Professional Documents
Culture Documents
fr
سورة الحشر
*تناسب خواتيم المجادلة مع فواتح الحشر*
السورتان المباركتان الثامنة والخمسون والتاسعة والخمسون المجادلة والحشر .قال في خواتيم المجادلة (إِنّ اّلذِينَ يُحَادّونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوَل ِئكَ
ب ِمنْ ن كَفَرُوا مِنْ أَ ْهلِ ا ْل ِكتَا ِ ي عَزِي ٌز ( ))21وفي أوائل الحشر (هُوَ اّلذِي َأخْ َرجَ اّلذِي َ سلِي إِنّ اللّ َه قَ ِو ّ فِي الَْأذَلّينَ (َ )20كتَبَ اللّهُ َلأَغِْلبَنّ َأنَا وَرُ ُ
ف فِي قُلُو ِبهِمُ الرّعْبَ سبُوا َو َقذَ َ حتَ ِح ْيثُ لَ ْم يَ ْظنّوا َأّنهُ ْم مَا ِن َعُتهُمْ حُصُو ُنهُ ْم مِنَ اللّ ِه َفَأتَاهُمُ اللّهُ مِنْ َ ن يَخْرُجُوا وَ َ ظ َن ْنتُمْ أَ ْ
حشْ ِر مَا َ ِديَارِ ِهمْ لِأَوّلِ الْ َ
ع َتبِرُوا يَا أُولِي ا ْلَأبْصَارِ ( ))2أولئك في الذلين -هو الذي أخرج( ،إِنّ اّلذِينَ يُحَادّونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ ن فَا ْ خ ِربُونَ ُبيُو َتهُ ْم بَِأيْدِيهِمْ وََأ ْيدِي ا ْلمُ ْؤ ِمنِي َ يُ ْ
ن دِيَارِهِمْ ب مِ ْ ن كَفَرُوا مِنْ أَ ْهلِ ا ْل ِكتَا ِ ي عَزِي ٌز (( - ))21هُوَ اّلذِي َأخْ َرجَ اّلذِي َ أُوَل ِئكَ فِي الَْأذَلّينَ (َ )20كتَبَ اللّهُ لَأَغِْلبَنّ َأنَا َورُسُلِي إِنّ اللّ َه قَوِ ّ
سبُوا) الغالب هو ال تعالى ،هذا الرسول حتَ ِحيْثُ َل ْم يَ ْحصُو ُنهُ ْم مِنَ اللّ ِه فََأتَا ُهمُ اللّ ُه مِنْ َ ظنّوا َأّنهُ ْم مَا ِنعَ ُتهُمْ ُ خرُجُوا وَ َ ن يَ ْ ظ َننْتُمْ أَ ْ
ش ِر مَا َل الْحَ ْ ِلأَوّ ِ
ظنّوا َأّنهُمْ مَا ِنعَ ُتهُمْخرُجُوا َو َ ن يَ ْظ َننْتُمْ أَ ْ
ن دِيَارِهِمْ ِلأَوّلِ ا ْلحَشْ ِر مَا َ ب مِ ْ ن كَفَرُوا مِنْ أَ ْهلِ ا ْل ِكتَا ِ رسوله وهو ال غالب (هُوَ اّلذِي َأخْ َرجَ اّلذِي َ
عتَبِرُوا يَا أُولِي الَْأبْصَارِ ن ُبيُوتَهُ ْم بَِأ ْيدِيهِمْ َوَأيْدِي ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ فَا ْ
ب يُخْ ِربُو َ
ف فِي قُلُو ِبهِمُ الرّعْ َ سبُوا َو َقذَ َ حتَ ِحيْثُ َل ْم يَ ْ حُصُو ُنهُ ْم مِنَ اللّ ِه فََأتَاهُمُ اللّ ُه مِنْ َ
ن ُبيُوتَهُ ْم بَِأ ْيدِيهِمْ وََأيْدِي ا ْلمُ ْؤمِنِينَ) فصّل المجمل الذي سبق. ( ))2كأنما توضيح لما هدّد به( ،أُوَل ِئكَ فِي الَْأذَلّينَ) كيف أذلهم وغلبهم؟ (يُخْ ِربُو َ
سؤال :إذن ل يجب أن نتعب أنفسنا في تفسير القرآن لنه واضح أن اليات تفسر بعضها فل نحتاج إلى تفسير لفهم كتاب ال؟
ل شك أن هناك استفادة كبيرة من اليات بعضها من بعض لكن هناك استنباطات أخرى وأحكام .بالنسبة للعوام يمكن أن يفهموا كتاب ال
ستَنبِطُونَهُ ِم ْنهُ ْم ( )83النساء) إذن هناك أحكام تحتاج إلى استنباط ،فهم القرآن يكون كل تعالى كل على حسب علمه .قال تعالى (َلعَِلمَهُ اّلذِينَ يَ ْ
واحد على قدر ما أوتي من علم .ليس القرآن صعبا كما يقول بعض المسلمين أنهم يقرأون القرآن ول يفهمون شيئا ،هذا غير صحيح لن
حلّ حمَنِ الرّحِي ِم ( )3الفاتحة) كل واحد يفهمها (وَأَ َ ن ( )2الرّ ْ حمْدُ لِلّهِ َربّ ا ْلعَاَلمِي َ ح ٌد ( )1الخلص) (ا ْل َ ل هُوَ اللّهُ أَ َ هناك آيات مفهومة مثل (قُ ْ
اللّهُ ا ْل َبيْعَ َوحَرّمَ ال ّربَا ( )275البقرة) آيات الحكام فيها سهولة للجميع.
**هدف السورة**
هدف الجزء الثامن والعشرون :النتماء للسلم والتبرأ من المشركين والكفر
كل السور في الجزء الثامن والعشرون تهدف إلى الدعوة للنتماء لللسلم والتبرأ من الكفر ومن المشركين فل بد يا من أيقنت وآمنت
بالقرآن أن تكون في حالة وحدة مع المؤمنين والنتماء هذا يبدأ بالسرة التي يجب أن تكون متماسكة وموحّدة .يجب أن تشعر أن كيانك كلّه
مرتبط بهذا الدين فولئك وانتمائك ومناصرتك كلّه للمؤمنين وتتبرأ من كل شخص ل ينتمي لهذا الدين .وقد سبقت لسور القرآن أن عرضت
على المسلمين المنهج ثم جاءت السور تؤكد أدوات المؤمن لحمل المنهج ثم جاء الختيار في الجزء السابق والن هذه السور تؤكد أنه ل بد
من الحساس النتماء فل يكفي للمسلم أن يؤدي عباداته كالصلة والزكاة .ونستعرض السورة كل على حدة فكل منها تخدم جانبا من جوانب
الهدف الرئيسي للجزء فالسور الربعة الولى (المجادلة ،الحشر ،الصفّ ،الجمعة) كلها تدعو للجتماع والوحدة والنتماء ودليل هذا النتماء
هو ترابط المؤمنين ووحدتهم .ثم تأتي سورة الممتحنة التي فيها امتحان ايمان المسلم وتعطي نماذج عن أناس امتحنوا في إيمانهم وثم سورة
المنافقين لن أكثر ما يضيّع وحدة الصف عند المسلمين والنتماء لدينهم هو النفاق والمنافقين .ثم تأتي مجموعة السور الخيرة (التغابن،
الطلق ،التحريم) كلها تركّز على الشواغل التي تمنع من النتماء كالولد والذرية والبيوت.
