You are on page 1of 4

‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.

fr‬‬

‫الجزء الثامن والعشرون‬


‫(السور‪ :‬المجادلة‪ ،‬الحشر‪ ،‬الصفّ‪ ،‬الجمعة‪ ،‬الممتحنة‪ ،‬التغابن‪ ،‬الطلق‪ ،‬التحريم)‬
‫*هدف الجزء‪ :‬النتماء للسلم والتبرأ من المشركين والكفر*‬
‫كل السور في الجزء الثامن والعشرون تهدف إلى الدعوة للنتماء لللسلم والتبرأ من الكفر ومن المشركين فل بد يا من أيقنت وآمنت بالقرآن أن‬
‫تكون في حالة وحدة مع المؤمنين والنتماء هذا يبدأ بالسرة التي يجب أن تكون متماسكة وموحّدة‪ .‬يجب أن تشعر أن كيانك كلّه مرتبط بهذا الدين‬
‫فولئك وانتمائك ومناصرتك كلّه للمؤمنين وتتبرأ من كل شخص ل ينتمي لهذا الدين‪ .‬وقد سبقت لسور القرآن أن عرضت على المسلمين المنهج ثم‬
‫جاءت السور تؤكد أدوات المؤمن لحمل المنهج ثم جاء الختيار في الجزء السابق والن هذه السور تؤكد أنه ل بد من الحساس النتماء فل يكفي‬
‫للمسلم أن يؤدي عباداته كالصلة والزكاة‪ .‬ونستعرض السورة كل على حدة فكل منها تخدم جانبا من جوانب الهدف الرئيسي للجزء فالسور الربعة‬
‫الولى (المجادلة‪ ،‬الحشر‪ ،‬الصفّ‪ ،‬الجمعة) كلها تدعو للجتماع والوحدة والنتماء ودليل هذا النتماء هو ترابط المؤمنين ووحدتهم‪ .‬ثم تأتي سورة‬
‫الممتحنة التي فيها امتحان ايمان المسلم وتعطي نماذج عن أناس امتحنوا في إيمانهم وثم سورة المنافقين لن أكثر ما يضيّع وحدة الصف عند‬
‫المسلمين والنتماء لدينهم هو النفاق والمنافقين‪ .‬ثم تأتي مجموعة السور الخيرة (التغابن‪ ،‬الطلق‪ ،‬التحريم) كلها تركّز على الشواغل التي تمنع من‬
‫النتماء كالولد والذرية والبيوت‪.‬‬

‫سورة المجادلة‪:‬‬
‫*تناسب خواتيم الحديد مع فواتح المجادلة*‬
‫ل ا ْلعَظِي ِم (‪ ))29‬الفضل‬ ‫ن يَشَاءُ وَاللّ ُه ذُو ا ْلفَضْ ِ‬ ‫ل ِبيَدِ اللّ ِه يُ ْؤتِيهِ مَ ْ‬
‫ن فَضْلِ اللّهِ وَأَنّ الْ َفضْ َ‬ ‫شيْ ٍء مِ ْ‬ ‫في آخر الحديد (ِلئَلّا َيعْلَمَ أَهْلُ ا ْل ِكتَابِ أَلّا َي ْقدِرُونَ عَلَى َ‬
‫جهَا‬‫سمِعَ اللّ ُه قَوْلَ اّلتِي تُجَادُِلكَ فِي زَوْ ِ‬ ‫بيد ال ونلحظ في أول سورة المجادلة أنه تعالى سمع للمرأة التي تجادل في زوجها وتشتكي إلى ال ( َقدْ َ‬
‫سمِي ٌع بَصِي ٌر (‪ ))1‬فال سبحانه وتعالى الذي سمع للمرأة وحفظها من الضياع (وهي خولة بنت ثعلبة‬ ‫سمَعُ َتحَا ُو َر ُكمَا إِنّ اللّهَ َ‬ ‫ش َتكِي إِلَى اللّهِ وَاللّ ُه يَ ْ‬ ‫َوتَ ْ‬
‫مع زوجها أوس بن الصامت) أليس هذا من فضل ال بهذه المرأة التي سمعها من فوق سبع سموات وحفظها من الضياع وحفظ المسلمين من أمثال‬
‫حمَةً وَرَ ْهبَا ِنيّةً ا ْب َتدَعُوهَا مَا َك َتبْنَاهَا عََل ْيهِمْ إِلّا‬
‫جعَ ْلنَا فِي قُلُوبِ اّلذِينَ ا ّت َبعُوهُ رَ ْأفَةً وَ َر ْ‬
‫هذه الحادثة؟ هذا أمر والمر الخر أنه ذكر في سورة الحديد (وَ َ‬
‫ن نِسَا ِئهِمْ‬ ‫ن مِ ْنكُ ْم مِ ْ‬
‫ن يُظَا ِهرُو َ‬ ‫ق رِعَا َي ِتهَا (‪ ))27‬وحالة الظهار هي من المور المبتدعة التي لم يكتبها ال تعالى (اّلذِي َ‬ ‫ن اللّ ِه َفمَا رَعَوْهَا حَ ّ‬ ‫ا ْب ِتغَا َء رِضْوَا ِ‬
‫ن ُم ْنكَرًا مِنَ الْقَ ْولِ وَزُورًا وَإِنّ اللّهَ َل َعفُ ّو غَفُورٌ (‪ ))2‬والظهار يعني يقول الرجل لزوجته أنت‬ ‫مَا هُنّ ُأ ّمهَا ِتهِمْ إِنْ ُأ ّمهَا ُتهُمْ إِلّا اللّائِي وََل ْد َنهُمْ وَِإّنهُمْ َليَقُولُو َ‬
