You are on page 1of 20

‫قصص النبياء‬

‫الجزء الول‬

‫‪1‬‬
‫رتبت أسماء النبياء عليهم‬
‫السلم وفقا للتسلسل الزمني‬
‫في إرسالهم لقوامهم‬
‫آدم عليه السلم‬

‫عزير‬ ‫يوشع بن نون‬ ‫ذو الكفل‬ ‫لوط‬ ‫شيث‬

‫زكريا‬ ‫داود‬ ‫يونس‬ ‫إسماعيل‬ ‫إدريس‬

‫يحي‬ ‫سليمان‬ ‫شعيب‬ ‫إسحق‬ ‫نوح‬

‫عيسى‬ ‫إلياس‬ ‫أنبياء أهل القرية‬ ‫يعقوب‬ ‫هود‬

‫اليسع‬ ‫موسى‬ ‫يوسف‬ ‫صالح‬


‫محمد عليه الصلة والسلم‬ ‫هارون‬ ‫أيوب‬ ‫إبراهيم‬

‫هذه الشرائح هى الجزء الول من قصص النبياء وينتهى بأنبياء أهل القرية‬
‫‪2‬‬
‫أنبياء ال‬
‫آدم عليه السلم‬

‫‪.‬وأنذرهما أل يقربا شجرة معينة‬ ‫‪:‬قال تعالى فى سورة البقرة‬


‫ولكن الشيطان وسوس لهما فأكل منها‬ ‫لئِكَةِ ِإنّي‬‫َوإِذْ قَالَ َر ّبكَ لِلْ َم َ‬
‫‪.‬فأنزلهما ال الى الرض‬ ‫علٌ فِي الَْرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا‬ ‫جَا ِ‬
‫َأتَجْ َعلُ فِيهَا َمنْ يُفْسِدُ فِيهَا‬
‫ومكن لهما سبل العيش بها وطالبهما بعبادة‬
‫سبّحُ‬‫حنُ نُ َ‬ ‫َويَسْ ِفكُ الدّمَاءَ َونَ ْ‬
‫ال وحده وحض الناس على ذلك وجعله‬ ‫بِحَمْ ِدكَ َونُقَدّسُ َلكَ قَالَ ِإنّي‬
‫‪.‬خليفته فى الرض‬ ‫َأعْلَمُ مَا لَ تَعْلَمُونَ( ‪)30‬‬
‫وهو رسول ال إلى أبنائه ( أول رسول إلى‬
‫‪.‬الرض) وهو أول النبياء‬
‫آدم أبو البشر ‪ ،‬خلقه ال بيده‬
‫‪ .‬وقد عمر آدم زهاء ‪ 1000‬سنة‬
‫وأسجد له الملئكة وعلمه السماء‬
‫‪.‬وخلق له زوجته وأسكنهما الجنة‬

‫‪3‬‬
‫أنبياء ال‬
‫شيث عليه السلم‬

‫لما مات آدم عليه السلم قام بأعباء المر بعده ولده شيث عليه السلم‬
‫وكان نبياً ‪ .‬ومعنى شيث‪ :‬هبة ال‪ ،‬وسمياه بذلك لنهما رزقاه بعد أن‬
‫قُتِلَ هابيل ‪.‬‬
‫فلما حانت وفاته أوصى إلى إبنه أنوش فقام بالمر بعده ‪ ،‬ثم بعده ولده‬
‫قينن ثم من بعده إبنه مهلييل ‪ .‬فلما مات قام بالمر بعده ولده يرد فلما‬
‫حضرته الوفاة أوصى إلى ولده خنوخ‪ ،‬وهو إدريس عليه السلم على‬
‫المشهور‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫أنبياء ال‬

