‫العدد الواحد والثالثون ‪ -‬ابريل ‪ -‬يونيو‬ ‫من صنع�اء إلى حديبو‪ ..‬على الس��احل الع���ربي في جزي���رة س��قطرى‪..

‬‬

‫ساحر يصنع عالماً‬

‫من السعادة والدهشة‪..‬‬
‫‪2009‬‬

‫ن�سختك املجانية‬
 
 ‫�إبريل ‪ -‬يونيو ‪2009‬‬ ‫الحدى والثالثون‬
‫ال�صدار إ‬
‫إ‬
‫جملة ربع �سنوية ت�صدر عن اخلطوط اجلوية اليمنية‬

‫المحتـويـات‬
‫العالم يفشل بمواجهة الفقر ‪ 40‬مدمنو االنترنت‪..‬‬ ‫‪64‬‬ ‫من صنعاء الى حديبو‬ ‫‪20‬‬
‫مساجين العالم الجديد‬ ‫فيما فقراؤه يترقبون بخوف ‪...‬‬ ‫على الساحل الغربي في جزيرة سقطرى‬

‫رئيس مجلس اإلدارة‬

‫الكابنت عبداخلالق �صالح القا�ضي‬

‫رئيس التحرير‬
‫‪74‬‬ ‫ارقام‬ ‫‪20‬‬ ‫بلدة طيبة‬ ‫خالد الكينعي‬
‫‪76‬‬ ‫قامو�س الزواج‬ ‫‪26‬‬ ‫فوق الغيوم‬ ‫مشرف تحرير القسم العربي‬
‫عبدالكرمي املقالح‬
‫‪82‬‬ ‫وجوه‬ ‫‪30‬‬ ‫مراجعات‬
‫التصوير‬
‫‪88‬‬ ‫دهاليز‬ ‫‪34‬‬ ‫تفا�صيل‬ ‫عبد الرحمن الغابري‪ ,‬حممد �سعيد نعمان‬
‫أ�مني الغابري‪ ،‬عبدالويل الطوقي‬
‫‪92‬‬ ‫ثقافيات‬ ‫‪49‬‬ ‫م�سافرات‬ ‫زرياب الغابري‪ ،‬ف ؤ�اد احلرازي‬
‫في�صل القربي‪ ،‬مكرد حممد مكرد‬
‫‪96‬‬ ‫حكاوي الدنيا‬ ‫‪64‬‬ ‫بيتنا امل�شرتك‬ ‫مشرف اإلعالنات‬
‫نبيل أ�حمد ال�سامعي‬
‫‪98‬‬ ‫م�سافات‬ ‫‪70‬‬ ‫ك�شكول احلياه‬ ‫موبايل ‪00967 733211143 :‬‬
‫موبايل ‪00967 734555083 :‬‬
‫موبايل ‪00967 700003077 :‬‬

‫جميع املقاالت الواردة يف جملة اليمنية‬

‫تعرب عن �آراء كتابها‪ ،‬ولي�س عن �آراء ال�شركة‪.‬‬

‫ع� �ل ��ى ال�ب��ري� ��د ال� � �ع � ��ادي أ�و ا إلل� � �ك �ت��روين‬ ‫املرا�سالت تر�سل با�سم رئي�س حترير جملة اليمنية‪:‬‬ ‫عنوان المجلة‬
‫‪m a g a z i n e @ y e m e n i a .c o m‬‬ ‫نرحب باقرتاحاتكم ومالحظاتكم حول جملة اليمنية‬ ‫ا إلدارة العامة للخطوط اجلوية اليمنية‬
‫�صنعاء ‪ -‬اجلمهورية اليمنية ‪� -‬ص‪ .‬ب ‪1183 :‬‬
‫فاك�س ‪00971 4 2828372 :‬‬ ‫تصميم بن دسمال للدعاية واإلعالن‬ ‫هاتف ‪( :‬حتويلة ‪00967 1 232380/ 7 )117-118‬‬
‫طبعت يف مطبعة بن د�سمال ‪ -‬دبي‬ ‫رائد عزت �ص ّوان‬ ‫تليفاك�س ‪00967 1 258015:‬‬
‫الإ مارات العربية املتحدة‬ ‫هاتف ‪00971 4 2828569 :‬‬
‫مرحباً بكم في اليمن‪..‬‬
‫‪20‬‬
 ‫بلدة طيبة‬

‫خمسة أشياء أحببتها في سقطرى‪ ..‬قضاء وقت ممتع وهادئ لإلقامة في مدينة حديبو‬
‫عاصمة سقطرى‪ ،‬الرحيل إلى الماضي ومعانقة فن من التاريخ اإلنساني‪ ،‬التخييم بين أحضان‬
‫الطبيعية الفاتنة في جبل اسكاند الشاهق الذي يغطيه الضباب طوال العام والمشرف على‬
‫حديبو المفعمة بالناس واألشجان‪ ،‬منظر شمس الغروب وهي تتألق على صفحة الجنان‬
‫الخضراء قادمة من اتجاه البحر األحمر في خطوط متناسقة ملونة‪ ،‬القيام برحلة على الرمال‬
‫الذهبية على شواطئ مدينة حديبو القريبة من المدينة‪.‬‬
‫محمد غوث‬

‫مع اليمنية‬

‫من صنعاء إلى حديبو‪..‬‬

‫على الساحل العربي في جزيرة سقطرى‬

‫‪23‬‬ ‫‪22‬‬
 ‫بلدة طيبة‬

‫أالوىل‪ .‬نزلنا يف فندق تاج �سقطرى الذي ميتزج فيه‬

‫املعمار القدمي باجلديد‪ ..‬وهو من الفنادق ال�سياحية‬
‫الراقية يف حديبو‪ ..‬واملكان أالف�ضل واملنا�سب‬
‫الذي ي ؤ�مه ال�سياح والزوار والباحثني القادمني �إىل‬
‫�سقطرى‪ ..‬ويتميز بخدماته ال�سياحية ونظافته وموقعه‬
‫يف أ�طراف املدينة القدمية حلديبو‪ ..‬بني جبل ا�سكاند‬
‫ال�شاهق أالخ�ضر الذي يغطيه ال�ضباب واجلمال طوال‬
‫العام وال�ساحل البنف�سجي للبحر العربي‪ ..‬وعادة‬
‫ي�ستمتع الزوار مب�شاهد مده�شة وخيالية من �شرفات‬
‫الفندق املرتفعة‪ .‬وبني ال�ساحل والطبيعة الفاتنة تهب‬
‫ن�سمة عليلة من أ�ريج �سقطرى امل�شبع بجمال الطبيعة‬
‫والبحر‪.‬‬
‫يوجد يف املدينة عدد من اخلدمات ال�سياحية املتوفرة‬
‫يف املدينة احلديثة من فنادق ومطاعم راقية توفر‬
‫عدد ًا من أالكالت ال�شعبية اليمنية وب أ��سعار رمزية‬
‫با إل�ضافة �إىل وكاالت �سياحية ومر�شدين �سياحيني‬
‫ي�ستقبلون �آالف ال�سياح يف موا�سم خمتلفة من العام‬
‫وتوكل �إليهم مهمة التعريف ب أ�رخبيل �سقطرى‪ ..‬وقد‬
‫زادت احلركة ال�سياحية يف املدينة بعد أ�ن زادت‬
‫حركة الرحالت اجلوية �إىل �سقطرى أ��سبوعيا ل�شركة‬
‫اخلطوط اجلوية اليمنية‬
‫وتقدم حديبو لل�سائح والزائر كل ما يحلم به‪� ..‬إ�ضافة‬
‫�إىل اجلو املعتدل واحلياة الرخي�صة والنا�س الطيبني‪.‬‬

‫جولة في ممرات المدينة وأسواقها الهادئة‬

‫يف امل�ساء تتحول مدينة حديبو ب أ��ضوائها �إىل ل ؤ�ل ؤ�ة‬
‫تعك�س جمالها ال�ساكن‪ ..‬وهي عرو�سة ال�ساحل‬
‫العربي‪ ..‬ومل تكن أ��سواقها يف الليل ب أ�قل ازدحاما‬
‫من النهار‪ ,‬فاحلركة التجارية الن�شيطة فيها جعلتها‬
‫حمط أ�نظار ال�سياح الذين يق�صدونها لال�سرتاحة‬
‫والتزود بحاجياتهم للتخييم يف اجلبال وعلى ال�سواحل‬ ‫يف و�صفها قدمي ًا ور�سم خريطتها بهذا ال�شكل‪..‬‬ ‫�شا�سعة من البحر العربي وخليج عدن واملحيط‬ ‫رومانسية األجواء‬
‫أل�سابيع‪ .‬ومن يتجول يف مدينة حديبو ينده�ش جلمالها‬ ‫ؤ‬ ‫ؤ‬
‫ومن ه�الء الرحالة امل�رخ واجلغرايف اليمني امل�شهور‬ ‫الهندي‪ ..‬متتد أ�كرث من �ستمائة ميل بحري‪ .‬حينما‬ ‫يف �صباح يوم جميل من مطار �صنعاء الدويل بد أ�ت‬
‫تعاقبت على هذه المدينة حضارات يمنية شهد التاريخ‬ ‫أ�بو حممد احل�سن الهمداين الذي زار �سقطرى يف‬ ‫أ�قلعت الطائرة من الريان �إىل �سقطرى بد أ� منظر‬
‫الطبيعي وال�ساحلي ون�سيمها ال�ساحلي املعتدل يف‬ ‫رحلتنا �إىل �إحدى عجائب العامل الطبيعية‪« :‬جزيرة‬
‫بقوتها وعظمتها ومملكة سبأ وحمير‪ ..‬حيث كانت‬ ‫القرن العا�شر‪ ..‬وجان دي الروك يف رحلة �إىل العربية‬ ‫البحر خيالي ًا عن بعد‪ ..‬فحركات أالمواج تبدو من‬
‫أ�وقات كثرية من العام ولهدوئها وطيبة أ�نا�سها‪.‬‬ ‫�سقطرى»على منت اخلطوط اجلوية اليمنية يف مهمة‬
‫حديبو أهم ميناء تجاري في العالم القديم‪.‬‬
‫يف اليوم الثاين من زيارتنا �إىل جزيرة �سقطرى قمنا‬ ‫ال�سعيدة وغريهم من الرحالة واجلغرافيني من‬ ‫ال�سماء ك�شهب بي�ضاء ت�سري يف خطوط متوازية‬ ‫عمل �صحفية‪ ..‬وت أ�كدنا من ح�صولنا عل مقعد يف‬
‫بجولة ا�ستك�شافية داخل املدينة القدمية‪ ..‬وكانت‬ ‫خمتلف أ�نحاء العامل‪.‬‬ ‫حتركها رياح الكو�ست الهادئة يف غري مو�سمها‬ ‫اجلانب أالي�سر من الطائرة فا إلطالل من نوافذ‬
‫وحتكي ق�ص�ص كثرية عن وجود ا إلن�سان على هذه‬ ‫لبيع املالب�س املحلية امل�صنوعة يف �سقطرى ومنها‬ ‫هناك لوحة حائطية مر�سومة على أ�حد اجلدران‬ ‫عند و�صولنا �إىل مطار حديبو مل�سنا احلركة ال�سياحية‬ ‫القوي‪ ..‬ح�سب لغة موا�سم الرياح البحرية املعروفة‬ ‫هذا اجلانب يف الرحلة النهارية‪�( :‬صنعاء‪ -‬الريان‪-‬‬
‫أالر�ض‪ ..‬والذي بد أ� من قوم عاد ال�صاحلني الذين‬ ‫ال�شملة امل�شهورة والتي ي�صل �سعر بع�ضها �إىل خم�سة‬ ‫مكتوب عليها‪ :‬ابت�سم أ�نت يف حديبو‪ .‬ومل نتمالك‬ ‫يف �سقطرى‪ ..‬وكلما زاد ارتفاع الطائرة ظهرت كثبان املتزايدة يف املطار من خالل زيادة الرحالت اجلوية‬ ‫�سقطرى) جو ًا يتيح ا إلملام بت�ضاري�س اليمن املده�شة‬
‫كانوا مع نبي اهلل نوح وجناهم اهلل من الطوفان وهم‬ ‫�آالف ريال وهي م�صنوعة من فرو أالغنام واملاعز‬ ‫أ�نف�سنا من االبت�سامة فنحن ل�سنا يف مدينه عادية‪..‬‬ ‫أال�سبوعيه لليمنية ول�شركة الطريان املحلية «ال�سعيدة «‬ ‫ال�سحب البي�ضاء وال�سوداء حتمل اخلريات والربكات‬ ‫فتبدو من ال�سماء كخريطة مر�سومة تظهر فيها جبال‬
‫واحليوانات‪ ..‬وتعمل املر أ�ة ال�سقطرية على �صنع و�إنتاج من عرب جنوب اجلزيرة العربية وكانوا أ�ول من �سكن‬ ‫فمن يتجول بني حا�ضر وتراث هذه املدينة املتجدد‬ ‫أ‬
‫من أالمطار مغطية �سماء البحر وت�سري وفق نظام �إلهي �إىل اجلزيرة‪ ..‬وح�سب ا إلح�صاءات التي �فاد بها مدير‬ ‫متعددة أاللوان و�صحاري وتالل وه�ضاب تخرتقها‬
‫املدينة‪ ..‬وتعاقبت على هذه املدينة ح�ضارات مينية‬ ‫العديد من امل�صنوعات أالخرى‪.‬‬ ‫يقر أ� التاريخ البعيد عن قرب والتطور اجلاري الذي‬ ‫عام مطار �سقطرى أ�حمد طار�ش ف�إن تعداد ال�سواح‬ ‫�إىل حيث وجهتها‪.‬‬ ‫أ�ودية تن�سكب منها املياه‪ ..‬وت�سكن بجوانبها قرى‬
‫أ‬
‫�شهد التاريخ بقوتها وعظمتها ومملكة �سب� وحمري‪..‬‬ ‫حالي ًا تو�سعت املدينة واكتملت املباين احلديثة فيها‬ ‫ير�سم لليوم بقدر ما يح�ضر للم�ستقبل‪.‬‬ ‫هذا املو�سم بلغ أ�كرث من ع�شرة �آالف �سائح قادمني جواً‬ ‫جتاوزنا البحر وحلقت الطائرة فوق �سماء جزيرة‬ ‫ومدن‪.‬‬
‫وتو�سعت باملخططات اجلديدة‪ ..‬ويوجد فيها عدد من حيث كانت حديبو أ�هم ميناء جتاري يف العامل القدمي‪.‬‬ ‫بائعات املجامر واملباخر يقفن يف �صف واحد و يعر�ضن‬ ‫�إىل �سقطرى و أ�ن حركة النقل اجلوي زادت أ��ضعاف‬ ‫�سقطرى بعد رحلة ا�ستمرت قرابة أالربعني دقيقة‬ ‫كانت الطائرة تخف�ض ارتفاعها بتدرج معتاد‪ ..‬بل تبدو‬
‫ال�شيخ �سليمان عبداهلل و�سعد �سامل نعيم من أ�بناء‬ ‫ال�شوارع أال�سفلتية ومنها �شارع الع�شرين والثالثني‬ ‫منتجاتهن على أ�ر�صفة ال�سوق القدمي ويعطيننا أ�كرث‬ ‫عن أالعوام الفائتة‪.‬‬ ‫من الريان‪ ..‬حيث كانت ال�ساعة ت�شري �إىل العا�شرة‬ ‫ك أ�نها تهبط يف هوة حتدق بها جبال �صخرية مائلة �إىل‬
‫�سقطرى أالوفياء‪ ..‬ا�صطحبونا يف جولة �سريعة‬ ‫امل ؤ�دي �إىل ميناء �سوق التاريخي‪.‬‬ ‫من انطباع للزائر‪ ..‬أ�راد زميلي املخرج التلفزيوين‬ ‫�صباح ًا‪ .‬وكانت الده�شة عنوان ًا لر ؤ�انا حينما بدت‬ ‫ال�سواد تتماهى يف هواء �ضبابي أ�زرق‪.‬‬
‫داخل املدينة‪ ..‬وعندما اجتهنا �إىل دار ال�سلطان‬ ‫املنازل القدمية يف املدينة حتتوي على عر�شات من‬ ‫في�صل العقاري أ�خذ لقطات فوتوغرافيه لهن فرف�ضن‬ ‫الخدمات السياحية في المدينة‬ ‫�سقطرى بو�ضوح ب�شكل حيوان بحري بثالثة ر ؤ�و�س‪..‬‬ ‫تتال�شى رومان�سية اجلو �سريع ًا بعد أ�ن حتط الطائرة‬
‫�سعف النخيل و أ�غلبها مبنية من حجر ال�شعب املرجانية بن عفرارالذي يحتاج �إىل �إعادة ترميم على مقربة‬ ‫وحتدثنا �إلينا بلغة �سقطرى‪ :‬كل �شيء يف ال�سوق‬ ‫تعوم و�سط أ�مواج البحر العربي واملحيط الهندي‪ ..‬لقد رحلة احلنني‪� -‬سقطرى « أ�ر�ض ما وراء اخليال»‪ -‬بد أ�ت‬ ‫على املدرج يف مطار الريان يف رحلة ترانزيت‪..‬‬
‫من ال�ساحل‪ ..‬حدثنا ال�شيخ �سليمان و�سعد عن‬ ‫و�سعف النخيل ومطلية ب أ�لوان خمتلفة من الداخل‪..‬‬ ‫بفلو�س وابت�سمن‪ .‬كما يوجد يف ال�سوق حمالت خا�صة‬ ‫من مدينة حديبو‪ ..‬حيث كانت حمطة ا�سرتاحتنا‬ ‫كان الرحالة وامل�ستك�شفني أالجانب والعرب دقيقني‬ ‫لنوا�صل بعدها الرحلة �إىل �سقطرى فوق أ�جواء م�ساحة‬

‫‪25‬‬ ‫‪24‬‬

‫جولتنا يف عجائب �سقطرى مل تكتمل‪ ..‬بل كانت حديبو‬
‫املحطة أالوىل يف رحلتنا البانورامية داخل �سقطرى‪..‬‬
‫يف العدد القادم �سنتناول رحلة �إىل البادية قلب‬
‫�سقطرى على �ساحل املحيط الهندي‪ ..‬يف �سل�سلة من‬
‫املوا�ضيع واملقاالت املتكاملة عن جزيرة �سقطرى‪.‬‬
‫بلدة طيبة‬
‫كان لحن اإلنسان البدوي في الجبل هو العذب‬ ‫با�شرعتها املعوجة مهما كانت أالجواء‪ ..‬وت�ستهلك‬
‫والطاغي على كل صوت وهو يرعى غنمه‬ ‫أال�سماك الكبرية حملي ًا بينما جتفف أال�سماك‬
‫ويستقبل ضيوفه بألحان تعكس الحب والكرم‬ ‫ال�صغرية‪ ..‬لكن حالي ًا قلت ممار�سة مهنة ال�صيد يف‬
‫والشجاعة ومكانة القبيلة‪ .‬وهم عادة يعيشون‬ ‫�سقطرى بعد أ�ن أ�جته النا�س �إىل �صناعة ال�سياحة‪.‬‬
‫حياة متكافئة معتمدين على حياتهم البدوية‬
‫األصيل‬ ‫قمة اسكاند‬
‫هل ميكن أ�ن نكون يف �سقطرى وال نرى قمة‬
‫ا�سكاند‪!!..‬؟‬
‫ال�سيارة من قرية ر أ��س �سعيدة منطقة �شبهون‪..‬‬ ‫مل يكن ذلك ممكن ًا ومل يكن ممكن ًا أ�ي�ضا أ�ن نت�سلق‬
‫التقينا بعدد من البدو يف طريقنا ومنهم ال�شيخ �وأ‬ ‫�إىل هناك ب أ�ج�سادنا املتعبة ووقتنا القليل وجتهيزاتنا‬
‫مقدم القبيلة يف �سكاند كما ي�سمى يف لغة �سقطرى‬ ‫التي ال ت�سمح‪ ..‬لكن اجنازات الع�صر أ��سعفتنا وقدمت‬
‫وهو ال�شيخ حممد �سامل الكيباين‪ ..‬الذي أ��صر على‬ ‫لنا خيمة ن�ضربها يف ال�سماء ونتعلق لنحدق ما �شئنا يف‬
‫ا�ست�ضافتنا و أ�كرمنا ب�ضيافته‪ ..‬وكان يردد كلمات‬ ‫القمة امل�ستحيلة وبقية قمم جبال دك�سم‪ ..‬التي ت�ضم‬
‫الرتحيب بنا بلغة �سقطريه «وات�شرحق» وتعني حياكم‬ ‫أ�فق حديبو عا�صمة جزيرة �سقطرى وهو منظر رائع‬
‫اهلل‪ ..‬ويف نف�س الوقت يردوا عليه مرافقنا من‬ ‫اجلالل‪.‬‬
‫�سقطرى ودليلنا أ�حمد دعون «وول ت�شوفكن وتعني‬ ‫أ‬
‫ا�ستغرقت رحلتنا قرابة �ربع �ساعات يف ال�صباح‬
‫وبكم حي»‪ ..‬وكنا جمموعة من جملة اليمنية ال�سياحية‬ ‫الباكر عندما �صعدنا من مدينة حديبو يف أ��سفل جبل‬
‫وقناة اليمن الف�ضائية و�سياح أ�جانب‪.‬‬ ‫ا�سكاند‪ ..‬وكان معنا أ�حمد دوعن من أ�بناء �سقطرى‬
‫كان ال�شيخ الكيباين يقول بلغة �سقطرية و أ�حيان ًا‬ ‫أالوفياء كدليل لنكت�شف الطريق و�صو ًال �إىل القمة‪.‬‬
‫وغاباتها النادرة عامليا و�شالالت مياهها �إىل حديبو‬ ‫ميزجها بكلمات عربية‪ :‬نحن ن�شكر اهلل أ�وال ثم الرئي�س‬ ‫يف الطريق ا�ستمتعنا ب أ��صوات مو�سيقية من وحي‬
‫عرب طرق أ��سفلتية مبوا�صفات كبرية على جبال مطلة‬ ‫علي عبد اهلل �صالح على االهتمام الكبري واملتوا�صل‬ ‫الطبيعة وحركة أ�مواج البحر ال�صايف‪ ..‬والتي‬
‫ت�شرف على �ساحل البحر العربي‪ .‬و�صلنا �إىل حديبو‬ ‫ل�سقطرى واحنا‪ ..‬عانينا يف ال�سابق كثري ًا من العزلة‪،‬‬ ‫امتزجت مع م�شاهد اجلمال من حولنا يف ربيع‬
‫ومكثنا فيها فرتة ا�سرتاحة ليوم واحد لنوا�صل بعدها‬ ‫لكن الوحدة حققت لنا ال�شيء الكثري يف اجلزيرة‪.‬‬ ‫�سقطرى الرائع‪ ..‬وكان حلن ا إلن�سان البدوي يف‬
‫رحلة أ�خرى م�ستك�شفني جمال �سقطرى‪.‬‬ ‫غادرنا منطقة �شبهون امل�شهورة ب أ��شجار دم أالخوين‬ ‫اجلبل هو العذب والطاغي على كل �صوت وهو يرعى‬
‫غنمه وي�ستقبل �ضيوفه ب أ�حلان تعك�س احلب والكرم‬
‫وال�شجاعة ومكانة القبيلة‪ .‬وهم عادة يعي�شون حياة‬
‫متكافئة معتمدين على حياتهم البدوية أال�صيل‪ ..‬يف‬
‫رعي أالغنام‪ ..‬ويتخذون الكهوف يف اجلبال م أ�وى‬
‫كبيوت ي�ستدفئون بها ويحتمن بها من‬ ‫ولغنامهم ٍ‬ ‫لهم أ‬ ‫بها من منتجات الدول أالخرى‪ ,‬وال�سقطرية منها‬ ‫ق�صة ال�سلطان مع ا إلجنليز عندما عر�ضوا عليه بيع‬
‫تغريات الطبيعة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫اجلزيرة وت�سليمها لهم‪ ..‬فقال‪�( :‬إن هذه أالر�ض لي�ست بوجه خا�ص‪َ ,‬‬
‫كال�ص رِ ْب واللبان و�نواع �خرى مثل البخور‬
‫ؤ‬
‫من جبل ا�سكاند ميكنك ر�ية حديبو كلها يف ملحة‬ ‫أ�ر�ضي حتى أ�بيعها لكم و�إمنا هي أ�مانه يف عنقي أ‬
‫للمة والزباد والعود‪ ,‬وغري ذلك من ال�سلع النادرة والتي ال‬
‫واحدة‪ ..‬حيث تت�شابك أ�طراف املا�ضي واحلا�ضر‪..‬‬ ‫يف اليمن واهلل ال أ�فرط يف �شرب من أ�ر�ضها) وبقي جي�ش يوجد معظمها �إال يف جزيرة �سقطرى‪ ,‬وجنوب �شبه‬
‫ومن هذا املكان ميكنك أ�ي�ضا ر ؤ�ية أ�طراف �سقطرى‬ ‫اجلزيرة العربية‪ ,‬وخا�صة اللبان والقطر‪ ,‬وهو ال�صمغ‬ ‫ا إلجنليز يف اجلزيرة لعدة أ�يام ثم غادروها مكرهني‬
‫من كل االجتاهات واال�ستمتاع مبنظر غروب ال�شم�س‬ ‫الذي ي ؤ�خذ من �شجرة (اعرهييب) املعروفة بدم‬ ‫ب�سبب املر�ض الذي أ��صاب جنودهم قبل أ�ن يحققوا‬
‫من جهة البحر أالحمر وهي تت أ�لق على تقا�سيم البحر‬ ‫أالخوين‪ ,‬والتي ال توجد �إال يف �سقطرى‪ ..‬والذي ي�سميه‬ ‫أ�هدافهم يف اجلزيرة‪.‬‬
‫البنف�سجي و أ�لوان الطبيعة اخل�ضراء يف اجلبال‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫�هل اجلزيرة بلغتهم (�إد��ح) بك�سر الهمزة الوىل‬ ‫أ‬
‫ال�سوداء املتنوعة‪ ..‬فتمتزج أ�لوان ال�شم�س الذهبية مع‬ ‫والخرى‬‫و�سكون الدال‪ ,‬ثم همزتني أالوىل مفتوحة أ‬ ‫ميناء سوق القديم‬
‫وال�سود وتعطي أ�كرث انطباعا‬ ‫والخ�ضر أ‬‫البنف�سجي أ‬ ‫�ساكنة فحاء �ساكنة‪.‬‬ ‫أ‬
‫نتجه �إىل واحد من �قدم املوانئ يف اجلزيرة العربية‬
‫و�شاعرية عن جمال املكان وهدوئه‪.‬‬ ‫ؤ‬
‫امليناء يحتاج �إىل �إمكانيات كبرية ت�هله لي�صبح‬ ‫ورمبا العامل أ�ي�ضا‪ ..‬انه ميناء �سوق القدمي‪ ..‬امليناء‬
‫خيمنا يف القمة وكان ال�ضباب يغطيها وامل�شهد من‬ ‫مينا ًء عاملي ًا وترانزيت جتاري حلركة املالحة البحرية‬ ‫القدمي لتجارة البخور واللبان‪ ..‬وهو على بعد أ�ميال‬
‫حولنا خيايل ومده�ش على حديبو‪.‬‬ ‫أ‬
‫الدولية‪ ..‬وهذا الطموح ميكن �ن يتحقق يف امل�ستقبل‬ ‫قليلة �شرق حديبو‪ ..‬ويطلق على امليناء ا�سم �سوق‪..‬‬
‫و�صادفنا يف الرحلة �سياح ًا من جن�سيات عاملية‬ ‫ح�سب ت�صريحات مدير املوانئ م�سعود �سعد أ�حمد‪.‬‬ ‫ويحكى أ�نه كان العا�صمة التاريخية ل�سقطرى‪.‬‬
‫خمتلفة‪ ..‬نظموا ريا�ضة م�شى وت�سلق �إىل اجلبل‪ ..‬عدد‬ ‫امليناء ي�ستقبل عدد ًا من ال�سفن التجارية‪ ..‬وتنظم‬ ‫كان ميناء �سقطرى يف العهود القدمية‪ ,‬موقعا‬
‫منهم قدموا لنا انطباعاتهم عن م�شهد الرحلة و�شبهوا‬ ‫�إىل امليناء عدد من الرحالت ال�سياحية البحرية من‬ ‫ا�سرتاتيجيا‪ ,‬تقام فيه أ��سواق عاملية حرة‪ ,‬لتبادل‬
‫لنا �سل�سلة جبال �سقطرى بجبال أاللب الفرن�سية‬ ‫ال�سلع وال�صفقات التجارية بني أالمم‪ ,‬فقد كان العرب ميناء املكال‪ ..‬ويعترب من�صة لقوارب ال�صيد وجممع‬
‫والهماليا يف الهند‪ ..‬كما و�صفوا �سقطرى ب أ�نها أ�ر�ض‬ ‫لل�صيادين‪ ..‬وتعترب �شواطئ مدينة حديبو من املناطق‬ ‫وال�صينيون‪ ,‬والهنود أ‬
‫والفارقة وا إلغريق واليونانيني‬
‫مده�شة وعامل جميل مليء بالعجائب‪.‬‬ ‫الغنية أ‬
‫بال�سماك وي�شتهر ال�صيادون يف املدينة‬ ‫والرومان يجتمعون فيه يف موا�سم خمتلفة‪ ,‬يتبادلون‬
‫بعد أ�ن خيمنا يف أ�على قمة ليومني عدنا بطريق‬ ‫باملهارة فهم يخرجون لل�صيد على قواربهم ال�صغرية‬ ‫ال�سلع التجارية‪ ,‬حيث ت أ�تي القوافل ب�سلعها لتتقاي�ض‬
‫‪26‬‬
 ‫فوق الغيوم‬

‫اعداد‪ :‬محمد هاني عطوي‬

‫ثمة ظواهر تحدث على األرض تثير الكثير من‬
‫التساؤالت‪ ،‬من بينها ظاهرة “األطباق الطائرة”‬
‫والشهادات عن مشاهدة حاالت اختطاف بشر‬
‫باألطباق الطائرة‪ ..‬وال تزال الكثير من الشكوك‬
‫تثار حول صدقية تلك األحداث التي ظلت بين‬
‫الحقيقة والخيال‪ ،‬وكان البحث عن حياة خارج‬
‫كوكب االرض قد بدأ في العام ‪1959‬م‬
‫عندما فكر الفيزيائيان جيسب كوكوني‬
‫وفيليب موريسون باستخدام التقنية الجديدة‬
‫المتوافرة في التلسكوبات الرادياوية اللتقاط‬
‫إشارات محتملة من الكائنات الفضائية‪ ،‬ومنذ‬
‫ذلك الوقت ظهر أكثر من ‪ 60‬مشروعا كبيرا‬
‫لالستماع لهذه الكائنات‪ ،‬كان أهمها مشروع‬
‫فونيكس الذي أعده معهد (ت‪.‬ش‪ .‬س)‬
‫للبحث عن كائنات فضائية ذكية‪ ،‬وقد تم بهذا‬
‫الخصوص دراسة أكثر من ‪ 1000‬نجم‪ ..‬حيث‬
‫وجه العلماء إليها تلسكوباتهم الرادياوية‬
‫لالستماع إلى تردداتها المنطلقة منها‪ ،‬وحتى‬
‫اآلن لم يلتقط العلماء أية اشارت تدل على‬
‫احتمالية وجود كائنات من هذا النوع‪.‬‬

‫فيه �إىل درجة أ�نها ميكن أ�ن ت�سكت جميع احل�ضارات‬
‫أالخرى يف الكون �إن وجدت؟!‬
‫الواقع أ�ن الفر�ضية من بنات أ�فكار خرباء الفيزياء‬
‫أ‬
‫الفلكية‪ ،‬فهذه الفر�ضية التي رمبا تف�سر للبع�ض م�س�لة‬
‫“ال�صمت الكبري” ن�شرت يف جمالت علمية جادة مع‬
‫بداية الثمانينات‪ ،‬ويعترب الفيزيائي جيورجي بنفورد‬
‫امل� ؤس�ول عن تطوير هذه الفكرة‪.‬‬
‫ويرى بنفورد أ�ن املركبات الف�ضائية ذاتية اال�ستن�ساخ‬
‫( أ�ي التي ت�ستن�سخ نف�سها بنف�سها) التي تخيلها فريمي‬
‫تت�ضاعف يف الف�ضاء كما تتكاثر أ�و تت�ضاعف املخلوقات‬
‫احلية‪ ،‬وي�ضيف بنفورد أ�نه خالل فرتة حمددة من‬
‫للفراد املنحدرين من هذه احل�ضارة‬ ‫الزمن‪ ،‬ميكن أ‬
‫تكوين نظام بيئي جديد يف املجرة والو�صول �إىل تقنية‬
‫اال�ستن�ساخ الذاتي ومهاجمة كل أ��شكال احل�ضارات‬
‫أالخرى اجلديدة كح�ضارتنا و�إ�سكاتها أ‬
‫للبد‪.‬‬
‫ومن املالحظ أ�ن هذا التف�سري ال يت�ضمن أ�ي افرتا�ض‬
‫يتعلق بو�ضعنا الب�شري كمراقبني‪ ..‬كما أ�نه يلتزم مببد�أ‬
‫التايل‪( :‬لنتخيل أ�ن ثمة ح�ضارة ف�ضائية متقدمة عن‬
‫ح�ضارتنا ب�شيء قليل‪ ،‬ولنفرت�ض أ�ن أ��صحاب تلك‬
‫احل�ضارة يحاولون اكت�شاف النجوم املوجودة يف جمرة‬
‫درب الت ّبانة با�ستخدام جم�سات ف�ضائية قادرة على‬
‫اال�ستفادة من امل�صادر الطبيعية للكواكب وا�ستن�ساخ‬
‫كواكب ت�شبهها �إىل حد كبري‪ ،‬فلو انطلقت املركبة‬
‫أالوىل نحو جنم قريب با�ستخدام �صواريخ قوية تعمل‬
‫بالوقود (احلراري النووي) وب�سرعة تعادل ‪ 5%‬من‬
‫�سرعة ال�ضوء‪ ،‬ف�إنه من املرجح أ�ن تبلغ هدفها بعد‬
‫أ�لف �سنة!‬
‫ولنتخيل كذلك أ�ن مركبتني انطلقتا بعد أ�لف �سنة نحو‬
‫جنمني �آخرين‪ ..‬فكم �سيلزم من الوقت الكت�شاف‬
‫جنوم درب التبانة برمتها؟ و�إذا كنا نعلم أ�ن جمرتنا‬
‫حتوي ‪ 200‬مليار جنم‪ ،‬فهذا يعني أ�ن كل هذه النجوم‬
‫�ست�شهد زيارة واحدة على أالقل خالل ‪ 38‬جيال قادما‪،‬‬
‫وهو ما يعادل ‪ 38‬أ�لف �سنة!‬
‫و�إذا كانت هذه املدة تبدو قليلة‪ ،‬ف�إن املجرة نف�سها‬
‫يف العام ‪1980‬م و�صف عدد من الباحثني هذا اللغز‬
‫بتعبري “ال�صمت الكبري” فهم يرون أ�ن الف�ضاء يزخر‬
‫بالكثري من احل�ضارات الذكية‪ .‬وي�ستند ه ؤ�الء على‬
‫مبد أ� علمي أ��سا�سي ي�سمى املبد أ� الكوبرنيك�سي ن�سبة‬
‫�إىل الفيزيائي كوبرنيك الذي أ�ثبت أ�ن أالر�ض لي�ست‬
‫مركز ًا للكون‪ ،‬وطبقا لهذا املبد أ� ف�إنه على ا إلن�سان‬
‫أ�ن يفرت�ض دائما أ�ن الب�شر لي�سو يف مركز العامل و أ�ن‬
‫مكاننا يف الف�ضاء ال يزيد وال ينق�ص عن أ�ي مكان �آخر‬
‫يف الكون‪ ،‬و أ�ن قوانني الفيزياء تنطبق على ما يحدث‬
‫يف املختربات كما تنطبق على أ�بعد املجرات يف الكون‪.‬‬
‫ويرى �صاحب املبد أ� أ�نه �إذا كان ثمة حياة ذكية‪ ..‬ف�إنها‬
‫لي�ست مقت�صرة على أالر�ض و أ�نها �شائعة يف جميع‬
‫أ�رجاء الكون‪.‬‬
‫آ‬
‫ولكن ملاذا مل نتمكن حتى الن من ر�صد الكائنات‬
‫الذكية أالخرى املوجودة يف الكون؟!‬
‫يعتقد بع�ض العلماء أ�نه لتف�سري م� أس�لة “ال�صمت‬
‫الكبري” ميكننا أ�ن ننطلق من ق�ضية مفادها أ�ن‬

‫وجود حضارات ذكية في الفضاء‬

‫كوبرنيك من البداية حتى النهاية‪ ،‬ومن هذا املنطلق‪..‬‬ ‫أ�كرب عمر ًا بـ‪ 300‬أ�لف مرة‪ ،‬وميكن القول أ�نه لو كان‬ ‫احل�ضارات التكنولوجية وا�سعة االنت�شار يف املجرة‬
‫جند أ�ن عدد ًا من املتخ�ص�صني يف البحث عن حياة‬ ‫ثمة ح�ضارات ذكية يف الف�ضاء ظهرت ب�شكل منتظم‬ ‫(درب الت ّبانة) وهذا ما يوفر لها فر�صة لالت�صال بنا‪،‬‬
‫ذكية يف الف�ضاء‪ ،‬يعتربون هذا التف�سري من أ�كرث‬ ‫قبل ح�ضارتنا‪ ،‬ف�إن فر�صتها مللء النجوم باملركبات‬ ‫لكن الواقع يقول غري ذلك‪ ..‬فلو كانت هناك ح�ضارات‬
‫التفا�سري �إقناعا من الناحية املنطقية‪.‬‬ ‫املتطورة �ستكون كبرية جدا‪ ،‬ولكانت فر�صتنا يف مقابلة‬ ‫ذكية يف الف�ضاء‪ ،‬لتوجب علينا مقابلتها أ�و االت�صال‬
‫لكن ل�سوء احلظ يعني ذلك أ�ن كوكبنا �سيتعر�ض خالل‬ ‫�إحدى هذه املركبات من االحتماالت الواردة جدا)‪.‬‬ ‫بها على أالقل‪ ،‬ويف العام ‪1950‬م تو�صل الفيزيائي‬
‫القرون املقبلة خلطر حقيقي‪ ،‬بل ومن املرجح أ�ن تكون‬
‫بع�ض تلك املركبات الف�ضائية قد مرت على أالر�ض‬
‫لكن من الذي اخرتع م� أس�لة املركبات أ�و “الروبوتات‬
‫القنا�صة” التي ميكن أ�ن ترهب الف�ضاء وت�سرح ومترح‬
‫ا إليطايل �إنريكو فريمي �إىل هذه النتيجة بعد ح�سابات‬
‫م�ستفي�ضة حول هذا أالمر‪ ،‬و�ضرب فريمي املثال‬
‫فرضية يطرحها علماء الفلك والفيزياء‬
‫‪29‬‬ ‫‪28‬‬
 ‫فوق الغيوم‬

‫طرح اسم “بلوتو” ألول مرة عن طريق فتاة‬

‫من أوكسفورد في بريطانيا اسمها “فينيتيا‬
‫باير” في حوار مع جدها فالكونر مادان أحد‬
‫العاملين في أوكسفورد ‪...‬‬

‫جمموعة �شم�سية تعتقد أ�ن با إلمكان أ�ن توجد حياة‬

‫عاقلة ما على �سطحها‪.‬‬
‫أ‬
‫واختارت من هذه القائمة خم�سة جنوم تعتقد �نها‬
‫أالقرب لتزكية أ�طروحتها حول وجود أ��شكال للحياة‬
‫الذكية لكائنات ف�ضائية‪� ،‬إن وجدت‪.‬‬
‫وقالت تورنبل‪ »:‬لقد اخرتت خم�سة جنوم للدعاية‬
‫للماكن التي ينبغي أ�ن نتوجه �إليها �إذا تعني علينا‬ ‫أ‬
‫أ‬
‫ذلك �و �ن نوجه �جهزة التل�سكوب نحوها‪».‬وير�صد‬‫أ‬ ‫أ‬
‫العلماء عن طريق التل�سكوب احتمال وجود موجات‬
‫�صوتية قادمة من النجوم البعيدة‪� ،‬إال أ�ن ات�ساع‬
‫املو�ضوع جعلهم يفكرون يف ت�ضييق جمال البحث‬
‫ت�ضيف تورنبل‪ »:‬هناك عدد كبري من النجوم يف‬
‫الف�ضاء ميكن ر�صدها‪ ،‬لكن ال ميكننا التدقيق فيها‬
‫جميعا بالقدر الذي نريد‪ .‬لقد متكنا من �إعطاء‬
‫أالولوية يف أ�بحاثنا حتى نكون ب�صدد متابعة النجوم‬
‫أالكرث ت�شابها بالنجوم التي حتيط بنا‪ .‬علينا أ�ن‬
‫نحدد تلك التي ينبغي أ�ن نوجه أ�جهزة التل�سكوب‬
‫نحوها»‪.‬‬
‫وترتبط معظم املعايري التي اعتمدت عليها تورنبل‬ ‫ومعروف أ�ن العلماء ظلوا منذ زمن بعيد ي�سرتقون‬ ‫لدرا�ستها قبل ظهور ا إلن�سان عليها‪.‬‬
‫على عمر النجوم‪ ..‬حيث وقع اختيارها ح�صرا على‬ ‫ال�سمع اللتقاط �إ�شارات �صوتية من املجموعات‬ ‫وينهي أ�حد علماء الف�ضاء امل� أس�لة قائال‪( :‬من الف�ضل‬
‫أ‬
‫النجوم التي يزيد عمرها عن ‪ 3‬مليارات �سنة‪ ،‬وهي‬ ‫ال�شم�سية أالخرى‪ ،‬على أ�مل العثور على ح�ضارات‬ ‫ل�سكان أالر�ض أ�ن يلتزموا ال�صمت و أ�ن يكفوا عن‬
‫املدة الكافية لت�شكل الكواكب وت�شكل حياة مركبة على‬ ‫أ�خرى غري احل�ضارة ا إلن�سانية‪.‬‬ ‫ار�سال موجات كهرومغناطي�سية نحو الف�ضاء‪ ،‬و أ�ن‬
‫�سطحها‪.‬‬ ‫وقد تفح�صت مارجريت تورنبل‪ -‬من م ؤ��س�سة‬ ‫ي أ�خذوا بالقول امل أ�ثور‪� :‬إذا كان الكالم من ف�ضة‬
‫أ‬
‫كما تعني على النجوم املر�شحة �ن يحتوي الواحد منها‬ ‫كارنيجي يف وا�شنطن‪ -‬عدة معايري مثل عمر النجوم‬ ‫فال�سكوت من ذهب)‪.‬‬
‫على ما ال يقل عن ‪ 50%‬من مادة احلديد املوجودة يف‬ ‫وكمية احلديد املوجودة يف حميطها‪.‬‬
‫ال�شم�س‪ ..‬فكل جنم يحتوي حميطه على كمية �ضئيلة‬ ‫وجاء على ر أ��س النجوم التي حددتها تورنبل جنم «�سي‬ ‫مخلوقات فضائية ؟!‬
‫من احلديد هناك احتمال ب أ�ال يكون قد وجد به خالل‬ ‫يف �إن» وهو جنم ي�شبه ال�شم�س ويعود تاريخ وجوده �إىل‬ ‫و�ضعت عاملة ف�ضاء أ�مريكية قائمة بالكواكب التي‬
‫فرتة الن� ؤش� أالوىل ما يكفي من املعادن الثقيلة الالزمة‬ ‫‪� 26‬سنة �ضوئية‪.‬‬ ‫يحتمل أ�ن يوجد على �سطحها �شكل من أ��شكال احلياة‬
‫لت�شكل الكواكب‪.‬‬ ‫وكانت تورنبل قد حددت يف ال�سابق حوايل ‪ 17‬أ�لف‬ ‫العاقلة‪.‬‬
 ‫مراجعـــات‬
‫المؤثرات الخارجية على الساعة البيولوجية‬
‫ينبغي التنبيه �إىل أ�ن ال�ساعة البيولوجية مدعمة‬
‫ذاتيا وتعمل ب�صورة فطرية و أ�ن املتغريات أ�و امل ؤ�ثرات‬
‫اخلارجية تعمل يف �إطار �إعادة �ضبط ال�ساعة مع زيادة‬
‫أ�و نق�ص الدورات البيولوجية‪:‬‬
‫ال�ضوء والظالم‪ -‬اليقظة والنوم‪ -‬ال�ضو�ضاء وال�سكون‬
‫هذه امل ؤ�ثرات اخلارجية تعمل على �إعادة تكيف ال�ساعة‬
‫البيولوجية مع الدورة البيئية ال�سائدة وذلك عن‬
‫طريق التغري الكمي والنوعي يف اجلينات التي تتحكم‬
‫يف �ضبط ال�ساعة البيولوجية مما ي ؤ�دي بدوره �إىل‬
‫متغريات يف الوظائف الع�ضوية لل�سلوك‪.‬‬
‫الضــــــــــــــوء‬
‫ُي َن ّ�شط افراز هرمونات الن�شاط مثل الهرمون احلاث‬ ‫‪n‬‬
‫الفراز الكورتيزون وهرمون الذكورة (منت�صف النهار‬
‫بال�ضبط) ويقل �إفراز امليالتونني وذلك عن طريق‬
‫الغدة ال�صنوبرية‪.‬‬
‫حتدد عدد �ساعات ا إل�ضاءة الوقت الذي يبلغ فيه‬ ‫‪n‬‬
‫ا إليقاع البيولوجى ذروته‪.‬‬
‫يبد أ� ن�شاط اجلهاز الع�صبي الودي يف االزدياد وهو‬ ‫‪n‬‬
‫املن�شط الفرازات الهرمونات الن�شطة وكذلك �سرعة‬ ‫عن طريق التغذية اال�سرتجاعية بوقف ن�شاط اجلينات‬
‫�ضربات القلب وارتفاع �ضغط الدم وزيادة الطاقة‬
‫املطلوبة للن�شاط وزيادة الدورة الدموية للمخ لزيادة‬
‫ا إلنتباه والرتكيز والتوافق احلركي‪ .‬‬
‫زيادة افراز الكورتيزون‪.‬‬ ‫‪n‬‬
‫زيادة ال�سكر وحتليل الدهون والربوتينات‪.‬‬ ‫‪n‬‬
‫للح�صول على أالحما�ض أالمينية‪.‬‬ ‫‪n‬‬
‫زيادة الطاقة املطلوبة للن�شاط النهاري‪.‬‬ ‫‪n‬‬
‫‪33‬‬
‫‪ ‬و أ�ثناء الليل يزداد ن�شاط ا إلفرازات التي ت ؤ�دي �إىل‬
‫راحة وا�سرتخاء أ�جهزة اجل�سم مثل امليالتونني‪-‬‬
‫البور�ستاجالندين‪ -‬اجلهاز الع�صبى غري الودي‪-‬‬
‫اخلاليا اللمفاوية وكرات الدم البي�ضاء لتعزيز‬
‫دفاعات اجل�سم ‪ ،‬لذا غالب ًا ما ت أ�تي احلمى بالليل كما‬
‫يقل هرمون الكورتيزون وبالتايل تن�شط و�سائل املناعة‬
‫حيث يتال�شى الت أ�ثري املثبط للمناعة لهذا الهرمون‪.‬‬
‫الساعـــة البيولوجية‬
‫هي التي تتوىل توجيه ا إليقاع الدورى والت�صميم‬
‫الساعة البيولوجية‬
‫الزمني ب�شكل ثابت ومن�سق‪.‬‬
‫أ�ين توجد؟‬
‫توجد يف النواة فوق الت�صالبية‪ ‬بالدماغ واي�ضا يف‬
‫والن�سجة حيث أ�ظهرت البحوث أ�ن‬ ‫اخلاليا أالخرى أ‬
‫قطع ر أ��س ذبابة الفاكهة ال يف�صل ا إليقاع الدوري‬
‫البيولوجي‪.‬‬
‫‪ ‬ما الذي يقود ال�ساعة البيولوجية؟‬
‫أسرار اإليقاع الدوري للحياة اليومية‬
‫أ‬
‫توجد جينات ت�سمى بري ‪ ،Per‬تيم ‪Tim less‬تت�ثر‬
‫بدورة الظالم وال�ضوء فتنخف�ض مع ال�ضوء ال�ساطع‬
‫وتزداد يف الظالم ف�إذا زادت كميتها تتحد معا ثم تقوم‬
‫التصميم الزمنى للجسم‬
‫التي �صنعتها ثم تتحلل ثم تبد أ� الدورة من جديد‪.‬‬ ‫والع�ضاء تعمل �ضمن خطة‬ ‫كل أالجهزة و الوظائف‪  ‬أ‬ ‫خصائص اإليقاع‬ ‫اإليقاع الدوري البيولوجي‪:‬‬
‫ويوجد جينان ي�سميان كلوك ويا مال يتحدان مع‬ ‫�شاملة متوزانة هدفها خدمة م�صلحة اجل�سم العليا‬ ‫• يكون حمدد ًا أ��ص ًال بالوراثة‪ ،‬وغري مكت�سب‪.‬‬ ‫هو التغير الدوري من حد أدنى إلى حد أقصى ثم إلى حد أدنى في نشاط‬
‫جيني بري وتيم لتن�شيطهما وبدء ت�شغيل ال�ساعة‬ ‫(حياته و�سالمته) (التكامل والتنا�سق)‬ ‫• ثابت داخل اجلن�س الواحد (الف أ�ر‪ -‬ن�شاط ليلي‪-‬‬ ‫العضو وذلك وفق خطة زمنية ثابتة ال تتغير وهو أحد الخصائص الهامة‬
‫البيولوجية وهذه اجلينات أالربع ت�شكل قلب ال�ساعة‬ ‫مث ًال‪ :‬ين�شط أ�ثناء النهار‪ :‬اجلهاز الع�صبى‪ -‬القلب‬ ‫راحة نهارية‪ -‬ا إلن�سان ن�شاط نهاري‪ -‬راحة ليلية)‪.‬‬ ‫للمادة الحية ويوجد عند كل األحياء من وحيدي الخلية إلى االنسان وأيضا على‬
‫البيولوجية‪ ‬وتبد أ� الدورة يف منت�صف النهار ثم ترتاكم‬ ‫والدورة الدموية والتنف�س ويزداد �إفراز الهرمونات‬ ‫• ال يتوقف وجوده على العوامل اخلارجية مثل‬ ‫كل المستويات في الكائن الحى الواحد‪ :‬أجهزة‪  -‬أعضاء‪ -‬أنسجة‪ -‬خاليا‪-‬‬
‫الربوتينات حتى ت�صل ذروتها قبل الفجر ثم تتناق�ص‬ ‫التي توفر الطاقة مثل الكورتيزون (قمة �صباحية)‬ ‫ال�ضوء والظالم ولكن يتكيف معها بتغريات تتناول‬ ‫مركبات الخاليا‪.‬‬
‫لتبد أ� دورة جديدة وهكذا‪.‬‬ ‫والهرمون احلاث الفراز الكورتيزون قبله ب�ساعة‪.‬‬ ‫مدة االيقاع بالزيادة والنق�صان‪.‬‬ ‫‪ ‬د‪ .‬مصباح سيد كامل‬
‫‪32‬‬
 ‫مراجعـــات‬
‫يقل افراز الكورتيزون‪ .‬تن�شط املناعة‪.‬‬
‫التغيريات الف�سيولوجية خالل ‪� 24‬ساعة‬
‫‪� 1( ‬صباحا)‬
‫أ‬
‫الن�ساء احلوامل غالبا ما يبد�ن يف الو�ضع‪.‬‬
‫(‪� 2‬صباح ًا)‬
‫خاليا حم�صنة ت�سمى الكريات الليمفاوية امل�ساعدة‬
‫(تى) تكون يف ذروتها‪.‬‬
‫(‪� 4‬صباح ًا)‬
‫م�ستويات هرمون النمو تكون يف قمة ارتفاعها‪.‬‬
‫(‪� 6‬صباح ًا)‬
‫‪ -‬يغلب حدوث نوبات الربو‪.‬‬
‫غالب ًا ما تبد أ� دورة احلي�ض‪.‬‬
‫‪n‬‬

‫تكون م�ستويات أالن�سولني يف الدم يف أ�قل م�ستوياتها‪.‬‬ ‫‪n‬‬

‫يبد أ� �ضغط الدم ومعدل �ضربات القلب يف االرتفاع‬ ‫‪n‬‬

‫ترتفع م�ستويات هرمون التوتر “الكورتيزول”‪.‬‬ ‫‪n‬‬

‫(‪� 7‬صباح ًا)‬

‫تبد أ� م�ستويات امليالتونني يف االنخفا�ض‪.‬‬‫‪n‬‬

‫خماطر النوبة القلبية وال�سكتة الدماغية تكون يف‬ ‫‪n‬‬

‫(‪ 6 ‬م�سا ًء)‬ ‫(‪ 3‬ع�صر ًا)‬ ‫أ�على معدالتها‪.‬‬

‫�إدرار البول يكون يف أ�على معدل له‪.‬‬ ‫تكون �سيطرة القوة ومعدل التنف�س واحل�سا�سية‬ ‫تكون التهابات املفا�صل “الروماتيد” يف أ��سو�أ‬ ‫‪n‬‬

‫(‪ 9 ‬م�سا ًء)‬ ‫املنعك�سة يف أ�على معدل لها‪.‬‬ ‫أ�عرا�ضها‪.‬‬

‫بداية أالمل يف أ�قل معدالته‬ ‫(‪ 4‬ع�صرا )‬ ‫يكون م�ستوى الكريات الليمفاوية امل�ساعدة «تى» يف‬ ‫‪n‬‬

‫(‪11‬م�سا ًء)‬ ‫تكون درجة حرارة اجل�سم ومعدل النب�ض و�ضغط الدم‬ ‫أ�قل م�ستوى أ�ثناء النهار و يكون م�ستوى الهيموجلوبني‬
‫غالب حدوث ا�ستجابات احل�سا�سية‪.‬‬ ‫يف ذروتها‪.‬‬ ‫يف الدم يف قمته‪.‬‬

