You are on page 1of 4

‫» الخطة السداسية والوصايا الخمس والعواقب الوخيمة على أمريكا‬ ‫هيئة علماء المسلمين في العراق » الخبار » ملفات سياسية‬

‫‪ ..‬د‪.‬مهند العزاوي‬

‫الخطة السداسية والوصايا الخمس والعواقب الوخيمة على أمريكا ‪ ..‬د‪.‬مهند العزاوي‬
‫الزيارات‪1470:‬‬ ‫‪ 2009/ 06/ 22‬م ‪ 11:45‬صباحا‬

‫مركز صقر للدراسات الستراتيجية والعسكرية‬

‫الخطة السداسية "البيئة المنية"‬

‫الوصايا الخمس لغزو العراق "أنتوني كورزدمان"‬

‫العواقب الوخيمة على أمريكا‬


‫حذر "ديفيد واكر" المراقب المالي العام في الوليات المتحدة‪ ,‬من أن هناك أوجه شبه صارخة بين وضع أمريكا الراهن‬
‫والعوامل التي أدت إلى سقوط روما‬

‫مقدمة‬
‫تستند الوليات المتحدة المريكية على القوة العسكرية كمعيار أساسي في تطبيق استراتيجياتها البعيدة المدى للهيمنة‬
‫الكونية‪ ,‬ولعل رقعة الشطرنج المريكية العظمى قد قسم فيها العالم إلى قفزات بأسلوب القضم وباستخدام القواعد‬
‫والتسهيلت العسكرية في الشرق الدنى والوسط والقصى عبر ما يطلق عليه دول ملتقى الطرق الستراتيجي وصول إلى‬
‫التلحك الجغرافي لغرب أمريكا‪ ,‬ويطلق على الرقعة الجغرافية العليا في لوحة الشطرنج العظمى مصطلح"القارة‬
‫الوراسيوية" في اختزل جيوسياسي واضح لقارة أسيا ‪ ,‬مما يؤكد أنها تمثل الرقعة العليا جغرافيا وعسكريا لشبكة الطماع‬
‫التوسعية المريكية في العالم ‪ ,‬من خلل مزاوجة البعد اليديولوجي ذو المنحى الراديكالي الديني المتشدد والبعد العسكري‬
‫عنصر القوة لشن الحروب‪ ,‬ولعل العراق وأفغانستان والباكستان خير دليل على ما نذهب إليه وفق فلسفة نظرية صدام‬
‫الحضارات لصموئيل هنتنغتون عام ‪ 1993‬والتي تطبق حتى اليوم عمليا باستهداف العالم السلمي وتعتبره العدو الول‪,‬‬
‫بالرغم من خطابات الغزل إلى العالم السلمي التي جاءت على لسان الرئيس المريكي "اوباما" وعزوفه عن استخدام‬
‫مصطلح الرهاب بعد أن استهلك هذا المصطلح وكشفت أبعاده وأهدافه السياسية والعسكرية وأصبح غير صالح للستهلك‪,‬‬
‫وتقوم مراكز الدراسات في أمريكا بصناعة ملمح الحدث السياسي والحربي والعلمي وفقا لمحاور الستراتيجية العليا‪/‬‬
‫الشاملة ‪ ,‬وتعده كمشروع يطبق وفق برنامج ووسائل وأدوات تشكل منظومة متكاملة‪ ,‬وبدورها تصوغ وتنحت‬