‫إدريس عليه السلم‬

‫ولما كبرآتاه ال النبوة فنهي المفسدين من‬ ‫قال تعالى فى سورة مريم ‪:‬‬
‫بني آدم عن مخالفتهم شريعة (آدم) و ( شيث)‬ ‫وَاذْكُرْ فِي ا ْل ِكتَابِ إِدْرِيسَ ِإنّ ُه‬
‫فأطاعه نفر قليل ‪ ،‬وخالفه جمع خفير‪ ،‬فنوى‬ ‫كَانَ صِدّيقًا َن ِبيّا (‪ )56‬وَرَ َف ْعنَاهُ‬
‫الرحلة عنهم ‪ .‬رحل الى مصر مع نفرمن‬ ‫َمكَانًا عَ ِليّا( ‪) 57‬‬
‫قومه أطاعوه ‪ .‬وصل مصر ورأى النيل فسبح‬
‫ال ‪ .‬وهو أول من علم السياسة المدنية فبنت‬
‫كل فرقة من المم مدننا فى أرضها ‪.‬‬ ‫ولد ببابل ‪ .‬أنزلت عليه ثلثون‬
‫وهو أول من خط بالقلم وأول من نظر فى علم‬ ‫صحيفة ‪ ،‬وقد كانت له مواعظ‬
‫النجوم وسيرها ‪ ،‬وأول من خاط الثياب و‬ ‫وآداب ودعا إلى وحدانية ال ‪.‬‬
‫لبسها ‪ .‬مدة اقامته فى الرض ‪ 82‬سنة ثم‬ ‫وقد أخذ في أول عمره بعلم شيث‬
‫رفعه ال إليه ‪.‬‬ ‫بن آدم ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫أنبياء ال‬
‫نوح عليه السلم‬
‫أرسله ال ليهدى قومه وينذرهم عذاب الخرة ولكنهم‬
‫عصوه وكذبوه ومع ذلك استمر يدعوهم إلى الدين‬ ‫قال تعالى فى سورة هود ‪:‬‬
‫الحنيف فاتبعه قليل من الناس ‪ ،‬فمنع ال عنهم المطر‬
‫ع ُي ِننَا‬
‫صنَعِ الْفُلْكَ بِأَ ْ‬
‫وَا ْ‬
‫ط ْبنِي‬ ‫َووَحْ ِينَا وَلَ تُخَا ِ‬
‫ودعاهم نوح أن يؤمنوا حتى يرفع ال عنهم العذاب‬
‫ظلَمُوا ِإ ّن ُهمْ‬ ‫فِي الّذِينَ َ‬
‫فآمنوا فرفع ال عنهم العذاب ولكنهم رجعوا إلى‬
‫مُغْرَقُونَ(‪) 37‬‬
‫كفرهم ‪ .‬أخذ يدعوهم ‪ 950‬سنة ‪ .‬أمره ال ببناء‬
‫السفينة وأن يأخذ معه زوجا من كل نوع ثم جاء‬
‫الطوفان و أغرقهم جميعا ونجى ال نوحا ومن معه‬ ‫كان نوح قبل بعثته إلى الناس على الفطرة‬
‫مؤمنا بال تعالى ‪ ،‬وكان يشكر ال كثيرا‬
‫وهم قليلٌ ‪ .‬وأسرع نوح بأولده ‪ :‬سامٌ وحامٌ ويافثُ‬
‫ولهذا قال ال تعالى عنه ( إنه كان عبدا‬
‫إلى السفينة ومن معه من المؤمنين – أما ولده الرابع‬ ‫شكورا ) ‪ .‬وكان تقيا صادقا ‪.‬‬
‫‪ ،‬كنعان ‪ ،‬فكان مع القوم الكافرين ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫أنبياء ال‬
‫هود عليه السلم‬

‫أرسل ال هودا عليه السلم إلى قوم عاد الذين‬ ‫‪:‬قال تعالى فى سورة هود‬
‫كانوا بالحقاف ‪ .‬وكانوا أقوياء الجسم والبنيان‬ ‫َولَمّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجّ ْينَا‬
‫وكانت مساكنهم خياما كبيرة لها أعمدة شديدة‬ ‫هُودًا وَاّلذِينَ آ َمنُوا َمعَهُ‬
‫الضخامة والرتفاع ‪ ،‬وآتاهم ال الكثير من رزقه‬ ‫ج ْينَا ُهمْ مِنْ‬‫بِرَحْمَةٍ مِنّا َونَ ّ‬
‫ولكنهم لم يشكروا ال على ما آتاهم وعبدوا‬ ‫عَذَابٍ غَلِيظٍ (‪)58‬‬
‫الصنام ‪ .‬أرسل لهم ال هودا نبيا مبشرا‪ ،‬ولكنهم‬
‫كذبوه وآذوه ‪ .‬فكان عقاب ال أن أهلكهم بريح‬
‫صرصرعاتية استمرت سبع ليالى وثمانية أيام ‪.‬‬ ‫مرت سنوات وسنوات‬
‫وعادت عبادة الصنام ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫أنبياء ال‬
‫صالح عليه السلم‬

