You are on page 1of 87

‫ِبسْمِ الّ الرّحْمنِ الرّحِيمِ‬

‫حكِيمُ‬
‫ك لَ عِلْمَ لَنَا ِإلّ مَا عَّلمْتَنَا إِ ّنكَ أَنتَ ا ْلعَلِيمُ ا ْل َ‬
‫قَالُواْ سُبْحَا َن َ‬
‫موقع القحطاني ‪ -‬علمات الساعة الكبرى‬

‫‪www.alkahtane.com‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫والصلة والسلم على حبيبنا ورسولنا محمد بن عبد ال خاتم المرسلين وعلى آله وصحبه اجمعين ‪ ,‬الحمد ل ‪ ,‬نحمده ونستعينه ‪,‬‬
‫ونعوذ بال من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده ال فل مضل له ‪ ,‬ومن يضلل فل هادي له ‪,‬‬
‫واشهد ان ل اله ال ال وحده ل شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله‬
‫اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ‪ ,‬اللهم ل تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ول أقل من ذلك أنت مولنا ونعم الوكيل ‪ ,‬اللهم اغفر‬
‫لمن قرأ هذا ‪ ,‬اللهم اغفر لهم ولبائهم ولرحامهم‬
‫ربّ اشرحْ لي صدري ويسّر لي أمري واحلل عُقدةً من لساني يَفقهوا قولي‬

‫هنيئا لكم يا من هم من خير امة اخرجت للناس هنيئا لمن طلبوا العلم وعلّمهوه فنزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة‬
‫وحفتهم الملئكة وذكرهم ال فيمن عنده‬
‫هل بمن يريد التقرب من الرحمن‬
‫هل بالمقتصدين الذين يسعون ليكونوا في الدنيا من السابقين بالخيرات باذن ال ‪ ,‬ففضل كبير‬
‫هل باصحاب اليمين الذين يسعون ليكونوا حين تبلغ الحلقوم من المقربين ‪ ,‬فروح وريحان وجنة نعيم‬
‫هل باصحاب الميمنة الذين يسعون ليكونوا حين تقع الواقعة من السابقون السابقون المقربون ‪ ,‬فجنات النعيم‬
‫موسوعة كتب‬
‫خليفة ال ال (مهدي) ‪ ,‬المهدي الثاني ‪ ,‬الرجل الصالح (مهدي) ثالث ‪ ,‬اللّيْثُ الول واللّيْثُ الملك واللّيْثُ العتيق‬

‫تحليل واف يحتوي على إشارات وبراهين مأخوذة من المصادر السلمية كالقرآن الكريم والحديث النبوي والثار ‪ ,‬ومن ما ل‬
‫يتعارض مع ذلك في مصادر أخرى مثل التوراة والنجيل وبعض المصادر العلمية ومصادر اخرى طالما ل يوجد تعارض مع‬
‫الشريعة والسنة ان شاء ال وبشرح مبسط وبطريقة يسهل فهما ولربما سيكون هذا أكمل تحليل ملخص مبني على الدلئل قدم‬
‫للناس حتى الن ‪ ,‬ويتضمن على‬

‫موسوعة علمات الساعة‬


‫خليفة ال ال (مهدي) ‪ ,‬المهدي الثاني ‪ ,‬الرجل الصالح (مهدي) ثالث‬
‫الكتاب السابع‬
‫ملحظات حول تفسير سورة السراء‬
‫الفساد والعقاب الول لبني إسرائيل ‪" -‬عبادا لنا أولي بأس شديد"‬

‫المقدمة‬

‫‪1‬‬
‫كلمة عن الكتاب‬
‫الموقف من الحاديث والثار في علمات الساعة‬
‫اسلوب الكتابة موضوع الكتاب‬
‫لمن يريد المساهمة‬
‫الهدف‬
‫سبل المساهمة‬
‫الفصل الول‬
‫‪ -‬وعد الفساد الول‬
‫الفساد الول لبني اسرائيل‬
‫فَِإذَا جَا َء وَعْدُ أُول ُهمَا‬
‫البعث‬
‫الول ‪ -‬تدبر كلمة بعثنا‬
‫الفصل الثاني ‪ -‬تعريف عبادا لنا من القرآن بالمؤمنين المخلصين‬
‫"عِبَادًا لّنَا " معنى العبارة من القرآن الكريم‬
‫هي اساس تفسير ايات الفساد والعقاب‬
‫هم عباد ذو اخلص في العبادة ل سبحانه وتعالى‬
‫فكيف يكون الخلص في العبادة‬
‫الفصل الثالث ‪ -‬الصلة بين البعث وبين نقباء بني اسرائيل‬
‫الصلة بين "عِبَادًا لّنَا " وبين نقباء بني اسرائيل‬
‫الوفاء بعهد ال عز وجل‬
‫"عِبَادًا لّنَا " هم الموفون بالعهد مع ال‬
‫" عِبَادًا لّنَا " من أولوا اللباب‬
‫الفصل الرابع ‪ -‬من هم عبادا لنا‬
‫هل عيسى بن مريم عليه السلم من عِبَادًا لّنَا‬
‫هل الملئكة المقربون من عِبَادًا لّنَا‬
‫هل " عِبَادًا لّنَا " من أولياء ال‬
‫الفصل الخامس ‪ -‬الخلفاء المهديين الثلثة ‪ -‬عبادا لنا‬
‫عدم حصر الخلفة القادمة بخليفة واحد‬
‫ثلثة خلفاء صالحين يمكثون أربعين سنة ثم ل خير في الدنيا بعدهم‬
‫الدليل على وجود خليفتين كل منهما له لقب المهدي‬
‫مرحلة الخير والغيث والنبات في زمن المهدي محمد بن عبد ال‬
‫خروج الدجال وسنين القحط‬
‫خروج الدجال ونزول عيسى عليه السلم وصلته خلف الرجل الصالح‬
‫تعريف الرجل الصالح بالمهدي‬
‫الدليل في وجود الخليفة الثالث المهدي‬
‫بيعة الخليفة الول الهاشمي في المشرق ‪ -‬خليفة ال المهدي‬
‫الخلفاء الثلثة من عِبَادًا لّنَا‬
‫الفصل السادس ‪ -‬لماذا الجوس خلل الديار في المرة الولى‬
‫شدِيدٍ "‬
‫عبارة " ُأوْلِي بَ ْأسٍ َ‬

‫‪2‬‬
‫للَ الدّيَارِ "‬
‫عبارة " فَجَاسُواْ خِ َ‬
‫لماذا الجوس في الولى وليس التتبير‬
‫السفياني ليس من عبادا لنا‬
‫ما هو الوعد المفعول‬
‫هم نفس البعث في المراحل الثلثة‬
‫الفصل السابع ‪ -‬بعض اخطاء التفسير‬
‫الخطأ في تفسير " َوكَانَ وَعْدًا مّ ْفعُولً "‬
‫الفرق بين عبارة "عبادا لي" وعبارة " عِبَادًا لّنَا "‬
‫توضيح حديث موضوع مكذوب‬
‫نهاية الكتاب السابع‬

‫=======================================================‬
‫المقدمة‬
‫كلمة عن الكتاب‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫والحمد ل والصلة والسلم على رسوله الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين‬
‫اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫حكِيمُ‬
‫ك لَ عِلْمَ لَنَا ِإلّ مَا عَّلمْتَنَا إِ ّنكَ أَنتَ ا ْلعَلِيمُ ا ْل َ‬
‫قَالُواْ سُبْحَا َن َ‬
‫ايها الحبة في ال ‪ ,‬سنركز في هذا الكتاب على عدة نقاط هامة جدا وفي غاية التعقيد‬
‫حيث سنورد لكم ان شاء ال ملحظاتنا حول تفسير اليات الخاصة بالفساد الول لبني اسرائيل وعقابهم من سورة السراء‬
‫فاننا نختلف في ملحظاتنا مع معظم ما كتب في تفسير آيات الفساد والعقاب في سورة السراء‬
‫ما سنورد من ملحظات حول تفسير هذه اليات سيحتوي على مفاجئات عديدة‬
‫وسوف نقدم لكم الدليل من القرآن الكريم‬

‫الموقف من الحاديث والثار في علمات الساعة‬

‫في البداية سنشير بتلخيص الى اجازة البحث في علمات الساعة‬


‫عن ابى زيد وهو عمرو بن اخطب النصارى رضى ال عنه‪ ،‬قال‬
‫صلى بنا رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬الفجر ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر ‪ ،‬فنزل ثم صلى ‪ ،‬ثم صعد المنبر ‪،‬‬
‫فخطبنا حتى حضر العصر ‪ ،‬ثم نزل فصلى ‪ ،‬ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس‬
‫‪،‬فاخبرنا بما كان وبما هو كائن ‪ ،‬فأعلمنا أحفظنا‬
‫المام احمد ومسلم‬

‫عن عمر رضى ال تعالى عنه ‪ ،‬قال قام فينا النبى صلى ال عليه وسلم مقاما‬
‫فاخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل اهل الجنة منازلهم ‪ ،‬واهل النار منازلهم ‪،‬‬
‫حقظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه‬
‫رواه البخارى‬

‫لذلك يجوز لنا البحث والكلم في علمات الساعة بل يحبذ ذلك خاصة الن وفي هذا الزمن‬

‫‪3‬‬
‫ايها الحبة في ال ‪ ,‬سنختصر باذن ال ‪,‬‬
‫القصد من هذا الكتاب تنويركم واطلعكم على ما لدينا من ملحظات حول تفسير آيات الفساد وآيات العقاب الخاصة ببني‬
‫اسرائيل من سورة السراء‬
‫لقد اعتمدنا بالساس على ما ورد في القرآن الكريم وعلى ما جاء في احاديث الحبيب الصحيحة عليه افضل الصلة والسلم‬
‫وبعض الثار الواردة‬
‫ولكن اردنا لكم الطلع على كل ما ورد في مصادر اخرى طالما ل يتعارض مع الشريعة والسنه باذن ال‬
‫ايها الحبة في ال‬
‫إذا كان المر يتعلق بقضية في العقيدة أو موضوع شرعي كتحليل وتحريم‪ ،‬فإنه ل بد من الصحيح‬
‫والصحيح هو الذي يكون متصل السند او الرواة ‪ ,‬ليس شاذ اي ليس مخالفا لمن هو اقوى وارجح ‪,‬‬
‫وليس معلول اي ليس فيه ما يجبر عدم قبوله ‪,‬‬
‫ويكون الرواه مستقيمون في الدين والعقل‬
‫اما الحاديث والثار الواردة في الفتن والملحم وعلمات الساعة‬
‫فان المة الن تمر في زمن فتن تجعل الحليم حيرانا ‪ ,‬والمة في حالة ضعف وعطش دائم للعدل ‪ ,‬وبذلك معظم المة تصدق‬
‫معظم ما يروى‬
‫خاصة اذا كان يبشر بالعدل القادم وبالنصر ‪ ,‬فالغلبية تبحث عن ضوء في الظلم ولو كان حامله ضال‬
‫فماذا نفعل‬
‫امامنا اختياران ‪ ,‬الول النكار الشامل لكل ما هو ضعيف والخذ فقط بما هو صحيح وبذلك نفتح البواب امام الضالين ونتيح‬
‫الفرصة لهم‬
‫كي يؤولوا الحاديث والثار الضعيفة على غير وجهها‪ ,‬ربما عن جهل وربما عن قصد ‪ ,‬وبذلك ل يزداد الناس الى حيرة‬
‫والخيار الثاني ان ننظر الى الصحيح والضعيف وخاصة المتواتر في اللفظ او المعنى من الضعيف ‪,‬‬
‫فندقق ونمحص قدر الستطاعة ونبين الرأي فيه‬
‫فل يجوز لنا ان نصدق كل ما يروى فيها دون تدقيق وتمحيص كما ل يجوز لنا ان نتجاهلها بانكارها لضعف سندها ‪,‬‬
‫فمن انكر بعضها لضعف السند اتاح الفرصة للجهلء لتأويلها على غير وجهها‬
‫فاذا كان الحديث او الثر او الرواية التاريخية ل تتعلق بإثبات أمر شرعي أو نفيه سواء كان لذلك صلة بالشخاص أو بالحكام‬
‫كالحلل والحرام وخاصة اذا تواتر السند او اللفظ او المعني فسوف نبين ذلك خاصة اذا احتوى على بعض التفاصيل ‪,‬‬
‫وسنحاول الربط بما هو اقوى في السند ‪,‬‬
‫ولكن اذا كان الحديث او الثر غير متواتر في اي شكل وليس له صلة بما هو صحيح او حسن او يتعارض مع الشريعة اوالسنة‬
‫فلن نأخذ به‬
‫وان اوردناه لكم فسيكون بقصد التحذير‬
‫اما المصادر الخرى من غير الحديث والثر ‪ ,‬فزاد انتشارها الن بين الناس ‪,‬‬
‫لذلك نرى الحاجة الى كشف الغطاء عنها بل نرى في ذلك واجبا كي نبين لمن يؤمن بها الصحيح من الخطأ‬
‫ويكون ذلك باذن ال مجال لدعوتهم الى الصراط المستقيم‬
‫اللهم ان اصبت فهو منك والحمد لك وان اخطأت فهو من الشيطان والعفو والمغفرة منك‬
‫نرجوا من ال سبحانه وتعالى ان نكون عند حسن ظنكم بنا‬
‫اسلوب الكتابة‬
‫اتخذنا اسلوب بسيط يختصر الكلم في معظم الحالت ‪ ,‬كان التعليق قصير مع تبين الحاديث والثار ثم الستنتاج‬
‫لقد وضعنا في بعض الحالت نفس الحديث او الثر تكرارا ‪ ,‬وذلك لنبين تواتره خاصة في الضعيف‬
‫اما بالنسبة لتفسير الحديث او الثر ‪ ,‬ففي هذه الحالة وجب علينا التفسير الكامل قدر الستطاعة‬
‫اما في ملحظاتنا حول تفسير بعض اليات من القرآن الكريم ‪ ,‬فستكون ملحظاتنا ايضا بالتفصيل قدر الستطاعة‬
‫وهذا من فضل ال علينا ونرجوا من الحبة في ال التصحيح ان وجب‬
‫اللهم ان اصبت فهو منك والحمد لك وان اخطأت فهو من الشيطان والعفو والمغفرة منك‬

‫‪4‬‬
‫نرجوا من ال سبحانه وتعالى ان نكون عند حسن ظنكم بنا‬
‫اللهم علمنا كتابك وفقهنا فيه واجعلنا وكل من قرأ هذا ممن يتدبرون القرآن‬
‫اللهم اهدنا واهد بنا‬
‫اللهم جنبنا وكل من قرأ هذا الفتن ما ظهر منها وما بطن ‪ ,‬اللهم ل تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ول أقل من ذلك أنت مولنا ونعم‬
‫الوكيل‬
‫اللهم اغفر لمن قرأ هذا‪ ,‬اللهم اغفر لهم ولبائهم ولرحامهم‬
‫ربنا ل تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب‬

‫نشجع كل من يقرأ هذا ان ينقله وينشره على ان يعاهد ال ان لن يغير به شيأ وان يذكر مكان نشره وهو موقع القحطاني‬
‫‪www.alkahtane.com‬‬
‫والسلم عليكم‬
‫المدير العام ‪ -‬مصطفى سالم‬
‫من مواليد القدس الحبيبة المقيم في الوليات المتحدة‬
‫‪-------------------------------------------------‬‬
‫موضوع الكتاب‬

‫الحمد ل الذي يعلمنا ما ل نعلم ويقدرنا على ان نبينه للناس‬


‫سنورد لكم ان شاء ال ملحظاتنا حول تفسير اليات الخاصة بافساد بني اسرائيل الول وعقابهم الول من سورة السراء‬
‫حيث نختلف في ملحظاتنا مع معظم ما كتب في تفسير آيات الفساد والعقاب في سورة السراء‬
‫ما سنورده من ملحظات حول تفسير هذه اليات سيحتوي على مفاجئات عديدة‬
‫وسوف نقدم الدليل من القرآن الكريم‬

‫قال العلبية ان عبادا لنا هم من الكفار وكل ذلك خطأ كبير حيث سنبين انهم من المؤمنين‬
‫ول يتفق معنا في هذه النقطة اي من العلماء ال عالم واحد وهو محمد متولي الشعراوي رحمه ال وادخله فسيح جناته‬
‫لكنه رحمه ال لم يتعمق في تفسير هذه اليات الشريفة‬
‫سنركز باذن ال في هذا الكتاب على تدبر آية واحدة من سورة السراء وهي الية الخامسة‬
‫َفإِذَا جَاء َوعْدُ أُولهُمَا بَعَ ْثنَا‬
‫ن َوعْدًا ّمفْعُولً ‪5‬‬
‫للَ الدّيَا ِر وَكَا َ‬ ‫خَ‬ ‫علَيْكُ ْم عِبَادًا لّنَا ُأ ْولِي َبأْسٍ شَدِيدٍ َفجَاسُو ْا ِ‬
‫َ‬
‫سنبين لكم عدة دلئل من القرآن الكريم ‪ ,‬معظمها جديد لم يذكر من قبل‬

‫اللهم ان اصبت فهو منك والحمد لك وان اخطأت فهو من الشيطان والعفو والمغفرة منك‬
‫نرجوا من ال سبحانه وتعالى ان نكون عند حسن ظنكم بنا‬
‫وان ينفعنا وينفعكم بما علمنا‬
‫وان يهدنا ويهد بنا‬

‫لمن يريد المساهمة‬


‫الهدف‬
‫هدفنا هو اطلع الناس على ما نعتقد انه الصحيح في علمات الساعة ومن خلل ذلك الدعوة الى ال سبحانه وتعالى‬
‫وهذا امر هام جدا ول يجوز ان ل نبذل اقصى الجهد كي نطقنه ‪ ,‬فالكثير ممن اورد معلومات في هذا‬

‫‪5‬‬
‫المجال اخطأ لدرجة ان الناس ل يؤمنون بمعظم ما يكتب في هذا الموضوع ‪ ,‬لذلك لن نكون كهؤلء ان شاء ال ‪,‬‬
‫لدينا معظم المعلومات الواردة في هذا المجال نتيجة البحث والقرائة ونتيجة الجتهاد ونتيجة الكشف باذن وبعون ال سبحانه‬
‫وتعالى‬
‫‪---------------------‬‬
‫سبل المساهمة‬
‫الى الخوة والخوات الكرام الذين يودون المساهمة معنا‬
‫فان شاء ال لن نحرمكم من الثواب‬
‫ونطلب منكم ما استطعتم من التالي ونكرر ما استطعتم ‪ ,‬فل يكلف ال نفسا ال وسعها‬
‫نطلب منكم التوجه الى ال بالدعاء كي يكف ايدي الظالمين عنا ويوفقنا فيما يرضيه‬
‫وان تطبعوا ما استطعتم مما نورده وان توفروه لمن ل يملك جهاز كمبيوتر ولكم الثواب ان شاء ال‬
‫كما نطلب منكم ان ترسلوا هذا الكتاب الى كل الخوة والخوات عبر البريد اللكتروني‬
‫وان تخبروا الخرين عن مهمتنا عبر المنتديات وكافة مجالت النقاش على النترنت وبرامج اخرى ‪ ,‬ولكم الثواب ان شاء ال‬
‫نطلب ممن يستطيع الترجمة الى اي لغة غير العربية ان يساعدنا فورا‬
‫نطلب ممن يستطيع ‪ ,‬ان يوفر لنا اي كتب نادرة وقديمة واي مخطوطات تتعلق بعلمات الساعة‬
‫كما نطلب ممن يستطيع ان يوفر لنا‬
‫نسخة قديمة كاملة او جزء من نسخة قديمة من التوراة والنجيل‬
‫خاصة صيغة الفولكات يتفاوق عمرها عن الف سنة‬
‫وجزاكم ال خيرا‬

‫سنعرض هذا الكتاب مجانا للجميع‬

‫جرِيَ ِإلّ عَلَى رَبّ ا ْلعَاَلمِينَ‬


‫جرٍ ِإنْ َأ ْ‬
‫سأَُلكُمْ عََل ْي ِه مِنْ َأ ْ‬
‫َومَا َأ ْ‬

‫نرجوا من المولى عز وجل‬


‫ان تكونوا من الفئة الناجية الذي تؤمن بال وملئكته وكتبه ورسله ‪ ,‬وان حبيبنا ونبينا عليه افضل الصلة والسلم‬
‫خاتم النبياء وان تحبوا من حبهم رسولنا وان تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر ‪ ,‬وأن تتقربوا من الرحمن وان ل تهنوا ول‬
‫تحزنوا مهما حصل لنكم امة الحبيب ولنكم العلون فوال كفانا تفرق وكفانا خلف ولقد آن الوان للصحوة وللوحدة‬
‫فلم يبقى من الزمن ال القليل وهذا القليل المظلم يجب ان نستعد له بالتمسك بالسنة والصبر ‪ ,‬فسوف يليه الفجر ان شاء ال‬
‫فنحن خير أمة ووجب علينا ان نتصرف ونتعامل مع الناس كخير أمة‬

‫تحصنت بذي الملك والملكوت ‪ ,‬واعتصمت بذي العزة والجبروت ‪ ,‬وامتنعت بذي القدرة والملكوت‬
‫من كل ما اخاف واحذر‬
‫اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن‬
‫اللهم اتنا في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة وقنا عذاب النار‬
‫ربنا ل تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب‬

‫‪6‬‬
‫ربنا انك جامع الناس ليوم ل ريب فيه ان ال ل يخلف الميعاد‬
‫الحمد ل وافضل الصلة والسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه‬
‫والسلم عليكم ورحمة ال وبركاته‬
‫الفقير الى ال ‪ ,‬ابو حسن‬
‫‪www.alkahtane.com‬‬
‫=============================‬
‫الفصل الول‬
‫الفساد الول والعقاب الول‬
‫ح َمنِ ال ّرحِيمِ ‪ .2‬ا ْلحَمْدُ لِّ رَبّ الْعَالَمِي َ‬
‫ن‬ ‫‪ِ .1‬بسْمِ الِّ ال ّر ْ‬
‫‪ .3‬ال ّرحْ َمنِ ال ّرحِيمِ ‪ .4‬مَالِكِ َيوْمِ الدّينِ ‪ .5‬إِيّاكَ َنعْبُ ُد وَإِيّاكَ نَسْتَعِينُ ‪.6‬‬
‫علَ ْيهِ ْم وَلَ الضّالّينَ‬
‫ب َ‬‫علَ ْيهِ ْم غَيْرِ الْمَغْضُو ِ‬‫ت َ‬
‫اهدِنَا الصّرَاطَ الْ ُمسْ َتقِيمَ ‪ .7‬صِرَاطَ الّذِينَ أَنْعَمْ َ‬
‫الم *‬
‫َذلِكَ الْكِتَابُ لَ رَيْبَ فِي ِه هُدًى ّللْمُ ّتقِينَ *‬
‫ب وَ ُيقِيمُونَ الصّل َة وَمِمّا َرزَقْنَاهُمْ يُن ِفقُونَ *‬ ‫الّذِينَ ُيؤْمِنُونَ بِالْغَيْ ِ‬
‫ك وَمَا أُن ِزلَ مِن قَ ْب ِلكَ وَبِالخِرَ ِة هُمْ يُوقِنُونَ *‬ ‫وَالّذِينَ ُيؤْمِنُونَ بِمَا أُن ِزلَ ِإلَ ْي َ‬
‫ك عَلَى هُدًى مّن رّ ّبهِ ْم وَأُولَ ِئكَ هُمُ الْ ُم ْف ِلحُونَ‬ ‫ُأ ْولَ ِئ َ‬
‫سبحان ال وبحمده عدد خلقة ورضا نفسه وزنة عرشة ومداد كلماته‬
‫اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد‬
‫بما هو اهله وبما انت اهله حتى تحب وترضى‬
‫علّمْتَنَا إِ ّنكَ أَنتَ الْ َعلِيمُ ا ْلحَكِي ُم‬
‫علْ َم لَنَا إِلّ مَا َ‬
‫سُ ْبحَا َنكَ َل ِ‬
‫يا ال ‪ ,‬اني ادرك انني مقصر نحوك ‪ ,‬وما تمن علي به من علم فهو من كرمك وجودك علي‬
‫فآه من ذنوبي واخطائي ‪ ,‬لكنك سبحانك انت الرحمن الرحيم وانت الجواد الكريم ‪ ,‬غفرانك ربي‬
‫استغفرك واتوب اليك‬
‫قلت وقولك حق ‪ ,‬قل هو ال احد ‪ ,‬يا ال اشهد انك انت ال الحد الصمد ‪ ,‬ل اله ال ال‬
‫يا ال ‪ ,‬يا من هو ال احد‬
‫الهي ‪ ,‬من ذا الذي يعلمني ‪ ,‬ان لم تمن علي بفضلك وجودك وتعلمني‬
‫عدو منعني وطردني ‪ ,‬ام مضيف يتربص بي ‪ ,‬ام ممن يعلم من قومي فيبخل علي ويكتم عني‬
‫استغفرك واتوب اليك يا من اذا اراد ‪ -‬بسط فعلمني ‪ -‬ويا من اذا اراد قبض فل علم لي‬
‫يا ال ‪ ,‬انت الكرم ‪ ,‬يا من علمني ما ل اعلم‬
‫الهي اني اطمع بجودك وكرمك واحسن الظن بك فزدني علما‬

‫‪7‬‬
‫يا ال ‪ ,‬يا رفيع الدرجات ذو العرش ‪ ,‬هب لي من لدنك رحمة انك انت الوهاب‬
‫يا ال ل تعاملني بما انا اهله فاني مذنب مقصر اقف عند بابك ذلول‬
‫اطمع برحمة منك فهب لي من لدنك رحمة واهدني سواء السبيل‬
‫اللهم عاملني بما انت اهله ول تعاملني بما انا اهله‬
‫سبحانك انك اهل التقوى واهل المغفرة‬
‫اللهم ارحم خير امة اخرجت للناس واهدها سواء السبيل‬
‫اللهم ارحم كل من يقرأ هذا من السجد الركوع واهدهم سواء السبيل‬
‫اللهم اجعل عملي هذا خالصا لوجهك الكريم وتقبله مني ‪ ,‬يا كريم يا ال‬
‫الحمد لك على نعمة حمدك والحمد لك انك انت ال ل اله غيرك‬
‫الحمد لك على انك انت الكريم وانك انت الوهاب وانك انت الرحمن الرحيم‬
‫وانك انت بكل اسم لك ما علمت به وما لم اعلم ‪ ,‬الحمد لك انك انت ال‬
‫اللهم الحمد لك على نعمة خير الخلق محمد عليه وعلى آله افضل الصلة والسلم‬
‫اللهم الحمد لك على نعمة السلم وعلى نعمة اليمان وعلى نعمة الرسل والملئكة عليهم‬
‫السلم‬
‫اللهم الحمد لك على نعمك التي ل تعد ول تحصى سبحانك وبحمدك‬
‫سبحانك رب العزة عما يصفون وسلم على المرسلين‬
‫والحمد ل رب العالمين‬
‫الى الركع السجود‬
‫رجائي من الركع السجود ان تنصروني عندما اخطيء‬
‫شدًا‬
‫ن هَذَا رَ َ‬
‫عَسَى أَن َيهْدِ َينِ رَبّي لَِقْرَبَ ِم ْ‬
‫وان ل تحرمونني من دعائكم‬
‫سوَاء السّبِيلِ‬ ‫عَسَى رَبّي أَن َيهْدِ َينِي َ‬

‫ايها الحبة في ال‬


‫لقد اراد ال لنا ان نستمر والحمد ل‬
‫ل تهنوا ول تحزنوا وانتم العلون ايها المؤمنون‬
‫واحذروا الرويبضة شياطين النس فهم اخطر عليكم من شياطين الجن‬
‫واصبروا فان وعد ال حق‬
‫وتمسكوا بالدين والسنة فذلك مفتاح النجاة من الفتن القادمة‬

‫‪8‬‬
‫تقربوا الى الرحمن بما استطعتم واتقوا ال فيما تقولون وفيما تفعلون‬
‫اذكركم ونفسي المقصرة بتقوى ال‬
‫سبحان من قال وقوله حق‬
‫لّ وَذَرُواْ مَا َبقِيَ ِمنَ الرّبَا إِن كُنتُم ّمؤْ ِمنِينَ‬ ‫يَا أَ ّيهَا الّذِينَ آمَنُواْ ا ّتقُواْ ا َ‬
‫َفإِن لّمْ َتفْ َعلُواْ‬
‫لّ وَرَسُولِهِ‬ ‫َف ْأذَنُواْ ِبحَرْبٍ ّمنَ ا ِ‬
‫ظلَمُونَ‬
‫ن وَلَ ُت ْ‬ ‫ظلِمُو َ‬
‫وَإِن تُ ْبتُمْ َفلَكُمْ ُرؤُوسُ أَ ْموَالِكُمْ لَ َت ْ‬
‫سلِمُونَ‬
‫حقّ ُتقَاتِ ِه وَلَ َتمُو ُتنّ ِإ ّل وَأَنتُم مّ ْ‬
‫لّ َ‬‫يَا أَ ّيهَا الّذِينَ آمَنُواْ ا ّتقُواْ ا َ‬
‫لّ جَمِيعًا وَلَ َتفَرّقُواْ‬ ‫وَاعْتَصِمُواْ ِبحَ ْبلِ ا ِ‬
‫لّ لَ َعلّكُمْ ُت ْف ِلحُونَ‬
‫يَا أَ ّيهَا الّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُو ْا وَصَابِرُو ْا وَرَا ِبطُواْ وَا ّتقُواْ ا َ‬
‫ت لِغَ ٍد وَا ّتقُوا الَّ‬
‫لّ َولْتَنظُرْ َنفْسٌ مّا قَدّ َم ْ‬ ‫يَا أَ ّيهَا الّذِينَ آمَنُوا ا ّتقُوا ا َ‬
‫لّ خَبِيرٌ بِمَا تَعْ َملُونَ‬
‫ِإنّ ا َ‬
‫سقُونَ‬
‫ك هُمُ ا ْلفَا ِ‬‫سهُمْ ُأ ْولَ ِئ َ‬
‫وَل تَكُونُوا كَالّذِينَ َنسُوا الَّ َفأَنسَاهُمْ أَنفُ َ‬
‫=============================================‬

‫الفساد الول‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫سبحان من قال وقولة الحق في سورة السراء‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫لقْصَى‬
‫سجِدِ ا َ‬
‫سُبْحَانَ الّذِي أَسْرَى ِبعَ ْب ِدهِ لَيْلً مّنَ ا ْل َمسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى ا ْلمَ ْ‬
‫سمِيعُ ال َبصِير ‪1‬‬ ‫حوَْلهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنّهُ ُهوَ ال ّ‬‫الّذِي بَا َركْنَا َ‬

‫‪9‬‬
‫جعَلْنَاهُ ُهدًى لّبَنِي إِسْرَائِيلَ َألّ تَتّخِذُواْ مِن دُونِي َوكِيلً ‪2‬‬ ‫ب وَ َ‬
‫وَآتَيْنَا مُوسَى ا ْلكِتَا َ‬
‫شكُورًا ‪3‬‬ ‫حمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنّهُ كَانَ عَبْدًا َ‬ ‫ذُرّيّةَ مَنْ َ‬
‫ن وَلَ َتعْلُنّ عُُلوّا كَبِيرًا ‪4‬‬
‫سدُنّ فِي الَرْضِ مَرّتَيْ ِ‬ ‫َو َقضَيْنَا إِلَى بَنِي ِإسْرَائِيلَ فِي ا ْلكِتَابِ لَ ُتفْ ِ‬
‫َفإِذَا جَاء َوعْدُ أُولهُمَا بَعَ ْثنَا‬
‫ن َوعْدًا ّمفْعُولً ‪5‬‬
‫للَ الدّيَا ِر وَكَا َ‬ ‫خَ‬ ‫علَيْكُ ْم عِبَادًا لّنَا ُأ ْولِي َبأْسٍ شَدِيدٍ َفجَاسُو ْا ِ‬
‫َ‬
‫جعَلْنَاكُمْ َأكْثَرَ َنفِيرًا ‪6‬‬ ‫ن وَ َ‬ ‫ل وَبَنِي َ‬‫ثُمّ َردَدْنَا َلكُمُ ا ْلكَ ّرةَ عَلَ ْي ِه ْم وََأمْدَدْنَاكُم بَِأ ْموَا ٍ‬
‫سكُ ْم وَإِنْ َأسَأْتُمْ فََلهَا‬‫حسَنتُ ْم لَِنفُ ِ‬ ‫إِنْ َأحْسَنتُمْ أَ ْ‬
‫فَِإذَا جَاء وَعْدُ الخِ َرةِ‬
‫سجِدَ َكمَا دَخَلُوهُ َأ ّولَ مَ ّرةٍ وَلِيُتَبّرُواْ مَا عََلوْاْ تَتْبِيرًا ‪7‬‬ ‫لِيَسُوؤُواْ ُوجُو َهكُ ْم وَلِيَ ْدخُلُواْ ا ْلمَ ْ‬
‫حصِيرًا ‪8‬‬ ‫جهَنّمَ لِ ْلكَافِرِينَ َ‬‫جعَلْنَا َ‬‫عدْنَا وَ َ‬ ‫ح َمكُ ْم وَإِنْ عُدتّمْ ُ‬ ‫عسَى رَ ّب ُكمْ أَن يَ ْر َ‬ ‫َ‬

‫لقد اشرنا في الكتاب السابق الى ان مراحل الفساد المذكورة في سورة السراء تتكون من ثلثة مراحل‬
‫الفساد الول والفساد الثاني وقمة الفساد وهو ادعاء اللوهية وذلك العلو الكبير‬
‫كما بيينا ان هذه المراحل الثلثة لم تحدث في الماضي البعيد واننا الن نمر في نهاية مرحلة الفساد الول‬
‫وبذلك تكون مراحل العقاب الثلثة في المستقبل ولم تحدث في الماضي‬
‫في هذا الكتاب سنبين باذن ال المزيد من الدلئل من كتاب ال على ذلك‬
‫عدُ أُول ُهمَا " تعني ان الفساد الول لم يحدث في الماضي البعيد‬
‫كما سنبين باذن ال ان عبارة " فَإِذَا جَا َء وَ ْ‬
‫وان عبارة " عِبَادًا لّنَا " تعني ان المبعوثون ليسوا بكفار بل هم من قمة المؤمنين‬
‫هم فئة خاصة بالخلص في العبادة ل عز وجل‬
‫هم الموفون بالعهد المبعوثون لعقاب احفاد المنقضون بالعهد وهم من أولوا اللباب‬
‫ثم سنوضح ظروف العقاب الول وكيفيته ومعنى الجوس خلل الديار وفي عهد من يتم من الخلفاء‬
‫كما سنبين من هم الخلفاء الثلثة‬
‫كل ذلك باذن المولى عز وجل‬

‫سبحان من قال وقوله الحق‬


‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫َومَا أُوتِيتُم مّن ا ْلعِلْمِ ِإلّ قَلِيلً‬
‫سبحانك ل علم لنا ال ما علمتنا انك انت العليم الحكيم‬

‫ربّ اشرحْ لي صدري ويسّر لي أمري واحلل عُقدةً من لساني يَفقهوا  قولي‬

‫لنأخذ القسم الول من الية الشريفة‬


‫زمن الفساد الول‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫َفإِذَا جَاءَ وَعْ ُد أُولهُمَا‬
‫كلمة اذا ل تعني ال شرط لما سيأتي لحقا في الزمان‬
‫كما تقول اذا نمت صحوت من النوم ‪ ,‬فل صحوة من النوم ال اذا نمت‬

‫فاذا جاء زمن الفساد الول ‪ -‬ذلك شرط لحدث في المستقبل والشرط هو حدوث الفساد الول بشروطه‬
‫والحدث هو بعث العباد للعقاب‬

‫‪10‬‬
‫وسوف يتحقق هذا الشرط عندما يتحقق معنى الفساد كما اشرنا اليه سابقا‬
‫حيث يكون الفساد في الرض بشكل عام وفي المسجد القصى والقرى الذي بارك ال عز وجل فيها من حوله بشكل خاص‬

‫فحالة الوعد دائما تكون في المستقبل وليس في الماضي‬


‫وذلك يكفي كي نعرف ان الوعد الول والثاني يكونان بعد نزول القران‬
‫وذلك وحده كافي للوا اللباب ان يعلموا ان ل علقة لقصة طالوت وجالوت بالفساد الول لحدوثها قبل نزول القرآن‬
‫ول علقة لقصة بختنصر وقومه لنها ايضا حدثت قبل نزول القرآن‬
‫ولكن وباذن ال سنبين المزيد من الدلة على ان الفسادين لم يحدثا قبل نزول القرآن الكريم‬
‫ومن ثم سنبين باذن ال من هم عبادا لنا حيث انهم ليسوا من الكافرين كما قال كافة العلماء‬
‫وسنبين ايضا معنى الجوس خلل الديار‬
‫كل ذلك باذن ال‬

‫باسلوب بسيط نطرح سؤال‬


‫كيف يعقل ان يكون الوعد لحدث في المستقبل قد حدث قبل نزول الخبار بالوعد في القرآن الكريم‬
‫كيف يعقل ان يكون هذا الفساد الول قد حدث قبل نزول القرآن‬
‫وان العقاب الول قد حدث في قصة طالوت وجالوت‪ ،‬وأن الفساد الثاني قد حدث في قصة بختنصر قبل نزول القرآن‬
‫ثم يأتي القرآن ويخبرنا بوعد من المولى عز وجل والوعد ل يكون ال لحدث قادم في المستقبل‬

‫لنتدبرمعنى عبارة " فَِإذَا جَا َء وَعْدُ " من القرآن الكريم‬


‫تعودنا والحمد ل على تفسير القرآن الكريم من القرآن الكريم‬
‫وردت هذه العبارة " فَِإذَا جَا َء وَعْدُ " في القرآن الكريم ‪ 4‬مرات ‪ ,‬ثلثة منها في سورة السراء‬
‫ثم وردت العبارة " فَِإذَا جَا َء وَعْدُ " في سورة الكهف وذلك ما سيؤكد لنا ان معناها يشير الى حدث في المستقبل‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫ج َعلَ بَيْنَنَا وَبَيْ َنهُمْ سَدّا‬
‫ج َعلُ َلكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَ ْ‬ ‫ج َومَأْجُوجَ ُمفْسِدُونَ فِي الَرْضِ َف َهلْ نَ ْ‬ ‫قَالُوا يَا ذَا ا ْلقَرْنَيْنِ إِنّ يَ ْأجُو َ‬
‫ج َعلْ بَيْ َنكُ ْم وَبَيْ َنهُمْ َر ْدمًا‬
‫قَالَ مَا َمكّنّي فِيهِ رَبّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي ِب ُق ّوةٍ أَ ْ‬
‫علَيْهِ ِقطْرًا‬‫جعََلهُ نَارًا قَالَ آتُونِي ُأفْ ِرغْ َ‬ ‫آتُونِي زُبَرَ ا ْلحَدِيدِ حَتّى ِإذَا سَاوَى بَيْنَ الصّ َدفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتّى ِإذَا َ‬
‫ظهَرُوهُ َومَا اسْتَطَاعُوا َلهُ َنقْبًا‬ ‫َفمَا اسْطَاعُوا أَن َي ْ‬
‫قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مّن رّبّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبّي جَعَلَهُ َدكّاء‬
‫وَكَانَ وَعْ ُد رَبّي حَقّا‬
‫سورة الكهف ‪ -‬سورة ‪ - 18‬آية ‪98 -94‬‬

‫قصة ذي القرنين ستنبين لنا معنى هذه العبارة باذن ال من القرآن الكريم‬
‫يورد القرآن الكريم ان ‪ -‬بعد بناء ذي القرنين للسد الذي يحجز يأجوج و مأجوج عن القوم‬
‫قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مّن رّبّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبّي جَ َعلَهُ دَكّاء "‬ ‫"‬
‫قال هذا رحمة من ربي ‪ -‬اي بناء السد‬
‫ثم قال ‪ -‬فاذا جاء وعد ربي جعله دكاء‬
‫هذا وعد من المولى عز وجل بخصوص حدث في المستقبل ل شك فيه‬
‫والوعد هنا هو ازالة الحاجز او السد الذي يفصل بيننا وبين قوم يأجوج ومأجوج‬

‫‪11‬‬
‫وهذا الوعد يصف حدثا سيتم في المستقبل بعد نزول القرآن الكريم‬
‫فهنا تفسير معنى عبارة " فَِإذَا جَا َء وَعْدُ " واضحا كالشمس‬
‫وهو حدث في المستقبل وهذا حال الوعد دائما‬
‫وهذه هي الية الوحيدة في القرآن الكريم التي تشير الى معنى هذه العبارة‬
‫وهو الخبار عن حدث في المستقبل ولم يحدث قبل نزول القران‬
‫دليل ل جدال فيه‬

‫فكيف يمكن ان تورد نفس العبارة بنفس التشكيل في اية اخرى وتعني العكس‬
‫هل يعقل هذا يا خير امة اخرجت للناس‬

‫الستنتاج الول‬
‫كلمة اذا في‬
‫َفإِذَا جَاء َوعْدُ أُولهُمَا بَ َعثْنَا‬
‫ل تعني ال شرط لما سيأتي لحقا في الزمان بعد نزول القرآن الكريم‬
‫فاذا جاء زمن الفساد الول ‪ -‬ذلك شرط لحدث في المستقبل‬
‫والمستقبل يكون بعد الخبار في الحدث في القرآن‬
‫اي ان الوعد الول يكون بعد نزول القرآن الكريم‬
‫وبما ان الوعد الثاني يلي الوعد الول فهو ايضا بعد نزول القرآن الكريم‬
‫وان لم يحدث الوعد الول قبل نزول القرآن الكريم فكذلك لم يحدث العقاب الول قبل نزول القرآن الكريم‬