‫المصطلحات السياسية والعلمية التي تستخدم لتسويق تلك الصناعة لتحقيق الختراق الناعم الذي يغزو مجتمعاتنا ودولنا‬
‫عبر مؤسساتهم العلمية والمؤسسات العربية الملحقة بهم سعيا لتشويه الدين السلمي الحنيف وعمليا باستخدام‬
‫"الحرب الديموغرافية ‪ "demographic war‬و"حرب العقائد والفكار ‪ "beliefs war‬والتي تخضع لمعايير‬
‫"إستراتيجية البركان‪ - volcano strategy -‬الحرب القذرة ‪ dirty war‬ليعزز الفرقة والحتراب الطائفي والمذهبي‬
‫والعرقي لتمزيق العالمين العربي والسلمي ‪.‬‬
‫الخطة السداسية البيئة المنية‬
‫تقوم وزارة الدفاع المريكية (البنتاغون) بمراجعة تقارير الدفاع المريكية والذي يتم إعدادها كل أربع سنوات ويجري‬
‫مراجعتها وتقييمها كل سنة ‪،‬وكانت الدارة المريكية الراديكالية المتشددة السابقة قد تبنت نظريات عدائية توسعية تجاه‬
‫عالمنا العربي والسلمي بشكل عام والعراق بشكل خاص‪ ,‬وهذه النظريات ذات منحى سياسي عسكري حربي بإطار‬
‫إيديولوجي متشدد تستر خلف مفاهيم ومصطلحات يجري تسويقها وتداولها ‪ ,‬ولعل أبرزها نشر الديموقراطية ‪,‬شبكة الدفاع‬
‫‪ ,‬الحروب الستباقية ‪" ,‬الحرب العالمية على الرهاب ‪ "GWOT‬والتي لتزال ملمحها حاضرة بقوة على الرض وفي‬
‫بقعها الجغرافية الملتهبة والمنتخبة في رقعة الشطرنج المريكية الوسطى‪ ,‬ويجري في الغالب إعادة تقييم "البيئة المنية"‬
‫والخروج بمحاور إستراتيجية توصي بتعزيز نهج القوة من خلل إستراتيجية هجومية جديدة لدامة مرحلة التوسع أو‬
‫الهروب إلى المام عسكريا والمستندة على حجم وانتشار المصالح القتصادية التي تديرها الشركات العملقة المتعددة‬
‫الجنسيات وباستخدام القوة ‪ ,‬وقد أشار أليها وزير الدفاع السابق "رامسفيلد" كتحديدات ضمن ما يسمى "الخطة‬
‫السداسية" وتشير الستراتيجية السداسية كما عبر عنها رامسفيلد (قرّرنا هجْر الستراتيجية القديمة القائمة على‬
‫"التهديد" ‪ ،‬تلك الستراتيجية التي ظلت مسيطرة على خططنا الدفاعية لكثر من نصف قرن‪ ..‬والبدء في انتهاج اقتراب‬
‫جديد قائم على "القدرات"‪ ،‬و يسميها "الخطة السداسية") وهي إستراتيجية سداسية جرى تبنيها قبل أحداث أيلول ‪،2001‬‬
‫ويلزم فيها على وزارة الدفاع وجوب تحقيق ستة أهداف إستراتيجية إلزامية‪-:‬‬
