You are on page 1of 8

‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.

fr‬‬

‫سورة الزخرف‬
‫*تناسب خواتيم الشورى مع فواتح الزخرف*‬
‫عبَا ِدنَا‬
‫ن ِ‬
‫جعَ ْلنَا ُه نُورًا َنهْدِي بِ ِه مَنْ نَشَا ُء مِ ْ‬
‫ت َتدْرِي مَا ا ْلكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وََلكِنْ َ‬ ‫حيْنَا ِإَل ْيكَ رُوحًا مِنْ َأمْ ِرنَا مَا ُكنْ َ‬
‫قال في أواخر الشورى ( َوكَذَِلكَ أَ ْو َ‬
‫سمَاوَاتِ َومَا فِي الْأَ ْرضِ أَلَا ِإلَى اللّ ِه تَصِي ُر الُْأمُو ُر (‪ ))53‬وفي أوائل الزخرف‬ ‫ستَقِي ٍم (‪ِ )52‬‬
‫صرَاطِ اللّ ِه اّلذِي لَ ُه مَا فِي ال ّ‬ ‫ط مُ ْ‬ ‫صرَا ٍ‬ ‫َوِإّنكَ َل َت ْهدِي إِلَى ِ‬
‫خلَ َقهُنّ ا ْلعَزِيزُ ا ْلعَلِي ُم (‪ ))9‬وفي‬
‫سمَاوَاتِ وَا ْلأَ ْرضَ َليَقُولُنّ َ‬ ‫ن (‪ .))3‬قال في الزخرف (وََلئِنْ سَأَ ْل َتهُ ْم مَنْ خَلَ َ‬
‫ق ال ّ‬ ‫ع َربِيّا َلعَّل ُكمْ َتعْ ِقلُو َ‬
‫جعَ ْلنَا ُه قُرَْآنًا َ‬
‫(ِإنّا َ‬
‫سمَاوَاتِ َومَا فِي الْأَ ْرضِ) من خلق السموات والرض؟ الذي له ما في السموات وما في الرض وهو العلي العظيم‪.‬‬ ‫الشورى (اّلذِي لَ ُه مَا فِي ال ّ‬
‫**هدف السورة‪ :‬تحذير من النخداع بالمظاهر المادية**‬
‫هي سورة المتعلقين بالمظاهر المادية‪ .‬وفيها تحذير من النخداع بالمظاهر المادية‪ .‬لن النخداع بها واعتبارها وسيلة لتقييم المور فيه ضياع‬
‫للمة كما ضاعت المم السابقة (لحظ تكرار ذكر الذهب والفضة وبريقها في اليات) لن المم السابقة انخدعت واعتبرت أن متاع الحياة الدنيا‬
‫ف مّن ذَهَبٍ وََأكْوَابٍ َوفِيهَا مَا‬ ‫ف عََل ْيهِم ِبصِحَا ٍ‬ ‫وزخرفها هو النعيم الحقيقي وغاب عنهم أن النعيم الحقيقي إنما هو نعيم الخرة الذي ل ينتهي‪( .‬يُطَا ُ‬
‫عيُنُ َوأَنتُ ْم فِيهَا خَاِلدُونَ) آية ‪ ،71‬فالزخرف الحقيقي ليس زخرف الدنيا الزائل‪.‬‬ ‫ش َتهِيهِ الْأَن ُفسُ َوتََلذّ ا ْلأَ ْ‬
‫تَ ْ‬
‫ن عَظِيمٍ) آية ‪ 31‬في قصة ابراهيم‪،‬‬ ‫ل مّنَ ا ْلقَ ْر َيتَيْ ِ‬ ‫ن عَلَى رَجُ ٍ‬ ‫ل َهذَا الْ ُقرْآ ُ‬‫وتتحدث السورة عن أن مظاهر التكذيب كانت مظاهر مادية ( َوقَالُوا لَوْلَا نُزّ َ‬
‫ن َهذَا اّلذِي ُه َو َمهِينٌ وَلَا َيكَادُ‬ ‫خيْ ٌر مّ ْ‬‫حتِي َأفَلَا ُتبْصِرُونَ * َأمْ َأنَا َ‬ ‫ك مِصْرَ وَ َهذِهِ ا ْلَأ ْنهَا ُر تَجْرِي مِن تَ ْ‬ ‫ل يَا قَوْ ِم أََليْسَ لِي مُ ْل ُ‬
‫ن فِي قَ ْومِهِ قَا َ‬ ‫و( َونَادَى فِرْعَوْ ُ‬
‫ي عََليْهِ أَسْ ِورَ ٌة مّن ذَهَبٍ أَ ْو جَاء َمعَهُ ا ْلمَلَا ِئكَةُ مُ ْقتَ ِرنِينَ) آية ‪ 51‬إلى ‪ 53‬في قصة موسى مع فرعون‪ .‬وآيات السورة تركّز على أن‬ ‫ُيبِينُ * فَلَوْلَا أُ ْلقِ َ‬
‫سأَلُونَ) آية ‪( ،44‬الذكر هنا بمعنى الشرف)‬ ‫ف تُ ْ‬ ‫الشرف الحقيقي ليس المال والجاه والمظاهر المادية إنما هو الدين (وَِإنّهُ َلذِكْرٌ ّلكَ وَِلقَ ْو ِمكَ وَسَوْ َ‬
‫ح ْكمَةِ وَلُِأ َبيّنَ َلكُم َبعْضَ‬
‫ج ْئُتكُم بِالْ ِ‬
‫ل َقدْ ِ‬‫ت قَا َ‬ ‫وتحدثت اليات عن عيسى لنه رمز الزهد وعدم النخداع بالمظاهر المادية (وََلمّا جَاء عِيسَى بِا ْل َبيّنَا ِ‬
‫ن فِيهِ فَاتّقُوا اللّهَ وَأَطِيعُونِ) آية ‪ 63‬جاء بالحكمة بدل المظاهر المادية الزائلة‪.‬‬ ‫ختَِلفُو َ‬‫اّلذِي تَ ْ‬
‫عدُوّ إِلّا ا ْل ُمتّقِينَ) آية ‪ 67‬لن سر اختيار الصحبة في الدنيا يتوقف‬ ‫ض َ‬ ‫ضهُ ْم ِلبَعْ ٍ‬ ‫السورة كلها تتحدث عن خطورة المظاهر المادية (الَْأخِلّاء يَ ْو َمئِذٍ َبعْ ُ‬
‫على المظاهر المادية لكن التقوى والحكمة هما اللتان تبقيان في الخرة فعلينا اختيار الصحبة في الدنيا على أسس صحيحة من التقوى والحكمة ل‬
‫ننخدع بالمظاهر المادية الزائفة التي ليس لها وزن ول قيمة في الخرة‪.‬‬
‫وقد سميّت السورة بهذا السم لما فيها من تمثيل رائع لمتاع الدنيا الزائل بريقها الخادع بالزخرف اللمع الذي بنخدع به الكثيرون مع أنها ل‬
‫تساوي عند ال جناح بعوضة ولهذا فالدنيا يعطيها ال تعالى للبرار والفجّار وينالها الخيار والشرار أما الخرة فل يمنحها إل لعباده المتقين‬
‫فالدنيا دار الفناء والخرة دار البقاء‪.‬‬
‫***من اللمسات البيانية فى سورة الزخرف***‬
‫آية (‪:)3‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫جعَلْنَاه َُ قُْرآن ًَا‬
‫نَ (‪ )2‬يوسَف) وجعلناه (إِن ََّا َ‬
‫م تَعْقِلُو َ‬
‫الفرق بيَن أنزلناه (إِن ََّا أنَزلْنَاه َُ قُْرآن ًَا عََربِي ًَّا ل ّعَل ّك َُ ْ‬ ‫*مَا‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن (‪ )3‬الزخرف)؟‬ ‫قلُو َ‬ ‫عََربِيًّا ل ّعَل ّك ُ ْ‬
‫م تَعْ ِ‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى ‪:‬‬
‫ت مِن َقبْلِهِ َلمِنَ ا ْلغَافِلِينَ (‪))3‬‬
‫ح ْينَا إَِل ْيكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُن َ‬
‫ص ِبمَا أَ ْو َ‬ ‫عَل ْيكَ َأحْسَنَ ا ْلقَصَ ِ‬ ‫ن نَ ُقصّ َ‬ ‫في سورة يوسف ذكر ما يتعلق بالنزال‪ ،‬قال (نَحْ ُ‬
‫ت مِن َقبْلِهِ َلمِنَ ا ْلغَا ِفلِينَ) أنزل هذا الخبر‪ ،‬أنزل هذه القصة لنها‬ ‫ك هَـذَا ا ْلقُرْآنَ وَإِن كُن َ‬ ‫ح ْينَا إَِل ْي َ‬
‫ص ِبمَا أَوْ َ‬
‫ن الْ َقصَ ِ‬ ‫ص عََل ْيكَ أَحْسَ َ‬
‫ن نَقُ ّ‬
‫هذا إنزال‪( ،‬نَحْ ُ‬
‫ك (‪ )102‬وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم‬ ‫ب نُوحِيهِ إَِل ْي َ‬ ‫ك مِنْ أَنبَاء ا ْل َغيْ ِ‬
‫ل لذلك رب العالمين عقّب عليها (ذَِل َ‬ ‫كانت مجهولة عند العرب أص ً‬
‫ف وَإِخْ َوتِ ِه آيَاتٌ لّلسّائِلِينَ (‪ ))7‬وكان سؤال اليهود‪ :‬ما الذي أحلّ بني إسرائيل مصر؟ هذا‬ ‫ن فِي يُوسُ َ‬ ‫يمكرون) ما كان معلوما وقد أُثير سؤال (لّ َق ْد كَا َ‬
‫سؤالهم للرسول وهذا إختبار وهم يعلمون أنه أميّ ليس عنده علم بالتوراة فسألوه وهو في مكة لكن بعثوا من يسأله من باب التحدي "ما الذي‬
‫أحلّ بني إسرائيل مصر؟" فتنزل سورة كاملة للجابة على التحدي فيبيّن لليهود أنه يعلم دقائق المور وفصّلها أوفى مما في التوراة‪ .‬ليس هذا‬
‫فقط وإنما إختار عبارات إعجازية ليست في التوراة وحتى لو كان مطلعا على التوراة وحفظها لكان ما ذكره في القرآن أوفى‪ .‬التوراة لم تذكر‬
‫العزيز أبدا وإنما تذكر رئيس الشُرَط أو تذكر إسمه‪ .‬القرآن سماه العزيز ثم عرفنا مؤخرا أن هذه أدق ترجمة لما كان يُطلق على صاحب هذا‬
‫المنصب في ذلك الوقت‪ .‬كان يسمى "عزيز الله شمس" إسم صاحب هذا المنصب مؤخرا عرفناه‪ ،‬ربنا لم يقل "عزيز إله شمس" لن هذا يكون‬
‫ي بهذه التسمية؟‬ ‫إقرارا بأن الشمس إله‪ .‬فأدق ترجمة بما يتناسب مع العقيدة السلمية (العزيز) التوراة ليس فيها العزيز‪ .‬من أعلَم هذا الرجل الم ّ‬