‫كانوا قوما جاحدين ‪ .‬طالبوه بمعجزة تثبت انه‬ ‫قال تعالى فى سورة العراف ‪:‬‬
‫رسول من ال إليهم فآتاهم بالناقة ‪ .‬ويقال أن‬ ‫َوإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا‬
‫عبُدُوا الَّ مَا لَكُمْ ِمنْ إِلَهٍ‬ ‫َقوْمِ ا ْ‬
‫الناقة كانت معجزه لن صخرة بالجبل انشقت يوما‬ ‫غيْرُهُ قَدْ جَا َءتْكُمْ َب ّينَةٌ ِمنْ َربّكُمْ‬
‫َ‬
‫وخرجت منها الناقة ‪ .‬قيل أنها كانت تدر لبنا يكفى‬ ‫هَذِهِ نَاقَةُ الِّ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا‬
‫تَأْ ُكلْ فِي أَرْضِ الِّ وَلَ تَمَسّوهَا‬
‫لشرب آلف الرجال والنساء والطفال ‪ ،‬وصفها‬
‫بِسُوءٍ َفيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أليم *‬
‫ال تعالى بقوله ( ناقة ال ) ‪.‬‬ ‫(‪)73‬‬
‫أصدر ال أمره إلى صالح أن يأمر قومه أن‬
‫يتركوها تأكل فى أرض ال ول يؤذوها ‪ .‬ولكنهم‬ ‫أرسل ال صالحا إلى قوم ثمود‪.‬‬
‫كانوا ينحتون من الجبال بيوتا‬
‫عقروها وعاقبهم ال بالصاعقة ونجى ال صالحا‬
‫عظيمة ‪ ،‬وكانوا يستخدمون‬
‫والمؤمنين ‪.‬‬ ‫الصخر فى البناء ‪ ،‬وكانواأقوياء‬
‫‪8‬‬
‫أنبياء ال‬
‫إبراهيم عليه السلم‬
‫فهدم آلهتهم فقذفوه فى النار وحاولوا إحراقه ‪،‬‬
‫فأنجاه ال وخرج من النار سالما ‪ .‬وقال تعالى‬ ‫‪:‬قال تعالى فى سورة البقرة‬
‫عنْ مِلّةِ ِإبْرَاهِيمَ‬‫وَ َمنْ يَ ْرغَبُ َ‬
‫( يانار كونى بردا وسلما على إبراهيم ) ‪.‬‬ ‫إِلّ َمنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ‬
‫استمر يدعو قومه لوحدانية ال وذهب إلى ملك‬ ‫اصْطَ َف ْينَاهُ فِي الدّنْيَا َوِإنّهُ فِي‬
‫يسمى النمرود وهو ملك الراميين بالعراق‬ ‫الْخِرَةِ لَ ِمنَ الصّالِحِينَ(‪) 130‬‬
‫دار بينه وبين الملك حوار ‪... :‬إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ‬
‫حيِي َويُمِيتُ قَالَ َأنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ‬ ‫َربّيَ الّذِي يُ ْ‬
‫قَالَ ِإبْرَاهِيمُ فَإِنّ الَّ يَأْتِي بِالشّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ‬ ‫هو خليل ال ‪ .‬جعله ال إماما‬
‫فَأْتِ ِبهَا مِنَ الْمَغْرِبِ َف ُبهِتَ اّلذِي كَفَرَ وَالُّ‬ ‫للناس وجعل فى ذريته النبوة‬
‫لَ َي ْهدِي الْ َق ْومَ الظّالِمِين ( البقرة ‪)258 -‬‬ ‫والكتاب ‪ .‬أخذ إبراهيم يدعو‬
‫أمر ال سيدنا ابراهيم ببناء الكعبة مع‬ ‫قومه لوحدانية ال وعبادته‬
‫اسماعيل ‪.‬‬ ‫ولكنهم كذبوه ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫أنبياء ال‬
‫لوط عليه السلم‬