‫ن ُمنْكَرًا مِنَ ا ْلقَوْلِ وَزُورًا) والرهبانية التي ابتدعوها (وَرَ ْهبَا ِنيّ ًة ا ْبتَدَعُوهَا مَا‬ ‫عليّ كظهر أمي فتحرُم عليه‪ ،‬أليس هذه من المبتدعات (وَِإّنهُمْ َليَقُولُو َ‬
‫َك َتبْنَاهَا عََل ْيهِمْ)؟! هذا ابتداع وهذا ابتداع‪ ،‬كلهما بدعة‪.‬‬
‫**هدف السورة**‬
‫تفصّل الولء للمؤمنين والنتماء للدين والتبرأ من المعادين للدين‪ .‬وقضية السرة مهمة للغاية لن ترابط المجتمع يبدأ من ترابط السرة‪ .‬وكأن‬
‫هذه السورة هي مفتاح باقي السور في الجزء ففيها موضوع النتماء والتبرأ‪ ،‬وباقي السور تأتي لتشرح هذا المبدأ‪.‬‬
‫سمِيعٌ بَصِيرٌ) آية ‪ 1‬بقضية السرة من حادثة‬ ‫سمَ ُع تَحَاوُ َر ُكمَا إِنّ اللّ َه َ‬ ‫ش َتكِي إِلَى اللّهِ وَاللّ ُه يَ ْ‬ ‫جهَا َوتَ ْ‬
‫سمِعَ اللّ ُه قَوْلَ اّلتِي تُجَادُِلكَ فِي زَوْ ِ‬ ‫تبدأ السورة ( َقدْ َ‬
‫خولة بنت ثعلبة التي ظاهر منها زوجها وجاءت تشتكي إلى النبي حتى أنزل ال تعالى الوحي بهذه السورة وفرّج كربتها وأنزك كفّارة الظهار‪.‬‬
‫وهذا يدل على كرامة المرأة في السلم والحرص على حقها‪ .‬والمرأة عندما تتيقن أن هذا الدين ينصفها ويعطيها حقها تربي أسرتها على مبادىء‬
‫هذا الدين وعلى الوحدة‪ .‬ومن اللفت أن هذا الجزء (‪ )28‬إبتدأ بقصة امرأة وانتهى بذكر نماذج نسائية في آخر سورة التحريم (امرأة فرعون ومريم‬
‫بنت عمران)‪ .‬تماما كما جاءت سورة كاملة باسم النساء وهذا حجة ودليل على من يدّعون أن السلم أبخس المرأة حقها في المجتمع‪.‬‬
‫شيْطَانُ َفأَنسَا ُه ْم ذِكْرَ اللّهِ أُوَْل ِئكَ‬ ‫ستَحْ َو َذ عََل ْيهِمُ ال ّ‬
‫ثم تأتي اليات في ختام السورة تبين الفرق بين من يتبع حزب الشيطان ومن يكون في حزب ال (ا ْ‬
‫خ ِر يُوَادّونَ مَنْ حَادّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلَ ْو كَانُوا‬ ‫ن هُ ُم الْخَاسِرُونَ) آية ‪ 19‬و (لَا تَ ِ‬
‫ج ُد قَ ْومًا يُ ْؤ ِمنُونَ بِاللّهِ وَا ْليَوْمِ الْآ ِ‬ ‫شيْطَا ِ‬‫حزْبَ ال ّ‬ ‫شيْطَانِ َألَا إِنّ ِ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫حِزْ ُ‬
‫ح ِتهَا ا ْلَأ ْنهَارُ خَاِلدِينَ فِيهَا‬
‫ت تَجْرِي مِن تَ ْ‬ ‫جنّا ٍ‬‫ب فِي قُلُو ِبهِمُ الْإِيمَانَ وََأّيدَهُم بِرُوحٍ ّمنْهُ َوُيدْخُِلهُمْ َ‬ ‫ك كَتَ َ‬ ‫آبَاءهُ ْم أَوْ َأ ْبنَاء ُهمْ أَوْ إِخْوَا َنهُمْ أَ ْو عَشِي َر َتهُمْ أُوَْل ِئ َ‬
‫ن ) آية ‪.22‬‬ ‫ب اللّ ِه هُمُ ا ْل ُمفْلِحُو َ‬
‫ن حِزْ َ‬ ‫حزْبُ اللّهِ أَلَا إِ ّ‬ ‫عنْهُ أُ ْوَل ِئكَ ِ‬
‫ع ْنهُمْ وَرَضُوا َ‬ ‫ي اللّ ُه َ‬ ‫رَضِ َ‬
‫وفي الختام آية مهمة تبيّن حقيقة الحب في ال والبغض في ال الذي هو أصل اليمان ول بد في اكتمال الدين من معاداة أعداء ال‪ ،‬فالمنتمي لهذ‬
‫الدين ل يمكن أن يوا ّد من حارب ال ورسوله أبدا‪.‬‬
‫***من اللمسات البيانية فى سورة المجادلة***‬
‫*ما اللمسة البيانية في تكرار لفظ الجللة الله في كل آية من آيات سورة المجادلة؟(د‪.‬فاضل‬
‫السامرائى)‬
‫في كل آية من آيات سورة المجادلة ورد فيها ذكر لفظ ال بل استثناء وهناك سور أطول من المجادلة لم يرد فيها ذكر ال مثل سورة القلم‪ ،‬سورة‬
‫القيامة‪ ،‬سورة المرسلت‪ ،‬سورة النبأ‪ ،‬سورة عبس وهي تتعلق بالسياق الموجود‪ .‬في سورة المجادلة يذكر في كل آية ما يتعلق بال إسنادا أو صفة‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫سمِعَ اللّ ُه قَوْلَ اّلتِي‬


