Professional Documents
Culture Documents
fr
سورة الطور
*تناسب خواتيم الذاريات مع فواتح الطور*
ن ( ))60وفي الطور عدُو َ
ن يَ ْومِهِ ُم اّلذِي يُو َ س َتعْجِلُونِ ( )59فَ َويْلٌ لِّلذِينَ كَ َفرُوا مِ ْ
صحَا ِبهِ ْم فَلَا يَ ْ
ل َذنُوبِ أَ ْ خاتمة الذاريات (فَإِنّ ِلّلذِينَ ظََلمُوا َذنُوبًا ِمثْ َ
ل يَ ْو َمئِذٍ لِ ْل ُمكَ ّذبِينَ ((،))11فَوَيْلٌ لِّلذِينَ
سيْرًا ( )10فَ َويْ ٌ جبَالُ َ سمَا ُء مَوْرًا (َ )9وتَسِيرُ ا ْل ِ عذَابَ َرّبكَ لَوَاقِ ٌع ( )7مَا لَ ُه مِنْ دَافِ ٍع ( )8يَوْ َم َتمُورُ ال ّ ن َ(إِ ّ
ل يَ ْو َمئِذٍ لِ ْل ُمكَ ّذبِينَ ( ))11المشهد هوواحد،كلالمشهدين في الخرة.المكذبون طائفةمن الذين كفروا. ن ())60مقابل(فَ َويْ ٌ عدُو َن يَ ْومِهِ ُم اّلذِي يُو َ
كَ َفرُوا مِ ْ
**هدف السورة :إختيار الجنّة أو النار**
سورة الطور تبدأ يالقسم بخمسة أمور دليل على أهمية الموضوع وهو أهوال الخرة وما يلقاه الكافرون في ذلك الموقف الرهيب وأقسمت أن
العذاب واقع بالكفار ل محالة ول يمنعه مانع .والسورة تطرح اختيارا جديدا هو :ماذا نختار؟ عذاب أهل النار أو نعيم أهل الجنّة؟ تبدأ السورة
ت َونَعِيمٍ) آية . 17وفي بوصف جهنم وأهلها (فَ َويْلٌ يَ ْو َم ِئذٍ لِ ْل ُم َك ّذبِينَ) آية 11ثم تنتقل إلى وصف الجنّة وأهلها من المتقين (إِنّ ا ْل ُمتّقِينَ فِي َ
جنّا ٍ
سبَ رَهِينٌ) آية .21
ئ بِمَا كَ َ
ل امْ ِر ٍ
شيْ ٍء كُ ّ
عمَِلهِم مّن َ ح ْقنَا ِبهِ ْم ذُ ّريّ َتهُمْ َومَا َأَلتْنَاهُم مّنْ َ
السورة آية محورية (وَاّلذِينَ آ َمنُوا وَاتّ َب َع ْتهُمْ ذُ ّرّيُتهُم بِإِيمَانٍ أَلْ َ
وقد سميّت الطور لن ال تعالى بدأ بالقسم بجبل الطور الذي كلّم ال تعالى عليه موسى وقد نال هذا الجبل من النوار والتجليات اللهية ما جعله
مكانا مشرّفا على سائر الجبال في الرض.
***من اللمسات البيانية فى سورة الطور***
آية (:)3
ُ
من ْ ُ ٍ
شور ( )3الطور) مْا اللمسْة البيانيْة فْي كلمْة قّْ َ سط ُ ٍ
ور ( )2فِْي َر ٍ م ْْ
ب َ*(وَالط ّورِ ( )1وَكِتَا ٍْ
َرقّ؟(د.فاضل السامرائى)
الرَق هو الجلد الرقيق يُكتب فيه ومنشور أي المبسوط بالنظر ،لكن ما هو هذا الرَق الذي كُتب فيه؟ يختلف المفسرون قسم يقول هي أعمال العباد
ربنا سبحانه وتعالى يعطي للعبد يوم القيامة يخرج له كتابا يلقاه منشورا ،ربنا يُقسم الكتاب المسطور في الرَق المنشور وقسم قال هو اللوح
المحفوظ وقسم قال هو ما يؤتاه العبد يوم القيامة (صحائف العمال) والرَق جلد رقيق للكتابة .منشور توضح الرَق قد يكون منشورا لمن يراه في
المل العلى وال أعلم والية تحتمل الوجهين ليست هنالك قرينة سياقية تحدد معنى دون الخر.
