You are on page 1of 16

‫نشرة غير دورية تصدر عن مركز الدراسات االشتراكية‪ ،‬صوت التيار االشتراكي الثوري في مصر‪www.e-socialists.

net ،‬‬
‫السعر‪ 1 :‬جنيه‬ ‫العدد (‪ ،)35‬يوليو ‪2009‬‬

‫افتتاحية‬
‫إيران والحركة الجماهيرية‬
‫المشهد السياسي المتناقض ف��ي إي��ران‪،‬‬
‫حيث المحافظين المعاديين للواليات المتحدة‬
‫األمريكية والدول الغربية وإسرائيل‪ ،‬والذين لعبوا‬
‫دوراً في دعم المقاومة قي لبنان وفلسطين‪،‬‬
‫ي��م��ارس��ون ال��ق��م��ع العنيف ض��د المظاهرات‪،‬‬
‫المطالبة بمزيد من الحريات الديموقراطية‪،‬‬
‫والسياسية‪ ،‬و المطالبة بتقليص صالحيات‬
‫مرشد الثورة‪ ،‬ومجلس صيانة الدستور‪ ،‬الذي‬
‫يمارس دوراً رقابياً على الشعب‪ ،‬وفي المقابل‬
‫هناك اإلصالحيون ‪ ،‬الذين أصبحوا في عيون‬
‫جزء كبير من الشعب اإليراني مدافعين حرية‬
‫التعبير والحقوق السياسة والديموقراطية‪،‬‬
‫لكنهم في الوقت ذات��ه‪ ،‬أعلنوا أنهم في حال‬
‫فوزهم سيضعون حداً للتصعيد السياسي مع‬
‫الغرب‪ ،‬خاصة الواليات المتحدة‪.‬‬
‫ما يزيد المشهد السياسي ارتباكاً هو خروج‬
‫اآلالف‪ ،‬بل ما يقارب المليون في مظاهرة‪ ،‬تأييداً‬
‫للمرشح اإلص�لاح‪ ،‬واحتجاجاً على ف��وز نجاد‪،‬‬
‫ال��ذي حقق شعبية كبير في العالم العربي‪،‬‬

‫الحرية لشعب إيران‬


‫بسبب مواقفه الصلبة من إسرائيل‪ ،‬حيث ال‬
‫يمكن تصور أن تلك الجماهير التي خرجت‬
‫ب��اآلالف تؤيد مرشح‪ ،‬قرر مهادنة اإلمبريالية‪،‬‬
‫بينما م��ن يدعم المقاومة‪ ،‬يقمع الجماهير‪،‬‬
‫ويقتل العشرات منهم في الشارع‪ ،‬حيث يفرض‬
‫سلطانه بقوة الشرطة والحرس الثوري‪ ،‬وبدعم‬
‫من السلطة الروحية‪.‬‬
‫إن الموقف الصحيح في تعامل مع األحداث‬
‫الحالية‪ ،‬و هو رؤية حركة الجماهيرية بمعزل‬
‫عن توجهات فادتها اإلصالحيين‪ ،‬حيث أن هذه‬
‫الحركة الجماهيرية من حيث دوافعها ومحركاتها‬
‫أكثر جذرية من قادتها‪ ،‬ما التفاف قطاعات واسعة‬
‫من الجماهير حول القادة اإلصالحيين‪ ،‬إال نتيجة‬
‫لغياب اليسار الجذري‪ ،‬القادر على أن يجمع‬
‫بين معاداة اإلمبريالية والدفاع عن الحريات‬
‫والديموقراطية‪ ،‬وحقوق األقليات والنساء‪ .‬إن‬
‫تأييد حركة الجماهير الراغبة في مزيد من‬
‫الحرية‪ ،‬وف��ي تحسين مستوى المعيشة‪ ،‬ال‬
‫يعنى بالضرورة تأييد اإلصالحيين‪.‬‬
‫وب��ال��رغ��م م���ن أن ك�ل�أ م���ن اإلصالحيين‬
‫والمحافظين يوظفون الحركة الجماهيرية‪،‬‬
‫تدعيم مواقعهم داخل الطبقة الحاكمة‪ ،‬إال أن‬
‫الجماهير لها دوافعها المختلفة للحركة‪ .‬إن‬
‫تأييد فطاعات واس��ع��ة من الشعب اإليراني‬
‫لإلصالحيين‪ ،‬في المرحلة الحالية‪ ،‬فنابع من أنها‬
‫تشترك معه في رغبتها في تقليص صالحيات‬
‫المحافظين‪ ،‬الذي يسيطرون على الجزء األكبر‬
‫¯¯فيهذاالعدد‪:‬احتجــــاجاتموظفوالبـــــــريد(ص‪،)8‬رســـالةأبو‬ ‫من السلطة‪ ،‬ال��ذي قد يعني مزيد من حرية‬
‫التعبير والحريات السياسية و النقابية‪ ،‬وبعض‬
‫عيطةلموظفيالبـــــــريد(ص‪،)9‬حوارمعأليــكــسكالينيكـــــوس‬ ‫الحقوق للنساء‪.‬‬
‫ال��ح��رك��ة الجماهيرية ق���ادرة ‪ -‬عند تحقق‬
‫(ص‪،)10‬صراعاالصالحيينوالمحافظين(ص‪،)11‬شرقأوسطبألوان‬ ‫ال��ظ��روف الموضوعية وال��ذات��ي��ة‪ -‬على تجاوز‬
‫ال��ق��ي��ادات اإلص�لاح��ي��ة‪ ،‬وعندها تخلق الحركة‬
‫قيادتها المعبرة عن مصالحها وآمالها في العدل‬
‫صهيونية (ص‪ ،)12‬حوار مع الفنان خالد الصاوي (ص‪،)14‬‬ ‫االجتماعي والحرية‪.‬‬
‫أجندة‬