‫إن إفراز األدرينالين يحافظ على قمته حتى في‬

‫الحالة المرضية‪ ،‬وهي ارتفاع ضغط الدم‪ ،‬بحيث‬
‫أن هذه القمة تحدث بعد الظهر كما في الحالة‬
‫السوية‬

‫‪� -2‬إن �إفراز أالدرينالني يحافظ على قمته حتى يف‬ ‫القلب التاجية أ�و ما ي�سمى بالذبحة ال�صدرية‪ ،‬ولقد‬ ‫في منتصف النهار‬
‫احلالة املر�ضية‪ ،‬وهي ارتفاع �ضغط الدم‪ ،‬بحيث أ�ن‬ ‫نزل الفا�صل (�س‪ -‬ت) �إىل حده أالق�صى يف ال�ساعة‬ ‫ترتفع ن�سبة الت�ستو�ستريون �إىل القمة‪.‬‬ ‫‪n‬‬

‫هذه القمة حتدث بعد الظهر كما يف احلالة ال�سوية ومن‬ ‫الثامنة �صباح ًا والثانية ع�شرة �صباح ًا‪.‬‬ ‫ال يزال م�ستوى هرمون االدرنالني مرتفع‪.‬‬ ‫‪n‬‬

‫الوا�ضح أ�نه يكون من أال�سلم ملر�ضى القلب ومر�ضى‬ ‫كما أ�ن «ديوار» وجد أ�ن اجللطة القلبية حتدث أ�ثناء‬ ‫‪n‬‬ ‫ا إلح�سا�س باجلوع ي ؤ�دي �إىل التوتر‪.‬‬ ‫‪n‬‬

‫ارتفاع ال�ضغط أ�ن يلتزموا بفا�صل من اال�سرتخاء‬ ‫الليل‪ ،‬كما حتدث أ�ي�ض ًا ب�صفة عامة بني الرابعة‬ ‫قمة أ�خرى الفراز أالدرنالني‪.‬‬ ‫‪n‬‬

‫والراحة يقطعون به ان�شغالهم باحلياة اليومية يف فرتة‬ ‫وال�ساد�سة م�ساء‪ .‬كما أ�ن «�صمولن�سكى» وجد أ�ن أ�حد‬ ‫زيادة الن�شاط القلبي بحيث يجب جتنب ا إلجهاد يف‬ ‫‪n‬‬

‫بعد الظهر‪ ،‬مما يزيح عن القلب جزء ًا من املجهود‪،‬‬ ‫أ�على معدالت التنومي يف امل�ست�شفي من أ�جل جلطة‬ ‫هذه الفرتة‪(  ‬من الظهرـ القيلولة)‪.‬‬
‫وبالتايل مينعه من جتاوز خط ا إلجهاد أالحمر الذي‬ ‫قلبية يكون أ�ي�ض ًا ال�ساعة الثامنة م�سا ًء‪.‬‬ ‫لقد بني «�إلرتغام» و»دوب�سون» أ�ن احتمال توقف‬ ‫‪n‬‬

‫يحدث فيه املكروه‪ ،‬كما بينته ا إلح�صائيات ال�سابقة‬ ‫ومن املالحظ أ�نه يف حالة مر�ض ارتفاع �ضغط الدم‬ ‫‪n‬‬ ‫القلب يزداد أ�ثناء الفرتة املمتدة بني ال�ساعة الواحدة‬
‫مل يتغري ا إليقاع الدوري املعروف ل�سرعة نب�ض القلب‪،‬‬ ‫وال�ساعة الثالثة بعد الظهر وكذلك بني ال�ساد�سة‬
‫العشـــــــاء‬ ‫ولقيمة �ضغط الدم‪ ،‬ولهرمونات الكاتيكول أ�مني‪.‬‬ ‫والتا�سعة م�سا ًء‪.‬‬
‫افراز امليالنونني‪.‬‬ ‫ون�ستنتج ما يلي‪:‬‬ ‫ودعمت هذه النتائج ب أ�بحاث «جل�ستون» كما بني‬ ‫‪n‬‬

‫ن�شاط اجلهاز الع�صبى غري الودي‪.‬‬ ‫‪ -1‬أ�ن امل�ضاعفات اخلطرية ملر�ضى القلب تقع يف فرتة‬ ‫«جوى» وجود تغريات يف تخطيط القلب(نزول الفا�صل‬
‫انخفا�ض دقات القلب و حرارة اجل�سم‪ .‬امليل للنوم‪.‬‬ ‫بعد الظهر‪.‬‬ ‫‪ )S.T‬أ�ثناء التمرين بالن�سبة ملر�ضى �ضيق �شرايني‬

‫‪34‬‬
 ‫تفاصيل‬
‫الموقع والتسمية‬
‫تقع مدينة ثال يف حمافظة عمران �إىل ال�شمال الغربي‬
‫للعا�صمة �صنعاء وتبعد عنها بحوايل ‪46‬كم �إىل ما‬
‫قبل التق�سيم ا إلداري اجلديد الذي أ�ف�ضى �إىل �إن�شاء‬
‫حمافظة عمران‪ ..‬كانت ثال تتبع �إداري ًا حمافظة‬
‫املحويت‪ ..‬مت بناء ثال املدينة أالثرية يف بداية ع�صر‬
‫الدولة ال�سبئية‪ ..‬ت�شري �إىل ذلك النقو�ش أالثرية التي‬
‫تعود �إىل هذه احلقبة التاريخية‪ ..‬أ�طلق عليها يف ذلك‬
‫الع�صر ا�سم مدينة الطلح وذلك ب�سبب �إنت�شار أ��شجار‬
‫‪37‬‬
‫مع �ساعات ال�صباح الباكر يف زيارة عمل دلفنا �إليها‪..‬‬ ‫ثال واحدة من المدن األثرية العابقة بالسحر‬
‫وهي الزيارة أالوىل يل لهذه املدينة‪ ..‬حاولت التمرد‬ ‫خال من‬
‫والجمال‪ ،‬طبيعة خضراء وهواء عليل ٍ‬
‫على رفاقي ب� أش�ن املهمة التي ذهبنا ألجلها‪ ..‬فرحت‬ ‫عوامل التلوث‪ .‬طبيعة معمارية أثرية فريدة‪.‬‬
‫أ��سجل كل �صور اجلمال التي جتلت أ�مامي‪ ..‬وهناك‬
‫عبد الفتاح علي البنوس‬
‫عقدت العزم على مراجعة كتب التاريخ ألعرف‬
‫تاريخ هذه املدينة العريقة من أ�جل أ�ن تكتمل عنا�صر‬
‫اال�ستطالع ال�صحفي للخروج مبادة جيدة‪.‬‬
‫ثالث �ساعات ق�ضيناها يف رحاب ثال وكانت احل�صيلة‬
‫التالية‪.‬‬
‫مدينة التراث والطابع المعماري البديع‬
‫ُثـال‪..‬‬
‫‪36‬‬

‫ا إل�ستيالء على هذه املنطقة وب�سط نفوذهم عليها‪..‬‬
‫والحياء القدمية باحلجارة احلب�ش‪ /‬ال�سوداء للحفاظ‬
‫حيث ميتلك احل�صن العديد من التح�صينات الدفاعية‬
‫وكلها منحوتة يف ال�صخر مما يجعل من ال�صعوبة‬
‫مبكان على أ�ي قوة ال�سيطرة عليه‪ .‬ويحت�ضن احل�صن‬
‫العديد من التجهيزات التي متثل عام ًال م�ساعد ًا على‬
‫ال�صمود يف حال فر�ض احل�صار على احل�صن‪ ..‬حيث‬
‫�شاهدنا الكثري من الربك اخلا�صة باملياه با إل�ضافة‬
‫�إىل أ�حوا�ض مائية مقفلة �إال من فتحات علوية‬
‫أ��شبه بال�صهاريج مت �صبغ جدرانها الداخلية مبادة‬
‫الق�ضا�ض‪ ..‬وهي مادة بي�ضاء اللون قريبة ال�شبه من‬
‫ا إل�سمنت أالبي�ض لكنها تختلف عنه كونها أ�كرث �صالبة‬
‫وقادرة على البقاء ملئات ال�سنني‪ ..‬وبح�سب أ�حد أ�بناء‬
‫املنطقة ويدعى احلاج �صالح ف�إن هذه أالحوا�ض كانت‬
‫ت�ستخدم كمدافن خا�صة بتخزين احلبوب والغذاء‬
‫‪39‬‬
‫حصن ثال هو الحصن األكثر شهرة على‬
‫مستوى اليمن وهو من أكثر المعالم األثرية‬
‫والسياحية التي تختزلها هذه المدينة‪ ..‬يقع‬
‫أعلى جبل ثال الذي يطل على إرتفاع يتجاوز ثالثة‬
‫آالف متر‪..‬‬
‫أ‬
‫ا إلختالف‪ ..‬حيث حتاط املدينة ب�سور أ�ثري قدمي مت‬
‫أ‬
‫على الطابع الثري لهذه املدينة ال�ساحرة‪.‬‬ ‫ترميمه وجتديده ويختلف عن �سور �صنعاء يف �إنه مبني‬
‫حمتفظة بطابعها الرتاثي والثري دون �ن يطر� عليها‬
‫من أالحجار خالف ًا ل�سور �صنعاء املبني من الطني‪..‬‬
‫�ي مل�سات جتديدية وك�ن هناك �شبه �إجماع من قبل‬
‫حصن ثال األثري‬ ‫هذا ال�سور ببواباته ال�سبع و أ�براجه املتوزعة على‬
‫ح�صن ثال هو احل�صن أالكرث �شهرة على م�ستوى‬ ‫�ساحة ال�سور الكلية أ��ضفى على املدينة م�شهد ًا جمالياً‬
‫اليمن وهو من أ�كرث املعامل أالثرية وال�سياحية التي‬ ‫رائع ًا جعلها أ��شبه بعرو�س يف موكب زفافها املحاط‬
‫تختزلها هذه املدينة‪ ..‬يقع أ�على جبل ثال الذي يطل‬ ‫باحلماية أالمنية امل�شددة وهو ما جعل منه واحد ًا من‬
‫على �إرتفاع يتجاوز ثالثة �آالف مرت‪ ..‬الناظر �إليه ي�شعر‬ ‫أ�برز املعامل أالثرية لهذه املدينة‪ ..‬وعلى الرغم من‬
‫وك أ�نه يقوم مبهام احلرا�سة وت أ�مني املنطقة‪ ..‬ب�إحلاح‬ ‫أالهمية التي يكت�سبها هذا املعلم أالثري �إال أ�ننا الحظنا‬
‫مني على رفاق الرحلة توجهنا �صوب ح�صن ثال‪..‬‬ ‫تدمريا لبع�ض أ�جزاءه نظر ًا لعدم القيام ب أ�عمال‬
‫تركنا ال�سيارة و�صعدنا اجلبل الذي يحت�ضن يف أ�عاله‬ ‫�صيانة وترميم م�ستمرة ملواجهة عوامل التعرية وهناك‬
‫ح�صن ثال عرب طريق �صخري مبني من احلجارة يقود‬ ‫خماوف من طم�س معامل هذا املعلم أالثري الهام‪..‬‬
‫�إىل احل�صن‪ .‬و�صلنا �إىل احل�صن وهناك أ�دركنا ملاذا‬ ‫اجلميل‪ -‬ونحن ن�سري يف زقاق و أ�حياء املدينة القدمية‪-‬‬
‫والئمة يحر�صون على‬ ‫كان الكثري من أالمراء وامللوك أ‬ ‫ما قامت به الدولة من جمهود طيب يف ر�صف ال�شوارع‬
‫والحياء ال�سكنية مع بع�ض‬
‫تفاصيل‬
‫املعمارية القدمية ملنازل هذه املدينة والتي ما تزال‬ ‫منها ا إلمام املطهر بن �شرف الدين منطلق ًا للثورة‬ ‫الطلح ال�شوكية التي كانت تغطي أ�طراف املدينة‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫ال�شعبية التي قادها للخال�ص من احلكم العثماين‪..‬‬ ‫القدمية‪ ..‬و�سميت ثال تيمن ًا بامللك احلمريي ثال بن‬
‫أ‬
‫أ‬ ‫حيث �شهدت معارك �ضارية‪� ..‬إ�ضافة �إىل ذلك فقد‬ ‫لباخة بن أ�قيان بن حمري أال�صغر الذي �سكن فيها‬
‫أ�بناء املنطقة على ا إلحتفاظ ب أ��صالة البناء املعماري‬ ‫كانت ثال من احل�صون التي اعتمد عليها احلكم‬ ‫وذاع �صيته حتى بلغ أ��صقاع بعيدة‪ ..‬وهي معلومة تكاد‬
‫أ‬
‫ا إلمامي ب�سبب طبيعتها اجلبلية وحت�صيناتها الع�صية البديع الذي يعتمد على الحجار املبنية بالطني‬ ‫تكون معممة على غالبية أ�بناء ثال وهو ال�شيء الذي‬
‫على الغزاة واملعتدين‪ ..‬كما أ��سهم أ�بناء ثال يف اخلال�ص والنوافذ القدمية‪ ..‬يف حني تبدت أ�مامي أ�عداد قليلة‬ ‫يجهله الكثري من املواطنني يف املناطق واملدن أالثرية‬
‫من احلكم ا إلمامي حيث احت�ضنت هذه املدينة الكثري من املباين احلديثة التي مت �إقامتها على أ�طراف مدينة‬ ‫التي تزخر بها بالدنا‪.‬‬
‫ثال القدمية حر�ص ًا على عدم ت�شويه املنظر العام‬ ‫من رموز الن�ضال و أ�بطال الثورة املباركة وكان للكثري‬
‫للمدينة أالثرية وهو ما يح�سب ألبناء ثال‪.‬‬ ‫من أ�بنائها مواقف و أ�دوار م�شهودة يف الدفاع عن‬ ‫أهمية تاريخية وأثرية‬
‫الثورة والوحدة‪.‬‬ ‫تكت�سب مدينة ثال أ�همية كبرية كونها متتلك موروث ًا‬
‫السور والبوابات واألبراج‬ ‫تاريخي ًا و أ�ثري ًا زاخر ًا من قالع وح�صون وطابع‬
‫ونحن نتجول يف رحاب مدينة ثال مل�سنا حالة من‬ ‫إنطباع زائر‬ ‫معماري بديع‪ ..‬عالوة على كون هذه املدينة واحدة‬
‫ال�شبه بينها وبني مدينة �صنعاء القدمية من حيث‬ ‫أ‬
‫من املواقع البارزة التي �شهدت مقاومة �شر�سة من قبل ما �إن وط�ت قدماي مدينة ثال حتى ا�ستحوذت م�شاعر‬
‫والبراج أ‬
‫والبواب أ‬
‫ال�سور أ‬ ‫علي و أ�نا أ�طالع التقا�سيم الهند�سية للبيئة‬
‫أ�بنائها ملقارعة التواجد العثماين يف اليمن‪ ..‬حيث جعل الده�شة َّ‬
‫‪38‬‬
 ‫تفاصيل‬

‫لل�سياح خالل زياراتهم امل�ستمرة للمنطقة‪ ..‬وبف�ضل‬

‫عامل املمار�سة وا إلحتكاك املبا�شر بال�سياح من خمتلف‬
‫دول العامل أ�جاد ه ؤ�الء عملية الرتجمة بطالقة‪..‬‬
‫واجلميل أ�ن ت�سمع كل عبارات الثناء وا إل�شادة بتعاون‬
‫ه ؤ�الء من قبل ال�سياح أ�نف�سهم‪ ..‬وهو ما خلق بينهم‬
‫عالقات �صداقة وطيدة بف�ضل ح�سن تعاملهم وخلو‬
‫ذلك من أ��ساليب الن�صب وا إلحتيال التي ميار�سها‬
‫بع�ض أ�عداء ال�سياحة يف بالدنا ممن ال يدركون أ�همية‬
‫ال�سياحة ودورها الريادي يف دعم ا إلقت�صاد الوطني‪.‬‬

‫مقومات سياحية جذابة‬

‫ومما يح�سب ألبناء ثال أ�نهم بادروا ذاتي ًا يف �إقامة‬
‫فنادق �سياحية ت�ستوعب ال�سياح وفق الطابع الرتاثي‬
‫ال�سائد على املنطقة تلبي رغبة ال�سياح‪ ..‬با إل�ضافة‬
‫�إىل املطاعم ال�شعبية التي تقوم بتقدمي أ�جود أ�نواع‬
‫امل أ�كوالت ال�شعبية التي ت�ستهوي ال�سياح‪ ..‬وهي مطاعم‬
‫متتاز باعتمادها على أ�رقى معايري النظافة وال�سالمة‬
‫ال�صحية‪ ..‬وهو ما منحها ثقة ال�سياح الذين أ�دمنوا‬
‫على تناول امل أ�كوالت ال�شعبية اليمنية التي تبدعها‬
‫أ�نامل الطهاة الرجال والن�ساء من أ�بناء املنطقة‪.‬‬

‫طبيعة ساحرة‬
‫الب�ساط أالخ�ضر من الزروع والثمار التي يحت�ضنها‬
‫القاع الزراعي املحاذي للمنطقة والذي ترويه م�صبات‬
‫مياه أالمطار املتدفقة من أ�على اجلبل املطل على‬
‫املنطقة‪ ..‬يجعل هواء املنطقة ومناخها عابق ًا بال�سحر‬
‫واجلمال أالخاذ‪ ..‬الذي لطاملا كان م�ستحوذ ًا على‬
‫تفكري و أ�حا�سي�س ال�شعراء أ‬
‫والدباء والباحثني‪ ..‬فهاموا‬
‫فيها �شعر ًا ونرث ًا و�إبداع ًا‪ ..‬ومنحها حقها من ا إلهتمام‬
‫وا إل�شادة وت�سليط أال�ضواء عليها‪.‬‬

‫ثال وقائمة مدن التراث العالمي‬

‫هذه املكانة التاريخية أ‬
‫والثرية وال�سياحية التي حتتلها‬
‫مدينة ثال على خارطة املدن ال�سياحية أ‬
‫والثرية يف‬
‫بالدنا وخ�صو�ص ًا ما يتعلق بالطابع املعماري النيق‪..‬‬
‫أ‬
‫كل ذلك جعل منها مهي أ�ة ألن تدرج �ضمن قائمة‬
‫الرتاث العاملي‪ ..‬وهو ما عرب عنه الدكتور حممد عبد‬
‫الباري القد�سي أ�مني عام اللجنة الوطنية اليمنية‬
‫لليون�سكو‪ ..‬والذي أ��شار �إىل أ�نه تبذل املزيد من‬
‫اجلهود واالت�صاالت مع اجلهات ذات العالقة من‬
‫أ�جل �ضم مدينة ثال �إىل قائمة الرتاث العاملي‪ ..‬وهو‬
‫ما يكفل لها احل�صول على دعم اليون�سكو يف جانب‬
‫الرتويج ال�سياحي واحل�ضاري العاملي لها و�إدراجها‬
‫�ضمن املناطق احلا�صلة على الدعم احلكومي للحفاظ‬
‫والثرية‪ ..‬وهو مبثابة احللم الذي‬ ‫على املدن التاريخية أ‬
‫ين�شده أ�بناء ثال ويعملوا جاهدين على حتقيقه‪ ..‬وهو‬
‫ما �سيمثل نقلة ح�ضارية وتاريخية و�سياحية عاملية لهذه‬
‫املدينة العريقة‪.‬‬
‫وك أ�نها خالية متام ًا من ال�سالح وهو ما ينم عن وعي‬
‫جماهريي وا�سع يتحلى به أ�بناء املنطقة كان له أ�بلغ‬
‫أالثر يف حتويل مدينة ثال �إىل وجهة �سياحية ن�شطة‬
‫وفاعلة ترتادها أ�عداد هائلة من أالفواج ال�سياحية‬
‫والزوار من خمتلف حمافظات اجلمهورية‪.‬‬
‫ترجمة عفوية بالممارسة‬
‫ومن م�شاهداتنا التي �سجلناها يف هذه الزيارة‪ ..‬هي‬
‫وجود العديد من ال�شباب وال�شابات من أ�بناء ثال ممن‬
‫در�سوا العديد من اللغات أالجنبية‪ ..‬بهدف القيام‬
‫ب أ�عمال الرتجمة لل�سياح والزوار أالجانب‪ ..‬مقابل‬
‫مبالغ يح�صلون عليها من ال�سياح عرب ال�شركات‬
‫ال�سياحية التي تقوم مبهام تفويج ال�سياح وتنظم خط‬
‫�سري رحالتهم ال�سياحية‪ ..‬ومنهم بع�ض الذين تعلموا‬
‫اللغات أالجنبية و أ�تقنوها من خالل املرافقة امل�ستمرة‬
‫وا إل�ستفادة منها كمخازن لل�سالح وعلى أ�طراف‬
‫احل�صن توجد غرف منحوتة يف اجلبل كانت ت�ستخدم‬
‫لل�سكن وا إلقامة فيها‪.‬‬
‫تعاون األهالي في إنعاش السياحة‬
‫ده�شت و أ�نا أ��شاهد مدينة ثال عن بكرة أ�بيها يتفانى‬
‫أ�هلها مبختلف فئاتهم كبري ًا و�صغري ًا ون�سا ًء ورجا ًال يف‬
‫تهيئة كل أالجواء املالئمة إلنعا�ش الن�شاط ال�سياحي‬
‫ملنطقتهم ترحاب منقطع النظري بال�سياح‪ ..‬حميمية‬
‫يح�سدون عليها ي�ضعونها معهم جتعلهم‪ -‬و أ�عني‬
‫هنا ال�سياح‪ -‬يكررون الزيارة لهذه املدينة ويو�صون‬
‫رفاقهم بزيارتها‪ ..‬وعلى الرغم من وقوع ثال يف عمق‬
‫املد القبلي امل�شهور بحمل ال�سالح والتمظهر به يف‬
‫أالحياء وال�شوارع �إال أ�ن ما مييز أ�بناء ثال هو �إختفاء‬
‫تلك املظاهر أ�و التمظهر بها‪ ..‬حيث بدت لنا املدينة‬

‫‪41‬‬ ‫‪40‬‬
 ‫تكنــونت‬

‫مدمنو اإلنترنت ‪..‬‬

‫لم يسبق ألداة منذ فجر التاريخ ان خدمت االنسان‬
‫بالدرجة التي خدم بها الكمبيوتر بشكل عام‬
‫واالنترنت بشكل خاص تقدم االنسان ورفعته‪.‬‬
‫فهذه الشبكة العمالقة غيرت شكل الكون‬
‫في مدة زمنية متناهية الصغر‪ ،‬وبينما كان‬
‫يحلم علماء وكتاب مثل “ماكماهون” بالقرية‬
‫العالمية أصبحنا اآلن نتحدث عن الغرفة‬
‫العالمية‪ ،‬حيث يتمكن االنسان اآلن من غرفته‬
‫ومن دون ان يضطر الى مغادرتها من االتصال‬
‫بكل أنحاء المعمورة محققاً غايات وأهدافاً‬
‫مساجين العالم الجديد وأسرى شبكة العنكبوت الرقمية المتقدمة‬
‫كانت تستغرق منه سنوات طوال لتحقيقها‪.‬‬

‫ن�ستطيع ان نقول اليوم ان متثا ًال ا�سطوري ًا قد بعثت فيه‬

‫الروح‪ ،‬وكما ا�ستطاع هذا التمثال ان يحقق توا�ص ًال‬
‫هائ ًال غري م�سبوق بني أ�بناء الب�شرية يتم من خالله‬
‫حوار بني أ�بناء الطبقات والديانات وا آلراء والقوميات‬
‫املختلفة‪ ،‬كما ا�ستطاع ان يقطف لنا أ�جمل زهور‬
‫املعرفة والعلم والتقدم‪ ،‬فيجب ان ال نن�سى انه يحمل‬
‫�سيف ًا يف يده ي�ستطيع من خالله ان يقدم لنا زهرة‬
‫خراب معدنية ت�سلب من االن�سان روحه التي هي منبع‬
‫متيزه واختالفه وقيمته احلقيقية‪.‬‬
‫فال يختلف اليوم أ�ي م�ستخدم على ان لهذه ال�شبكة‬
‫مثالب وخماطر يجب ان يتنبه لها امل�ستخدم وان كنا‬
‫نتحدث عن ا إلدمان على االنرتنت ف�إن نظرة �سريعة‬
‫للثار أالخرى لها ما يربرها‪.‬‬
‫آ‬

‫ضحايا األنترنت‬
‫يتحدث العلماء ا آلن عن كثري من امل�ضار التي ي�سببها‬
‫اال�ستخدام اخلاطئ أ�و املفرط للكمبيوترات حتى ان‬
‫فرع ًا متخ�ص�ص ًا يف هذا اجلانب قد مت تكري�سه كفرع‬
‫من فروع البحوث ال�صحية ومن هذه املخاطر‪:‬‬
‫امل�ضار اجل�سمانية‪ :‬ومنها أال�ضرار التي ت�صيب أاليدي‬
‫من اال�ستخدام املفرط للف أ�رة‪ ،‬أ��ضرار ت�صيب العيون‬
‫لل�شعاع التي تبثه �شا�شات الكمبيوتر‪ ،‬أ��ضرار‬
‫نتيجة إ‬
‫ت�صيب العمود الفقري والرجلني نتيجة نوع اجلل�سة‬
‫واملدة الزمنية لها مقابل أ�جهزة احلا�سب‪ ،‬و أ��ضرار‬
‫ت�صيب أالذنني مل�ستخدمي مكربات ال�صوت‪ ،‬ثم‬
‫أال�ضرار املرتافقة مثل البدانة وما ت�سببه من أ�مرا�ض‬
‫مرافقة‪.‬‬
‫امل�ضار النف�سية‪ :‬يتحدث العلماء النف�سيون عن‬
‫عامل وهمي بديل تقدمه �شبكة االنرتنت وتطبيقات‬
‫الكمبيوتر مما قد ي�سبب �آثار ًا نف�سية هائلة خ�صو�ص ًا‬

‫‪43‬‬ ‫‪42‬‬

‫يف حياتهم الواقعية‪ -‬تلك امليزة يف التعبري عن أ�دق‬
‫أ��سرارهم ال�شخ�صية ورغباتهم املدفونة وم�شاعرهم‬
‫واللفة‪ ..‬ولكن‬ ‫املكبوتة مما ي ؤ�دي �إىل توهم احلميمية أ‬
‫حني ي�صطدم ال�شخ�ص مبدى حمدودية االعتماد على‬
‫جمتمع ال ميلك وج ًها لتحقيق احلب واالهتمام اللذين‬
‫ال يتحققان �إال يف احلياة احلقيقية‪ ،‬يتعر�ض مدمن‬
‫ا إلنرتنت �إىل خيبة أ�مل و أ�مل حقيقيني‪.‬‬
‫الحظ د جون جروهول أ��ستاذ علم النف�س أالمريكي أ�ن‬
‫�إدمان ا إلنرتنت عملية مرحلية‪ ،‬حيث أ�ن امل�ستخدمني‬
‫ا�ستخداما و�إ�سرا ًفا ال�ستخدام‬
‫ً‬ ‫اجلدد عادة هم أالكرث‬
‫ا إلنرتنت؛ ب�سبب انبهارهم بتلك الو�سيلة‪ ..‬ثم بعد فرتة‬
‫يحدث للم�ستخدم عملية خيبة أ�مل من ا إلنرتنت فيحد‬
‫�إىل حد كبري من ا�ستخدامه له‪ ،‬ويلي ذلك عملية توازن‬
‫ال�شخ�ص ال�ستعماله ا إلنرتنت‪.‬‬
‫بيد أ�ن بع�ض النا�س تطول معهم املرحلة أالوىل حيث‬
‫ال يتخطاها �إال بعد وقت أ�طول مما يحتاج �إليه أ�غلب‬
‫النا�س‪.‬‬
‫من هم أكثر الناس قابلية إلدمان اإلنترنت؟‬
‫ح�سب بع�ض الدرا�سات التي متت يف هذا املجال‬
‫للدمان هم أ��صحاب حاالت‬ ‫ف�إن أ�كرث النا�س قابلية إ‬
‫االكتئاب وال�شخ�صيات القلقة… وه�الء الذين‬
‫ؤ‬
‫يتماثلون لل�شفاء من حاالت �إدمان �سابقة‪� ,‬إذ يعرتف‬
‫الكثري من مدمني ا إلنرتنت أ�نهم كانوا مدمنني �سابقني‬
‫لل�سجائر أ�و اخلمور أ�و أالكل‪ ،‬كما أ�ن النا�س الذين‬
‫يعانون من امللل (كربات البيوت مث ًال) أ�و الوحدة أ�و‬
‫التخوف من تكوين عالقات اجتماعية أ�و ا إلح�سا�س‬
‫‪45‬‬
‫اجلن�سية على ال�شبكة‪ .‬كما ت ؤ�كد ان االت�صال عرب‬
‫االنرتنت مع امكانية �إبقاء الهوية �سرية هو أ�مر ي�شجع‬
‫على االدمان‪ .‬وت�شري اىل ان معظم مر�ضاها ي أ�تون‬
‫اليها ألنهم يريدون �إنقاذ حياتهم الزوجية أ�و عملهم‪.‬‬
‫ويقول مارك فايدرهولد رئي�س حترير جملة‬
‫متخ�ص�صة بنف�سية و�سلوكيات م�ستخدمي االنرتنت‬
‫وهي جملة “�سايرب �سايكولوجي �آند بيهافيور” ان‬
‫أ�طباء النف�س ال يتفقون على وجود مر�ض االدمان‬
‫على االنرتنت كمر�ض قائم بذاته حيث يعتقد بع�ضهم‬
‫انه م�شتق من حاالت ادمان أ�خرى مثل االدمان على‬
‫ال�شراء أ�و املغامرة‪ .‬ولكنه ي ؤ�كد ان البع�ض يعاين من‬
‫م�شكلة حقيقية ألنه يق�ضي الكثري من الوقت أ�مام‬
‫الكمبيوتر‪.‬‬
‫ما الذي يجعل اإلنترنت مسببًا لإلدمان لبعض الناس؟‬
‫لدى مدمني ا إلنرتنت ب�صفة عامة قابلية لتكوين‬
‫والن�شطة التي‬‫ارتباط عاطفي مع أ��صدقاء ا إلنرتنت أ‬
‫يقومون بها داخل �شا�شات الكمبيوتر‪ ،‬يتمتع ه ؤ�الء‬
‫بخدمات ا إلنرتنت التي تتيح لهم مقابلة النا�س وتكوين‬
‫عالقات اجتماعية وتبادل ا آلراء مع أ�نا�س جدد‪ ،‬توفر‬
‫تلك املجتمعات املعتربة (‪)Virtual communities‬‬
‫و�سيلة للهروب من الواقع‪ ،‬وللبحث عن طريقة لتحقيق‬
‫احتياجات نف�سية وعاطفية غري حمققة يف الواقع‪.‬‬
‫كما أ�ن م�ستخدم تلك اخلدمات يقدر أ�ن ُيخبئ ا�سمه‬ ‫االنرتنت ت�صبح يف حالة االدمان الن�شاط أالكرث أ�همية‬
‫و�سنه ومهنته و�شكله وردود فعله أ�ثناء ا�ستخدامه لتلك‬
‫اخلدمات‪ ،‬وبالتايل ي�ستغل بع�ض م�ستخدمي ا إلنرتنت‬
‫‪-‬خا�صة الذين يح�سون منهم بالوحدة وعدم أالمان‬
‫تكنونت‬
‫ب�سرعة هائلة وغري م�سبوقة‪ .‬فمن اختيار ورودك عن‬
‫طريق ال�شبكة‪ ،‬اىل الزواج عن طريقها أ�ي�ض ًا‪ .‬ومن‬
‫املحادثة مع أ�قران يبعدون �آالف أالميال اىل ر ؤ�يتهم‬
‫و�سماعهم ومت�ضية �ساعات طويلة معهم على ال�شبكة‪.‬‬
‫حاالت صارخة‬
‫أ�ظهرت درا�سة أ�جريت يف كوريا اجلنوبية ان ثلث‬
‫الكوريني يعانون من بع�ض أ��شكال �إدمان االنرتنت‪،‬‬
‫حيث ك�شفت الدرا�سة عن يافعني يق�ضون معظم وقتهم‬
‫حمدقني يف �شا�شات الكمبيوتر‪ .‬وهم يلعبون مع أ�طفال‬
‫�آخرين عن طريق االنرتنت‪ ،‬كما ان هناك أ�زواج ًا‬
‫يذهبون اىل مقاهي االنرتنت ويجل�سون جنب ًا اىل جنب‬
‫على أ�جهزة كمبيوتر يلعبون من دون ان يتبادلوا أ�ي‬
‫حديث بينهم‪.‬‬
‫ويف ر�سالة ن�شرها موقع “رايدر” على االنرتنت‬
‫“‪ ”www.rider.edu‬ي�شري مدمن �سابق يف ر�سالة‬
‫اىل ان �إدمانه على االنرتنت قاده اىل ترك جامعته‪،‬‬
‫وي ؤ�كد انه حاول أ�كرث من مرة التخل�ص من هذا‬
‫ا إلدمان لكنه رجع اليه بعد �ساعات قليلة من قراره‬
‫وتقول الدكتورة كيمربيل يونغ التي تعترب من أ�وائل‬ ‫ترك ال�شبكة‪ .‬كما ان هذا ال�شاب قد عانى من خ�سارة‬
‫أالطباء النف�سيني الذين عكفوا على درا�سة هذه‬ ‫زميلة له يف اجلامعة كان قد ف�ضل ق�ضاء وقت على‬
‫الظاهرة يف الواليات املتحدة ان الدرا�سات أالخرية‬ ‫االنرتنت على البقاء معها‪.‬‬
‫أ�ظهرت ان نحو ‪ 6%‬من م�ستخدمي االنرتنت‬ ‫ويف التا�سع من أ�كتوبر‪ /‬ت�شرين أالول عام ‪ 2002‬لقي‬
‫أالمريكيني يعانون من حالة �إدمان‪ .‬وقد افتتحت يونغ‬ ‫مواطن كوري يف الرابعة والع�شرين من عمره م�صرعه‬
‫موقع ًا على االنرتنت لعالج حاالت ا إلدمان‪� .‬إال ان‬ ‫بعد ان ق�ضى ‪� 86‬ساعة متوا�صلة وهو يلعب على جهاز‬
‫الكثري من أ�طباء النف�س عار�ضوا أ��سلوبها‪ ،‬فالدكتورة‬ ‫الكمبيوتر يف أ�حد مقاهي االنرتنت مبدينة “كوجنو”‬
‫ماري�سا أ�ورت�ساك تعلق ب�سخرية على أ��سلوب يونغ‬ ‫الكورية اجلنوبية‪ .‬وبعد فحو�صات أ�جريت على ج�سمه‬ ‫كشفت الدراسة عن يافعين يقضون معظم وقتهم محدقين في‬
‫قائلة ان أ��سلوبها ي�شبه من يعالج مدمن خمر باعطائه‬ ‫ات�ضح ان �سبب الوفاة انهاك بدين وا�ستنزاف ع�صبي‬ ‫شاشات الكمبيوتر‪ .‬وهم يلعبون مع أطفال آخرين عن طريق االنترنت‪،‬‬
‫موعد ًا يف احلانة‪.‬‬ ‫ب�سبب جلو�سه أ�مام جهاز الكمبيوتر فرتة طويلة‬ ‫كما ان هناك أزواجاً يذهبون الى مقاهي االنترنت ويجلسون جنباً الى جنب‬
‫وماري�سا هي أ�ول من افتتح عيادة لعالج ادمان‬ ‫من دون نوم‪ .‬ويف م�صر أ��صدرت حمكمة أالحوال‬ ‫على أجهزة كمبيوتر يلعبون من دون ان يتبادلوا أي حديث بينهم‪.‬‬
‫االنرتنت يف م�ست�شفى “ماكلني” التابع جلامعة‬ ‫ال�شخ�صية حكم ًا بالطالق مل�صلحة زوجة م�صرية‬
‫“هارفارد ما�سات�شو�سيت�س” �سنة ‪ .1996‬وقد تبنت‬ ‫تقدمت ب�شكوى للمحكمة �ضد زوجها الذي يعاين من‬
‫الدكتورة فكرة افتتاح هذه العيادة بعد ان اكت�شفت‬ ‫ادمان االنرتنت لدرجة انه يق�ضي ‪� 14‬ساعة يومي ًا على‬ ‫أ�ي قومية أ�و �إثنية أ�و ديانة ا آلن املحافظة على هويتها‬ ‫على الفئات العمرية ال�صغرية حيث يختلط الواقع‬
‫انها أ��صبحت مدمنة على أاللعاب االلكرتونية‪ .‬وتقول‬ ‫ال�شبكة مما أ�دى اىل حتول حياتها معه اىل جحيم ال‬ ‫بالوهم وحيث تختلق عالقات وارتباطات غري موجودة الثقافية مع هذا الغزو املعلوماتي الهائل والذي‬
‫ماري�سا انها ال تتعامل مع مر�ضاها كمدمني خمر أ�و‬ ‫يطاق وقد ف�شلت كل حماوالتها إل�صالحه‪.‬‬ ‫يف العامل الواقعي قد ت ؤ�دي اىل تقليل مقدرة الفرد على ميتلك أ��سلحته كل من ي�ستطيع �إنتاج املعلومات بحجم‬
‫�سجائر وذلك ألن االمتناع عن الكمبيوتر يف عامل‬ ‫وتعر�ض ربة منزل يف فريجينيا الغربية جتربتها‬ ‫بالخ�ص‬‫لل�سف ما ال ت�ستطيعه أ‬ ‫ان يخلق �شخ�صية نف�سية �سوية قادرة على التفاعل مع وزخم هائلني وهذا أ‬
‫ت�سيطر عليه التقنية أ�مر �صعب جد ًا وغري منطقي‪.‬‬ ‫فتقول‪“ :‬ا�ستيقظ يف التا�سعة �صباح ًا و أ�بد أ� ت�صفح‬ ‫جمتمعاتنا العربية‪.‬‬ ‫املجتمع والواقع املعا�ش‪.‬‬
‫ومتيل ماري�سا اىل معاملة مر�ضاها وك أ�نهم م�صابون‬ ‫االنرتنت يف العا�شرة ألبقى على ال�شبكة حتى الرابعة‬ ‫وي أ�تي على قمة هذه املخاطر “�إدمان االنرتنت”‪،‬‬ ‫الثار االجتماعية‪ :‬ت�صل ا آلثار االجتماعية حد ًا‬ ‫آ‬
‫بنوع من اختالل ال�شهية‪ .‬وت ؤ�كد ماري�سا لوكالة “فران�س‬ ‫بعد الظهر تقريب ًا وهو موعد عودة زوجي من العمل‪..‬‬ ‫من اخلطورة يبحث اليوم مبوجبه كثري من العلماء يف فاالنرتنت ا آلن مل تعد جمرد �شبكة ت�صل بني أ�جهزة‬
‫بر�س” ب أ�نها تعتقد ان ما بني ‪ 5-7%‬من م�ستخدمي‬ ‫وعند ال�ساد�سة أ�عود لالت�صال بال�شبكة ثانية وال انتهي‬ ‫كمبيوتر متفرقة‪ ،‬انها عامل كامل يتطور وينمو بل‬ ‫تغيري النظرة املكر�سة للمجتمع‪ .‬فهل أ��صبح �صحيح ًا‬
‫االنرتنت ميكن ان ي�صابوا با إلدمان‪.‬‬ ‫قبل الواحدة �صباح ًا”‪.‬‬ ‫ويتكاثر اىل جانب العامل احلقيقي‪ .‬وال ن�ستطيع جتاهل‬ ‫ان يحد جمتمع ما بالبقعة اجلغرافية التي يعي�ش‬
‫ويقول الطبيب النف�سي االجنليزي مارك غريفيت�س ان‬ ‫عليها‪ .‬وهل ن�ستطيع ان نهمل تكون جمتمعات وروابط ان هذا العامل ميتاز بجاذبية �ساحرة وامكانات هائلة‬
‫مرض العصر‬ ‫ت�شبه تلك التي كانت تتكون بني أ�فراد املجتمع الواحد قد ت�ستطيع �سحب بع�ض النا�س من عاملهم احلقيقي‬
‫بالن�سبة لل�شخ�ص املدمن‪.‬‬ ‫�إذا كان أ�طباء النف�س ال يتفقون جميع ًا على اعتبار‬ ‫بني أ�فراد يعي�ش كل منهم على قارة خمتلفة من قارات وجذبه كالدروي�ش اىل عاملها‪ .‬وبب�ساطة‪ ،‬يجد بع�ض‬
‫وت�شري ماري�سا اىل ان الدافع الرئي�سي له ؤ�الء املدمنني‬ ‫هذا ا إلدمان مر�ض ًا حقيقي ًا ف�إنهم يجمعون على نقطة‬ ‫الكرة أالر�ضية‪ .‬ي�ضاف اىل كل ذلك ان�سحاب ملحوظ النا�س ا آلن ان ق�ضاء �ساعات على االنرتنت أ�كرث‬
‫هو غالب ًا ال�سعي اىل �إقامة عالقات أ�و دخول املواقع‬ ‫واحدة وهي وجود ماليني أال�شخا�ص الذين يعانون‬ ‫جدوى وامتاع ًا من ق�ضائه مع عائالتهم‪ ،‬أ��صحابهم‬ ‫لالن�سان من التفاعل االجتماعي نحو العزلة املدعمة‬
‫من هذا ا إلدمان اىل حد جعلهم يفقدون حياتهم أ�و‬ ‫وحمبيهم‪ .‬ويجد ه ؤ�الء يوم ًا بعد يوم فر�صة أ�كرب‬ ‫بتطور هائل يف و�سائط الت�سلية املتعددة‪.‬‬
‫وظائفهم‪.‬‬ ‫لتكري�س هذا اخليار تتيحها التقنية الهائلة التي تتجدد‬ ‫وهناك أ�ي�ض ًا أالثر يف الهوية‪ ،‬ف�إىل أ�ي درجة ت�ستطيع‬
‫‪44‬‬
 ‫تكنونت‬

‫حيث يق�ضي أ�غلب املدمنني �ساعات الليل كاملة على‬ ‫وكث ًريا ما ي�ستخدم مدمن ا إلنرتنت هذه الو�سيلة؛‬ ‫الزائد بالنف�س لديهم قابلية أ�كرب إلدمان ا إلنرتنت‬
‫ا إلنرتنت‪ ،‬وال ينامون �إال �ساعة أ�و �ساعتني حتى ي أ�تي‬ ‫ليتهرب من م�شاكله اخلا�صة‪ - .‬عدم ا إل�شباع من‬ ‫حيث يوفر ا إلنرتنت فر�صة ملثل ه ؤ�الء لتكوين عالقات‬
‫موعد عملهم أ�و درا�ستهم‪ ،‬ويت�سبب ذلك يف �إرهاق بالغ‬ ‫ا�ستخدام ا إلنرتنت‪ ،‬وق�ضاء أ�وقات طويلة مع ال�شبكة‪.‬‬ ‫اجتماعية بالرغم من وحدتهم يف الواقع‪.‬‬
‫للمدمن مما ي ؤ�ثر على أ�دائه يف عمله أ�و درا�سته‪ ،‬كما‬ ‫ونقدم هذه أالعرا�ض هنا ملخ�صة يف ثالثة أ�عرا�ض‬ ‫يقول العلماء‪� :‬إن النا�س الذين تكون لديهم قدرة‬
‫لل�صابة‬ ‫ي ؤ�ثر ذلك على مناعته؛ مما يجعله أ�كرث قابلية إ‬ ‫أ��سا�سية ملزيد من التو�ضيح ح�سبما اعتمدتها اجلمعية‬ ‫للدمان‬
‫ي�ضا عر�ضة إ‬ ‫خا�صة على التفكري املجرد هم أ� ً‬
‫بالمرا�ض‪ ،‬كما أ�ن ق�ضاء املدمن �ساعات طويلة دون‬ ‫أ‬ ‫أالمريكية للطب النف�سي مع زيادة أ�ن امل�ستخدم يلج أ�‬ ‫للثارة العقلية التي يوفرها‬
‫ب�سبب اجنذابهم ال�شديد إ‬
‫حركة تذكر ي ؤ�دي �إىل �آالم الظهر و�إرهاق العينني‪،‬‬ ‫�إىل النوم العميق بعد التعب ال�شديد من ا�ستخدام‬ ‫لهم الكم الهائل من املعلومات املوجودة على ا إلنرتنت‪.‬‬
‫ويجعله أ�كرث قابلية ملر�ض النفق الر�سغي (‪carpal‬‬ ‫ال�شبكة‪ ،‬ف�ض ًال عن ظهور ا�ضطرابات نف�سية عليه‬
‫‪,)tunnel syndrome‬ومع زيادة اال�ستخدام يلج�أ‬ ‫كاالرتعا�ش وحتريك ا إل�صبع ب�صورة م�ستمرة يف‬ ‫ما هي أعراض إدمان اإلنترنت؟‬
‫امل�ستخدم �إىل النوم العميق بعد التعب ال�شديد من‬ ‫حاالت ا إلدمان املر�ضي املتقدمة‪.‬‬ ‫يح�س مدمن ا إلنرتنت ب أ�نه يف حالة قلق وتوتر حني‬
‫ا�ستخدام ال�شبكة‪ ،‬ف�ض ًال عن ظهور ا�ضطرابات نف�سية‬ ‫‪ -1‬ال�شعور بالرغبة ال�شديدة يف الدخول �إىل ال�شبكة‬ ‫يف�صل الكمبيوتر عن ا إلنرتنت يف حني يح�س ب�سعادة‬
‫عليه كاالرتعا�ش وحتريك ا إل�صبع ب�صورة م�ستمرة يف‬ ‫عند تركها‪.‬‬ ‫بالغة وراحة نف�سية حني يرجع �إىل ا�ستخدامه‪ ،‬كما‬
‫حاالت ا إلدمان املر�ضي املتقدمة‪ .‬ه ؤ�الء هم م�ساجني‬ ‫‪� -2‬إهمال امل�ستخدم للحياة االجتماعية وااللتزامات‬ ‫أ�نه يف حالة ترقب دائم لفرتة ا�ستخدامه القادمة‬
‫العامل اجلديد‪ ،‬أ��سرى وهم يو�شك ان يطابق الواقع‪� ،‬وأ‬ ‫العائلية والوظيفية‪.‬‬ ‫للنرتنت‪ ،‬وال يح�س املدمن بالوقت حني يكون على‬ ‫إ‬
‫واقع يو�شك ان يطلق أ�ق�صى الكوابي�س‪ ,‬منبها بقوة اىل‬ ‫‪ -3‬القلق والتفكري املفرط يف ال�شبكة وما يحدث فيها‪،‬‬ ‫ا إلنرتنت‪ ،‬ويت�سبب �إدمانه يف م�شاكل اجتماعية‬
‫ما خلف ال�صورة اجلميلة لهذه ال�شبكة‪.‬‬ ‫و�شعور باحلزن واالكتئاب لعدم االت�صال بها‪.‬‬ ‫واقت�صادية وعملية ويحتاج مدمن ا إلنرتنت �إىل فرتات‬
‫ويت�سبب ا إلدمان يف ا�ضطراب نوم �صاحبه ب�سبب‬ ‫أ�طول و أ�طول من اال�ستخدام؛ لي�شبع رغبته كما أ�ن‬
‫نصائح عملية الستعمال االنترنت بطريقة صحيحة‬ ‫للنرتنت‬‫حاجته امل�ستمرة �إىل تزايد وقت ا�ستخدامه إ‬ ‫للقالع عن ا إلدمان تبوء بالف�شل‪،‬‬
‫جميع حماوالته إ‬
‫�إبعاد أ�طفالك عن احلا�سوب لي�س اجلواب‪ ..‬لكن‬
‫التخطيط احلذر ميكن أ�ن يجعل ا إلنرتنت مفيدا و�منا‪.‬‬
‫آ‬
‫للبوين‪ ..‬فبينما‬ ‫ميثل ا إلنرتنت حتديا جديدا ن�سبي ًا أ‬
‫ميكن أ�ن يكون أ�داة رائعة للتوا�صل وجمع املعلومات‪،‬‬
‫�إال أ�نه يحتوي على العديد من أالخطار‪ ،‬ب�ضمن ذلك‬
‫بالطفال‪ ،‬ومواقع‬ ‫املواقع اخلالعية‪ ،‬واملتحر�شون أ‬
‫ت�شجيع االنتحار‪ ،‬وتغري املعتقدات‪�..‬إلخ‪.‬‬
‫�إذا كنت تعاين من م�شكلة مع أ�طفالك‪ ،‬ف�إليك بع�ض‬
‫الن�صائح حلمايتهم ويف نف�س الوقت ال�سماح لهم‬
‫باال�ستفادة من منافع ا إلنرتنت‪:‬‬
‫‪ -1‬علم أ�طفالك ا�ستعمال االنرتنت بطريقة عائلية‪.‬‬
‫لتكن تعليماتك و�إر�شاداتك هي أال�سا�س بدال من‬
‫أ�ن يعلمهم أ��صدقائهم الطرق اخلاطئة ال�ستعمال‬
‫االنرتنت‪.‬‬
‫‪� -2‬ضع احلا�سوب يف منطقة عائلية‪ ،‬ولي�س يف غرفة‬
‫النوم‪� :‬إن و�ضع احلا�سوب يف منطقة عامة �سي�ساعد‬
‫على خف�ض �إمكانية ا�ستك�شاف مواقع �إباحية أ�و غري‬
‫مالئمة أ�و انتهاك القواعد العائلية‪.‬‬
‫‪ -3‬حدد أ�وقات ا�ستعمال ا إلنرتنت‪� :‬إذا كان املراهق‬
‫ي�ستعمل االنرتنت حلد ال�ساعة ‪� 3:00‬صباحا‪ ،‬فقد‬
‫يكون ذلك م ؤ��شرا على �شيء غري عادي‪.‬‬
‫‪ -4‬ال ت�سمح للطفل أ�و املراهق بامل�شاركة يف غرف الدرد�شة‬
‫لل�شراف‪ :‬حيث يكمن اخلطر احلقيقي‪،‬‬ ‫غري اخلا�ضعة إ‬
‫أ�ي �شخ�ص ميكن أ�ن ي�شارك يف غرف الدرد�شة ويخفي‬
‫هويته احلقيقية وغر�ضه‪ .‬راقب وا�شرف على غرف‬
‫الدرد�شة وعلم طفلك أ�ن ال ي�ستعمل ا�سمه‪ ،‬عنوانه‪ ،‬بريده‬
‫ا إللكرتوين ومعلوماته العائلية يف هذه الغرف‪.‬‬
‫‪ -5‬ر�شح املواقع ا إللكرتونية اجليدة واملفيدة وامل�سلية‬
‫ألبنائك‪ ،‬وا� أس�لهم ب�شكل منتظم عن �آخر أالخبار‬
‫وامل�ستجدات فيها‪.‬‬

‫‪47‬‬ ‫‪46‬‬
 ‫مستوى جديد من الخدمة المتميزة‬ ‫مجمع مكاتب اليمنية للخدمات الخاصة‬
‫تطوير اخلدمات‪..‬‬
‫تسهيل اإلجراءات‪..‬‬
‫اختصار الوقت واجلهد على املسافر‪..‬‬
‫هذا ما تسعى لتحقيقه غالبية شركات الطيران حول العالم وفي طليعتها‬
‫اخلطوط اجلوية اليمنية‪ ..‬التي تواكب مختلف التطورات مبا مينحها أدا ًء أقوى‬
‫وخدمة حظيت بالكثير من السمعة الطيبة محليا ً وإقليميا ً ودوليا ً‪.‬‬
‫إن إفتتاح مجمع مكاتب اليمنية للخدمات اخلاصة‪ ..‬يعد استمرارية في‬
‫التطور واخلدمة‪ ..‬التي ستنقل من املستوى اليدوي إلى املستوى اإللكتروني‪..‬‬
‫ولعل قائمة اخلدمات التي يقدمها مجمع الستني بأمانة العاصمة صنعاء‬
‫أدل دليل على ذلك‪ ..‬حيث يقوم اجملمع بتلبية كثير من احتياجات املسافر‬
‫مثل‪:‬‬
‫‪ -1‬احلجز‪.‬‬
‫‪ -2‬إصدار التذاكر‪.‬‬
‫‪ -3‬حجز فنادق‪.‬‬
‫‪ -4‬معاملة عفش ركاب الدرجة األولى ونقله للمطار‪.‬‬
‫‪ -5‬تقدمي بطاقة الصعود للطائرة‪.‬‬
‫إضافة إلى خدمات أخرى أهمها (اليمنية للعطالت‪ -‬الراكب املتميز‪ -‬نادي‬
‫العربية السعيدة)‪.‬‬

‫صنعاء ‪ -‬شارع الستني الغربي‬

‫هاتف ‪009671454545 :‬‬
‫فاكس‪009671454647 :‬‬
‫مدير املنطقة ‪00967734555707 :‬‬

‫منطقة صنعاء‬
‫هاتف ‪009671454444 :‬‬
‫فاكس‪009671454555 :‬‬
‫‪49‬‬ ‫‪009671454222 : vip‬‬ ‫‪48‬‬
‫‪009671454333 : pta‬‬
 ‫مسافرات‬
‫أبسط الطرق للعناية بجمالك‬
‫مناطق زوجية محظورة‬
‫تخلصي من إرهاق السفر‬

‫‪51‬‬
 ‫مســافرات‬

‫أبسط الطرق‪ ..‬للعناية بجمالك !!‬

‫االعتناء بجمال يديك‪ ،‬ال يقل أهمية عن االعتناء بمظهرك‪ ،‬ألن اليدين‬
‫هما أكثر األجزاء ظهوراً‪ ،‬ولكنهما يتعرضان كثيراً لإلساءة فأنت‬
‫تستخدميهما في كل أنشطتك اليومية‪ ..‬إذن عليك خضهما ببعض‬
‫األهمية‪ ،‬إليك سيدتي هذه اإلرشادات‪:‬‬