آية (:)8
س لَ ُ
ه دَاف ِعٌ ( )2المعارج)؟ لماذا استعمل ن لَي ْ َ
ن دَافٍِع ( )8الطور) و(لِلْكَافِري َ
م ْ ما ل َ ُ
ه ِ *ما الفرق بين ( َ
مرة (ليس) ومرة (ما)؟ (د.حسام النعيمى)
سؤال طريف حقيقة يدل على تنبّه أنه كلتا اليتين تنفي وجود الدافع عن العذاب .العذاب واقع ففي الية الولى ل يوجد شيء سيمنع هذا العذاب
وفي الية الثانية ل يوجد شيء سيمنع هذا العذاب .لكن صيغة التعبير مرة جاءت (ما له من دافع) ومرة جاءت (ليس له دافع) فهو من حقه أن
يسأل حقيقة لنها تلفت النظر .بشكل أولي حقيقة نحن عندنا تأكيد الجمل :الجملة السمية آكد وأقوى من الجملة الفعلية( .ليس) فعل فحينما تنبني
مع مبتدأ وخبر تكون الجملة فعلية ولذلك الجملة مع (ليس) أقل توكيدا .أنت تقول :ليس زيدٌ حاضرا في نفي حضور زيد لمن ليس في ذهنه شيء
لكن إذا كان شاكّا فلك أن تقول له :ليس زيدٌ بحاضر لك تؤكده بالباء ولك أن تنتقل من الجملة الفعلية إلى الجملة السمية فتقول :ما زيد حاضرا
لن (ما) حرف فدخولها على الجملة ل ينقلها من إسميتها إلى الفعلية( .ما زيدٌ حاضرا) آكد من (ليس زيد حاضرا) فيها تأكيد.
الية الولى استعملت(ما له من دافع) (ما) فالجملة السمية( ،ليس له دافع) الجملة فعلية ،فالية التي في سورة الطور آكد يعني فيها تأكيد من
الجملة التي في سورة المعارج .لكن يبقى السؤال :طبعا هنا (ما له من دافع) (من) التبعيضية يعني فيها زيادة تأكيد حتى جزء دافع ما له( .ما و
من) بدل (ليس) .لو قال( :ماله دافع) ستكون مجرد تأكيد بينما (ما له من دافع) زيادة في التأكيد .يبقى السؤال :السياق الذي وردت فيه اليتان:
ل ليس فيها توكيد .نلحظ الية الولى في ل تنسجم مع شدة التوكيدات والية الثانية أص ً لما ننظر فيه نجد أن الية الولى التي في الطور فع ً
سطُو ٍر ( )2فِي رَ ّ
ق َمنْشُو ٍر ( ب مَ ْ الطور تبدأ السورة بقسم والقسم توكيد ،لما تقسم على شيء فأنت تؤكده فإذن فالجو جو تأكيد (وَالطّو ِر (َ )1و ِكتَا ٍ
عذَابَ َرّبكَ لَوَاقِ ٌع ( )7مَا لَ ُه مِنْ دَافِ ٍع ( ))8قسم لتذكير بيوم القيامة (إن ع ( )5وَا ْلبَحْ ِر ا ْلمَسْجُورِ ( )6إِ ّ
ن َ )3وَا ْل َبيْتِ ا ْل َم ْعمُو ِر ( )4وَالسّقْفِ ا ْلمَ ْرفُو ِ
عذاب ربك لواقع) و(إنّ) تأكيد مشددة واللم (لواقع) مؤكدة ،لحظ المؤكدات فالجو جو توكيد فجاء (ماله من دافع) فجاءت منسجمة مع الجو
العام للسورة التي هي تعيش في توكيدات.