‫‪ .1‬حماية الداخل المريكي‪ ،‬وحماية قواعدنا في الخارج‪.‬‬
‫‪ .2‬البقاء على مستوى قوتنا في الماكن البعيدة ‪.‬‬
‫‪ .3‬إفهام أعدائنا أنه ليس لديهم مأوى يحميهم منا؛ فيتأكدون أنه ليس هناك ركن‪ ،‬ول جبل‪ ،‬ول كهف سيمنعهم منا‪.‬‬
‫‪ .4‬حماية شبكاتنا المعلوماتية من أي اختراق‪.‬‬
‫‪ .5‬استخدام التكنولوجيا المعلوماتية لربط القوات المريكية المختلفة‪ ،‬وهو ما يؤهلها للقتال معًا في صف واحد‪.‬‬
‫‪ .6‬الحفاظ على اتصال سهل وسلس بالفضاء الخارجي‪ ،‬وحماية قدراتنا الفضائية من أي هجوم غاشم ‪.‬‬
‫الوصايا الخمس"أنتوني كورزدمان"‬
‫كانت تلك الستراتيجية( الخطة السداسية) تعبر عن إرادة صناع القرار المريكي وجماعات الضغط المختلفة لغرض أعداد‬
‫بيئة ومناخ مناسب لشن الحرب ضد العراق‪ ,‬ولهذا حاولت مراكز الدراسات وعدد من المفكرين أن يضعوا آليات تطبيق تلك‬
‫التحديدات السياسية العسكرية ذات البعد الستراتيجي "الخطة السداسية" ‪ ،‬ولغرض تسويق تلك الستراتيجيات تناقلت‬
‫شبكة المعلومات الدولية دراسة لـ "أنتوني كورزدمان" "شن الهجوم على العراق" التي حددت في خلصتها الشتراطات‬
‫المطلوبة أمريكيا لـ "أفغنة العراق" وأشارت الدراسة لمواجهة ما وصفته بالصعوبات الكبيرة التي تواجهها الدارة‬
‫المريكية السابقة في التعامل مع العراق وشن هجوم أمريكي ضده ‪ ،‬وقد عبر "كورزدمان" صراحة عن مخاوفه من‬
‫انفراط عقد التحالف المريكي مع عدد من الدول العربية والسلمية؟ في مكافحة ما يسمى (الرهاب الدولي) ‪ ،‬وقدم خمس‬
‫وصايا ومقترحات للدارة المريكية المتشددة السابقة يستوجب أن تنطلق منها في شن مثل هذا الهجوم الواسع ضد العراق‬
‫وهي‪-:‬‬
‫أ‌‪ .‬أن تظهر الدارة المريكية دليل دامغا على تورط العراق بالهجوم على الوليات المتحدة في ‪ 11‬أيلول ‪.2001‬‬
‫ب‌‪ .‬أن تظهر الدارة المريكية دليل دامغا على قيام العراق بتطوير برامجه لسلحة الدمار الشامل ‪.‬‬
‫ت‌‪ .‬أن تنقل الوليات المتحدة أقوالها إلى أفعال بصدد القضية الفلسطينية‪.‬‬
‫ث‌‪ .‬أن يكون لها خطة مقنعة وموثوقا وسريعة (للنظام البديل) في العراق على أل تكون من رموز المعارضة في الخارج‪.‬‬
‫ج‌‪ .‬أن تكون الوليات المتحدة جاهزة لتحمل ما سينجم عن ذلك من خسائر مادية وبشرية‪.‬‬