‫ارتداء ما يقي يديك من عوامل الطق�س وخا�صة قومي بعمل كمادات لوجهك من منقوع الكاموميل‬ ‫العناية باليدين‬
‫‪ -1‬من أ�جل احل�صول على يدين رائعتني وجذابتني الطق�س البارد ألن له ت أ�ثري مبا�شر على نعومة أ�و الزيزفون ب�شكل منتظم فهي تخل�صك من تهيج‬
‫ب�شرتك‪.‬‬ ‫قومي بتنعيم يديك حتى أ�ثناء غ�سل ال�صحون‪ ،‬عن اليدين‪.‬‬
‫‪ -6‬ابردي �ظافرك مبربد خ�شبي وابتعدي عن‬‫أ‬ ‫طريق �إ�ضافة القليل من زيت اللوز (حوايل ملعقة)‬
‫املربد املعدين ما أ�مكن ألنه ي�ضعف أالظافر‪،‬‬ ‫�إىل طبق املاء الذي ت�ستخدمينه يف غ�سل ال�صحون‪ ،‬العناية بالبشرة‬
‫ويعر�ضها للتق�صف ال�سريع‪.‬‬ ‫املاء �سينعم اجللد اخل�شن أ�ما الزيت في�ساعد على ‪  -1‬جتنبي املاء ال�ساخن‪ :‬احلمام ال�ساخن قد‬
‫ي�شعرك بالراحة‪ ،‬لكنه يف املقابل يجرد الب�شرة من ‪ 7-‬النوم‪ ،‬أ�هم عالج جمايل ميكن أ�ن توفريه‬ ‫نداوة يديك‪.‬‬
‫كل املرطبات الطبيعية التي يفرزها اجل�سم‪ .‬لذلك لب�شرتك‪ ،‬أ�ن تنامي وقتا كافي ًا (‪� 8‬ساعات يومي ًا)‬ ‫‪ -2‬تخل�صي من خاليا اجللد امليتة بو�ضع ملح‬
‫ألنك �إذا منت أ�قل من الالزم ف�إن ب�شرتك �ستفقد‬ ‫ين�صح باال�ستحمام با�ستخدام مياه ذات درجات‬ ‫الليمون على يديك وقومي بدعكه بفر�شاة أ��سنان‬
‫مرونتها ون�ضارتها‪.‬‬ ‫حرارة أ�كرث �إعتداال للحفاظ على رطوبة الب�شرة‪.‬‬ ‫قدمية‪ ،‬قومي بفعل هذا مرتان يف أال�سبوع فهذا‬
‫‪ -8‬لكي تتجنبي‪ ،‬اخلطوط ال�صغرية على الب�شرة التي‬ ‫يعمل على زيادة نعومتهما ويزيل أ�ي تغيري يف لونها‪ -2 .‬الرتطيب امل�ستمر للب�شرة‪ :‬اجعلي ا�ستخدام‬
‫‪ -3‬اغ�سلي يديك برفق باملاء الدافئ‪ ،‬ثم ا�ستخدمي مرطب الب�شرة عادة للعناية بب�شرتك‪ ،‬فكلما تعر�ض قد ت�شوه املاكياج‪ ،‬ا�ستخدمي �إ�سفنجة ناعمة لو�ضع‬
‫من�شفة للوجه خ�شنة وادعكي يدك بها‪ .‬وبينما يكون ج�سمك للبلل قومي برتطيب الب�شرة‪ .‬كذلك يجب كرمي أال�سا�س‪ ،‬ألن ا�ستعمال أ��صابعك ميكن أ�ن يجعل‬
‫البكترييا تدخل يف امل�سام وي�سهل ا إل�صابة بااللتهاب‪.‬‬ ‫عليك العناية أ�كرث بالب�شرة يف الف�صل اجلاف‬ ‫اجللد رطب ًا قليال �ضعي عليه خليط من الع�سل‬
‫‪� -9‬إذا أ��صيبت عيناك بتورم واحمرار‪ ،‬توقفي‬ ‫ألن الب�شرة تكون أ�كرث عر�ضة للت أ�ثر يف أالجواء‬ ‫وملعقة زيت الزيتون‪.‬‬
‫ب�ضعة أ�يام عن ا�ستعمال املاكياج‪ ،‬قد يكون‬ ‫اجلافة‪.‬‬ ‫‪� -4‬ضعي يديك يف أ�كيا�س بال�ستيكية �صغرية‪ ،‬ثم‬
‫ال�سبب �إ�صابتك بح�سا�سية ألحد املنتجات التي‬ ‫‪ -3‬ا�ستخدمي اجلوارب لرتطيب القدمني‪ :‬حال‬ ‫يف زوج من القفازات القطنية ملدة ‪ 30‬دقيقة‪..‬‬
‫ت�ستعملينها‪.‬‬ ‫عودتك �إىل املنزل قومي بغ�سل قدميك باملاء الفاتر‬ ‫ت�ساعد احلرارة على اخرتاق اخلليط وت�شرب‬
‫‪� -10‬إذا ا�ستيقظت �صباحا وعيناك متورمتان‬ ‫ومن ثم قومي بو�ضع الكرمي املرطب على أالقدام‬ ‫الب�شرة به‪ ،‬وميكنك القيام بذلك أ�ثناء غ�سل‬
‫اغ�سليهما مباء فاتر ثم اتركيهما‪ ..‬و�سوف يزول‬ ‫وقومي بلب�س اجلوارب بعد ذلك‪ .‬بهذه الطريقة‬ ‫ال�صحون‪.‬‬
‫التورم بعد ن�صف �ساعة‪.‬‬ ‫تقومني بحفظ املرطب على قدميك أ�طول فرتة‬ ‫‪ -5‬قومي بتدفئة كوب من اللنب ملدة‪ 30‬ثانية (�وأ‬
‫‪ -11‬احفظي م�ستح�ضرات التجميل مبعزل عن‬ ‫حتى ي�صل �إىل درجة دافئة ميكن مل�سه) ثم قومي ممكنة‪.‬‬
‫النور واحلرارة‪ ،‬مع �ضرورة �إغالقها جيدا‪.‬‬ ‫‪ -4‬وزعي قلي ًال من زيت اللوز على جميع املناطق‬ ‫بنقع يديك ملدة ‪ 5‬دقائق فهذا ي�ساعد على تقوية‬
‫اخل�شنة من ب�شرتك بعد أ�خذ حمامك ثم جففيها ‪ -12‬ال تبالغي يف اال�ستحمام فهذا من � أش�نه نزع‬ ‫أ�ظافرك ونداوة ب�شرة يديك‪ ،‬لي�س يف اللنب فقط‬
‫الزيوت الطبيعية حتمي اجللد‪ ،‬ولذا ين�صح بعدم‬ ‫با�ستخدام الورق املا�ص أ�و قطعة من القطن‪.‬‬ ‫يوجد احلام�ض اللبني‪ ،‬لكن هناك حم�ض أ�لفا‬
‫اال�ستحمام أ�كرث من مرة يومي ًا‪.‬‬ ‫‪� -5‬إذا الحظت أ�ن م�سام وجهك تبدو مفتوحة‬ ‫هيدروك�سيل الطبيعي الذي يعمل على تق�شري‬
‫خاليا اجللد امليتة بلطف‪ ،‬ولكن احتواء اللنب على دائم ًا فحاويل العمل على �إغالقها عن طريق عمل ‪ -13‬التوتر عدو كبري للب�شرة‪ ،‬وميكن أ�ن ي�سبب‬
‫لو�سيون قاب�ض بخلط ع�صري برتقالة بثلث حجمه جتاعيد دائمة حول العينني واجلبني قاوميه وال‬ ‫الكال�سيوم ي�ساعد على تقوية أالظافر‪.‬‬
‫تفكري ب أ�ي أ�مر ي�شغلك‪.‬‬ ‫‪ -6‬احمي يديك من عوامل الطق�س‪ :‬احر�صي على من ماء الورد ثم توزيعه على وجهك‪.‬‬

‫‪53‬‬ ‫‪52‬‬
 ‫مســافرات‬

‫مناطق زوجية‪..‬‬
‫محظورة!!؟‬
‫عزيزتي هناك مناطق خطرة في الحياة الزوجية ال تجعلي أحداً مهما كان أن يقترب‬
‫منها‪ ..‬ألن االقتراب منها يعني تص ُدعاً في الحياة الزوجية‪ ..‬والبد لكي أن تعي‬
‫تماماً أن عدم تفاديها أو تالفيها قد يؤدي إلى عواقب وخيمة ومدمرة لتلك العالقة‬
‫الطاهرة والرابطة المقدسة‪ .‬واعلمي أن الالتي يتمتعن بعالقات زوجية وعاطفية‬
‫مستقرة ومرضية أقل عرضة لمجموعة عوامل الخطر القلبية المصاحبة لما يعرف‬
‫بالمتالزم األيضي‪ ،‬مقارنة بالنساء غير الراضيات عن زواجهن‪.‬‬

‫املنطقة‪ ..‬ف�إذا ر أ�يت هذا على زوجك ال تناق�شيه‬
‫بغ�ضب وتذمر‪ ..‬ولكن كوين ذكية ب أ�ن تخرجي من‬
‫هذه املنطقة بهدوء‪ ،‬فمن ال�صعب أ�ن تتوقعي أ�ن‬
‫�شريك حياتك قارئ ًا ماهر ًا لكل أ�فكارك التي بداخلك‬
‫على نحو م�ستمر‪ ..‬لكن أ�نت بذكائك ملحي له عن هذا‬
‫ال�صمت‪ ..‬ب أ�ن جتعليه ي�شاركك يف جميع حاالتك‪..‬‬
‫فامل�شاركة الفعالة بني الزوجني تخلق جو ًا من التفاهم‬
‫واالن�سجام‪ ..‬والرجل يحب أ�ن يخلو بنف�سه بع�ض‬
‫الوقت ويطلق عليها املتخ�ص�صون “االن�سحاب �إىل‬
‫الكهف” وحني ي�صل �إىل حل يخرج وك أ�نه مل يبتعد‬
‫حلظة عنك وبهذا يكون دورك بحنانك وعطفك على‬
‫زوجك‪.‬‬
‫المنطقة الخامسة‬
‫أ�علمي أ�ن أال�شياء املادية ال ت�صلح كجزء من لعبة قوى‬
‫العالقة الزوجية‪� ..‬سواء من جانب الزوج أ�و الزوجة‪،‬‬
‫لذلك يجب ا إلتفاق على أ�وجه ا إلنفاق وال�ضروريات‬
‫اخلا�صة بينكما مهما قلت أ�و كرثت‪ ..‬وعندما تكون‬
‫هذه احلدود وا�ضحة للطرفني فهذا لن ي ؤ�ثر على‬
‫عالقتكما أ�بد ًا فابد أ�ي أ�نت بالت�صرف ال�صحيح وال‬
‫تدعي جما ًال ألي خالفات بينكما‪.‬‬
‫حبك له بعدما أ��صبح أ�ب ًا‪ ..‬ودليله أ�كرث من ذي قبل حتى‬
‫ال يتذمر من اهتمامك براحة الطفل وان�شغالك عنه‪..‬‬
‫ودائم ًا عظميه يف نظر كل من حولك با�ستمرار‪.‬‬
‫هل تعلمني عزيزتى حواء أ�نه أ�كدت درا�سات علمية‬
‫ب أ�ن أالطفال ميكن أ�ن يكون لهم أ�ثر ًا يف حدوث امل�شاكل‬
‫واخلالفات الزوجية بحد ي�صل �إىل ‪ 57%‬فاحذري‬
‫هذه املنطقة‪.‬‬
‫المنطقة الثالثة‬
‫عزيزتي ما كان عليه من هوايات أ�يام العزوبية‪ ..‬أ�ي�ض ًا‬
‫هذه منطقة خطرة جد ًا‪ ..‬فال ت�ساعدي فى تغريها‬
‫أ�بد ًا‪ ..‬ألنك قد تعانني عزيزتي الزوجة يف بداية‬
‫حياتك الزوجية‪ ..‬ولكن احلل هو التفاهم للو�صول �إىل‬
‫حل ير�ضي الطرفني‪ ..‬وجلعل العالقة ت�ستمر يف �إطار‬
‫�صحي وم�شاركة فعالة‪ ..‬وذلك ب�إح�سا�سه بامل�شاركة‬
‫معه ألن تغيريها �سوف يطر أ� عليك بجلب امل�شاكل التى‬
‫بالطفال و�إن كانوا‬
‫ال ح�صر لها‪ ..‬فاحذريها‪.‬‬
‫المنطقة الرابعة‬
‫ال�صمت واخلر�س الزوجي‪ ..‬فهذا ما ي�صيب الرجال‬
‫أ�كرث من الن�ساء‪ ..‬ولكن احذري الدخول يف هذه‬
‫نبد أ� مع ًا بالدخول �إليها منطقة منطقة حتى نتفادى كل‬
‫والمرا�ض ف أ�نت ل�ست بحاجة �إىل‬
‫املناطق املحظورة أ‬
‫هذا ونبد أ�ها كا آلتى‪:‬‬
‫المنطقة األولى‬
‫�صنفت يف املقدمة لفعلها الفتاك يف تدمري العالقة‬
‫الزوجية أ�ال وهي نار الغرية‪ ..‬فهذه املنطقة ال�شائكة‬
‫لو �سمحت لنف�سك بدخولها �ستدلك على التج�س�س‬
‫والتفتي�ش يف أالغرا�ض ال�شخ�صية لزوجك‪ ..‬فيبعث‬
‫الزوج �إىل عامل من التكتم على أ��شيائه والتفنن‬
‫يف �إخفاء أ�غرا�ضه عنك‪ ..‬وبغريتك املفرطة‬
‫وا�ستحواذك الكامل �ستدخلني يف م�شاكل ال ح�صر‬
‫لها ‪.‬‬
‫المنطقة الثانية‬
‫ان�شغالك عزيزتى الزائد عن احلد أ‬
‫أ�طفاله‪ ..‬ف�إن الزوج ال يقدر التغري الذي يحدثه و�صول‬
‫طفل جديد �إىل أال�سرة من �إرهاق واالن�شغال أ‬
‫للم‪،‬‬
‫فاحذري عزيزتي الزوجة من هذه املنطقة املحظورة ال‬
‫تدخليها بنف�سك‪ ..‬فال تهملي زوجك بل اهتمى وان�شغلى‬
‫به و أ�عطيه حقوقه وطمئنيه ب أ�نك مازلت حتبينه بل زاد‬

‫‪55‬‬ ‫‪54‬‬
 ‫مســافرات‬

‫‪ 7‬أخطاء مخيفة للمكياج وتصفيف الشعر‬

‫خبرات‬ ‫هل �سمعت بهذا املاكياج‪ ،‬أ�نه ما و�ضعته أ�ليزابيث‬ ‫‪ -3‬أظافر القطط الشرسة‬ ‫‪ -1‬حجم الشعر المبالغ فيه‬

‫و‬
‫تايلور عندما مثلت دور كليوبرتا‪ ،‬وهذا كاف لنعتقد‬
‫ب أ�ن هذا املاكياج اال�ستعرا�ضي مكانه يف االفالم فقط‬
‫ولي�س على عيون الفتيات الرقيقات‪.‬‬
‫‪ -6‬اللون البرونزي المحروق‬
‫أ�جمل أالظافر هي تلك النظيفة‪ ،‬امل�شذبة واحلقيقية‪.‬‬ ‫من الرائع أ�ن ت�صففي �شعرك بالطريقة التي تف�ضلينها‬
‫ا� أس�يل أ�ي رجل ما ر أ�يه يف أالظافر ال�صناعية الطويلة‬ ‫خ�صو�صا رفع ال�شعر يف املنا�سبات‪ .‬ولكن رفع ال�شعر‪،‬‬
‫وامللونة ب أ�لوان فاقعة‪ ،‬فيقول لك ب أ�نها خميفة‪� .‬إذا كنت‬ ‫مع ال�سربي املثبت‪ ،‬واخل�صل مبالغ به جدا‪ .‬ال�شعر يغري‬
‫جتدين �صعوبة يف القيام باملهام العادية ب أ�ظافرك‬ ‫يف �شكلك كثريا‪ ،‬والت�سريحة املعقدة تعني �شخ�صية‬

‫مهارات‬
‫«الربونزي لون رائع و�صحي‪ ،‬ولكن عندما يبلغ درجة‬ ‫احلالية‪ ،‬ف أ�ظافرك تقع �ضمن خانة خميفة‪.‬‬ ‫معقدة‪ .‬فهل هذا ما تريدين أ�ن يراه ا آلخرون؟‬
‫احلرق فهو لون ب�شع ومقرف‪ .‬هل تريدين أ�ن تكوين‬ ‫‪ -4‬خط الحواجب‬ ‫‪ -2‬طبقات الماكياج‬

‫أفكار هامة جدا لمنزلك‬

‫قطعة �ستيك حمروقة!‬
‫‪ -7‬الشفاه الالمعة جدا‬
‫�إ�ستعمال ملمع ال�شفاه يزيد من رقة وعذوبة ال�شفاه‬
‫ولكن ا�ستعمال الكثري منه يثري االزعاج ويجعل �شفاهك‬
‫تبدو مدبقة جدا ورخي�صة‪.‬‬
‫حلظة ايتها ال�سيدات‪ ،‬احلواجب الرقيقة جدا غري‬
‫مثرية جن�سية‪ .‬انتبهي حلواجبك وال ت�شديها كثريا مثل‬
‫اخلط فهذا يزيد من عمرك ويجعلك تبدين متعبة‬
‫وغري جذابة‪.‬‬
‫‪ -5‬ماكياج عيون كليوباترا‬
‫بالرغم من أ�ننا نركز دائما على أ�خفاء عيوب وم�شاكل‬
‫الب�شرة �إال أ�ن هذا ال يعني أ�ن تقومي بدفن وجهك‬
‫اجلميل حتت طبقات من املاكياج الكثيف‪ .‬كرمي أال�سا�س‬
‫يزيل جزءا من تعابري وجهك الطبيعية‪ ،‬وهذا يعني‬
‫ب أ�نك ترتدين قناعا على وجهك‪.‬‬

‫يعلوها ال�سواد ‪ ..‬قومي مبلئها باحلليب و اغليه جيدا‪..‬‬ ‫الن�سائية ذات الكعب العايل ما يرتك �آثارا وا�ضحة‬ ‫‪ -1‬ازالة رائحة الدهان من املنزل‪ :‬احلل ب�سيط جدا‬
‫يف أالر�ض‪ ..‬للتخل�ص من هذه ا آلثار ا�ستعملي ممحاة ثم نظفيها باملاء ال�ساخن ثم باملاء البارد و هكذا‬ ‫و يكمن يف و�ضع �إناء �صغري يف كل غرفة يحتوي على‬
‫حتافظني على مظهرها أال�صلي بعد اال�ستعمال‪.‬‬ ‫أ�قالم الر�صا�ص‪.‬‬ ‫احلليب و قطعة من اخلبز‪ ..‬ويقوم احلليب بامت�صا�ص‬
‫‪ -7‬ازالة ال�صد أ� عن ال�سكني‪ :‬ما عليك �سوى قطع‬ ‫‪ -5‬تنظيف امليكروويف‪� :‬إذا أ�ردتي تنظيفه من‬ ‫الرائحة ب�سرعة كبرية‪.‬‬
‫ب�صلة �إىل ن�صفني ثم ر�شها بال�سكر الناعم و فرك‬ ‫الداخل‪ ..‬ادخلي �إليه وعاء يحتوي على ماء و �شريحة‬ ‫‪ -2‬التخل�ص من بقع ال�شمع على املالب�س‪� :‬ضعي كي�سا‬
‫ال�سكني بها و هكذا يزول ال�صد أ�‪.‬‬ ‫من الليمون‪ ..‬واتركي املاء يغلي �إىل أ�ن تتكون داخل‬ ‫ورقيا فوق البقعة و مرري املكواة فوقها‪ ..‬و �سيقوم‬
‫‪ 8-‬ازالة �آثار أالثاث عن املوكيت‪ :‬ألزالة �آثار قواعد‬ ‫امليكروويف طبقة من البخار تتحول �إىل قطرات على‬ ‫الكي�س الورقي بامت�صا�ص ال�شمع فتختفي البقعة‬
‫أ‬
‫جوانبه ‪ ..‬ثم قومي مب�سح البخار املتكثف بقطعة قما�ش اخلزائن و �قدام الكرا�سي عن ال�سجاد‪� ..‬ضعي مكعبا‬ ‫متاما‪.‬‬
‫من الثلج فوق املنطقة واتركيه حتى يذوب ببطء ليلة‬ ‫جافة‪.‬‬ ‫‪ -3‬العناية باملفرو�شات اجللدية‪ :‬ملعاجلة �آثار اخلدو�ش‬
‫كاملة لتتيحي املجال أ�مام أالن�سجة ال�صوفية االرتفاع‬ ‫‪ -6‬قدر أالملنيوم دائمة البيا�ض‪ :‬عندما ت�شرتين قدر‬ ‫افركي املنطقة امل�صابة بالقليل من الفازلني أ�و القليل‬
‫مرة �خرى‪ ..‬ثم مرري املكن�سة الكهربائية على املنطقة‬ ‫أ‬ ‫من أالملنيوم وقبل أ�ن تبد أ�ي با�ستخدامها للطبخ‬ ‫من زيت الزيتون‪.‬‬

‫‪Hair & Body Experts‬‬

‫لالنتهاء من �إعادة ال�شكل أال�صلي لل�سجاد‬ ‫هناك طريقة ت�ضمن لك أ�ن تبقى بلونها أال�صلي و أ�ال‬ ‫‪ -4‬ازالة �آثار أالحذية‪ :‬من أالحذية و خ�صو�صا‬

‫‪57‬‬ ‫‪We also offer Manicure, Pedicure, Deep cleansing facial, Body waxing And Body massage‬‬ ‫‪56‬‬

‫بين الزائفة والحقيقية‬
‫وضع حد النقباضات ما قبل موعد المخاض‬
‫�إن اقتنعت م�ساعدة التوليد ب أ�نك تعانني انقبا�ضات ما‬
‫قبل موعد الوالدة‪� ،‬ست�ساعدك على دخول امل�ست�شفي‪.‬‬
‫قد تدخلني امل�ست�شفي أل�سباب ثالثة‪:‬‬
‫أ�و ًال‪ :‬إلجراء فح�ص مهبلي ملعرفة �إن كان عنق الرحم‬
‫مت�سع ًا ولفح�ص ال�سائل املهبلي الذي قد ي�شكل م ؤ��شر ًا‬
‫النقبا�ضات ما قبل موعد الوالدة‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬ملحاولة �إيقاف املخا�ض بوا�سطة الدوية‪..‬‬
‫أ‬
‫لكن هذه التقنية لي�ست فعالة دوم ًا وقد ال تنا�سب‬
‫اجلميع‪ ،‬ولكن الطبيب يعطي الن�صح يف ما يخ�ص هذا‬
‫املو�ضوع‪� .‬إن كنت تعانني فع ًال من انقبا�ضات ما قبل‬
‫موعد الوالدة �ستُحقنني مبادة ال�ستريوييد مل�ساعدة‬
‫رئتي الطفل على التنف�س‪.‬و�إن ا�ستمرت االنقبا�ضات‪،‬‬
‫قد تبقني يف امل�ست�شفي كي تتم مراقبتك عن كثب‪.‬‬
‫أ�خري ًا‪� :‬إن ف�شلت كافة هذه املحاوالت وولد طفلك قبل‬
‫أ�وانه من أالف�ضل أ�ن يبقى يف امل�ست�شفي‪ ..‬قد يكون‬
‫�صغري ًا جدا وقد يعاين م�شاكل يف التنف�س أ‬
‫والكل‬
‫واملحافظة على درجة حرارة طبيعية ومنو أالع�ضاء‪.‬‬
‫يتم االهتمام بطفل ولد قبل أ�وانه يف وحدة خا�صة‬
‫للعناية الفائقة ما بعد الوالدة (‪ )NICU‬حيث تتوفر‬
‫م�ساندة خا�صة ت�ساعد الطفل على النمو ب�شكل الئق‪..‬‬
‫‪59‬‬
‫مســافرات‬
‫تعرفي على انقباضات ما قبل الوالدة‪!!..‬‬
‫من المرجح أنك سمعت أنه كلما اقترب موعد الوالدة‪ ،‬يصاب‬
‫رحمك ببعض التقلصات ألنه يكبر ويشد ويتحضر للوضع‪ .‬تسمى‬
‫التقلصات هذه بانقباضات براكستون‪-‬هيكس ‪ Braxton-Hicks‬و‬
‫‪t‬هي طبيعية للغاية‪.‬‬
‫انقباضات ما قبل المخاض‬ ‫�إال أ�ن حواىل ‪ 10%‬من الن�ساء احلامالت يختربن‬
‫قد تبد أ� انقبا�ضات ما قبل موعد املخا�ض بني‬ ‫انقبا�ضات ما قبل موعد الوالدة‪ .‬على عك�س انقبا�ضات‬
‫أال�سبوعني الع�شرين وال�سابع والثالثني من احلمل‪.‬‬ ‫براك�ستون‪-‬هيك�س‪� ،‬إن انقبا�ضات ما قبل موعد الوالدة‬
‫ال تتوقف تلك ا إلنقبا�ضات وتزداد وتريتها وت�صبح‬ ‫حقيقية وتعني أ�ن املخا�ض بد أ� قبل ا�ستعداد طفلك‪.‬‬
‫منتظمة وغري مريحة خالل الوقت‪ .‬من بني م ؤ��شرات‬ ‫كيف ميكنك التمييز ما بني انقبا�ضات براك�ستون هيك�س‬
‫انقبا�ضات ما قبل موعد املخا�ض أ�ي�ض ًا‪:‬‬ ‫وانقبا�ضات ما قبل موعد الوالدة؟ يكمن االختالف‬
‫‪ -1‬ت�شنجات ت�شبه تقل�صات الدورة ال�شهرية فوق‬ ‫على �صعيد وترية ا إلنقبا�ضات وقوتها ومدتها‪� .‬إليك ما‬
‫العظمة العانية‪.‬‬ ‫الذي يجب مالحظته‪:‬‬
‫‪� -2‬ضغوط ًا أ�و أ�وجاع ًا يف الردفني أ�و أالربية أ�و‬ ‫‪ -1‬انقبا�ضات براك�ستون‪ -‬هيك�س‬
‫احلو�ض‪.‬‬ ‫‪ -2‬انقبا�ضات ما قبل موعد الوالدة‬
‫‪� -3‬آالم ًا �و�ضغطا يف ��سفل الظهر‪.‬‬
‫أ‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫‪ -3‬و�ضع حد النقبا�ضات ما قبل موعد الوالدة‬
‫‪ -4‬ت�شنجات يف أالمعاء أ�و �إ�سهال‪.‬‬ ‫‪ -4‬الوقاية من انقبا�ضات ما قبل موعد الوالدة‬
‫‪ -5‬زيادة يف ا إلفرازات املهبلية‪.‬‬
‫‪� -6‬إفرازات �سائلية ت�شبه املاء أ�و بنية أ�و زهرية اللون‪،‬‬ ‫انقباضات براكستون‪ -‬هيكس‬
‫�ستبد أ�ين مبالحظة انقبا�ضات براك�ستون‪-‬هيك�س يف �شهرك أ�و دماء مهبلية‪.‬‬
‫ال�سابع‪ .‬قد ت�شعرين ب�شد �إجمايل يف الرحم وك أ�نه ينتفخ أ�و �إن الحظت أ�ي ًا من هذه العوار�ض أ�و أ�كرث من أ�ربعة‬
‫انقبا�ضات يف أ�قل من �ساعة ا�ستدعي م�ساعدة التوليد‬ ‫قد ت�شعرين بطفلك يت�شقلب‪ .‬غالب ًا ما تكون االنقبا�ضات‬
‫خالي ًة من أالوجاع وتتوقف بعيد �ساعة‪ .‬على الرغم من أ�ن حا ًال‪ ..‬قد يطلب منك املجيء للخ�ضوع لفح�ص أ�و‬
‫توقيت انقبا�ضاتك‪ ..‬ميكنك ال�شعور باالنقبا�ضات‬ ‫جميع الن�ساء يختربن انقبا�ضات براك�ستون‪-‬هيك�س‪ ،‬ال‬
‫ت�شعر بها أ�غلبيتهن خا�صة أ�ثناء حملهن أالول‪ .‬و �إذ ًا ما من (ا�شتداد الرحم وارتخا ؤ�ه) عرب و�ضع أ��صابعك بخفة‬
‫على بطنك‪.‬‬ ‫حاجة للقلق �إن كنت ال ت�شعرين بها‪.‬‬
‫‪58‬‬
 ‫مســافرات‬

‫وتطلق بع�ض امل�ست�شفيات على هذه الوحدة ا�سم‬

‫تنظيف األسنان بالفرشاة يساعد في منع الوالدة‬
‫المبكرة‪!!..‬‬
‫وفقا لدرا�سة جديدة قام بها أ�طباء من‪  ‬جامعتي‬
‫كي�سوي�سرتن وييل‪ ،‬ون�شرت م ؤ�خرا يف جملة‬
‫امليكروبيولوجيا يعتقد ب أ�ن نوعا من البكترييا غري‬
‫س�ولة عن حوايل ‪80%‬‬ ‫املكت�شفة يف الفم قد تكون امل� ؤ‬
‫من الوالدات املبكرة‪.‬‬
‫هذا وميكن أ�ن ي�ساعد البحث أالطباء يف منع حاالت‬
‫الوالدة املبكرة أ�و املواليد اخلدج من خالل ت�شجيع‬
‫النظافة ال�صحية الفموية أ�و وقف الطلق املبكر عن‬
‫طريق و�صف م�ضادات حيوية منا�سبة‪.‬‬
‫و أ��ضاف هان يى بينغ‪ ،‬وهو طبيب من جامعة‬
‫كي�سوي�سرتن‪ ،‬وامل ؤ�لف الرئي�س للدرا�سة‪“ ،‬كلما كان‬
‫موعد الوالدة مبكرا‪ ،‬ارتفعت فر�ص أ�ن تكوين م�صابة‬
‫بهذه البكترييا”‪.‬‬
‫معظم حاالت احلمل الب�شرية ت�ستغرق نحو ‪40‬‬
‫أ��سبوعا‪ ..‬وت�صنف أ�ي والدة يف أال�سبوع ‪ 37‬على أ�نها‬
‫مبكرة أ�و خداج‪ .‬حوايل ‪ ٪ 12‬من جميع الوالدات‬
‫عندما نسافر بالطائرة لفترات طويلة‪ ،‬يمكن‬ ‫يف الواليات املتحدة خداج‪ ،‬وقد ارتفع هذه العدد‬
‫أن نصاب باإلنهاك الشديد‪ ..‬فأي عرقلة في‬ ‫بن�سبة ‪ 30%‬منذ عام ‪1981‬م أل�سباب غري معروفة‪.‬‬
‫جدولنا اليومي تجعلنا نشعر بالتعب قليال‪،‬‬ ‫أالطفال الذين يولدون مبكرا‪ ،‬ميكن أ�ن يعانوا من‬
‫باإلضافة إلى مشاكل في النوم‪ ..‬وأفضل‬ ‫أ�حد هذه امل�شاكل ال�صحية‪ ،‬مثل �ضعف أ�و فقدان‬
‫طريقة في التعامل مع إرهاق السفر هو في‬ ‫الب�صر وال�سمع‪ ،‬ال�شلل الدماغي‪ ،‬التخلف العقلي‪،‬‬
‫التحضير الكافي له‪.‬‬ ‫وحتى املوت‪.‬‬
‫بالطفال (‪.)SCBU‬‬ ‫وحدة العناية اخلا�صة أ‬
‫لمنع المخاض المبكر‬
‫ت�ستطيعني أ�ي�ض ًا أ�ن تتخذي �إجراءات احتياطية قد‬
‫ت�ساعدك على جتنب املخا�ض املبكر من أال�صل و�إليك‬
‫هذه ا إلجراءات‪:‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫‪ -1‬ا�شربي ثماين �ون�صات من الع�صري �و من املياه كل‬
‫�ساعتني لتجنب اجلفاف الذي قد يجعل رحمك أ�كرث‬
‫«ح�سا�سية»‪.‬‬
‫‪ -2‬تناويل طعام ًا �صحي ًا وازدادي ‪� 12‬إىل ‪ 16‬كيلوغراماً‬
‫(‪� 25‬إىل ‪ 35‬باوند ًا) خالل حملك‪.‬‬
‫‪ -3‬أ�بقي مثانتك فارغة لتخففي احتمال التقاط التهاب‬
‫يف امل�سالك البولية‪ ،‬أالمر الذي ي�ضاعف خطر ح�صول‬
‫انقبا�ضات املخا�ض قبل أالوان‪.‬‬
‫‪ -4‬ام�سحي دائم ًا من أالمام و�إىل الوراء بعد دخول‬
‫‪ -8‬ال متار�سي الن�شاطات اجل�سدية وارتاحي يف حال‬ ‫املرحا�ض أ�و القيام بحركة تقو�س لتجنب التقاط‬
‫تعر�ضت النقبا�ضات مل تتوقف بعد فرتة ق�صرية‪.‬‬ ‫التهاب يف امل�سالك البولية‪.‬‬
‫‪ -9‬حاويل أ�ن تخففي من االرهاق الع�صبي يف حياتك‪.‬‬ ‫‪ -5‬ارتدي مالب�س حتتية م�صنوعة من القطن‪..‬‬
‫�إن احتمال حدوث خما�ض مكرب أ�مر خميف‪ ،‬لكن‬ ‫فالقطن «يتنف�س» أ�ف�ضل من أ�نواع القما�ش أالخرى‪،‬‬
‫معظم الن�ساء يختربن فقط انقبا�ضات براك�ستون‪-‬‬ ‫وكلما ت�سرب الهواء كلما انخف�ض خطر منو البكترييا‪.‬‬
‫هيك�س‪� ..‬إن أ�ف�ضل ما ميكنك فعله ا آلن هو االنتباه‬ ‫‪ -6‬امتنعي عن التدخني وال ت�ستخدمي أالدوية أ�و‬
‫جيد ًا �إىل ن�شاطك البويل‪ ،‬واالهتمام جيد ًا ب�صحتك‪.‬‬ ‫الكحول‪.‬‬
‫ات�صلي مب�ساعدة التوليد �إذا طر أ� أ�ي تطور غري‬ ‫‪ -7‬ا�ستخدمي الواقي الذكري عند قيامك بعالقة‬
‫طبيعي‪.‬‬ ‫جن�سية مهبلية‪.‬‬

‫تخلصي من إرهاق السفر‬

‫عليه بع�ض من عطرك‪.‬‬
‫‪ ‬النوم على الطائرة‪ ،‬يعترب أ�ف�ضل طريقة لتح�ضري‬
‫نف�سك ملحاربة �إرهاق ال�سفر‪� ،‬سواء �إذا كنت م�سافر ًة‬
‫�إىل هدفك أ�و عائدة �إىل املنزل‪ .‬بالرغم من أ�ننا‬
‫أ�حيانا ال نتمكن من النوم يف امل�ساحة ال�صغرية‬
‫املخ�ص�صة لنا على الطائرة‪� ،‬إال أ�ن �إي �إغفاءة �صغرية‬
‫ميكن أ�ن تعيد �شحن الطاقة‪ ،‬وت�شعرك بالراحة‪،‬‬
‫خ�صو�صا �إذا كانت يف نف�س موعد نومك‪ ،‬ال تقاومي‬
‫الرغبة يف النوم‪ ،‬ا�ستعملي غطا ًء للعيون �إذا رغبت يف‬
‫�إراحة عيونك‪ .‬لذا‪ ،‬ف�إن أالمر يتعلق بق�ضاء القليل من‬
‫الوقت فقط يف راحة تامة‪ .‬ح�ضري لرحلتك‪ ،‬ت أ�كدي‬
‫من أ�نك ترتدين ثيابا مريحة‪ ،‬ا�ستعملي الو�سائل‬
‫املتاحة حولك للراحة‪ ..‬وت آ�لفي مع حميط غرفتك‬
‫الفندقية وعندها �ست�شعرين باملزيد من الطاقة‬
‫والراحة و�سيقل ت أ�ثري �إرهاق ال�سفر كثريا‪.‬‬
‫‪ ‬وفري طاقتك مبعرفة ما تريدين عمله‪ ،‬و أ�ين �ستقومني‬ ‫‪ ‬قومي باتخاذ اخلطوات املالئمة ل�ضمان أ�ن تتمتعي‬
‫به‪ ..‬القلق حول كل تف�صيلة �صغرية �سيرتكك ت�شعرين‬ ‫برحلة �سفر مريحة‪ ،‬و�ست�شعرين بالن�شاط عندما‬
‫بالتعب فقط عند انتهاء الرحلة‪.‬‬ ‫تعودين‪ .‬كلنا نواجه ا إلرهاق خالل ال�سفر‪ ،‬ولكن مدى‬
‫‪ ‬حت�ضري غرفة الفندق‪ .‬با�ستثناء االختيار املبد�يأ‬ ‫حتملنا هو املهم‪.‬‬
‫للغرفة‪ ،‬ت أ�كدي من أ�ن تكون الغرفة مريحة وهادئة‬ ‫وهذا يعني ب أ�ن الراحة �ضرورية جدا‪.‬‬
‫وبعيدة عن م�صادر ال�ضو�ضاء‪ ،‬بحيث توفر لك ‪8‬‬ ‫أ‪� ‬وال‪ ،‬قد ترغبني يف �إجراء بع�ض البحوث لتجدي أ�ف�ضل‬
‫�ساعات من النوم غري املنقطع‪� .‬ضعي �إ�شارة عدم‬ ‫فندق مثايل ومنا�سب الحتياجاتك‪� ..‬إذا كنت تعرفني‬
‫ا إلزعاج على الباب‪ ،‬أ�غلقي ال�ستائر‪ ،‬قومي ب أ�خذ حمام‬ ‫ب أ�نك تعانني من �إرهاق ال�سفر جتنبي الفنادق الواقعة‬
‫هادئ على أالقل ملدة ‪ 15‬دقيقة‪ ،‬أ�طفئي ا إل�ضاءة‪،‬‬ ‫خارج الطريق ال�سريع الرئي�س‪ ،‬قرب املطار أ�و قرب‬
‫وت أ�كدي من أ�ن درجة حرارة الغرفة مالئمة لطبيعة‬ ‫معلم �سياحي‪� ..‬سي�ساعدك هذا يف �إزالة أ�ي �ضو�ضاء‬
‫ج�سمك‪.‬‬ ‫غريبة من املحتمل أ�ن ت�صادفك أ�ثناء �إقامتك‪.‬‬
‫‪ ‬تن� أش� م�شكلة النوم يف �غلب الحيان يف بيئة ال ن�شعر‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫‪ ‬اخلطوة أالخرى يف التح�ضري تت�ضمن و�ضع خمطط‬
‫فيها بالراحة‪ ..‬و�إذا قمتِ بتغيريها �إىل بيئة منزلية‪ ،‬‬ ‫وا�ضح للرحلة قبل ال�سفر‪� ..‬ضعي خمطط ًا م�سبقا‬
‫ف�سيكون لديك فر�صة أ�عظم للنوم براحة أ�كرب‪� .‬إذا‬ ‫لتحركاتك‪ ،‬هذا �سيوفر عليك تعب التفكري والتخطيط‬
‫كنت ت�شعرين بعدم أاللفة مع ال�سرير‪ ،‬لمِ َ ال ت�ضعني‬ ‫و أ�نت متعبة‪.‬‬

‫‪61‬‬
 ‫مســافرات‬

‫الحمية‬
‫التي تسبب البدانة‪! ..‬؟‬
‫تعرفي عليها‬
‫ال يوجد شيئا أكثر احباطا من اتباع نظام غذائي صارم‪ ..‬لتجدي بعد ذلك‬
‫أن وزنك ال يتراجع بل يزداد‪ ..‬ولكن هناك أسبابا خفية لفشل النظام‬
‫الغذائي في إنقاص الوزن‪ ..‬ولعل أهمها ما يلي‪:‬‬

‫طريق اقرتاح نظام غذائي لكما‪ ..‬يقول الباحثون �إن‬
‫فقدان الوزن أ�و ك�سبه يعتمد كثريا على أال�صدقاء‪.‬‬
‫إرباك السعرات الحرارية‬
‫�إذا كنت تتناولني �صحنا من أالرز املقرم�ش منذ كنت‬
‫طفلة‪ ،‬فقد ت�صدمي ملعرفة أ�ن كل ‪28‬غرام يحتوي‬
‫ا آلن على ‪� 10‬سعرات حرارية أ�كرث مما كان عليه قبل‬
‫‪ 25‬عاما‪ ..‬مما يكفي لزيادة وزنك باوند كل عام‬
‫وهذا لي�س كل �شيء اليوم‪ ،‬فالكثري من امل أ�كوالت التي‬
‫اعتدنا تناولها يف ال�سابق أ��صبحت حتتوي على كميات‬
‫أ�كرب من ال�سعرات احلرارية مما يعني ب أ�نك �إذا كنت‬
‫تتناولينها ب�شكل منتظم‪ ،‬فهي �سبب يف زيادة وزنك‬
‫ا إلجمايل كل عام‪.‬‬
‫انخفاض استهالك الفيتامين‪.‬‬
‫املر أ�ة التي تكمل وجباتها بالفيتامينات متلك �شهية أ�قل‬
‫من الن�ساء الالتي ال تت�ضمن وجباتهن الفيتامينات‪،‬‬
‫وفقا لباحثني من جامعة الفال يف كندا‪ .‬وال زال �سبب‬
‫ذلك غري معروف بال�ضبط‪ ،‬ولكن خبرية التغذية‬
‫لورين برييتا تقول‪�“ :‬إنه من املحتمل أ�ن ي�شعر ج�سمك‬
‫ب�إنخفا�ض املغذيات أال�سا�سية‪ ،‬وهذا �سيدفعه لطلب‬
‫املزيد من الطعام حتى يح�صل عليها»‪.‬‬
‫احلل‪� :‬إ�ضافة الفيتامينات العامة �إىل قائمة الغذاء‪.‬‬
‫قد يكون هذا الفيتامينات‪  ‬جمموعة ب –و أ�نت‬
‫بحاجة �إىل ‪ 700‬ملغرام يف اليوم‪  ‬مع الغذاء‪ ،‬أالمر‬
‫الذي �سي�ساعد على زيادة حرق الدهون وتقليل‬
‫م�ستويات التوتر‪.‬‬

‫ماء الصنبور‬ ‫األصدقاء البدينين‬

‫تعالج معظم‪  ‬مياه ال�صنبور بالفلور‪ ،‬وهذه أ�نباء طيبة‬
‫لل�سنان‪ ،‬ولكن لي�س للخ�صر‪ .‬ووفقا ملاري‬ ‫بالن�سبة أ‬
‫�شومون‪ ،‬م ؤ�لفة كتاب “حمية الغدة الدرقية‪� :‬إدارة‬
‫أالي�ض لتخفيف الوزن”‪ ،‬مينع الفلوريد اجل�سم من‬
‫امت�صا�ص اليود‪ ،‬والذي يحتاجه اجل�سم ل�صحة‬
‫جيدة للغدة الدرقية‪� .‬إذا كانت الغدة الدرقية راكدة‪،‬‬
‫ف�سيكون التمثيل الغذائي اخلا�ص بك أ�ي�ضا خامال‬
‫و�سوف تك�سبني الوزن»‪.‬‬
‫�إذا كانت أ�ف�ضل �صديقة لديك تعاين من م�شكلة‬
‫الوزن الزائد‪ ،‬فاحتمال أ�ن تعاين من ال�سمنة �سيكون‬
‫‪ ،٪ 57‬وفقا للباحثني يف جامعة هارفارد يف الواليات‬
‫املتحدة‪ ..‬يحدث هذا ألنك تنظري �إىل �صديقاتك‬
‫لتحديد ال�سلوك املقبول‪� .‬إذا طلبت �صديقتك طبقا‬
‫�آخر أ�و قطعة حلوى‪ ،‬فعلى أالرجح ب أ�نك �ستقومني بعمل‬
‫ذلك أ�ي�ضا!‬
‫احلل‪� :‬إ�شراك �صديقتك يف م�شروع �إنقا�ص الوزن عن‬

‫‪63‬‬ ‫‪62‬‬
 ‫مســافرات‬

‫يقول باحثون في جامعة اوتريخت في هولندا‪،‬‬

‫بأن األشخاص الذين يفكرون بإيجابية عند بدأ‬
‫النظام الغذائي ينجحون في التخلص من الوزن‬
‫الزائد أسرع من غيرهم‬

‫أحجام الوجبات‬
‫تقول خبرية التغذية اال�سكتلندية فيونا كريك‪“ :‬على‬
‫مدى ال�سنوات الـ ‪ 30‬املا�ضية زاد حجم متو�سط وجبة‬
‫الع�شاء من ‪� 23‬سم �إىل ‪� 33‬سم‪ ،‬وهذا يعني ب أ�ن ن�سبة‬
‫أالحجام ارتفعت تبعا لذلك‪« .‬معظمنا قد ن�سي فعال‬
‫كيف تبدو الوجبة الطبيعية‪.‬‬
‫احلل‪ :‬تو�صي فيونا بتناول كمية من الن�شويات‬
‫والربوتني ال تزيد عن حجم قب�ضة يدك ثم ملء بقية‬
‫ال�صحن بالفاكهة أ�و اخل�ضار‪.‬‬

‫بكتيريا المعدة‬
‫ال‪ ،‬لي�ست تلك التي ال ت�ساعد على اله�ضم‪ ،‬ولكن‬
‫البكترييا الطبيعية املفيدة التي تعي�ش يف اجلهاز‬
‫اله�ضمي‪ .‬قام بيرت ترينباخ الباحث يف جامعة وا�شنطن‬
‫يف كلية الطب بالنظر �إىل نوعني من البكترييا املوجودة‬
‫يف أالمعاء‪ bacteroidetes :‬و‪ .firmicutes‬فاكت�شف‬
‫أ�ن البدناء لديهم ن�سبة أ�على من ‪ ،firmicutes‬ولكن‬
‫عندما و�ضعهم على نظام غذائي‪ ،‬انخف�ضت ن�سبة‬
‫‪ firmicutes‬وزادت ن�سبة‪ ، bacteroidetes‬وذلك‬
‫مت�شيا مع فقدانها للدهون يف اجل�سم‪.‬‬
‫احلل‪ :‬يف الوقت الراهن مل يتو�صل العلماء لطريقة‬
‫فعالة يف زيادة م�ستويات ‪ ،bacteroidete‬ولكن ميكنك‬
‫العمل على زيادة ‪ prebiotic‬أالطعمة ال�صحية التي‬
‫تغذي البكترييا‪ ..‬وهذه ت�شمل الكراث والب�صل والثوم‬
‫واملوز‪ ..‬مع جتنب امل�ضادات احليوية‪ ،‬والتي ميكن أ�ن‬
‫تق�ضي عليها‪ .‬ميكنك أ�ي�ضا أ�ن ت�شربي يوميا لنب زبادي‬
‫يحتوي على‪.probiotic :‬‬
‫عقلك‬
‫يقول باحثون يف جامعة اوتريخت يف هولندا‪ ،‬ب أ�ن‬
‫أال�شخا�ص الذين يفكرون ب�إيجابية عند بد أ� النظام‬
‫الغذائي ينجحون يف التخل�ص من الوزن الزائد أ��سرع‬
‫من غريهم‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫�إذا كنت تعتقدين ب�نك �ستفعلي �شيئا من �ش�نه أ�ن‬
‫يجعلك بائ�سة‪ ،‬ف�ستحاولني و�ضع حد لذلك والعك�س‬
‫تطهري الكبد”‪ ،‬يعاين ‪ 15٪‬منا من تباط� الكبد الذي‬
‫�صحيح‪.‬‬
‫أ‬
‫احلل‪ :‬يجب �ن تركزين على �سبب رغبتك يف �إنقا�ص‬
‫وزنك‪ ،‬و أ�ن تقويل لنف�سك ميكنني فعل ذلك‪.‬‬
‫مذهلة بلغت ‪ .31%‬هذا وقد أ�فادت درا�سة ن�شرتها‬ ‫احلل‪ :‬ا�ست�شارة الطبيب املخت�ص حول عمل الغدة‬
‫العام املا�ضي جامعة بوردو يف غرب الفاييت بوالية‬ ‫الدرقية‪.‬‬
‫أ‬
‫انديانا‪ ،‬ب�ن ا�ستهالك مواد التحلية اال�صطناعية‪،‬‬
‫مثل ال�سكرين أ�و ‪ ،aspartame‬حت�ضر ج�سمك لتلقي‬ ‫هاتفك النقال‬
‫كمية كبرية من ال�سعرات احلرارية وعندما ال ت�صل‬ ‫أ‬
‫اكت�شف بينغت ارنتز ��ستاذ يف جامعة والية وين‪،‬‬
‫مي�شيغان‪ ،‬ب أ�ن ا�ستخدام الهاتف املحمول قبل وقت النوم هذه الكمية‪ ،‬ف�إن ج�سمك �إما �سيطلب الغذاء بجعلك‬
‫ي�سبب أالرق‪ ..‬و أ��ضاف “نعتقد أ�ن ا إل�شارات املنبعثة من ت�شعرين باجلوع‪ ،‬أ�و يحرق �سعرات حرارية أ�قل‪.‬‬
‫احلل‪ :‬مقاي�ضة امل�شروبات الغازية‪ ،‬بالبدائل منخف�ضة‬ ‫الهاتف حتفز الدماغ‪ ،‬مما يجعل من ال�صعب الو�صول‬
‫�إىل مرحلة النوم العميق” أ‬
‫والرق بحد ذاته أ�نباء �سيئة ال�سعرات احلرارية مثل املياه‪ ،‬أ�وال�شاي الع�شبي أ�و‬
‫ألخ�صائي احلميات‪ ..‬ألن الن�ساء الالتي ينمن ملدة خم�س اللنب‪ ..‬مع جتنب جميع أالطعمة التي حتتوي على مواد‬
‫التحلية اال�صطناعية‪.‬‬ ‫�ساعات أ�و أ�قل كل ليلة معر�ضات لزيادة الوزن بن�سبة‬
‫‪ 32%‬من أ�ولئك الالتي يح�صلن على �سبع �ساعات من‬
‫ركود الكبد‬ ‫الراحة‪ ،‬ورمبا ترجع زيادة الوزن لل�شعور بالتعب وطلب‬
‫الكبد هو �هم جهاز حلرق الدهون يف اجل�سم‪ ،‬لكن‬ ‫أ‬ ‫ال�سكر للح�صول على الطاقة‪.‬‬
‫�إذا كان مثقال بال�سموم مثل الكحول أ�و املواد امللوثة‬ ‫احلل‪ :‬بكل ب�ساطة �إبقاء هاتفك النقال خارج غرفة‬
‫النوم وعدم ا�ستعماله على أالقل ملدة �ساعة قبل النوم‪ .‬ف�سيكون م�شغوال جدا يف معاجلة هذه العملية ب�شكل‬
‫فعال وهكذا تبقى الدهون يف مكانها أ�و حتى ترتفع‪.‬‬
‫ووفقا للدكتورة �ساندرا كابوت‪ ،‬م ؤ�لف كتاب “حمية‬ ‫الغذاء والمشروبات‬
‫ؤ‬
‫تبدو بع�ضها معجزة للتخ�سي�س‪ ،‬ولكن وفقا لبحث‬
‫الدكتور رايف دهينجرا يف كلية الطب بجامعة هارفارد‪ ،‬ي�سهم يف زيادة الوزن‪.‬‬
‫ف�إن‪  ‬تناول م�شروب واحدا فقط من م�شروبات احلمية احلل‪ :‬تقرتح الدكتورة كابوت خف�ض ا إلجهاد عن‬
‫يف اليوم �سوف يزيد من خطر أ�ن ت�صبحي بدينة بن�سبة الكبد‪ ،‬عن طريق جتنب الكحول والدهون امل�شبعة‪.‬‬

‫‪64‬‬
 ‫بيتنا المشترك‬

‫فيما فقراؤه يترقبون بخوف ‪ ...‬وأغنياءه‬

‫يضيفون الطبيعة إلى قائمة ضحاياهم‬

‫العالم يفشل‬
‫في مواجهة الفقر‬
‫(عالم واحد‪ ..‬مستقبل مشترك)‪ ..‬شعار براق غالباً ما تلوكه ألسن الساسة الكبار‪ -‬في‬
‫المؤتمرات والقمم المتصلة بالبيئة والتنمية‪ -‬وتتناقله عنهم وسائل اإلعالم المختلفة‬
‫ويتجسد صداه دائماً مغايراً لدالالت المضمون‪ .‬يتعزز التقدم وتتحسن ظروف الحياة‬
‫في الشمال وتتركز الثروة في حدود بلدانهم‪ ..‬ويتباطئ النمو وينتشر الفقر وتتدهور‬
‫األوضاع البيئية في دول الجنوب‪ ..‬يستورد األغنياء المواد الخام لصناعاتهم من الدول‬
‫النامية ليصدروها إليهم كمنتجات يستهلكونها‪ ..‬ليس هذا فحسب بل وكثيراً ما‬
‫تعاد النفايات السامة لتدفن في أراضي الفقراء‪.‬‬