في هذه السورة معاني عجيبة فهي تتكلم عن يهود بني النضير وكيف أجلهم النبي من المدينة وكيف وقف المنافقون في صف اليهود
وحاولوا مساعدتهم بالوعود فقط لكنهم لم يعاونوهم حقيقية أبدا لنهم كما عهدناهم ل يوفون بالعهود ويقولون ما ل يفعلون( .أَلَ ْم تَر إِلَى اّلذِينَ
ش َهدُ ِإّنهُمْص َرّنكُمْ وَاللّ ُه يَ ْ
حدًا َأ َبدًا َوإِن قُوتِ ْلتُمْ َلنَن ُن َم َعكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَ َ جتُ ْم َلنَخْرُجَ ّب َلئِنْ ُأخْرِ ْ
نَا َفقُوا يَقُولُونَ لِِإخْوَا ِنهِمُ اّلذِينَ كَ َفرُوا مِنْ أَهْلِ ا ْل ِكتَا ِ
صرُوهُمْ َليُوَلّنّ ا ْلَأ ْدبَا َر ثُمّ لَا يُنصَرُونَ) آية .12فالسورة ن َم َعهُمْ وََلئِن قُوتِلُوا لَا يَنصُرُونَهُمْ َوَلئِن نّ َ خرُجُو َ َلكَاذِبُونَ) آية 11و (َلئِنْ ُأخْرِجُوا لَا يَ ْ
تبرز نوعين من الناس المنتمي للسلم والمتبرأ.
ن اكْفُ ْر فََلمّا َكفَ َر قَالَ ِإنّي بَرِيءٌ ل لِلْإِنسَا ِ شيْطَانِ ِإ ْذ قَا َ وتعطي السورة نموذجا ثانيا عندما يتخلى الشيطان عن أتباعه من أهل الكفر ( َك َمثَلِ ال ّ
ن عَا ِق َب َتهُمَا َأنّ ُهمَا فِي النّا ِر خَاِل َديْنِ فِيهَا َوذَِلكَ جَزَاء الظّاِلمِينَ) آية 16و .17ثم وصفت اليات في مّنكَ ِإنّي أَخَافُ اللّ َه رَبّ ا ْلعَاَلمِينَ * َفكَا َ
خرِجُوا مِن دِيارِهِمْ جرِينَ اّلذِينَ أُ ْ السوة أصناف أهل اليمان على مرّ الجيال فهم واحد من أصناف ثلثة :منتمين للسلم (لِلْ ُفقَرَاء ا ْل ُمهَا ِ
ك هُمُ الصّا ِدقُونَ) آية ،8النصار (وَاّلذِينَ َتبَوّؤُوا الدّارَ وَا ْلإِيمَانَ مِن ضوَانًا َويَنصُرُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوَْل ِئ َ ن فَضْلًا مّنَ اللّهِ وَرِ ْ َوَأمْوَاِلهِ ْم َيبْ َتغُو َ
ق شُحّ َنفْسِهِ خصَاصَةٌ َومَن يُو َ ن ِبهِمْ َ س ِهمْ وَلَ ْو كَا َ صدُورِهِمْ حَاجَ ًة ّممّا أُوتُوا َويُ ْؤثِرُونَ عَلَى أَنفُ ِ ن فِي ُ جدُو َجرَ إَِل ْيهِمْ وَلَا يَ ِ
ن مَنْ هَا َحبّو َ َقبِْلهِ ْم يُ ِ
ل فِي جعَ ْ سبَقُونَا بِا ْلإِيمَانِ َولَا تَ ْ
غفِرْ َلنَا َولِِإخْوَا ِننَا اّلذِينَ َ َفأُوَْل ِئكَ ُهمُ ا ْلمُفِْلحُونَ) آية ،9أو الجيال المتعاقبة (وَاّلذِينَ جَاؤُوا مِن َب ْعدِهِ ْم يَقُولُونَ َرّبنَا ا ْ
قُلُو ِبنَا غِلّا لّّلذِينَ آ َمنُوا َرّبنَا ِإّنكَ رَؤُوفٌ رّحِيمٌ) آية 10وقد وعظت السورة المؤمنين بتذكر يوم الحشر ذلك اليوم الرهيب الذي ل ينفع فيه
حسب ول نسب وبيّنت الفراق بين أهل الجنة وأهل النار ومصيرهم في الخرة.
شيَةِ اللّهِصدّعًا مّنْ خَ ْ شعًا ّمتَ َ جبَلٍ لّرََأ ْيتَهُ خَا ِ ن عَلَى َ وفي السورة آية هي من أجمل اليات وتصوّر لنا عظمة هذا القرآن (لَوْ أَنزَ ْلنَا َهذَا ا ْلقُرْآ َ
ل نَضْ ِر ُبهَا لِلنّاسِ َلعَّلهُ ْم َيتَ َفكّرُونَ) آية 21ووجود هذه الية في موقعها في السورة إثبات لليهود الذين ظنوا أن حصونهم مانعتهم َوتِ ْلكَ ا ْلَأ ْمثَا ُ
من ال فإذا كان الجبل الصلب العظيم يخشع إذا أنزل عليه القرآن فكيف بالحصون والقلع؟ ومن أشدّ الجبل العظيم أم القلع والحصون؟
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
حمَنُ الرّحِي ُم * هُوَ اللّهُ شهَادَ ِة هُوَ الرّ ْ فل ناصر ول معين إل ال تعالى .وقد ختمت السورة بآيات (هُوَ اللّهُ اّلذِي لَا ِإلَهَ إِلّا هُ َو عَالِ ُم ا ْلغَيْبِ وَال ّ
ن * هُوَ اللّهُ ا ْلخَاِلقُ ا ْلبَا ِرئُ ا ْلمُصَوّرُ عمّا يُشْ ِركُو َ سبْحَانَ اللّ ِه َ جبّارُ ا ْل ُم َت َكبّرُ ُ اّلذِي لَا إِلَهَ ِإلّا هُوَ ا ْلمَِلكُ ا ْل ُقدّوسُ السّلَامُ ا ْلمُ ْؤمِنُ ا ْل ُمهَ ْيمِنُ ا ْلعَزِيزُ ا ْل َ
حكِيمُ ) آية .24 ،23 ،22اشتملت على العديد من أسماء ال الحسنى سمَاوَاتِ وَا ْلأَرْضِ وَ ُهوَ ا ْلعَزِيزُ ا ْل َ سبّحُ لَ ُه مَا فِي ال ّسنَى يُ َ سمَاء ا ْلحُ ْ لَ ُه الْأَ ْ
وهي كلها أسماء تدل على العظمة والقوة ،فكيف أيها المؤمن ل تنتمي ل الذي هذه بعض من صفاته والذي له السماء الحسنى سبحانه؟!
ول ننسى أن السورة ابتدأت ايضا بتنزيه ال وتمجيده فالكون كله وما فيه من متناقضات وإنسان وحيوان ونبات وجماد كله شاهد على
حكِيمُ) .آية .1 سمَاوَاتِ َومَا فِي الَْأرْضِ وَهُ َو ا ْلعَزِيزُ الْ َ سبّحَ لِلّ ِه مَا فِي ال ّ وحدانية ال وقدرته ناطق بعظمته وسلطانه سبحانه ( َ
***من اللمسات البيانية فى سورة الحشر***
آية (:)1
*ما سبب ذكر وحذف (ما )في بدايات سورة الحديد وسورة في سورة الصف واختلف صيغة
الفعل سبح بصيغة الماضي في سورة الحشر والحديد والصف وجاء يسبح في صيغة المضارع
كما في سورة الجمعة ؟ (د.حسام النعيمى)
القاعدة عامة ثم نعود إلى اليات حقيقة لتثبيت هذه القاعدة العامة .هو العطف ممكن أن يكرر المعطوف عليه ويمكن أن يحذف يعني مثلً
يمكن أن تقول :يعجبني ما في إذاعتكم وفضائيتكم ويمكن أن تقول :يعجبني ما في إذاعتكم وما في فضائيتكم .لكن لو نظرت الى الجملتين
ستجد أنه في العادة هناك نوع من التمييز لما يقول النسان لشخص :ستحاسب على ما قلت وفعلت ،لحظ الجمع هما شيئان لكن ضمهما
إلى بعضهما غير لما يقول :ستحاسب على ما قلت وما فعلت ،ميّزهما تمييزا .هذا قول الباري عز وجل ( :سبح ل ما في السموات
والرض) جمع الكلمتين ضمّهما إلى بعضهما لكن لما يقول (سبح ل ما في السموات وما في الرض) فصلها وخصصها.