‫العواقب الوخيمة على أمريكا‬


‫تلك الدراسات والتي يصدرها خبراء في الوليات المتحدة نابعة من خلفية إيديولوجية دينية متشددة تحفزها مصالح‬
‫الشركات العملقة المتعددة الجنسيات والتي أصبح نفوذها أكثر بكثير من نفوذ دول هي ترجمة للهداف والغايات‬
‫الستراتيجية العسكرية التوسعية‪ ،‬وبذلك جعل من العراق الساحة المركزية لما يسمى "الحرب العالمية على الرهاب‬
‫‪ "GWOT‬وهو مصطلح سياسي عسكري استخدمته الدارة المريكية السابقة‪ ,‬لوصف حملتها العسكرية العالمية تحت‬
‫ذريعة محاربة ما يسمى "الرهاب"‪ ,‬ومن خلل النظر إلى المصطلح وملمحه العسكرية ذات البعاد الستراتيجية‪ ,‬تدلل‬
‫الملمح الستراتيجية إنها صناعة إستراتيجية ذات منحى عسكري سياسي متشدد وبأبعاد اقتصادية وبدللت فضفاضة‪ ,‬ل‬
‫تقترن بحدود جغرافية محددة أو أهداف معينة ول توصيف شرعي آو قانوني أممي‪ ,‬ويعطي انطباع لعدد كبير من الباحثين‬
‫والمراقبين أنها ترجمة عملية إستراتيجية لنظرية(صدام الحضارات ‪ )THE CLASH of CIVILIZATIONS‬والتي‬
‫جسدها بشكل واضح "رامسفيلد" في الخطة السداسية ‪ ,‬وعند النظر إلى الملمح الجيوعسكرية‪ ,‬نلحظ أن هناك ترهل‬
‫وانتشار واسع للنشاط العسكري في الراضي الجنبية وغالبها في الراضي العربية والسلمية التي تعتبر وفقا للمفاهيم‬
‫العسكرية وجود في ارض رمال متحركة يصعب السيطرة عليها‪, ,‬وهناك مبالغة واضحة في العتماد على القوة ونسف‬
‫الشرعية الدولية‪ ,‬ويبدو المخطط الستراتيجي لهذه الخطة اعتمد تغيير الحدود السياسية للدول بالقوة وإذكاء الحروب‬
‫باستخدام "الحرب الديموغرافية ‪ "demographic war‬و"حرب العقائد والفكار ‪ "beliefs war‬والتي تخضع‬
‫لمعايير "إستراتيجية البركان‪ - volcano strategy -‬الحرب القذرة ‪ dirty war‬على حساب البعد الديني أو القومي‬
‫أو الوطني‪ ,‬كما حصل في أفغانستان والعراق‪ ,‬الصومال‪ ,‬السودان ومؤخرا الباكستان‪ ,‬والعتماد على طيف متذبذب بدون‬
‫هوية يعتمد في تشكيلته على المنافع الشخصية والرتزاق وتعدد الولء والنتماء‪ ,‬وتقوم بنشر الفوضى "الفوضى الكونية"‬
‫التي خلفت اكلف بشرية وإنفاق مالي بأرقام فلكية ذهبت بالعالم إلى النهيار القتصادي والفوضى ولنراجع ما حققته الخطة‬
‫السداسية التي ارس ركائزها "رامسفيلد" ومن خلفه رموز اليمين المتشدد للهيمنة على العالم ‪-:‬‬
‫‪ )1‬انهيار اقتصادي وأزمة مالية حادة في الوليات المتحدة المريكية وكافة دول العالم‪.‬‬
‫‪ )2‬أزمة اقتصادية القسى من نوعها في الوليات المتحدة حيث بلغ الدين القومي ما يقارب أرقام فلكية ناهيك عن الفوائد‬
‫المترتبة عليها‪ ,‬وشكل النفاق على حرب العراق مايقارب ‪ %80‬منه وخلف أزمات اقتصادية خانقة مختلفة أبرزها ‪-:‬‬
‫الرهن العقاري ‪ ,‬السهم المالية‪ ,‬أسعار النفط‪ ,‬اكلف الحرب‪ ,‬العجز المتزايد في الميزانية والمديونية الكبيرة ‪ ,‬الفوائد‬
‫المتراكمة‪ ,‬أثار التغذية الرتجاعية‪ ,‬انكماش التنمية‪ ,‬انكماش العرض وترجع الطلب‪ ,‬فقدان الوظائف والبطالة الكلف‬
‫البشرية والمالية من جراء الحروب‪ ,‬العمليات الحربية المستقبلية‪ ,‬نفقات الجنود المسرحين والرعاية الطبية‪ ,‬الكلف‬
‫الجتماعية‪.‬اكلف البقاء في دول الحرب واكلف إدامة القواعد والتسهيلت العسكرية‪.‬الخ‪.‬‬