‫الستنتاج الثاني‬
‫عبارة " َفِإذَا جَاء َوعْد "‬
‫حالة الوعد تشير دائما الى حدث في المستقبل وليس الى حدث في الماضي‬
‫والدليل من القرآن الكريم‬
‫عدُ " في سورة الكهف تشير الى حدث سيكون في المستقبل‬ ‫عبارة " فَإِذَا جَا َء وَ ْ‬
‫جعَلَهُ َدكّاء "‬
‫عدُ رَبّي َ‬
‫حمَةٌ مّن رّبّي فَإِذَا جَا َء وَ ْ‬
‫" قَالَ َهذَا َر ْ‬
‫عدُ " في سورة السراء تشير الى حدث سيكون في المستقبل‬ ‫كذلك عبارة " فَإِذَا جَا َء وَ ْ‬
‫اي بعد نزول القرآن الكريم‬
‫وبذلك نستنتج ان الفساد الول وكل ما يليه من عقاب اول ومن افساد ثاني وعقاب ثاني لم يحدثا قبل نزول القرآن الكريم‬
‫وكل ما قيل ان احدهم او كلهما قد حدث قبل نزول القرآن فهو خطأ‬
‫وهذا التفسير من القرآن الكريم‬

‫نحن خير امة اخرجت للناس‬


‫نرجع دائما الى القرآن الكريم والى قول الرسول عليه وعلى آله افضل الصلة والسلم‬
‫ومن ثم ننظر الى ما قال العلماء ان لم يخالف قولهم ما جاء في القرآن الكريم والحديث الشريف‬
‫فان كان هناك خلف وجب علينا رد قولهم‬

‫فالقرآن الكريم يبين ان هذا الوعد الول قادم بعد نزول القرآن‬
‫ول يوجد حديث صحيح واحد للحبيب عليه وعلى آله افضل الصلة والسلم يبين عكس ذلك‬
‫وبذلك نستنتج‬

‫‪12‬‬
‫الستنتاج الثالث‬
‫ان كل ما قيل في ان وعد الولى قد حدث قبل نزول القرآن الكريم فهو قول غير صحيح‬
‫ان وعد الولى لم يحدث قبل نزول القران الكريم‬
‫وذلك بتعريف معنى عبارة " فَإِذَا جَاء وَعْد " من نفس المصدر اللهي القران الكريم‬
‫فل يعلوا قول اي كان على القرآن الكريم‬
‫كما ل يعلوا قول اي كان على قول الرسول عليه الصلة والسلم‬

‫سنبين ايضا باذن ال‬


‫ان الفساد الول لم يحدث في الماضي البعيد وبذلك فان العقاب الول لم يحدث بعد‬
‫كل ذلك في مكانه ‪ -‬وبمشيئة المولى عز وجل‬

‫هذا ما نراه صحيحا والعلم عند ربي‬

‫استغفر ال الذي ل اله الهو الحي القيوم واتوب اليه‬


‫القرآن الكريم اعظم كتاب علم ‪ ,‬لم ولن تنتهي معجزاته‬
‫اللهم علمنا كتابك وفقهنا فيه واجعلنا وكل مؤمن يقرأ هذا ممن يتدبرون القرآن ‪ ,‬اللهم ل حول لنا ول قوة ال بك ‪,‬‬
‫اللهم اعفو عنا واغفر لنا وارحمنا ‪ ,‬انت مولنا فانصرنا على القوم الكافرين‬
‫===========================================================‬

‫لنأخذ القسم الثاني من الية الشريفة‬


‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫شدِيد‬
‫علَيْكُمْ عِبَادًا لّنَا أُولِي َبأْسٍ َ‬
‫بَعَ ْثنَا َ‬
‫من صفات هؤلء العباد " عِبَادًا لّنَا " اختصاصهم بكلمة " بَعَ ْثنَا "‬
‫سنبين باذن ال انه يستحيل ان يكون هؤلء العباد‬
‫ال من المؤمنين الصالحين المقربين الى المولى عز وجل‬
‫وفي ذلك دليل على امرين‬
‫الول ‪ -‬ان عبادا لنا من المؤمنين الصالحين المقربين‬
‫والثاني ‪ -‬ان ل علقة لي كافر كان في الماضي او المستقبل بالعقاب الول لبني اسرائيل وما‬
‫يخلفه ‪ -‬وبذلك نفي كل ما قيل في ان العقاب الول وما يخلفه قد حدث على ايدي كفار‬
‫رغم اجازة اغلبية العلماء ان عبارة "عبادا لنا" يمكن ان تكون وصفا للمؤمن او للكافر ‪ ,‬ورغم قول البعض انها للكافر‬
‫نحن نصر على انهم على خطأ كبير جدا وانها ل تخص ال المؤمنين‬
‫بل نقول ان عبارة "عبادا لنا" تخص فئة مميزة من المؤمنين‬
‫ولم نجد من يوافقنا في هذا القول ال عالما واحدا من علمائنا المعاصرين‬
‫الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه ال وادخله فسيح جناته‬
‫حيث قال في تفسيره لعبادا لنا‬
‫فل يستقيم القول بأن الفساد الول جاء في قصة طالوت وجالوت‪ ،‬وأن الفساد الثاني جاء في قصة بختنصر‪.‬‬
‫وقوله‪ { :‬وَعْدُ }‪ .‬والوعد كذلك ل يكون بشيء مضى‪ ،‬وإنما بشيء مستقبل‪ .‬و { أُول ُهمَا } أي‪ :‬الفساد الول‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫وقوله‪َ { :‬بعَثْنَا عَلَ ْيكُمْ عِبَاداً لّنَآ‪[ } ...‬السراء‪]5 :‬‬
‫وفي هذه العبارة دليل آخر على أن الفسادتين كانتا في حضن السلم؛‬
‫لن كلمة { عِبَاداً } ل تطلق إل على المؤمنين‬
‫نهاية كلم الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه ال وادخله فسيح جناته‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫هناك امران اساسيان لتدبر هذا الجزء من الية الشريفة وللتعرف على هؤلء العباد‬

‫الول كلمة " بَعَثْنَا "‬


‫سنبين ان شاء ال ان هذه الكلمة لم تستعمل في القرآن الكريم ال للنبياء والرسل والصالحين‬

‫الثاني عبارة " عِبَادًا لّنَا "‬


‫سنبين ان شاء ال انها وصف خاص لعباد صالحين بل فئة خاصة مميزة من العباد الصالحين‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ‪ ,‬بما هو اهله وبما انت اهله حتى تحب وترضى‬

‫لنتدبر باذن ال كلمة " َب َع ْثنَا " في القرآن الكريم‬


‫سبحان ال الذي يعلمنا ما ل نعلم متى يشاء ‪ ,‬فمعجزات القرآن الكريم ل تنتهي‬
‫وجب علينا تدبر هذا الكتاب العظيم ‪ ,‬هذا القرآن الكريم‬
‫لقد وردت كلمة " َب َع ْثنَا " ‪ 6‬مرات في القرآن الكريم‬
‫ذكرت حسب الترتيب في القرآن الكريم كالتالي‬

‫المرة الولى ذكرت مع نقباء بني اسرائيل حيث كانوا من المناء في الصل‬
‫وبينت الية الشريفة شروط و تعليمات واضحة لهؤلء النقباء ولبني اسرائيل لكي يكونوا على هدى‬
‫ولكنهم نقضوا الميثاق‬
‫لكن عندما ذكرت فيهم كانوا قطعا على القل من المناء ولم يكونوا كفار‬

‫ثم ذكرت ‪ 4‬مرات في ذكر الرسل والنبياء‬

‫ثم ذكرت ولخر مرة في القرآن الكريم في سورة السراء في ذكر العباد الخاصين‬
‫" َبعَثْنَا عَلَ ْيكُمْ عِبَادًا لّنَا "‬

‫فهل هناك صلة‬


‫هذا هو كتاب ال عز وجل‬
‫نعم هناك صلة وسوف نبينها باذن ال خلل تدبر كلمة " َبعَثْنَا "‬

‫اول‬
‫سنبين في اليات التالية ان كلمة بعثنا لم تورد ال في الصالحين والنبياء‬

‫سورة المائدة ‪ -‬سورة ‪ - 5‬آية ‪12‬‬

‫‪14‬‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫عشَ َر نَقِيبًا‬‫سرَآئِيلَ وَ َب َع ْثنَا مِنهُ ُم ا ْث َنيْ َ‬ ‫ق َبنِي ِإ ْ‬‫ل مِيثَا َ‬ ‫خذَ ا ّ‬ ‫وَلَ َقدْ َأ َ‬
‫سنًا‬
‫حَ‬‫ل قَ ْرضًا َ‬
‫ضتُ ُم ا ّ‬
‫ع ّز ْر ُتمُو ُهمْ وََأقْ َر ْ‬
‫َوقَالَ الّ ِإنّي َم َع ُكمْ َلئِنْ َأ َقمْ ُت ُم الصّلَةَ وَآ َت ْي ُتمُ ال ّزكَاةَ وَآمَنتُم ِبرُسُلِي وَ َ‬
‫ل ْنهَارُ‬
‫ح ِتهَا ا َ‬
‫جرِي مِن َت ْ‬ ‫ت َت ْ‬‫جنّا ٍ‬ ‫ل ْدخَِل ّن ُكمْ َ‬
‫س ّيئَا ِتكُمْ َو ُ‬
‫لّكَ ّفرَنّ عَن ُكمْ َ‬ ‫ُ‬
‫سبِيلِ‬‫سوَاء ال ّ‬ ‫َفمَن َك َفرَ َب ْع َد ذَِلكَ مِن ُكمْ فَ َق ْد ضَلّ َ‬

‫ان نقباء بني اسرائيل الثنى عشر حين البعث لم يكونوا كفارا بل كانوا من المناء والصالحين لسببين‬

‫السبب الول‬
‫مجرد اتخاذ المولى عز وجل هؤلء كنقباء لبني اسرائيل كي يكونوا شهداء وضمناء للميثاق‬
‫اشارة واضحة الى عدم كونهم كفارا واشارة واضحة الى امانتهم في ذلك الزمن‬

‫السبب الثاني‬
‫لقد اخبرنا المولى عز وجل بانهم وفي ذلك الزمن لم يكونوا من الكفار‬
‫وال لما قال سبحانه وتعالى‬
‫" فَمَن َكفَرَ بَعْدَ َذ ِلكَ مِنكُمْ "‬
‫اي فمن كفر منهم بعد البعث اي لم يكونوا كفارا حين البعث‬
‫الستنتاج الول‬
‫وردت كلمة " َبعَثْنَا " في نقباء بني اسرائيل وكان هؤلء النقباء حين البعث من المناء والصالحين‬
‫فبمجرد اتخاذ المولى عز وجل هؤلء كنقباء لبني اسرائيل كي يكونوا شهداء وضمناء للميثاق اشارة واضحة‬
‫الى امانتهم في ذلك الزمن‬
‫وقطعا لم يكونوا من الكفار وال لما قال سبحانه وتعالى‬
‫" فَمَن َكفَرَ بَعْدَ َذ ِلكَ مِنكُمْ "‬
‫اي لم يكونوا كفارا حين البعث‬
‫‪-------------------------------------‬‬

‫ثم وردت كلمة ( َب َع ْثنَا) في الرسل والنبياء ‪ 4‬مرات‬

‫سورة العراف ‪ -‬سورة ‪ - 7‬آية ‪103‬‬


‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫عوْنَ َومَلَئِهِ فَظََلمُواْ ِبهَا فَانظُرْ كَ ْيفَ كَانَ عَاقِبَةُ ا ْل ُمفْسِدِي َ‬
‫ن‬ ‫ثُمّ َبعَثْنَا مِن َبعْدِهِم مّوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْ َ‬
‫هنا كلمة " َبعَثْنَا " وردت في النبي موسى عليه السلم‬

‫سورة يونس ‪ -‬سورة ‪ - 10‬آية ‪74‬‬


‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫‪15‬‬
‫ثُمّ َبعَثْنَا مِن َبعْ ِدهِ رُسُلً إِلَى َق ْو ِمهِمْ َفجَآؤُوهُم بِالْبَيّنَاتِ َفمَا كَانُواْ لِ ُي ْؤمِنُواْ ِبمَا َكذّبُواْ بِهِ مِن قَ ْبلُ كَذَِلكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلوبِ ا ْل ُمعْتَدِينَ‬
‫هنا كلمة " َبعَثْنَا " وردت في الرسل من بعد النبي نوح عليه السلم‬

‫سورة يونس ‪ -‬سورة ‪ - 10‬آية ‪75‬‬


‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫ن َومَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْ َتكْبَرُواْ َوكَانُواْ َق ْومًا مّجْ ِرمِي َ‬
‫ن‬ ‫عوْ َ‬
‫ثُمّ َبعَثْنَا مِن َبعْدِهِم مّوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْ َ‬
‫هنا كلمة " َبعَثْنَا " وردت في موسى وهارون عليهما السلم‬

‫سورة النحل ‪ -‬سورة ‪ - 16‬آية ‪36‬‬


‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫ل وَاجْتَنِبُواْ الطّاغُوتَ‬ ‫وََلقَدْ َبعَثْنَا فِي ُكلّ ُأمّةٍ رّسُولً أَنِ اعْبُدُواْ ا ّ‬
‫علَيْهِ الضّللَةُ‬ ‫ح ّقتْ َ‬‫ل َومِ ْنهُم مّنْ َ‬
‫َفمِ ْنهُم مّنْ هَدَى ا ّ‬
‫فَسِيرُواْ فِي الَ ْرضِ فَانظُرُواْ كَ ْيفَ كَانَ عَاقِبَةُ ا ْل ُمكَذّبِينَ‬
‫هنا كلمة " َبعَثْنَا " وردت في الرسل المبعوثون في كل امة‬

‫وبذلك من الواضح ان كلمة " َبعَثْنَا " وردت في القرآن الكريم ‪ 4‬مرات‬
‫وكانت خاصة بالرسل والنبياء‬
‫الستنتاج الثاني‬
‫وردت كلمة " َبعَثْنَا " في القرآن الكريم ‪ 4‬مرات في الرسل والنبياء‬
‫وبذلك بينا ان من اليات الستة التي وردت فيها كلمة " َبعَثْنَا "‬
‫كانت مرة في المناء الصالحين واربعة مرات في الرسل والنبياء‬

‫عبَادًا ّلنَا )‬
‫ثم ذكرت وللمرة الخيرة وحسب الترتيب في القرآن الكريم مع العباد ( ِ‬
‫في سورة السراء‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫شدِيدٍ‬
‫علَيْكُمْ عِبَادًا لّنَا أُ ْولِي َبأْسٍ َ‬
‫ع ُد أُولهُمَا بَعَ ْثنَا َ‬
‫َفإِذَا جَاء وَ ْ‬
‫ل الدّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا ّمفْعُولً‬ ‫لَ‬‫َفجَاسُواْ خِ َ‬
‫فهل يعقل ان تورد كلمة " َبعَثْنَا " في الية السادسة في كفار او غير صالحين‬
‫بينما خص المولى عز وجل بهذه الكلمة الرسل والنبياء والمناء الصالحين‬

‫نقول والعلم عند ال‬


‫ان كلمة " َبعَثْنَا " لم تذكر ال للنبياء والرسل والصالحين‬
‫عبَادًا ّلنَا " في سورة السراء هم عباد‬
‫وبذلك اشارة واضحة الى ان العباد المبعوثون " ِ‬
‫اقل ما يقال فيهم في هذه المرحلة انهم من الصالحين‬
‫ولكن وباذن ال‬
‫سنبين المزيد مما يدل على انهم ليسوا من الصالحين فحسب‬
‫بل المتقين والمقربين ‪ -‬بل اكثر من ذلك‬

‫‪16‬‬
‫والسؤال الن هو‬
‫اذا ذكرت كلمة " َبعَثْنَا " في الرسل والنبياء‬
‫فما علقة ذلك بنقباء بني اسرائيل وبعبادا لنا ؟‬
‫سنبين الجابة على ذلك ولكن يجب ان نتدبر عبارة " عِبَادًا لّنَا " اول‬
‫ونستمر بالدلئل باذن ال‬
‫اوردنا ما نظنه ونراه صحيحا والعلم عند ال‬
‫رب اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري كله‪ ،‬وما أنت أعلم به مني‪،‬‬
‫اللهم اغفر لي خطاياى وعمدي وجهلي وهزلي‪ ،‬وكل ذلك عندي‪ ،‬اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت‪،‬‬
‫أنت المقدم‪ ،‬وأنت المؤخر‪ ،‬وأنت على كل شىء قدير "‬
‫قال المولى عز وجل‬
‫ان ال وملئكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما‬
‫اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله‬
‫بما هو اهله وبما انت اهله‬
‫حتى تحب وترضى‬
‫يا خير امة اخرجت للناس‬
‫الذكر هام جدا حيث يقربنا الى ال عز وجل ويجعلنا نتواضع ونخشى ال‬
‫وخشية ال مفتاح من عدة لعلم من عدة‬
‫فهناك من يقرأ الكثير ول يفقه ال القليل وهناك من يقرأ القليل ويفقه بفضل من ال الكثير‬
‫ومن احد البواب لذلك باب التقرب من ال ومفتاح ذلك الباب خشية ال‬
‫فان عرفت الباب وملكت المفتاح دخلت في عالم العلم بفضل من المولى عز وجل‬
‫وآتاك ال من فضله رحمة وعلمك من لدنه علما‬
‫وذلك فضل ال يؤتيه من يشاء‬
‫فالشائة للخالق بعلم الغيب ومعرفة من يشاء والمن على من يشاء بعلم‬
‫وللمخلوق بالشائة وهي السعي‬
‫فادعوا ربك في الغداة والعشي طالبا وجهه ول تتبع من اتبع هواه وكان امره فرطا‬
‫فالمال والبنون ما هم ال زينة الحياة الدنيا ولكن الباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير امل‬
‫وضع الدنيا تحت قدميك يأتيك خيرا كثيرا‬
‫فان اردت مفاتيح السماوات والرض فهذه هي‬
‫ل إلهَ إل ال ‪ ,‬وال أكبرُ‪ ,‬وسبحانَ ال وبحم ِدهِ ‪ ,‬أستغفرُ ال ‪,‬ول حولَ ول قوةَ إل بال‬
‫الولِ والخرِ ‪ ,‬والظاهرِ والباطنِ ‪ ,‬بيدهِ الخيرُ ‪ ,‬يحيي ويميتُ ‪ ,‬وهوَ على كل شىءٍ قديرٌ‬
‫قلها عشرا في الصباح وعشرا في المساء‬
‫ولكن ل تقلها فحسب بل قلها دائما وانت تتدبرها ومن التدبر الفقة والعمل بالعلم‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم هذه مقاليد السموات والرض ‪ -‬من قالهَا إذا أصبحَ عش َر مراتٍ أُعطيَ عشرَ خصالٍ‬
‫ن فيُح َرسُ من إبليسَ وجنو ِدهِ‪ ،‬ويُعطى قنطارًا من الجرِ‪ ،‬ويُرفعُ لهُ درجةٌ في الجنةِ‪ ،‬ويُزوجُ من الحورِ العينِ ويحضُرُهَا اثني عشرَ ألفًا من الملئكةِ‪ ،‬ولهُ من الجرِ‬
‫أما أوُلهُ ّ‬
‫طبِعَ بطبائعِ الشهداءِ‬
‫كمن قرأ القرءانَ والتورا َة والنجيلَ والزبورَ‪ ،‬ولهُ كمن حجّ واعتمرَ ف ُقبِلَت حجتُهُ وعُمرتُهُ‪ ،‬وإن ماتَ في يوم ِه ُ‬
‫أبو يعلى وابن أبي عاصم وابن السني‬

‫اوردنا لكم ما نظن ونراه صحيحا والعلم عند ال ونحن ليسوا بمعصومين من الخطأ‬

‫‪17‬‬
‫اللهم ان اصبت فمنك ومما علمتني وان اخطأت فمن الشيطان ‪ ,‬استغفرك واتوب اليك‬
‫ارجوا من كل من يقرأ هذا من المؤمنين الركع السجود ان ينصرونني ان كنت ظالما او مظلوما‬
‫شدًا‬
‫لِقْرَبَ مِنْ َهذَا رَ َ‬
‫عَسَى أَن َيهْدِيَنِ رَبّي َ‬
‫============================================‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫شكُورًا * إِنّا نَخَافُ مِن رّبّنَا َي ْومًا عَبُوسًا َقمْطَرِيرًا‬
‫ل نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَل ُ‬

‫إِنّ َه ِذهِ تَ ْذكِ َرةٌ َفمَن شَاء اتّخَذَ إِلَى رَبّهِ سَبِيل‬
‫حكِيمًا‬ ‫َومَا َتشَاؤُونَ ِإلّ أَن يَشَاء الُّ إِنّ الَّ كَانَ عَلِيمًا َ‬
‫حمَتِ ِه وَالظّاِلمِينَ أَعَدّ َلهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا‬
‫خلُ مَن يَشَاء فِي َر ْ‬‫يُ ْد ِ‬
‫ايها الحبة في ال‬
‫ان احببتم واستفدتم مما اوردنا لكم فاعلموا ان ال سبحانه وتعالى‬
‫قد منّ علينا حيث علمنا تدبر كتابه وبيناه لكم ولقد منّ ال عليكم حيث مكنكم من قرائة ما اوردنا لكم‬
‫فل تبخلوا على الخرين‬
‫شاركونا بالثواب وانشروا ما تقرأوا في كل مكان اثابكم ال‬
‫وان استطعتم ‪ ,‬اطبعوا ووزعوا ما يقدركم ال عليه‬
‫اثابكم ال واصلح حالكم وآتاكم في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة‬

‫نشجع كل من يقرأ هذا ان ينقله وينشره على ان يعاهد ال ان لن يغير به شيأ وان يذكر مكان نشره وهو موقع القحطاني‬
‫‪www.alkahtane.com‬‬
‫اوردنا ما نظنّه الصحيح ولسنا معصومين من الخطأ ‪ ,‬فإن رأيتم خطأ فل تتجاهلوه وصححونا أثابكم ال‬
‫هذا العنوان لمراسلتنا وابداء آرائكم واسئلتكم‬
‫‪alkahtane@gmail.com‬‬

‫=======================================================‬
‫الفصل الثاني‬
‫تعريف عبارة "عِبَادًا لّنَا" من القرآن بالمؤمنين المخلصين‬
‫الفصل الثاني ‪ -‬تعريف عبادا لنا من القرآن بالمؤمنين المخلصين‬
‫"عِبَادًا لّنَا " معنى العبارة من القرآن الكريم‬
‫هي اساس تفسير ايات الفساد والعقاب‬
‫هم عباد ذو اخلص في العبادة ل سبحانه وتعالى‬
‫فكيف يكون الخلص في العبادة‬

‫‪18‬‬
‫سبحان من قال وقولة الحق في سورة السراء‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫عدُ أُول ُهمَا َبعَثْنَا عَلَ ْيكُمْ‬
‫فَإِذَا جَاء وَ ْ‬
‫عِبَادًا لّنَا‬
‫للَ الدّيَارِ َوكَانَ وَعْدًا ّمفْعُولً ‪5‬‬
‫شدِيدٍ فَجَاسُواْ خِ َ‬
‫ُأوْلِي بَ ْأسٍ َ‬

‫لنتدبر الن عبارة " عِبَادًا لّنَا "‬


‫سبحان من قال وقوله الحق‬
‫َومَا أُوتِيتُم مّن ا ْلعِلْمِ ِإلّ قَلِيلً‬
‫سبحانك ل علم لنا ال ما علمتنا انك انت العليم الحكيم‬
‫سبحان ال وبحمده ‪ ,‬عدد خلقه ورضى نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته‬
‫استغفر ال الذي ل اله ال هو الحي القيوم واتوب اليه‬
‫اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله بما هو اهله وبما انت اهله حتى تحب وترضى‬

‫رب سبحانك ل علم لي ال ما علمتني ول حول لي ول قوة ال بك‬


‫الهي ان كان علمي هو من ما علمتني فيسره لي ولغيري وزدني علما وهداية وإهد بي‬
‫وقربني فيه منك ومن اوليائك‬
‫وامنع عني كيد شياطين النس في تحريف قولي بزخرف القول وتولى امرهم‬
‫وان كان من الشيطان فل تيسره لي ولغيري وجف قلمي‬
‫فاني استعيذ بك من كيد شياطين النس والجن واستغفرك واتوب اليك‬
‫عقْ َدةً مّن لّسَانِي َيفْ َقهُوا َقوْلِي‬
‫َربّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسّرْ لِي َأمْرِي وَاحُْللْ ُ‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫عبَادًا ّلنَا " من القرآن الكريم كي نوضح انها تعني عباد مخلصين في العبادة ل‬ ‫سوف نتعمق الن باذن ال في معنى عبارة " ِ‬
‫وان اساس الخلص في عبادة ال هو اليمان ثم التقوى‬
‫فعبادا لنا هم المخلصون في عبادة ال واساس هذا الخلص هو اليمان والتقوى‬

‫نقول والعلم عند ال‬


‫ان عبارة " عِبَادًا لّنَا " تخص عباد صالحين مؤمنين يخلصون العبادة للمولى عز وجل‬
‫وذكرهم في القرآن الكريم مميز حيث اختصهم المولى عز وجل بعبارة‬
‫" عِبَادًا لّنَا "‬
‫ولم يذكرها سبحانه وتعالى في احد غيرهم‬
‫عبَادًا ّلنَا " الواردة في الية الشريفة كما وردت وكم مرة وردت في القرآن الكريم في نفس اللفظ‬
‫اذا تدبرنا العبارة " ِ‬
‫نجد انها لم تورد بهذا اللفظ في القرآن الكريم ال مرة واحده وهي في سورة السراء‬
‫نستنتج من ذلك انهم عباد مميزون تميزا خاصا بهم‬
‫ذلك تمييزا واضحا وخاصا لهؤلء العباد‬
‫ل جدال في ذلك‬

‫‪19‬‬
‫ولكن اي تمييز ذلك وما الدليل من القرآن او السنة‬
‫عبَادًا ّلنَا " من القرآن الكريم‬
‫فما معنى عبارة " ِ‬
‫هل تعني اي نوع من العباد فيمكن ان يكونون عباد مؤمنون او عباد كافرون‬
‫ام تعني عبادا ذو وصف او ميزة خاصة في عبادة ال عز وجل فهم عباد مخلصون في عبادة ال‬

‫نقول بان عبارة " عِبَادًا لّنَا " تعني عباد مخلصين في العبادة ل‬
‫وسنبين ذلك من القرآن الكريم باذن ال‬
‫عبَادًا ّلنَا " في القرآن الكريم ال مرة واحدة ‪ ,‬فكيف نجد تفسيرها من القرآن الكريم‬
‫لم تذكر عبارة " ِ‬
‫عبَادًا " ل عز وجل‬
‫عبَادًا " ثم ننسبها ل لن كلمة " ّلنَا " تنسب " ِ‬
‫نبحث عن معنى كلمة " ِ‬

‫عبَادًا "‬
‫فالكلمة التي تعنينا هي " ِ‬
‫ول يعنينا كلمة " عِبَادٌ " او " عِبَادَ " او " عِبَادِ " الخ‬
‫يجب ان نتدبر كلمة " عِبَادًا " الواردة في الية الشريفة‬

‫عبَادًا ) لوحدها في القرآن الكريم نجدها في آية أخرى فقط‬


‫عندما نبحث عن كلمة ( ِ‬
‫في سورة ال عمران‬
‫فاذا تدبرنا معناها وكان واضحا في سورة ال عمران‬
‫ثم نسبنا ذلك المعنى الى ال عز وجل باضافة كلمة " ّلنَا "‬
‫عبَادًا ّلنَا " من القرآن الكريم‬
‫سيتبين لنا باذن ال معنى عبارة " ِ‬
‫وبذلك يكون التفسير من القرآن الكريم فل شك فيه‬
‫ايها الحبة في ال‬
‫تدبروا معجزات هذا الكتاب العظيم القرآن الكريم حيث تجد تفسير القران في القران وذلك لمن يتدبره‬
‫هنيئا لخير امة اخرجت للناس‬

‫يقول المولى سبحانه وتعالى في سورة آل عمران ‪ -‬سورة ‪ - 3‬آية ‪79‬‬


‫حكْمَ وَالنّ ُبوّةَ‬
‫مَا كَانَ لِ َبشَرٍ أَن ُيؤْتِيَهُ الُّ ا ْلكِتَابَ وَالْ ُ‬
‫ثُمّ َيقُولَ لِلنّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لّي مِن دُونِ الِّ‬
‫ب وَ ِبمَا كُنتُمْ َتدْرُسُونَ‬
‫وََلكِن كُونُواْ رَبّانِيّينَ ِبمَا كُنتُمْ ُتعَّلمُونَ ا ْلكِتَا َ‬

‫المعنى من هذه الية الشريفة‬


‫حكْ َم وَالنّ ُب ّوةَ ثُمّ َيقُولَ لِلنّاسِ ) اي ما كان لنبي ان يقول للناس‬
‫ب وَا ْل ُ‬
‫(مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن ُيؤْتِيَهُ الُّ ا ْلكِتَا َ‬
‫عبَادًا لّي مِن دُونِ الِّ " ان يعبدوه من دون ال‬ ‫" كُونُواْ ِ‬
‫اي من المستحيل لنبي ان يقول للناس كونوا عبادا لي ‪ -‬اي اعبدوني من دون ان تعبدوا ال‬
‫اي من المستحيل لنبي ان يقول للناس كونوا مخلصين في العبادة لي حيث تعبدوني ول تعبدوا غيري‬

‫وبهذا السلوب البسيط ان شاء ال‬

‫‪20‬‬
‫عبَادًا " هو عباد مخلصين في العبادة‬
‫اظهر لنا القرآن الكريم ان معنى كلمة " ِ‬
‫وما بقي ال ان ننسب معناها للمولى عز وجل باضافة " ّلنَا "‬
‫عبَادًا ّلنَا " = هو عباد مخلصين في العبادة ل‬
‫فمعنى " ِ‬

‫عبَادًا ّلنَا " في الية الشريفة من سورة السراء‬ ‫وبذلك ومن القرآن الكريم يتضح لنا ان معنى عبارة " ِ‬
‫فَِإذَا جَاء وَعْدُ أُول ُهمَا َبعَثْنَا عَلَ ْيكُمْ عِبَادًا لّنَا‬
‫للَ الدّيَارِ َوكَانَ وَعْدًا ّمفْعُولً ‪5‬‬ ‫شدِيدٍ فَجَاسُواْ خِ َ‬
‫ُأوْلِي بَ ْأسٍ َ‬
‫يكون‬
‫فاذا جاء زمن الفساد الول بعث المولى عز وجل على بني اسرائيل‬
‫عباد مخلصين في العبادة ل‬
‫هذا دليل واضح كالشمس ومن القرآن الكريم‬
‫هذه العبارة هي اساس تفسير ايات الفساد والعقاب‬
‫ولهمية معنى هذه العبارة سنوضح التفسير من عدة اوجه باذن ال‬

‫فبصيغة ثانية‬
‫في الية الشريفة من سورة آل عمران‬
‫حكْمَ وَالنّ ُبوّةَ‬
‫مَا كَانَ لِ َبشَرٍ أَن ُيؤْتِيَهُ الُّ ا ْلكِتَابَ وَالْ ُ‬
‫ثُمّ َيقُولَ لِلنّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لّي مِن دُونِ الِّ‬
‫ب وَ ِبمَا كُنتُمْ َتدْرُسُونَ‬
‫وََلكِن كُونُواْ رَبّانِيّينَ ِبمَا كُنتُمْ ُتعَّلمُونَ ا ْلكِتَا َ‬
‫اي ل يصلح لنبي ان يقول للناس اعبدونني من دون ال‬
‫اي اخلصوا في العبادة لي ‪ -‬ولكن ما يصلح قوله من النبي هو عكس ذلك‬
‫فيصلح له ان يقول كونوا عبادا ل ‪ -‬اي كونوا مخلصين في العبادة ل‬
‫لن النبياء يدعون لليمان بال وحده ويدعون الى عبادة ال وحدة ول يدعون للشرك بال عز وجل‬
‫عبَادًا " في سورة آل عمران هو عباد مخلصين في العبادة‬ ‫فمعنى كلمة " ِ‬
‫وبذلك يكون معنى " عِبَادًا لّنَا " من سورة السراء هو عباد مخلصين في العبادة ل‬

‫وبصيغة ثالثة مفصلة‬


‫عبارة " عِبَادًا لّي " تعني عباد يعبدون لي = او عباد مخلصين في العبادة لي‬
‫وان حذفنا كلمة لي وابقينا كلمة عبادا = " عِبَادًا "‬
‫كلمة " عِبَادًا " في هذه الية تعني عباد يعبدون = او عباد مخلصين في العبادة‬
‫وان اضفنا كلمة لنا تصبح = " عِبَادًا لّنَا "‬
‫وبذلك عبارة " عِبَادًا لّنَا " في سورة السراء تعني عباد يعبدون لنا = او عباد مخلصين في العبادة لنا‬
‫وبما ان " لّنَا " تعود الى المولى عز وجل‬
‫فعبارة " عِبَادًا لّنَا " في سورة السراء تعني‬
‫عباد مخلصين في العبادة ل‬
‫الستنتاج الول‬
‫يبين لنا القرآن الكريم معنى عبارة " عِبَادًا لّنَا "‬
‫عبَادًا ّلنَا " من القران الكريم الذي ليعلوا عليه اي تفسير اخر‬ ‫فمعنى " ِ‬

‫‪21‬‬
‫هو عباد مخلصين في العبادة ل‬
‫وبذلك هم مؤمنين وليسوا كفار‬

‫فهذا هو تفسير القرآن الكريم وهذا هو التفسير الصحيح‬


‫وال ورسوله اعلم‬
‫ففي الية الشريفة من سورة السراء‬
‫للَ الدّيَا ِر َوكَانَ وَعْدًا ّم ْفعُولً‬
‫عدُ أُول ُهمَا َبعَثْنَا عَلَ ْيكُمْ عِبَادًا لّنَا ُأوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِ َ‬
‫فَإِذَا جَاء وَ ْ‬
‫عبارة "عِبَادًا لّنَا " في هذه الية الشريفة ل تكون للعامة من العباد بل لفئة خاصة متميزة‬
‫وتلك الميزة هي انهم مخلصون في عبادة ال‬
‫فميزتهم الخاصة التي ذكرناها سابقا هي‬

‫الخلص في العبادة ل سبحانه وتعالى‬


‫هذا التفسير بهذا السلوب البسيط الذي اكرمنا ال عز وجل به وقدمناه لكم‬
‫هو فضل من المولى عز وجل‬
‫وهو اكراما من المولى عز وجل‬
‫لهؤلء الولياء الذين يقرأون ما نكتب‬
‫استغفرك ربي واتوب اليك‬
‫والحمد ل الواحد الحد الذي يعلمنا ما ل نعلم‬

‫الستنتاج الثاني‬
‫عبَادًا ّلنَا " في الية الشريفة في سورة السراء تعني عباد مخلصين في العبادة ل عز وجل‬
‫عبارة " ِ‬
‫ومصدر هذا التفسير هو القرآن الكريم الذي ل يعلوا عليه شيء‬

‫عبَادًا ّلنَا " في سورة السراء هو عباد مخلصين في عبادة ال‬ ‫وسنثبت الن ان معنى عبارة " ِ‬
‫في الية الشريفة من سورة آل عمران‬
‫حكْمَ وَالنّ ُبوّةَ‬
‫مَا كَانَ لِ َبشَرٍ أَن ُيؤْتِيَهُ الُّ ا ْلكِتَابَ وَالْ ُ‬
‫ثُمّ َيقُولَ لِلنّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لّي مِن دُونِ الِّ‬
‫ب وَ ِبمَا كُنتُمْ َتدْرُسُونَ‬ ‫وََلكِن كُونُواْ رَبّانِيّينَ ِبمَا كُنتُمْ ُتعَّلمُونَ ا ْلكِتَا َ‬
‫اي ل يصلح لنبي ان يقول للناس " اخلصوا في العبادة لي من دون ال "‬
‫ولكن ما يصلح للنبي ان يقول للناس هو عكس ذلك‬
‫فيصلح له ان يقول للناس كونوا مخلصين في العبادة ل " اي كونوا عبادا ل "‬
‫فما تعريف عبارة " اي كونوا عبادا ل " في نطاق هذه الية الشريفة‬
‫هو ما ورد فيما يصلح للنبي ان يقول‬
‫كُونُواْ رَبّانِيّينَ‬
‫فذلك بمثابة ان يقول النبي للناس " اي كونوا عبادا ل "‬
‫عبَادًا ّلنَا "‬
‫وبذلك يبين لنا القرآن الكريم من جهة ثانية معنى عبارة " ِ‬
‫عبَادًا ّلنَا " تعني " عبادا ل " تعني " رَبّانِيّينَ "‬ ‫" ِ‬
‫والربانية تتكون من ثلثة اجزاء ‪ ,‬الحصول على العلم ثم العمل به وتطبيقه على النفس ثم نعليمه للناس‬

‫‪22‬‬
‫اي ان الربانيون هم الذين يتعلمون الكتاب وبذلك وجب ان يكونوا من العلماء ‪,‬‬
‫ثم يعملون بهذا العلم اي يطبقون ما تعلموا من الكتاب‬
‫ثم يعلمون الناس ما تعلموا من الكتاب‬
‫وذلك من الخلص في عبادة ال‬
‫واساس الخلص هو تقوى ال‬

‫اورد ابن كثير في تفسيره لكلمة الربانين فقال رحمه ال‬


‫ربانيين ‪ -‬قال ابن عباس وأبو رزين وغير واحد أي حكماء علماء حلماء وقال الحسن وغير واحد ‪ :‬فقهاء وكذا روي عن ابن‬
‫عباس وسعيد بن جبير وقتادة وعطاء الخراساني وعطية العوفي والربيع بن أنس ‪ .‬وعن الحسن أيضا يعني أهل عبادة وأهل‬
‫تقوى ‪.‬‬

‫فهل يعقل يا خير امة اخرجت للناس بعد ما تبين لنا من القرآن الكريم ان يقول احدا‬
‫شدِيدٍ " المذكورون في سورة السراء هم من الكفار‬ ‫عبَادًا ّلنَا ُأوْلِي بَ ْأسٍ َ‬
‫ان " ِ‬
‫ل حول ول قوة ال بال‬

‫رب زدني وكل من يقرأ هذا ويسجد لك علما‬


‫رب اوزعني وكل من يقرأ هذا ويسجد لك ان نشكر نعمتك التي انعمت علينا‬
‫وان نعمل صالحا ترضاه وادخلنا برحمتك في عبادك الصالحين‬
‫رب اهدني وكل من يقرأ هذا من السجد الركوع سواء السبيل ‪ -‬امين‬

‫قال المولى عز وجل‬


‫ان ال وملئكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما‬
‫اللهم صلي على سيدنا محمد الذي شرّفتـه على سائر النام‪ ،‬ورفعتـَه إلى أشرف محل وأعلى مقام وجعلتـَه هادياً إلى دين السلم‬
‫ودليلً إلى دار السلم‪ .‬اللهم فكما أمرتنا بالصلة عليه بلّغ صلتنا إليه يا رب العالمين‪.‬‬
‫اللهم احشرنا في زمرته واجعلنا ممن فاز بشفاعته وائتمر بشريعته واهتدى بسنته واقتدى بصحابته‪.‬‬
‫اللهم أوردنا حوضَه وأرِنا وجهه ول تحرمنا شفاعته واجمع بيننا وبينه في مستقر الرحمة والرضوان في دار السلم‬
‫برحمتك يا أرحم الراحمين‬
‫قال الحبيب " من صلى علي حين يُصبح عشرًا ‪ ،‬وحين يُمسي عشراً أدركت ُه شفاعتي يوم القيامة "‪ .‬رواه الطبراني في الكبير وحسنه اللباني‬

‫نشجع كل من يقرأ هذا ان ينقله وينشره على ان يعاهد ال ان لن يغير به شيأ وان يذكر مكان نشره وهو موقع القحطاني‬
‫‪www.alkahtane.com‬‬
‫===================================‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫عبَادًا ّلنَا " في الية الشريفة في سورة السراء تعني عباد مخلصين في العبادة ل عز وجل‬
‫قلنا ان عبارة " ِ‬

‫فكيف يكون الخلص في العبادة‬


‫اساس الخلص في عبادة ال هو‬

‫التقوى‬
‫‪23‬‬
‫هناك من يعبد ال ولكن ليس باخلص‬
‫فمن الممكن ان تقوم بالفرائض الخمسة وهذا خير‬
‫ولكن الدرجة العلى ان تفعل كل ذلك باخلص ل عز وجل‬
‫واما العلماء فمنهم من يتعلم الكتاب ولكن ليس باخلص حيث ل يعمل بما تعلم فل يطبق العلم الذي تعلمه على نفسه‬
‫ول يعلم الناس ما تعلم او يعلمهم غير ما تعلم‬
‫فمن الخلص ان تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ومنه ان تحلل ما حلل ال وتحرم ما حرم ال‬
‫وتقوى ال من اسس الخلص في عبادة ال‬
‫فان اخلصت للبشر فحللت ما حرم ال لترضي السلطان او العباد ‪ ,‬اصبحت ممن يخاف المخلوق وليس الخالق‬
‫وكان اخلصك للمخلوق وليس للخالق‬
‫وان كتمت ما تعلم ولم توضح الحلل من الحرام خشية السلطان كان ايضا اخلصك للمخلوق وليس للخالق‬
‫ولن تخلص في العبادة ل دون التقوى‬
‫سبحان من قال وقوله الحق‬
‫إِ ّنمَا َيخْشَى الَّ مِنْ عِبَا ِدهِ ا ْلعَُلمَاء‬
‫والعلماء هنا ل تعني من تخرج من كلية الشريعة او كان من اصحاب الشهادات ال من يتقي ال منهم‬
‫فالعالم ليس من يحلل للناس ما حرم ال ويسميه باسماء اخرى ‪ ,‬ولو كان صاحب شهادات عليا وشهرة‬
‫لنه يفقد اهم شهادة علم وهي شهادة من المولى عز وجل وليست من البشر‬
‫وهي التقوى ‪ -‬خشية ال‬
‫فمن يتعلم ويظن انه عالما ول يخشى ال ول يتقي ال ‪ ,‬اصبح ممن يخشى ويتقي غير ال‬
‫فربما يخشى السلطان او يخشى الناس او يخشى ان يفقد الشهرة‬
‫وبذلك يخلص العبادة لغير ال ول ينصر دين ال ول يقم شريعته كاملة‬
‫فالعلماء هم اساس التوجيه الصحيح لخير امة اخرجت للناس لذلك‬
‫العلماء هم الرعاة وهم مسؤولون عن المة‬
‫وجب عليهم الخلص في عبادة ال‬
‫ومن لم يخلص من العلماء في عبادته ل وهو يعلم ‪ ,‬فالويل له من ال العزيز الجبار‬
‫اللهم اصلح حال علماء المسلمين الذين ل يخلصون في العبادة لك‬
‫اللهم اصلح حال علماء المسلمين الذين يهرعون وراء الشهرة وينسون الخلص في عبادتك‬
‫اللهم اصلح حال علماء المسلمين الذين يخشون الناس والسلطان وينسون خشيتك‬
‫آمين‬