لكن يبقى السؤال ِلمَ جمع هنا وفصّل هاهنا؟ القاعدة هنا وهذه تنطبق حيثما وردت في كتاب ال عندما يقول (وما في الرض) ل بد أن
سيتحدث عمن في الرض .لمّا يقول (ما في السموات والرض) ل يتحدث عمن في الرض .لمّا يذكر التمييز يبدأ يتكلم عليهم لكن لما
يكون التسبيح هو مجرد تمجيد ل سبحانه وتعالى فيضم السموات والرض ممجدة ل سبحانه وتعالى بما فيهما .لذلك سنجد في سورة الحشر
حكِي ُم ( ))1في نفس السورة لما ختمها في جو سمَاوَاتِ َومَا فِي الَْأرْضِ وَهُ َو ا ْلعَزِيزُ الْ َ سبّحَ لِلّ ِه مَا فِي ال ّ في أولها لنه تكلم على الناس قال ( َ
حكِي ُم (.))24 سمَاوَاتِ وَالَْأرْضِ وَهُوَ ا ْلعَزِي ُز الْ َ سبّحُ لَ ُه مَا فِي ال ّ سنَى يُ َ حْ سمَاءُ الْ ُ من تمجيد ال تعالى قال (هُوَ اللّهُ ا ْلخَاِلقُ ا ْلبَا ِرئُ ا ْلمُصَوّرُ لَهُ ا ْلأَ ْ
حكِيمُ ( )1لَ ُه مُ ْلكُ ض وَهُوَ ا ْلعَزِيزُ ا ْل َ سمَاوَاتِ وَا ْلأَرْ ِ سبّحَ لِلّ ِه مَا فِي ال ّ نأتي إلى النماذج حقيقة حتى نتبين ذلك .لحظ في سورة الحديد ( َ
ي ٍء عَلِي ٌم ( )3هُوَ اّلذِي خَلَقَ ي ٍء َقدِي ٌر (ُ )2هوَ الْأَوّلُ وَا ْلآَخِرُ وَالظّاهِرُ وَا ْلبَاطِنُ وَهُ َو ِبكُلّ شَ ْ حيِي َويُمِيتُ وَهُ َو عَلَى كُلّ شَ ْ ض يُ ْ
سمَاوَاتِ وَا ْلأَرْ ِ ال ّ
سمَاءِ َومَا َيعْ ُرجُ فِيهَا وَ ُهوَ ل مِنَ ال ّ ج ِم ْنهَا َومَا َينْزِ ُ ج فِي ا ْلأَرْضِ َومَا يَخْرُ ُ ش َيعْلَ ُم مَا يَلِ ُ ستَوَى عَلَى ا ْلعَرْ ِ ستّةِ َأيّا ٍم ثُ ّم ا ْ
ض فِي ِ سمَاوَاتِ وَا ْلأَرْ َ ال ّ
سمَاوَاتِ َومَا سبّحَ لِلّ ِه مَا فِي ال ّ ن بَصِي ٌر ( ))4لم يتكلم عن أهل الرض مباشرة لكن انظر في سورة الحشر ( َ َم َعكُمْ َأيْنَ مَا ُكنْتُمْ وَاللّ ُه ِبمَا َت ْعمَلُو َ
ظنّوا َأّنهُمْن يَخْرُجُوا وَ َ ظ َن ْنتُمْ أَ ْ
حشْ ِر مَا َ ب مِنْ ِديَارِ ِهمْ لِأَوّلِ الْ َ خرَجَ اّلذِينَ كَ َفرُوا مِنْ أَهْلِ ا ْل ِكتَا ِ حكِي ُم (ُ )1هوَ اّلذِي أَ ْ فِي الَْأرْضِ وَهُوَ ا ْلعَزِي ُز الْ َ
ع َتبِرُوا يَا أُولِي ن فَا ْخ ِربُونَ ُبيُو َتهُ ْم بَِأيْدِيهِمْ وََأ ْيدِي ا ْلمُ ْؤ ِمنِي َب يُ ْف فِي قُلُوبِهِ ُم الرّعْ َ سبُوا َو َقذَ َ حتَ ِ
حيْثُ لَ ْم يَ ْ مَا ِن َعُتهُمْ حُصُو ُنهُمْ مِنَ اللّ ِه َفَأتَاهُ ُم اللّ ُه مِنْ َ
الَْأبْصَا ِر ( ))2كلم على أهل الرض .هذه مضطردة في كل القرآن هذه النماذج التي بين يدي الن هي من دلئل النبوة يعني ليس من فعل
رجل ،خلل 23سنة يتنزل القرآن منجما أجزاء أجزاء ينزل كيف تضبط هذه المور؟ هذا كلم ربنا سبحانه وتعالى.
حكِي ُم ( ))1ذكر ما في الرض (يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا ِلمَ سمَاوَاتِ َومَا فِي ا ْلأَ ْرضِ وَهُوَ ا ْلعَزِيزُ ا ْل َ سبّحَ ِللّ ِه مَا فِي ال ّ لحظ في سورة الصف ( َ
سبّحُ لِلّ ِه مَا فِي ن ( ))3يعني ل تنقطع المسألة حيثما وردت .في الجمعة (يُ َ ن تَقُولُوا مَا لَا تَ ْفعَلُو َ ن (َ )2كبُ َر مَ ْقتًا ِ
عنْدَ اللّهِ أَ ْ ن مَا لَا َت ْفعَلُو َتَقُولُو َ
حكِيمِ (( ))1هُوَ اّلذِي َبعَثَ فِي الُْأ ّميّينَ رَسُولًا ِمنْهُ ْم َيتْلُو عََل ْيهِمْ َآيَاتِهِ َويُ َزكّيهِمْ َو ُيعَّل ُمهُمُ ا ْل ِكتَابَ سمَاوَاتِ َومَا فِي الَْأرْضِ ا ْلمَِلكِ ا ْل ُقدّوسِ ا ْلعَزِيزِ ا ْل َ ال ّ
ن كَانُوا مِنْ َقبْلُ َلفِي ضَلَالٍ ُمبِينٍ ( ) )2الكلم على أهل الرض. ح ْكمَةَ وَإِ ْ
وَالْ ِ
يبقى المضارع والماضي :طبعا الفعل الماضي نحن تكلمنا في المرة الماضية ل يراد به المضي دائما يعني مضى وانقضى ،قد يراد به
المواصلة والستمرار .عندما تُسأل ما شأن فلن؟ تقول :سكن في حارتنا أو محلتنا .سكن فعل ماض يعني هو الن ليس ساكنا؟ كل بل تعني
والن ما زال ساكنا .فلما يأتي (سبح ل) يعني هذه الموجودات سبّحت ل سبحانه وتعالى نزهته وقدسته لكنها هي ماضية على ذلك .عندما
يكون الحديث حديث يحتاج إلى ذكر للحاضر والمستقبل (للستمرار للحضور) يعني فيه كلم عن الحضور يستعمل المضارع (يسبح ل).
حكِي ِم ( ))1لكن انظر كيف قال (هُوَ اّلذِي سمَاوَاتِ َومَا فِي الَْأرْضِ ا ْلمَِلكِ ا ْل ُقدّوسِ ا ْلعَزِيزِ ا ْل َ سبّحُ لِلّ ِه مَا فِي ال ّ لحظ في سورة الجمعة قال (يُ َ
ل ُمبِينٍ ( ) )2الكلم على الرسالة ضلَا ٍ
ن كَانُوا مِنْ َقبْلُ َلفِي َ ح ْكمَةَ وَإِ ْ عَليْهِمْ َآيَاتِهِ َويُ َزكّيهِمْ َو ُيعَّل ُمهُمُ ا ْل ِكتَابَ وَالْ ِ
ث فِي الُْأ ّميّينَ َرسُولًا ِم ْنهُ ْم َيتْلُو َ َبعَ َ
والرسالة حاضرة ومستقبلة .قال (يتلو) ما قال تل فيسبح تنسجم مع يتلو ويعلّم ويزكيهم ويعلّمهم الكتاب .لما كان الكلم كلما على حاضر
ومستقبل استعمل الفعل يسبح ولما كان الكلم مطلقا استعمل الفعل الثابت سبّح .فيها كلم كثير لكن ل تريد أن نطيل الجابة.
