Professional Documents
Culture Documents
المقـدمة
أول :تــمهيد
يثل تطبيق الزائر لسياسة اقتصاد السوق مع بداية التسعينات وارتقاب انضمامها لتفاقية منظمة
التجارة العالية ( ،)OMCبالضافة لتوقيعها اتفاقية الشراكة مع التاد الوروب أحداث اقتصادية مهمة سيكون
من نتائج ها ر فع الوا جز المرك ية وف تح ال سوق الزائر ية تدري يا ف و جه الؤ سسات الدول ية ،فقبول قوا عد
2 الــقدمة
التجارة العالينة الديدة والبنينة على حرينة النافسنة وعدم التميينز بين الدول أو بين النتاج الوطنن والجننب،
والتخلي عن دعم الصادرات بالضا فة إل الرفع التدريي للقيود المركية والكمية ف وجه البادلت التجارية.
سيترتب عليه آثارا متملة على تارة السلع الوطنية وإنتاجها ،بسبب عدم قدرتا على النافسة مع السلع الواردة
من الارج ذات الودة العالية والتكلفة النخفضة ،ما قد يؤدي إل كساد النتوج الوطن ومنه غلق الؤسسات،
أي أن هناك تديد قائم بزوال النسيج الصناعي الزائري.
و ف ظل اقت صاد العول ة التم يز ب سهولة و سرعة حر كة ال سلع والوارد الطبيع ية (مواد خام ،مواد
طاقو ية) وانفتاح ال سواق العال ية ف و جه ال سلع والدمات مه ما كان م صدرها ،أ صبحت الؤ سسات الجنب ية
والستثمرين الجانب بصفة عامة يبحثون عن سوق يقق لم اكب هامش للربح ف استثماراتم ،وبذلك تلشت
النظرية الت تقول أن أهم العوامل الت تسهم ف جلب الستثمارات الجنبية الباشرة هي توفر اليد العاملة الرخيصة
والوارد الطبيعية ،لتحل مكانا معايي جديدة مبنية على جاذبية اقتصاد أي دولة ف السواق العالية والتمثلة أساسا
ف التطور التكنولو جي وتو فر التقنيات الدي ثة للعلم والت صال ،الوا فز المرك ية والبائ ية الشج عة ،دون أن
ننسى فعالية قواني الدولة ف حاية اللكية الصناعية والفكرية.
ف ظل هذه العطيات استلزم على الؤسسات الزائرية مواجهة هذه النافسة القوية والنتظرة ،والت
سوف تؤ ثر على ح صصهم ف ال سوق الوطن ية ،وي كن أن ت د من تو سعهم وتطور هم إذا ل تتو فر لذه الخية
قاعدة تكنولوجينة جند متطورة لتتأقلم بسنرعة منع بيئة دولينة متغية بسنرعة ،قدرة التأقلم هذه ترن عنب وضنع
إجراءات إنتاج فعالة ،وتسي نوعية النتجات ،وخلق منتجات وخدمات جديدة .ف هذه الالة قدرة الؤسسات
الزائر ية على الختراع والبداع التكنولو جي تكون مو ضع اختبار وتكون أ ساس ا ستيعابا للتكنولوج يا الديدة
الت ينشئها منافسوها.
ثانيا :الشكالية
ل كن ال سؤال الطروح ،لاذا الؤ سسات الزائر ية بقطاعي ها الاص والعام مهددة ف وجود ها ،و ما
الذي أوصلها إل هذه الوضعية أهو عدم الهتمام بالبحث والتطوير ف هذه الؤسسات ،وعدم تصيص
الموال اللزمة لتجديد وتسي نوعية منتجاتا تواكب با تطور رغبات الستهلكي الحلي وتبحث عن آخرين
جدد ف الارج .أم هو نقص ف الكفاءات العلمية الؤهلة لذه الهمة ،أم هو عدم وضوح السياسات التبعة ف هذا
الطار ،وق بل الب حث عن ال سباب القيق ية يدر ب نا القيام بعمل ية تقي يم لنشاطات الب حث والتطو ير والبداع
التكنولوجي لكونا أحد العناصر الهمة ف تديد تنافسية أي مؤسسة أو دولة.
3 الــقدمة
لذا يبز مدى أه ية تقي يم الوضع ية الراه نة للبداع التكنولو جي والب حث والتطو ير ف الؤ سسات
الزائرية والسياسات التبعة ف هذا الجال من طرف الكومات التعاقبة ،خاصة إذا علمنا أن معظم الدول التقدمة
أو القتصناديات الناشئة تول اهتمام كنبي لنشاط البحنث والتطوينر وكذا البداع التكنولوجني ويتجلى ذلك فن
ت صيصها لبالغ مال ية كبية لذه النشاطات ت صل ح ت إل حدود %3من النا تج الداخلي الام .ل كن الشكال ية
الطروحة هي كيف يتم قياس أو تقييم هذه النشاطات ،وما هي الداة النع لذلك والت تكون صالة ف حالة
الؤسسة ،القطاع أو الدولة وتصلح أيضا لجراء القارنة بي الؤسسات ،بي القطاعات وبي الدول ،وتظهر براءة
الختراع كأداة ت قق كل هذه الهداف متم عة ل ا ل ا من صفات ميزة أه ا الد قة ف العلومات و صدقها ،و من
خلل هذه الدراسنة سننحاول اسنتعمال براءة الختراع كوسنيلة لتقيينم نشاطات البحنث والتطوينر ،الختراع
والبداع التكنولوجي ف الؤسسات الزائرية ،وتديد قدراتا التنافسية عب الجابة على عدة تساؤلت أهها:
للجابة على هذه الشكالية سوف نقوم بدرا سة تليلية لوضع ية براءات الختراع ف الزائر للفترة
المتدة من 1975إل غاية ،2003وذلك بعد التعرض لفهوم التنافسية ومؤشراتا سواء تعلق المر بالشروعات،
قطاع النشاط أو الدول ،وكذا لفهوم براءة الختراع واللكية الصناعية ودورها ف التطور القتصادي.