‫أو شيء فيقتضي ذكرها وإذا لم يذكر هذا الشيء ل يحتاج كما في سور متعددة أطول من المجادلة لم يذكر فيها إسم ال‪َ ( .‬قدْ َ‬
‫غفُو ٌر (‪ ))2‬ذكر ما يتعلق بال تعلقا أو إسنادا أو صفة يذكر لفظ ال وآيات المجادلة كلها تتعلق بال إما‬ ‫جهَا (‪( ))1‬وَإِنّ اللّهَ َلعَ ُفوّ َ‬
‫تُجَادُِلكَ فِي زَوْ ِ‬
‫إسنادا أو تعلقا‪.‬‬
‫آية (‪:)1‬‬
‫جهََا (‪ )1‬المجادلة) والبعَل (وَبُعُولَتُهَُ َّ‬ ‫جادِل َُ َ‬ ‫ََّ َ َ َ‬
‫ن‬ ‫زو ِ‬
‫ك فَِي َ ْ‬ ‫ل ال ّت َِي ت ُ َ‬‫ه قوْ‬
‫ع الل ُ‬
‫م َ‬ ‫*مَا الفرق بيَن الزوج (قَد ْ َ‬
‫سَ ِ‬
‫ن ( ‪ )228‬البقرة)؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫حقُّ بَِر ِدّهِ َّ‬ ‫َ‬
‫أ َ‬
‫البعل هو الذكر من الزوجين ويقال زوج للنثى والذكر‪ .‬في الصل في اللغة البعل من الستعلء في اللغة يعني السيد القائم المالك الرئيس هو‬
‫ن (‪ )125‬الصافات) لنهم يعتبرونه‬ ‫حسَنَ الْخَالِقِي َ‬
‫البعل وهي عامة‪ .‬بعلُ المرأة سيّدها وسُميّ كل مستعل على غيره بعلً (َأ َتدْعُونَ َبعْلًا َو َتذَرُونَ أَ ْ‬
‫سيدهم المستعلي عليهم‪ .‬الرض المستعلية التي هي أعلى من غيرها تسمى بعلً والبعولة هو العلو والستعلء ومنها ُأخِذ البعل زوج المرأة لنه‬
‫سيدها ويصرف عليها والقائم عليها‪.‬‬
‫جنّ َة (‪ )35‬البقرة) الزوج يأتي من‬
‫جكَ الْ َ‬‫سكُنْ أَنتَ وَزَ ْو ُ‬ ‫الزوج هو للمواكبة ولذلك تطلق على الرجل والمرأة هي زوجه وهو زوجها ( َوقُ ْلنَا يَا آدَ ُم ا ْ‬
‫ن (‪ )22‬الصافات) أي أمثالهم نظراءهم‪( ،‬وآخر من شكله‬ ‫جهُمْ َومَا كَانُوا َي ْعبُدُو َ‬ ‫حشُرُوا اّلذِينَ ظََلمُوا وََأزْوَا َ‬
‫المماثلة سواء كانت النساء وغير النساء (ا ْ‬
‫ن (‪ )31‬النور) يُنظر به الشخص ول ينظر به المماثلة‬ ‫أزواج) أي ما يماثله‪ .‬البعل ل يقال للمرأة وإنما يقال لها زوج‪( .‬وَلَا ُيبْدِينَ زِي َن َتهُنّ إِلّا ِل ُبعُوَل ِتهِ ّ‬
‫ن (‪ )11‬التحريم) لم يقل زوج فرعون لنها ليست مماثلة له‪،‬‬ ‫ولذلك هم يقولون أنه ل يقال في القرآن زوجه إل إذا كانت مماثلة له قال (ِامْرَأَ َة فِرْعَوْ َ‬
‫امرأة لوط وامرأة نوح لنها مخالفة له‪ ،‬هو مسلم وهي كافرة‪ .‬لم يقل زوج وإنما ذكر الجنس (امرأة)‪ .‬لو قال زوج يكون فيها مماثلة حتى في سيدنا‬
‫إبراهيم لما المسألة تتعلق بالنجاب قال (وَامْرََأتُ ُه قَآ ِئمَةٌ (‪ )71‬هود) هذا يراد به الجنس وليس المماثلة‪ ،‬الزوج للماثلة والمرأة للجنس الرجل كرجل‬
‫والمرأة كامرأة‪.‬‬
‫سهِمْ َوأَزْوَاجُهُ ُأ ّمهَا ُتهُ ْم (‪ )6‬الحزاب) فيهن مماثلة لنهن على طريقه وهنّ جميعا مؤمنات وأزواجه في الدنيا أزواجه‬ ‫(ال ّنبِيّ أَوْلَى بِا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ مِنْ أَنفُ ِ‬
‫في الخرة‪.‬‬
‫آية (‪:)3‬‬
‫*ما الفرق بين فك رقبة وتحرير رقبة؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن مِن نّسَا ِئهِ ْم ثُ ّم َيعُودُونَ ِلمَا‬
‫تحرير رقبة تقال في الرّق والسترقاق وهذا غير موجود الن لذلك تحرير الرقبة لم يأتي إل في الفِداء (وَاّلذِينَ يُظَاهِرُو َ‬
‫قَالُوا َفتَحْرِي ُر َر َقبَةٍ (‪ )3‬المجادلة)‪ .‬فك رقبة يعني تخليصها من إعسار‪ ،‬من قَوَد‪ ،‬من أسر وغيره يعني فك عسرها أنت تفكها مما هي واقعة فيه‬