‫التوراة تذكر دائما موسى وفرعون والقرآن لم يذكر فرعون مع قصة يوسف وإنما يذكر الملك مع يوسف ثم عرفنا فيما بعد (من حجر رشيد)‬
‫وعرفنا أن الملوك في مصر قسمان‪ :‬قسم إذا كان من أصل مصري يسموه فرعون وإذا كان من الهكسوس يسموه ملك فهو ملك وليس فرعون‬
‫والذي كان في زمن يوسف كان من الهكسوس فسمي ملك فهو الملك وليس فرعون‪ .‬في زمن موسى كان الملك مصريا فسمي فرعون‪ .‬القرآن ل‬
‫ب (‪ ))25‬بمعنى زوجها‪ .‬ليس في القرآن (سيدها) بمعنى زوجها وعرفنا‬ ‫سيّدَهَا َلدَى ا ْلبَا ِ‬
‫يذكر (سيدها) بمعنى الزوج إل في قصة يوسف قال ( َوأَلْ َفيَا َ‬
‫فيما بعد أن (سيدها) كان يستعملها القباط للرجال والبعول وقرأت في الكتب أن كلمة (سيدها) ليست عربية وإنما هي قبطية‪ ،‬إستعمالها للزوج ل‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫تستعملها العرب وإنما هي من كلم القباط بمعنى بعل أو زوج‪ .‬نحن عندنا ساد يسود‪ ،‬لكن (سيدها) بهذه الدللة ل تستخدمها العرب وإنما تستخدم‬
‫الزوج والبعل‪ .‬قال تعالى في قصة يوسف (سيدها) ولم يقل في مكان آخر (سيدها)‪ .‬ال تعالى تحداهم بمعلومات لم تكتشف إل فيما بعد‪ ،‬ذكر القصة‬
‫بكل دقائقها ثم ذكر أمورا‪ ،‬هذه أنزلناه‪.‬‬
‫حكِي ٌم (‪ )4‬الزخرف) (ُأمّ‬ ‫ن (‪ )3‬وَِإنّهُ فِي أُمّ ا ْل ِكتَابِ َلدَ ْينَا َلعَِليّ َ‬
‫جعَ ْلنَا ُه ُقرْآنًا عَ َر ِبيّا ّلعَّلكُ ْم َتعْقِلُو َ‬
‫(جعلناه)‪ :‬لم يذكر أمورا تتعلق بالنزال‪ ،‬قال تعالى‪ِ( :‬إنّا َ‬
‫الكتاب) أين؟ في السماء‪( ،‬لدينا) أين؟ عند ال عز وجل‪( ،‬لعلي حكيم) أين؟ في العلو‪ ،‬إذن هذا ليس إنزالً‪ .‬ما يتعلق بالنزال لنه يتكلم وهو في‬
‫السماء‪ ،‬في العلوّ‪ ،‬في الرتفاع قبل النزول‪( :‬أ ّم الكتاب) أي اللوح المحفوظ‪( ،‬لدينا) أي عند ال‪( ،‬لعلي حكيم) مرتفع فيه سمو‪ ،‬فكيف يقول إنزال؟‪.‬‬
‫ن (‪ )3‬يوسف) الوحي إنزال‪.‬‬ ‫ت مِن َقبْلِهِ َلمِنَ ا ْلغَافِلِي َ‬ ‫ك هَـذَا الْ ُقرْآنَ وَإِن كُن َ‬ ‫ح ْينَا إَِل ْي َ‬
‫صصِ ِبمَا َأوْ َ‬ ‫ص عََل ْيكَ َأحْسَنَ ا ْلقَ َ‬‫أما الية الخرى فإنزال (نَحْنُ َنقُ ّ‬
‫ي النسب أنه في مقام النزال يستعمل أنزلناه أو جعلناه؟‬ ‫ل فتحتاج لـ (جعلناه) وليس أنزلناه‪ .‬نسأل‪ :‬أ ّ‬ ‫(لدينا) ليست إنزالً‪ ،‬أ ّم الكتاب ليست إنزا ً‬
‫النسب أن يستعمل أنزلناه وفي مقام عدم النزال يستعمل (جعلناه)‪ .‬نضع النزال مع الوحي والنزال (ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك ما كنت‬
‫تعلمها أنت وقومك) يعني أنزلها إليك‪ ،‬هذه ل علقة لها بأم الكتاب ولدينا وكلها إنزال‪.‬‬
‫هل العرب كانت تفهم وضع كلمة في مكانها هكذا وتعلم أن كل كلمة عاشقة لمكانها؟‬
‫البلغاء يعلمون ويعرفون في مظانّ الكلم ما ل نعرفه نحن إل فيما يتعلق بالمور العلمية التي استجدت فيما بعد هذه ل يعلمونها لكن فيما عدا ذلك‬
‫يعلمون من مرامي الكلم ما ل نعلمه نحن ولذلك عندما تحداهم بسورة والسورة قد تكون قصيرة جدا لم يأتوا بشيء‪ ،‬لم يتحداهم بآية لن الية قد‬
‫تكون كلمة (ألم) و(مدهامتان) آية‪ ،‬لكن تحداهم بسورة أو بما هو مقدار السورة‪ .‬كل تعبير في القرآن بمقدار (إنا أعطيناك الكوثر) فهو معجز‪.‬‬
‫أقصر سورة الكوثر هذه معجزة لنه تحداهم بها أو الخلص‪ .‬فأي كلم في القرآن بمقدار هذ فهو معجز‪.‬‬
‫د‪.‬أحمدالكبيسى ‪:‬‬
‫نتكلم عن جعلناه هذا الكلم كلم ال‪ ،‬القرآن كلم ال ليس هناك شك في هذا لكن هذا الكلم هو الذي خرج من ال بالضبط؟ ل طبعا هذا لو هذا‬
‫صعِق‪ .‬لكن رب العالمين كلمه الذاتي الذي ل يمكن لنا أن‬ ‫الكلم الذي نقرأه هو الذي خرج من ال بالضبط لما استطاع منا أحدا أن يقرأه إل و ُ‬
‫حدٌ ﴿‪ ﴾1‬الخلص) هذا بحاجة إلى لسان‬ ‫ل هُ َو اللّهُ أَ َ‬ ‫نسمعه رب العالمين إكراما لنا رحم ًة بنا غيّر صيرورته ولغته وصار عربيا لماذا؟ العربي (قُ ْ‬
‫يءٌ ﴿‪ ﴾11‬الشورى)‪ .‬وحينئذٍ‬ ‫س َك ِمثْلِهِ شَ ْ‬ ‫إلى شفتين إلى حلق ميم شفتان لم حاء حلق وهكذا رب العالمين ما عنده ل شفتين ول حلق ول لسان (َليْ َ‬
‫ل رَبّ‬ ‫رب العالمين كلمه الصحيح جعله قرآنا عربيا هذا هو الفرق بين جعله ثم أنزله بهذا إلى اللوح المحفوظ‪ .‬إذن رب العالمين كما في الية (قَا َ‬
‫صعِقًا ﴿‪﴾143‬‬ ‫خ ّر مُوسَى َ‬ ‫جعَلَ ُه َدكّا وَ َ‬ ‫جبَلِ َ‬ ‫ستَقَ ّر َمكَانَ ُه فَسَ ْوفَ تَرَانِي فََلمّا تَجَلّى َربّهُ لِلْ َ‬ ‫ناْ‬ ‫ل فَإِ ِ‬ ‫جبَ ِ‬
‫ل لَنْ تَرَانِي وََلكِنِ ا ْنظُرْ إِلَى الْ َ‬ ‫ك قَا َ‬
‫َأ ِرنِي َأنْظُرْ إَِل ْي َ‬
‫العراف) موسى هذا من أولي العزم من قمة الرسل هذا المشهد خرّ صعقا وحينئذٍ قال له أنت قوانينك في الدنيا ل يمكن أن تسمع صوتي الحقيقي‬
‫ول أن ترى صورتي فلما ربه تجلّى بعض نور من وجه رب العالمين سلطها على الجبل الجبل ذاب انتهى فأنت كيف أنت البشر مخلوق من دم‬
‫ولحم تريد أن تسمع كلمي الحقيقي وأن ترى وجهي؟! ل يمكن‪ ،‬هذا ليس من قوانينك هذا من قوانينك يوم القيامة لن المشهد يوم القيامة بقوانين‬
‫أخرى هذا قوانين طين قوانين أرضية من طين خلقنا ثم سوانا ونفخ فينا من روحه ونعيش أربعين خمسين مائة سنة ونصير تراب مرة ثانية هذا‬
‫جسد طيني يعود طين مرة أخرى‪ .‬ولهذا هذا القانون قانونك الطيني ل يسمح أن تراني أو أن تسمع صوتي‪ .‬هكذا هو القرآن الكريم ل يمكن ولهذا‬
‫شيَةِ‬‫خْ‬‫صدّعًا مِنْ َ‬‫شعًا ُمتَ َ‬
‫جبَلٍ لَرََأ ْيتَهُ خَا ِ‬
‫ن عَلَى َ‬ ‫ن ﴿‪ ﴾21‬الحشر) بلغة ال الصلية بصوت ال الصلي (لَوْ َأنْزَ ْلنَا َهذَا الْ ُقرْآَ َ‬ ‫ال قال (لَوْ َأنْزَ ْلنَا َهذَا ا ْلقُرْآَ َ‬
‫ضعِيفًا ﴿‪ ﴾28‬النساء) كيف يمكن أن‬ ‫خلِقَ ا ْلِإنْسَانُ َ‬ ‫اللّ ِه (‪ )21‬الحشر) وهو جبل صخري صار له مليين السنين وهو واقف فكيف وأنت البشر (وَ ُ‬
‫ل مِنْ ُم ّدكِرٍ ﴿‪ ﴾22‬القمر) إذا هذا القرآن هو النسخة العربية التي‬ ‫تسمع صوتي؟! ل يمكن‪ ،‬فرب العالمين من كرمه قال (وََل َقدْ يَسّ ْرنَا ا ْلقُرْآَنَ لِل ّذكْ ِر َفهَ ْ‬
‫جعلها ال ولم يكن المر كذلك‪ .‬رب العالمين لما نطق ما نطق بلغة عربية نطق بلغته هو التي ل يمكن لعقلك أن يدركها بهذه القوانين كما ل يمكن‬
‫لعقلك أن يدرك وضعه وكونه ومثاله وحتى سمعه وبصره ل يمكن أن تدركه كيف رب العالمين يسمع كل الكون بجزء الثانية؟ إذا كما أن عقلك ل‬
‫يحيط بكل صفاته ولهذا الذين انشغلوا في التاريخ السلمي‪.‬بالذات والصفات كانوا يعبثون أو نقول بعد أن اكتمل لهم دينهم ل باس من أن يحاولوا‬
