You are on page 1of 43

‫الفصل الثالث‬

‫التجارة اللكترونية‬
‫•المقدمة‬
‫•التجارة اللكترونية‬
‫‪-‬تعريف التجارة اللكترونية‪.‬‬
‫‪-‬الفرق بين التجارة اللكترونية والعمال اللكترونية‪.‬‬
‫‪-‬أهمية التجارة اللكترونية‪.‬‬
‫‪-‬أنواع التجارة اللكترونية‪.‬‬
‫•بناء نموذج تجارة إلكترونية على شبكة النترنيت‪.‬‬
‫•علقة التجارة اللكترونية بعلم المحاسبة‪.‬‬
‫‪-‬أثر التجارة اللكترونية على كل من المحاسبة والتدقيق‪.‬‬
‫‪-‬التغيرات التي أحدثتها التجارة اللكترونية على بيئة‬
‫العمال‪.‬‬
‫‪-‬التجارة اللكترونية وعلقتها بمعايير المحاسبة ومعايير‬
‫التدقيق‪.‬‬
‫•مخاطر التجارة اللكترونية‪.‬‬
‫‪-‬أسباب صعوبة تعقب الختراقات التي تتم عبر شبكة‬
‫النترنيت‪.‬‬
‫‪-‬الحلول المقترحة للسيطرة على مخاطر التجارة‬
‫اللكترونية‪.‬‬
‫•الفرق بين التجارة اللكترونية والتجارة التقليدية‪.‬‬

‫المقدمة‬
‫لقد تمكن اختراع شبكة التصالت المعقدة الحديثة والمتمثل بشبكة النترنيت‬
‫من إزالة الحدود بين جميع دول العالم ‪ ،‬وجعل العالم أشبه بالقرية الواحدة ‪ ،‬وظهر‬
‫ضمن هذا الختراع آليات وأدوات تعامل متعددة الشكال ‪ ،‬والغراض‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫وتعد أداة أو آلية التجارة اللكترونية إحدى الدوات الحديثة التي أفرزتها‬
‫شبكة النترنيت ‪ ،‬ورافق ظهورها تغير جوهري ببيئة العمال الخاصة بها ‪ ،‬فمن‬
‫جهة هي أداة ذات طابع غير ملموس ‪ ،‬ومن جهة أخرى ونظرا لطابعها الفريد من‬
‫نوعه رافقها غياب التوثيق المستندي لغلب مراحل العمليات التجارية التي تتم من‬
‫خللها‪.‬‬

‫سيحاول الباحث في هذا الفصل شرح طبيعة وماهية التجارة اللكترونية ‪،‬‬
‫وتوضيح الفرق بينها وبين التجارة التقليدية ‪ ،‬ومن ثم إظهار أثرها على بيئة العمال‬
‫الخاصة بها ‪ ،‬وكيف أن البيئة الجديدة للعمال أحدثت وستحدث تغييرات كبيرة على‬
‫مهنتي المحاسبة والتدقيق‪.‬‬

‫وانطلقا من مفهوم أن كل من مهنة المحاسبة والتدقيق تؤثر وتتأثر بالبيئة‬


‫التي تعمل بها ‪ ،‬سيقوم الباحث بمحاولة شرح العلقة المتولدة بين بيئة التجارة‬
‫اللكترونية ‪ ،‬ومهنة المحاسبة والتدقيق من جهة ‪ ،‬وبينها وبين معايير المحاسبة‬
‫والتدقيق من جهة أخرى‪.‬‬

‫كما سيتطرق الباحث إلى المخاطر المرافقة للتجارة اللكترونية ‪ ،‬ومسبباتها ‪،‬‬
‫وكيفية تفاديها ‪ ،‬ومدى تأثير هذه المخاطر على آلية العتراف باليراد محـاول‬
‫إيجاد حلول مناسبة تساعد باستغلل التجارة اللكترونية بشكل آمن والستفادة منها‬
‫بشكل يخدم المتعاملين بها‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫التجارة اللكترونية‬
‫‪ ،‬حيـث أن هذا‬ ‫‪1994‬‬ ‫بدأ مصـطلح التجارة اللكترونيـة فـي الظهور بعـد عام‬
‫الم صطلح ارت بط وبش كل كا مل مع اختراع شب كة النترن يت ‪ Internet‬وال تي غزت‬
‫العالم بش كل منق طع النظ ير ‪ ،‬فشب كة النترن يت ت عد من أ هم اختراعات هذا الع صر‬
‫والتي استطاعت ربط دول العالم بشكل لم يكن من الممكن تخيله سابقا ‪.‬‬

‫ول بـد مـن التعرف على شبكـة النترنيـت أول قبـل التعرف على التجارة‬
‫اللكترونية وخصوصا لخلط البعض بين مفهوم شبكة النترنيت العالمية ‪Internet‬‬

‫و الشبكة العنكبوتية العالمية (‪ )WWW‬وهو اختصار ‪. World Wide Web‬‬


‫‪ -‬شبكة النترنيت العالمية ‪: Internet‬‬
‫هي عبارة عن شبكة اتصالت عالمية تربط بين مليين شبكات‬
‫‪1‬‬
‫التصال ومليين أجهزة الكمبيوتر بشتى أشكالها وأنواعها ‪.‬‬

‫‪ -‬الشبكة العنكبوتية العالمية ‪: WWW‬‬


‫وهي إحدى الخدمات المشهورة التي توفرها شبكة النتـرنيت العالمية‬
‫والتي تساعد على الدخول إلى مليارات المواقع الموجودة على‬
‫الشبكة ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫التجارة اللكترونية ‪E-commerce‬‬


‫يمكن القول بأن مصطلح التجارة اللكترونية ببساطة يعني استخدام النترنيت‬
‫والشبكة العنكبوتية العالمية لتبادل العمليات بشتى أشكالها بين العمال المختلفة ‪ ،‬مع‬
‫التركيـز على اسـتخدام التكنولوجيـا الرقميـة فـي العمليات التجاريـة بيـن الشركات‬
‫والفراد ‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪1‬‬
‫(‪Kenneth C. Laudon & Carol Guericio Traver, E-commerce, by Eyewire, USA, 2001, P. )109‬‬
‫‪2‬‬
‫(‪Ibid., P. )109‬‬
‫‪3‬‬
‫(‪Kenneth c. Laudon & Carol Guericio, Ibid., P. )7‬‬

‫‪56‬‬
‫وقد عرفها البعض بأنها " المعاملت التجارية التي تتم من قبل الفراد‬
‫والهيئات والتي تعتمد على معالجة ونقل البيانات الرقمية ‪ ،‬بما فيها الصوت‬
‫والصورة من خلل شبكات مفتوحة مثل النترنيت أو مغلقة ‪ ،‬والتي تسمح بالدخول‬
‫إلى الشبكات المفتوحة " ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫وفي التجارة اللكترونية ل بد من التطرق لعدة تعاريف أخرى ‪ ،‬ومن أهمها‬


‫التالي‪:‬‬
‫‪ -‬العمليات الرقمية ‪ Digitally Enabled Transactions‬وهي جميع‬
‫العمليات التي تتم بوسائط تكنولوجيا رقمية ‪ ،‬والتي في اغلبها تتم عبر شبكة‬
‫النترنيت والشبكة العنكبوتية العالمية ‪.‬‬
‫‪ -‬العمليات التجارية ‪Commercial Transactions‬وتعني هنا العمليات‬
‫التجارية التي تتضمن تبادل القيم (والمتمثلة بوسائط النقد المختلفة‪ :‬كالموال‬
‫وبطاقات العتماد والشيكات) بين الشركات والفراد مقابل بضائع أو‬
‫خدمات‪.‬‬

‫الفرق بين التجارة اللكترونية ‪ E-commerce‬والعمال اللكترونية‬


‫‪E-business‬‬
‫لقد ظهر خلف وجدل حول تعريف التجارة اللكترونية والعمال اللكترونية‬
‫‪ ،‬وأيهما يندرج تحت الخر ‪ ،‬فالرأي الول يعتقد بأن التجارة اللكترونية تشمل‬
‫جميع العمليات اللكترونية التي تقوم بها الشركات متضمنة كذلك البنية التحتية‬

‫‪ 1‬زايري بلقاسم ودلوباشي علي ‪ ،‬طبيعة التجارة اللكترونية وتطبيقاتها المتعددة ‪ ،‬المؤتمر العلمي السنوي الثاني لتكنولوجيا المعلومات‬
‫ودورها في التنمية القتصادية ‪ ،‬كلية القتصاد والعلوم الدارية ‪ ،‬جامعة الزيتونة ‪ 8-6‬أيار _مايو) ‪ ، 2002‬صفحة رقم ‪. 360‬‬

‫‪57‬‬
‫لنظم معلومات المنشأة وتضم بالتالي العمال اللكترونية ‪ ،‬وحسب هذا الرأي فإن‬
‫‪1‬‬

‫العمال اللكترونية عبارة عن العمليات الرقمية اللكترونية ضمن بيئة المنشأة‬


‫فقط ‪ ،‬ويقتصر دورها ضمن إجراءات الرقابة الداخلية وكمثال عليها ‪ ،‬عملية‬
‫السيطرة والطلع على حيثيات مخزون الشركة الموجود في موقع بعيد من خلل‬
‫وسائط تكنولوجيا رقمية ‪ .‬أما الرأي الثاني فيعتقد بأن العمال اللكترونية هي‬
‫الشمل ويندرج تحتها جميع أدوات التعامل اللكترونية الخرى ‪.‬‬
‫ويرى الباحث بأنه من النسب اعتماد الرأي الول لغراض إكمال الدراسة‬
‫من منطلق أن الرأي الول أقرب للصحة ‪ ،‬فمن جهة ‪ ،‬تطلق جميع الشركات‬
‫العالمية المتعاملة عبر شبكة النترنيت على جميع تعاملتها اللكترونية عبر شبكة‬
‫النترنيت مسمى التجارة اللكترونية ‪ ،‬ومن جهة أخرى يتفق الرأي الول وبدرجة‬
‫كبيرة مع العقلية الدارية والمحاسبية فمصطلح العمال ‪ Business‬يندرج على‬
‫المنشأة كوحدة مستقلة ‪ ،‬والهدف من إنشائها هو إدارة عمل محدد لتحقيق ربح ‪،‬‬
‫والتجارة ‪ Commerce‬تدلل على التعاملت مع الغير لنجاح العمل الذي تم‬
‫إنشاؤه‪.‬‬

‫أهمية التجارة اللكترونية‬


‫يمكـن القول إن التجارة اللكترونيـة تعـد مـن أهـم اختراعات العصـر والتـي‬
‫يم كن من خلل ها تحق يق أرباح لم ي كن من المم كن تحقيقي ها سابقا بالطرق التقليد ية‬
‫والسبب يعود للمور التالية ‪:‬‬
‫‪-1‬انخفاض التكلفة ‪ ،‬كانت عملية التسويق للمنتج مكلفة جدا في‬
‫السابق ‪ ،‬حيث إن العلن عن المنتج كان يتم بواسطة الوسائل‬
‫التقليدية عبر التلفاز والجرائد ‪ ،‬أما الن فيمكن تسويقه عبر‬
‫شبكة النترنيت وبتكلفة ضئيلة جدا ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫(‪Kenneth c. Laudon, Opcit., P. )109‬‬

‫‪58‬‬
‫‪-2‬تجاوز حدود الدولة ‪ ،‬كانت الشركة تتعامل مع عملء محليين‬
‫فقط بالسابق وإن رغبت في الوصول إلى عملء دوليين كانت‬
‫تتكبد مصاريف كبيرة وغير مضمونة العائد ‪ ،‬أما الن‬
‫فتستطيع الشركة أن تضمن اطلع الجميع على منتجاتها دون‬
‫أي تكلفة إضافية تذكر ‪ ،‬خاصة أن شبكة النترنيت دخلت‬
‫جميع الدول‪.‬‬
‫‪-3‬التحرر من القيود ‪ ،‬سابقا كانت الشركة تحتاج إلى ترخيص‬
‫معين والخضوع لقوانين عديدة وتكبد تكلفة إنشاء فرع جديد أو‬
‫توكيل الغير في الدولة الجنبية حتى تتمكن من بيع منتجاتها ‪،‬‬
‫أما الن لم يعد أي من تلك الجراءات ضروريا ‪.‬‬
‫ولمعرفـة المزيـد عـن أهميـة التجارة اللكترونيـة ‪ ،‬يمكـن الطلع على المميزات‬
‫الفريدة التي تتمتع بها ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫المميزات الفريدة لتقنية التجارة اللكترونية‬