‫وهذه باقية إلى يوم الدين ( َفكّ َر َقبَةٍ (‪ )13‬البلد) أما تحرير رقبة فليست موجودة الن ول تأتي تحرير رقبة إل في الفداء وهي بمعنى العتق أما فك‬
‫رقبة تخليصها من عسرها إما من مغرمة أو عسر أو دين‪.‬‬
‫آية (‪:)12‬‬
‫*ما الفرق بين ذلك وذلكم في الستعمال القرآني ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫في أكثر من مناسبة ذكرنا شيئا من هذا‪ .‬طبعا الكاف في (ذلك) حرف خطاب وقلنا حرف الخطاب في ذلك وتلك وأولئك هذا قد يطابق المخاطب‬
‫ك المشار إليه واحد والمخاطبة امرأة وذلكما‬ ‫ذلك‪ ،‬ذلكما‪ ،‬ذلكنّ حسب المخاطبين المشار إليه‪ .‬ذلكَ المشار إليه واحد والمخاطَب واحد مفرد مذكر وذل ِ‬
‫ت فَذَِل ُكنّ‬‫ن المشار إليه واحد والمخاطب جماعة إناث (قَاَل ْ‬ ‫المشار إليه واحد والمخاطب اثنين وذلكم المشار إليه واحد والمخاطب جماعة ذكور وذلك ّ‬
‫جرَ ِة (‪ )22‬العراف) هي شجرة واحدة‬ ‫اّلذِي ُلمْ ُتّننِي فِيهِ (‪ )32‬يوسف) ل يدل على جمع المشار إليه وإنما أولئك‪ ،‬ذانك‪( .‬أَلَمْ َأ ْن َه ُكمَا عَن تِ ْل ُكمَا الشّ َ‬
‫والمخاطب اثنان والكاف هو حرف خطاب ليس ضمير خطاب‪ .‬حرف الخطاب في اسم الشارة فيه لغتان لغة أنه تجعل مطابقا للمخاطب إذا مفرد‬
‫أو مفردة أو مثنى أو جمع ذكور أو إناث ولك أن تجعله بلفظ واحد وهو الفراد والتذكير أيا كان المخاطَب مثل ذلك إذا كانوا أربعة أو خمسة‪ ،‬تلك‬
‫شجرة ذلكم كتاب‪ ،‬لك أن تقول ذلكم كتاب هذا ممكن وذلك كتاب هذا من حيث اللغة‪ .‬إذن فيها لغتان إما أن نجعل حرف الخطاب بصيغة التذكير أيا‬
‫كان المخطابين مفرد مذكر مؤنث جمع أو يطابق‪ ،‬فيها لغتين لكن يبقى كيف استعملها القرآن؟ مرة يستعملها مفرد ومرة يستعملها جمع‪ .‬في اللغة ل‬
‫يسأل عنها لنه كله جائز من حيث الحكم النحوي لكن نسأل من الناحية البيانية أحيانا يطابق وأحيانا يُفرِد‪ ،‬لماذا؟ هذا سؤال آخر‪ .‬هناك فرق بين‬
‫الحكم النحوي اللغوي والستخدام البياني لماذا استخدم هذا بيانيا؟ هنالك أسباب عدّة لهذا المر من جملتها أن يكون في مقام التوسع والطالة في‬
‫التعبير والمقام مقام توسع وتفصيل وإطالة فيأتي بالحرف مناسبا لن (ذلكم) أكثر من (ذلك) من حيث الحروف إذا كان المقام كله مقام إطالة يأتي‬
‫شيْءٍ‬ ‫ت كُلّ َ‬ ‫جنَا بِ ِه َنبَا َ‬
‫خرَ ْ‬
‫سمَاء مَاء فَأَ ْ‬ ‫ل مِنَ ال ّ‬ ‫بكل ما يفيد الطالة لغة وإذا كان في مقام اليجاز يأتي بكل ما في اليجاز لغة‪ ،‬مثال (وَ ُهوَ اّلذِيَ أَنزَ َ‬
‫غيْ َر ُمتَشَابِهٍ انظُرُواْ‬ ‫ش َت ِبهًا وَ َ‬
‫ن مُ ْ‬
‫عنَابٍ وَال ّز ْيتُونَ وَال ّرمّا َ‬‫ت مّنْ أَ ْ‬ ‫جنّا ٍ‬ ‫ن دَانِيَةٌ وَ َ‬ ‫ل مِن طَ ْل ِعهَا ِقنْوَا ٌ‬
‫حبّا ّمتَرَا ِكبًا َومِنَ النّخْ ِ‬
‫ج ِمنْهُ َ‬ ‫جنَا ِمنْهُ خَضِرًا نّخْرِ ُ‬ ‫َفأَخْ َر ْ‬
‫سخّرَ َلكُمُ الّليْلَ‬ ‫ن فِي ذَِلكُ ْم ليَاتٍ لّقَوْ ٍم يُ ْؤ ِمنُونَ)‪( ،‬وَ َ‬ ‫ِإلِى َثمَرِهِ ِإذَا َأ ْثمَرَ َو َي ْنعِهِ إِنّ فِي ذَِلكُمْ ليَاتٍ لّقَوْ ٍم يُ ْؤ ِمنُونَ (‪ )99‬النعام) فيها تفصيل فقال (إِ ّ‬
‫ن (‪ )12‬النحل) لن المقام مقام إيجاز‪ .‬صار توسع في المعنى لما عدّد‬ ‫ن فِي ذَِلكَ لَآيَاتٍ لّقَ ْومٍ َيعْ ِقلُو َ‬
‫ت بَِأمْ ِرهِ إِ ّ‬
‫شمْسَ وَا ْل َقمَرَ وَا ْلنّجُو ُم مُسَخّرَا ٌ‬
‫وَا ْلّنهَارَ وَال ّ‬
‫أشياء كثيرة إذن صار إطالة وتوسّع فجمع (ذلكم) حتى تتلءم مع ما قبلها‪ .‬وقد يكون في مقام التوكيد وما هو أقل توكيدا‪ :‬في مقام التوكيد يأتي بما‬
