بحري ،قِبلي أي بإتجاه الكعبة .هل كانت قبلة موسى الكعبة؟ الجواب نعم .قبلة إبراهيم ومن وراءَه
وقِبلة موسى كانت الكعبة لكن يبدو أنه بعد ذلك في بعض أنبياء بني إسرائيل حدث نسخ وتحولوا إلى بيت المقدس ،غالبا لنها صارت
موطنا للصنام فما عاد ُيتّجه إليها لنها كانت موضع أصنام ،أو لسبب آخر ،المهم أن إبراهيم لما رفع القواعد من البيت إتجه إلى
الكعبة وذريته تتجه إلى الكعبة وهي القِبلة الحقيقية لعباد ال الصالحين وكان التحول عنها لغرض معين في أول السلم ثم عادوا إلى
القِبلة.
(وأقيموا الصلة) يستدل العلماء منها باتجاه المعنى أنه إجعلوا بيوتكم متجهة إلى الكعبة وصلّوا.
والن إلتفت إلتفاتا آخر (وبشر المؤمنين) أن البشارة إنما تكون من الرسول لن يكون لها وقع أعظم من أن تكون من هارون أو منهما ،
فنجد أنه مرة ثنّى للشتغال بشؤون الناس ومرة جمع لن المر عام ورجع فأفرد لن البشارة من الرسول تكون أوقع وأعلى منزلة
بخلف لو جاءت البشارة من شخص معه .هارون كان نبيا لن الرسول هو صاحب الرسالة ،النبي يكون مع الرسول أو بعد الرسول يبلّغ
رسالة الرسول ويبشر برسالة النبي فإذن كل رسول هو نبي ولكن ليس كل نبي رسول.
فائدة اللتفات في اللغة من ضمير إلى ضمير :هذا التلوين في العبارة مع الرتباط في المعنى لنه وجدنا المعنى مترابطا ،مرة كلّم الثنين
ثم كان ل بد أن يكلّم الجميع (واجعلوا بيوتكم) ول يمكن أن يقول :فاجعل بيوتكما معناه بيت موسى وهارون سيكونان قبلتين وليس هذا
المراد وإنما المراد جميع البيوت تتجه بإتجاه القِبلة لسباب لن بعض العلماء يقولون لو نظرنا إلى المكان لن (بمصر) فيها كلم ،ما
المراد بمصر؟ ما دامت ُمنِعت من الصرف فهي مصر المعلومة الحالية لكن ليست بالحدود الحالية .قالوا المراد بمصر بعضهم قال
السكندرية لنها كانت قديمة والبعض قال المراد الجيزة بدليل الهرام ،كانوا هناك ويبدو أن الراجح -وال أعلم -أنها ممفيس التي هي
عثِر على جثمانه في الجنوب أو طيبة .لماذا يرجحه بعض المؤرخين؟ قالوا لنه هذه المنطقة هي المنطقة التي كان فيها الفرعون الذي ُ
واكتُشِف أنه مات غرقا (فرعون موسى) كان من السرة التاسعة عشرة الفرعونية وهذا الوقت كان هو وقت موسى فيرجح بعض
المؤرخين أن تكون هذه الجراءات والعملية كانت في ممفيس وأن بني إسرائيل مشوا مع البحر الحمر ،ما مشوا مع نهر النيل ،ساروا
مع البحر الحمر بانتظار أن يصلوا إلى منطقة قناة السويس الحالية ويحاولون العبور هناك ،يبدو في تلك المنطقة هناك أدركهم فرعون
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
ولو ساروا بالطريق المعهود مع نهر النيل كانوا حوصروا مبكرا لكن إتخذوا لنفسهم مكانا بعيدا عن الطريق مع ساحل البحر الحمر إلى
أن وصلوا إلى هذه المنطقة الضيقة التي يعبر منها باتجاه سيناء ومن هناك إتخذوا البر بعد ذلك.
ُ
سبِي َ
ل ما وَل َ تَتَّبِعَآ ِ ّض
ن َض ستَقِي َ جيب َضت دَّعْوَتُك ُض َ
ما فَا ْض ل قَد ْ أ ِ
نض فضي اليضة (قَا َ
* لماذا أثبضت النون فضي تتبعا ّ
َ
ن ( )89يونس)؟ (د.حسام النعيمى) مو َن ل َ يَعْل َ ُ
ال ّذِي َ
قبل هذه الية ،ننظر ماذا دعا موسى ،لما كان موسى يدعو ،صحيح غير مذكور دعاءه ،هارون كان يؤمّن معناه أن المؤمّن داعي لما
سبِيِلكَ
حيَا ِة الدّ ْنيَا َرّبنَا ِليُضِلّواْ عَن َل فِي الْ َ ت ِفرْعَوْنَ َومَلهُ زِينَةً وََأمْوَا ً ل مُوسَى َرّبنَا ِإّنكَ آ َتيْ َ يقول آمين إذن هو يدعو .قال موسى ( َوقَا َ
ب الَلِي َم ( )88هذه اللم يسمونها لم العاقبة ،هو لم يعطهم هذه حتّى يَ َروُاْ ا ْل َعذَا َ
ش ُددْ عَلَى قُلُو ِبهِ ْم فَلَ يُ ْؤ ِمنُواْ َ
س عَلَى َأمْوَاِلهِمْ وَا ْ
طمِ ْ َربّنَا ا ْ
ن ()8 طئِي َجنُودَ ُهمَا كَانُوا خَا ِن فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ َو ُ عدُوّا َوحَ َزنًا إِ ّ
ل ِفرْعَوْنَ ِل َيكُونَ َلهُ ْم َ لكي يضلوا عن سبيله كما قال تعالى (فَا ْلتَقَطَهُ آ ُ
القصص) هم ما التقطوه لكي يكون عدوا لهم يعني من أجل أن يكون ،وإنما عاقبة هذا اللتقاط كانت كذا ،هذه لم العاقبة ،لم النتيجة.