‫‪ )3‬الحرب ضد العراق وأفغانستان وسعت من بؤر التوتر في العالم كونها جاءت على بساط إيديولوجي ديني متشدد ولعل‬
‫ابرز ملمحها تصريح الرئيس السابق بوش(إننا نخوض حرب صليبية) مما صعب ترسيخ المن والستقرار في الشرق‬
‫الوسط والعالم العربي والسلمي وخلف بؤر حرب هلمية في كل من فلسطين‪ ,‬العراق ‪ ,‬السودان‪ ,‬الصومال‪,‬‬
‫اليمن‪,‬المغرب العربي‪,‬أفغانستان‪ ,‬الباكستان‪..‬الخ‪.‬‬
‫‪ )4‬زيادة اضطراب المن في عدد من الدول الوربية وكذلك فرض قوانين حظر على حرية المواطن بما يتعارض مع القيم‬
‫الديموقراطية التي تنشرها الساطيل والجيوش المريكية في العالم‪ ,‬كما واتجهت الدوائر السياسية والمنية والعلمية‬
‫الغربية إلى تنميط أحادي للعنف المسلمين والعرب فهم المشتبه بهم الوحيدين في العالم وفقا للمعاير المنية المريكية‬
‫والغربية المستخدمة في العالم‪.‬‬
‫‪ )5‬وقف نمو الستثمار بشكل واسع وشامل في دول العالم والعالم العربي والسلمي ‪.‬‬
‫‪ )6‬تراجع القدرة العسكرية المريكية وفقدانها توصيف القطب الصلب الوحد في العالم والتي كانت عليه خلل العقدين‬
‫السابقين وتردي جاهزية القوات المسلحة المريكية وتعاظم الخسائر البشرية وفقدان حالة الستعداد القتالي لدى عدد كبير‬
‫من الجنود مما خلف حالت العياء والنتحار المتكررة والعزوف عن التطوع للجيش المريكي‪ ,‬وبالخص حالة الرهاق‬
‫والعياء للقوات المنتشرة في العراق وأفغانستان‪ ,‬ومن البديهي تحتاج تلك القوات إلى الوقت اللزم لستعادة تلك قدراتها‬
‫التي كانت عليها قبل الحرب‪ ,‬واستبدال السلحة المستهلكة بأخرى جديدة وتصليح وترميم المعدات التي أرجئت صيانتها‬
‫بسب الكلف والعمليات الحربية كما واستخدامت الوليات المتحدة المريكية ‪ %50‬من الحتياط الستراتيجي العسكري من‬
‫قوات الحتياط وأفواج الحرس الوطني من أمريكا إلى العراق‪ ,‬وهذا شكل خطر في حالة تعرض الوليات المتحدة للكوارث‬
‫طبيعية أو التهديد الخارجي‪.‬‬
‫‪ )7‬الثار المايكرو‪-‬اقتصادية على العالم وأمريكا من جراء الحرب على العراق وبلغت أرقام فلكية نتيجة النفاق المتعاظم في‬
‫الحرب حيث بلغت ‪4‬تريليون دولر ‪.‬‬
‫‪ )8‬تصاعد الكراهية ضد الوليات المتحدة المريكية جماهيريا وشعبيا نتيجة للجرائم والمجازر والتعذيب وانتهاك حقوق‬
‫النسان التي ترتكبها قواتها العسكرية تجاه الشعوب العربية والسلمية في العراق وأفغانستان ومؤخرا الباكستان‪.‬‬
‫‪ )9‬تصاعد وتيرة المقاومة المسلحة واتساع قاعدتها الشعبية في كل من العراق وأفغانستان‪.‬‬
‫انطلق رامسفيلد في تثبيت عقيدته العسكرية والتي ترتبط بمصالح الشركات الكبرى خصوصا هو صاحب نظرية "خصخصة‬
‫الحرب" والتي نتج عنها رواج سوق المرتزقة والمتعهدين في العالم ولعل العراق أكثر دولة محتلة تعج بالمرتزقة ويبلغ‬
‫عددهم ‪ 160‬ألف متعهد ناهيك عمن قتل منهم في العراق‪ ,‬وبذلك قد زاوج رامسفيلد الدافع الول "المصالح القتصادية‬
‫الشخصية" المرتبط بالشركات مع المنهجية العسكرية الستراتيجية ‪ ,‬وتمكن من مزاوجة الدافع الثاني وهو التشدد الديني‬
‫والتعصب ضد العالم العربي والسلمي كما في المادة الولى من الخطة السداسية حيث أكد على سلمة أمريكا من الداخل‬