ج ( ))3هكذا تبدأ سأَلَ سَائِلٌ ِب َعذَابٍ وَاقِ ٍع ( )1لِ ْلكَافِرينَ َليْسَ لَ ُه دَافِعٌ ( )2مِنَ اللّ ِه ذِي ا ْل َمعَا ِر ِ
لكن لما نأتي إلى السورة الثانية سورة المعارج ( َ
السورة فليس فيها جو توكيدات حتى يؤكد .هناك الجو بكامله جو تأكيد فاستعمل الصيغ التي تتناسب مع جو السورة ونحن دائما نقول حقيقة
الكلمة تناسب جو السورة ،الية تناسب جو السورة هناك تناسب .لما ننظر هنا لحظ (سأل سائل) كلم اعتيادي لماذا؟ هذا سائل والسائل هنا ل
يعني المستفهم وإنما يعني الذي يدعو ،هذا شخص لم يذكره القرآن الكريم من هو على عادته في إفال ذكر الشياء التي ل أهمية لها( .سأل سائل)
يعني دعا على قومه ونفسه بالعذاب وهذا معنى سأل والعذاب واقع ،العذاب سيقع سواء هو سأله أو لم يسأله واقع على الكافرين ل محالة.
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
هل أفادت التعدية بالباء معنى التكذيب؟ التعدية بالباء في (بعذاب) حقيقة سأل بالشيء يعني كأنه دعا به لبيان أن هذا الفعل قد استُخدم في معنى
آخر غير المعنى الساسي الذي هو الستفهام لكن هذا السؤال هو دعاء أيضا أو طلب فهو طلب هذا العذاب لكن حمّله معنى الدعاء أنه طلب
بدعاء فدخلت الباء كما تدخل على الفعل دعا (دعا بكذا على قومه).
آية (:)9
موًرا ( )9الطور) ما اللمسة البيانية في الية؟(د.فاضل السامرائى)
ما ُء َ ْ موُر ال َّ
س َ م تَ ُ
*(يَوْ َ
ت ()1 ت ( )1النشقاق) (ِإذَا ال ّ
سمَاء انفَطَ َر ْ سمَاء انشَقّ ْ
تمور يعني تضطرب تشقق والمور هو الحركة بتموّج وربنا تعالى ذكر هذا المر (ِإذَا ال ّ
النفطار) فإذن قسم قال هي تمور يعني تجيء وتذهب .وهو مشهد من مشاهد يوم القيامة دالّ على الهول والفزع الكبر أن تضطرب السماء
وتمور مما هو غير مألوف.
آية (:)20
* ما دللة استعمال الوصف (متكئين) لهل الجنة خاصة؟(د.فاضل السامرائى)
التّكاء غاية الراحة كأن النسان ليس وراءه شيء لن النسان لو وراءه شيء لتهيّأ له ولم يتكيء .والتّكاء في القرآن ورد مع الطعام والشراب
ومع الجلسات العائلية هذا أكثر ما ورد إل في موطن واحد.
ن ( )57يس) والتكاء يحسُن ل عَلَى الْأَرَا ِئكِ ُمّتكِئُونَ (َ )56لهُ ْم فِيهَا فَا ِكهَةٌ َوَلهُ ْم مَا يَدّعُو َ ج ُه ْم فِي ظِلَا ٍ
جاء في القرآن الكريم قوله تعالى (هُمْ وََأزْوَا ُ
ب ( )51ص) يرتبط التكاء مع الطعام والشراب وكذلك في سورة شرَا ٍفي هذا الموضع .وقال تعالى ( ُمّت ِكئِينَ فِيهَا َيدْعُونَ فِيهَا بِفَا ِكهَةٍ َكثِيرَةٍ وَ َ
ن ( ))76وقوله تعالى
حسَا ٍ
عبْ َقرِيّ ِ
خضْرٍ وَ َ ن عَلَى َرفْرَفٍ ُ ن ( ))54و (مُ ّت ِكئِي َ جّن َتيْنِ دَا ٍ
جنَى الْ َس َتبْرَقٍ َو َ
ش بَطَائِ ُنهَا مِنْ إِ ْ
الرحمن ( ُمتّ ِكئِينَ عَلَى فُرُ ٍ
ن ( )20الطور) جاء في السياق مع هذه اليات ذكر جنَاهُ ْم بِحُو ٍر عِي ٍ ن ( )16الواقعة) و ( ُمّتكِئِينَ عَلَى سُ ُر ٍر مَصْفُوفَةٍ َوزَوّ ْ ( ُمتّ ِكئِينَ عََل ْيهَا ُمتَقَابِلِي َ
الطعام والشراب.