المعنى هو الذي يبينها .وهنا هذه اللم لم العاقبة يعني إنك آتيت فرعون ومله الزينة والموال،وكانت نتيجة ذلك أنهم استعملوها
حتّى يَرَوُاْ ا ْل َعذَابَ
ل يُ ْؤ ِمنُواْ َ
شدُ ْد عَلَى قُلُو ِبهِ ْم فَ َ
س عَلَى َأمْوَاِلهِمْ وَا ْ طمِ ْ للضلل ،ل أنت أعطيتهم من أجل أن يقوموا بالضللَ ( .رّبنَا ا ْ
الَلِيمَ) وازن بين الدعوتين! (واشدد على قلوبهم) كأنه إربط على قلوبهم أو كما يقولون شد عليه فقتله( .فل يؤمنوا حتى يروا العذاب
ل َقدْ ُأجِيبَت دّعْ َوُت ُكمَا) لن موسى كان يدعو وهارون يؤمّن. الليم) ل يريدهم أن يؤمنوا ،عذّبهم أولً ثم ل بأس أن يؤمنوا .فقال تعالى (قَا َ
ن لَ َيعَْلمُونَ) في غير القرآن مفروض أن تكون بدون النون لن (ل) ناهية (ول تتبعا) .لكن لما نجد القُرّاء يُجمِعن سبِيلَ اّلذِي َل َتتّ ِبعَآنّ َ
( َو َ
باستثناء بالنون المشددة رواية واحدة (ول تتبعانّ) وهي نون التوكيد الثقيلة المفروض أن تكون مفتوحة (ليسجنن) ،أما النون الخفيفة فتكون
ساكنة (وليكونا) ،لكن ليس في العرب من يفتح نون التوكيد مع ألف المثنّى ،العرب جميعا يكسرون نون التوكيد مع المثنى "هل تذهبانّ إلى
الموضع الفلني يا أخويّ؟" يكسرها قالوا لمناسبة اللف لن نون المثنى بعد اللف تكون مكسورة دائما مثل :أنتما تكتبانِ ،تذهبانِ ،تلعبانِ
فحوفِظ على الكسرة وغيرت الفتحة في لغة العرب جميعا ،فإذن هذه نون التوكيد وليست نون الرفع.
(تتبع) فعل مجزوم بـ (ل) :عندنا قولن للعلماء قول يرى أن نون التوكيد إذا جاءت مع الفعل المضارع يكون مبنيا على كل حال فيقول
(تتبعانّ) هذا مبني وتكون النون محذوفة لتوالي المثال (نون الرفع) مبني فل مكان لها تُحذف ،مبني على حذف النون ،تحذف النون أو
لتوالي المثال .ورأي آخر الذي هو الشائع أن الفعل المضارع يكون مبنيا إذا إتصلت به نون التوكيد مباشرة وفي اللفية:
وأعرب مضارعا إن عريا من نون توكيد مباشر
يعني إذا فصل بين نون التوكيد وبين المضارع ألف الثنين أو ياء المخاطبة أو واو الجماعة حتى ولو تقديرا لننا نقول :هل تكتبنّ
دروسكم؟ (عندنا واو محذوفة) ،هل تكتبنّ يا هندُ؟ (عندنا ياء محذوفة) ،هل تكتبانّ ؟ (عندنا ألف محذوفة) فإذن أُعرب المضارع لنه
فصل بينه وبين نون التوكيد .مع ذلك نون الرفع غير موجودة إما نقول لنه جُزِم بعد ل الناهية جازمة حذفت النون علمة جزمه أو
لتوالي المثال ،لما جاءت (ل) ما وجدت ما تحذف إذن هذه نون التوكيد وليست نون الرفع.
):آية (90
*مضا الفرق مضن الناحيضة البيانيضة بيضن قصضة غرق فرعون فضي آيات سضورة يونضس وطضه؟(د.فاضضل
السامرائى)
ل آمَنتُ َأنّ ُه ل إِلِـهَ
ق قَا َ
حتّى ِإذَا َأدْ َركَهُ ا ْلغَ َر ُ
جنُودُ ُه َبغْيا وَعَدْوا َسرَائِيلَ ا ْلبَحْ َر َفَأتْ َب َعهُ ْم فِرْعَوْنُ وَ ُ قال تعالى في سورة يونس ( َوجَا َو ْزنَا بِ َبنِي إِ ْ
ضرِبْ َلهُ ْم طَرِيقا
ح ْينَا ِإلَى مُوسَى أَنْ أَسْ ِر ِب ِعبَادِي فَا ْت بِ ِه َبنُو ِإسْرَائِيلَ وََأنَ ْا مِنَ ا ْلمُسِْلمِينَ { )}90وقال في سورة طه (وَلَ َقدْ أَوْ َ ِإلّ اّلذِي آ َمنَ ْ
ش َيهُ ْم { .)}78إذا لحظنا اليات في السورتين ش َيهُم مّنَ ا ْليَ ّم مَا غَ ِ
جنُودِهِ َفغَ ِ
ن بِ ُخشَى { }77فََأ ْت َب َعهُ ْم فِرْعَوْ ُ ف دَرَكا وَلَا تَ ْ فِي ا ْلبَحْ ِر َيبَسا لّا تَخَا ُ
نرى ما يلي:
.1استخدام واو العطف في قوله (فرعون وجنوده) وهذا نص بالعطف فرعون أتبع موسى وهو معه وهذا تعبير قطعي أن فرعون
خرج مع جنوده وأتبع موسى .أما في سورة طه استخدم الباء في قوله (فأتبعهم فرعون بجنوده) والباء في اللغة تفيد المصاحبة
والستعانة ،وفي الية الباء تحتمل المصاحبة وتحتمل الستعانة بمعنى أمدهم بجنوده ول يشترط ذهاب فرعون معهم.
.2والتعبير في سورة يونس يوحي أن فرعون عازم على البطش والتنكيل هو بنفسه لذا خرج مع جنوده وأراد استئصال موسى
بنفسه للتنكيل والبطش به لن سياق اليات تفرض هذا التعبير ،ذكر استكبار فرعون وملئه (ثُ ّم َب َعثْنَا مِن َبعْدِهِم مّوسَى وَهَارُونَ
ن { )}75فذكر أنهم مستكبرون ومجرمون وذكر أنه ما آمن لموسى إل ستَ ْكبَرُواْ َوكَانُو ْا قَوْما مّجْ ِرمِي َ ِإلَى فِرْعَوْنَ َومََلئِ ِه بِآيَا ِتنَا فَا ْ
قليل من قومه على خوف من فرعون وملئه وذكر أيضا أن فرعون عال في الرض ومسرف كما ذكر أنه يفتن قومه ومآل
المر في سورة يونس أن موسى دعا على فرعون وقومه (ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فل يؤمنوا حتى يروا
العذاب الليم) فذكر بغيا وعدوا مناسب لسياق اليات التي ذكرت عذاب فرعون وتنكيله بموسى وقومه .ولم يذكر في سورة طه
أن فرعون آذى موسى وقومه ولم يتعرض لهذا المر مطلقا في سورة طه لذا فالسياق هنا مختلف لذا اختلف التعبير ولم يذكر
_بغيا وعدوا) ليناسب سياق اليات في التعبير.