‫يا ال يا عزيز يا جبار ‪ ,‬سبحانك انت الحق وقولك حق‬


‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫حقّ‬‫أََلمْ يَأْنِ لِلّذِينَ آمَنُوا أَن َتخْشَعَ قُلُو ُبهُمْ لِ ِذكْرِ الِّ َومَا نَ َزلَ مِنَ الْ َ‬
‫سقُو َ‬
‫ن‬ ‫ستْ قُلُو ُبهُ ْم َوكَثِيرٌ مّ ْنهُمْ فَا ِ‬
‫لمَدُ َفقَ َ‬
‫وَل َيكُونُوا كَالّذِينَ أُوتُوا ا ْلكِتَابَ مِن قَ ْبلُ َفطَالَ عَلَ ْيهِمُ ا َ‬

‫لوْلدِ‬ ‫ل وَا َ‬ ‫ل ْموَا ِ‬


‫اعَْلمُوا أَ ّنمَا ا ْلحَيَاةُ الدّنْيَا َل ِعبٌ وََل ْه ٌو وَزِينَ ٌة وَ َتفَاخُرٌ بَيْ َنكُمْ وَ َتكَاثُرٌ فِي ا َ‬
‫شدِي ٌد َو َم ْغفِ َرةٌ مّنَ الِّ وَ ِرضْوَانٌ‬
‫حطَامًا َوفِي الخِ َرةِ عَذَابٌ َ‬ ‫صفَرّا ُثمّ َيكُونُ ُ‬ ‫جبَ ا ْل ُكفّارَ نَبَا ُتهُ ثُمّ َيهِيجُ فَتَرَاهُ ُم ْ‬
‫عَ‬‫َكمَ َثلِ غَ ْيثٍ أَ ْ‬
‫َومَا ا ْلحَيَاةُ الدّنْيَا ِإلّ مَتَاعُ ا ْلغُرُورِ‬

‫يَا أَ ّيهَا الّذِينَ آمَنُوا ا ّتقُوا الَّ وَلْتَنظُرْ َنفْسٌ مّا َق ّد َمتْ ِل َغدٍ وَاتّقُوا الَّ إِنّ الَّ خَبِيرٌ ِبمَا َت ْعمَلُونَ‬
‫سقُونَ‬
‫ك هُمُ ا ْلفَا ِ‬
‫سهُمْ ُأ ْولَ ِئ َ‬
‫وَل تَكُونُوا كَالّذِينَ َنسُوا الَّ َفأَنسَاهُمْ أَنفُ َ‬

‫‪24‬‬
‫ل يَسْ َتوِي َأصْحَابُ النّا ِر وََأصْحَابُ ا ْلجَنّةِ َأصْحَابُ الْجَنّةِ ُهمُ ا ْلفَائِزُونَ‬
‫لمْثَالُ َنضْرِ ُبهَا لِلنّاسِ َلعَّلهُمْ يَ َت َفكّرُونَ‬ ‫لّ وَتِ ْلكَ ا َ‬‫شعًا مّ َتصَدّعًا مّنْ خَشْ َيةِ ا ِ‬ ‫َلوْ أَنزَلْنَا َهذَا ا ْلقُرْآنَ عَلَى جَ َبلٍ لّرَأَيْتَهُ خَا ِ‬
‫حمَنُ الرّحِيمُ‬ ‫شهَا َدةِ ُهوَ الرّ ْ‬ ‫ب وَال ّ‬ ‫ُهوَ الُّ الّذِي ل إِلَهَ ِإلّ ُهوَ عَاِلمُ ا ْلغَ ْي ِ‬
‫ُهوَ الُّ الّذِي ل إَِلهَ ِإلّ ُهوَ‬
‫ا ْلمَِلكُ ا ْلقُدّوسُ السّلمُ ا ْل ُم ْؤمِنُ ا ْل ُمهَ ْيمِنُ ا ْلعَزِيزُ ا ْلجَبّارُ ا ْلمُ َتكَبّرُ‬
‫عمّا يُشْ ِركُونَ‬ ‫سُ ْبحَانَ الِّ َ‬
‫حكِيمُ‬
‫ض وَ ُهوَ ا ْلعَزِيزُ ا ْل َ‬ ‫سمَاوَاتِ وَالَ ْر ِ‬ ‫حسْنَى ُيسَبّحُ لَهُ مَا فِي ال ّ‬ ‫سمَاء الْ ُ‬‫صوّرُ لَهُ الَ ْ‬ ‫ُهوَ الُّ ا ْلخَالِقُ الْبَا ِرئُ ا ْل ُم َ‬

‫ومن الخلص ان ل تحب احدا كمحبتك ل عز وجل‬


‫فان احببت احدا اكثر من حبك ل عز وجل كان اخلصك للمخلوق وليس للخالق‬

‫وبذلك يكون الخلص من التقوى التي تأتي بالمحبة وتكون دائما وليس عند الحاجة فقط‬
‫اي يكون الخلص في السراء والضراء وليس في الضراء فقط كما وصف المولى عز وجل في هذه اليات الشريفة‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫عوُا الَّ ُمخِْلصِينَ لَهُ الدّينَ‬ ‫فَإِذَا َركِبُوا فِي ا ْلفُ ْلكِ دَ َ‬
‫س ْوفَ َيعَْلمُونَ‬ ‫فََلمّا َنجّاهُمْ إِلَى الْبَرّ ِإذَا ُهمْ يُشْ ِركُونَ لِ َي ْكفُرُوا ِبمَا آتَيْنَاهُ ْم وَلِيَ َتمَ ّتعُوا فَ َ‬
‫طلِ ُي ْؤمِنُونَ وَبِ ِن ْعمَةِ الِّ َي ْكفُرُونَ‬ ‫حوِْلهِمْ َأفَبِالْبَا ِ‬
‫طفُ النّاسُ مِنْ َ‬ ‫جعَلْنَا حَ َرمًا آمِنًا وَيُ َتخَ ّ‬
‫َأوَلَمْ يَ َروْا أَنّا َ‬
‫جهَنّمَ مَ ْثوًى لّ ْلكَافِرِينَ‬ ‫َومَنْ َأظْلَمُ ِممّنِ افْتَرَى عَلَى الِّ َكذِبًا َأوْ كَ ّذبَ بِا ْلحَقّ َلمّا جَا َءهُ أَلَيْسَ فِي َ‬
‫وَالّذِينَ جَا َهدُوا فِينَا لَ َنهْدِيَ ّن ُهمْ سُبُلَنَا وَإِنّ الَّ َلمَعَ ا ْل ُمحْسِنِينَ‬
‫سورة العنكبوت ‪ -‬سورة ‪ - 29‬آية ‪69 -65‬‬
‫فمن يلجأ الى ال ويخلص العبادة ل عند الحاجة فقط ‪ ,‬فان ال كريم وسوف يعينه‬
‫ولكن من يخلص العبادة ل دائما في السراء وفي الضراء فذلك هو الخلص حقا‬
‫والمكافئة هي الهداية الى سبل ال بقوله سبحانه وتعالى‬
‫وَالّذِينَ جَا َهدُوا فِينَا لَ َنهْدِيَ ّن ُهمْ سُبُلَنَا وَإِنّ الَّ َلمَعَ ا ْل ُمحْسِنِينَ‬
‫لن الخلص في عبادة ال بالسراء والضراء هو جهاد في ال‬
‫ومن اعلى درجات اليمان وهو الحسان‬
‫فالخلص في عبادة ال يكون في السراء وفي الضراء وفيما تعلن وفيما تخفي‬
‫ولقد شرحنا ذلك في كتاب الولياء‬

‫والمخلصون في عبادة ال هم النبياء والملئكة ومن رحم ربي من المسلمين الذين آمنوا ثم اتقوا‬

‫ول اخلص في عبادة ال عند اليهود ول عند النصارى‬


‫عبَادًا ّلنَا " من المسلمين المؤمنين المخلصين في عبادة ال وليسوا من اهل الكتاب او غيرهم‬
‫وبذلك يكون " ِ‬

‫فسبحان من قال وقوله الحق‬


‫َوقَالُواْ كُونُواْ هُودًا َأوْ َنصَارَى َتهْ َتدُواْ‬
‫شرِكِينَ *‬
‫ُقلْ َبلْ ِملّةَ إِبْرَاهِي َم حَنِيفًا وَمَا كَانَ ِمنَ الْمُ ْ‬
‫ق وَ َيعْقُوبَ وَالَسْبَا ِ‬
‫ط‬ ‫سمَاعِيلَ وَِإسْحَا َ‬ ‫قُولُواْ آمَنّا بِالِّ َومَا أُن ِزلَ ِإلَيْنَا َومَا أُن ِزلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِ ْ‬
‫َومَا أُو ِتيَ مُوسَى وَعِيسَى َومَا أُو ِتيَ النّبِيّونَ مِن رّ ّبهِ ْم لَ ُنفَرّقُ بَيْنَ َأحَدٍ مّ ْنهُ ْم وَنَحْنُ َلهُ مُسِْلمُونَ *‬
‫سمِيعُ ا ْلعَلِيمُ *‬
‫لّ وَ ُهوَ ال ّ‬
‫شقَاقٍ فَسَ َي ْكفِي َكهُمُ ا ُ‬
‫فَإِنْ آمَنُواْ ِبمِ ْثلِ مَا آمَنتُم بِهِ َفقَدِ اهْتَ َدوْا وّإِن َتوَّلوْا فَإِ ّنمَا ُهمْ فِي ِ‬
‫صِ ْبغَةَ الِّ َومَنْ َأحْسَنُ مِنَ الِّ صِ ْبغَ ًة وَنَحْنُ َلهُ عَابِدُونَ *‬

‫‪25‬‬
‫عمَاُلكُمْ‬
‫عمَالُنَا وََلكُمْ أَ ْ‬
‫لّ وَ ُهوَ رَبّنَا وَرَ ّبكُمْ وَلَنَا أَ ْ‬
‫ُقلْ أَتُحَاجّونَنَا فِي ا ِ‬
‫خلِصُونَ *‬
‫حنُ َلهُ ُم ْ‬
‫وَ َن ْ‬
‫سحَاقَ وَ َيعْقُوبَ وَالَسْبَاطَ كَانُواْ هُودًا َأوْ َنصَارَى‬ ‫سمَاعِيلَ وَإِ ْ‬‫َأمْ َتقُولُونَ إِنّ إِبْرَاهِيمَ وَإِ ْ‬
‫عمّا َت ْعمَلُونَ *‬
‫شهَا َدةً عِن َدهُ مِنَ الِّ َومَا الُّ ِبغَا ِفلٍ َ‬
‫ُقلْ أَأَن ُتمْ أَعْلَمُ أَمِ الُّ َومَنْ َأظْلَمُ ِممّن كَتَمَ َ‬
‫عمّا كَانُواْ َي ْعمَلُونَ*‬
‫ت وََلكُم مّا كَسَبْ ُت ْم َولَ ُتسْأَلُونَ َ‬
‫خَلتْ َلهَا مَا كَسَ َب ْ‬ ‫تِ ْلكَ ُأمّةٌ َقدْ َ‬
‫س َفهَاء مِنَ النّاسِ مَا َولّهُمْ عَن قِبْلَ ِتهِمُ الّتِي كَانُواْ عَلَ ْيهَا قُل لِّ ا ْلمَشْرِقُ وَا ْل َمغْرِبُ َيهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مّسْ َتقِيمٍ *‬
‫سَ َيقُولُ ال ّ‬
‫شهِيدًا‬
‫علَيْكُمْ َ‬
‫س وَيَكُونَ الرّسُولُ َ‬
‫علَى النّا ِ‬
‫شهَدَاء َ‬
‫سطًا لّ َتكُونُواْ ُ‬
‫ك جَ َعلْنَاكُمْ أُمّ ًة وَ َ‬
‫وَكَ َذ ِل َ‬
‫عقِبَيْ ِه وَإِن كَا َنتْ َلكَبِي َرةً ِإلّ عَلَى الّذِينَ هَدَى الُّ‬
‫جعَلْنَا ا ْلقِبْلَةَ الّتِي كُنتَ عَلَ ْيهَا ِإلّ لِ َنعَْلمَ مَن يَتّبِعُ الرّسُولَ ِممّن يَنقَلِبُ عَلَى َ‬
‫َومَا َ‬
‫َومَا كَانَ الُّ لِ ُيضِيعَ إِيمَا َنكُمْ إِنّ الَّ بِالنّاسِ لَ َرؤُوفٌ رّحِيمٌ‬
‫سورة البقرة ‪ -‬سورة ‪ - 2‬آية ‪143 - 135‬‬

‫الستنتاج الول‬
‫الخلص في العبادة ل يكون ال للمسلمين المؤمنين المتقين‬
‫فعبادا لنا من المسلمين المؤمنين المتقين الذين يخلصون في عبادة ال الحد الصمد‬
‫من المة التي جعلها المولى عز وجل امة وسطا‬
‫من خير امة اخرجت للناس‬
‫من امة محمد عليه وعلى آله افضل الصلة والسلم‬

‫واساس الخلص في عبادة ال هو‬


‫التقوى‬
‫اي ان هؤلء العباد يعبدون ال باخلص في تصرفهم وفي شعورهم ويكون ذلك بما يظهرون وبما يخفون وفي السراء وفي‬
‫الضراء‬
‫وذلك من التقوى‬
‫هم من العلماء العاملين بعلمهم لمرضاة ال سبحانه وتعالى‬
‫هم ممن ل يخشون ال ال ول يحبون احدا اكثر من حبهم ل ‪ ,‬يحللون ما حلل ال ويحرمون ما حرم ال ول يخافون لومة لئم‬
‫وذلك فضل ال يؤتيه من يشاء‬

‫لذلك ميز المولى عز وجل هؤلء العباد بالعبادة الخاصة‬


‫المنسوبة اليه ول لحد غيره بقوله سبحانه وتعالى‬
‫(عِبَادًا لّنَا )‬
‫تمييزا عن غيرهم ممن يعبد ال‬
‫هم عباد مؤمنين صالحين تتميز عبادتهم بالخلص ل ‪ ,‬ابتغاء مرضاة ال‬
‫والخلص في العبادة يكون دائما وليس عند الحاجة فقط‬
‫ويكون مبنيا على تقوى ال من معرفته ومعرفة قدراته‬
‫لذلك هم من العلماء العاملين بعلمهم لمرضاة المولى عز وجل‬
‫يتعلّمون فيعمَلون بعلمِهم ثم يُعلّمون الناس‬
‫هم ممن ل يخشون ال ال ول يحبون احدا اكثر من حبهم ل‬

‫‪26‬‬
‫يحللون ما حلل ال ويحرمون ما حرم ال‬
‫كما امر المولى عز وجل في هذه اليات الشريفة بالخلص في عبادته‬
‫وبين لنا من هم المخلصون‬
‫الذين اجتنبوا الطاغوت وانابوا الى ال‬
‫الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه هم الذين هداهم ال وعرفهم بانهم أولوا اللباب‬
‫وهم الذين اتقوا ربهم‬

‫ُقلْ إِنّي ُأمِ ْرتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّ مُخِْلصًا لّهُ الدّينَ *‬
‫ت لَِنْ َأكُونَ َأ ّولَ ا ْلمُسِْلمِينَ *‬ ‫وَُأمِرْ ُ‬
‫عذَابَ َيوْمٍ عَظِيمٍ *‬ ‫عصَ ْيتُ رَبّي َ‬ ‫ُقلْ إِنّي َأخَافُ إِنْ َ‬
‫ُقلِ الَّ أَعْبُدُ ُمخِْلصًا لّهُ دِينِي‬
‫سهُ ْم وَأَهْلِي ِهمْ َيوْمَ ا ْلقِيَامَةِ أَل ذَِلكَ ُهوَ ا ْلخُسْرَانُ ا ْلمُبِينُ *‬‫فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مّن دُونِهِ ُقلْ إِنّ ا ْلخَاسِرِينَ الّذِينَ خَسِرُوا أَنفُ َ‬
‫خ ّوفُ الُّ بِهِ عِبَا َدهُ يَا عِبَادِ فَا ّتقُونِ *‬ ‫َلهُم مّن َف ْو ِقهِمْ ظَُللٌ مّنَ النّا ِر َومِن تَحْ ِتهِمْ ظَُللٌ ذَِلكَ يُ َ‬
‫وَالّذِينَ اجْتَنَبُوا الطّاغُوتَ أَن َيعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى الِّ َل ُهمُ الْبُشْرَى فَ َبشّرْ عِبَادِ *‬
‫حسَنَهُ ُأوْلَ ِئكَ الّذِينَ َهدَا ُهمُ الُّ‬ ‫الّذِينَ يَسْ َت ِمعُونَ ا ْل َقوْلَ فَيَتّ ِبعُونَ أَ ْ‬
‫وَأُولَ ِئكَ هُمْ ُأوْلُوا الَلْبَابِ *‬
‫َأ َفمَنْ حَقّ عَلَيْهِ كَِلمَةُ ا ْلعَذَابِ َأفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النّارِ *‬
‫َلكِنِ الّذِينَ ا ّتقَوْا رَ ّب ُهمْ‬
‫َلهُمْ غُ َرفٌ مّن َف ْو ِقهَا غُ َرفٌ مّبْنِيّةٌ َتجْرِي مِن تَحْ ِتهَا الَ ْنهَا ُر وَعْدَ الِّ ل ُيخِْلفُ الُّ ا ْلمِيعَادَ‬
‫سورة الزمر ‪ -‬سورة ‪ - 39‬آية ‪20-11‬‬

‫الستنتاج الثاني‬
‫التقوى اساس الخلص في عبادة ال‬
‫والمخلصين في عبادة ال هم من أولوا اللباب‬
‫وسوف نتعمق في تدبر هذا في كتاب خاص باذن ال‬

‫الستنتاج الثالث‬
‫والتلخيص لما بيناه حتى الن‬
‫عبَادًا ّلنَا " تخص المؤمنين الصالحين‬ ‫بينا ان عبارة " ِ‬
‫حيث تدبرنا كلمة " َبعَثْنَا "‬
‫وبينا انها لم تذكر ال للنبياء والرسل والصالحين ‪ ,‬واستنتجنا ان العباد هنا هم عباد صالحين‬
‫عبَادًا ّلنَا " تخص المؤمنين الصالحين‬ ‫ثم بينا الدليل على ان عبارة " ِ‬
‫بل المخلصين ل في عبادتهم‬
‫حيث تدبرنا كلمة " عِبَادًا " وبينا معناها من القرآن الكريم‬
‫ثم استنتجنا انها وصف خاص لفئة مميزة من المؤمنين المختصين بالخلص في العبادة ل وحده‬
‫فعبادا لنا هم عباد يخلصون العبادة ل وهم من خير امة اخرجت للناس وهم من أولوا اللباب‬

‫الستنتاج الخير‬
‫معنى الخلص في عبادة ال‬

‫‪27‬‬
‫ان تؤمن بال ثم تتقي ال‬
‫والتقوى تكون فيما تخفي كما هي فيما تظهر فتخلص العبادة ل في السراء وفي الضراء وفي الظاهر وفي الباطن‬
‫فتحب ال‬
‫وتحب عبادة ال‬
‫فيعلمك ال ‪ ,‬فتعمل بما علمك ال ثم تعلم الناس خشية من ال ومحبة فيه سبحانه وتعالى‬
‫وذلك هو الخلص في العبادة‬

‫اوردنا ما نظنه ونراه صحيحا والعلم عند ال‬


‫رب اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري كله‪ ،‬وما أنت أعلم به مني‪،‬‬
‫اللهم اغفر لي خطاياى وعمدي وجهلي وهزلي‪ ،‬وكل ذلك عندي‪ ،‬اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت‪،‬‬
‫أنت المقدم‪ ،‬وأنت المؤخر‪ ،‬وأنت على كل شىء قدير "‬
‫‪-----------------------‬‬
‫ايها الحبة في ال ‪ ,‬الذكر ثم الذكر ثم الذكر‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫شكُرُواْ لِي وَلَ َت ْكفُرُونِ‬
‫فَا ْذكُرُونِي أَ ْذكُ ْركُمْ وَا ْ‬
‫صدق ال العظيم‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫بسم ال الذي ل يضر مع اسمه شيء في الرض ول في السماء وهو السميع العليم‬
‫بسم ال ذي الشأن ‪ ،‬عظيم البرهان ‪ ،‬شديد السلطان ‪ ،‬ما شاء ال كان ‪ ،‬نعوذ بال من الشيطان‬
‫طمَئِنّ ا ْلقُلُوبُ‬
‫طمَئِنّ قُلُو ُبهُم ِب ِذكْرِ الِّ َألَ بِ ِذكْرِ الِّ تَ ْ‬
‫الّذِينَ آمَنُو ْا وَتَ ْ‬

‫رضيت بال ربا ‪ ،‬وبالسلم دينا ‪ ،‬وبمحمد صلى ال عليه وسلم نبيا‬
‫آمنت بال وملئكته وكتبه وجميع رسله‬

‫اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد بما هو اهله وبما انت اهله حتى تحب وترضى‬
‫اللهم أنت ربي ل إله إل أنت عليك توكلت وأنت رب العرش الكريم ‪ ,‬ما شاء ال كان وما لم يشأ لم يكن‬
‫ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم ‪ ,‬أعلم أن ال على كل شيء قدير وأن ال قد أحاط بكل شيء علما‬
‫اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها ‪ ,‬إن ربي على صراط مستقيم‬

‫ل إلهَ إل ال ‪ ,‬وال أكبرُ‪ ,‬وسبحانَ ال وبحم ِدهِ ‪ ,‬أستغفرُ ال ‪,‬ول حولَ ول قوةَ إل بال‬
‫الولِ والخرِ ‪ ,‬والظاهرِ والباطنِ ‪ ,‬بيدهِ الخيرُ ‪ ,‬يحيي ويميتُ ‪ ,‬وهوَ على كل شىءٍ قديرٌ‬

‫اللهم علمنا كتابك وفقهنا فيه واجعلنا وكل من قرأ هذا ويسجد لك ممن يتدبرون القرآن‬
‫اللهم ل حولة لنا ول قوة ال بك‬
‫رب قدرني وكن لي ولكل من يقرأ هذا من المؤمنين السجد الركوع عونا على شكرك وذكرك وحسن عبادتك‬
‫رب كن عونا لكل منا ذكرا كان ام انثى على نشر الخير بين الناس‬
‫رب كن عونا لنا في الدعوة الى الصراط المستقيم‬

‫‪28‬‬
‫اوردنا لكم ما نظن والعلم عند ال ونحن ليسوا بمعصومين من الخطأ‬
‫اللهم ان اصبت فمنك ومما علمتني وان اخطأت فمن الشيطان ‪ ,‬استغفرك واتوب اليك‬
‫ارجوا من كل من يقرأ هذا من المؤمنين الركع السجود ان ينصرونني ان كنت ظالما او مظلوما‬
‫شدًا‬
‫لِقْرَبَ مِنْ َهذَا رَ َ‬
‫عَسَى أَن َيهْدِيَنِ رَبّي َ‬
‫============================================‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫شكُورًا * إِنّا نَخَافُ مِن رّبّنَا َي ْومًا عَبُوسًا َقمْطَرِيرًا‬
‫ل نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَل ُ‬

‫إِنّ َه ِذهِ تَ ْذكِ َرةٌ َفمَن شَاء اتّخَذَ إِلَى رَبّهِ سَبِيل‬
‫حكِيمًا‬ ‫َومَا َتشَاؤُونَ ِإلّ أَن يَشَاء الُّ إِنّ الَّ كَانَ عَلِيمًا َ‬
‫حمَتِ ِه وَالظّاِلمِينَ أَعَدّ َلهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا‬
‫خلُ مَن يَشَاء فِي َر ْ‬‫يُ ْد ِ‬
‫ايها الحبة في ال‬
‫ان احببتم واستفدتم مما اوردنا لكم فاعلموا ان ال سبحانه وتعالى‬
‫قد منّ علينا حيث علمنا تدبر كتابه وبيناه لكم ولقد منّ ال عليكم حيث مكنكم من قرائة ما اوردنا لكم‬
‫فل تبخلوا على الخرين‬
‫شاركونا بالثواب وانشروا ما تقرأوا في كل مكان اثابكم ال‬
‫وان استطعتم ‪ ,‬اطبعوا ووزعوا ما يقدركم ال عليه‬
‫اثابكم ال واصلح حالكم وآتاكم في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة‬

‫نشجع كل من يقرأ هذا ان ينقله وينشره على ان يعاهد ال ان لن يغير به شيأ وان يذكر مكان نشره وهو موقع القحطاني‬
‫‪www.alkahtane.com‬‬
‫اوردنا ما نظنّه الصحيح ولسنا معصومين من الخطأ ‪ ,‬فإن رأيتم خطأ فل تتجاهلوه وصححونا أثابكم ال‬
‫هذا العنوان لمراسلتنا وابداء آرائكم واسئلتكم‬
‫‪alkahtane@gmail.com‬‬

‫=======================================================‬
‫الفصل الثالث‬
‫عبَادًا ّلنَا " وبين نقباء بني اسرائيل‬
‫الصلة بين " ِ‬
‫الفصل الثالث ‪ -‬الصلة بين البعث وبين نقباء بني اسرائيل‬
‫الصلة بين "عِبَادًا لّنَا " وبين نقباء بني اسرائيل‬
‫الوفاء بعهد ال عز وجل‬
‫"عِبَادًا لّنَا " هم الموفون بالعهد مع ال‬
‫" عِبَادًا لّنَا " من أولوا اللباب‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫عبَادًا ّلنَا " من القرآن الكريم ووضحنا انها تعني عباد مخلصين في العبادة ل‬
‫لقد تدبرنا بفضل ال عبارة " ِ‬
‫وان اساس الخلص في عبادة ال هو اليمان ثم التقوى‬

‫‪29‬‬
‫وان المخلصون في عبادة ال هم من أولوا اللباب‬

‫عبَادًا ّلنَا " هم من الموفون بالعهد مع المولى عز وجل‬‫سنبين الن وباذن ال ومن باب آخر ان " ِ‬
‫لن الوفاء بالعهد هو من اسس التقوى‬
‫عبَادًا ّلنَا " هم من أولوا اللباب وهم من الموفون بالعهد‬
‫وبذلك تثبيت ان " ِ‬
‫عبَادًا ّلنَا " وبين بني اسرائيل في كلمة " َبعَثْنَا "‬
‫سنعود الن الى تدبر كلمة " َبعَثْنَا " حيث سنبين باذن ال الصلة بين " ِ‬
‫عبَادًا ّلنَا " لهم ميزة هامة وهي الوفاء بالعهد مع ال سبحانه وتعالى‬
‫وسنبين ان " ِ‬
‫فهم من الموفون بالعهد مع المولى عز وجل‬
‫وبذلك هم من أولوا اللباب بتعريف القران الكريم‬
‫عبَادًا ّلنَا " وسنبين فيه باذن ال الفرق الكبير بين أولوا اللباب وبين أولي اللباب‬ ‫وسنخصص باذن ال كتاب آخر لصفات " ِ‬

‫سبحان من قال وقولة الحق في سورة السراء‬


‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫عدُ أُول ُهمَا َبعَثْنَا عَلَ ْيكُمْ عِبَادًا لّنَا ُأوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ‬
‫فَإِذَا جَاء وَ ْ‬
‫للَ الدّيَارِ َوكَانَ وَعْدًا ّمفْعُولً ‪5‬‬ ‫فَجَاسُواْ خِ َ‬

‫بداية ايها الحبة في ال تعودوا دائما على الصلة على النبي‬


‫اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله بما هو اهله وبما انت اهله حتى تحب وترضى‬
‫قال الحبيب " من صلى علي حين يُصبح عشرًا ‪ ،‬وحين يُمسي عشراً أدركت ُه شفاعتي يوم القيامة "‪ .‬رواه الطبراني في الكبير وحسنه اللباني‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫هناك أمر آخر هام جدا يبين لنا ان هؤلء العباد " عِبَادًا لّنَا " في سورة السراء هم من الصالحين المهديين‬
‫والهم من ذلك ان لهم ميزة بارزة وواضحة وهي الوفاء بالعهد‬
‫اي انهم من الموفون بالعهد‬
‫كما اشرنا اليه من قبل ‪ ,‬لقد وردت كلمة " َبعَثْنَا " في القرآن الكريم ‪ 4‬مرات في النبياء والرسل‬
‫ولكن لم يورد اية شروط الهية لهؤلء الرسل والنبياء للفوز بنصرة ال‬

‫وردت هذه اليات الشريفة الربعة في الرسل والنبياء حيث وردت فيها كلمة " َبعَثْنَا "‬
‫سورة العراف ‪ -‬سورة ‪ - 7‬آية ‪103‬‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫عوْنَ َومَلَئِهِ فَظََلمُواْ ِبهَا فَانظُرْ كَ ْيفَ كَانَ عَاقِبَةُ ا ْل ُمفْسِدِينَ‬
‫ثُمّ َبعَثْنَا مِن َبعْدِهِم مّوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْ َ‬
‫هنا كلمة " َبعَثْنَا " وردت في النبي موسى عليه السلم دون اي شروط الهية للفوز بنصرة ال‬

‫سورة يونس ‪ -‬سورة ‪ - 10‬آية ‪74‬‬


‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫ثُمّ َبعَثْنَا مِن َبعْ ِدهِ رُسُلً إِلَى َق ْو ِمهِمْ َفجَآؤُوهُم بِالْبَيّنَاتِ َفمَا كَانُواْ لِ ُي ْؤمِنُواْ ِبمَا َكذّبُواْ بِهِ مِن قَ ْبلُ كَذَِلكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلوبِ ا ْل ُمعْتَدِينَ‬
‫هنا كلمة " َبعَثْنَا " وردت في الرسل من بعد النبي نوح عليه السلم دون اي شروط الهية للفوز بنصرة ال‬

‫سورة يونس ‪ -‬سورة ‪ - 10‬آية ‪75‬‬


‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫‪30‬‬
‫ن َومَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْ َتكْبَرُواْ َوكَانُواْ َق ْومًا مّجْ ِرمِي َ‬
‫ن‬ ‫عوْ َ‬
‫ثُمّ َبعَثْنَا مِن َبعْدِهِم مّوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْ َ‬
‫هنا كلمة " َبعَثْنَا " وردت في موسى وهارون عليهما السلم دون اي شروط الهية للفوز بنصرة ال‬

‫سورة النحل ‪ -‬سورة ‪ - 16‬آية ‪36‬‬


‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫ل وَاجْتَنِبُواْ الطّاغُوتَ‬
‫وََلقَدْ َبعَثْنَا فِي ُكلّ ُأمّةٍ رّسُولً أَنِ اعْ ُبدُواْ ا ّ‬
‫حقّتْ عَلَيْهِ الضّللَةُ فَسِيرُواْ فِي الَ ْرضِ فَانظُرُواْ كَ ْيفَ كَانَ عَاقِبَةُ ا ْل ُمكَذّبِي َ‬
‫ن‬ ‫ل َومِ ْنهُم مّنْ َ‬ ‫َفمِ ْنهُم مّنْ َهدَى ا ّ‬
‫هنا كلمة " َبعَثْنَا " وردت في الرسل المبعوثون في كل امة عليهم وعلى نبينا الصلة والسلم‬
‫دون اي شروط الهية للفوز بنصرة ال‬

‫الستنتاج الول‬
‫وردت كلمة " َبعَثْنَا " في القرآن الكريم ‪ 4‬مرات في النبياء والرسل‬
‫ولكن لم تشير اليات الشريفة الى شروط الهية لهؤلء الرسل والنبياء للفوز بنصرة ال‬
‫لنهم رسل وانبياء وليسوا بحاجة للتنبيه وللشروط‬
‫ولنهم يوفون العهد مع ال‬
‫فمن يوفي العهد مع المولى عز وجل فل داعي لتحذيره في حالة عدم الوفاء بالعهد‬
‫او بطريقة اخرى نستطيع القول‬
‫ان من لم يكون هناك سبب لتحذيره من نقض العهد مع المولى عز وجل يكون ممن يوفي بالعهد‬
‫هذا امر هام جدا‬

‫والن سنوضح أمر في غاية الهمية باذن ال‬


‫وهو الصلة في كلمة " بَعَثْنَا " بين " عِبَادًا لّنَا " وبين نقباء بني إسرائيل‬
‫وهي الوفاء بعهد ال سبحانه وتعالى‬
‫بقي آيتين في القرآن الكريم حيث وردت فيهن كلمة " َبعَثْنَا "‬

‫الية الولى ‪ -‬في نقباء بني اسرائيل‬


‫هي الية الشريفة من سورة المائدة التي وردت في نقباء بني اسرائيل ووردت فيها كلمة " َبعَثْنَا "‬
‫ولكن هذه الية تشير الى شروط الهية واضحة للفوز بنصرة ال‬
‫وتشير الى تحذير واضح لهم من المولى عز وجل‬
‫ولم يكن البعث ال بعد أخذ الميثاق منهم‬

‫سورة المائدة ‪ -‬سورة ‪ - 5‬آية ‪13-12‬‬


‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫عشَرَ َنقِيبًا‬
‫وََلقَدْ أَخَذَ الّ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ وَ َبعَثْنَا مِنهُمُ اثْ َنيْ َ‬
‫وَقَالَ الّ إِنّي مَ َعكُمْ‬
‫" ان ال عز وجل يكون معهم بناء على شروط الهية وهي"‬
‫سلِي َوعَزّرْتُمُوهُمْ‬
‫صلَ َة وَآتَيْتُمُ الزّكَا َة وَآمَنتُم بِ ُر ُ‬
‫لَ ِئنْ أَقَمْ ُتمُ ال ّ‬
‫ضتُمُ الّ َقرْضًا حَسَنًا‬ ‫وَأَقْرَ ْ‬

‫‪31‬‬
‫" اذا الشروط واضحة وهي اقامة الصلة وايتاء الزكاة واليمان بالرسل والدفاع عنهم والصدقة "‬

‫" ثم يأتي التحذير اذا نقضوا هذا الميثاق "‬


‫سوَاء السّبِيلِ‬
‫ضلّ َ‬
‫َفمَن َكفَرَ َبعْدَ َذ ِلكَ مِن ُكمْ َفقَدْ َ‬
‫" ذلك كان التحذير فمن كفر فقد ضل سواء السبيل "‬

‫" وهنا يأتي التأكيد انهم نقضوا الميثاق"‬


‫ضهِم مّيثَا َقهُمْ‬
‫َفبِمَا َنقْ ِ‬
‫ضعِهِ‬
‫جعَلْنَا قُلُو َبهُمْ قَاسِ َيةً يُحَ ّرفُونَ ا ْلكَِلمَ عَن ّموَا ِ‬
‫َلعَنّاهُمْ وَ َ‬
‫حظّا ّممّا ُذكّرُواْ بِهِ‬ ‫وَنَسُواْ َ‬
‫حسِنِي َ‬
‫ن‬ ‫حبّ ا ْلمُ ْ‬
‫عفُ عَ ْن ُه ْم وَاصْفَحْ إِنّ الَّ يُ ِ‬
‫َولَ تَزَالُ تَطِّلعُ عََلىَ خَائِ َنةٍ مّ ْنهُمْ ِإلّ قَلِيلً مّ ْنهُمُ فَا ْ‬

‫الستنتاج الثاني‬
‫وردت كلمة " َبعَثْنَا " في القرآن الكريم للمرة الخامسة في سورة المائدة في نقباء بني اسرائيل‬
‫ولكن ورد في الية الشريفة شروط الهية واضحة لهؤلء النقباء من بني اسرائيل للفوز بنصرة ال‬
‫وورد تحذير واضح لهم ‪ ,‬فال عز وجل يكون معهم‬
‫بشرط‬
‫اذا اقاموا الصلة وآتوا الزكاة وآمنوا بالرسل ودافعوا عنهم واقرضوا ال قرضا حسنا‬
‫ثم بين لنا المولى عز وجل انهم نقضوا الميثاق ولم يوفوا بالعهد مع ال‬
‫سبحانه وتعالى عما يشركون‬

‫والسؤال الهام هنا‬


‫ماذا ورد في الية السادسة والخيرة التي وردت فيها كلمة " بَعَثْنَا "‬
‫والذي تخص " عِبَادًا لّنَا "‬

‫هل وردت اي شروط الهية للفوز بنصرة المولى عز وجل ؟‬


‫وهل ورد اي تحذير ؟‬
‫وهل ورد النبأ بنقضهم العهد ؟‬

‫والجواب على ذلك واضح كالشمس‬


‫لم يورد في سورة السراء اي شروط الهية للعباد المبعوثون‬
‫ولم يورد اي تحذير لهم‬
‫ولم يورد النبأ بنقضهم العهد‬
‫فذلك يعني انهم عباد صالحين ليسوا بحاجة الى الشروط والتحذير‬
‫كما لم تكن هناك حاجة للشروط و للتحذير مع النبياء والرسل‬
‫بل كانت البشرى بوفائهم للعهد وذلك بنصرهم ثلث مرات‬

‫‪32‬‬
‫اذا " عِبَادًا لّنَا " هم عباد يوفون بالعهد مع المولى عز وجل‬
‫وذلك من اسس التقوى‬
‫اما بالنسبة لنقباء بني اسرائيل‬
‫فبما ان كلمة " َبعَثْنَا " ‪ " ,‬الخاصة بالرسل والنبياء الذين ل ينقضون عهد ال " قد وردت في نقباء بني اسرائيل‬
‫ثم‬
‫نقضوا العهد مع ال ولم يستحقوا تلك الخصوصية‬
‫فسيكون عقابهم على ايدي من يستحق خصوصية كلمة " َبعَثْنَا "‬
‫تلك الخصوصية الخاصة بالنبياء والرسل الذين ل ينقضون عهد ال‬
‫فعبادا لنا هم عباد صالحين ل ينقضون عهد ال‬
‫انهم عباد صالحين يوفون بالعهد مع ال عز وجل‬
‫فيبعثون ليعاقبون الذين ينقضون العهد مع المولى عز وجل‬
‫ان شاء ال سوف نتعمق في هذا المر لهميته‬
‫لننظر بعمق الى ما ورد في عبادا لنا وما الصلة مع نقباء بني اسرائيل‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫ي عَشَرَ َنقِيبًا‬
‫سرَآئِي َل وَ بَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَ ْ‬
‫َو َلقَدْ َأخَذَ الّ مِيثَاقَ بَنِي إِ ْ‬
‫وَقَالَ الّ إِنّي مَ َعكُمْ‬
‫حسَنًا‬
‫سلِي َوعَزّرْتُمُوهُ ْم وَأَقْرَضْ ُتمُ الّ قَرْضًا َ‬ ‫صلَ َة وَآتَيْ ُتمُ الزّكَا َة وَآمَنتُم بِرُ ُ‬
‫لَ ِئنْ أَ َقمْتُمُ ال ّ‬
‫لّكَفّرَنّ عَنكُمْ سَيّئَا ِتكُ ْم َولُدْخِلَ ّن ُكمْ جَنّاتٍ َتجْرِي مِن َتحْ ِتهَا الَ ْنهَارُ‬
‫ُ‬
‫سوَاء السّبِي ِل‬ ‫ضلّ َ‬ ‫َفمَن َكفَرَ َبعْدَ َذ ِلكَ مِن ُكمْ َفقَدْ َ‬
‫ضهِم مّيثَا َقهُ ْم لَعَنّاهُ ْم َوجَ َعلْنَا ُقلُو َبهُمْ قَاسِيَةً‬
‫َفبِمَا َنقْ ِ‬
‫حظّا مّمّا ذُكّرُواْ بِهِ‬ ‫ُيحَرّفُونَ الْ َكلِ َم عَن ّموَاضِعِ ِه وَ َنسُواْ َ‬
‫حسِنِينَ‬
‫حبّ ا ْلمُ ْ‬
‫عفُ عَ ْن ُه ْم وَاصْفَحْ إِنّ الَّ يُ ِ‬
‫َولَ تَزَالُ تَطِّلعُ عََلىَ خَائِ َنةٍ مّ ْنهُمْ ِإلّ قَلِيلً مّ ْنهُمُ فَا ْ‬
‫سورة المائدة ‪ -‬سورة ‪ - 5‬آية ‪13-12‬‬

‫الشروط للنصرة‬
‫هناك شروط واضحة كي يكون ال سبحانه وتعالى مع نقباء بني اسرائيل‬
‫اقامة الصلة وايتاء الزكاة واليمان بالرسل والدفاع عنهم والصدقة‬
‫ثم يأتي التحذير‬
‫فمن كفر منكم بعد تلك البينات والشروط فقد ضل سواء السبيل‬
‫ثم يأتي النبأ بنقضهم العهد‬
‫فبما نقضهم ميثاقهم‬
‫العقاب لمن نقض العهد من النقباء‬
‫لعنهم ال وجعل قلوبهم قاسية‬