‫وبقدر ما أ��سهمت الثورتان ال�صناعية والتقنية يف‬
‫�إحداث منو مهم يف امل�ستويات املادية للمجتمعات‬
‫احلديثة �إال أ�نهما كانتا يف الوقت ذاته م�صدر ًا‬
‫ألخطار داهمت البيئة املحيطة با إلن�سان‪ ..‬فالت�صنيع‬
‫املت�سارع واال�ستغالل املفرط للرتبة واال�ستهالك‬
‫ال�سلعي املتنامي وتزايد ال�سكان وتركزهم يف املناطق‬
‫احل�ضرية قد أ��ضر بالبيئة �ضررا ج�سيما‪ ..‬و�إن تعذر‬
‫حتى ا آلن تقدير هذا ال�ضرر تقديرا كميا دقيقا‪.‬‬
‫ولكن من أ�برز أال�ضرار التي أ��صبحت واقعا ملمو�سا يف‬
‫أ�جزاء وا�سعة من العامل ا�ستنزاف املوارد الطبيعية‪،‬‬
‫والمطار احلم�ضية‪ ،‬وجتريف وت آ�كل‬ ‫والت�صحر‪ ،‬أ‬
‫الرتبة‪ ،‬وا�ستنزاف أالوزون‪ ،‬ونفاد املياه اجلوفية‪ ،‬وفقد‬
‫أ�نواع من الكائنات احلية‪ ،‬والتغريات املناخية الناجمة‬
‫عن �صعود مركزات ثاين أ�ك�سيد الكربون �إىل طبقات‬
‫اجلو ال�سفلى‪ ،‬ف�ضال عن انعكا�س ذلك كله على �صحة‬
‫ا إلن�سان و�سكينته‪.‬‬
‫اإلخالل بموازين الطبيعة‪!..‬‬
‫ويرى أ�حمد جمال الدين مو�سى أ�ن خطورة ما حدث‬
‫يف القرن املن�صرم يرجع �إىل أ�ن اال�ستغالل الكثيف‬
‫ا آلخر‪ ..‬وعالقات االرتباط القائمة بينهما ناجمة من‬
‫كون البيئة بعد حيوي للتنمية فال منو اقت�صادي قابل‬
‫لال�ستمرار بدون �إدارة بيئية �سليمة‪.‬‬
‫وتتفاوت م�شكالت البيئة التي تواجه خمتلف بلدان‬
‫العامل بح�سب مرحلة التنمية التي متر بها ووفق هيكل‬
‫اقت�صادها و�سيا�ساتها البيئية‪ ..‬كما أ�ن عدم كفاية كل‬
‫من خدمات ال�صرف ال�صحي واملياه النقية وزيادة‬
‫وال�شكال الكثرية لتدهور أالرا�ضي‬ ‫التلوث اجلوي أ‬
‫يرجع يف أال�سا�س �إىل الفقر باعتباره ال�سبب الرئي�سي‬
‫لوجود مثل هذه امل�شكالت‪.‬‬
‫تطور االقتصاد‬
‫لكن هناك م�شكالت أ�خرى كثرية تتفاقم ب�سبب منو‬
‫وتطور الن�شاط االقت�صادي‪ ..‬فالتلوث الذي يقرتن‬
‫والحرا�ش نتيجة‬ ‫بال�صناعة والطاقة و�إزالة الغابات أ‬
‫والرا�ضي املت�صحرة والهواء امللوث‬
‫قطع أال�شجار غري املتوازنة والتحطيب اجلائر وكذلك‬
‫ا إل�سراف يف ا�ستخدام املياه‪ ..‬تعترب جميعها نتائج‬
‫لتطور الن�شاط االقت�صادي الذي يعجز يف أ�ن يدخل‬
‫يف ح�سابه قيمة البيئة‪ ،‬والتحدي املاثل �إذ ًا هو ت�ضمني‬
‫عامل و أ�ثر البيئة يف عملية اتخاذ القرار‪.‬‬
‫(عامل واحد‪ ..‬م�ستقبل م�شرتك)‪� ..‬شعار براق غالب ًا‬
‫ما تلوكه أ�ل�سن ال�سا�سة الكبار‪ -‬يف امل ؤ�مترات والقمم‬
‫املت�صلة بالبيئة والتنمية‪ -‬وتتناقله عنهم و�سائل‬
‫ا إلعالم املختلفة ويتج�سد �صداه دائم ًا مغاير ًا لدالالت‬
‫امل�ضمون‪ .‬يتعزز التقدم وتتح�سن ظروف احلياة يف‬
‫ال�شمال وترتكز الرثوة يف حدود بلدانهم‪ ..‬ويتباطئ‬
‫النمو وينت�شر الفقر وتتدهور أالو�ضاع البيئية يف دول‬
‫اجلنوب‪ ..‬ي�ستورد أالغنياء املواد اخلام ل�صناعاتهم‬
‫من الدول النامية لي�صدروها �إليهم كمنتجات‬
‫ي�ستهلكونها‪ ..‬لي�س هذا فح�سب بل وكثري ًا ما تعاد‬
‫النفايات ال�سامة لتدفن يف أ�را�ضي الفقراء‪.‬‬
‫هذا هو حال بيتنا امل�شرتك يف ظل تعك�سه تداعيات‬
‫ال�سباق املحموم بني الدول ال�صناعية وا�ستغاللها‬
‫ملقومات الطبيعة من واقع ملمو�س على املياه امل�ستنزفة‬
‫والغابات املزالة أ‬
‫والتغريات املناخية التي تدفعها الدول النامية‬
‫ثمن ًا لطموح أالغنياء املتنامي يف تطوير ن�شاطهم‬
‫االقت�صادي‪.‬‬
‫البيئة والتنمية عن�صران متكامالن بال�ضرورة ال‬
‫ي�ستقيم حال أ�حدهما على الوجه ال�صحيح مبعزل عن‬

‫‪67‬‬ ‫‪66‬‬

‫مثل �صناعة ال�صلب أ�و م�صايف النفط من انبعاثات‬
‫غازات االحتبا�س احلراري امللومة يف ظاهرة ارتفاع‬
‫احلرارة‪.‬‬
‫وطلبت االكوادور من الدول الغنية أ�ن تدفع لها مبلغ‬
‫‪ 350‬مليون دوالر �سنوي ًا‪ ..‬مقابل عدم ا�ستخراج مليار‬
‫برميل من النفط يف غابات أالمازون املطرية‪.‬‬
‫للمم املتحدة ب� أش�ن اتفاقية جديدة‬ ‫ويف حمادثات أ‬
‫أ‬
‫تعنى باملناخ‪ ..‬تبحث �كرب من ‪ 190‬دولة خطة لدفع‬
‫مليارات الدوالرات للدول اال�ستوائية �سنوي ًا لرتك‬
‫للبطاء من معدل �إزالة ا إلحراج‬ ‫الغابات على حالها إ‬
‫ومكافحة االحتبا�س احلراري‪.‬‬
‫وقال ايريك �سولهامي وزير البيئة الرنويجي‪“ :‬نريد أ�ن‬
‫نرى حتوال الحرتام أالنظمة البيئية»‪.‬‬
‫وقادت او�سلو جهود املانحني عرب التعهد بتقدمي ‪500‬‬
‫مليون دوالر �سنوي ًا للدول اال�ستوائية للتخلي عن املن�شار‬
‫وترك أال�شجار واقفة‪.‬‬
‫وهناك حماوالت دائمة للمزج بني ال�سعار والطبيعة‪.‬‬
‫ومتثل �إزالة ا إلحراج نحو خم�س جميع انبعاثات غازات‬
‫البيوت الزجاجية التي يخلفها الب�شر‪.‬‬
‫‪69‬‬
‫دروس األزمة المالية‪!!..‬‬
‫على الرغم من الت أ�ثريات الكبرية الالزمة العاملية‬
‫والتي تعد أال�سو أ� منذ ثالثينات القرن املن�صرم على‬
‫االقت�صاد العاملي وزيادة م�ستويات البطالة وتباط ؤ�‬
‫النمو ال�سيما يف الدول النامية‪ ..‬ف�إن خرباء � ؤش�ون‬
‫البيئة يرون فيها فر�صة منا�سبة لو�ضع بطاقات أ��سعار‬
‫على الطبيعة يف �إعادة نظر جذرية على ال�صعيد‬
‫االقت�صادي حلماية كل �شيء من ال�شعب املرجانية �إىل‬
‫الغابات املطرية‪.‬‬
‫ف�إذا كان املزارعني يعرفون قيمة أالر�ض من كم‬
‫املحا�صيل التي ت�ستطيع �إنتاجها �إال أ�ن أ�جزاء كبرية‬
‫من عامل الطبيعة مثل امل�ستنقعات التي تنقي املياه‬
‫واملحيطات التي تنتج أال�سماك أ�و أال�شجار التي متت�ص‬
‫غازات البيوت الزجاجية ينظر �إليها عادة على أ�نها‬
‫“جمانية»‪.‬‬
‫أ‬
‫ويقول روبرت كو�ستانزا ��ستاذ اقت�صاد البيئة بجامعة‬
‫فريمونت “معظم أ��صولنا ال َق ّيمة لي�ست مدرجة يف‬
‫دفاتر‪ ..‬نحتاج �إىل �إعادة ابتكار االقت�صاد‪ .‬أالزمة‬
‫املالية فر�صة»‪.‬‬
‫األثمان تشكل التعبير المميز عن الندرة النسبية للموارد‪ ..‬فما‬
‫ويرى املدافعون عن “اقت�صاد البيئة” أ�ن تقييم “ر أ��س‬
‫هو نادر يكون غاليا‪ ،‬ألن ارتفاع الثمن مؤشر على الندرة‪ ..‬ويتضح‬
‫املال الطبيعي” ميكن أ�ن ي�ساعد يف حماية البيئة من‬
‫أن قياس القيمة من خالل زاوية قيمة التبادل وحدها ال تحقق‬
‫التلوث املتزايد والتغري املناخي اللذين تت�سبب فيهما‬
‫ال�شعوب الب�شرية والتي ال تظهر يف املقايي�س التقليدية‬
‫للرثوة مثل �إجمايل الناجت املحلي أ�و �إجمايل الناجت‬
‫القومي‪.‬‬
‫بالرغم من �ن املنفعة املرتتبة على هذا املورد قد تكون‬
‫الطبيعة لم تعد مجانية‬
‫و�صرح ا�شيم �شتايرن رئي�س برنامج أالمم املتحدة‬
‫مبالغ ًا فيه‪ ..‬أ��شار �آخرون �إىل أ�نه ما كان ألحد أ�ن‬ ‫للبيئة لرويرتز مب ؤ�متر االحتاد الدويل للحفاظ‬
‫ي�ستمر على قيد احلياة بدون الطبيعة لهذا ف�إن قيمتها‬ ‫على البيئة يف بر�شلونة‪ « :‬أ�عتقد أ�ن القرن احلادي‬
‫للن�سان النهائية‪.‬‬ ‫إ‬ ‫والع�شرين �سيهيمن عليه مفهوم ر أ��س املال الطبيعي‬
‫مثلما هيمن ر أ��س املال املايل على القرن الع�شرين»‪.‬‬
‫تجاهل رفاهية اإلنسان‪!!..‬؟؟‬ ‫و أ��ضاف‪“ :‬و�صلنا ملرحلة‪ ..‬يخ�ضع فيها النظام الذي‬
‫ويقول يوهان روك�سرتوم املدير التنفيذي ملعهد البيئة‬ ‫يدعمنا لتهديد»‪.‬‬
‫“الزمة املالية جمرد م�سمار �آخر يف‬ ‫يف �ستوكهومل‪ :‬أ‬ ‫وكثري ًا ما يعرت�ض خرباء االقت�صاد التقليديون قائلني‬
‫نع�ش نظام ي�سعى �إىل النمو االقت�صادي بينما يتجاهل‬ ‫�إن من امل�ستحيل تقييم واد بجبال ا إلنديز أ�و البحر‬
‫رفاهية ا إلن�سان أالو�سع نطاق ًا»‪.‬‬ ‫الكاريبي‪.‬‬
‫ومبوجب االقت�صاد التقليدي ت�ستطيع الدول تعزيز‬ ‫وقال �شتايرن‪“ :‬ن�سعى بجهد يف اخلدمات القائمة على‬
‫�إجمايل الناجت املحلي اخلا�ص بها لفرتة ق�صرية عن‬ ‫الطبيعة للتو�صل �إىل كيف يبد أ� ال�سوق يف تقييمها‪.».‬‬
‫طريق �إزالة جميع غاباتها وبيع أالخ�شاب أ�و من خالل‬ ‫و�ساعد كو�ستانزا يف �إثارة جدل دويل منذ عقد‬
‫تفجري ال�شعب املرجانية ال�صطياد كل أال�سماك‪.‬‬ ‫م�ضى‪ ..‬حيث و�ضع تقديرا جرى نقله عنه على نطاق‬
‫ومن � أش�ن �إعادة النظر ت أ�كيد قيمة احلفاظ على البيئة‬ ‫وا�سع أ��شار �إىل أ�ن قيمة اخلدمات الطبيعية تبلغ ‪33‬‬
‫دون أ�ن مي�سها أ�ذى‪.‬‬ ‫تريليون دوالر �سنوي ًا‪ ..‬أ�ي حوايل �ضعف �إجمايل الناجت‬
‫القانون ال�سا�سي حلفظ الكتل‪ ..‬فمن الخطاء ال�شائعة‬
‫أ‬
‫املحلي العاملي يف ذلك احلني‪.‬‬
‫فقد أ�ن� أش� االحتاد أالوروبي �سوق ًا لتبادل ح�ص�ص‬ ‫وفيما رف�ض بع�ض اخلرباء االقت�صاديني تقدير‬
‫انبعاثات الكربون عام ‪2005‬م حتى تخف�ض �صناعات‬ ‫كو�ستانزا البالغ ‪ 33‬تريليون دوالر بو�صفه تقديراً‬
‫بيتنا المشترك‬
‫للموارد الطبيعية قد أ�خل بقدرتها على التجدد‬
‫التلقائي مما قاد‪ -‬با إل�ضافة �إىل التلوث الناجم عن‬
‫ال�صناعات احلديثة‪� -‬إىل خلل يف املوازين الدقيقة‬
‫للكرة أالر�ضية‪ ..‬وقد انعك�س ذلك على ا إلن�سان الذي‬
‫أ�خذ تدريجيا يفقد جانبا من قدرته الوا�سعة على‬
‫التكيف مع املتغريات التي حتيط بحياته‪ ..‬فاحلياة‬
‫املعا�صرة تعر�ضه ا آلن ملواقف مل يعرفها قط من قبل‬
‫خالل تطوره‪ ..‬وملا كانت خوا�ص ا إلن�سان الوراثية ال‬
‫ميكن أ�ن تتعدل �إال قليال وببطء �شديد ف�إنه لن يتمكن‬
‫يف أالغلب من التكيف مع ا آلثار ال�سامة لبع�ض امللوثات‬
‫ال�صناعية‪ ..‬أ�و مع امل�صاعب النف�سية والعقلية التي‬
‫تولدها بع�ض أ�مناط احلياة احلديثة‪.‬‬
‫ولقد كان من ال�صعب على الدولة يف املجتمعات‬
‫املعا�صرة أ�ن تظل �ساكنة يف ظل هذه املتغريات‪..‬‬
‫خا�صة مع تزايد الوعي البيئي لدى جماعات وا�سعة‬
‫من املواطنني‪ ..‬ولذا اعرتفت الدول ال�صناعية منذ‬
‫نهاية ال�ستينيات ب أ�ن و�ضع �سيا�سة جدية حلماية البيئة‬
‫قد أ��ضحى �ضرورة حيوية‪ ..‬كما أ�يقنت هذه الدول أ�ن‬
‫اهتمامها يجب أ�ن يوجه نحو حت�سني نوعية احلياة‬
‫للمواطنني ولي�س فقط العمل على ت�شجيع النمو يف‬
‫�إنتاج ال�سلع واخلدمات‪ ..‬وقد أ�ثمرت هذه ال�سيا�سة‬
‫يف حت�سينات بيئية عديدة‪ ..‬فانخف�ضت �إ�صدارات‬
‫أ�ك�سيد الكربيت رغم منو الن�شاط االقت�صادي‪ ،‬وانخف�ض‬
‫تلوث العديد من أالنهار والبحريات‪ ،‬وحت�سنت نوعية‬
‫بالضرورة إضفاء القيمة على كل ما هو نافع ومفيد‪،‬‬
‫الهواء‪ ..‬ولكن يف املجتمعات املتقدمة فقط التي متلك‬
‫حكوماتها من ا إلمكانات املادية ما ميكنها من ا إلدارة‬
‫فتعبري «جماين» يف االقت�صاد يعني بدون قيمة‪،‬‬ ‫واملاء و�إلقاء املخلفات يف الطبيعة وت�شويه املناظر‬ ‫البيئية ال�سليمة للحفاظ على �شعوبها‪.‬‬
‫أ‬
‫الطبيعية‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫فالتلوث البيئي يعد �ثرا خارجيا �سلبيا‪ ..‬لن ال�ضرار عظيمة للغاية‪.‬‬ ‫تساؤالت معلقة‪..‬؟!‬
‫وقد نتج عن الفهم ال�سابق لفكرة القيمة أ�ن اعتربت‬ ‫التي تنتج عنه ال تدخل يف ح�سابات ال�سوق‪ ..‬حيث ال‬ ‫ورغم أ�ن م�شكلة البيئة بح�سب تعريفها م�شكلة‬
‫«الجور» أ�و بند «املواد أالولية» بند املوارد الطبيعية خا�صة الهواء واملاء �سلعا جمانية‬
‫اقت�صادية‪ ،‬ألن التلوث يعترب يف جوهره نتيجة مبا�شرة يوجد �إىل جانب بند أ‬
‫«ال�ضرار الناجمة عن التلوث» أ�و ميكن لكل من �شاء ا إل�سراف يف ا�ستخدامها وتلويثها‪..‬‬ ‫حما�سبي �آخر عنوانه أ‬ ‫للن�شاط االقت�صادي‪ ،‬املرتكز يف حدود الدول الغنية‪،‬‬
‫فالهمية اجلوهرية للموارد البيئية كقيمة ا�ستعمال مل‬‫أ‬ ‫«تعوي�ضات عن أال�ضرار الناجمة عن التلوث»‪.‬‬ ‫ف�إن أال�س�س التي تقوم عليها �سيا�سات حماية البيئة‬
‫تكن كافية جلذب اهتمام االقت�صاديني الذين ان�صرفوا‪-‬‬ ‫على امل�ستوى العاملي التزال ه�شة وغري متنا�سقة‪،‬‬
‫يف �إطار النظام االقت�صادي القائم على املقاي�ضة‪-‬‬ ‫الندرة أساس القيمة‪!..‬؟‬ ‫وت�ستح�ضر معها الكثري من أال�سئلة التي تطرح نف�سها‬
‫وحيث �إن ا إل�شكالية أال�سا�سية لالقت�صاد هي معاجلة لدرا�سة ال�سلع ذات القيمة يف جمال التبادل وحده‪.‬‬ ‫بقوة �ضمن ا إلطار الوا�سع مل� أس�لة تخ�صي�ص املوارد‬
‫أ‬ ‫آ‬
‫ومن امل�خذ الخرى على علم االقت�صاد املعا�صر‬ ‫ال�صراع الدائم بني احلاجات غري املحدودة للب�شر‬ ‫يف علم االقت�صاد ومن بينها‪ :‬ما هي مظاهر أالذى‬
‫واملوارد املحدودة للطبيعة‪ ،‬ف�إن أالثمان ت�شكل التعبري ق�صرة االهتمام على ظاهرتي ا إلنتاج واال�ستهالك‬ ‫البيئي؟ ومن هم امل�سئولون عنه ومن هم �ضحاياه؟‬
‫املميز عن الندرة الن�سبية للموارد‪ ..‬فما هو نادر يكون دون ظاهرة املخلفات‪ ..‬فال�سلع تنتج ثم ت�ستهلك‪،‬‬ ‫وكيف يتم الق�ضاء على هذا أالذى أ�و �إىل أ�ي م�ستوى‬
‫ومل ي�ست�شعر أ�حد أ�همية الت�سا ؤ�ل عن م�صري ال�سلع‬ ‫ميكن تخفي�ضه?‪� ..‬آخذين يف االعتبار نفقة ا إلجراءات غاليا‪ ،‬ألن ارتفاع الثمن م ؤ��شر على الندرة‪ ..‬ويت�ضح‬
‫أ�ن قيا�س القيمة من خالل زاوية قيمة التبادل وحدها امل�ستهلكة‪ .‬لقد أ�ثبت أ�يري�س وكني�س‪ .‬أ�ن �سبب ف�شل‬ ‫امل�صححة وتف�ضيالت أالطراف املت�صلة به؟ وما هي‬
‫أ‬
‫انعكا�سات �سيا�سة حماية البيئة على ا إلنتاج واال�ستثمار ال حتقق بال�ضرورة �إ�ضفاء القيمة على كل ما هو نافع النظرية االقت�صادية يف تقدير الهمية احلقيقية‬
‫للثار اخلارجية يعود بالدرجة أالوىل �إىل النظر‬ ‫آ‬ ‫ومفيد‪ ،‬ولكنه يكفل ذلك فقط لكل ما له ثمن يف نظام‬ ‫والعمالة وتوزيع الدخول وميزان املدفوعات؟‬
‫لعمليتي ا إلنتاج واال�ستهالك ب�صورة خمتلفة عن‬ ‫أ‬
‫قائم على النقود‪ .‬ويقود املفهوم ال�سابق �إىل الت�ثري‬ ‫ويعرتف االقت�صاديون على اختالف م�شاربهم ب أ�ن‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫على �سلوك امل�ستهلكني‪ ..‬حيث يزيد ا�ستهالك املوارد‬ ‫النظام ا إلنتاجي يف أ��شكاله املعا�صرة يت�سبب يف �آثار‬
‫ذات الثمن اخلفي�ض ويقل ا�ستخدام املوارد ذات الثمن قول‪ :‬ب�إمكان حتويل كل املدخالت �إىل خمرجات بدون‬ ‫متعدية غري مرغوب فيها بالن�سبة للبيئة التي يحيا‬
‫املرتفع‪� ..‬ما املوارد املجانية ف�إن ا�ستخدامها يكون غري بقايا مادية غري مرغوب فيها‪ ،‬و�إن جميع املخرجات‬‫أ‬ ‫فيها ا إلن�سان‪.‬‬
‫تفنى كلية يف عملية اال�ستهالك‪.‬‬ ‫لل�سراف ال�شديد يف ا�ستهالكها‪..‬‬ ‫إ‬ ‫يدعو‬ ‫مما‬ ‫مقيد‪،‬‬ ‫ومن أ�كرث تلك الثار انت�شارا تلويث امل�صانع للهواء‬
‫آ‬
‫‪68‬‬
 ‫بيتنا المشترك‬

‫فشل في مواجهة الفقر‬ ‫ومتت�ص أال�شجار ثاين أ�ك�سيد الكربون الغاز الرئي�سي‬
‫تعد الدول النامية ال�ضحية أالكرث ت�ضرر ًا من التدهور‬ ‫من غازات البيوت الزجاجية أ�ثناء منوها‪ ..‬وهو ينبعث‬
‫البيئي‪ ..‬فخالف ًا ملا يت�سبب به الفقر من عدم وجود‬ ‫منها حني تعطب أ�و يتم �إحراقها ويكون هذا عادة‬
‫خدمات البنى التحتية ال�ضرورية جلميع املواطنني‬ ‫را�ض للزراعة‪ .‬وقدر تقرير �صدر برعاية‬ ‫إلخالء أ� ٍ‬
‫ف�إن و�ضع خطط وبرامج بيئية متكاملة تعد فوق‬ ‫املفو�ضية أالوروبية و أ�ملانيا أ�ن الب�شرية ت�سبب أ��ضراراً‬
‫�إمكانات احلكومات التي تر�ضح أ�حيان ًا �إىل القبول‬ ‫قيمتها ‪ 50‬مليار يورو (‪ 67.35‬مليار دوالر) ملناطق‬
‫بدفن النفايات ال�سامة التي ت أ�تيها من الدول الغنية يف‬ ‫توجد بها أ�را�ض على كوكب أالر�ض �سنوي ًا‪.‬‬
‫أ�را�ضيها مقابل متويل م�شروع بيئي أ�و تنموي‪.‬‬ ‫و أ��شار تقرير لكبري اخلرباء االقت�صاديني ال�سابق‬
‫ويرى الكثري من املراقبني أ�ن الدول الغنية تعتمد كثرياً‬ ‫بالبنك الدويل نيكوال�س �سترين‪� ..‬إىل أ�ن عدم كبح‬
‫على ا�سترياد املواد اخلام من الدول النامية‪ ..‬وهي ما‬ ‫جماح ظاهرة االحتبا�س احلراري ميكن أ�ن يكلف ما‬
‫تعاد �إليهم بعد ت�صنيعها‪ ..‬و أ�كدوا أ�ن الدول الغنية ترى‬ ‫بني خم�سة و‪ 20%‬من �إجمايل الناجت املحلي العاملي‪..‬‬
‫يف الدول النامية جمرد أ��سواق ا�ستهالكية فقط‪.‬‬ ‫مما يلحق أ��ضرار ًا أ�على من نطاق احلربني العامليتني‬
‫وقد حذر تقرير جديد من عدم قدرة الدول أالكرث‬ ‫والك�ساد العظيم‪.‬‬
‫غنى يف العامل على الوفاء مبطالبات أالمم املتحدة‬ ‫وقال كو�ستانزا يف خطاب أ�ر�سله �إىل دورية العلوم‬
‫اخلا�صة مبكافحة الفقر‪ ..‬و أ�و�ضح التقرير‪ ،‬الذي‬ ‫باال�شرتاك مع زميل له يف وقت �سابق هذا العام‪..‬‬
‫ا�شرتك يف �إجرائه البنك الدويل و�صندوق النقد‬ ‫أ�ن �إحدى و�سائل تقييم الطبيعة ميكن أ�ن تكون عن‬
‫الدويل‪� ،‬إن ما ي�سمى ب أ�هداف التنمية يف أاللفية‬ ‫و‪ 3.6‬تريليون دوالر يف العام �إىل �صندوق يطلق عليه‬ ‫طريق تبادل جميع ح�ص�ص انبعاثات غازات البيوت‬
‫اجلديدة ال ميكن أ�ن تتحقق �إذا ما �سارت أالمور‬ ‫«�صندوق أالر�ض اجلوي»‪.‬‬ ‫الزجاجية وحتويل العائدات التي تقدر مبا بني ‪0.9‬‬
‫على ما هي عليه‪ ..‬ويطالب التقرير الدول أالكرث‬
‫ثراء باتخاذ خطوات عاجلة للمبادرة بالق�ضاء على‬
‫أال�سباب الرئي�سية للفقر‪ .‬وتت�ضمن خطة أ�هداف‬
‫التنمية يف أاللفية اجلديدة خف�ض ن�سبة من يعانون‬
‫الفقر ال�شديد يف العامل �إىل الن�صف‪ ،‬وت أ�مني التعليم‬
‫والمهات‬ ‫أالويل لكل أالطفال‪ ،‬وخف�ض وفيات أالطفال أ‬
‫بحلول عام ‪2015‬م‪ .‬ويحذر التقرير من أ�ن أالمور لو‬
‫�سارت على ما هي عليه‪ ،‬فلن ميكن حتقيق أ�غلب هذه‬
‫أالهداف يف عام ‪2015‬م‪ ..‬ويقول التقرير �إن الدول‬
‫الغنية يجب أ�ن تتوىل زمام املبادرة بااللتزام بالوعود‬
‫التي قطعتها على نف�سها منذ �سنوات يف م ؤ�متر‬
‫للتمويل والتنمية‪.‬‬
‫وطالب جيم�س فولفن�سن‪ ،‬احلكومات بتغيري أالولويات‬
‫التي و�ضعتها لنف�سها‪ ،‬و�إنفاق املزيد من أالموال على‬
‫امل�ساعدات ا إلن�سانية‪ .‬وقال‪�« :‬إن ما تنفقه دول العامل‬
‫على الدفاع وامل�ساعدات هي تقريبا كما يلي‪900 :‬‬
‫مليار دوالر على الدفاع‪ ،‬و‪ 300‬مليار دوالر أ�و ‪350‬‬
‫مليار دوالر على الزراعة‪ ،‬و‪ 50‬أ�و ‪ 60‬مليار دوالر على‬
‫امل�ساعدات‪ ،‬ون�صفها تقريبا ي�صل نقدا‪ ،‬وهذا هو‬
‫اخللل أال�سا�سي»‪ .‬وقال‪« :‬لنقل ما نقول‪ ،‬ولكننا �إذا مل‬
‫نتعامل مع امل�شاكل أال�سا�سية فلن نحلها»‪.‬‬
‫كما انطوى التقرير على بع�ض النقاط امل�شجعة‪،‬‬
‫فاحتمال التغلب على ن�صف الفقر ال�شديد يف العامل‬
‫بحلول عام ‪2015‬م ال زال قائما‪ ،‬ولكن ال�سبب يف ذلك‬
‫يرجع �إىل أالداء االقت�صادي القوي ألكرب دولتني يف‬
‫العامل من حيث عدد ال�سكان‪ ،‬الهند وال�صني‪ ..‬ومن‬
‫املتوقع أ�ن يت أ�خر حتقيق الهدف يف أ�فريقيا‪ ،‬ويقول‬
‫التقرير �إن امل�شهد على �صعيد أ�هداف أ�خرى‪ ،‬مثل‬
‫ال�صحة والتعليم والبيئة‪� ،‬سيكون أ��شد �سوءا‪.‬‬
 ‫كشكول الحياه‬
‫للبعض هي شر ال بد منه‪ ،‬وقدر ال مفر منه‪ ،‬باختصار هذه هي الجارة‬
‫الفضولية التي تقحم نفسها في ما ال يخصها‪ ،‬فنجدها حاضرة في‬
‫كل تفاصيل حياتنا اليومية بل وفي أدق التفاصيل الحميمة فيها‪.‬‬
‫اليمنية استطلعت تجارب بعض السيدات مع هذا النوع من الجارات‬
‫فكانت الحصيلة التالية‪.‬‬
‫استطالع‪ /‬ريـــَّــا أحمد‬
‫برج المراقبة‪!!..‬؟‬
‫ال�سيدة أ�م وائل عبد املجيد تتحدث بدورها عن‬
‫جتربتها مع اجلارة الف�ضولية وكيف �صارت هذه‬
‫اجلارة كابو�س حقيقي لها ولزوجها‪ ،‬تقول‪« :‬جارتنا‬
‫الف�ضولية قريبة جدا من منزيل فمنزلها يطل على‬
‫حديقة بيتي لذلك جتديني أ�كرث ن�ساء احلي ت�ضررا‬
‫من ف�ضولها وتدخلها فيما ال يعنيها‪ ،‬فهي جتل�س أ�غلب‬
‫وقتها على النافذة التي تقع يف الدور الثالث يف منزلها‬
‫وبالتايل تراقب كل �شيء (وبعدين عينك ما ت�شوف �إال‬
‫النور) تفتح النافذة وتبد أ� بال� ؤس�ال والنقد على مر أ�ى‬
‫وم�سمع من اجلريان‪.‬‬
‫� أس�روي لك هذا املوقف الطريف‪ ..‬يف �حد اليام بعد‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫عر�سي مبا�شرة كنت أ��سهر مع زوجي ل�ساعة مت أ�خرة‬
‫من الليل‪ ..‬فكانت ت أ�تي من ال�صباح الباكر لت� أس�ل ملاذا‬
‫مل نطفئ نور الغرفة �إىل وقت الفجر‪ ،‬كنت أ�خجل منها‬
‫�إنها �إن�سانة متو�سطة العمر ولديها بنات و�والد ولكنها‬
‫كثريا و أ�تعذر ب أ��شياء تافهة ك أ�ن أ�قول ن�سينا ال�ضوء ومل‬
‫نطف أ�ه أ�و كنت تعبانة‪�..‬إلخ‬
‫�إىل أ�ن طفح الكيل منها يف �إحدى املرات وقلت لها‪:‬‬
‫عر�سان أ�ي�ش علينا لو �سهرنا‪ .‬فكان ردها على طول‪:‬‬
‫ولو عر�سان النوم بدري �صحة للبدن‪.‬‬
‫ا آلن �صرت أ�عرفها جيدا وتقريبا تعودت عليها بل �إين‬
‫افتقدها كثريا لو مر�ضت أ�و غابت عن النافذة أ�و كما‬
‫يقول زوجي (برج املراقبة)»‪.‬‬
‫‪73‬‬
‫كــابوس مزعج ومستمر اسمه‬
‫(الجارة الفضولية)‪!!..‬؟‬
‫المحقق كونان‬
‫البداية كانت مع ا آلن�سة مها اجلبلي التي و�صفت لنا‬
‫بطرافة جتربتها مع هذا النوع من اجلارات قائلة‪:‬‬
‫«جارتنا لي�ست ف�ضولية فح�سب و�إمنا ميكن أ�ن أ�قول‬
‫لك بكل ثقة ب أ�نها متاما مثل املحقق كونان‪ ،‬فهي حتاول‬ ‫ِ‬
‫أ�ن تقدم اال�ستنتاجات والتحليالت حول أ�ي حدث‬
‫يح�صل يف أ�ي من بيوت اجلريان‪.‬‬
‫عندها طاقة غريبة لتطوف كل بيوت احلارة‬
‫وا إل�ستطالع عن أالخبار‪،‬ولها مقدرة مذهلة‬
‫ملتابعة تلك أالحداث‪ ..‬فمن الغالب أ�ن يت أ�ثر أ�ي‬
‫�شخ�ص منا مثال بحادث أ�و حدث ما يف أ�ي بيت‬
‫من بيوت احلارة ولكن مع ان�شغاالت احلياة ال نتابع‬
‫ما ي�ستجد من أالحداث ولكنها تتابع كل التفا�صيل‬
‫حتى النهاية‪.‬‬
‫أ‬
‫تتفرغ ب�شكل كبري لهموم ا آلخرين‪ ،‬فلو أ�ن �سيارة غريبة‬
‫تدخل احلارة وتقف جتدينها ترتدي ال�ستارة وتذهب‬
‫مبا�شرة ل�صاحبها‪..‬من هو? وماذا يريد? وما �صلته‬
‫مبن جاء �إليه?‪�..‬إلخ‬
‫يف �إحدى املرات تعر�ضت لل�ضرب من قبل ن�ساء يف‬
‫�إحدى جل�سات التفرطة عندما تدخلت يف حديث بني‬
‫�سيدتني حول مو�ضوع غاية يف اخل�صو�صية‪ ..‬ومع هذا»‬
‫فذلك مل يردعها»‬
‫‪72‬‬

‫الجارة الفضولية هي واقع نتأقلم معه في بعض األحيان ونرفضه‬
‫تماما في أحيان أخرى‪،‬وفي كال الحالتين هي ظاهرة غير صحية تؤذينا‬
‫وتشعرنا بأن حياتنا مشاعة للغير ليتدخلوا فيها وفي أدق تفاصيلها‪.‬‬
‫من جهة أ�خرى‪ ..‬وال �سيما بعد أ�ن طردتها من البيت‪.‬‬
‫يف احلقيقة لقد كانت كابو�س ًا مزعج ًا طيلة جماورتها‬
‫لنا‪ ..‬ولكن طفح الكيل عندما بد أ� تدخلها املرفو�ض‬
‫ي�سبب لنا امل�شاكل فكان ال بد من قطع و�صلها ورف�ض‬
‫زيارتها للبيت‪».‬‬
‫و أ�خري ًا‪ :‬ال بد من القول ب أ�ن اجلارة الف�ضولية هي واقع نت أ�قلم‬
‫معه يف بع�ض أالحيان ونرف�ضه متاما يف أ�حيان أ�خرى‪،‬ويف‬
‫كال احلالتني هي ظاهرة غري �صحية ت ؤ�ذينا وت�شعرنا ب أ�ن‬
‫حياتنا م�شاعة للغري ليتدخلوا فيها ويف أ�دق تفا�صيلها‪.‬‬
‫لذا يجب أ�ن جند احللول الرادعة للحد من الف�ضول‬
‫الزائد عند البع�ض ولكن بطريقة مهذبة وغري فظة‪.‬‬
‫كشكول الحياه‬
‫والدة‪!..‬؟‬
‫ال�سيدة أ�م عبد اهلل تروي بدورها هذه الق�صة التي‬
‫حدثت معها مع �إحدى اجلارات الف�ضوليات‪« :‬عندما‬
‫ولدت بابني البكر عبد اهلل جاءت جارتنا الف�ضولية‬
‫للزيارة‪ ..‬ورغم أ�ين كنت متعبة حني و�صلت للبيت �إال‬
‫أ�نني وجدتها يف ا�ستقبايل‪ ،‬ورغم التعب وا إلرهاق �إال‬
‫�إنها بد أ�ت وابل من أال�سئلة التي‪ -‬واهلل‪ -‬مل ي� أس�لني بها‬
‫أ�حد طيلة أ�يام الوالد وحتى ا آلن‪ ..‬فبد أ�ت � ؤس�الها بهم�س‬
‫�إذا ما كانت الوالدة طبيعية أ�م قي�صرية‪ ،‬وكم كان وزن‬
‫اجلنني‪ ،‬و�إذا ما � أس�ر�ضعه ر�ضاعة طبيعية أ�م �صناعية‪.‬‬
‫وانهت ت�سا ؤ�التها بن�صائح‪ -‬جاءت وك أ�نها أ�وامر ولي�ست‬
‫ن�صائح‪ -‬حول كيفية التعامل مع طفلي وطريقة أ�كله‬
‫و�شربه و�إذا ما مر�ض‪ ..‬كالم م�ستفز �إن مل يكن مبعناه‬
‫ولكن بطريقة �إلقاءه»‪.‬‬
‫المعاش‪!..‬؟‬
‫أ�ما ال�سيدة عبري‪.‬ن‪.‬ع (موظفة) فتقول‪« :‬يعترب املعا�ش‬
‫(الراتب) الوظيفي �سر من أال�سرار التي ال أ�حب‬
‫البوح بها‪ ،‬ولكن جارتنا الف�ضولية ال ت�ضع حرمات‬
‫ألي � ؤس�ال‪،‬ف� ؤس�الها الذي ال يتغري مع تغيري الوظيفة �وأ‬
‫الرتقية (كم هو املعا�ش؟)‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫وال تتوقف عند ذلك بل كيف ��صرفه وملاذا ال �وفره‬
‫وملاذا أ��شرتيت هذا أ�و ذاك؟‬
‫وامل�صيبة عندما تزوجت بد أ�ت ت� أس�ل هل زوجي ي أ�خذ‬
‫من معا�شي؟ أ�و يتكل عليه؟ وهل يعطيني كل ما أ�طلبه‬
‫أ�م يقول أ�ن معي راتب ؟ أ�لي�ست أ��سئلة م�ستفزة وتدخل‬
‫يف خ�صو�صيات الغري؟»‪.‬‬
‫العمر‪!!..‬؟‬
‫يعترب عمر املر أ�ة من أال�سرار التي ال حتب البوح بها‬
‫البتة‪ ..‬ولكن جارة ال�سيدة أ�م هيثم ال تهتم مبا يجب‬
‫أ�و ال يجب‪ ،‬أ�م هيثم تتحدث عن جارتها الف�ضولية‬
‫أ‬
‫قائلة‪« :‬تزوجت قبل خم�س �سنوات‪،‬وعرفت يف بيت �هل‬
‫زوجي معنى أ�ن تكون للمرء جارة ف�ضولية‪،‬حيث بد أ�ت‬
‫علي �سطوتها من يوم ال�صباحية وكان � ؤس�الها‬ ‫متار�س َّ‬
‫ؤ‬
‫أالول»كم عمرك؟» طبعا مل يعجبني ال�س�ال ورغم ذلك‬
‫أ�جبتها‪ ..‬وكان الرد بكل وقاحة‪« :‬قد أ�نت كبرية»‪ .‬طبعا‬
‫�سنوات طويلة جاورتتا فيها‪ ،‬ولكن بعد وفاة والدي‬ ‫ا�ستفزتني فقلت لها بحدة‪ 24 ..‬عاما ل�ست كبرية‪،‬‬
‫بد أ� تدخلها الزائد يف حياتنا ي�سبب لنا امل�شاكل‪،‬‬ ‫وبد أ�نا اجلدل‪ ..‬حيث قالت �إنهن تزوجن بعمر ‪� 14‬سنة‬
‫فقد كانت تتدخل يف ن�صيب كال منا يف ورث والدي‬ ‫و أ�ن املر أ�ة التي كانت ت�صل �إىل ‪� 16‬سنة تعترب كبرية‬
‫املتوفى‪ ،‬وبد أ�ت تفل�سف أالمور حول أ�حقية البنت‬ ‫على الزواج‪.‬‬
‫وحق الولد وكيف أ�ن البنت يجب أ�ن ال ت أ�خذ �شيئا كي‬ ‫بهذه العقلية كيف ميكن أ�ن تناق�شي أ�و جتاديل أ�و حتى‬
‫ال ي أ�تي زوجها وي أ�خذه منها وبالتايل ي�ضيع مال أالب‬ ‫تفهميها الفرق بني أ�يامهم و أ�يامنا‪».‬‬
‫عند ابن النا�س‪ ،‬بل و أ�دخلت هذه الفكرة يف عقل أ�مي‬
‫و أ�خواين أالوالد حتى كاد أ�ن ي�ضيع حقي أ�نا و�شقيقتي‬ ‫الوريث‬
‫من الورث‪،‬فهي مع أ�ن�صار أ�ن الوريث هو الولد فقط‬ ‫ال�سيدة أ�مة اخلالق علي تتحدث عن مدى ت أ�ذيها من‬
‫والبنت لي�س لها أ�ي �شيء‪ ،‬وتبعا لذلك التدخل حدثت‬ ‫اجلارة الف�ضولية فتقول‪« :‬تعودت من جارتنا أ�ن ت� أس�ل‬
‫م�شاكل بيني وبني أ�مي و أ�خواين من جهة وبيني وبينها‬ ‫عن كل �شيء يخ�صها أ�و ال يخ�صها وذلك على مدار‬
‫‪74‬‬
 ‫أرقـام‬

‫لم تولد الثقة مع اإلنسان حين ولد‪..‬‬

‫عشرون طريقة‬ ‫وهي ليست باألمر اليسير الذي يأتي‬

‫بين يوم وليلة‪..‬فاألشخاص الذين‬
‫يستطيعون السيطرة على قلقهم‬

‫لبناء الثقة وتنمية الحب في أوالدك‬ ‫وال يجدون صعوبة في التعامل مع ما‬
‫يحيطهم في أي مكان أو زمان‪ ،‬أناس‬
‫اكتسبوا ثقتهم من طفولتهم‪..‬‬
‫‪ -13‬اكتب لهم يف ورقة �صغرية كلمة حب أ�و‬ ‫وغري مهندم قل له «يبدو أ�نك ق�ضيت وقتا ممتعا‬ ‫وتوجد طرق كثرية للقيام بذلك �صنف عدد من‬ ‫لذلك البد أن يعمل الوالدان على‬
‫ت�شجيع أ�و نكتة و�ضعها جانبهم يف ال�سرير �إذا‬ ‫يف املدر�سة اليوم»‪.‬‬ ‫اخلرباء منها الع�شرين طريقة التالية لبناء الثقة‬ ‫زرع الثقة في نفوس أطفالهم منذ‬
‫كنت �ستخرج وهم نائمني أ�و يف �شنطة مدر�ستهم‬ ‫‪ -5‬اخرج أ��شياءهم القدمية ومقتنياتهم وهم‬ ‫يف أ�والدك ومنحهم احلب وتنميته لديهم يف‬ ‫الصغر حتى تكون لهم شخصيتهم‬
‫لي�شعروا أ�نك تفكر فيهم حتى و أ�نت غري موجود‬ ‫�صغار واحك لهم ق�ص�صا عن هذه الفرتة التي ال‬ ‫الوقت ذاته وهي‪:‬‬ ‫القوية والواثقة بنفسها التي‬
‫معهم‪.‬‬ ‫يتذكرونها‪.‬‬ ‫‪ -1‬اق�ض بع�ض الوقت مع أ�والدك كل منهم على‬ ‫ستنعكس بدورها إيجابيا عليهم أوال‬
‫حدة‪� ،‬سواء بتناول وجبة الغداء مع أ�حدهم خارج‬ ‫وعلى مجتمعهم ثانيا‪.‬‬
‫‪ -14‬أ��سمع طفلك‪ -‬ب�شكل غري مبا�شر وهو غري‬ ‫‪ -6‬ذكرهم ب�شي قد تعلمته منهم‪.‬‬ ‫البيت أ�و ممار�سة ريا�ضة امل�شي مع �آخر‪� ..‬إن‬
‫موجود (ك أ�ن ترفع نربة �صوتك وهو يف حجرته)‬ ‫جمرد اخلروج معهم وتخ�صي�ص وقت لكل منهم‬
‫‪ -‬حبك له و�إعجابك ب�شخ�صيته‪.‬‬ ‫‪ -7‬قل لهم كيف أ�نك ت�شعر أ�نه من الرائع أ�ن‬ ‫كفيل ب أ�ن ي�شعرهم ب أ�نك تقدر كل واحد فيهم‬
‫تكون أ�حد والديهم وكيف أ�نك حتب الطريقة التي‬ ‫بينك وبينه دون تدخل من �إخوته ا آلخرين أ�و‬
‫‪ -15‬عندما ير�سم أ�طفالك ر�سومات �صغرية‬ ‫ي�ش ّبون بها‪.‬‬ ‫جمعهم يف كلمة واحدة حيث يتناف�س كل واحد‬
‫�ضعها لهم يف مكان خا�ص يف البيت و أ��شعرهم‬ ‫فيهم أ�مامك على الفوز باللقب ويظل دائما هناك‬
‫أ�نك تفتخر بها‪.‬‬ ‫‪ -8‬اجعل أ�طفالك يختارون ب أ�نف�سهم ما يلب�سونه‬ ‫من يتخلف وينطوي دون أ�ن ت�شعر به‪.‬‬
‫ف أ�نت بذلك تريهم كيف أ�نك حترتم قراراتهم‪.‬‬
‫‪ -16‬ال تت�صرف مع أ�طفالك بالطريقة التي كان‬ ‫‪ -2‬ابن داخلهم ثقتهم بنف�سهم بت�شجيعك لهم‬
‫يت�صرف بها والديك معك دون تفكري ف�إن ذلك‬ ‫‪ -9‬اندمج مع أ�طفالك يف اللعب مثال ك أ�ن تت�سخ‬ ‫وتقديرك ملجهوداتهم التي يبذلونها ولي�س فقط‬
‫قد يوقعك يف أ�خطاء مدمرة لنف�سية ابنك‪.‬‬ ‫يديك مثلهم من أ�لوان املاء أ�و ال�صل�صال وما‬ ‫تقدير النتائج كما يفعل معظمنا‪.‬‬
‫�إىل ذلك‪.‬‬
‫‪ -17‬بدال من أ�ن تقول البنك أ�نت فعلت ذلك‬ ‫‪ -3‬احتفل ب�إجنازات اليوم‪ ،‬فمثال أ�قم م أ�دبة‬
‫بطريقة خط أ� قل له ملا ال تفعل ذلك بالطريقة‬ ‫‪ -10‬اعرف جدول أ�والدك ومدر�سيهم‬ ‫غداء خا�صة ألن ابنك فالن فقد �سنته اليوم‪ ،‬أ�و‬
‫ا آلتية وعلمه ال�صواب‪.‬‬ ‫و أ��صدقاءهم حتى ال ت� أس�لهم عندما يعودون من‬ ‫ألن �آخر ا�شرتك يف فريق كرة القدم باملدر�سة‪،‬‬
‫الدرا�سة ب�شكل عام “ماذا فعلتم اليوم” ولكن‬ ‫أ�و ألن الثالث ح�صل على درجة جيدة يف‬
‫‪ -18‬اختلق كلمة �سر أ�و عالمة تربز حبك البنك‬ ‫ت� أس�ل ماذا فعل فالن وماذا فعلت املدر�سة فالنة‬ ‫االمتحان‪ ،‬وذلك حتى ي�شعر كل منهم أ�نك مهتم‬
‫وال يعلمها أ�حد غريكما‪.‬‬ ‫في�شعر أ�نك متابع لتفا�صيل حياته و أ�نك تهتم بها‪.‬‬ ‫به وب أ�حداث حياته‪ ،‬وال تفعل ذلك مع واحد منهم‬
‫فقط حتى لو كان ا آلخر ال مير ب أ�حداث خا�صة‪،‬‬
‫‪ -19‬حاول أ�ن تبد أ� يوما جديدا كلما طلعت ال�شم�س‬ ‫‪ -11‬عندما يطلب ابنك احلديث معك ال تكلمه‬ ‫ابحث يف حياته وبالت أ�كيد �سوف جتد أ�ي �شي‪،‬‬
‫أ‬
‫و أ�نت م�شغول يف �شيء �آخر ك أ�ن تنظر �إىل التلفزيون فيه‪ ،‬تن�سى كل �خطاء املا�ضي‪ ..‬فكل يوم جديد يحمل‬ ‫وتذكر أ�ن ما تفعله �شيء رمزي وت�صرف على هذا‬
‫أ�و ما �إىل ذلك ولكن أ�عط تركيزك كله له وانظر معه فر�صة جديدة ميكن أ�ن توقعك يف حب ابنك‬ ‫أال�سا�س حتى ال تثري الغرية بني أ�بناءك فيتناف�سوا‬
‫أ�كرث من ذي قبل وت�ساعدك على اكت�شاف مواهبه‪.‬‬ ‫يف عينيه وهو يحدثك‪.‬‬ ‫عليك ثم ت�صبح بينهم العداوة بدال من أ�ن‬
‫يتحابوا وي�شاركوا بع�ضهم البع�ض‪.‬‬
‫‪ -20‬اح�ضن أ�والدك وقبلهم وقل لهم أ�نك حتبهم‬ ‫‪� -12‬شاركهم يف وجبة الغداء ولو مرة واحدة يف‬
‫كل يوم‪ ،‬فمهما كرث ذلك هم يف احتياج له دون‬ ‫أال�سبوع‪ ،‬وعندئذ تبادل أ�نت و أ�والدك احلديث‬ ‫‪ -4‬علم أ�والدك التفكري ا إليجابي ب أ�ن تكون‬
‫اعتبار ل�سنهم �صغارا كانوا أ�و بالغني أ�و حتى‬ ‫عن أ�حداث أال�سبوع‪ ،‬و أ�كرر ال ت�سمعهم فقط بل‬ ‫�إيجابيا‪ ،‬فمثال بدل من أ�ن تعاتب ابنك ألنه رجع‬
‫متزوجني ولديك منهم أ�حفاد‪.‬‬ ‫احك لهم أ�ي�ضا ما حدث لك‪.‬‬ ‫من مدر�سته وجل�س على مائدة الغداء وهو مت�سخ‬

‫‪77‬‬ ‫‪76‬‬
 ‫قاموس الزواج‬

‫سوء المعاملة العاطفية في الزواج‬

‫كثيرا ما نتحدث بتطرف عندما نتطرق لموضوع إساءة المعاملة العاطفية‪ ..‬بالنسبة لألغلبية‪ ،‬فإن‬
‫سوء المعاملة العاطفية يعني لمعضمنا‪ ،‬تسديد لكمات للعيون‪ ،‬وأنف نازف‪ ،‬وشفاه دامية‪ ،‬وسيل ال‬
‫يتوقف من االهانات‪ ،‬ولكن سوء المعاملة العاطفية يمكن أن يأتي بأشكال وأنواع مختلفة جدا‪.‬‬

‫التحدث معهم على الهاتف‪ ،‬وما نوع العمل الذي ت�ستطيع‬ ‫أ�حيان ًا تكون أ�عرا�ض �سوء املعاملة العاطفية وا�ضحة‪،‬‬
‫القيام بها‪ ،‬ومن هم ال�ضيوف امل�سموح لها با�ستقبالهم‪..‬‬ ‫بينما يف أ�وقات أ�خرى‪ ،‬ميكن أ�ن ت أ�خذ �شكال غري‬
‫ً‬
‫�إن املنتهك مييل �إىل عزل ال�ضحية اجتماعيا وبالتايل‬ ‫ملحوظ‪ .‬يف أ�غلب أالحيان تخفق ال�ضحية يف �إدراك‬
‫تعر�ضها النتهاك عاطفي أ�و �صدمة عاطفية‪ ..‬يف أ�غلب حرمانها من �صياغة أ�ي نظام دعم اجتماعي‪ ..‬يف‬
‫أ�غلب أالحيان يلج أ� املنتهك �إىل نوبات الغ�ضب‪،‬‬ ‫أالحيان يكون �سوء املعاملة العاطفية بادرة لالنتهاك‬
‫واالن�سحاب املتعمد‪ ،‬وت أ�رجح املزاج‪ ،‬ورف�ض �يأ‬ ‫اجل�سدي واالعتداء اجلن�سي‪ ..‬يعاين مرتكب هذه‬
‫اقرتاحات من ال�شريكة بهدف حتطيم معنوياتها‪..‬‬ ‫االنتهاكات‪ ،‬يف أ�غلب أالوقات‪ ،‬من �إح�سا�س مزمن‬
‫بعدم أالمان وميل �شرير لل�سيطرة على كل �شيء يخ�ص وهذا يرتك ال�ضحية معتمدة كلي ًا على املنتهك إل�شباع‬
‫حاجاتها االجتماعية والعاطفية‪.‬‬ ‫ال�شريك‪ ،‬وقد يتمادى لي�سيطر على أ��سلوب حياته‪،‬‬
‫اختياراته ال�شخ�صية‪ ،‬أ��صدقائه‪ ،‬وحتى طريقة حياته‪ .‬كما يحاول املنتهك تربير أ�فعاله على أ�نها اهتمام‬
‫يف احلقيقة‪ ،‬يعي�ش مرتكب هذه االنتهاكات يف حالة من ب� ؤش�ون بال�ضحية ونوع من احلب‪ ..‬يف حني يقوم‬
‫املنتهك غالبا بانتقاد �شريكته ب�شكل مفتوح أ�مام‬ ‫حماولة تربير ت�صرفاته‪ ،‬فمثال حني يحاول ال�شريك‬
‫ا آلخرين‪ ،‬وي�سخر منها ومن أ��صدقائها و أ�فراد عائلتها‪،‬‬ ‫ال�سيطرة على احرتام �شريكته لذاتها بحيث يحملها‬
‫م� ؤس�ولية أالخطاء وامل�شاكل و أ�خذ كل ما يريد منها دون وبهذا ي�ضمن ابتعادهم عنه‪ .‬يف احلاالت املتطرفة‪،‬‬
‫قد يتعاون أ�فراد العائلة مع املنتهك يف تقييد حرية‬ ‫مقاومة‪ ،‬ويف أ�غلب أالوقات‪ ،‬متيل ال�ضحية واملرتكب‬
‫ال�ضحية عن طريق التج�س�س عليها ونقل كالمها‬ ‫�إىل التفاعل مع حقيقة و�ضعهما بنف�س امل�ستوى‬
‫ون�شاطاتها للمنتهك‪.‬‬ ‫الال�شعوري يكونان قد أ�غفال حقيقة أ�نهما يعي�شان‬
‫ويف أ�غلب أالحيان ي�صاحب االنتهاك العاطفي انتهاك‬ ‫حالة �سوء معاملة عاطفية‪.‬‬
‫ومن أالعرا�ض أال�سا�سية ل�سوء املعاملة العاطفية حماولة مايل‪ ..‬قد يت�صرف املنتهك بالدرجة الوىل بطريقة‬
‫أ‬
‫عدوانية تامة وقد يلج أ� �إىل ال�صراخ‪ ،‬ا إلهانات‬ ‫املنتهك عزل ال�ضحية بالكامل اجتماعيا �سواء عن‬
‫أ��سرتها أ�و أ��صدقائها‪ ..‬فهو يحاول أ�ن ي�سيطر على كامل اجلارحة‪ ،‬اللوم‪ ،‬وال�شتم‪ ،‬وانتهاك احرتام ال�ضحية‬
‫لذاتها أ�مام ا آلخرين‪ ..‬با إل�ضافة �إىل ك�سر كل أ�نواع‬ ‫حياة ال�ضحية االجتماعية‪ ..‬فهو الوحيد الذي يحدد‬
‫أال�شخا�ص امل�سموح لل�ضحية بالتحدث معهم أ�و زيارتهم التوا�صل مع ال�ضحية‪ ،‬تاركا �إياها يف حالة من الفراغ‬
‫والت�شوي�ش العاطفي‪.‬‬ ‫‪ ،‬وما نوع أال�صدقاء امل�سموح لها مب�صادقتهم‪ ،‬وحتى‬