قمنا بصياغة عدة فرضيات لذه الدراسة ،وسنحاول الجابة عنها والتأكد من صحتها ضمن هذه
الدراسة:
.1تعتنب براءات الختراع أداة لتقيينم البداع التكنولوجني والبحنث والتطوينر و لقياس تنافسنية
الؤسسات والدول؛
4 الــقدمة
.2إن اسنتخدام والتحكنم فن التكنولوجينا الديثنة منن طرف والؤسنسات والفراد هنو شرط
ضروري لتحسي الظروف العيشية لواطن دولة ما ،ومؤشر على القدرة التنافسية للمؤسسات
والدولة؛
.3ي ثل وجود مؤ سسات ت ستطيع النفاذ بنتجات ا إل ال سواق الارج ية عا مل مش جع لتح سي
تناف سية الؤ سسات والدولة ف آن وا حد ،ومرآة عاك سة لتحكم ها ف التكنولوج يا والتقنيات
الديثة للتصال والعلم؛
.4يعتب التوازن الكلي للقتصاد كاف لتحسي الوضعية التنافسية لدولة ما؛
.5ن حت ال سياسات النته جة من طرف الكومات التعاق بة ف بلد نا بالنهوض بقطاع الب حث
والتطوير العلمي وكذا البداع التكنولوجي.
وقع اختيارنا على هذا الوضوع لعدة أسباب نستطيع إيازها فيما يلي:
.1حداثنة موضوع التنافسنية واحتلله لصندارة الحداث على السنتوى القتصنادي سنواء كان فن
الكتابات العلمية أو اللتقيات الدولية ،أو ف التقارير الت تصدرها عدة هيئات دولية؛
.2الرغ بة ف معال ة موضوع يش مل ف آن وا حد الا نب الكلي للقت صاد والتم ثل ف تناف سية الدولة
والا نب الزئي والتم ثل ف تناف سية الؤ سسة على ال ستوى الدول ،و فد ت سن ل نا ذلك ف هذا
الوضوع الذي يضم ف طياته عدة جوانب مهمة؛
.3قلة الكتابات والعمال الكاديية الت تسلط الضوء على تقييم نتائج البحث والتطوير ف بلدنا؛
.4ماولة الب حث عن أداة كم ية ونوع ية ف ن فس الو قت ت ستعمل لتقي يم البداع التكنولو جي وقياس
التنافسية؛
.5ماولة تسنليط الضوء على اهتمام الدول التقدمنة بماينة اللكينة الصنناعية وتشجيعهنا للبداع
التكنولوجي.
تكمن أهية هذه الدراسة لكونا ماولة جديدة لتسليط الضوء على عدة مالت مترابطة فيما بينها،
تبدأ بالبحث والتطوير ث الختراع والبداع التكنولوجي وتنتهي بالتنافسية ،الت أختلف ف تديد مفهوم واضح
لا ،لكن توجد عدة مؤشرات يكن من خللا قياس مستوى تنافسية دولة ما ،هذا بالطبع إذا كنا نتحدث عن
5 الــقدمة
تنافسية الدول ،وقد اخترنا براءات الختراع لتكون أداة ناول من خللا تقييم واقع البحث والتطوير والبداع
التكنولوجي ف بلدنا ،وف نفس الوقت نقيس با مستوى تنافسية الؤسسات و الدولة.
وتعتب هذه الحاولة جديدة من حيث النهجية التبعة ف الدراسة ،والتمثلة ف التحليل الكمي لنتائج
البحث والتطوير ،البداع التكنولوجي وللروابط الوجودة بينهما باعتبارهم مالت متداخلة ،ويكن اعتبار هذه
الدراسة ماولة لثراء الكتبة العربية بذه النوع من الدراسات الكمية ،وماولة تغطية النقص الوجود ف هذا الجال
والتعلق بأساليب تقييم تنافسية الؤسسات والدول.