‫‪33‬‬
‫فهم كانوا عباد صالحين عندما بعثوا وأتاهم العهد‬
‫فاستحقوا خصوصية كلمة بَعَثْنَا‬
‫ولكن عليهم شروط يجب ان يطبقوها كي يوفوا بالعهد ومن ينقض العهد منهم يصبح من الكافرين‬
‫ولقد نقضوا العهد بعد البعث‬
‫لةَ ‪ -‬ولكنهم لم يقيموها‬
‫امرهم ال عز وجل بالصلة قائل ‪ -‬لَئِنْ َأ َقمْتُمُ الصّ َ‬
‫وامرهم ال عز وجل بالزكاة قائل ‪ -‬وَآتَيْتُمُ ال ّزكَاةَ ‪ -‬ولكنهم لم يؤتوها‬
‫ولكنهم لم ينقضوا العهد فحسب بل تمادوا في نقض العهد‬
‫حيث امرهم ال عز وجل ان يؤمنوا برسله ويدافعوا عنهم قائل‬
‫وَآمَنتُم بِ ُرسُلِي وَعَزّرْ ُتمُو ُهمْ‬
‫ولكنهم لم يؤمنوا بالرسل ولم يدافعوا عنهم " وَعَزّرْ ُتمُو ُهمْ " بل كفّروهم ولم يدافعوا عنهم‬
‫بل تمادوا وقتلوا بعضهم‬
‫وحيث امرهم ال عز وجل ان يقرضوه قرضا حسنا وذلك بتزكية اموالهم بالصدقات قائل‬
‫وََأقْ َرضْتُمُ الّ قَ ْرضًا حَسَنًا‬
‫ولكنهم لم يزكوا اموالهم بالصدقات وعملوا عكس ذلك‬
‫بل تمادوا في القيام بعكس ما امر ال عز وجل‬
‫واعلنوا الحرب على ال سبحانه وتعالى وعلى رسولة صلى ال عليه وسلم‬
‫باتخاذهم الربا‬
‫بل تخصصوا في ذلك‬
‫ولم يكن ذلك فحسب بل تمردوا‬
‫وحرفوا كلم ال‬
‫حيث وصف اعمالهم عز وجل بقوله‬
‫ضعِ ِه وَنَسُواْ حَظّا ّممّا ُذكّرُواْ بِهِ‬
‫ُيحَ ّرفُونَ ا ْلكَلِمَ عَن ّموَا ِ‬

‫اما بالنسبة للعباد الصالحين "عِبَادًا لّنَا " فلقد ورد فيهم ما يلي‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫شدِيدٍ‬
‫فَِإذَا جَاء وَعْدُ أُول ُهمَا َبعَثْنَا عَلَ ْيكُمْ عِبَادًا لّنَا ُأوْلِي بَ ْأسٍ َ‬
‫للَ الدّيَارِ َوكَانَ وَعْدًا ّمفْعُولً‬ ‫فَجَاسُواْ خِ َ‬

‫هل هناك شروط للنصرة‬


‫كل ‪ -‬ل داعي لها مع "عِبَادًا لّنَا " كما لم يكن لها داعي في الرسل والنبياء‬
‫لم يقل فان اقمتم الصلة واتيتم الزكاة مثل ‪ -‬فسوف تجوسوا خلل الديار‬
‫هل هناك تحذير‬
‫كل ‪ -‬ل داعي للتحذير مع "عِبَادًا لّنَا " كما لم يكن هناك داعي للتحذير في الرسل والنبياء‬
‫لم يقل مثل فمن كفر منكم‬
‫هل اتى النبأ بنقضهم العهد‬
‫كل ‪ -‬لم يأت النبأ بنقضهم العهد كما لم يأتي في الرسل والنبياء‬

‫‪34‬‬
‫بل اتى النبأ بالوفاء بالعهد وهو النصر‬
‫هل اتى فيهم خبر عقاب ان لم يوفوا بالعهد‬
‫كل ‪ -‬لم يأت فيهم خبر عقاب كما لم يأت في الرسل والنبياء‬
‫لنهم يوفون بالعهد‬
‫الستنتاج الثالث‬
‫"عِبَادًا لّنَا " هم من الموفون بعهد ال‬
‫يبعثهم المولى عز وجل لعقاب من ينقض العهد وهم بني اسرائيل‬

‫وهذه نقات في غاية الهمية عندما نتدبر هذه اليات الشريفة‬


‫وسنبينها من باب آخر‬
‫فهذه اليات الشريفة تبين لنا اسس التقوى‬
‫سبحان من قال وقوله الحق في صفات المتقين‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫ب وََلكِنّ الْبِرّ‬
‫لّيْسَ الْبِرّ أَن ُتوَلّو ْا وُجُو َه ُكمْ قِ َبلَ ا ْلمَشْرِقِ وَا ْل َمغْرِ ِ‬
‫ن وَآتَى ا ْلمَالَ عَلَى حُبّهِ َذوِي ا ْلقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَا ْلمَسَاكِينَ‬ ‫ب وَالنّبِيّي َ‬ ‫لّ وَالْ َيوْمِ الخِرِ وَا ْلمَل ِئكَةِ وَا ْلكِتَا ِ‬
‫مَنْ آمَنَ بِا ِ‬
‫ن َوفِي ال ّرقَابِ وََأقَامَ الصّل َة وَآتَى ال ّزكَاةَ‬ ‫وَابْنَ السّبِيلِ وَالسّائِلِي َ‬
‫وَالْمُوفُونَ بِ َعهْ ِدهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ‬
‫وَالصّابِرِينَ فِي الْبَ ْأسَاء وَالضّرّاء وَحِينَ الْبَأْسِ‬
‫ُأوْلَ ِئكَ الّذِينَ صَ َدقُوا‬
‫ك هُمُ الْمُ ّتقُون‬
‫وَأُولَئِ َ‬
‫َسورة البقرة ‪ -‬سورة ‪ - 2‬آية ‪177‬‬
‫فمن اسس التقوى الوفاء بالعهد‬
‫وهذا الساس هو ابرز السس التي تميز عبادا لنا عن بني اسرائيل‬

‫الستنتاج الرابع‬
‫الشروط التي كانت اساس الميثاق مع نقباء بني اسرائيل هي اسس التقوى‬
‫ومن اسس التقوى الوفاء بالعهد مع ال‬
‫ونقباء بني اسرائيل لم يوفوا العهد مع ال‬

‫وتلك الشروط كانت هي العهد الذي نقضه نقباء بني اسرائيل‬


‫اما عبادا لنا فل ينقضون العهد مع المولى عز وجل‬
‫"عِبَادًا لّنَا " هم من الموفون بالعهد مع ال‬
‫هم من العلماء العاملين بعلمهم لمرضاة المولى عز وجل‬
‫هم ممن ل يخشون ال ال‬
‫يحللون ما حلل ال ويحرمون ما حرم ال‬
‫ول ينقضون العهد الذي يتخذونه مع ال‬
‫‪35‬‬
‫بل اكدت الية على نصرتهم‬
‫هم السود احفاد السود من خير امة اخرجت للناس وهذا وصفهم الخاص بالوفاء بالعهد‬
‫علَيْ ِه‬
‫لّ َ‬
‫ِمنَ الْ ُمؤْ ِمنِينَ ِرجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا ا َ‬
‫فَمِ ْنهُم مّن َقضَى َنحْبَ ُه وَمِ ْنهُم مّن يَن َتظِ ُر وَمَا بَ ّدلُوا تَبْدِيل‬

‫هم الموفون بالعهد‬


‫يبعثون لعقاب الذين نقضوا العهد‬
‫وهذه ميزة في غاية الهمية حيث ستبين لنا باذن ال من هم هؤلء العباد الذين‬
‫وصفهم المولى عز وجل بوصف خاص وهو قوله سبحانه وتعالى‬
‫(عِبَادًا لّنَا )‬
‫من هم بشكل عام وما صفاتهم ومن هم القادة بشكل خاص‬
‫وسنبين ذلك باذن الواحد الحد‬

‫نشجع كل من يقرأ هذا ان ينقله وينشره على ان يعاهد ال ان لن يغير به شيأ وان يذكر مكان نشره وهو موقع القحطاني‬
‫‪www.alkahtane.com‬‬

‫فمن الذي يوفي بالعهد مع ال بتعريف القرآن الكريم‬


‫هم أولوا اللباب‬
‫سبحان من قال وقوله الحق‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫عمَى‬
‫حقّ َكمَنْ ُهوَ أَ ْ‬‫َأ َفمَن َيعَْلمُ أَ ّنمَا أُن ِزلَ إِلَ ْيكَ مِن رَ ّبكَ الْ َ‬
‫ِإنّمَا َي َتذَكّرُ ُأ ْولُواْ ا َل ْلبَابِ‬
‫لّ وَلَ يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ‬
‫الّذِينَ يُوفُونَ بِ َعهْدِ ا ِ‬
‫شوْنَ رَ ّبهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ ا ْلحِسَا ِ‬
‫ب‬ ‫صلَ وَيَخْ َ‬ ‫وَالّذِينَ َيصِلُونَ مَا َأمَرَ الُّ ِبهِ أَن يُو َ‬
‫وَالّذِينَ صَبَرُواْ ابْ ِتغَاء َوجْهِ رَ ّبهِمْ وََأقَامُواْ الصّل َة وَأَنفَقُواْ ِممّا رَ َزقْنَاهُمْ سِرّا وَعَلنِيَةً‬
‫وَيَدْ َرؤُونَ بِا ْلحَسَ َنةِ السّيّ َئةَ‬
‫عقْبَى الدّارِ‬ ‫ُأوْلَ ِئكَ َلهُمْ ُ‬
‫جهِمْ وَذُرّيّا ِتهِمْ‬‫عدْنٍ يَ ْدخُلُو َنهَا َومَنْ صَلَحَ مِنْ آبَا ِئهِ ْم وَأَ ْزوَا ِ‬‫جَنّاتُ َ‬
‫عقْبَى الدّارِ‬‫وَا ْلمَل ِئكَةُ َيدْخُلُونَ عَلَ ْيهِم مّن ُكلّ بَابٍ سَلمٌ عَلَ ْيكُم ِبمَا صَبَرْتُمْ فَ ِن ْعمَ ُ‬
‫عهْدَ الِّ مِن بَ ْعدِ مِيثَا ِقهِ‬
‫ن َ‬
‫وَالّذِينَ يَنقُضُو َ‬
‫سدُونَ فِي الَ ْرضِ‬
‫ل وَيُفْ ِ‬
‫صَ‬‫طعُونَ مَا َأمَرَ الُّ بِهِ أَن يُو َ‬
‫وَيَقْ َ‬

‫‪36‬‬
‫ُأوْلَ ِئكَ َلهُمُ الّلعْنَ ُة وََلهُمْ سُوءُ الدّا ِر‬
‫سورة الرعد ‪ -‬سورة ‪ - 13‬آية ‪25 -19‬‬

‫الستنتاج الخير‬
‫" عِبَادًا لّنَا "‬
‫هم من أولوا اللباب الذين يوفون بعهد ال ول يتقضون الميثاق‬
‫يبعثون لعقاب بني اسرائيل الذين ينقضون عهد ال من بعد ميثاقه‬
‫وسوف نورد المزيد عن صفاتهم‬
‫والفرق بين أولوا اللباب وبين أولي اللباب في كتاب خاص‬
‫قريبا باذن ال‬

‫هذا ما نراه صحيحا والعلم عند ال‬


‫رب اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري كله‪ ،‬وما أنت أعلم به مني‪،‬‬
‫اللهم اغفر لي خطاياى وعمدي وجهلي وهزلي‪ ،‬وكل ذلك عندي‪ ،‬اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت‪،‬‬
‫أنت المقدم‪ ،‬وأنت المؤخر‪ ،‬وأنت على كل شىء قدير "‬

‫والن وقبل التكملة نذكر انفسنا واياكم بالستغفار واهميته‬


‫ايها الخوة والخوات في ال ‪ ,‬استغفروا ال‬
‫ن قالَ‪:‬‬
‫قال رسول الّ صلى الّ عليه وسلم‪" :‬مَ ْ‬
‫ي القَيّومَ وأتُوبُ إِليْهِ‬
‫أسْتَ ْغفِرُ الَّ الّذي ل إِلهَ ِإ ّل هُ َو الحَ ّ‬
‫حفِ"‬
‫غفِ َرتْ ذُنُوبُ ُه وَإنْ كَانَ َقدْ فَرّ مِنَ الزّ ْ‬
‫ُ‬
‫الحاكم‪ :‬هذا حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم‬

‫اوردنا لكم ما نظن والعلم عند ال ونحن ليسوا بمعصومين من الخطأ‬


‫اللهم ان اصبت فمنك ومما علمتني وان اخطأت فمن الشيطان ‪ ,‬استغفرك واتوب اليك‬
‫ارجوا من كل من يقرأ هذا من المؤمنين الركع السجود ان ينصرونني ان كنت ظالما او مظلوما‬
‫شدًا‬
‫لِقْرَبَ مِنْ َهذَا رَ َ‬
‫عَسَى أَن َيهْدِيَنِ رَبّي َ‬

‫============================================‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫شكُورًا * إِنّا نَخَافُ مِن رّبّنَا َي ْومًا عَبُوسًا َقمْطَرِيرًا‬
‫ل نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَل ُ‬

‫إِنّ َه ِذهِ تَ ْذكِ َرةٌ َفمَن شَاء اتّخَذَ إِلَى رَبّهِ سَبِيل‬
‫حكِيمًا‬ ‫َومَا َتشَاؤُونَ ِإلّ أَن يَشَاء الُّ إِنّ الَّ كَانَ عَلِيمًا َ‬
‫حمَتِ ِه وَالظّاِلمِينَ أَعَدّ َلهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا‬
‫خلُ مَن يَشَاء فِي َر ْ‬‫يُ ْد ِ‬
‫ايها الحبة في ال‬
‫ان احببتم واستفدتم مما اوردنا لكم فاعلموا ان ال سبحانه وتعالى‬
‫قد منّ علينا حيث علمنا تدبر كتابه وبيناه لكم ولقد منّ ال عليكم حيث مكنكم من قرائة ما اوردنا لكم‬

‫‪37‬‬
‫فل تبخلوا على الخرين‬
‫شاركونا بالثواب وانشروا ما تقرأوا في كل مكان اثابكم ال‬
‫وان استطعتم ‪ ,‬اطبعوا ووزعوا ما يقدركم ال عليه‬
‫اثابكم ال واصلح حالكم وآتاكم في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة‬

‫نشجع كل من يقرأ هذا ان ينقله وينشره على ان يعاهد ال ان لن يغير به شيأ وان يذكر مكان نشره وهو موقع القحطاني‬
‫‪www.alkahtane.com‬‬
‫اوردنا ما نظنّه الصحيح ولسنا معصومين من الخطأ ‪ ,‬فإن رأيتم خطأ فل تتجاهلوه وصححونا أثابكم ال‬
‫هذا العنوان لمراسلتنا وابداء آرائكم واسئلتكم‬
‫‪alkahtane@gmail.com‬‬

‫الفصل الرابع‬
‫من هم عبادا لنا‬
‫الفصل الرابع ‪ -‬من هم عبادا لنا‬
‫هل عيسى بن مريم عليه السلم من عِبَادًا لّنَا‬
‫هل الملئكة المقربون من عِبَادًا لّنَا‬
‫هل " عِبَادًا لّنَا " من أولياء ال‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫سبحان الملك ‪ ,‬سبحان القدوس ‪ ,‬سبحان العزيز ‪ ,‬سبحان الحكيم‬
‫سبحان ال العلي الديان ‪ ,‬سبحان ال الشديد الركان ‪ ,‬سبحان من يذهب بالليل ويأتي بالنهار‬
‫سبحان من ل يشغله شأن عن شأن ‪ ,‬سبحان ال الحنان المنان ‪ ,‬سبحان ال المسبح في كل مكان‬
‫والحمد ل الواحد الحد على كافة النعم‬
‫فسبحان ال وبحمده عدد خلقة ورضا نفسه وزنة عرشة ومداد كلماته‬
‫الحمد ل الذي منّ علينا ببعث رسوله النبي المي سيدنا ومولنا محمدٍ الذي هدانا به إلى الصراط المستقيم‬
‫فله الشكر على ما خصنا به دون المم الماضية صلى ال عليه وعلى آله وسلم‬
‫وعلى جميع النبيين والمرسلين‪.‬‬
‫اللهم صل على سيدنا محمد وبارك وسلم عليه وعلى آله ‪ ,‬وصل على النبياء والمرسلين وعلى كل مَلكٍ وعلى عبادك الصالحين‬
‫وعلى أهل طاعتك أجمعين وارحمنا معهم جميعاً‬
‫برحمتك يا أرحم الراحمين‪.‬‬
‫لقد قمنا فضل المولى عز وجل بتدبرعبارة عبادا لنا من القرآن الكريم وبينا انها تعني عباد مخلصين في العبادة ل‬
‫ثم وضحنا ان الخلص في عبادة ال يكون في السراء وفي الضراء‬
‫وان اساس الخلص في عبادة ال هو اليمان ثم التقوى‬
‫ثم بينا ان الموفون بالعهد مع المولى عز وجل هم من أولوا اللباب‬
‫وبذلك يكون عبادا لنا من أولوا اللباب‬
‫ثم بينا بفضل المولى عز وجل الصلة بين عبادا لنا وبين بني اسرائيل في كلمة بعثنا وهي الوفاء بالعهد مع ال سبحانه وتعالى‬

‫‪38‬‬
‫فهم من الموفون بالعهد مع المولى عز وجل الذين يعاقبون المنقضون بالعهد وهم بني اسرائيل‬
‫فمن اوصاف عبادا لنا وليست كافتها‬
‫المخلصون بالعبادة ل وبذلك هم من المتقون‬
‫هم من أولوا اللباب‬
‫وهم من الموفون بالعهد مع المولى عز وجل‬
‫والن سنبين باذن ال ومن القرآن الكريم والحاديث والثار من هم هؤلء الذين يصفهم القرآن‬
‫بوصف خاص ومميز في عبارة عبادا لنا‬
‫ويبعثم المولى عز وجل لعقاب الذين ينقضون عهده سبحانه وتعالى هما يشركون‬

‫هل عيسى بن مريم عليه السلم من عِبَادًا لّنَا‬


‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫حكِيمُ‬
‫ك لَ عِلْمَ لَنَا ِإلّ مَا عَّلمْتَنَا إِ ّنكَ أَنتَ ا ْلعَلِيمُ ا ْل َ‬
‫قَالُواْ سُبْحَا َن َ‬

‫هذا الحديث يشير الى خروج المسيح الدجال ثم نزول نبي ال عيسى بن مريم حيث يقتل المسيح الدجال‬
‫حدثنا علي بن محمد قال حدثنا عبد الرحمن المحاربي ‪ ،‬عن إسماعيل بن رافع أبي رافع ‪ ،‬عن أبي زرعة السيباني يحيى بن أبي‬
‫عمرو ‪،‬‬
‫عن عمرو بن عبد ال ‪ ،‬عن أبي أمامة الباهلي‬
‫قال خطبنا رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فكان أكثر خطبته حديثا ‪ ،‬حدثناه عن الدجال ‪ ،‬وحذرناه ‪،‬‬
‫فكان من قوله أن قال إنه لم تكن فتنة في الرض ‪ ،‬منذ ذرأ ال ذرية آدم ‪ ،‬أعظم من فتنة الدجال ‪،‬‬
‫وإن ال لم يبعث نبيا إل حذر أمته الدجال ‪ ،‬وأنا آخر النبياء ‪ ،‬وأنتم آخر المم ‪ ،‬وهو خارج فيكم ل محالة ‪ ،‬وإن يخرج وأنا بين‬
‫ظهرانيكم ‪ ،‬فأنا حجيج لكل مسلم ‪ ،‬وإن يخرج من بعدي ‪ ،‬فكل امرئ حجيج نفسه ‪ ،‬وال خليفتي على كل مسلم ‪ ،‬وإنه يخرج من‬
‫خلة بين الشام ‪ ،‬والعراق ‪ ،‬فيعيث يمينا ويعيث شمال ‪ ،‬يا عباد ال فاثبتوا ‪،‬‬
‫فإني سأصفه لكم صفة لم يصفها إياه نبي قبلي ‪،‬‬
‫إنه يبدأ ‪ ،‬فيقول أنا نبي ول نبي بعدي ‪ ،‬ثم يثني فيقول ‪ :‬أنا ربكم ول ترون ربكم حتى تموتوا ‪،‬‬
‫وإنه أعور ‪ ،‬وإن ربكم ليس بأعور ‪ ،‬وإنه مكتوب بين عينيه كافر ‪ ،‬يقرؤه كل مؤمن ‪ ،‬كاتب أو غير كاتب ‪،‬‬
‫وإن من فتنته أن معه جنة ونارا ‪ ،‬فناره جنة ‪ ،‬وجنته نار ‪،‬‬
‫فمن ابتلي بناره ‪ ،‬فليستغث بال ‪ ،‬وليقرأ فواتح الكهف فتكون عليه بردا وسلما ‪ ،‬كما كانت النار على إبراهيم ‪،‬‬
‫وإن من فتنته أن يقول لعرابي أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك ‪ ،‬أتشهد أني ربك ؟ فيقول نعم ‪ ،‬فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه‬
‫‪ ،‬وأمه ‪،‬‬
‫فيقولن يا بني ‪ ،‬اتبعه ‪ ،‬فإنه ربك ‪،‬‬
‫وإن من فتنته أن يسلط على نفس واحدة ‪ ،‬فيقتلها ‪ ،‬وينشرها بالمنشار ‪ ،‬حتى يلقى شقتين ‪ ،‬ثم يقول انظروا إلى عبدي هذا ‪ ،‬فإني‬
‫أبعثه الن ‪ ،‬ثم يزعم أن له ربا غيري ‪ ،‬فيبعثه ال ‪ ،‬ويقول له الخبيث من ربك ؟ فيقول ربي ال ‪ ،‬وأنت عدو ال ‪ ،‬أنت الدجال ‪،‬‬
‫وال ما كنت بعد أشد بصيرة بك مني اليوم ‪،‬‬
‫قال أبو الحسن الطنافسي ‪ :‬فحدثنا المحاربي قال ‪ :‬حدثنا عبيد ال بن الوليد الوصافي ‪ ،‬عن عطية ‪ ،‬عن أبي سعيد‬
‫قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ذلك الرجل أرفع أمتي درجة في الجنة‪ .‬قال ‪ :‬قال أبو سعيد وال ما كنا نرى ذلك الرجل‬
‫إل عمر بن الخطاب حتى مضى لسبيله ‪.‬‬
‫قال المحاربي ‪ ،‬ثم رجعنا إلى حديث أبي رافع ‪ ،‬قال وإن من فتنته أن يأمر السماء أن تمطر فتمطر ‪ ،‬ويأمر الرض أن تنبت‬
‫فتنبت ‪ ،‬وإن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه ‪ ،‬فل تبقى لهم سائمة إل هلكت ‪ ،‬وإن من فتنته أن يمر بالحي فيصدقونه ‪ ،‬فيأمر‬

‫‪39‬‬
‫السماء أن تمطر فتمطر ‪ ،‬ويأمر الرض أن تنبت فتنبت ‪ ،‬حتى تروح مواشيهم ‪ ،‬من يومهم ذلك أسمن ما كانت وأعظمه ‪ ،‬وأمده‬
‫خواصر ‪ ،‬وأدره ضروعا ‪ ،‬وإنه ل يبقى شيء من الرض إل وطئه ‪ ،‬وظهر عليه ‪ ،‬إل مكة ‪ ،‬والمدينة ‪ ،‬ل يأتيهما من نقب من‬
‫نقابهما إل لقيته الملئكة بالسيوف صلتة ‪ ،‬حتى ينزل عند الظريب الحمر ‪ ،‬عند منقطع السبخة ‪ ،‬فترجف المدينة بأهلها ثلث‬
‫رجفات ‪ ،‬فل يبقى منافق ‪ ،‬ول منافقة إل خرج إليه ‪ ،‬فتنفي الخبث منها كما ينفي الكير ‪ ،‬خبث الحديد ‪ ،‬ويدعى ذلك اليوم يوم‬
‫الخلص‬
‫فقالت أم شريك بنت أبي العكر ‪ :‬يا رسول ال فأين العرب يومئذ ؟‬
‫قال هم يومئذ قليل ‪ ،‬وجلهم ببيت المقدس ‪ ،‬وإمامهم رجل صالح ‪ ،‬فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح ‪ ،‬إذ نزل عليهم عيسى‬
‫ابن مريم الصبح ‪ ،‬فرجع ذلك المام ينكص ‪ ،‬يمشي القهقرى ‪ ،‬ليتقدم عيسى يصلي بالناس ‪ ،‬فيضع عيسى يده بين كتفيه ‪ ،‬ثم‬
‫يقول له تقدم فصل ‪ ،‬فإنها لك أقيمت ‪ ،‬فيصلي بهم إمامهم ‪ ،‬فإذا انصرف ‪ ،‬قال عيسى عليه السلم ‪ :‬افتحوا الباب ‪ ،‬فيفتح ‪،‬‬
‫ووراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي ‪ ،‬كلهم ذو سيف محلى وساج ‪ ،‬فإذا نظر إليه الدجال ذاب ‪ ،‬كما يذوب الملح في الماء ‪،‬‬
‫وينطلق هاربا ‪ ،‬ويقول عيسى عليه السلم إن لي فيك ضربة ‪ ،‬لن تسبقني بها ‪ ،‬فيدركه عند باب اللد الشرقي ‪ ،‬فيقتله ‪ ،‬فيهزم ال‬
‫اليهود ‪ ،‬فل يبقى شيء مما خلق ال يتوارى به يهودي إل أنطق ال ذلك الشيء ‪ ،‬ل حجر ‪ ،‬ول شجر ‪ ،‬ول حائط ‪ ،‬ول دابة ‪ ،‬إل‬
‫الغرقدة ‪ ،‬فإنها من شجرهم ‪ ،‬ل تنطق ‪،‬‬
‫إل قال ‪ :‬يا عبد ال المسلم هذا يهودي ‪ ،‬فتعال اقتله‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم وإن أيامه أربعون سنة ‪ ،‬السنة كنصف السنة ‪ ،‬والسنة كالشهر ‪ ،‬والشهر كالجمعة ‪ ،‬وآخر‬
‫أيامه كالشررة ‪ ،‬يصبح أحدكم على باب المدينة ‪ ،‬فل يبلغ بابها الخر حتى يمسي ‪ ،‬فقيل له يا رسول ال كيف نصلي في تلك‬
‫اليام القصار ؟ قال تقدرون فيها الصلة كما تقدرونها في هذه اليام الطوال ‪ ،‬ثم صلوا ‪،‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم فيكون عيسى ابن مريم عليه السلم في أمتي حكما عدل ‪ ،‬وإماما مقسطا ‪ ،‬يدق الصليب ‪،‬‬
‫ويذبح الخنزير ‪ ،‬ويضع الجزية ‪ ،‬ويترك الصدقة ‪ ،‬فل يسعى على شاة ‪ ،‬ول بعير ‪ ،‬وترفع الشحناء ‪ ،‬والتباغض ‪ ،‬وتنزع حمة‬
‫كل ذات حمة ‪ ،‬حتى يدخل الوليد يده في الحية ‪ ،‬فل تضره ‪ ،‬وتفر الوليدة السد ‪ ،‬فل يضرها ‪ ،‬ويكون الذئب في الغنم كأنه‬
‫كلبها ‪ ،‬وتمل الرض من السلم كما يمل الناء من الماء ‪ ،‬وتكون الكلمة واحدة ‪ ،‬فل يعبد إل ال ‪ ،‬وتضع الحرب أوزارها ‪،‬‬
‫وتسلب قريش ملكها ‪ ،‬وتكون الرض كفاثور الفضة ‪ ،‬تنبت نباتها بعهد آدم حتى يجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم ‪،‬‬
‫ويجتمع النفر على الرمانة فتشبعهم ‪ ،‬ويكون الثور بكذا وكذا من المال ‪ ،‬وتكون الفرس بالدريهمات ‪ ،‬قالوا ‪ :‬يا رسول ال وما‬
‫يرخص الفرس ؟ قال ل تركب لحرب أبدا ‪ ،‬قيل له فما يغلي الثور ؟ قال تحرث الرض كلها ‪ ،‬وإن قبل خروج الدجال ثلث‬
‫سنوات شداد ‪ ،‬يصيب الناس فيها جوع شديد ‪ ،‬يأمر ال السماء في السنة الولى أن تحبس ثلث مطرها ‪ ،‬ويأمر الرض فتحبس‬
‫ثلث نباتها ‪ ،‬ثم يأمر السماء ‪ ،‬في الثانية فتحبس ثلثي مطرها ‪ ،‬ويأمر الرض فتحبس ثلثي نباتها ‪ ،‬ثم يأمر ال السماء ‪ ،‬في السنة‬
‫الثالثة ‪ ،‬فتحبس مطرها كله ‪ ،‬فل تقطر قطرة ‪ ،‬ويأمر الرض ‪ ،‬فتحبس نباتها كله ‪ ،‬فل تنبت خضراء ‪ ،‬فل تبقى ذات ظلف إل‬
‫هلكت ‪ ،‬إل ما شاء ال ‪ ،‬قيل فما يعيش الناس في ذلك الزمان ؟ قال التهليل ‪ ،‬والتكبير ‪ ،‬والتسبيح ‪ ،‬والتحميد ‪ ،‬ويجرى ذلك عليهم‬
‫مجرى الطعام ‪ ،‬قال أبو عبد ال سمعت أبا الحسن الطنافسي ‪ ،‬يقول ‪ :‬سمعت عبد الرحمن المحاربي ‪ ،‬يقول ‪:‬‬
‫" ينبغي أن يدفع هذا الحديث إلى المؤدب ‪ ،‬حتى يعلمه الصبيان في الكتاب"‬
‫سنن ابن ماجة‬
‫نعلم من حديث الحبيب عليه وعلى آله افضل الصلة و السلم‬
‫ان عيسى عليه السلم سوف ينزل الى الرض ويقتل المسيح الدجال عند خروجه‬
‫ول شك في كلم الحبيب عليه افضل الصلة والسلم‬
‫واعتمادنا على المولى عز وجل وعلى كلم الرسول عليه افضل الصلة والسلم‬
‫جعلنا نقول في ملحظاتنا حول تفسير اليات السابقة من سورة السراء‬
‫ان هناك مرحلة ثالثة لفساد بني اسرائيل‬
‫وان المرحلة الثالثة لفساد بني اسرائيل تكون عند خروج المسيح الدجال واتباعه‬

‫‪40‬‬
‫ثم إدعائه اللوهية‬
‫وذلك هو العلو الكبير المذكور في سورة السراء في قوله عز وجل‬
‫عُلوّا َكبِيرًا ‪4‬‬
‫ب لَ ُتفْسِ ُدنّ فِي ا َل ْرضِ مَرّتَ ْينِ َولَتَ ْعُلنّ ُ‬
‫وَقَضَيْنَا ِإلَى بَنِي ِإسْرَائِيلَ فِي الْ ِكتَا ِ‬
‫اذا قلنا ان عيسى عليه السلم‬
‫هو من يبعثه المولى عز وجل لقتل المسيح الدجال ولعقاب بني اسرائيل‬
‫عندما يعلوا العلو الكبير بخروج المسيح الدجال‬
‫فهل هناك الدليل من القرآن الكريم على ان عيسى عليه السلم له صلة بالعباد اولي بأس شديد‬
‫عِبَادًا لّنَا‬
‫هذا القرآن كتاب عظيم‬
‫سبحان ربي الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا‬
‫هناك دليل واضح كالشمس في القرآن الكريم‬
‫لمن يتدبر هذا الكتاب الذي ل مثيل له‬
‫سبحانك ربي استغفرك واتوب اليك ‪ -‬سبحان من قال وقوله الحق‬
‫َومَا أُوتِيتُم مّن ا ْلعِلْمِ ِإلّ قَلِيلً‬

‫الحمد ل الذي يعلمنا ما ل نعلم ولول ان مَنّ ال عَلينا بفضله لما عَلِمنا شيئا‬
‫اللهم اجعلني وكل من يقرأ هذا ويسجد لك ويحبك ممن تمن عليهم بنعمة تدبر القرآن الكريم‬
‫كيف نشكر نعمك علينا يا ال ونحن المقصرون‬
‫فالحمد لك انك انت ال والحمد لك على نعمة السلم والحمد لك على نعمة اليمان‬
‫الحمد لك على انك لم تجعلنا من الضالين ولم تجعلنا من المغضوب عليهم‬
‫الحمد لك يا ال على نعمك كلها ما نعرف منها وما ل نعرف‬
‫الحمد لك يا ال على خير الخلق محمد عليه وعلى آله افضل الصلة والسلم‬
‫الحمد لك يا ال في كل لمحة بصر وفي كل لحظة زمن حتى تحب وترضى‬
‫فلو سجدت لك حتى ميعاد معلوم لما وفيت لك الحمد على نعمة واحدة من نعمك‬
‫كم انت قريب ‪ ,‬وكم انت كريم ‪ ,‬وكم انت رحيم‬
‫آه على السنين الذي مضت وانا بعيد عنك‬
‫ربي ل تزل هذه النعم عني مهما كنت مقصرا نحوك ‪ ,‬ليس لني اتقرب اليك بعملي الذي ل يزن شيئا مع نعمك‬
‫ولكن لنك انت ال الرحمن الرحيم الكريم الودود القريب سبحانك‬
‫ربي اني اتقرب اليك واحسن الظن بك فل تحرمني من لذة هذه النعمة ‪ ,‬نعمة المان والسلم بالتقرب منك‬
‫يا ال اني اسألك لكل من يقرأ هذا من السجد الركوع ‪ ,‬اللهم مِنّ عليهم ومتعهم بلذة القرب اليك لنك انت ال‬
‫لنك انت الكريم ‪ ,‬اللهم اكرمني واكرمهم بلذة القرب منك رغم ذنوبنا وتقصيرنا وليس بسعينا فهو قليل‬
‫بل لنك انت ال‬
‫لنك انت الغفور الرحمن الرحيم‬
‫سبحانك ربي عما يصفون ‪ ,‬سبحانك ربي عما يشركون‬

‫‪41‬‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫لقد َمنّ ال علينا وبين ال لنا ثم بيّنا للقاريء بفضل من ال‬
‫ان عبارة عِبَادًا لّنَا تعني عبادا مخلصين في العبادة ل‬
‫نقول بما ان عبارة "عِبَادًا لّنَا" تعني "عبادا ل" وهي جمع " عَبْدًا لِّ "‬
‫فهل ورد ذكر " عَبْدًا لِّ " في القرآن الكريم‬
‫نعم لقد ورد ذكر " عَبْدًا لِّ " مرة واحدة فقط‬
‫وهي في سورة النساء‬
‫وبذلك تم تعريف من ميز بلقب " عَبْدًا لِّ " في القران الكريم‬
‫فكان نبي ال عيسى بن مريم عليه السلم‬
‫حيث قال سبحانه وتعالى وقوله الحق‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫لّن يَسْتَن ِكفَ‬
‫الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا لِّ‬
‫حشُ ُرهُمْ ِإلَ ْي ِه جَمِيعًا‬
‫ن عِبَادَتِ ِه وَ َيسْتَكْبِرْ فَسَ َي ْ‬‫ف عَ ْ‬
‫وَلَ ا ْلمَلئِكَةُ الْ ُمقَرّبُونَ وَمَن َيسْتَن ِك ْ‬
‫سورة النساء ‪ -‬سورة ‪ - 4‬آية ‪172‬‬

‫لم تورد في القران عبارة " عَبْدًا لِّ " ال في هذه الية الشريفة‬
‫وتعني ‪ -‬لن يمتنع ولن يستكبر المسيح عيسى ابن مريم عليه السلم ان يكون عبدا ل‬
‫وان لم يمتنع عن ذلك فهو عبدا ل‬
‫وبذلك يكون المسيح عيسى ابن مريم عليه السلم مميزا بلقب‬
‫عَبْدًا لِّ‬
‫فكما ان هؤلء العباد الصالحين " عِبَادًا لّنَا " اي انهم "عبادا ل "‬
‫كذلك عيسى بن مريم عليه السلم فهو " عَبْدًا لِّ " مُيز عنهم بالنبوة‬
‫فهو عليه السلم مميز عن العباد الصالحين بالنبوة‬
‫ولكنهم كافة عبادا ل‬
‫ولم يأتي وصف " عَبْدًا لِّ " في القرآن الكريم‬
‫ال في عيسى بن مريم عليه السلم‬
‫ونحن نعرف ان كافة الرسل والنبياء عبادا ل‬

‫‪42‬‬
‫لكن المولى عز وجل اختص المسيح عيسى بن مريم عليه السلم بهذا الوصف‬
‫فل بد من عودته من السماء حيا الى الرض في مرحلة الفساد الثالثة‬
‫وستكون عودته للعقاب الثالث عندما يعلوا بني اسرائيل العلو الكبير بعد ظهور الدجال‬
‫فيعود عيسى بن مريم عليه السلم ويقتل الدجال‬
‫وتلك العودة الى الرض من السماء وهي ما ذكر في سورة السراء‬
‫بقوله عز وجل‬
‫ن عُدتّ ْم عُدْنَا‬
‫وَِإ ْ‬
‫سبحان ال ‪ ,‬سبحان الواحد الحد ‪ ,‬سبحان الذي لم يتخذ صاحبة ول ولد‬
‫سبحان الذي يعيد عيسى ابن مريم عليه السلم ‪ ,‬الذي ليس بابن ال بل هو‬
‫" عَبْدًا لِّ "‬
‫سبحان من قال وقوله الحق‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫عقَةُ بِظُ ْل ِمهِمْ‬‫جهْ َرةً فََأخَذَ ْتهُمُ الصّا ِ‬ ‫سمَاء َفقَدْ سَأَلُواْ مُوسَى َأكْبَرَ مِن ذَِلكَ َفقَالُواْ أَرِنَا الِّ َ‬ ‫َيسْأَُلكَ أَ ْهلُ ا ْلكِتَابِ أَن تُنَ ّزلَ عَلَ ْيهِمْ كِتَابًا مّنَ ال ّ‬
‫ك وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مّبِينًا * وَ َرفَعْنَا َف ْو َقهُمُ الطّورَ ِبمِيثَا ِقهِ ْم َوقُلْنَا َلهُمُ‬ ‫جلَ مِن َبعْدِ مَا جَاءَ ْت ُهمُ الْبَيّنَاتُ َف َعفَوْنَا عَن ذَِل َ‬ ‫ثُمّ اتّخَذُواْ ا ْلعِ ْ‬
‫لّ َوقَتِْلهِمُ الَنبِيَاء‬ ‫ضهِم مّيثَا َقهُ ْم َو ُكفْرِهِم بِآيَاتِ ا ِ‬ ‫غلِيظًا * فَ ِبمَا َن ْق ِ‬‫خذْنَا مِ ْنهُم مّيثَاقًا َ‬
‫ت وَأَ َ‬
‫سجّدًا َوقُلْنَا َل ُه ْم لَ َتعْدُواْ فِي السّ ْب ِ‬‫ا ْدخُلُواْ الْبَابَ ُ‬
‫ق َو َقوِْلهِمْ قُلُوبُنَا غُ ْلفٌ َبلْ طَبَعَ الُّ عَلَ ْيهَا ِب ُكفْرِهِمْ فَلَ ُي ْؤمِنُونَ ِإلّ قَلِيلً *‬ ‫حّ‬ ‫ِبغَيْرِ َ‬
‫عظِيمًا *‬ ‫وَ ِب ُكفْرِهِ ْم َو َقوِْلهِمْ عَلَى مَرْيَمَ ُبهْتَانًا َ‬
‫َوقَوِْلهِمْ إِنّا قَتَلْنَا ا ْلمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ الِّ‬
‫َومَا قَتَلُو ُه َومَا صَلَبُوهُ وََلكِن شُبّهَ َلهُمْ‬
‫ن َومَا قَتَلُوهُ َيقِينًا *‬ ‫شكّ مّنْهُ مَا َلهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ ِإلّ اتّبَاعَ الظّ ّ‬ ‫وَإِنّ الّذِينَ اخْتََلفُواْ فِيهِ َلفِي َ‬
‫حكِيمًا *‬ ‫بَل ّر َفعَهُ الُّ إِلَ ْي ِه َوكَانَ الُّ عَزِيزًا َ‬
‫شهِيدًا‬
‫علَ ْيهِمْ َ‬
‫وَإِن ّمنْ َأ ْهلِ الْكِتَابِ إِ ّل لَ ُيؤْ ِم َننّ ِبهِ قَ ْبلَ َموْتِ ِه وَ َيوْمَ ا ْلقِيَامَةِ يَكُونُ َ‬
‫سورة النساء ‪ -‬سورة ‪ - 4‬آية ‪159 -153‬‬
‫هذه اليات الشريفة كما نعرف جميعا واضحة كالشمس ‪ ,‬تبين لنا ان اليهود لم يقتلوا عيسى عليه السلم‬
‫ولكن ال ارسل من كان يشبه عيسى عليه السلم وذلك الرجل هو الذي قتل‬
‫اما عيسى عليه السلم فلقد رفعه ال اليه وهو حيا ولم يمت‬
‫وقبل موته يعود عند خروج الدجال والعلو الكبير لبني اسرائيل كما ورد في سورة السراء‬
‫بقوله عز وجل‬
‫عدْنَا‬
‫وَإِنْ عُدتّمْ ُ‬
‫ولقد وردت احاديث عديدة تخبرنا بعقاب اليهود على ايدي المؤمنين بعد ظهور الدجال‬
‫ونزول المسيح عيسى ابن مريم عليه السلم حيث يقتل الدجال‬
‫كما في الحديث الذي اشرنا اليه في البداية‬
‫الستنتاج‬
‫ل شك لدينا ان عيسى بن مريم عليه السلم هو عبد ل كما يذكره القرآن الكريم‬
‫وهو الذي سيعود وسوف يقتل الدجال وهو النصر القادم لعبادا لنا في مرحلة الفساد الثالثة والخيرة لبني اسرائيل‬
‫فعبادا لنا يبعثوا في الولى والثانية لذلك سمي وعد الثانية بوعد الخرة‬
‫اي الخرة بالنسبة لبعث " عِبَادًا لّنَا " ‪ -‬اي هي آخر مرة يبعثوا فيها من خارج القدس الى القدس‬