‫قبل حدوث تفجيرات أيلول ‪2001‬؟ وأعقبه مؤيده "أنتوني كورزدمان" وموجها بوصلته نحو العراق في الفقرات‬
‫(أ‪,‬ب‪,‬ث‪,‬ج) ولم يكن العراق له صلة بأحداث أيلول ولكن الصناعة المريكية للعدو المقبل تتطلب هيكلة عقول الرأي العام‬
‫المريكي بهذا التجاه‪ ,‬حيث تمكنت وسائل العلم المريكية من تنظيم حملت تضليل مختلفة لتطبيق وصيا ( أ‪,‬ب)‬
‫"كورزدمان"الغرض منها حشد الرأي العام لتمرير مواد الخطة السداسية تمهيدا لشن الحرب ضد العراق وعمدت وسائل‬
‫العلم على تهميش الصوت العقلني المناهض للحرب في أمريكا‪ ،‬وفي استطلع للرأي أجرته صحيفة "واشنطن بوست"‬
‫أن حملت التضليل جعلت ‪ %42‬من المريكيين اعتقدوا أن هناك علقة بين "أسامة بن لدن" والرئيس الراحل "صدام‬
‫حسين" وانه مسئول عن أحداث أيلول ‪ 2001‬التي استهداف مركز التجارة الدولي في نيويورك والبنتاغون في واشنطن‪,‬‬
‫وفي استطلع أخر أجرته شبكة ‪ABC‬عبر ‪ %55‬من المريكيين عن اعتقادهم بان الرئيس الراحل "صدام حسين " كان‬
‫يدعم تنظيم القاعدة مباشرة‪ ،‬تلك الستطلعات تبين حجم التأثير والدعاية الذي حققه العلم المريكي عبر مؤسساته‬
‫ومنظوماته المختلفة والقدرة على هيكلة العقول والذهاب بها إلى القبول والتأييد لشهوات ونزوات الدارات المريكية في‬
‫شن الحروب والغزوات وتعطي دللة واضحة لستخدام الجهد العلمي المريكي بشكل محوري ومتسق بالهداف‬
‫الستراتيجية العسكرية المريكية‪ ,‬وفي مراجعة موضوعية ومنطقية تجد أن ما يسمى "الخطة السداسية" للوزير السابق‬
‫رامسفيلد والوصايا الخمس لـ "كورزدمان"هي ترجمة حية لتوجهات اليمين المتشدد في أمريكا والساعي للحروب الكونية‬
‫عبر رقعتها الستراتيجية العظمى وما جرته على العالم وأمريكا من عواقب وخيمة تقودها إلى شفير الهاوية‪ ,‬وجرت على‬
‫شعوب العالم العربي والسلمي الويلت والمآسي‪ ,‬لذا هذه أمريكا عندما تمتلك القوة وتتصدر العالم تستخدم إستراتيجية‬
‫القتراب المباشر وباستخدام القوة العسكرية كما حدث في غزو العراق وأفغانستان لتحقيق منهجها الكوني وعندما تختل‬
‫عندها القوة تلجا إلى التحالفات وحروب النابة واستخدام القوة الناعمة والذكية( القناع)‪ ,‬كلم جميل يدغدغ المشاعر‬
‫نسمعه في الخطابات الكرنفالية وبنفس الوقت الذي تلقى فيه خطابات الغزل والمحاكاة هناك ألوف البرياء والرواح‬
‫والدماء تسفك في دول العالم العربي والسلمي لقد جاء خطاب اوباما من القاهرة مخيبا لمال العراقيين عندما تخطى‬
‫( المحرقة العراقية) معاناة العراقيين وضحاياهم التي بلغت أرقام فلكية بالمليين وتدمير بنية العراق التحتية السياسية‬
‫والمؤسساتية والجتماعية‪ ,‬وما يقارب نصف الشعب العراقي يعيش تحت خط الفقر مع جيوش من العاطلين عن العمل‬
‫وانهيار تام للخدمات الساسية وفساد فاق دول العالم اجمعها؟ وبلغت اكلف تدمير العراق مايقارب سبعة ترليون دولر‬
‫هذه أرقام فلكية تجسد معاناة شعب وأمة أين يضعها الرئيس المريكي الشاب وإدارته الذكية وخصوصا حسابات الربح‬
‫والخسارة والكلفة والتأثير‪ ,‬والحرب ل تزال مستعرة ونيرانها تحرق البرياء في كل مكان؟؟؟‬

‫د‪.‬مهند العزاوي –‪saqarc@yahoo.com‬‬


‫مركز صقر للدراسات الستراتيجية والعسكرية‬
‫‪Saqr_v@yahoo.com‬‬

You might also like