‫التفكير في هذه القضية والحديث يقول (فكروا في ال ول تفكروا في ذات ال) ل بأس أن تفكر كيف رب العالمين يسمع كيف رب العالمين يبصر‬
‫لكن أن تجعلها قضية حساسة وكل واحد يدّعي أن كلمه هو الحق هذا أشعري وهذا معتزلي وهذا مرجئي كله كان عبثا وناس تقتل ناس على هذا‬
‫كما نفعل الن شيعي وسني ووهابي وكذا باسم العقيدة وكلهم ضالون كل من يقتل مسلما انتهى (لن يزال المؤمن بخير ما لم يصب دما حراما)‬
‫ستَقَامُوا﴿‪ ﴾13‬الحقاف) قل أنا ال ربي محمد نبيي أنا مسلم وهذا الحلل وهذا‬ ‫ولهذا أنت قل ما الذي قال له؟ قال (إِنّ اّلذِينَ قَالُوا َرّبنَا اللّ ُه ثُ ّم ا ْ‬
‫سكُمْ﴿‪ ﴾21‬الذاريات) أنت أين نفسك؟ قل لي ما هي روحك؟ فسر لي أين روحك؟ في أي‬ ‫الحرام وانتهينا‪ .‬يا أخي أنت في نفسك ال قال ( َوفِي َأ ْنفُ ِ‬
‫مكان في عينك في أنفك وبعدين لما تموت ما الذي يخرج منك؟؟؟ أنت ل تعرف روحك وتريد أن تعرف رب العالمين أي عبثٌ هذا ل بأس أن‬
‫تفكر أما أن تعتقد بأنك أنت أصبت بعقلك هذا المغفل الذي إلى الن ل يدرك ثلثين الرض تلحظ وتريد أن تدرك رب العالمين! والن هذا أمامك‬
‫التلفزيون ‪ 99‬وتسعة أعشار من المشاهدين ل يعرفون كيف تأتي الصورة ول عقله يدركها ولو قلت لكل البشرية قبل مائتين سنة سيأتي يوم ونجعل‬
‫الصندوق أمامكم تشوفون فيه لكان الرد أنك أنت مريض ومجنون وستظهر أشياء أعجب فهذا مثلً النترنت والموبايل هذه لو ذكرتها في العصر‬
‫الحجري والبيزنطيين والمسيحيين قبل السلم لعدموك لنك كافر وقد أعدموا بعض الناس لنهم قالوا كلما ثم تبين أنه حقيقة لكن ما أدركوه‪ .‬من‬
‫جعَ ْلنَا ُه قُرَْآنًا عَ َر ِبيّا) وبعد أن جعلناه قرآنا عربيا أنزلناه هكذا إلى اللوح المحفوظ حتى نقله جبريل من اللوح‬ ‫أجل هذا رب العالمين عز وجل قال ( َ‬
‫حدٌ) قال هذا اللفظ؟ أولً ال يعرف‬ ‫ل هُوَ اللّهُ َأ َ‬ ‫المحفوظ شيئا فشيئا بالتنزيل بالتنزيل على حسب الوقائع وهذا جدا منطقي‪ .‬ورب العالمين قال (قُ ْ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫يءٌ)‪ .‬هذا الفرق بين أنزلناه‬


‫س َك ِمثْلِهِ شَ ْ‬
‫عربي الشيء الثاني لغته عربية؟ أل يعرف لغة أخرى! ثم عنده قاف ولم وحنجرة هذا بشر وال قال (َليْ َ‬
‫وجعلناه‪.‬‬
‫وحينئذٍ تعرف كم أن هذا القرآن معجز وأن هذا القرآن ل يمكن أن تحتمله إل اللغة العربية‪ .‬هذه اللغة المعجزة ما اختارها ال عبثا وللسف الشديد‬
‫أنها تتقهقر الن بفعل أبنائها ل بفعل أعدائهم ولو أن الن المة بدأت تعود إليها‪ .‬شرف هذه المة هذه اللغة وما من لغة تضاهيها وحينئذٍ اللغة‬
‫الوحيدة التي تحمل المطلق اللهي والفهم النسبي هي هذه اللغة‪ .‬يعني الية الواحدة كما تشاهدون الن يعني هذه اليات التي نناقشها الن هذه اليات‬
‫المتشابهة مرت بآلف المفسرين ومليين القراء كل واحد أخذ منهم على قدر فهمه كيف تستطيع الكلمة القرآنية الواحدة أن تخزن فيها معلومات‬
‫ومعارف تعطيها لكل جيل على قدر حضارتهم ومعرفتهم واكتشافاتهم‪ .‬وما تريد من أي لغة على وجه الرض يمكن أن تحمل هذا المعنى الدفين‬
‫جعَ ْلنَا ُه قُرَْآنًا عَ َر ِبيّا)‪.‬‬
‫وتعطيك معنى متغيرا إلى يوم القيامة إل هذه اللغة قال ( َ‬
‫آية (‪:)32‬‬
‫سخرياً؟‬
‫سخريا ً و ُ‬
‫*ما الفرق بين ِ‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى ‪:‬‬
‫(سِخريا) بكسر السين هي من الستهزاء والسخرية أما(سُخريا) بضم السين فهي من باب الستغلل والتسخير‪.‬‬
‫د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫س ْمنَا َبيْ َنهُمْ‬‫ن قَ َ‬
‫ك نَحْ ُ‬
‫حمَةَ َرّب َ‬ ‫سمُونَ رَ ْ‬‫حتّى َأنْسَ ْو ُكمْ ِذكْرِي ﴿‪ ﴾110‬المؤمنون) بكسر السين‪ .‬وفي آية أخرى (أَ ُهمْ َيقْ ِ‬ ‫خ ِريّا َ‬
‫خ ْذُتمُوهُ ْم سِ ْ‬ ‫فى قوله تعالى (فَاتّ َ‬
‫ج َمعُونَ ﴿‪ ﴾32‬الزخرف) بضم‬ ‫خيْ ٌر ِممّا يَ ْ‬
‫حمَةُ َرّبكَ َ‬
‫خ ِريّا وَ َر ْ‬
‫ضهُ ْم َبعْضًا سُ ْ‬
‫خ َذ َبعْ ُ‬
‫ت ِليَتّ ِ‬
‫ق َبعْضٍ دَ َرجَا ٍ‬
‫ض ُهمْ َفوْ َ‬
‫حيَا ِة ال ّدنْيَا َو َر َف ْعنَا بَعْ َ‬
‫ش َتهُمْ فِي الْ َ‬
‫َمعِي َ‬
‫خ ِريّا) من السخرية والستهزاء كان مستهزءا بهم يعني نحن كنا نرى‬ ‫خ ْذُتمُوهُمْ سِ ْ‬
‫السين‪ .‬سِخريا بكسر السين وسُخريا بضم السين والفرق بينهما(فَاتّ َ‬
‫صالحين وأتقياء وعلماء وكنا نضحك عليهم ونسخر منهم كما يفعلون في الفلم المصرية يسخر من كل العلماء عن طريق النموذج أو الرمز الذي‬
‫هو المأذون لكن يسخر من هذا اللبس العمامة والجبة الخ جعلوه هزؤ والمشاهدون صار لهم حوالي نصف قرن من الزمان يضحكون على هذا‬
‫المنظر وبالتالي يوم بعد يوم أنقدح في ذهنهم أن هذا كل عالمٍ مسلم هو سخرية وهو هزؤ وهو يضحك عليه وفعلً حصل هذا‪ .‬الن في مصر بدأ‬
‫س ْوكُ ْم ذِكْرِي َو ُكنْتُ ْم ِم ْنهُمْ‬
‫حتّى َأنْ َ‬
‫خ ِريّا َ‬
‫خ ْذُتمُوهُمْ سِ ْ‬
‫علماء المسلمين يخلعون هذا اللباس ويلبسون اللباس الجنبي وهذا هو المقصود ‪ .‬حينئذٍ ال قال (فَاتّ َ‬
‫حكُونَ ﴿‪ ﴾110‬المؤمنون) سِِخريا يعني هزؤ تسخرون منهم‪.‬أما (سُخريا) من السخرة والسخرة أن تكلف غيرك العمل لجلك ورب العالمين‬ ‫ضَ‬ ‫تَ ْ‬
‫جعل بعض الناس مسخرين للناس الحلق والجزار والبائع والسائق وكلنا نخدم بعضنا ورب العالمين سخّر بعضنا لبعضٍ‪ .‬إذن سخريا من التسخير‬
‫تسخير البعض للبعض وسِخريا بكسر السين من السخرية والهزء ‪.‬‬
‫آية (‪:)33‬‬
‫ج)؟‬ ‫ن فَ َّ‬
‫ضةٍ وَ َ‬
‫معَارِ َ‬ ‫م ْ‬
‫سقُفًا ِ‬ ‫ن لِبُيُوتِهِ ْ‬
‫م ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ن يَكْفُُر بِالَّر ْ‬
‫ح َ‬ ‫جعَلْنَا ل ِ َ‬
‫م ْ‬ ‫م)فى قوله تعالى(ل َ َ‬
‫* ما إعراب (لِبُيُوتِهِ ْ‬
‫(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن (‪ )33‬الزخرف) (لبيوتهم‬
‫ظهَرُو َ‬
‫ج عََل ْيهَا يَ ْ‬
‫ن فَضّةٍ َو َمعَا ِر َ‬
‫ن ِل ُبيُوتِهِ ْم سُ ُقفًا مِ ْ‬
‫حمَ ِ‬
‫ن َيكْفُ ُر بِالرّ ْ‬
‫جعَ ْلنَا ِلمَ ْ‬
‫حدَةً لَ َ‬
‫ن َيكُونَ النّاسُ ُأمّةً وَا ِ‬
‫فى قوله تعالى (وَلَ ْولَا أَ ْ‬
‫سقفا) بدل لقوله (لمن يكفر بالرحمن)‪.‬‬
‫آية (‪:)36‬‬
‫*القرين الذي ورد ذكره في عدة آيات في القرآن الكريم هل هو الوسواس أو هل قرين السوء ام‬
‫هناك قرين غير السوء فهل يمكن توضيح ما هو القرين؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن(‬ ‫ص ّدقِي َ‬
‫ل َأئِ ّنكَ َلمِنْ ا ْلمُ َ‬ ‫ن (‪ )51‬يَقُو ُ‬ ‫ل ّمنْهُمْ ِإنّي كَانَ لِي قَرِي ٌ‬ ‫ل قَائِ ٌ‬
‫قد يكون من النس ومن الجن كما وضح ربنا تعالى والقرين هو المصاحب‪( .‬قَا َ‬