*(سصصبّح لله) بصصصيغة الماضصصي وفصصي بعصصض السصصور (يسصصبح) بصصصيغة المضارع فهصصل هذا مقصصصود
بذاته؟(د.فاضل السامرائى)
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
نلحظ أنه كل سورة تبدأ بـ (سبّح) بالفعل الماصي ل بد أن يجري فيها ذكر للقتال في كل القرآن أي سورة تبدأ بـ (سبّح) فيها ذكر للقتال
حكِي ُم ( )1إِنّ اللّهَسمَاوَاتِ َومَا فِي الَْأرْضِ وَهُوَ ا ْلعَزِي ُز الْ َ سبّحَ لِلّ ِه مَا فِي ال ّوالمبدوءة بـ (يسبح) ليس فيها ذكر للقتال أبدا .سورة الصف ( َ
ص ( ))4كل التي تبدأ بـ (سبّح) ل بد أن يجري فيها ذكر القتال .هذه الية في سورة ن مّ ْرصُو ٌ سبِيلِهِ صَفّا كََأّنهُم بُنيَا ٌحبّ اّلذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي َ يُ ِ
عظَ ُم دَرَجَ ًة مّنَ
ق مِن َقبْلِ الْ َفتْحِ َوقَاتَلَ ُأوَْل ِئكَ أَ ْ
ستَوِي مِنكُم مّنْ أَنفَ َ حكِي ُم (( ))1لَا يَ ْ سمَاوَاتِ وَا ْلأَرْضِ وَهُ َو ا ْلعَزِيزُ الْ َ سبّحَ ِللّ ِه مَا فِي ال ّ الحديد ( َ
خبِي ٌر ( ))10ليس هنالك سورة في القرآن تبدأ بـ (سبح) إل ويجري فيها سنَى وَاللّ ُه ِبمَا َتعْمَلُونَ َ عدَ اللّهُ ا ْلحُ ْاّلذِينَ أَنفَقُوا مِن َب ْعدُ َوقَاتَلُوا َوكُلّا وَ َ
ذكر للقتال وليس هنالك سورة في القرآن تبدأ بـ (يسبح) إل لم يذكر فيها القتال .هذا توجيه للناس في الحاضر والمستقبل أن يتركوا القتال،
أن ل يقاتلوا ،الذي جرى جرى في تاريخ البشرية وال تعالى حكيم فعل ما فعل ودعا الناس يفعلون ما يشاؤون ،هو التوجيه للخلق ،للعقلء،
للناس ،للمسلمين أنه في الحال والستقبال عليهم أن يتركوا القتال ويعيشوا حياتهم ،ينصرفوا إلى التعاون وما هو أنفع وما هو أجدى وما هو
خير .هو توجيه لما يقول (يسبح) المضارع يدل على الحال والستقبال لم يذكر القتال وكأنما هو توجيه -وال أعلم -للخلق في حاضرهم
ومستقبلهم أن يتركوا القتال ،أن ل يتقاتلوا فيما بينهم ،أن يتفاهموا ،أن يتحاوروا ،أن يتحادثوا ،أن تكون صدورهم رحبة ،هذا أنفع لهم من
القتال ،الماضي ماضي ذهب لكن (يسبح) كأنه توجيه لعباده .الرابط بين القتال والتسبيح :التنزيه عما ل يليق والقتال ل يليق كما قالت
ل َتعَْلمُونَ ( )30البقرة). ك قَالَ ِإنّي أَعْلَ ُم مَا َ ح ْمدِكَ َونُ َقدّسُ َل َح بِ َ
سبّ ُ
ن نُ َ
ك ال ّدمَاء َونَحْ ُ س ِف ُ
س ُد فِيهَا َويَ ْل فِيهَا مَن يُفْ ِ جعَ ُ
الملئكة (قَالُواْ َأتَ ْ
*مصا فائدة تقديصم الجار والمجرور على الفاعصل فصي قوله (سصبح لله مصا فصي السصموات ومصا فصى
الرض)؟(د.فاضل السامرائى)
التقديم حسب الهتمام في البلغة ،يتقدم المفعول على الفاعل لغراض بلغية.
*لماذا قدم السموات على الرض؟(د.فاضل السامرائى)
ل من الذين كان يسبح سابقا أهل السماء أو أهل الرض؟ أهل السماء لن أهل الرض لم يكونوا موجودين أصلً ،قبل أن خلق آدم فبدأ أو ً
ن ( )20النبياء) (فَإِنِ ا ْ
س َت ْكبَرُوا سبّحُونَ الّليْلَ وَال ّنهَارَ لَا يَ ْفتُرُو َ
ن يُ َ
ن الّليْلَ وَال ّنهَارَ لَا يَ ْفتُرُو َ
سبّحُو َبمن هو أسبق تسبيحا ،بمن هو أدوم تسبيحا (يُ َ
ن ( )38فصلت) فبدأ بأهل السماء لنهم أسبق في التسبيح قبل خلق آدم ولنهم أدوم سبّحُونَ لَ ُه بِالّليْلِ وَالنّهَارِ وَهُمْ لَا يَسَْأمُو َ
ك يُ َ
ن عِندَ َرّب َ
فَاّلذِي َ
تسبيحا ،أدوم في هذه العبادة.
آية (:)4
*ما الفرق بين استعمال يشاقّ ويشاقق؟
د.فاضل السامرائى :
حيث ورد ذكر الرسول صلى ال عليه وسلم يُفكّ الدغام (يشاقق) كما في قوله تعالى ( ذَِلكَ بَِأّنهُمْ شَآقّواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ َومَن يُشَاقِقِ اللّ َه
ن نُوَلّ ِه مَا سبِيلِ ا ْلمُ ْؤ ِمنِي َ ب { }13النفال) وقوله تعالى ( َومَن يُشَاقِقِ الرّسُولَ مِن َبعْ ِد مَا َت َبيّنَ لَهُ ا ْل ُهدَى َو َيّتبِعْ َ
غيْرَ َ شدِيدُ ا ْلعِقَا ِ
َورَسُولَ ُه َفإِنّ اللّهَ َ
ك بَِأّنهُمْ شَاقّوا اللّهَ َورَسُولَهُ ت مَصِيرا { }115النساء) وحيث أُفرِد ال تعالى تستخدم (يشاقّ) كما في قوله تعالى ( ذَِل َ ج َهنّمَ َوسَاء ْتَوَلّى َونُصْلِهِ َ
ب { }4الحشر).شدِيدُ ا ْل ِعقَا ِ
َومَن يُشَاقّ اللّ َه فَإِنّ اللّ َه َ
د.حسام النعيمى :
كلمة يشاقق هي فعل مضارع لما تكون مجزومة ُفكّ إدغامها ،شاقّّه يشاقّّه بالدغام ،لما يأتي الجزم للعرب لُغتان منهم من يُبقي الدغام
ويفتح للتقاء الساكنين ،تقول :تكلّم فلن فلم ير ّد عليه أحد (ي ُردّ مجزوم وعلمة جزمه السكون وقد ُفتِح للتقاء الساكنين لنه حوفظ على
الدغام) .و (لن ي ُردّ) تكون الصورة واحدة لكن في العراب اختلف وعلمة نصبه الفتحة( .لم ي ُردّ) علمة جزمه السكون وقد حُرّك بالكسر
للتخفيف للتقاء الساكنين ،الدال الولى ساكنة والدال الثانية المضمومة في يردّ صارت ساكنة فلما جُزِمت حذفت الضمة فصار ساكنان
ك الدغام) .وهما لغتان فصيحتان تكلم بهما القرآن .هنا ففتحت للتقاء الساكنين .بعض قبائل العرب تقول :تكلم فلن فلم يرُدد عليه أحد (ت ُف ّ
ب ( )4الحشر) أبقىشدِيدُ ا ْلعِقَا ِ
في الية (ومن يشاقق) فك الدغام .وعندنا في اليات (ذَِلكَ ِبَأنّهُ ْم شَاقّوا اللّهَ وَ َرسُولَ ُه َومَن يُشَاقّ اللّهَ فَإِنّ اللّ َه َ
الدغام .فالعلماء وقفوا لما يكون ذكر لسم الجللة وحده يبقى الدغام ،وقسم يقول إذا ذكر الرسول لن اللف واللم في الرسول طارئة
فهي على نية النفصال فيصير فك إدغام ،وبعض العلماء يقول :ل ،مع كلمة ال اللف واللم ثابتة فبقي الدغام .نقول ل ،المشاقّة هي أن
تكون في شق والثاني في شق ومع ال سبحانه وتعالى ل يمكن أن تكون في شق وال عز وجل في شق فأُبقي الدغام .وهذا جاء في القرآن
الكريم كله هكذا.