‫‪11‬‬
‫(‪Kenneth C. Laudon & Carol Guericio Traver, Opcit., P. )9‬‬

‫‪59‬‬
‫تتم تع تقن ية التجارة اللكترون ية عن غير ها من التقن ـيات التقليد ية بعدة مميزات ‪،‬‬
‫ومن أهمها التالي ‪:‬‬
‫‪-1‬الوجود الواسسسسع ‪ ، Ubiquity‬مـــن منطلق أن التجارة‬
‫اللكترونية متواجدة في كل مكان وفي كل الوقات ‪ ،‬فالتجارة‬
‫التقليد ية بح ـاجة إلى سوق ملموس ي ستطيع المتعا مل الذهاب‬
‫إل يه للشراء ‪ ،‬أ ما التجارة اللكترون ية فإن ها ل تحتاج إلى سوق‬
‫ملموس وي ستطيع المتعا مل من خلل ها الدخول إلى هذا ال سوق‬
‫غ ير الملموس في أي و قت و من أي مكان بو ساطة الك مبيوتر‬
‫وبلمسـة بسـيطة على الموقـع الذي يرغـب بزيارتـه ‪ ،‬وبضغـط‬
‫عدة أزرار يمكنه الطلع على المنتج وشرائه ‪.‬‬
‫‪-2‬التداول العالمي ‪ ، Global Reach‬تمكن التجارة اللكترونية‬
‫المتعامليـن مـن خللهـا تخطـي حدود الدول والوصـول إلى أي‬
‫مكان‬

‫‪60‬‬
‫بالعالم وبضغطة زر بسيطة على الكمبيوتر ودون تكلفة تذكر ‪ ،‬على النقيض‬
‫من التجارة التقليدية التي يقتصر التعامل بها محليا ويصعب على المتعاملين‬
‫زيارة السواق العالمية للتسوق‪.‬‬
‫‪-3‬معاي ير عالم ية ‪ ، Universal Standards‬و هي مقاييس أو‬
‫معايير شبكة النترنيت ‪ ،‬التي يتم من خللها تعاملت التجارة‬
‫اللكترونية وبشكل موحد بين دول العالم ‪ ،‬أما التجارة التقليدية‬
‫فتخضـع لمعاييـر ومقاييـس محليـة تعتمـد على الدولة نفسـها ‪،‬‬
‫فمقاي يس التجارة اللكترون ية تخ فض تكل فة الدخول إلى أ سواق‬
‫المنتجات بشتـى أشكالهـا ‪ ،‬بينمـا مقاييـس التجارة التقليديـة‬
‫خاضعة لسياسات الدول وتكلفة دخول أسواق تلك الدول تختلف‬
‫من دولة إلى أخرى ‪.‬‬
‫‪-4‬موارد معلومات غن ية ‪ ، Information Richness‬فالتجارة‬
‫اللكترونية ومن منطلق تمكنها من الوصول لجميع المستهلكين‬
‫ـتهلك بمعلومات كثيرة ‪،‬‬
‫ـى أنحاء العالم تزود المسـ‬
‫ـي شتـ‬
‫وفـ‬
‫بواسطة استخدام الشركات لجميع وسائط التكنولوجيا الرقمية ‪،‬‬
‫كالوسـائط المسـموعة والمقروءة والمرئيـة ‪ ،‬بينمـا فـي التجارة‬
‫التقليد ية كانت آل ية تزويد المعلومة تعتمد وبش كل رئي سي على‬
‫مقابلة المستهلك وجها لوجه ‪.‬‬
‫‪-5‬التواصسل ‪ ، Interactivity‬تعـد التجارة اللكترونيـة آليـة‬
‫تواصل ذات فاعلية عالية جدا ‪ ،‬من منطلق أنها وسيلة اتصال‬
‫ذات اتجاهيـن بيـن العميـل والتاجـر ‪ ،‬وعلى سـبيل المثال ل‬
‫الحصـر ‪ ،‬تفتقـد التجارة التقليديـة لهذا النوع مـن التصـالت ‪،‬‬
‫فلو أن إحدى الشركات أعلنت عن بضائعها عبر التلفاز ‪ ،‬فمن‬
‫غير الممكن أن يتواصل العميل مع المعلن عبر الجهاز ‪ ،‬ولكن‬
‫هذا التواصل اصبح ممكنا عبر التجارة اللكترونية ‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫‪-6‬كثافسة المعلومات ‪ ، Information Density‬مـن المعروف‬
‫بأن شبكـة النترنيـت جعلت المعلومات كثيفـة وذات نوعيـة‬
‫ممتازة وحدي ثة ‪ ،‬وبش كل مشا به قللت التجارة اللكترون ية من‬
‫آلية البحث عن المعلومات والتخزين ومن تكلفة التصالت من‬
‫ج هة ‪ ،‬و من ج هة أخرى زادت هذه التقن ية من التوق يت الملئم‬
‫للمعلومة ‪ Timeliness‬ودقتها كذلك‪.‬‬

‫‪-7‬السستهداف الشخصسي ‪ ، Personalization‬مـن منطلق أن‬


‫التجارة اللكترونيـة تمكـن المسـوق للمنتـج مـن اسـتهداف فئة‬
‫معينـة مـن الفراد مـن خلل تعديـل العلنات عـبر الشبكـة ‪،‬‬
‫وذلك بتحديـد معلومات الفرد المرغوب اطلعـه على المنتـج‬
‫كتحديـد العمـر ‪ ،‬والجنـس ‪ ،‬وطبيعـة عمله وأي أمور أخرى‬
‫يراها المسوق ضرورية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أنواع التجارة اللكترونية‬
‫هناك عدة أنواع من التجارة اللكترون ية ‪ ،‬وال تي ل بد من التعرف علي ها ‪،‬‬
‫ومن أهمها‪:‬‬
‫‪-1‬التعامل ب ين التا جر والم ستهلك ‪Business-to-Consumer‬‬
‫‪ ، ((B2C‬ويعـد هذا النوع مـن التجارة اللكترونيـة مـن أهـم‬
‫النواع والذي يحاول التاجــر مــن خلله الوصــول للفراد‬
‫المسـتهلكين ‪ ،‬ويحتوي هذا النوع على عدة نماذج والتـي سـيتم‬
‫التطرق إلي ها لح قا؛ وذلك لهميت ها الق صوى وترابط ها الوث يق‬
‫مع جوهر هذه الدراسة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫(‪Kenneth C. Laudon, Ibid., Page )13‬‬

‫‪62‬‬
‫‪-2‬التعامسل بيسن تاجسر وتاجسر آخسر ‪Business-to-Business‬‬
‫‪ ، ((B2B‬ح يث ير كز هذا النوع من التجارة اللكترون ية على‬
‫بيع المنتجات من تاجر إلى تاجر آخر‪.‬‬

‫‪-3‬التعامسل بيسن مسستهلك ومسستهلك آخسر ‪Consumer-to-‬‬


‫‪ ، (Consumer (C2C‬حيـث يسـاعد هذا النوع مـن التجارة‬
‫اللكترونيـة الفراد بأن يـبيعوا لبعضهـم البعـض ‪ ،‬وذلك مـن‬
‫خلل المزادات التي تبنى في شبكة النترنيت‪.‬‬
‫‪-4‬التعامل بين مستخدم ومستخدم آخر ‪(Peer-to-Peer (P2P‬‬
‫‪ ،‬يــعمل هذا النوع على تمكيـن مسـتخدمي النترنيـت على‬
‫تبادل المعلومات ‪ ،‬والت صال في ما بين هم دون وجود و سطاء ‪،‬‬
‫و من ثم التفاق على أ ية صفقات تجار ية ت تم ح سب الشروط‬
‫المتفـق عليهـا ‪ ،‬وقـد أوجدت برامـج خاصـة لهذه الغايـة والتـي‬
‫تمكـن مسـتخدميها ‪ ،‬تجاريون كانوا أم غيرهـم بتبادل أطراف‬
‫الحديث (‪ )Chatting‬بصور كتابية وسمعية ومرئية‪.‬‬

‫‪-5‬التجارة اللكترونيسسسة عسسسبر جهاز الهاتسسسف النقال ‪Mobile‬‬


‫‪ ، Commerce‬يعـد هذا النوع مـن التجارة اللكترونيـة مـن أحدث‬
‫النواع ‪ ،‬حيث يتم بواسطته استخدام أجهزة هاتف نقال رقمية مصممة‬
‫بش كل يمكن ها من الت صال بشب كة النترن يت من خلل مزود الخد مة‬
‫والو صول لي مو قع مع ين والطلع على ال سلع المعرو ضة وإجراء‬
‫عملية الشراء‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بناء نموذج تجارة إلكترونية على شبكة النترنيت‬

‫‪1‬‬
‫(‪ Kenneth c. Laudon & Carol Guericio, Ibid., P. )57‬ا‬

‫‪63‬‬
‫من المعروف بأن أ ية شر كة تر غب في دخول هذا النوع من آليات الت سويق‬
‫والب يع ‪ ،‬ل بد ل ها من تقي يم المور بش كل منا سب و من ثم اتخاذ القرار المنا سب ‪،‬‬
‫ولع مل ذلك ل بد ل ها من إنشاء ما ي سمى نموذج أعمال ‪ Business Model‬و هو‬
‫عبارة عـن تحديـد مجموعـة مـن الفعاليات المخطـط لهـا لنتاج أرباح مسـتهدفة فـي‬
‫السوق ‪.‬‬
‫ولكـي تتمكـن أي شركـة مـن إنشاء ذلك النموذج ل بـد مـن أخـذ العناصـر‬
‫والنماذج التالية بالحسبان‪:‬‬
‫‪-1‬عرض قيمة ‪ ، Value Proposition‬وهو معرفة الشركة‬
‫بآلية تلبية رغبات زبائنها ‪ ،‬وذلك من خلل الجابة على عدة‬
‫تساؤلت ‪ ،‬لماذا يفضل المستهلك التعامل مع شركتك دون‬
‫الشركات الخرى؟ وما هي المور التي يمكن أن تزودها‬
‫شركتك للمستهلك ويعجز الخرون عن تزويده بها ؟‬
‫‪-2‬نموذج اليراد ‪ ، Revenue Model‬ويمكن تسميته كذلك‬
‫النموذج المالي ‪ Financial Model‬وهو الذي يشرح كيفية‬
‫تحقيق الشركة للعوائد ‪ ،‬وكيفية تحقيق الربحية ‪ ،‬وما هي‬
‫الليات التي ستضمن استغلل رأس المال المستثمر بأفضل‬
‫الطرق لتحقيق أفضل العوائد ‪ .‬ويمكن أن يتضمن هذا النموذج‬
‫عدة نماذج أخرى ‪ ،‬والتي من أهمها التالي‪:‬‬
‫‪-‬نموذج إعلن إيرادي ‪Advertising‬‬
‫‪ ، Revenue Model‬يوضح أو‬
‫يبين هذا النموذج ‪ ،‬كيفية إنشاء موقع‬
‫خاص بالشركة على شبكة النترنيت‬
‫للعلن عن منتجها مقابل رسوم‬

‫‪64‬‬
‫معينة‪ ،‬وكيفية إدراج منتجها والعلن‬
‫عنه عبر المواقع الخرى المتعددة‪.‬‬
‫‪-‬نموذج اشتراك إيرادي‬
‫‪Subscription Revenue‬‬
‫‪ ، Model‬وهي اللية التي يجب أن‬
‫تتبعها الشركة بتوفير خدمات أخرى‬
‫في موقعها والتي قد يرغب بها‬
‫الجمهور مقابل مبالغ بسيطة وقد‬
‫تكون مجانية أحيانا‪ ،‬مثل فتح بريد‬
‫إلكتروني مجاني للمتعاملين معها أو‬
‫توفير برامج مجانية لهم أو اشتراكات‬
‫في مواقع ترفيهية مقابل رسوم ضئيلة‬
‫‪ ،‬والغاية من هذه الخدمة ‪ ،‬هو تشجيع‬
‫المتعاملين معها على شراء منتجها‬
‫والذي سيضمن لهم الحصول على‬
‫خدمات أخرى مجانية أو برسوم‬
‫ضئيلة ‪ ،‬وكلما كانت هذه الخدمات‬
‫أكثر ‪ ،‬رغب المستهلك بشراء منتجها‬
‫‪.‬‬
‫‪-‬نموذج البيع اليرادي ‪Sales‬‬
‫‪ ، Revenue Model‬وهو النموذج‬
‫الرئيسي على موقع الشركة والذي‬
‫يتضمن جميع التفصيلت الضرورية‬
‫عن منتجات الشركة وأنواعها‬
‫وأصنافها ‪ ،‬ويتضمن كذلك آلية طلب‬