‫ن (‪ )56‬وَلَ ْولَا‬ ‫ن كِدتّ َلتُ ْردِي ِ‬ ‫جحِي ِم (‪ )55‬قَالَ تَاللّهِ إِ ْ‬ ‫ن (‪ )53‬الصافات) هذا إنس‪( ،‬فَاطّلَ َع فَرَآ ُه فِي سَوَاء الْ َ‬ ‫‪َ )52‬أ ِئذَا ِم ْتنَا َو ُكنّا تُرَابًا وَعِظَامًا َأ ِئنّا َل َمدِينُو َ‬
‫ن (‪ )36‬الزخرف) هذا من‬ ‫شيْطَانًا َفهُوَ لَ ُه قَرِي ٌ‬
‫حمَنِ ُن َقيّضْ لَهُ َ‬ ‫ن (‪ ))57‬هذا شيطان إنس‪َ ( .‬ومَن َيعْشُ عَن ِذكْرِ الرّ ْ‬ ‫ت مِنَ ا ْل ُمحْضَرِي َ‬ ‫ِن ْعمَةُ َربّي َلكُن ُ‬
‫ل فِي ُأمَ ٍم َقدْ‬ ‫ق عََل ْيهِمُ الْ َقوْ ُ‬ ‫شيْطَانُ لَ ُه َقرِينًا َفسَاء ِقرِينًا (‪ )38‬النساء) ( َو َقيّ ْ‬
‫ضنَا َلهُ ْم قُ َرنَاء فَ َزّينُوا َلهُم مّا َبيْنَ َأيْدِيهِمْ َومَا خَ ْل َفهُمْ َوحَ ّ‬ ‫الجن‪َ ( ،‬ومَن َيكُنِ ال ّ‬
‫عتِيدٌ (‪ )23‬ق) يجوز من النس‬ ‫ي َ‬ ‫ل قَرِينُ ُه َهذَا مَا َلدَ ّ‬‫س (‪ )25‬فصلت) قد يكون من النس وقد يكون من الجن‪َ ( .‬وقَا َ‬ ‫ت مِن َقبِْلهِم مّنَ ا ْلجِنّ وَا ْلإِن ِ‬ ‫خَلَ ْ‬
‫والجن لكن الدللة واحدة وهي المصاحبة‪.‬‬
‫آية (‪:)43‬‬
‫قيمٍ) فى سورة يس جمع الثنين هنا مع‬ ‫ست َ ِ‬‫م ْ‬‫ط ُّ‬ ‫صَرا ٍ‬ ‫ن) و(عَلَى ِ‬ ‫سلِي َ‬
‫مْر َ‬‫ن ال ْ ُ‬‫م َ‬ ‫ك لَ ِ‬
‫*مرة يقول تعالى (إِن َّ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ستَقِيم ٍ (‪)43‬‬ ‫ط ُّ‬
‫م َْ‬ ‫ك عَلَى ِ‬
‫صََرا ٍ‬ ‫ك إِن ََّ َ‬
‫ي إِلَي َْ َ‬
‫ح ََ‬ ‫ك بِال ّذِي أو ِ‬ ‫س ْ‬ ‫م ِ‬ ‫أنهمَا وردتَا فَي القرآن متفرقتيَن (فَا َْ‬
‫ست َ ْ‬
‫ن (‪ )252‬البقرة) مََا سََبب‬ ‫سلِي َ‬‫مْر َ َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬‫م ََ‬ ‫ك لَ ِ‬ ‫قّ َ وَإِن ّ ََ َ‬
‫ح ِ‬‫ك بِال ْ َ‬‫ت الل ّ َهِ نَتْلُوهَ َا عَلَي ْ َ َ‬ ‫الزخرف) و(تِل ْ َ َ‬
‫ك آيَا ُ َ‬
‫الختلف؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫هو بحسب السياق الذي ترد فيه لو قال (ِإّنكَ َلمِنَ ا ْلمُ ْرسَلِينَ) واكتفى دل على أنه على صراط مستقيم تضمنا ل تصريحا‪ ،‬لو قال (ِإّنكَ َلمِنَ‬
‫ا ْلمُرْسَلِينَ) وسكت يحتمل جملة أمور وجملة معاني يحتمل أنه على صراط مستقيم لن المرسل أكيد يكون على صراط مستقيم لكن متضمن يشمل‬
‫أمورا أخرى يحتمل أنه صادق بما يأمر به ومحتمل أنه يأمر بالخير ومحتمل أنه مجرد الخبار أنه من المرسلين‪ ،‬ل يريد له معنى متضمن فقوله‬
‫ستَقِيمٍ) حدد أمرا معينا يريده المتكلّم لم يجعل ذلك للذهن واحتمالت كثيرة هو عندما يقصد إلى أمر معين يذكره عندما يقصد العموم‬ ‫(عَلَى صِرَاطٍ مّ ْ‬
‫يعمم كما هو شأن العموم والخصوص‪ .‬أما لو قال (إنك على صراط مسنقيم) وسكت كما قال في الزخرف ل يدل على أنه من المرسلين‪.‬‬
‫ستَقِيمٍ)؟‬ ‫ط مّ ْ‬‫صرَا ٍ‬ ‫سلِينَ) وفي موطن (إنك عَلَى ِ‬ ‫السؤال إذن لماذا اكتفي في موطن (ِإنّكَ َلمِنَ ا ْلمُرْ َ‬
‫حقّ وَِإّنكَ َلمِنَ ا ْلمُ ْرسَلِينَ (‪ )252‬البقرة)‪ ،‬في الزخرف قال‬ ‫ك بِالْ َ‬
‫لو وضعنا اليات في سياقها يتضح الجواب‪ :‬في البقرة قال (تِ ْلكَ آيَاتُ اللّ ِه َنتْلُوهَا عََل ْي َ‬
‫س َتقِي ٍم (‪ )43‬الزخرف)‪ .‬نضع كل واحدة في سياقها‪ :‬في البقرة التي لم يذكر على صراط مستقيم هذه‬ ‫ط مّ ْ‬ ‫ك عَلَى صِرَا ٍ‬ ‫حيَ إَِل ْيكَ ِإّن َ‬ ‫سكْ بِاّلذِي أُو ِ‬ ‫س َتمْ ِ‬
‫(فَا ْ‬
‫أصلً لم نر فيها ذكرا للدعوة‪ ،‬السياق ليس فيه ذكر للدعوة والدعوة هي صراط مستقيم‪ ،‬وردت في سياق القصص القرآني ذكرها في سياق قصة‬
‫ت اللّ ِه نَتْلُوهَا عََل ْيكَ بِالْحَقّ وَِإّنكَ َلمِنَ‬ ‫ك آيَا ُ‬ ‫طالوت وجالوت وقسم من النبياء أيضا‪ ،‬عندما ذكر قصة طالوت وجالوت وذكر قسما من النبياء قال (تِ ْل َ‬
‫ن (‪ )252‬البقرة) يعني أراد أن يُخبر أن هذا دليل على إثبات نبوته بإخباره عما لم يعلم من أخبار الماضي‪ ،‬قصة لم يعلمها ل هو ول‬ ‫ا ْلمُرْسَلِي َ‬
‫قومه فأجراها على لسانه أخبر بها أعلمه بها ال سبحانه وتعالى‪ ،‬فإذن لما ذكر هذه القصة التي ل يعلمها قومه ول يعلمها هو فأجراها على لسانه‬
‫ل هَـذَا‬ ‫ل قَ ْو ُمكَ مِن َقبْ ِ‬ ‫ت َتعَْل ُمهَا أَنتَ َو َ‬ ‫هذا يدل على رسالته‪ .‬كما ذكر تعقيبا في قصة نوح لما قال له (تِ ْلكَ مِنْ أَنبَاء ا ْل َغيْبِ نُوحِيهَا إَِل ْيكَ مَا كُن َ‬
‫ل من ِقبَل ال سبحانه وتعالى يعني هذه دليل على إثبات نبوته‬ ‫ن (‪ )49‬هود) ال تعالى أعلمه‪ ،‬فيها دللة على كونه مرسَ ً‬ ‫صبِرْ إِنّ ا ْلعَا ِقبَةَ لِ ْل ُمتّقِي َ‬ ‫فَا ْ‬
‫ك (‪ ))102‬وهذه مثل تلك‪ ،‬يعني هذه هي البرهان والدليل على أنه مرسَل من المرسلين‬ ‫ب نُوحِيهِ إَِل ْي َ‬ ‫ورسالته‪ ،‬في قصة يوسف (ذَِلكَ مِنْ أَنبَاء ا ْل َغيْ ِ‬
‫لم يقل على صراط مستقيم هي ليست في سياق الدعوة وإنما في سياق إثبات نبوته‪ .‬آية الزخرف هي في سياق الدعوة إلى ال وفي هداية الخلق‬
‫ن (‪ )41‬أَوْ‬ ‫ل ّمبِينٍ (‪ )40‬الزخرف) هو مكلّف إذن بالهداية (فَِإمّا نَذْ َهبَنّ ِب َ‬
‫ك فَِإنّا ِم ْنهُ ْم ُمنْتَ ِقمُو َ‬ ‫ضلَا ٍ‬
‫ن فِي َ‬ ‫سمِعُ الصّمّ َأ ْو تَ ْهدِي ا ْل ُعمْيَ َومَن كَا َ‬ ‫ت تُ ْ‬ ‫(َأ َفأَن َ‬
‫ف تُسْأَلُونَ (‬ ‫سوْ َ‬ ‫ستَقِيمٍ (‪ )43‬وَِإنّهُ َل ِذكْرٌ َلكَ وَلِقَ ْو ِمكَ وَ َ‬ ‫ط مُ ْ‬ ‫ك عَلَى صِرَا ٍ‬ ‫ي إَِل ْيكَ ِإّن َ‬
‫سكْ بِاّلذِي أُوحِ َ‬ ‫ن (‪ )42‬فَا ْ‬
‫س َتمْ ِ‬ ‫عدْنَا ُه ْم فَِإنّا عََل ْيهِ ْم مُ ْق َتدِرُو َ‬ ‫نُ ِر َيّنكَ اّلذِي وَ َ‬
‫حمَنِ آَِلهَ ًة ُيعْ َبدُونَ (‪ )45‬الزخرف) إذن الكلم في سياق الدعوة‪ .‬ثم لحظ عندما قال‬ ‫ن دُونِ الرّ ْ‬ ‫جعَ ْلنَا مِ ْ‬
‫ك مِنْ رُسُِلنَا أَ َ‬ ‫ل مَنْ أَ ْرسَ ْلنَا مِنْ َقبِْل َ‬ ‫‪ )44‬وَاسْأَ ْ‬
‫ل مَنْ أَرْسَ ْلنَا مِنْ‬ ‫سأَ ْ‬
‫حيَ إَِل ْيكَ) وقال (وَا ْ‬ ‫سكْ بِاّلذِي أُو ِ‬ ‫س َتمْ ِ‬
‫حيَ إَِل ْيكَ) يعني إنك لمن المرسلين إذن هو جمع الثنين جمع الرسالة (فَا ْ‬ ‫سكْ بِاّلذِي أُو ِ‬ ‫س َتمْ ِ‬
‫(فَا ْ‬
‫ك مِنْ رُسُِلنَا) من قبلك يعني أنت بعدهم فأنت واحد منهم‪ .‬إذن هو جمع المرين هنا ولكن بشكل آخر وذكر الدعوة إلى ال لنه في سياق الدعوة‬ ‫َقبِْل َ‬
‫ستَقِيمٍ) ثم وصف الصراط أنه مستقيم وليس الصراط يعني مستقيم الصراط هو الطريق الواسع (أصلها سراط (بالسين) من‬ ‫ط مّ ْ‬‫فذكر (إنك عَلَى صِرَا ٍ‬
‫سرط بمعنى بلع لنه يبلع السابلة لنه ضخم ولذلك قسم يسموه لَقْم لنه يلتقمهم) مستقيم وصف آخر للصراط (فاهدوهم إلى صراط الجحيم)‪.‬‬
‫نفهم مستقيم ل اعوجاج فيه؟‬
‫صراط الجحيم يعني طريق الجحيم‪ ،‬هذا المستقيم الصراط هو الطريق الواسع والمستقيم وصف آخر للصراط‪ ،‬المستقيم هو أقرب الطرق الموصِلة‬