فالتكاء غاية الراحة ولهذا وًصِف به أهل الجنة ولم يأت وصفهم بالنوم لنه ل نوم في الجنة أصلً .ووصِفوا في القرآن بأوصاف السعادة فقط
يتحادثون فيما بينهم ويتذاكرون ما كان في الدنيا والتكاء غاية الراحة والسعادة.
آية (:)23
ْ َ ْْ
م ( ))23التنازع يكون فْي شيْء شاق سا ّل لَغْوٌ فِيهَْا وََل تَأثِي ٌْ ن فِيهَْا كَأ ً *فْي سْورة الطور (يَتَنَاَزعُو َْ
م ( )46النفال) فهْل التنازع فْي الدنيْاحك ُْ ْب رِي ُشلُوا ْ وَتَذْهَْ َ
وقْد نهينْا عْن التنازع (وَل َ تَنَاَزعُوا ْ فَتَفْ َ
مذموم وفي الخرة محمود؟(د.فاضل السامرائى)
التنازع هنا ليس معناها الخصومة كما في الدنيا وإنما تعني التبادل أحدهم يعطي الخر حتى في الدنيا نقول نتنازع الكؤوس أي نتبادلها.
آية (:)24
*ما الفرق بين ولدان وغلمان؟(د.فاضل السامرائى)
الولدان هم الصغار أما الغلمان أي الغلم الشاب الذي أوشك على البلوغ .الوليد منذ أن يولد إلى أن يصل إلى سن البلوغ الغُلمة يسمى ولدا ثم
عَليْهِ ْم غِ ْلمَانٌ ّلهُ ْم كََأّنهُمْ لُؤْلُ ٌؤ ّم ْكنُونٌ ( )24الطور) أما ولدان
يقال غلم .في الجنة لما يذكر غلمان يقول غلمان لهم أي مختص بهم ( َويَطُوفُ َ
ن ( )17الواقعة) ل يقول ولدان لهم لنهم صغار أما الكبير يكون مثل السرة خاص بالبيت .الغلم أقل من ن مّخَّلدُو َ
ف عََل ْيهِمْ وِ ْلدَا ٌ
فعامّة (يَطُو ُ
الشاب سنّا أو بداية الشباب إذا طال شاربه.
آية (:)29
َ
ن ( ))29وقال في سورة جنُو ٍ ن وََل َ
م ْ ك بِكَاه ِ ٍ
مةِ َرب ِّ َ
ت بِنِعْ َ *قال تعالى في سورة الطور (:فَذَكِّْر ف َ َ
ما أن ْ َ
ن ( ))2فزاد قوله (:بكاهْن) فْي سْورة الطور ،فمْا سْبب ذاك ؟ مةِ َرب ّ ِْ َ َ
جنُو ٍْ
م ْ
ك بِ َ ت بِنِعْ َ
ما أن ْْ َ
القلم( َْ
(د.فاضل السامرائى)
هناك أكثر من سبب دعا إلى هذه الزيادة.
-1منها أنه فصّل في سورة الطور في ذكر أقوال الكفرة في الرسول صلى ال عليه وسلم ،فقد ذكروا أنه كاهن ،وذكروا أنه مجنون ،وذكروا
أنه شاعر ( .أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون) .وقالوا إنه كاذب (:أم يقولون تقوله بل ل يؤمنون).
في حين لم يذكر غير قولهم إنه مجنون في سورة القلم (:ويقولون إنه لمجنون) فناسب ذكر هذه الزيادة في سورة الطور.
-2ومنها أنه ذكرفي سورة الطور قوله (:أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين) والستماع مما تدعيه الكهنة لتابعيهم من
ن ،فناسب ذلك ذكر الكهنة فيها.
الج ّ
-3ومنها أنه ذكر السحر في سورة الطور فقال (:أفسحر هذا أم أنتم ل تبصرون ) .فناسب ذكر السحر ذك َر الكهنة.
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
-4ومما حسن ذلك أيضا أنه توسع في ال َقسَم في أول سورة الطور بخلف سورة القلم ،فقد قال (:والطور * وكتاب مسطور * في رق منشور
* والبيت المعمور * والسقف المرفوع* والبحر المسجور).