‫‪65‬‬
‫المنتج وآلية الدفع والشروط الخرى‬
‫المحددة مسبقا من قبل الشـركة‪.‬‬
‫وكمثال حي على ذلك موقع شركة‬
‫‪ Amazon.com‬التي تقوم على بيع‬
‫الكتب بشكل رئيسي ‪ ،‬فلو دخلنا إلى‬
‫ذلك الموقع لوجدنا تفاصيل كافية عن‬
‫جميع الكتب المتوفرة لديها‬
‫وبتفصيلت عديدة ‪.‬‬
‫‪-3‬سماسرة العمليات ‪ ، Transaction Brokers‬يوجد مواقع‬
‫على الشبكة لمن يسمون بسماسرة العمليات واللذين ينصب‬
‫عملهم على العلن عن منتجات الغير مقابل عمولة محددة‬
‫على العمليات التي تتم من خللهم ‪ ،‬ومن الضروري جدا‬
‫للشركة العلن عن منتجها عبر مواقعهم ‪ ،‬والسبب يكمن في‬
‫أن موقع الشركة في الغالب يكون مجهول لمستخدمي شبكة‬
‫النترنيت ‪ ،‬وحيث أن مواقع السماسرة تكون في الغالب مواقع‬
‫مشهورة جدا فيفضل العلن كذلك من خلل هذه المواقع‪.‬‬

‫‪-4‬منشئو السواق ‪ ، Market Creators‬وهم الذين ينشؤون‬


‫بيئة رقمية محددة عبر شبكات النترنيت تمكن التقاء كل من‬
‫البائع والمشتري ‪ ،‬وهذه البيئة عبارة عن برامج بحث رقمية ‪،‬‬
‫فعلى سبيل المثال لو رغب أحد مستخدمي النترنيت البحث‬
‫عن كتاب محدد في المحاسبة ‪ ،‬فيمكنه دخول أحد مواقع‬
‫منشئي السواق المعروفة ‪ ،‬مثل‪ ، Yahoo.com :‬وسيجد في‬
‫داخل الموقع منطقة بحث فارغة كتب بجانبها ‪ ، Search‬يقوم‬
‫بكتابة السم المراد البحث عنه ‪ ،‬وفي حالتنا هذه سيقوم بكتابة‬

‫‪66‬‬
‫‪ ، Accounting Book‬ويضغط على آلية البحث وسيقوم‬
‫الموقع خلل فترة قصيرة جدا بفتح عناوين الشركات التي‬
‫تملك كتب المحاسبة وما على المستخدم سوى الضغط على اسم‬
‫الموقع ليفتح أمامه ويرى ما بداخله ‪.‬‬
‫‪-5‬مزودو الخدمة ‪ ، Service Provider‬هنالك مواقع مشهورة‬
‫جدا تسمى مزودو الخدمة وهي باختصار مواقع مشهورة‬
‫ومعروفة لغلب متعاملي النترنيت متخصصة بنوع معين من‬
‫الخدمات ‪ ،‬أو بمعنى آخر مرتبطة بمزودي هذه الخدمات ‪،‬‬
‫فعلى سبيل المثال لو كانت الشركة متخصصة بتصليح‬
‫السيارات فمن مصلحتها الشتراك بمواقع خدمة تصليح‬
‫السيارات ‪ ،‬حيث سيدرج اسم الشركة في ذلك الموقع؛ وذلك‬
‫لن المهتم بتصليح سيارته سيقصد الموقع العام لخدمة تصليح‬
‫السيارات للطلع على الشركات المتخصصة بذلك المجال ‪.‬‬

‫علقة التجارة اللكترونية بعلم المحاسبة‬


‫إن جميع الهيئات والجمعيات المحاسبية وتدقيق الحسابات المهتمة بعلم‬
‫المحاسبة تولي التجارة اللكترونية اهتماما كبيرا جدا ‪ ،‬من منطلق أن عملية البيع‬
‫التي تتم من خلل موقع الشركة مرتبطة بشكل وثيق ومباشر بنظام المحاسبة‬
‫المؤتمت ‪ ،‬وقد اصبح حتميا على المحاسب والمدقق اللمام بهذا العلم الجديد ‪ .‬فلقد‬
‫ذكر (البرت مرسيل ‪ )Albert Marcella‬في مقالته المعنونة بالتجارة اللكترونية‬
‫في مجلة تدقيق تكنولوجيا المعلومات ‪ " ،‬لقد أحدثت التجارة اللكترونية تغيرات‬
‫كبيرة في علم التجارة العالمي وفي آلية العمليات التجارية مما جعل من الضروري‬
‫أن يلم كل من المحاسب والمدقق بتلك التغيرات وأثره على مهنتهما وعلى العمال‬
‫‪1‬‬
‫التي يقومون عليها وعلى ظروف البيئة القانونية المتعلقة بالمهنة "‬
‫‪1‬‬
‫‪Albert Marcella, Electronic Commerce, Part 1, IT Audit, Vol. 1, September 1, 1998. Institute of internal‬‬
‫‪auditors -https://theiia.org‬‬

‫‪67‬‬
‫من المهم هنا أن نذكر بأن التجارة اللكترونية وشبكة النترنيت تستطيع أن‬
‫تساهم بالخصائص النوعية للمعلومات ‪ ،‬وذلك بتوفير خاصية الملءمة بشكل كبير‪،‬‬
‫وخصوصا بتوفير الخاصية الفرعية المتمثلة بالتوقيت المناسب‪ .‬ويعتقد الباحث أن‬
‫النظام المحاسبي ‪ ،‬وبما يزوده من معلومات هامة جدا لصحاب المصالح بشكل عام‬
‫‪ ،‬ومتخذي القرار بشكل خاص ‪ ،‬يصبح عديم الجدوى في حالة عدم توفر الثقة في‬
‫تلك المعلومات ‪ ،‬وبما أن نظام التجارة اللكتروني والمرتبط بشبكة النترنيت‬
‫مربوط بشكل مباشر بنظام المحاسبة المؤتمت وفي حالة حدوث خلل أو اختراق‬
‫للنظام المحاسبي من خلل شبكة النترنيت تصبح مخرجات النظام المحاسبي‬
‫مشكوكا بمصداقيتها وبالتالي ستفقد ثقة المستخدمين ‪.‬‬

‫ومما سبق نستطيع القول ‪ ،‬بأننا إن أردنا أن تكون معلومات النظام المحاسبي‬
‫ذات موثوقية عالية جدا ‪ ،‬فانه ل بد من تحقيق أمرين مهمين‪ :‬الول‪ :‬إيجاد آلية‬
‫معينة لحماية النظام المحاسبي من الختراقات عبر النترنيت ‪ ،‬والثاني‪ :‬إيجاد آلية‬
‫معينة تؤكد على سلمة آلية التجارة اللكترونية ومواقع تصفح الشركة في شبكة‬
‫النترنيت‪.‬‬

‫قد يبدو للوهلة الولى أن ما يسعى إليه الباحث هو عبارة عن أمور‬


‫تكنولوجية بحتة ‪ ،‬لكن في حقيقة المر ‪ ،‬هو عبارة عن إجراءات رقابية محاسبية‬
‫ذات طابع تكنولوجي يتماشى مع تغيرات التكنولوجيا العالمية والتي ل بد لعلم‬
‫المحاسبة والتدقيق من مواكبتها ‪.‬‬
‫سيحاول الباحث تحقيق ثلثة أمور رئيسية تساعد النظام المحاسبي المؤتمت‬
‫للوصول إلى الدرجة القرب للمثالية في تحقيق الخصائص النوعية للمعلومات‬
‫وبالتسلسل التالي ‪:‬‬

‫‪68‬‬
‫‪-1‬المان ‪ ، Security‬وهو عبارة عن اقتراح إجراءات تكنولوجية معينة تمنع‬
‫الخريين من اختراق النظام المحاسبي المؤتمت عبر موقع الشركة‬
‫اللكتروني على شبكة النترنيت ‪.‬‬
‫‪-2‬التوكيدية ‪ ، Assurance‬وهي عبارة عن الليات والجراءات الواجب‬
‫اتباعها لتأمين الحصول على نوعية معلومات جيدة‪ ،‬وقد عرفها معهد‬
‫المحاسبين القانونين المريكي ‪ AICPA‬على موقعه عبر النترنيت وبشكل‬
‫يتماشى مع مهنة التدقيق على النحو التالي‪:‬‬
‫" خدمات التوكيدية عبارة عن خدمات مهنية تحسن من نوعية المعلومات أو‬
‫مداخلتها والمرغوبة من قبل متخذي القرار" ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪-3‬الموثوقية ‪ ، Reliability‬وهي عبارة عن الجراءات الواجب اتباعها لجعل‬


‫المعلومات موثوق بها من قبل أصحاب المصالح بشكل عام ومتخذي القرار‬
‫بشكل خاص ‪ ،‬وإقناعهم بنجاعتها‪.‬‬
‫لقد اهتمت كثير من الهيئات المحاسبية العالمية وكذلك بعض الجامعات‬
‫العريقة بموضوع التجارة اللكترونية وجعلت آلية السيطرة على العمليات المحاسبية‬
‫التي تتم بواسطتها من لب اختصاص علم المحاسبة والتدقيق ‪ ،‬وعلى رأس تلك‬
‫الهيئات ‪ ،‬معهد المحاسبين القانونيين المريكي ‪ AICPA‬والذي اقر خمسة مبادئ‬
‫تدقيق لمواقع التجارة اللكترونية للشركات في مشروعه المشترك مع معهد‬
‫المحاسبين القانونيين الكندي ‪ ، CICA‬والذي سيتم التطرق إليه في الفصل القادم من‬
‫هذه الدراسة ‪.‬‬
‫وكذلك اهتم معهد التدقيق الداخلي المريكي ‪ IIA‬بنفس الموضوع ولدرجة أنه‬
‫أنشأ مجلة دورية باسم مجلة تدقيق تكنولوجيا المعلومات ‪ ،‬وأخذ يؤهل منتسبيه من‬
‫محاسبين ومدققين بآليات تدقيق النظم المحاسبية المؤتمتة والتي تتعامل بالتجارة‬
‫اللكترونية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Assurance Services, The Opportunity that Exists for the Profession, )AICPA Web Site(,‬‬
‫‪https://aicpa.org/assurance‬‬

‫‪69‬‬
‫تحت‬ ‫‪25/1/2001‬‬ ‫ولقد ذكرت مجلة ‪ 1Business Wire‬في عددها الصادر في‬
‫عنوان " تتشارك هيئات المحاسبة العالمية بأفضل الممارسات التي تساعد أصحاب‬
‫العمال على إدارة مخاطر التجارة اللكترونية " ‪ .‬حيث ذكرت بأن معهد‬
‫المحاسبين القانونيين المريكي وخمسة عشر معهدا محاسبيا محليا من أوروبا‬
‫وجنوب أمريكا وأسيا قد اجتمعوا في سان فرانسيسكو لتقييم المخاطر التي ظهرت‬
‫نتيجة التعامل بالتجارة اللكترونية وبالخص خطر الختراقات والتعدي على‬
‫الخصوصية ‪ ،‬ولقد أوضح ‪( Alan Anderson‬نائب رئيس معهد المحاسبيين‬
‫تريليون دولر‬ ‫‪6.4‬‬ ‫القانونين المريكي) بأن عوائد التجارة اللكترونية يتوقع أن تبلغ‬
‫‪ ،‬لكن هذا الرقم سيكون من الصعب تحقيقه بغياب مهنة تدقيق فاعلة‬ ‫‪2004‬‬ ‫مطلع عام‬
‫على التعاملت اللكترونية والتي إن وجدت ستقضي على فجوة الثقة (‪)Trust Gap‬‬
‫وستؤمن للمتعاملين من الشركات بهذا النظام العالمي الجديد ثقة عالية جدا في تلك‬
‫التعاملت ‪.‬‬
‫وفي نهاية المقالة تم نصح الشركات والمهتمين بالطلع على آخر ما توصل‬
‫إليه معهد المحاسبين القانونيين المريكي من ممارسات كفيلة بحصر فجوة الثقة عبر‬
‫موقعهم المجاني على النترنيت والممثل بالعنوان اللكتروني‬
‫‪ ، .www.aicpa.org/assurance/webtrust/princip.htm‬وعند دخول الباحث‬
‫لهذا الموقع تمكن من الحصول على المشروع المريكي الكندي المقترح والذي سيتم‬
‫تحليله في الفصل القادم من الدراسة ‪ ،‬ويستطيع الباحث القول أن الموضوع الذي‬
‫تدور الدراسة حوله موضوع محاسبي بحت مستندا على جميع الدلئل السابقة ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أثر التجارة اللكترونية على كل من المحاسبة والتدقيق‬

‫‪1‬‬
‫‪Global Accounting Profession Shares Best Practices to Help Businesses manage E-commerce Risks,‬‬
‫‪Business wire, Jan. 25, 2001. , https://businesswire.com‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Albert Marcella, Electronic Commerce, Opcit.‬‬

‫‪70‬‬
‫لقد أوضح (البرت مرسيل ‪ )Albert Marcella‬في مقالته المعنونة بالتجارة‬
‫اللكترونيـة فـي مجلة تدقيـق تكنولوجيـا المعلومات الثار التـي تركتهـا التجارة‬
‫اللكترون ية على كل من مه نة المحا سبة ومه نة التدق يق ‪ ،‬ح يث أن هذه التكنولوج يا‬
‫الحديثة أحدثت وتحدث تغيرات على كل من العناصر التالية ‪:‬‬
‫‪-1‬ممارسة المحاسب والمدقق‬