‫إلى المراد أيّا كان هذا المراد فهو أقرب الطرق إليه فليس هنالك أقرب منه طريق قويم ومستقيم وأقصر الطرق الموصلة إلى المراد ول يحمل‬
‫إيجابا أو سلبا أو وصفاً طيبا أو غير طيب‪ .‬المستقيم الستقامة أنه طريق مستقيم قويم التي توصلك إلى المطلوب بأقصر طريق وأقرب وأيسر‬
‫طريق‪.‬‬
‫(فاستقم) استقم معناها كن معتدل المر ل تميل إلى الباطل أو كذا ما أراد ربنا من المور القويمة‪.‬‬
‫س َتقِيمٍ) كل واحدة وردت في موطن بينما وردت في يس معا كل واحدة في سياقها (ِإّنكَ َلمِنَ‬ ‫ط مّ ْ‬‫طبعا ل يمكن‪ِ( .‬إّنكَ َلمِنَ ا ْلمُ ْرسَلِينَ) و (عَلَى صِرَا ٍ‬
‫ك بِاّلذِي‬ ‫س ْ‬ ‫س َتمْ ِ‬
‫ا ْلمُرْسَلِينَ) في سورة البقرة في سياق إثبات الرسالة وليست في سياق الدعوة بينما في الزخرف في سياق الدعوة ثم ذكر أنه رسول (فَا ْ‬
‫أُوحِيَ ِإَل ْيكَ)‪.‬‬
‫آية (‪:)46‬‬
‫* مَا الفرق مَن الناحيَة البيانيَة فَي اسَتخدام لفظَة ( إن َّا رسَول‪،‬إن َّا رسَول‪ ،‬إنَي رسَول) فَي قصَة‬
‫موسى وهارون؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ل َم َعنَا َبنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا ُتعَ ّذ ْبهُ ْم قَ ْد‬
‫ورد مثل هذا التعبير في ثلث مواقع في القرآن الكريم‪ :‬قال تعالى في سورة طه (فَ ْأ ِتيَا ُه فَقُولَا ِإنّا َرسُولَا َرّبكَ َفأَرْسِ ْ‬
‫ب ا ْلعَاَلمِينَ {‪ )}16‬وفي سورة الزخرف‬ ‫ل رَ ّ‬ ‫ك بِآيَ ٍة مّن ّرّبكَ وَالسّلَا ُم عَلَى مَنِ ا ّتبَعَ ا ْل ُهدَى {‪ )}47‬وفي سورة الشعراء ( َف ْأتِيَا ِفرْعَوْ َ‬
‫ن فَقُولَا ِإنّا َرسُو ُ‬ ‫جئْنَا َ‬ ‫ِ‬
‫ب ا ْلعَاَلمِينَ {‪.)}46‬‬ ‫ل ِإنّي َرسُولُ رَ ّ‬ ‫قال تعالى (وََل َقدْ َأرْسَ ْلنَا مُوسَى بِآيَا ِتنَا إِلَى فِرْعَوْنَ َومََلئِهِ َفقَا َ‬
‫المسألة تتعلق بالسياق ففي سورة طه السياق كله مبني على التثنية من قوله تعالى (اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا َت ِنيَا فِي ِذكْرِي {‪ )}42‬إلى قوله‬
‫ن َهذَانِ‬ ‫ن ا ّتبَعَ ا ْل ُهدَى (‪ ))47‬وقوله (قَالُوا إِ ْ‬ ‫ك بَِآيَةٍ مِنْ َرّبكَ وَالسّلَا ُم عَلَى مَ ِ‬ ‫ج ْئنَا َ‬
‫ل َم َعنَا َبنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا ُتعَ ّذبْهُ ْم َقدْ ِ‬ ‫ك فََأرْسِ ْ‬
‫(فَ ْأ ِتيَا ُه َفقُولَا ِإنّا رَسُولَا َرّب َ‬
‫طرِي َق ِتكُمُ ا ْل ُمثْلَى {‪ )}63‬أما في سورة الشعراء فالسياق كله مبني على الفراد والوحدة‬ ‫سحْرِ ِهمَا َو َيذْ َهبَا بِ َ‬ ‫ضكُم بِ ِ‬ ‫خرِجَاكُم مّنْ َأرْ ِ‬ ‫ن يُرِيدَانِ أَن يُ ْ‬‫َلسَاحِرَا ِ‬
‫ن {‪ )}18‬مع العلم أن أوائل السورة فيها تثنية من قوله تعالى (قَالَ كَلّا فَاذْ َهبَا بِآيَا ِتنَا‬ ‫سنِي َ‬
‫عمُ ِركَ ِ‬ ‫ت فِينَا مِنْ ُ‬ ‫ك فِينَا وَلِيدا وََل ِبثْ َ‬ ‫من قوله تعالى (قَالَ أَلَ ْم نُ َرّب َ‬
‫ل رَبّ ا ْلعَاَلمِينَ {‪ )}16‬ثم يُغيّب هارون وتعود إلى الوحدة ويستمر النقاش مع موسى‬ ‫ن َفقُولَا ِإنّا رَسُو ُ‬ ‫س َت ِمعُونَ {‪ )}15‬إلى قوله ( َف ْأتِيَا فِرْعَوْ َ‬ ‫ِإنّا َمعَكُم مّ ْ‬
‫جعََلّنكَ مِنَ‬ ‫غيْرِي َلأَ ْ‬ ‫ن (‪ ))27‬ثم يوجّه فرعون الكلم إلى موسى مهددا إياه وحده (قَالَ َلئِنِ اتّ َ‬
‫خذْتَ ِإَلهًا َ‬ ‫جنُو ٌ‬‫وحده (قَالَ إِنّ رَسُوَلكُمُ اّلذِي أُ ْرسِلَ إَِل ْيكُمْ َلمَ ْ‬
‫ن َهذَا َلسَاحِرٌ عَلِي ٌم {‪.)}34‬‬ ‫ن (‪( ))30‬قَالَ لِ ْلمَلَِإ حَوْلَهُ إِ ّ‬ ‫ي ٍء ُمبِي ٍ‬‫ج ْئ ُتكَ بِشَ ْ‬‫ا ْلمَسْجُونِينَ (‪( ))29‬قَالَ أَوََلوْ ِ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫وكلمة رسول في اللغة تُطلق على الواحد المفرد وعلى الجمع‪ ،‬توجد كلمات في اللغة تكون الكلمة مفردة تختلف في التثنية والجمع يعود إلى الفراد‬
‫ن ِمثْلِنَا َو َق ْو ُمهُمَا َلنَا عَا ِبدُونَ (‪ )47‬المؤمنون) مثنى وقوله تعالى (بل‬
‫ن ِلبَشَ َريْ ِ‬
‫مثل كلمة بشر (أبشرا منا واحدا نتّبعه) مفرد وقوله تعالى (فَقَالُوا َأنُ ْؤمِ ُ‬
‫أنتم بشر مما خلق) جمع‪ .‬وكلمة طفل (ثم يخرجكم طفلً) وكلمة ضيف‪.‬‬
‫وكذلك كلمة رسول يقال في اللغة نحن رسول وإنا رسول فقوله تعالى (إنا رسول ربك) تأتي مع البيان ومع سنن العربية وليس فيها مخالفة للغة‪.‬‬
‫فاختار تعالى الكلمة المناسبة في السياق المناسب فالسياق في سورة طه قائم على التثنية والسياق في الشعراء قائم على الجانبين فيها إفراد ثم تثنية‬
‫ثم إفراد وموسى هو الذي بلّغ الراسلة أما في سورة الزخرف فلم يأت ذكر هارون في سياق السورة كلها أصلً فقال تعالى (إني رسول رب‬
‫العالمين)‪ .‬وهذه اليات الثلثة ل تعارض فيها وإنما هي لقصة واحدة ذهب موسى وأخاه هارون إلى فرعون وفي كل سورة جاء بجزء من القصة‬
‫بما يقتضيه السياق في السورة وهذه اللقطات إنما هي مشاهد متعددة يُعبّر عن كل مشهد حسب السياق وليس في اليات الثلثة ما يخالف العربية‬
‫لن كلمة رسول تأتي كما قلنا سابقا مفرد وجمع‪ .‬كذلك يستعمل القرآن الكريم كلمة طفل مرة وأطفال مرة حسب ما يقتضيه السياق ول يخرج عن‬
‫اللسان العربي وسنن العربية‪.‬‬
‫آية (‪:)57‬‬
‫* مَََا اللمسَََة البيانيَََة فَََي ذكَََر عيسَََى مرة والمسَََيح مرة وابَََن مريَََم مرة فَََي القرآن‬
‫الكريم؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫لو عملنا مسحا في القرآن الكريم كله عن عيسى نجد أنه يُذكر على إحدى هذه الصيغ‪:‬‬
‫‪ ‬المسيح‪ :‬ويدخل فيها المسيح ‪ ،‬المسيح عيسى ابن مريم‪ ،‬المسيح ابن مريم (لقبه)‪.‬‬
‫‪ ‬عيسى ويدخل فيها‪ :‬عيسى ابن مريم وعيسى (إسمه)‪.‬‬
‫‪ ‬ابن مريم (كُنيته)‪.‬‬
‫حيث ورد المسيح في كل السور سواء وحده أو المسيح عيسى ابن مريم أو المسيح ابن مريم لم يكن في سياق ذكر الرسالة وإيتاء البيّنات أبدأً ولم‬
‫ترد في التكليف وإنما تأتي في مقام الثناء أو تصحيح العقيدة‪ )45( .‬آل عمران‪ )157( -‬النساء‪ )17( -‬المائدة‪ )31( -‬التوبة‪.‬‬
‫ن مَ ْريَمَ‬
‫ب ابْ ُ‬ ‫ن (‪ )50‬المؤمنون) (وََلمّا ُ‬
‫ضرِ َ‬ ‫ت قَرَارٍ َو َمعِي ٍ‬ ‫ن مَ ْريَمَ وَُأمّهُ َآيَةً وَآَ َو ْينَا ُهمَا إِلَى َربْوَ ٍة ذَا ِ‬
‫جعَ ْلنَا ابْ َ‬
‫وكذلك ابن مريم لم تأتي مطلقا بالتكليف (وَ َ‬
‫صدّونَ (‪ )57‬الزخرف)‪.‬‬ ‫ك مِنْ ُه يَ ِ‬
‫َمثَلًا ِإذَا قَ ْو ُم َ‬
‫أما عيسى في كل أشكالها فهذا لفظ عام يأتي للتكليف والنداء والثناء فهو عام (‪ )46‬المائدة‪ )34( -‬مريم ول نجد في القرآن كله آتيناه البينات إل مع‬
‫ن (‪ )63‬الزخرف) ولم يأت أبدا‬ ‫ن فِي ِه فَاتّقُوا اللّهَ وَأَطِيعُو ِ‬
‫ختَلِفُو َ‬
‫ح ْكمَةِ وَلُِأ َبيّنَ َلكُ ْم َبعْضَ اّلذِي تَ ْ‬ ‫ج ْئُتكُمْ بِالْ ِ‬