‫كانوا يعتدون على الغرباء وكانوا يأتون‬ ‫قال تعالى فى سورة الشعراء ‪:‬‬
‫الرجال شهوة من دون النساء ‪ .‬فلما دعاهم‬ ‫سلِينَ* إِذْ‬
‫َك ّذبَتْ َقوْمُ لُوطٍ الْمُرْ َ‬
‫لوط لترك المنكرات أرادوا أن يخرجوه هو‬ ‫قَالَ َل ُهمْ أَخُو ُهمْ لُوطٌ أَلَ َتتّقُونَ*‬
‫وقومه فلم يؤمن به غير بعض من آل بيته أما‬ ‫ِإنّي َلكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ* َفاتّقُوا‬
‫الَّ وَأَطِيعُونِ *(‪) 163-160‬‬
‫امرأته فلم تؤمن ‪.‬‬
‫ولما يئس لوط دعا ال أن ينجيهم ويهلك‬
‫المفسدين فجاءت له الملئكة وأخرجوا لوطا‬ ‫أرسله ال ليهدى قومه ويدعوهم‬
‫ومن آمن به وأهلكوا الخرين بحجارة‬ ‫إلى عبادة ال ‪ .‬كانوا قوما ظالمين‬
‫مسومة‪.‬‬ ‫يأتون الفواحش ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫أنبياء ال‬
‫إسماعيل عليه السلم‬

‫قال تعالى فى سورة البقرة ‪:‬‬


‫جاء أمر ال لسيدنا إبراهيم ببناء الكعبة ورفع‬ ‫وَإِذْ يَرْفَعُ ِإبْرَاهِيمُ الْ َقوَاعِدَ ِمنَ‬
‫الْبَيْتِ َوإِسْمَاعِيلُ َر ّبنَا تَ َق ّبلْ ِمنّا‬
‫قواعد البيت ‪ ،‬فجعل إسماعيل يأتي بالحجر‬ ‫ِإ ّنكَ َأنْتَ السّمِيعُ الْعَلِيمُ(‪. )127‬‬
‫وإبراهيم يبني حتى أتما البناء ‪ .‬ثم جاء أمر ال‬
‫بذبح إسماعيل حيث رأى إبراهيم في منامه أنه‬ ‫هو إبن إبراهيم البكر وولد السيدة‬
‫يذبح ابنه فعرض عليه ذلك فقال ” يا أبت افعل‬ ‫هاجر ‪ .‬وضعها وإبنها في موضع‬
‫ما تؤمر ستجدني إن شاء ال من الصابرين "‬ ‫بمكة – بأمر من ال – وتركهما‬
‫ففداه ال بذبح عظيم ‪ .‬كان إسماعيل فارسا فهو‬ ‫‪ .‬ومعهما قليل من الماء والتمر‬
‫ولما نفد الزاد جعلت السيدة هاجر‬
‫أول من استأنس الخيل وكان صبورا حليما ‪،‬‬
‫تطوف هنا وهناك ‪ .‬حتى فجر ال‬
‫يقال إنه أول من تحدث بالعربية البينة ‪.‬‬ ‫لها ولبنها ماء زمزم ‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫أنبياء ال‬
‫إسحاق عليه السلم‬