‫‪43‬‬
‫وفي الثالثة او العلوا الكبير ل يبعث " عِبَادًا لّنَا " من خارج القدس لنهم في القدس محاصرين داخل جدار المسجد القصى‬
‫فيبعث المولى عز وجل " عَ ْبدًا لِّ " لينصر عباده المحاصرون " عِبَادًا لّنَا "‬
‫فينزل عيسى بن مريم عليه السلم فينصر ال به المحاصرون في المسجد القصى وهم " عِبَادًا لّنَا "‬
‫وذلك وارد في الحاديث الصحيحة‬
‫وسنبين باذن ال المزيد حول ذلك في الفصل القادم‬
‫هذا ما نراه صحيحا وال ورسوله اعلم‬

‫نشجع كل من يقرأ هذا ان ينقله وينشره على ان يعاهد ال ان لن يغير به شيأ وان يذكر مكان نشره وهو موقع القحطاني‬
‫‪www.alkahtane.com‬‬
‫===================================‬

‫هل الملئكة المقربون من عِبَادًا لّنَا‬


‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫رضيت بال ربا ‪ ،‬وبالسلم دينا ‪ ،‬وبمحمد صلى ال عليه وسلم نبيا‬
‫آمنت بال وملئكته وكتبه وجميع رسله‬
‫اللهم صلى وسلم وبارك على محمد خاتم النبيين وعلى آل محمد‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫ن عَبْدًا لِّ‬‫لّن يَسْتَن ِكفَ ا ْلمَسِيحُ أَن َيكُو َ‬
‫وَلَ ا ْلمَلئِكَةُ الْ ُمقَرّبُونَ‬
‫س َيحْشُ ُرهُمْ ِإلَيْ ِه جَمِيعًا‬
‫عنْ عِبَادَ ِت ِه وَيَسْتَ ْكبِرْ فَ َ‬
‫وَمَن يَسْتَن ِكفْ َ‬
‫سورة النساء ‪ -‬سورة ‪ - 4‬آية ‪172‬‬

‫في هذه الية الشريفة‬


‫نرى ان المولى عز وجل قد نسب ايضا الملئكة المقربون الى كونهم عبادا ل‬
‫اي انهم ل يمتنعون ول يستكبرون ان يكونوا عبادا ل‬
‫كما ل يمتنع ول يستكبر المسيح عيسى ابن مريم عليه السلم ان يكون عَبْدًا لِّ‬
‫وان لم يستكبروا على ذلك فهم عبادا ل‬
‫وعبادا ل هم "عِبَادًا لّنَا"‬
‫وبذلك يكون الملئكة المقربون من "عِبَادًا لّنَا"‬
‫وما يؤكد ذلك وال اعلم هو الجابة على سؤال هام جدا‬
‫وهو ‪ -‬لماذا خص المولى عز وجل ذكر الملئكة المقربون دون كافة الملئكة‬
‫بانهم ل يستكبرون ان يكونوا عبادا ل ؟‬
‫مع العلم ان كافة الملئكة ل تستكبر ان تكون عبادا ل‬

‫‪44‬‬
‫لنتدبر ذلك باذن ال‬
‫نحن نعرف ان النس والجن والملئكة من المخلوقات ومنها المخيّر ومنها المسيّر‬
‫فالمخيّرون هم النس والجن ولهم الخيار في القرار فاما الكفر او اليمان‬
‫اما الملئكة فهم ليسوا مخيّرون بل هم مسيّرون‬
‫وبذلك يكونون كافة مخلصين في العبادة ل‬
‫اي ان الملئكة اجمعين ل يستكبرون ان يكونوا عبادا ل عز وجل‬
‫فلماذا خص ذكر الملئكة المقربون في الخلص في العبادة ل ‪ ,‬رغم اخلص كافة الملئكة في عبادة ال عز وجل‬
‫كما كان في قول المولى عز وجل‬
‫لّن يَسْتَن ِكفَ‬
‫ا ْلمَسِيحُ أَن َيكُونَ عَ ْبدًا لِّ‬
‫وَلَ ا ْلمَل ِئكَةُ ا ْل ُمقَرّبُونَ‬
‫جمِيعًا‬
‫َومَن َيسْتَن ِكفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْ َتكْبِرْ فَسَ َيحْشُرُ ُهمْ إِلَيْهِ َ‬

‫لماذا لم يقل سبحانه وتعالى‬


‫لن يستكنف المسيح ابن مريم ان يكون عبدا ل ول الملئكة " اي ول الملئكة كافة "‬

‫اي لماذا الخبر بان الملئكة اي كان منهم ل تمتنع عن الخلص في عبادة ال وهم خلقوا لذلك‬
‫بل لماذا الخبر وتخصيص الملئكة المقربون في الخبر بانهم ل يمتنعون ول يستكبرون عن عبادة المولى عز وجل‬

‫لماذا اختار المولى عز وجل الملئكة المقربون‬


‫ومن هم الملئكة المقربون‬
‫نقول والعلم عند ال‬
‫مع العلم بان كافة النبياء هم عبادا ل‬
‫لكن جاء وصف " عَبْدًا لِّ " خاصا في القرآن الكريم‬
‫بنبي ال عيسى بن مريم عليه السلم‬
‫لنه هو النبي الوحيد الذي يبعث لعقاب بني اسرائيل‬
‫كذلك القول في الملئكة المقربون‬
‫مع العلم بان كافة الملئكة ل يستكبرون ان يكونوا عبادا ل‬
‫ال انه تم نسب الملئكة المقربون خاصة بان يكونوا عبادا ل‬
‫لنهم ممن يبعث ايضا لنصرة البعث "عِبَادًا لّنَا" في عقاب بني اسرائيل‬
‫ولذلك اختص وصف الملئكة المقربون من دون كافة الملئكة في نطاق هذه الية‬
‫بخصوصية عبادا ل‬

‫‪45‬‬
‫فمن هم الملئكة المقربون ‪ -‬تقول منهم جبرائيل وميكائيل وإسرافيل عليهم السلم‬
‫اقتداء بالحديث الذي ورد في في الصحيح أن رسول ال ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬كان إذا قام من الليل يقول‬
‫" اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والرض عالم الغيب والشهادة‬
‫أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم "‬

‫في ذلك الحديث اشارة واضحة الى تمييز الملئكة جبرائيل وميكائيل وإسرافيل‬
‫وربما ذلك اشارة الى انهم من المقربون‬

‫ول يختصر الملئكة المقربون بالثلثة المذكورين فل يعلم عددهم ال ال سبحانه وتعالى‬
‫لكننا نقول ان الملئكة جبرائيل وميكائيل وإسرافيل عليهم السلم من الملئكة المقربون وربما يكون ملك الموت منهم ايضا‬
‫ونصر الملئكة للنبياء والمؤمنين وارد‬
‫كما كان الحال في بدر حيث كان الملئكة المقربون هم قادة للملئكة المقاتلون في بدر‬
‫قال علماء السير‪ :‬جاءت يوم بدر ريح لم يروا مثلها ثم ذهبت ثم جاءت ريح أخرى‬
‫فكانت الولى جبريل في ألف من الملئكة مع رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫والثانية ميكائيل في ألف من الملئكة عن ميمنة رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫والثالثة إسرافيل في ألف من الملئكة عن ميسرة رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫وكان سماء الملئكة‬
‫عمائم قد أرخوها بين أكتافهم خضر وصفر وحمر من نور‬
‫والصوف في نواصي خيلهم وكانت خيلً بلقاء‪.‬‬
‫وقاتلت الملئكة يوم بدر ولم تقاتل في غير ذلك اليوم كانت تحضر ول تقاتل‪.‬‬
‫وقال ابن عباس‪ :‬حدثني رجل من بني غفار قال‪ :‬أقبلت أنا وابن عم لي حتى أصعدنا الجبل يشرف بنا على بدر ونحن مشركان‬
‫ننتظر الوقعة على من تكون الدائرة فننهب مع من ينهب‪ .‬فبينا نحن في الجبل إذ دنت منا سحابة فسمعنا فيها حمحمة الخيل‬
‫فسمعت قائلً يقول‪ :‬أقدم حيزوم فأما ابن عمي فراع قلبه فمات مكانه وأما أنا فكدت أهلك ثم تماسكت‪.‬‬
‫قال ابن حبعب الهاشمي‪ :‬وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم لجبريل‪ " :‬من القائل أقدم حيزوم " فقال جبريل‪ :‬ما كل أهل السماء‬
‫أعرف‪.‬‬
‫أخبرنا ابن الحصين قال‪ :‬أخبرنا ابن المذهب قال‪ :‬أخبرنا أحمد بن جعفر قال‪ :‬أخبرنا عبد ال بن أحمد قال‪ :‬حدثني أبي قال‪:‬‬
‫أخبرنا يزيد قال‪ :‬قال محمد بن إسحاق حدثني أبي عن رجل من بني مازن عن أبي داود وكان شهد بدرًا قال‪ :‬إني لتبع رجلً من‬
‫المشركين لضربه إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي فعرفت أن قد قتله غيري‪.‬‬
‫وقال أبو أمامة بن سهل بن حنيف قال لي أبي‪ :‬يا بني لقد رأيتنا يوم بدر وإن أحدنا ليشير بسيفه إلى المشرك فيقع رأسه عن جسده‬
‫قبل أن يصل إليه السيف‪.‬‬
‫وقال عكرمة‪ :‬كان يومئذ يبدر رأس الرجل ل يدرى من ضربه أو تبدر يد الرجل ل يدرى من ضربه‪.‬‬
‫وقال عطية بن قيس‪ :‬لما فرغ رسول ال صلى ال عليه وسلم من قتال بدر جاءه جبريل عليه السلم على فرس أنثى حمراء عليه‬
‫درعه ومعه رمحه قد عصم ثنيتيه الغبار فقال‪ :‬يا محمد إن ال تعالى بعثني إليك وأمرني أن ل أفارقك حتى ترضى هل رضيت‬
‫قال‪ " :‬نعم قد رضيت "‬
‫اورده المنتظم في التاريخ‬
‫وأخرج ابن عساكر عن عليّ بن أبي طالب رصي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال صلّى ال عليه وسلّم ماشئت أن أرى جبريل ال‬
‫رأيته معلّقا بأستار الكعبة وهو يقول يا واحد يا ماجد ل تزل عنّي نعمة أنعمت بها عليّ‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والبيهقيّ في الشعب عن ابن سابط قال يدبّر أمر الدنيا أربعة جبريل وميكائيل وملك‬
‫الموت واسرافيل ‪ ,‬فأمّا جبريل فموكّل بالرياح والجنود وأمّا ميكائيل فموكّل بالقطر و النبات وأمّا ملك الموت فموكّل بقبض‬
‫الرواح وأمّا اسرافيل فموكّل بنزول المر عليهم‬
‫سبحان من قال وقوله الحق في نصرة نبيه عليه الصلة والسلم‬

‫‪46‬‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫ِإذْ َتقُولُ لِ ْل ُم ْؤمِنِينَ أَلَن َي ْكفِ َيكُمْ أَن ُي ِم ّدكُمْ رَ ّبكُم بِثَلثَ ِة آلفٍ مّنَ ا ْلمَل ِئكَةِ مُنزَلِينَ‬
‫س ّومِي َ‬
‫ن‬ ‫خ ْمسَ ِة آلفٍ مّنَ ا ْلمَل ِئكَةِ مُ َ‬‫بَلَى إِن َتصْبِرُواْ وَتَتّقُو ْا وَيَأْتُوكُم مّن َفوْرِهِمْ هَذَا ُي ْمدِ ْدكُمْ رَ ّبكُم بِ َ‬
‫سورة آل عمران ‪ -‬سورة ‪ - 3‬آية ‪125-124‬‬

‫ان ال ينصر رسله وعباده الصالحين بالملئكة ‪ -‬ل شك في ذلك‬


‫و في حديث حذيفة الطويل مرفوعاً‬
‫فلو لم يبق من الدنيا إل يوم واحد لطول ال ذلك اليوم حتى يأتيهم رجل من أهل بيتي‬
‫تكون الملئكة بين يديه و يظهر السلم‬
‫اورده القرطبي في التذكره‬

‫سبحان من قال وقوله الحق في عباده المرسلين وفي ملئكته‬


‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫ت وََلهُمُ الْبَنُونَ ‪ 149‬أَمْ خََلقْنَا ا ْلمَلَ ِئكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ ‪150‬‬ ‫فَاسْ َتفْ ِتهِمْ أَلِرَ ّبكَ الْبَنَا ُ‬
‫طفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ ‪153‬‬ ‫َألَ إِ ّنهُم مّنْ ِإ ْف ِكهِمْ لَ َيقُولُونَ ‪ 151‬وَلَدَ الُّ وَإِ ّنهُمْ َلكَاذِبُونَ ‪َ 152‬أصْ َ‬
‫ح ُكمُونَ ‪َ 154‬أفَلَ تَ َذكّرُونَ ‪ 155‬أَمْ َل ُكمْ سُ ْلطَانٌ مّبِينٌ ‪ 156‬فَأْتُوا ِبكِتَا ِبكُمْ إِن كُنتُمْ صَا ِدقِينَ ‪157‬‬ ‫مَا َل ُكمْ كَ ْيفَ تَ ْ‬
‫صفُونَ ‪159‬‬ ‫عمّا َي ِ‬‫حضَرُونَ ‪ 158‬سُ ْبحَانَ الِّ َ‬ ‫جعَلُوا بَيْ َن ُه وَبَيْنَ الْجِنّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَِل َمتِ الْجِنّةُ إِ ّنهُمْ َل ُم ْ‬ ‫وَ َ‬
‫جحِيمِ ‪163‬‬ ‫ِإلّ عِبَادَ الِّ ا ْلمُخَْلصِينَ ‪ 160‬فَإِ ّنكُ ْم َومَا َتعْبُدُونَ ‪ 161‬مَا أَن ُتمْ عَلَيْهِ ِبفَاتِنِينَ ‪ِ 162‬إلّ مَنْ ُهوَ صَالِ الْ َ‬
‫َومَا مِنّا ِإلّ لَهُ َمقَامٌ ّمعْلُومٌ ‪ 164‬وَإِنّا لَ َنحْنُ الصّافّونَ ‪ 165‬وَإِنّا لَنَحْنُ ا ْل ُمسَبّحُونَ ‪166‬‬
‫سوْفَ َيعَْلمُونَ ‪170‬‬‫خَلصِينَ ‪َ 169‬ف َكفَرُوا بِهِ َف َ‬ ‫وَإِنْ كَانُوا لَ َيقُولُونَ ‪َ 167‬لوْ أَنّ عِندَنَا ِذكْرًا مّنْ الَْوّلِينَ ‪َ 168‬لكُنّا عِبَادَ الِّ ا ْلمُ ْ‬
‫سلِينَ ‪ 171‬إِ ّنهُ ْم َلهُمُ الْمَنصُورُونَ ‪172‬‬
‫َو َلقَدْ سَ َبقَتْ َكِلمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْ ُمرْ َ‬
‫وَِإنّ جُندَنَا َلهُمُ الْغَالِبُونَ ‪173‬‬
‫س ْوفَ يُ ْبصِرُونَ ‪175‬‬ ‫فَ َتوَلّ عَ ْنهُمْ حَتّى حِينٍ ‪ 174‬وَأَ ْبصِرْ ُهمْ فَ َ‬
‫جلُونَ ‪ 176‬فَإِذَا نَ َزلَ بِسَاحَ ِت ِهمْ فَسَاء صَبَاحُ ا ْلمُنذَرِينَ ‪177‬‬ ‫َأفَ ِبعَذَابِنَا يَسْ َتعْ ِ‬
‫س ْوفَ يُ ْبصِرُونَ ‪179‬‬ ‫وَ َت َولّ عَ ْن ُهمْ حَتّى حِينٍ ‪ 178‬وَأَ ْبصِرْ فَ َ‬
‫صفُونَ ‪ 180‬وَسَلَمٌ عَلَى ا ْلمُرْسَلِينَ ‪181‬‬ ‫عمّا َي ِ‬ ‫سُ ْبحَانَ رَ ّبكَ َربّ ا ْلعِ ّزةِ َ‬
‫حمْدُ لِّ َربّ ا ْلعَاَلمِينَ ‪182‬‬ ‫وَا ْل َ‬

‫الستنتاج‬
‫ل شك لدينا ان الملئكة المقربون من ضمن البعث "عِبَادًا لّنَا"‬
‫ينزلهم المولى عز وجل لنصرة "عِبَادًا لّنَا" وذلك مما يجعل بأسهم شديد‬
‫ولو كانت ارادة ال لرسل الملئكة لنصرة "عِبَادًا لّنَا" مع الدجال قبل نزول عيسى عليه السلم‬
‫ولكن ارادة المولى عز وجل ان ينزل عيسى عليه السلم ويقتل الدجال ويبين انه " عَ ْبدًا لِّ "‬
‫وانه ليس ابن ال الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد‬
‫سبحانه وتعالى عما يصفون وسبحانه وتعالى عما يشركون‬
‫سبحان ال الذي خلق الملئكة الصافون المسبحون‬
‫سبحان الذي يرسل جنده الغالبون لنصرة عباده المبعوثون‬
‫سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلم على المرسلين‬
‫والحمد ل رب العالمين‬

‫هذا ما نراه صحيحا وال ورسوله اعلم‬

‫‪47‬‬
‫======================================================‬

‫عبَادًا ّلنَا" من اولياء ال‬


‫هل " ِ‬
‫بينا بفضل المولى عز وجل ان عيسى عليه السلم كما وصفه القران انه عبدا ل فهو المبعوث في الفساد الثالث‬
‫اي العلو الكبير لبني اسرائيل‬
‫كما بينا ان الملئكة المقربون هم من عبادا لنا فهم يبعثون وينصرون العباد المبعوثون " عِبَادًا لّنَا "‬
‫فمن هم هؤلء العباد المبعوثون " عِبَادًا لّنَا " الذين يخلصون العبادة ل‬
‫كما قلنا سابقا‬

‫معنى الخلص في عبادة ال‬


‫ان تؤمن بال ثم تتقي ال‬
‫والتقوى تكون فيما تخفي كما هي فيما تظهر فتخلص العبادة ل في السراء وفي الضراء وفي الظاهر وفي الباطن‬
‫فتحب ال‬
‫وتحب عبادة ال‬
‫فيعلمك ال ‪ ,‬فتعمل بما علمك ال ثم تعلم الناس خشية من ال ومحبة فيه سبحانه وتعالى‬
‫وذلك هو الخلص في العبادة‬
‫بداية ايها الحبة في ال تعودوا دائما على الصلة على النبي‬
‫اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد بما هو اهله وبما انت اهله حتى تحب وترضى‬
‫قال الحبيب " من صلى علي حين يُصبح عشرًا ‪ ،‬وحين يُمسي عشراً أدركت ُه شفاعتي يوم القيامة "‪.‬‬
‫رواه الطبراني في الكبير وحسنه اللباني‬
‫المزيد من اوصاف المتقون الذين يخلصون في عبادة ال‬

‫سبحان من قال وقوله الحق‬


‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫الم‬
‫ب لَ رَ ْيبَ فِيهِ‬‫ذَِلكَ ا ْلكِتَا ُ‬
‫هُدًى ّللْمُ ّتقِينَ‬
‫ن الصّلةَ وَمِمّا رَ َزقْنَاهُمْ يُن ِفقُونَ‬ ‫الّذِينَ ُيؤْمِنُونَ بِالْغَ ْيبِ وَ ُيقِيمُو َ‬
‫ل ِإلَ ْيكَ وَمَا أُن ِزلَ مِن قَ ْبِلكَ وَبِالخِرَةِ هُمْ يُوقِنُو َ‬
‫ن‬ ‫وَالّذِينَ يُ ْؤمِنُونَ بِمَا أُن ِز َ‬
‫علَى هُدًى مّن رّبّهِمْ َوأُولَ ِئكَ هُ ُم الْ ُمفِْلحُونَ‬ ‫أُ ْولَ ِئكَ َ‬
‫سورة البقرة ‪ -‬سورة ‪ - 2‬آية ‪5-1‬‬
‫وسبحان من قال وقوله الحق‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫ب وََلكِنّ الْبِرّ‬
‫لّيْسَ الْبِرّ أَن ُتوَلّو ْا وُجُو َه ُكمْ قِ َبلَ ا ْلمَشْرِقِ وَا ْل َمغْرِ ِ‬
‫علَى حُبّهِ ذَوِي ا ْلقُرْبَى وَالْيَتَامَى‬ ‫ن آمَنَ بِالِّ وَالْيَوْ ِم الخِرِ وَالْمَلئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنّبِيّينَ وَآتَى الْمَالَ َ‬
‫مَ ْ‬
‫وَالْ َمسَاكِينَ وَابْنَ السّبِيلِ وَالسّا ِئلِينَ َوفِي ال ّرقَابِ َوَأقَا َم الصّلةَ وَآتَى الزّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَ ْهدِهِ ْم إِذَا‬
‫ن الْ َبأْسِ‬
‫ن فِي الْ َبأْسَاء وَالضّرّاء َوحِي َ‬ ‫عَاهَدُواْ وَالصّابِرِي َ‬

‫‪48‬‬
‫ُأوْلَ ِئكَ الّذِينَ صَ َدقُوا‬
‫ك هُمُ الْمُ ّتقُون‬
‫وَأُولَئِ َ‬
‫َسورة البقرة ‪ -‬سورة ‪ - 2‬آية ‪177‬‬
‫بينا ان عبادا لنا هم من المخلصين في عبادة ال‬
‫والتقوى هي اساس الخلص في عبادة ال‬
‫فعبادا لنا هم من المتقون الذين آمنوا وكانوا يتقون‬
‫وهذا تعريف المتقون‬
‫سبحان من قال وقوله الحق‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫أَل ِإنّ َأ ْولِيَاء ا ِ‬
‫لّ‬
‫علَ ْيهِمْ َو َل هُمْ َيحْ َزنُونَ *‬‫ف َ‬‫خوْ ٌ‬ ‫َل َ‬
‫الّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَ ّتقُونَ *‬
‫ك ُهوَ ا ْل َفوْزُ الْ َعظِيمُ *‬ ‫َلهُمُ الْ ُبشْرَى فِي ا ْلحَيَاةِ الدّنْيَا وَفِي الخِرَةِ لَ تَ ْبدِي َل لِ َكلِمَاتِ الِّ َذ ِل َ‬
‫جمِيعًا ُهوَ السّمِيعُ الْ َعلِيمُ‬ ‫وَلَ َيحْزُنكَ َق ْوُلهُمْ ِإنّ الْعِزّةَ لِّ َ‬
‫سورة يونس ‪ -‬سورة ‪ - 10‬آية ‪65 - 62‬‬

‫فكما ورد في القرآن الكريم ان المتقون هم اولياء ال عز وجل‬


‫فعبادا لنا هم من اولياء المولى عز وجل‬
‫الستنتاج‬
‫" عِبَادًا لّنَا " تعني المخلصين في العبادة ل عز وجل‬
‫واساس الخلص في عبادة ال هو التقوى ول تأتي التقوى ال بعد اليمان‬
‫فالمخلصون في عبادة ال " عِبَادًا لّنَا " هم من المتقون‬
‫وبتعريف القرآن الكريم للذين امنوا وكانوا يتقون هم اولياء ال‬
‫اذا " عِبَادًا لّنَا " هم من اولياء ال‬

‫" عِبَادًا لّنَا "‬


‫هم‬
‫كل عبدا ل من خير امة اخرجت للناس ‪ ,‬في اي بلد كان ‪ ,‬عربيا كان ام عجميا‬
‫يؤمن بال الواحد الحد ‪ ,‬ويخشى ال ويتّق ال وبذلك يخلص في عبادة ال في السراء‬
‫والضراء‬
‫ذلك هو الخلص في العبادة ل‬
‫واؤلئك هم من أولياء ال وهم من " عِبَادًا لّنَا " بشكل عام‬
‫هؤلء العباد " عِبَادًا لّنَا " ل خوف عليهم ول هم يحزنون‬

‫‪49‬‬
‫لهم البشرى في الحياة الدنيا وهي النصر والخلفة الراشدة من خلل قادتهم‬
‫والبشرى الخرى في الخرة هي الجنة بل جنات تجري من تحتها النهار وليست ثوابا فحسب بل‬
‫نزل‬
‫هنيئا لهم بما صبروا وكانوا يتقون‬
‫وذلك هو الفوز العظيم‬
‫هم الذين رضي ال عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها النهار خالدين فيها ابدا‬
‫وذلك هو الفوز العظيم‬
‫سنبين باذن ال ان الخلفاء المهديون الثلثة هم من اولياء ال سبحانه وتعالى وهم من " عِبَادًا لّنَا "‬
‫ولكن وقبل ذلك وجب توضيح امر هام بالنسبة لولياء ال‬

‫كل من يقول ان الولي معصوم من الخطأ فهو في ضللة وقوله باطل‬


‫فل يشترط للولي العصمة فإنه من بني آدم‬
‫وكما قال الحبيب عليه افضل الصلة والسلم‬
‫" كل بني آدم خطاء‪ ،‬وخير الخطائين التوابون "‬
‫فالولياء من بني آدم عليه السلم ول يجوز العتقاد بانهم معصومون‬
‫ول يجوز تعظيم الولياء لدرجة اتخاذهم اربابا من دون ال كما اتخذ اليهود والنصارى أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون ال‬
‫فالولياء هم ربانيين‬
‫والولي مخلص في عبادة ال عز وجل والولي يدعوا الناس الى الخلص في عبادة ال الواحد الحد‬
‫فالولياء مهما بلغوا من مراحل التقرب إلى ال عز وجل ‪ ,‬يبقوا بشر وليسوا معصومين من الخطأ‬
‫وإنما مستعصمين ومتمسكين بكتاب ال وسنة رسوله عليه وعلى آله افضل الصلة والسلم‬
‫والولي اي كان يؤخذ من كلمه ويرد عليه ال اذا اتى بما في كتاب ال وكلم الحبيب عليه وعلى آله افضل الصلة والسلم‬
‫والولياء درجات واعلى درجة هي الروح والريحان‬
‫وللولياء كرامات وخوارق وليس معجزات كمعجزات النبياء‬
‫فالولي ليس بمعصوم بل يخطيء فيستغفر ال وليس هناك عصمة لحد اي كان‬
‫فالنبياء يخطئون فيستغفرون ال ويتوبون اليه‬
‫فكيف تكون هناك عصمة للولياء ان لم تكن هناك عصمة للنبياء كما في هذه اليات الشريفة‬

‫قال المولى عز وجل في آدم عليه السلم‬


‫علَيْهِ إِنّهُ ُهوَ ال ّتوّابُ الرّحِيمُ‬
‫فَتََلقّى آدَمُ مِن رّبّهِ كَِلمَاتٍ فَتَابَ َ‬
‫سورة البقرة ‪ -‬سورة ‪ - 2‬آية ‪37‬‬

‫قال المولى عز وجل في نوح عليه السلم‬


‫حمْنِي َأكُن مّنَ ا ْلخَاسِرِي َ‬
‫ن‬ ‫قَالَ َربّ إِنّي أَعُوذُ ِبكَ أَنْ أَسْأََلكَ مَا لَ ْيسَ لِي بِهِ عِ ْلمٌ وَِإلّ َت ْغفِرْ لِي وَتَرْ َ‬
‫سورة هود ‪ -‬سورة ‪ - 11‬آية ‪47‬‬

‫قال المولى عز وجل في ابراهيم عليه السلم‬


‫خطِيئَتِي َي ْومَ الدّينِ‬
‫طمَعُ أَن َي ْغفِرَ لِي َ‬
‫وَالّذِي َأ ْ‬
‫سورة الشعراء ‪ -‬سورة ‪ - 26‬آية ‪82‬‬

‫قال الحبيب عليه افضل الصلة والسلم‬


‫" كل بني آدم خطاء‪ ،‬وخير الخطائين التوابون "‬
‫سنن ابن ماجه‬

‫‪50‬‬
‫فالولي هو من يخلص العبادة ل واساس اخلصه في عبادة ال هو التقوى‬
‫والولي له كرامات وخوارق من فضل المولى عز وجل عليه‬
‫والولي محفوظ يحفظه المولى عز وجل‬
‫والولي منصور ينصره المولى عز وجل ويجعل له سلطانا‬
‫فالخلص في العبادة يكون ل الواحد الحد‬
‫فل نقول يا مهدي ول نقول يا منصور‬
‫بل نقول‬
‫يا ال يا ناصر المهدي ويا ناصر المنصور‬
‫للمزيد عن اولياء ال‬
‫اقرا كتب الولي والمهدي على موقعنا‬

‫وهذا ما نراه صحيحا وال ورسوله اعلم‬


‫ايها الحبة في ال تمسكوا بسنة الحبيب‬
‫ل صلى الّ عليه وسلم موعظ ًة وَجِلت منها القلوب‪ ،‬وذرفتْ منها‬ ‫عن العِرباضِ بن ساريةَ رضي الّ عنه‪ ،‬قال‪:‬وَعَظَنا رسولُ ا ّ‬
‫العيون‬
‫فقلنا‪ :‬يا رسولَ الّ! كأنها موعظةُ مُودّع فأوصنا‪ ،‬قال‪:‬‬
‫علَيْكُمْ‬
‫ن تأمّرَ َ‬ ‫"أُوصِيكُمْ بِ َتقْوَى الِّ‪ ،‬وَالسّمْعِ وَالطّاعَةِ وَإ ْ‬
‫وَإنّهُ َمنْ يَعِشْ مِنْكُ ْم َفسَيَرَى اخْتِلفاً كَثِيراً‪،‬‬
‫علَيْها بالنّواجِذِ‪،‬‬ ‫عضّوا َ‬ ‫ن المَهْدِيّينَ َ‬
‫فَعَليْكُم بسُنّتِي وَسُنّ ِة الخَُلفَا ِء الرّاشِدي َ‬
‫ع ٍة ضَللَةٌ"‬ ‫وَإيّاكُمْ وَ ُمحْدَثاتِ الُمُورِ‪ ،‬فإنّ ُكلّ بِدْ َ‬
‫سنن أبي داود والترمذي وقال‪ :‬حديث حسن صحيح‬

‫اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد بما هو اهله وبما انت اهله حتى تحب وترضى‬
‫اوردنا لكم ما نظن والعلم عند ال ونحن ليسوا بمعصومين من الخطأ‬
‫اللهم ان اصبت فمنك ومما علمتني وان اخطأت فمن الشيطان ‪ ,‬استغفرك واتوب اليك‬
‫ارجوا من كل من يقرأ هذا من المؤمنين الركع السجود ان ينصرونني ان كنت ظالما او مظلوما‬
‫شدًا‬
‫لِقْرَبَ مِنْ َهذَا رَ َ‬
‫عَسَى أَن َيهْدِيَنِ رَبّي َ‬
‫==========================================‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫شكُورًا * إِنّا نَخَافُ مِن رّبّنَا َي ْومًا عَبُوسًا َقمْطَرِيرًا‬
‫ل نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَل ُ‬

‫‪51‬‬
‫إِنّ َه ِذهِ تَ ْذكِ َرةٌ َفمَن شَاء اتّخَذَ إِلَى رَبّهِ سَبِيل‬
‫حكِيمًا‬ ‫َومَا َتشَاؤُونَ ِإلّ أَن يَشَاء الُّ إِنّ الَّ كَانَ عَلِيمًا َ‬
‫حمَتِ ِه وَالظّاِلمِينَ أَعَدّ َلهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا‬
‫خلُ مَن يَشَاء فِي َر ْ‬‫يُ ْد ِ‬
‫ايها الحبة في ال‬
‫ان احببتم واستفدتم مما اوردنا لكم فاعلموا ان ال سبحانه وتعالى‬
‫قد منّ علينا حيث علمنا تدبر كتابه وبيناه لكم ولقد منّ ال عليكم حيث مكنكم من قرائة ما اوردنا لكم‬
‫فل تبخلوا على الخرين‬
‫شاركونا بالثواب وانشروا ما تقرأوا في كل مكان اثابكم ال‬
‫وان استطعتم ‪ ,‬اطبعوا ووزعوا ما يقدركم ال عليه‬
‫اثابكم ال واصلح حالكم وآتاكم في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة‬

‫نشجع كل من يقرأ هذا ان ينقله وينشره على ان يعاهد ال ان لن يغير به شيأ وان يذكر مكان نشره وهو موقع القحطاني‬
‫‪www.alkahtane.com‬‬
‫اوردنا ما نظنّه الصحيح ولسنا معصومين من الخطأ ‪ ,‬فإن رأيتم خطأ فل تتجاهلوه وصححونا أثابكم ال‬
‫هذا العنوان لمراسلتنا وابداء آرائكم واسئلتكم‬
‫‪alkahtane@gmail.com‬‬

‫الفصل الخامس‬
‫الخلفاء المهديين الثلثة ‪ -‬عبادا لنا‬

‫الفصل الخامس ‪ -‬الخلفاء المهديين الثلثة ‪ -‬عبادا لنا‬


‫عدم حصر الخلفة القادمة بخليفة واحد‬
‫ثلثة خلفاء صالحين يمكثون أربعين سنة ثم ل خير في الدنيا بعدهم‬
‫الدليل على وجود خليفتين كل منهما له لقب المهدي‬
‫مرحلة الخير والغيث والنبات في زمن المهدي محمد بن عبد ال‬
‫خروج الدجال وسنين القحط‬
‫خروج الدجال ونزول عيسى عليه السلم وصلته خلف الرجل الصالح‬
‫تعريف الرجل الصالح بالمهدي‬
‫الدليل في وجود الخليفة الثالث المهدي‬
‫بيعة الخليفة الول الهاشمي في المشرق ‪ -‬خليفة ال المهدي‬

‫‪52‬‬
‫الخلفاء الثلثة من عِبَادًا لّنَا‬

‫والن وقبل التكملة نذكر انفسنا واياكم بالستغفار واهميته‬


‫ايها الخوة والخوات في ال ‪ ,‬استغفروا ال‬
‫قال رسول الّ صلى الّ عليه وسلم‪:‬‬
‫حفِ"‬
‫غفِ َرتْ ذُنُوبُ ُه وَإنْ كَانَ َقدْ فَرّ مِنَ الزّ ْ‬
‫ي القَيّومَ وأتُوبُ إِليْهِ ُ‬
‫حّ‬‫"مَنْ أسْ َتغْفِرُ الَّ الّذي ل إِلهَ ِإلّ ُهوَ ال َ‬
‫الحاكم‪ :‬هذا حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم‬
‫ثم نصلي على خير الخلق‬
‫اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله ‪ ,‬النبي الذي شرّفتـه على سائر النام‪ ،‬ورفعتـَه إلى أشرف محل وأعلى مقام‬
‫وجعلتـَه هادياً إلى دين السلم ودليلً إلى دار السلم‪.‬‬
‫اللهم احشرنا وكل من يقرأ هذا من السجد الركوع في زمرته واجعلنا ممن فاز بشفاعته وائتمر بشريعته واهتدى بسنته واقتدى‬
‫بصحابته‪.‬‬
‫اللهم أوردنا حوضَه وأرِنا وجهه ول تحرمنا شفاعته واجمع بيننا وبينه في مستقر الرحمة والرضوان في دار السلم‬
‫برحمتك يا أرحم الراحمين‬
‫قال الحبيب " من صلى علي حين يُصبح عشرًا ‪ ،‬وحين يُمسي عشراً أدركت ُه شفاعتي يوم القيامة "‪ .‬رواه الطبراني في الكبير وحسنه اللباني‬

‫رب قدرني وكن لي ولكل من يقرأ هذا عونا على شكرك وذكرك وحسن عبادتك‬

‫قبل المضي في مل حظاتنا حول تفسير ايات الفساد في سورة السراء‬


‫وقبل القول بان الخلفاء الثلثة المهديين هم من عبادا لنا‬
‫وجب علينا ان نبين ان هناك خلفاء ثلثة كل منهم ملقب بالمهدي‬
‫وهذا ما سوف نقوم به باذن ال في هذا الفصل‬
‫ولكن سيكون باختصار شديد حتى نستمر في ملحظاتنا حول تفسير آيات الفساد‬
‫وان اراد ال لنا في المستقبل فسوف نتعمق في هذا المر‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫حكِيمُ‬
‫ك لَ عِلْمَ لَنَا ِإلّ مَا عَّلمْتَنَا إِ ّنكَ أَنتَ ا ْلعَلِيمُ ا ْل َ‬
‫قَالُواْ سُبْحَا َن َ‬

‫توضيح وجود الخلفاء المهديين الثلثة‬


‫نحن قلنا دائما ان هناك ثلثة خلفاء في مرحلة الخلفة القادمة‬
‫ولكل منهم عدة القاب ومنها لقب المهدي‬
‫ولذلك كان الرتباك في فهم الحاديث والثار عند اهل السنة وعند اهل الشيعة‬
‫لن الغلبية لم تدرك ان هناك ثلثة خلفاء ‪ ,‬وان كل منهم قد لقب احيانا بالمهدي واحيانا بالقاب اخرى‬
‫فالخليفة الول من القابه البارزة ‪ ,‬الهاشمي والجابر والخرساني ولكنه لقب ايضا بالمهدي‬
‫والخليقة الثاني هو محمد بن عبد ال وهو المعروف في اغلبية الحاديث والثار وعند الناس بالمهدي‬
‫والخليفة الثالث هو الرجل الصالح ومن القابه القائم ومنها ايضا المهدي‬
‫لذلك ارتبك اهل السنة واهل الشيعة فيما ورد في الصحيح وفي الضعيف ‪ ,‬حيث اصبح هناك تناقض في ما ورد لمن لم يفقه‬
‫حقيقة‬
‫وجود ثلثة خلفاء كل منهم لقب بالمهدي وبما ان اكثر الحاديث والثار التي تذكر المهدي كانت في محمد بن عبد ال‬

‫‪53‬‬
‫استنتج الغلبية ان كافة الحاديث والثار التي تذكر لقب المهدي هي في محمد بن عبد ال وهذا خطأ كبير‬
‫واستنتج البعض ان بعض الحاديث والثار التي تذكر المهدي ولكن تتعارض مع اكثرية الحاديث والثار الواردة في المهدي‬
‫محمد بن عبد ال‬
‫فل بد ان تكون غير صحيحة وهذا ايضا خطأ كبير‬
‫فالحقيقة هي عدم وجود تناقض بين الحاديث والثار لمن يتدبرها ويمحصها ولمن يتخصص في علمات الساعة‬

‫سنبين الن باذن ال و باختصار شديد برهان وجود ثلثة خلفاء مهديين‬
‫عدم حصر الخلفة القادمة بخليفة واحد‬
‫حدثنا سليمان بن داود الطيالسي حدثني داود بن إبراهيم الواسطي حدثني حبيب بن سالم عن النعمان بن بشير قال‬
‫كنا قعودا في المسجد مع رسول ال صلى ال عليه وسلم وكان بشير رجل يكف حديثه فجاء أبو ثعلبة الخشني فقال يا‬
‫بشير بن سعد أتحفظ حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم في المراء فقال حذيفة أنا أحفظ خطبته فجلس أبو ثعلبة‬
‫فقال حذيفة قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫تكون النبوة فيكم ما شاء ال أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلفة على منهاج النبوة فتكون ما شاء ال أن تكون‬
‫ثم يرفعها إذا شاء ال أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء ال أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها‬
‫ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء ال أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها‬
‫ثم تكون خلفة على منهاج النبوة ثم سكت‬
‫مسند احمد ‪ -‬اول مسند الكوفيين‬
‫إن الحبيب عليه وعلى آله افضل الصلة والسلم ل يعجز ان يقول ‪ -‬ثم يأتي خليفة يحكم على منهاج النبوة ‪ ,‬ان كان ل خليفة‬
‫غيره‬
‫لكن قول الحبيب عليه وعلى آله افضل الصلة والسلم " ثم تكون خلفة على منهاج النبوة " يشير‬
‫الى عدم حصر الخلفة بخليفة واحد‬

‫ثلثة خلفاء صالحين يمكثون أربعين سنة ثم ل خير في الدنيا بعدهم‬


‫حدثنا علي بن محمد بن عبدال الربعي قراءة منى عليه من أصل كتابه قال أخبرنا محمد بن محمد بن اللباد قال حدثني يحيى بن‬
‫عمر قال حدثنا أبو جعفر اليلي هارون بن سعيد عن عبدال بن وهب عن ابن أنعم عن أبي عبدالرحمن الحبلي عن عبدال بن‬
‫عمرو قال‬
‫سيلي هذه المة ثلثة يتوالون يقيمون أربعين سنة ل خير في الحياة بعدهم ا ْلمُجَبّرُ وَا ْلمُفَرّخُ وذو العصب قال قلت ما المجبر قال‬
‫يجبر الناس على يديه قال فقلت فالمفرخ قال يكون للناس كالطير لفروخها قال قلت له فذو العصب قال هو رجل صالح وقد نسيت‬
‫ما قال لي فيه‬
‫السنن الواردة في الفتن للداني‬
‫المقصود بالربعين سنة هي المدة الذي يحكمون خللها وليس مجموع زمن حكمهم‬
‫والمجبر هو الهاشمي والمفرخ هو محمد بن عبد ال وامير العصب هو الرجل الصالح‬
‫‪----------------------------‬‬

‫الدليل على وجود خليفتين كل منهما له لقب المهدي‬


‫نحن نعرف ان المهدي محمد بن عبد ال سيحكم من سبع الى تسع سنين‬

‫‪54‬‬
‫وان فترة حكمه لن ترى اي نوع من القحط ‪ ,‬بل تكون سنين خير‬
‫يسقيه ال الغيث ‪ ،‬وتخرج الرض نباتها ‪ ،‬ويعطي المال صحاحا ‪ ،‬وتكثر الماشية ‪ ،‬وتعظم المة‬