‫ل َقدْ ِ‬‫ت قَا َ‬
‫لفظ (عيسى) (وََلمّا جَا َء عِيسَى بِا ْل َبيّنَا ِ‬
‫مع ابن مريم ول المسيح‪ .‬إذن فالتكليف يأتي بلفظ عيسى أوالثناء أيضا وكلمة عيسى عامة ((‪ )112‬المائدة) فالمسيح ليس اسما ولكنه لقب وعيسى‬
‫اسم أي يسوع وابن مريم كنيته واللقب في العربية يأتي للمدح أو الذم والمسيح معناها المبارك‪ .‬والتكليف جاء باسمه (عيسى) وليس بلقبه ول كُنيته‪.‬‬
‫آية (‪:)63‬‬
‫*انظر آية (‪.)57‬‬
‫ت قَا َ‬
‫ل‬ ‫سى بِالْبَيِّنَا ِ‬
‫عي َ‬
‫جاء ِ‬
‫ما َ‬‫(ول َ َّ‬
‫منها َ‬ ‫*كلمة يختلفون وتختلفون وردت في القرآن في مواضع كثيرة‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن (‪ )63‬الزخرف) ما ك ُنه‬ ‫ه وَأطِيعُو ِ‬ ‫ن فِي هِ فَاتَّقُوا الل ّ َ‬ ‫ض ال ّذِي ت َ ْ‬
‫ختَلِفُو َ‬ ‫ن لَك ُم بَع ْ َ‬ ‫حك ْ َ‬
‫مةِ وَِلبَي ِّ َ‬ ‫جئْتُك ُم بِال ْ ِ‬
‫قَد ْ ِ‬
‫الختلف؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫كنه الختلف هنا هو الختلف في أمر العقيدة بين الملل المختلفة أو بين أهل الملّة الواحدة‪.‬‬
‫ن ِمثْلَ قَوِْل ِهمْ‬
‫ن لَ َيعَْلمُو َ‬ ‫ل اّلذِي َ‬
‫ك قَا َ‬
‫ب كَذَِل َ‬ ‫شيْءٍ وَ ُهمْ َيتْلُونَ ا ْل ِكتَا َ‬ ‫يءٍ َوقَالَتِ النّصَارَى َليْسَتِ ا ْل َيهُودُ عَلَى َ‬ ‫ستِ النّصَارَى عََلىَ شَ ْ‬ ‫مثال‪َ ( :‬وقَالَتِ ا ْل َيهُودُ َليْ َ‬
‫ن (‪ )113‬البقرة) المسألة هنا فى العقيدة والختلف في العقيدة بين ملل مختلفة‪.‬‬ ‫ختَِلفُو َ‬‫حكُ ُم َب ْينَهُ ْم يَوْ َم الْ ِقيَامَ ِة فِيمَا كَانُو ْا فِيهِ يَ ْ‬
‫فَاللّ ُه يَ ْ‬
‫ن (‪ )124‬النحل) هنا ملة واحدة‪ ،‬الختلف فى‬ ‫ختَلِفُو َ‬‫ح ُكمُ َب ْي َنهُ ْم يَوْمَ ا ْل ِقيَامَةِ فِيمَا كَانُو ْا فِي ِه يَ ْ‬
‫ختَلَفُو ْا فِيهِ َوإِنّ َرّبكَ َليَ ْ‬
‫ت عَلَى اّلذِينَ ا ْ‬ ‫سبْ ُ‬ ‫جعِلَ ال ّ‬ ‫مثال‪ِ( :‬إّنمَا ُ‬
‫العقيدة بين أهل ملة واحدة‪.‬‬
‫ن اللّهَ لَا‬ ‫ختَلِفُونَ إِ ّ‬
‫ح ُك ُم بَ ْي َنهُ ْم فِي مَا هُ ْم فِي ِه يَ ْ‬
‫خذُوا مِن دُونِهِ أَ ْوِليَاء مَا َن ْعبُدُهُمْ ِإلّا ِليُ َق ّربُونَا إِلَى اللّهِ زُ ْلفَى إِنّ اللّ َه يَ ْ‬ ‫مثال‪( :‬أَلَا لِلّ ِه الدّينُ ا ْلخَالِصُ وَاّلذِينَ اتّ َ‬
‫ب كَفّا ٌر (‪ )3‬الزمر) اعتقاد‪ ،‬خلف في أمر المعبود‪.‬‬ ‫ن هُ َو كَاذِ ٌ‬ ‫َي ْهدِي مَ ْ‬
‫ن فِيهِ فَاتّقُوا اللّهَ َوأَطِيعُونِ (‪ )63‬الزخرف) إذن عموم الختلف‬ ‫ختَِلفُو َ‬
‫ح ْكمَةِ وَِلُأ َبيّنَ َلكُم َبعْضَ اّلذِي تَ ْ‬ ‫جئْ ُتكُم بِا ْل ِ‬
‫ل َقدْ ِ‬‫ت قَا َ‬
‫مثال‪( :‬وََلمّا جَاء عِيسَى بِا ْل َبّينَا ِ‬
‫المذكور هو في العتقاد بين أهل الملل المختلفة أو أهل الملة الواحدة‪.‬‬
‫الختلف بمعنى التضاد في الراء والمخالفة فهل يمكن أن نفهم معنى الختلف بمعنى التعقل بأن تأتي إلي وآتي إليك؟ يمكن وهذا مردود للسياق‪.‬‬
‫آية (‪:)64‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫َ‬
‫م فَاعْبُدُوه َُ هَذ َا‬ ‫ن الل َّ َ‬
‫ه هُوَ َرب ّ َِي وََربُّك َُ ْ‬ ‫* مَا اللمسَة البيانيَة فَي زيادة هَو فَي آيَة سَورة الزخرف (إ َِ َّ‬
‫َ‬
‫م(‬ ‫ستَقِي ٌ‬
‫م َْ‬ ‫ط ُ‬‫صََرا ٌ‬ ‫م فَاعْبُدُوه َُ هَذ َا ِ‬ ‫ن الل َّ َ‬
‫ه َرب ّ َِي وََربُّك َُ ْ‬ ‫م (‪ ))64‬عَن آيَة سَورة مريَم (وَإ َِ َّ‬
‫ستَقِي ٌ‬
‫م َْ‬ ‫صََرا ٌ‬
‫ط ُ‬ ‫ِ‬
‫‪))36‬؟‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى ‪:‬‬
‫ن مَ ْريَ َم‬
‫ب ا ْب ُ‬
‫ضرِ َ‬
‫هو‪ :‬احتمال أن يكون ضمير منفصل يفيد التوكيد والحصر‪ .‬يبقى السياق في الزخرف جاء في مقام عبادة عيسى واتخاذه إلها (وََلمّا ُ‬
‫ن (‪ ))58‬فهو أنكر هذا (إِنّ اللّ َه ُهوَ َربّي وَ َرّبكُمْ)‬
‫صمُو َ‬
‫ل هُ ْم قَوْ ٌم خَ ِ‬
‫جدَلًا بَ ْ‬
‫ض َربُوهُ َلكَ إِلّا َ‬ ‫صدّونَ (‪َ )57‬وقَالُوا أَآَِل َهُتنَا َ‬
‫خيْرٌ َأ ْم هُ َو مَا َ‬ ‫ك مِنْ ُه يَ ِ‬
‫َمثَلًا ِإذَا قَ ْو ُم َ‬
‫حصرا بينما في سورة مريم فالية جاءت بعد الولدة وليست في مقام اتخاذ إله ل تزال المسألة طفل تحمله أمه في المهد‪ .‬أما سورة الزخرف ففي‬
‫مقام اتخاذ عيسى إلها فنفى ال تعالى على لسان عيسى ذلك وقال حصرا (إِنّ اللّ َه ُهوَ َربّي وَ َرّبكُمْ)‪.‬‬
‫د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫ن التّوْرَاةِ َولُِأحِلّ َلكُ ْم َبعْضَ اّلذِي حُرّ َم عََل ْيكُمْ‬ ‫ي مِ َ‬‫ص ّدقًا ِلمَا َبيْنَ َيدَ ّ‬‫ثلث آيات يقول رب العالمين عن سيدنا عيسى عليه السلم قال لبني إسرائيل ( َومُ َ‬
‫ستَقِي ٌم ﴿‪ ﴾51‬آل عمران) الية الثانية (ِإذَا قَضَى َأمْرًا‬ ‫ط مُ ْ‬ ‫صرَا ٌ‬ ‫عُبدُوهُ َهذَا ِ‬ ‫ج ْئتُكُ ْم بَِآيَ ٍة مِنْ َرّبكُ ْم فَاتّقُوا اللّهَ وَأَطِيعُونِ ﴿‪ ﴾50‬إِنّ اللّهَ َربّي وَ َرّبكُمْ فَا ْ‬ ‫َو ِ‬
‫ستَقِي ٌم ﴿‪ ﴾36‬مريم) فيها إضافة واو‪ ،‬الية الثالثة في الزخرف (إِنّ اللّهَ‬ ‫ط مُ ْ‬ ‫صرَا ٌ‬‫عُبدُوهُ َهذَا ِ‬ ‫ن َفيَكُونُ ﴿‪ ﴾35‬وَإِنّ اللّ َه َربّي وَ َرّبكُمْ فَا ْ‬ ‫َفِإّنمَا َيقُولُ لَ ُه كُ ْ‬
‫ستَقِي ٌم ﴿‪ ﴾64‬الزخرف) هذه الية جاءت بثلث صيغ بثلث سور ما الفرق؟‬ ‫ط مُ ْ‬‫صرَا ٌ‬ ‫عُبدُوهُ َهذَا ِ‬ ‫هُ َو َربّي وَ َرّبكُمْ فَا ْ‬
‫س َتقِيمٌ) هذا للتأكيد رجل يسأل من ربك؟ تقول له إن ال ربي كان بإمكانك أن تقول له ال‬ ‫ط مُ ْ‬ ‫عُبدُو ُه َهذَا صِرَا ٌ‬ ‫•(إِنّ اللّ َه َربّي وَ َرّبكُ ْم فَا ْ‬
‫ربي لكن لكي تؤكد له المعنى قلت إن ال ربي‪ ،‬طيب هذا جواب لسائل‪ .‬لو تقرأ اليات التي قبلها تراها تماما بالضبط هكذا مرة‬
‫ج ْئُتكُمْ ِبَآيَةٍ مِنْ‬
‫حلّ َلكُ ْم َبعْضَ اّلذِي حُرّ َم عََل ْيكُمْ وَ ِ‬ ‫ي مِنَ التّوْرَاةِ وَِلأُ ِ‬ ‫ص ّدقًا ِلمَا َبيْنَ َيدَ ّ‬‫سيدنا عيسى يعرض نفسه ل يجادله أحد قال ( َومُ َ‬
‫ستَقِيمٌ) حينئ ٍذ سيدنا عيسى عليه السلم كان يعظهم جاء‬ ‫ط مُ ْ‬‫صرَا ٌ‬ ‫عُبدُوهُ َهذَا ِ‬ ‫َربّكُ ْم فَاتّقُوا اللّهَ وَأَطِيعُونِ ﴿‪ ﴾50‬إِنّ اللّهَ َربّي وَ َرّبكُ ْم فَا ْ‬
‫يعلمهم الدين إن ال ربي وربكم بالتأكيد‪.‬‬
‫•الثانية (وَإِنّ اللّ َه َربّي) في الية الثانية صار نقاش بينه وبينهم قالوا نحن نريد آية أخرى أنت عبد من عباد ال أنت فلن الفلني أنت‬
‫ابن ال فقال ل (وَإِنّ اللّهَ َربّي وَ َرّبكُمْ) هذه الواو مع إن للمنكر واحد تقول له أنت ناجح ل يصدق فأقول له إنك ناجح تأكيد لحظ إذا‬
‫ما صدق تقول له وإنك ناجح هذه كأنها واو قسم فالولى لسائل والثانية لمنكِر‪ .‬الية الولى يؤكد لهم (إِنّ اللّهَ َربّي َو َرّبكُمْ) ثم مرت‬