‫لدعم تحركات العمال‪..‬وتنظيمهم‪..‬وحد أدنى لألجور‬


‫قيادات عمالية تشكل اللجنة التحضيرية للعمال‬
‫العمالي ناجي رش��اد بالمطاحن‪،‬‬ ‫العمالية حسب نضج ك��ل موقع‪،‬‬ ‫مطالبه بتحسين أوضاعهم‪ ،‬وقد‬ ‫قرر عدد من القيادات العمالية يوم‬
‫ومواصلة التحرك لمساندة القيادات‬ ‫مشيرا إل��ى أن اللجنة تضم بين‬ ‫وقعوا جميعا على بيانها التأسيسي‬ ‫‪ 22‬مايو الماضي‪ ،‬تشكيل «اللجنة‬
‫العمالية المضطهدة‪ ،‬وتنظيم حمالت‬ ‫صفوفها عدداً من النشطاء المحامين‬ ‫‪.‬‬ ‫التحضيرية للعمال» لكي تناضل‬
‫للتضامن مع كل من موظفي البريد‪،‬‬ ‫والصحفيين‪ ،‬الذين سيوفرون الدعم‬ ‫قال كمال أبو عيطة‪ :‬إن اللجنة‬ ‫من أجل تأسيس رواب��ط ونقابات‬
‫وغزل شبين ‪ ،‬والمسعفين ‪ ،‬وطنطا‬ ‫اإلعالمي والقانوني للعمال‪.‬‬ ‫تعد خطوة لتوحيد الحركة العمالية‪،‬‬ ‫جماهيرية ومستقلة‪ ،‬و النضال من‬
‫للكتان الذين يخوضون حاليا معارك‬ ‫وق���ال ك��م��ال ال��ف��ي��وم��ي القيادي‬ ‫التي تخطو خطوات كبرى لألمام‪،‬‬ ‫أجل حد أدنى لألجور‪ ،‬وللمعاشات‬
‫مع إدارات شركاتهم‪.‬‬ ‫بشركة غ��زل المحلة‪ :‬أن مطالبنا‬ ‫وآن أوان تنظيم قياداتها في أشكال‬ ‫ال يقل عن ‪ 1200‬جنيه شهريا‪ ،‬ووقف‬
‫أص��درت اللجنة مطويتين حتى‬ ‫ن��ب��ع��ت م���ن ق��ل��ب االحتجاجات‬ ‫مكافحة‪ ،‬مشددا على إن اللجنة‬ ‫برنامج الخصخصة‪ ،‬ودعم التحركات‬
‫اآلن ‪..‬األول����ي تحت ع��ن��وان‪ :‬من‬ ‫العمالية المشتعلة منذ ‪ 3‬سنوات‪،‬‬ ‫الوليدة ستعمل إل��ى جانب كافة‬ ‫العمالية‪.‬‬
‫نحن؟ استعرضت خاللها تكوين‬ ‫ونأمل أن يسفر كفاحنا عن خلق‬ ‫اللجان العمالية‪ ،‬التي يزخر بها‬ ‫اللجنة تضم قيادات من الضرائب‬
‫اللجنة وأهدافها وطرق االتصال بها ‪،‬‬ ‫لجان عمالية وتنظيمات نقابية‬ ‫الواقع لتحقيق مطالب طال انتظارها‪،‬‬ ‫العقارية وعلى رأسها نقيب النقابة‬
‫والثانية جاءت تحت عنوان‪ :‬حكاية‬ ‫في كافة المواقع بعد النجاح الباهر‬ ‫وآن أوان انتزاعها من براثن حكومة‬ ‫المستقلة كمال أبو عيطة‪ ،‬وعدد من‬
‫موظفي البريد تناولت فيها مطالب‬ ‫للضرائب العقارية‪.‬‬ ‫رجال األعمال االحتكاريين‪.‬‬ ‫قيادات عمال شركة غزل المحلة‪،‬‬
‫الموظفين ‪،‬وع��ب��رت خاللها عن‬ ‫ات��ف��ق ال��م��ج��ت��م��ع��ون ع��ب��ر آلية‬ ‫وأض���اف أب��و عيطة‪ :‬إن اللجنة‬ ‫وغ����زل ش��ب��ي��ن‪ ،‬وط��ن��ط��ا للكتان‪،‬‬
‫دعمها لنضال الموظفين‪.‬‬ ‫التصويت على اختيار أسم «اللجنة‬ ‫ستناضل إل��ى جانب العمال في‬ ‫وأط��ل��س ل��ل��م��ق��اوالت‪ ،‬والمصرية‬
‫يعد تشكيل اللجنة خطوة إلى‬ ‫التحضيرية ل��ل��ع��م��ال‪ ،‬وك���ذا بدء‬ ‫مواقعهم لكي ينتصروا في معاركهم‬ ‫لألدوية‪ ،‬والسكة الحديد‪ ،‬والبريد‪،‬‬
‫األمام‪ ،‬نحو توحيد الحركة العمالة‪،‬‬ ‫التحرك الفعلي ف��ي حملة الحد‬ ‫ال��ج��زئ��ي��ة‪ ،‬وستتضامن م��ع كافة‬ ‫والمسعفين‪ ،‬وغيرها من القطاعات‬
‫ونجاح تلك الخطوة قد يعني الكثير‬ ‫األدن��ى لألجور عبر االنضمام إلي‬ ‫ال��ت��ح��رك��ات‪ ،‬وستعمل على نقل‬ ‫ال��ع��م��ال��ي��ة‪ ،‬ال��ت��ي ق��ام��ت بحركات‬
‫لكل العاملين بأجر في مصر‪.‬‬ ‫الدعوى القانونية التي رفعها القيادي‬ ‫خبرة التنظيم العمالي إلى المواقع‬ ‫احتجاجية‪ ،‬ف��ي الفترة السابقة‪،‬‬