َ ك بأَنَّهم َ ُ
قّ ن يُ َ
شا ِ م ْ سول َ ُ
ه وَ َ وََر ُ شاقّوا الل ّ َ
ه ق) بالكسر في آية سورة الحشر(ذَل ِ َ ِ ُ ْ (يشاق ِ *لماذا جاءت
َّ َ َ َ
ب ( )4الحشر)؟ (د.فاضل السامرائى) ْ َ
شدِيد ُ العِقَا ِ ن الل ّ َ
ه ه فإ ِ ّ
الل َ
حرّك للتقائ الساكنين.
هذا الفعل مجزوم وعلمة جزمه السكون ُ
* مصصا الفرق بيصصن اسصصتعمال كلمتصصي عقاب وعذاب كمصصا وردتصصا فصصي القرآن الكريصصم؟(د.حسصصام
النعيمى)
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
هناك رأي لبعض العلماء أن هذه الكلمات هي من لهجات مختلفة فليس بينها فروق ويستدلون بكلمة السكين والمُدية .لكن التدقيق هو ليست
السماء فقط وإنما أحيانا الشتقاقات نجد تصرفا فيها فهذا يدعونا إلى التأمل في جميع اليات التي وردت فيها هذه اللفظة وننظر هل هي
موازية مقارنة للفظة الخرى؟ هل هناك فارق ولو دقيق؟ نجمع كل اليات التي فيها كلمة عقب ومشتقاتها عقاب وعاقبة وعوقب ومعاقبة
بكل إشتقاقاتها وكذلك كلمة عذّب عذاب يعذب معذب تعذيبا يعذبون .الذي وجدناه في هذا أن العقاب وما إشتق منه ورد في 64موضعا في
القرآن الكريم والعذاب وما إشتق منه ورد في 370موضعا .فلما نظرنا في اليات جميعا آية آية وماذا فيها وجدنا أن هناك تناسبا بين
الصوت والمعنى :هو العذاب عقاب والعقاب عذاب أنت عندما تعاقب إنسانا تعذّبه بمعاقبته والعذاب نوع من العقوبة أنك تعذّب إنسانا كأنك
تعاقبه .لكن يلفت النظر أن الثلثي هو (ع-ذ-ب) و(ع-ق-ب) إذن العين والباء مشتركة ويبقى الذال والقاف .لحظ لما نأخذ الفعل عقب
كيف ننطق القاف؟ لن القاف يسمونه في الدراسات الحديثة إنفجاري والقدامى يسمونه شديدا يعني يُولد بإنطباق يعقبه إنفصال مفاجيء مثل
الباء ،بينما الذال المشددة فيها رخاوة وفيها طول .من هنا وجدنا أن كلمة العقاب تكون للشيء السريع والسريع يكون في الدنيا لن القاف
أسرع .والذال فيها إمتداد ،هذا المتداد يكون في الدنيا والخرة ،العذاب يأتي في الدنيا ويأتي في الخرة .عندما نأتي إلى اليات نجدها
تتحدث عن عقوبة للمشركين في الدنيا يسميه عذابا وفي الخرة يسميه عذابا ول يسميه عقابا في الخرة ل يسميه عقابا (فعاقبهم ال كذا
بإدخالهم النار) ل يوجد (فعذبهم بدخول النار) .أما العقاب ففي الدنيا .هذا من خلل النظر في جميع اليات لكن هناك نظرية تحتاج لتنبيه أنه
لما يأتي الوصف ل عز وجل ل يكون مؤقتا ل بدنيا ول بآخرة فلما يقول( :وال شديد العقاب) هذه صفة ثابتة عامة يعني هذه صفته سبحانه
لكن لما يستعمل كلمة العقاب مع البشر يستعملها في الدنيا لم تستعمل في الخرة .كذلك العذاب إستعملها للعذاب في الدنيا وفي الخرة
وإستعملها (وأن ال شديد العذاب) لن العقاب فيه سرعة وردت في القرآن (إن ربك سريع العقاب) وليس في القرآن سريع العذاب .لذلك
نقول هذه اللغة لغة سامية ينبغي أن تُعطى حقها فل يجوز التنصّل عنها وهي بهذه الروعة وهذا السمو أن الحرف الواحد بتغير صوته تغير
المعنى مع أن المعنى متقارب.
بعض اليات التي تؤكد هذا الذي بيّناه:
العقاب( :إن ربك سريع العقاب وَِإنّهُ َلغَفُورٌ رَحِي ٌم ( )165النعام) وصف ل سبحانه وتعالى لكن لم يصف نفسه جلّت قدرته بأنه سريع
ل آيات العقاب منها (ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بُغي عليه لينصرنه ال ( )60الحج) عاقب وعوقب في الدنيا( ،إن العذاب .نجد مث ً
ال شديد العقاب ( )2المائدة) صفة عامة( ،العاقبة) النتيجة لنها مأخوذة من عقب القدم هو مؤخر القدم ولذلك يقولون :نكص على عقبيه.
فاستعمل العاقبة وليس العقاب ،العاقبة إستعملها للخير وللشر بينما العقاب ل يستعمل إل للشر .إستعمل العاقبة للخير لنها بمعنى نتيجة العمل
يعني ما يعقب العمل ،بدل ما يقول :ما يعقب عملك يكون كذا قال :عاقبة عملك .هي تحمل ما يكون عقب الشيء لن إرتبطت بعقب القدم.
عاقبة هذا العمل بمعنى ما يعقبه ،ما يأتي بعده قد يكون خيرا وقد يكون شرا .ولذلك إستعمل العاقبة في 32موضعا في القرآن كله بهذا
ن عَا ِقبَةُ ا ْل ُمكَ ّذبِينَ ( )137آل عمران) هذا في الدنيا ،لكن في الخرة ف كَا َ ض فَانْظُروا َكيْ َ ن فَسِيرُوا فِي ا ْلأَرْ ِ سنَ ٌت مِنْ َقبِْلكُمْ ُ الحصاء (قَدْ خََل ْ
ل مُوسَى ِلقَ ْومِهِ (فكان عاقبتهما أنها في النار خالدين فيها ( )17الحشر) نتيجة العمل لن الكلم على ما يعقب العمل ،خير في الدنيا (قَا َ
عبَادِهِ وَا ْلعَا ِقبَةُ لِ ْل ُمتّقِينَ ()128العراف) النتيجة التي تعقب هذا العمل هي ن ِ صبِرُوا إِنّ ا ْلأَ ْرضَ لِلّ ِه يُو ِرُثهَا مَنْ يَشَا ُء مِ ْ س َتعِينُوا بِاللّهِ وَا ْ
اْ
ن نَرْ ُز ُقكَ وَا ْلعَا ِقبَةُ لِلتّقْوَى ( )132طه). ك رِ ْزقًا نَحْ ُ طبِ ْر عََل ْيهَا لَا نَسْأَُل َك بِالصّلَا ِة وَاصْ َ للمتقين .و(وَ ْأمُرْ أَهَْل َ
ن ( )5النمل) عذاب دنيوي (َلهُ ْم فِي الدّ ْنيَا سرُو َ العذاب :الفعل عذّب والعذاب في الدنيا (أُوَل ِئكَ اّلذِينَ َلهُمْ سُوءُ ا ْل َعذَابِ وَ ُه ْم فِي ا ْلآَخِ َر ِة هُمُ ا ْلأَخْ َ
خِزْيٌ) ،وفي الخرة (ولهم في الخرة عذاب عظيم ( )114البقرة) ،وجاء بها بمعنى العقاب (وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين) هذه عقوبة
سمّاه عذابا ما يدل على أن العذاب أوسع من العقاب لنه يستعمل دنيا وآخرة ويستعمل بمكان العقاب.