‫سنين على الدعوة المسيحية من السماء وصار فيها خلفين كما هو معروف في القرآن الكريم وفي النجيل والتوراة حينئذٍ نقول قال‬
‫س ْبحَانَهُ ِإذَا َقضَى َأمْرًا َفِإّنمَا يَقُولُ‬ ‫خ َذ مِنْ وََلدٍ ُ‬ ‫ن ﴿‪ ﴾34‬مَا كَانَ لِلّهِ أَ ْ‬
‫ن يَتّ ِ‬ ‫ق اّلذِي فِي ِه َيمْتَرُو َ‬ ‫ل الْحَ ّ‬ ‫ن مَ ْريَ َم قَوْ َ‬
‫رب العالمين (ذَِلكَ عيسَى ابْ ُ‬
‫ستَقِيمٌ ﴿‪ ﴾36‬مريم) يتكلم عن هؤلء الذين قالوا أنت ابن ال فقال‬ ‫ط مُ ْ‬ ‫عبُدُو ُه َهذَا صِرَا ٌ‬ ‫ن اللّهَ َربّي َو َربّكُ ْم فَا ْ‬ ‫ن َف َيكُونُ ﴿‪ ﴾35‬وَإِ ّ‬ ‫لَ ُه كُ ْ‬
‫حيّا ﴿‪َ ﴾31‬وبَرّا‬ ‫ت َوأَوْصَانِي بِالصّلَاةِ وَال ّزكَا ِة مَا ُدمْتُ َ‬ ‫جعََلنِي ُمبَا َركًا َأيْنَ مَا ُكنْ ُ‬ ‫جعََلنِي نَ ِبيّا ﴿‪ ﴾30‬وَ َ‬ ‫عبْدُ اللّهِ َآتَا ِنيَ ا ْل ِكتَابَ َو َ‬‫(قَالَ ِإنّي َ‬
‫ن مَ ْريَ َم قَوْلَ ا ْلحَقّ اّلذِي فِي ِه َيمْتَرُونَ)‬ ‫جبّارًا شَ ِقيّا ﴿‪ ﴾32‬مريم) أنا عبد من عباد ال إلى أن قال (ذَِلكَ عيسَى ابْ ُ‬ ‫جعَ ْلنِي َ‬ ‫بِوَاِل َدتِي وََل ْم يَ ْ‬
‫ب لمنكِر قالوا ل أنت لست عبدا من عباد ال‬ ‫ن اللّهَ َربّي وَ َرّبكُمْ) هذا جوا ٌ‬ ‫سبْحَانَهُ) قال لهم (وَإِ ّ‬ ‫ن َيتّخِ َذ مِنْ وََلدٍ ُ‬ ‫يجادلون (مَا كَانَ لِلّهِ أَ ْ‬
‫أنت ابنه أنت إله أيضا هذا منكر‪.‬‬
‫ن فِي ِه (‪ )63‬الزخرف)‬ ‫ختَلِفُو َ‬
‫ح ْكمَةِ وَلُِأ َبيّنَ َلكُ ْم َبعْضَ اّلذِي تَ ْ‬
‫ج ْئُتكُمْ بِالْ ِ‬
‫ل َقدْ ِ‬ ‫ت قَا َ‬ ‫•الحالة الثالثة فرقة ثانية تقول (وََلمّا جَا َء عِيسَى بِا ْل َبيّنَا ِ‬
‫بعض وليس كله بل بعض انظر إلى دقة القرآن الكريم ما استطاع لهم أن يبين لهم كل الذي يختلفون فيه وكأن هذا من قدر هذا الكون‬
‫ل يمكن لحدٍ أن يوحد بين أتباعه بالكامل ليس في وسع بشر من النبياء أو الرسل أو غيرهم أن يوحد أتباع دين من الديان على ما‬
‫ختَلِفِينَ ﴿‪ ﴾118‬هود) ولذلك خلقهم سيدنا عيسى مرسل (وََلمّا جَا َء عِيسَى‬ ‫ن مُ ْ‬‫أنزل ال من الحق ل بد من الختلف (وَلَا يَزَالُو َ‬
‫ن فِيهِ فَاتّقُوا اللّهَ وَأَطِيعُونِ ﴿‪ ﴾63‬إِنّ اللّ َه هُوَ َربّي وَ َرّبكُ ْم فَا ْ‬
‫عبُدُو ُه َهذَا‬ ‫ختَِلفُو َ‬
‫ح ْكمَةِ َولُِأ َبيّنَ َل ُك ْم بَعْضَ اّلذِي تَ ْ‬ ‫ج ْئتُكُ ْم بِا ْل ِ‬
‫ل َقدْ ِ‬
‫ت قَا َ‬ ‫بِا ْلبَ ّينَا ِ‬
‫س َتقِيمٌ ﴿‪ ﴾64‬الزخرف) (إِنّ اللّ َه هُ َو َربّي) هنا هذا لماذا قال ذلك؟ لن اليهود قالوا أن المسيح هذا ابن ال فما أفردوا‬ ‫ط مُ ْ‬ ‫صِرَا ٌ‬
‫ت َفهُ َو يَشْفِينِ ﴿‪ ﴾80‬الشعراء) كلمة هو عن المرض فقط ل تظن أن الطبيب هو‬ ‫الربوبية‪ .‬ما الذي قاله سيدنا إبراهيم؟ (وَِإذَا مَ ِرضْ ُ‬
‫ت َفهُ َو يَشْفِينِ) لن‬ ‫شفِينِ) قال يطعمني ويسقيني الخ (وَِإذَا مَ ِرضْ ُ‬ ‫ت َفهُوَ يَ ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫الذي شافاك الطبيب سبب‪ ،‬المشافي هو ال (وَِإذَا مَرِ ْ‬
‫الطعام والسقي تعرف هذه من ال لكن الشفاء يمكن تقول ل من الطبيب أو الدواء نعم هذه أسباب لكن المشافي الذي وضع قوة الشفاء‬
‫في هذا الدواء هو ال عز وجل‪.‬‬
‫آية (‪:)72‬‬
‫ب‬‫ض وَإِن َّا ْ عَلَى ذَهَا ٍ‬
‫َْ‬ ‫ماءً بِقَد َ ٍر فَأ َ ْ َ َ‬ ‫ن ال َّ‬ ‫َ‬
‫*قال تعالى في سورة المؤمنون (وَأنَْزلْن َا ِ‬
‫سكن ّاهُ ف ِي الْر ِ‬ ‫ماءِ َ‬ ‫س َ‬ ‫م َ‬
‫ن (‪))19‬‬ ‫منْه َا تَأكُلُو َ‬
‫ه كَثِيَرةٌ وَ ِ‬
‫م فِيه َا فَوَاك ِ ُ‬ ‫ب لَك ُ ْ‬
‫َ‬
‫ل َوأعْنَا ٍ‬ ‫خي ٍ‬‫ن نَ ِ‬ ‫م ْ‬
‫ت ِ‬ ‫جنَّا ٍ‬ ‫م ب ِهِ َ‬ ‫ْ‬ ‫شأْن َا لَك ُ‬
‫ن (‪ )18‬فَأَن ْ َ‬
‫ب ِهِ لَقَادُِرو َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ة كَثِيَرةٌ‬
‫م فِيهََا فَاكِهَ ٌ‬ ‫نَ (‪ )72‬لَك َُ ْ‬ ‫ملُو َ‬ ‫ما كُنْت َُ ْ‬
‫م تَعْ َ‬ ‫موهََا ب َِ َ‬ ‫ة ال ّت َِي أورِثْت ُ ُ‬ ‫جن َّ ُ‬‫ك ال ْ َ‬
‫وقال فَي سَورة الزخرف (وَتِل َْ َ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ْ‬
‫منْهََا تَأكُلُو ََ‬
‫ن (‪ ))73‬ذكََر الواو فََي الولى (ومنهََا) وحذف الواو فََي الثانيََة (منهََا) لماذا؟(د‪.‬فاضََل‬ ‫ِ‬
‫السامرائى)‬
‫في سورة المؤمنون السياق في الكلم عن الدنيا وأهل الدنيا وتعداد النعم قال (ومنها تأكلون) فالفاكهة في الدنيا ليست للكل فقط فمنها ما هو‬
‫للدخار والبيع والمربّيات والعصائر فكأنه تعالى يقصد بالية ‪ :‬ومنها تدّخرون‪ ،‬ومنها تعصرون ومنها تأكلون وهذا ما يُسمّى عطف على محذوف‪.‬‬
‫أما في سورة الزخرف فالسياق في الكلم عن الجنة والفاكهة في الجنة كلها للكل ول يُصنع منها أشياء أخرى‪.‬‬
‫آية (‪:)84‬‬
‫م) ما الفرق بينهما؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫حكِي ٌ‬
‫م َ‬ ‫ن َرب َّ َ‬
‫ك عَلِي ٌ‬ ‫م) و (إ ِ َّ‬
‫م عَلي ٌ‬
‫حكِي ٌ‬ ‫ن َرب َّ َ‬
‫ك َ‬ ‫*(إ ِ َّ‬
‫إذا كان السياق في العلم وما يقتضي العلم يقدم العلم وإل يقدم الحكمة‪ ،‬إذا كان المر في التشريع أو في الجزاء يقدم الحكمة وإذا كان في العلم يقدم‬
‫العلم‪.‬‬
‫حكِي ُم (‪ )32‬البقرة) السياق في العلم فقدّم العلم‪ ،‬قال في المنافقين‬ ‫ت ا ْلعَلِيمُ الْ َ‬
‫ل مَا عَّل ْم َتنَا ِإّنكَ أَن َ‬
‫ك لَ عِ ْلمَ َلنَا ِإ ّ‬
‫سبْحَا َن َ‬
‫أمثلة حتى تتوضح المسألة (قَالُو ْا ُ‬
‫ل ُب ْنيَا ُنهُمُ اّلذِي بَنَوْاْ رِيبَ ًة فِي قُلُو ِبهِمْ ِإلّ‬ ‫حكِي ٌم (‪ )71‬النفال) هذه أمور قلبية‪َ ( ،‬‬
‫ل يَزَا ُ‬ ‫علِيمٌ َ‬ ‫ل فََأ ْمكَنَ ِم ْنهُمْ وَاللّهُ َ‬‫خيَا َن َتكَ َف َقدْ خَانُواْ اللّ َه مِن َقبْ ُ‬
‫(وَإِن يُرِيدُواْ ِ‬
‫حكِيمٌ (‪ )110‬التوبة) من الذي يطلع على القلوب؟ ال‪ ،‬فقدم العليم‪ .‬نأتي للجزاء‪ ،‬الجزاء حكمة وحكم يعني من الذي‬ ‫أَن تَ َقطّ َع قُلُو ُبهُمْ وَاللّ ُه عَلِي ٌم َ‬
‫حكِي ٌم عَلي ٌم (‪ )128‬النعام) هذا جزاء‪ ،‬هذا‬ ‫ل مَا شَاء اللّهُ إِنّ َرّبكَ َ‬ ‫يجازي ويعاقب؟ هو الحاكم‪ ،‬تقدير الجزاء حكمة (قَالَ النّا ُر َمثْوَاكُ ْم خَاِلدِينَ فِيهَا ِإ ّ‬
‫ل ْنعَامِ‬
‫حاكم يحكم تقدير الجزاء والحكم قدم الحكمة‪ ،‬وليس بالضرورة أن يكون العالم حاكما ليس كل عالم حاكم‪َ ( .‬وقَالُو ْا مَا فِي بُطُونِ هَـذِهِ ا َ‬
‫حكِي ٌم عَلِي ٌم (‪ )139‬النعام) هذا تشريع والتشريع حاكم فمن‬ ‫سيَجْزِيهِمْ َوصْ َفهُمْ ِإنّهُ ِ‬ ‫جنَا وَإِن يَكُن ّميْتَ ًة َفهُ ْم فِيهِ شُ َركَاء َ‬ ‫خَاِلصَةٌ ّل ُذكُو ِرنَا َومُحَرّ ٌم عَلَى َأزْوَا ِ‬
‫عدُونَ (‪ )83‬وَهُوَ اّلذِي فِي‬ ‫حتّى يُلَاقُوا يَ ْو َمهُمُ اّلذِي يُو َ‬ ‫الذي يشرع ويجازي؟ ال تعالى هو الذي يجازي وهو الذي يشرع (فَذَرْ ُه ْم يَخُوضُوا َويَ ْلعَبُوا َ‬