في حين لم يقسم في سورة القلم إل بالقلم وما يسطرون .فناسب التوسع في الطور هذه الزيادة.
-5ذكر في سورة القلم في آخر السورة قول الكفرة ،إنه لمجنون ولم يزد على هذا القول ،فقال (:وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما
سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون) فرد عليهم في أول السورة بنفي الجنون عنه فقال(:ما أنت بنعمة ربك بمجنون) .فناسب آخر السورة أولها.
ثم انظر من ناحية أخرى كيف ناسب التأكيد بالباء الزائدة في النفي (بمجنون) التوكيد باللم في الثبات (لمجنون) لن الباء لتوكيد النفي واللم
لتوكيد الثبات .وال أعلم.
آية (:)30
َ
ن ( )30الطور) هل المنون جمع أو مفرد؟ ب ال ْ َ
منُو ِ ه َري ْ َ عٌر نَّتََرب َّ ُ
ص بِ ِ شا ِ م يَقُولُو َ
ن َ *في قوله تعالى (أ ْ
وما أصل الكلمة؟(د.حسام النعيمى)
كلمة المنون كما ورد في المعجمات مأخوذة من الفعل (منّ ،يمنّ) بمعنى قطع يقطع .لكن هذه الكلمة (منون) على وزن (فعول) معناه فيها نوع
من صيغة المبالغة كما نقول غافر وغفور ،غفور فيها مبالغة (فعول) فإذن هي صيغة مبالغة من (منّ) وإسم الفاعل (مانّ) أي قاطع ومنون مثل
غافر وغفور .فهي صيغة مبالغة لكن العرب استعملتها إستعمالت كثيرة بحيث استعملوها للمذكر والمؤنث والمفرد والمثنى والجمع وعبروا بها
عن الموت لن الموت يقطع حياة النسان( .نتربص به ريب المنون) أي نتربص به مصائب الموت .المون هنا الموت ويذكر ويؤنث ،بيت أبي
ذوئيب الهذلي:
أمن المنون وريبه تتوجعوا والدهر ليس بمعتب من يجزع
له روايتان (أمن المون وريبه تتوجعوا) و(أمن المنون وريبها تتوجعوا) أمن المنون وريبه تقوموا فمن قال وريبه قال ذهب إلى الموت ومن ذهب
إلى المنيّة قال (وريبها) جعلها مؤنثة.
هذه اللفظة توسعت فيها العرب كثيرا بحيث استعملوها للمذكر والمؤنث والجمع والمثنى والمفرد .وهنا تأتي بمعنى الموت .والتربص فيه معنى
النتظار لكن مع شيء من التلبّث كأنه يشتاق إلى الشيء (يتربص به) أي يشتاق إليه ليس شوق الغرام والحب ولكن يرغب رغبة شديدة في هذا
المر وهو من الفعل ربص أي إنتظر وربص به يتعدى بالباء (ربص به) ولما نأخذ نظرية الشتقاق اللفظي لبن جنّي منه :صبر والصبر فيه
معنى اللبث فالتربص إنتظار مع اللبث وتشوق لوقوع الحادث ،كأنهم يتشوقون إلى موته .
آية (:)44
ماءِ ن ال َّْ
س َ م َْ
سفًا ِ
ن يََروْا ك ِْ ْ
*مْا دللة تنوع وصْف السْحاب فْى قوله تعالى فْي سْورة الطور (وَإ ِْ ْ
مْركُو ٌ
م ())44؟ (د.حسام النعيمى) ب َ
حا ٌ ساقِطًا يَقُولُوا َ
س َ َ
المركوم الذي بعضه فوق بعض لم ينسبوه إلى ال تعالى لكن هذه صورته سحاب بعضه فوق بعض ،قطعة من هذا السحاب .الكِسَف والكِسْف هو
جم ُع كِسفة لكن الكِسٍف يوحي بأنه واحد والكِسَف كأنه جمع .كلهما لغتان في جمع كسفة بمعنى قطعة،كل قطعة من شيء تسمى كسفة منه( .وإن
يروا كسفا) مقطعا من مقاطع من السحاب ساقطا هذا المقطع لما كان مظلما لنه كلن عقابا من ال عز وجل وهم يحسبونه سحابا متراكما فقالوا
حتّى يُلَاقُوا يَ ْو َمهُمُ اّلذِي فِيهِ
(سحاب مركوم) فيه إشارة إلى ظلمته وضخامة شأنه هو عقاب ولذلك هذا هو وصفهم قالوا (سحاب مركوم) ( َفذَرْهُ ْم َ
ن ( ))45المم التي أصابها ما أصابها وفيه إنذار وتحذير للعرب ،لقريش من سواهم أن هذا يمكن أن يقع لكم فترون شيئا تحسبونه سحابا ص َعقُو َ
يُ ْ
مركوما لكنه في الحقيقة الصاعقة التي ستصعقكم.