‫جهُنّ ِإذَا تَرَاضَوْ ْا َب ْينَهُم‬ ‫ن فَلَ َتعْضُلُوهُنّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَا َ‬ ‫هو أكثر توكيدا فيجمع وإذا كان أقل توكيدا يُفرِد‪ ،‬مثال‪( :‬وَِإذَا طَلّ ْقتُمُ النّسَاء َفبََلغْنَ أَجََلهُ ّ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ن (‪ )232‬البقرة) هذا حُكم في‬ ‫طهَرُ وَاللّ ُه َيعْلَمُ وَأَنتُ ْم لَ َتعَْلمُو َ‬ ‫ظ بِ ِه مَن كَانَ مِنكُ ْم يُ ْؤمِنُ بِاللّهِ وَا ْليَوْ ِم الخِ ِر ذَِلكُمْ أَ ْزكَى َل ُكمْ وَأَ ْ‬ ‫ف ذَِلكَ يُوعَ ُ‬
‫بِا ْل َمعْرُو ِ‬
‫جدُوا َفإِنّ اللّ َه غَفُورٌ رّحِي ٌم (‬
‫طهَ ُر فَإِن لّ ْم تَ ِ‬‫خيْرٌ ّلكُمْ َوأَ ْ‬‫ص َدقَةً ذَِلكَ َ‬ ‫ي نَجْوَاكُمْ َ‬ ‫ن يَدَ ْ‬
‫ل فَ َق ّدمُوا َبيْ َ‬
‫جيْتُ ُم الرّسُو َ‬‫الطلق قال (ذلكم)‪( ،‬يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُوا ِإذَا نَا َ‬
‫‪ )12‬المجادلة) قال (ذلك) الولى قال ذلكم وهذه قال ذلك‪ ،‬أيّ الحُكمين آكد وأدوم؟ الطلق آكد وأدوم لنه حكم عام إلى قيام الساعة يشمل جميع‬
‫المسلمين أما الية الثانية فهي للغنياء ثم ما لبث أيام قليلة ونسخ الحكم (فإذ لم تفعلوا وتاب ال عليكم ())‪ ،‬فالية الولى آكد والحكم فيها عام‬
‫مستمر أما الثانية فالحكم متعلق بجماعة من المسلمين ثم ألغي فالية الولى آكد فقال (ذلكم) ومع القل قال (ذلك)‪ .‬إذا كان عندنا مجموعتان إحداهما‬
‫طهَرُ) لمجموع المسلمين وهو‬ ‫أوسع من الخرى يستعمل للوسع ضمير الجمع وللقل ضمير الفراد‪ ،‬حتى لو رجعنا لليتين (ذَلِكُمْ َأ ْزكَى َلكُمْ وََأ ْ‬
‫ك (‪ )32‬القصص) المخاطب واحد وبرهانين‪ ،‬ذانك للمشار إليه هما برهانان‬ ‫ك بُرْهَانَانِ مِن ّرّب َ‬ ‫أكثر ومع القل قال (ذلك)‪ .‬القرآن استعمل ( َفذَانِ َ‬
‫والمخاطَب واحد والتعبير صحيح (ذانك) ول يمكن أن يقول ذلك‪( .‬ذانك) أصلها ذا إسم إشارة وأحيانا نلحق بها هاء التنبيه فيصير (هذا) للمذكر‬
‫وأحيانا نقول ذان‪ ،‬نقول هذا‪ ،‬هذان‪ ،‬وللخطاب نقول ذانك‪ .‬وإذا كان مؤنث (تانك) نقول هاتان‪( ،‬تانك) أصلها (تا) هذه أسماء الشارة للمؤنث (ذي‬
‫ي هَا َتيْنِ (‪ )27‬القصص) هاتان‪ :‬الهاء للتنبيه وتان إسم‬ ‫حدَى ا ْبنَتَ ّ‬ ‫حكَ إِ ْ‬ ‫وذه وتا وتي وته) (فالمذكر ذال والمؤنث كلها تان) (قَالَ ِإنّي ُأرِيدُ أَنْ أُنكِ َ‬
‫الشارة‪.‬‬
‫آية (‪:)13‬‬
‫* لماذا يرد فََََََََي القرآن أحيانا ً أطيعوا الله وأطيعوا الرسََََََََول وأحيانا ً أخرى يرد وأطيعوا الله‬
‫والرسول ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫في القرآن قاعدة عامة وهي أنه إذا لم يتكرر لفظ الطاعة فالسياق يكون ل وحده في آيات السورة ولم يجري ذكر الرسول في السياق أو أي‬
‫حمُونَ {‪ .)}132‬والمر الخر أنه إذا لم تكرر لفظ الطاعة فيكون قطعيا قد‬ ‫إشارة إليه كما جاء في سورة آل عمران ( َوأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرّسُولَ َلعَّلكُ ْم تُ ْر َ‬
‫ي ٍء فَ ُردّوهُ إِلَى‬ ‫عتُمْ فِي شَ ْ‬ ‫لمْرِ مِنكُ ْم َفإِن َتنَازَ ْ‬ ‫ن آ َمنُو ْا أَطِيعُواْ اللّهَ َوأَطِيعُواْ الرّسُولَ وَأُوْلِي ا َ‬ ‫ذُكر فيه الرسول في السياق كما في قوله تعالى (يَا َأيّهَا اّلذِي َ‬