‫وقد كانت البشارة بمولده من الملئكة لبراهيم‬


‫قال تعالى فى سورة هود ‪:‬‬
‫وسارة لما مروا بهم مجتازين ذاهبين إلى‬
‫وَامْ َرأَتُهُ قَائِمَةٌ َفضَحِكَتْ َفبَشّرْنَاهَا‬
‫مدائن قوم لوط ليدمروها عليهم لكفرهم‬ ‫بِإِسْحَاقَ وَ ِمنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ‬
‫وفجورهم ‪.‬‬ ‫يَعْقُوبَ * قَالَتْ يَا َويْ َلتَا َأأَلِدُ َوَأنَا‬
‫شيْخًا ِإنّ هَذَا‬ ‫عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي َ‬
‫ذكره ال في القرآن بأنه "غلم عليم" جعله‬ ‫شيْءٌ عجيب ( ‪) 72 -71‬‬ ‫لَ َ‬
‫ال نبيا يهدي الناس إلى فعل الخيرات‪ ،‬جاء‬
‫من نسله سيدنا يعقوب ‪.‬‬
‫وقد جاء ميلده بعد سنوات من ولدة أخيه‬ ‫هو ولد سيدنا إبراهيم من زوجته‬
‫إسماعيل‬ ‫سارة ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫أنبياء ال‬
‫يعقوب عليه السلم‬

‫وكان تقيا وبشرت به الملئكة ‪ .‬كان نبيا‬


‫‪ :‬قال تعالى فى سورة البقرة‬
‫لقومه ‪ ،‬جده إبراهيم وزوجته سارة‬ ‫شهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْ َموْتُ‬ ‫أَمْ كُنتُمْ ُ‬
‫عليهما السلم وهو والد يوسف‪.‬‬ ‫إِذْ قَالَ ِل َبنِيهِ مَا تَ ْعبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ‬
‫نَ ْعبُدُ إِلَـ َهكَ َوإِلَـهَ آبَا ِئكَ ِإبْرَاهِيمَ‬
‫مات يعقوب وهو يسأل أبناءه عن السلم‬ ‫حنُ‬‫َوإِسْمَعِيلَ َوإِسْحَقَ إِلَـهاً وَاحِداً َونَ ْ‬
‫‪ ،‬ويطمئن على عقيدتهم ‪..‬‬ ‫لَهُ مُسْلِمُونَ ( ‪) 133‬‬
‫إبتلي بلء شديدا في إبنه يوسف ‪ .‬حين‬
‫رموه إخوته فى البئر ‪ .‬وفقده سنوات‬
‫كان نبيا إلى قومه ‪.‬‬
‫طويلة ‪ ،‬وابيضت عيناه من الحزن عليه‬
‫هوابن إسحاق يقال له ”إسرائيل"‬
‫حتى أعاده ال إليه و ارتد إليه بصره‪.‬‬ ‫وتعني عبدال ‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫أنبياء ال‬
‫يوسف عليه السلم‬
‫فقص على والده ما رأى فنصحه بأل يقص‬ ‫قال تعالى فى سورة يوسف ‪:‬‬
‫الرؤية على إخوته ‪ .‬وسوس الشيطان لخوته‬ ‫(إِذْ قَالَ يُوسُفُ َلِبِيهِ يَا أَبتِ ِإنّي‬
‫فاتفقوا على أن يلقوه في غيابات الجب ‪ .‬وأدعوا‬ ‫َرأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشّمْسَ‬
‫أن الذئب أكله ‪ .‬وجده ناس من البدو فأخذوه‬ ‫وَالْقَمَرَ َرَأ ْي ُتهُمْ لِي سَاجِدِينَ) ‪4‬‬
‫(قَالَ يَا ُب َنيّ لَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ‬
‫وباعوه بثمن بخس واشتراه عزيز مصر وطلب‬
‫خ َو ِتكَ َفيَكِيدُواْ َلكَ َكيْداً ِإنّ‬
‫عَلَى إِ ْ‬
‫من زوجته أن ترعاه ‪ ،‬وكبر يوسف ‪ .‬أخذت‬ ‫الشّيْطَانَ ِللِنسَانِ عَدُوّ مّبِينٌ)‪5‬‬
‫امرأة العزيز تراوده عن نفسه فأبى فكادت له‬
‫ودخل السجن ‪.‬‬
‫ثم أظهر ال براءته وخرج من السجن بعد ذلك ‪،‬‬ ‫ولد سيدنا يوسف وكان له ‪ 11‬أخا‬
‫واستعمله الملك على شئون الغذاء التي أحسن‬ ‫‪ ،‬وكان أبوه يحبه كثيرا‪ .‬وفي ذات‬
‫إدارتها في سنوات القحط ‪ .‬ثم اجتمع شمله مع‬ ‫ليلة رأى أحد عشر كوكبا و‬
‫إخوته ووالديه وخروا له سجدا وتحققت رؤياه‪.‬‬ ‫‪.‬الشمس والقمر له ساجدين‬
‫‪14‬‬
‫أنبياء ال‬
‫أيوب عليه السلم‬