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
.3بعد أن ضاق قوم موسى ذرعا بفرعون وبطشه تدخل ال تعالى فتولّى أمر النجاة بنفسه فقال تعالى (وَجَاوَ ْزنَا ِب َبنِي إِسْرَائِي َ
ل
سرَائِيلَ وََأنَ ْا مِنَ
ت بِهِ َبنُو إِ ْ
ل آمَنتُ َأنّ ُه ل ِإلِـهَ ِإلّ اّلذِي آ َمنَ ْ ق قَا َ
حتّى ِإذَا َأدْ َركَهُ ا ْلغَرَ ُ
عدْوا َ
جنُودُ ُه َبغْيا وَ َ
ا ْلبَحْ َر فََأ ْت َب َعهُمْ ِفرْعَوْنُ وَ ُ
ا ْلمُسِْلمِينَ { )}90وكان الغرق لفرعون وإيمان فرعون عند الهلك هو استجابة لدعوة موسى (فل يؤمنوا حتى يروا العذاب
الليم) ،أما في سورة طه فقد جاء المر وحيا من ال تعالى لموسى ولن يتولى تعالى أمر النجاة بنفسه وإنما خاطب موسى
شيَهُم
خشَى) ثم قال تعالى ( َفغَ ِ ف دَرَكا وَلَا تَ ْ
س ِر ِبعِبَادِي فَاضْ ِربْ َلهُمْ طَرِيقا فِي ا ْلبَحْ ِر َيبَسا لّا تَخَا ُ ح ْينَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَ ْبوله (وََل َقدْ أَ ْو َ
شيَهُمْ) ذكر غرق قوم فرعون. غِمّنَ ا ْليَ ّم مَا َ
كل هذه الختلفات بين المشهدين في القصة هو ما يقتضيه سياق اليات في كل سورة.
*ما دللة تأنيث (بنو إسرائيل) فى الية؟(د.فاضل السامرائى)
في سؤال سابق عن جاءهم البيانت وجاءتهم البينات أجبت أن هناك جمع تكسير؟ قلنا أن الملئكة جمع تكسير .جمع المؤنث السالم إذا كان
المؤنث حقيقيا أي له ذكر من جنسه مثل بنات فإذا كان متصلً بالفعل يؤنّث وإذا انفصل يجوز التذكير والتأنيث .المؤنث غير الحقيقي
يجوز الوجهان .إذا كان مؤنثا حقيقيا أي ما له مذكّر من جنسه مثل (بنات ،طالبات) المؤنث المجازي مثل شجرات ،بيّنات .بيّنات مؤنث
ل نِسْوَ ٌة فِي ا ْل َمدِينَةِمجازي فيجوز في فعله التذكير والتأنيث .نسوة ليست جمع مؤنث سالم هذا جمع تكسير ،نسوة أصلً هو إسم جمع ( َوقَا َ
( )30يوسف) .لو كان مؤنث حقيقي نقول جاءت الطالبات فإذا جاء أي فصل يجوز التذكير والتأنيث (يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُوا ِإذَا جَاء ُكمُ
ن ( )10الممتحنة) جاء فصل بالضمير (كم) وقسم من النحاة يذهب إلى أن كل الجموع يجوز تذكيرها حنُوهُ ّت فَا ْمتَ ِ
ت ُمهَاجِرَا ٍ
ا ْلمُ ْؤمِنَا ُ
ن ( )90يونس) ويقول الشاعر :إن قومي سِلمِي َ
ل آمَنتُ َأنّهُ ل إِلِـهَ ِإلّ اّلذِي آ َمنَتْ بِ ِه َبنُو إِسْرَائِيلَ وََأنَ ْا مِنَ ا ْلمُ ْوتأنيثها بدليل قوله تعالى (قَا َ
وتجمعوا وبقتلي تحدثوا ل أبالي بجمعهم كل جم ٍع مؤنث
*مضا اللمسضة البيانيضة فضي ورود لفظضة اليضم 8مرات فضي قصضة موسضى ووردت لفظضة البحضر 8
مرات في القصة نفسها ووردت لفظة البحرين مرة واحدة؟(د.فاضل السامرائى)
مسألة البحر واليم ُذكِرت أكثر من مرة في هذا البرنامج وقلنا أن القرآن الكريم يستعمل اليم والبحر في موقفين متشابهين كما في قصة
خذْنَاهُح َر ( )63الشعراء) (فََأ َ ضرِب ّبعَصَاكَ ا ْلبَ ْ حيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ ا ْ موسى مرة يستعمل اليم ومرة يستعمل البحر في القصة نفسها (فَأَ ْو َ
جنُودَهُ َف َنبَ ْذنَا ُهمْ فِي ا ْليَ ّم ( )40القصص) اليمّ كما يقول أهل اللغة المحدثون أنها عبرانية وسريانية وأكادية وهي في العبرانية (يمّا) وفي َو ُ
الكادية (يمو) اليمّ وردت كلها في قصة موسى ولم ترد في موطن آخر ومن التناسب اللطيف أن ترد في قصة العبرانيين وهي كلمة
ن ( )50البقرة) (وَهُوَ اّلذِي سَخّرَ ا ْلبَحْ َر ( )14النحل) جيْنَا ُكمْ وَأَغْ َر ْقنَا آلَ ِفرْعَوْ َ
عبرانية .كلمة البحر وردت عامة (وَِإذْ َف َر ْقنَا ِبكُمُ ا ْلبَحْ َر َفأَن َ
عامة لكن من الملحظ أن القرآن لم يستعمل اليم إل في مقام الخوف والعقوبة أما البحر فعامة ولم يستعمل اليم في مقام النجاة ،البحر قد
ت عََليْ ِه فَأَ ْلقِيهِ فِي ا ْليَ ّم ( )7القصص) (أَنِ ا ْق ِذفِيهِ فِي التّابُو ِ
ت فَا ْق ِذفِي ِه فِي ا ْليَ ّم فَ ْليُ ْلقِهِ خفْ ِيستعمله في مقام النجاة أو العقوبة .قال تعالى (فَِإذَا ِ
ش َيهُم مّنَ جنُودِهِ َفغَ ِ ن بِ ُل ( )39طه) هذا خوف( ،فَانتَ َق ْمنَا ِمنْهُ ْم َفأَغْ َر ْقنَاهُ ْم فِي ا ْليَ ّم ( )136العراف) هذه عقوبة( ،فََأ ْت َب َعهُ ْم فِرْعَوْ ُ ا ْليَ ّم بِالسّاحِ ِ
جنُودَهُ َف َنبَ ْذنَاهُ ْم فِي ا ْليَ ّم ( )40القصص) عقوبة ،أما البحر فعامة استعملها في النِعم لبني إسرائيل ش َيهُ ْم ( )78طه) (فَأَ َ
خ ْذنَاهُ َو ُ ا ْليَ ّم مَا غَ ِ
سكُمُ ا ْلضّ ّر فِي ا ْل َبحْ ِر ( )67السراء) في نجاة بني إسرائيل استعمل وغيرهم (َأمّن َي ْهدِيكُ ْم فِي ظُُلمَاتِ ا ْلبَرّ وَا ْلبَحْ ِر ( )63النمل) (وَِإذَا مَ ّ
ن( ل فِرْعَوْ َ ج ْينَاكُمْ وَأَغْ َر ْقنَا آ َ
حرَ َفأَن َالبحر ولم يستعمل اليم .استعمل اليم في العقوبة واستعمل البحر في النجاة والغراق (وَِإ ْذ فَ َر ْقنَا ِبكُمُ ا ْلبَ ْ
)50البقرة) استعملها في الغراق والنجاء (وجاوزنا ببني إسرائيل البحر) أي أنجيناهم( ،فَاضْ ِربْ َلهُمْ طَرِيقًا فِي ا ْلبَحْ ِر َيبَسًا لّا تَخَافُ
ن اضْرِب بّعَصَاكَ ا ْلبَحْ َر ( )63الشعراء) .إذن ح ْينَا إِلَى مُوسَى أَ ِ شيَهُم مّنَ ا ْليَ ّم ( )78طه) لم يقل البحر( ،فَأَوْ َ دَ َركًا َولَا تَخْشَى ( )77طه) ( َفغَ ِ
يستعمل اليم في مقام الخوف والعقوبة فقط ويستعمل البحر عامة في بني إسرائيل وغيرهم .اليم يستعمل للماء الكثير وإن كان نهرا كبيرا
واسعا .يستعمل اليم للنهر الكبير المتسع ويستعمل للبحر أيضا .اللغة تفرق بين البحر والنهر واليم :النهر أصغر من البحر والقرآن أطلق
اليم على الماء الكثير ويشتق من اليم ما لم يشتقه من البحر (ميموم) أي غريق لذلك تناسب الغرق .العرب ل تجمع كلمة يم فهي مفردة
وقالوا لم يسمع لها جمع ول يقاس لها جمع وإنما جمعت كلمة بحر (أبحر وبحار) وهذا من خصوصية القرآن في الستعمال .كونها خاصة
بالخوف والعقوبة هذا من خصوصية الستعمال في القرآن.