‫‪-2‬تقنيات المحاسب والمدقق‬

‫‪-3‬مهارات المحاسب والمدقق‬

‫‪-4‬معلومات المحاسب والمدقق‬

‫‪-5‬المعلومات الضرورية التي يجب أن يحيط بها كل من المحاسب‬


‫والمدقق‬
‫‪-6‬التزامات المحاسب والمدقق‬

‫‪-7‬نوعية الخدمات المقدمة من قبل المحاسب والمدقق‬


‫والنقطـة المهمـة والجديـر ذكرهـا ‪ ،‬أن نظام الرقابـة الداخلي تأثـر وبشكـل‬
‫جوهري بوجود التجارة اللكترونيـة ‪ ،‬حيـث أصـبحت الجراءات الرقابيـة التقليديـة‬
‫عديمـة الجدوى ‪ ،‬وأصـبح ل بـد مـن إجراءات رقابيـة تكنولوجيـة تواكـب التغيرات‬
‫التكنولوجية المصاحبة للتجارة اللكترونية ‪.‬‬
‫وأصبحت عملية التوكيد على نظام الرقابة الداخلي في ظل التجارة‬
‫اللكترونية من أكبر ‪ ،‬بل وأصعب التحديات التي تواجه كل من المحاسب والمدقق‪.‬‬
‫وكما هو معروف بأن كل من مهنة التدقيق والمحاسبة تعمل ضمن بيئة‬
‫أعمال معينة ‪ ،‬ويبرز هنا سؤال مهم وملح ‪ ،‬ما هو دور كل من المحاسب والمدقق‬
‫في حالة أن بيئة العمال تغيرت كليا ؟‬
‫التغيرات التي أحدثتها التجارة اللكترونية في بيئة العمال‬
‫ل قد أحد ثت التجارة اللكترون ية تغيرات جوهر ية في بيئة العمال ال تي يع مل‬
‫بها كل من المحاسب والمدقق ‪ ،‬ويمكن تلخيص هذه التغيرات بالشكل التالي‪:‬‬

‫‪71‬‬
‫‪-1‬هيكلية المنشأة ‪ ، Organization Structure‬لقد أحدثت‬
‫التجارة اللكترونية تغيرا جذريا على هيكلية المنشأة ‪ ،‬وجعلتها‬
‫ذات طابع تكنولوجي بالكامل ‪ .‬فمن المعروف بأن عمليات‬
‫المنشأة كانت تتم بشكل تقليدي في السابق وعامل الوقت لم يكن‬
‫ملحا كما هو الن ‪ ،‬فعملية الشراء تتم بلحظات ‪ ،‬ولمواكبة‬
‫السرعة الكبيرة ل بد أن تحوي هيكلية المنشأة الليات الكفيلة‬
‫التي تمكنها من ملحقة العملية والتأكد منها وتنفيذها ‪ ،‬والذي‬
‫يزيد المور صعوبة ‪ ،‬تعقيدات العمليات التي تتم من خلل شبكة‬
‫النترنيت ‪ ،‬وخصوصا في ظل الختراقات الرهيبة التي يمكن أن‬
‫يقوم بها قراصنة النترنيت ‪.‬‬
‫ولكي يواكب كل من المحاسب والمدقق هذه العمليات السريعة ‪ ،‬ل بد‬
‫لكل منهما أن يتعلما هذه التكنولوجيا بشكل ممتاز وإل أصبحا عديمي‬
‫الجدوى ‪.‬‬
‫‪-2‬موقع العمال ‪ ، Location of the Business‬تعد هذه النقطة‬
‫من أهم وأخطر التغيرات التي حدثت في ظل التجارة اللكترونية‬
‫‪ ،‬فسابقا وبالنظام التقليدي كانت العمال تتداول في أماكن‬
‫وأسواق محددة ‪ ،‬وفي حالة حدوث أي خطأ أو وروود أي مشكلة‬
‫كان من السهل الحاطة بها وتداركها ‪ ،‬أما الن وبواسطة‬
‫التكنولوجيا العالية يستطيع أي شخص من أي مكان إتمام الجزء‬
‫الكبر من الصفقة بضغطة سريعة على لوحة مفاتيح جهاز‬
‫الكمبيوتر ‪ ،‬وفي كثير من الحيان تكون عملية تعقب العملية‬
‫والشخص أشبه بالمستحيلة ‪ ،‬وخصوصا إن لم تكتشف المشكلة أو‬
‫التلعب في لحظة انتهاء العملية ‪ ،‬ومن المور التي تعاني منها‬
‫الشركات المتعاملة بالتجارة اللكترونية الختراقات التي ل يتم‬
‫اكتشافها إل بعد فوات الوان ‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫‪-3‬قنوات التوزيع ‪ ، Distribution Channels‬ففي السابق‬
‫كانت قنوات توزيع منتج الشركة (بيعه) محددة ومعروفة بشكل‬
‫واضح وغير معقدة ‪ ،‬مما يمكن الشركة من تحديد مصدر العملية‬
‫والتعامل معها بناءً على ذلك ‪ .‬ولكن وفي ظل التجارة‬
‫اللكترونية وتعدد أنواعها أصبحت قنوات التوزيع عديدة‬
‫ومتشابكة ومعقدة ‪ ،‬وفي حالة حدوث أي خطأ ‪ ،‬قد ينقضي وقت‬
‫كبير قبل إمكانية تحديد قناة التوزيع التي حصل فيها الخطأ‪.‬‬
‫‪-4‬تعدد أشكال وسائط البيع ‪، Forms & Means of Sales‬‬
‫وهذه تختلف نوعا ما عن قنوات التوزيع ‪ ،‬والمقصود هنا بأنه في‬
‫السابق كانت وسائط البيع عبارة عن أشخاص مؤهلين لذلك ‪،‬‬
‫ولكن الن وبظل التجارة اللكترونية أصبحت وسائط البيع عبارة‬
‫عن برامج محوسبة وبأشكال متعددة ‪ ،‬منها الصوتية والمرئية‬
‫وأنظمة كثيرة تقوم بعمليات البيع المبنية على برمجيات تم‬
‫إعدادها مسبقا ‪ ،‬والمشكلة تكمن بأن جميع هذه البرمجيات ل‬
‫تملك الحس والذكاء البشري وقد يستطيع الغير التلعب بها‪.‬‬
‫‪-5‬العلقة مع الشركاء والزبائن ‪Relationship with‬‬
‫‪ ، Partners & Customers‬وهذه تعد من النقاط المهمة جدا‬
‫‪ ،‬ففي السلوب التقليدي كانت العلقة مع الشركاء والزبائن‬
‫علقة مباشرة ‪ ،‬ولكن الن أصبحت العلقة علقة ذات طابع‬
‫تكنولوجي رقمي ‪ ،‬وفي أغلب الحيان العلقة الشخصية‬
‫معدومة ‪ ،‬وبالتالي التعامل أشبه بشكل ذي طابع وهمي رغم أنه‬
‫حقيقة واقعة ولكن هذه الحقيقة قد يتم التلعب بها بشكل ل يمكن‬
‫تصوره ‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫‪-6‬العتراف باليراد ‪ ، Revenue Recognition‬قد تعد هذه من‬
‫أكثر المشاكل التي تؤرق المحاسب ‪ ،‬ويعتقد الباحث بأن نظرية‬
‫المحاسبة لم تأخذ بالحسبان آلية العتراف باليراد في ظل هذه‬
‫الظروف التكنولوجية العالية ‪ .‬ففي السابق كان العتراف باليراد‬
‫يتم وفقا لشروط محددة ‪ ،‬فتحقق اليراد يمكن الجزم به في كثير‬
‫من الحيان وكانت نقطة البيع مرتكزا ل يمكن تجاوزه إل في‬
‫بعض الحالت المحددة ‪ ،‬ولكن الن وفي ظل غياب المان‬
‫وإمكانية اختراق الشركة من قبل الغير جعل عملية تحقق اليراد‬
‫عملية مشكوك فيها ‪.‬‬
‫ليس من السهولة البت بهذا الموضوع ‪ ،‬وفي رأي الباحث إن استطعنا‬
‫توفير المان للعمليات اللكترونية واستطاع المحاسب المختص توكيد‬
‫فاعلية المان ‪ ،‬يمكن بعدها التحقق من اليراد ‪.‬‬
‫وهذا يقود بالتالي إلى اقتراح شروط جديدة ل بد من توافرها للعتراف‬
‫باليراد (اللكتروني) ‪ ،‬إضافة للشروط المتعارف عليها والقتراح هو‬
‫ضرورة توفر كل من ‪:‬‬
‫‪-‬المان في العمليات‬
‫‪-‬توكيد آلية المان‬
‫ولهمية الموضوع سوف يتناوله الباحث وبشكل مفصل في المحور‬
‫الخير في هذا الفصل تحت عنوان (الفرق بين التجارة اللكترونية‬
‫والتجارة التقليدية) ‪.‬‬
‫‪-7‬آلية التسديد ‪ ، Payment Processes‬في ظل التجارة‬
‫اللكترونية ظهرت آلية تسديد جديدة لم تكن موجودة سابقا ‪،‬‬
‫وهي التسديد عبر شبكة النترنيت ‪ .‬قد يظن البعض أن هذه‬
‫اللية ل تختلف كثيرا عن آلية التسديد عبر شبكات البنوك‬
‫اللكترونية ‪ ،‬ولكنها تختلف اختلفا جذريا ‪ ،‬فالبنوك تستخدم‬

‫‪74‬‬
‫شبكات خاصة بها عبر نظم التصالت وهي شبكات محمية‬
‫وغير متاحة للجمهور ‪ ،‬ولكن التسديد عبر شبكة النترنيت‬
‫محفوف بمخاطر كبيرة وعديدة وخصوصا عندما يتمكن قراصنة‬
‫النترنيت من استخدام حسابات الغير بتسديد مشترياتهم وفي هذه‬
‫الحالة يصبح من المستحيل إلغاء العملية ويكون الخاسر الول‬
‫والخير كل من الشركة البائعة والشخص الذي تم اختراق حسابه‬
‫من غير علمه ‪.‬‬
‫فلقد تعدى المر ضياع بطاقة اعتماد يمكن التعميم عليها وإيقافها ‪ ،‬إلى‬
‫استخدام بطاقة اعتماد وحساب شخص بشكل ل يمكنه الشعور به إل‬
‫بعد فوات الوان ‪.‬‬
‫‪-8‬احتساب ودفع الضرائب ‪, Tax Accounting & Payment‬‬
‫ونعود مرة أخرى لمشكلة العتراف بالدخل ‪ ،‬فضريبة المبيعات‬
‫أصبحت مشكلة تؤرق الشركات وخصوصا في ظل غياب المان‬
‫على العمليات اللكترونية ‪ ،‬فلقد أصبح من الصعب على الشركة‬
‫إثبات التلعب بدخلها وخصوصا أن أغلب الشركات ل تقر ول‬
‫تفصح عن وجود تلعب خوفا من فقدان زبائنها وبالتالي قد‬
‫تتحمل تكاليف إضافية ‪ ،‬وعلى رأسها الضرائب المفروضة على‬
‫مبيعات قد تكون غير موجودة أصل ‪.‬‬

‫ل كي يوا كب كل من المحا سب والمد قق التغيرات الجوهر ية في بيئة‬


‫العمال الجديدة فـي ظـل التجارة اللكترونيـة ‪ ،‬أصـبح لزامـا عليهمـا اللمام‬
‫بالمعلومات والتقنيات الضرور ية الم صاحبة لهذا التقدم التكنولو جي الض خم ‪،‬‬
‫ول كي يتمك نا من تقي يم جم يع تعاملت التجارة اللكترون ية وال سيطرة علي ها‬
‫أ صبح لزا ما عليه ما اللمام بالمفاه يم الحدي ثة المتراب طة مع ها ‪ ،‬وال تي يم كن‬
‫تلخيصها بالتي‪:‬‬

‫‪75‬‬
‫‪-1‬التواقيـع اللكترونيـة الرقميـة ‪Digital/Electronic‬‬
‫‪Signatures‬‬
‫‪-2‬اتفاقيات تبادل البيانات ‪Data Exchange Protocols‬‬

‫‪-3‬تأميـن العمليات اللكترونيـ‬


‫ـة ‪Secure Electronic‬‬
‫‪Transactions‬‬
‫‪-4‬الترخيص اللكتروني ‪Electronic Licensing‬‬