‫‪79‬‬ ‫‪78‬‬
 ‫قاموس الزواج‬

‫أ�ي نوع من املال بهدف حرمانها من ال�شعور أ‬

‫بالمن‬ ‫الت أ�كيد على أ�ن �سوء املعاملة املايل مكون �ضروري‬ ‫أ�حيان ًا قد يلج أُ� �إىل �شكل معتدل من ا إلهانة‬
‫واحلرية املالية أ�و قد يرتك لها م� ؤس�ولية تنظيم‬ ‫ألي نوع من �سوء املعاملة العاطفية يف أ�ي زواج‪..‬‬ ‫واملالحظات املحرجة بهدف تعذيب ال�ضحية نف�سيا‪..‬‬
‫وترتيب النفقات البيتية وامل� ؤس�ولية املالية بهدف‬ ‫ي�ستعمل املنتهك املال ك�سالح ملمار�سة �سيطرته على‬ ‫كما قد يقوم بازدراء و�إهمال وجهات نظر ال�ضحية‬
‫لومها الحقا عن أ�ي تق�صري أ�و تبذير من وجهة نظره‬ ‫ال�ضحية‪ ..‬وهذا ي�شمل منع ال�ضحية‪ ،‬من ا�ستعمال‬ ‫ال�شخ�صية وم�شاعرها وعواطفها‪ .‬ومن املهم هنا‬

‫الزوجان ومشاكل السنوات األولى‬

‫إذا كان الرجل هو الذي كلف ليمثل األسرة خارجيًا واقتصاد ًيا‪ ..‬فإن المرأة هي المسؤولة عن إدارة‬
‫األسرة الداخلية وهي كالتالي‪:‬ـ أن تطيعه في كل ما يأمر في حدود ما تطيق‪ ،‬على أال يكون ذلك‬
‫منافيًا أي منافاة لكتاب اهلل وسنة رسوله صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫‪ ‬وفي ما يلي مجموعة من المشاكل األكثر حدوثاً‪ ..‬إضافة إلى حلولها‪.‬‬

‫احلل‪:‬‬
‫‪ -1‬على الزوجة أ�ن ت�صرب على تدخل أ�م الزوج وتتفاهم‬
‫معها بهدوء لت�صل �إىل حل منا�سب‪.‬‬
‫‪ -2‬االحرتام واحلب بينهما يجعل الزوج �سعيدً ا �آمناً‬
‫قرير العني‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫‪ -3‬لتعلم الزوجة �ن مفتاح قلب الزوج وحبه مخُ ب� يف قلب‬
‫أ�مه‪ ,‬فمن أ�رادت أ�ن متلكه فلت�صل �إىل قلب أ�م زوجها‪.‬‬
‫‪ -4‬عدم �إخبار أالهل بامل�شاكل واخلالفات الزوجية‬
‫اخلا�صة‪.‬‬
‫‪ -5‬احلر�ص على �إبراز أ�ف�ضل �صفات �شخ�صية ال�شريك‬
‫املقابل‪.‬‬
‫‪ -6‬عدم اعتبار عملية التعرف على ال�شخ�ص املقابل‬
‫حتد ًيا و�إمنا ترك أالمور ت�سري ب�شكل طبيعي‪.‬‬
‫‪ -7‬افرتا�ض النجاح دائ ًما وعدم توقع الف�شل‪.‬‬
‫‪ -2‬عدمال�ضجرمنوجودمغايرةيفالعاداتوتباينالطباع‪ .‬تدخل أم الزوج‬
‫وتعني أ�ن تدخل أ�م الزوج يكون كث ًريا يف هذه املرحلة‬
‫أ‬
‫لن عالقة الم بابنها ما زالت قوية‪.‬‬ ‫أ‬
‫اختالف الطبائع‬
‫والمزجة بني الطرفني‬ ‫وتعني اختالف الطبائع أ‬
‫وخ�صو�صا يف أاليام أالوىل مما ي ؤ�دي �إىل كرثة‬
‫ً‬
‫اخلالف بينها‪.‬‬
‫احلل‪:‬‬
‫‪ -1‬عدم احلر�ص على �إيجاد أ��سباب اخلالف‪.‬‬
‫‪ -3‬احلر�ص على التعرف على ال�صفات املتطابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬العمل على �إيجاد قنوات للحوار واملحادثة‪.‬‬

‫على الزوجين أن يدركا أن تأخر الحمل ال يعني‬
‫بالضرورة العقم‪ ,‬وهو أمر عادي ج ًدا وال‬
‫يدعو للقلق‪ ,‬فالزوجان اللذان ال يعانيان من أي‬
‫متاعب ال يجب عليهما إجراء الفحوصات إذا‬
‫تأخر اإلنجاب‬
‫وكما قال اهلل تعاىل‪} :‬و�شاو ْرهُ ْم يف أال ْمر{‬
‫(�آل عمران‪.)159:‬‬
‫‪ -2‬االلتزام باملرونة يف التعامل بني الزوجني وهي التي‬
‫متثل وقود امل�شاركة‪ ..‬ومن دون املرونة وااللتزام لن‬
‫يكون هناك م�شاركة �إطال ًقا‪ ،‬كل واحد منهما يريد‬
‫أ�ن ينفذ ر أ�يه فقط لكن امل�شاركة هي طرح الق�ضية مع‬
‫احلفاظ على أال�سرة‪.‬‬
‫‪ -3‬للتخفيف من حدة ال�صراع يجب ترتيب امل� ؤس�وليات‬
‫بني الزوجني عن طريق االتفاق والتفاهم وقد يح�صل هذا‬
‫عن طريق تنازل أ�حد الطرفني عن مو�ضوع معني وبهذا‬
‫ترتتب امل� ؤس�وليات وتنظم حياتهم وتقل اخلالفات‪.‬‬
‫تأخر اإلنجاب‪:‬‬
‫عدم ال�صرب على ت أ�خر ا إلجناب واخلوف من العقم‪.‬‬
‫احلل‪:‬‬
‫‪ -1‬على الزوجني أ�ن يدركا أ�ن ت أ�خر احلمل ال يعني‬
‫بال�ضرورة العقم‪ ,‬وهو أ�مر عادي جدً ا وال يدعو للقلق‪,‬‬
‫فالزوجان اللذان ال يعانيان من أ�ي متاعب ال يجب‬
‫عليهما �إجراء الفحو�صات �إذا ت أ�خر ا إلجناب قبل مرور‬
‫عام من حياة زوجية م�ستمرة ال يتخللها �سفر الزوج‬
‫لفرتات طويلة أ�و متقطعة‪.‬‬
‫‪-2‬بع�ض الن�صائح للزوجة‪ :‬حافظي على وزن منا�سب‪،‬‬
‫جتنبي التدخني‪ ,‬ال تهملي أالمل يف منطقة احلو�ض‪،‬‬
‫ال ت�ست�سلمي ال�ضطرابات القلق واالكتئاب‪ ،‬بل حاويل‬
‫ال�سيطرة على هذه احلاالت‪.‬‬
‫احلل‪:‬‬
‫أ‬
‫‪ -1‬عدم �إخبار الهل بامل�شاكل التي حتدث بني‬
‫الزوجني حتى ال ي�سبب خالفات عائلية‪.‬‬
‫‪ -2‬حماولة التنازل أ�و التغا�ضي عن امل�شكلة بني الهل‬
‫أ‬
‫ألنها �ست ؤ�ثر �سلب ًيا على عالقة أالزواج‪.‬‬
‫‪ -3‬يجب على أ�هل الزوجني أ�ن يبذلوا ق�صارى جهدهم يف‬
‫احلد من امل�شاكل واللجوء �إىل التفاهم واحللول املنا�سبة‪.‬‬
‫‪ -4‬عدم جعل اخلالفات العائلية ت ؤ�ثر على الزوجني‪,‬‬
‫أ�ي �إذا كان هناك م�شاكل بني أ�هل الزوج و أ�هل الزوجة‬
‫فعلى أالم أ�ن حت�ض ابنتها على ح�سن العالقة مع‬
‫زوجها ال أ�ن جتعلها تت أ�ثر مب�شاكلهم وتنفر من زوجها‪.‬‬
‫صراع من األقوى‬
‫وتعني وجود �صراع بني الزوجني يف هذه املرحلة‪ ,‬وكل‬
‫واحد منهما يريد أ�ن يثبت نف�سه و�شخ�صيته على‬
‫ح�ساب ا آلخر‪.‬‬
‫احلل‪:‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫كثري من الزواج يعتقد ب�ن له احلق الكامل يف اتخاذ‬ ‫برتتيب البيت ورعاية أالبناء‪ ,‬فاالهتمام بها واحلر�ص‬
‫القرارات ويرى قوته هنا‪ ..‬كما أ�ن كثري ًا من الزوجات‬
‫يعتقدن أ�ن �إدارة املنزل وتربية أالبناء ينبغي أ�ن تكون‬
‫حتت �سيطرتها وحدها وترى قوتها يف ذلك‪ ..‬وهذا‬
‫االعتقاد اخلاطئ لدى الزوجني ي�سبب م�شاكل كثرية ال‬
‫نهاية لها و�إليكم بع�ض احللول‪:‬‬
‫‪ -1‬م�شاورة أالزواج مع بع�ضهم يف اتخاذ القرارات كما‬
‫كان يفعل ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم مع زوجاته‬
‫قاموس الزواج‬
‫عدم اهتمام الزوج بزوجته‪:‬‬
‫وتعني عدم اهتمام الزوج بزوجته وتقدير م�شاعرها‬
‫واحرتامها ‪ ..‬ويهمه فقط أ�ن يحقق رغباته و أ�ن يحقق‬
‫ذاته‪.‬‬
‫احلل‪:‬‬
‫‪ -1‬يجب على الزوج أ�ن يدرك أ�ن �إهماله لزوجته يعترب‬
‫خمال ًفا لل�شريعة لقول الر�سول �صلى اهلل عليه و�سلم‪:‬‬
‫(كلكم راع وكلكم م� ؤس�ول عن رعيته)‪ ,‬فعلى الزوج أ�ن‬
‫يعي م� ؤس�وليته الكبرية جتاه زوجته و أ��سرته‪.‬‬
‫‪ -2‬احلوار بني الزوجني وتبادل ا آلراء والثقة امل�شرتكة‬
‫وامل�شاركة الوجدانية لطرد ا إلهمال والتق�صري بني‬
‫الزوجني‪.‬‬
‫أ‬
‫‪ -3‬يجب �ن ت�صارح الزوجة زوجها وتفهم ��سباب‬ ‫أ‬
‫ا إلهمال و�إن مل يفد ذلك فال تلج أ� �إال �إىل املخت�صني‬
‫لال�ست�شارة‪.‬‬
‫‪ -4‬ال بد أ�ن يعرف الزوج �ن الزوجة هي �شريكة احلياة‬
‫أ‬
‫الزوجية ولي�ست جمرد امر أ�ة ت�شبع حاجاته وتقوم‬
‫على اجللو�س معها يعطيها �شعو ًرا باال�ستقرار والراحة‬
‫النف�سية والر�ضا‪.‬‬
‫خالفات عائلية‬
‫وتعني وجود م�شاكل عائلية بني العائلتني من خالفات‬
‫ح�صلت ب�سبب العر�س أ�و حفلة الزواج أ�و على ت�سمية‬
‫املولود مما ي ؤ�دي �إىل توتر العالقات الزوجية‪.‬‬
‫‪82‬‬
 ‫وجوه‬
‫التي‪ -‬يف اعتقادي‪� -‬إنها أالقدر على ا�ستح�ضار أالدوار‬
‫و�إ�سنادها �إىل ال�شخ�صية أال�سطورية‪.‬‬
‫ولعل أال�سطورة �شيء يعي�شه اجلميع وال يعرفونه ويعرب‬
‫�سنت أ�وغ�سطني عن هذا املعنى بطريقته حني يقول‪:‬‬
‫(�إنني أ�عرف جيد ًا ما هي أال�سطورة ب�شرط أ�ن ال‬
‫ي� أس�لني أ�حد عنها‪ ،‬ولكن �إذا ما �سئلت و أ�ردت اجلواب‬
‫ف�سوف يعرتيني التلك ؤ�)‪ .2‬وقد لعبت الثقافة ال�شعبية‬
‫ال�سلبية الدور الرائد يف هيمنة اخلرافة على العامة‬
‫مما جعلهم حتت هذا املعتقد ير�ضخون للعي�ش يف �إبط‬
‫أالقوى وال�صرب على الظلم والتع�سف خوف ًا من القوى‬
‫اخلارقة التي ميتلكها هذا أالقوى‪ ،‬ولنا يف جتربة اليمن‬
‫�إبان احلكم ا إلمامي خري دليل على هيمنة اخلرافة‬
‫كقوة‪� ..‬إذ �إن (بالقدر الذي تعترب فيه أ�غاين القرويني‬
‫و�سيلة للتعبري عن ما جتي�ش به نفو�سهم من م�شاعر‬
‫و أ�حا�سي�س خمتلفة من �آمال و أ�فراح‪ ،‬وهموم و أ�حزان‪،‬‬
‫وال�ساطري املنت�شرة بينهم تعترب بالقدر‬ ‫ف�إن احلكايات أ‬
‫نف�سه و�سيلة لت�سجيل وت�صوير لكثري من جوانب‬
‫حياتهم‪ ،‬وما يتعر�ضون له من ظلم وقهر وما يعلمون به‬
‫‪85‬‬
‫تداخل الغرائبي‬
‫مع الواقع في حكاية الدودحية‬
‫و�صار اخليال أال�سطوري العربي يخيط على هذا‬
‫ال�ضرب الكثري من بطوالته ولعبت ال�سري واملقامات‪-‬‬
‫فيما بعد‪ -‬دور ًا يف تكري�س �صورة البطل يف املوروث‬
‫ال�شعبي‪( -‬لقد تبلورت �شخ�صية البطل قدمي ًا يف‬
‫أال�ساطري‪ ،‬وتعد أ�قدم م�صدر جلميع املعارف ا إلن�سانية‬
‫وال�صياغة أالوىل للتاريخ واجلغرافيا واالجتماع‪ ،‬ولعل‬
‫�آثار هذا املوروث ماتزال قائمة �إىل يومنا هذا‪ ،‬خا�صة‬
‫يف املجتمعات أالكرث أ�مية‪.‬‬
‫وهكذا نالحظ أ�ن ال�سري ال�شعبية تعتمد على املبالغة‬
‫والتهويل‪ ،‬وعلى أالكاذيب يف بع�ض أالحيان‪ ,‬لتجذب‬
‫�إليها القارئ العادي وجتعله يعي�ش يف عامل من‬
‫والوهام)‪1‬‬‫اخلياالت أ‬
‫األسطوري صناعة شعبية‬
‫وحني ت أ�تي للمزج بني أال�سطوري والواقعي أ�و تداخلها‬
‫ال ميكنك ذلك �إال يف حالة من تلب�س ال�شخ�صية‬
‫أال�سطورية باعتبارها حالة غري ح�سية لكن ميكن‬
‫جت�سيدها ذهني ًا من خالل الذاكرة اجلمعية للعامة‬
‫ظلت الشخصية في الموروث الشعبي‬
‫العربي عامة واليمني بخاصة البطل‬
‫والمنقذ (المخلّص)‪ ،‬حيث نسج الخيال‬
‫الشعبي العربي لهذه الشخصية أدواراً‬
‫خارقة قد تقترب من أفالم الخيال العلمي‬
‫اليوم‪ ،‬بل وقد تفوقها‪ ،‬فقد وصلت إلى‬
‫درجة الالمعقول مث ًال ‪ :‬في قصة سيف‬
‫بن ذي يزن أو الزير سالم وغيرهما يصل‬
‫الخيال إلى أن يضع بيد سيف صخرة‬
‫كبيرة قد يصل حجمها إلى حجم التلّة‬
‫ويرمى بها جيشاً يصل تعداده إلى ألف‬
‫ألف جندي على تقدير ذلك العصرـ فيبيده‬
‫عن بكرة أبيه‪.‬‬
‫زيد صالح الفقيه‬
‫‪84‬‬

‫فقد عرب الفن الغنائي عن هم�س املجال�س التي كانت مع الواقعي ألن هذه أال�ساطري واملحكيات اخلرافية‪-‬‬
‫تف�صح ببطلة احلادث وبيتها بل�سان �صاحبتها أ�و على يف اعتقادي‪ -‬ال تخلو من بذرة واقعية هي خمرية‬
‫احلكايات‪ ،‬ثم ي أ�تي اخليال ال�شعبي فينقلها عرب‬
‫أالطوار الغرائبية �إىل أ�ن حت ّول �إىل أ��سطورة‪ ،‬بعد �نأ‬
‫تعرب أ�جيا ًال خمتلفة يف أ�زمنة خمتلفة وبيئات خمتلفة‪..‬‬
‫وال�سطوري هناك التقاء‬ ‫ومع هذا االلتقاء بني الواقعي أ‬
‫حني يطلع القارئ على جمريات تطور حكاية الدودحية �آخر للرمز الذي يعترب طور ًا من أ�طوار أال�سطورة‪،‬‬
‫فقبل أ�ن يبلغ هذا الواقعي مرحلة أال�سطورة مير‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ب�طوار عدة عرب �جيال و�زمان‪ ،‬ومن مثل هذا الرمز‬
‫ذلك (ال�شرك�سي) الذي حتول من �شخ�ص عادي له‬
‫ال�شخ�صية أال�سطورية با إل�ضافات املحكية اليومية التي ا�سمه و�صفاته �إىل رمز جمايل يت�صف بالغنج والدالل‬
‫ومهوى الن�ساء ولذلك �صار �سائر ًا على أ�ل�سن الن�سوة يف‬
‫غنائهن اليومي على مثل قولهن‪:‬‬
‫‪87‬‬
‫وجوه‬
‫األدب الشعبي هو أدب تلقائي غير مصنوع وال‬
‫يعتني بالفردي إال عندما يتحول إلى عام عبر‬
‫هذه األطوار فقد‬
‫رددها ال�شعب طيلة ع�شرة أ�عوام‪ ..‬لهذا كانت حكاية‬
‫الدودحية أ�رحب متنف�س غنائي‪ ،‬ال لذات احلادث‪،‬‬
‫و�إمنا لعقم الفرتة من أالحداث الهزازة‪ ،‬فقبل حادث‬
‫الدودحية بد أ�ت ا إل�شارات �إىل الكبار بالتهكم الغام�ض‬
‫الغنية ال�سائرة‪ ،‬يف التندر وحتى بالبالة)‪8‬‬ ‫يف أ‬
‫فاحلكاية ال�شعبية قد أ�ل�صقت (بجحا) كل نادرة من‬
‫نوادر العرب‪ ،‬فتحول بذلك �إىل رمز للفكاهة‪ ،‬وكذلك‬
‫حني يرمز �إىل علي بن زايد باحلكمة ف�إن اخليال‬
‫ال�شعبي قد ن�سب �إليه كل أالقوال الزراعية واحلكم‬
‫والمثال‪ ...‬وغريها‪.‬‬ ‫أ‬
‫والدودحية‪ -‬على الرغم أ�نها مل تكن أالوىل أ‬
‫والخرية‬
‫التي أ�حبت �شخ�صا ومكنته من نف�سها‪� -‬إذ ( أ�ن نظام‬
‫أال�سرة مر مبراحل خمتلفة بد أ�ت بالعالقات اجلن�سية‬
‫امل�شاعة‪ ،‬وتلك مرحلة طفولة الب�شر‪ ،‬وتلى ذلك الزواج‬
‫باجلملة‪ ،‬أ�ما ما ي�سميه العلماء ب�شكل العائلة القائمة‬
‫على عالقة الدم فلكل الرجال والن�ساء من جيل واحد‬
‫احلق يف أ�ن يتزوجوا زواج ًا فيه بقايا امل�شايعة اجلن�سية‬
‫ال�سابقة)‪� 9‬إال أ�نها حتولت بفعل عوامل ت�ضافرت‬
‫�إىل رمز للرذيلة تارة وللحرية تارة‪ ،‬و أ��سقط اخليال‬ ‫أ�و (ذبالة) القاز وقد تغني الن�ساء ويرق�ص الرجال أ�و‬ ‫من عدل وخري‪ ،‬وما ي�صادفونه من عقاب يف �صراعهم الدودحية عند هذا احلد بل و�صلت �إىل أ�ن تدخل يف‬
‫ال�شعبي مكنونات نف�سه على هذه الدودحية‪.‬‬ ‫خ�صام الن�ساء يف الريف‪ ..‬فحني تريد امر أ�ة أ�ن تع ّر�ض يغني الرجال وترق�ص الن�ساء‪ ،‬وكانت أ�غنية الدودحية‬ ‫اليومي مع احلياة‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫ومن هذا ال�ضرب ما حكت لنا احلاجة ‪ /‬ع‪.‬م‪.‬ف عن‬ ‫�ضرورية يف كل (ملعاب) و�إذا مل ُتغنَ الدودحية من‬ ‫بخ�صيمتها الخرى تغني وتذكر الدودحية وتردفها‬ ‫فبوا�سطة هذه احلكايات وال�ساطري خلدوا كثريا من‬
‫غناء الن�ساء أ�ثناء عملهن على املطحن عن الدودحية‬ ‫قبل املطرب الذي كان يدق على علبة القاز (تنكة)‬ ‫با�سم أ�و �صفة خ�صيمتها من مثل قولهن‪:‬‬ ‫ق�ص�ص حياتهم‪ ،‬ومواقفهم‪ ،‬وعاداتهم‪ ،‬وتقاليدهم‬
‫وترى أ�نها ال تعرف من هي الدودحية ولكنها أ��صبحت‬ ‫طلبها الراق�صون ومنها قولهم‪:‬‬ ‫(يــا دودحيـــة يـا بنـت املرزبان‬ ‫و أ�فراحهم‪ ،‬و أ�حزانهم‪ ،‬جم�سدين فيها ال�صراع‬
‫(�سالفة)‪ 10‬ترددها الن�ساء‪( ،‬فقد غنينا زمان عند ما‬ ‫يا دودحية ويا عود اللبــــان‬ ‫قـد ارتـــزحتي ومـا به ل�ش أ�مــــان‬ ‫بني اخلري وال�شر وبني ا إلن�سان و أ�عداءه)‪ ،3‬ولعل‬
‫احل ّب ب أ�يدينا على املطاحن اليدوية ونغني‬
‫كنا نطحن َ‬ ‫قد دردحوب�ش على وادي خبان‬ ‫أ�مــــان يـــا نازل الـــوادي أ�مــــان)‬ ‫للجانب الديني احلظ أالوفر من اتخاذه و�سيلة‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫لدودحية بالدنا‪ ،‬وكان النا�س يقولون �نها مر�ة جيدة‬ ‫أ‬
‫يا دودحية قد �هل�ش فلتــو�ش‬ ‫أ‬
‫وكلمة قد �رتزحتي كناية عن �نها تزوجت وا�ستقرت‬ ‫أ‬ ‫للنفاذ �إىل قلوب النا�س الب�سطاء‪ ،‬خا�صة أالو�ساط‬
‫ظلموها أ�هلها وكنا نغني لها نقول‪:‬‬ ‫ال بارك اهلل بذي ما زوجــــو�ش‬ ‫(ك�سف)‪ 5‬و أ�هلها ال يعرفونه‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ويف حياتها‬ ‫أالمية‪ ،‬والفقرية‪ ،‬حيث كان امل�شعوذون أ�و املدل�سون‪،‬‬
‫يــا دودحية ع�ســل بال�صــينية‬ ‫حني يقف الباحث عند مثل هذه أالحاديث ال�شعبية‬ ‫بل لقد حملت لنا احلكايات ال�شعبية التي التقطناها‬ ‫أ�و املنجمون‪ ،‬أ�و العرافون وما زالوا يت أ�زرون مبئزر‬
‫�صاف متدفق ت�شع الرباءة من‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫ي�شعر �نه �مام نبع ٍ‬ ‫الدين من أ�جل النفاذ �إىل قلوب الب�سطاء من النا�س‪ ،‬من �شفاه �هل القرى ما مل يكن بح�سبان الدار�س‬
‫أ‬
‫ل�سانها‪:‬‬ ‫�سرقوا �شباب�ش وعاد�ش عا�صية‬
‫رب النــا�س يــا غ�صـــن القنـا‬ ‫يـا دودحية �صرب�ش ما ي�صان‬ ‫أالكادميي فقد روى لنا احلاج‪ /‬ق ‪.‬ع‪ .‬غ‪ .‬أ�ن الدودحية أ�عماق النا�س‪ ،‬ووجدانهم وهم ال يعلمون ب أ�نهم وهبوك‬ ‫حيث ت ؤ�ثر أال�ساطري (ت أ�ثري ًا فعا ًال يف حياة ال�شعوب‬
‫من خـ ّ‬
‫قل ما حتـــــاكيـت‪ ،‬أ�نا خــربت أ�نــــا‬ ‫قد ل�ش من اهلل ما يغفـــر بيـان‪11‬‬ ‫دررا ثمينة من موروثنا ال�شعبي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫خ�صو�ص ًا تلك التي ال تدّون �آدابها وت�صرفاتها و�سلوكها كانت م�ضرب �ملثل للمر�ة الهواوية التي تهوى ال َّنف�س‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫من كـــان غيــــري وغيــــرك عنـــدنــــا‪12‬‬ ‫وبه أ�غاين خريات اهلل قد ن�سيتها مثل‪:‬‬ ‫(وال ّنف�س يعنى‪ -‬بلغة الراوي‪ -‬الطرب والرق�ص)‬ ‫لكنها حتفظها عن طريق الرواية‪ .‬وبع�ضها تخيالت‬
‫الغرائبي والواقعي‬ ‫وكانت الن�سوة عندما ينزلن من ال�سدّة والنادرة وقاع‬ ‫والبع�ض يت�ضمن قيمة فل�سفية و مبادئ خلقية‪ .‬وقد‬
‫يا نازل الغيل �سلملي علــى ‪ :‬الدودحية ذي هيه‬
‫أ‬
‫�إن الدودحية بهذا املفهوم مل تعد تلك املر�ة التي‬ ‫يكون لبع�ض أال�ساطري طابع ديني جنده يف املجتمعات احلقل �إىل احلمام الطبيعي حوار قبل وجود طرق‬
‫‪6‬‬
‫يكت�شف كيف تفخمت تدريجي ًا يف املفهوم ال�شعبي‬ ‫�ضـــانيه‬
‫أ‬ ‫كما تتطور ال�شخ�صية اخلرافية حيث يكون َمل َل َكة‬ ‫قد حمولها من اجلاير طنان‬ ‫م ّرت بحادث عابر يجري كل يوم بل كل �ساعة يف‬ ‫الريفية والبحرية التي تعترب أ�كرث مت�سك ًا بالتقاليد التي ال�سيارات ال بد أ�ن ي�ضعن رحالهن يف بيت‪ :‬ف‪ .‬أ�‪.‬ع‬
‫اخليال ال�شعبي الدور أالبرز يف تنمية وت�ضخيم تلك‬ ‫يا ويلهم من عذاب ا آلخرة‬ ‫أ�رجاء املعمورة‪ ..‬بل لقد حتولت يف املفهوم ال�شعبي‬ ‫ومي�سني ليلة أ�و ليلتني وتكون هذه الليايل نف�س ي�ستمر‬ ‫يعود بع�ضها �إىل ع�صور موغلة يف القدم)‪4‬‬
‫واهلل يا ولدي ما كنا نعرفها هذه الدودحية‪ ،‬يارحمتاه‬ ‫ال�سمرة �إىل رمز للرذيلة ب�سبب اال�ستخدام ال�سيا�سي الذي‬ ‫من بعد �صالة الع�شاء �إىل قبل الفجر‪ ،‬وكانت َّ‬ ‫فالدودحية يف الثقافة ال�شعبية باتت رمز ًا للت�شهري‬
‫تُ�صبغ بالغرائبية امل�ضافة من اخليال ال�شعبي‪ ..‬ولعل‬ ‫لها ولو كنا نعرفها ال ن�سري تق�ص �شعارنا عند احلكومة‬ ‫رافق ذلك احلادث (ففي نهاية الثالثينيات كانت‬ ‫ورمز ًا للخيانة‪ ..‬وظل الو�سط ال�شعبي ي�ضيف �إليها أ� َّي جتمع الن�ساء والرجال على حدٍ �سواء ويتبادل الغناء‬
‫من أ�جلها)‪.‬‬ ‫(م ْ�س َرجة) الزيت حكاية الدودحية‪ -‬على وفرة أ�مثالها‪ -‬ينبوع ًا غنائياً‬ ‫والرق�ص الرجال والن�ساء على �ضوء َ‬ ‫ُخ ِل ٍق م�شني يف احلقب التاريخية الالحقة‪ ،‬ومل تقف‬
‫هذه ا إل�ضافاتالغرائبية هي نقطة التقاء أال�سطوري‬
‫‪86‬‬
 ‫وجوه‬

‫رد الواحدة منها �إىل أالخرى‪� ،‬إذ �إنها باعتبار وحدة‬
‫ا إلن�سانية وراثي ًا متثل تطبيقات ملبادئ ثقافية قابلة‬
‫للتطور والتح ّول خا�ضعة لتنوع بني جمتمع و�آخر)‪16‬‬
‫ويف ذلك ي ؤ�كد أال�ستاذ‪ /‬عبد اهلل الربدوين أ�ن‬
‫الدودحية مبفهومها الرمزي ال�سلبي كان �صنيعة‬
‫�سيا�سية لفك ح�صار ال�صمت املطبق الذي خيم على‬
‫الفرتة ال�سابقة لهذا احلادث فيقول‪( :‬كانت الفرتة‬
‫تتطلع �إىل اجنالء ال ُغمة �إىل ظهور غري املعروف‪،‬‬
‫فكل الذي حدث قبلها مل يو�صل �إىل �شيء‪ ،‬و�إمنا أ�ده�ش‬
‫م ؤ�قتا‪ ،‬ف أ�خذت الده�شة تنجلي و أ�خذ الت�سا ؤ�ل يبحث‬
‫عن �شفتيه وبني أ�ول ال� ؤس�ال و�آخر الده�شة‪ ،‬انت�شرت‬
‫حكاية الدودحية بوجهها الر�سمي ووجهها االجتماعي‬
‫مع ًا‪ ،‬فلم يكن من املعهود أ�ن تطال العقوبات ا إلمامية‬
‫البيوت العالية‪ ،‬ويف �آخر الثالثينات امتدت �إىل بنت‬
‫(الدودحي) وابن عمها‪ ،‬ف أ�مر قا�ضي حمكمة ّ‬
‫(ال�ش ِعر)‬
‫بالتعزير على ال�شابة وال�شاب‪ ،‬فدارت اجلموع بهما‬
‫مرددين عبارات التنديد (الدرداح) يف لهجة ال�شعب‪،‬‬
‫فزاد حكم التعزير انت�شار احلادثة يف جميع أ��صقاع‬
‫البالد و أ�خذت أالغنيات تتمحور حول (الدودحية)‬
‫وحدها كبطلة ق�صة مثرية‪ ،‬ثم امتدت �إىل دودحيات‬
‫يف أ�كرث من بيت‪ ،‬كما تخربنا أالغنيات‪:‬‬
‫يا دودحـية ويــاغ�صـن القنـــا‬
‫قد دردحـوا ب�ش عــلى وادي بـنـــــــا‬
‫أ�مـــان يـــا نازل الـــوادي أ�مـــــــان‪17‬‬
‫منذ ترنيمة املهد �إىل ترثية اللحد‪ ،‬فاحتفل بكثري‬
‫من أ�حداث حياته اخلا�صة والعامة ف أ�ن�شد أالنا�شيد‬
‫والهازيج‬ ‫بالغاين‪ ،‬وذاع عنده الغناء الفردي أ‬ ‫و�شدا أ‬
‫اجلماعية وال ُيعنى أالدب ال�شعبي كثريا بالفردي‬
‫من الغناء وال�شعر و�إمنا همه الغناء اجلماعي الذي‬
‫ت�صدره اجلماعة وتعرب به عن م�شاعرها وحتيي به‬
‫احتفاالتها)‪15‬‬
‫فالدودحية يف اليمن قد أ�خذت أ�طوار ًا رمزية متباينة‬
‫حتكمها ثقافة البيئة االجتماعية التي تتلقى احلكاية‪،‬‬
‫فثمة بيئات اتخذت الدودحية يف ثقافتها رمز ًا‬
‫للخطيئة‪ ،‬وثمة بيئات اتخذتها رمز ًا للحرية واالنفكاك‬
‫من مغالق ال�سلطوي املتدثر بربدة الدين من أ�جل‬
‫ا إلطباق على حكم ال�شعب‪ ،‬وكذلك فر�ض عادات‬
‫وتقاليد اجتماعية لي�ست من الدين وهذا االجتاه قد‬
‫وقف �إىل جانب من ر�آهما مظلومني فعرب عن ذلك‬
‫بالقول‪:‬‬
‫يـادودحـية أ�نـــا ابن عمــ�ش أ�نــــا‬
‫ال الــــذنب ذنب�ش وال ذنبـــــي أ�نــــا‬
‫ذنـــب الــــذي من دجـــى البـــاب ردنـــــا‬
‫ويرى (دني�س كو�ش) (�إن مفهوم الثقافة يتجلى لدى‬
‫املجموعات ا إلن�سانية باال�شرتاك يف امتالك املخزون‬ ‫دنيس كوش) (إن مفهوم الثقافة يتجلى لدى‬
‫أ�لوراثي نف�سه‪ ،‬ف�إمنا تتمايز باختياراتها الثقافية �إذ‬ ‫المجموعات اإلنسانية باالشتراك في امتالك‬
‫تبتدع كل واحدة منها حلو ًال مبتكرة ملا يطرح عليها من‬ ‫المخزون ألوراثي نفسه‪ ،‬فإنما تتمايز باختياراتها‬
‫م�شاكل على أ�ن هذه االختالفات لي�ست ع�صيه على‬ ‫الثقافية إذ تبتدع كل واحدة منها حلوالً‬

‫يا �شركي حبك نزل فرا�سل ‪ :‬وحل يف املهجة ويف‬

‫‪ -7‬يق�صد بامللعاب هنا كل رق�صة ل�شخ�صني رجال‬
‫أ�و ن�ساء ‪.‬‬
‫‪ -8‬أ�‪ /‬عبد اهلل الربدوين فنون أالدب ال�شعبي يف‬
‫اليمن ‪ ،‬دار البارودي بريوت �سنه ‪8991‬م �صـ‪803‬‬
‫‪ -9‬أالدب ال�شعبي ‪ /‬أ�حمد ر�شدي �صالح ‪،‬‬
‫والن�ساق ال�سردية وال�شعرية وزارة الثقافة‬
‫مهرجان القراء للجميع ‪ ،‬الهيئة امل�صرية العامة‬
‫للكتاب ‪2002‬م‬
‫‪� -10‬سالفة‪ :‬رواية تروى عرب أالجيال‬
‫‪ -11‬بيان ‪ :‬دارجة مينية تعني ك�شف أ‬
‫بال�شياء‬
‫‪ -12‬أ� ‪ /‬عبد اهلل الربد وين – �سابق‪.‬‬
‫‪ -13‬حممد عبده �سعيد ‪ :‬مقدمة ديوان أالغاين‬
‫الريفية اليمنية لعارف احليقي‬
‫‪ -14‬نف�سه �ص ـ‪02‬‬
‫‪ -15‬نف�سه املقدمة‬
‫‪ -16‬دني�س كو�ش مفهوم الثقافة يف العلوم‬
‫االجتماعية ترجمة د‪ /‬منري ال�سعيداين املنظمة‬
‫العربية للرتجمة ط‪7002 1‬م بت�صرف‬
‫‪ -17‬عبد اهلل الربدوين مرجع �سابق �صـ‪ 013‬ـ‪113‬‬
‫الهوامش‬
‫‪ -1‬زيد �صالح الفقيه دور املكان والزمان‬
‫يف الرواية جملة احلكمة اليمنية العددان‬
‫‪732‬ــ‪ 832‬نوفمرب ـ دي�سمرب ‪5002‬م‬
‫‪ -2‬أ�د‪� /‬صربي م�سلم النقد أال�سطوري‬
‫أ‬
‫وال�سياحة ‪4002‬م‬
‫‪ -3‬حكايات و أ��ساطري مينية على حممد‬
‫عبده دار الكلمة �صنعاء �صـ‪ 31‬د‪� /‬سنه‬
‫‪5991‬م‬
‫‪ -4‬أ��ساطري من تاريخ اليمن ‪ ،‬حمزة علي‬
‫لقمان ط �صـ‪8891 8‬م دار امل�سرية بريوت‬
‫‪ -5‬م�صطلح عرو�ضي يعني ( علة وهي عيب‬
‫من عيوب ال�شعر )‬
‫حني َت َت ُبع غزل ال�شرك�سي يف ديوان الغاين الريفية‬
‫‪ -6‬ـ حوار ‪ :‬هي منطقة يف بني �سيف يف‬
‫اجتاه منطقة خودان وفيها �سائلة كبرية‬
‫وم�شهورة ت�صب يف البحر أالحمر ويف عار�ض‬
‫هذه ال�سائلة تقع بع�ض عيون املاء احلار‬
‫الطبي ‪.‬‬
‫املفا�صل‪13‬‬
‫هذا ال�شرك�سي‪ -‬يف اعتقادي‪ -‬أ�نه أ�حد اجلنود �وأ‬
‫القادة أ�و املدنني الذين جاءوا �إىل اليمن مع احلمالت‬
‫الرتكية املتعاقبة على اليمن و�إن البداية كانت �إعجاب‬
‫امر أ�ة ب�شخ�ص عادي من ال�شرك�س ثم حت ّول �إىل‬
‫رمز ملا ذكرناه �سلفا وقد تتغى �إحدى الن�سوة بهذا‬
‫ال�شرك�سي وهي ال تعرف عنه �شيئ ًا �إال أ�نه رجل فيه‬
‫موا�صفات تروق الن�ساء وهذه امر أ�ة أ�خرى تقول‪:‬‬
‫يا ( �شرك�سي ) ‪ ..‬جعدك حرير بينو�س ‪ :‬وطبعك‬
‫احلايل �شراب خممو�س‪14‬‬
‫�إذن هذا الت�شبيب لهذا الفرد من ن�سو ٍة ال يعرفنه‬
‫ومل يعا�صرنه يدل على أ�ن البذرة الواقعية هي التي‬
‫تكون أ��صل التحول �إىل رمزي و أ��سطوري عرب مراحل‬
‫غرائبية تنبتها الذاكرة ال�شعبية‪.‬‬
‫أ‬
‫جند أ�ن أ�كرث من خم�سة ع�شر بيت ًا قد قيلت بال�شرك�سي‬
‫وعلى �صيغ ولهجات خمتلفة وهذا يدل على ما طرحناه‬
‫من �إنه حتول �إىل رمز‪.‬‬
‫�إذ أ�ن أالدب ال�شعبي هو أ�دب تلقائي غري م�صنوع وال‬
‫يعتني بالفردي �إال عندما يتحول �إىل عام عرب هذه‬
‫أالطوار فقد (عا�ش الغناء مع العربي حياته كلها‬

‫‪88‬‬
 ‫دهاليـز‬

‫ألحوال الطقس وتقلبات األجواء‪ ..‬أهمية قصوى عند الكثير‪ ..‬وغالباً ما يكون‬
‫السؤال عن المناخ مفتتح الحديث بين غرباء‪ ..‬في المقهى‪ ..‬داخل بقالة‪ ..‬على‬
‫الحافلة‪!..‬‬
‫لكن هذه األهمية التي يوليها الناس للطقس سرعان ما تتبدد وتتالشى أمام‬
‫موضوع أولي وعلى درجة عالية من األهمية‪ ..‬وهو األحالم‪.‬‬

‫عبد الكريم أبو يزن‬

‫أ�مثلة أ�و مناذج‪ ..‬تربهن على ما قلناه‪ ..‬وعلى نحو‬ ‫مبا جاء فيه‪ ..‬وعلى نحو يدفع ب�صاحب احللم �إىل‬ ‫ما �إن ي�ستيقظ ا إلن�سان من نومه حتى ي�صبح م�شغو ًال‬
‫خمت�صر وممتع‪ ..‬مبا يعطي فكرة لدى القارئ عن‬ ‫حتقيقه‪!..‬‬ ‫بهاج�س واحد حمدد وهو‪ :‬تف�سري احللم الذي ر�آه يف‬
‫مو�ضوع مثل أالحالم‪ ..‬أالحالم الفارقة يف حياة ب�شر‬ ‫منامه البارحة‪!..‬‬

‫مميزين كامللوك أ‬
‫والباطرة والقادة‪!..‬‬ ‫أحالم‪ ..‬من نوع آخر‪!!..‬‬
‫هل ب�إمكان احللم‪ ..‬حلم نوم‪ ..‬أ�ن يكون دافع ًا للتغيري‬
‫ذئبة‪ ..‬يوليوس قيصر‪!..‬‬ ‫وحمر�ض ًا للقيام بامل�ستحيل‪ ..‬وملهم ًا �إىل املجد‪..‬؟!‬
‫يوليو�س قي�صر‪ ..‬امرباطور ارتبط ا�سمه بروما‪ ..‬من‬ ‫للوهلة أالوىل‪� ..‬سيبدو من املنطقي واملعقول ا إلجابة‬
‫ي�صدق أ�ن زحفه على روما وا�ستيال ؤ�ه عليها‪ ..‬ملحمة‬ ‫على هذا ال� ؤس�ال بالنفي‪ ..‬والنفي القاطع‪ ..‬لكن‪..‬‬
‫تاريخية كبرية َ�س َط ّر أ�ول حروفها حلم خا�ص ر�آه يوليو�س‬ ‫حلظة‪ ..‬ثمة ما يثبت العك�س‪ ..‬وي ؤ�يد اجتاه كهذا‪..‬‬
‫أحالم‪..‬‬
‫ولعل الكثري ال يهد أ� لهم بال حتى يعرثوا على معنى أ�و‬
‫داللة خافية يف حلمهم‪ ..‬ولو كان ذلك على يد من ال‬
‫ميتهن تف�سري أالحالم‪ ..‬املهم العثور على ما يطمئن‬
‫�صاحب احللم‪!..‬‬
‫ورغم أ�ن العلم مل ي�ستطع بعد أ�ن يحدد ب�شكل دقيق‬
‫ماهية أالحالم أ�و من أ�ين وكيف تبد أ� وت أ�تي‪� ..‬إال �إن‬

‫غيرت مجرى التاريخ‪!!..‬؟‬

‫قي�صر يف منامه‪..‬؟!!‬
‫(حيث ر أ�ى نف�سه ينام يف فرا�ش واحد مع �مه‪ ..‬وهو‬
‫أ‬
‫ير�ضع من ثدييها)‬
‫حلم غام�ض وحمري‪ ..‬لكن لي�س على املف�سرين‪ ..‬الذين‬
‫أ�خربوه بال�شفرة ال�سرية‪ :‬أ‬
‫(فالم تعني روما التي كان‬
‫يرمز لها دائم ًا بذئبة تر�ضع أ�طفالها)‬
‫بل وي ؤ�كد ويدل عليه‪ ..‬وذلك من خالل �شواهد جمة‬
‫حفظها لنا التاريخ منذ القدم‪ ..‬وهي كثرية ومتعددة‬
‫وخمتلفة باختالف الع�صور واحل�ضارات‪ ..‬لذا ف�إن‬
‫حماولة ح�صرها ال تفي بغر�ض‪ ..‬وهو ما ال ي�سمح به‬
‫التاريخ واجلغرافيا‪ ..‬تاريخ القارئ وجغرافية املجلة‪!..‬‬
‫كاف ومنا�سب ومفيد‪ ..‬وهو تقدمي‬ ‫�إال أ�ن ثمة بديل ٍ‬
‫تف�سري أالحالم قد قطع أ��شواط ًا كبرية منذ العهود‬
‫الغابرة للب�شرية وحتى يومنا هذا‪!..‬‬
‫يف مرحلة ما من احل�ضارة ا إلن�سانية‪ -‬كما �سرنى‬
‫تالي ًا‪ -‬مل يتوقف أالمر عند احللم‪ -‬و�إن كان لكب ٍري‬
‫له � أش�نه‪ -‬وال عند تف�سريه‪ ..‬بل يتعداه �إىل ما بعد‬
‫التف�سري‪ ..‬لي�صل �إىل مرحلة االقتناع باحللم وا إلميان‬

‫‪91‬‬ ‫‪90‬‬

‫لكن ماذا عن حلم االمبراطور زيركسي‪..‬؟!‬
‫إنه بسيط وصغير‪ ..‬حيث كان يرى في منامه‬
‫(رج ًال طوي ًال نبي ًال عظيماً‪ ..‬يقف بجانب سريره‪..‬‬
‫ويلومه على العدول عن الغزو)‪.‬‬
‫احلكاية كلها أ�خرب بها امل ؤ�رخ ا إلغريقي «هريودوت»‪..‬‬
‫حيث ر أ�ى االمرباطور زيرك�سي حلم ًا معين ًا‪ ..‬خالل‬
‫فرتة ا�ستولت على عقل االمرباطور فكرة ورغبة واحدة‬ ‫يقول له‪� :‬إنه ر�سول ال�سماء‪ ..‬ليحث هانيبال على غزو‬
‫وهي غزو بالد ا إلغريق‪( ..‬ولكن م�ست�شاريه ن�صحوه‬
‫بالعدول عن ذلك وبخا�صة وزيره أالكرب « أ�رتاباتو�س»‪..‬‬
‫ولقد ا�ستجاب زيرك�سي للن�صيحة و أ� َج ّل الغزو)‪.‬‬
‫كان من املمكن أ�ن ينتهي كل �شيء عند هذا احلد لوال‬
‫ازدياد أالمر غرابة وعلى النحو التايل‪:‬‬
‫‪ -1‬حلم زيرك�سي ي أ�تيه كلما نام وب�شكل ثابت ومتكرر‪.‬‬
‫‪ -2‬مع كل مرة ي�سمع فيها الوزير “ أ�رتاباتو�س”‬
‫تفا�صيل احللم”” يزداد �إ�صرار ًا على مواقفه‪.‬‬
‫‪ -3‬اقرتاح االمرباطور على وزيره أ�ن ينام على‬
‫فرا�شه‪ ..‬لعله يرى ذات احللم‪!..‬‬
‫حلظة‪ ..‬لكن ماذا عن حلم االمرباطور زيرك�سي‪..‬؟!‬
‫�إنه ب�سيط و�صغري‪ ..‬حيث كان يرى يف منامه (رج ًال‬
‫طوي ًال نبي ًال عظيم ًا‪ ..‬يقف بجانب �سريره‪ ..‬ويلومه‬
‫على العدول عن الغزو)‪.‬‬
‫وكان أ�ن وافق الوزير “ أ�رتاباتو�س” على مقرتح‬
‫االمرباطور‪ ..‬لكن بعد تردد‪.‬‬
‫وهكذا وما �إن راح يف نوم عميق وهو على الفرا�ش‬ ‫النهاية كانت يف بالد أالغريق‪ -‬اليونان‪ -‬التي كانت‬
‫االمرباطوري‪ ..‬حتى جاءه نف�س الرجل‪ ..‬لكنه مل يوبخ‬
‫الوزير أ�و يلومه‪ ..‬ال‪( ..‬بل لطمه على وجهه م ؤ�دب ًا ومهدد ًا‬
‫وقام الوزير مذعور ًا ووافق على الغزو يف احلال)‪.‬‬
‫وبالفعل كان أ�ن قام زيرك�سي بغزو بالد أالغريق‪ ..‬يف‬
‫�سهولة غريبة ال يجد الكثري لها أ�ي تف�سري‪!..‬؟‬
‫وت�شكلت تلك ا إل�شارة على هيئة حلم ر�آه هانيبال‪!..‬‬
‫حيث (حلم يوم ًا حلم ًا ر أ�ى فيه �شاب ًا جمي ًال كاملالئكة‬
‫�إيطاليا وروما عا�صمتها)‬
‫وكان للحلم بقية لها مغزاها‪ ..‬فثمة حية �ضخمة كانت‬
‫حتطم أ�ي �شيء يقف يف وجهها‪ ..‬وما أ�ده�ش هانيبال‬
‫أ�كرث هو ما كانت تخلفه احلية بعدها من ال�سحب‬
‫الداكنة‪ ..‬التي كان يتخللها ومي�ض كالربق يف تتابع ال‬
‫ينتهي‪ .‬وهو ما حري هانيبال الذي � أس�ل الفتى اجلميل‬
‫يف احللم حول ما يراه‪ ..‬وكانت ا إلجابة‪�( :‬إن ما تراه‬
‫هو دمار �إيطاليا على يديك)‪ .‬لقد كان م�شهد الدمار‬
‫يف احللم مروع ًا‪ ..‬لدرجة أ�نه تكرر ثانية‪ ..‬هذه املرة‬
‫على الواقع‪ ..‬حينما قام هانيبال بغزو �إيطاليا‪..‬‬
‫باندفاع ال يحد‪ ..‬وجر أ�ة ال تو�صف‪!..‬‬
‫على كل ممتلكاتها‪ ..‬بل وانتزاع جزر كور�سيكا و�صقلية‬
‫ِف ٌ‬
‫راش‪ ..‬ال يقبل النقاش‪!!..‬؟‬
‫ق�صة هذا احللم عجيبة‪ ..‬أ�ما ملخ�صها ف أ�عجب‪..‬‬
‫(�إمرباطور ووزير وبينهما فرا�ش واحد‪!!..‬؟)‬
‫و�إذا كانت البداية يف فار�س‪� -‬إيران حالي ًا‪ -‬ف�إن‬
‫ح�ضارة تتمتع ب�سمعة حترتمها جميع احل�ضارات‪..‬‬
‫حتى جاء االمرباطور «زيرك�سي» و أ�جنز امل�ستحيل‪..‬‬
‫حيث ( أ��صبح أ�ول من احتل تلك البالد من الغزاة)‬
‫ومن ي�صدق أ�ن الدافع كان جمرد حلم خا�ص وفرا�ش‬
‫ديكتاتور كلمته حكم نافذ ال يقبل املراجعة‪!!..‬‬
‫دهاليـز‬
‫�إذن هي له‪� ..‬ستكون ملك يديه‪ ..‬ومهما كانت بعيدة‬
‫�سي�صل �إليها‪.‬‬
‫وحتقق حلم يوليو�س قي�صر‪ ..‬و أ��صبحت روما خا�ضعة‬
‫له‪ ..‬بعد أ�ن َن َ�ص ّب نف�سه �إمرباطور ًا على البالد‪.‬‬
‫حية‪ ..‬غيوم‪ ..‬وهانيبال!!؟‬
‫و�إىل روما جمدد ًا‪ ..‬هذه املرة على ب�ساط الكراهية‬
‫املتبادلة بني الب�شر‪!..‬‬
‫مل يحدث أ�ن حتكمت ح�ضارة بالبحر املتو�سط كما‬
‫فعلت قرطاجة والتي فهم أ�هلها أ��سرار هذا البحر‬
‫لدرجة أ�نهم ر�سموا خرائط ًا خا�صة مبمرات املالحة‬
‫فيه حتى أ��صبح القرطاجيون �سادة أالبي�ض املتو�سط‪..‬‬
‫وهو ما حمل ا إلمرباطورية الرومانية على ك�سر هذا‬
‫النفوذ‪ ..‬وذلك مبحاربة قرطاجة عن طريق اال�ستيالء‬
‫و�سردينيا‪� ..‬إ�ضافة �إىل م�صادرة �سفنهم التجارية‪..‬‬
‫وهكذا وىل زمن كانت قرطاجة تفتخر ب أ�نه (ال‬
‫ي�ستطيع أ�ي روماين أ�ن يغ�سل يديه يف البحر أالبي�ض‬
‫دون �إذن مكتوب)‪!..‬‬
‫ومل يدم انتظار قرطاجة طوي ًال ملخل�صها العظيم‬
‫الذي عرفه التاريخ با�سم له �صدى ال ميوت وهو‪:‬‬
‫هانيبال‪ ..‬الذي نذر نف�سه لكراهية الرومان‬
‫وحماربتهم ما دام حي ًا‪.‬‬
‫لقد كان ينتظر �إ�شارة القدر املنا�سبة والتي مبوجبها‬
‫�سيعيد املوازين �إىل ن�صابها أالوىل‪ ..‬الطبيعية‪..‬‬
‫‪92‬‬
 ‫ثقافيات‬

