You are on page 1of 7

‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.

fr‬‬

‫سورة الحشر‬
‫*تناسب خواتيم المجادلة مع فواتح الحشر*‬
‫السورتان المباركتان الثامنة والخمسون والتاسعة والخمسون المجادلة والحشر‪ .‬قال في خواتيم المجادلة (إِنّ اّلذِينَ يُحَادّونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوَل ِئكَ‬
‫ب ِمنْ‬ ‫ن كَفَرُوا مِنْ أَ ْهلِ ا ْل ِكتَا ِ‬ ‫ي عَزِي ٌز (‪ ))21‬وفي أوائل الحشر (هُوَ اّلذِي َأخْ َرجَ اّلذِي َ‬ ‫سلِي إِنّ اللّ َه قَ ِو ّ‬ ‫فِي الَْأذَلّينَ (‪َ )20‬كتَبَ اللّهُ َلأَغِْلبَنّ َأنَا وَرُ ُ‬
‫ف فِي قُلُو ِبهِمُ الرّعْبَ‬ ‫سبُوا َو َقذَ َ‬ ‫حتَ ِ‬‫ح ْيثُ لَ ْم يَ ْ‬‫ظنّوا َأّنهُ ْم مَا ِن َعُتهُمْ حُصُو ُنهُ ْم مِنَ اللّ ِه َفَأتَاهُمُ اللّهُ مِنْ َ‬ ‫ن يَخْرُجُوا وَ َ‬ ‫ظ َن ْنتُمْ أَ ْ‬
‫حشْ ِر مَا َ‬ ‫ِديَارِ ِهمْ لِأَوّلِ الْ َ‬
‫ع َتبِرُوا يَا أُولِي ا ْلَأبْصَارِ (‪ ))2‬أولئك في الذلين ‪ -‬هو الذي أخرج‪( ،‬إِنّ اّلذِينَ يُحَادّونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ‬ ‫ن فَا ْ‬ ‫خ ِربُونَ ُبيُو َتهُ ْم بَِأيْدِيهِمْ وََأ ْيدِي ا ْلمُ ْؤ ِمنِي َ‬ ‫يُ ْ‬
‫ن دِيَارِهِمْ‬ ‫ب مِ ْ‬ ‫ن كَفَرُوا مِنْ أَ ْهلِ ا ْل ِكتَا ِ‬ ‫ي عَزِي ٌز (‪( - ))21‬هُوَ اّلذِي َأخْ َرجَ اّلذِي َ‬ ‫أُوَل ِئكَ فِي الَْأذَلّينَ (‪َ )20‬كتَبَ اللّهُ لَأَغِْلبَنّ َأنَا َورُسُلِي إِنّ اللّ َه قَوِ ّ‬
‫سبُوا) الغالب هو ال تعالى‪ ،‬هذا الرسول‬ ‫حتَ ِ‬‫حيْثُ َل ْم يَ ْ‬‫حصُو ُنهُ ْم مِنَ اللّ ِه فََأتَا ُهمُ اللّ ُه مِنْ َ‬ ‫ظنّوا َأّنهُ ْم مَا ِنعَ ُتهُمْ ُ‬ ‫خرُجُوا وَ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ظ َننْتُمْ أَ ْ‬
‫ش ِر مَا َ‬‫ل الْحَ ْ‬ ‫ِلأَوّ ِ‬
‫ظنّوا َأّنهُمْ مَا ِنعَ ُتهُمْ‬‫خرُجُوا َو َ‬ ‫ن يَ ْ‬‫ظ َننْتُمْ أَ ْ‬
‫ن دِيَارِهِمْ ِلأَوّلِ ا ْلحَشْ ِر مَا َ‬ ‫ب مِ ْ‬ ‫ن كَفَرُوا مِنْ أَ ْهلِ ا ْل ِكتَا ِ‬ ‫رسوله وهو ال غالب (هُوَ اّلذِي َأخْ َرجَ اّلذِي َ‬
‫عتَبِرُوا يَا أُولِي الَْأبْصَارِ‬ ‫ن ُبيُوتَهُ ْم بَِأ ْيدِيهِمْ َوَأيْدِي ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ فَا ْ‬
‫ب يُخْ ِربُو َ‬
‫ف فِي قُلُو ِبهِمُ الرّعْ َ‬ ‫سبُوا َو َقذَ َ‬ ‫حتَ ِ‬‫حيْثُ َل ْم يَ ْ‬ ‫حُصُو ُنهُ ْم مِنَ اللّ ِه فََأتَاهُمُ اللّ ُه مِنْ َ‬
‫ن ُبيُوتَهُ ْم بَِأ ْيدِيهِمْ وََأيْدِي ا ْلمُ ْؤمِنِينَ) فصّل المجمل الذي سبق‪.‬‬ ‫(‪ ))2‬كأنما توضيح لما هدّد به‪( ،‬أُوَل ِئكَ فِي الَْأذَلّينَ) كيف أذلهم وغلبهم؟ (يُخْ ِربُو َ‬
‫سؤال‪ :‬إذن ل يجب أن نتعب أنفسنا في تفسير القرآن لنه واضح أن اليات تفسر بعضها فل نحتاج إلى تفسير لفهم كتاب ال؟‬
‫ل شك أن هناك استفادة كبيرة من اليات بعضها من بعض لكن هناك استنباطات أخرى وأحكام‪ .‬بالنسبة للعوام يمكن أن يفهموا كتاب ال‬
‫ستَنبِطُونَهُ ِم ْنهُ ْم (‪ )83‬النساء) إذن هناك أحكام تحتاج إلى استنباط‪ ،‬فهم القرآن يكون كل‬ ‫تعالى كل على حسب علمه‪ .‬قال تعالى (َلعَِلمَهُ اّلذِينَ يَ ْ‬
‫واحد على قدر ما أوتي من علم‪ .‬ليس القرآن صعبا كما يقول بعض المسلمين أنهم يقرأون القرآن ول يفهمون شيئا‪ ،‬هذا غير صحيح لن‬
‫حلّ‬ ‫حمَنِ الرّحِي ِم (‪ )3‬الفاتحة) كل واحد يفهمها (وَأَ َ‬ ‫ن (‪ )2‬الرّ ْ‬ ‫حمْدُ لِلّهِ َربّ ا ْلعَاَلمِي َ‬ ‫ح ٌد (‪ )1‬الخلص) (ا ْل َ‬ ‫ل هُوَ اللّهُ أَ َ‬ ‫هناك آيات مفهومة مثل (قُ ْ‬
‫اللّهُ ا ْل َبيْعَ َوحَرّمَ ال ّربَا (‪ )275‬البقرة) آيات الحكام فيها سهولة للجميع‪.‬‬
‫**هدف السورة**‬
‫هدف الجزء الثامن والعشرون ‪ :‬النتماء للسلم والتبرأ من المشركين والكفر‬
‫كل السور في الجزء الثامن والعشرون تهدف إلى الدعوة للنتماء لللسلم والتبرأ من الكفر ومن المشركين فل بد يا من أيقنت وآمنت‬
‫بالقرآن أن تكون في حالة وحدة مع المؤمنين والنتماء هذا يبدأ بالسرة التي يجب أن تكون متماسكة وموحّدة‪ .‬يجب أن تشعر أن كيانك كلّه‬
‫مرتبط بهذا الدين فولئك وانتمائك ومناصرتك كلّه للمؤمنين وتتبرأ من كل شخص ل ينتمي لهذا الدين‪ .‬وقد سبقت لسور القرآن أن عرضت‬
‫على المسلمين المنهج ثم جاءت السور تؤكد أدوات المؤمن لحمل المنهج ثم جاء الختيار في الجزء السابق والن هذه السور تؤكد أنه ل بد‬
‫من الحساس النتماء فل يكفي للمسلم أن يؤدي عباداته كالصلة والزكاة‪ .‬ونستعرض السورة كل على حدة فكل منها تخدم جانبا من جوانب‬
‫الهدف الرئيسي للجزء فالسور الربعة الولى (المجادلة‪ ،‬الحشر‪ ،‬الصفّ‪ ،‬الجمعة) كلها تدعو للجتماع والوحدة والنتماء ودليل هذا النتماء‬
‫هو ترابط المؤمنين ووحدتهم‪ .‬ثم تأتي سورة الممتحنة التي فيها امتحان ايمان المسلم وتعطي نماذج عن أناس امتحنوا في إيمانهم وثم سورة‬
‫المنافقين لن أكثر ما يضيّع وحدة الصف عند المسلمين والنتماء لدينهم هو النفاق والمنافقين‪ .‬ثم تأتي مجموعة السور الخيرة (التغابن‪،‬‬
‫الطلق‪ ،‬التحريم) كلها تركّز على الشواغل التي تمنع من النتماء كالولد والذرية والبيوت‪.‬‬
‫في هذه السورة معاني عجيبة فهي تتكلم عن يهود بني النضير وكيف أجلهم النبي من المدينة وكيف وقف المنافقون في صف اليهود‬
‫وحاولوا مساعدتهم بالوعود فقط لكنهم لم يعاونوهم حقيقية أبدا لنهم كما عهدناهم ل يوفون بالعهود ويقولون ما ل يفعلون‪( .‬أَلَ ْم تَر إِلَى اّلذِينَ‬
‫ش َهدُ ِإّنهُمْ‬‫ص َرّنكُمْ وَاللّ ُه يَ ْ‬
‫حدًا َأ َبدًا َوإِن قُوتِ ْلتُمْ َلنَن ُ‬‫ن َم َعكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَ َ‬ ‫جتُ ْم َلنَخْرُجَ ّ‬‫ب َلئِنْ ُأخْرِ ْ‬
‫نَا َفقُوا يَقُولُونَ لِِإخْوَا ِنهِمُ اّلذِينَ كَ َفرُوا مِنْ أَهْلِ ا ْل ِكتَا ِ‬
‫صرُوهُمْ َليُوَلّنّ ا ْلَأ ْدبَا َر ثُمّ لَا يُنصَرُونَ) آية ‪ .12‬فالسورة‬ ‫ن َم َعهُمْ وََلئِن قُوتِلُوا لَا يَنصُرُونَهُمْ َوَلئِن نّ َ‬ ‫خرُجُو َ‬ ‫َلكَاذِبُونَ) آية ‪ 11‬و (َلئِنْ ُأخْرِجُوا لَا يَ ْ‬
‫تبرز نوعين من الناس المنتمي للسلم والمتبرأ‪.‬‬
‫ن اكْفُ ْر فََلمّا َكفَ َر قَالَ ِإنّي بَرِيءٌ‬ ‫ل لِلْإِنسَا ِ‬ ‫شيْطَانِ ِإ ْذ قَا َ‬ ‫وتعطي السورة نموذجا ثانيا عندما يتخلى الشيطان عن أتباعه من أهل الكفر ( َك َمثَلِ ال ّ‬