‫حذَرُواْ َفإِن تَوَّل ْيتُمْ فَاعَْلمُواْ‬ ‫ل {‪ }59‬النساء) و( َوأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرّسُولَ وَا ْ‬ ‫ن تَأْوِي ً‬ ‫خيْرٌ َوأَحْسَ ُ‬‫خرِ ذَِلكَ َ‬ ‫ن بِاللّهِ وَا ْليَوْمِ ال ِ‬‫اللّهِ وَالرّسُولِ إِن كُنتُ ْم تُ ْؤمِنُو َ‬
‫ت ِبيْ ِنكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ‬ ‫ل فَاتّقُواْ اللّهَ وََأصْلِحُو ْا ذَا َ‬ ‫ل الَنفَالُ لِلّ ِه وَالرّسُو ِ‬ ‫ل قُ ِ‬ ‫ن الَنفَا ِ‬ ‫ك عَ ِ‬‫ن {‪ }92‬المائدة) و(يَسْأَلُو َن َ‬ ‫لغُ ا ْل ُمبِي ُ‬
‫َأّنمَا عَلَى رَسُوِلنَا ا ْلبَ َ‬
‫ل أَطِيعُوا اللّهَ َوأَطِيعُوا الرّسُولَ فَإِن‬ ‫ن {‪ }20‬النفال) و (قُ ْ‬ ‫س َمعُو َ‬
‫عنْهُ َوأَنتُ ْم تَ ْ‬
‫ن آ َمنُواْ َأطِيعُواْ اللّهَ وَ َرسُولَهُ َولَ تَوَلّوْا َ‬ ‫إِن كُنتُم مّ ْؤمِنِينَ {‪}1‬و يَا َأّيهَا اّلذِي َ‬
‫ن آ َمنُوا َأطِيعُوا اللّهَ‬ ‫حمّ ْلتُ ْم وَإِن تُطِيعُو ُه َت ْهتَدُوا َومَا عَلَى الرّسُولِ إِلّا ا ْلبَلَاغُ ا ْل ُمبِينُ {‪ }54‬النور) و(يَا َأّيهَا اّلذِي َ‬ ‫حمّلَ وَعََل ْيكُم مّا ُ‬ ‫تَوَلّوا َفِإّنمَا عََليْهِ مَا ُ‬
‫ت فَِإذْ لَ ْم تَ ْفعَلُوا َوتَابَ اللّ ُه عََل ْيكُ ْم َفَأقِيمُوا الصّلَاةَ وَآتُوا‬ ‫ص َدقَا ٍ‬
‫شفَ ْقتُمْ أَن تُ َق ّدمُوا َبيْنَ َيدَيْ َنجْوَاكُمْ َ‬ ‫عمَاَلكُ ْم {‪ }33‬محمد) و(أَأَ ْ‬ ‫َوأَطِيعُوا الرّسُولَ وَلَا ُتبْطِلُوا أَ ْ‬
‫ن {‪ }13‬المجادلة) و(وَأَطِيعُوا اللّ َه وَأَطِيعُوا الرّسُو َ‬
‫ل فَإِن تَوَّل ْيتُ ْم فَِإّنمَا عَلَى رَسُوِلنَا ا ْلبَلَاغُ ا ْل ُمبِينُ {‬ ‫خبِي ٌر ِبمَا تَ ْعمَلُو َ‬
‫ال ّزكَا َة َوأَطِيعُوا اللّهَ وَ َرسُولَهُ وَاللّهُ َ‬
‫‪ }12‬التغابن) وهذا ما جرى عليه القرآن كله كقاعدة عامة‪.‬‬
‫آية (‪:)19‬‬
‫م ذِكَْر الل ََّهِ أُولَئ َِ َ‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫ن فَأن َْ َ‬
‫ساهُ ْ‬ ‫م ال َّ‬
‫شيْطَا َُ‬ ‫حوَذ َ عَلَيْهَِ ُ‬‫ست َ ْ‬
‫*لماذ اسَتخدم فعَل اسَتحوذ فَي قوله تعالى (ا َْ‬
‫ن (‪ )19‬المجادلة) ولماذا لم تطبََق القاعدة‬ ‫سُرو َ‬ ‫خا ِ َ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫ن هُ َ ُ‬ ‫ب ال َّ‬
‫شيْطَا ِ َ‬ ‫حْز َ َ‬ ‫ن أََل إ ِ َ َّ‬
‫ن ِ‬ ‫ب ال َّ‬
‫شيْطَا ِ َ‬ ‫حْز ُ َ‬
‫ِ‬
‫فيقول استحاذ على القياس؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫القياس‪ :‬استحاذ مثل استنار واستعان واستعاذ‪ .‬نحن تناولناها عرضا لما كنا نتكلم على التعليلت والتفسيرات الموجودة التي فسرها النحويون‪ .‬قلنا قد‬
‫تصح وقد ل تصح كما قال الخليل بن أحمد الفراهيدي‪ :‬مثلي في هذه التعليلت والتفسيرات كمثل رجل دخل دارا مبنية فقال إن البنّاء وضع النافذة‬
‫هنا للعِلّة الفلنية ووضع الباب هنا للعلة الفلنية فقد يصيب العِلّة وقد ل يصيبها‪ .‬ثم ذكرنا في مسألة الصرف والعلن بالنقل أو السكان لما قلنا لو‬
‫أخذنا من الخوف على وزن أفعل يفعل كان ينبغي أن نقول أخوف يخوف إنما العربي قال‪ :‬أخوف يُخيف‪ .‬لماذا لم تطبق القاعدة؟ علماؤنا يقولون‬
‫هناك مجموعة من الكلمات طبعا غير الصيغ ما أفعله وأفعِل به هذه صيغة خاصة العرب أبقتها على حاله كأنه إشارة إلى الصول منها كلمة‬
‫استحوذ ومنها كلمة أغيَلت المرأة ما قالوا أغالت يعني حملت وهي ترضع فكأنها أغيلت طفلها‪ ،‬القاعدة أن تقول أغالت‪ .‬وبعض المرضى عندما‬