‫كان أيوب ذا مال وأولد كثيرين ولكن ال ابتله‬


‫في هذا كله فزال عنه ‪ ،‬وابتلي في جسده بأنواع‬ ‫قال تعالى فى سورة ص ‪:‬‬
‫البلء واستمر مرضه ‪ 18‬عاما ‪ .‬اعتزله فيها‬ ‫عبْ َدنَا َأيّوبَ إِذْ نَادَى‬
‫وَاذْكُرْ َ‬
‫الناس إل امرأته صبرت وعملت لكي توفر قوت‬ ‫شيْطَانُ‬ ‫س ِنيَ ال ّ‬ ‫َربّهُ َأنّي مَ ّ‬
‫يومهما ‪ .‬فلما لم تجد أحداً يستخدمها باعت‬ ‫ِبنُصْبٍ َوعَذَابٍ * ارْكُضْ‬
‫سلٌ بَارِدٌ‬
‫بِرِجْ ِلكَ هَذَا مُ ْغتَ َ‬
‫لبعض بنات الشراف ضفيرتيها ‪.‬‬
‫وَشَرَابٌ ( ‪) 42 - 41‬‬
‫عافاه ال من مرضه وأخلفه في كل ما ابتلي فيه‬
‫‪ ،‬ولذلك يضرب المثل بأيوب في صبره وفي‬
‫بلئه‪ .‬روى الطبري أن مدة عمره كانت ثلثا‬ ‫من سللة سيدنا إبراهيم كان‬
‫وتسعين سنة وكان صبره سبب نجاته وسر ثناء‬ ‫من النبيين الموحى إليهم ‪.‬‬
‫ال عليه ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫أنبياء ال‬
‫ذو الكفل عليه السلم‬