‫ن عَا ِق َب َتهُمَا َأنّ ُهمَا فِي النّا ِر خَاِل َديْنِ فِيهَا َوذَِلكَ جَزَاء الظّاِلمِينَ) آية ‪ 16‬و ‪ .17‬ثم وصفت اليات في‬ ‫مّنكَ ِإنّي أَخَافُ اللّ َه رَبّ ا ْلعَاَلمِينَ * َفكَا َ‬
‫خرِجُوا مِن دِيارِهِمْ‬ ‫جرِينَ اّلذِينَ أُ ْ‬ ‫السوة أصناف أهل اليمان على مرّ الجيال فهم واحد من أصناف ثلثة‪ :‬منتمين للسلم (لِلْ ُفقَرَاء ا ْل ُمهَا ِ‬
‫ك هُمُ الصّا ِدقُونَ) آية ‪ ،8‬النصار (وَاّلذِينَ َتبَوّؤُوا الدّارَ وَا ْلإِيمَانَ مِن‬ ‫ضوَانًا َويَنصُرُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوَْل ِئ َ‬ ‫ن فَضْلًا مّنَ اللّهِ وَرِ ْ‬ ‫َوَأمْوَاِلهِ ْم َيبْ َتغُو َ‬
‫ق شُحّ َنفْسِهِ‬ ‫خصَاصَةٌ َومَن يُو َ‬ ‫ن ِبهِمْ َ‬ ‫س ِهمْ وَلَ ْو كَا َ‬ ‫صدُورِهِمْ حَاجَ ًة ّممّا أُوتُوا َويُ ْؤثِرُونَ عَلَى أَنفُ ِ‬ ‫ن فِي ُ‬ ‫جدُو َ‬‫جرَ إَِل ْيهِمْ وَلَا يَ ِ‬
‫ن مَنْ هَا َ‬‫حبّو َ‬ ‫َقبِْلهِ ْم يُ ِ‬
‫ل فِي‬ ‫جعَ ْ‬ ‫سبَقُونَا بِا ْلإِيمَانِ َولَا تَ ْ‬
‫غفِرْ َلنَا َولِِإخْوَا ِننَا اّلذِينَ َ‬ ‫َفأُوَْل ِئكَ ُهمُ ا ْلمُفِْلحُونَ) آية ‪ ،9‬أو الجيال المتعاقبة (وَاّلذِينَ جَاؤُوا مِن َب ْعدِهِ ْم يَقُولُونَ َرّبنَا ا ْ‬
‫قُلُو ِبنَا غِلّا لّّلذِينَ آ َمنُوا َرّبنَا ِإّنكَ رَؤُوفٌ رّحِيمٌ) آية ‪ 10‬وقد وعظت السورة المؤمنين بتذكر يوم الحشر ذلك اليوم الرهيب الذي ل ينفع فيه‬
‫حسب ول نسب وبيّنت الفراق بين أهل الجنة وأهل النار ومصيرهم في الخرة‪.‬‬
‫شيَةِ اللّهِ‬‫صدّعًا مّنْ خَ ْ‬ ‫شعًا ّمتَ َ‬ ‫جبَلٍ لّرََأ ْيتَهُ خَا ِ‬ ‫ن عَلَى َ‬ ‫وفي السورة آية هي من أجمل اليات وتصوّر لنا عظمة هذا القرآن (لَوْ أَنزَ ْلنَا َهذَا ا ْلقُرْآ َ‬
‫ل نَضْ ِر ُبهَا لِلنّاسِ َلعَّلهُ ْم َيتَ َفكّرُونَ) آية ‪ 21‬ووجود هذه الية في موقعها في السورة إثبات لليهود الذين ظنوا أن حصونهم مانعتهم‬ ‫َوتِ ْلكَ ا ْلَأ ْمثَا ُ‬
‫من ال فإذا كان الجبل الصلب العظيم يخشع إذا أنزل عليه القرآن فكيف بالحصون والقلع؟ ومن أشدّ الجبل العظيم أم القلع والحصون؟‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫حمَنُ الرّحِي ُم * هُوَ اللّهُ‬ ‫شهَادَ ِة هُوَ الرّ ْ‬ ‫فل ناصر ول معين إل ال تعالى‪ .‬وقد ختمت السورة بآيات (هُوَ اللّهُ اّلذِي لَا ِإلَهَ إِلّا هُ َو عَالِ ُم ا ْلغَيْبِ وَال ّ‬
‫ن * هُوَ اللّهُ ا ْلخَاِلقُ ا ْلبَا ِرئُ ا ْلمُصَوّرُ‬ ‫عمّا يُشْ ِركُو َ‬ ‫سبْحَانَ اللّ ِه َ‬ ‫جبّارُ ا ْل ُم َت َكبّرُ ُ‬ ‫اّلذِي لَا إِلَهَ ِإلّا هُوَ ا ْلمَِلكُ ا ْل ُقدّوسُ السّلَامُ ا ْلمُ ْؤمِنُ ا ْل ُمهَ ْيمِنُ ا ْلعَزِيزُ ا ْل َ‬
‫حكِيمُ ) آية ‪ .24 ،23 ،22‬اشتملت على العديد من أسماء ال الحسنى‬ ‫سمَاوَاتِ وَا ْلأَرْضِ وَ ُهوَ ا ْلعَزِيزُ ا ْل َ‬ ‫سبّحُ لَ ُه مَا فِي ال ّ‬‫سنَى يُ َ‬ ‫سمَاء ا ْلحُ ْ‬ ‫لَ ُه الْأَ ْ‬
‫وهي كلها أسماء تدل على العظمة والقوة‪ ،‬فكيف أيها المؤمن ل تنتمي ل الذي هذه بعض من صفاته والذي له السماء الحسنى سبحانه؟!‬
‫ول ننسى أن السورة ابتدأت ايضا بتنزيه ال وتمجيده فالكون كله وما فيه من متناقضات وإنسان وحيوان ونبات وجماد كله شاهد على‬
‫حكِيمُ)‪ .‬آية ‪.1‬‬ ‫سمَاوَاتِ َومَا فِي الَْأرْضِ وَهُ َو ا ْلعَزِيزُ الْ َ‬ ‫سبّحَ لِلّ ِه مَا فِي ال ّ‬ ‫وحدانية ال وقدرته ناطق بعظمته وسلطانه سبحانه ( َ‬
‫***من اللمسات البيانية فى سورة الحشر***‬
‫آية (‪:)1‬‬
‫*ما سبب ذكر وحذف (ما )في بدايات سورة الحديد وسورة في سورة الصف واختلف صيغة‬
‫الفعل سبح بصيغة الماضي في سورة الحشر والحديد والصف وجاء يسبح في صيغة المضارع‬
‫كما في سورة الجمعة ؟ (د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫القاعدة عامة ثم نعود إلى اليات حقيقة لتثبيت هذه القاعدة العامة‪ .‬هو العطف ممكن أن يكرر المعطوف عليه ويمكن أن يحذف يعني مثلً‬
‫يمكن أن تقول‪ :‬يعجبني ما في إذاعتكم وفضائيتكم ويمكن أن تقول‪ :‬يعجبني ما في إذاعتكم وما في فضائيتكم‪ .‬لكن لو نظرت الى الجملتين‬
‫ستجد أنه في العادة هناك نوع من التمييز لما يقول النسان لشخص‪ :‬ستحاسب على ما قلت وفعلت‪ ،‬لحظ الجمع هما شيئان لكن ضمهما‬
‫إلى بعضهما غير لما يقول‪ :‬ستحاسب على ما قلت وما فعلت‪ ،‬ميّزهما تمييزا‪ .‬هذا قول الباري عز وجل ‪( :‬سبح ل ما في السموات‬
‫والرض) جمع الكلمتين ضمّهما إلى بعضهما لكن لما يقول (سبح ل ما في السموات وما في الرض) فصلها وخصصها‪.‬‬
‫لكن يبقى السؤال ِلمَ جمع هنا وفصّل هاهنا؟ القاعدة هنا وهذه تنطبق حيثما وردت في كتاب ال عندما يقول (وما في الرض) ل بد أن‬
‫سيتحدث عمن في الرض‪ .‬لمّا يقول (ما في السموات والرض) ل يتحدث عمن في الرض ‪ .‬لمّا يذكر التمييز يبدأ يتكلم عليهم لكن لما‬
‫يكون التسبيح هو مجرد تمجيد ل سبحانه وتعالى فيضم السموات والرض ممجدة ل سبحانه وتعالى بما فيهما‪ .‬لذلك سنجد في سورة الحشر‬
‫حكِي ُم (‪ ))1‬في نفس السورة لما ختمها في جو‬ ‫سمَاوَاتِ َومَا فِي الَْأرْضِ وَهُ َو ا ْلعَزِيزُ الْ َ‬ ‫سبّحَ لِلّ ِه مَا فِي ال ّ‬ ‫في أولها لنه تكلم على الناس قال ( َ‬
‫حكِي ُم (‪.))24‬‬ ‫سمَاوَاتِ وَالَْأرْضِ وَهُوَ ا ْلعَزِي ُز الْ َ‬ ‫سبّحُ لَ ُه مَا فِي ال ّ‬ ‫سنَى يُ َ‬ ‫حْ‬ ‫سمَاءُ الْ ُ‬ ‫من تمجيد ال تعالى قال (هُوَ اللّهُ ا ْلخَاِلقُ ا ْلبَا ِرئُ ا ْلمُصَوّرُ لَهُ ا ْلأَ ْ‬
‫حكِيمُ (‪ )1‬لَ ُه مُ ْلكُ‬ ‫ض وَهُوَ ا ْلعَزِيزُ ا ْل َ‬ ‫سمَاوَاتِ وَا ْلأَرْ ِ‬ ‫سبّحَ لِلّ ِه مَا فِي ال ّ‬ ‫نأتي إلى النماذج حقيقة حتى نتبين ذلك‪ .‬لحظ في سورة الحديد ( َ‬
‫ي ٍء عَلِي ٌم (‪ )3‬هُوَ اّلذِي خَلَقَ‬ ‫ي ٍء َقدِي ٌر (‪ُ )2‬هوَ الْأَوّلُ وَا ْلآَخِرُ وَالظّاهِرُ وَا ْلبَاطِنُ وَهُ َو ِبكُلّ شَ ْ‬ ‫حيِي َويُمِيتُ وَهُ َو عَلَى كُلّ شَ ْ‬ ‫ض يُ ْ‬
‫سمَاوَاتِ وَا ْلأَرْ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫سمَاءِ َومَا َيعْ ُرجُ فِيهَا وَ ُهوَ‬ ‫ل مِنَ ال ّ‬ ‫ج ِم ْنهَا َومَا َينْزِ ُ‬ ‫ج فِي ا ْلأَرْضِ َومَا يَخْرُ ُ‬ ‫ش َيعْلَ ُم مَا يَلِ ُ‬ ‫ستَوَى عَلَى ا ْلعَرْ ِ‬ ‫ستّةِ َأيّا ٍم ثُ ّم ا ْ‬
‫ض فِي ِ‬ ‫سمَاوَاتِ وَا ْلأَرْ َ‬ ‫ال ّ‬
‫سمَاوَاتِ َومَا‬ ‫سبّحَ لِلّ ِه مَا فِي ال ّ‬ ‫ن بَصِي ٌر (‪ ))4‬لم يتكلم عن أهل الرض مباشرة لكن انظر في سورة الحشر ( َ‬ ‫َم َعكُمْ َأيْنَ مَا ُكنْتُمْ وَاللّ ُه ِبمَا َت ْعمَلُو َ‬
‫ظنّوا َأّنهُمْ‬‫ن يَخْرُجُوا وَ َ‬ ‫ظ َن ْنتُمْ أَ ْ‬