‫‪-5‬البن ية التحت ية لمفاه يم الخ صوصية والعموم ية ‪Public‬‬


‫‪& Private Key Infrastructures‬‬
‫‪-6‬رموز العمليات ‪Token Transactions‬‬

‫‪-7‬البطاقات الذكية ‪Smart Cards‬‬

‫‪-8‬النقد اللكتروني ‪Electronic Cash‬‬

‫‪-9‬نقطة البيع ‪Point of Sale‬‬

‫‪-10‬أية أمور أخرى مستجدة‬

‫ويرى البعض أن من أهم التغيرات التي أحدثتها التجارة اللكترونية ‪ ،‬هو‬


‫‪1‬‬

‫ظهور نوع جديد من القتصاد الذي تم تسميته (بالقتصاد الرمزي) إلى جوار‬
‫القتصاد العيني واقتصاد الخدمات ‪.‬‬
‫التجارة اللكترونية وعلقتها بمعايير المحاسبة ومعايير التدقيق‬
‫تنبهت هيئات المحاسبة والتدقيق المختصة لهمية التجارة‬ ‫‪1997‬‬ ‫في أواخر عام‬
‫اللكترونية وتوقعت أن تولد العمال اللكترونية دخل يتعدى التريليون دولر في‬
‫وأصبحت مهنة المحاسبة من المهن الرائدة في تطوير معايير للتجارة‬ ‫‪2002‬‬ ‫نهاية عام‬

‫‪ 1‬زايري بلقاسم ودلوباشي علي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة (‪.)358‬‬

‫‪76‬‬
‫اللكترونية ‪ ،‬وذلك لتمكين منتسبيها من توفير التوكيدية بالتعامل بالتجارة اللكترونية‬
‫لبيئة العمال المتعامله بها ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫وقد انشأ كل من معهد المحاسبين القانونيين المريكي وبالتعاون مع معهد‬


‫القانونيين الكندي لجنة خاصة أوكلت إليها مهمة دراسة حاجة السوق لخدمات توكيد‬
‫التعاملت بالتجارة اللكترونية ‪ ،‬وذلك كي تتمكن كل من مهنة المحاسبة ومهنة‬
‫التدقيق من الستجابة السريعة لتلك الحاجات ‪.‬‬

‫وقد تمكنت اللجنة فعل من دراسة السوق ‪ ،‬وخلصت إلى أن المستهلكين‬


‫قلقين من التعامل اللكتروني ‪ ،‬ووجدت أن السئلة الرئيسية التي تتبادر إلى أذهانهم‬
‫دوما هي ‪:‬‬
‫‪-1‬هل الشركة التي أتعامل معها عبر شبكة النترنيت ‪ ،‬هي فعل الشركة‬
‫المعنية أم ل ؟‬
‫‪-2‬هل في حالة أني زودت الشركة برقم بطاقة اعتمادي أو رقم حسابي ‪،‬‬
‫تعد عملية آمنة ؟‬
‫‪-3‬هل المعلومات الشخصية الخاصة بي ل يتم تداولها من قبل الغير في‬
‫شبكة النترنيت ؟‬
‫‪-4‬هل سأتلقى طلبي نفسه الذي أطلبه عبر شبكة النترنيت ؟‬

‫‪-5‬هل سيتم اليفاء بالتسليم وبالموعد المحدد ؟‬

‫‪-6‬من الذي سيكفل حصولي على قيمة البضاعة المذكورة بموقع الشركة ؟‬

‫وانطلقا من السئلة السابقة استطاعت تلك اللجنة إنشاء مشروع ما يسمي‬


‫موثوقية الشبكة (‪ ، )Web Trust‬والذي سيناقشه الباحث بالتفصيل في الفصل القادم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Appalraju Yogen, Accountants Chip in to Build Trust in E-commerce, Computing Canada, Nov. 23,‬‬
‫‪1998, Vol. 24, Issue 44, Page 28, https://ebscohost.com‬‬

‫‪77‬‬
‫مخاطر التجارة اللكترونية‬
‫تنبع مخاطر التجارة اللكترونية ‪ ،‬وبشكل رئيسي من مخاطر شبكة النترنيت‬
‫‪ ،‬ف كل تكنولوج يا حدي ثه ور غم إيجابيات ها الكثيرة إل أن سلبياتها كثيرة كذلك ‪ ،‬و في‬
‫حالتنا هذه سلبياتها تعد خطيرة جدا ‪ ،‬وفي حالة عدم التمكن من تحجيم تلك السلبيات‬
‫والسيطرة عليها ‪ ،‬ستكون النتائج مخيبة للمال وقد يتم الحجام عن هذه التكنولوجيا‬
‫الحديثة وبالتالي تضييع أرباح وفوائد جمة ‪.‬‬

‫للسف إن مخاطر التجارة اللكترونية كثيرة ومتعددة ‪ ،‬وليس من السهل‬


‫حصرها ‪ ،‬فتكنولوجيا التجارة اللكترونية تكنولوجيا سريعة التغير والتطور وكل‬
‫تغير أو تطور يواكبه مخاطر جديدة ‪ ،‬ويكمن الخطر الرئيسي في التجارة‬
‫اللكترونية في إمكانية اختراق الغير للمعلومات الخاصة لكل من المستهلك والتاجر‪.‬‬

‫ويذكر توم ارنولد ‪ Tom Arnold‬والمتخصص بتعقب عمليات الختراق‬


‫عبر شبكة النترنيت‪ ، 1‬بأن عمليات الختراق عبر التجارة اللكترونية توقع الضرر‬
‫الكبر على التاجر أكثر منه على المستهلك (المشتري) ‪ ،‬فتعويض خسارة المشتري‬
‫ممكنة وخصوصا بأنه وبالغالب يستخدم بطاقات العتماد للدفع وتكون خسارته‬
‫محددة بعملية واحدة ‪ ،‬والتي قد يمكن تعقبها ‪ ،‬ولكن الخسارة الحقيقية تقع على‬
‫التاجر (الشركات) حيث تتكبد الشركة الخسائر بفقدانها اليرادات والتي يصعب‬
‫تعويضها أو حتى تعقب المتلعبين بأنظمتهم المحاسبية ‪ ،‬وذلك نظرا لتعقيدات‬
‫العمليات الكثيرة في التجارة اللكترونية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Steve Hill, Safe Hands: Tom Arnold is the man corporates and even FBI call when they have a serious‬‬
‫‪on line fraud problem. Steve Hill talks to him about the risks of e-commerce, identity scams and what we‬‬
‫‪can all do to protect ourselves. )Internet Interview(, Internet Magazine, March, 2002,‬‬
‫‪https://findarticles.com‬‬

‫‪78‬‬
‫ويرى المختص (توم ارنولد ‪ )Tom Arnold‬أن مخاطر التجارة اللكترونية‬
‫تصنف ضمن نوعين رئيسين وهما ‪:‬‬
‫‪-1‬مخاطر يمكن اكتشافها ‪ ،‬والمقصود هنا بأن الشركة وبوجود خبراء‬
‫مختصين لديها قد تتمكن من اصطياد بعض الختراقات في أنظمتها‬
‫والتعامل معها ‪ ،‬ومن أشهر هذه الختراقات ‪:‬‬
‫‪-‬الفيروسات الرقمية المعروفة ‪،‬‬
‫بوجود نظام حماية مناسب ‪ ،‬يستطيع‬
‫نظام الشركة اصطياد هذه الفيروسات‬
‫المعروفة له بشكل مسبق والقضاء‬
‫عليها ‪.‬‬
‫‪-‬قراصنة النترنيت الهواة ‪ ،‬يعتمد‬
‫قراصنة النترنيت في اختراقاتهم‬
‫لنظام الشركة على معلومات ورموز‬
‫دخول معينة ‪ ،‬وفي حالة وجود أكثر‬
‫من مستخدم لنظام الشركة قد يستطيع‬
‫القرصان تتبع عملية الدخول‬
‫والحصول من ذاكرة النظام على تلك‬
‫المعلومات واستخدامها ؛ ولهذا فإن‬
‫كانت الشركة تستخدم آلية تغير تلك‬
‫الرموز بشكل دوري ومسح الذاكرة‬
‫المعنية بواسطة خبرائها فستتمكن من‬
‫تحجيم الختراقات ‪.‬‬
‫‪-2‬مخاطر ل يمكن اكتشافها ‪ ،‬والمقصود هنا ‪ ،‬بأن بعض الختراقات قد‬
‫تتم دون سابق دراية بها ‪ ،‬إما لحداثتها أو جهل الشركة بها ‪ ،‬والنابعة‬
‫من السباب التالية ‪:‬‬

‫‪79‬‬
‫‪-‬فيروسات غير معروفة ‪ ،‬رغم وجود‬
‫أنظمة حماية من الفيروسات على‬
‫أنظمة الشركة ‪ ،‬إل أنه هنالك‬
‫فيروسات غير معروفة بعد للنظام قد‬
‫تتمكن من دخول نظام الشبكة وإحداث‬
‫تلف كبير دون الشعور به إل بعد‬
‫فوات الوان ‪ ،‬كما حدث في عام‬
‫‪ 2000‬عندما استطاع أحد الهواة‬
‫اختراع فيروس ‪، I Love you‬‬
‫والذي تمكن من إيقاع خسائر لم يمكن‬
‫حصرها في ذلك الوقت ‪ ،‬ولقد كان‬
‫الفيروس يعمل كقنبلة موقوتة ‪ ،‬حيث‬
‫يفعل في تاريخ محدد بالسنة ‪ ،‬وكان‬
‫الحل الوحيد لتفاديه بعد أن عرفت‬
‫آلية عمله إغلق النظام بالكامل في‬
‫ذلك التاريخ ‪.‬‬
‫‪-‬قراصنة انترنيت ذوي خبرة عالية ‪،‬‬
‫وهذه تعد من أكبر المشاكل التي‬
‫تواجهها الشركات ‪ ،‬فقراصنة‬
‫النترنيت ليسوا دوما من الهواة ‪،‬‬
‫فبعضهم يملك خبرة ومهارة تفوق‬
‫كثيرا من المتخصصين ‪ ،‬تمكنهم وفي‬
‫كثير من الحيان من اختراق أنظمة‬
‫الشركة دون أن يستشعر بهم ‪ ،‬وقد‬
‫تتم جريمتهم دون اكتشافها ‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫‪-‬التسارع التكنولوجي ‪ ،‬قد يصعب في‬
‫كثير من الحيان مواكبة التسارع‬
‫التكنولوجي على شبكة النترنيت‬
‫بشكل عام وعلى التجارة اللكترونية‬
‫بشكل خاص ‪ ،‬مما يجعل التكنولوجيا‬
‫التي تستخدمها الشركة قديمة جدا ‪،‬‬
‫والمشكلة تكمن بعدم معرفة التقادم في‬
‫الوقت المناسب ‪.‬‬

‫ويذكر معهد المحاسبين القانونيين المريكي على موقعه عبر النترنيت ‪ ،‬أن‬
‫بعض الدراسات أظهرت أن الخسائر التي تكبدتها الشركات المريكية في عام‬
‫‪ 1999‬من اختراقات لبطاقات الئتمان فقط بلغت أربعمائة مليون دولر ويتوقع أن‬
‫ترتفع سنويا إلى مبلغ ستين بليون دولر بحلول عام ‪ ، 1 2005‬ومن هذه الحقيقة‬
‫يوضح المعهد الحاجة الملحة لنشاء آلية حماية على الشبكة ‪ ،‬منطلقا من مخاطر‬
‫التجارة اللكترونية ‪ ،‬والتي تعزى للسباب التالية ‪:‬‬
‫‪-1‬الهجمات المتعمدة ‪ ، Intentional Attacks‬والتي تتم إما بواسطة‬
‫قراصنة النترنيت ‪ ،‬أو منافسي الشركة لغرض الوصول إلى‬
‫المعلومات السرية للشركة‪ :‬كأرقام بطاقات اعتماد الزبائن مثل‬
‫والمعلومات السرية بالزبائن وحجم المبيعات وأمور كثيرة قد يصعب‬
‫حصرها ‪ ،‬وحسب الغاية تكون الوسيلة ‪.‬‬
‫‪-2‬خصوصية التعامل ‪ ، The Privacy Debate‬تعتبر التعاملت‬
‫اللكترونية التي تتم بين الفراد والشركة ذات طابع معلوماتي مهم‬
‫جدا ‪ ،‬من منطلق أنها تحفظ على ذاكرة النظام الرقمية وهي معلومات‬
‫قيمة جدا ‪ ،‬وبالتالي إن تمكن أحد من معرفتها أو حتى تتبعها‪ :‬مثل‬
‫‪1‬‬
‫?‪AICPA, What are Web Trust Services and Why Should I Get Involved‬‬
‫‪https://aicpa.org/assurance/webtrust/what.htm‬‬