*ما دللة استعمال (إذا) و(إن) في القرآن الكريم؟(د.فاضل السامرائى)
(إذا) في كلم العرب تستعمل للمقطوع بحصوله كما في الية( :إذا حضر أحدكم الموت) ول بد ان يحضر الموت( ،فإذا انسلخ الشهر الحرم)
ول بد للشهر الحرم من أن تنسلخ ،وقوله تعالى( :وترى الشمس إذا طلعت) ول بد للشمس من أن تطلع وكقوله( :فإذا قضيت الصلة) ول بد
للصلة أن تنقضي.
وللكثير الحصول كما في قوله تعالى (فإذا حُييتم بتحية فحيّوا بأحسن منها أو ردوها) .ولو جاءت (إذا) و(إن) في الية الواحدة تستعمل (إذا)
ل كما في آية الوضوء في سورة المائدة . للكثير و(لن) للق ّ
أما (إن) فستعمل لما قد يقع ولما هو محتمل حدوثه أو مشكوك فيه أو نادر او مستحيل كما في قوله تعالى (أرأيتم إن جعل ال عليكم الليل
سرمدا) هنا احتمال وافتراض ،و (وإن يروا كِسفا من السماء ساقطا) لم يقع ولكنه احتمال ،و(وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) الصل أن ل يقع
ولكن هناك احتمال بوقوعه ،وكذلك في سورة (انظر إلى الجبل فإن استق ّر مكانه) افتراض واحتمال وقوعه.
آية (:)48
صنَعَ عَلَى عَيْن ِْي ( )39طْه) ولمْا تكلمموسْى قال (وَلِت ُْ ْ *حينمْا تكلم ربنْا تبارك وتعالى على سْيدنا
َ َ َ َ حك ْم ِ َرب ِّ َ
م ( )48الطور) فما ن تَقُو ُ
حي َ
مدِ َرب ِّك ِ
ح ْح بِ َ ك فَإِن ّك بِأعْيُنِن َا و َ َ
سب ِّ ْ صبِْر ل ِ ُ
عن الرسول قال (وَا ْ
الفروق الدللية بين اليتين؟(د.فاضل السامرائى)
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
ت فَا ْق ِذفِيهِك مَا يُوحَى ( )38أَنِ ا ْق ِذفِيهِ فِي التّابُو ِ ح ْينَا إِلَى ُأ ّم َالصنع يكون في بداية المر ،هو الكلم على موسى تكلم على ولدته ونشأته (ِإذْ أَ ْو َ
خ ُتكَ عيْنِي ( )39طه) هذا في مرحلة طفولته (ِإ ْذ َتمْشِي أُ ْ صنَعَ عَلَى َ حبّةً ِمنّي وَِلُت ْ ك مَ َ ت عََل ْي َ
عدُوّ لِي وَعَدُوّ لَهُ وََألْ َقيْ ُ خذْهُ َ
ل يَ ْأ ُ فِي ا ْليَ ّم فَ ْليُلْقِهِ ا ْل َيمّ بِالسّاحِ ِ
ل َم ْديَنَ ثُمّ ن فِي أَهْ ِسنِي َ
ت ِك ُفتُونًا فََلبِثْ َ