ظنّوا َأّنهُمْ مَا ِنعَ ُتهُمْخرُجُوا َو َ ن يَ ْظ َننْتُمْ أَ ْ
ن دِيَارِهِمْ ِلأَوّلِ ا ْلحَشْ ِر مَا َ ب مِ ْن كَفَرُوا مِنْ أَ ْهلِ ا ْل ِكتَا ِ الية في سورة الحشر (هُوَ اّلذِي َأخْ َرجَ اّلذِي َ
عتَبِرُوا يَا أُولِي الَْأبْصَارِ ن ُبيُوتَهُ ْم بَِأ ْيدِيهِمْ َوَأيْدِي ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ فَا ْ
ب يُخْ ِربُو َف فِي قُلُو ِبهِمُ الرّعْ َ سبُوا َو َقذَ َ حتَ ِ
حيْثُ َل ْم يَ ْ حُصُو ُنهُ ْم مِنَ اللّ ِه فََأتَاهُمُ اللّ ُه مِنْ َ
ن يُشَاقّ اللّ َه َفإِنّ اللّهَ ك بَِأّنهُمْ شَاقّوا اللّهَ َورَسُولَهُ َومَ ْ عذَابُ النّارِ ( )3ذَِل َ خرَ ِة َ
ب اللّ ُه عََل ْيهِمُ الْجَلَا َء َل َع ّذ َبهُمْ فِي ال ّدنْيَا وََل ُه ْم فِي ا ْلآَ ِ( )2وَلَوْلَا أَنْ َكتَ َ
شدِيدُ ا ْل ِعقَابِ ( ))4الجلء لم يسمّه عذابا ،أخرجهم لكنه عقاب على عمل أرادوا القيام به لنهم نكثوا عهدهم مع رسول ال فإذن يستحقون َ
العقاب على النكث لنهم أرادوا أن يقتلوا الرسول ومن معه لما ذهب إليهم في قصة بني النضير وهي معروفة( .لعذّبهم في الدنيا) (ولهم
في الخرة عذاب النار) (العقاب) هذا الذي فعله بهم عقاب شديد كان أن يخربوا بيوتهم بأيديهم وأن يغادروا بيوتهم لن صار الرجل منهم
يخرب بيته ليأخذ الخشب.
آية (:)7
* ما دللة كتابة كلمة (لكي ل) منفصلة مرة و(لكيل) موصولة مرة أخرى؟(د.فاضل السامرائى)
ل لكن يبدو في هذا الرسم ملحظ بياني وال أعلم في أكثر من موطن .فمرة تكتب (لكي ل) مفصولة أولً خط المصحف ل يقاس عليه أص ً
ومرة (لكيل) موصولة .وأقول أن هذا ليس فقط للخط وإنما لمر بياني هو كما ذكرنا سابقا عن الفرق بين من بعد علم وبعد علم وقلنا أن
(من) هي ابتداء الغاية أما بعد علم فقد يكون هناك فاصل بين هذا وذاك وذكرنا أمثلة (من فوقها) أي مباشرة وملمسة لها أما فوقها فل
تقتضي الملمسة بالضرورة .فمن حيث المعنى (وقالوا قلوبنا في أكنة) مباشرة يشمل كل المسافة بينهما ولو قال بيننا لما أفادت نفس المعنى,
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
وقوله تعالى (وجعلنا من بين أيديهم سدا) بل فاصلة .لكي ل يعلم بعد علم تحتمل الزمن الطويل والوصل أما قوله لكي ل يعلم من بعد علم
فهي مباشرة بعد العلم فلمّا احتمل الفاصل فصل (لكي ل) وعندما وصل بينهما وصل (لكيل).
جكَ وَاتّقِ اللّهَ ك عََل ْيكَ زَ ْو َ س ْعَليْهِ َأمْ ِ
وفي القرآن الكريم أمثلة على مثل هذا كما في آية سورة الحزاب ( َوِإذْ تَقُولُ لِّلذِي َأ ْنعَمَ اللّ ُه عََليْهِ وََأ ْن َعمْتَ َ
ج فِي جنَا َكهَا ِلكَيْ لَا َيكُونَ عَلَى ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ حَ َر ٌ طرًا زَوّ ْ ن تَخْشَا ُه فََلمّا َقضَى َز ْيدٌ ِم ْنهَا وَ َ ك مَا اللّ ُه ُم ْبدِيهِ َوتَخْشَى النّاسَ وَاللّهُ َأحَقّ أَ ْ سَخفِي فِي نَفْ ِ َوتُ ْ
عيَا ِئهِمْ ِإذَا قَضَوْا ِم ْنهُنّ َوطَرًا َوكَانَ َأ ْمرُ اللّ ِه مَ ْفعُولًا ( ))37كتبت لكي ل منفصلة لنه ل يحلّ الزواج بامرأة أخرى إل بعد انفصالها ج َأدْ ِ
َأزْوَا ِ
عن زوجها الول وقضاء العدّة فل يصح إذن الزواج بها إل بعد النفصال فجاء رسم (لكي ل) منفصلً.
عمّا ِتكَت َع ّمكَ َو َبنَا ِ ت َت َيمِي ُنكَ ِممّا َأفَاءَ اللّ ُه عََل ْيكَ َو َبنَا ِ جكَ اللّاتِي َآ َتيْتَ أُجُورَهُنّ َومَا مََلكَ ْ وفي آية أخرى (يَا َأّيهَا ال ّنبِيّ ِإنّا أَحَْل ْلنَا َلكَ أَزْوَا َ
ك مِنْ دُونِ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ حهَا خَالِصَةً َل َ س َتنْكِ َ
ن يَ ْ
سهَا لِل ّنبِيّ إِنْ أَرَا َد ال ّنبِيّ أَ ْ
ت نَ ْف َ
ن َم َعكَ وَامْ َرأَ ًة مُ ْؤ ِمنَةً إِنْ وَ َهبَ َْو َبنَاتِ خَاِلكَ َوبَنَاتِ خَالَا ِتكَ اللّاتِي هَاجَرْ َ
غفُورًا رَحِيمًا ( )50الحزاب) ليس في الية جهِمْ َومَا مََلكَتْ َأ ْيمَا ُنهُ ْم ِل َكيْلَا َيكُونَ عََل ْيكَ حَ َرجٌ َوكَانَ اللّ ُه َ ضنَا عََل ْيهِ ْم فِي أَزْوَا ِ َق ْد عَِل ْمنَا مَا فَرَ ْ
انفصال فالكلم عن أزواج الرسول وهنا التصال قائم فالنسان مع زوجته في اتصال قائم وليس هناك فصل لذا جاءت (لكيل) متصلة.
ن دُولَةً َبيْنَل كَيْ لَا َيكُو َ سبِي ِ
ل الْقُرَى فَلِلّهِ وَلِلرّسُولِ وَِلذِي الْ ُق ْربَى وَا ْل َيتَامَى وَا ْلمَسَاكِينِ وَابْنِ ال ّ وفي آية أخرى (مَا َأفَاءَ اللّ ُه عَلَى رَسُولِ ِه مِنْ أَهْ ِ
ب ( )7الحشر) فصل (لكي ل) هنا لنه يريد أن شدِيدُ ا ْل ِعقَا ِ
عنْ ُه فَا ْن َتهُوا وَاتّقُوا اللّهَ إِنّ اللّهَ َ خذُوهُ َومَا َنهَاكُ ْم َ ل فَ ُ
غ ِنيَا ِء ِم ْنكُمْ َومَا َآتَا ُكمُ الرّسُو ُ
الْأَ ْ
يفصل الموال لنها ل ينبغي أن تبقى دُولة بين الغنياء وإنما يجب أن تتسع الموال لتشكل الفقراء فاقتضى الفصل في رسم (لكي ل) في
هذه الية.
وهذا المر نقول أنه من باب الجواز فهو جائز أن تكتب لكيل متصلة أو منفصلة (لكي ل) لكنها تُرسم أيضا بما يتناسب مع الناحية البيانية
والبلغية بحيث تتناسب مع الحكام.