‫حشْ ِر مَا َ‬ ‫ب مِنْ ِديَارِ ِهمْ لِأَوّلِ الْ َ‬ ‫خرَجَ اّلذِينَ كَ َفرُوا مِنْ أَهْلِ ا ْل ِكتَا ِ‬ ‫حكِي ُم (‪ُ )1‬هوَ اّلذِي أَ ْ‬ ‫فِي الَْأرْضِ وَهُوَ ا ْلعَزِي ُز الْ َ‬
‫ع َتبِرُوا يَا أُولِي‬ ‫ن فَا ْ‬‫خ ِربُونَ ُبيُو َتهُ ْم بَِأيْدِيهِمْ وََأ ْيدِي ا ْلمُ ْؤ ِمنِي َ‬‫ب يُ ْ‬‫ف فِي قُلُوبِهِ ُم الرّعْ َ‬ ‫سبُوا َو َقذَ َ‬ ‫حتَ ِ‬
‫حيْثُ لَ ْم يَ ْ‬ ‫مَا ِن َعُتهُمْ حُصُو ُنهُمْ مِنَ اللّ ِه َفَأتَاهُ ُم اللّ ُه مِنْ َ‬
‫الَْأبْصَا ِر (‪ ))2‬كلم على أهل الرض‪ .‬هذه مضطردة في كل القرآن هذه النماذج التي بين يدي الن هي من دلئل النبوة يعني ليس من فعل‬
‫رجل‪ ،‬خلل ‪ 23‬سنة يتنزل القرآن منجما أجزاء أجزاء ينزل كيف تضبط هذه المور؟ هذا كلم ربنا سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫حكِي ُم (‪ ))1‬ذكر ما في الرض (يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا ِلمَ‬ ‫سمَاوَاتِ َومَا فِي ا ْلأَ ْرضِ وَهُوَ ا ْلعَزِيزُ ا ْل َ‬ ‫سبّحَ ِللّ ِه مَا فِي ال ّ‬ ‫لحظ في سورة الصف ( َ‬
‫سبّحُ لِلّ ِه مَا فِي‬ ‫ن (‪ ))3‬يعني ل تنقطع المسألة حيثما وردت‪ .‬في الجمعة (يُ َ‬ ‫ن تَقُولُوا مَا لَا تَ ْفعَلُو َ‬ ‫ن (‪َ )2‬كبُ َر مَ ْقتًا ِ‬
‫عنْدَ اللّهِ أَ ْ‬ ‫ن مَا لَا َت ْفعَلُو َ‬‫تَقُولُو َ‬
‫حكِيمِ (‪( ))1‬هُوَ اّلذِي َبعَثَ فِي الُْأ ّميّينَ رَسُولًا ِمنْهُ ْم َيتْلُو عََل ْيهِمْ َآيَاتِهِ َويُ َزكّيهِمْ َو ُيعَّل ُمهُمُ ا ْل ِكتَابَ‬ ‫سمَاوَاتِ َومَا فِي الَْأرْضِ ا ْلمَِلكِ ا ْل ُقدّوسِ ا ْلعَزِيزِ ا ْل َ‬ ‫ال ّ‬
‫ن كَانُوا مِنْ َقبْلُ َلفِي ضَلَالٍ ُمبِينٍ (‪ ) )2‬الكلم على أهل الرض‪.‬‬ ‫ح ْكمَةَ وَإِ ْ‬
‫وَالْ ِ‬
‫يبقى المضارع والماضي‪ :‬طبعا الفعل الماضي نحن تكلمنا في المرة الماضية ل يراد به المضي دائما يعني مضى وانقضى‪ ،‬قد يراد به‬
‫المواصلة والستمرار‪ .‬عندما تُسأل ما شأن فلن؟ تقول‪ :‬سكن في حارتنا أو محلتنا‪ .‬سكن فعل ماض يعني هو الن ليس ساكنا؟ كل بل تعني‬
‫والن ما زال ساكنا‪ .‬فلما يأتي (سبح ل) يعني هذه الموجودات سبّحت ل سبحانه وتعالى نزهته وقدسته لكنها هي ماضية على ذلك‪ .‬عندما‬
‫يكون الحديث حديث يحتاج إلى ذكر للحاضر والمستقبل (للستمرار للحضور) يعني فيه كلم عن الحضور يستعمل المضارع (يسبح ل)‪.‬‬
‫حكِي ِم (‪ ))1‬لكن انظر كيف قال (هُوَ اّلذِي‬ ‫سمَاوَاتِ َومَا فِي الَْأرْضِ ا ْلمَِلكِ ا ْل ُقدّوسِ ا ْلعَزِيزِ ا ْل َ‬ ‫سبّحُ لِلّ ِه مَا فِي ال ّ‬ ‫لحظ في سورة الجمعة قال (يُ َ‬
‫ل ُمبِينٍ (‪ ) )2‬الكلم على الرسالة‬ ‫ضلَا ٍ‬
‫ن كَانُوا مِنْ َقبْلُ َلفِي َ‬ ‫ح ْكمَةَ وَإِ ْ‬ ‫عَليْهِمْ َآيَاتِهِ َويُ َزكّيهِمْ َو ُيعَّل ُمهُمُ ا ْل ِكتَابَ وَالْ ِ‬
‫ث فِي الُْأ ّميّينَ َرسُولًا ِم ْنهُ ْم َيتْلُو َ‬ ‫َبعَ َ‬
‫والرسالة حاضرة ومستقبلة‪ .‬قال (يتلو) ما قال تل فيسبح تنسجم مع يتلو ويعلّم ويزكيهم ويعلّمهم الكتاب‪ .‬لما كان الكلم كلما على حاضر‬
‫ومستقبل استعمل الفعل يسبح ولما كان الكلم مطلقا استعمل الفعل الثابت سبّح‪ .‬فيها كلم كثير لكن ل تريد أن نطيل الجابة‪.‬‬
‫*(سصصبّح لله) بصصصيغة الماضصصي وفصصي بعصصض السصصور (يسصصبح) بصصصيغة المضارع فهصصل هذا مقصصصود‬
‫بذاته؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫نلحظ أنه كل سورة تبدأ بـ (سبّح) بالفعل الماصي ل بد أن يجري فيها ذكر للقتال في كل القرآن أي سورة تبدأ بـ (سبّح) فيها ذكر للقتال‬
‫حكِي ُم (‪ )1‬إِنّ اللّهَ‬‫سمَاوَاتِ َومَا فِي الَْأرْضِ وَهُوَ ا ْلعَزِي ُز الْ َ‬ ‫سبّحَ لِلّ ِه مَا فِي ال ّ‬‫والمبدوءة بـ (يسبح) ليس فيها ذكر للقتال أبدا‪ .‬سورة الصف ( َ‬
‫ص (‪ ))4‬كل التي تبدأ بـ (سبّح) ل بد أن يجري فيها ذكر القتال‪ .‬هذه الية في سورة‬ ‫ن مّ ْرصُو ٌ‬ ‫سبِيلِهِ صَفّا كََأّنهُم بُنيَا ٌ‬‫حبّ اّلذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي َ‬ ‫يُ ِ‬
‫عظَ ُم دَرَجَ ًة مّنَ‬
‫ق مِن َقبْلِ الْ َفتْحِ َوقَاتَلَ ُأوَْل ِئكَ أَ ْ‬
‫ستَوِي مِنكُم مّنْ أَنفَ َ‬ ‫حكِي ُم (‪( ))1‬لَا يَ ْ‬ ‫سمَاوَاتِ وَا ْلأَرْضِ وَهُ َو ا ْلعَزِيزُ الْ َ‬ ‫سبّحَ ِللّ ِه مَا فِي ال ّ‬ ‫الحديد ( َ‬
‫خبِي ٌر (‪ ))10‬ليس هنالك سورة في القرآن تبدأ بـ (سبح) إل ويجري فيها‬ ‫سنَى وَاللّ ُه ِبمَا َتعْمَلُونَ َ‬ ‫عدَ اللّهُ ا ْلحُ ْ‬‫اّلذِينَ أَنفَقُوا مِن َب ْعدُ َوقَاتَلُوا َوكُلّا وَ َ‬
‫ذكر للقتال وليس هنالك سورة في القرآن تبدأ بـ (يسبح) إل لم يذكر فيها القتال‪ .‬هذا توجيه للناس في الحاضر والمستقبل أن يتركوا القتال‪،‬‬
‫أن ل يقاتلوا‪ ،‬الذي جرى جرى في تاريخ البشرية وال تعالى حكيم فعل ما فعل ودعا الناس يفعلون ما يشاؤون‪ ،‬هو التوجيه للخلق‪ ،‬للعقلء‪،‬‬
‫للناس‪ ،‬للمسلمين أنه في الحال والستقبال عليهم أن يتركوا القتال ويعيشوا حياتهم‪ ،‬ينصرفوا إلى التعاون وما هو أنفع وما هو أجدى وما هو‬
‫خير‪ .‬هو توجيه لما يقول (يسبح) المضارع يدل على الحال والستقبال لم يذكر القتال وكأنما هو توجيه ‪ -‬وال أعلم ‪ -‬للخلق في حاضرهم‬
‫ومستقبلهم أن يتركوا القتال‪ ،‬أن ل يتقاتلوا فيما بينهم‪ ،‬أن يتفاهموا‪ ،‬أن يتحاوروا‪ ،‬أن يتحادثوا‪ ،‬أن تكون صدورهم رحبة‪ ،‬هذا أنفع لهم من‬
‫القتال‪ ،‬الماضي ماضي ذهب لكن (يسبح) كأنه توجيه لعباده‪ .‬الرابط بين القتال والتسبيح‪ :‬التنزيه عما ل يليق والقتال ل يليق كما قالت‬
‫ل َتعَْلمُونَ (‪ )30‬البقرة)‪.‬‬ ‫ك قَالَ ِإنّي أَعْلَ ُم مَا َ‬ ‫ح ْمدِكَ َونُ َقدّسُ َل َ‬‫ح بِ َ‬
‫سبّ ُ‬
‫ن نُ َ‬
‫ك ال ّدمَاء َونَحْ ُ‬ ‫س ِف ُ‬
‫س ُد فِيهَا َويَ ْ‬‫ل فِيهَا مَن يُفْ ِ‬ ‫جعَ ُ‬
‫الملئكة (قَالُواْ َأتَ ْ‬
‫*مصا فائدة تقديصم الجار والمجرور على الفاعصل فصي قوله (سصبح لله مصا فصي السصموات ومصا فصى‬
‫الرض)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫التقديم حسب الهتمام في البلغة‪ ،‬يتقدم المفعول على الفاعل لغراض بلغية‪.‬‬
‫*لماذا قدم السموات على الرض؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ل من الذين كان يسبح سابقا أهل السماء أو أهل الرض؟ أهل السماء لن أهل الرض لم يكونوا موجودين أصلً‪ ،‬قبل أن خلق آدم فبدأ‬ ‫أو ً‬
‫ن (‪ )20‬النبياء) (فَإِنِ ا ْ‬
‫س َت ْكبَرُوا‬ ‫سبّحُونَ الّليْلَ وَال ّنهَارَ لَا يَ ْفتُرُو َ‬