‫حكِيمُ ا ْلعَلِي ُم (‪ )84‬الزخرف) لما يكون السياق في العلم يقدّم العلم ولما ل يكون السياق في العلم يقدّم الحكمة‪.‬‬ ‫سمَاء إِلَهٌ َوفِي الْأَ ْرضِ إِلَهٌ وَهُوَ ا ْل َ‬ ‫ال ّ‬
‫*ما اللمسة البيانية في تكرار كلمة إله في قوله تعالى (وهو الذي في السماء إله وفي الرض إله)؟‬
‫(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫قد يصح لغويا القول (وهو الذي في السماء وفي الرض إله) لكن لو جاءت هكذا في القرآن لدلت على أنه في السماء (موجود في السماء)‪ ،‬وفي‬
‫ل في الية لنه سبحانه إله في السماء وإله في الرض أيضا‪ .‬كذلك يمكن القول من‬ ‫الرض إله (إله في الرض) وهذا الحتمال غير مراد أص ً‬
‫ناحية اللغة (وهو الذي في السماء والرض إله) لكن هذا يؤدي إلى أنه إله مشترك فيهم وقد تعني أنه قد يكون هناك آلهة غيره وهذا ل يكون ول‬
‫يصح لنه سبحانه هو الذي في السماء إله وفي الرض إله حصرا ل إله غيره في السماء ول في الرض‪( .‬إله) في الية هي خبر عن مبتدأ‬
‫محذوف تقديره هو أي بمعنى (هو الذي في السماء هو إله) لذا كان التكرار لمقتضى المعنى المراد‪.‬‬
‫آية (‪:)88‬‬
‫َ‬
‫ن (‪ )88‬الزخرف) هَََل (قيله) فعَََل مبنَََي للمجهول أو‬ ‫م ّل يُؤْ ِ‬
‫منُو َ ََ‬ ‫ن هَؤَُلء قَوَََْ ٌ‬
‫ب إ َََِ َّ‬
‫*(وَقِيل َََِهِ يَاَر ّ َ َِ‬
‫مصدر؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫هذا ليس فعلً وإنما إسم‪.‬‬
‫****تناسب فواتح الزخرف مع خواتيمها****‬
‫س َتهْ ِزئُونَ‬
‫ن َنبِيّ إِلّا كَانُوا بِ ِه يَ ْ‬‫ن (‪َ )6‬ومَا يَ ْأتِيهِ ْم مِ ْ‬ ‫ي فِي الْأَوّلِي َ‬ ‫س ِرفِينَ (‪َ )5‬وكَمْ أَرْ َ‬
‫س ْلنَا مِنْ َنبِ ّ‬ ‫ن كُ ْنتُ ْم قَ ْومًا مُ ْ‬ ‫صفْحًا أَ ْ‬ ‫ع ْنكُ ُم ال ّذكْرَ َ‬
‫ب َ‬
‫في أولها قال (َأ َفنَضْرِ ُ‬
‫ن (‪.))83‬‬ ‫عدُو َ‬
‫حتّى يُلَاقُوا يَ ْومَهُ ُم اّلذِي يُو َ‬ ‫ن (‪ ))8‬هذا أولها‪ ،‬قال في آخرها ( َفذَرْهُ ْم يَخُوضُوا َويَ ْل َعبُوا َ‬ ‫(‪َ )7‬فأَهَْل ْكنَا أَ َ‬
‫ش ّد ِمنْهُ ْم بَطْشًا َومَضَى مَثَلُ ا ْلأَوّلِي َ‬
‫نلحظ‪ :‬ما يأيتهم من رسول إل كانوا به يستهزئون فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلقوا يومهم الذي يوعدون كأنها متتمة للية الولى‪ .‬السراف في‬
‫الية أي في أعمالهم ل يرعوون بدون ضوابط يسرفون في المعاصي ويجاوزون الحدود (السراف مجاوزة الحد) ثم ذكر الستهزاء (كانوا به‬
‫سمَاوَاتِ وَالَْأرْضَ‬ ‫عدُونَ (‪ .))83‬قال في أولها أيضا (وََلئِنْ َ‬
‫سأَ ْل َتهُ ْم مَنْ خَلَقَ ال ّ‬ ‫حتّى يُلَاقُوا يَ ْو َمهُمُ اّلذِي يُو َ‬ ‫يستهزئون) ثم قال (فَذَرْ ُه ْم يَخُوضُوا َويَ ْلعَبُوا َ‬
‫سأَ ْل َتهُ ْم مَنْ خَلَ َقهُمْ َل َيقُولُنّ اللّ ُه َفَأنّى يُ ْؤ َفكُونَ (‪ ))87‬كأنها استكمال للية الولى من خلق‬ ‫َل َيقُولُنّ خََل َقهُنّ ا ْلعَزِيزُ ا ْلعَلِي ُم (‪ ))9‬وفي أواخرها (وََلئِنْ َ‬
‫السموات والرض؟ من خلقكم؟‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬ما دللة اختيار صفتي العزيز العليم؟‬
‫سمَاوَاتِ وَالَْأرْضَ َليَقُولُنّ خََل َقهُنّ ا ْل َعزِيزُ ا ْلعَلِي ُم (‪( ))9‬وََلئِنْ سَأَ ْل َتهُ ْم مَنْ‬ ‫سأَ ْل َتهُ ْم مَنْ خَلَقَ ال ّ‬
‫اختار صفتي العزيز العليم في الية‪ ،‬هو ال بل شك (وََلئِنْ َ‬
‫خَلَ َقهُ ْم َليَقُولُنّ اللّ ُه َفَأنّى يُ ْؤ َفكُونَ (‪ ))87‬يؤفكون بمعنى يُصرَفون عن الحق‪ .‬هو كأنه هو استكمال سؤال ثم ترقى للسؤال عن أنفسهم‪ ،‬كأنما هو سؤال‬
‫آخر في موطن واحد في سياق واحد‪.‬‬
‫*****تناسب خواتيم الزخرف مع فواتح الدخان*****‬
‫ن(‬ ‫عدُو َ‬ ‫حتّى يُلَاقُوا يَ ْو َمهُمُ اّلذِي يُو َ‬ ‫ن (‪َ )82‬فذَرْهُ ْم يَخُوضُوا َويَ ْل َعبُوا َ‬ ‫صفُو َ‬ ‫عمّا يَ ِ‬ ‫ش َ‬
‫سمَاوَاتِ وَا ْلأَ ْرضِ رَبّ ا ْل َعرْ ِ‬ ‫ب ال ّ‬
‫سبْحَانَ رَ ّ‬ ‫قال في خواتيم الزخرف ( ُ‬
‫عنْدَ ُه عِ ْلمُ السّاعَةِ وَإَِليْهِ‬ ‫حكِيمُ ا ْلعَلِي ُم (‪َ )84‬وتَبَا َركَ اّلذِي لَ ُه مُ ْلكُ ال ّ‬
‫سمَاوَاتِ وَا ْلأَ ْرضِ َومَا َبيْ َن ُهمَا وَ ِ‬ ‫‪ )83‬وَهُوَ اّلذِي فِي ال ّ‬
‫سمَاءِ إِلَهٌ َوفِي الَْأرْضِ إِلَهٌ وَهُ َو الْ َ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ن (‪ ))7‬هذا تعميم‪ .‬في خاتمة الزخرف قال (وَهُوَ اّلذِي فِي‬ ‫ن ُك ْنتُ ْم مُو ِقنِي َ‬ ‫جعُونَ (‪ ))85‬وفي أوائل الدخان قال (رَبّ ال ّ‬
‫سمَاوَاتِ وَا ْلأَرْضِ َومَا َب ْي َنهُمَا إِ ْ‬ ‫تُ ْر َ‬
‫حيِي َو ُيمِيتُ َرّبكُمْ وَ َربّ َآبَا ِئكُمُ ا ْلأَوّلِينَ (‪ ))8‬أكدت وحدانية ال‬ ‫حكِيمُ ا ْلعَلِي ُم (‪ ))84‬وفي الدخان قال (لَا إِلَهَ ِإلّا هُ َو يُ ْ‬ ‫سمَاءِ إِلَهٌ َوفِي الْأَ ْرضِ إِلَهٌ وَهُوَ ا ْل َ‬
‫ال ّ‬
‫سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬قد تصنع هذه الية لبسا لمن عنده جهل باللغة العربية أن هنالك في السماء إله وفي الرض إله؟‬
‫هو الذي في السماء إله وفي الرض إله‪ ،‬عيّنت واحدا فيهما‪ ،‬هو فيهما واحد ل يتغير وضحها في الدخان (لَا إِلَهَ ِإلّا هُوَ) ونسميه الستغراق‪.‬‬
‫ك يَ ْل َعبُونَ (‪ )9‬فَا ْرتَ ِق ْ‬
‫ب يَوْمَ‬ ‫شّ‬‫عدُونَ (‪ ))83‬في الدخان قال (بَلْ ُه ْم فِي َ‬ ‫حتّى يُلَاقُوا يَ ْو َمهُمُ اّلذِي يُو َ‬ ‫قال في أواخر الزخرف (فَذَرْ ُه ْم يَخُوضُوا َويَ ْلعَبُوا َ‬
‫ن (‪ ))10‬اتركهم وانظر نهايتهم‪.‬‬ ‫ن ُمبِي ٍ‬
‫سمَا ُء بِدُخَا ٍ‬
‫تَ ْأتِي ال ّ‬

‫‪‬‬
‫تم بحمد ال وفضله تجميع وترتيب هذه اللمسات البيانية في سورة الزخرف كما تفضل بها الدكتور فاضل صالح السامرائي والدكتور حسام النعيمى‬
‫زادهما ال علما ونفع بهما السلم والمسلمين والدكتور أحمد الكبيسى والخواطر القرآنية للستاذ عمرو خالد وقامت بنشرها الخت الفاضلة سمر‬
‫ل فمن ال وما كان من خطأٍ أوسه ٍو فمن نفسى ومن الشيطان‪.‬‬ ‫الرناؤوط فى موقعها إسلميات جزاهم ال عنا خير الجزاء ‪ ..‬فما كان من فض ٍ‬
‫أسأل ال تعالى أن يتقبل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن ينفعنا بهذا العلم فى الدنيا والخرة ويلهمنا تدبر آيات كتابه العزيز على النحو الذى‬
‫يرضيه وأن يغفر لنا وللمسلمين جميعا يوم تقوم الشهاد ول الحمد والمنة‪ .‬وأسألكم دعوة صالحة بظهر الغيب عسى ال أن يرزقنا حسن الخاتمة‬
‫ويرزقنا صحبة نبيه الكريم فى الفردوس العلى‪.‬‬
‫الرجاء توزيع هذه الصفحات لتعم الفائدة إن شاء ال وجزى ال كل من يساهم في نشر هذه اللمسات خير الجزاء في الدنيا والخرة‪.‬‬

You might also like