):آية (92
م نَض ك آَي َ ً
ة وَإ ِض َّ
ن كَثِيًرا ِ خلْفَض َ
م نْض َ ك لِتَكُو َ
نض ل ِ َ ك بِبَدَن ِض َ
جي َض *مضا دللة كلمضة (خلفضك) فضي اليضة (فَالْيَوْض َ
م نُن َ ِّ
ن ( ))92في سورة يونس ؟(د.فاضل السامرائى) ن آَيَاتِنَا لَغَافِلُو َ
س عَ ْ َ
الن ّا ِ
بعد نقيضة قبل وأظهر استعمال لها في الزمان .أما خلف فهي نقيضة ُقدّام وهي في الغالب للمكان هذا من حيث اللغة .والخلف في اللغة
هوالظهر أيضا.
أحيانا ل يصح وضع إحداهما مكان الخرى فل يمكننا أن نضع خلف مكان بعد لن كلها متعلقة بالزمان مثل فى قوله تعالى(ثُ ّم عَ َف ْونَا
غ قُلُو َبنَا غيْرَ ُه ( )230البقرة) ( َرّبنَا لَا تُ ِز ْ
حتّى َتنْكِحَ زَ ْوجًا َ ن ( )52البقرة) (فَإِنْ طَلّ َقهَا فَلَا تَحِلّ لَ ُه مِ ْ
ن بَ ْعدُ َ شكُرُو َ ع ْنكُ ْم مِنْ َب ْعدِ ذَِلكَ َلعَّلكُ ْم تَ ْ
َ
حمَةً ِإّنكَ َأنْتَ ا ْلوَهّابُ ( )8آل عمران). َب ْعدَ ِإ ْذ َهدَ ْي َتنَا وَهَبْ َلنَا مِنْ َل ُد ْنكَ َر ْ
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
جدُ َأ ْكثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ()17 شمَائِِلهِمْ وَلَا تَ ِأما خلف فهي في الصل للمكان( ،ثُمّ لََآ ِت َيّنهُ ْم مِنْ َبيْنِ َأ ْيدِيهِمْ َومِنْ خَلْ ِفهِمْ وَعَنْ َأ ْيمَا ِنهِمْ وَعَنْ َ
خشَ اّلذِينَ لَ ْو تَ َركُوا مِنْ خَ ْل ِفهِ ْم ذُ ّريّةً ن ( )9يس) (وَ ْليَ ْ ش ْينَاهُ ْم َفهُمْ لَا ُيبْصِرُو َسدّا َفأَغْ َ سدّا َومِنْ خَلْ ِف ِهمْ َ جعَ ْلنَا مِنْ َبيْنِ َأيْدِيهِمْ َ العراف) (وَ َ
سدِيدًا ( )9النساء) أي يلونهم مباشرة كأنهم واقفين خلفهم وكذلك قوله تعالى (فَا ْليَوْ َم ُننَجّيكَ ضعَافًا خَافُوا عََل ْيهِ ْم فَ ْل َيتّقُوا اللّهَ وَ ْليَقُولُوا قَوْلًا َ
ِ
ن ( ))92الية موضع السؤال ،من هم خلفه؟ هم قومه الذين ينتظرون ن كَثِيرًا مِنَ النّاسِ عَنْ َآيَاتِنَا َلغَافِلُو َ ِب َبدَ ِنكَ ِل َتكُونَ ِلمَنْ خَ ْل َفكَ َآيَةً وَإِ ّ
عودة فرعون وماذا سيفعل فهم خلفه .ذهب موسى بالجيش والشعب والمل خلفه فالمعنى أصلً لمن خلفك الذين ينتظرون العودة فالية لهم
حقيقة لن فيها تحدّي ومسألة إيمان لكنها صارت لنا فيما بعد آية.