‫ن يُ َ‬
‫ن الّليْلَ وَال ّنهَارَ لَا يَ ْفتُرُو َ‬
‫سبّحُو َ‬‫بمن هو أسبق تسبيحا‪ ،‬بمن هو أدوم تسبيحا (يُ َ‬
‫ن (‪ )38‬فصلت) فبدأ بأهل السماء لنهم أسبق في التسبيح قبل خلق آدم ولنهم أدوم‬ ‫سبّحُونَ لَ ُه بِالّليْلِ وَالنّهَارِ وَهُمْ لَا يَسَْأمُو َ‬
‫ك يُ َ‬
‫ن عِندَ َرّب َ‬
‫فَاّلذِي َ‬
‫تسبيحا‪ ،‬أدوم في هذه العبادة‪.‬‬
‫آية (‪:)4‬‬
‫*ما الفرق بين استعمال يشاقّ ويشاقق؟‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى ‪:‬‬
‫حيث ورد ذكر الرسول صلى ال عليه وسلم يُفكّ الدغام (يشاقق) كما في قوله تعالى ( ذَِلكَ بَِأّنهُمْ شَآقّواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ َومَن يُشَاقِقِ اللّ َه‬
‫ن نُوَلّ ِه مَا‬ ‫سبِيلِ ا ْلمُ ْؤ ِمنِي َ‬ ‫ب {‪ }13‬النفال) وقوله تعالى ( َومَن يُشَاقِقِ الرّسُولَ مِن َبعْ ِد مَا َت َبيّنَ لَهُ ا ْل ُهدَى َو َيّتبِعْ َ‬
‫غيْرَ َ‬ ‫شدِيدُ ا ْلعِقَا ِ‬
‫َورَسُولَ ُه َفإِنّ اللّهَ َ‬
‫ك بَِأّنهُمْ شَاقّوا اللّهَ َورَسُولَهُ‬ ‫ت مَصِيرا {‪ }115‬النساء) وحيث أُفرِد ال تعالى تستخدم (يشاقّ) كما في قوله تعالى ( ذَِل َ‬ ‫ج َهنّمَ َوسَاء ْ‬‫تَوَلّى َونُصْلِهِ َ‬
‫ب {‪ }4‬الحشر)‪.‬‬‫شدِيدُ ا ْل ِعقَا ِ‬
‫َومَن يُشَاقّ اللّ َه فَإِنّ اللّ َه َ‬
‫د‪.‬حسام النعيمى ‪:‬‬
‫كلمة يشاقق هي فعل مضارع لما تكون مجزومة ُفكّ إدغامها‪ ،‬شاقّّه يشاقّّه بالدغام‪ ،‬لما يأتي الجزم للعرب لُغتان منهم من يُبقي الدغام‬
‫ويفتح للتقاء الساكنين‪ ،‬تقول‪ :‬تكلّم فلن فلم ير ّد عليه أحد (ي ُردّ مجزوم وعلمة جزمه السكون وقد ُفتِح للتقاء الساكنين لنه حوفظ على‬
‫الدغام)‪ .‬و (لن ي ُردّ) تكون الصورة واحدة لكن في العراب اختلف وعلمة نصبه الفتحة‪( .‬لم ي ُردّ) علمة جزمه السكون وقد حُرّك بالكسر‬
‫للتخفيف للتقاء الساكنين‪ ،‬الدال الولى ساكنة والدال الثانية المضمومة في يردّ صارت ساكنة فلما جُزِمت حذفت الضمة فصار ساكنان‬
‫ك الدغام)‪ .‬وهما لغتان فصيحتان تكلم بهما القرآن‪ .‬هنا‬ ‫ففتحت للتقاء الساكنين‪ .‬بعض قبائل العرب تقول‪ :‬تكلم فلن فلم يرُدد عليه أحد (ت ُف ّ‬
‫ب (‪ )4‬الحشر) أبقى‬‫شدِيدُ ا ْلعِقَا ِ‬
‫في الية (ومن يشاقق) فك الدغام‪ .‬وعندنا في اليات (ذَِلكَ ِبَأنّهُ ْم شَاقّوا اللّهَ وَ َرسُولَ ُه َومَن يُشَاقّ اللّهَ فَإِنّ اللّ َه َ‬
‫الدغام‪ .‬فالعلماء وقفوا لما يكون ذكر لسم الجللة وحده يبقى الدغام‪ ،‬وقسم يقول إذا ذكر الرسول لن اللف واللم في الرسول طارئة‬
‫فهي على نية النفصال فيصير فك إدغام‪ ،‬وبعض العلماء يقول‪ :‬ل‪ ،‬مع كلمة ال اللف واللم ثابتة فبقي الدغام‪ .‬نقول ل‪ ،‬المشاقّة هي أن‬
‫تكون في شق والثاني في شق ومع ال سبحانه وتعالى ل يمكن أن تكون في شق وال عز وجل في شق فأُبقي الدغام‪ .‬وهذا جاء في القرآن‬
‫الكريم كله هكذا‪.‬‬
‫َ‬ ‫ك بأَنَّهم َ ُ‬
‫قّ‬ ‫ن يُ َ‬
‫شا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫سول َ ُ‬
‫ه وَ َ‬ ‫وََر ُ‬ ‫شاقّوا الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫ق) بالكسر في آية سورة الحشر(ذَل ِ َ ِ ُ ْ‬ ‫(يشاق ِ‬ ‫*لماذا جاءت‬
‫َّ َ َ َ‬
‫ب (‪ )4‬الحشر)؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫شدِيد ُ العِقَا ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫ه فإ ِ ّ‬
‫الل َ‬
‫حرّك للتقائ الساكنين‪.‬‬
‫هذا الفعل مجزوم وعلمة جزمه السكون ُ‬
‫* مصصا الفرق بيصصن اسصصتعمال كلمتصصي عقاب وعذاب كمصصا وردتصصا فصصي القرآن الكريصصم؟(د‪.‬حسصصام‬
‫النعيمى)‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫هناك رأي لبعض العلماء أن هذه الكلمات هي من لهجات مختلفة فليس بينها فروق ويستدلون بكلمة السكين والمُدية‪ .‬لكن التدقيق هو ليست‬
‫السماء فقط وإنما أحيانا الشتقاقات نجد تصرفا فيها فهذا يدعونا إلى التأمل في جميع اليات التي وردت فيها هذه اللفظة وننظر هل هي‬
‫موازية مقارنة للفظة الخرى؟ هل هناك فارق ولو دقيق؟ نجمع كل اليات التي فيها كلمة عقب ومشتقاتها عقاب وعاقبة وعوقب ومعاقبة‬
‫بكل إشتقاقاتها وكذلك كلمة عذّب عذاب يعذب معذب تعذيبا يعذبون‪ .‬الذي وجدناه في هذا أن العقاب وما إشتق منه ورد في ‪ 64‬موضعا في‬
‫القرآن الكريم والعذاب وما إشتق منه ورد في ‪ 370‬موضعا‪ .‬فلما نظرنا في اليات جميعا آية آية وماذا فيها وجدنا أن هناك تناسبا بين‬
‫الصوت والمعنى‪ :‬هو العذاب عقاب والعقاب عذاب أنت عندما تعاقب إنسانا تعذّبه بمعاقبته والعذاب نوع من العقوبة أنك تعذّب إنسانا كأنك‬
‫تعاقبه‪ .‬لكن يلفت النظر أن الثلثي هو (ع‪-‬ذ‪-‬ب) و(ع‪-‬ق‪-‬ب) إذن العين والباء مشتركة ويبقى الذال والقاف‪ .‬لحظ لما نأخذ الفعل عقب‬
‫كيف ننطق القاف؟ لن القاف يسمونه في الدراسات الحديثة إنفجاري والقدامى يسمونه شديدا يعني يُولد بإنطباق يعقبه إنفصال مفاجيء مثل‬
‫الباء‪ ،‬بينما الذال المشددة فيها رخاوة وفيها طول‪ .‬من هنا وجدنا أن كلمة العقاب تكون للشيء السريع والسريع يكون في الدنيا لن القاف‬
‫أسرع‪ .‬والذال فيها إمتداد‪ ،‬هذا المتداد يكون في الدنيا والخرة‪ ،‬العذاب يأتي في الدنيا ويأتي في الخرة‪ .‬عندما نأتي إلى اليات نجدها‬
‫تتحدث عن عقوبة للمشركين في الدنيا يسميه عذابا وفي الخرة يسميه عذابا ول يسميه عقابا في الخرة ل يسميه عقابا (فعاقبهم ال كذا‬
‫بإدخالهم النار) ل يوجد (فعذبهم بدخول النار)‪ .‬أما العقاب ففي الدنيا‪ .‬هذا من خلل النظر في جميع اليات لكن هناك نظرية تحتاج لتنبيه أنه‬
‫لما يأتي الوصف ل عز وجل ل يكون مؤقتا ل بدنيا ول بآخرة فلما يقول‪( :‬وال شديد العقاب) هذه صفة ثابتة عامة يعني هذه صفته سبحانه‬
‫لكن لما يستعمل كلمة العقاب مع البشر يستعملها في الدنيا لم تستعمل في الخرة‪ .‬كذلك العذاب إستعملها للعذاب في الدنيا وفي الخرة‬
‫وإستعملها (وأن ال شديد العذاب) لن العقاب فيه سرعة وردت في القرآن (إن ربك سريع العقاب) وليس في القرآن سريع العذاب‪ .‬لذلك‬
‫نقول هذه اللغة لغة سامية ينبغي أن تُعطى حقها فل يجوز التنصّل عنها وهي بهذه الروعة وهذا السمو أن الحرف الواحد بتغير صوته تغير‬
‫المعنى مع أن المعنى متقارب‪.‬‬
‫بعض اليات التي تؤكد هذا الذي بيّناه‪:‬‬
‫العقاب‪( :‬إن ربك سريع العقاب وَِإنّهُ َلغَفُورٌ رَحِي ٌم (‪ )165‬النعام) وصف ل سبحانه وتعالى لكن لم يصف نفسه جلّت قدرته بأنه سريع‬
