Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

مقالات فى التمويل الاسلامى
مقالات فى التمويل الاسلامى
مقالات فى التمويل الاسلامى
Ebook539 pages2 hours

مقالات فى التمويل الاسلامى

Rating: 5 out of 5 stars

5/5

()

Read preview

About this ebook

الاقتصاد الإسلامي هو مجموعة المبادئ والأصول الاقتصادية التي تحكم النشاط الاقتصادي للدولة الإسلامية التي وردت في نصوص القرآن والسنة النبوية، والتي يمكن تطبيقها بما يتلاءم مع ظروف الزمان والمكان. ويعالج الاقتصاد الإسلامي مشاكل المجتمع الاقتصادية وفق المنظور الإسلامي للحياة. وهذا الكتاب عبارة ثماني عشرة بحث ومقالة محكمة والتي تم نشرها بمجلات متخصصة في الاقتصاد والتمويل الاسلامى
Languageالعربية
Release dateNov 27, 2017
ISBN9788827523476
مقالات فى التمويل الاسلامى

Read more from حسين عبد المطلب الأسرج

Related to مقالات فى التمويل الاسلامى

Related ebooks

Reviews for مقالات فى التمويل الاسلامى

Rating: 5 out of 5 stars
5/5

1 rating0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    مقالات فى التمويل الاسلامى - حسين عبد المطلب الأسرج

    مقدمة

    الاقتصاد الإسلامي هو مجموعة المبادئ والأصول الاقتصادية التي تحكم النشاط الاقتصادي للدولة الإسلامية التي وردت في نصوص القرآن والسنة النبوية، والتي يمكن تطبيقها بما يتلاءم مع ظروف الزمان والمكان. ويعالج الاقتصاد الإسلامي مشاكل المجتمع الاقتصادية وفق المنظور الإسلامي للحياة. ويقوم الاقتصاد الإسلامي على مبادئ متميزة أهمها¹ :

    ارتباطه بالعقيدة:

    لقد سمحت الشريعة الإسلامية بكل النشاطات الاقتصادية في إطار ضمان المصالح العامة وحراستها ومنحت ولي الأمر حق الإشراف واتخاذ الإجراءات التي تكفل تحقيق المثل والقيم التي يتبناها الإسلام قال تعالى في سورة النساء الآية  59: (وأطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم).  فأجازت الشريعة للدولة التدخل ضمن دائرة الشريعة دون أن تحلل الربا أو تجيز الغش أو تعطل قانون الإرث، أو كل تشريع ثبت بنص قطعيّ الدلالة والثبوت .

    الواقعية :

    تشريعات الإسلام تلبي متطلبات واقع الحياة الحقيقية الصحيحة، ذكر الشاطبيّ في كتابه الموافقات : أن الأصل في العبادات التعبد وامتثال المكلف للأمر، دون البحث عن العلّة، أو المصلحة، وأن الأصل في المعاملات الالتفات إلى العلل والمصالح والمقاصد لذلك نرى أن الشرع لم يمنع من المعاملات إلا ما اشتمل على ظلم كتحريم الربا والاحتكار والغش....

      أما ما خشي فيه أن يؤدي إلى نزاع وعداوة بين الناس كبيوع (الغرر، والنجش ... الخ ) فالمنع في هذا المجال ليس تعبدياً، بل معللاً بعلة، والحكم يدور معها وجوداً وعدماً، وعلى هذا أجازوا عقد الاستصناع، والمقاولات، والشركات الاعتبارية، واعتبار العقود منعقدة بالهاتف، أو الفاكس مع تباعد البلدان مراعاة لما يقتضيه واقع الحياة، وحاجة الناس، وأجازوا كل معاملة لم يرد نص صريح بتحريمها ما دامت تحقق مصالح الناس وتواكب مقتضى واقع الحياة .

    الأخلاقية :

    قد يحقق الإنسان الربح من عملٍ ما، ولكن ما دام ذلك يصادم الأخلاق الإسلامية يحرمه الإسلام سواء بالمتاجرة بالمخدرات وغيرها من المفاسد أو التعامل الربوي، حيث إن الأساس في النظام الربوي هو لجوء المرابي لإغراق المدين في الدَّين حتى يعجز عن الوفاء، ومن ثم يستطيع المرابي إملاء شروطه التي تودي بثروة المدين وعمله، لأن الدائن المرابي يربح دائماً في كل عملية، بينما المدين معرض للربح والخسارة.