‫للداب‬ ‫ال�شباب الذين يعتقدون أ�نهم مبجاراتهما آ‬

‫العاملية من حيث ا إلقتداء بها �شكال وم�ضمونا يكونون‬
‫قد �سلكوا دربهم نحو ال�شهرة والعاملية واالنفتاح على‬
‫ا آلخر الذي ال ي�شده نحو �آداب ا آلخرين �إال الرغبة يف‬
‫التعرف على ذلك ا آلخر الذي مازال جمهوال بالن�سبة‬
‫�إليه‪.‬‬
‫وكما قلنا فقد تداخلت املراحل يف التجربة ا إلبداعية‬
‫الواحدة‪ ،‬لدى أ�ولئك الذين مل�سنا وجود مالمح من‬
‫املوروث ال�شعبي يف �إبداعاتهم ال�سردية‪ ..‬وهو أالمر‬
‫الذي ميكن تق�صيه عند الرواد من كتاب الق�صة‬
‫والذين مرت جتاربهم ا إلبداعية الطويلة مبراحل‬
‫ميكن تلم�سها مثل عبد اهلل �سامل باوزير وحممد أ�حمد‬
‫عبد الويل وزيد مطيع دماج والذين �سنحاول احلديث‬
‫عن أ�ثر املوروث ال�شعبي يف �إبداعاتهم وت أ�ثر ذلك‬
‫وارتباطه ب�سريهم الذاتية من حيث الن� أش�ة ومدى‬
‫االحتكاك بالبيئة التي أ�حاطت بهم و�شكلت املالمح‬
‫أالوىل لوعيهم ونف�سياتهم التي انعك�ست بدورها على‬
‫�إبداعاتهم‪.‬‬

‫شيخ القصاصين‬
‫و�إذا حاولنا املرور �سريعا على أ�ثر املوروث ال�شعبي يف‬
‫أ�ب�سط حاالته يف �إبداعات العمالقة الثالثة جند أ�ن‬
‫هنالك تباينا وا�ضحا ميكن مالحظته‪ ،‬وهو امتداد‬
‫لذات التباين الذي عاي�شوه يف حياتهم فعند �شيخ‬
‫الق�صا�صني‪ /‬عبداهلل �سامل باوزير (‪8391‬م‪4002-‬م)‬
‫تدرجت اهتمامات القا�ص باملوروث ال�شعبي الذي‬
‫ظهر على �شكل مفردات أ�و حكايات أ�و أ�مثال وغري‬
‫ذلك‪ ،‬تدرجت ب�شكل ت�صاعدي ففي احلني الذي كانت‬
‫فيه أ�عمال باوزير املبكرة واقعه حتت �سطوة ا آلداب‬
‫العاملية التي انكب على قراءتها خفت الواقع املحلي‬
‫والبيئة ال�شعبية يف أ�عماله كما جند ذلك يف (الرمال‬
‫الذهبية) على �سبيل املثال لتت�صاعد بعد ذلك حتى‬
‫و�صلت ذروتها مع اكتمال ن�ضج احلياة ون�ضج التجربة‬
‫عند القا�ص الكبري والذي التحم بواقعه ب�شكل كبري‬

‫التراث الشعبي في القصة اليمنية‬

‫وعلى الرغم من تأثر باوزير بالقراءات األولى وانتقاله إلى‬ ‫ومبا�شر ابتعد فيه كثريا عن الرتميز الذي ظهر يف‬
‫المجتمع (العدني) الذي كان أكثر انفتاحا على العالم وثقافاته‬ ‫بداياته ا إلبداعية وهذه ال�سطور ال تختزل ب أ�ي حال‬
‫وأكثر (مدنية) من مدينته األم‬ ‫أ�ن ثمة رحلة تحُ كى ألحد عمالقة أالدب اليمني‪ ،‬رحلة‬
‫حافلة با إلبداع والعطاء أالدبي وا إلن�ساين‪ ،‬بد أ�ت من‬
‫يزال يف الثالثة والع�شرين من العمر‪ ،‬وتوا�صلت ريادة‬ ‫كفيلة بجعله يتطلع للمزيد‪ ،‬فخالل فرتة ق�صرية‬ ‫مدينة غيل باوزير مبحافظة ح�ضرموت حيث ت�شك ّلت‬
‫باوزير أالدبية بعد ذلك ليكون �صاحب ثالث جمموعة‬ ‫ا�ستطاع أ�ن يعقد ال�صداقات احلميمة مع أ�برز رواد‬ ‫املالمح أالوىل حلياة عبداهلل �سامل باوزير‪ ،‬الذي‬ ‫اليمكن بأي حال من األحوال‪ -‬كما أرى‪ -‬تقسيم ُكتّاب القصة واهتماماتهم بالموروث الشعبي وجعلهم‬
‫ق�ص�صية مينية �صدرت طبعتها أالوىل يف العام ‪5691‬م‬ ‫الق�صة والرواية يف العامل من خالل ا إلطالع على‬ ‫التحق باملعهد الديني باملدينة قبل أ�ن يقرر فتح نافذة‬ ‫إياه عنصرا من عناصر البناء القصصي ‪ -‬تقسيما زمنيا فقد تداخلت المراحل الزمنية لكل قاص على حده‬
‫«الرمال الذهبية» والتي أ�تت بعد جمموعتي �صالح‬ ‫كنوز ا آلداب العاملية يف مكتبات عدن الزاخرة‪ ،‬وهو‬ ‫أ�خرى يف وعيه نحو العامل لي�شد رحاله �إىل مدينة عدن‬ ‫فنجد البعض من كتاب القصة قد استخدم عناصر الموروث الشعبي في مرحلة من مراحل تجربته اإلبداعية‬
‫الدحان و أ�حمد حمفوظ عمر ( أ��صدر �صالح الدحان‬ ‫أالمر الذي جعل امللكات أالدبية املخبوءة فيه تطفو‬ ‫التي كانت مركز ًا للتنوير وبوابة كبرية �إىل العامل‪..‬‬ ‫إما في بداية تجربته أو بعد ذلك وهو األغلب‪ ،‬فكلما ذهب اندهاش الشاب المبدع بالتجارب العربية والعالمية‬
‫جمموعة ( أ�نت �شيوعي) عدن دار البعث ‪6591‬م‬ ‫�إىل ال�سطح وت�صقل لتظهر �إبداع ًا مكتوب ًا يحمل يف‬ ‫ففي هذه املدينة بد أ�ت رحلة عبداهلل �سامل باوزير‬ ‫التي كانت بداية عالقته باإلبداع تأثرا‪ ،‬زاد ارتباطه ببيئته الخاصة والتي يعد موروثها الشعبي أبرز سماتها‪،‬‬
‫و أ��صدر أ�حمد حمفوظ عمر جمموعته أالوىل‪( :‬ا إلنذار‬ ‫طياته اخل�صو�صية اليمنية واملوروث اليمني الذي‬ ‫للتعرف على احلياة احلقيقية التي خا�ض غمارها‬ ‫فاألديب العالمي نجيب محفوظ الذي حصل على جائزة نوبل لآلداب كان من أشد الكتاب ارتباطا بموروث بلده‬
‫املمزق)‪ ،‬عدن مطبعة اجلماهري ‪0691‬م)‪.‬‬ ‫بد أ� خافتا كما قلنا ولكنه ت�صاعد مع ت�صاعد ن�ضجه‬ ‫باكر ًا منا�ض ًال يف دروب احلياة وباحث ًا عن احلقيقة‬ ‫فكتب عن حواري مصر وعاداتها‪ .‬وله مقولة شهيرة مفادها أن (المحلية هي الطريق إلى العالمية) وليس‬
‫وعلى الرغم من ت أ�ثر باوزير بالقراءات أالوىل وانتقاله‬ ‫ا إلبداعي‪ ،‬وقد كانت أ�ول ق�صة مت ن�شرها له ب�صحيفة‬ ‫بني رفوف املكتبات العامة بعدن‪ ،‬وقد كانت ال�صدمة‬ ‫العكس كما يظن بعض الكتاب‬
‫�إىل املجتمع (العدين) الذي كان أ�كرث انفتاحا على‬ ‫«الطليعة» باملكال يف دي�سمرب من العام ‪1691‬م وهو ال‬ ‫الهائلة التي لقيها جراء التعرف على احلياة املدنية‪،‬‬ ‫صالح علي البيضاني‬

‫‪95‬‬ ‫‪94‬‬

‫الدكتور عبدالعزيز المقالح ‪« :‬لم يكن زيد يكتب إال بعد اختزان واستبطان تتمكن التجربة خاللهما من‬
‫امتالك تكوينها وحينما تصل ذروتها يعكف عليها ليضعها على الورق»‪.‬‬
‫ويقول الدكتور عبدالعزيز املقالح يف هذا ال� أش�ن‪« :‬مل‬
‫يكن زيد يكتب �إال بعد اختزان وا�ستبطان تتمكن التجربة‬
‫خاللهما من امتالك تكوينها وحينما ت�صل ذروتها يعكف‬
‫عليها لي�ضعها على الورق»‪ .‬وميكن أ�ن ن�شري يف هذا املقام‬
‫�إىل ا آلراء النقدية التي أ�ثارتها املجموعة الق�ص�صية‬
‫أالوىل لدماج (طاه�ش احلوبان‪3791-‬م) والتي قال‬
‫النقاد أ�ن أ�برز ال�سمات املو�ضوعية يف هذه املجموعة‬
‫متثلت فيما يلي أ�وال‪:‬املحلية‪ .‬ثانيا‪:‬الريفية‪ .‬ثالثا‪ :‬الثورية‪.‬‬
‫واملحلية والريفية بطبيعة احلال امتداد للموروث ال�شعبي‬
‫الذي ت�شرب منه دماج طوال حياته‪.‬‬
‫وعندما نتحدث عن رواد ال�سرد ويكون حمور حديثنا‬
‫عن مكانة املوروث ال�شعبي يف �إبداعاتهم ف�إنه يجب‬
‫كذلك أ�ن ال نغفل بع�ض أال�سماء �إن مل ن�ستطع �إعطائها‬
‫حقها مثل با�صديق و�سعيد عولقي وميفع عبدالرحمن‬
‫وحممد مثنى و أ�حمد حمفوظ عمر و�صالح باعامر‬
‫وعبد الرحمن عبد اخلالق وغريهم‪.‬‬
‫‪97‬‬
‫دماج ببيئته ال�شعبية وانعكا�س ذلك على أ�عماله‬ ‫بالرتاث الذي عاد باوزير ليجرت منه بعد ذلك‪.‬‬
‫أ�ما يف حالة عبد الويل فقد أ��شرنا للت أ�ثر الكبري الذي املختلفة فهو أ�ن دماج رمبا يكون قد بد أ� الكتابة‬
‫ا إلبداعية بال�شكل املعروف يف فرتة متقدمة من عمره‬ ‫قاد م�سريته ا إلبداعية جراء الهجرة أالفريقية وما‬
‫على عك�س باوزير وعبد الويل اللذان بد أ� كل منهما‬ ‫رافقها من عوامل نف�سية وثقافية أ�ثرت يف �شخ�صيته‬
‫الكتابة يف فرته رمبا تكون مبكرة بالن�سبة لدماج‪..‬‬ ‫ومن ثم يف �إبداعه‪.‬‬
‫أ‬
‫(ن�شر باوزير �ول ن�صو�صه وهو يف الثالثة والع�شرين‬ ‫أ‬
‫ويف �إطاللة �سريعة على ال�سرية الذاتية لدماج جند �نه‬
‫من العمر وبد أ� عبدالويل كتابة الق�صة وهو ما يزال‬ ‫تلقى تعليمه أالويل يف املعالمة (الكتّاب) مع أ�قرانه يف‬
‫القرية فحفظ القر�آن الكرمي وبعد ذلك توىل والده عملية يف املرحلة ا إلعدادية بينما ن�شر دماج �ول �عماله‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫وهو يف العقد الثالث) ورمبا ذلك ما يف�سر حالة‬ ‫تعليمه وتثقيفه من مكتبته اخلا�صة فقر أ� كتب أالدب‬
‫الن�ضج والتقارب من حيث ال�شكل وامل�ضمون وامل�ستوى‬ ‫والتاريخ وال�سيا�سة وكان من أ�همها «روايات ا إل�سالم»‬
‫جلرجي زيدان‪ .‬ليلتحق بعد ذلك باملدر�سة أالحمدية يف ا إلبداعي يف معظم �عمال زيد مطيع دماج وهو ما‬
‫أ‬
‫تعز ويح�صل فيها على ال�شهادة االبتدائية �سنة ‪7591‬م‪ .‬قد ن�سميه االن�صهار ا إلبداعي الذي �صهر التجربة‬
‫ا إلبداعية يف قالب واحد نتيجة العوامل املحيطة بهذا‬ ‫وقد أ��سهمت تلك املرحلة يف ت�شبع دماج بالرتاث‬
‫أ‬
‫القالب الذي مل يت�ثر كثريا بتقلبات العمر ومراحله‪،‬‬ ‫أ‬
‫ال�شعبي فكتب أ�هم أ�عماله (الرهينة) من واقع ت�ثره‬
‫وتغريات التجارب واخلربات التي متر مبراحل خمتلفة‬ ‫بظالل قلعة (القاهرة) يف مدينة تعز احلاملة‪.‬‬
‫عن �سابقاتها وعن التي تليها‪.‬‬ ‫أ�ما العامل الثاين وهو ا إلبداعي الذي وثق من عالقة‬
‫بين منزلتين‬
‫أ�ما عند الوقوف عند جتربة املبدع الكبري‪ /‬زيد مطيع‬
‫دماج (‪3491‬م‪0002-‬م) ف�إننا �إن جاز القول جند‬
‫أ�نف�سنا يف منزلة بني منزلتي باوزير وعبد الويل‪ ،‬ف�إذا‬
‫كان دماج قد بدا أالكرث الت�صاقا باملوروث ال�شعبي‪،‬‬
‫ف�إنه يف ذات الوقت قد �سار على ذات اخلط تقريبا‬ ‫�سنة ‪5591‬م للدرا�سة‪ .‬ودر�س يف أالزهر ال�شريف ويف‬
‫من حيث ت أ�ثره باملوروث ال�شعبي الذي جنده يف (طاه�ش‬
‫احلوبان ) و(الرهينة) كما جنده يف �سائر أ�عماله‬
‫ا إلبداعية‪ ،‬و�إن جاز يل التف�سري كما ف�سرت من قبل‬
‫ف�إن الت أ�ثري الكبري لعنا�صر املوروث ال�شعبي يف أ�عمال‬
‫دماج رمبا يعود لعاملني هامني يف حياته ال�شخ�صية‬ ‫رئي�س اجلمهورية ثم قائم ب أ�عمال �سفارات اجلمهورية‬
‫وا إلبداعية‪ ،‬فمن الناحية ال�شخ�صية فقد كانت البيئة‬
‫التي أ�حاطت بزيد مطيع دماج أ�كرث خ�صوبة من حيث‬
‫ت أ�ثرها بالرتاث ال�شعبي‪ ،‬فهي مل تت أ�ثر كثريا بعوامل‬ ‫احلكومية وافتتح دارا للن�شر بتعز‪� ..‬سجن �سنة ‪8691‬م‬
‫املدنية كما هو يف حالة باوزير الذي �سافرا مبكرا �إىل‬
‫(عدن) مبتعدا عن (غيل باوزير) البيئة اخل�صبة‬
‫ثقافيات‬
‫العامل وثقافاته و أ�كرث (مدنية) من مدينته أالم (غيل‬
‫باوزير) �إال أ�ن ذلك مل مينع من وجود بع�ض الن�صو�ص‬
‫التي بدا ت أ�ثرها باملوروث ال�شعبي من خالل معاجلة‬
‫بع�ض تلك املوروثات ال�سلبية ومبا أ�ن القا�ص الراحل‬
‫قد كتب ق�ص�صه أالوىل يف مطلع ال�ستينيات من القرن‬
‫الفائت فقد كان ي�شاهد تف�شي العديد من املوروثات‬
‫االجتماعية ال�سيئة التي �ساهم اجلهل يف تفاقمها ففي‬
‫ق�صة «املربوك» يتحدث عن الدجل الذي ميار�س �ضد‬
‫النا�س الب�سطاء‪ ،‬و�إميان النا�س به‪ ،‬فقد ا�ستطاع ذلك‬
‫ال�شخ�ص الذي أ�طلق عليه الب�سطاء ا�سم «املربوك» أ�ن‬
‫يخدعهم بربكته الزائفة التي تناقل النا�س أ�حاديثها‬
‫و أ�عاجيبها عن قدرته اخلارقة على ال�شفاء ومعاجلة‬
‫أالمرا�ض وطرد العفاريت‪،‬حتى ترك الب�سطاء من‬
‫أ�هل القرية منازلهم ذات يوم بحجة أ�ن العفاريت قد‬
‫�سيطرت عليها كما قال لهم «املربوك» املزعوم‪ ،‬الذي‬
‫طلب مبلغ ًا مالي ًا من كل واحد منهم لر�شوة العفاريت‬
‫ملغادرة القرية‪ ،‬غري أ�ن أ�هل القرية العاجزين عن دفع‬
‫هذا املبلغ هم الذين ي�ضطرون ملغادرة منازلهم يف‬
‫نهاية املطاف‪ ..‬لي أ�تي اخلال�ص على يد «�سعيد» الذي‬
‫أ�تى من اخلارج ليتحدى أ��ساطري املربوك ويف�ضحها‬
‫يف نهاية املطاف‪ ..‬وعلى ذات املنوال يتطرق باوزير يف‬
‫ق�صة «�شجرة ال�شيطان» لزراعة «التنمباك»‪.‬‬
‫روح المهاجرين‬
‫أ�ما عند القا�ص الكبري‪ /‬حممد أ�حمد عبد الويل‬
‫(‪0491‬م‪3791-‬م) ف�إن الو�ضع قد يختلف فاخلط‬
‫الذي اتبعه عبد الويل يف التعامل مع املوروث ال�شعبي‬
‫(كم�صطلح وحكاية ومثل) وهو اجلانب الذي نبحث‬
‫عن مالحمه يف هذه الوريقات‪ ،‬نقول أ�ن هذا اخلط‬
‫�سار موازيا لتجربة عبد الويل ا إلبداعية أ�ي أ�نه مل يطر أ�‬
‫عليه الكثري من التحول �صعودا أ�و هبوطا ورمبا يعود‬
‫ذلك للت أ�ثري الكبري الذي خلفته الثقافة ا إلفريقية يف‬
‫دور املوروث ال�شعبي يف أ�عماله نظرا البتعاده الطويل‬ ‫عقل و�إبداع عبد الويل فنجد اجنذابه اخلافت للثقافة‬
‫واملرير أ�حيانا عن الوطن فقد ولد �سنة‪ 0491‬من‬ ‫ال�شعبية واملوروث ال�شعبي عائد يف أال�سا�س للحنني الذي‬
‫أ�ب ميني و أ�م حب�شية‪ ..‬ن� أش� يف أ�دي�س أ�بابا ودر�س يف‬ ‫طاملا كتب عنه يف روح املهاجرين خارج الوطن‪ ،‬فحنني‬
‫مدر�سة اجلالية اليمنية ب أ�دي�س أ�بابا‪ .‬ثم عاد �إىل‬ ‫عبد الويل يف ق�ص�صه للموروث ال�شعبي هو امتداد‬
‫اليمن �سنة ‪4591‬م وتزوج يف العام نف�سه‪� ..‬سافر‬ ‫حلالة احلنني لدى املهاجر اليمني لكل �شيء يف وطنه‪.‬‬
‫وقد حاول عبد الويل نقل البع�ض من حاالت ذلك‬
‫مدر�سة املعادي الثانوية‪ ..‬طرد من م�صر �سنة ‪9591‬م‬ ‫احلنني ور�صعها بالبع�ض من مفردات املوروث ال�شعبي‬
‫بتهمة ال�شيوعية‪� ..‬سافر �إىل مو�سكو ودر�س يف معهد‬ ‫و�إن بدا �ساخرا عند بع�ضها‪ .‬غري مقتنع با آلخر‪ ،‬وك أ�نه‬
‫للداب‪ ..‬عاد �إىل اليمن بعد قيام ثورة ‪62‬‬ ‫جوركي آ‬ ‫يحاول أ�ن يذكر مبا قد يراه حالة االغرتاب والنكران‬
‫�سبتمرب ‪2691‬م وا�شتغل يف عدة منا�صب يف مكتب‬ ‫التي عا�شها هو �شخ�صيا كنموذج للكثري من احلاالت‬
‫التي ذهبت ومل تعد و�إن عادت‪�(.‬صدرت جمموعته‬
‫اليمنية يف مو�سكو وبرلني ومقدي�شو و أ�خريا مديرا‬ ‫«الر�ض يا �سلمى» �سنة ‪6691‬م بريوت دار‬ ‫أالوىل أ‬
‫عاما ل�شركة الطريان اليمنية ا�ستقال من الوظائف‬ ‫أالدب و الثانية «�شيء ا�سمه احلنني» القاهرة مطبعة‬
‫دار الهنا ون�شر عن دار احلديثة للطباعة والن�شر بتعز‬
‫ملدة عام ثم ‪2791‬م ملدة ثمانية أ��شهر مات حمرتقا يف‬ ‫نهاية ‪.)27‬‬
‫حادثة الطائرة التي �سقطت يف ‪3791/4/03‬م‪.‬‬ ‫ولو رجعنا ل�سرية عبدالويل رمبا وجدنا املربر لرتاجع‬
‫‪96‬‬
 ‫حكاوي الدنيا‬
‫على �إ�ستعادة بع�ض من هذه الذكريات‪ ،‬مثل‪ :‬قبلة‪،‬‬
‫أ�و لقاء رومان�سي‪ ،‬أ�ول هدية‪� ،‬شهر الع�سل‪ ..‬والعودة‬
‫يحتاج ال�شريكان ملزيد من التحرك الرومان�سي للو�صول‬
‫�إىل تلك أالماكن يف فر�ص خمتلفة‪ ..‬كل هذا �سيعزز‬
‫التوا�صل العاطفي ويعيد اخللطة الكيمائية التي أ�ثمرت‬
‫عن هذه العالقة �إىل احلياة من جديد‪.‬‬
‫أ�خريا هل هذا هواحلب فعال؟ جمرد تفاعالت هرمونية‬
‫والهمية‪ ,‬يجب �نأ‬ ‫املديح وا إلطراء وال�شعور باجلمال أ‬
‫وكيميائية‪ ,‬احلب الذي تغنى به ال�شعراء وهام يف فلكه‬
‫الب�شر وحتى لوكان أالمر كذلك فكيف نف�سر حدوث‬
‫يتبادل الزوجان كلمات ا إلطراء وا إلعجاب ب�شكل يومي‪،‬‬
‫تلك التغريات لدى �شخ�ص ما بفعل �شخ�ص �آخر حمدد‬
‫لي�س غريه‬
‫تبقى كل تلك أ��سئلة بال �إجابة وتظل أالجوبة املتوفرة‬
‫حاليا ال�شك غري قادرة على أالقناع‪.‬‬
‫‪99‬‬
‫الدوبامين ‪..‬‬
‫تفسير جديد للحب يقضي على رومانسيته‬
‫وقد أظهرت صور الرنين المغناطيسي مؤخرا‬
‫أجزاء من الدماغ تضيء مثل خيمة سينمائية‬
‫ً‬ ‫أن‬
‫عندما نمر في مرحلة أو تجربة رومانسية‪.‬‬
‫م�شاعر احلب‪ ،‬والنعمة‪ ،‬والتوا�صل العاطفي‪ ،‬وكل تلك‬
‫أاللعاب النارية التي ت�شتعل داخلنا عندما جند أ�مامنا‬
‫شخصيتك من مشاهدتك للتلفاز‪..‬‬
‫�شخ�صا ما نكن له م�شاعر احلب‪.‬‬
‫لقد �سمعنا كثرياعن أ�عرا�ض الوقوع يف احلب من ال�شعور‬
‫ب أ�ننا نطري ‪ ,‬ت�سارع دقات القلب‪� ،‬إىل ا�ضطراب املعدة‪،‬‬
‫موجود في كل بيت‪ ..‬ليس واحداً من قطع األثاث أو الديكور‪ ..‬يهتم جميع‬
‫ما هي‪..‬؟!!‬
‫أفراد األسرة به‪ ..‬الصغار والكبار‪ ..‬لدرجة أنه في بعض األسر يمكن القول أنه‬
‫وغريها من العوار�ض التي يكون بع�ضها غريبا مثل‬
‫جزء منهم‪ ..‬وربما أهمهم‪ ..‬كونه الشيء الوحيد الذي يجمع األسرة أمامه‬
‫الرغبة يف أ�كل الورود كما فعل بطل رواية احلب يف زمن‬
‫وعليه وإليه‪ ..‬وهو ما يجعله وسيلة عصرية مؤثرة على كيان اإلنسان وبشتى‬
‫الكولريا و �صوال �إىل حاالت اجلنون فيما ميثل نتيجة‬
‫المستويات‪ ..‬ثقافياً‪ ..‬فكرياً‪ ..‬نفسياً‪!..‬‬
‫تغريات حتدث يف أ�ج�سامنا وعقولنا �سببها احلب‪.‬‬
‫وقد أ�ظهرت �صور الرنني املغناطي�سي م ؤ�خرا أ�ن أ�جزا ًء‬ ‫لذا ال أ�حد ي�ستطيع أ�ن ينكر مدى قدرة التلفزيون على فيجذبك وي�سيطر على خلجات نف�سك وت�شد براجمه القدرة على حل امل�شاكل يف هدوء‪ ..‬ال تقحم نف�سك يف‬
‫من الدماغ ت�ضيء مثل خيمة �سينمائية عندما منر يف‬ ‫ت�شكيل و�صياغة وتكوين �شخ�صياتنا‪ ..‬يف ن�سب ومقادير ال�سحرية انتباهك حتى نهاية العر�ض‪ ..‬ف أ�نت تتمتع م�شاكل ا آلخرين‪ ..‬أ�نت �شخ�صية ت ؤ�متن على أال�سرار‪..‬‬
‫مرحلة أ�و جتربة رومان�سية‪ .‬ملاذا؟‬ ‫متفاوتة‪ ..‬ما بني العميقة وال�سطحية‪ ..‬تبع ًا لكم وكيف بخيال وا�سع وخ�صب‪ .‬ومتتلك مقدرة فائقة على يقدر فيك أال�صدقاء خا�صية الهدوء وعدم تدخلك يف‬
‫�إن ال�سبب هو مكون ي�سمى “جرعة احلب” �و (دوبامني‬
‫أ‬
‫� ؤش�ونهم‪.‬‬ ‫التعاطف واالن�سجام مع ا آلخرين‪.‬‬ ‫تعلقنا بهذا اجلهاز و�شغفنا‪ .‬ولعله مادة منا�سبة‬
‫وميكن أ�ن تفقد العالقة بع�ضا من ملعانها‪ ،‬لهذا ال�سبب‬ ‫للدمان كتلك التي يطلقها تناول‬ ‫وهو مادة م�سببة إ‬ ‫أ‬
‫تغيري القنوات ب�صفة م�ستمرة �ثناء العر�ض بحجة‬ ‫لدرا�سة ال�شخ�صية والتعرف عليها‪ ..‬وذلك من خالل‬
‫‪n‬‬
‫ال�سكر‪ ،‬النوم‪ ،‬العط�ش‪ ،‬والتبغ)‪ .‬عندما يكون ال�شخ�ص‬ ‫البحث عن أ�حداث مهمة‪:‬‬ ‫االنفعال مع برامج التلفزيون‬ ‫نوع العمل الذي نقوم به خالل جلو�سنا أ�مام ال�شا�شة‬
‫�إىل م�ستوى أ�عمق من اجلمال‪ ،‬ولكن كيف؟‬ ‫عا�شقا‪ ،‬يفرز الدماغ مادة الدوبامني ويزيد �إفراز‬ ‫يدل على أ�نك ف�ضويل حمب لال�ستطالع ومعرفة �آراء‬ ‫�إذا كنت ممن يتجاوب مع أالحداث التلفزيونية أ�و‬ ‫للم�شاهدة‪ ..‬وعلى النحو التايل‪:‬‬
‫على �سبيل املثال‪:‬‬ ‫‪ ،ninotores‬هورمون الغبطة‪ ,‬لذا كلما �شعرت بال�سعادة‬ ‫الخرين‪ ..‬با إل�ضافة �إىل حيويتك املتدفقة ون�شاطك‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫التعليق على ما يدور من �حداث على ال�شا�شة �و‬ ‫القيام ب أ�عمال أ�خرى أ�ثناء م�شاهدة التلفزيون‪:‬‬
‫‪n‬‬
‫القيام بعمل �إبداعي كل يوم لتحفيز االندماج العاطفي‬ ‫يف تلك املرحلة كلما رغبت باملزيد من هذه امل�شاعر‪,‬‬ ‫املتجدد‪ ..‬و أ�نك متحدث لبق ت�صلح للعمل كمحا�ضر أ�و‬
‫‪n‬‬
‫�إذا كنت ممن يقوم مب�شاهدة التلفزيون وقراءة الكتب التجاوب بال�صياح والتهليل والهتاف والت�شجيع‪. ..‬‬
‫والتوا�صل مع ال�شريك‪.‬‬ ‫كما يفرز اجل�سم هرمون ‪ ،nicotyxo‬الذي يروج لل�شعور‬
‫فهذا معناه أ�ن �شخ�صيتك ذكية �إىل أ�بعد احلدود كما مدر�س أ�و مذيع‪.‬‬ ‫واملجالت أ�ثناء امل�شاهدة‪ ..‬ف أ�نت �شخ�صية مرنة ال‬
‫بالتوا�صل العاطفي‪.‬‬ ‫ترف�ض التفاهم‪ ..‬ن�شيط متيل �إىل العمل احلر وت أ��سي�س أ�نك ا�ستقاليل وترف�ض �سيطرة الغري وفر�ض ا آلراء‪..‬‬
‫‪n‬‬
‫جتنب الربامج التجارية وا إلعالنات التلفزيونية‪:‬‬
‫‪n‬‬
‫تغيري القنوات عند ظهور ا إلعالنات على ال�شا�شة‬ ‫م�شروعات جتارية‪ ..‬كما أ�نك �سعيد و�سيد جمتمع تهتم مرح وب�شو�ش و�صلب ال تقبل الهزمية أ�و اخل�ضوع‪..‬‬
‫من الكلمات الب�سيطة مثل‪� :‬شعرك اليوم جميل‪� ،‬إىل‬ ‫متى تحدث المشكلة؟‬ ‫أ‬
‫ال�صغرية معناه �ن �شخ�صيتك عملية ترف�ض تبديد‬ ‫تف�ضل الدرا�سة واملناق�شة قبل اتخاذ القرار‪.‬‬ ‫بالعمل االجتماعي‪.‬‬
‫ا إلطراء املثري مثل‪ :‬قمي�ص النوم هذا رائع‪.‬‬ ‫مبرور الوقت يطور اجل�سم حتمال ملادة الدوبامني‪ ،‬ويبد أ�‬ ‫الوقت فيما ال فائدة منه‪ ..‬ف�ض ًال عن حر�صك ال�شديد‬ ‫النوم املتقطع أ�ثناء امل�شاهدة‪:‬‬
‫الذكريات ‪ ,‬يجب أ�ن يتذكر ال�شريكان دائما أالوقات‬
‫‪n‬‬
‫‪n‬‬ ‫املد الكيميائي الذي يروج للتوا�صل العاطفي با إلنح�سار‬ ‫يف أالمور املالية ‪ ..‬أ�نت �شخ�صية تعتمد على نف�سها‬ ‫يدل هذا على أ�نك �شخ�صية ب�سيطة وهادئة‪ ..‬تف�ضل‬ ‫االندماج الكامل أثناء مشاهدة التلفزيون‬
‫اجلميلة التي مرا بها خالل التجربة العاطفية‪ ،‬ويركزا‬ ‫أ�ي�ض ًا‪ ،‬وهنا يبد أ� االنف�صال التدريجي عن املحبوب‪..‬‬ ‫أ‬
‫�إذا كنت ال حترك �ساكن ًا أ�ثناء م�شاهدة التلفزيون �إتقان العمل على ال�سرعة الهوجاء عند ت�ديته‪ ..‬متتلك وتف�ضل الهدوء على ال�ضو�ضاء والزحام‪.‬‬
‫‪98‬‬
 ‫مسافـــات‬

‫أراد منابع النيل أو ًال‬

‫الفرنسي الذي دخل إلى مكة المكرمة‪!!..‬؟‬
‫المقالح عبد الكريم‬

‫الزمان‪ :‬عصر الثورة الفرنسية‪.‬‬

‫المكان‪ :‬مدينة لوزان‪.‬‬
‫التوقيت‪ 24 :‬نوفمبر ‪1784‬م‪.‬‬
‫الحدث‪ :‬مولود ذكر ألسرة مكونة من زوجين‪..‬‬

‫عاجلة من كمربيدج تطلب منه �سرعة ال�سفر �إىل أ�عايل‬
‫النيل‪.‬‬
‫أ‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫ً‬
‫مل يكن متحم�سا �بدا‪� ..‬إذ �إن ثمة خطة يف ر��سه منذ‬
‫النيل ونهر النيجر ينبعان من مكان واحد كما ي�كد ذلك‬
‫و�صل �إىل هذه البقعة من أالر�ض املقد�سة يف جزيرة‬
‫(لن أ�حد ًا من امل�سيحيني مل يدخل املدينة أ�و‬‫العرب‪ ..‬أ‬
‫مكة‪ ..‬وهو يريد أ�ن يكون أ�ول أ�وروبي م�سيحي‪ ..‬و�نأ‬
‫ي�صف للنا�س هذه املغامرة‪.‬‬
‫يناير ‪3181‬م‪ ..‬ترك �إبراهيم بن عبد اهلل القاهرة‬
‫متجه ًا �إىل أ��سوان‪ ..‬مل يكن ثمة �صعوبة أ�ن يخرب النا�س‬
‫أ�نه تاجر �سوري م�سلم‪ ..‬خا�صة وهو يحمل بع�ض ال�سلع‬
‫على كتفيه‪.‬‬
‫على حدود ال�سودان‪ ..‬ويف أ�حد أ��سواق الرقيق‪ ..‬ا�شرتى‬
‫له �شاب ًا يف الرابعة ع�شر من عمره‪ ..‬مل ي�ستطع التفاهم‬
‫معه‪ ..‬لكنه أ�لب�سه مالب�س ًا أ�نيقة ملونة‪ ..‬ا�سعدت قلب‬
‫ال�شاب‪.‬‬
‫املحطة التالية كانت مدينة جدة‪ ..‬والتي و�صال �إليها يف‬
‫زورق عرب بهما البحر أالحمر‪!..‬‬
‫بعد عام‪ ..‬أ�ي يف ‪ 51‬يوليو ‪4181‬م و�صل �إبراهيم بن‬
‫عبد اهلل مع خادمه �إىل جدة‪( ..‬ال يعرف أ�حد ًا ويخاف‬
‫أ�ن يعرفه أ�حد‪ ..‬فهو تاجر �سوري م�سلم‪ ..‬وقد ا�ستعد‬
‫لذلك متام ًا‪ ..‬وتدرب عليه طوي ًال) لديه نقطة بداية‪..‬‬
‫ر�سالة من القاهرة �إىل أ�حد أ�غنياء مدينة جدة‪ ..‬والذي‬
‫أ�خذ يت أ�مل االثنني مع ًا‪ ..‬الر�سالة والرجل‪ ..‬فهي قدمية‬
‫كتبت قبل عام‪ ..‬أ�ما �صاحبها فهو (رجل أ�بي�ض الوجه‪..‬‬
‫حمروق الب�شرة‪ ..‬أ�حمر العينني‪ ..‬وحايف القدمني‬
‫وي�سرف يف التحيات واالنحناءات) وعليه فقد �شك فيه‬
‫الرجل بحيث امتنع عن ت�سليمه كل ذلك املبلغ الكبري‬
‫‪101‬‬
‫احلقيقة أ�نه كان قد مت تكليفه للقيام برحلة خا�صة �إىل‬ ‫اختارت له أالم ا�سم يوهان‪ ..‬ف أ��صبح يوهان‬
‫أ�عايل النيل‪ ..‬ليت أ�كد وعلى نحو يقيني �إذا ما كان نهر‬ ‫يوركهارت يف البداية‪ ..‬لكنه ما لبث أ�ن تعدد اال�سم‬
‫ؤ‬
‫و�صاحبه‪ ..‬أ�كرث من مرة‪ ..‬ويف كثري من البلدان التي‬
‫الكثري من اجلغرافيني‪!!..‬‬ ‫و�صل �إليها‪ ..‬وقد كانت يف معظمها بلدان عربية‪..‬‬
‫يف حلب‪ ..‬ما �إن أ�تقن يوهان اللغة العربية‪ ..‬حتى‬ ‫من بينها‪ ..‬أ�و من أ�همها أالرا�ضي املقد�سة‪ :‬بيت اهلل‬
‫أ‬
‫حتققت نبوءة زوجة ��ستاذه‪ ..‬حيث تعلقت به �إحدى‬ ‫احلرام‪!..‬‬
‫الفتيات‪ ..‬لكنه كان يف �سباق مع الزمن‪ ..‬لذا فقد‬ ‫�إنها حكاية طويلة‪ ..‬لها �سحرها الفارق عن أ�ي حكاية‬
‫كتب �إليها قائ ًال‪( :‬لو انتظرتني ع�شر �سنوات ف�سوف‬ ‫أ�خرى يف كتاب الرحالت امل�شوق‪ ..‬لكنها ت�ستحق أ�ن‬
‫أ�تزوجك‪ ..‬أ�ما ا آلن فلم ا�ستحق �إعجاب أ�حد غريك يف‬ ‫تروى‪ ..‬وهو ما ارت أ�يناه يف جملة اليمنية‪ ..‬أ�ن ي�شاركنا‬
‫هذه الدنيا‪ ..‬و�إذا كنت كافي ًا لك‪ ..‬فال أ�راك كافية يل‪..‬‬ ‫قراءنا أالعزاء هذه التجربة املثرية‪ ..‬التي لن ين�ساها‬
‫�إن الذي احتاجه كثري‪ ..‬فانتظريني �إذا �شئتي) وميم‬ ‫الكثري منا ومنكم‪.‬‬
‫قلبه �صوب البادية‪ ..‬حيث أ�طال حليته هناك وتعود أ�ن‬ ‫الرحلة أالوىل ليوهان أ�خذته �إىل بريطانيا وهو يف‬
‫مي�شي حافي ًا‪ ..‬و�صدره مك�شوف ًا لل�شم�س‪ ..‬وكانت ال�سماء‬ ‫الع�شرين من عمره‪ ..‬مل يكن يرى أ�نها �ستغري حياته‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫خيمته ملا ينام‪ ..‬كما �نه عا�ش على الع�شاب واللنب‬ ‫وللبد‪ ..‬و�إىل اجتاه خا�ص بذاته هو أالر�ض العربية‪!..‬‬ ‫أ‬
‫وهكذا وما �إن انظم �إىل «جمعية اكت�شاف أ�فريقيا» حتى والتمر‪!..‬‬
‫تغريت هيئته‪ ..‬من ر�آه ظنه تاجر ًا �سوري ًا أ�و لبنانيا‪ً..‬‬ ‫�شرع يف درا�سة اللغة العربية يف جامعة «كمربيدج»‪..‬‬
‫أ‬
‫فوجهه �بي�ض وعيناه زرقاوان وحليته حمراء‪� ..‬ما‬ ‫أ‬ ‫نتج عن ذلك قرار م�صريي اتخذه يوهان وهو ال�سفر‬
‫عربيته فذات لهجة �سورية‪( ..‬و�إذا �صافحك �شد عليك‬ ‫�إيل مدينة حلب ب�سورية‪ ..‬وذلك امتثا ًال لن�صيحة أ�حد‬
‫ثم عانقك وقبلك‪ ..‬ومد يده �إىل جيبه ودعاك �إىل بع�ض‬ ‫أ��ساتذته الذي كان متزوج ًا ب�سورية من حلب‪ ..‬والتي‬
‫ولنه كان قد قر أ�‬ ‫(ترى أ�ن أ�هل حلب أ�قدر النا�س على نطق اللغة العربية‪ ..‬الف�ستق أ�و التمر ح�سب أالحوال)‪ !..‬أ‬
‫ولي�س بعيد ًا أ�ن يجد له زوجة هناك) ومل يطل أ�مر تفكري الكثري عن الهند‪ ..‬أ�راد القيام بتجربة‪ ..‬حيث �سافر �إىل‬
‫تركيا على أ�نه تاجر هندي م�سلم‪ ..‬وا�ستقبله االتراك‬ ‫يوهان كثري ًا‪ ..‬حيث عرف أ�نه وبب�ساطة �سوف ي�شهر‬
‫وهم ال يعرفون �شكل الهنود بال�ضبط‪ ..‬لكنه م�سلم‪..‬‬ ‫أ��سالمه‪ ..‬ألنه وبب�ساطة م ؤ�من با إل�سالم وبنبيه علية‬
‫ال�صالة وال�سالم‪ ..‬ثم ( أ�مل يقطع الليل والنهار يف تالوة وهذا هو املهم‪ ..‬فهو رجل مهذب‪ ..‬يداوم على ال�صالة‬
‫ويتلو القر�آن‪ ..‬وقبل العودة �إىل �سوريا اختار يوهان‬ ‫القر َان وحفظ أالحاديث النبوية‪ ..‬لقد فعل ذلك عن‬
‫لنف�سه ا�سم ًا جديد ًا هو �إبراهيم بن عبد اهلل‪.‬‬ ‫طيب خاطر)‪.‬‬
‫عودته �إىل �سوريا نقلته �إىل م�صر‪ ..‬وكان ثمة ر�سالة‬ ‫لكن ماذا عن جمعية اكت�شاف افريقيا‪..‬؟!‬
‫‪100‬‬

‫حادثة المسجد الحرام‪.‬‬
‫ا�ستيقظ �إبراهيم بن عبد اهلل من نومه ذات مرة وهو‬
‫فزع ًا‪ ..‬فقد �شعر ب�شيء بارد‪ ..‬أ�خذ بني يديه ف�إذا هو‬
‫�سكني جديد مل ي�ستعمل بعد‪ ..‬لكنه مل يجد �صاحب‬
‫ال�سكني‪ ..‬فا�ضطر �إىل تغيري مكان نومه داخل امل�سجد‬
‫احلرام‪!..‬‬
‫لكن أالمر تكرر‪ ..‬فمرة يجد نف�سه ال�سكني فوق عنقه‪..‬‬
‫ومرة أ�خرى كان حتت قدميه‪ ..‬خاف �إبراهيم بن عبد‬
‫اهلل من أ�ن يكون م�ستهدف ًا و أ�ن حياته يف خطر‪!..‬؟‬
‫�إىل أ�ن (ظهر ال�سكني يف يد رجل هندي‪� ..‬إنه يريد �نأ‬
‫يبيعه‪ ..‬واعتذر �إبراهيم عن �شرائه‪ ..‬وم�ضى الرجل‬
‫لي�ضعه عند أ�قدام النائمني‪ ..‬ثم ينكفئ على أالر�ض يف‬
‫انتظار من يناديه‪ .‬وناداه النا�س ب أ�نهم ال يريدون)‪.‬‬
‫وتلك كانت عادة احلجاج الهنود لبيع أالغرا�ض‬ ‫نعم‪ .‬فقال‪ :‬ومن أ�ي النا�س يف حلب‪..‬؟! قلت‪ :‬لو كان يل‬
‫للخرين‪!!..‬؟‬‫آ‬
‫‪103‬‬
‫«فزان» يف ليبيا ومنها �إىل ال�صحراء‪ ..‬ثم �إىل نهر‬
‫أ‬
‫النيجر ‪..‬حتى ي�صل �إىل منابعه (ومنها �إىل النيل ليت�كد‬
‫ان كان �صحيح ًا أ�ن النهرين ينبعان من م�صب واحد)‪.‬‬
‫قبل أ�ن ي�ستعد أ�براهيم بن عبد اهلل لل�سفر نهائيا‪..‬‬
‫قرركتابة مذكراته حتى تن�شر يف الوقت املنا�سب‪ ..‬لكن‬
‫ذلك مل يحدث‪� ..‬إذ�إنها ن�شرت بعد وفاته بفرتة طويلة‪..‬‬
‫حوايل العام ‪9281‬م‪ ..‬أ�ما عنوانها فكان «رحالت �إىل‬
‫العرب‪ .‬ت�ضم مقاالت عن أ�را�ضي احلجاز التي يقد�سها‬
‫امل�سلمون»‬
‫ويف خ�ضم اال�ستعدادات لل�سفر‪ ..‬وك أ�نه تذكر �شيئاً‬
‫هام ًا‪� ..‬إذ كتب ر�سالة �إىل رئي�س جمعية اكت�شاف‬
‫افريقيا‪ ..‬قال فيها‪( :‬كل �شيء مت على أ�ح�سن �صورة‬
‫ممكنة‪ ..‬ولكن �شيئ ًا واحد ًا فقط هو الذي اوجع قلبي‪..‬‬
‫ومل أ�كن أ�ت�صور ذلك‪ ..‬ف أ�نا من أ��سرة أ�ع�صابها من‬
‫احلديد‪ ..‬ونحن ولدنا بني اجلبال‪ ..‬وقد ا�ستعرنا من‬
‫اجلبال �صالبتها و�شموخها أ�ي�ض ًا‪ .‬ولكن من الغريب‬
‫أ�ن قلبي قد اهتز يف حنان عميق عندما تلقيت ر�سالة‬
‫من (لبينة احللبية)‪� ..‬إنها أ�ول ر�سالة من فتاة‪ ..‬و أ�ول‬
‫جتربة‪ ..‬ف أ�رجو أ�ن تبعثوا لها بخطاب �إعتذار رقيق‪� -‬إن‬
‫أ�مكن‪ -‬و أ�ن ت�شرحوا لها همومي ومهامي أ�ي�ض ًا)‪.‬‬
‫والبد أ�ن اجلمعية قد امتثلت لطلب �إبراهيم بن عبد اهلل‬
‫و أ�ر�سلت اخلطاب ‪..‬وثمة من يقول أ�ن الفتاة عادت �إىل‬
‫القاهرة تبحث عنه بعد أ�ن تركت له ر�سالتها و�سافرت‬
‫�إىل تركيا‪ ..‬فقد انتطرته ع�شرة أ�عوام ألنها فع ًال حتبه‪..‬‬
‫وملا دعاها �إىل القيام بتلك أال�شياء ال�صغرية‪ ..‬ت�شذيب‬
‫حليته‪ ..‬خياطة مالب�سه‪� ..‬شراء امل�سبحه الطويلة له‪ ..‬كما‬
‫أ�نها (كانت تهرب من أ�هلها لت�صلي وراءه مدى احلياة‪!..‬‬
‫وثمة دليل حي م ؤ�كد على أ�نها مل تغادر القاهرة أ�بد ًا‪..‬‬
‫وهو وجودها �إىل جواره تبكي عليه يوم ‪ 31‬اكتوبر عام‬
‫‪7181‬م‪ ..‬عندما تويف (مت أ�ثر ًا مبر�ض الدو�سنتاريا)‪..‬‬
‫بل �إنها �سارت قريب ًا من جنازته عندما مت دفنه يف‬
‫مقابر امل�سلمني يف القاهرة با�سم «احلاج �إبراهيم عبد‬
‫اهلل تاجر أالقم�شة ال�سوري»‪.‬‬
‫�سوف أ�نام يف م�صر‪ ..‬ولكن أ�ين هي م�صر ا آلن‪..‬‬ ‫عندما عادت «لبنية احللبية» �إىل �سوريا‪ ..‬تلقت خطاباً‬
‫لن أ�راها قبل عام‪ ..‬و�إذا كانت الرحلة �إىل أالرا�ضي‬ ‫من جمعية اكت�شاف افريقيا واحتفظت به‪( ..‬وهو ا آلن‬
‫املقد�سة‪ ..‬قد بد أ�ت هذه البداية الباردة امل ؤ�ملة‪ ..‬فاهلل‬ ‫يف املتحف الربيطاين يف لندن)‪.‬‬
‫أ�علم كيف تنتهي‪ ..‬أ�و كيف أ�نتهي)‪.‬‬ ‫وقد حاول بع�ض الباحثني العثور على هذه الفتاة‪ ..‬لكن‬
‫بالجدوى‪� ..‬إذ �إنها رمبا غريت ا�سمها‪ ..‬أ�و عا�شت يف‬
‫بعد أن باع خادمه للتزود بالمال‪.‬‬ ‫مكان ما بعيد عن حلب‪ ..‬مهد احلكاية أالول‪!..‬‬
‫(ال فراق أ�مي وال أ�بي‪ ..‬وال فراق الوطن‪ ..‬ال �شيء من‬
‫هذا‪ ..‬له مثل أالثر العميق يف نف�سي‪� .‬إنه أ�ول �إن�سان‬ ‫على هامش الرحلة‪!..‬؟‬
‫أ�ختاره �صديق ًا ورفيق ًا‪ ..‬ولكن ما الذي أ�عمله‪ .‬وداع ًا‪..‬‬ ‫* عندما مر�ض باحلمى وهو يف مدينة جدة‪.‬‬
‫وبعدها �شعرت ب�شيء أ�ليم من الوحدة‪ ..‬ال ميكن أ�ن‬ ‫ال�سبب‬ ‫يكون‬ ‫( أ��صابتني احلمى‪ ..‬أ�عرف ذلك‪ ..‬والبد أ�ن‬
‫هو ارتفاع درجة احلرارة والقليل من املاء الذي أ��شربه‪ ..‬يو�صف‪ ..‬ف أ�نا وحدي متام ًا‪ ..‬وعلى أ�ع�صابي‪ .‬ال داعي‬
‫ألن أ�ت�سول‪ ..‬و أ�مد يدي �إىل النا�س‪ ..‬فقد وجدت مت�سو ًال‬ ‫وقلة النوم‪ ..‬والتعب الدائم رمبا‪ ..‬ولكني أ�عتقد أ�نني‬
‫�سوري ًا ومن مدينة حلب‪ ..‬و� أس�لني‪ :‬من حلب‪..‬؟! قلت‪:‬‬ ‫أ�كلت الكثري من الفاكهة املوجودة هنا‪ ..‬و أ�نني أ��سرفت‬
‫يف ذلك‪ ..‬فبع�ض هذه الفاكهة ال أ�حبها‪ ..‬ثم �إنني ال‬
‫ما �إن ا�ستعاد عافيته حتى قرر تنفيذ الرحلة ال�صلية‪..‬‬
‫أ�جد و�سيلة للنوم العميق‪ ..‬حتى أ�خرج من هذه أالر�ض‪ ..‬نا�س ما � أس�لت النا�س)‪.‬‬
‫ألمي أ�حد يف هذه احلياة �سواي‪ ..‬ومل يعد يل أ�نا �سواك‬
‫ذهب أ�بي ولن يجيء‪ ..‬و أ�نت ذهبت و�سوف جتيء بعد‬
‫عام أ�وعامني‪ ..‬واهلل ميتعك بال�صحة والعافية وال�سالم)‬
‫تلقائية الر�سالة وعاطفيتها أ��شعرت أ�براهيم بن عبد‬ ‫�شى غريب وعجيب‪ ..‬فلم يكن م أ�لوف ًا أ�ن تفعل فتاة ذلك‬ ‫ْ‬
‫اهلل بالراحة ف أ�جته �إىل امل�سجد أالمام احل�سني‪ ..‬حيث‬
‫�صلى فيه هلل �شكر ًا و�إمتنان ًا‪.‬‬
‫يف امل�سجد قابل عدد ًا من الرحالة امل�سافرين �إىل‬
‫�سيناء‪ ..‬فكان أ�ن دغرغه حلمه القدمي‪ ..‬وهو اكت�شاف‬
‫الطريق (الذي �سارفيه مو�سى عليه ال�سالم‪ .‬واليهود‬
‫عندما طردوا من م�صر) وبالفعل توجه �إىل �سيناء يف‬
‫العام ‪6181‬م‪ .‬ا إل�إنه عاد من فوره �إىل القاهرة ‪..‬حتت‬
‫�ضغط املر�ض الذي داهم ُه فج أ�ة‪!..‬‬
‫أ‬
‫ال أ�ربطك بكلمتك‪ ..‬لهذاجئت‪ ..‬فقد قررت أ�ن أ��سافر‬
‫ال�سفر �إىل منابع النيل‪ ..‬والتي �ستبد أ� بالو�صول �إىل‬
‫مسافـــات‬
‫من املال‪ ..‬وهو ي�صارحه قائ ًال‪( :‬وكيف أ�عرف أ�نك مل‬
‫ت�سرقها من أ�حد‪ ..‬اذهب يا رجل و أ�تق اهلل)‪.‬‬
‫لكن ثمة من رق قلبه إلبراهيم بن عبد اهلل‪ ..‬ف أ��شار على‬
‫الرجل أ�ن ي�سمح له باملبيت عنده حتى ال�صباح‪ ..‬خا�صة‬
‫و أ�نه مفل�س متام ًا‪ .‬فكان أ�ن جعله يق�سم ب أ�نه لي�س ل�ص ًا‬
‫(وحق كتاب اهلل و�آياته املنزالت وهذه أالر�ض التي م�شى‬
‫عليها �سيد الهاملني‪� ..‬إنني �صادق‪ ..‬واهلل على ما أ�قول‬
‫�شهيد) ليعطيه بع�ض املال وودعه قائ ًال‪( :‬ان�صرف‪..‬‬
‫اهلل وحده يتوالك مبا ت�ستحقه)‪!..‬‬
‫�شهر يف جدة‪ ..‬ق�ضاه �إبراهيم بن عبد اهلل يف معاناة‬
‫م�ستمرة‪ ..‬اخترب خالل ال�شهر الكثري من أالحداث‬
‫القا�سية‪ ..‬لكن كان على ر أ��سها ثالث جتارب أ�ليمة‪ ..‬كان‬
‫لها �صدى خا�ص ًا يف كتابه الذي أ�لفه عن الرحلة‪!..‬‬
‫التجربة أالوىل كانت مع مر�ضه باحلمى‪ ..‬والثانية‪ :‬بيع‬
‫خادمه‪ ..‬أ�ما الثالثة فهي‪ :‬دخوله امتحان �إجباري أ�داره‬
‫اثنان من العلماء‪ ..‬انتهى بنجاته من مق�صلة ال�شك‬
‫بكونه يدعي ا إل�سالم وهو لي�س مب�سلم‪!..‬‬
‫و أ�خري ًا مكة املكرمة‪ ..‬دخلها �إبراهيم بن عبد اهلل يف‬
‫يونيو ‪4181‬م‪ ..‬مهمته ا آلن حمددة‪ ..‬عليه أ�ن يدر�س‬
‫ويحلل وي�سجل كل ما يراه‪ ..‬غري أ�نه (مل يكن معه من‬
‫أالدوات احلديثة �سوى بو�صلة بحرية‪ ..‬أ�ما املقايي�س‬
‫أالخرى فقد �سرقت منه)‪!!..‬‬
‫رغم ذلك كله‪ ..‬أ�و برغمه كله‪ ..‬ف�إن ما كتبه �إبراهيم بن‬
‫عبد اهلل عن مكة كان يف غاية الدقة‪ ..‬حيث و�صف كل‬
‫�صغرية وكبرية يف امل�سجد احلرام‪ ..‬مل�س احلجر أال�سود‬
‫ع�شرات املرات‪�( ..‬إنه قطعة من احلجر أال�سود البني‪..‬‬
‫لقد بدا ك أ�نه جمموعة من أالحجار أ�ل�صقت بع�ضها �إىل‬
‫جوار بع�ض‪ ..‬وهو يف غاية النعومة‪ ..‬ألن ماليني أاليدي‬
‫وال�شفاه قد مل�سته‪ ..‬و�سوف تفعل ذلك ماليني غريها يف‬
‫أ�لوف ال�سنني)‪.‬‬
‫ومل ين�سى أ�ن ي�صف مالمح احلجاج على اختالف‬
‫جن�سياتهم‪ ..‬كما طاف بالكعبة‪ ..‬و�سجل أ�دعية احلجاج‬
‫مبا يف ذلك دعا ؤ�ه اخلا�ص به‪( :‬يا رب البيت العتيق‪..‬‬
‫ارحمني من النار‪ ..‬واغفر يل ولوالدي)‪.‬‬
‫�إبراهيم بن عبد اهلل �إىل القاهرة‪ .‬وهناك كان يف‬ ‫دُه�ش �إبراهيم بن عبد اهلل عند بئر زمزم‪( ..‬النا�س‬
‫انتطاره مامل يدر جنله �إبد ًا‪ ..‬وهو ر�سالة من فتاة‬ ‫زحام حول البئر يف كل يوم وكل ليلة‪ ..‬ال هم يرتوون وال‬
‫حلب‪ ..‬والتي جاءت �إىل القاهرة مع والدتها‪( ..‬وهذا‬ ‫ماء البئر ينفد)‪.‬‬
‫أ�ما بالن�سبة ملكان نومه فقد كان يختار مكان ًا منز ٍو من‬
‫وال أ�م أ�ي�ض ًا) لكنها أالقدار‪ ..‬فموت والدها‪ « ..‬أ�دخل‬ ‫امل�سجد احلرام وي�ستلقي فيه‪ ..‬وا�ضطر �إىل تغيري املكان‬
‫امها يف خالف مع �إخوته على الرتكة»‪ ..‬وهو ما أ�ثر على‬ ‫أ�كرث من مرة ب�سبب حادث بدا أ�ول مرة مريب ًا‪ ..‬ثم ما‬
‫الفتاة فمر�ضت‪ ..‬وهو ما حمل أالم على �إخراج ابنتها‬ ‫لبث أ�ن حتول �إىل حادث طريف وم�ضحك‪!..‬؟‬
‫من دائرة كل اخلالفات‪ ..‬فا جتهت بها �إىل القاهرة‪..‬‬ ‫و�آن أ�وان املدينة املنورة‪ ..‬حيث و�صل �إليها �إبراهيم بن‬
‫بحث ًاعن ذلك الرجل الغريب الذي عرفت حقيقته‬ ‫عبد اهلل بذات الده�شة أالوىل‪ ..‬وهناك �سجل مالحظاته‬
‫اخلفيه من الذين � أس�لتهم عنه‪!..‬‬ ‫الدقيقة‪ ..‬بحيث أ�نه مل يخطئ يف تقدير �شيء‪ ..‬فقد‬
‫أ�ما ر�سالتها املكتوبة اليه وبالعربية فكانت موجزة‬ ‫و�صف و أ�ح�صى البيوت واملقابر وامل�ساجد مبا فيها‬
‫الكالم لكنها كثرية املعاين‪..‬وقد جاء فيها‪�( :‬إنني‬ ‫امل�سجد النبوي‪ ..‬لدرجة أ�نه (مل ي�ستطع أ�وروبي بعد ذلك‬
‫أ�ن ي�ضيف �إىل ما كتب �إبراهيم �شيئ ًا واحد ًا)‪.‬‬
‫�إىل تركيا و أ�عي�ش مع أ�مي هناك‪ ..‬فقد مات أ�بي ومل يعد‬ ‫ما �إن انتهت املهمة يف االرا�ضي املقد�سة‪ ..‬حتى عاد‬
‫‪102‬‬
 ‫�شيبة وال كل ال�شباب‬
‫من أ‬
‫ال�ساطري اليمنية‬
‫ق�صة ور�سوم ‪ :‬ن�صر عبداهلل ح�سني‬