ك مِنَ ا ْلغَمّ َو َف َتنّا َ ج ْينَا َ
ت نَفْسًا َفنَ ّ ع ْينُهَا َولَا تَحْزَنَ َو َقتَ ْل َ
ج ْعنَاكَ إِلَى ُأ ّمكَ َكيْ َتقَ ّر َ ن َيكْفُلُ ُه فَرَ َل هَلْ َأدُّلكُ ْم عَلَى مَ ْ َفتَقُو ُ
ط َنعْ ُتكَ ِلنَفْسِي ( )41طه) والرسول بعد الربعين يحمل همّ الرسالة كيف يقال له تصنع على عيني؟ وإنما ت عَلَى َقدَ ٍر يَا مُوسَى ( )40وَاصْ َ جئْ َ
ِ
ع ْينِي) أي ينشئك بالصورة التي يريدها ابتداء ويهيأ المكان الذي يريده ولما صنَعَ عَلَى َ هو يحتاج إلى رعاية الن للتبليغ .الدللة العامة لقوله (وَِلتُ ْ
ع ُي ِننَا ( )14القمر) السفينة قال تجري جرِي بِأَ ْ حمَ ْلنَا ُه عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ َودُسُ ٍر ( )13تَ ْ ع ُي ِننَا) يعني يحفظك ،كما قال (وَ َ قال عن النبي (فَِإّنكَ بِأَ ْ
سمَعُس ( )67المائدة) يعني يحفظك أنت تحت رعايتنا وحفظنا نراقب المر (ِإّننِي َم َع ُكمَا أَ ْ ك مِنَ النّا ِ ص ُم َ
بأعيننا يعني برعايتنا وحفظنا( .وَاللّهُ َيعْ ِ
َوأَرَى ( )46طه) نحن نراك ونحفظك ونحميك ونرعاك يعني أنت تحت رعايتنا.
آية (:)49
* ما الفرق بين إدبار وأدبار؟(د.فاضل السامرائى)
سبّحْ ُه َوِإدْبَارَ النّجُو ِم (.))49 ل فَ َسبّحْ ُه وََأ ْدبَارَ السّجُو ِد ( ))40وقال في سورة الطور( َومِنَ الّليْ ِ قال تعالى في سورة ق ( َومِنَ الّليْلِ َف َ
الدبار جمع ُدبّر بمعنى خلف كما يكون التسبيح ُدبُر كل صلة أي بعد انقضائها وجاء في قوله تعالى في سورة النفال (يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا ِإذَا
جهَنّمُب مِنَ اللّهِ َو َمأْوَا ُه َ حيّزًا إِلَى ِفئَ ٍة فَ َق ْد بَا َء ِبغَضَ ٍ حفًا فَلَا تُوَلّوهُ ُم الَْأ ْدبَارَ (َ )15ومَنْ يُوَّلهِ ْم يَ ْو َمئِ ٍذ دُبُرَهُ إِلّا ُمتَحَ ّرفًا لِ ِقتَا ٍ
ل أَ ْو ُمتَ َ ن كَفَرُوا زَ ْ
َلقِيتُمُ اّلذِي َ
َو ِبئْسَ ا ْل َمصِيرُ ( .))16أما الدبار فهو مصدر فعل أدبر مثل أقبل إقبال والنجوم ليس لها أدبار ولكنها تُدبر أي تغرُب عكس إقبال.