‫ل آيات العقاب منها (ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بُغي عليه لينصرنه ال (‪ )60‬الحج) عاقب وعوقب في الدنيا‪( ،‬إن‬ ‫العذاب‪ .‬نجد مث ً‬
‫ال شديد العقاب (‪ )2‬المائدة) صفة عامة‪( ،‬العاقبة) النتيجة لنها مأخوذة من عقب القدم هو مؤخر القدم ولذلك يقولون‪ :‬نكص على عقبيه‪.‬‬
‫فاستعمل العاقبة وليس العقاب‪ ،‬العاقبة إستعملها للخير وللشر بينما العقاب ل يستعمل إل للشر‪ .‬إستعمل العاقبة للخير لنها بمعنى نتيجة العمل‬
‫يعني ما يعقب العمل‪ ،‬بدل ما يقول ‪ :‬ما يعقب عملك يكون كذا قال‪ :‬عاقبة عملك‪ .‬هي تحمل ما يكون عقب الشيء لن إرتبطت بعقب القدم‪.‬‬
‫عاقبة هذا العمل بمعنى ما يعقبه‪ ،‬ما يأتي بعده قد يكون خيرا وقد يكون شرا‪ .‬ولذلك إستعمل العاقبة في ‪ 32‬موضعا في القرآن كله بهذا‬
‫ن عَا ِقبَةُ ا ْل ُمكَ ّذبِينَ (‪ )137‬آل عمران) هذا في الدنيا‪ ،‬لكن في الخرة‬ ‫ف كَا َ‬ ‫ض فَانْظُروا َكيْ َ‬ ‫ن فَسِيرُوا فِي ا ْلأَرْ ِ‬ ‫سنَ ٌ‬‫ت مِنْ َقبِْلكُمْ ُ‬ ‫الحصاء (قَدْ خََل ْ‬
‫ل مُوسَى ِلقَ ْومِهِ‬ ‫(فكان عاقبتهما أنها في النار خالدين فيها (‪ )17‬الحشر) نتيجة العمل لن الكلم على ما يعقب العمل‪ ،‬خير في الدنيا (قَا َ‬
‫عبَادِهِ وَا ْلعَا ِقبَةُ لِ ْل ُمتّقِينَ (‪)128‬العراف) النتيجة التي تعقب هذا العمل هي‬ ‫ن ِ‬ ‫صبِرُوا إِنّ ا ْلأَ ْرضَ لِلّ ِه يُو ِرُثهَا مَنْ يَشَا ُء مِ ْ‬ ‫س َتعِينُوا بِاللّهِ وَا ْ‬
‫اْ‬
‫ن نَرْ ُز ُقكَ وَا ْلعَا ِقبَةُ لِلتّقْوَى (‪ )132‬طه)‪.‬‬ ‫ك رِ ْزقًا نَحْ ُ‬ ‫طبِ ْر عََل ْيهَا لَا نَسْأَُل َ‬‫ك بِالصّلَا ِة وَاصْ َ‬ ‫للمتقين‪ .‬و(وَ ْأمُرْ أَهَْل َ‬
‫ن (‪ )5‬النمل) عذاب دنيوي (َلهُ ْم فِي الدّ ْنيَا‬ ‫سرُو َ‬ ‫العذاب‪ :‬الفعل عذّب والعذاب في الدنيا (أُوَل ِئكَ اّلذِينَ َلهُمْ سُوءُ ا ْل َعذَابِ وَ ُه ْم فِي ا ْلآَخِ َر ِة هُمُ ا ْلأَخْ َ‬
‫خِزْيٌ)‪ ،‬وفي الخرة (ولهم في الخرة عذاب عظيم (‪ )114‬البقرة)‪ ،‬وجاء بها بمعنى العقاب (وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين) هذه عقوبة‬
‫سمّاه عذابا ما يدل على أن العذاب أوسع من العقاب لنه يستعمل دنيا وآخرة ويستعمل بمكان العقاب‪.‬‬
‫ظنّوا َأّنهُمْ مَا ِنعَ ُتهُمْ‬‫خرُجُوا َو َ‬ ‫ن يَ ْ‬‫ظ َننْتُمْ أَ ْ‬
‫ن دِيَارِهِمْ ِلأَوّلِ ا ْلحَشْ ِر مَا َ‬ ‫ب مِ ْ‬‫ن كَفَرُوا مِنْ أَ ْهلِ ا ْل ِكتَا ِ‬ ‫الية في سورة الحشر (هُوَ اّلذِي َأخْ َرجَ اّلذِي َ‬
‫عتَبِرُوا يَا أُولِي الَْأبْصَارِ‬ ‫ن ُبيُوتَهُ ْم بَِأ ْيدِيهِمْ َوَأيْدِي ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ فَا ْ‬
‫ب يُخْ ِربُو َ‬‫ف فِي قُلُو ِبهِمُ الرّعْ َ‬ ‫سبُوا َو َقذَ َ‬ ‫حتَ ِ‬
‫حيْثُ َل ْم يَ ْ‬ ‫حُصُو ُنهُ ْم مِنَ اللّ ِه فََأتَاهُمُ اللّ ُه مِنْ َ‬
‫ن يُشَاقّ اللّ َه َفإِنّ اللّهَ‬ ‫ك بَِأّنهُمْ شَاقّوا اللّهَ َورَسُولَهُ َومَ ْ‬ ‫عذَابُ النّارِ (‪ )3‬ذَِل َ‬ ‫خرَ ِة َ‬
‫ب اللّ ُه عََل ْيهِمُ الْجَلَا َء َل َع ّذ َبهُمْ فِي ال ّدنْيَا وََل ُه ْم فِي ا ْلآَ ِ‬‫(‪ )2‬وَلَوْلَا أَنْ َكتَ َ‬
‫شدِيدُ ا ْل ِعقَابِ (‪ ))4‬الجلء لم يسمّه عذابا‪ ،‬أخرجهم لكنه عقاب على عمل أرادوا القيام به لنهم نكثوا عهدهم مع رسول ال فإذن يستحقون‬ ‫َ‬
‫العقاب على النكث لنهم أرادوا أن يقتلوا الرسول ومن معه لما ذهب إليهم في قصة بني النضير وهي معروفة‪( .‬لعذّبهم في الدنيا) (ولهم‬
‫في الخرة عذاب النار) (العقاب) هذا الذي فعله بهم عقاب شديد كان أن يخربوا بيوتهم بأيديهم وأن يغادروا بيوتهم لن صار الرجل منهم‬
‫يخرب بيته ليأخذ الخشب‪.‬‬
‫آية (‪:)7‬‬
‫* ما دللة كتابة كلمة (لكي ل) منفصلة مرة و(لكيل) موصولة مرة أخرى؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ل لكن يبدو في هذا الرسم ملحظ بياني وال أعلم في أكثر من موطن‪ .‬فمرة تكتب (لكي ل) مفصولة‬ ‫أولً خط المصحف ل يقاس عليه أص ً‬
‫ومرة (لكيل) موصولة‪ .‬وأقول أن هذا ليس فقط للخط وإنما لمر بياني هو كما ذكرنا سابقا عن الفرق بين من بعد علم وبعد علم وقلنا أن‬
‫(من) هي ابتداء الغاية أما بعد علم فقد يكون هناك فاصل بين هذا وذاك وذكرنا أمثلة (من فوقها) أي مباشرة وملمسة لها أما فوقها فل‬
‫تقتضي الملمسة بالضرورة‪ .‬فمن حيث المعنى (وقالوا قلوبنا في أكنة) مباشرة يشمل كل المسافة بينهما ولو قال بيننا لما أفادت نفس المعنى‪,‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫وقوله تعالى (وجعلنا من بين أيديهم سدا) بل فاصلة‪ .‬لكي ل يعلم بعد علم تحتمل الزمن الطويل والوصل أما قوله لكي ل يعلم من بعد علم‬
‫فهي مباشرة بعد العلم فلمّا احتمل الفاصل فصل (لكي ل) وعندما وصل بينهما وصل (لكيل)‪.‬‬
‫جكَ وَاتّقِ اللّهَ‬ ‫ك عََل ْيكَ زَ ْو َ‬ ‫س ْ‬‫عَليْهِ َأمْ ِ‬
‫وفي القرآن الكريم أمثلة على مثل هذا كما في آية سورة الحزاب ( َوِإذْ تَقُولُ لِّلذِي َأ ْنعَمَ اللّ ُه عََليْهِ وََأ ْن َعمْتَ َ‬
‫ج فِي‬ ‫جنَا َكهَا ِلكَيْ لَا َيكُونَ عَلَى ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ حَ َر ٌ‬ ‫طرًا زَوّ ْ‬ ‫ن تَخْشَا ُه فََلمّا َقضَى َز ْيدٌ ِم ْنهَا وَ َ‬ ‫ك مَا اللّ ُه ُم ْبدِيهِ َوتَخْشَى النّاسَ وَاللّهُ َأحَقّ أَ ْ‬ ‫سَ‬‫خفِي فِي نَفْ ِ‬ ‫َوتُ ْ‬
‫عيَا ِئهِمْ ِإذَا قَضَوْا ِم ْنهُنّ َوطَرًا َوكَانَ َأ ْمرُ اللّ ِه مَ ْفعُولًا (‪ ))37‬كتبت لكي ل منفصلة لنه ل يحلّ الزواج بامرأة أخرى إل بعد انفصالها‬ ‫ج َأدْ ِ‬
‫َأزْوَا ِ‬
‫عن زوجها الول وقضاء العدّة فل يصح إذن الزواج بها إل بعد النفصال فجاء رسم (لكي ل) منفصلً‪.‬‬
‫عمّا ِتكَ‬‫ت َ‬‫ع ّمكَ َو َبنَا ِ‬ ‫ت َ‬‫ت َيمِي ُنكَ ِممّا َأفَاءَ اللّ ُه عََل ْيكَ َو َبنَا ِ‬ ‫جكَ اللّاتِي َآ َتيْتَ أُجُورَهُنّ َومَا مََلكَ ْ‬ ‫وفي آية أخرى (يَا َأّيهَا ال ّنبِيّ ِإنّا أَحَْل ْلنَا َلكَ أَزْوَا َ‬
‫ك مِنْ دُونِ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ‬ ‫حهَا خَالِصَةً َل َ‬ ‫س َتنْكِ َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫سهَا لِل ّنبِيّ إِنْ أَرَا َد ال ّنبِيّ أَ ْ‬
‫ت نَ ْف َ‬
‫ن َم َعكَ وَامْ َرأَ ًة مُ ْؤ ِمنَةً إِنْ وَ َهبَ ْ‬‫َو َبنَاتِ خَاِلكَ َوبَنَاتِ خَالَا ِتكَ اللّاتِي هَاجَرْ َ‬