‫من النبياء الصالحين ‪ ،‬وكان يصلي كل يوم‬ ‫قال تعالى فى سورة النبياء ‪:‬‬
‫مائة صلة ‪ ،‬قيل إنه تكفل لبني قومه أن يقضي‬ ‫َوإِسْمَاعِيلَ َوإِدْرِيسَ وَذَا الْكِ ْفلِ‬
‫ُكلّ ِمنَ الصّابِرِينَ * َوأَدْخَلْنَاهُمْ‬
‫بينهم بالعدل ويكفيهم أمرهم ففعل فسمي بذي‬ ‫فِي رَحْ َم ِتنَا إِنّهُمْ ِمنَ الصّالِحِينَ‬
‫الكفل‪ .‬وكان مقامه في الشام وقد رجح ابن‬ ‫(‪)86 - 85‬‬
‫كثير نبوته لن ال تعالى قرنه مع النبياء ‪.‬‬
‫والقرآن الكريم لم يزد على ذكر اسمه في عداد‬
‫قال أهل التاريخ ذو الكفل هو‬
‫النبياء أما دعوته ورسالته والقوم الذين أرسل‬
‫إبن أيوب عليه السلم واسمه‬
‫إليهم فلم يتعرض لشيء من ذلك ‪.‬‬ ‫في الصل ( بشر) وقد بعثه ال‬
‫بعد أيوب وسماه ذا الكفل ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫أنبياء ال‬
‫يونس عليه السلم‬
‫وخرج غاضبا ولم يكن المر اللهي قد صدر له بأن‬
‫يترك قومه أو ييأس منهم ‪ .‬خرج في سفينة ‪ ،‬أما‬ ‫قال تعالى فى سورة الصافات ‪:‬‬
‫قومه فخشوا على أنفسهم فآمنوا فرفع ال عنهم‬ ‫َوِإنّ يُونُسَ لَ ِمنَ الْمُرْسَلِين* إِذْ َأ َبقَ‬
‫العذاب ‪ .‬ركب يونس السفينة وكانوا على وشك الغرق‬ ‫إِلَى الْفُ ْلكِ الْمَشْحُونِ *فَسَاهَمَ فَكَانَ‬
‫فاقترعوا لكي يحددوا من سيلقى من الرجال فوقع ثلثا‬ ‫حضِينَ* فَا ْلتَقَمَهُ الْحُوتُ‬ ‫ِمنَ الْمُدْ َ‬
‫على يونس ‪ ،‬فرمى نفسه في البحر فالتقمه الحوت‬ ‫وَ ُهوَ مُلِيمٌ* فََل ْولَ َأنّهُ كَانَ ِمنَ‬
‫وأوحى ال إلي الحوت أن ل يأكله فدعا يونس ربه أن‬ ‫طنِهِ إِلَى‬
‫سبّحِينَ * لَ َلبِثَ فِي بَ ْ‬ ‫الْمُ َ‬
‫يخرجه من الظلمات ‪ ،‬فاستجاب ال له ‪.‬‬ ‫َيوْمِ ُيبْ َعثُونَ ( ‪)144 – 139‬‬
‫قال بعض العلماء في إنبات القرع عليه حِكَم جمة ‪،‬‬
‫منها أن ورقه في غاية النعومة وكثير وظليل ول‬
‫يقربه ذباب ‪ ،‬ويؤكل ثمره من أول طلوعه إلى آخره نياً‬ ‫كان يونس بن متى نبيا كريما أرسله ال‬
‫ومطبوخاً ‪ ،‬وكان هذا من تدبير ال ‪ .‬فلما استكمل‬ ‫إلى قومه فراح يعظهم وينصحهم ‪ ،‬و يرشدهم‬
‫عافيته رده ال إلى قومه الذين تركهم مغاضباً ‪.‬‬ ‫إلى الخير‪ ،‬ويذكرهم بيوم القيامة ‪.‬‬
‫بعثه ال إلى مائة ألف أو يزيدون ‪.‬‬ ‫وجاء يوم عليه فأحس باليأس من قومه و‬
‫امتل قلبه بالغضب عليهم لأنهم ل يؤمنون ‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫أنبياء ال‬
‫شعيب عليه السلم‬
‫كانوا يعبدون غير ال تعالى ‪ ،‬ويطففون المكيال والميزان‬
‫قال تعالى فى سورة العراف ‪:‬‬
‫وينقصونه ‪ ،‬وبذلك يبخسون الناس حقوقهم وكانوا‬
‫َوإِلَى مَدْ َينَ أَخَاهُمْ شُ َع ْيبًا قَالَ يَا‬
‫يقطعون الطريق لخذ الأموال ممن في الطريق ظلما‬
‫عبُدُوا الَّ مَا لَكُمْ ِمنْ إِلَهٍ‬ ‫قَوْمِ ا ْ‬
‫وعدوانا ‪ ،‬ويصدون من كان يريد اليمان ‪.‬‬
‫غيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ َب ّينَةٌ ِمنْ َربّكُمْ‬‫َ‬