‫‪105‬‬
 ‫�ضج النا�س بال�ضحك وهو مير عليهم واحد واحد وعيناه تتفح�صان ال�سال�سل تارة وتتفح�ص وجوههم تارة أ�خرى‪ ..‬عله يرى �إمارات املكر‬
‫واخلداع‪.‬‬
‫قال احلاكم‪ :‬ما الذي أ�ح�ضرمتوه لنا يف ال�سال�سل‪..‬؟!‬
‫تقدم ال�شيخ وقال‪ :‬أالخ�شاب التي طلبتها منا‪ ..‬قالها بهدوء ووقار‪.‬‬
‫نظر احلاكم يف عينيه‪ ..‬عله يرتبك أ�و تظهر عالمات اخلوف‪ ..‬عليه ولكن ال�شيخ ظل ثابت ًا‪.‬‬
‫احتار احلاكم يف أ�مره‪ ..‬ومل يدري ما الذي حمل أالهايل على تقطيع أالخ�شاب بتلك الطريقة ولمِ َ يتحملون م�شقات ال�سفر لنقلها‪.‬‬
‫وعندما حاول افهامهم ب أ�نها ق�صرية ال ميكن ا�ستعمالها‪ ..‬أ�جابوه برباءة وهدوء‪� - :‬سعادتك �ستوا�صلها و�ستزيد من طولها‪.‬‬
‫قرر احلاكم يف نف�سه القيام بتجربة جديدة وحماولة أ�خرى ملعرفة حقيقة أ�هل القرية‪ ..‬حيث أ�مر اخلدم بافراد جناح خا�ص و�إعداد وليمة غداء‪..‬‬
‫وو�ضع أ�لف دينار من الذهب بني الطعام‪ ..‬قائ ًال يف نف�سه‪� :‬إذا كانوا جهلة حق ًا ف�إنهم لن مي�سوا الذهب ولن يعرفوه على أ��سا�س أ�نها نواة حمراء‪..‬‬
‫و�إذا كانوا عك�س ذلك ف�سوف تنق�ص الدنانري ولو واحد‪� ..‬إذ البد أ�ن يطمع بع�ضهم أ�و أ�حدهم فيها‪.‬‬
‫وح�ضر أ�هل القرية الوليمة‪ ..‬قدمت لهم أ�واين الع�صيد و أ�واين احللبة والدنانري بداخلها‪ ..‬وكف اخلدم عن مراقبتهم وقت أالكل‪ ..‬أ�كت�شفوا‬
‫الدنانري فانتبهوا للخديعة التي دبرها احلاكم‪ ..‬فتبادلوا النظرات وهم يبت�سمون و أ�خذوا يلوكون الع�صيد واحللبة مع الدنانري ثم يخرجونها من‬
‫أ�فواههم لريمونها �إىل أالر�ض وهم يقولون‪:‬‬

‫كانت القرية تعي�ش حياتها اليومية املعتادة‪ ..‬تهتم بزراعة أ�را�ضيها ورعي موا�شيها عندما فاج أ�تها أ�مور احلاكم ابن أ�يوم طالبا من أ�هاليها‬
‫أ�خ�شاب ًا كلفهم بنقلها �إىل القلعة‪..‬‬
‫بال�شجار وهم م�ستعدون إلعطاء احلاكم ما يريد ولكن من �سيتوىل نقلها‬ ‫احتار أالهايل يف أ�مرهم ومل يدروا ماذا ي�صنعوا‪ .‬حق ًا �إن القرية غنية أ‬
‫�إىل القلعة املطلة عليهم والتي ترتفع ارتفاع ًا �شاهق ًا‪.‬‬
‫�إن تنفيذ أالمر م�ستحيل وع�صيانه أ�كرث ا�ستحالة‪ .‬اجتمع أالهايل للت�شاور فقال أ�كربهم �سن ًا‪� :‬إذا نفذنا طلب احلاكم �سيجعلها عادة و�ستكرث‬
‫طلباته‪ ..‬و�إذا ع�صينا أ�مره َع ّر�ضنا أ�نف�سنا وقريتنا للخراب‪ ..‬وكل ما علينا فعله هو أ�ن نلج أ� �إىل احليلة فننتقي أ�ح�سن أالخ�شاب يف القرية‬
‫ونقطعها قطع ًا �صغرية ثم نحملها يف �سال�سل وننقلها �إىل القلعة‪.‬‬
‫خرج كل من يف القرية النتقاء أالخ�شاب‪ ..‬وتوجه وفد منهم �إىل القلعة وهم يحملون ال�سال�سل وفيها قطع �صغرية من أالخ�شاب‪ ..‬أ�خذوا يحثون‬
‫خطاهم وقد ر�سموا على وجوههم عالمات الده�شة واال�ستغراب ك أ�نهم خرجوا من دنيا غري الدنيا‪.‬‬
‫ا�ستقبلهم احلاكم بده�شة وا�ستغراب لت�صرفهم ذلك‪ ..‬و أ�خذ ي� أس�لهم َع ّم يف ال�سال�سل‪ ..‬وكانوا يجيبون ب�صوت واحد‪:‬‬
‫‪ -‬هذه هي أالخ�شاب أ�يها احلاكم‪.‬‬

‫‪107‬‬ ‫‪106‬‬
 ‫قال احلاكم‪ :‬هذا جمال ربي‪.‬‬
‫قال ال�شيخ‪� :‬إنها غري موجودة يف القرية لكنها موجودة عندنا‪..‬‬
‫احلاكم‪ :‬ما ر أ�يكم ب أ�ن تركبوا عليها وهي �ستقلكم �إىل القرية وتوفرون على أ�نف�سكم م�شقة ال�سري‪.‬‬
‫�شعروا أ�نهم وقعوا يف م أ�زق ال ميكنهم اخلروج منه و أ�ن أ�مرهم ال �شك �سينف�ضح �إذا رف�ضوا الركوب على قطع ال�سحاب والبد أ�ن يفر�ض عليهم‬
‫احلاكم أ��شد العقاب‪� ..‬صوبوا نظرهم �إىل ال�شيخ وهم يقولون يف أ�نف�سهم‪ :‬لقد أ�و�صلتنا حيلك وحكمتك �إىل طريق م�سدود‪.‬‬
‫فقال ال�شيخ‪ :‬يا أ�والدي «�شيبة وال كل ال�شباب»‪.‬‬
‫قال ذلك ومرق بينهم وقفز يف الف�ضاء وهو يقول‪« :‬يا جمال ربي �إلتقي»‪.‬‬

‫فزع احلاكم من ت�صرفهم وتيقن من حقيقة بالهتهم وجهلهم‪ ..‬وخاف أ�ن يلحق ا آلخرون به‪ ..‬لذا منعهم من القفز وراء ال�شيخ‪ ..‬خا�صة وقد‬
‫انتظموا يف طابور ليوهموا احلاكم أ�نهم مو�شكون على القفز بعد ال�شيخ أ�و ًال ب أ�ول‪.‬‬
‫و أ�طل احلاكم من م�شارف ال�سفح ف�شاهد ال�شيخ مم�سك ًا بكلتا يديه على فرع �شجرة فقام احلاكم ب�إنقاذه بوا�سطة احلبال‪ ..‬فلما أ�طل عليهم وهو‬
‫مم�سك باحلبال قال‪ :‬ما هو غال عود الثعلب‪..‬‬
‫ف أ�يقن احلاكم من بالهتهم وجهلهم ف أ�كرمهم و أ�عادهم �إىل قريتهم فرحني‪ ..‬ومل يعد يطلب منهم �شيء‪.‬‬

‫‪ -‬كرثت احلمامي�ض بني احللبة‪.‬‬

‫وبعد أ�ن فرغوا من الطعام ح�ضر احلاكم بنف�سه ليت أ�كد من الدنانري و أ�نها مل تنق�ص �شيئ ًا‪ ..‬فعدها اخلدم أ�مامه‪.‬‬
‫ازدادت حريته يف أ�مرهم وقال يف نف�سه‪� :‬إىل هذا احلد هم يف ال�سخف والبالهة‪.‬‬
‫و أ�جته نحوهم وهو يقول‪:‬‬
‫‪ -‬كيف كان الغداء‪..‬؟! هل أ�عجبتكم الع�صيد‪..‬؟!‬
‫رد عليه ال�شيخ‪:‬‬
‫‪ -‬ع�صيد ما ع�صيد حلبة ما حلبة لكن كرثت احلمامي�ض‪.‬‬

‫حلمر‪ ..‬البد أ�ن يكون‬

‫�صمت احلاكم ومل يدري ماذا يقول‪� ..‬إن البالهة ال ميكن أ�ن ت�صل باملرء �إىل هذا احلد الذي ال مييز فيه بني الدنانري ونواة ا ُ‬
‫يف أالمر �سر والبد من اكت�شافه قبل ال�سماح لهم بالعودة �إىل قريتهم‪.‬‬
‫خطرت للحاكم فكرة فقال لهم‪ :‬لنخرج نتم�شى مع ًا لنعرفكم على القلعة‪.‬‬
‫كانت القلعة مرتفعة حتيطها ال�سحاب‪ ..‬لذا فقد أ�بدوا البالهة واجلهل وت�ساءلوا عن هذا ال�شيء الذي ي�سببه الدخان والذي مير مبواكب‬
‫متالحقة‪.‬‬
‫‪109‬‬ ‫‪108‬‬
 REPRESENTIVES AND AGENTS
A
• ABU DHABI (U.A.E)
Country + Area Code (971-2)
GSA - Abu Dhabi Travel Bureau Bader Tower
Tel Reservation . 6338700 / 6342005
Cargo Office : 6340524
Fax : 6214885
Area Manger Tel : 6323675
Fax : 6392790
Mobile : 506216552
E-mail : yemenia@emirates.net.ae
Airport Office
Tel : 5757087 - 5757008
Fax : 5757811
Office Hours :
SAT-THU 0800-1300 & 1630-1930
• ADDIS ABABA (ETHIOPIA)
Country + Area Code (251-1)
Yemenia – Yemen Airways
Ras Abebe Damtew Avenue
Sales and Reservation Tel : 5526440/1
Area Manager Tel : 5515076
Fax :5545196
Mobile : 911-200383
E-mail : addisababa@yemenia.com
Sita .addzqiy
Accounting Tel : 5511809
Accounting Manager Mobile : 911-788964
Accounting E-mail : yemacct@ethionet.et
Airport Office Tel : 6650488Station Manager
Mobile :911-218753
Station Manager E-mail : alodini4@gmail.
com
Office Hours :
MON – FRI 0830-1230 & 1430-1700
SAT 0830-1230
• ADEN ( YEMEN )
Country +Area Code (967-2)
Queen Arwa Road-Crater Aden
Tel. Sales : 252456/253969
IY HOLIDAY/PTA/FFP Tel : 253898
Area Manager Tel : 234706/231339
Fax. 231799
Mobile : 734555039
E-mail . gmaden@yemen.net.ye
Sales Manager Tel/Fax : 267300
Mobile : 734555038
CRC Sprv .Tel/Fax :255568
Mobile : 733550352
Almaalla Office Manager Tel/Fax : 245264
Almaalla Sales Tel : 245265
Sheikh Othman Manager. Tel/Fax :
390448
Sheikh Othman Sales Tel : 390445/6
Alboraika Tel : 376852
Airport Office: -
Station Manager Tel : 231017 Fax 231041
Station Manager Mobile : 734555045
Traffic Tel : 231060 Mobile : 734555054
• AJMAN ( U.A.E )
Country + Area Code (971-6 )
GSA-Al Ketbi Travels . Ajman
Al Diwan Roundabout. Aldorrah Building.
Tel : 7446409 Fax. 7446763
Tel : 9716-7446409 Fax. 9716-7446763
E-mail. yemketaj@emirates.net.ae
• ALGHAYDAH (YEMEN )
Area Manager: Sabri Hasan Bkhait
Country + Area Code (967-5 )
Area Manger Mobile:734555105
Sales Tel 612041/Fax: 612451
Air Port Office Tel:612450
Office Hours.
Sat - Wed 0800-1230 . 1530-1800
Thu 0900-1200
• AMMAN (JORDAN )
Area Manager: Nabil Alhaymi
Country + Area Code(962-6 )
Queen Rania St . Malak Commercial
Center
Area Manager Mobile:00962 799542203
Reservation : 00962 6 5652713/14/15
Area Manager Tel : 5652712
Fax : 5652711
E-mail : amman@yemenia.com
Airport Office -Queen Alia International
111
117 ‫ا ﻟﻌﺪد اﻟﺘﺎﺳﻊ واﻟﻌﺸﺮﻮﻧ‬
Airport
Airport Office Fax : 00962 64451162
Station Manager Mobile : 00962 799500559
Office Hours Sun-Thu 0830-1400/1500-
1730/Sat 0900-1400
• AMSTERDAM (NETHERLANDS)
Country + Area Code (31-20 )
GSA-Ras-Royal Aviation Services S.A.
Airlines Representative And Marketing
Netherlans-Triport I-Evert Van De Beek-
straat 41-Schiphol 1118 Cl
Tel : 4069999/Fax : 4069009
E-mail : ghandour@rasgsa.com
Website www.rasgsa.com/www.1001nuits.
be
• ASMARA (ERITREA )
Country + Area Code (291-1 )
Harennet Street - Liberty
Tel . 120059/120199 Mobile 7112283
Fax . 120107 A/P Tel .152546/152487
Mobile . 7112135
E-mail . yemenia@gemel.com.er
• ATAQ (YEMEN)
Country + Area Code (967-5 )
Tele/Fax . 201881
Mobile. 777172601 Othman
Office Hours.
Sat-Thu 0800-1200 . 1600-1830
• ATHENS (GREECE )
Country + Area Code (30-210)
GSA -Goldair
Panepistimiou St.. 15
Athens 10564.Greece
Tel.. 3255061-3/Fax. 3232154
B Tel. 2126036 - 9
• BAHRAIN (KOB)
Country +Area Code (973-17 )
Manama Center Shop No 5
Reservation Tel. 225322
Area Manager Tel 213922/Fax 212804/Mo-
bile39663831
E-mail : yemenia@batelco.com.bh
G.S.A - Dadabhai Travel
Tel 223181/Fax 210191
• BANGKOK (THAILAND )
Country And Area Code 662
Saba Travel Co. Ltd.
GSA For Yemen Airways For Thailand.
45/4. Sukhmuvit Soi 3 .Nana Nua. Wattana.
Bangkok 10110.Thailand.
Tel. 6503301-4
Fax. 6503305
E-mail. yemenia@inet.co.th
• BEIRUT (LEBANON)
Country + Area Code (961-1 )
Alhamra-Gefinor Center Clemenceau Street
Resevartiontel. 737736/7/8/9
Fax. 747704
Cargo . 03-570784
E-mail. beirut@yemenia.com
Mob 70159555
Station Mgr Mob. 3880599/70847791
Office Hrs .
Mon-Fri 0900-1600 Sat 0900-1300
• BRUSSELS (BELGIUM)
Country + Area Code (32-2 )
GSA. Ras-Royal Aviation Services S.A.
Airlines Representative And Marketing
Belgium-Boulevard Adolph Max 112-114-
Brussels 1000
Tel. 7882038/Fax. 7882099
E-mail : ghandour@rasgsa.com
C Affairs Agencies Manager
• CAIRO (EGYPT)
Country +Area Code (20-2)
Zamalek Office 7.8 Zamalek Building Club
- Mohhendessen
Area Manager Tel.33461441/33446965
Fax.33034552/ Mobile.012-3161675
E-mail : cairo@yemenia.com
Reservation Tel. 33469854/33466799
Sales Manager Tel.33463981/Mobile.
010-1772142
Evergreen Office-10 Talaat Harb St.
Reservation Tel.25772467/25740711/
Fax.25772473
Station Manager Tel.22918485/24159356
Fax. 22918485-E-mail: cairostn@
yemenia.com
Mobile.010-5627119-- Cargo
Tel.22653677
Office Hours. Sat-Thu 0900-1500
D Water Bldng.Almaktoum St.Deira
• DAMASCUS (SYRIA )
Country + Area Code (963-11 )
GSA-Hammourabi Travel.Tourism
Maysaloon Street.Mohandessen Bldg.
Reservation Tel.2220086/2223681/22
28255
Area Mgr Tel/Fax.2245240
Mobile. 0933222071
E-mail : yemenia@mail.sy
Airport Iy Direct Tel. 5400170
Airport C/A Direct Tel.5400985Ext.4584
Mobile Stn Mgr. 0988001106
Office Hours.Sat-Thu 0900-1700
• DARESSALAAM (TANZANIA )
Country & Area Code (255-22 )
Badr East Africa Enterprises
GSA . Yemen Airways
P.O.Box 10761
Dar-Es-Salamm
Tanzania
Fax. 2126072
E –mail : gsayemenia@raha.com
Tel. Sales Manager Mobile 784 608 906
• DETROIT (U.S.A.)
Country +Area Code 1-313
GSA-Arabian Horizons Travel.Tourism
10148 Vernor Ave.Dearborn Michigan
48120
Tel.8430828 Fax.8430620
E.mail : dtt@arabian-horizon.com
• DACA (BANGLADESH )
Country + Area Code (88-02)
GSA-Bd Air Vision
Erectors House.5th Floor
18 Kemal Ataturk Avenue
Bananci.C/A Dhaka-1213
Sita Address- DACZQIY
Reservations.-8861448fax 8857480
Area Manager Mobile 1726947812
E-mail: qassim456@yahoo.com
Website .- www.yemenia.com
• DJIBOUTI (ROJ)
Country +Area Code (253)
8 Rue De Paris-Djibouti
Reservation Tel.355437
Area Manager Tel.- 355427
Fax.355439/Mobile.813359
E-mail : djibouti@yemenia.com
Tel/Fax 340979
Tel/Fax. .00253. 340979
Agent .
Savon.Ries Tel 351305
Atta . Tel 354848
Datta Tel 357444
Ragueb Tel 350606
Office Hours.Sat-Wed 0730-1230.1600-
1800
Thu 0730-1230
• DOHA (QATAR)
Country +Area Code (974 )
GSA-Trans Orient Travel.Tourism Centre
Airport Road .Tel 4458309/4458310
Area Manager Tel.4458333/4458387
Fax.4327245
Mobile.5846954
E-mail : yemenia@qatar.net.qa
Office Hours.Sat-Thu 0800-1300 . 1600-
1900
• DUBAI (UA.E)
Country +Area Code (971-4 )
GSA-Alrais Travel Tel.2956797
Fax.2941080
Near Clock Tower.Almaktoum St.Deira
Area Manager Tel.2958883 Fax.2958877
Mobile. 50-5517 383
E-mail : yemenia1@eim.ae
Airport Office Tel.2244309 Fax.2200171
Station Mgr Mob.50-6448410
E-mail : yemenia3@eim.ae
GSA Al Rais Travels. Dubai
Clock Tower Roundabout.Ministry Of
Enviorment .
P.O. Box 42713. Dubai.
Tel. 9714-2956797 Fax. 04-2958877
Resv. E-mail : yemenia2@eim.ae
F Station Manager Tel.09 121 63506
• FRANKFURT (GERMANY)
Country +Area Code (49-69 )
Rossmarkt 5.60311frankfurt
Tel.288272/3 Fax.287655
Area Manager Tel.288274
Mobile.1726727616
E-mail : yemen-airways@t-online.de
Airport Station
Buildng 150/Room 2574/Airport Hall
E.Terminal 2
60549 Frankfurt
Tel.69028711/Fax 69539711
Cargo Office.-
Atc Cargo City Sued.Bldng 641
Airport.60549 Frankfurt
Tel.69805340/Fax. 69805320
Mobile.1731949059
• FUJAIRAH (U.A.E )
Country + Area Code (971-9 )
GSA Fujairah National Air Travel Agency.
Fujairah
P.O. Box 96. Fujairah
Tel. 2222524 Fax. 2222555
E-mail : fnatafjr@yahoo.com
H Area Manager Tel 2457962 Fax 2454777
• HODEIDAH (YEMEN )
Country + Area Code (967-3)
Area Manager Tel.201470 Fax.201471
E-mail : hodeidah@yemenia.com
Reservation Tel.201472/3
Sales Manager Tel.201474
A/P Station Manager Tel.229044/5
Area Manager Mobile.734555064
Station Manager M obile.734555008
I E-mail : yemenia@yemenairways.co.uk
• ISTANBUL (TURKEY)
Country + Area Code (90-212)
GSA -Fatihtur
Cumhuriye Cad. 317/3 Harbiye
Istanbul.Turkey
Tel. 2300891/Fax. 2320850
E-mail : info@fatihtur.com.tr
J Oil Services Manager Mob.- 733424242
• JAKARTA (INDONESIA)
Country + Area Code (62-21)
Wira Usaha Building 7th Floor Hr Rasuna
Said Kav.C-5 Jakarta 12940
Tel.5261715 Fax.5261249/5262129
Area Manager Tel.5261245
Mob.811984367
E-mail : jakarta@yemenia.com
Airport Tel.5502681 Fax.5502680
Mobile.8128324455
• JEDDAH (KSA)
Country + Area Code (966-2)
Al-Kheima Shopping Center
Mena Road Opposite Saudi T.V
Area Mgr Tel.6447042 Fax.6446089
Mobile.505648958
E-mail : jeddah@yemenia.com
Reservation Tel.6445564/6440512/644051
5/6440741/6441689
Airport Tel.6853459 Fax.6853052
Mobile.504633427
Office Hours.Sat-Thu 0900-1300.1700-
2100
Working Hours On Fri 1700-2000
K Area Mgr Tel.302413 Fax.302414
• KHARTOUM (SUDAN)
Country + Area Code (249-1-83)
Near Tadamon Islamic Bank Tower
Opposite Sudanese Dar For Books
Albaladia Street
Area Manager Tel.797979
Fax.797575 Mobile.912390706
Reservation Tel.797777/797578
E-mail : khartoum@yemenia.com
Office Hours.Sat-Thu 0830-1600
•KUALA LUMPUR (MALAYSIA)
Country + Area Code-Fixed Fone(6-03)
Moble(6-0)
Business Suite 19a-30-3
30th Floor.Uoa Center.19 Jalan
Pinang.50450 Kualalumpur.Malaysia
Reservation Tel.21643031 Fax.21616977
Area Manager Tel.21616962 Mobile.12-
3305353
E-mail : kualalumpor@yemenia.com
E-mail : yemenia@streamyx.com
Airport Office.-
Lots3.Mezzanine Level 4.
Airlines Office.Main Terminal Building.
Kuala Lumpur International Airport.
43900 Sepang.Selangor.
Tel- 8776 4601/Fax. 8776 4674
Station Manager Mobile. 19-3049501
• KUWAIT ( STATE OF KUWAIT)
Country + Area Code .(965)
Gsa Dnata Travel
Albassam Building Ali Alsalem Street
P.O.Box-21659 Safat 13077 Kuwait
Area Mgr Mobile. 9125519
Sales 2457962-2457965
E-mail : kuwait@yemenia.com
L Tel.7970906 Fax.7970915
• LONDON (U.K)
Country + Area Code (44-207)
67 Great Titchifield St.London W 1W 7pt
Tel.3233213 Fax.3233132
Mobile 00447764612309
Lhr Airport Office Room 2102 North
Corridor
Terminal 2 Heathrow Airport
Airport Office Tel.0208 7590385 .Fax
02087599054
Hunslow Middlesex
Station Manager Mobile 00447767810180
M 2 Fl. No. 129. Chang Chun Road.
• MADRID(SPAIN)
Country + Area Code (34-91)
United Tours
San Bernardo 82
28015 Madrid.Spain
Tel. 4441351/Fax. 4441355
E-Mail : yemenia@ynitedtours.net
• MARSEILLE(FRANCE)
Country + Area Code.(33-4)
A/P B.P 25aero Port
13728 Marignane Cedex
Airport Sales Oficce Tel.4214 3143/
Fax.42143146
Station Supervisor Mobile.675337843
E-mail : yemenia.marseille@wanadoo.fr
• MORONI ( ISLAMIC REP. OF
COMOROS)
Country +Area Code (269)
Rond Point Maore Petite Coulee
Area Mgr Tel.731404 Fax.731405
Mobile. 332247
Reservation Tel .731401/3
E-mail : yemenia@comorestelecom.km
• MUKALLA (YEMEN)
Country + Area Code (967-5 )
October Zone Beside Banaaemah Mosque
Area Mgr Mobile.734555047
Sales Tel.303444/5.352364
E-mail : mukalla@yemenia.com
Office Hours.Sat-Thu 0800-2030.Fri 0800-
1100/1600-2000
Airport Office Tel.385228/Fax.385229/
Mob.734555022
Sita Add For Riykkiy And Riyapiy
• MUMBAI (INDIA)
Country +Area Code( 91-22)
GSA-Trans Arabia Transport.Travel Pvt.
Ltd
1 World Trade Center Cuffe Parade.
Mumbai 400 005
Area Manager Tel.22188379 Fax.22188301
Mobile. 9820062900
E-mail : mumbai@yemenia.com
Reservation Tel.66333344 Fax.22154771
Airport Office Tel.26829216
Fax.26828850
Cargo Office Nmbr 26817411/26817367
Fax 26817364
Mobile.9821013306
Office Hours.Mon-Fri 0930-1730 Sat
0930-1330
• MUSCAT (OMAN )
Country + Area Code (968)
GSA National Travel And Tourism
P.O.Box 962 . Muscat. Postal Code 100.
Sultanate Of Oman.
Tel-24660313-24660314
Mobil-99478010
Fax-24566125
E-mail : nttoman@omantel.net.om
N Fax.4440050
• NEW YORK(U.S.A)
Country + Area Code. (1-718)
GSA-Arabian Horizons Travel .Tourism
203 Court Street.Brooklyn.Ny 11201
E-mail.nyc@arabian-horizon.com
Area Mgr Tel.254 5867 Fax.254 5872
Mobile.34721002313
E-mail : newyorkstn@yemenia.com
• NICOSIA (CYPRUS)
Country + Area Code (35-722)
GSA. Louis Aviation Ltd.
54-58 Evagoras Avenue
1096 Nicosia.Cyprus
Tel. 588191 /Fax. 376606
E-mail : itasales@louisgroup.com
P Passenger GSA For Taiwan For.
• PARIS (FRANCE)
Country +Area Code .(33-1)
16.Avenue De L.Opera 75001 Paris
Area Mgr Tel.42566051/42566052 Fax
42898025
Mobile.675604523
E-mail : paris@yemenia.com
Sales Mngr Mobile . 619236943
E-mail : amughalles@yemenia.com
Marketing Mnger E-mail : marketing@
yemenia-paris.com
Reservation Tel.42560600 Fax.42898025
E-mail : resaventes@yemenia-paris.com
Airport Office Tel.48642425 Fax.48166377
Station Manager Mobile.607604344
E-mail : parisstn@yemenia.com
Cargo Office Tel. 70760266/Fax 70760268
Cargo Supervisor Mobile. 688683522
E-mail : c.heurteur-yemen.a@adp-tel-
ecom.net
R Area Manager Mobile.734555042
• RAS AL KHAIMAH (U.A.E)
Country + Area Code (971-7)
GSA Ras Al Khaimah Travel Agency. Ras
Al Khaimah
Al Nakeel Road. Sheikh Tariq Al Qasimi
Bldg
P.O. Box 5121. Ras Al Khaimah
Tel. 2286211 Fax. 2286200
E-mail : rakagncy@emirates.net.ae
• RIYADH (KSA)
Country + Area Code (966-1)
Al-Ouda Bldg. Riyadh 11565
Area Manager Tel. 4039314 Fax 4039314
Mobile. 504424493
Reservation . 4039184/4039248/4039282
E-mail : riyadh@yemenia.com
Airport Tel . 2201998
Mobile . 504109314
Office Hours.
Sat - Wed 0900-1300 . 1600-2000
Thu 0900-1300
• ROME (ITALY)
Country + Area Code (39-06)
Via Di Porta Pinciana 6.00187 Rome
Area Manager Tel. 42012745 Fax.
42012749
Mobile. 3299551000
E-mail : yemenia@tiscali.it
Yemenia Fiumicino Airport.-
Tel. 65953323/65958333- Fax. 65010269
Station Manager Mobile.- 3299537890
E-mail : yemenia.fco@tiscali.it
Cargo Office.-
-Cismat Spa. Gsa For North Italy
Molo Morosini 49/2 . 16126 Genova
Tel. 010-2530205/Fax. 010-2476285
E-mail : info@cismat.com
-Airway Services Srl
Viale Filippo Brunelleschi 32 - Parco
Leonardo
00054 - Fiumicino -Rome
Tel. 65047681/ Fax. 65047682
E-mail : airway@fastwebnet.it
S Mob. 70 740 45 40
• SANAA (YEMEN)
Country + Area Code (967-1)
E-mail : sanaa@yemenia.com
Sales Manager Tel . 400546
Fax . 201821
Hadda .A. Office Manager
Tel. 218777/400543
Hadda V.I.P Office
Tel. 212777 / 400541
P.T.A Section 500761 / 500766
Branch Offices .
Zubeiry Office Manager Tel/Fax. 260838
Sales Office Tel . 500600
Taiz Street Tel. 600902/3 Fax. 600907
Alhasabah Office Manager . 252100
Sales . 258000
Office Hrs-Sat-Wed0830-1300/1700-
2000.Thr-Fri0900-1200/1700-2000
Area Manager Tel.400544 Mo-
bile.734555777
Sales Manager Mob.734555092
Accounting Manager Mob.- 771699811
Acting SAH Station Managers
Mob.734555030
Abdulwali Mohammed Alsharfi
Mob.734555078
Yahya Sanad Mob.734555032
Ahmed Almahdi Mob.734555028
Mob.734555052
SAH Station Manager Mob.734555093
Taha Althour
SAH Ass. Station Manager
Mob.734555021
• SEIYUN (YEMEN)
Country + Area Code (967-5)
Yemenia Bldg M/Street
Tel 403565/402550/ Fax 404388
E-mail : seiyun@yemenia.com
Air Port Tel. 402145/402298
Station Manager Mob.711188424
Office Hours
Sat-Thu 0800-1300 . 1630-1930
• SHARJAH (U.A.E)
Country + Area Code( 971-6)
Orient Travel . Tourism Agency. Sharjah
Alarooba Street. Orient Building.
P.O. Box 772. Sharjah
Tel. 5683838 Fax. 5684273
Tel. 5696025
E-mail : badgail@orienttravels.com
• SHEHER (YEMEN)
Country + Area Code (967-5)
Alkour Street
Mgr Tel/Fax 332452
Sales Tel. 332451
Office Hrs Sat-Thu 0800-1300/1600-
1900.
Fri.- 0830-1130
• SINGAPORE (SINGAPORE )
Country + Area Code ( 65 )
Ttm Travel Agency Pte.Ltd.
Passenger GSA For Singapore For.
Yemen Airways.
20. Cecil Street . 12-08.
Equity Plaza.
Singapore 049705.
6533 0861/Fax.6535 4369
E-mail : phua-ronnie@ttmtravel.com.sg
Telex. Rs 42072 Tmtour
Cable. Tourmobile
• SOCOTRA (YEMEN)
Country + Area Code (967-5)
Area Manager Mobile. 777403423
Tel. 660123/124 Fax 660510
• STOCKHOLM (Sweden)
Country + Area Code (46-8)
Torndheims Gatan 6.3tr
164 30kistn Stockholm-Sweden
Tel. 4440000
E-mail : amari@yemenia.se
T
• TAIZ (YEMEN)
Country + Area Code (967-4)
Houd Al Ashraf Herwi Street
Area Manager .Tel/233225/
228497Fax/228815
E-mail : yemeniataiz@yemen.net.ye
Sales . Resvn217126/7 233226
Airport Tel . 218195/6/7
Area Mngr Mob.734555062
Tai Stn Mngr Mob.734555013
• TAIPEI (TAIWAN)
Country + Area Code (886-2)
Overseas Travel Service.
Yemen Airways.
Taipei. Taiwan.104.
Tel. 2511 6188 Ext. 602
Fax. 2523 0626
Mobile. 0932-022-849.
E-mail : otsgsa@ms21.hinet.net/ allen-
chen@otsgsa.com
Sita. Tpearxh
V
• VIENA (AUSTRIA)
Country + Area Code (43-1)
Aviareps
Argentiers Strasse 2/4.A1040 Vie
Tel. 585363030
Fax. 585363088
110
‫اﻟﻴﻤﻨﻴﺔ‬ 116
 ‫مبيعات السوق الحرة‬
SHOPPING OF DUT
Y FREE

POLO BLACK EDT 125 ML 56 ‫ مل‬90 ‫بو�س �سلك�شن‬ C.KIN 2U WOMEN 100 ML (M) ‫مل‬100 ‫�سي كابو ن�سائي‬
46
CHOPARD HAPPY 50 ML 59 ‫ مل‬50 ‫�شوبارد هابي‬ DUNHILL DESIER 50 ML ‫دنهل ديزر‬
49
VERSACE BRIGHT EDT 50 ML 54 ‫ مل‬50 ‫فري�سات�شي برايت‬ C.KIN2U MEN 100 ML ‫ مل‬100 ‫�سي كابو رجايل‬
46
C.K MAN 100 ML 51 ‫ مل‬100 ‫�سي ـ ك مان‬ AZARO ORANGE 50 ML (F) ‫ مل‬50 ‫ازارو اورجن‬
35
CAROLINA HERRERA CHIC 58 ‫كارولينا �شيك‬ AMOR EDP WOMEN (F) ‫امور ن�سائي‬
38
GUCCI PPURHOME MEN 100 ML 54 ‫ مل رجايل‬100 ‫جو�سي بيورهوم‬ ESCADA MOON W 100 ML (F) ‫�إ�سكادا مون ن�سائي‬
54
MINA RICCLOVE IN PARIS 100 ML 49 ‫ مل‬100 ‫نينا راي�س لوف باري�س‬ HERMES EAU DESMERVEILLES ‫هريم�س‬
43
DAVIDOFF ADVENTURE 62 ‫دافيدوف ادفنت�شر‬ TERRE DEHERMES 100 ML (F) ‫تريي دي هريم�س‬
52
LANVINDE ARPEGE MEN 100 ML 61 ‫ مل‬100 ‫النفني اربيج رجايل‬ ALESSANDRO DELLACQUA 50 ML (F) ‫ مل‬50 ‫ال �سندروا‬
45
LANVIN ECLAT WOMEN 50 ML 43 ‫ مل‬50 ‫النفني اكتل ن�سائي‬ TRUSSARDI JEANSSEOTSO ‫ثروزردي‬
31
ESCADA SUNSET HEAT MEDT 100 ML 46 ‫ مل‬100 ‫ا�سكادا �سن�سيت هيت‬ DOLCE & GABBANA LIGHT 125 ML ‫دوال�س & جابانا‬
62
BURBERRY BRITEDT WOMEN 51 ‫بريبري بريت ن�سائي‬ VLOWE SOLO 50 ML ‫لوي �سولو‬
61
DUNHILL LONDON 100 ML 61 ‫دنهل لندن‬ ESCADA MOON M 100 ML ‫�إ�سكادا مون رجايل‬
54
SCHERRER EDP FEMME 50 ML 37 ‫ مل‬50 ‫�شري فيمي‬ MONTBLANC FEMSE INDVIDUEL 45 ‫ مل‬50 ‫مونت بالك فمي‬
‫ ستارولكير‬- ‫مونت بالنك‬
‫ مل‬100 ‫ �سك�سي رجايل‬212 Mont Blank Starwalaker
‫ مين‬212 ‫سيكسي‬ 212 SEXY MEN EDT 100 ML 58 ROBERTO CAVALLI MEN EDT 100 ML 59 ‫ مل‬100 ‫طوكيو باي كينزو‬
212 SEXY EDP 2X30 MLW 46 30*2 ‫ �سيك�سي‬212 BY KENZO ORINTAL WOMEN EDP 50 ML ‫ مل‬50 ‫باي كينزو اورنتيل‬
55
212 Sexy MEN
LACOSTE ELEGANCE 59 ‫الكو�ست اليجان�س‬ FERRE WOMEN EDP 50 ML ‫فريي ن�سائي‬
100 ml, 43
40
100 ml, 51 HOGO BOSS 60 ML X X 47 X X ‫هوجوبو�س‬ MONT BLANC SOUL SENS 75 ML 54 ‫ مل‬75 ‫مونت بالنك �سول‬
HOGO BOSS XY 100 ML 43 XY ‫هوجوبو�س‬ BALDEESSAIR DELMAN MEN EDT 90 ML 57 ‫بليدزير ديلما رجايل‬
ESCADA S 60 ML 53 S‫ا�سكادا‬ C.K EUPHORIA EDP 50 ML ‫ مل‬50 ‫كا ايفوريا‬. ‫�سي‬
66
DUNHILL PURE SUITM EDT 75 ML 49 ‫ مل‬75 ‫دنهل بيور �سي�ستم‬ C.K EUPHORIA EDP 100 ML ‫ مل‬100 ‫كا ايفوريا‬.‫�سي‬
58
STELLA IN TOW PEONY 53 ‫�ستيال تو بيوين‬ CERRUTI 1881 COLLECTION EDP 50 ML ‫ مل‬50 ‫�سيورتي كلك�شن‬
50
FLOWER BY KENZO EDP 50 ML 71 ‫ مل‬50 ‫فالور باي كينزو‬ CERRUTI 1881 FREALCHEUR EDT POURHOME 50 ‫ بور هوم‬1881 ‫�سيورتي‬
KENZO POWER 125 ML 80 ‫ مل‬125 ‫كينزو باور‬ GAULTER 2 EDP 46 ‫ مل‬40 ‫جوليرت‬
ESCADA OCCEN 50 ML 42 ‫ مل‬50 ‫ا�سكادا او�شني‬ BLACK XS EDT 100 ML 53 ‫ مل‬100 ‫بالك اك�س‬
VERSACE MEN EUA FRAICHE 49 ‫فر�سات�شي مان فري�ش‬ SILVER SHADOW EDT 100 ML 60 ‫ مل‬100 ‫�سلفر �شادوي‬
BOSS PURE 75 ML 61 ‫ مل‬75 ‫بو�س بيور‬ AGENT PROUOCATER 51 ‫ مل‬50 ‫اجنت بروكرت ن�سائي‬
DUNHILL BLACK 100 ML 61 ‫ مل‬100 ‫دنهل بالك‬ ESCADA WOMEN EDP 50 ML 54 ‫ مل‬50 ‫ا�سكادا مون ن�سائي‬
LOEWQUIZAS 50 ML 57 ‫ مل‬50 ‫لوي كزا�س‬ ESCADA SEDP 50 ML 54 ‫ مل‬50 ‫ا�سكادا مون رجايل‬
LACOSTE TOUCH 50 ML 50 ‫ مل‬50 ‫الكو�ست توت�ش‬ TERRE DEHERMES 100 ML 52 ‫ مل‬100 ‫تري ذي هري�س‬
LACOSTE ESS ENTIAL EDT 75 ML 47 ‫ مل‬75‫الكو�ست ا�سنتيال‬ LACOS TUCH 50 ML 50 ‫الك�ست تو�ش‬
MAY QUEEN 50 ML 51 ‫ مل‬50‫ماي كوين‬ AMOR AMOR EDT 75 ML 51 ‫ مل‬75 ‫امور امور‬
ROMANTIC SILVER 50 ML 37 ‫ مل‬50 ‫رومن�سي �سليفر‬ FEMME BY BOSSADP 40 ‫ مل‬50 ‫فمي باي بو�س‬
‫دنهل بيورست‬ 73 ‫ مل‬125‫بيجي مان‬
Dunhil pursuit 75 ml, 49
BEJI MEN EUPHORIA MEN EDT 100 ML 57 ‫ مل‬50 ‫فيرتفيل ريتل‬ ‫إسكادا ان تو ذ بلو‬
DIOR HOUME MEN EDT 100ML 45 ‫مل‬100 ‫ديور هوم رجايل‬ KENZO AMOUR 50ML 53 ‫ مل‬50 ‫كينزو امور‬
C - H 50 ML
Escada In To The Blue
54 ‫ مل‬50 ‫ ات�ش‬- ‫�سي‬
100 ml, 37

113 112
 ‫مبيعات السوق الحرة‬
SHOPPING OF DUT
Y FREE

Arabic Perfumes ‫عطور عربية‬

KANOOZ : MUKHALAT DHAN ELOUD SUPER 10 X1TOLA ‫كنوز خملط دهن العود �سوبر‬
KANOOZ : DHAN ELOUD 10 X1TOLA ) ‫دهن العود ( كنوز‬
KANOOZ : ATTAR SULTAN 10 X1TOLA ) ‫عطر �سلطان ( كنوز‬
KANOOZ : LOULA X1TOLA 10 X1TOLA ) ‫لوال(كنوز‬
KANOOZ : NOOR ALAIN 10 X1TOLA ) ‫نور العني ( كنوز‬
KANOOZ : MUKHALAT DHAN ELOUD SUPER 10 X1TOLA ‫خملط دهن العود‬
KANOOZ : MISK ABEYADH 10 X1TOLA ) ‫م�سك أ�بي�ض ( كنوز‬
KANOOZ : WARD MALAKI 10 X1TOLA ‫ورد ملكي‬
KANOOZ : MKHALAT KANOOZ 27 HALF TOLA ) ‫خملط كنوز ( كنوز‬
KANOOZ : DHAN ELOUD MALAKI 47 ‫دهن العود ملكي‬
‫دهن العود الشيوخ‬ AL AMERD & AMERA HALF TOLA 90 HALF TOLA ‫أالمري أ‬
‫والمرية‬
DHAN ALOUD HINDE HALF TOLA 140 HALF TOLA ‫دهن العود الهندي‬
MOKHALAT MALAKI X1TOLA 110 X1TOLA ‫دهن العود ال�شيوخ‬
DHANELOUD SHYOUKH 55 ‫عطر �شيخة‬
ATAR SHCIKHA 10 ‫خملط ملكي‬
M.D OUD + WARD 3X 1/4 37 ‫ ورد ملكي خملط‬-‫دهن العود‬
WARD + MASK MALAKI x 1/2 20 ‫ م�سك أ�بي�ض ملكي‬- ‫ورد ملكي‬
ALFYSALIAH 90 ‫الفي�صلية‬

‫عطر شيخة‬

‫ماكنات الحالقة غرونديغ‬

GRUNDING MENS SHEVER - RECHARGEBLE 40

)‫قبعة ( اليمنية‬
CAP OF YEMENIA 2
‫مجموعة من النظارات الشمسية الفاخرة‬ ‫ساعات بأفخر الماركات العالمية‬
High Mode suny glasses ‫و بأشكال متعددة‬
High Brand Watchs and more of kinds
 ‫ملــف‬

‫كثري ًا ما نقر أ� على �صفحات االنرتنت التعبري «بينما‬

‫كنت أ�قوم بت�صفح االنرتنت �صادفت كذا‪ ،‬خرب ًا‪� ،‬صورة‪،‬‬
‫معلومة‪� ،‬شخ�ص ًا أ��صبح فيما بعد حبيب ًا أ�و �صديق ًا‬
‫عرو�س ًا أ�و عري�س ًا الكرتوني ًا‪ ،‬أ�و وح�ش ًا ب�شري ًا يف بع�ض‬
‫أالحيان ما �صادفته أ�نا كان موقع ًا لعامل من االبداع‬
‫واخليال والثقافة وما كنت أ�بحث عنه كان �صور ًا لليمن‪،‬‬
‫علني اح�ضى مب�صور ما أ��شرتي منه �صور ًا للمجلة‪،‬‬
‫ووجدت ‪ flicker‬فليكر‪ ،‬قبل حوايل اربع �سنوات‪ ،‬كواحد‬
‫من املواقع الفرعية اخلا�صة بال�صور للياهو(‪.)yahoo‬‬
‫كان التفاو�ض مع امل�صورين هناك يت أ�رجح بني ال�صعوبة‬
‫واال�ستحالة‪ ،‬فما أ�ن يعرف واحدهم أ�ن ال�صور ملجلة‬
‫اليمنية‪ ،‬وهي جملة دولية توزع يف ثالثني دولة حول‬
‫العامل‪ ،‬حتى ي�ضع �سعر ًا ل�صورته ي�صيبني بال�صداع‬
‫ليومني أ�و ثالثة‪ ،‬ح�سب ال�سعر‪ ،‬أ�لفني دوالر �صداع‬
‫ليومني‪ ،‬ثالثة �آالف دوالر‪� ...‬صداع لثالثة أ�يام‪،‬‬
‫وهكذا‪ ...‬حدث �إ�ضايف �آخر‪ ،‬ذلك أ�ين أ�ر�سلت م�صور ًا‬
‫حملي ًا لت�صوير منطقة ما يف اليمن فعاد يل مبا‬
‫أ�كت�شفت فيما بعد أ�نها لقطات لذلك املكان أ�خذت قبل‬
‫�سنوات‪ ،‬خدعني بب�ساطة‪� ،‬آخر حاول ايهامي أ�ن �صوره‬
‫املزعومة هي ملنطقة اجلوف بينما مل تكن �سوى ملبان‬
‫طينية يف �ضاحية الرو�ضة املجاورة للعا�صمة �صنعاء‪..‬‬
‫وهكذا‪ ...‬كان املتوقع أ�ن ي�صيبني كل ذلك باالحباط‬
‫لكنه بد ًال من ذلك منى لدي حب ًا للت�صوير ونوع ًا ما‬
‫ذائقة متوا�ضعة‪ ،‬فقررت اقتحام هذا املجال واالن�ضمام‬
‫�إىل عامل الت�صوير الفوتوغرايف‪ -‬بارك اهلل يف تقنية‬
‫الديجيتال‪ ،‬فلوالها ملا جتر أ�ت على جمرد التفكري يف‬
‫النظر عرب الكامريا ملا يتطلبه ذلك من احل�صول على‬
‫الفلم املنا�سب وحتمي�ضه وطبعه‪ ،‬ف أ�نا يل �صرب على‬
‫املحاولة واخلط أ� ! بعد ذلك وخالل االعوام التالية‪ ،‬خف‬
‫ال�صداع‪ ،‬وتنوعت اخليارات‪ ،‬وحازت جملة اليمنية على‬
‫�صور ح�صرية متام ًا‪ .‬خالل تلك ال�سنوات تخلت ياهو‬
‫عن كل مواقع ال�صور الفرعية مبا يف ذلك املدونات‬

‫ا إلن�سان تعقيد ًا يتطور مت�ضاعف ًا كل ‪� 18‬شهر ًا فقط‬
‫أ‬
‫اخلا�صة حاجز أالربعة �آالف �صورة‪ ،‬و أ��صبح م�شهورا ب�نه وتت�ضاعف املعرفة ا إلن�سانية بكاملها كل خم�س �سنوات‪،‬‬
‫ي�ضيف �إىل البومه ‪� 6‬صور كل �ساعة‪ ،‬وللمقارنة (فقط) لكن ذلك ال ي�س ّوغ االنتقال من �سائح ي�ضع بع�ض ال�صور‬
‫من م�شاهداته يف موقع ي�ضم ع�شرات املاليني من‬
‫ال�صور وع�شرات ا آلالف من امل�صورين لي�صبح واحداً‬
‫من أ�برز أ�ع�ضاء موقع �ضخم ونوعي كفليكر وم�ستقطب ًا‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫آ‬
‫للالف من مرتاديه وهو المر الذي �ثار ا�ستغراب‬
‫القائمني على املوقع أ�نف�سهم‪ ،‬وبحثوا عن �إجابة له يف‬
‫مقابلة أ�جروها معه ون�شروها على املوقع نف�سه‪ .‬لكن‬
‫أ‬
‫م�سار اللقاء انحرف لي�صبح جمرد ت�كيد من ايريك‬
‫أ�ن هناك �صور وم�صورين �آخرين يف املوقع يح�ضون‬
‫أ‬ ‫باهتمامه و�إعجابه‪ ،‬موقع ياهو أ‬
‫(الم) نف�سه �جرى معه‬
‫أ‬
‫لقاء �آخر‪ ،‬هذه املرة لي ؤ�كد من خالل ��سئلة موجهة مدى‬
‫أ�همية ياهو وفليكر يف �صنع ال�شهرة مل�صورنا الهمام‪،‬‬
‫وليح�صلوا منه على ت أ�كيد علني أ�نه �سي�ستمر يف رفع‬
‫�صوره على موقعهم و أ�نه املوقع أال�سا�سي له‪.‬‬
‫فليكرالعاملي‪ .‬خالل اربع �سنوات تعدى عدد �صوره‬
‫ً‬
‫موقعها ال�صوري الوحيد ولي�صبح �كرث املواقع منوا على‬
‫العبد الفقري �إىل اهلل كاتب هذا املقال‪ ،‬ي�ضيف حوايل‬
‫أ�قل من �صورتني يف ال�شهر‪ ،‬لي�ست امل� أس�لة م� أس�لة تفرغ‬
‫واحرتاف فكم من م�صور ي�ضغط على زناد كامريته‬
‫خم�سمائة مرة يف أال�سبوع‪ ،‬وال ينتج عن ذلك أ�كرث‬
‫من ركام من الت�سجيل ال�ضوئي وااللكرتوين غري ذي‬
‫والحداث‪ ،‬وهو أ�مر جد خمتلف‬ ‫والماكن أ‬ ‫البال للب�شر أ‬
‫أ‬
‫عما فعله ايريك الفورغ خالل �ربع �سنوات من عمره‬
‫االحرتايف الق�صري‪.‬‬
‫المصور الذي أرعب ياهو‬
‫�صحيح أ�نه ع�صر ال�سرعة الفائقة‪ ،‬جمتمع االلكرتون‬
‫والديجيتال‪ ،‬القيا�س بالثانية و أ�جزائها مقابل ال�شهور‬
‫واليام والفر�سخ‪ ،‬الكمبيوتر أ�عظم و أ�كرث ما �صنعة‬‫أ‬
‫ايريك الفورغ‬
‫بالفراد ل�صالح فليكر‪ ،‬ليكون‬ ‫وال�صفحات اخلا�صة أ‬
‫ً‬ ‫أ‬
‫ال�شبكة‪ ،‬أالول‪ ،‬أالكرب‪ ،‬أال�ضخم عاملي ًا‪.‬حاليا يرفع �إليه‬
‫من خمتلف أ�نحاء العامل أ�كرث من ‪� 40000‬صورة يف‬
‫الدقيقة الواحدة ‪ ،‬وجد عامل �ضخم وجمتمع جديد من‬
‫(الفوتوغرافيا)‪ ،‬قلب ناب�ض من قلوب العوملة الثقافية‬
‫ساحر يصنع عالما استثنائيا من السعادة والدهشة‬
‫وح�سنة بارزة من ح�سناتها‪.‬‬
‫مل أ�ذكر �إىل ا آلن أ�ن ال�صور التي قادتني �إىل فليكر‬
‫كانت �صورة الفتاة اليمنية املنقبة للم�صور ايريك‬
‫الفرغ (‪ ،)Eric Lafforgue‬وهو مو�ضع ال�شاهد يف‬
‫هذه املقدمة‪ ،‬يف وقت مل تكن �صور اليمن يف املوقع‬
‫من كان يصدق أن ذلك الرجل الفرنسي ذو الثالثة وأربعين عاماً الذي انطلق قرب‬
‫تتجاوز عدد أاللفني �صورة أ�و أ�قل‪ ،‬كانت �صور ايريك‬
‫نهاية العام ‪2005‬م حام ًال كاميرته في رحلة سياحية ‪ ،‬سيصبح خالل اربع سنوات‬
‫والجمل بو�ضوح‪ ،‬جتاوزت عدد �صور‬ ‫هناك أالبرز أ‬
‫بشكل خارق للعادة واحداً من مشاهير محترفي التصوير الفوتوغرافي في العالم‪.‬‬
‫اليمن ا آلن أالربعني أ�لف ًا‪ ،‬وال زالت �صور هذا الرجل‬
‫كيف حدث ذلك‪ ،‬كيف استطاع خالل ثالث سنوات فقط احتالل هذه المكانة المتميزة‬
‫والكرث جذب ًا‪ ،‬لي�س‬ ‫(بغرابة أ�و بدونها) من أالجمل أ‬
‫في عالم التصوير الفوتوغرافي؟‬
‫بالن�سبة يل فقط بل لع�شرات ا آلالف من أ�ع�ضاء جمتمع‬
‫خالد الكينعي‬