‫غفُورًا رَحِيمًا (‪ )50‬الحزاب) ليس في الية‬ ‫جهِمْ َومَا مََلكَتْ َأ ْيمَا ُنهُ ْم ِل َكيْلَا َيكُونَ عََل ْيكَ حَ َرجٌ َوكَانَ اللّ ُه َ‬ ‫ضنَا عََل ْيهِ ْم فِي أَزْوَا ِ‬ ‫َق ْد عَِل ْمنَا مَا فَرَ ْ‬
‫انفصال فالكلم عن أزواج الرسول وهنا التصال قائم فالنسان مع زوجته في اتصال قائم وليس هناك فصل لذا جاءت (لكيل) متصلة‪.‬‬
‫ن دُولَةً َبيْنَ‬‫ل كَيْ لَا َيكُو َ‬ ‫سبِي ِ‬
‫ل الْقُرَى فَلِلّهِ وَلِلرّسُولِ وَِلذِي الْ ُق ْربَى وَا ْل َيتَامَى وَا ْلمَسَاكِينِ وَابْنِ ال ّ‬ ‫وفي آية أخرى (مَا َأفَاءَ اللّ ُه عَلَى رَسُولِ ِه مِنْ أَهْ ِ‬
‫ب (‪ )7‬الحشر) فصل (لكي ل) هنا لنه يريد أن‬ ‫شدِيدُ ا ْل ِعقَا ِ‬
‫عنْ ُه فَا ْن َتهُوا وَاتّقُوا اللّهَ إِنّ اللّهَ َ‬ ‫خذُوهُ َومَا َنهَاكُ ْم َ‬ ‫ل فَ ُ‬
‫غ ِنيَا ِء ِم ْنكُمْ َومَا َآتَا ُكمُ الرّسُو ُ‬
‫الْأَ ْ‬
‫يفصل الموال لنها ل ينبغي أن تبقى دُولة بين الغنياء وإنما يجب أن تتسع الموال لتشكل الفقراء فاقتضى الفصل في رسم (لكي ل) في‬
‫هذه الية‪.‬‬
‫وهذا المر نقول أنه من باب الجواز فهو جائز أن تكتب لكيل متصلة أو منفصلة (لكي ل) لكنها تُرسم أيضا بما يتناسب مع الناحية البيانية‬
‫والبلغية بحيث تتناسب مع الحكام‪.‬‬
‫آية (‪:)11‬‬
‫خوانِه م الَّذي ن كَفَروا م َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ب لَئ ِ ْ‬
‫ل الْكِتَا ِ‬ ‫ن أه ْ ِ‬‫ُ َ ِ ْ‬ ‫ِ َ‬ ‫ن ِل ِ ْ َ ِ ُ‬ ‫ن نَافَقُوا يَقُولُو َ‬‫م ت َر إِلَى ال ّذِي َ‬
‫*في سورة الحشر (أل َ ْ‬
‫َ‬ ‫ن معك ُم وَل نطيع فيك ُ َ‬ ‫أُ ْ‬
‫م لَكَاذِبُو َ‬
‫ن‬ ‫شهَد ُ إِنَّهُ ْ‬ ‫م وَالل ّ ُ‬
‫ه يَ ْ‬ ‫صَرنَّك ُ ْ‬
‫م لَنَن ُ‬
‫حدًا أبَدًا وَإِن قُوتِلْت ُ ْ‬
‫مأ َ‬ ‫ج َّ َ َ ْ َ ُ ِ ُ ِ ْ‬ ‫م لَن َ ْ‬
‫خُر َ‬ ‫جت ُ ْ‬
‫خرِ ْ‬
‫(‪ ))11‬ما الفرق بين لئن أخرجتم وإن قوتلتم؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫جتُمْ) موطئة للقسم‪( ،‬وَإِن قُوتِ ْلتُمْ) ل وجود لللم‪ ،‬لئن أخرجتم لم القسم ولنخرجن معكم جواب القسم‪ ،‬أيها القوى (لئن)‬ ‫خرِ ْ‬
‫اللم في (َلئِنْ أُ ْ‬
‫ن َم َعكُمْ) هذه حالة و(وَإِن قُوتِ ْلتُمْ َلنَنصُ َرّنكُمْ) هذه حالة أخرى أقل إذن‬
‫خرُجَ ّ‬
‫جتُمْ َلنَ ْ‬
‫خرِ ْ‬
‫باللم أو بدون لم؟ باللم‪ ،‬لم القسم أقوى‪ .‬إذن (َلئِنْ أُ ْ‬
‫ن َم َعكُمْ) فيها توكيد‬
‫خرُجَ ّ‬
‫جتُمْ َلنَ ْ‬
‫خرِ ْ‬
‫الولى أقوى‪ .‬هذا حكم نحوي‪ ،‬واحدة فيها لم القسم والخرى ليس فيها‪ .‬المنافقين في الخراج قالوا (َلئِنْ أُ ْ‬
‫أما في القتال ليس فيها توكيد فصار التوكيد أقل (وَإِن قُوتِ ْلتُمْ َلنَنصُ َرّنكُمْ) القتال ليس بمنزلة الخراج فأكدوا في الخروج ولم يؤكدوا في القتال‪،‬‬
‫لسان حال المنافقين أنهم يخافون على أنفسهم‪.‬‬
‫آية (‪:)12‬‬
‫ن قُوتِلُوا َل‬
‫م وَلَئ ِصصص ْ‬
‫معَهُصصص ْ‬
‫ن َ‬
‫جو َ صص‬ ‫جوا َل ي َ ْ‬
‫خُر ُ‬ ‫ن أُ ْ‬
‫خرِ ُ‬ ‫صصي قوله تعالى (لَئ ِصصص ْ‬ ‫* لماذا جاء جواب الشرط فص‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن (‪ ))12‬في سوة الحشر مرفوعاً؟(د‪.‬فاضل‬ ‫صُرو َ‬‫م َل يُن ْ َ‬
‫ن اْلدْبَاَر ث ُ َّ‬
‫م لَيُوَل ّ َّ‬
‫صُروهُ ْ‬ ‫م َولَئ ِ ْ‬
‫ن نَ َ‬ ‫صُرونَهُ ْ‬
‫يَن ْ ُ‬
‫السامرائى)‬
‫أولً هذا ليس جوابا للشرط وإنما هو واقع في جواب القسم‪ .‬والقاعدة تقول إنه إذا اجتمع القسم والشرط فالجواب للسابق منهما فإن تقدّمه ما‬
‫يحتاج إلى خبر فأنت مخيّر كأن نقول "أنت وال إن فعلت كذا" ‪ .‬وفي هذه الية القسم سابق للشرط فل يمكن أن يكون (ل يخرجون) جوابا‬
‫للشرط وإنما هو جواب القسم فل بد من الرفع وهو مرفوع بثبوت النون لنه من الفعال الخمسة‪.‬‬
‫س َتهْ ِزئُونَ (‪ )65‬التوبة) ليقولن جواب قسم‬
‫ب قُلْ َأبِاللّهِ َوَآيَاتِهِ َورَسُولِ ِه ُك ْنتُ ْم تَ ْ‬
‫سأَ ْل َتهُمْ َليَقُولُنّ ِإّنمَا ُكنّا نَخُوضُ َونَ ْلعَ ُ‬
‫وكذلك في قوله تعالى (وََلئِنْ َ‬
‫صرُو َنهُمْ)‪.‬‬
‫ن قُوتِلُوا لَا يَنْ ُ‬
‫وليس جواب شرط‪ .‬وفي قوله تعالى (وََلئِ ْ‬
‫آية (‪:)18‬‬
‫*ختمصت اليصة بقوله تعالى (والله بمصا تعملون خصبير) فمصا اللمسصة البيانيصة فصي تقديصم العمصل على‬
‫الخصبرة هنصا علما ً أنصي فصي آيات أخرى يقدم الخصبرة على العمصل (خصبير بمصا تعملون)؟ (د‪.‬فاضصل‬
‫السامرائى)‬
‫تكلمنا سابقا عن بما تعملون بصير وبصير بما تعملون‪ .‬بالنسبة لهذه الية واضحة لن الكلم على هؤلء‪ ،‬على عمل هؤلء من النفاق‬
‫والقتال فقدم العمل لكن نقول أمرا في العمل والخبرة‪ :‬يقدم العمل على الخبرة أو الخبرة على العمل بحسب ما يقتضيه المقام‪ :‬فإذا كان السياق‬
‫في عمل النسان وليس في النسان‪ ،‬في عمل النسان ‪ -‬وهناك فرق بين الكلم على النسان عموما وعمل النسان ‪ -‬قدّم العمل ‪ ،‬هذا أمر‪.‬‬
‫وإذا كان السياق في غير العمل ويتكلم عن النسان في غير عمل كالقلب أو السياق في أمور قلبية أو في صفات ال عز وجل يقدم صفة‬
‫الخبير على العمل‪ ،‬هذا خط عام‪ .‬إذا كان السياق في عمل النسان يقدم العمل (وال بما تعملون خبير) يقدم العمل على الخبرة وإذا كان‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ت َفنِ ِعمّا ِهيَ‬


‫ص َدقَا ِ‬‫السياق في أمور قلبية أو عن ال سبحانه وتعالى يقول (خبير بما تعملون)‪ .‬نضرب أمثلة حتى تتضح الصورة‪( :‬إِن تُ ْبدُواْ ال ّ‬
‫خبِيرٌ (‪ )271‬البقرة) هذا عمل فختم الية (وال بما‬ ‫سّيئَا ِتكُمْ وَاللّهُ ِبمَا َت ْعمَلُونَ َ‬
‫خيْرٌ ّلكُ ْم َويُكَفّ ُر عَنكُم مّن َ‬‫خفُوهَا َوتُ ْؤتُوهَا ا ْلفُقَرَاء َفهُوَ َ‬ ‫َوإِن تُ ْ‬
‫عظَمُ‬‫ق مِن َقبْلِ الْ َفتْحِ َوقَاتَلَ أُوَْل ِئكَ أَ ْ‬
‫ستَوِي مِنكُم مّنْ أَنفَ َ‬
‫سمَاوَاتِ وَالَْأرْضِ لَا يَ ْ‬ ‫سبِيلِ اللّهِ َولِلّ ِه مِيرَاثُ ال ّ‬ ‫تعملون خبير)‪َ ( ،‬ومَا َلكُ ْم أَلّا تُنفِقُوا فِي َ‬
‫خبِي ٌر (‪ )10‬الحديد) الكلم على النفاق والقتال فقدم العمل‪( ،‬يَا‬ ‫سنَى وَاللّ ُه بِمَا َت ْعمَلُونَ َ‬
‫عدَ اللّهُ ا ْلحُ ْ‬‫دَرَجَ ًة مّنَ اّلذِينَ أَنفَقُوا مِن َبعْدُ َوقَاتَلُوا َوكُلّا وَ َ‬
‫ن (‪ )18‬الحشر) التقوى أمر قلبي فقدم الخبرة‪ ،‬هذه‬ ‫خبِي ٌر ِبمَا َت ْعمَلُو َ‬
‫ن اللّهَ َ‬
‫س مّا َق ّدمَتْ ِل َغدٍ وَاتّقُوا اللّهَ إِ ّ‬‫ن آ َمنُوا اتّقُوا اللّ َه وَ ْلتَنظُ ْر نَفْ ٌ‬
‫َأّيهَا اّلذِي َ‬
‫القاعدة العامة إذا كان الكلم عن عمل النسان يقدم العمل على الخبر وإذا كان الكلم ليس عن العمل وإنما في أمر قلبي أو الكلم على ال‬