    والمسلم الحريص على دينه وعلى أن يكون كسبه مشروعاً وطعامه وشرابه وجميع مرافقه حلالاً لا يجوز له أن يشترط ضمان استثماراته أو ضمان قدر محدود من الأرباح، وإن عدم تقديم هذا الضمان من المؤسسة الملتزمة بالاستثمار على أساس إسلامي هو امتثال منها  لأحكام الشريعة الإسلامية التي تمنع ذلك وتجعله هو الفاصل بين الكسب الحلال والكسب غير المشروع . وتطبيق أحكام الشرع واجب علينا جميعاً ( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون )  (سورة النور:الآية 51)

    وشرع الإسلام نظام الزكاة وصرفها في مصارفها مما يزيد من إيجابية نشاط جميع أفراد المجتمع، وتلافي سلبياته، واضطراب تنمية قدراته وإمكاناته، ويقدم وظائف اجتماعية أكثر من الفوائد الفردية التي تترتب على عدم إيتاء الزكاة مصداقاً لقوله تعالى : (وما آتيتم من رباً ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله، وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون ) (سورة الروم:الآية 39)

      كما أن الإسلام نهج نظاماً متكاملاً في منح المهلة أو الإعفاء، قال تعالى: ( وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة، وأن تصدقوا خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون ) (سورة البقرة:الآية 280)

    هذا وإن أهم خصائص الاستثمار الإسلامي الذي يتحقق به ربح حلال وكسب مشروع، أن تكون نتائجه معبرة عن الواقع الفعلي للعمليات الاستثمارية، وليس بالالتزام من الجهة القائمة بالاستثمار، كما هو الحال في التعامل بالفائدة الربوية المحرمة .فعلى المرء أن يسعى إلى الخير جهده ... وليس عليه أن تتم النتائج.

       ويمكن للمؤسسة المالية الإسلامية بيان ما تتوقع تحقيقه من أرباح حلال، وليس بمقدورها – ولا يجوز شرعاً – الجزم بذلك أو الالتزام به أو بتحمل ما قد يقع من خسارة لا قدر الله، وتقديم المؤسسة مثل هذا الضمان يجعل الاستثمار غير مشروع. ويتحول ما ينتج عنه إلى كسب خبيث يجب على من يصل إليه أن يتخلص منه بصرفه في وجوه الخير للمحتاجين دون الانتفاع منه، وذلك لأن الالتزام بضمان أصل الوديعة أو تحديد ربحها بصورة قاطعة يجعل عمل المؤسسة قائماً على إعطاء الفائدة الربوية المحرمة .

    وتضمنت الشريعة الإسلامية العديد من الضوابط الشرعية التي تكفل حسن استثمار المال وتنميته من أهمها ما يلي:- ²

    1. ضابط المشروعية الحلال : ويعني ذلك أن يكون مجال المشروع الصغير حلالاً طيباً ودليل ذلك من القرآن قول الله عز وجل يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم النساء آية 29.وقوله تبارك وتعالى وأحل الله البيع وحرم الربا البقرة 276.

    2. ضابط تحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية:يقصد بالمقاصد الشرعية بأنها المعاني والحكم التي أرادها الشارع من تشريعاته لتحقيق مصالح الخلق في الدنيا والآخرة. ولقد حدد أبو حامد الغزالي مقاصد الشريعة في خمس هي: أن يحفظ عليهم دينهم ونفسهم وعقلهم ونسلهم ومالهم وهي المسماة بالضروريات.ويعني ذلك أن ترتبط المشروعات الصغيرة بهذه المقاصد.

    3. ضابط المحافظة على المال وحمايته من المخاطر :لقد أمرنا الإسلام بالمحافظة على المال وعدم تعريضه للهلاك والضياع ولا نعطيه للسفهاء، فقال تبارك وتعالي: ولا تؤتوا السفهاء أموالكم النساء آية 5. كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مات دون ماله فهو شهيد. كما أمرنا بأن نستثمر المال وننميه حتى مال اليتيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولى يتما فليتجر له في ماله ولا يتركه حتى تأكله الصدقة رواه البيهقي.

    4. ضابط الالتزام بالأولويات الإسلامية:لقد تضمنت الشريعة الإسلامية أولويات الاستثمار ورتبها الإمام الشاطبي في ثلاث مراتب هي الضروريات والحاجيات والتحسينات.ولذلك لا يجوز إعطاء مشروعات الكماليات الأولوية قبل استيفاء الضروريات والحاجيات.