‫ونحن نعرف ايضا ان المسيح الدجال سيخرج ثم ينزل نبي ال عيسى عليه السلم‬
‫فيصلي عيسى عليه السلم خلف المهدي في القدس‬
‫اذا يخرج الدجال في زمن المهدي‬
‫ونحن نعرف ايضا ان الدجال يسبق خروجه ثلث سنين قحط‬
‫ل ينزل الغيث ‪ ،‬ول تخرج الرض نباتها ‪ ،‬ول تكثر الماشية‬

‫فكيف يكون هناك تناقض واضح في احاديث صحيحة تصف مرحلة حكم المهدي‬
‫‪ -1‬بسنين خير ينزل فيها الغيث ‪ ،‬وتخرج الرض نباتها ‪ ،‬وتكثر الماشية فل قحط ول جوع‬
‫‪ -2‬واحاديث اخرى تصف ثلث سنين من مرحلة حكم المهدي مما يعادل تقريبا نصف مدة حكمه‬
‫بسنين قحط ‪ ,‬ل مطر ول نبات ول خير‬

‫والجواب بسيط‬
‫توصف الحاديث مرحلتين مختلفتين من الزمان‬
‫يحكم في الولى مهدي ويحكم في الثانية مهدي آخر‬

‫فهناك المهدي محمد بن عبد ال وهو الخليفة الثاني وفي زمانه الخير ول يوجد اي قحط‬
‫وهناك المهدي الرجل الصالح وهو الخليفة الثالث وفي زمانه‬
‫ثلث سنين قحط تسبق ظهور الدجال فينزل عيسى عليه السلم فيصلي خلف المهدي الرجل الصالح ثم يقتل الدجال‬
‫واليكم القليل الملخص مما لدينا من احاديث واثار تثبت ما نقول‬
‫‪----------------------------‬‬

‫مرحلة الخير والغيث والنبات في زمن المهدي محمد بن عبد ال‬


‫باختصار شديد‬
‫عن مجاهد رضي ال عنه قال‪ :‬حدثني رجل من أصحاب النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫أن المهدي ل يخرج حتى يقتل النفس الزكية فإذا قتلت النفس الزكية غضب عليهم من في السماء ومن في الرض فأتى الناس‬
‫المهدي فزفوه كما تزف العروس إلى زوجها ليلة عرسها‪ ،‬وهو يمل الرض قسطا وعدل‬
‫وتخرج الرض نباتها وتمطر السماء مطرها وتنعم أمتي في وليته نعمة ل تنعمها قط‬
‫أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف اسناده صحيح قوي‬

‫يخرج في آخر أمتي المهدي‬


‫يسقيه ال الغيث ‪ ،‬وتخرج الرض نباتها ‪ ،‬ويعطي المال صحاحا ‪ ،‬وتكثر الماشية ‪ ،‬وتعظم المة ‪،‬‬
‫يعيش سبعا أو ثمانية ‪.‬‬
‫سلسة الحاديث الصحيحة‬

‫الستنتاج الول‬
‫هذه الحاديث تشير الى المهدي محمد بن عبد ال‬
‫وتؤكد ان خلل مدة حكمه تنعم المة حيث يسقيه ال الغيث ‪ ،‬وتخرج الرض نباتها ‪ ،‬ويعطي المال صحاحا ‪ ،‬وتكثر الماشية‬

‫‪55‬‬
‫فيحكم سبعا او ثمانية وفي احاديث اخرى من سبع الى تسع‬
‫فل قحط في زمانه‬
‫‪----------------------------‬‬
‫خروج الدجال وثلثة سنين القحط‬
‫باختصار شديد‬
‫عن أبي أمامة مرفوعاً إلى النبي صَلّى الُّ عَلَيْ ِه وَسَلّمَ أنه قال‬
‫وإن قبل خروج الدجال ثلث سنوات شداد ‪ ،‬يصيب الناس فيها جوع شديد ‪،‬‬
‫يأمر ال السماء في السنة الولى أن تحبس ثلث مطرها ‪ ،‬ويأمر الرض فتحبس ثلث نباتها ‪ ،‬ثم يأمر السماء ‪ ،‬في الثانية فتحبس‬
‫ثلثي مطرها ‪ ،‬ويأمر الرض فتحبس ثلثي نباتها ‪ ،‬ثم يأمر ال السماء ‪ ،‬في السنة الثالثة ‪ ،‬فتحبس مطرها كله ‪ ،‬فل تقطر قطرة ‪،‬‬
‫ويأمر الرض ‪ ،‬فتحبس نباتها كله ‪ ،‬فل تنبت خضراء ‪ ،‬فل تبقى ذات ظلف إل هلكت ‪ ،‬إل ما شاء ال‬
‫جزء من حديث‬
‫رواه ابن ماجة وابن خزيمة والضياء‬

‫الستنتاج الثاني‬
‫هذا الحديث يشير الى ثلثة سنين قحط تنتهي بخروج الدجال‬
‫مما يثبت ان الدجال ل يخرج في زمن المهدي محمد بن عبد ال لنه ل قحط في زمانه‬
‫فيستحيل ان يخرج الدجال في زمن المهدي محمد بن عبد ال‬
‫‪----------------------------‬‬

‫خروج الدجال ونزول عيسى عليه السلم وصلته خلف الرجل الصالح‬
‫باختصار شديد‬
‫من الحديث الذي اوردناه صابقا في ذكر عيسى عليه السلم‬
‫فقالت أم شريك بنت أبي العكر ‪ :‬يا رسول ال فأين العرب يومئذ ؟‬
‫قال هم يومئذ قليل ‪ ،‬وجلهم ببيت المقدس ‪ ،‬وإمامهم رجل صالح ‪ ،‬فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح ‪،‬‬
‫إذ نزل عليهم عيسى ابن مريم الصبح‬
‫فرجع ذلك المام ينكص ‪ ،‬يمشي القهقرى ‪ ،‬ليتقدم عيسى يصلي بالناس ‪ ،‬فيضع عيسى يده بين كتفيه ‪ ،‬ثم يقول له تقدم فصل ‪،‬‬
‫فإنها لك أقيمت ‪ ،‬فيصلي بهم إمامهم ‪ ،‬فإذا انصرف ‪،‬‬
‫قال عيسى عليه السلم ‪ :‬افتحوا الباب ‪ ،‬فيفتح ‪ ،‬ووراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي ‪ ،‬كلهم ذو سيف محلى وساج ‪ ،‬فإذا نظر‬
‫إليه الدجال ذاب ‪ ،‬كما يذوب الملح في الماء ‪ ،‬وينطلق هاربا ‪ ،‬ويقول عيسى عليه السلم إن لي فيك ضربة ‪ ،‬لن تسبقني بها ‪،‬‬
‫فيدركه عند باب اللد الشرقي ‪ ،‬فيقتله ‪ ،‬فيهزم ال اليهود ‪ ،‬فل يبقى شيء مما خلق ال يتوارى به يهودي إل أنطق ال ذلك‬
‫الشيء ‪ ،‬ل حجر ‪ ،‬ول شجر ‪ ،‬ول حائط ‪ ،‬ول دابة ‪ ،‬إل الغرقدة ‪ ،‬فإنها من شجرهم ‪ ،‬ل تنطق ‪،‬‬
‫إل قال ‪ :‬يا عبد ال المسلم هذا يهودي ‪ ،‬فتعال اقتله‬
‫سنن ابن ماجة‬

‫والنص الذي اورده اسحاق بن حنبل‬


‫فقالت له أم شريك ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬فأين الناس يومئذ ؟‬
‫قال ‪ :‬بأكناف بيت المقدس ‪ ،‬ثم يخرج حتى يحاصرهم وإمام الناس يومئذ رجل صالح‬
‫يقال له ‪ :‬صل الصبح ‪ ،‬فإذا كبر ودخل في الصلة نزل عيسى ابن مريم عليه السلم فإذا رآه ذلك الرجل عرفه ‪ ،‬فيرجع يمشي‬
‫القهقرى ‪ ،‬ليتقدم عيسى ‪ ،‬فيضع عيسى يده بين كتفيه ‪ ،‬فيقول له ‪ :‬صل فإنها أقيمت لك ‪ ،‬فيصلي عيسى ورائه ‪ ،‬ثم يقول ‪ :‬افتح‬
‫الباب ‪ ،‬فيفتح الباب مع الدجال يومئذ سبعون ألف يهودي ‪ ،‬وكلهم ذو ساج وسيف محلى ‪ ،‬فإذا نظر إلى عيسى ذاب كما يذوب‬
‫الرصاص في النار ‪ ،‬والملح في الماء ‪ ،‬ثم يخرج هاربا فيقول عيسى ‪ :‬إن لي فيك ضربة ولن تفوتني بها ‪ ،‬فيدركه عند باب لد‬

‫‪56‬‬
‫الشرقي فيقتله ‪ ،‬فل شيء مما خلقه ال يتوارى به يهودي إل أنطق ال ذلك الشيء ‪ ،‬ل شجرة ول حجر ‪ ،‬ول دابة إل قال ‪ :‬يا عبد‬
‫ال المسلم ‪ ،‬هذا يهودي فاقتله ‪،‬‬
‫إل الغرقد فإنها من شجرهم‬
‫الفتن لسحاق بن حنبل ومسند الروياني‬
‫الستنتاج الثالث‬
‫هذا الحديث يشير الى ان ظهور الدجال يكون في عهد الرجل الصالح‬
‫وهو الذي يكون في زمانه ثلثة سنين قحط حيث تسبق سنين القحط خروج الدجال‬
‫فيخرج الدجال في زمانه ثم ينزل عيسى عليه السلم ويصلي خلف امام المسلمين الرجل الصالح‬
‫وهو غير محمد بن عبد ال‬
‫‪----------------------------‬‬

‫تعريف الرجل الصالح بالمهدي‬


‫باختصار شديد‬
‫قال الحارث بن أبي أسامة في مسنده حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم حدثنا إبراهيم بن عقيل عن أبيه عن وهب بن منبه عن جابر‬
‫قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهدي تعال صل بنا فيقول ل إن بعضهم أمير بعض تكرمة ال لهذه المة‬
‫وهذا إسناد جيد‬
‫المنار المنيف في الصحيح والضعيف ‪ -‬ابن قيم الجوزية فصل ‪ - 50 -‬حديث ل مهدي إل عيسى ابن مريم‬
‫وعن أبي أمامة الباهلي رضي ال عنه قال‪ :‬خطبنا رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وذكر الدجال‪ ،‬وقال فيه‬
‫إن المدينة لتنفي خبثها‪ ،‬كما ينفي الكير خبث الحديد‪ ،‬ويدعى ذلك اليوم يوم الخلص قالت أم شرك‪:‬‬
‫فأين العرب يا رسول ال يومئذ؟‬
‫قال هم يومئذ قليل‪ ،‬وجلهم ببيت المقدس‪ ،‬وإمامهم مهدي رجل صالح‪ ،‬فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح‪،‬‬
‫إذ نزل عيسى ابن مريم‪ ،‬حين كبر للصبح فرجع ذلك المام ينكص‪ .‬ليتقدم عيسى يصلي بالناس‪،‬‬
‫فيضع عيسى يده بين كتفيه فيقول تقدم فصلها‪ ،‬فإنها لك أقيمت‪.‬‬
‫فيصلي بهم إمامهم‬
‫أخرجه الحافظ أبو نعيم‪ ،‬في كتاب الحلية وأخرجه والروياني وابن خزيمة وأبو عوانة والحاكم وأخرجه الحافظ أبو عبد ال محمد‬
‫بن يزيد بن ماجة؛ في سننه أتم من هذا وأخرجه الحافظ أبو عبد ال نعيم بن حماد‪ ،‬في كتاب الفتن بمعناه‬

‫الستنتاج الرابع‬
‫هذه الحاديث توضح ان الذي يصلي خلفه عيسى عليه السلم هو رجل صالح مهدي‬
‫اي غير المهدي محمد بن عبد ال‬
‫الستنتاج الخير‬
‫ل شك ان هناك رجلن كل منهم خليفة وكل منهم يلقب بالمهدي‬
‫احدهم محمد بن عبد ال وهو المعروف عند الناس بالمهدي الذي يحكم من سبع الى تسع‬
‫والذي ينعم بسنين خير ينزل فيها الغيث ‪ ،‬وتخرج الرض نباتها ‪ ،‬وتكثر الماشية‬
‫فل خروج للدجال في زمانه ول قحط في زمانه‬

‫واما الخر‬
‫فهو الذي يلي ويحكم بعد محمد بن عبد ال وهو الرجل الصالح ولقب ايضا بالمهدي‬
‫وهو الذي يظهر الدجال في زمانه وينزل عيسى عليه السلم ويصلي خلفه‬

‫‪57‬‬
‫نشجع كل من يقرأ هذا ان ينقله وينشره على ان يعاهد ال ان لن يغير به شيأ وان يذكر مكان نشره وهو موقع القحطاني‬
‫‪www.alkahtane.com‬‬
‫‪----------------------------‬‬

‫الدليل في وجود الخليفة الثالث المهدي‬


‫نحن نعرف ان بيعة المهدي محمد بن عبد ال تكون في مكة بين الركن والمقام‬
‫وكما وضحنا فهو يحكم قبل خروج الدجال‬
‫ونعرف ايضا ان الدجال يظهر في زمن الرجل الصالح‬
‫وبذلك اتضح لنا ان الرجل الصالح يحكم بعد محمد بن عبد ال‬

‫اذا يحكم اول محمد بن عبد ال ثم يحكم الرجل الصالح‬


‫وسنبين الن ان هناك خليفة ثالث وهو الهاشمي حيث يبايع قبل محمد بن عبد ال‬
‫فيكون الترتيب في مراحل الحكم كالتالي‬

‫الخليفة الول ‪ -‬هو الهاشمي ‪ -‬وهو الجابر ولكنه لقب ايضا بالمهدي‬
‫الخليفة الثاني ‪ -‬هو محمد بن عبد ال وهو المعروف عند الناس بالمهدي‬
‫الخليفة الثالث ‪ -‬هو الرجل الصالح ولكنه لقب ايضا بالمهدي‬

‫بيعة الخليفة الول الهاشمي في المشرق وميز هنا بلقب خليفة ال المهدي‬

‫عن ثوبان ‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬


‫إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان فأتوها فإن فيها خليفة ال المهدي ‪.‬‬
‫رواه أحمد ‪ ،‬والحاكم والروياني والبيهقي في دلئل النبوة‬

‫عن سين بن حفص ثنا سفيان عن خالد الحذاء عن أبي قلبة عن أبي أسماء عن ثوبان رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‬
‫يقتتل عند كنزكم هذا ثلثة كلهم ابن خليفة ثم ل يصير إلى واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقاتلونكم قتال لم‬
‫يقاتله قوم‬
‫ثم ذكر شيئا فقال‬
‫إذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج إنه خليفة ال المهدي‬
‫سنن ابن ماجه كذا ذكره السيوطي وفي الزوائد كذا إسناده صحيح رجاله ثقات ورواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين وقال‬
‫صحيح على شرط الشيخين‬
‫َوفِي ِروَايَةِ ابْنِ عَبْدَانَ‬
‫س ِمعْتُمْ بِهِ فَأْتُوهُ فَبَا ِيعُوهُ ‪ ،‬فَإِنّهُ خَلِيفَةُ الِّ‬
‫ُثمّ تَجِيءُ الرّايَاتُ السّودُ فَيَقْتُلُو َنكُمْ قَتْلً َلمْ َيقْتُلْهُ َقوْمٌ ‪ ,‬ثُمّ يَجِيءُ خَلِيفَةُ الِّ ا ْل َمهْ ِديّ فَِإذَا َ‬
‫ا ْل َمهْ ِديّ "‬
‫حدّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ ا ْل ُم ْؤمِنِ ‪ ،‬حَدّثَنَا‬ ‫حسَيْنِ ا ْلخُسْ َروْجِ ْر ِديّ ‪َ ،‬‬ ‫حمّدِ بْنِ الْ ُ‬ ‫حمَدُ بْنُ مُ َ‬
‫وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَ ْبدِ الِّ ا ْلحَافِظُ ‪ ،‬أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ َأ ْ‬
‫سعُودٍ ‪ ,‬أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرّزّاقِ ‪َ ،‬ف َذكَ َرهُ بِإِسْنَا ِدهِ َومَعْنَا ُه َوقَالَ‬ ‫حمّدُ بْنُ مَ ْ‬
‫ج ْعفَرٍ مُ َ‬‫أَبُو َ‬
‫‪ " :‬فَإِذَا رَأَيْ ُتمُوهُمْ فَبَا ِيعُوهُمْ وََلوْ حَ ْبوًا عَلَى الثّلْجِ ‪ ،‬فَإِنّهُ خَلِيفَةُ الِّ ا ْل َمهْ ِديّ "‬
‫جهٍ آخَرَ ‪ ,‬عَنْ أَبِي قِلَبَةَ ‪ ,‬وَلَيْسَ بِا ْلقَ ِويّ‬ ‫ن وَ ْ‬ ‫‪َ .‬تفَرّدَ ِبهِ عَبْدُ الرّزّاقِ ‪ ,‬عَنِ ال ّثوْ ِريّ ‪ .‬وَ ُروِيَ مِ ْ‬
‫َدلَئِلُ النّ ُب ّوةِ لِلْبَ ْي َه ِقيّ‬

‫‪58‬‬
‫اذا تأتي هذه الرايات وفيها خليفة ول تكون الخلفة ال بالبيعة‬
‫فميز هذا الخليفة بلقب خليفة ال المهدي‬
‫هناك من قال ان عبارة " خليفة ال المهدي " زيادة في الحديث وقولهم هذا خطأ‬
‫فكيف يكون الحديث صحيحا ومن رواته رجال اهل ثقة ثم نحذف جزء من الحديث‬
‫فمن قال انها زيادة كان على خطأ وسببه عدم ادراكهم بوجود اكثر من مهدي‬

‫الستنتاج الول‬
‫هناك بيعة للهاشمي الذي يأتي برايات سود من قبل المشرق‬
‫امر الرسول عليه الصلة والسلم بمبايعته ولو حبوا على الثلج‬

‫والن سنبين ان بيعة الهاشمي تكون قبل بيعة المهدي محمد بن عبد ال‬

‫الحاديث التي تشير الى ان هدف هذه الرايات السود تحت خلفة الهاشمي هو بيعة المهدي محمد بن عبد ال‬
‫وبذلك تكون بيعة محمد بن عبد ال بعد بيعة الهاشمي‬

‫أخبرني أبو بكر بن دارم الحافظ ‪ ،‬بالكوفة ‪ ،‬ثنا محمد بن عثمان بن سعيد القرشي ‪ ،‬ثنا يزيد بن محمد الثقفي ‪ ،‬ثنا حبان بن‬
‫سدير ‪ ،‬عن عمرو بن قيس الملئي ‪ ،‬عن الحكم ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ ،‬عن علقمة بن قيس ‪ ،‬وعبيدة السلماني ‪ ،‬عن عبد ال بن مسعود‬
‫رضي ال عنه ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫أتينا رسول ال صلى ال عليه وسلم فخرج إلينا مستبشرا يعرف السرور في وجهه ‪ ،‬فما سألناه عن شيء إل أخبرنا به ‪ ،‬ول‬
‫سكتنا إل ابتدأنا ‪ ،‬حتى مرت فتية من بني هاشم فيهم الحسن والحسين ‪ ،‬فلما رآهم التزمهم وانهملت عيناه ‪ ،‬فقلنا ‪ :‬يا رسول ال ما‬
‫نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه ‪،‬‬
‫فقال ‪ " :‬إنا أهل بيت اختار ال لنا الخرة على الدنيا ‪ ،‬وإنه سيلقى أهل بيتي من بعدي تطريدا وتشريدا في البلد ‪،‬‬
‫حتى ترتفع رايات سود من المشرق‬
‫فيسألون الحق فل يعطونه ‪ ،‬ثم يسألونه فل يعطونه ‪ ،‬ثم يسألونه فل يعطونه ‪ ،‬فيقاتلون فينصرون ‪ ،‬فمن أدركه منكم أو من‬
‫أعقابكم‬
‫فليأت إمام أهل بيتي ولو حبوا على الثلج‬
‫فإنها رايات هدى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ‪ ،‬واسم أبيه اسم أبي‬
‫فيملك الرض فيملها قسطا وعدل كما ملئت جورا وظلما‬
‫المستدرك على الصحيحين للمام محمد بن عبد ال الحاكم النيسابوري‬
‫رجاله ثقات ال حبان‬
‫لكنه ورد عن طريق آخر حدثنا عثمان ابن ابي شيبة ثنا معاوية بن هشام ثنا علي بن عاصم عن يزيد بن ابي زياد عن ابراهيم‬
‫عن علقمة عن عبد ال‬
‫قال بينما نحن عند رسول ال ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬إذ أقبل فتية من بني هاشم‪ ،‬فلما رآهم النبي ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪-‬‬
‫اغرورقت عيناه وتغير لونه‪ ،‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬ما نزال نرى في وجهك شيئاً نكرهه‪ ،‬فقال‪ :‬إنا أهل بيت اختار ال لنا الخرة على الدنيا‪،‬‬
‫وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلءً وتشريداً وتطريداً‪،‬‬
‫حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود‬
‫فيسألون الخير فل يعطونه‪ ،‬فيقاتلون فينصرون‪ ،‬فيعطون ما سألوا فل يقبلونه‬
‫حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي‪ ،‬فيملؤها قسط ًا كما ملؤوها جوراً‬
‫فمن أدرك ذلك منكم‬
‫فليأتهم ولو حبواًعلى الثلج‬

‫‪59‬‬
‫أخرجه ابن أبي شيبة ‪ ،‬وابن ماجة ‪ ،‬وابن عدي في الكامل‬
‫اخرج مثله ابو عمرو الداني و البزار والطبراني و الحاكم ‪ --‬وقالو يسالون الحق فل يعطونه فيقاتلون فينصرون‬
‫ورجاله ثقات كما في تحقيق احمد الشافعي المغربي في ‪ -‬ابراز الوهم المكنون من كلم ابن خلدون‬

‫قوله عليه وعلى آله افضل الصلة والسلم‬


‫فليأت إمام أهل بيتي ولو حبوا على الثلج‬
‫اي فلينصر الهاشمي‬
‫فإنها رايات هدى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ‪ ،‬واسم أبيه اسم أبي‬
‫اي يدفعون الخلفة الذي يملكونها الى محمد بن عبد ال‬

‫الستنتاج الثاني‬
‫هدف هذه الرايات السود الول هو البيعة لمحمد بن عبد ال في مكة‬
‫اذا تكون بيعة الهاشمي قبل بيعة المهدي محمد بن عبد ال في مكة‬

‫الستنتاج الخير‬
‫بعد التوضيح السابق لوجود خليقتين وبعد توضيح وجود خليفة ثالث‬
‫يكون هناك ثلثة خلفاء كل منهم لقب ايضا بالمهدي‬
‫الخليفة الول ‪ -‬هو الهاشمي ‪ -‬وهو الجابر ولكنه لقب ايضا بالمهدي‬
‫الخليفة الثاني ‪ -‬هو محمد بن عبد ال وهو المعروف عند الناس بالمهدي‬
‫الخليفة الثالث ‪ -‬هو الرجل الصالح ولكنه لقب ايضا بالمهدي‬

‫الخلفاء الثلثة من عِبَادًا لّنَا‬


‫سبحان من قال وقولة الحق في سورة السراء‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫للَ الدّيَارِ َوكَانَ وَعْدًا ّمفْعُولً ‪5‬‬ ‫عدُ أُول ُهمَا َبعَثْنَا عَلَ ْيكُمْ عِبَادًا لّنَا ُأوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِ َ‬ ‫فَإِذَا جَاء وَ ْ‬
‫جعَلْنَاكُمْ َأكْثَرَ َنفِيرًا ‪6‬‬ ‫ن وَ َ‬ ‫ل وَبَنِي َ‬
‫ثُمّ َردَدْنَا َلكُمُ ا ْلكَ ّرةَ عَلَ ْي ِه ْم وََأمْدَدْنَاكُم بَِأ ْموَا ٍ‬
‫سكُ ْم وَإِنْ َأسَأْتُمْ فََلهَا‬‫حسَنتُ ْم لَِنفُ ِ‬‫إِنْ َأحْسَنتُمْ أَ ْ‬
‫جدَ َكمَا َدخَلُوهُ َأوّلَ مَ ّر ٍة وَلِيُتَبّرُواْ مَا عََلوْاْ تَتْبِيرًا ‪7‬‬ ‫عدُ الخِ َرةِ لِ َيسُوؤُو ْا وُجُو َهكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ ا ْل َمسْ ِ‬ ‫فَإِذَا جَاء وَ ْ‬
‫حصِيرًا ‪8‬‬ ‫جهَنّمَ لِ ْلكَافِرِينَ َ‬ ‫جعَلْنَا َ‬
‫عدْنَا وَ َ‬ ‫ح َمكُ ْم وَإِنْ عُدتّمْ ُ‬ ‫عسَى رَ ّب ُكمْ أَن يَ ْر َ‬ ‫َ‬

‫سنبين باذن ال في ملحظاتنا حول تفسير هذه اليات الشريفة‬


‫انها تدل على ان نفس القوم ونفس البعث يعودون للعقاب في الفساد الثاني‬
‫وباختصار يستحيل ان ل يستشهد او ان ل يموت من هؤلء الصالحين احدا اثناء العقاب الول‬
‫واثناء الفترة الزمنية ما بين العقاب الول والعقاب الثاني‬
‫وبذلك يستحيل ان يعود نفس البعث وفيه كافة العباد الصالحين عند الفساد الثاني‬

‫‪60‬‬
‫فمن يمثل " عِبَادًا لّنَا " العباد الصالحين ‪ -‬اولياء ال في الولى والثانية والثالثة‬
‫القادة‬
‫الخليفة الول الهاشمي والخليفة الثاني محمد بن عبد ال والخليفة الثالث الرجل الصالح‬

‫صلة عبادا لنا بالرايات السود‬


‫سنبين باختصار شديد هدف الرايات السود الصغار التي تخرج من المشرق‬

‫الهدف الول ‪ -‬هو بيعة محمد بن عبد ال‬


‫وعن عبد ال بن الحارث بن جزء الزبيدي‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫يخرج أناس من المشرق‪ ،‬فيوطئون للمهدي ‪ ,‬يعني سلطانه‬
‫أخرجه الحافظ أبو عبد ال محمد بن يزيد بن ماجه القزويني‪ ،‬في سننه ‪ -‬والحافظ أبو بكر البيهقي‪،‬‬
‫رحمهم ال تعالى‬

‫وعن محمد بن الحنفية‪ ،‬قال‪ :‬كنا عند علي‪ ،‬عليه السلم‪ ،‬فسأله رجل عن المهدي‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫هيهات‪ ،‬ثم عقد بيده سبعاً‪ .‬فقال‪ :‬ذاك يخرج في آخر الزمان‪ ،‬إذا قال الرجل‪ :‬ال ال‪ .‬قتل‪،‬‬
‫فيجمع ال تعالى له قوماً‪ ،‬قزع كقزع السحاب‪،‬‬
‫يؤلف ال بين قلوبهم‪ ،‬ل يستوحشون إلى أحد‪ ،‬ول يفرحون بأحد دخل فيهم‪ ،‬على عدة أصحاب بدر‪،‬‬
‫لم يسبقهم الولون‪ ،‬ول يدركهم الخرون‪ ،‬على عدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر‬
‫قال أبو الطفيل‪ :‬قال ابن الحنفية‪ :‬أتريده؟ قلت‪ :‬نعم قال‪ :‬فإنه يخرج من بين هذين الخشبتين‬
‫قلت‪ :‬ل جرم وال ل أريمها حتى أموت فمات بها‪ ،‬يعني مكة‪ ،‬حرسها الُ تعالى‬
‫أخرجه الحافظ أبو عبد ال الحاكم‪ ،‬في مستدركه‬
‫وقال هذا حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم‪ ،‬ولم يخرجاه‬

‫والهدف الثاني هو المسجد القصى‬


‫حدثنا قتيبة قال ‪ :‬حدثنا رشدين بن سعد ‪ ،‬عن يونس ‪ ،‬عن ابن شهاب الزهري ‪ ،‬عن قبيصة بن ذؤيب ‪،‬‬
‫عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫تخرج من خراسان رايات سود ل يردها شيء حتى تنصب بإيلياء‬
‫هذا حديث غريب‬
‫سنن الترمذي ‪ -‬الجامع الصحيح ومسند احمد بن حنبل‬
‫" ايلياء تعني القدس"‬

‫وهم الذين يدخلون المسجد كما دخلوه اول مرة ويتبروا ما علوا تتبيرا‬
‫هذا ما نراه صحيحا وال ورسوله اعلم‬

‫الخليفة الول‬
‫الهاشمي ومن القابه خليفة ال المهدي‬

‫عن ثوبان عن النبي صلى ال عليه وسلم‬


‫إذا رأيتم الرايات السود من قبل خراسان فاستقبلوها مشيا على أقدامكم ‪ ،‬لن فيها خليفة ال المهدي‬

‫‪61‬‬
‫البدء والتاريخ‬

‫‪-----------‬‬
‫الخليفة الثاني‬
‫محمد بن عبد ال الملقب بالمهدي‬
‫عن أبي سعيد الخدري رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫"ل تقوم الساعة حتى يملك الرض رجل من أهل بيتي أجلى أقنى"‬
‫ولفظ أبي داود‬
‫المهدي مني أجلى الجبهة أقنى النف يمل الرض قسطا وعدل كما ملئت قبله ظلما وجورا يكون سبع سنين‬
‫أخرجه أحمد وأبو داود‬

‫‪-----------‬‬
‫الخليفة الثالث‬
‫الرجل الصالح ومن القابه المهدي‬

‫قال الحارث بن أبي أسامة في مسنده‬


‫حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم حدثنا إبراهيم بن عقيل عن أبيه عن وهب بن منبه عن جابر قال‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهدي تعال صل بنا‬
‫فيقول ل إن بعضهم أمير بعض تكرمة ال لهذه المة‬
‫المنار المنيف في الصحيح والضعيف ‪ -‬ابن قيم الجوزية‬
‫فصل ‪ - 50 -‬حديث ل مهدي إل عيسى ابن مريم‬
‫وقال هذا إسناد جيد‬

‫الستنتاج‬
‫باختصار شديد‬
‫الخلفاء الثلثة معا يدخلون المسجد القصى في الولى ويجوسون الديار‬
‫وذلك بعد بيعة محمد بن عبد ال الخليفة الثاني‬
‫وبذلك هم من جيل واحد‬
‫هذا ما نراه صحيحا وال ورسوله اعلم‬
‫ايها الحبة في ال تمسكوا بسنة الحبيب‬
‫ل صلى الّ عليه وسلم موعظ ًة وَجِلت منها القلوب‪ ،‬وذرفتْ منها‬ ‫عن العِرباضِ بن ساريةَ رضي الّ عنه‪ ،‬قال‪:‬وَعَظَنا رسولُ ا ّ‬
‫العيون‬
‫فقلنا‪ :‬يا رسولَ الّ! كأنها موعظةُ مُودّع فأوصنا‪ ،‬قال‪:‬‬
‫علَيْكُمْ‬
‫ن تأمّرَ َ‬ ‫"أُوصِيكُمْ بِ َتقْوَى الِّ‪ ،‬وَالسّمْعِ وَالطّاعَةِ وَإ ْ‬
‫وَإنّهُ َمنْ يَعِشْ مِنْكُ ْم َفسَيَرَى اخْتِلفاً كَثِيراً‪،‬‬
‫علَيْها بالنّواجِذِ‪،‬‬ ‫عضّوا َ‬ ‫ن المَهْدِيّينَ َ‬
‫فَعَليْكُم بسُنّتِي وَسُنّ ِة الخَُلفَا ِء الرّاشِدي َ‬
‫ع ٍة ضَللَةٌ"‬ ‫وَإيّاكُمْ وَ ُمحْدَثاتِ الُمُورِ‪ ،‬فإنّ ُكلّ بِدْ َ‬
‫سنن أبي داود والترمذي وقال‪ :‬حديث حسن صحيح‬

‫‪62‬‬
‫اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد بما هو اهله وبما انت اهله حتى تحب وترضى‬
‫اوردنا لكم ما نظن والعلم عند ال ونحن ليسوا بمعصومين من الخطأ‬
‫اللهم ان اصبت فمنك ومما علمتني وان اخطأت فمن الشيطان ‪ ,‬استغفرك واتوب اليك‬
‫ارجوا من كل من يقرأ هذا من المؤمنين الركع السجود ان ينصرونني ان كنت ظالما او مظلوما‬
‫شدًا‬
‫لِقْرَبَ مِنْ َهذَا رَ َ‬
‫عَسَى أَن َيهْدِيَنِ رَبّي َ‬
‫==========================================‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫شكُورًا * إِنّا نَخَافُ مِن رّبّنَا َي ْومًا عَبُوسًا َقمْطَرِيرًا‬
‫ل نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَل ُ‬

‫إِنّ َه ِذهِ تَ ْذكِ َرةٌ َفمَن شَاء اتّخَذَ إِلَى رَبّهِ سَبِيل‬
‫حكِيمًا‬ ‫َومَا َتشَاؤُونَ ِإلّ أَن يَشَاء الُّ إِنّ الَّ كَانَ عَلِيمًا َ‬
‫حمَتِ ِه وَالظّاِلمِينَ أَعَدّ َلهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا‬
‫خلُ مَن يَشَاء فِي َر ْ‬‫يُ ْد ِ‬
‫ايها الحبة في ال‬
‫ان احببتم واستفدتم مما اوردنا لكم فاعلموا ان ال سبحانه وتعالى‬
‫قد منّ علينا حيث علمنا تدبر كتابه وبيناه لكم ولقد منّ ال عليكم حيث مكنكم من قرائة ما اوردنا لكم‬
‫فل تبخلوا على الخرين‬
‫شاركونا بالثواب وانشروا ما تقرأوا في كل مكان اثابكم ال‬
‫وان استطعتم ‪ ,‬اطبعوا ووزعوا ما يقدركم ال عليه‬
‫اثابكم ال واصلح حالكم وآتاكم في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة‬

‫نشجع كل من يقرأ هذا ان ينقله وينشره على ان يعاهد ال ان لن يغير به شيأ وان يذكر مكان نشره وهو موقع القحطاني‬
‫‪www.alkahtane.com‬‬
‫اوردنا ما نظنّه الصحيح ولسنا معصومين من الخطأ ‪ ,‬فإن رأيتم خطأ فل تتجاهلوه وصححونا أثابكم ال‬
‫الفصل السادس‬
‫لماذا الجوس خلل الديار في المرة الولى‬
‫الفصل السادس ‪ -‬لماذا الجوس خلل الديار في المرة الولى‬
‫شدِيدٍ "‬
‫عبارة " ُأوْلِي بَ ْأسٍ َ‬
‫للَ الدّيَارِ "‬
‫عبارة " فَجَاسُواْ خِ َ‬
‫لماذا الجوس في الولى وليس التتبير‬
‫السفياني ليس من عبادا لنا‬
‫ما هو الوعد المفعول‬
‫هم نفس البعث في المراحل الثلثة‬

‫لنتدبر الن عبارة " ُأ ْولِي َبأْسٍ شَدِيدٍ "‬


‫سبحان من قال وقولة الحق في سورة السراء‬

‫‪63‬‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫عدُ أُول ُهمَا َبعَثْنَا عَلَ ْيكُمْ عِبَادًا لّنَا‬
‫فَإِذَا جَاء وَ ْ‬
‫خلَلَ الدّيَا ِر وَكَانَ َوعْدًا ّمفْعُولً ‪5‬‬
‫ُأ ْولِي َبأْسٍ شَدِيدٍ َفجَاسُو ْا ِ‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫بسم ال ذي الشأن ‪ ،‬عظيم البرهان ‪ ،‬شديد السلطان ‪ ،‬ما شاء ال كان ‪ ،‬نعوذ بال من الشيطان‬
‫من دعاها اول النهار واول الليل عصمه ال من ابليس وجنوده – الحاكم والديلمي‬

‫البأس الشديد هو وصف لقوة القوم‬

‫وردت عبارة "بأس شديد " في سورة السراء حيث تصف قوة العباد الصالحين‬
‫تفسير الطبري‬
‫س شَدِيدٍ ) يقول‪ :‬ذوي بطش في الحروب شديد‪.‬‬
‫عبَادًا َلنَا أُولِي َبأْ ٍ‬
‫( ِ‬
‫تفسير بن كثير‬
‫بأس شديد‪ ،‬أي‪ :‬قوة وعدة وسلطة شديدة‬

‫ووردت ايضا في ثلث سور أخرى‬

‫سورة النمل ‪ -‬سورة ‪ - 27‬آية ‪33‬‬


‫لمْرُ ِإلَ ْيكِ فَانظُرِي مَاذَا تَ ْأمُرِينَ‬
‫قَالُوا َنحْنُ ُأوْلُوا ُق ّوةٍ وَأُوْلُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَا َ‬
‫تفسير ابن كثير‬
‫شدِيدٍ ) أي‪ :‬مَنوا إليها بعَدَدهم وعددهم وقوتهم‪ ،‬ثم فوضوا إليها بعد ذلك المر فقالوا‪:‬‬ ‫س َ‬ ‫( قَالُوا َنحْنُ أُولُو قُوّةٍ وَأُولُو َبأْ ٍ‬
‫ظرِي مَاذَا َت ْأ ُمرِينَ ) أي‪ :‬نحن ليس لنا عاقة [ول بنا بأس‪ ،‬إن شئت أن تقصديه وتحاربيه‪ ،‬فما لنا عاقة]‬ ‫ك فَانْ ُ‬
‫( وَال ْمرُ إَِل ْي ِ‬
‫عنه‪.‬‬
‫وبعد هذا فالمر إليك‪ ،‬مري فينا برأيك نمتثله ونطيعه‪.‬‬
‫والمعنى هو وصف قوتهم فلم يهابوا سليمان عليه السلم وجنده‬
‫والقول منسوب اليهم وليس الى ال عز وجل‬
‫فهم الذين قالوا انهم أولوا بأس شديد‬
‫وهنا هؤلء القوم مضوا وانتهوا ول علقة لهم بالعباد الصالحين في سورة السراء الذين هم آتون‬
‫فمن يدعي انهم نفس العباد فهو على خطأ ول اساس لدعائه‬
‫سورة الفتح ‪ -‬سورة ‪ - 48‬آية ‪16‬‬
‫شدِيدٍ ُتقَاتِلُو َنهُمْ َأوْ ُيسِْلمُونَ‬
‫عوْنَ إِلَى َقوْمٍ أُولِي بَأْسٍ َ‬ ‫قُل لّ ْل ُمخَّلفِينَ مِنَ الَعْرَابِ سَ ُتدْ َ‬
‫عذَابًا أَلِيمًا‬
‫فَإِن تُطِيعُوا ُيؤْ ِتكُمُ الُّ أَجْرًا حَسَنًا وَإِن تَ َتوَلّوْا َكمَا َتوَلّيْتُم مّن قَ ْبلُ ُيعَذّ ْبكُمْ َ‬
‫وهنا ايضا ما يعنينا هو قوة القوم وليس ايمانهم‬
‫وهنا هؤلء القوم ل علقة لهم بالعباد الصالحين في سورة السراء‬
‫لن وصفهم هنا هو قوم ول تمييز لهم كما كان التمييز الواضح في عبادا لنا في سورة السراء‬
‫فمن يدعي انهم نفس العباد فهو على خطأ ول اساس لدعائه‬
‫سورة الحديد ‪ -‬سورة ‪ - 57‬آية‬

‫‪64‬‬
‫سطِ‬
‫لَ َقدْ َأرْسَ ْلنَا رُسَُلنَا بِا ْلبَ ّينَاتِ وَأَنزَ ْلنَا َم َع ُهمُ ا ْل ِكتَابَ وَا ْلمِيزَانَ ِليَقُو َم النّاسُ بِالْ ِق ْ‬
‫شدِيدٌ‬‫س َ‬ ‫حدِيدَ فِي ِه َبأْ ٌ‬‫وَأَنزَ ْلنَا ا ْل َ‬
‫عزِيزٌ‬ ‫ن الَّ قَ ِويّ َ‬ ‫لّ مَن يَنصُرُهُ َو ُرسُلَ ُه بِا ْل َغيْبِ ِإ ّ‬ ‫َو َمنَافِعُ لِلنّاسِ وَِل َيعَْلمَ ا ُ‬
‫ولكن هذه الية الشريفة تحدد مكانة البأس الشديد وهو في الحديد‬
‫تفسير الطبري‬
‫حدثني يونس‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا ابن وهب‪ ،‬قال‪ ،‬قال ابن زيد‪ ،‬في قوله‪:‬‬
‫شدِيدٌ ) قال‪ :‬البأس الشديد‪ :‬السيوف والسلح الذي يقاتل الناس بها‪،‬‬ ‫حدِي َد فِي ِه َبأْسٌ َ‬‫(وَأَنـزلْنَا ا ْل َ‬
‫و َمنَافِعُ لِلنّاسِ ) بعد‪ ،‬يحفرون بها الرض والجبال وغير ذلك‪.‬‬ ‫(َ‬
‫تفسير ابن كثير‬
‫شدِيدٌ ) أي‪ :‬وجعلنا الحديد رادعًا لمن أبى الحق وعانده بعد قيام الحجة عليه؛‬ ‫س َ‬ ‫حدِيدَ فِي ِه َبأْ ٌ‬‫وقوله‪( :‬وَأَنـز ْلنَا ا ْل َ‬
‫ولهذا أقام رسول ال صلى ال عليه وسلم بمكة بعد النبوة ثلث عشرة سنة توحى إليه السور المكية‪ ،‬وكلها جدال مع‬
‫المشركين‪،‬‬
‫وبيان وإيضاح للتوحيد‪ ،‬وتبيان ودلئل‪ ،‬فلما قامت الحجة على من خالف شرع ال الهجرة‪،‬‬
‫وأمرهم بالقتال بالسيوف‪ ،‬وضرب الرقاب والهام لمن خالف القرآن وكذب به وعانده‪.‬‬
‫وقد روى المام أحمد وأبو داود‪ ،‬من حديث عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان‪ ،‬عن حسان بن عطية‪ ،‬عن أبي المنيب الجرشي‬
‫الشامي‪،‬‬
‫عن ابن عمر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫ل ُرمْحي‪،‬‬‫جعِل رزقي تحت ظِ ّ‬ ‫ت بالسيف بين َيدَي الساعة حتى يُعبَد ال وحده ل شريك له‪ ،‬و ُ‬ ‫" ُبعِث ُ‬
‫وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري‪ ،‬ومن تَشبّه بقوم فهو منهم"‬
‫شدِي ٌد ) يعني‪ :‬السلح كالسيوف‪ ،‬والحراب‪ ،‬والسنان‪ ،‬والنصال‪ ،‬والدروع‪ ،‬ونحوها‪.‬‬ ‫س َ‬ ‫ولهذا قال تعالى‪ ( :‬فِي ِه َبأْ ٌ‬
‫س ) أي‪ :‬في معايشهم كالسكة والفأس والقدوم‪ ،‬والمنشار‪ ،‬والزميل‪ ،‬والمجرفة‪،‬‬ ‫( َو َمنَافِعُ لِلنّا ِ‬
‫واللت التي يستعان بها في الحراثة والحياكة والطبخ والخبز وما ل قوام للناس بدونه‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬

‫تنبيه هام‬
‫شدِيدٌ ) هي وصف للقوة‬ ‫س َ‬‫عبارة ( َبأْ ٌ‬
‫شدِيدٌ ) كانت تنتمي الى ما قبلها‬ ‫س َ‬ ‫كل ما وردت عبارة ( َبأْ ٌ‬
‫فل يجوز ان يكون نسبها ال لما ذكر قبلها في تلك الية‬
‫شدِيدٍ ‪ -‬هنا نسبها الى عبادا لنا‬
‫س َ‬
‫عبَادًا ّلنَا ُأوْلِي َبأْ ٍ‬
‫عدُ أُول ُهمَا َب َع ْثنَا عََل ْي ُكمْ ِ‬
‫‪َ -1‬فِإذَا جَاء وَ ْ‬
‫شدِيدٍ ‪ -‬وهنا نسبها الى قوم ملكة سبأ‬ ‫‪ -2‬قَالُوا َنحْنُ ُأوْلُوا ُق ّوةٍ وَُأوْلُوا بَأْسٍ َ‬
‫عوْنَ إِلَى َقوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ‪ -‬وهنا نسبها الى المخلفين من العراب‬ ‫ن الَعْرَابِ سَتُدْ َ‬ ‫‪ -3‬قُل لّ ْلمُخَّلفِينَ مِ َ‬
‫شدِيدٌ ‪ -‬وهنا نسبها الى الحديد‬ ‫حدِي َد فِي ِه َبأْسٌ َ‬ ‫‪ -4‬وَأَنزَلْنَا ا ْل َ‬

‫عبَادًا ّلنَا هم من المخلفين من‬


‫عبَادًا ّلنَا هم من قوم ملكة سبأ ‪ ,‬ول يجوز لحد ان يقول ان ِ‬
‫فل يجوز لحد ان يقول ان ِ‬
‫العراب‬
‫عبَادًا ّلنَا هم الحديد‬
‫لنفس السبب الذي ل يجوز فيه لحد ان يقول ان ِ‬

‫الستنتاج‬
‫عبادا لنا هم عباد مخلصين بالعبادة للمولى عز وجل وهم ذو بأس شديد اي سلطان من المولى عز وجل‬
‫ول علقة لهم بقوم سبأ ول علقة لهم بالمخلفين من العراب‬
‫ودليل ذلك اختلف صفات المخلفين من العراب عن صفات عبادا لنا كما يختلف الليل عن النهار‬

‫‪65‬‬
‫==================================‬

‫للَ الدّيَارِ "‬


‫خَ‬‫لنتدبر الن عبارة " َفجَاسُواْ ِ‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫رضيت بال ربا ‪ ،‬وبالسلم دينا ‪ ،‬وبمحمد صلى ال عليه وسلم نبيا‬
‫ن يُمْسِي كان حقا على ال ان يرضيه بالجنة – صحيح مسلم‬
‫مَنْ قالهاَ حِي َ‬

‫ورد في الية الشريفة من سورة السراء ‪ -‬سورة ‪ - 17‬آية ‪5‬‬


‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫عدًا مّ ْفعُو ً‬
‫ل‬ ‫ل ال ّديَارِ َوكَانَ وَ ْ‬
‫شدِيدٍ َفجَاسُو ْا خِلَ َ‬
‫س َ‬
‫عبَادًا ّلنَا أُوْلِي َبأْ ٍ‬
‫عدُ أُول ُهمَا َب َع ْثنَا عََل ْي ُكمْ ِ‬
‫َفإِذَا جَاء َو ْ‬

‫جزى ال خيرا كل من تدبر هذه اليات الشريفة وحاول تفسيرها‬


‫اللهم تقبل منهم جهدهم‬
‫ولكن تبقى اسئلة عديدة لم يجب عليها احدا‬
‫ويبقى التفسير ناقصا ان لم نقل على خطأ كبير‬

‫ومن السئلة التي لم يجب عليها احد ما يلي‬

‫للَ الدّيَار ؟‬
‫لماذا ميز العقاب الول بقوله عز وجل َفجَاسُواْ خِ َ‬

‫ولماذا ميز العقاب الثاني بقوله عز وجل‬


‫جدَ َكمَا َدخَلُوهُ َأوّلَ مَ ّر ٍة وَلِيُتَبّرُواْ مَا عََلوْاْ تَتْبِيرًا ؟‬
‫لِ َيسُوؤُو ْا وُجُو َهكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ ا ْل َمسْ ِ‬

‫لماذا لم يسوؤوا وجوههم ولم يتبروا ما علوا تتبيرا عندما دخلوا المسجد اول مرة ؟‬

‫ولماذا لم يذكر جوسا ول تتبيرا في العقاب الثالث عندما قال‬


‫عدْنَا ؟‬ ‫وَإِنْ عُدتّمْ ُ‬
‫حصِيرًا؟‬
‫جهَنّمَ لِ ْلكَافِرِينَ َ‬
‫جعَلْنَا َ‬
‫ولماذا قال وَ َ‬

‫سكُ ْم وَإِنْ َأسَأْتُمْ فََلهَا‬


‫حسَنتُ ْم لَِنفُ ِ‬
‫لماذا قال إِنْ َأحْسَنتُمْ أَ ْ‬
‫بعد العقاب الول ولم يذكر ذلك بعد العقاب الثاني ؟‬

‫وبما ان الوعد المفعول هنا " َوكَانَ وَعْدًا َم ْفعُول " ل يعني انه حدث في الماضي كما بينا‬
‫وسوف نبين المزيد في ذلك باذن ال‬

‫فلماذا ذكر في الجوس ولم يذكر في التتبير ‪ ,‬اي لماذا ذكر في العقاب الول انه كان وعدا مفعول‬
‫ولم يذكر ذلك في العقاب الثاني ؟‬

‫سنجيب على هذه السئلة باذن ال‬

‫‪66‬‬
‫كما ورد في الية الشريفة من سورة السراء ‪ -‬سورة ‪ - 17‬آية ‪5‬‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫عدًا مّ ْفعُولً‬
‫ل ال ّديَارِ َوكَانَ وَ ْ‬
‫شدِيدٍ َفجَاسُو ْا خِلَ َ‬
‫س َ‬
‫عبَادًا ّلنَا أُوْلِي َبأْ ٍ‬
‫عدُ أُول ُهمَا َب َع ْثنَا عََل ْي ُكمْ ِ‬
‫َفإِذَا جَاء َو ْ‬

‫للَ الدّيَارِ "‬


‫خَ‬‫عبارة " َفجَاسُواْ ِ‬
‫نقول ان العقاب الول فيه جوس وهو بحث عن القوم دون قتال‬
‫والعقاب الثاني فيه التتبير وهو القتال بل الهلك‬
‫وسنبين التفاصيل باذن ال‬
‫تفسير الطبري‬
‫ن وَعْدًا مَ ْفعُول)‬
‫وقوله ( فَجَاسُوا خِللَ الدّيَا ِر َوكَا َ‬
‫يقول‪ :‬فتردّدوا بين الدور والمساكن‪ ،‬وذهبوا وجاءوا‬
‫عن ابن عباس ( فَجَاسُوا خِللَ الدّيَارِ ) قال‪ :‬مشوا‪.‬‬
‫نحن نتفق مع هذا التفسير‬

‫تفسيرالقرطبي‬
‫وقرأ ابن عباس ‪ ( :‬حاسوا ) بالحاء المهملة ‪ .‬قال أبو زيد ‪ :‬الحوس والجوس والعوس والهوس ‪ :‬الطواف بالليل ‪.‬‬
‫وقال الجوهري ‪ :‬الجوس مصدر قولك جاسوا خلل الديار ‪,‬‬
‫أي تخللوها فطلبوا ما فيها كما يجوس الرجل الخبار أي يطلبها ; وكذلك الجتياس ‪.‬‬
‫والجوسان ( بالتحريك ) الطوفان بالليل ; وهو قول أبي عبيدة ‪.‬‬
‫قال ابن عباس ‪ :‬مشوا وترددوا بين الدور والمساكن‬
‫نحن نتفق مع هذا التفسير بان الجوس دون قتال كما قال ابن عباس مشوا وترددوا بين المساكن ولم يذكر القتال‬

‫تفسير ابن كثير‬


‫" فجاسوا خلل الديار " أي تملكوا بلدكم وسلكوا خلل بيوتكم أي بينها ووسطها‬
‫وانصرفوا ذاهبين وجائين ل يخافون أحدا‬
‫نتفق مع التفسير كليا حيث لم يذكر القتال‬

‫وفي المحيط‬
‫جوَسَاناً [جوس]‪ :-:‬رجع مرّة بعد ُأخْرى‬ ‫جوْساً و َ‬‫جَاسَ يَجوسُ جُسْ َ‬
‫السراء آية ‪ 5‬بعثْنَا عَلَيْكمْ عباداً لنا ُأوْلِي بَأسٍ شديدٍ فجاسوا خلل الدّيارِ‪ -.‬الشيْءَ‪ :‬طلبه مُسْتقصِياً؛‬
‫كان العَين يَجوس أخبار الناس بل انقطاع‪ -.‬الشيء أو غيره‪ :‬وطئه وداسه وتخطّاه؛ جاس عتبة الدّار‪.‬‬

‫وفي الغني‬
‫جوْسٌ‪".1 .‬جَاسَ ا ْل َموَادّ ال ِكمْيَائِيّةَ" ‪َ :‬بحَ َثهَا بَحْثاً َدقِيقاً‪.‬‬ ‫ستُ‪َ ،‬أجُوسُ‪ ،‬جُسْ‪ ،‬مص‪َ .‬‬ ‫جَاسَ ‪[ -‬ج و س]‪( .‬ف‪ :‬ثل‪ .‬متعد)‪ .‬جُ ْ‬
‫‪َ ".2‬يجُوسُ الحَارِسُ َدكَاكِينَ السّوقِ" ‪ :‬يَطُوفُ بَيْ َنهَا مُ َتوَجّسا مُتَ َرقّباً‪.‬‬

‫وفي لسان العرب‬


‫جوْسًا طلبه بالستقصاءِ‬ ‫جاس الشيءَ يجُوسُهُ َ‬
‫جوَسَانًا تردّدُوا وطافُوا بينها في الغارة‬
‫جوْسًا و َ‬
‫وجاسوا خِلَل الدور والبيوت َ‬

‫‪67‬‬
‫للَ الدّيَا ِر وقُ ِرئَ بالحاء‬
‫ومنه في سورة بني إسرائيل السراء آيــة ‪َ 5‬فجَاسُوا خِ َ‬

‫للَ الدّيَا ِر " هو‬


‫خَ‬‫نقول ان معنى عبارة " َفجَاسُو ْا ِ‬
‫ترددوا وأكثروا البحث وطلب المفسدين في الديار‬
‫دون وجود قتال اي دون معركة‬
‫الستنتاج الول‬
‫الجوس هو تكرار البحث والطلب ول علقة له بالقتل او القتال‬
‫==================================‬

‫والسؤال هنا لماذا ل يوجد قتال‬


‫والجواب واضح‬
‫ل يدخل جيش ويستولي على بلد دون قتال ال في حالة الستسلم‬
‫والعباد الصالحين سوف يدخلوا القدس ويجوسوا خلل الديار دون قتال لسبب واحد‬
‫لن القدس تسلم لهم من حاكمها دون قتال‬
‫الستنتاج الثاني‬
‫الجوس خلل الديار يكون دون قتال في حالة واحدة فقط وهي الستسلم‬

‫الستنتاج الثالث‬
‫هناك احتمالين‬
‫الول ان يستسلم بني اسرائيل ويسلموا القدس الى عبادا لنا ‪ -‬دون قتال‬
‫والثاني ان تكون القدس تحت سيطرة اناس اخرين غير بني اسرائيل قبل تسليمها الى العباد الصالحين "عبادا لنا"‬
‫والثاني هو الصحيح وال اعلم‬

‫تسلم القدس للعباد الصالحين دون قتال‬


‫فمن هذا الحاكم وما علقته ببني اسرائيل‬
‫تفاصيل الفساد الول والعقاب الول‬

‫‪ -1‬يعم الفساد الول لبني اسرائيل الرض بشكل عام والقدس بشكل خاص وهذا هو الحال الن ولول مرة في التاريخ‬

‫‪ -2‬ينتصر على بني اسرائيل قوم آخرين ويستولون على القدس وعلى المسجد القصى‬
‫وهؤلء القوم ليسوا العباد الصالحين "عبادا لنا"‬

‫‪68‬‬
‫‪ -3‬بعد ان يفقد بني اسرائيل السيطرة على القدس وعلى المسجد القصى للقوم الخرين‬
‫يبعث المولى عز وجل البعث من الصالحين " عبادا لنا "‬
‫فيدخلوا القدس دون قتال حيث يستسلم لهم القوم الخرين دون قتال فيجوسوا خلل الديار‬

‫فمن هؤلء القوم ان لم يكونوا عبادا لنا‬


‫القوم الخرين هم البابليون بقيادة الشوري او احد السفيانيين والملقب بالصخري او الصطخري‬
‫لذلك ل علقة للسفياني او الشوري او الصخري او البابلي بعبارة " عبادا لنا "‬
‫فالفرق بينهم وبين " عبادا لنا " كالفرق بين النهار والليل‬

‫يرسل السفياني جيشا للقضاء على المهدي محمد بن عبد ال فيخسف بالجيش في صحراء البيداء‬
‫وعندما يعلم بذلك يدرك انه مغلوب ‪ ,‬فيستسلم ويسلم القدس ويبايع المهدي‬
‫وبذلك ل يكون قتال وتسلم القدس دون قتال للعباد الصالحين القادمين من مكة المكرمة بعد الخسف في البيداء‬
‫لذلك يجوسوا خلل الديار‬

‫عن عبد ال بن عياس‪ ،‬رضي ال عنهما قال‪:‬‬


‫إذا خسف بجيش السفياني قال صاحب مكة‪ :‬هذه العلمة التي كنتم تخبرون بها‪.‬‬
‫فيسيرون إلى الشام‪،‬‬
‫فيبلغ صاحب دمشق‪ ،‬فيرسل إليهم ببيعته ويبايعه‬
‫ثم تأتيه كلب بعد ذلك‪ ،‬فيقولون ما صنعت؟ انطلقت إلى بيعتنا فخلعتها وجعلتها له‪.‬فيقول‪ :‬ما أصنع؟ أسلمني الناس‪.‬‬
‫فيقولون‪ :‬فإنا معك‪ ،‬فاستقل بيعتك‪.‬فيرسل إلى الهاشمي‪ ،‬فيستقيله البيعة‪.‬ثم يقاتلونه‪ ،‬فيهزمُهم الهاشمِي‪،‬‬
‫فيكون يومئذ من ركز رمحه على حي من كلب كانوا له‪ ،‬فالخائب من خاب من غنيمة كلب‪.‬‬
‫اخرجه نعيم بن حماد‬
‫كتاب 'الفتن' الحافظ أبو عبد ال‪ -‬نعيم بن حماد شيخ المام البخاري وأستاذه والذي توفي في عام ‪ 229‬هجرية ‪952‬‬
‫اسناده حسن‬

‫يصف هذا الثر الحداث بعد خسف البيداء حيث يبايع رجل يلقب بالسفياني المهدي ويسلمه القدس دون قتال‬
‫فل بد لهذا الرجل من الستيلء على القدس قبل تسليمها‬
‫ول علقة له ولقومه بعبادا لنا في سورة السراء ال الستسلم ‪ ,‬لذلك الجوس وليس التتبير‬
‫اما النقلب فل يكون ال بعد ‪ 3‬سنين من البيعة وذلك وقعة كلب‬
‫وكل من يدعي عدم وجود شخصية السفياني فهو على خطأ‬
‫عن أرطأة قال يدخل الصخري الكوفة ثم يبلغه ظهور المهدي بمكة‬
‫فيبعث إليه من الكوفة بعثا فيخسف به فل ينجو منهم إل بشير إلى المهدي‬
‫ونذير إلى الصطخري فيقبل المهدي من مكة والصخري من الكوفة نحو الشام‬
‫كأنهما فرسا رهان فيسبقه الصخري‬
‫فيقطع بعثا آخر من الشام إلى المهدي فيأتون المهدي بأرض الحجاز فيبايعونه بيعة الهدى‬
‫ويقبلون معه حتى ينتهوا إلى حد الشام الذي بين الشام والحجاز‬
‫فيقيم بها ويقال له أنفذ فيكره المجاز ويقول اكتب إلى ابن عمي فلن يخلع طاعتي فأنا صاحبكم‬
‫فإذا وصل الكتاب إلى الصخري بايع وسار إلى المهدي حتى ينزل بيت المقدس‬
‫ول يترك المهدي بيد رجل من الشام فترا من الرض إل ردها على أهل الذمة ورد المسلمين إلى الجهات جميعا‬
‫فيمكث في ذلك ثلث سنين ثم يخرج رجل من كلب يقال له كنانة يعينه كوكب من رهط من قومه حتى يأتي الصخري فيقول‬
‫بايعناك ونصرناك حتى إذا ملكت بايعت هذا ليخرجن فليقاتلن فيقول فيمن أخرج فيقول ل يبقى عامرية أمها أكبر منك إل لحقتك‬

‫‪69‬‬
‫ل يتخلف عنك ذات خسف ول ظلف فيرحل وترحل معه عامر بأسرها حتى ينزل بيسان ويوجه إليهم المهدي راية وأعظم راية‬
‫في زمان المهدي مائة رجل فينزلون على ماء ثم إبراهيم فتصف كلب جبلها ورجلها وإبلها وغنمها فإذا تشاءمت الخيلت ولت‬
‫كلب أدبارها وأخذ الصخري فيذبح على الصفا المتعرضة على وجه الرض عند الكنيسة التي في بطن الوادي على طرف درج‬
‫طور زيتا المقنطرة التي على يمين الوادي على الصفا المتعرضة على وجه الرض عليها يذبح كما تذبح الشاة فالخائب من خاب‬
‫يوم كلب حتى تباع العذراء بثمانية دراهم‬
‫أورده السيوطي في الحاوي ونسبه للمصنف‬
‫اخرجه نعيم بن حماد‬
‫كتاب 'الفتن' الحافظ أبو عبد ال‪ -‬نعيم بن حماد شيخ المام البخاري وأستاذه والذي توفي في عام ‪ 229‬هجرية‬
‫اسناده حسن‬
‫فلماذا الجوس خلل الديار او البحث عن بني اسرائيل‬
‫السبب في ذلك خوف بني اسرائيل واختفائهم عن العين مما يستوجب البحث عنهم‬
‫فمن صفة بني اسرائيل القتال من وراء جدر محصنة وذلك ان سمح لهم بالقتال‬
‫ولكن ان لم يقدروا على القتال وكانوا تحت سيطرة حاكم آخر يستسلم لعبادا لنا‬
‫سيظن بني اسرائل ان هؤلء العباد " عبادا لنا " سوف يقتلونهم كما فعل السفياني وقومه‬
‫ستكون درجة الخوف اكثر وسوف يختبئون في البيوت والمخابيء خوفا مما سيحدث لهم‬
‫مما يستوجب الجوس بين وخلل البيوت والمخابيء بحثا عنهم‬

‫لماذا الجوس دون قتال‬


‫ومن الخلق السلمية عدم قتل من كان خائفا مختبئا واعطاء المان للمستسلم مهما كان ظالما في الماضي‬
‫فالجوس هنا ل يعني القتال او القتل بل البحث خلل الديار تكرارا‬
‫لن "عبادا لنا " هم المخلصين في العبادة ل‬
‫وهم احفاد الرسول عليه وعلى آله افضل الصلة والسلم الذي دخل مكة واعطى المان لمن استسلم‬
‫وهم اصحاب رايات الهدى التي ل ترفع سيفا ال في ال‬
‫ورايات الهدى تأتي بالعدل للناس كافة‬
‫فالمسلم الذي يتقي ال ل يقتل من يستسلم له بل يحسن معاملة السير‬
‫لن عبادا لنا هم من خير امة اخرجة للناس‬
‫هم ذو بأس شديد ان كان القتال واما في الستسلم فهو امان للمستسلم‬

‫الستنتاج الرابع‬
‫ل علقة لعبادا لنا بالسفياني وقومه و ل علقة لعبادا لنا بالبابليين‬
‫حيث يستسلم البابليين بقيادة السفياني للعباد الصالحين " عبادا لنا "‬
‫وذلك هو الجوس خلل الديار‬

‫هذا ما نراه صحيحا وال اعلم‬

‫نشجع كل من يقرأ هذا ان ينقله وينشره على ان يعاهد ال ان لن يغير به شيأ وان يذكر مكان نشره وهو موقع القحطاني‬
‫‪www.alkahtane.com‬‬
‫==================================‬

‫عبارة " وَكَانَ َوعْدًا َمفْعُول "‬

‫‪70‬‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫الهي كيف اشكرك على نعمك ‪ ,‬والشكر لك هو نعمة من نعمك‬
‫فالحمد والشكر لك على انك انت ال‬
‫والحمد والشكر لك على نعمة الشكر لك‬
‫والحمد والشكر لك على نعمة حبيبنا محمد الذي علمني كيف اسبح لك واحمدك‬
‫فتقبل مني اني الفقير اليك‬
‫سبحانك ربي وبحمدك ‪ ,‬عدد خلقك ورضى نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك‬
‫استغفرك واتوب اليك‬
‫والصلة والسلم على حبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين بما انت اهله وبما هو اهله حتى تحب وترضى‬
‫اللهم انك عفو تحب العفو ‪ ,‬فاعف عني وعن كل من يقرأ هذا ويسجد لك‬
‫آمين‬

‫ورد في الية الشريفة من سورة السراء ‪ -‬سورة ‪ - 17‬آية ‪5‬‬


‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫ل ال ّديَارِ‬
‫شدِي ٍد فَجَاسُو ْا خِلَ َ‬
‫س َ‬
‫عبَادًا ّلنَا أُوْلِي َبأْ ٍ‬
‫عدُ أُول ُهمَا َب َع ْثنَا عََل ْي ُكمْ ِ‬
‫َفإِذَا جَاء َو ْ‬
‫وَكَانَ َوعْدًا ّمفْعُولً‬
‫ن وَعْدًا َم ْفعُول " في العقاب الول ولم يذكرها في العقاب الثاني ؟‬
‫لماذا ذكر المولى عز وجل عبارة " َوكَا َ‬

‫سنبين باذن ال عدة امور هامة كي نتدبر هذه الكلمات الشريفة‬


‫لقد قال الغلبية ان الوعد المفعول هنا هو العقاب الول لبني اسرائيل‬
‫وان مفعول تعني انه قد حدث ومضى قبل نزول القرآن الكريم‬
‫وقال اخرون بل حدث ومضى قبل نزول التوراة ‪ ,‬فكان الختلف بينهم في تعريف الفساد الول‬
‫ولكنهم اتفقوا كافة على ان الفساد الول قد حدث ومضى‬

‫نقول ان كل من قال ذلك كان على خطأ‬


‫ولقد بينا اكثر من دليل على ان الفساد الول وعقابه والفساد الثاني وعقابه‬
‫لم يحدثا قبل نزول القران الكريم‬
‫وسنأتي بدليل آخر باذن ال‬
‫سبحان من قال وقوله الحق‬
‫َومَا أُوتِيتُم مّن ا ْلعِلْمِ ِإلّ قَلِيلً‬
‫سبحانك ل علم لنا ال ما علمتنا انك انت العليم الحكيم‬
‫الحمد ل الذي يعلمنا ما ل نعلم ولول ان مَنّ ال عَلينا بفضله لما عَلِمنا شيئا‬

‫ول حول ول قوة ال بال‬


‫عقْ َدةً مّن لّسَانِي َيفْ َقهُوا َقوْلِي‬
‫َربّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسّرْ لِي َأمْرِي وَاحُْللْ ُ‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫‪71‬‬
‫ن وَعْدًا َم ْفعُول " ل تعني انه قد حدث في الماضي قبل نزول القرآن‬
‫اول عبارة " َوكَا َ‬

‫نقول باذن المولى عز وجل ان الوعد هو وعدا مقضيا حتميا سوف يحدث ول شك في ذلك‬
‫ول تعني العبارة ان الوعد قد حدث قبل نزول القرآن كما قيل‬

‫نبدأ باذن ال بكلمة وكان ‪ -‬فكلمة كان في هذه العبارة ل تعني انه حدث او كان في الماضي ‪ ,‬بل تعني قضي‬
‫وكلمة الوعد ل تكون ال لحدث في المستقبل‬
‫وكلمة مفعول تعني مقضيا حتميا وسوف يحدث‬
‫والدليل من القرآن الكريم هو قول المولى عز وجل في كتابه الكريم‬
‫الدليل الول‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫فَكَ ْيفَ تَ ّتقُونَ إِن َكفَرْتُمْ َيوْمًا َيجْ َعلُ ا ْل ِولْدَانَ شِيبًا * السّمَاء مُنفَطِرٌ ِبهِ‬
‫كَانَ َوعْدُهُ َمفْعُول‬
‫سورة المزمل ‪ -‬سورة ‪ - 73‬آية ‪18 - 17‬‬

‫هنا اليوم الذي يجعل الولدان شيبا هو يوم القيامة حيث تتشقق السماء من شدته‬
‫وهذا الحدث الموصوف وهو يوم القيامة كان وعده مفعول اي مقضيا سوف يحدث ل محال ول شك في ذلك‬
‫ونحن نعلم ان يوم القيامة هو حدث آت في المستقبل‬
‫ن وَعْ ُدهُ َم ْفعُول " ل تعني انه حدث في الماضي‬
‫اذا هنا عبارة " كَا َ‬
‫بل تعني مقضيا فيه سوف يحدث ل محال في المستقبل وبعد نزول القرآن الكريم‬
‫وهذا تفسير مصدره القرآن الكريم‬

‫ن وَعْدًا َم ْفعُول "‬


‫كذلك المعنى في الية الشريفة لعبارة " َوكَا َ‬
‫اي ان هذا الوعد سوف يحدث في المستقبل ل محال ‪ ,‬ول شك فيه‬

‫الستنتاج الول‬
‫ع ُدهُ َمفْعُول "‬
‫ن وَ ْ‬
‫عبارة " كَا َ‬
‫المعنى فإذا كان الفساد الول كان الوعد اللهي ‪ ,‬بعثنا و انهضنا عليكم عبادا مخلصين بالعبادة لنا‬
‫أولي بأس شديد فجاسوا خلل الديار باحثين عن بني اسرائيل‬
‫وهذا الوعد كان وعدا مفعول ل محيص عنه وذلك تأكيد لكون القضاء حتما لزما‬
‫وهو في المستقبل‬

‫ن وَعْدًا َمفْعُول " ل تعني في الماضي بل تعني في المستقبل‬


‫اذا عبارة " وَكَا َ‬
‫فالوعد للمستقبل كما كان الوعد بيوم الحساب في المستقبل‬
‫وذلك من القرآن الكريم‬
‫الدليل الثاني‬

‫‪72‬‬
‫ن وَعْدًا مَ ْفعُول " ؟‬
‫لمن تعود عبارة " َوكَا َ‬
‫هل تعود الى البعث " َبعَثْنَا " ام تعود الى شرط الحدث " فَِإذَا جَاء وَعْدُ أُول ُهمَا "‬

‫قال الغلبية وربما الجميع انها تعود الى شرط الحدث وهذا خطأ كبير ايضا‬
‫نعود الن الى بداية الية الشريفة‬
‫عدًا مّ ْفعُو ً‬
‫ل‬ ‫ل ال ّديَارِ َوكَانَ وَ ْ‬
‫شدِيدٍ َفجَاسُو ْا خِلَ َ‬
‫س َ‬
‫عبَادًا ّلنَا ُأوْلِي َبأْ ٍ‬
‫عدُ أُول ُهمَا َب َع ْثنَا عََل ْي ُكمْ ِ‬
‫َفِإذَا جَاء وَ ْ‬

‫ما هو الوعد المفعول في الية الشريفة‬


‫هذا المر من اهم المور في تدبر معنى ايات الفساد والعقاب في سورة السراء‬
‫هل الوعد المفعول هو‬
‫‪ -1‬وقوع الفساد الول‬
‫‪ -2‬ام هو بعث العباد الصالحين عبادا لنا‬
‫الوعد المفعول هو بعث العباد الصالحين عبادا لنا‪ -‬هذا هو الوعد المفعول‬
‫قد اخطأ من نسب "وَكَانَ َوعْدًا ّمفْعُولً " الى وقوع الفساد الول في " َفإِذَا جَاء وَعْ ُد أُولهُمَا "‬
‫سنوضح المر باذن ال‬
‫بما ان عبارة " َوكَانَ وَعْدًا َمفْعُول " ل تعني حدث في الماضي كما بينا من تفسير القرآن الكريم فل شك في ذلك‬
‫بل تعني حدث في المستقبل‬
‫اذا من قال ان الوعد المفعول هو حدوث الفساد الول‬
‫نسأل لماذا لم يذكر " َوكَانَ وَعْدًا َم ْفعُول " في الفساد الثاني وفي العلو الكبير‬
‫ن وَعْدًا َم ْفعُول " في العقاب الثاني‬
‫فذلك بمثابة ان يقول احدا ان الوعد الثاني ليس بوعد مفعول لنه لم يذكر عبارة " َوكَا َ‬
‫وان العلو الكبير ليس بوعد مفعول ايضا لنفس السبب‬
‫وذلك تناقض واضح مع الخبار بحتمية وقوع الفسادين والعلو الكبير في قوله عز وجل‬
‫ن وَلَ َتعْلُنّ عُُلوّا كَبِيرًا "‬
‫سدُنّ فِي الَرْضِ مَرّتَيْ ِ‬
‫" لَ ُتفْ ِ‬
‫اي من قال ذلك كمن يقول ان الفساد الول سوف يقع حتما في المستقبل ولكن الفساد الثاني والعلو الكبير لن يقعا حتما في‬
‫المستقبل‬
‫استغفر ال‬
‫هذا كلم ل يعقل‬

‫كل ما قيل في ان الوعد المفعول هو حدوث الفساد الول فهو خطأ‬


‫بل خطأ كبير‬
‫فالفساد الول ما هو ال شرط لحدوث الوعد المفعول‬
‫والوعد المفعول هو بعث العباد " عبادا لنا "‬
‫اي انه شرط زمني في تحديد زمن البعث‬
‫اي اذا حدث الفساد الول فحينئذ وفي ذلك الزمان سوف يكون وعد ال المفعول وهو بعث العباد‬
‫شدِيدٍ ِ "‬
‫" َبعَثْنَا عَلَ ْي ُكمْ عِبَادًا لّنَا ُأوْلِي بَأْسٍ َ‬

‫‪73‬‬
‫وهذا الوعد بالبعث هو الذي اتى ذكره‬
‫عدًا ّم ْفعُولً "‬
‫" َوكَانَ وَ ْ‬

‫فالوعد المفعول هو = " َبعَثْنَا عَلَ ْيكُمْ عِبَادًا لّنَا ُأوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ِ "‬

‫وذلك يبين لنا الجواب على السؤال‬


‫ن وَعْدًا ّم ْفعُولً " في الية التالية عند ذكر الفساد الثاني بعد قول " فَِإذَا جَاء وَعْدُ الخِ َرةِ "‬
‫لماذا لم يذكر عبارة " َوكَا َ‬
‫عدًا ّم ْفعُولً " هو بعث العباد في الولى وفي الخرة حيث يعودوا ويدخلوا المسجد كما دخلوه اول‬ ‫لن الوعد المفعول " َوكَانَ وَ ْ‬
‫مرة‬
‫فهم نفس العباد وهو نفس البعث وبذلك هو نفس الوعد المفعول‬

‫اي ان الوعد المفعول هو بعث العباد في الفساد الول وايضا بعث العباد في الفساد الثاني‬

‫والن وجبت الجابة على سؤال آخر‬


‫ن وَعْدًا ّم ْفعُولً " في الفساد الثالث‬ ‫لماذا لم يذكر عبارة " َوكَا َ‬
‫وهو العلو الكبير بعد قول " وَإِنْ عُدتّمْ عُدْنَا " ؟‬
‫والجواب على ذلك‬
‫عدًا ّم ْفعُولً " يعود الى بعث العباد " عِبَادًا لّنَا "‬ ‫لن الوعد المفعول " َوكَانَ وَ ْ‬
‫وهؤلء العباد عندما يعودوا في المرة الثانية ويسوؤوا الوجوه ويدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة‬
‫بعد ذلك ل يخرجوا من المسجد ومن القدس بل يحاصروا داخل المسجد عند خروج المسيح الدجال وعند نزول عيسى عليه‬
‫السلم‬
‫فكيف يعودوا ان لم يغادروا‬
‫فالبعث يأتي من خارج القدس مرتين في وعد الولى وفي وعد الثانية‬
‫وبعد وعد الثانية التي سميت بوعد الخرة ل يخرج ذلك البعث من القدس لذلك كان البعث الثاني هو الخير بالنسبة للعباد‬
‫اي قدومهم من خارج المسجد القصى‬
‫لن هؤلء العباد يكونون محاصرون من الدجال داخل جدار المسجد القصى‬

‫الستنتاج الثاني‬
‫الوعد المفعول هو بعث العباد‬
‫عدًا ّم ْفعُولً " يعود الى بعث العباد " َبعَثْنَا عَلَ ْيكُمْ عِبَادًا لّنَا "‬
‫الوعد المفعول " َوكَانَ وَ ْ‬

‫و كل ما قيل في ان الوعد المفعول هو حدوث الفساد الول في الماضي‬


‫فهو خطأ بل خطأ كبير‬
‫فالفساد الول ما هو ال شرط لحدوث الوعد المفعول وهو بعث العباد " عبادا لنا "‬
‫اي انه شرط زمني في تحديد زمن الوعد المفعول وهو البعث‬
‫ولهمية هذا المر سنكرر الشرح في صيغة اخرى‬
‫عدًا ّم ْفعُولً " في وعد الولى‬ ‫‪ -1‬قال المولى عز وجل " َوكَانَ وَ ْ‬
‫اي عندما ورد‬
‫عدًا ّم ْفعُولً‬
‫للَ الدّيَارِ َوكَانَ وَ ْ‬
‫فَِإذَا جَاء وَعْدُ أُول ُهمَا َبعَثْنَا عَلَ ْيكُمْ عِبَادًا لّنَا ُأوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِ َ‬
‫اي ان الوعد المفعول هو ليس " فَِإذَا جَاء وَعْدُ أُول ُهمَا "‬

‫‪74‬‬
‫بل الوعد المفعول هو " َبعَثْنَا عَلَ ْيكُمْ عِبَادًا لّنَا ُأوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ "‬

‫عدًا ّم ْفعُولً " في وعد الخرة‬ ‫‪ -2‬لماذا لم يقل المولى عز وجل " َوكَانَ وَ ْ‬
‫اي عندما ورد‬
‫سجِدَ َكمَا دَخَلُوهُ َأ ّولَ مَ ّر ٍة وَلِيُتَبّرُواْ مَا عََلوْاْ تَتْبِيرًا‬‫عدُ الخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُو َهكُ ْم وَلِيَ ْدخُلُواْ ا ْلمَ ْ‬
‫فَإِذَا جَاء وَ ْ‬
‫عدًا ّم ْفعُولً " كما ورد في وعد اولهما‬ ‫لماذا لم يقل في نهاية هذه الية ايضا " َوكَانَ وَ ْ‬
‫هل ذلك يعني ان وعد الخرة ليس وعدا مفعول‬
‫كل فالوعد المفعول هو بعث العباد كي يسوؤا وجوههم ويدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة‬

‫ن وَعْدًا ّم ْفعُولً " في العلو الكبير‬ ‫‪-3‬كذلك لماذا لم يقل المولى عز وجل " َوكَا َ‬
‫اي عندما ورد‬
‫حصِيرًا ‪8‬‬‫جهَنّمَ لِ ْلكَافِرِينَ َ‬
‫جعَلْنَا َ‬
‫وَإِنْ عُدتّمْ عُدْنَا َو َ‬
‫هل ذلك يعني ان العلو الكبير ليس وعدا مفعول‬
‫عدًا ّم ْفعُولً " يعود الى بعث العباد " َبعَثْنَا عَلَ ْيكُمْ عِبَادًا لّنَا "‬ ‫كل ‪ -‬ان الوعد المفعول " َوكَانَ وَ ْ‬
‫وهؤلء العباد ل يخرجوا من المسجد القصى قبل نزول عيسى فكيف يعودوا ان لم يغادروا المسجد‬
‫لن هؤلء العباد يكونون محاصرون من الدجال داخل جدار المسجد القصى‬

‫فالوعد المفعول هو بعث العباد الصالحين "عِبَادًا لّنَا "‬


‫وسنبين في الكتاب القادم ان شاء ال ان هدف هذا البعث هو‬
‫ع َلوْاْ َتتْبِيرًا‬
‫خلُوهُ َأ ّولَ َمرّ ٍة َولِيُتَبّرُواْ مَا َ‬
‫سجِدَ َكمَا َد َ‬
‫خلُواْ الْمَ ْ‬
‫لِ َيسُوؤُو ْا ُوجُوهَكُ ْم َولِيَ ْد ُ‬
‫وسنبين معنى ذلك باذن ال‬
‫ومن هذا الستنتاج نسأل سؤال آخر حيث سيؤكد لنا امر هام جدا‬
‫وهو ان عبادا لنا هم نفس القوم تحت قيادة واحدة‬
‫علَيْكُ ْم عِبَادًا لّنَا "‬
‫السؤال هو لماذا لم يكرر " َبعَثْنَا َ‬
‫في وعد الخرة وفي العلو الكبير‬
‫لو ذكر ذلك لكان هناك بعثا آخر في الفساد الثاني‬
‫ولكان هناك بعثا ثالث في الفساد الكبر وهو العلوا الكبير‬
‫ولكنه سبحانه وتعالى لم يذكر ذلك‬
‫وهذا دليل واضح على ان البعث هم نفس العباد في الفساد الول‬
‫وهم نفس العباد في الفساد الثاني‬
‫وهم نفس العباد المحاصرون في العلو الكبير عند نزول عيسى عليه السلم‬
‫ان القوم " عِبَادًا لّنَا " هم نفس البعث ومن نفس الجيل‬

‫‪75‬‬
‫لذلك لم يكرر وكان وعدا مفعول في وعد الخرة وفي العلو الكبير‬
‫ولذلك لم يكرر بعثنا عليكم عبادا لنا في وعد الخرة وفي العلو الكبير‬
‫هو بعث واحد ل غير وهم نفس العباد‬
‫وليس القصد هنا انهم من نفس المة فحسب‬
‫كل ‪ -‬هم من نفس المة ولكنهم ايضا نفس العباد من نفس الجيل‬
‫ومما يشير الى ذلك اليات التي تصف افعال العباد عبادا لنا‬

‫سبحان من قال وقولة الحق في سورة السراء‬


‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫شدِيدٍ‬
‫علَيْكُمْ عِبَادًا لّنَا أُ ْولِي َبأْسٍ َ‬ ‫ع ُد أُولهُمَا بَعَ ْثنَا َ‬ ‫َفإِذَا جَاء وَ ْ‬
‫للَ الدّيَارِ وَكَانَ َوعْدًا ّمفْعُولً ‪5‬‬ ‫َفجَاسُواْ خِ َ‬
‫علَيْهِمْ َوأَ ْمدَدْنَاكُم ِبأَمْوَالٍ وَبَنِينَ َوجَ َعلْنَاكُ ْم أَكْثَرَ َنفِيرًا ‪6‬‬ ‫ثُمّ رَدَ ْدنَا لَكُ ُم الْكَرّةَ َ‬
‫سأْتُ ْم َفلَهَا‬
‫ن أَ َ‬‫ن َأحْسَن ُت ْم أَحْسَنتُمْ لَِنفُسِكُمْ َوإِ ْ‬‫إِ ْ‬
‫ع ُد الخِرَةِ‬ ‫َفإِذَا جَاء وَ ْ‬
‫علَ ْواْ تَتْبِيرًا ‪7‬‬‫خلُوهُ أَ ّولَ مَرّةٍ َولِيُتَبّرُواْ مَا َ‬ ‫سجِدَ كَمَا َد َ‬ ‫خلُواْ الْمَ ْ‬
‫لِ َيسُوؤُواْ ُوجُوهَ ُكمْ َولِيَ ْد ُ‬