‫سبحانه وتعالى يقدم الخبرة‪.‬‬
‫آية (‪:)20‬‬
‫*ما دللة استعمال أداة النفي (ما) و(ل)؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫(ما) التي تدخل على المضارع هي لنفي الحال‪( ،‬ل) يقولون للستقبال وقسم من النُحاة يقولون قد تكون للحال وللستقبال (وَاتّقُو ْا يَوْما ّ‬
‫ل‬
‫عمَى وَا ْلبَصِي ُر (‪ )19‬فاطر) هذا مشاهَد‬ ‫شيْئا (‪ )48‬البقرة) هذا استقبال‪ .‬ننظر كيف تستعمل في القرآن ( َومَا يَ ْ‬
‫ستَوِي ا ْلأَ ْ‬ ‫جزِي نَ ْفسٌ عَن نّ ْفسٍ َ‬ ‫تَ ْ‬
‫عدُونَ مِنَ‬ ‫ت (‪ )22‬فاطر) هذا مُشاهَد‪( ،‬لّ يَ ْ‬
‫ستَوِي الْقَا ِ‬ ‫حيَاء وَلَا الَْأمْوَا ُ‬ ‫ن (‪ )12‬فاطر) هذا مُشاهَد ( َومَا يَ ْ‬
‫ستَوِي ا ْلأَ ْ‬ ‫ستَوِي ا ْلبَحْرَا ِ‬ ‫في الدنيا ( َومَا يَ ْ‬
‫ستَوِي‬‫سبِيلِ اللّ ِه (‪ )95‬النساء) عدم الستواء هذا في الخرة غير مشاهَد فقال (ل يستوي)‪( ،‬لَا يَ ْ‬ ‫غيْرُ ُأوْلِي الضّرَ ِر وَا ْلمُجَا ِهدُونَ فِي َ‬ ‫ا ْلمُ ْؤمِنِينَ َ‬
‫جنّ ِة (‪ )20‬الحشر) هذا‬ ‫ب الْ َ‬
‫ب النّارِ َوأَصْحَا ُ‬ ‫صحَا ُ‬‫ستَوِي أَ ْ‬ ‫ل (‪ )10‬الحديد) عدم الستواء هذا في الخرة‪( ،‬لَا يَ ْ‬ ‫ق مِن َقبْلِ ا ْل َفتْحِ َوقَاتَ َ‬ ‫مِنكُم مّنْ أَنفَ َ‬
‫في الخرة غير مُشاهَد‪( .‬ل) تدل على النفي في الستقبال (نفي غير مشاهد) وقسم يقولون قد تكون للحال وأكثر النحاة يقولون هي للستقبال‬
‫لكن قسم يقول قد تكون للحال والكثر للستقبال بدليل قوله تعالى (فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى ا ْل ُهدْهُ َد (‪ )20‬النمل) هذه حال وليس استقبال فقال قد‬
‫تأتي للحال أيضا وهم متفقون على أنها للستقبال‪ .‬الصل أن تكون للستقبال لذلك يقول الزمخشري ل ولن أُختان في نفي المستقبل إل أنّ‬
‫في لن تأكيدا‪.‬‬
‫آية (‪:)23‬‬
‫َ َ َ‬ ‫َّ َ‬
‫ن‬
‫م ُ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مهَي ْ ِ‬ ‫م ال ْ ُ‬
‫مؤْ ِ‬
‫م ُ‬ ‫سَل ُ‬ ‫ك الْقُدُّو ُ‬
‫س ال َّ‬ ‫ه إ ِ ّل هُوَ ال ْ َ‬
‫مل ِ ُ‬ ‫ه ال ّذِي ل إِل َ‬ ‫*ما فائدة غياب العطف في(هُوَ َ الل ُ‬
‫ن (‪ )23‬الحشر)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ُ‬
‫شرِكو َ‬ ‫َ‬
‫ما ي ُ ْ‬ ‫ن الل ّهِ عَ ّ‬‫حا َ‬
‫سب ْ َ‬ ‫جبَّاُر ال ْ ُ‬
‫متَكَبُِّر ُ‬ ‫الْعَزِيُز ال ْ َ‬
‫ن (‪ )23‬الحشر) كما‬‫عمّا يُشْ ِركُو َ‬
‫سبْحَانَ اللّ ِه َ‬
‫جبّا ُر ا ْلمُ َت َكبّرُ ُ‬
‫قال تعالى(هُوَ اللّهُ اّلذِي لَا ِإلَهَ إِلّا هُ َو ا ْلمَِلكُ الْ ُقدّوسُ السّلَامُ ا ْلمُ ْؤمِنُ ا ْل ُم َهيْمِنُ ا ْلعَزِيزُ ا ْل َ‬
‫قال في موضع آخر(هُوَ ا ْلأَوّلُ وَالْآخِرُ وَالظّاهِ ُر وَا ْلبَاطِنُ) ما قال تعالى هو الول الخر لن العطف يأتي في الصفات فيما تباعَد من الصفات‬
‫لنه يصير أمرا مستغربا‪ ،‬أما في الصفات القريبة فل يؤتى بالعطف‪ .‬أحيانا تأتي الواو للهتمام وللتباعد ما بين الصفات‪ .‬إذا كانت الصفات‬
‫متباعدة يؤتى بالواو يعني ليست متقاربة من حيث أحداثها‪ ،‬مثلً أنت تقول تتكلم مع شخص عن فلن وهو يعرفه لكن ل يعلم مثلً أنه شاعر‬
‫فتقول له‪ :‬هو شاعر‪ ،‬فيقول ‪ :‬هو شاعر؟ فتقول وطبيب‪ ،‬الشعر والطب متباعد فيقول وطبيب؟ يستغرب من إجتماع هذه الصفات المتباعدة‬
‫التي ل يعلمها هو في شخص‪ ،‬لذا تأتي الواو فإذا تباعدت الصفات فيحسن التيان بالواو‪.‬‬
‫آية (‪:)24‬‬
‫*أيهما أصح أن يقال اللهم إني أسألك بصفاتك العليا أو صفاتك العل؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫سنَى (‪ )24‬الحشر)‬‫سمَاء ا ْلحُ ْ‬
‫الفراد في غير العاقل هو أكثر من الجمع‪ ،‬العل جمع والعليا مفرد وكلهما صحيحة لكن أيها الولى؟ (لَهُ ا ْلأَ ْ‬
‫سمَاوَاتِ ا ْلعُلَى (‪ )4‬طه) العل جمع عليا (العل جمع والسموات سبع)‪ .‬المفرد‬ ‫الحسنى مفرد والسماء ‪ 99‬جمع‪( ،‬تَنزِيلًا ّممّنْ َ‬
‫خلَقَ ا ْلأَرْضَ وَال ّ‬
‫في الصفات مع غير العاقل تفيد أكثر من الجمع يعني عندي أشجار كثيرة أكثر من أشجار كثيرات‪ ،‬أشجار كثيرات قليلة وأشجار كثيرة‬
‫كثيرة‪ .‬المفرد مع غير العاقل أكثر من الجمع‪ .‬الصفات جمع كثيرة فنقول العليا ويصح العل لكن أولى أن يقال العليا كما نقول الجذاع‬
‫انكسرن والجذوع انكسرت‪ ،‬وأكواب موضوعة ما قال موضوعات فإذا جمع يكون قليلة ويقول غرف مبنية ل يقول غرف مبنيات‪ .‬إذا أفرد‬
‫الصفة في غير العاقل تكون كثيرة وإذا جمع يكون أقل‪ .‬اللغة العلى أن يقال الصفات العليا والسماء الحسنى بالفراد‪ ،‬السموات العل‬
‫بالجمع جمع عليا عل‪ ،‬هذه قاعدة لغوية‪.‬‬
‫* مصا الفرق بيصن اسصتعمال مصن ومصا فصي قوله تعالى (مصن فصي السصموات والرض) و (مصا فصي‬
‫السموات والرض)؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫(من) تستعمل لذوات العقلء وأولي العلم فقط أما (ما) فتستعمل لصفات العقلء (ونفس وما سوّاها‪ ،‬فانكحوا ما طاب لكم من النساء) (وما‬
‫خلق الذكر والنثى) وال هو الخالق‪( ،‬ونفس وما سوّاها) وال هو المسوي‪ ،‬وذوات غير العاقل (أشرب من ما تشرب) وهي أعمّ وأشمل‪.‬‬
‫لكن يبقى السؤال لماذا الختلف في الستعمال في القرآن الكريم فمرة تأني (من) ومرة تأتي (ما)؟‬
‫جدُ لَ ُه َمنْ‬‫ونلحظ في القرآن أنه تعالى عندما يستعمل (من) يعطف عليها ما ل يعقل كما في قوله تعالى في سورة الحج (أََلمْ تَ َر أَنّ اللّ َه يَسْ ُ‬
‫ن ُيهِنِ اللّهُ‬‫ق عََليْهِ ا ْل َعذَابُ َومَ ْ‬ ‫جرُ وَالدّوَابّ َو َكثِي ٌر مِنَ النّاسِ َو َكثِيرٌ حَ ّ‬
‫جبَالُ وَالشّ َ‬
‫شمْسُ وَا ْل َقمَرُ وَالنّجُومُ وَا ْل ِ‬
‫ت َومَنْ فِي الَْأرْضِ وَال ّ‬
‫سمَاوَا ِ‬
‫فِي ال ّ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ل مَا يَشَاءُ {س}(‪ .))18‬أما عندما يستعمل (ما) فإنه يعطف عليها ما يعقل (ول يسجد ‪ ..‬دابة والملئكة) وهو خط‬ ‫ن ُمكْرِمٍ إِنّ اللّ َه يَ ْفعَ ُ‬ ‫َفمَا لَ ُه مِ ْ‬
‫بياني لم يتخلف في القرآن أبدا والحكمة البيانية منه الجمع‪.‬‬
‫يءٍ إِلّا‬
‫ن مِنْ شَ ْ‬
‫سبْعُ وَالَْأرْضُ َومَنْ فِيهِنّ وَإِ ْ‬ ‫سمَوَاتُ ال ّ‬ ‫سبّحُ لَهُ ال ّ‬
‫وكذلك استعمال من مع فعل يسبّح كما في قوله تعالى في سورة السراء (تُ َ‬
‫سمَاوَاتِ وَا ْلأَرْضِ‬ ‫ن فِي ال ّ‬ ‫سبّحُ لَ ُه مَ ْ‬ ‫غفُورًا (‪ ))44‬وفي سورة النور (أَلَ ْم تَرَ أَ ّ‬
‫ن اللّ َه يُ َ‬ ‫حهُمْ ِإنّ ُه كَانَ حَلِيمًا َ‬ ‫سبِي َ‬