ن ذِي اْلَوْتَادِ ()10 * يقول تعالى (وال ْجبا َ َ
ل أوْتَادًا ( )7النبضضأ) والله تعالى يصضضف فرعون (وَفِْرعَوْ ض َ َ ِ َ
الفجضضر) وعلماء الثار يقولون أن الذي هلك فضضي اليضضم هضضو فرعون والذي بنضضى الهرام فرعون
آخر فهل الوتاد هي الهرام أم لها معنى آخر؟(د.حسام النعيمى)
الدراسات الثارية أو الثرية أثبتت أن أحد الفراعنة أو المومياءات الموجودة الن في مصر اكتشفت أنه مات غرقا من تحليل بعض
ك ِببَ َد ِنكَ ِل َتكُونَ
الجزاء من جسمه ثبت عندهم أن هذا الفرعون ميّت وهو غريق فهذا تثبيت للحقيقية التي ذكرها القرآن الكريم (فَا ْليَوْ َم ُننَجّي َ
ن ( )92يونس) نجّاه ال سبحانه وتعالى ببدنه ميّتا فأخذه قومه وحنّطوه ودفنوه س عَنْ آيَا ِتنَا َلغَافِلُو َن َكثِيرًا مّنَ النّا ِ ك آيَةً وَإِ ّ
خلْ َف َ
ِلمَنْ َ
بطريقتهم واستُخرِج وهو الن في متحف في مصر .هذا ليس هو الذي بنى الهرامات وإنما بناها غيره .هذا الذي غرق هو فرعون
حكّام مصر في زمن من الزمان وليس إسما لشخص معين وإنما هو لقب للحاكم ،مثل كسرى وقيصر والخليفة. موسى .والفرعون لقب ل ُ
ما قال أحد أن الوتاد هي الهرامات بقدر إطلعي .في كلم المفسرين (والجبال أوتادا) لن الوتِد (وتِد أفصح من وتَد) جزء منه في
ل ثم يكون مثبّتا للخيمة .هذه السباب التي هي الجبال المشدودة بالخيمة تربط بالوتد فتكون خيمة ويكون العمود في داخل الرض أو ً
وسطها .كيف شبّه الرسول منزلة الصلة قال" :الصلة عمود الدين فمن أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين" لنه يمكن أن
تضع الوتاد وتربط السباب التي هي الحبال لكن ل تضع العمود فل تكون خيمة وإنما تكون بساطا مربوطا من جهات كثيرة فل تؤويك
من برد ول من حر ،فقد يكون النسان كريما حسن التعامل منفقا وخيّرا هذه مطلوبة لكنه إذا كان ل يصلي فهو من غير عمود فليس عنده
ل ولكنه يشتم هذا ويلعن هذا ويعتدي على هذا ،هذا ما ربط السباب أيضا ل بيت .والذي يضع العمود ول يربط الوتاد والحبال يصلي مث ً
يكون بيتا يكون عمود وحوله قماش فهذا ل يؤويك من شيء .فهذا تلزم الصورة في الحديث الشريف من الصور الرائعة.
الجبال في دراسات طبيعة الرض والعلماء يقولون (العهدة عليهم) أن تضاريس الرض والجبال فيها هي التي تثبت اليابسة وإل كانت
جيْنِ ا ْث َنيْنِ ُيغْشِي الّليْلَ ل فِيهَا َزوْ َ
جعَ َ
ل ال ّثمَرَاتِ َ
ل فِيهَا رَوَاسِيَ وََأ ْنهَارًا َومِن كُ ّ
جعَ َ
تبقى زلزل وتطمرها المياه (وَهُوَ اّلذِي َمدّ الَ ْرضَ وَ َ
ن ( )3الرعد) وهذا جاء موافقا لكلم ال سبحانه وتعالى والذين يقولون ليسوا مسلمين كما أن الوتاد ن فِي ذَِلكَ لَآيَاتٍ لّقَ ْو ٍم َيتَ َفكّرُو َ النّهَارَ إِ ّ
جعَلِ ا ْلأَ ْرضَ ِمهَادًا ( )9النبأ) كمهد الطفل ممهدة مجهزة معدّة (والجبال أوتادا) ثبتناها حتى تثبت أركان الخيمة الجبال تثبت اليابسة( .أَلَ ْم نَ ْ
تبقى ممهدة.
):آية (99
ُ َ
ميع ًا
ج ِ ض كُل ّه ُ ْ
م َ من ف ِي الْر ِ
ن َ
م َ
كل َ *ما دللة استعمال (كلهم) و(جميعاً) في الية (وَلَوْ َ
شاء َرب ُّ َ
َ َ
ن ( )99يونس)؟(د.حسام النعيمى) حتَّى يَكُونُوا ْ ُ
مؤْ ِ
منِي َ ت تُكْرِهُ النَّا َ
س َ أفَأن َ
حتّى َيكُونُو ْا مُ ْؤمِنِينَ ( )99يونس) ت ُتكْرِ ُه النّاسَ َ جمِيعًا َأفَأَن َ ك لمَنَ مَن فِي الَ ْرضِ كُّل ُهمْ َ الية هي قول ال سبحانه وتعالى (وَلَوْ شَاء َرّب َ
هي الية في تسلية الرسول وفيها بيان لمن يتلو كتاب ال سبحانه وتعالى كيف كان رسول ال حريصا على إيمان قومه ،حتى في
ن ( )3الشعراء) كأنه :أشفِق على نفسك أن تقتلها .فيه تسلية لقلب سكَ أَلّا َيكُونُوا مُ ْؤ ِمنِي َ
ك بَاخِعٌ نّفْ َ بعض المواقع في القرآن الكريم يقول (َلعَّل َ
حتّى َيكُونُو ْا مُ ْؤ ِمنِينَ ( )98وَلَوْ شَاء س َ ت تُكْرِ ُه النّا َ
جمِيعًا َأ َفأَن َض كُّلهُمْ َ ن مَن فِي الَرْ ِ الرسول لشدة حرصه يقول له (وَلَ ْو شَاء َرّبكَ لمَ َ
ن ( )99يونس) ال سبحانه وتعالى خلق الخلق وأرسل الرسل حتّى َيكُونُو ْا مُ ْؤ ِمنِي َ
ت ُتكْرِهُ النّاسَ َ جمِيعًا َأفَأَن َ ض كُّلهُمْ َ
َرّبكَ لمَنَ مَن فِي الَ ْر ِ
جنّةَ
جكَ ا ْل َ سبِيلَ ِإمّا شَاكِرًا وَِإمّا َكفُورًا ( )3النسان) قال لدم ( َوقُ ْلنَا يَا آدَمُ ا ْ
سكُنْ أَنتَ َوزَوْ ُ بعث الرسل وأنزل لهم الكتب (ِإنّا َه َديْنَا ُه ال ّ
ش ْئُتمَا ( )35البقرة) أثبت لهما المشيئة من أول خلقتهما( ،حيث شئتما) أي لهما مشيئة فأنت ل تقتل نفسك ،أدّ واجبك حيْثُ ِ ل ِم ْنهَا رَغَدا َ َوكُ َ
جمِيعًا) ل يل ّد منهم أحد ،ل يفلت منهم أحد ،الكل يؤمن ،هذا توكيد لـ (من في ض كُّلهُ ْم َ ك لمَنَ مَن فِي الَرْ ِ تجاههمَ ( .ولَوْ شَاء َرّب َ
الرض) (كلهم) يعني كل من في الرض يؤمنوا .ثم جاءت (جيمعا) لبيان الحال ،يعني حال كونهم مجتمعين على اليمان غير متفرقين
عنه .فإذن (كلهم) لبيان التأكيد أنه ل يخرج منهم أحد عن اليمان ،و (جميعا) بمعنى مجتمعين على مفردات الطاعة ل يخالف منهم أحد.