‫ينتفخ جسده يقولون استفيل الرجل أي أصابه داء الفيل ما قالوا أستفال‪ .‬أحد الشعراء وصف الجمل بوصف الناقة فقال‪ :‬استنوق الجمل ما قال‬
‫استناق‪ .‬إذا تصرّفت المرأة بتصرفات الرجال‪ ،‬تزيت بزيهم الن نقول استرجلت والعرب يقولون استتيست الشاة وما قالوا استتاست‪ .‬هذه الكلمات‬
‫قالوا حكمها لن اللغة استعمال أن تستعمل كما وردت ول يجوز أن تطوّع للقياس ول يصح لحد الن يقول استناق الجمل لن العرب قالت استنوق‬
‫لكن ل يجوز أن تقيس عليها‪ :‬ل يجوز أن تقول استقول فلن من وظيفته وأنت تريد طلب إقالته بل قُل استقال ل تقول هذه قياسا على استنوق‪.‬‬
‫استنوقت ل تطوّع للقياس ول يقاس عليها لم يسمع من عربي استناق ولم يسمع من عربي استحاذ وإنما نستعمل استنوق واستحوذ‪.‬‬
‫****تناسب فواتح سورة المجادلة مع خواتيمها****‬
‫سمِيعٌ بَصِي ٌر (‪ ))1‬قال (إِ ّ‬
‫ن‬ ‫سمَ ُع تَحَاوُ َر ُكمَا إِنّ اللّ َه َ‬
‫ش َتكِي إِلَى اللّهِ وَاللّ ُه يَ ْ‬ ‫جهَا َوتَ ْ‬
‫سمِعَ اللّ ُه قَوْلَ اّلتِي تُجَادُِلكَ فِي زَوْ ِ‬ ‫بعد أن ذكر قصة المجادِلة ( َقدْ َ‬
‫ن (‪ ))5‬يحادّون أي يحاربون‪ ،‬وفي أواخرها‬ ‫ب ُمهِي ٌ‬‫عذَا ٌ‬ ‫ن َ‬ ‫ن َقبِْلهِمْ َو َقدْ َأنْزَ ْلنَا َآيَاتٍ َبّينَاتٍ َولِ ْلكَافِرِي َ‬
‫ن يُحَادّونَ اللّهَ َورَسُولَ ُه ُك ِبتُوا َكمَا ُكبِتَ اّلذِينَ مِ ْ‬ ‫اّلذِي َ‬
‫ن (‪ ))20‬كُبتوا يعني (في الذلين) أي في السفل‪ .‬ثم ذكر حكم المؤمنين وموقفهم من هؤلء فقال‬ ‫ن يُحَادّونَ اللّهَ َورَسُولَ ُه أُوَل ِئكَ فِي الَْأذَلّي َ‬ ‫قال (إِنّ اّلذِي َ‬
‫ن مَنْ حَادّ اللّهَ وَ َرسُولَهُ وََلوْ كَانُوا َآبَاءَ ُهمْ أَوْ َأ ْبنَاءَهُمْ أَوْ ِإخْوَا َنهُمْ أَ ْو عَشِي َر َتهُ ْم (‪ ))22‬المفروض أن‬ ‫ن بِاللّهِ وَا ْليَ ْومِ الَْآخِ ِر يُوَادّو َ‬
‫جدُ قَ ْومًا يُ ْؤ ِمنُو َ‬
‫(لَا تَ ِ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫يكون المؤمنون هكذا ل يوادّون من حادّ ال ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم‪ .‬ذكرهم في الول فقال ( ُك ِبتُوا) ثم ذكرهم في الخر قال (فِي‬
‫الَْأذَلّينَ) ثم ذكر حكم المؤمنين كيف يتعاملون مع هؤلء‪.‬‬
‫*****تناسب خواتيم المجادلة مع فواتح الحشر*****‬
‫ن يُحَادّونَ اللّهَ َورَسُولَ ُه أُوَل ِئكَ فِي‬ ‫السورتان المباركتان الثامنة والخمسون والتاسعة والخمسون المجادلة والحشر‪ .‬قال في خواتيم المجادلة (إِنّ اّلذِي َ‬
‫ب مِنْ ِديَارِ ِهمْ‬ ‫خرَجَ اّلذِينَ َكفَرُوا مِنْ أَهْلِ ا ْل ِكتَا ِ‬ ‫ي عَزِي ٌز (‪ ))21‬وفي أوائل الحشر (هُوَ اّلذِي أَ ْ‬ ‫الَْأذَلّينَ (‪َ )20‬كتَبَ اللّهُ لَأَغِْلبَنّ َأنَا َورُسُلِي إِنّ اللّ َه قَوِ ّ‬
‫ن ُبيُو َتهُمْ‬‫ب يُخْ ِربُو َ‬ ‫ع َ‬ ‫سبُوا َو َقذَفَ فِي قُلُو ِبهِمُ الرّ ْ‬ ‫حتَ ِ‬
‫حيْثُ َل ْم يَ ْ‬
‫حصُو ُنهُ ْم مِنَ اللّ ِه فََأتَا ُهمُ اللّ ُه مِنْ َ‬ ‫ظنّوا َأّنهُ ْم مَا ِنعَ ُتهُمْ ُ‬ ‫خرُجُوا وَ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ظ َننْتُمْ أَ ْ‬
‫ش ِر مَا َ‬ ‫ل الْحَ ْ‬‫ِلأَوّ ِ‬
‫ك فِي ا ْلَأذَلّينَ (‪)20‬‬ ‫عتَبِرُوا يَا أُولِي الَْأبْصَا ِر (‪ ))2‬أولئك في الذلين ‪ -‬هو الذي أخرج‪( ،‬إِنّ اّلذِينَ يُحَادّونَ اللّهَ وَ َرسُولَهُ أُوَل ِئ َ‬ ‫بَِأ ْيدِيهِمْ َوَأيْدِي ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ فَا ْ‬