‫‪81‬‬
‫تتبع رقم بطاقة اعتماد العميل‪ .‬ومن هنا سيشعر العميل بأن‬
‫خصوصيته قد تم اختراقها وبالتالي سيفقد الثقة بالشركة التي تعامل‬
‫معها من منطلق أنها لم تتمكن من حماية خصوصيته ‪.‬‬
‫‪-3‬فقدان الثقة ‪ ، Loss of Trust‬المقصود هنا فقدان ثقة الشركة‬
‫بمعلومات عميلها ‪ ،‬فمن المتعارف عليه بأن العميل يستخدم ما يسمى‬
‫التوقيع الرقمي ‪ Digital Signature‬الخاص به لدخول نظام الشركة‬
‫لتمام عمليته المرغوب فيها ‪ ،‬فكيف هو الحال إذا تمكن الشخص غير‬
‫الصحيح بالدخول مستخدما توقيع العميل ‪.‬‬
‫‪-4‬فشل عملية التحويل ‪ ، Transmission Failures‬رغم أن عملية‬
‫الشراء اللكترونية تتم بسرعة كبيرة جدا ‪ ،‬إل أنها عرضة لخطر‬
‫فشل عملية التحويل ‪ ،‬فمن المتعارف عليه أن عملية الشراء عبر‬
‫التجارة اللكترونية تتم بواسطة عدة خطوات ‪ ،‬كأن يبدأ المستهلك‬
‫بملء النموذج البتدائي لعملية الشراء ومن ثم النتقال لنموذج ملء‬
‫بيانات بطاقة العتماد وخطوات أخرى قد تكون ضرورية وفقا‬
‫لسياسات الشركة ‪ ،‬وفي كل مرحلة تفتح صفحة جديدة عبر موقع‬
‫الشركة ولسباب تقنيـة أو أخرى قد تفشل إحدى الخطوات ‪ ،‬وهنا‬
‫ستظهر مشكلة جديدة وهي عدم التأكد من إتمام العملية ‪.‬‬
‫‪-5‬غياب التوثيق ‪ ، Lack of Authentication‬ففي التجارة التقليدية‬
‫يتم عادة توثيق الصفقة بأوراق ثبوتيه مروسة بشعار الشركة‬
‫وموقـعة من قبل الشخص المناسب وبواسطة اتصال شخصي‬
‫ومباشر بين البائع والمشتري ‪ ،‬ولكن وفي التجارة اللكترونية تعد‬
‫جميع تلك المور شبه مفقودة بالكامل ‪ ،‬وهذه الحقيقة تزيد من‬
‫احتمالية التعامل مع الشخص غير الصحيح ‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫‪-6‬سرقة الهوية ‪ ، Theft of Identity‬في غياب التوثيق المناسب كما‬
‫في التجارة التقليدية يصبح من السهل على المجرمين انتحال شخصية‬
‫الغير والقيام بالعمليات دون علمه ‪.‬‬
‫‪-7‬تزوير الحقائق ‪ ، Window Dressing‬ستكون خدمات بعض‬
‫مسوقي ومزودي خدمات الحماية ‪ ،‬خدمات تجميليه فقط في غياب آلية‬
‫معينة تؤكد مصداقيتهم وفاعلية خدماتهم ‪.‬‬
‫‪-8‬آثار ضغوط القتصاد ‪، Effects of Economic Pressures‬‬
‫مـع نمو التجارة اللكترونية المتسارع ‪ ،‬أصبح سوقها سوقا تنافسيا ‪،‬‬
‫وأصبحت قوة المتنافس الحقيقية تكمن في نجاح آليات المان‬
‫والتوكيدية والموثوقية الخاصة بنظامه المحاسبي ‪ ،‬وكل من يستطيع‬
‫توفير تلك الليات يكون نصيبه أكبر في هذا السوق التكنولوجي‬
‫العالمي ‪.‬‬
‫أسباب صعوبة تعقب الختراقات التي تتم عبر شبكة النترنيت‬
‫يعـد نظام التجارة اللكترونيـة بيئة مثاليـة للسـرقات والتلعـب وإخفاء آثار‬
‫الجريمة بشكل متقن منقطع النظير ‪ ،‬ويعود السبب في ذلك للعوامل التالية ‪:‬‬
‫‪-1‬إمكانية الدخول من عدة أماكن ‪ ،‬فالمتعامل عبر النترنيت ل يحتاج إلى‬
‫مكان محدد لدخول الشبكة ‪ ،‬فأي شخص يمكنه الدخول إلى الشبكة من‬
‫أي مكان يتوفر به جهاز كمبيوتر وخط اتصال ‪ ،‬كمقاهي النترنيت‬
‫ومختبرات الجامعات والمدارس‪.‬‬
‫‪-2‬سرعة العملية ‪ ،‬قد ل يحتاج الدخيل (المخترق) إلى أكثر من بضع‬
‫دقائق لختراق موقع معين والتلعب به ومغادرة الموقع قبل أن يتم‬
‫تعقبه‪.‬‬
‫‪-3‬تباعد المسافات ‪ ،‬قد يكون المخترق لموقع ما يبعد آلف الكيلومترات‬
‫وفي بلد آخر ‪ ،‬فشبكة النترنيت صممت بشكل عالمي ‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫‪-4‬عدم وجود هوية محددة ‪ ،‬ل يمكن معرفة ماهية المخترق ول بأي شكل‬
‫من الشكال ‪.‬‬
‫‪-5‬عدم وجود قوانين دولية ‪ ،‬فشبكة النترنيت شبكة عالمية ذات معايير‬
‫موحدة بالستخدام فقط ‪ ،‬ولو أننا افترضنا اكتشاف أحد المخترقين بدولة‬
‫مغايرة لدولة الشركة التي تم اختراقها ‪ ،‬فإنه ليس بالضرورة وجـود‬
‫قوانين موحدة للتعامل مع المخترق ‪.‬‬
‫‪-6‬عدم وجود دلئل مادية ‪ ،‬لثبات أي جريمة ل بد من توفر دلئل وقرائن‬
‫مادية ‪ ،‬ولكن أين هي هذه الدلئل في هذه الشبكة المرئية فقط؟‬
‫‪-7‬إمكانية إتلف بيانات جهاز الكمبيوتر ‪ ،‬في حالة شعور أي مخترق‬
‫بإمكانية تعقبه يستطيع إتلف بيانات جهازه بضغطة زر بسيطة ‪ ،‬مما‬
‫يجعل عملية تعقبه عديمة الجدوى ‪.‬‬
‫‪-8‬حماية الحسابات البنكية ‪ ،‬هناك الكثير من الحسابات البنكية محمية من‬
‫اطلع الغير عليها ‪ ،‬وبالتالي يستطيع المخترق استخدام هذا النوع من‬
‫الحسابات دون القلق من آلية تعقبه ‪.‬‬
‫‪-9‬عدم البلغ عن الختراقات ‪ ،‬هناك الكثير من الشركات ل تبلغ عن‬
‫الختراقات التي تعرضت لها أنظمتها ؛ خوفا من فقدان عملئها وتفضل‬
‫تحمل خسائر كبيرة عوضا عن فقدان الثقة بها ‪ ،‬وخير دليل على ذلك‬
‫عملية الختراق التي تمت لبنك ‪ City Bank‬في مطلع عام ‪ 2001‬من‬
‫قبل شخص بروسيا كبدته خسائر قدرت بعشرة مليين دولر والتي‬
‫لغاية هذه اللحظة ترفض القرار بها ‪.‬‬

‫الحلول المقترحة للسيطرة على مخاطر التجارة اللكترونية‬


‫لقد حاولت عدة جهات اقتراح الكثير من الخطوات لمواجهة مخاطر التجارة‬
‫اللكترونية ‪ ،‬وقد كان معهد المحاسبين القانونيين المريكي من أولى الجهات التي‬

‫‪84‬‬
‫قدمت اقتراحات قيمة في الجتماع الذي عقد في مدينة باريس في الول من‬
‫أغسطس لعام ‪ ، 2000‬والذي ضم عدة جهات محاسبية مهنية متخصصة بهدف‬
‫إيجاد حلول لمخاطر التجارة اللكترونية التي يواجهها المستهلك‪ ،‬ويمكن تلخيص هذه‬
‫المقترحات على الشكل التالي‪: 1‬‬

‫‪-1‬توخي الحذر بإعطاء المعلومات الشخصية ‪ ،‬وذلك بعدم إعطـاء‬


‫المعلومات الشخصية ‪ ،‬إل للجهات الموثوق بها ‪ ،‬ومعرفة أسباب حاجة‬
‫تلك الجهات لهذه المعلومات ‪ ،‬وتتضمن المعلومات الشخصية بشكل‬
‫أساسي كل من العنوان البريدي وأرقام الهواتف والبريد اللكتروني‪.‬‬
‫‪-2‬استخدام برنامج آمن للدخول إلى شبكة النترنيت ‪ ،‬من المعروف أن كل‬
‫جهاز كمبيوتر يحتوي على برنامج خاص للدخول إلى شبكة النترنيت ‪،‬‬
‫وفي الغالب فإن هذه البرامج تحتوي على آليات معينة تحفظ في ذاكرة‬
‫الجهــاز جميع المعلومات التي تم تداولها في الشبكة من خلله‪.‬‬
‫وفي كثير من الحيان يستطيع المخترق وعبر النترنيت الدخول لذاكرة هذا‬
‫البرنامج والحصول على جميع المعلومات الخاصة بالمستخدم ودون أن‬
‫يستشعر بذلك ؛ ولهذا ينصح بشراء برنامج خاص يتمتع بحماية عالية لمنع‬
‫‪.‬‬ ‫المخترق من الدخول إلى ذاكرته‬
‫‪-3‬التأكد من موقع التاجر على الشبكة ‪ ،‬يجب التأكد بأن الموقع الخاص‬
‫بالتاجر هو الموقع المقصود ‪ ،‬وذلك بالطلع على سياسات التاجر‬
‫والتي تتضمن الموقع الم والذي تم إنشاء موقع التاجر من خلله ‪ .‬كما‬
‫انـه يمكن معرفة موقع التاجر من خلل آلية التصفح الخاصة‬
‫‪ ، )Uniform Resource Locator )URL‬من منطلق أن هذه اللية‬
‫تمكن من تتبع الموقع ومعرفة أسس إنشائه ‪ ،‬وفي حالة عدم التمكن من‬
‫تتبعه فيكون الموقع في الغالب موقعا مشكوكا به ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪AICPA Joins Global Accounting Profession in Paris to Explore Solutions to E-commerce Risks; Group‬‬
‫‪Recommends Top 10 Ways to Protect Online Privacy, Business wire, Aug. 1, 2000. ,‬‬
‫‪https://businesswire.com‬‬

‫‪85‬‬
‫‪-4‬استخدام بطاقات الدفع المضمونة ‪ ،‬يفضل استخدام بطاقات دفع‬
‫مضمونة أو محمية ‪ ،‬والمقصود بذلك أن يتم التعامل مع مصدري‬
‫بطاقات الدفع عبر النترنيت والذين يتمتعون بسياسات خاصة تحمي‬
‫الشخص المتعامل من مسؤولية الستخدام غير المرخص لبطاقته من قبل‬
‫الغير ‪.‬‬
‫‪-5‬الحذر من تنزيل برامج عبر النترنيت غير موثوقة المصدر ‪ ،‬من‬
‫المعروف أن مستخدم النترنيت وعبر تجوله بالشبكة ضمن مواقع‬
‫متعددة يستطيع تنزيل برامج مجانية على جهازه ‪ ،‬يتم استخدامها‬
‫لغراض كثيرة‪ :‬مثل برامج العرض الصوتية والمرئية وأغراض كثيرة‬
‫‪ .‬يجب توخي الحذر الشديد عند تنزيل تلك البرامج وخصوصا من‬
‫المواقع المشكوك بأمرها ‪ ،‬لنها قد تكون مبرمجة بآلية معينه ‪ ،‬تقوم‬
‫على تجميع كل المور الخاصة بك والموجودة على جهازك وترحيلها‬
‫للجهة المنشئة للبرنامج وذلك دون شعورك بذلك ‪.‬‬
‫‪-6‬الحذر من إعطاء أرقامك السرية ‪ ،‬ويشمل هذا التحذير كل أرقامك‬
‫السرية وبشتى أشكالها وأنواعها ‪ ،‬وخصوصا الرقام الخاصة بدخولك‬
‫للشبكة عبر مزود الخدمة ‪ .‬كما ينصح كذلك وعند إنشاء أرقامك السرية‬
‫أن تبتعد عن المور التقليدية بإنشاء الرقم ‪ ،‬كأن تستخدم اسمك أو رقم‬
‫هاتفك ‪ ،‬ويفضل أن تجعل رقمك السري معقدا نوعا ما وتضمنه‬
‫مجموعة من الرقام والحرف والرموز ‪ ،‬وكلما كان رقمك السري‬
‫معقدا ‪ ،‬كان اكتشافه صعبا ‪ .‬فمن المعروف أن قراصنة النترنيت‬
‫استطاعوا وبشكل مذهل إنشاء برامج تكنولوجية ‪ ،‬والتي تعمل بنظام‬
‫الحتمالت ‪ ،‬تستطيع حل شفرة الرقام السرية وبسرعة خيالية ‪ ،‬ولكنها‬
‫قد تعجز عن ذلك ‪ ،‬فكلما كان الرقم معقد التكوين ومتضمنا لرموز‬
‫وأرقام وأحرف كانت مقدرة تلك البرامج على فك تشفيره ضئيلة جدا‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫‪-7‬الحتفاظ بنسخ من العمليات ‪ ،‬وهذه تعد من المور المهمة والتي تساهم‬
‫في اكتشاف السرقات وتفادي استمرارها ‪ .‬والمقصود بأن تحتفظ دوما‬
‫بنسخة من عملية الشراء التي قمت بها (كمستهلك) عبر شبكة‬
‫النترنيت ‪ ،‬وكذلك بالستمرار بعمل تسويات الشراء مع مصدر بطاقة‬
‫الدفع ‪ .‬والمقصود هنا أمران مهمان جدا وهما ‪:‬‬
‫‪-‬الحتفاظ بنسخة من طلب الشراء‬
‫ورقم الطلبية ‪ ،‬وهذا سيساعدك على‬
‫التصال مع التاجر لحل إشكاليات‬
‫عدة ‪ ،‬كموعد التسليم ومطابقة الطلبية‬
‫‪ ،‬وبالتالي تحييد الخرين من‬
‫الستخدامات غير المرغوب فيها ‪.‬‬
‫‪-‬الستمرار بتسوية حسابات الدفع ‪،‬‬
‫ويفضل أن تكون مطابقتك لحسابات‬
‫الدفع عبر النترنيت تسوية ذات طابع‬
‫زمني قصير ‪ ،‬وذلك لكتشاف‬
‫الختراقات بوقت سريع وإيقاف آلية‬
‫الدفع عند الضرورة ؛ لكي ل يستطيع‬
‫المخترق الستمرار باستخدام بطاقتك‬
‫‪.‬‬
‫‪-8‬راقب استخدام الموقع للمحددات ‪ ، Cookies‬والمحددات ‪Cookies‬‬
‫هي‪ :‬عبارة عن رموز رقمية تساعدك بدخول الموقع دون إعادة كتابة‬
‫رقمك السري ‪ ،‬وعادة ما يتم إدخالها إلى جهازك من قبل الموقع دون‬
‫طلب الذن منك بذلك ‪ ،‬وآلية عمل هذه المحددات بأنه وعند دخول‬
‫الموقع مرة أخرى ‪ ،‬يقوم الموقع بالتصال بتلك المحددات والموجودة‬
‫على جهازك ومطابقتها برقمك السري ومن ثم السماح له بالدخول دون‬