يعني لو شاء ال سبحانه وتعالى لدخل الناس جميعا في اليمان بحيث ل يخرج منهم أحد ولظلوا على إيمانهم بحيث ل يزول منهم أحد
بإجراء عملٍ مخالف لليمان .فهم إذن مؤمنون جميعا مجتمعون على اليمان .فكل كلمة أدّت غرضا :كلمة (كلّهم) أدّت التوكيد وكلمة
(جميعا) أدّت الحال .الحال ل تعني أنها منتقلة دائما ،العلماء يقولون قد تكون الحال أحيانا دالة على الثبوت .حالة كونهم مجتمعين في هذه
ن ( )16النبياء)(،لعبين) حال لكن ل تستطيع أن تستغني عنها ،يقولون الحال فضلة عبِي َسمَاء وَالَْأرْضَ َومَا َب ْينَ ُهمَا لَا ِ الحال ( َومَا خََل ْقنَا ال ّ
أي خارج العُمدة ،هذا مصطلح يعني ل يعني معناه اللغوي أنه فضلة أنه يُرمى .هذا مصطلح قضلة يعني ليس مسندا وليس مسندا إليه،
كل ما عدا مسند أو مسند إليه اصطلحوا على تسميتها بالفضلت .فالمفعول به قالوا فضلة ،كيف نستغني عنه؟ قالوا( :أكرم زيد خالدا)
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
خالدا مفعول به كيف تستغني عن خالدا؟ أكرم زيدٌ ،أكرم فعل وزيد فاعل يقولون إذن تمتّ الجملة .ينبغي أن نفهم المصطلح أنه لما
يقولون هذا الكلم وكما قلنا في مرة ماضية لما يقولون هذا حرف زائد وهو في كتاب ال ل يعنون أن وجوده كعدمه لكن زائد يعني له
تصرف خاص يخالف تصرفه العام في لغة العرب ويكون معناه التوكيد .فإذن (كلهم) للتأكيد و (جميعا) لبيان الحال ،فواحدة مؤكّدة
وواحدة لبيان الحال ،والتوكيد وبيان الحال مرادان .لماذا بيان الحال وقد أكد أن من في الرض آمنوا؟ بيان حالهم أنهم مجتمعين على هذا
اليمان ل يفترقون حوله ،قد يكونون مؤمنين لكن يتفرقون في وجهات نظرهم بشأن اليمان كل له رأيه .فكلمة (جميعا) أي مجتمعين
عليه.
سؤال:
(جميعا) هل تستخدم توكيد؟ إذا كانت أجمعين أو أجمعون قد تأتي توكيد لكن (جميعا) حال.
صاحب الحال :نحن ل نفتش عن صاحب الحال وعن العامل في الحال ،نقول حال وكفى ،أما صاحبها فهو (من).
(من) الصل فيها أن تكون للعاقل و(ما) الصل فيها لغير العاقل لكن إذا كان هناك خلط يمكن أن نستعمل (من) و (ما).
):آية (107
َض َ َ
م نْض
ب ب ِضهِ َ
صي ُ خيْرٍ فََل َراد َّ لِفَ ْ
ضل ِضهِ ي ُض ِ ك بِ َ ه إ ِ ّل هُوَ وَإ ِض ْ
ن يُرِد ْض َ فل ُ
ش َضضّرٍ فََل كَا ِ
ه بِ ُك الل ّض ُ
س َ
سض ْم َن يَ ْ* (وَإ ِض ْ
م ( )107يونس) في الخير قال يردك وفي الشر قال يصبك حي ُ ْ
عبَاد ِهِ وَهُوَ الغَفُوُر الَّر ِ
ن ِ م ْشاءُ ِ يَ َ
فمضا الفرق بينهمضا؟ ومضا تفسضير اليضة؟ ومضا الحكمضة فضي اسضتعمال (إل هضو) و(ل راد ّ لفضله) و
(يصيب)؟(د.حسام النعيمى)
حنِيفًا َولَ َتكُونَ ّ
ن ج َهكَ لِلدّينِ َ هذا السؤال من السئلة التي كما قلنا تفرحنا وتشعرنا بهذا التتبع .هذه اليات تبدأ من قوله تعالى (وَأَنْ َأ ِقمْ وَ ْ
سكَ اللّ ُه بِضُ ّر فَلَاسْن يَمْ َن ( )106وَإِ ْ ت َفِإّنكَ ِإذًا مّنَ الظّاِلمِي َ
ك فَإِن َفعَلْ َل يَضُ ّر َن (َ )105ولَ َت ْدعُ مِن دُونِ اللّ ِه مَا لَ يَن َف ُعكَ َو َ ش ِركِي َمِنَ ا ْلمُ ْ
عبَادِهِ وَهُوَ ا ْلغَفُورُ الرّحِي ُم ( )107أولً نلحظ العلقة بين هذه ن ِب بِ ِه مَنْ يَشَا ُء مِ ْ
خيْ ٍر فَلَا رَادّ لِ َفضْلِ ِه يُصِي ُ
ن يُ ِر ْدكَ بِ َ
كَاشِفَ لَهُ إِلّا هُوَ وَإِ ْ
الية والية التي قبلها التي فيها نوع من التحذير .هو الكلم يكون خطابا للرسول وخطاب للبشر جميعا أي أيها النسان المسلم ،أيها
ن مِنَ ا ْلمُشْ ِركِينَ) ل تخلط اليمان بشيء من الشِرك والشِرك كما وصفه ل َتكُونَ ّ
النسان الذي ينبغي أن تدخل في السلم .هذا اللتزام ( َو َ
الرسول " أخفى من دبيب النملة السوداء على الصخرة الصمّاء في الليلة الظلماء" ولذلك علّمنا أن نقول دائما" :اللهم إنا نعوذ بك أن
نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما ل نعلمه" من الدعية التي ينبغي أن يرددها المسلم .فل ينبغي أن يخلط النسانَ ( .ولَ َت ْدعُ مِن دُونِ
ل يَضُ ّركَ) قدّم النفع على الضر لن النسان يحرص على نفعه قبل أن يحرص على دفع ما يضره فقدّمه بشكل طبيعي. اللّ ِه مَا لَ يَن َف ُعكَ َو َ
شفَ لَهُ إِلّا ُهوَ) والظلم هو أذى وهو ضُر سكَ اللّ ُه بِضُ ّر فَلَا كَا ِن َيمْسَ ْ
ن الظّاِلمِينَ) كلمة الظالمين تقترب منها (وَإِ ْ ت َفِإّنكَ ِإذًا مّ َ(فَإِن َفعَلْ َ
خيْرٍن يُ ِر ْدكَ بِ َ
ض ّر فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلّا هُوَ وَإِ ْ سكَ اللّ ُه بِ ُ
ن َيمْسَ ْ
ولذلك تقدمت كلمة الضُرّ هنا لقربها من كلمة الظلم ليكون نوع من التشابه( .وَإِ ْ
فَلَا رَادّ لِ َفضْلِهِ) هذا معناه أن ما يصيب النسان من ضر أو من خير الصل فيه أنه من ال سبحانه وتعالى فال سبحانه وتعالى في الصل
هو الضار هو النافع ومردّ المور جميعا إليه سبحانه وتعالى .لما كان هناك كلم على الضرّ قال (إن يمسسك) هي في الحالين (إن) وهي
غير (إذا)( .إذا) لتحقق الوقوع أما (إن) فهي للفتراض والحتمال .فإذن كِل المرين على الحتمال إن وقع كذا وإن وقع كذا ،قد ل يكون
هذا واقعا لك أن يمسسك ضر وقد ل يكون هذا واقع لك أن يصيبك خير لكن هذا المبدأ العام.