حاولننا فن الاننب النظري لذا البحنث تديند مفهوم تنافسنية الؤسنسات والدول ،وكذا لهنم
لؤشرات قياسها ،وركزنا بالصوص على الانب التكنولوجي نظرا لهيته ،وبا أن البداع التكنولوجي هو أحد
مرتكزات هذا الانب قمنا بالتعرض له ولباءات الختراع كأداة لقياسه ،أما الانب التطبيقي فقد حصرنا حدود
الدراسة الكانية ف الزائر ،أما الدود الزمنية فتمثلت ف الفترة المتدة من سنة 1975إل غاية 2003نظرا لنه
قبل سنة 1975ل نتحصل على معطيات دقيقة ف هذا الجال.
قصد الجابة عن الشكالية الطروحة ف هذه الدراسة ،وكذا اختبار فرضياتا التبناة ت اختيار النهج
الوصفي تارة وتارة أخرى النهج التحليلي مستخدمي أسلوب دراسة حالة .والدوات الستعملة تتمثل ف أدوات
الحصناء الوصنفي لتحلينل العطيات الحصنائية التوفرة وأجراء القارننة فن حالة الضرورة ،وكذا برنامنج معال
الداول ( )MS-EXCELإصدار سنة .2003
حالة. قمنا بتقسيم الدراسة إل أربعة فصول ،ثلثة تتعلق بالانب النظري والرابع دراسة
فخ صصنا الف صل الول للتناف سية ومؤشرات قيا سها ب يث أحتوى الب حث الول على متلف مفاه يم التناف سية
سواء تعلق ال مر بالؤ سسة ،بقطاع النشاط أو الدولة ،أ ما الب حث الثا ن فخ صص لؤشرات قيا سها وكذا أ هم
التقارير الدولية الصادرة ف هذا الصوص ،بينما ضم البحث الثالث دور الدول ف دعم التنافسية.
أمنا الفصنل الثانن فتمحور حول البداع التكنولوجني بكوننه أحند الؤشرات السنتعملة فن قياس
التناف سية وكذا دوره ال هم ف التنم ية القت صادية ،فالب حث الول م نه ت التطرق ف يه لتعار يف ومفاه يم البداع
6 الــقدمة
التكنولوجني ،بينمنا البحنث الثانن احتوى على العلقنة بين البداع التكنولوجني والقوى التنافسنية لنخلص فن
البحث الثالث إل دور البداع التكنولوجي ف تقيق التنمية الستدية ،وباعتبار أن البداع التكنولوجي هو أحد
الؤشرات الزئية للتنافسية فوجب علينا قياسه ،لذا استعملنا براءة الختراع كأداة لقياسه ،الت خصصنا لا الفصل
الثالث والذي اشت مل ف الب حث الول على اعتبار براءة الختراع أداة لما ية اللك ية ال صناعية ،بين ما خ صص
الب حث الثا ن للحد يث عن كون ا م صدر ومورد للمعلومات لنخ تم ف الب حث الثالث بدرا سة مؤشرات براءة
الختراع ف تليل العلوم ،التكنولوجيا.
وت تصيص الفصل الرابع لدراسة حالة الزائر عب إجراء تليل إحصائي لوضعية براءات الختراع
في ها ض من الب حث الول ،أ ما ف الب حث الثا ن ف تم ا ستعراض وا قع الب حث والتطو ير ،البداع التكنولو جي ف
بلدنا ،لنخلص ف البحث الثالث إل تقييم وضعية الزائر ف التقارير الدولية للتنافسية ،هذا مع إجراء مقارنة مع
عينة من الدول الختارة لعدة اعتبارات.
أثناء حصنر الراجنع لعداد هذا البحنث ،وجدننا أن هناك القلينل منهنا تعرض بالدراسنة للبداع
التكنولو جي أو براءة الختراع ،إضافة إل أنا اقتصرت على الانب الوصفي (كتاب أوكيل ممد سعيد بعنوان
اقتصاد وت سيي البداع التكنولو جي )1994 ،أو أن ا تصصت ف الا نب القانو ن لباءات الختراع فقط(كتاب
ح سني م مد ت ت عنوان الوج يز ف اللك ية الفكر ية .)1985 ،لذا حاول نا ف هذا الب حث اللام بذه الجالت
متم عة (التناف سية ،البداع التكنولو جي ،براءات الختراع) لكون ا متراب طة في ما بين ها ،و قد اعتمد نا ف غالب
الحيان على الراجنع اللكترونينة باللغنة الفرنسنية التوفرة على الشبكنة العنكبوتينة (النترننت) بسنبب حداثنة
الوضوع ،خاصة تلك التواجدة ف مواقع النظمات الدولية التخصصة ف هذه اليادين وكذا على مواقع حكومية
جزائرية بغرض إضفاء صبغة رسية على العطيات الستعملة.
تتمثنل أهنم الصنعوبات التن واجهتننا أثناء إعداد هذا البحنث فن تشعنب الوضوع وحداثتنه ،لن
التنافسية مفهوم حديث يشمل العديد من الجالت الختلفة ،إضافة إل صعوبة الصول على معطيات دقيقة مثل
نفقات الب حث والتطو ير ،تعداد الباحث ي ف الامعات والؤ سسات ،تعداد العمال العلم ية ،نظرا للنعدام الزئي
أو الكلي للحصائيات الرسية وكذا لقلة الراجع العلمية الت تتناول بالدراسة حالة الزائر.