Professional Documents
Culture Documents
..د.مهند العزاوي
الخطة السداسية والوصايا الخمس والعواقب الوخيمة على أمريكا ..د.مهند العزاوي
الزيارات1470: 2009/ 06/ 22م 11:45صباحا
مقدمة
تستند الوليات المتحدة المريكية على القوة العسكرية كمعيار أساسي في تطبيق استراتيجياتها البعيدة المدى للهيمنة
الكونية ,ولعل رقعة الشطرنج المريكية العظمى قد قسم فيها العالم إلى قفزات بأسلوب القضم وباستخدام القواعد
والتسهيلت العسكرية في الشرق الدنى والوسط والقصى عبر ما يطلق عليه دول ملتقى الطرق الستراتيجي وصول إلى
التلحك الجغرافي لغرب أمريكا ,ويطلق على الرقعة الجغرافية العليا في لوحة الشطرنج العظمى مصطلح"القارة
الوراسيوية" في اختزل جيوسياسي واضح لقارة أسيا ,مما يؤكد أنها تمثل الرقعة العليا جغرافيا وعسكريا لشبكة الطماع
التوسعية المريكية في العالم ,من خلل مزاوجة البعد اليديولوجي ذو المنحى الراديكالي الديني المتشدد والبعد العسكري
عنصر القوة لشن الحروب ,ولعل العراق وأفغانستان والباكستان خير دليل على ما نذهب إليه وفق فلسفة نظرية صدام
الحضارات لصموئيل هنتنغتون عام 1993والتي تطبق حتى اليوم عمليا باستهداف العالم السلمي وتعتبره العدو الول,
بالرغم من خطابات الغزل إلى العالم السلمي التي جاءت على لسان الرئيس المريكي "اوباما" وعزوفه عن استخدام
مصطلح الرهاب بعد أن استهلك هذا المصطلح وكشفت أبعاده وأهدافه السياسية والعسكرية وأصبح غير صالح للستهلك,
وتقوم مراكز الدراسات في أمريكا بصناعة ملمح الحدث السياسي والحربي والعلمي وفقا لمحاور الستراتيجية العليا/
الشاملة ,وتعده كمشروع يطبق وفق برنامج ووسائل وأدوات تشكل منظومة متكاملة ,وبدورها تصوغ وتنحت
المصطلحات السياسية والعلمية التي تستخدم لتسويق تلك الصناعة لتحقيق الختراق الناعم الذي يغزو مجتمعاتنا ودولنا
عبر مؤسساتهم العلمية والمؤسسات العربية الملحقة بهم سعيا لتشويه الدين السلمي الحنيف وعمليا باستخدام
"الحرب الديموغرافية "demographic warو"حرب العقائد والفكار "beliefs warوالتي تخضع لمعايير
"إستراتيجية البركان - volcano strategy -الحرب القذرة dirty warليعزز الفرقة والحتراب الطائفي والمذهبي
والعرقي لتمزيق العالمين العربي والسلمي .