‫‪87‬‬
‫طلب الرقم السري ‪ .‬وفي الغالب يستطيع قراصنة النترنيت تتبع هذه‬
‫المحددات ‪ Cookies‬على جهازك عندما تكون على الشبكة ‪ ،‬ولذلك‬
‫يفضل برمجة جهازك على طلب الذن منك قبل أن ينزل الموقع تلك‬
‫المحددات عليه ‪.‬‬
‫‪-9‬عدم السماح للطفال باستخدام الشبكة دون إشراف ‪ ،‬تأكد بأنك تشرف‬
‫على أطفالك عندما يستخدمون النترنيت ‪ ،‬خصوصا أنهم يستطيعون‬
‫إعطاء جميع المعلومات الشخصية عن حسن نية ‪ ،‬والتي تكون كفيلة‬
‫بتمكين الغير من اختراق جهازك وبكل سهولة ‪.‬‬
‫‪-10‬استخدم المواقع المرخصة ‪ ،‬والمقصود بالمواقع المرخصة ‪ ،‬تلك‬
‫المواقع التي تم تقييمها وتأهيلها من قبل طرف ثالث مؤهل بأمور‬
‫الحماية ‪ ،‬حيث أن ذلك النوع من المواقع يكون ممهورا بتوقيع إلكتروني‬
‫خاص مـن طرف ثالث مهني متخصص ‪ ،‬كمعهد المحاسبين القانونيين‬
‫المريكي ‪.‬‬

‫من الملحظ أن أمور الحماية العشرة السابقة والتي ينصح باتباعها من قبل‬
‫معهد المحاسبين القانونيين المريكي ‪ ،‬هي أمور حماية خاصة بالمستهلك ‪،‬‬
‫والسبب بذلك أن التاجر يستطيع توفير آليات حماية عديدة والتي قد تكون باهظة‬
‫الثمن ‪ ،‬ولكن المستهلك ل يستطيع ذلك ‪ .‬وبالطبع يعتبر المستهلك حجر الساس‬
‫في التعامل اللكتروني ‪ ،‬وفي حالة فقدانه الثقة لهذا النوع من التعامل ستكون‬
‫التكنولوجيا هذه عديمة الجدوى ‪.‬‬

‫وكنظرة اقتصادية ناجحة ‪ ،‬فان توفير الخدمات والنصائح المجانية للمستهلك‬


‫ستشجعه على التعامل عبر التجارة اللكترونية ‪ ،‬وبالتالي تأمين إيرادات خيالية‬
‫لكل من التاجر والمؤسسات المهنية الخاصة ‪ .‬ولو أمعنا النظر بالقتراح العاشر‬
‫استخدام مواقع مرخصة ‪ ،‬سنجد اليوم بأن الكثير من الهيئات المهنية المحاسبية‬

‫‪88‬‬
‫وعلى رأسها معهد المحاسبيين القانونيين المريكي ‪،‬تمارس خدمة جديدة تسمى‬
‫موثوقية مواقع الشبكة العنكبوتية عبر النترنيت ‪ ، Web Trust‬وهذه الخدمة‬
‫كفيلة بتوفير إيرادات خيالية معتمدة على إيرادات المتاجرين عبر التجارة‬
‫اللكترونية ‪ .‬والجدول التالي يوضح مبالغ اليرادات عبر التجارة اللكترونية لعام‬
‫‪ 1997‬بالوليات المتحدة المريكية‪: 1‬‬

‫إيرادات الخدمات‬ ‫إيرادات السلع‬


‫‪ 85‬مليون دولر‬ ‫اللهو‬ ‫‪ 46‬مليون دولر‬ ‫اللبسة‬
‫‪ 120‬مليون دولر‬ ‫اشتراكات‬ ‫‪ 15‬مليون دولر‬ ‫الهدايا‬
‫خدمات بالغين(جنس) ‪ 52‬مليون دولر‬ ‫‪ 16‬مليون دولر‬ ‫كتب‬
‫‪ 9‬ملين دولر‬ ‫موسيقى‬ ‫مواد غذائية ‪ 39‬مليون دولر‬
‫‪ 68‬مليون دولر‬ ‫خدمات مالية‬ ‫سلع أخرى ‪ 37‬مليون دولر‬
‫‪ 39‬مليون دولر‬ ‫خدمات تأمين‬
‫مجموع السلع ‪ 153‬مليون دولر مجموع الخدمات ‪ 373‬مليون دولر‬

‫ومن الملحظ وبعد أن تنبهت المعاهد المحاسبية المهنية لهمية التجارة‬


‫اللكترونية ‪ ،‬قامت بالحث على إيجاد آليات ومعايير محاسبية خاصة لحماية‬
‫التعاملت عبر النترنيت بواسطة التجارة اللكترونية ‪ ،‬ووجود هذه الليات‬
‫والمعايير مكنت الشركات بشكل أو بآخر من كسب ثقة المستهلك بالتعامل معها‬
‫عبر هذه اللية التكنولوجية الحديثة ‪ .‬وبعض الحصائيات عكست هذه الثقة‬
‫المتولدة بمساعدة الهيئات المحاسبية المهنية ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫لقد أشارت الدراسة التي أجرتها شركة ‪Forrrester Research Cambridge‬‬
‫بأنها تتوقع بأن حجم المبيعات عبر النترنيت في الوليات المتحدة المريكية‬

‫‪ 1‬زايري بلقاسم ودلوباشي علي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة (‪)366‬‬


‫‪ 2‬طاهر محسن الغالبي وأحمد شاكر العسكري ‪ ،‬تحديات التجارة اللكترونية والعولمة ‪ ،‬المؤتمر العلمي السنوي الثاني لتكنولوجيا‬
‫المعلومات ودورها في التنمية القتصادية ‪ ،‬كلية القتصاد والعلوم الدارية ‪ ،‬جامعة الزيتونة ‪ 8-6‬أيار _مايو) ‪ ، 2002‬صفحة رقم ‪. 186‬‬

‫‪89‬‬
‫وحدها سوف يصل إلى ‪ 269‬مليار دولر بحلول عام ‪ ، 2005‬وهذه زيادة هائلة‬
‫إذا ما قورنت مع حجم مبيعات عام ‪ 2000‬والذي بلغ ‪ 44.8‬مليار دولر ‪ .‬وتشير‬
‫الشركة صاحبة الدراسة أن التوقعات في زيادة عمليات الشراء والبيع من قبل‬
‫بعض الصناعات المريكية بين عامي ‪ 2000‬و ‪ 2005‬ستكون على الشكل التالي‪:‬‬

‫الزيادات في التعامل عبر النترنيت في بعض الصناعات المريكية (مليار دولر)‬


‫توقعات عام ‪2005‬‬ ‫عام ‪2000‬‬ ‫الصناعة‬
‫‪863‬‬ ‫‪35‬‬ ‫الغذائية والمشروبات‬
‫‪565‬‬ ‫‪20‬‬ ‫المعدات الصناعية‬
‫‪1028‬‬ ‫‪90‬‬ ‫الحاسوب والتصالت‬
‫‪660‬‬ ‫‪21‬‬ ‫السيارات وقطع الغيار‬
‫‪528‬‬ ‫‪19‬‬ ‫النشاءات والعقارات‬

‫ويستطيع الباحث القول بأن الثقة التي ولدتها الجهات المحاسبية المهنية‬
‫المتخصصة بالتجارة اللكترونية جعلت إيرادات الشركات ترتفع بشكل خيالي عبر‬
‫التعامل من خلل التجارة اللكترونية ‪ ،‬ولم يكن من الممكن أن تحقق الشركات تلك‬
‫اليرادات الخيالية دون جهود تلك الجهات المحاسبية المهنية‪ .‬لقد أصبح هذا السوق‬
‫الجديد ‪ ،‬ورغم مخاطره العديدة ‪ ،‬سوق العصر وسوق العولمة والتنافس المنقطع‬
‫النظير ‪ ،‬علما بأن آليات التعامل فيه تختلف كليا ‪ ،‬بل جذريا عن آليات التعامل‬
‫المتبعة بالسوق التقليدي ‪.‬‬

‫الفرق بين التجارة اللكترونية والتجارة التقليدية‬


‫مما سبق نستطيع ملحظة الفرق بين التجارة اللكترونية والتجارة التقليدية ‪،‬‬
‫وخصوصا عندما تطرقنا لبيئة العمل في كل منهما ‪.‬‬

‫ومن وجهة نظر محاسبية بحتة ‪ ،‬فإن عملية البيع والشراء تعد جوهر‬
‫الختلف فيما بين التجارة اللكترونية والتجارة التقليدية ‪ ،‬فالجراءات الرقابية‬

‫‪90‬‬
‫المتبعة في كل من البيئتين مختلفة تماما ‪ ،‬والختلف الرئيسي يمكن حصره بالقول‬
‫إن التجارة التقليدية ذات طابع توثيقي ‪ ،‬بينما التجارة اللكترونية ذات طابع غير‬
‫توثيقي (وهمي) ‪ ،‬رغم حقيقة تمام العملية ‪.‬‬

‫ويمكن معرفة الفرق بشكل أعمق ‪ ،‬بعمل مقارنة بسيطة بين دورة البيع في‬
‫كل من التجارة اللكترونية والتجارة التقليدية ‪ ،‬وبالشكل التالي‪: 1‬‬
‫التجارة اللكترونية‬ ‫التجارة التقليدية‬ ‫مرحلة دورة المبيعات‬
‫مجلت وممثل تجاري صفحة ‪Web‬‬ ‫البحث عن معلومات منتج‬
‫بريد إلكتروني‬ ‫رسالة أو وثيقة‬ ‫طلب المنتج‬
‫بريد إلكتروني‬ ‫رسالة أو وثيقة‬ ‫التأكيد على الطلبية‬
‫كتالوج على ‪Web‬‬ ‫كتالوج مطبوع‬ ‫مراقبة السعر‬
‫ل يوجد‬ ‫هاتف أو فاكس‬ ‫التأكد من توفر السلعة‬
‫بريد إلكتروني‬ ‫وثيقة مطبوعة‬ ‫تسليم الطلبية‬
‫بريد إلكتروني‬ ‫فاكس أو بريد‬ ‫بعث الطلبية‬
‫قاعدة بيانات‬ ‫وثيقة مطبوعة‬ ‫التأكد من توفر السلعة بالمخازن‬
‫قاعدة بيانات‬ ‫وثيقة مطبوعة‬ ‫تخطيط التسليم‬
‫قاعدة بيانات‬ ‫وثيقة مطبوعة‬ ‫تعميم الفاتورة‬
‫المورد‬ ‫تسلم السلعة‬
‫بريد إلكتروني‬ ‫وثيقة مطبوعة‬ ‫تأكيد التسليم‬
‫بريد إلكتروني‬ ‫بريد عادي‬ ‫بعث الفاتورة‬
‫قاعدة بيانات‬ ‫وثيقة مطبوعة‬ ‫مدة الدفع‬
‫قاعدة بيانات‬ ‫بريد عادي‬ ‫بعث التسوية المالية‬