‫‪117‬‬ ‫‪116‬‬
 ‫ملـف‬

‫ال�صور‪ ،‬ففي أ�لبومه‪ ،‬غينيا‪ ،‬كمبوديا‪ ،‬اثيوبيا‪ ،‬ليبيا‪،‬‬

‫ارترييا‪ ،‬وبلدان أ�خرى‪ ،‬ما يقطع أالنفا�س من روعته‬
‫ح�سب تعبري معجبيه‪ ،‬لكنها‪ -‬أ�ي �صور اليمن‪ -‬هي البلغ‬
‫أ‬
‫والكرث ب�ساطة يف‬ ‫تعبري ًا عن اجتاهه يف فن الت�صوير‪ ،‬أ‬
‫تعبريها عن أ��سرار �إبداعه وا�ستثنائيته فبقراءة ب�سيطة‬
‫لتلك ال�صور �سرعان ما نكت�شف اخلا�صية أالوىل الريك‪،‬‬
‫حتيط بنا �صوره وبعد تداول فيما بينها تخرج كهيئة‬
‫حملفني بقرارها‪“ :‬ايريك لي�س تاجر �صور”‬
‫قد يقول قائل وما العيب يف ذلك؟‬
‫نعم لي�س يف ذلك عيب ولكن يجب و�ضع أالمور يف‬
‫ن�صابها‪ ،‬هناك فرق بني التعاقد مع �شركة كبرية‬
‫للت�صوير لعمل البوم �سياحي عن اليمن مث ًال (�سيكون‬
‫ناجح ًا وجمي ًال) والتقاط ايريك الفورغ لوجه فتاة‬
‫حمجبة يفرت�ض أ�ن تهرب فزعة من أ�مام عد�سة‬
‫الكامريا والكنا جندها تبت�سم من حتت (اللثام)‬
‫ب�سعادة حقيقية فع ًال الميكن �إنكارها ألنها متجلية ب�شكل‬
‫مده�ش يف بريق �ساحر يف عينيها وطيف من ال�سعادة‬
‫والفرح ال�صادق يحلق �سابحا يف ف�ضاء اللقطة كمالك‬
‫حار�س يعمل كمر�شح (‪ )filtr‬مينع ت�سلل احلزن أ�و‬
‫الغ�ضب ويبقيه دائما خارج اطار ال�صورة ‪.‬‬
‫هذه ال�سعادة هي بامتياز �سر خا�ص ال�ستثنائية هذا‬
‫امل�صور الرائع‪ ،‬وقد � ؤس�ل عنها أ�كرث من مرة‪ ،‬كان �آخرها‬
‫ما أ�جاب به هنا‪ ،‬حيث � أس�لته ما الذي تفعله لهوالء‬
‫أال�شخا�ص حول العامل ليكونوا �سعداء هكذا؟‬ ‫على أالقل‪ ،‬هو دائم ًا �سابق لزمنه ومتقدم على ع�صره‪،‬‬ ‫بكل ت أ�كيد لي�ست هذه �إجابة كافية‪ ،‬ما نتحدث عنه هنا‬ ‫‪http://www.flickr.com/photos/mytripsmypics‬‬

‫ايريك‪:‬‬
‫“اوال وقبل كل �شيء اق�ضي معهم وقتا انا ال اتكلم‬
‫لغات كثرية ف أ�عتقد انه لي�س من الالئق ان حت�ضر‬
‫‪,‬ت�صور ثم مت�ضي يف طريقك ‪ ,‬اعتدت اي�ضا ان اقدم‬
‫لهم �صورهم ( الكثري من البوالرويد!)‪ ,‬عادة يكون‬
‫ال�شخ�ص �سعيدا �إن اعطيته �صورة!”‬
‫هاهي ذي مبا�شرة االبداع وب�ساطة املبدع ومايراه بال‬
‫تعقيدات يف عامل اليزداد بالنظريات �سوى تعقيدا ومبدار�س‬
‫النقد �سوى املزيد من العتمة والفو�ضى‪ .‬نعرف اي�ضا ان‬
‫هذا امل�صور �شاعر يلتقط ق�صائده من الوجوه ويكتبها‬
‫بحب ‪-‬مييزه عن كثريين غريه‪-‬على الوجوه بكامريته ‪,‬‬
‫متيز ميكنه من ان يرينا حزنا حقيقيا على وجه مبنى‬
‫طيني مهجور كان يقبع يف �صمت يف مكان ما من العامل‬
‫اىل ان مر عليه ايريك ف أ�خرجه من عزلته و أ�نطقه معربا‬
‫عن م�شاعره او �صراعا حيا مع الزمن وم�شاعر حقيقية‬
‫يف وجه مبنى �آخر كان يقبع يف �صمت وجتاهل يف مكان ما‬
‫من العامل متاما كرجل عجوز يف مكان اخرالفرق لديه‬
‫كلها وجوه حقيقية وكلهم أ�حياء يف عامله ‪.‬‬
‫لكن هنا اي�ض ًا نقرتب أ�كرث لكن ال� ؤس�ال ال�صعب يعود‬
‫مرة أ�خرى‪ ،‬ما الذي يفعله امل�صور املبدع بنا؟‬
‫ذلك هو ما يفعله به ؤ�الء‪ ،‬ففي اليمن لي�س ت�صوير‬
‫أال�شخا�ص أ�مر ًا �سه ًال‪ ،‬هناك عادات وتقاليد‪،‬و أ�مور‬
‫اخرى اقل مافيها �سوء الفهم ‪� ,‬سوء الفهم الذي دفع‬
‫امر أ�ة ل�ضربي بالع�صى على يدي بينما كنت ا�صور راعية‬
‫لي�س ذلك فقط ولكنه أ�ي�ض ًا وللمفارقة بريئ من النقد‬ ‫م� أس�لة تقنية‪ ،‬ذلك �صحيح‪ ،‬لكن هناك �صور فوتوغرافية‬
‫براءة الذئب‪ ..‬كما يقولون‪.‬‬ ‫لعظماء الت�صوير تعد �إىل ا آلن حتف ًا فنية رائعة رغم‬
‫وال�سود وبكامريات فلمية يتجاوز عمرها‬ ‫بالبي�ض أ‬‫أ�نها أ‬
‫أربع سنوات (فقط) من التصوير الفوتوغرافي!‬ ‫�سبعني عام ًا بدائية بل وتبدو م�ضحكة مقارنة مبا نراه‬
‫عظماء كثريون يف فن الت�صوير الفوتوغرايف ‪ ،‬جميع ًا‬ ‫اليوم من كامريات تتمتع بتقنيات غاية يف التطور جتعل‬
‫بال ا�ستثناء يكتب أ�مام ا�سمائهم‪ ،‬خم�سون عام ًا من‬ ‫�سعر انواع منها يتحدى حاجز الثالثني الف دوالر و أ�كرث‪.‬‬
‫الت�صوير‪ ،‬ع�شرون عام ًا من االحرتاف‪ ،‬خم�سة ع�شر‬ ‫ما نتحدث عنه هنا هو � ؤس�ال أ�زيل بال �إجابة‪“ ،‬ما‬
‫عام ًا من ا إلبداع‪�..‬إلخ‪ ،‬لكن مل أ�ر أ�بد ًا م�صور ًا عظيماً‬ ‫الذي يفعله امل�صور” � ؤس�ايل أ�زيل ألنه ُي� أس�ل منذ‬
‫أ�مام ا�سمه أ�قل من ع�شر �سنوات فما بالك ب أ�ربع �سنوات‬ ‫بدء اخللقية‪ ،‬منذ الر�سم على جدران الكهوف‪،‬‬
‫فقط‪ ،‬نعم ذلك حقيقي وها أ�نا أ�غامر واثق ًا بكتابتها يف‬ ‫النحت‪ ،‬الت�صوير املائي‪ ،‬الزيتي‪ ,‬و�صو ًال �إىل الت�صوير‬
‫جملة اليمنية ك أ�ول و�سيلة �إعالمية عربية و أ�ول و�سيلة‬ ‫الفوتوغرايف احلديث وفنون اجلرافيك وا إلنيمي وحتى‬
‫�إعالم مطبوع على م�ستوى العامل‪( ..‬ايريك الفورغ‬ ‫فن الكاريكاتري‪.‬‬
‫أ�ربع �سنوات من االبداع اال�ستثنائي يف فن الت�صوير‬ ‫ما الذي يفعله امل�صور؟‬
‫الفوتوغرايف)‪.‬‬ ‫هو متام ًا ما فعله ايريك عرب موقع فليكر لقد جذبت‬
‫لقد �صنع �سر بقائه‪ ،‬أ�ك�سري ًا حلياته‪ ،‬وتلك لي�ست �سوى‬ ‫�صوره مئات ا آلالف أ�ن مل يكن املاليني وكانت م�صدر ًا‬
‫واحدة من اجلوائز التي يجنيها املبدع‪ ،‬خلود �إبداعه‪،‬‬ ‫إللهام الكثريين‪ ،‬لي�ست ألنها م�صورة ب أ�حدث الكامريات‬
‫جائزته أالخرى هي نف�سها �سر �إبداعه‪:‬‬ ‫الرقمية‪ ،‬و�إن كانت كذلك‪ ،‬ولكن ألنها متثل حدث ًا‬
‫عم تبحث �سيد ايريك من خالل جتوالك‬ ‫ا�ستثنائي ًا يف جمتمع الت�صوير الرقمي‪ ،‬لن ازج بنف�سي‬
‫بكامريتك حول العامل؟‬ ‫يف جدليات النقد فل�ست من أ�هله‪ ،‬كما لن ات�شدق‬
‫ايريك‪:‬‬ ‫مب�صطلحات التحليل الفني‪ ،‬البنية املنظور اللون‪،‬‬
‫“انني فقط احاول جاهدا ان اري النا�س جمال‬ ‫الداللة‪�..‬إلخ من تلك امل�صطلحات‪ ،‬لي�س ألنها لي�ست‬
‫العامل‪,‬وتنوع الب�شر ‪,‬هناك من يالحق احلزن او أالمل‬ ‫مهمة ولكن ألن ايريك بب�ساطة ال يعرفها‪ ،‬وال أ�ظن‬
‫بينما انا قررت ان يكون هديف اجلانب االخر”‪.‬‬ ‫أ�ن فنان ًا مبدع ًا منذ بدء اخلليقة عمل بها‪� ،‬إن الفنان‬
‫�صور ايريك التي التقطها عن اليمن لي�ست أالجمل بني‬ ‫احلقيقي دائم ًا متقدم على الناقد بخطوة أ�و خطوتني‬
‫وهكذا ا�ستطاع ايريك الفورغ �إخافة أ�كرب و أ�ول موقع يف‬
‫العامل‪ ،‬ومع ذلك مل نح�صل بعد على �إجابة‪ ،‬كيف فعل‬
‫ذلك‪.‬‬
‫أ�كتب هذه الكلمات و أ�نا أ�جل�س أ�مام �شا�شة الكمبيوتر‬
‫منتظر ًا الرد من ايريك نف�سه على � ؤس�ايل الذي بعثته له‬
‫باالمييل‪ ،‬بعد حوايل �شهرين من أالحاديث‬
‫االلكرتونية يف عامل ال�شبكة العنكبوتية‬
‫كيف ا�ستطعت حتقيق هذا النجاح املتميز خالل مثل‬
‫هذه الفرتة الق�صرية جدا ؟‬
‫ايريك‬
‫“ح�سنا‪,‬لقد وفقت قبل اربع �سنوات يف عمل‬
‫البوم �صور ل بابوا غينيا اجلديدة ظهر ب�شكل‬
‫خمتلف ومميز وقد تلقفت ال�صور عدد من املجالت‬
‫العاملية‪,‬انطلقت بعدها ألغطي مناطق مل تكن مطروقة‬
‫من قبل امل�صورين وحتى ال�سياح مثل ارترييا ليبيا‬
‫فاناتوا دانكيل يف افريقيا وهكذا احدثت جلبة اكرث مما‬
‫لو كنت قد �صورت باري�س او لندن بالطبع‪,‬وكمعلومة‬
‫اخرية اقوم بالت�صوير ب�صيغة الراو(‪ )raw‬التي تعطيني‬
‫امكانية اكرب ملعاجلة ال�صور بالكمبيوتر فيما يتعلق بدقة‬
‫االلوان والتقاط التفا�صيل‪ ,‬وهذا يف تقديري عن�صر‬
‫مهم بالذات ان الكثري من امل�صورين ال يزالون ي�سعون‬
‫وراء حتقيق ذلك بالكامريات الفلمية التي ا�صبحت االن‬
‫من املا�ضي غري قادرة على توفري االمكانيات ونطاق‬
‫اخليارات التي تتيحها الكامريات الرقمية‪”.‬‬

‫‪119‬‬ ‫‪118‬‬
 ‫ملـف‬

‫أمام أم خلف الكاميرا‬

‫اخريا بالن�سبة يل ا�صبحت مت أ�كدا انها لي�ست الكامريا‬
‫من يقدم لنا تلك االلبومات الرائعة التي نت�صفحهايف‬
‫موقعه ‪http://www.flickr.com/photos/mytripsmypics‬‬
‫مبتعة وذهول لي�س ألنها جمرد �آلة وعني الفنان هي‬
‫�صاحبة القول الف�صل يف هذا ا إلبداع‪ ،‬ولكن ألن ايريك‬
‫الفورغ م�صور ال يقف خلف الكامريا‪ ،‬بل أ�مامها‪ ،‬ال‬
‫ميكنني بب�ساطة تخيله ك أ�ي م�صور �آخر خمتبئ ًا خلف‬
‫كامريته‪ ،‬ناظر ًا من ثقب عد�ستها �إىل العامل‪ ،‬بل العك�س‬
‫أ�جده واقف ًا مع العامل ماد ًا يده �إليه يف دعوة ودودة‬
‫للدخول عرب العد�سة �إىل عامل جديد ب�شكل ا�ستثنائي‪..‬‬
‫�إنه عامل ايريك الفورغ‪ .‬الكالم عنه الينتهي ب�سهولة‬
‫رغم ب�ساطته اخلارقة للعادة ‪� ,‬إذ ال ات�صور انني‬
‫ا�ستطيع تقدميه �سريعا هكذا يف م�ساحة كهذه لذلك‬
‫من أالف�ضل ان ندع الكامريا تتحدث وال�صورة تعرب‬
‫عما فيها وما طلب منها ان تقوله لنا يف ملحمة من‬
‫الت�صوير الفوتوغرايف اال�ستثنائي ‪ ,‬ف�شتان هنا بني‬
‫ت�صوير العامل و�إ�سعاده ‪ ,‬ت�صوير العامل والت�صوير‬
‫للعامل يف عمل ابداعي يتجاوز حدود الثقافات وحواجز‬
‫أالعراق و أ��سوار اللغات ال أ�جد �شبيها له �سوى يف عامل‬
‫مو�سيقى ياين (‪ )Yanni‬مبدع املو�سيقى العاملي حيث‬
‫يقدم ابداعه هو ا آلخر بالعامل للعامل كله واذا كان‬
‫هنا عامل من املحبة االن�سانية من خالل املتعة ال�سمعية‪,‬‬
‫فعامل ايريك اي�ضا هو عامل من االنفتاح الثقايف واملتعة‬
‫الب�صرية‬
‫ال مكان فيه لالحياة‪ ،‬كل �شيء له روح‪ ،‬حتى املباين‬
‫القدمية والزقازق ال�ضيقة كل �شيء له وجه يعرب به عما‬
‫باليمن اليها حيث يقول بتوا�ضعه وب�ساطته التي ا�صبحنا‬ ‫غنم يف �شعب من �شعاب وادي ال�ضباب يف حمافظة تعز هذه املدة الق�صرية‪ ،‬لقد حول العامل املفتوح مرتامي‬
‫يف داخله حتى ال�صخور اجلامدة‪ ،‬وذلك ما يبحث عنه‬
‫ن أ�لفها ونحبها كثريا ‪:‬‬ ‫أالطراف �إىل ا�ستديو خا�ص به‪ ،‬ي�صور فيه كيفما �شاء‪،‬‬ ‫‪ ,‬كانت تلك املر أ�ة عجوزا جاوزت ال�ستني من العمر ‪,‬‬
‫ايريك الفورغ كفنان ا�ستثنائي ويبني لنا فيه و به عاملا‬
‫ايريك‪:‬‬ ‫لكن الحدود ملا ميكن أ�ن تفعله قوالب الت�صورات امل�سبقة أ�لي�س ذلك �سحر ًا؟‬
‫فريدا‪ ,‬حقيقيا‪ ،‬ملهما‪� ،‬ساحرا مليء بال�سعادة والده�شة‬ ‫أ‬
‫“اعتقد �ن اليمن كبلد م�ضياف وبعيد كل البعد‬ ‫أ‬
‫�إن ايريك الفورغ متخ�ص�ص يف ت�صوير ال�شخا�ص‬ ‫وهو ب�سيط هنا وقد يكون اكرث فداحة حني يرتافق‬
‫عما عن الفكرة ال�سيئة التي ميكن ان ت�صنعها بع�ض‬ ‫(البورتريه) وهو أ�مر خارج عن امل أ�لوف يف حالته‬ ‫مع � ؤس� الفهم مكونا دائرة مغلقة مكتوب عليها ممنوع‬
‫االخبار‪.‬‬ ‫كرحال يف ا�صقاع أالر�ض‪� ،‬إذ يفرت�ض أ�ن يكون ت�صوير‬ ‫الت�صوير او حتى االقرتاب ‪ ,‬دائرة من العزلة واجلهل‬
‫أ‬
‫اعرف اليمن عن قرب فقد جئتها لول مرة عندما‬ ‫‪,‬موجودة يف كل مكان ولدى كل املجتمعات ب�شكل او ب أ�خر املناظر الطبيعية هو تخ�ص�صه بحكم الظروف‪ّ � ،‬ما‬
‫أ‬
‫كان عمري ‪� 9‬سنوات‪,‬النا�س تقليديني ويظهرون كق�ساة‬ ‫اكتفا ؤ�ه تقريب ًا بالبورتريه فهو مبعث �آخر من مباعث‬ ‫وب�شكل او ب أ�خر ا�ستطاع هذا امل�صور املبدع جتاوزها ‪،‬‬
‫يحملون أال�سلحة لكن االبت�سامة التفارقهم ويعتنون بي‬ ‫ألن مايفعله يف تقديري بكامريته ‪ ،‬أ�مر أ�كرب من جمرد ا�ستغراب املتابعني إلبداعه‪ ،‬وب�شكل �و�ضح �إجادة فن‬
‫أ‬
‫جيدا حني ازور قراهم ‪ ,‬منذ ذلك الوقت جئت اليمن‬ ‫ت�صوير اال�شخا�ص (البورتريه) يتطلب العمل يف ا�ستديو‬ ‫توثيق للحظة‪ ،‬وا�ستخدام لل�ضوء واللون‪.‬‬
‫خم�س او �ست مرات م�ستمتعا بالتنوع الرائع لها ‪:‬اجلزر‬ ‫ت�صوير‪ ،‬وهو ما ال يتوفر لديه‪،‬‬
‫اخلالبة‪,‬ال�صحارى‪,‬فنون العمارة و جمال املدن العتيقة‪.‬‬ ‫فكيف أ�مكنه حتويل العامل �إىل ا�ستديوهه‬ ‫العالم يتحول الى استديو خاص‬
‫اعتقد ان لليمن أ�ف�ضل ثقافة أ��صلية حمفوظة يف املنطقة‬ ‫طاملا ارتبط ا إلبداع يف ال�شعر باجلن وا إلبداع يف النحت اخلا�ص؟‬
‫العربية و أ�متنى احلفاظ عليها للم�ستقبل ‪.‬‬ ‫� ؤس�ال �آخر بال �إجابة‪.‬‬ ‫بال�سحر‪ ،‬فما العيب يف ربطه بالت�صوير الفوتوغرايف؟‬
‫يف عاملي كم�صور اليمن ت أ�خذ مكانة خا�صة جدا ‪.‬‬ ‫أ‬
‫طاملا ت�ساءلت كيف �س�بدو لو �صورين ايريك الفورغ‬ ‫�ساحر حقيقي قادر على ابتعاث فرح حقيقي من‬
‫لقد وقعت زوجتي (كاثرين) يف حب اليمن خالل‬ ‫بكامريته ‪ ,‬كيف � أس�بدو بهذا الوجه الذي ي�صدف انه‬ ‫الكيانات الب�شرية املبعرثة على وجه أالر�ض‪ ،‬كثري ًا ما‬
‫زياراتها ال�ستة ع�شر لهذا البلد لذا فنحن نت�شارك هذا‬ ‫للبت�سام لعد�سة الكامريا‪,‬هل �سيظل‬ ‫من الوجوه املعادية إ‬ ‫تظهر على وجوههم �إ�شراقة فرح و�سعادة من ال�صعب‬
‫ال�شغف بها ‪.‬‬ ‫التجهم ام �سيبدده �سحر ايريك ‪,‬رمبا � أس�عرف حينها‬ ‫جتاهلها‪ ،‬كما من ال�صعب ايجاد لقطات كهذه خارج‬
‫نتمنى ان نزور �سقطرة هذه اجلزيرة التي ن�شعر ان‬ ‫�سر هذه ال�سعادة التي يزرعها بعد�سته يف الوجوه حيثما‬ ‫ا�ستديوهات الت�صوير املجهزة بالعدد اخلا�صة به‪،‬‬
‫ال�صورة الكاملة والرائعة لن تكتمل بغريها‪”.‬‬ ‫حل اوذهب ‪ .‬لعل ذلك يحدث يوما ما حني يعيده �شغفه‬ ‫منطلق اعجاب �آخر ملا فعله ايريك الفورغ خالل‬

‫‪121‬‬ ‫‪120‬‬
 FROM ERIC’S SPECIAL WORLDS

24 25
 From his Testimonials
“Sometimes words aren’t enough. Your
work is without doubt the best I’ve seen on
Flickr by a long way and it inspires me -
thank you”
bob : davis
“If one day you need to see how the world
is, how people can be different and similar
at the same time, how life flows all around
this Planet and specially, if one day you
need to spend hours watching and
enjoying the Best Photography, then this is
the place for that, Eric’s Photography is as
22
full of life as the real world is, strongly
recommended for every Photography and
Humans lovers. Thanks for sharing this with
us, thanks for teaching us how a great
Photographer must be. “
Fotonstudio
“Eric’s photostream is a must, here on Flickr
.... he has the ability to capture the very
essence of people and their culture in a
way that no one else does ... after viewing
his stream (his North Korea set, for
example) you have seen not only what the
country looks like, but much more
importantly, come to understand
something of the life and hopes of the
individuals he photographs.
A combination of greal skill, a wonderful
eye and the ability to capture the perfect
moment makes Eric’s photostream my
favorite place to spend a Sunday afternoon
VinaPix
“I have been associated with photography
since 1965, as a learner, as a photographer,
as a teacher and as a Semi-professional. I
have participated in camera clubs and
various competitions and have seen many
photographs that could equal Eric’s images
but I have rarely seen the work of a
photographer that is so consistently great
as the work of Eric Lafforgue.
The images he has made of various
countries and the people of those
countries show tremendous quality and
cause me to be in awe.
Flickr is well represented by this
photographer. “
Rbracy1943
“Eric’s photography is what I would like my
photography to be one day. He is nothing
but inspiration threw his lens. He shows us
the beauty that life has to offer threw the
colors and many faces of the world.
Eric I tip my hat to you. Your photography is
amazing and inspiring to the world of
photographers.
Robert Lio
23

admirers. However, the pictures of Yemen
express his trend in the art of photography
and his simplicity which is the creativity
secret. When we reread those images
quickly, we discover Eric’s first feature that
after the circulation of his pictures on our
heads, we bring to the jury the decision
that: “Eric is not a photo dealer”
One may say, so what’s wrong if he was a
photo dealer?
Yes, it is not a defect, but we must set the
record straight. In other words, there is a
difference between contracting with a
large company to make a photo album for
Yemen (that will be successful and
beautiful) and capturing a photo by Eric
Lafforgue for a veiled- face girl who is
supposed to avoid the camera lens, we
found her smiling under the veil with
genuine pleasure which is visible in the
amazing magical glint in her eyes flying in
the Snapshot to be a filter that prevents
any grief or anger and always keep it out of
the picture.
This happiness is the secret of a special
privilege of an exceptional, wonderful
photographer who was asked more than
once about that, and the latest of which I
asked him what were you doing to these
people around the world to make them
look so happy?
20
“Eric: I first try to have a little time with
them, not always easy as i do not speak
many languages, but i think it is important
not to come, shoot, and leave!
i use to give a lot of polaroids too, people
are always happy to have a picture!
Here is a direct and simple, creative
innovation which deems no complications
while the world is full of darkness and
chaos because of complex theories and
schools of criticism. We also know that this
photographer is a poet who writes his
poems with love on the faces by his camera
which is a distinction that can show us a
real grief in an abandoned building mud
that was sitting in silence somewhere in
the world and since Eric passed by it and
took it out of its isolation and silence.
But here too, we approach the most
difficult question again, what does this
creative photographer do to us?
  That is what he does to those in Yemen. It
is not easy to portray people here, there are
customs and traditions and the least
among these is the misunderstanding. the
misunderstanding that led a woman to
beat me with sticks on my hands while I
was taking a picture for a sheep sponsor in
the Coral Valley fog in the Governorate of
Taiz, though the old women was over the
age of sixty, but what we can do about the
limitless templates of preconceptions, and
this is can be worse when it is associated
with misunderstanding that they form a
closed scene written on it “cameras, or even
approaching are abandoned”. This is a cycle
of isolation and ignorance that can be
found everywhere. Our creative
photographer could overcome these
barriers because what he does with his
camera is more than just documentation of
a moment or using light and color.
World is turning into a private studio
As long as creativity of writing poems has
been associated with genes, and creativity
of sculpture has been associated with
magic, so what wrong if we associate that
to photography? A real magician is capable
of sending real joy entities scattered on the
human faces on earth, often show on their
faces the brightness of joy and happiness
that is difficult to ignore, and it is difficult to
find such pictures out of camera-equipped
studios. It is another admiration for what
Eric did during this short time. He turned
the vast, open world into a studio of his
own to portray as he wants, isn’t that
magic?
Eric Lafforgue is specialized in photography
of people (portrait), which is outside the
usual condition of a wanderer in the
different parts of earth, as it assumes
landscape photography should be his
specialization due to his circumstances,
but being satisfied with portrait is another
source of surprise for his fans. As a matter
of fact, working on the art of photography
(portraiture) requires a studio, which is not
available for him, how he could transform
the world to a private studio? This is
another unanswered question.
I have always wondered how I would look
if Eric took me a picture by his camera as I
never smile for camera lens. Is Eric going
to overcome that by his camera? Perhaps
at this time, I will know the secret of this
happiness Eric creates with his camera
lens wherever he goes. This may happen
when his passion for Yemen brings him
back one day. He says with his humility
and simplicity that we are familiar with,
and we love very much:
“i see Yemen as a very welcoming country,
far from the idea many people do have
thru the bad news they can hear on t .v, or
read in newspapers ...
as i ve been to yemen when i was a kid, i
was 9, i met people with strong traditions,
all with big guns, but smiling and taking
care of me when visiting the villages!
since then, i’ve came back 5 or 6 times to
see the diversity of the country: paradise
islands, desert, architecture, unesco towns
...
i think Yemen has the best preserved
culture in the Arabic world, and has to
keep it in the future.
In my world, Yemen is very strong, as my
wife has fallen inlove too with this
country: she’s been there 16 times!
so we share the same passion!
we just need to discover Soqotra, last
place where we haven’t been!”
Before or behind the camera
Finally, for me, now I am sure that the
camera is not behind providing us with
the world of exception. It is a world of Eric world of music of Yanni the creative of
such wonderful albums that we browse
Lafforgue. the music world where the creativity is
on the website:
Speaking about him never ends easily, one of the world and the whole world, a
Http://www.flickr.com/photos/
despite his usual extraordinary simplicity. world of love of humanity through the
mytripsmypics
That’s why I can’t introduce him quickly in audio pleasure. Eric’s world is also
That is not because the camera is just a
this limited space. It is better to let the opening up a world of cultural and visual
machine and the artist is makes the final
camera speak and let the picture reflect comfort.
decision of this innovation, but because
what it has in the epic of an exceptional No room for lifeless things. Everything
Eric Lafforgue does not stand behind the
photography. What a difference here has a spirit, even the old buildings and
camera, but before it. I can not imagine
between for taking pictures for the world narrow neighborhoods. Everything
him as any other photographer hiding
for the sake of happiness and reflects its inside even the solid rocks, and
behind the camera, looking through the
photographing the world in a creative that is what Eric is searching for as an
lens to the world, but I find him the
work beyond the borders of cultures, exceptional artist, and there he builds a
opposite standing with the world
ethnic barriers, and walls of languages. I unique, real, inspiring world which is full
stretching his hand to it in a friendly
cannot find him a resemblance but in the of fascinating happiness and surprise.
invitation to enter through a new lens to
21
 of the measurement compared to the
months and days, and the computer as the
greatest man-made complex developing
only every 18 months while the whole
of human knowledge doubles every
five years, but this does not justify the
transition of Eric from a tourist who puts
some pictures of the observations on a
website that has tens of millions of images
and tens of thousands of photographers
and become one of the most prominent
members of Flickr attracting thousands
of users, which raised a surprise on the
workers on this website and they tried
to look for the answer in an interview
conducted with him and shaped on the
same site. But the course of the meeting, to
be deviated from the mere assertion that
there are pictures of other photographers
on the site that impress him. Yahoo (the
mother website) had the same interview
with him. This time, the interview
confirmed through the questions
addressed to him the importance that
Yahoo and Flickr made to lead to this
photographer’s fame and it got him to
confirm publicly that he would continue to
raise the images on their site and that it is
the main one to him.
Http://www.flickr.com/photos/
mytripsmypics/
Though Eric was able to scare the largest
and first site in the world, yet we have not
had the answer how to do so.
I am writing these words while I am sitting
in front of the computer screen waiting for
a response from Eric to the same question
which I forwarded to him by e-mail after
nearly two months of electronic talks in
the Worldwide Web.
“How you could achieve this
remarkable success in the world of
photography in such a short period?
Eric: well, i had the chance to take pictures
of papua new guinea in a new style and
many magazines like Geo, Nat Geo, etc
loved them, so they took them!
i cover destinations which are not too
touristic (eritrea, libya, vanuatu, danakil ..)
so magazines see me much more than if i
covered paris, london, or new york!
and last thing, i use a lot the Raw format
which give you the chance to “develop”
digitaly the pictures, so the real colors and
atmosphere can be printed. This is
important as much of the photgraphers
tried until recent years to keep on with
films ... but films do not have such range of
possibilities ...”
Certainly that is not a sufficient answer.
What we are talking about is a technical
issue here, that is true, but there are
18
pictures for great photographers which are
now artistic artifacts, although they were
taken by wonderful black and white
cameras that are seventy years old. They are
primitive and seem ridiculous comparing
to what we have today, cameras of highly-
developed techniques reaching prices that
could break the barrier of thirty thousand
dollars and more.
What we are talking about here is the
uncreated unanswered question, “What
does the photographer do?” it is an
ongoing question since the beginning of
birth, since the painting on the walls of the
caves, sculpture, photography of water, oil,
leading to modern photography, graphic
arts, animation, and even the art of
caricature.
What does a photographer do?
It is exactly what Eric did on Flickr website
in which his pictures attracted hundreds of
users if not millions and they have been a
Photography, Twenty years of
professionalism, fifteen years of
innovation, etc. .., but I never saw a great
photographer named to less than ten
years, what about four years. Yes, it is true
and here I am taking the risk with all
confidence to write this at Al-Yemenia
Magazine which is the first printed Arab
media around the world “Eric Lafforgue,
four years of extraordinary creativity in the
art of photography.”
He made the secret of his existence, and
that is only award that the creative artists
have. His other award is the mystery of his
creativity:
what are you looking for, by traveling
with your cameras around the world?
Eric: i just try to show the beauty of the
world and the characters of the poeple.
‫المقالح عبد الكريم‬ some photographers show poverty or
pain, i have decided to show the other
side!
Photos taken by Eric for Yemen are not the
finest pictures in the album but there are
Guinea, Cambodia, Ethiopia, Libya, Eritrea
and other countries which have
breathtaking pictures as said by the
source of inspiration for many, not because
they are illustrated by the latest digital
cameras and, if so, but because they
represent an exceptional event in the
community of digital photography. I will
not merge myself in the dialectics of
criticism as I am not up to that, and I will
not show off with technical terminology,
architecture perspective, color, etc. .. of the
significance of those terms, not because
they are not important, but because Eric
simply is not familiar with them, and I do
not think that the creative artist since the
start of the work of creation had know
them. The real artist is always one or two
steps ahead from the critical. He is not only
the former in his time but also innocent of
irony.
Four years (only) of photography!
Many greats in the art of photography, all
without exception, have something written
against their names such as, Fifty Years of
 Eric Lafforgue
A Magician Making a World of
Extraordinary Happiness and Surprise
Who would have believed that
the forty-three-year-old French
man, who started near the end
of the year 2005, carrying a
camera on a tourist trip, would
be, supernaturally, in four years
one of the famous professional
photographers in the world.
How this happened, how
he was able to occupy this
distinguished place in the
world of photography in four
years only?
By:Khalid Alkainaey
Translated By: Osama Hashim
16
We Often read on the pages of the Internet
the expression that, “while I was browsing
the Internet I ran into” news, pictures,
information, or people that later became
a friend, beloved, an electronic bride or
Groom, or a human beast in some cases.
However, what I encountered was the site
of a world of imagination, creativity and
culture. What I was looking for was pictures
of Yemen, a photographer from whom I
could buy pictures for the magazine, and
found Flickr, about four years ago, as one
of its sub-sites designed for pictures on
Yahoo. Negotiation with the paparazzi was
hovering between difficult and impossible.
Once they know The pictures are required
for Al-Yemenia Magazine , which is an
international magazine distributed in
thirty countries around the world, they
set prices that give me a headache for
two or three days depending on the
price in which two thousand dollars gives
me a headache for two days and three
thousand dollars gives me a headache for
three days, and so on. In addition, I sent a
photographer to shoot the local area in
Yemen. I later discovered that the pictures
he gave me were footage that took place
years ago. Simply, he deceived me! Another
one tried to convince me that his alleged
pictures were taken for Al-Jawf area while
they were only for mud buildings in the
suburb of the capital, an area called Al-
Rawdhah. Consequently, I was expected
to be all that disappointed, but instead,
I grew to love photography with a taste
that is somewhat modest, so I decided to
break into this area and the accession to
the world of photography - God bless the
digital technology. Without it, I wouldn’t
have even thought of looking through
the camera since that required to obtain
appropriate films and printing. I had the
patience to try and fail! Then during the
following years, I had fewer headaches,
and a variety of options, the magazine
completely obtained exclusive photos
of Yemen. During those years, Yahoo has
given up on all the locations of sub-images
including the codes and pages for the
benefit of the individuals to Flickr to be
the only website for pictures and become
one of the more developed sites on the
Web, the first and the largest worldwide.
More than 40000 files per minute have
been uploaded to this website. A large
and new society of photography, the
vibrant cultural heart of globalization and
the advantages of a good milestone, has
been found. I have not mentioned yet the
photos that led me to the photo of the
covered Yemeni girl for the photographer
Eric Lafforgue. It is the witness of this
introduction at the time when there were
no images of Yemen at the site exceeded
the number of two thousand or less. The
pictures of Eric were the most beautiful
and clearly exceeded the number of
forty thousand now. The photos of this
man, with or without the bar, are still of
the most beautiful and most attractive
ones, not only for me but for the tens of
thousands of members of the international
community of Flickr. Over the past four
years, his number of private pictures
exceeded the number of four thousand,
and it became known that he adds to the
album 6 images per hour while, the poor
slave of God, the author of this article adds
two pictures in less than a month. It is not
a question of time and professionalism as
many photographers takes hundreds of
shots a week resulting a pile of invaluable
photos which are very different from what
Eric did during the four years of his short
professional time.
The photographer who terrified Yahoo
it is true that the era of high-speed, digital
society, the electron, and the other parts
17
 comes an unforgettable visit.
It would be impossible for a visitor to
forget a visit to Al-Riyadi in Al-Mahweet, Al-
Shaair in Ibb, or other seemingly identical
villages in Taiz and Hajjah.
The green-terraced mountains of Yemen
range from 1,000 to 2,800 meters above
sea level, each speckled with picturesque
villages from the valley floors to their very
summits.
People dwelling on the tops of Yemen’s
great mountains, virtually all of which are
populated have overcome the challenge of
their rough landscapes.
One old man from a village in Hajjah was
asked why he chose to live only on the
summit of a mountain.
He said that it was his ancestors who
started the habit living on the tops of the
mountains to avoid floods and invaders.
14
In many ways, nature there is in full service
of the inhabitants, providing most basic
necessities for inhabitants and relaxation
and comfort for visitors.
There is no need for public water services,
for example, if access to such services were
even possible.
Fresh mountain springs provide ample
fresh water to households for free, the
disturbance of someone knocking on your
door and demanding a hefty water bill
payment is virtually unknown.
It is a hospitable nature indeed.
Especially in the summer, the weather is
blessedly mild, with temperatures ranging
between 20 and 25 degrees.
The relative humidity remains comfortable
for most of the year, hovering at around
35◦ Winters on the mountaintops may
get quite cold, but one can easily adapt
to make the cooler months more
comfortable.
The people wear warmer clothes at that
time of year, mainly garments made of
wool, and also have special traditional diets
of fattier foods with more calories.
These foods include ghee, milk, eggs, bread
and honey.
But there’s always more to do than just
eat and admire the view- visitors to
these villages can do lots of things for
entertainment and relaxation, including
hiking, swimming, rock climbing, even
hang- gliding,! The General Authority
for Tourism Development has started
studying Yemen’s scenic mountain villages
to look for ways to provide them with all
the amenities that will help visitors find
entertainment and comfort in a perfect
atmosphere for relaxation and play .

Skyscrapers in Yemen
When we talk about skyscrapers
in Yemen, we don’t mean those
giant concrete-and steel eyesores
that tower in the air and block
your view of the sky.
The beauty of Yemen’s rural areas lies in the unique architecture By: mohammed Ghoath
12
We mean traditional Yemeni tower houses
on the peaks of steep mountains-they are
things of beauty, and from their tops, one
usually has a unique and special view.
Visitors to superb villages in Taiz, Al-
Mahweet, Ibb, and Hajjah are often
charmed and surprised.
Even a first-time visitor will be at least a
little concerned that climbing to the top of
a tower house is a difficult task, especially
if that house is at the top of a great
mountain.
Needless to say, one might not wish to
climb such a house several times a day.
Let us reassure our readers once and for
all, though, that if a visitor climbs to and
spends time in these mountain villages, the
difficulties of the climb pale in comparison
to the mental and spiritual relaxation they
will feel.
A common belief here is that a few hours
at the top of these villages is enough to
overcome any psychological disorder.
After a week’s rest in a mountain village,
even the most exhausted and tortured soul
should feel revitalized enough to take on
the world.
Life in the mountaintops is a different
experience, although not one of hardship
in any sense of the word.
Food and all basic necessities can be
found, store-bough if one insists-the sale
of fresh agricultural products helps ensure
that imported commodities are available,
keeping the inhabitants of these villages in
their ancestral homes .
All things considered, the quality of life
may be far better than in the cities.
There are no factories or automobiles
emitting smoke and polluting the 100%
pure air.
Women go out early every morning to
their terraced fields to graze their herds
and fetch water from wells, the jars either
balanced on their heads or carried on the
backs of donkeys.
As self-sufficient farmers with their own
pastures, cattle and fields of crops, Yemen’s
skyscraper-dwellers don’t have to phone a
supermarket to bring them cheese, ghee,
oil, yoghurt or meat.
They make all these at home.
One shouldn’t suppose that these
statements reveal every thing there is to
tell about life in the skyscrapers.
You ‘d have to climb to the summits
yourself to discover the real secrets.
Lately, winding roads have been
constructed to help people drive
considerable distances toward the
summits.
Usually, though, you have to climb the rest
of the distance.
The inhabitants of these villages
traditionally had not use for roads, as their
donkeys were much more versatile than
cars.
With the improved accessibility, however,
13

Soon we were ascending barren hills
overshadowing valleys spotted with
greenery.
The scenic view of the Kawkaban and
Thulla Mountains to the left held our
attention for a while before we descended
into the Al- Bawn basin.
At <Amran, whose old clay walls are still
intact, we turned left through a new
suburb of the city.
After stopping to photograph the old
town, we began our ascent upward.
The mud and stone homes of the
countryside, set on the slopes and atop
the mountains, seemingly melting into the
landscape, reminded me of the Ksars and
Kasbahs of southern Morocco.
Historians who assert that the Berbers
immigrated to North Africa from the
Arabian Peninsula in the mist of history
have Mountains strongly indicate that their
ancestors once called Yemen home.
As we wound our way up to near the peaks,
I was entranced with the view hundreds of
10
feet below.
Every valley was filled with greenery and
the endless grain and vegetable terraces,
in places, led to the very top of the
mountains.
All around the sheer drops, deep valleys,
terraced fields and fortress-like villages
created a fantastic picture of an amazing
countryside .
Near the citadel of Kahlan, perched like an
eagle’s nest on a summit of a mountain
2,400m (7,827 ft) above sea level, we
stopped at the side of the Chinese-built
highway, a remarkable feat of engineering
cut from sheer-solid rock, to survey the
scene.
Steep cliffs tumbled down to intensively
cultivated fields that produce two or three
crops a year.
In the distance below, villages built at the
peaks of hills appeared as if they were
placed there by magic.
Above, picturesque terraced fields reached
to the walls of the fortress.
Our intention was to see its
famous large underground
prison where the Imams used
to confine their adversaries,
often in cruel conditions.
It played an important role during many
critical periods in Yemeni history, once
serving as the capital of the Zaydi state.
When Imam Yahya was assassinated in
1948, his son Ahmed was placed in power
by the tribes in the Hajjah region.
As payment for their services he allowed
them to sack Sana’a .
This event was never forgotten by the
inhabitants of that city who, thereafter,
worked for the downfall of the imamate,
which was achieved by the success of the
1962 revolution.
We made our way through this once main
fortified urban centre of a mountain-
farming region to the Turkish built al-
Qahira citadel, situated atop the highest
peak in the city .
Our intention was to see its famous large
underground prison where the Imams
Before the Chinese constructed the Hajjah
used to confine their adversaries, often in
highway, it was almost impossible to travel
cruel conditions.
through this astounding part of Yemen.
It is said that the walls of the prison cells
The road must have opened up a new
are filled with scribbling, inspired by the
world to the inhabitants of these sky-
suffering of the inmates.
reaching mountains.
However, we were not able examine these
It is no wonder that foreign armies from
writings.
Turks to British were rarely able to occupy
The fortress had been made a military post,
the mountainous regions of Yemen.
banned to the public.
Never having been totally subjected by any
Nevertheless, our ascent had not been
conqueror, the Yemenis have retained a
in vain. From the walls of this imposing
deep pride in their Arabism and history.
stronghold, the countless villages and
From Kahlan, we wound our way
hamlets spread on the summits and sides
downward until we reached the Sharaz
of the surrounding towering hills was a
Valley, about 1000m (3280 ft) above sea
spectacular sight.
level.
These small towns located amid endless
Crossing a bridge spanning the Sharaz
terraces, green valleys and striking
River, we climbed upwards past coffee
mountains gave the countryside an aura of
fields – fast being replaced by qat – until
majesty.
we were in Hajjah, located 1700m (5576 ft)
Set in the core of the Yemeni highlands,
above sea level.
this fortress-city, which is today the capital
Built atop a number of mountain peaks,
of Hajjah province, seemed like a fairytale
Hajjah>s strategic location made it a prize,
town growing out of the clouds It was well
fiercely fought over through the centuries.
worth the journey just to savour the scene.
 The scenic Mountainous
Road to Hajjah- Yemen’s fortress city
Hajjah ! you must go to Hajjah’’, was the suggestion every Yemeni would make
when I talked about my plans exploring their country. You must see its surrounding
countryside. It’s the most magnificent mountain scenery in the world’’, my friend
Yahya, on a visit from the U.S.A was insistent when urging me to visit that mountain
city- 127km( 79 mi) from Sana’a the country’s capital.

Heeding his advice, I decided to make a trip
to that much talked about town.
Now, early in the morning, we were on our
way.
Near the end of the 50 km (31mi) long and
10 km (6mi) wide Sana>a Basin, our driver
stopped to buy some fruit by the side of
the road. I wanted to take photos of the
young men selling their produce, but all
refused.
Was it their dread of the evil eye or the
fear of tourists showing the poverty of the
country?
I could not tell.
Our driver, Ahmad, said that there is an oral
tradition among the country people that
the Koran banned the taking of photos.
After passing through the village of
Ma’mar, Ahmad stopped to buy his daily
qat –leaves of a plant which are chewed for
leisure by about 90% of Yemeni men and
10% of the women.
Even though non-addictive, the habit is
very costly for the average person –from $.
To $60 a day, depending on the quality.
The daily chew pushes many families into
poverty and to satisfy the demand more
than a third of the cultivable land is set
aside for this plant, called by many the evil
of Yemen’.

8 9
 Quarterly Magazine Published by Yemen Airways

Issue Number 31 APRIL - JUNE 2009

CONTENTS

08 The scenic Mountainous

Road to Hajjah- Yemen’s fortress city
12 Skyscrapers in Yemen
The beauty of Yemen’s rural areas
lies in the unique architecture

CHAIRMAN
Captain AbdulKhalek S. Alkadi

EDITOR-IN-CHIEF
Khalid Al-Kainaey

PROOF READER

18
Shams-Aldeen

PHOTO GRAPHER’s
A.Rahman Ghabri Eric Lafforgue
Mohammed S. Noman
A Magician
Abdulwali Attawqi
Zeryab Ghabri, Found Alharazy Making a World of
Ameen Alghabri, Mokrid M. Mokrid Extraordinary
Happiness and
ADVERTISING SUPERVISOR
Nabil A. Al-samaei Surprise
Mobil: 00967 733211143
Mobil: 00967 734555083
Mobil: 00967 700003077
All correspondences to be E-mail: magazine@yemenia.com
MAGAZINE ADDRESS
Mailed to Editor-in-chief www.yemenia.com
General Management
Sana’a - Yemen DESINGED BY
P.O.Box: 1183 BIN DASMAL ADVERTISING Fax: 00971 4 2828372
Telfax: 00967 1 258015 RAE’D EZZAT M. PRINTED BY BIN DASMAL
Tel: 00967 1 232380/ 7 Ext. 117-118 Tel: 00971 4 2828569 Dubai, U.A.E
Yemen
Quality in Travel and Tourism since 1972

www.atg-yemen.com
P. O. Box : 25321, Sana’a - Republic of Yemen
Tel. : 00 967 1 441 260 / 446 333, Fax : 00 967 1 441 259
E-mail: info@atg-yemen.com, website: www.atg-yemen.com
 ‫ال�سيد‬ ‫ال�سيد‬ ‫ال�سيدة‬ ‫أ‬
‫الن�سة‬ ‫دكتور‬ ‫اخرى‬
‫‪Title‬‬ ‫‪Mr.‬‬ ‫‪Mrs.‬‬ ‫‪Miss‬‬ ‫‪Dr.‬‬ ‫‪Other‬‬
‫اال�سم االول‬ ‫اال�سم االو�سط‬
‫‪Middle Name‬‬
‫ا�سم العائلة‬ ‫رقم جواز ال�سفر‬ ‫رقم الهوية‬
‫‪Passport No‬‬ ‫‪ID No‬‬
‫الوظيفة‬ ‫اجلن�سية‬
‫‪Job Title‬‬ ‫‪Nationality‬‬
‫جهة العمـــل‬ ‫حكومي‬ ‫خا�ص‬
‫‪Company Name‬‬ ‫‪Government‬‬ ‫‪Private‬‬
‫العنوان الربيدي ‪Maliling Address‬‬
‫�صندوق الربيد‬ ‫املدينة‬ ‫الرمز الربيدي‬ ‫ا لبلـــد‬
‫‪P.o Box‬‬ ‫‪City‬‬ ‫‪Zip Code‬‬ ‫‪Country‬‬
‫جــوال‬ ‫بريد الكرتوين‬
‫أ�رقام الهاتف ‪Telephone Numbers‬‬ ‫‪Mobile‬‬ ‫‪e-Mail‬‬
‫مفتاح املنطقة‬ ‫املـنزل‬ ‫ا لعمـــل‬ ‫الفاك�س‬
‫‪Area Code‬‬ ‫‪Home‬‬ ‫‪Business‬‬ ‫‪Fax‬‬
‫تاريخ امليالد‬ ‫اليوم‬ ‫ال�شهر‬ ‫ال�سنة‬ ‫نافذة املقعد املف�ضل‬ ‫مـمـر‬
‫‪Data of Birt‬‬ ‫‪Day‬‬ ‫ ‪Month‬‬ ‫‪Year‬‬ ‫‪Seating Preference Window‬‬ ‫‪Aisle‬‬
‫الوجبة املف�ضلة‬ ‫نبا تية‬ ‫وجبةنباتية أ��سيوية(حارة)‬ ‫خاليةمنال�سكر‬ ‫قليلالد�سم‬ ‫قليلامللح‬ ‫الطبق املقدم على الرحلة‪:‬‬
‫‪Low Fat‬‬ ‫‪Low Salt‬‬ ‫‪Standerd Menu‬‬
‫هل انت م�شرتك يف أ�ي برنامج مماثل لدى �رشكات الطريان آ‬
‫الخرى؟‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫اذكـــر الــربنامج‪:‬‬
‫‪No‬‬ ‫‪Yes‬‬
‫ف�ض ًال أ�كمل املعلومات التالية باللغة العربية مع مراعاة إ�كمال املعلومات الواردة بعاليه باللغة االجنليزية‬
‫جهة العمل‪:‬‬ ‫الوظيفة‪:‬‬ ‫اال�سم الثالثي‪:‬‬
‫العنوان الربيدي‪:‬‬

‫‪Whenevera l use the Arabia Felix Club membership card will agree and abide‬‬ ‫ا�ستخدامي لبطاقة نادي العربية ال�سعيدة يعني موافقتي والتزامي بجميع أ�حكام و�رشوط‬
‫‪by all Terms and Conditions which would be sent to me later‬‬ ‫نادي العربية ال�سعيدة التي �سوف تر�سل الحقاً‪.‬‬
‫‪Signature‬‬ ‫التاريخ‬
‫‪Data‬‬
‫‪Please allow 15 days for Processing from the receiving date‬‬ ‫ي�ستغرق إ�نهاء إ�جراءات الع�ضوية ‪15‬يوم ًا من تاريخ ا�ستالمه‪.‬‬

‫‪Please Fully complete your‬‬ ‫ف�ض ًال يرجى تعبئة البيانات باللغة‬
‫‪appliction in English block‬‬ ‫االجنليزية ب�أحرف كبرية يف‬
‫‪capitals letters only.‬‬
‫‪Your full name should be‬‬
‫اخلانات املخ�ص�صة كما يرجى‬
‫‪written as shown in your‬‬ ‫كتابة اال�سم كما يف جواز �سفرك‬
‫‪passport.‬‬ ‫وار�سال اال�ستمارة بالربيد او‬
‫‪kindly return your enrollment‬‬ ‫بالفاك�س على العنوان املو�ضح‬
‫‪form by post or fax to:‬‬
‫أ� دناه‪:‬‬
147 146
 sky scrapers in yemen... The beauty of Yemen’s...

Eric Lafforgue
Issue Number 31 april - june 2009

A Magician Making a World

of Extraordinary Happiness and Surprise
148

Your Free Copy