‫ن تَ ْ‬ ‫ح ْمدِهِ وََلكِنْ لَا تَفْ َقهُو َ‬
‫ح بِ َ‬
‫سبّ ُ‬‫يُ َ‬
‫ن (‪ .))41‬واستعمال (ما) كما في قوله تعالى في سورة الحشر (هُوَ اللّهُ‬ ‫سبِيحَهُ وَاللّ ُه عَلِي ٌم ِبمَا يَ ْفعَلُو َ‬
‫ت كُلّ َق ْد عَلِ َم صَلَاتَهُ َوتَ ْ‬ ‫طيْرُ صَافّا ٍ‬ ‫وَال ّ‬
‫حكِي ُم (‪ ))24‬وسورة الجمعة (‪ )1‬وسورة التغابن‬ ‫سمَاوَاتِ وَالَْأرْضِ وَهُ َو ا ْلعَزِيزُ الْ َ‬
‫سبّحُ لَهُ مَا فِي ال ّ‬ ‫سنَى يُ َ‬‫سمَاءُ ا ْلحُ ْ‬‫صوّرُ لَهُ ا ْلأَ ْ‬ ‫الْخَالِقُ ا ْلبَارِئُ ا ْلمُ َ‬
‫(‪ )1‬وسورة الحديد (‪ )1‬والحكمة البيانية من ذلك جمع كل شيء‪.‬‬
‫****تناسب فاتحة سورة الحشر مع خاتمتها****‬
‫سنَى‬
‫سمَاءُ ا ْلحُ ْ‬ ‫حكِي ُم (‪ ))1‬وآخرها (هُوَ اللّ ُه الْخَالِقُ ا ْلبَارِ ُ‬
‫ئ ا ْلمُصَوّرُ لَ ُه الْأَ ْ‬ ‫سمَاوَاتِ َومَا فِي ا ْلأَ ْرضِ وَهُوَ ا ْلعَزِيزُ ا ْل َ‬ ‫سبّحَ ِللّ ِه مَا فِي ال ّ‬
‫تبدأ بقوله ( َ‬
‫حكِيمُ (‪ ))24‬نفسها بإضافة أسماء ال الحسنى‪.‬‬ ‫سمَاوَاتِ وَا ْلأَرْضِ وَ ُهوَ ا ْلعَزِيزُ ا ْل َ‬
‫سبّحُ لَ ُه مَا فِي ال ّ‬
‫يُ َ‬
‫*****تناسب خواتيم الحشر مع فواتح الممتحنة*****‬
‫ن (‪ )18‬وَلَا‬ ‫خبِي ٌر ِبمَا َتعْمَلُو َ‬ ‫س مَا قَ ّدمَتْ ِل َغدٍ وَاتّقُوا اللّهَ إِنّ اللّهَ َ‬ ‫خاطب المؤمنين في خواتيم الحشر (يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا اتّقُوا اللّهَ وَ ْل َتنْظُ ْر نَفْ ٌ‬
‫عدُ ّوكُمْ‬ ‫عدُوّي وَ َ‬ ‫خذُوا َ‬ ‫ن (‪ ))19‬وفي أوائل الممتحنة قال (يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا لَا تَتّ ِ‬ ‫ك هُمُ ا ْلفَاسِقُو َ‬ ‫سهُمْ أُوَل ِئ َ‬ ‫َتكُونُوا كَاّلذِينَ نَسُوا اللّ َه فََأنْسَاهُمْ َأنْ ُف َ‬
‫ق (‪ ))1‬كأنها استكمال لية الحشر‪ ،‬هذه أوامر ونواهي وكأنها تكملة للية التي قبلها‪،‬‬ ‫َأوِْليَا َء تُ ْلقُونَ إَِل ْيهِ ْم بِا ْلمَ َودّةِ َو َقدْ كَ َفرُوا ِبمَا جَا َءكُ ْم مِنَ ا ْلحَ ّ‬
‫عدُ ّوكُمْ أَوِْليَاءَ) الخطاب في الممتحنة للمؤمنين بأل يتخذوا عدو ال‬ ‫عدُوّي وَ َ‬ ‫خذُوا َ‬ ‫إذن هي جملة استكمال للوامر‪( .‬يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا لَا َتتّ ِ‬
‫س مَا َق ّدمَتْ ِلغَدٍ وَاتّقُوا اللّهَ إِنّ اللّهَ‬ ‫وعدوهم الكافرين ولها سبب نزول ليس هذا وقت ذكره‪ .‬قال تعالى (يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآمَنُوا اتّقُوا اللّهَ َو ْلتَنْظُ ْر َنفْ ٌ‬
‫ن (‪ ))19‬هذه أوامر وتوجيهات وأكمل في الممتحنة (يَا‬ ‫سقُو َ‬‫سهُمْ أُوَل ِئكَ ُهمُ الْفَا ِ‬ ‫ن نَسُوا اللّ َه َفَأنْسَا ُهمْ َأنْفُ َ‬ ‫خبِي ٌر ِبمَا َت ْعمَلُونَ (‪ )18‬وَلَا َتكُونُوا كَاّلذِي َ‬ ‫َ‬
‫عدُوّي وَعَدُ ّوكُمْ َأوِْليَاءَ) كأنها في منظومة واحدة وخطاب مستمر واستكمال للوامر وكأنها تسير على نسق خطابي‬ ‫خذُوا َ‬ ‫َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا لَا َتتّ ِ‬
‫ن َيثْ َقفُوكُمْ‬ ‫صدُورِ ِه ْم مِنَ اللّ ِه ذَِلكَ بَِأّنهُ ْم قَوْ ٌم لَا يَ ْف َقهُونَ (‪ ))13‬وفي أوائل الممتحنة قال (إِ ْ‬ ‫شدّ رَ ْهبَ ًة فِي ُ‬ ‫واحد‪ .‬في خواتيم الحشر قال (لََأ ْنتُمْ أَ َ‬
‫ن (‪ ))2‬يثقفوكم يعني يتغلبوا عليكم‪ ،‬كأن الكلم واحد في اليتين‪.‬‬ ‫س َن َتهُ ْم بِالسّوءِ وَ َودّوا َلوْ َتكْ ُفرُو َ‬ ‫عدَاءً َو َيبْسُطُوا إَِل ْيكُمْ َأيْ ِد َيهُمْ وَأَلْ ِ‬ ‫َيكُونُوا َلكُمْ أَ ْ‬
‫صنَةٍ أَ ْو مِنْ وَرَاءِ‬ ‫ح ّ‬ ‫جمِيعًا إِلّا فِي ُقرًى مُ َ‬ ‫ن (‪ )13‬لَا يُقَاتِلُو َنكُمْ َ‬ ‫ك بَِأّنهُمْ َقوْمٌ لَا َيفْ َقهُو َ‬ ‫صدُورِهِ ْم مِنَ اللّ ِه ذَِل َ‬ ‫شدّ رَ ْهبَةً فِي ُ‬ ‫نلحظ في الحشر (َلَأنْتُمْ َأ َ‬
‫عدَا ًء َويَبْسُطُوا إَِل ْيكُمْ َأ ْيدِ َيهُمْ‬ ‫ن َيثْقَفُو ُكمْ َيكُونُوا َلكُمْ أَ ْ‬ ‫ن (‪( ))14‬إِ ْ‬ ‫شتّى ذَِلكَ بَِأّنهُ ْم قَوْ ٌم لَا َيعْقِلُو َ‬ ‫جمِيعًا َوقُلُوبُهُ ْم َ‬ ‫س ُبهُ ْم َ‬ ‫شدِيدٌ تَحْ َ‬ ‫سهُ ْم َبيْ َنهُمْ َ‬
‫جدُرٍ َبأْ ُ‬ ‫ُ‬
‫شتّى) هم ليسوا على‬ ‫جمِيعًا َوقُلُو ُبهُمْ َ‬ ‫ن (‪ )2‬الممتحنة) كأن الية استكمال لما قبلها والكلم واحد‪( .‬تَحْ َ‬
‫س ُبهُمْ َ‬ ‫س َن َتهُمْ بِالسّوءِ وَ َودّوا لَ ْو َتكْفُرُو َ‬ ‫َوأَلْ ِ‬
‫عدَاءً) في كل الحوال هم أعداء‪.‬‬ ‫ن َيثْقَفُو ُكمْ َيكُونُوا َلكُمْ أَ ْ‬ ‫قلب واحد في سورة الحشر لكن مع ذلك (إِ ْ‬
‫ن (‪ )18‬وَلَا َتكُونُوا كَاّلذِينَ‬ ‫خبِي ٌر ِبمَا َتعْمَلُو َ‬ ‫س مَا قَ ّدمَتْ ِل َغدٍ وَاتّقُوا اللّهَ إِنّ اللّهَ َ‬ ‫في أواخر الحشر قال (يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا اتّقُوا اللّهَ وَ ْل َتنْظُ ْر نَفْ ٌ‬
‫جنّ ِة هُمُ ا ْلفَائِزُونَ (‪ ))20‬وقال في‬ ‫ب الْ َ‬
‫صحَا ُ‬ ‫جنّةِ أَ ْ‬ ‫ب الْ َ‬ ‫صحَابُ النّارِ َوأَصْحَا ُ‬ ‫ستَوِي أَ ْ‬ ‫ن (‪ )19‬لَا يَ ْ‬ ‫ك هُمُ ا ْلفَاسِقُو َ‬ ‫سهُمْ أُوَل ِئ َ‬ ‫نَسُوا اللّ َه فََأنْسَاهُمْ َأنْ ُف َ‬
‫ل بَ ْي َنكُمْ وَاللّ ُه ِبمَا َت ْعمَلُونَ َبصِيرٌ (‪ .))3‬يوم القيامة يفصل بينكم – ل يستوي‬ ‫صُ‬‫ن َتنْ َف َعكُمْ أَرْحَا ُمكُمْ وَلَا أَوْلَا ُدكُ ْم يَوْ َم الْ ِقيَامَ ِة يَفْ ِ‬ ‫أوائل الممتحنة (لَ ْ‬
‫أصحاب النار واصحاب الجنة‪ ،‬الكلم كله على يوم القيامة‪.‬‬

‫‪‬‬
‫تم بحمد ال وفضله ترتيب هذه اللمسات البيانية في سورة الحشر كما تفضل بها الدكتور فاضل صالح السامرائي والدكتور حسام النعيمى‬
‫زادهما ال علما ونفع بهما السلم والمسلمين والخواطر القرآنية للستاذ عمرو خالد وقامت بنشرها أختنا الفاضلة سمرالرناؤوط فى موقعها‬
‫ل فمن ال وما كان من خطأٍ أوسه ٍو فمن نفسى ومن الشيطان‪.‬‬ ‫إسلميات جزاهم ال عنا خير الجزاء ‪ ..‬فما كان من فض ٍ‬
‫أسأل ال تعالى ان يتقبل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن ينفعنا بهذا العلم فى الدنيا والخرة ويلهمنا تدبر آيات كتابه العزيز والعمل به‬
‫على النحو الذى يرضيه وأن يغفر لنا وللمسلمين جميعا يوم تقوم الشهاد ول الحمد والمنة‪ .‬وأسألكم دعوة صالحة بظهر الغيب عسى ال أن‬
‫يرزقنا حسن الخاتمة ويرزقنا صحبة نبيه الكريم فى الفردوس العلى‪.‬‬
‫الرجاء توزيع هذه الصفحات لتعم الفائدة إن شاء ال وجزى ال كل من يساهم في نشر هذه اللمسات خير الجزاء في الدنيا والخرة‪.‬‬

You might also like