    5. ضابط تنمية المال بالتقليب وعدم الاكتناز :لقد أمرنا الله عز وجل بتجنب اكتناز المال، فقال تبارك وتعالى والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم التوبة آية 34 .وكان لنظام زكاة المال دور هام في منع الاكتناز، وأمر الوصي على مال اليتيم باستثماره حتى لا تأكله الصدقة.

    6. ضابط التدوين المحاسبي لحفظ الحقوق :لقد أمرنا الله عز وجل بتدوين المعاملات فقال تبارك وتعالى يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه... البقرة آية 282. كما اهتم فقهاء الإسلام بفقه الكتابة، ولقد احتوى التراث الإسلامي على قرائن لإثبات ذلك.

    7. ضابط التوثيق لحفظ الحقوق :لقد أمرنا الله عز وجل بتوثيق العقود والإشهاد عليها، فقال عز وجل وأشهدوا إذا تبايعتم ولا يضار كاتب ولا شهيد البقرة آية 282.وقال تعالى وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتباً فرهان مقبوضة البقرة آية 282.وتأسيساً على ذلك يجب أن تكتب وتوثق العقود والمعاملات.

    8. ضابط أداء حق الله في المال وهو الزكاة :تعد زكاة المال فريضة شرعية، ومن أهم مقومات النظام الاقتصادي الإسلامي ،  ودليل ذلك قول الله تبارك وتعالى وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون النور آية 56  . وتعد هذه الضوابط من موجبات التمويل الفعال الهادف الذي يحقق التنمية الشاملة.

    وهذا الكتاب عبارة عن عدد من المقالات المحكمة والتي تم نشرها بمجلات متخصصة في الاقتصاد والتمويل الإسلامي.

    دور رأس المال الفكري في تنمية المصارف الاسلامية

    مقدمة:

    شهدت الصناعة المصرفية الإسلامية في السنوات الأخيرة نشاطا متميزا في قطاعي التمويل والاستثمار الملتزمين بمبادئ وأحكام الشريعة الإسلامية، إضافة إلى الاهتمام بجانب الخدمات المصرفية ومواكبة التطور العلمي والتكنولوجي لتطوير أدائها،كما شهدت بعد الازمة المالية العالمية مزيداً من الاهتمام النوعي والفكري واستقطبت اهتمام الخبراء ورجال الاقتصاد بل والسياسيين وغيرهم للتأمل في اسسها والاستفادة من المبادئ التي تقوم عليها. فهي نشأت في مجتمعات تطبق وتتعامل مع نظم مصرفية تقليدية مما فرض عليها نوعا من التحدي بالشكل الذي يقلل من ارتفاع درجة المخاطرة والسعي لكسب حصة أكبر من السوق المصرفي .ويقدر خبراء مصرفيون حجم المصرفية الإسلامية في العالم بحوالى 1.5 ترليون دولار، متوقعين أن يصل بحلول عام 2015 ما يقارب 2.1 ترليون بنسبة نمو 30 في المئة.

    وفى ظل اقتصاد المعرفة أصبحت المعرفة من أهم الأصول الرئيسية لأي نمو اقتصادي أو اجتماعي، ومنه تحول العالم من البحث و التصادم من أجل مصادر الموارد النادرة إلى البحث و التصادم من أجل السيطرة على اكبر قدر ممكن من مصادر المعرفة.وهذا يعني أن المعرفة في هذا الاقتصاد تشكل مكونا أساسيا في العملية الإنتاجية كما في التسويق، وأن النمو يزداد بزيادة هذا المكون القائم على تكنولوجيا المعلومات والاتصال باعتبارها المنصة الأساسية لهذا الاقتصاد .ومن هنا تنبع أهمية رأس المال الفكري من كونه أكثر الأصول قيمة حاليا اذ انه يمثل القوى الفكرية العلمية القادرة على تطوير وتقدم المشروعات . وأصبح أهم مكونات الثروة القومية وأغلى موجودات الشركات والمنظمات الأخرى .

    وحتى تستطيع الصناعة المصرفية الإسلامية المنافسة وكسب حصة أكبر من السوق المصرفي العالمى فانها بحاجة الى وجود رأس مال فكرى، يمتلك المعرفة التي تنسجم مع خصوصيتها في جانب العمل المصرفي وكذلك الضوابط الشرعية لفقه المعاملات المالية، ويتصف كذلك بامتلاك المهارات والقدرات التي تناسب طبيعة هذه المصارف؛ نظرا لحجم التحدي الذي تواجهه من جانب ومن جانب آخر حتى تكون قادرة على جذب المودعين وتقديم الخدمات المصرفية اللازمة لمعاملاتهم المالية والمنسجمة مع أحكام الشريعة الإسلامية،