آية (:)11
خوانِه م الَّذي ن كَفَروا م َ َ َ
نب لَئ ِ ْ
ل الْكِتَا ِ ن أه ْ ُِ َ ِ ْ ِ َ ن ِل ِ ْ َ ِ ُ ن نَافَقُوا يَقُولُو َم ت َر إِلَى ال ّذِي َ
*في سورة الحشر (أل َ ْ
َ ن معك ُم وَل نطيع فيك ُ َ أُ ْ
م لَكَاذِبُو َ
ن شهَد ُ إِنَّهُ ْ م وَالل ّ ُ
ه يَ ْ صَرنَّك ُ ْ
م لَنَن ُ
حدًا أبَدًا وَإِن قُوتِلْت ُ ْ
مأ َ ج َّ َ َ ْ َ ُ ِ ُ ِ ْ م لَن َ ْ
خُر َ جت ُ ْ
خرِ ْ
( ))11ما الفرق بين لئن أخرجتم وإن قوتلتم؟(د.فاضل السامرائى)
جتُمْ) موطئة للقسم( ،وَإِن قُوتِ ْلتُمْ) ل وجود لللم ،لئن أخرجتم لم القسم ولنخرجن معكم جواب القسم ،أيها القوى (لئن) خرِ ْ
اللم في (َلئِنْ أُ ْ
ن َم َعكُمْ) هذه حالة و(وَإِن قُوتِ ْلتُمْ َلنَنصُ َرّنكُمْ) هذه حالة أخرى أقل إذن
خرُجَ ّ
جتُمْ َلنَ ْ
خرِ ْ
باللم أو بدون لم؟ باللم ،لم القسم أقوى .إذن (َلئِنْ أُ ْ
ن َم َعكُمْ) فيها توكيد
خرُجَ ّ
جتُمْ َلنَ ْ
خرِ ْ
الولى أقوى .هذا حكم نحوي ،واحدة فيها لم القسم والخرى ليس فيها .المنافقين في الخراج قالوا (َلئِنْ أُ ْ
أما في القتال ليس فيها توكيد فصار التوكيد أقل (وَإِن قُوتِ ْلتُمْ َلنَنصُ َرّنكُمْ) القتال ليس بمنزلة الخراج فأكدوا في الخروج ولم يؤكدوا في القتال،
لسان حال المنافقين أنهم يخافون على أنفسهم.
آية (:)12
ن قُوتِلُوا َل
م وَلَئ ِصصص ْ
معَهُصصص ْ
ن َ
جو َ صص جوا َل ي َ ْ
خُر ُ ن أُ ْ
خرِ ُ صصي قوله تعالى (لَئ ِصصص ْ * لماذا جاء جواب الشرط فص
َ ُ
ن ( ))12في سوة الحشر مرفوعاً؟(د.فاضل صُرو َم َل يُن ْ َ
ن اْلدْبَاَر ث ُ َّ
م لَيُوَل ّ َّ
صُروهُ ْ م َولَئ ِ ْ
ن نَ َ صُرونَهُ ْ
يَن ْ ُ
السامرائى)
أولً هذا ليس جوابا للشرط وإنما هو واقع في جواب القسم .والقاعدة تقول إنه إذا اجتمع القسم والشرط فالجواب للسابق منهما فإن تقدّمه ما
يحتاج إلى خبر فأنت مخيّر كأن نقول "أنت وال إن فعلت كذا" .وفي هذه الية القسم سابق للشرط فل يمكن أن يكون (ل يخرجون) جوابا
للشرط وإنما هو جواب القسم فل بد من الرفع وهو مرفوع بثبوت النون لنه من الفعال الخمسة.
س َتهْ ِزئُونَ ( )65التوبة) ليقولن جواب قسم
ب قُلْ َأبِاللّهِ َوَآيَاتِهِ َورَسُولِ ِه ُك ْنتُ ْم تَ ْ
سأَ ْل َتهُمْ َليَقُولُنّ ِإّنمَا ُكنّا نَخُوضُ َونَ ْلعَ ُ
وكذلك في قوله تعالى (وََلئِنْ َ
صرُو َنهُمْ).
ن قُوتِلُوا لَا يَنْ ُ
وليس جواب شرط .وفي قوله تعالى (وََلئِ ْ
آية (:)18
*ختمصت اليصة بقوله تعالى (والله بمصا تعملون خصبير) فمصا اللمسصة البيانيصة فصي تقديصم العمصل على
الخصبرة هنصا علما ً أنصي فصي آيات أخرى يقدم الخصبرة على العمصل (خصبير بمصا تعملون)؟ (د.فاضصل
السامرائى)
تكلمنا سابقا عن بما تعملون بصير وبصير بما تعملون .بالنسبة لهذه الية واضحة لن الكلم على هؤلء ،على عمل هؤلء من النفاق
والقتال فقدم العمل لكن نقول أمرا في العمل والخبرة :يقدم العمل على الخبرة أو الخبرة على العمل بحسب ما يقتضيه المقام :فإذا كان السياق
في عمل النسان وليس في النسان ،في عمل النسان -وهناك فرق بين الكلم على النسان عموما وعمل النسان -قدّم العمل ،هذا أمر.
وإذا كان السياق في غير العمل ويتكلم عن النسان في غير عمل كالقلب أو السياق في أمور قلبية أو في صفات ال عز وجل يقدم صفة
الخبير على العمل ،هذا خط عام .إذا كان السياق في عمل النسان يقدم العمل (وال بما تعملون خبير) يقدم العمل على الخبرة وإذا كان
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
ل مَا يَشَاءُ {س}( .))18أما عندما يستعمل (ما) فإنه يعطف عليها ما يعقل (ول يسجد ..دابة والملئكة) وهو خط ن ُمكْرِمٍ إِنّ اللّ َه يَ ْفعَ ُ َفمَا لَ ُه مِ ْ
بياني لم يتخلف في القرآن أبدا والحكمة البيانية منه الجمع.
يءٍ إِلّا
ن مِنْ شَ ْ
سبْعُ وَالَْأرْضُ َومَنْ فِيهِنّ وَإِ ْ سمَوَاتُ ال ّ سبّحُ لَهُ ال ّ
وكذلك استعمال من مع فعل يسبّح كما في قوله تعالى في سورة السراء (تُ َ
سمَاوَاتِ وَا ْلأَرْضِ ن فِي ال ّ سبّحُ لَ ُه مَ ْ غفُورًا ( ))44وفي سورة النور (أَلَ ْم تَرَ أَ ّ
ن اللّ َه يُ َ حهُمْ ِإنّ ُه كَانَ حَلِيمًا َ سبِي َ
ن تَ ْ ح ْمدِهِ وََلكِنْ لَا تَفْ َقهُو َ
ح بِ َ
سبّ ُيُ َ
ن ( .))41واستعمال (ما) كما في قوله تعالى في سورة الحشر (هُوَ اللّهُ سبِيحَهُ وَاللّ ُه عَلِي ٌم ِبمَا يَ ْفعَلُو َ
ت كُلّ َق ْد عَلِ َم صَلَاتَهُ َوتَ ْ طيْرُ صَافّا ٍ وَال ّ
حكِي ُم ( ))24وسورة الجمعة ( )1وسورة التغابن سمَاوَاتِ وَالَْأرْضِ وَهُ َو ا ْلعَزِيزُ الْ َ
سبّحُ لَهُ مَا فِي ال ّ سنَى يُ َسمَاءُ ا ْلحُ ْصوّرُ لَهُ ا ْلأَ ْ الْخَالِقُ ا ْلبَارِئُ ا ْلمُ َ
( )1وسورة الحديد ( )1والحكمة البيانية من ذلك جمع كل شيء.