‫بعثنا عليكم عبادا لنا‬


‫للَ الدّيَار ‪ -‬هم العباد عِبَادًا لّنَا‬ ‫فَجَاسُواْ خِ َ‬
‫ثُمّ َردَدْنَا َلكُمُ ا ْلكَ ّرةَ عَلَ ْي ِهمْ ‪ -‬تعود الى نفس العباد ‪ -‬اي رددنا لكم الكرة على عِبَادًا لّنَا‬
‫فَِإذَا جَاء وَعْدُ الخِ َرةِ‬
‫لِيَسُوؤُواْ ُوجُو َهكُمْ ‪ -‬تعود الى نفس العباد عِبَادًا لّنَا‬
‫سجِدَ ‪ -‬تعود الى نفس العباد عِبَادًا لّنَا‬ ‫وَلِيَ ْدخُلُواْ ا ْلمَ ْ‬
‫َكمَا َدخَلُوهُ َأوّلَ مَ ّرةٍ ‪ -‬تعود الى نفس العباد الذي دخلوا المسجد اول مرة عِبَادًا لّنَا‬
‫وَلِيُتَبّرُواْ ‪ -‬تعود الى نفس العباد عِبَادًا لّنَا‬
‫نفس العباد " عِبَادًا لّنَا " هم الذي يسوؤوا وجوه بني اسرائيل وهم الذين يدخلوا المسجد اول مرة وثاني مرة كما دخلوه أول مرة‬
‫وعند ذكر كما دخلوه اول مرة تأكيد انهم نفس العباد‬
‫ثم هم نفس العباد الذين يتبروا ما علوا تتبيرا‬

‫فالحديث هنا ل يخص المة بل يخص العباد الصالحين‬


‫" عِبَادًا لّنَا "‬
‫ورغم توضيح بفضل ال عدة ادلة على ذلك ‪ ,‬فهناك اشارة اخرى على ذلك في كلمة بعثنا‬
‫لم تورد هذه الكلمة في المة بل وردت في اشخاص معينين‬

‫‪76‬‬
‫نعود الى اليات التي وردت فيها كلمة بعثنا‬

‫سورة المائدة ‪ -‬سورة ‪ - 5‬آية ‪12‬‬


‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫ل وَ َبعَثْنَا مِن ُهمُ اثْ َنيْ عَشَرَ َنقِيبًا‬
‫وََلقَدْ َأخَذَ الّ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِي َ‬
‫هنا كلمة " َبعَثْنَا " وردت في نقباء بني اسرائيل بشكل خاص وليس امة بني اسرائيل بشكل عام‬

‫سورة العراف ‪ -‬سورة ‪ - 7‬آية ‪103‬‬


‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫عوْنَ َومَلَئِهِ فَظََلمُواْ ِبهَا فَانظُرْ كَ ْيفَ كَانَ عَاقِبَةُ ا ْل ُمفْسِدِينَ‬
‫ثُمّ َبعَثْنَا مِن َبعْدِهِم مّوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْ َ‬
‫هنا كلمة " َبعَثْنَا " وردت في النبي موسى عليه السلم بشكل خاص وليس امة بني اسرائيل بشكل عام‬

‫سورة يونس ‪ -‬سورة ‪ - 10‬آية ‪74‬‬


‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫ُثمّ َبعَثْنَا مِن َبعْ ِدهِ ُرسُلً إِلَى َق ْومِهِمْ فَجَآؤُوهُم بِالْبَيّنَاتِ َفمَا كَانُواْ لِ ُي ْؤمِنُواْ ِبمَا كَذّبُواْ بِهِ مِن قَ ْبلُ‬
‫كَ َذِلكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلوبِ ا ْل ُمعْتَدِينَ‬
‫هنا كلمة " َبعَثْنَا " وردت في الرسل من بعد النبي نوح عليه السلم بشكل خاص وليس في المم بشكل عام‬

‫سورة يونس ‪ -‬سورة ‪ - 10‬آية ‪75‬‬


‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫ن َومَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْ َتكْبَرُواْ َوكَانُواْ َق ْومًا مّجْ ِرمِينَ‬
‫عوْ َ‬
‫ثُمّ َبعَثْنَا مِن َبعْدِهِم مّوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْ َ‬
‫هنا كلمة " َبعَثْنَا " وردت في موسى وهارون عليهما السلم بشكل خاص وليس ببني اسرائيل بشكل عام‬

‫سورة النحل ‪ -‬سورة ‪ - 16‬آية ‪36‬‬


‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫ل وَاجْتَنِبُواْ الطّاغُوتَ‬
‫وََلقَدْ َبعَثْنَا فِي ُكلّ ُأمّةٍ رّسُولً أَنِ اعْ ُبدُواْ ا ّ‬
‫هنا كلمة " َبعَثْنَا " وردت في الرسل المبعوثون في كل امة بشكل خاص وليس في المم بشكل عام‬

‫سورة السراء ‪ -‬سورة ‪ - 17‬آية ‪5‬‬


‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫للَ الدّيَارِ‬
‫شدِيدٍ َفجَاسُواْ خِ َ‬
‫فَِإذَا جَاء وَعْدُ أُول ُهمَا َبعَثْنَا عَلَ ْيكُمْ عِبَادًا لّنَا ُأوْلِي بَ ْأسٍ َ‬
‫عدًا ّم ْفعُولً‬‫َوكَانَ وَ ْ‬
‫وكذلك هنا كلمة " َبعَثْنَا " وردت في " عِبَادًا لّنَا " بشكل خاص‬
‫وليس في المة السلمية بشكل عام‬

‫الستنتاج الول‬
‫عبارة " عِبَادًا لّنَا " تخص القوم بشكل خاص وليس المة السلمية بشكل عام‬
‫وان كان القوم " عِبَادًا لّنَا " هم نفس القوم المبعوثون في العقاب الول والثاني والمحاصرون في الثالث‬
‫فذلك يعني ان الفساد الول وعقابه وان الفساد الثاني وعقابه و الفساد الثالث وعقابه‬
‫كل ذلك يكون خلل فترة او زمن حياة نفس القوم " عِبَادًا لّنَا "‬
‫اي خلل نفس الجيل‬

‫‪77‬‬
‫هذا ما نراه صحيحا والعلم عند ال‬
‫ول حول ول قوة ال بال‬

‫سبحان الملك القدوس ‪ ،‬رب الملئكة والروح ‪ ،‬بالعزة جللت السموات والرض‬

‫اوردنا لكم ما نظن والعلم عند ال ونحن ليسوا بمعصومين من الخطأ‬


‫اللهم ان اصبت فمنك ومما علمتني وان اخطأت فمن الشيطان ‪ ,‬استغفرك واتوب اليك‬
‫ارجوا من كل من يقرأ هذا من المؤمنين الركع السجود ان ينصرونني ان كنت ظالما او مظلوما‬
‫شدًا‬
‫لِقْرَبَ مِنْ َهذَا رَ َ‬
‫عَسَى أَن َيهْدِيَنِ رَبّي َ‬
‫============================================‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫شكُورًا * إِنّا نَخَافُ مِن رّبّنَا َي ْومًا عَبُوسًا َقمْطَرِيرًا‬
‫ل نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَل ُ‬

‫إِنّ َه ِذهِ تَ ْذكِ َرةٌ َفمَن شَاء اتّخَذَ إِلَى رَبّهِ سَبِيل‬
‫حكِيمًا‬ ‫َومَا َتشَاؤُونَ ِإلّ أَن يَشَاء الُّ إِنّ الَّ كَانَ عَلِيمًا َ‬
‫حمَتِ ِه وَالظّاِلمِينَ أَعَدّ َلهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا‬
‫خلُ مَن يَشَاء فِي َر ْ‬‫يُ ْد ِ‬
‫ايها الحبة في ال‬
‫ان احببتم واستفدتم مما اوردنا لكم فاعلموا ان ال سبحانه وتعالى‬
‫قد منّ علينا حيث علمنا تدبر كتابه وبيناه لكم ولقد منّ ال عليكم حيث مكنكم من قرائة ما اوردنا لكم‬
‫فل تبخلوا على الخرين‬
‫شاركونا بالثواب وانشروا ما تقرأوا في كل مكان اثابكم ال‬
‫وان استطعتم ‪ ,‬اطبعوا ووزعوا ما يقدركم ال عليه‬
‫اثابكم ال واصلح حالكم وآتاكم في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة‬

‫نشجع كل من يقرأ هذا ان ينقله وينشره على ان يعاهد ال ان لن يغير به شيأ وان يذكر مكان نشره وهو موقع القحطاني‬
‫‪www.alkahtane.com‬‬
‫اوردنا ما نظنّه الصحيح ولسنا معصومين من الخطأ ‪ ,‬فإن رأيتم خطأ فل تتجاهلوه وصححونا أثابكم ال‬

‫الفصل السابع‬
‫بعض اخطاء التفسير‬
‫الفصل السابع ‪ -‬بعض اخطاء التفسير‬
‫عدًا ّمفْعُولً "‬
‫الخطأ في تفسير " َوكَانَ وَ ْ‬
‫الفرق بين عبارة "عبادا لي" وعبارة " عِبَادًا لّنَا "‬
‫توضيح حديث موضوع مكذوب‬
‫نهاية الكتاب السابع‬

‫‪78‬‬
‫اعوذ بال السميع العليم من الشيطان الرجيم‬
‫اعوذ بكلمات ال التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لمة‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫بسم ال الذي ل يضر مع اسمه شيء في الرض ول في السماء وهو السميع العليم‬

‫سبحان من قال وقوله الحق‬


‫َومَا أُوتِيتُم مّن ا ْلعِلْمِ ِإلّ قَلِيلً‬
‫سبحانك ل علم لنا ال ما علمتنا انك انت العليم الحكيم‬
‫لقد تدبرنا من فضل ال عبارة " عِبَادًا لّنَا "‬
‫ولكن هناك بعض المور التي اعتمد عليها من ابدى ملحظات في تفسير هذه اليات الشريفة‬
‫وبالرغم من الخطأ المرتكب فجزاهم ال خيرا على جهدهم‬
‫فهم ان شاء ال ما يريدون ال تبشير هذه المة العظيمة ولو انهم ضلوا السبيل ال ان الغاية شريفة‬

‫فقالوا ان " عِبَادًا لّنَا " هم جنود نبوخذ نصر وأتوا بما ظنوا انه دليل قاطع على ذلك‬
‫وآخرين اخطأوا ايضا في قولهم ان " عِبَادًا لّنَا " من الكفار‬

‫و قال البعض ان الفساد الول والعقاب الول قد حدثا من قبل نزول القرآن الكريم‬
‫ن وَعْدًا ّم ْفعُولً " حيث قالوا انها تعني ان العقاب الول‬
‫وكان دليلهم نتيجة تفسير خاطيء لعبارة " َوكَا َ‬
‫قد حدث قبل نزول القرآن وهو غزو نبوخذ نصر وقال غيرهم بل غزو فلن او فلن او آخر ‪,‬‬
‫ن وَعْدًا ّم ْفعُولً " والحمد ل‬
‫ولقد بينا الدليل على معنى عبارة " َوكَا َ‬

‫وقال البعض ان الفساد الول والعقاب الول قد حدثا من قبل نزول القرآن الكريم‬
‫فاحتجوا بدليل بزعمهم من الحديث الذي يصف يأجوج ومأجوج بعبارة عبادا لي‬
‫فقالوا ان عبادا لي تصف يأجوج ومأجوج وبذلك وجب ان يكون " عِبَادًا لّنَا " من الكافرين‬
‫وهؤلء على خطأ ايضا‬
‫هناك فرق كبير بين العبارتين وسنبين الدليل من القرآن الكريم في هذا الفصل ان شاء ال‬
‫فهذا القرآن الكريم يبين الحق ولن تجد فيه اختلفا‬

‫وأتى البعض بدليل باطل آخر على ان الفساد الول والعقاب الول قد حدثا من قبل نزول القرآن الكريم‬
‫فاحتجوا بحديث موضوع مكذوب‬
‫وهذا ما يحدث عندما يكتب الرويبضة في امور ل يفقهوا بها‬
‫ندعوا لهم بالهداية ول حول ول قوة ال بال‬
‫وسنبين الحديث المزعوم والدليل على بطلنه في هذا الفصل باذن ال‬
‫===================================‬

‫ن وَعْدًا ّمفْعُولً "‬


‫الخطأ في تفسير " وَكَا َ‬
‫ن وَعْدًا ّم ْفعُولً " هو ان الوعد قد حدث في الماضي قبل نزول القرآن‬
‫قال البعض ان معنى قوله عز وجل " َوكَا َ‬
‫ومن الواضح الن للجميع ان ذلك خطأ كبير وان المعنى يختلف عما قيل فيه‬
‫ول داعي لتكرار ما ذكرناه سابقا‬

‫‪79‬‬
‫ولكن يجب ذكر ما يلي‬
‫كل من قام بملحظات حول تفسير ايات الفساد والعقاب في سورة السراء واعتمد على ذلك المنهج فلم يخطيء فحسب‬
‫بل كل ما اورد من ملحظات مبنية على ذلك كانت ايضا خطأ‬
‫وهدانا وهداهم ال الى الحق‬
‫ول حول ول قوة ال بال‬
‫===================================‬

‫الفرق بين عبارة عبادا لي وعبارة " عِبَادًا لّنَا "‬


‫لقد أخطأ من اعتبر ان عبارة " عِبَادًا لّنَا " تخص الكافرين امثال نبوخذ نصر او غيره‬
‫وأتى بدليل باطل على ذلك من الحديث الذي يصف يأجوج ومأجوج بعبارة عبادا لي‬

‫بالرغم من اننا بفضل المولى عز وجل بينا الدليل بعد الدليل في ان عبارة " عِبَادًا لّنَا "‬
‫تعني العباد الصالحين ‪ -‬اولياء ال‬
‫ال اننا وباذن ال سنبين ايضا الدليل ان‬
‫هناك فرق كبير بين عبارة "عبادا لي " وعبارة " عِبَادًا لّنَا "‬
‫فعبارة " عِبَادًا لّنَا " تأتي من باب التكريم للذين يخلصون في عبادة ال عز وجل‬
‫واما عبارة "عبادا لي" فتأتي من باب العداوة ل عز وجل‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫إِنّي عُذْتُ بِرَبّي وَرَبّكُم مّن ُكلّ مُتَ َكبّرٍ لّ ُي ْؤ ِمنُ بِ َيوْمِ ا ْلحِسَابِ‬
‫نص الحديث المذكور في صحيح مسلم‬
‫حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب حدثنا الوليد بن مسلم حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني يحيى بن جابر الطائي قاضي حمص‬
‫حدثني عبد الرحمن بن جبير عن أبيه جبير بن نفير الحضرمي أنه سمع النواس بن سمعان الكلبي ح و حدثني محمد بن مهران الرازي‬
‫واللفظ له حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن يحيى بن جابر الطائي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه‬
‫جبير بن نفير عن النواس بن سمعان قال‬
‫ذكر رسول ال صلى ال عليه وسلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل فلما رحنا إليه عرف ذلك‬
‫فينا فقال ما شأنكم قلنا يا رسول ال ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل فقال غير الدجال‬
‫أخوفني عليكم إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه وال خليفتي على كل مسلم إنه‬
‫شاب قطط عينه طافئة كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف إنه خارج خلة‬
‫بين الشأم والعراق فعاث يمينا وعاث شمال يا عباد ال فاثبتوا قلنا يا رسول ال وما لبثه في الرض قال أربعون يوما يوم‬
‫كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم قلنا يا رسول ال فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلة يوم قال ل اقدروا‬
‫له قدره قلنا يا رسول ال وما إسراعه في الرض قال كالغيث استدبرته الريح فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون‬
‫له فيأمر السماء فتمطر والرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرا وأسبغه ضروعا وأمده خواصر ثم يأتي‬
‫القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم ويمر بالخربة فيقول لها‬
‫أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ثم يدعو رجل ممتلئا شبابا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم‬
‫يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك فبينما هو كذلك إذ بعث ال المسيح ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين‬

‫‪80‬‬
‫مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ فل يحل لكافر يجد ريح‬
‫نفسه إل مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله‬
‫ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم ال منه فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة‬
‫فبينما هو كذلك إذ أوحى ال إلى عيسى‬
‫إني قد أخرجت عبادا لي ل يدان لحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور ويبعث ال يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب‬
‫ينسلون فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ويمر آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرة ماء ويحصر نبي ال عيسى‬
‫وأصحابه حتى يكون رأس الثور لحدهم خيرا من مائة دينار لحدكم اليوم فيرغب نبي ال عيسى وأصحابه فيرسل ال عليهم‬
‫النغف في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة ثم يهبط نبي ال عيسى وأصحابه إلى الرض فل يجدون في الرض‬
‫موضع شبر إل مله زهمهم ونتنهم فيرغب نبي ال عيسى وأصحابه إلى ال فيرسل ال طيرا كأعناق البخت فتحملهم‬
‫فتطرحهم حيث شاء ال ثم يرسل ال مطرا ل يكن منه بيت مدر ول وبر فيغسل الرض حتى يتركها كالزلفة ثم يقال‬
‫للرض أنبتي ثمرتك وردي بركتك فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها ويبارك في الرسل حتى أن اللقحة‬
‫من البل لتكفي الفئام من الناس واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس فبينما‬
‫هم كذلك إذ بعث ال ريحا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها‬
‫تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة‬
‫حدثنا علي بن حجر السعدي حدثنا عبد ال بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر والوليد بن مسلم قال ابن حجر دخل حديث أحدهما في حديث‬
‫الخر عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر بهذا السناد نحو ما ذكرنا وزاد بعد قوله لقد كان بهذه مرة ماء ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل‬
‫الخمر وهو جبل بيت المقدس فيقولون لقد قتلنا من في الرض هلم فلنقتل من في السماء فيرمون بنشابهم إلى السماء فيرد ال عليهم نشابهم‬
‫مخضوبة دما وفي رواية ابن حجر فإني قد أنزلت عبادا لي ل يدي لحد بقتالهم‬

‫ل تفسير افضل من تفسير كتاب المولى عز وجل‬


‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫حكِيمُ‬
‫ك لَ عِلْمَ لَنَا ِإلّ مَا عَّلمْتَنَا إِ ّنكَ أَنتَ ا ْلعَلِيمُ ا ْل َ‬
‫قَالُواْ سُبْحَا َن َ‬
‫ربّ اشرحْ لي صدري ويسّر لي أمري واحلل عُقدةً من لساني يَفقهوا  قولي واجعل لي وزيراً من أهلي‬

‫يجب ان نبحث عن كلمة لي في القرآن الكريم حيث تكون منسوبة الى ال وعلى لسانه عز وجل كما وردت في الحديث‬
‫وبذلك نبين الخطأ التي وقعوا فيه هدانا وهداهم ال الى الحق‬

‫لم تورد كلمة لي منسوبة في القران الى ال عز وجل ال مرة واحدة‬


‫سبحان من قال وقوله الحق‬
‫سؤَْلكَ يَا مُوسَى * وََلقَدْ مَنَنّا عَلَ ْيكَ مَ ّرةً ُأخْرَى * إِذْ َأوْحَيْنَا إِلَى ُأ ّمكَ مَا يُوحَى *‬ ‫قَالَ َقدْ أُوتِيتَ ُ‬
‫حلِ‬ ‫أَنِ اقْ ِذفِيهِ فِي التّابُوتِ فَا ْق ِذفِيهِ فِي الْ َيمّ فَلْيُ ْلقِهِ الْيَمّ بِالسّا ِ‬
‫َي ْأخُذْ ُه عَ ُد ّو لّي‬
‫وَعَ ُدوّ لّ ُه وَأَ ْلقَيْتُ عَلَ ْيكَ َمحَبّةً مّنّي وَلِ ُتصْنَعَ عَلَى عَيْنِي‬
‫سورة طه ‪ -‬سورة ‪ - 20‬آية ‪39 -36‬‬
‫يقول المولى عز وجل مخاطبا موسى عليه السلم انه سبحانه وتعالى اوحي الى امه ان تلقيه في النهر‬
‫فيأخذه عدو لي " اي ياخذه عدو ل عز وجل "‬

‫فكلمة لي منسوبة الى المولى عز وجل والكلم هنا على لسان المولى عز وجل‬
‫وهنا كلمة لي تشير الى العداوة بل تؤكدها‬
‫كذلك عبادا لي في الحديث الشريف‬
‫فهذا محمد اشرف الخلق عليه الصلة والسلم ول ينطق عن الهوى‬

‫‪81‬‬
‫لم يقل في الحديث الشريف على لسان ربه ان ال عز وجل قد اوحى الى عيسى عليه السلم‬
‫إنا اخرجنا عبادا لنا‬
‫بل قال على لسان ربه ‪ -‬إني اخرجت عبادا لي‬
‫فعبادا لي في الحديث تأتي من باب العداوة كما وردت في الية الشريفة‬

‫واما عبارة " عِبَادًا لّنَا " في سورة السراء فتأتي من باب المودة والكرام نتيجة الخلص في العبادة‬
‫كما بينا في كافة اجزاء الكتاب بأكثر من دليل‬

‫الستنتاج‬
‫عبارة "عبادا لي" في الحديث الشريف ليس لها اي صلة او علقة‬
‫بعبارة " عِبَادًا لّنَا " في سورة السراء‬

‫نشجع كل من يقرأ هذا ان ينقله وينشره على ان يعاهد ال ان لن يغير به شيأ وان يذكر مكان نشره وهو موقع القحطاني‬
‫‪www.alkahtane.com‬‬
‫===================================‬
‫عبادا لي في القرآن الكريم‬
‫يقول المولى سبحانه وتعالى‬
‫حكْمَ وَالنّ ُبوّةَ‬
‫مَا كَانَ لِ َبشَرٍ أَن ُيؤْتِيَهُ الُّ ا ْلكِتَابَ وَالْ ُ‬
‫ثُمّ َيقُولَ لِلنّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لّي مِن دُونِ الِّ‬
‫ب وَ ِبمَا كُنتُمْ َتدْرُسُو َ‬
‫ن‬ ‫وََلكِن كُونُواْ رَبّانِيّينَ ِبمَا كُنتُمْ ُتعَّلمُونَ ا ْلكِتَا َ‬
‫سورة آل عمران ‪ -‬سورة ‪ - 3‬آية ‪79‬‬

‫هنا كلمة عبادا في عبارة عبادا لي منسوبة لبشر وليست منسوبه ل عز وجل‬
‫فهؤلء العباد ليسوا عبادا لنا المذكورون في سورة السراء‬
‫ولقد تدبرنا هذه الية سابقا حيث بينت لنا معنى عبادا لنا وهو عكس عبادا لي‬
‫ول داعي للتكرار‬
‫الستنتاج الثاني‬
‫كلمة عبادا في عبارة "عبادا لي" في سورة آل عمران منسوبة للبشر‬
‫بينما ان كلمة عبادا في عبارة " عِبَادًا لّنَا " في سورة السراء منسوبة ل عز وجل‬
‫فهم ليسوا نفس العباد‬
‫===================================‬

‫حديث موضوع مكذوب‬


‫هذا حديث موضوع مكذوب‬
‫حدثنا عصام بن رواد بن الجراح‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أبي‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سفيان بن سعيد الثوري‪ ،‬قال‪ :‬ثنا منصور بن المعتمر‪ ،‬عن ربعي بن‬
‫حراش‪ ،‬قال‪ :‬سمعت حذيفة بن اليمان يقول‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إن بني إسرائيل لما اعتدوا وعلوا‪ ،‬وقتلوا‬
‫النبياء‪ ،‬بعث ال عليهم ملك فارس بختنصر‪ ،‬وكان ال ملكه سبع مئة سنة‪ ،‬فسار إليهم حتى دخل بيت المقدس فحاصرها وفتحها‪،‬‬
‫وقتل على دم زكريا سبعين ألفا‪ ،‬ثم سبى أهلها وبني النبياء‪ ،‬وسلب حلي بيت المقدس‪ ،‬واستخرج منها سبعين ألفا ومئة ألف‬

‫‪82‬‬
‫عجلة من حلي حتى أورده بابل‪ ،‬قال حذيفة‪ :‬فقلت‪ :‬يا رسول ال لقد كان بيت المقدس عظيما عند ال؟ قال‪ :‬أجل بناه سليمان بن‬
‫داود من ذهب ودر وياقوت وزبرجد‪ ،‬وكان بلطه بلطة من ذهب وبلطة من فضة‪ ،‬وعمده ذهبا‪ ،‬أعطاه ال ذلك‪ ،‬وسخر له‬
‫الشياطين يأتونه بهذه الشياء في طرفة عين ‪ ،‬فسار بختنصر بهذه الشياء حتى نـزل بها بابل‪ ،‬فأقام بنوا إسرائيل في يديه مئة‬
‫سنة تعذبهم المجوس وأبناء المجوس‪ ،‬فيهم النبياء وأبناء النبياء‪ ،‬ثم إن ال رحمهم‪ ،‬فأوحى إلى ملك من ملوك فارس يقال له‬
‫كورس‪ ،‬وكان مؤمنا‪ ،‬أن سر إلى بقايا بني إسرائيل حتى تستنقذهم‪ ،‬فسار كورس ببني إسرائيل وحلي بيت المقدس حتى رده إليه‪،‬‬
‫فأقام بنو إسرائيل مطيعين ل مئة سنة‪ ،‬ثم إنهم عادوا في المعاصي‪ ،‬فسلط ال عليهم ابطيانحوس فغزا بأبناء من غزا مع‬
‫بختنصر‪ ،‬فغزا بني إسرائيل حتى أتاهم بيت المقدس‪ ،‬فسبى أهلها‪ ،‬وأحرق بيت المقدس‪ ،‬وقال لهم‪ :‬يا بني إسرائيل إن عدتم في‬
‫المعاصي عدنا عليكم بالسباء‪ ،‬فعادوا في المعاصي‪ ،‬فسير ال عليهم السباء الثالث ملك رومية‪ ،‬يقال له قاقس بن إسبايوس‪،‬‬
‫فغزاهم في البر والبحر‪ ،‬فسباهم وسبى حلي بيت المقدس‪ ،‬وأحرق بيت المقدس بالنيران‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫هذا من صنعة حلي بيت المقدس‪ ،‬ويرده المهدي إلى بيت المقدس‪ ،‬وهو ألف سفينة وسبع مئة سفينة‪ ،‬يرسى بها على يافا حتى‬
‫تنقل إلى بيت المقدس‪ ،‬وبها يجمع ال الولين والخرين"‪.‬‬
‫جامع البيان في تفسير القران للطبري‬

‫هذا الحديث ل اصل له بدليل ما بيناه حول تفسير هذه السورة الشريفة‬
‫واليكم ايضا رأي العالم ابن كثير رحمه ال في هذا الحديث‬

‫تفسير ابن كثير‬


‫روى ابن جرير في هذا المكان حديثا أسنده عن حذيفة مرفوعا مطول‬
‫وهو حديث موضوع ل محالة ل يستريب في ذلك من عنده أدنى معرفة بالحديث‬
‫والعجب كل العجب كيف راج عليه مع جللة قدره وإمامته‬
‫وقد صرح شيخنا الحافظ العلمة أبو الحجاج المزي رحمه ال بأنه موضوع مكذوب‪.‬‬
‫وكتب ذلك على حاشية الكتاب‪.‬‬
‫وقد وردت في هذا آثار كثيرة إسرائيلية لم أر تطويل الكتاب بذكرها لن منها ما هو موضوع من وضع بعض زنادقتهم‬
‫ومنها ما قد يحتمل أن يكون صحيحا ونحن في غنية عنها ول الحمد‪.‬‬
‫وفيما قص ال علينا في كتابه غنية عما سواه من بقية الكتب قبله ولم يحوجنا ال ول رسوله‬
‫إليهم‪.‬‬
‫الستنتاج‬
‫هذا حديث موضوع مكذوب‬
‫وجب علينا ان ل نذكره ولكنه متداول بين الرويبضة ولذلك وجب علينا كشفه وكشفهم‬
‫ول يجوز اخذ دليل باطل بهذا الحديث الموضوع‬

‫اوردنا لكم ما نظن والعلم عند ال ونحن ليسوا بمعصومين من الخطأ‬


‫اللهم ان اصبت فمنك ومما علمتني وان اخطأت فمن الشيطان ‪ ,‬استغفرك واتوب اليك‬
‫ارجوا من كل من يقرأ هذا من المؤمنين الركع السجود ان ينصرونني ان كنت ظالما او مظلوما‬
‫شدًا‬
‫لِقْرَبَ مِنْ َهذَا رَ َ‬
‫عَسَى أَن َيهْدِيَنِ رَبّي َ‬

‫========================================‬
‫نهاية الكتاب السابع‬

‫‪83‬‬
‫بسم ال الذي ل يسبح لحد سواه‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫ن آمَنُوا‬‫يَا أَيّهَا الّذِي َ‬
‫ا ّتقُوا الَّ َولْتَنظُرْ َنفْسٌ مّا َقدّ َمتْ لِغَدٍ وَا ّتقُوا الَّ‬
‫ن الَّ خَبِيرٌ بِمَا تَعْ َملُونَ *‬ ‫إِ ّ‬
‫سقُونَ *‬ ‫لّ َفأَنسَاهُ ْم أَنفُسَهُ ْم أُ ْولَ ِئكَ هُ ُم ا ْلفَا ِ‬
‫وَل تَكُونُوا كَالّذِينَ نَسُوا ا َ‬
‫ل يَسْ َتوِي َأصْحَابُ النّارِ َوَأصْحَابُ ا ْلجَنّ ِة َأصْحَابُ ا ْلجَنّةِ هُ ُم ا ْلفَائِزُونَ *‬
‫ن خَشْيَ ِة الِّ َو ِت ْلكَ الَمْثَالُ َنضْرِبُهَا لِلنّا ِ‬
‫س‬ ‫شعًا مّ َتصَدّعًا مّ ْ‬ ‫علَى جَ َبلٍ لّ َرأَيْ َت ُه خَا ِ‬ ‫لَ ْو أَن َزلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ َ‬
‫لَ َعلّهُمْ يَ َتفَكّرُونَ *‬
‫ن الرّحِيمُ *‬ ‫لّ الّذِي ل ِإلَ َه إِلّ هُوَ عَالِمُ الْغَ ْيبِ وَالشّهَادَةِ هُ َو ال ّرحْمَ ُ‬ ‫هُ َو ا ُ‬
‫ن الْعَزِي ُز الْجَبّا ُر الْمُتَكَبّرُ‬ ‫ن الْمُهَيْمِ ُ‬ ‫ك الْقُدّوسُ السّل ُم الْمُؤْمِ ُ‬ ‫لّ الّذِي ل ِإلَ َه إِلّ هُ َو الْ َمِل ُ‬ ‫هُ َو ا ُ‬
‫سُ ْبحَانَ الِّ عَمّا ُيشْرِكُونَ *‬
‫لسْمَاء ا ْلحُسْنَى‬ ‫ئ الْمُصَوّ ُر لَهُ ا َ‬ ‫ق الْبَارِ ُ‬
‫لّ ا ْلخَالِ ُ‬ ‫هُ َو ا ُ‬
‫ح لَهُ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَالَرْضِ وَهُ َو الْعَزِي ُز ا ْلحَكِيمُ‬ ‫ُيسَبّ ُ‬
‫سورة الحشر ‪ -‬سورة ‪ - 59‬آية ‪24 - 18‬‬

‫على كل مؤمن ان يقرأ هذه اليات الشريفة ليل ونهارا ويتدبرها باذن ربه‬
‫ويتفكر في تقوى ال وخشية ال ويعلم ان ال خبير بما يعمل‬
‫وخاصة علماء المسلمين‬

‫ثم يحمد ال على انه هو ال الواحد الحد‬


‫ويدرك من يكلم ومن يحمد وعلى ما يحمد‬

‫اللهم اني اشهدك واشهد حملة عرشك وملئكتك المقربون ورسلك وانبيائك‬
‫وكافة خلقك مما اعلم ومما ل اعلم‬
‫ان‬
‫الحمد لك يا ال انك انت ال الذي ل اله ال انت عالم الغيب والشهادة‬
‫سبحانك‬
‫وان الحمد لك يا ال انك انت الرحمن الرحيم‬
‫سبحانك‬
‫واني ل اشرك بك احدا ول شيئا‬
‫فانت ال الذي ل اله ال انت‬
‫سبحانك‬
‫وان الحمد لك يا ال انك انت الملك القدوس السلم المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر‬
‫سبحانك‬

‫‪84‬‬
‫الهي اني ل اشرك بك احدا ول شيئا‬
‫فسبحانك عما يشركون‬
‫الحمد لك يا ال انك انت الخالق الباريء المصور‬
‫سبحانك‬
‫الحمد لك يا ال انك انت الذي لك السماء الحسنى‬
‫سبحانك‬
‫واني على علم ويقين بان كل ما في السماوات والرض يسبح لك‬
‫سبحانك‬
‫فانت ال العزيز الحكيم‬
‫والحمد ل انك انت ال العزيز الحكيم‬
‫سبحانك‬
‫انت العزيز الحكيم‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫الحمد ل رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين‬
‫إياك نعبد وإياك نستعين إهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ول الضالين‬
‫آمين آمين آمين‬
‫صلى ال وسلم وبارك على سيدنا محمد صلى ال عليه وسلم وعلى آل سيدنا محمد صلى ال عليه وسلم‬
‫وعلى أصحاب سيدنا محمد صلى ال عليه وسلم وعلى أمة سيدنا محمد صلى ال عليه وسلم‬
‫وعلى كل من آمن به سبحانه وتعالى عما يشركون‬
‫اللهم صلي وسلم وبارك على محمد وعلى آل محمد وعلى اصحاب محمد‬
‫اللهم صلي وسلم وبارك على كافة رسلك وانبيائك‬
‫آمنت بك ربا وبالسلم دينا وبمحمد عليه وعلى آله الصلة والسلم رسول‬
‫آمنت بملئكتك وكتبك ورسلك وبان الجنة حق والنار حق ويوم الحساب حق‬
‫آمنت بكل ما وضعته في كتابك فمنه ما ل علم لي به سبحانك ومنه ما علمتني فالحمد لك‬
‫واقرر لك اني سمعت واطعت فغفرانك ربي واليك المصير‬
‫اللهم يا صانع كل مصنوع ‪ ,‬ويا جابر كل كسير ‪ ,‬ويا شاهد كل نجوى ‪ ,‬ويا حاضر كل مل ‪ ,‬ويا مفرج كل كربة ‪,‬‬
‫ويا صاحب كل غريب ‪ ,‬ويا مؤنس كل وحيد ‪ ,‬اتني بالفرج والرجاء ‪ ,‬واقذف رجاءك في قلبي‬
‫حتى ل أرجو أحدا سواك‬

‫اللهم انى اصبحت ل استطيع دفع ما اكره ول املك نفع ما ارجو‬


‫واصبح المر بيد غيرى واصبحت مرتهنا بعملى فل فقير افقر منى‬
‫اللهم ل تشمت بى عدوى ول تسوء بى صديقى ول تجعل مصيبتى فى دينى ول تجعل الدنيا اكبر همى‬
‫ول تسلط على من ل يرحمنى‬

‫سبحان الملك القدوس ‪ ،‬رب الملئكة والروح ‪ ،‬بالعزة جللت السموات والرض‬

‫لّ إِلَهَ ِإلّ أَنتَ سُبْحَا َنكَ إِنّي كُنتُ مِنَ الظّاِلمِينَ‬
‫حمَةً إِ ّنكَ أَنتَ ا ْلوَهّابُ‬ ‫رَبّنَا لَ تُ ِزغْ قُلُوبَنَا َبعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَ َهبْ لَنَا مِن لّدُنكَ َر ْ‬
‫لّ لَ ُيخِْلفُ ا ْلمِيعَادَ‬ ‫رَبّنَا إِ ّنكَ جَامِعُ النّاسِ لِ َيوْ ٍم لّ رَ ْيبَ فِيهِ إِنّ ا َ‬
‫جعَل لّنَا مِن لّدُنكَ َنصِيرًا‬ ‫ك وَلِيّا وَا ْ‬‫جعَل لّنَا مِن لّدُن َ‬ ‫رَبّنَا َأخْرِجْنَا مِنْ هَ ِذهِ ا ْلقَرْيَةِ الظّاِلمِ أَهُْلهَا وَا ْ‬
‫ق وَأَنتَ خَيْرُ ا ْلفَاتِحِينَ‬‫حّ‬ ‫رَبّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ َق ْومِنَا بِالْ َ‬

‫‪85‬‬
‫بأبي أنت وأمي يا رسول ال‬
‫اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم إنك حميد مجيد‬
‫وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم إنك حميد مجيد‬
‫صلة وبركة هو اهلها ‪ ,‬ل تعد ول ترد ول يعلم بفضلها ال انت‬
‫سبحانك‬
‫اللهم احشرنا وكل من قرأ هذا من السجد الركوع في زمرته‬
‫واجعلنا ممن فاز بشفاعته وائتمر بشريعته واهتدى بسنته واقتدى بصحابته‪.‬‬
‫اللهم أوردنا حوضَه وأرِنا وجهه ول تحرمنا شفاعته واجمع بيننا وبينه في مستقر الرحمة والرضوان في دار السلم‬
‫برحمتك يا أرحم الراحمين‬

‫استودع ال الذي ل تضيع ودائعه ديني ونفسي واهلي وخواتم عملي‬


‫وكل من قرأ هذا من المسلمين الركع السجود وكل ما انعم ال به علي وعليهم‬
‫اللهم اجعلنا واجعلهم من المؤمنين المتقين‬
‫فانك انت اهل التقوى واهل المغفرة‬
‫اللهم اجعل عملي هذا خالصا لوجهك الكريم‬
‫اللهم تقبله مني وهب لي من لدنك رحمة انك انت الوهاب‬
‫والى الركع السجود‬
‫رجائي من الركع السجود ان تنصرونني عندما اخطيء‬
‫شدًا‬
‫لِقْرَبَ مِنْ َهذَا رَ َ‬ ‫عَسَى أَن َيهْدِيَنِ رَبّي َ‬
‫وان ل تحرمونني من دعائكم‬
‫سوَاء السّبِيلِ‬ ‫عَسَى رَبّي أَن َيهْدِيَنِي َ‬
‫وََلقَدْ سَ َب َقتْ كَِلمَتُنَا ِلعِبَادِنَا ا ْلمُرْسَلِينَ * إِ ّنهُمْ َلهُمُ ا ْلمَنصُورُونَ * وَإِنّ جُندَنَا َل ُهمُ ا ْلغَالِبُونَ *‬
‫سوْفَ يُ ْبصِرُونَ َأفَ ِبعَذَابِنَا َيسْ َتعْجِلُونَ *‬ ‫فَ َت َولّ عَ ْنهُمْ حَتّى حِينٍ * وَأَ ْبصِرْهُمْ َف َ‬
‫فَإِذَا نَ َزلَ ِبسَاحَ ِتهِمْ فَسَاء صَبَاحُ ا ْلمُنذَرِينَ *‬
‫س ْوفَ يُ ْبصِرُونَ‬ ‫وَ َتوَلّ عَ ْنهُمْ حَتّى حِينٍ * وَأَ ْبصِرْ فَ َ‬
‫عمّا َيصِفُونَ‬ ‫سُبْحَانَ رَ ّبكَ َربّ ا ْلعِ ّزةِ َ‬
‫وَسَلمٌ عَلَى ا ْلمُ ْرسَلِينَ‬
‫حمْدُ لِّ َربّ ا ْلعَاَلمِينَ‬ ‫وَا ْل َ‬
‫اوردنا لكم ما نظن والعلم عند ال ونحن ليسوا بمعصومين من الخطأ‬
‫اللهم ان اصبت فمنك ومما علمتني وان اخطأت فمن الشيطان ‪ ,‬استغفرك واتوب اليك‬
‫ارجوا من كل من يقرأ هذا من المؤمنين الركع السجود ان ينصرونني ان كنت ظالما او مظلوما‬
‫شدًا‬
‫لِقْرَبَ مِنْ َهذَا رَ َ‬ ‫عَسَى أَن َيهْدِيَنِ رَبّي َ‬
‫============================================‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫شكُورًا * إِنّا نَخَافُ مِن رّبّنَا َي ْومًا عَبُوسًا َقمْطَرِيرًا‬
‫ل نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَل ُ‬

‫إِنّ َه ِذهِ تَ ْذكِ َرةٌ َفمَن شَاء اتّخَذَ إِلَى رَبّهِ سَبِيل‬
‫حكِيمًا‬ ‫َومَا َتشَاؤُونَ ِإلّ أَن يَشَاء الُّ إِنّ الَّ كَانَ عَلِيمًا َ‬
‫حمَتِ ِه وَالظّاِلمِينَ أَعَدّ َلهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا‬
‫خلُ مَن يَشَاء فِي َر ْ‬‫يُ ْد ِ‬
‫ايها الحبة في ال‬

‫‪86‬‬
‫ان احببتم واستفدتم مما اوردنا لكم فاعلموا ان ال سبحانه وتعالى‬
‫قد منّ علينا حيث علمنا تدبر كتابه وبيناه لكم ولقد منّ ال عليكم حيث مكنكم من قرائة ما اوردنا لكم‬
‫فل تبخلوا على الخرين‬
‫شاركونا بالثواب وانشروا ما تقرأوا في كل مكان اثابكم ال‬
‫وان استطعتم ‪ ,‬اطبعوا ووزعوا ما يقدركم ال عليه‬
‫اثابكم ال واصلح حالكم وآتاكم في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة‬

‫نشجع كل من يقرأ هذا ان ينقله وينشره على ان يعاهد ال ان لن يغير به شيأ وان يذكر مكان نشره وهو موقع القحطاني‬
‫‪www.alkahtane.com‬‬
‫اوردنا ما نظنّه الصحيح ولسنا معصومين من الخطأ ‪ ,‬فإن رأيتم خطأ فل تتجاهلوه وصححونا أثابكم ال‬

‫هذا العنوان لمراسلتنا وابداء آرائكم واسئلتكم‬


‫‪alkahtane@gmail.com‬‬
‫آخر تجديد‬

‫‪6-4-2007‬‬

‫‪87‬‬

You might also like