‫أخذوا يهددون شعيبا بالرجم ‪ ،‬فطلب منهم النتظار‬
‫فَ َأوْفُوا الْ َك ْيلَ وَالْمِيزَانَ َولَ‬
‫والترقب لما سيلحق بهم من عذاب ‪ .‬طلبوا منه أن يسقط‬
‫شيَاءَهُمْ َولَ‬‫َتبْخَسُوا النّاسَ أَ ْ‬
‫عليهم كسفا من السماء ‪ ،‬فكانوا يظنون أنه لن يستطيع‬
‫تُفْسِدُوا فِي الَْرْضِ بَعْدَ‬
‫تنفيذ تهديده ‪ .‬وجاءت إرادة ال ان ينزل بهم عذابه‪ .‬فقد‬ ‫خيْرٌ لَكُمْ ِإنْ ُك ْنتُمْ‬
‫حهَا ذَلِكُمْ َ‬ ‫صلَ ِ‬‫إِ ْ‬
‫وصف ال العذاب الذي ينزل بهم بالرجفة والصيحة فقد‬ ‫مؤمنين( ‪)85‬‬
‫أظلتهم سحابة فيها شرر من نار ولهب ووهج عظيم‪ .‬ثم‬
‫جاءتهم صيحة من السماء ورجفة شديدة من الأرض من‬
‫أسفل منهم ‪ ،‬فزهقت الأرواح ‪ .‬ونجى ال سبحانه شعيباً‬ ‫بُعث شعيب نبيا لقوم مدين ‪ ،‬ويطلق‬
‫عليه السلم والذين آمنوا معه‪ .‬قيل إن شعيبا بعد هلك‬ ‫على أهل مدين أصحاب الأيكة‪ .‬كان‬
‫القوم رحل إلى مكة وظل يتعبد بها حتى مات ‪.‬‬ ‫أهل مدين أصحاب تجارة واسعة بين‬
‫البلد ‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫أنبياء ال‬
‫أنبياء أهل القرية‬
‫جاء إنسان من أقصى المدينة يسعى ‪ ،‬جاء وقد‬ ‫‪ :‬قال تعالى فى سورة يس‬
‫تفتح قلبه لدعوة الحق ‪ .‬جاء ليقوم بواجبه في‬ ‫وَاضْرِبْ َلهُمْ َم َثلً َأصْحَابَ الْقَ ْريَةِ‬
‫دعوة قومه إلى الحق ‪ ،‬فقال لهم ‪ :‬اتبعوا هؤلء‬ ‫*إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ‬
‫الرسل ‪ ،‬فإن الذي يدعو مثل هذه الدعوة ‪ ،‬وهو‬ ‫إِذْ أَرْسَ ْلنَا إِ َل ْيهِمُ ا ْث َن ْينِ فكَ ّذبُوهُمَا‬
‫ل يطلب أجرا ول يبتغي مغنماً ‪ ،‬إنه لصادق ‪.‬‬ ‫فَعَزّ ْزنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا ِإنّا إِ َليْكُمْ‬
‫مُرْسَلُونَ (‪)14 - 13‬‬
‫ولكن القوم الكافرون لم يسمعوا إليه وقتلوه ‪،‬‬
‫وإن كان ل يذكر شيئاً من هذا صراحة‪ .‬نرى‬
‫الرجل المؤمن في العالم الخر ‪ ،‬ونطلع على ما‬ ‫أرسل ال رسولين لحدى القرى لكن‬
‫ادخر ال له من كرامة تليق بمقام المؤمن‬ ‫أهلها كذبوهما ‪ ،‬فأرسل ال تعالى‬
‫جنّةَ قَالَ‬‫خلِ الْ َ‬
‫الشجاع المخلص الشهيد ‪ ( :‬قِيلَ ادْ ُ‬ ‫رسول ثالثا يصدقهما ‪ .‬ولم يذكر القرآن‬
‫من هم أصحاب القرية ول ما هي القرية‬
‫ج َع َلنِي‬
‫يَا لَيْتَ َقوْمِي يَ ْعلَمُونَ ِبمَ غَفَرَ لِي َربّي وَ َ‬ ‫‪ .‬ظل الناس على إنكارهم للرسل‬
‫مِنَ الْ ُمكْرَمِينَ) ‪ .‬أما القوم الكافرون فقد أهلكهم‬ ‫سنّكُم مّنّا‪.‬‬
‫وتكذيبهم ‪ ( .‬لَنَرْجُ َمنّكُمْ وََليَمَ ّ‬
‫ال بالصيحة ‪.‬‬ ‫(عَذَابٌ أَلِيمٌ )‬
‫‪19‬‬
‫النهاية‬

‫قال تعالى فى سورة يوسف ‪ :‬لقد كان فى‬


‫قصصهم عبرة لولى اللباب ماكان حديثا‬
‫يفترى ولكن تصديق الذى بين يديه وتفصيل‬
‫كل شئ وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ( ‪) 111‬‬
‫( صدق ال العظيم )‬

‫خــــــــيرالدين‬
‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫‪20‬‬

You might also like