الخطة السداسية البيئة المنية
تقوم وزارة الدفاع المريكية (البنتاغون) بمراجعة تقارير الدفاع المريكية والذي يتم إعدادها كل أربع سنوات ويجري
مراجعتها وتقييمها كل سنة ،وكانت الدارة المريكية الراديكالية المتشددة السابقة قد تبنت نظريات عدائية توسعية تجاه
عالمنا العربي والسلمي بشكل عام والعراق بشكل خاص ,وهذه النظريات ذات منحى سياسي عسكري حربي بإطار
إيديولوجي متشدد تستر خلف مفاهيم ومصطلحات يجري تسويقها وتداولها ,ولعل أبرزها نشر الديموقراطية ,شبكة الدفاع
,الحروب الستباقية " ,الحرب العالمية على الرهاب "GWOTوالتي لتزال ملمحها حاضرة بقوة على الرض وفي
بقعها الجغرافية الملتهبة والمنتخبة في رقعة الشطرنج المريكية الوسطى ,ويجري في الغالب إعادة تقييم "البيئة المنية"
والخروج بمحاور إستراتيجية توصي بتعزيز نهج القوة من خلل إستراتيجية هجومية جديدة لدامة مرحلة التوسع أو
الهروب إلى المام عسكريا والمستندة على حجم وانتشار المصالح القتصادية التي تديرها الشركات العملقة المتعددة
الجنسيات وباستخدام القوة ,وقد أشار أليها وزير الدفاع السابق "رامسفيلد" كتحديدات ضمن ما يسمى "الخطة
السداسية" وتشير الستراتيجية السداسية كما عبر عنها رامسفيلد (قرّرنا هجْر الستراتيجية القديمة القائمة على
"التهديد" ،تلك الستراتيجية التي ظلت مسيطرة على خططنا الدفاعية لكثر من نصف قرن ..والبدء في انتهاج اقتراب
جديد قائم على "القدرات" ،و يسميها "الخطة السداسية") وهي إستراتيجية سداسية جرى تبنيها قبل أحداث أيلول ،2001
ويلزم فيها على وزارة الدفاع وجوب تحقيق ستة أهداف إستراتيجية إلزامية-:
.1حماية الداخل المريكي ،وحماية قواعدنا في الخارج.
.2البقاء على مستوى قوتنا في الماكن البعيدة .
.3إفهام أعدائنا أنه ليس لديهم مأوى يحميهم منا؛ فيتأكدون أنه ليس هناك ركن ،ول جبل ،ول كهف سيمنعهم منا.
.4حماية شبكاتنا المعلوماتية من أي اختراق.
.5استخدام التكنولوجيا المعلوماتية لربط القوات المريكية المختلفة ،وهو ما يؤهلها للقتال معًا في صف واحد.
.6الحفاظ على اتصال سهل وسلس بالفضاء الخارجي ،وحماية قدراتنا الفضائية من أي هجوم غاشم .
الوصايا الخمس"أنتوني كورزدمان"
كانت تلك الستراتيجية( الخطة السداسية) تعبر عن إرادة صناع القرار المريكي وجماعات الضغط المختلفة لغرض أعداد
بيئة ومناخ مناسب لشن الحرب ضد العراق ,ولهذا حاولت مراكز الدراسات وعدد من المفكرين أن يضعوا آليات تطبيق تلك
التحديدات السياسية العسكرية ذات البعد الستراتيجي "الخطة السداسية" ،ولغرض تسويق تلك الستراتيجيات تناقلت
شبكة المعلومات الدولية دراسة لـ "أنتوني كورزدمان" "شن الهجوم على العراق" التي حددت في خلصتها الشتراطات
المطلوبة أمريكيا لـ "أفغنة العراق" وأشارت الدراسة لمواجهة ما وصفته بالصعوبات الكبيرة التي تواجهها الدارة
المريكية السابقة في التعامل مع العراق وشن هجوم أمريكي ضده ،وقد عبر "كورزدمان" صراحة عن مخاوفه من
انفراط عقد التحالف المريكي مع عدد من الدول العربية والسلمية؟ في مكافحة ما يسمى (الرهاب الدولي) ،وقدم خمس
وصايا ومقترحات للدارة المريكية المتشددة السابقة يستوجب أن تنطلق منها في شن مثل هذا الهجوم الواسع ضد العراق
وهي-:
أ .أن تظهر الدارة المريكية دليل دامغا على تورط العراق بالهجوم على الوليات المتحدة في 11أيلول .2001
ب .أن تظهر الدارة المريكية دليل دامغا على قيام العراق بتطوير برامجه لسلحة الدمار الشامل .
ت .أن تنقل الوليات المتحدة أقوالها إلى أفعال بصدد القضية الفلسطينية.
ث .أن يكون لها خطة مقنعة وموثوقا وسريعة (للنظام البديل) في العراق على أل تكون من رموز المعارضة في الخارج.
ج .أن تكون الوليات المتحدة جاهزة لتحمل ما سينجم عن ذلك من خسائر مادية وبشرية.