‫ن يَخْ ُرجُوا‬ ‫ظنَ ْنتُمْ أَ ْ‬
‫ب مِنْ ِديَارِ ِهمْ لَِأوّلِ ا ْلحَشْ ِر مَا َ‬ ‫ل ا ْل ِكتَا ِ‬
‫ن كَفَرُوا مِنْ أَهْ ِ‬ ‫ي عَزِي ٌز (‪( - ))21‬هُوَ اّلذِي َأخْرَ َ‬
‫ج اّلذِي َ‬ ‫ن اللّ َه قَوِ ّ‬‫َكتَبَ اللّ ُه لَأَغِْلبَنّ َأنَا وَ ُرسُلِي إِ ّ‬
‫خرَجَ‬ ‫سبُوا) الغالب هو ال تعالى‪ ،‬هذا الرسول رسوله وهو ال غالب (هُوَ اّلذِي أَ ْ‬ ‫حتَ ِ‬
‫حيْثُ َلمْ َي ْ‬ ‫حصُو ُنهُ ْم مِنَ اللّ ِه فََأتَا ُهمُ اللّ ُه مِنْ َ‬ ‫ظنّوا َأّنهُمْ مَا ِنعَ ُتهُمْ ُ‬‫َو َ‬
‫سبُوا‬ ‫حتَ ِ‬
‫حيْثُ لَ ْم يَ ْ‬ ‫ظنّوا َأّنهُ ْم مَا ِن َعُتهُمْ حُصُو ُنهُمْ مِنَ اللّ ِه َفَأتَاهُ ُم اللّ ُه مِنْ َ‬
‫ن يَخْ ُرجُوا وَ َ‬ ‫ظنَ ْنتُمْ أَ ْ‬
‫ب مِنْ ِديَارِ ِهمْ لَِأوّلِ ا ْلحَشْ ِر مَا َ‬ ‫ل ا ْل ِكتَا ِ‬
‫ن كَفَرُوا مِنْ أَهْ ِ‬ ‫اّلذِي َ‬
‫ك فِي ا ْلَأذَلّينَ) كيف‬ ‫ع َتبِرُوا يَا أُولِي ا ْلَأبْصَارِ (‪ ))2‬كأنما توضيح لما هدّد به‪( ،‬أُوَل ِئ َ‬ ‫ن فَا ْ‬‫خ ِربُونَ ُبيُو َتهُ ْم بَِأيْدِيهِمْ وََأ ْيدِي ا ْلمُ ْؤ ِمنِي َ‬
‫ب يُ ْ‬‫ف فِي قُلُوبِهِ ُم الرّعْ َ‬ ‫َو َقذَ َ‬
‫خ ِربُونَ ُبيُو َتهُمْ ِبَأيْدِيهِمْ وََأ ْيدِي ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ) فصّل المجمل الذي سبق‪.‬‬ ‫أذلهم وغلبهم؟ (يُ ْ‬
‫سؤال‪ :‬إذن ل يجب أن نتعب أنفسنا في تفسير القرآن لنه واضح أن اليات تفسر بعضها فل نحتاج إلى تفسير لفهم كتاب ال؟‬
‫ل شك أن هناك استفادة كبيرة من اليات بعضها من بعض لكن هناك استنباطات أخرى وأحكام‪ .‬بالنسبة للعوام يمكن أن يفهموا كتاب ال تعالى كل‬
‫ستَنبِطُونَهُ ِم ْنهُ ْم (‪ )83‬النساء) إذن هناك أحكام تحتاج إلى استنباط‪ ،‬فهم القرآن يكون كل واحد على قدر‬ ‫على حسب علمه‪ .‬قال تعالى (َلعَِلمَهُ اّلذِينَ يَ ْ‬
‫ما أوتي من علم‪ .‬ليس القرآن صعبا كما يقول بعض المسلمين أنهم يقرأون القرآن ول يفهمون شيئا‪ ،‬هذا غير صحيح لن هناك آيات مفهومة مثل‬
‫حلّ اللّهُ ا ْل َبيْعَ وَحَرّمَ ال ّربَا (‪)275‬‬ ‫حمَنِ الرّحِي ِم (‪ )3‬الفاتحة) كل واحد يفهمها (وَأَ َ‬ ‫ن (‪ )2‬الرّ ْ‬ ‫حمْدُ لِلّهِ َربّ ا ْلعَاَلمِي َ‬ ‫ح ٌد (‪ )1‬الخلص) (ا ْل َ‬ ‫ل هُوَ اللّهُ أَ َ‬ ‫(قُ ْ‬
‫البقرة) آيات الحكام فيها سهولة للجميع‪.‬‬

‫‪‬‬
‫تم بحمد ال وفضله ترتيب هذه الخواطر القرآنية للستاذ عمرو خالد واللمسات البيانية في سورة المجادلة كما تفضل بها الدكتور فاضل صالح‬
‫السامرائي وإضافة بعض اللمسات للدكتور حسام النعيمى زادهما ال علما ونفع بهما السلم والمسلمين وقامت بنشرها أختنا الفاضلة سمرالرناؤوط‬
‫ل فمن ال وما كان من خطأٍ أوسه ٍو فمن نفسى ومن الشيطان‪.‬‬ ‫فى موقعها إسلميات جزاهم ال عنا خير الجزاء ‪ ..‬فما كان من فض ٍ‬
‫أسأل ال تعالى ان يتقبل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن ينفعنا بهذا العلم فى الدنيا والخرة ويلهمنا تدبر آيات كتابه العزيز والعمل به على‬
‫النحو الذى يرضيه وأن يغفر لنا وللمسلمين جميعا يوم تقوم الشهاد ول الحمد والمنة‪ .‬وأسألكم دعوة صالحة بظهر الغيب عسى ال أن يرزقنا حسن‬
‫الخاتمة ويرزقنا صحبة نبيه الكريم فى الفردوس العلى‪.‬‬
‫الرجاء توزيع هذه الصفحات لتعم الفائدة إن شاء ال وجزى ال كل من يساهم في نشر هذه اللمسات خير الجزاء في الدنيا والخرة‪.‬‬

You might also like