س فقد يكون لمسا بالحواس وقد يستعمل مجازا س يكون عادة بالحواس وهو كاللمس لكن الفرق أن اللمس يكون مباشرا بالحواس أما الم ّ الم ّ
للمس بغير الحواس وإنما لمس معنوي.كما يقولون :مسّه طائف من الجن ل يقولون لمسه كأنه نوع من المجاز.
*في الخير قال يردك وفي الشر قال يصبك فما الفرق بينهما؟ وما تفسير الية؟ وما الحكمة
في استعمال (إل هو) و(ل راد ّ لفضله)؟ (د.حسام النعيمى)
(وإن يمسسك ال بضر فل كاشف له إل هو) أي إذا أصابك هذا الضر ،ذكر إسم الجللة وهذا جزء من السؤال لماذا استعمل (إل هو)؟
لما ذكر فاعل المسّ (إن يمسسك ال) نسبه إلى ال سبحانه وتعالى بظهور السم بيّن أنه ما يفعله ال سبحانه وتعالى ل يستطيع أحد أن
يزيله ،فإذا أصاب ال تعالى إنسانا بسوء أو ضُ ّر هذا الضر ل مجال لحد أن يكشفه إل أن يكشفه ال سبحانه وتعالى ،فلما نسب المر إلى
نفسه سبحانه ناسب ذلك أن يحصر الكشف بذاته جلّت قدرته( .وإن يمسسك ال بضر) كشف هذا الضر منحصر بال سبحانه وتعالى
حصرا ولهذا يقول علماؤنا ينبغي أن يستحضر المسلم حينما يمرض ذ صحيح أن إبراهيم قال وإذا مرضت فهو يشفين ذ نسبه إلى نفسه
س ضُ ّر من ال سبحانه وتعالى ينبغي أن يعتقد المريض في نفسه أن الذي يشفيه هو ال سبحانه وتعالى ل الطبيب ول تأدّبا ذ فالمرض م ّ
الدواء لكنهما وسيلتان من وسائل الشفاء فالذي ونحن مأمورون بإتخاذ السباب في كل حياتنا وال تعالى يفعل بكلمة كُن فيكون .لكن
التصور السلمي من خلل النظر في حياة الرسول وفي اليات أن على المسلم أن يسعى ،أشرف خلق ال وأرفعهم قدرا هو محمد
ضرِب فل بد من سبب .حتى في تاريخنا السبب يكون سهلً ميسرا وال تعالى لم يجلس في بيته ثم انتشر السلم وإنما تحرّك وأُوذي و ُ
يفعل بعد ذلك لكن أنت قدّم السبب .كما قال تعالى في قصة مريم (وهزي إليك بجذع النخلة).وفي حرب مسيلمة الكذاب عندما دخل
البستان وأغلقوا البواب وحاصره المسلمون وعليهم أن يفتحوا الباب الموصد من الداخل ل بد أن ينزل أحد يفتحه ،قام البراء ابن مالك
رضي ال عنه فرفعوه لنحافته على التُرس الذي يتترس به المقاتلون رفعوه وسقط على عشرة آلف وركض إلى الباب وتناولته السهام
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
والسيوف والرماح وهو يركض إلى أن وصل إلى الباب ففتحه ودخل المسلمون ووجدوا في البراء مئات الضربات لكنه ما مات ،المهم هو
قدّم سببا فال سبحانه وتعالى أعانه .فالطبيب والدواء سبب ينبغي أن يقر في قلوبنا أن ال سبحانه وتعالى هو الشافي ول يجوز أن أجلس
في بيتي وأقول ال تعالى يشفيني وفي الحديث الصحيح عنه أمر "تداووا" .إذن ل كاشف للضر إل هو سبحانه هذا حصر( ،ل كاشف له
إل هو) هذا أسلوب حصر حتى يقرّ في عقيدة المسلم أن الذي يرفع الضر هو ال سبحانه وتعالى وليس سواه جلّت قدرته ..ول نستطيع
هنا أن نقول ل كاشف له إل ال لنه تقدم ذكر ال سبحانه وتعالى في الية .إذا قيل في غير القرآن إذا مسّك ضر فل كاشف له إل ال
يمكن ،لكن لما يتقدم إسم الجللة ل يكرر لنه يكون تكرارا غير مستقيم هنا .كأنه لو قلت في غير القرآن :إذا مسك زيد بضُر فل كاشف
له إل زيد ،كأن هناك زيدان ويصبح هناك نوع من الخلل.
س مبتشر وهو جاء منسجما مع كلمة الظالمين في الية التي (وإن يردك بخير فل راد لفضله) :هناك قال يمسسك وهنا قال يُردك .الم ّ
سبقتها( ،وإن يردك بخير) أي إذا وجّه الخير إليك فل رادّ لفضله لن الر ّد يكون للشيء قبل وقوعه أما الكشف فيكون عن الشيء بعد
وقوعه فاستعمل كلمة كاشف مع المس لنه واقع واستعمل كلمة را ّد مع (يردك) لن يردك بخير لم يقع .واستعمال (إن) للحتمال ليس
للجزم أو القطع ،إن كان هذا وإن كان هذا.
والسؤال الذي يرد :أن كلمة المسّ واقعة وكلمة الخير منتظرة (وإن يمسسك ال بضر) قرّبها ،هو إحتمال لكن قريب .يُردك أيضا لكن
س فيه شيء ماديّ والرادة فيها شيء أبعد .كل الفعلين على أمل الحدوث ليس مجزوما بحدوثه ولكن هذا لنه فيه جانب المس على الم ّ
إحتمال الحدوث لكن المسّ أقرب فاستعمل معه كلمة الكشف لن المس عادة يكون واقع (مسّه أي وقع) فكشفه لكن الرادة قبل ذلك
فاستعمل معها را ّد لذا استعمل هنا كاشف وهنا رادّ.