****تناسب فاتحة سورة الحشر مع خاتمتها****
سنَى
سمَاءُ ا ْلحُ ْ حكِي ُم ( ))1وآخرها (هُوَ اللّ ُه الْخَالِقُ ا ْلبَارِ ُ
ئ ا ْلمُصَوّرُ لَ ُه الْأَ ْ سمَاوَاتِ َومَا فِي ا ْلأَ ْرضِ وَهُوَ ا ْلعَزِيزُ ا ْل َ سبّحَ ِللّ ِه مَا فِي ال ّ
تبدأ بقوله ( َ
حكِيمُ ( ))24نفسها بإضافة أسماء ال الحسنى. سمَاوَاتِ وَا ْلأَرْضِ وَ ُهوَ ا ْلعَزِيزُ ا ْل َ
سبّحُ لَ ُه مَا فِي ال ّ
يُ َ
*****تناسب خواتيم الحشر مع فواتح الممتحنة*****
ن ( )18وَلَا خبِي ٌر ِبمَا َتعْمَلُو َ س مَا قَ ّدمَتْ ِل َغدٍ وَاتّقُوا اللّهَ إِنّ اللّهَ َ خاطب المؤمنين في خواتيم الحشر (يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا اتّقُوا اللّهَ وَ ْل َتنْظُ ْر نَفْ ٌ
عدُ ّوكُمْ عدُوّي وَ َ خذُوا َ ن ( ))19وفي أوائل الممتحنة قال (يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا لَا تَتّ ِ ك هُمُ ا ْلفَاسِقُو َ سهُمْ أُوَل ِئ َ َتكُونُوا كَاّلذِينَ نَسُوا اللّ َه فََأنْسَاهُمْ َأنْ ُف َ
ق ( ))1كأنها استكمال لية الحشر ،هذه أوامر ونواهي وكأنها تكملة للية التي قبلها، َأوِْليَا َء تُ ْلقُونَ إَِل ْيهِ ْم بِا ْلمَ َودّةِ َو َقدْ كَ َفرُوا ِبمَا جَا َءكُ ْم مِنَ ا ْلحَ ّ
عدُ ّوكُمْ أَوِْليَاءَ) الخطاب في الممتحنة للمؤمنين بأل يتخذوا عدو ال عدُوّي وَ َ خذُوا َ إذن هي جملة استكمال للوامر( .يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا لَا َتتّ ِ
س مَا َق ّدمَتْ ِلغَدٍ وَاتّقُوا اللّهَ إِنّ اللّهَ وعدوهم الكافرين ولها سبب نزول ليس هذا وقت ذكره .قال تعالى (يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآمَنُوا اتّقُوا اللّهَ َو ْلتَنْظُ ْر َنفْ ٌ
ن ( ))19هذه أوامر وتوجيهات وأكمل في الممتحنة (يَا سقُو َسهُمْ أُوَل ِئكَ ُهمُ الْفَا ِ ن نَسُوا اللّ َه َفَأنْسَا ُهمْ َأنْفُ َ خبِي ٌر ِبمَا َت ْعمَلُونَ ( )18وَلَا َتكُونُوا كَاّلذِي َ َ
عدُوّي وَعَدُ ّوكُمْ َأوِْليَاءَ) كأنها في منظومة واحدة وخطاب مستمر واستكمال للوامر وكأنها تسير على نسق خطابي خذُوا َ َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا لَا َتتّ ِ
ن َيثْ َقفُوكُمْ صدُورِ ِه ْم مِنَ اللّ ِه ذَِلكَ بَِأّنهُ ْم قَوْ ٌم لَا يَ ْف َقهُونَ ( ))13وفي أوائل الممتحنة قال (إِ ْ شدّ رَ ْهبَ ًة فِي ُ واحد .في خواتيم الحشر قال (لََأ ْنتُمْ أَ َ
ن ( ))2يثقفوكم يعني يتغلبوا عليكم ،كأن الكلم واحد في اليتين. س َن َتهُ ْم بِالسّوءِ وَ َودّوا َلوْ َتكْ ُفرُو َ عدَاءً َو َيبْسُطُوا إَِل ْيكُمْ َأيْ ِد َيهُمْ وَأَلْ ِ َيكُونُوا َلكُمْ أَ ْ
صنَةٍ أَ ْو مِنْ وَرَاءِ ح ّ جمِيعًا إِلّا فِي ُقرًى مُ َ ن ( )13لَا يُقَاتِلُو َنكُمْ َ ك بَِأّنهُمْ َقوْمٌ لَا َيفْ َقهُو َ صدُورِهِ ْم مِنَ اللّ ِه ذَِل َ شدّ رَ ْهبَةً فِي ُ نلحظ في الحشر (َلَأنْتُمْ َأ َ
عدَا ًء َويَبْسُطُوا إَِل ْيكُمْ َأ ْيدِ َيهُمْ ن َيثْقَفُو ُكمْ َيكُونُوا َلكُمْ أَ ْ ن (( ))14إِ ْ شتّى ذَِلكَ بَِأّنهُ ْم قَوْ ٌم لَا َيعْقِلُو َ جمِيعًا َوقُلُوبُهُ ْم َ س ُبهُ ْم َ شدِيدٌ تَحْ َ سهُ ْم َبيْ َنهُمْ َ
جدُرٍ َبأْ ُ ُ
شتّى) هم ليسوا على جمِيعًا َوقُلُو ُبهُمْ َ ن ( )2الممتحنة) كأن الية استكمال لما قبلها والكلم واحد( .تَحْ َ
س ُبهُمْ َ س َن َتهُمْ بِالسّوءِ وَ َودّوا لَ ْو َتكْفُرُو َ َوأَلْ ِ
عدَاءً) في كل الحوال هم أعداء. ن َيثْقَفُو ُكمْ َيكُونُوا َلكُمْ أَ ْ قلب واحد في سورة الحشر لكن مع ذلك (إِ ْ
ن ( )18وَلَا َتكُونُوا كَاّلذِينَ خبِي ٌر ِبمَا َتعْمَلُو َ س مَا قَ ّدمَتْ ِل َغدٍ وَاتّقُوا اللّهَ إِنّ اللّهَ َ في أواخر الحشر قال (يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا اتّقُوا اللّهَ وَ ْل َتنْظُ ْر نَفْ ٌ
جنّ ِة هُمُ ا ْلفَائِزُونَ ( ))20وقال في ب الْ َ
صحَا ُ جنّةِ أَ ْ ب الْ َ صحَابُ النّارِ َوأَصْحَا ُ ستَوِي أَ ْ ن ( )19لَا يَ ْ ك هُمُ ا ْلفَاسِقُو َ سهُمْ أُوَل ِئ َ نَسُوا اللّ َه فََأنْسَاهُمْ َأنْ ُف َ
ل بَ ْي َنكُمْ وَاللّ ُه ِبمَا َت ْعمَلُونَ َبصِيرٌ ( .))3يوم القيامة يفصل بينكم – ل يستوي صُن َتنْ َف َعكُمْ أَرْحَا ُمكُمْ وَلَا أَوْلَا ُدكُ ْم يَوْ َم الْ ِقيَامَ ِة يَفْ ِ أوائل الممتحنة (لَ ْ
أصحاب النار واصحاب الجنة ،الكلم كله على يوم القيامة.
تم بحمد ال وفضله ترتيب هذه اللمسات البيانية في سورة الحشر كما تفضل بها الدكتور فاضل صالح السامرائي والدكتور حسام النعيمى
زادهما ال علما ونفع بهما السلم والمسلمين والخواطر القرآنية للستاذ عمرو خالد وقامت بنشرها أختنا الفاضلة سمرالرناؤوط فى موقعها
ل فمن ال وما كان من خطأٍ أوسه ٍو فمن نفسى ومن الشيطان. إسلميات جزاهم ال عنا خير الجزاء ..فما كان من فض ٍ
أسأل ال تعالى ان يتقبل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن ينفعنا بهذا العلم فى الدنيا والخرة ويلهمنا تدبر آيات كتابه العزيز والعمل به
على النحو الذى يرضيه وأن يغفر لنا وللمسلمين جميعا يوم تقوم الشهاد ول الحمد والمنة .وأسألكم دعوة صالحة بظهر الغيب عسى ال أن
يرزقنا حسن الخاتمة ويرزقنا صحبة نبيه الكريم فى الفردوس العلى.
الرجاء توزيع هذه الصفحات لتعم الفائدة إن شاء ال وجزى ال كل من يساهم في نشر هذه اللمسات خير الجزاء في الدنيا والخرة.