    إضافة إلى قدرتها في البحث عن فرص الاستثمار المناسبة والتي تلبي رغبة المودعين. وفي هذا الإطار تأتي هذه الورقة لتبيان أهمية وحاجة المصارف الإسلامية لبناء رأس مال فكري يخدم رسالتها الخاصة ويحقق أهدافها .وتحاول هذه الدراسة إبراز ماهية وأهمية رأس المال الفكرى ودوره الهام فى تنمية وتطوير المصارف الاسلامية كمحاولة منها  لإبراز الدور الهام الذي يلعبه هذا النوع من رأس المال في رفع قيمتها ، و لتسليط مزيد من الضوء على هذا المفهوم بغية الحث على الاهتمام به و من ثم تطويره.وتأتي معالجة ذلك من خلال المحاور الأساسية التالية:

    أولا: خصوصيات العمل المصرفي الإسلامي.

    ثانيا: مفهوم وأهمية رأس المال الفكرى.

    ثالثا: أهمية رأس المال الفكري بالنسبة للمصارف الإسلامية.

    الخلاصة.

    أولا: خصوصيات العمل المصرفي الإسلامي:

    تتميز البنوك الإسلامية بعدد من الخصائص نرى من اللازم التذكير بها في هذا البحث لارتباطها بموضوعنا، ذلك أن العمل المصرفي الإسلامي كل متكامل لا يمكن الفصل بين عناصره، ومن أهم هذه العناصر خصائص العمل المصرفي الإسلامي ،ومنها:-³

    1-   المرجعية الشرعية:

    إن الأساس العام الذي قامت عليه المصارف الإسلامية يتمثل في عدم الفصل بين أمور الدين وأمور الدنيا، فكما يجب مراعاة ما شرعه الله في العبادة يجب مراعاة ما شرعه في المعاملات بإحلال ما أحله وتحريم ما حرمه، واعتماد الشريعة الإسلامية أساساً لجميع التطبيقات، واتخاذها مرجعاً في ذلك.وعليه يستمد العمل المصرفي الإسلامي قواعده وصيغه من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى ما توصل إليه علماء الشريعة من اجتهادات، ما يعني أنه وجب على كل من أصبح ناشطا في العمل المصرفي الإسلامي أن يرجع دائما إلى تلك المرجعية التي تضمن عدم الانحراف عن الحدود الشرعية والوقوع في الحرام.

    2-    استبعاد التعامل بالفائدة:

    إن أول صفة تميز البنك الإسلامي عن غيره من البنوك أنه لا يتعامل بالفائدة أخذًا وعطاء، وهذا نتيجة طبيعة التقنيات التمويلية التي يطبقها من جهة، و القاعدة الشرعية التي بني على أساسها البنك الإسلامي من جهة ثانية، والتي تحرم قطعيا هذه الفوائد التي اعتادت البنوك التقليدية التعامل بها أخذًا وعطاءً.

    3-  قاعدة الغنم بالغرم:

    من مقتضيات العمل الإسلامي في التجارة ترقب الربح مع توجس الخسارة في الاستثمار، حيث يعد ذلك من طبيعة الحياة التجارية، كما أنه يعد من خصائص الاستثمار بالمشاركة والتي تقوم عليها غالبية استثمارات المصرف الإسلامي،وعلى ذلك فلا يجوز للمصرف الإسلامي اشتراط الربح أو ضمانه في استثماراته عملا بالقواعد الفقهية الغنم بالغرم، الخراج بالضمان، إضافة إلى نهي رسول الله صلي الله عليه وسلم عن ربح ما لم يضمن.

    4-المشاريع الحلال:إن أهم ما يتعين على البنك الإسلامي هو الالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية في جميع أعماله ومعاملاته، ومن غير ذلك فلا وجود لبنك إسلامي دون مقومات وسبب لوجوده، ومن أهم هذه القواعد الالتزام في معاملاته بالحلال والابتعاد عن المجالات المحرمة والمشكوك فيها، ذلك أنه يستمد مشروعيته من الفكر الإسلامي الذي يجسده، ويخضع نشاطه لضوابط النشاط في الاقتصاد الإسلامي، والتقيد بأخلاقياته وآدابه في هذه المعاملات التي تمتد إلى كافة مجالات النشاط الإنساني التي يقوم البنك بالتعامل معها، فلا يمكن للبنك أن يقدم خدماته إلى أنشطة ومشاريع تدخل في دائرة الحرام لما فيها من أضرار خطيرة تلحق بالمجتمع.