‫يلحظ من جدول المقارنة السابق ‪ ،‬بأن التجارة اللكترونية تفقد عامل‬


‫التوثيق في أغلب المراحل ‪ ،‬وغياب التوثيق له دور سلبي جدا على آلية العتراف‬
‫باليراد وخصوصا أن أغلب العمليات ذات طابع غير ملموس‪.‬‬

‫‪ 1‬زايري بلقاسم ودلوباشي علي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صفحة (‪)361‬‬

‫‪91‬‬
‫ويعتقد الباحث بأن غياب التوثيق وترافقه مع مخاطر التجارة اللكترونية له‬
‫أثر مباشر على أساس أو قاعدة العمليات ‪ ،‬ويساهم بمشكلة جديدة متعلقة بعملية‬
‫تحقق اليراد والعتراف به‪.‬‬

‫فتحت عنوان العتراف باليراد وتحققه ‪ ،‬أوصت لجنة المحاسبة المريكية‬


‫عام ‪ 1964‬بأنه يمكن تحسين مفهوم التحقق إذا طبقت المقاييس التالية‪: 1‬‬
‫‪-1‬يجب أن يكون اليراد قابل للقياس‪.‬‬
‫‪-2‬يجب أن يدعم صحة التحقق قياس نتيجة حدوث عملية تبادلية مع‬
‫أطراف خارجية‪.‬‬
‫‪-3‬يجب حدوث الحدث الحاسم وهو بأن اليراد يجب أن يتحقق عند‬
‫إتمام معظم العمل أو المهمة في عملية الكتساب ‪ .‬وينتج عن هذا‬
‫الختبار العتراف باليراد في أوقات مختلفة لمنظمات العمال‬
‫المختلفة‪.‬‬

‫"أن استعمال مفهوم أو معيار "التحقق" عادة ما ينتج عنه العتراف باليراد‬
‫عند نقطة البيع ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن توقيت العتراف قد يكون مسبقا أو يتم تأخيره‬
‫حسب طبيعة العملية وبالنظر لدرجات التأكد المختلفة ‪ .‬فعندما يكون هناك درجة‬
‫عالية من التأكد مرتبطة مع تحقق اليراد ‪ ،‬فإن العتراف باليراد قد يسبق نقطة‬
‫البيع ‪ ،‬وعلى العكس من ذلك ‪ ،‬كلما كانت درجة عدم التأكد عالية بالنسبة لرتباطها‬
‫بتحقق اليراد ‪ ،‬زاد التجاه بصورة أكبر لتأخير العتراف باليراد"‪.2‬‬
‫من الجدير بالذكر ‪ ،‬أن معايير المحاسبة وضعت أسسا لمعالجة عملية‬
‫العتراف باليراد في ظل ظروف عديدة ‪ ،‬ولكن ضمن التجارة التقليدية الموثقة ‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Richard G. Schroeder; Myrtle W. Glark; & Jack M. Cathey, Accounting Theory and Analysis, 7th‬‬
‫‪Edition, John Wiley & Sons, Inc. 2001, Page )72(.‬‬
‫‪2‬‬
‫(‪Richard G. Schroeder, Ibid., P. )72‬‬

‫‪92‬‬
‫ولكنها لم تضع أسسا خاصة لمعالجة العتراف باليراد في ظل التجارة اللكترونية‬
‫غير الموثقة‪.‬‬

‫تحت ظروف خاصة للعتراف باليراد ‪ ،‬ذكر المعيار المحاسبي المريكي‬


‫رقم ‪1 SFAS No. 48‬تحت عنوان "العتراف باليراد عند وجود حق رد السلعة"‬
‫أن على البائع العتراف باليراد عند نقطة البيع عندما يوجد حق الرد فقط حين‬
‫تلبى الشروط التالية‪:‬‬
‫‪-1‬أن يكون سعر البيع محددا أو ثابتا بتاريخ البيع‪.‬‬

‫‪-2‬أن يكون المشتري قد دفع أو ملتزما بالدفع للبائع‪.‬‬

‫‪-3‬أن يتحمل المشتري مخاطرة الخسائر نتيجة السرقة أو تلف البضاعة‪.‬‬

‫‪-4‬أن يكون الجوهر القتصادي للمشتري بعيدا كل البعد عن الجوهر‬


‫القتصادي للبائع ‪.‬‬
‫‪-5‬أن ل يكون للبائع التزامات رئيسية للداء المستقبلي بالنسبة لعادة بيع‬
‫السلعة‪.‬‬
‫‪-6‬إمكانية التقدير المعقول للمردودات المستقبلية‪.‬‬

‫وفي حالة عدم تلبية هذه الشروط ‪ ،‬يتوجب تأجيل العتراف الى أول نقطة‬
‫يكون عندها قد انتهى حق الرجاع ‪.‬‬

‫وقد ذكرت نشرة لجنة الوراق المالية المريكية ‪ SEC‬رقم ‪SAB No. 101‬‬
‫‪ ،‬بأنه ل يجوز العتراف باليراد إل إذا تحقق أو هنالك إمكانية لتحققه ‪ ،‬وتم‬
‫اكتسابه وفقا للمعايير التالية‪:2‬‬

‫‪-1‬وجود دلئل مقنعة بالثبات‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫(‪Ibid., P. )74‬‬
‫‪2‬‬
‫(‪Richard G. Schroeder, Ibid., P. )75‬‬

‫‪93‬‬
‫‪-2‬تحديد سعر البيع من قبل البائع للمشتري ‪.‬‬

‫‪-3‬تم تسليم البضاعة أو تمت تأدية الخدمة ‪.‬‬

‫‪-4‬عملية التحصيل مؤمنة بشكل معقول ‪.‬‬

‫وي ستطيع البا حث القول بأن اليراد المتولد عبر قنوات التجارة اللكترون ية ‪،‬‬
‫ل يتماشـى مـع بعـض مـن شروط العتراف باليراد ‪ .‬فالمعيار المريكـي رقـم ‪48‬‬
‫وضمن الشرط رقم (‪ " )2‬أن يكون المشتري قد دفع أو ملتزما بالدفع للبائع" يجعل‬
‫العتراف باليراد عند نقطة البيع مستحيل ‪ ،‬والسبب أن عملية الدفع ضمن آلية‬
‫التجارة اللكترونية ‪ ،‬آلية محفوفة بالمخاطر وقد تكون إذا ما تم التلعب بها عملية‬
‫وهمية ويقابلها خروج حقيقي للبضائع من عند التاجر ‪ .‬لو أردنا استخدام العتراف‬
‫باليراد عند وصول النقد بدل نقطة البيع لما أمكن ذلك والسبب بأن النقد وفي حالة‬
‫التلعب لن يصل ‪ ،‬ول بد أن نتذكر أن التلعب لم ينجم عن إدارة الشركة بل عن‬
‫جهة خارجية غير معروفة ‪.‬‬

‫وبالن سبة للشرط ر قم (‪ )3‬و في ن فس المعيار "أن يتح مل المشتري مخاطرة‬


‫الخسائر نتيجة السرقة أو تلف البضاعة" ‪ ،‬وفي حالة التلعب ‪ ،‬فمن هو المشتري؟‬
‫ل أحـد يعرف والمتحمـل الول والخيـر لهذه الخسـارة هـو الشركـة البائعـة ‪ ،‬وهنـا‬
‫يتبادر للذهن ‪ ،‬ما هي اللية المناسبة للعتراف إذن؟‬

‫ولو نظر نا لنشرة الوراق المال ية ر قم ‪ 101‬والم ستندة على معايير المحا سبة‬
‫المريكيـة ‪ ،‬لوجدنـا أن كل مـن المعيار رقـم (‪" )1‬وجود دلئل مقنعـة بالليات"‬
‫والمعيار رقم (‪" )4‬عملية التحصيل مؤمنة بشكل معقول" ‪ ،‬مفقودان بشكل شبه كامل‬
‫في اليرادات المتولدة من خلل التجارة اللكترونية ‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫و في ظل هذه الحقائق الجديدة ير غب البا حث في اقتراح آل ية جديدة أو نق طة‬
‫جديدة للعتراف باليراد المتولد مـن خلل التعامـل بالتجارة اللكترونيـة ‪ ،‬والتـي‬
‫يرغب بتسميتها (العتراف بإيراد التجارة اللكترونية عند نقطة تحقق أمان عمليات‬
‫النظام ‪E-commerce Revenue Recognized as System Transactions‬‬
‫‪. )are Secured‬‬

‫يتضمــن هذا القتراح ‪ ،‬أن يتــم العتراف باليراد المتولد عــبر التجارة‬
‫اللكترونيـة عنـد نقطـة البيـع ‪ ،‬إذا مـا توفرت شروط إضافيـة تسـاعد على تحقيـق‬
‫الشرط رقم (‪ " )2‬أن يكون المشتري قد دفع أو ملتزما بالدفع للبائع" في المعيار رقم‬
‫‪ ، 48‬وبالشكل التالي‪:‬‬
‫‪-1‬المان في العمليات ‪Transaction Security‬‬
‫‪-2‬توكيد آلية المان ‪Assuring Security Process‬‬

‫وكل شرط يجب أن يصاحبه عدد من الليات والمحددات ‪ ،‬وبالشكل التالي ‪:‬‬

‫المان في العمليات ‪ ، Transaction Security‬ويقصد هنا بأنه يجب على‬


‫الشركة تطوير نظام ربط بين نظام الشركة المحاسبي وموقعها على النترنيت‬
‫يضفي صفة المان على عمليات البيع التي تتم من خلله ‪ ،‬متضمنا سياسات يتم‬
‫برمجتها (سيتم اقتراحها في الفصل الخامس من هذه الدراسة) تؤمن كل من‪:‬‬
‫‪-1‬المان‬

‫‪-2‬التوكيدية‬

‫‪-3‬الموثوقية‬

‫‪95‬‬
‫توكيد آلية المان ‪ ، Assuring Security Process‬حيث يتم ذلك بواسطة‬
‫اعتماد إحدى الجهات المحاسبية المتخصصة ‪ ،‬بتدقيق نظام الشركة الخاص والذي‬
‫يربط بين نظام الشركة المحاسبي وموقعها على النترنيت ‪ ،‬كطرف ثالث محايد ‪،‬‬
‫والذي يستطيع التأكيد على سلمة وصحة الجراءات والسياسات المتبعة في ذلك‬
‫النظام ‪.‬‬

‫وأخيرا وليس آخرا ‪ ،‬وفي حالة تمكننا من العتراف باليراد المتولد من‬
‫خلل التعامل بالتجارة اللكترونية ستتمكن الشركة من تقدير نسبة الحتيال عبر‬
‫التجارة اللكترونية ‪ E-commerce Frauds are Reasonably Estimable‬ومن‬
‫ثم التمكن من إنشاء مخصصات معينة ‪ ،‬تقابل الخسائر المتوقعة مستقبليا ‪ ،‬والتي‬
‫سيمكن توقعها بسهولة ‪ ،‬في ظل توافر الشروط السابقة ‪.‬‬
‫ويمكن القول بأن التجارة اللكترونية ‪ ،‬وكما أحدثت من تغيرات كثيرة على‬
‫عالم العمال والقتصاد ‪ ،‬أحدثت وستحدث تغيرات أكثر وأكبر على عالم المحاسبة‬
‫وعالم التدقيق ‪.‬‬

‫ففي السابق كانت التغيرات التي تحدث في ظل التجارة التقليدية ‪ ،‬تغيرات‬


‫ذات طابع بسيط وبطيء ‪ ،‬وكان يسهل على كل من مهنة العمال ومهنة المحاسبة‬
‫مواكبتها ؛ ولكن الن‪ ،‬وفي ظل التجارة اللكترونية وما يرافقها من تقنيات‬
‫تكنولوجية عالية ومتغيرة بشكل متسارع أصبحت التغيرات في التجارة اللكترونية‬
‫ذات طابع معقد جدا وسريع ‪ ،‬وأصبح محتوما على مهنة العمال ومهنة المحاسبة‬
‫وفي العالم ككل أن تحدث وتطور من تقنياتها وتقيمها بسرعة مماثلة ‪ ،‬كي ل يفوتها‬
‫الركب التكنولوجي الجديد ‪.‬‬

‫‪96‬‬

You might also like