****تناسب فواتح الطور مع خواتيمها****
سيْرًا ( )10فَ َويْ ٌ
ل يَ ْو َمئِ ٍذ جبَالُ َ سمَا ُء مَوْرًا (َ )9وتَسِيرُ ا ْل ِ عذَابَ َرّبكَ لَوَاقِ ٌع ( )7مَا لَ ُه مِنْ دَافِ ٍع ( )8يَوْ َم َتمُورُ ال ّ ن َ أقسم بالطور وما إلى ذلك (إِ ّ
ن ( ))45هذا صعَقُو َ ب مَ ْركُو ٌم (َ )44فذَرْ ُهمْ َ
حتّى يُلَاقُوا يَ ْو َمهُمُ اّلذِي فِي ِه يُ ْ سحَا ٌ سمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا َ ن ( ))11وفي آخرها (وَإِ ْ
ن يَرَوْا كِسْفًا مِنَ ال ّ ِل ْل ُمكَ ّذبِي َ
ش ْيئًا
ع ْنهُ ْم َكيْدُهُمْ َ الذي ذكر عذاب ربك لواقع هذا ذكره في الول فذرهم حتى يلقوا يومهم فيه يصعقون اليوم الذي ذكره في الول (يَوْمَ لَا ُيغْنِي َ
ن ذَِلكَ وََلكِنّ َأ ْكثَرَ ُهمْ لَا َيعَْلمُونَ (( ))47فَ َويْلٌ يَ ْو َم ِئذٍ لِ ْل ُم َكذّبِينَ (.))11 َولَا هُ ْم ُينْصَرُونَ ( )46وَإِنّ لِّلذِينَ ظََلمُوا َ
عذَابًا دُو َ
*****تناسب خواتيم الطور مع فواتح النجم *****
سبّحْهُ َوِإدْبَارَ النّجُو ِم ( ))49ما بعدها في سورة النجم قال (وَالنّجْمِ ل فَ َ ن تَقُو ُم (َ )48ومِنَ الّليْ ِ ح ْمدِ َرّبكَ حِي َح بِ َ
سبّ ْ
ختم سورة الطور بقوله سبحانه (وَ َ
حمْدِ َرّبكَ حِينَ ِإذَا هَوَى ( .))1إدبار النجوم والنجم إذا هوى أي إذا سقط وغرب ،إدبار النجوم هو النجم إذا هوى .في خاتمة الطور (وَ َ
سبّحْ ِب َ
ي يُوحَى ( حٌ ن هُوَ إِلّا وَ ْق عَنِ ا ْلهَوَى ( )3إِ ْ ح ُبكُمْ َومَا غَوَى (َ )2ومَا َينْطِ ُ ضلّ صَا ِ جمِ ِإذَا هَوَى ( )1مَا َ تَقُومُ) وأوائل سورة النجم في المعراج (وَالنّ ْ
سيْنِ أَوْ َأ ْدنَى ( )9فَأَ ْوحَى ِإلَى َ
عبْدِ ِه مَا َأوْحَى ب قَوْ َ
ن قَا َستَوَى ( )6وَهُ َو بِالُْأ ُفقِ الْأَعْلَى ( )7ثُ ّم َدنَا َف َتدَلّى (َ )8فكَا َ شدِيدُ الْ ُقوَى ( )5ذُو مِرّ ٍة فَا ْ
)4عَّلمَهُ َ
ن تَقُومُ) ستذهب إلى ح ْمدِ َرّبكَ حِي َ
ح بِ َ
سبّ ْ
حمْدِ َرّبكَ حِينَ َتقُومُ) لنه بداية للذهاب إلى موطن التسبيح والتحميد وهو السماء العُل( .وَ َ سبّحْ ِب َ (( ،))10وَ َ
ن تَقُومُ) كأنه توجيه له ح ْمدِ َرّبكَ حِي َ
ح بِ َ
سبّ ْ
المل العلى وهو المملوء بالتسبيح والتحميد .هذا ارتباط ظاهر :إدبار النجوم ذ والنجم إذا هوى( ،وَ َ
للستعداد للذهاب إلى السموات العُل.
تم بحمد ال وفضله ترتيب هذه الخواطر القرآنية للستاذ عمرو خالد واللمسات البيانية في سورة الطور كما تفضل بها الدكتور فاضل صالح
السامرائي والدكتور حسام النعيمى زادهما ال علما ونفع بهما السلم والمسلمين وقامت بنشرها أختنا الفاضلة سمرالرناؤوط فى موقعها
ل فمن ال وما كان من خطأٍ أوسه ٍو فمن نفسى ومن الشيطان. إسلميات جزاهم ال عنا خير الجزاء ..فما كان من فض ٍ
أسأل ال تعالى ان يتقبل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن ينفعنا بهذا العلم فى الدنيا والخرة ويلهمنا تدبر آيات كتابه العزيز والعمل به على
النحو الذى يرضيه وأن يغفر لنا وللمسلمين جميعا يوم تقوم الشهاد ول الحمد والمنة .وأسألكم دعوة صالحة بظهر الغيب عسى ال أن يرزقنا
حسن الخاتمة ويرزقنا صحبة نبيه الكريم فى الفردوس العلى.
الرجاء توزيع هذه الصفحات لتعم الفائدة إن شاء ال وجزى ال كل من يساهم في نشر هذه اللمسات خير الجزاء في الدنيا والخرة.