    5-  الربط بين التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية:

    البنك الإسلامي لا يربط بين التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية فقط، بل إنه يعد التنمية الاجتماعية أساسا لا تؤتي التنمية الاقتصادية ثمارها إلاّ بمراعاته، وهو بذلك يراعي الجانبين، ويعمل لصالح الجميع، فالبنك الإسلامي يجمع الزكاة، ويتولى مهمة توزيعها وإيصالها إلى مستحقيها من الأصناف الثمانية التي حدّدها القرآن الكريم، كما أنه يحاول رفع المستوى المعيشي للمجتمع، من خلال سياسته الاستثمارية، ويفتح أبواب الرزق أمام الجميع، وذلك من خلال المشاريع والمؤسسات الاقتصادية التابعة له.

    ثانيا:  مفهوم وأهمية رأس المال الفكرى .

      بدا الاهتمام برأس المال الفكري في المنظمات بداية من فترة الثمانينات حيث أكد المديرون والأكاديميون والاستشاريون على مستوى العالم أن الأصول غير المادية في المنظمة ـ أي رأس المال الفكري ـ تعتبر محددا أساسيا لما تحققه المنظمة من أرباح، وفى بداية التسعينات ظهرت بعض الكتابات التي تناقش فكرة رأس المال الفكري للمنظمة وهو الذي يحقق النجاح والربحية للمنظمة، حيث أشار الكثير من الباحثين إلى أن الأصول الرئيسة للعديد من المنظمات في ميدان إنتاج التكنولوجيا العالية لا تتمثل في الأصول المادية فقط ولكن في مهارات أفرادها وفي التراكم الفكري والمعرفي الذي تمتلكه هذه المنظمات.

      ولرأس المال الفكري العديد من المصطلحات المرادفة التي تشير إلى نفس المعنى كالأصول غير المادية، الأصول المعنوية، رأس المال المعرفي، الأصول المعرفية، الأصول الفكرية، والموجودات المعرفية، ومن أهم تعاريف رأس المال الفكري نجد :

    تعريف توماس ستيوارت ( T. Stewart ) الذي يعرفه بأنه المادة المعرفية الفكرية ، المعلومات ، الملكية الفكرية ، الخبرة التي يمكن وضعها في الاستخدام لتنشئ الثروة .

    تعريف ادفينسون)Edvinsson( رأس المال الفكري هو مضامين المعرفة، الخبرات العملية، التكنولوجيا التنظيمية، وعلاقات الزبائن والمهارات المهنية المقدمة والضرورية للمنافسة في السوق.

    كما يعرف رأس المال الفكري بأنه هو عبارة عن جزء من رأس المال البشرى للمنظمة يتمثل فيما يملكه الأفراد من القدرات المعرفية والتنظيمية وغيرها ، تمكنهم هذه القدرات من إنتاج الافكار الجديدة أو تطوير أفكار قديمة والتى تمكن المنظمة – اذا إستطاع الوصول الى هذه المعرفة – من توسيع حصتها السوقية وتعظيم نقاط قوتها وتجعلها فى موقع قادرة على اقتناص الفرصة المناسبة . ولا يتركز رأس المال الفكرى فى مستوى إدارى معين دون غيره.  

    ويمكن تعريف رأس المال الفكري على أنه مجموعة من الأشخاص الذين يمتلكون المعارف والخبرات والمنجزات التي تمكنهم من الإسهام في أداء المنظمات التي يعملون بها؛ وبالتالي الإسهام في تطور مجتمعاتهم بل والعالم بأسره.

    أن رأس المال الفكري عبارة عن صفوة العاملين الذين يمتلكون قدرات عقلية ومهارات بحيث يكونوا قادرين على الإبداع وإنتاج أفكار جديدة قادرة على ألمحافظة على وضع الشركة التنافسي، وزيادة إنتاجيتها، وتقليل الكلف، وتعظيم نقاط القوه داخل المنظمة، ولا يُشترط توفر شهادة أكاديمية في رأس المال الفكري ولا تتحدد في مستوى أداري معين ساعين من خلال ذلك لاقتناص الفرص والمحافظة على العملاء.

    ومن خلال ما تقدم من تعاريف سابقة لرأس المال الفكري نلاحظ التباين في توصيفه فمنهم من ركز على الميزة التنافسية، والأخر ركز على مستوى الإبداع، وثالث ركز على كونها تحافظ على منظمات الإعمال في أجواء المنافسة السائدة، ورابع أكد على قدرتها على إنتاج أفكار جديدة تعاظم من نقاط القوه واقتناص الفرص وقد

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1