لماذا قال المس مع الضر ويردك مع الخير(إن يمسسك بضر)؟ الكلم هنا على قدرة ال سبحانه وتعالى ورد المر إليه وقبل ذلك كان
الكلم على الظلم ولذا تقدم الكلم على الضر وتأخر الكلم على النفع فيه نوع من إشعار المسلم المتلقي بضرورة اللجوء إلى ال سبحانه
ج َهكَوتعالى لنه موطن تخويف من النحراف عن طاعة ال تعالى ةفي موطن التخويف أنت تقدم العقاب .لحظ الية السابقة( :وَأَنْ َأقِمْ َو ْ
ت فَِإّنكَ ِإذًا مّنَض ّركَ) تحذيرَ ( ،فإِن َفعَ ْل َ ل يَن َف ُعكَ َولَ يَ ُ
ع مِن دُونِ اللّ ِه مَا َ
ل َتدْ ُ
ل َتكُونَنّ مِنَ ا ْلمُشْ ِركِينَ) تحذير من الشِرك ( َو َ
حنِيفًا َو َ
لِلدّينِ َ
الظّاِلمِينَ) الغالب على الجو جو تخويف وتحذير .هذا الجو يستدعي أن يبدأ بالعقاب ،يبدأ بما يخيف حتى ينسجم بعد ذلك .لحظ مثلً قوله
تعالى (والعصر إن النسان لفي خسر) العربي لما يسمعها يشعر بالخسر ثم يأتيه قوله (إل الذين آمنوا وعملوا الصالحات) فترفعه مرة
أخرى كأنه يخرج من بئر .هذا أسلوب القرآن الكريم في التعامل مع القلوب .الجو هنا جو تحذير وتنبيه وتخويف فالذي يناسبه أن يبدأ
بالكلم بالمسّ بالضُرّ ،أن ل تكون ظالما ول تدعو من دون ال ول تكن من المشركين فإذا مسّك ال تعالى بضر ،هذا منسجم مع قوله
(فل كاشف له إل هو) هذه كلها ل تنفع :الشرك والدعوة من دون ال ل تنفع إذا مُسست بضُر حتى ينسجم الكلم.
ثم تحوّل بعد ذلك إلى (وإن يردك بخير فل راد لفضله) :إستعمال الفضل هنا لم يقل فل راد لخيره وإنما قال فل رادّ لفضله لنه كما يقول
العلماء كل خير يصيب النسان هو ليس معاوضا لعمله وإنما هو تفضّل من ال سبحانه وتعالى فل يقول النسان أنا صليت وعبدت ال
عز وجل فجاءني الفضل مقابل هذه العبادة حتى دخول الجنة بفضل ال تعالى ورحمته لنه مهما فعل النسان ل يستطيع أن يقابل فضل
ال تعالى .فما يصيب النسان من الخير فهو فضل من ال تعالى وليس حقا واجبا على ال سبحانه وتعالى إنما هو فضل .وهنا تأتي كلمة
خيْ ٍر فَلَ رَآدّ ِلفَضْلِهِ(ول راد لفضله) وإنما السياق العتيادي أن يقال :وإن يرد بخير فل راد لهذا الخير وإنما قال تعالى (وَإِن يُ ِر ْدكَ بِ َ
عبَادِهِ وَهُوَ ا ْلغَفُورُ الرّحِيمُ) يصيب به يعني يوصله إلى من يشاء ن ِ ب بِ ِه مَن يَشَاء مِ ْ.يُصَي ُ
):آية (108
َ
ماأَنَا ْ عَلَيْكُم بِوَكِيل)؟(د.فاضل السامرائى) ت عَلَيْكُم بِوَكِي ٍ
ل) و( َ *ما الفرق بين (ل ّ ْ
س ُ
(ل) النافية للجنس وجناح إسمها ،وإسمها وخبرها جار ومجرور (عليكم) .ليس عليكم جناح جملة فعلية (ليس فعل ماضي ناقص من
أخوات كان) وقاعدة عامة الجملة السمية أقوى من الفعلية لنها دالة على الثبوت السم يدل على الثبوت والفعل يدل على الحدوث
والتجدد والوصف بالسم أقوى وأدوم من الوصف بالفعل .إذن ل جناح عليك أقوى بالضافة إلى أن ل جناح عليكم مؤكدة( .ل رجل)
فيها توكيد وجملة إسمية فستكون أقوى( .ل) أقوى في النفي من (ليس) والنفي درجات .اللغة العربية سهلة ولكنها واسعة تعبر عن أمور
كثيرة ل يمكن للغات أخرى أن تعبر عنها (كيف تعبر بالنجليزية بين لن يذهب ولم يذهب ولما يذهب وليس يذهب ،ل رجل حاضرا،
ت عََل ْيكُم بِ َوكِيلٍ ( )66النعام) وقال ( َومَا َأنَ ْا عََل ْيكُم بِ َوكِيلٍ
ليس رجل حاضرا ،ما رجل حاضرا) أدوات النفي لها دللتها .قال تعالى(قُل لّسْ ُ
ن محمد حاضر ،إن ( )108يونس) إذن هناك فرق وللنفي درجات ودللت ،هذا خط بياني في التعبير .محمد حاضر ،إن محمد لحاضر ،إ ّ
ب ()2 عجِي ٌ يءٌ َ محمد لحاضر ،إن محمد لحاضر كيف تعبر عنها وكل واحدة لها دللة وكلها تدل على حضور محمد؟ .في القرآن ( َهذَا شَ ْ
ب ( )72هود) مساحة تعبيرية واسعة هائلة يتبعها مساحة من المعاني وهي عجِي ٌ ب ( )5ص) (إِ ّ
ن هَـذَا َلشَيْ ٌء َ ي ٌء عُجَا ٌ
ن َهذَا لَشَ ْ
ق) (إِ ّ
موجودة في واقع الحياة فكيف تعبر عنها باللغات أخرى؟!.
تم بحمد ال وفضله ترتيب هذه اللمسات البيانية في سورة يونس كما تفضل بها الدكتور فاضل صالح السامرائي والدكتور حسام النعيمى
والدكتور أحمد الكبيسى وقامت بنشرها أختنا سمر الرناؤوط على موقعها إسلميات جزاهم ال عنى وعن المسلمين خير الجزاء ..فما
كان من فضلٍ فمن ال وما كان من خطأٍ أوسه ٍو فمن نفسى ومن الشيطان.
أسأل ال تعالى ان يتقبل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن ينفعنا بهذا العلم فى الدنيا والخرة ويلهمنا تدبر آيات كتابه العزيز على النحو
الذى يرضيه وأن يغفر لنا وللمسلمين جميعا يوم تقوم الشهاد ول الحمد والمنة .وأسألكم دعوة صالحة بظهر الغيب عسى ال أن يرزقنا
حسن الخاتمة.
الرجاء توزيع هذه الصفحات لتعم الفائدة إن شاء ال وجزى ال كل من يساهم في نشر هذه اللمسات خير الجزاء في الدنيا والخرة.