‫خطاب أوباما‪ :‬بضاعة قديمة في غالف جديد‬


‫والتغيير‪ .‬ولكننا نعلم أيضاً أنه جزء‬ ‫تصفيق حاد‪ -‬ولكن هذا اإللتزام لم‬ ‫أكثر من عشرون ألف جندياً أمريكياً‬ ‫لماذا كل هذه الضجة حول خطاب‬
‫ال يتجزأ من المؤسسة األمريكية‬ ‫يأتي بسبب تغيير استراتيجي في‬ ‫ل��ق��وات��ه ف��ي أفغانستان ويشرف‬ ‫أوباما في جامعة القاهرة؟ لماذا صفق‬
‫ال��ح��اك��م��ة ب��ح��زب��ي��ه��ا الجمهوري‬ ‫السياسة الخارجية األمريكية أو‬ ‫بشكل مباشر على المذابح التي‬ ‫الحضور أكثر من عشرين مرة في‬
‫والديمقراطي وبشركاتها العمالقة‬ ‫التخلي عن طموحاتها العسكرية‪،‬‬ ‫يقوم بها الجيش الباكستاني في‬ ‫خطاب لم تتجاوز مدته خمسون‬
‫ومؤسساتها العسكرية ومصالحها‬ ‫ول��ك��ن بسبب ش��راس��ة المقاومة‬ ‫سوات والمناطق الحدودية المتاخمة‬ ‫دقيقة؟ هل أعلن أوباما عن تغييرات‬
‫المحلية والعالمية‪ .‬وهذه المصالح‬ ‫العراقية من جانب وغضب قطاعات‬ ‫ألفغانستان وال��ت��ي راح ضحيتها‬ ‫جوهرية في السياسات الخارجية‬
‫ه��ي ال��ت��ي ت��ح��دد إستراتيجيات‬ ‫واسعة من الجماهير األمريكية تجاه‬ ‫اآلالف من المدنيين وشردت أكثر‬ ‫األمريكية تجاه منطقتنا تستدعي‬
‫اإلدارة األمريكية سواء كان رئيسها‬ ‫تلك المغامرة القائمة على األكاذيب‬ ‫م��ن ‪٢‬مليون شخص‪ ،‬وق��ال ثانياً‬ ‫ك���ل ذل���ك ال��ت��رح��ي��ب والحماس‬
‫ج��ورج ب��وش العنصري الغبي أو‬ ‫والفاشلة في تحقيق أي نتائج على‬ ‫أن ع�لاق��ة ب�ل�اده االستراتيجية‬ ‫والذي استمر دون توقف منذ إلقاء‬
‫باراك حسين أوباما الخطيب البارع‬ ‫األرض س��وى الموت وال��دم��ار من‬ ‫والتاريخية مع الكيان الصهيوني‬ ‫الخطاب‪ ،‬في الصحافة واإلعالم وفي‬
‫واألسمر الوسيم المحب لإلسالم‬ ‫الجانب اآلخر‪.‬‬ ‫غير قابلة لالهتزاز أو التغيير وواهماً‬ ‫مقاالت وتصريحات وتحليالت أتباع‬
‫والقرآن‬ ‫أم��ا الديمقراطية وحقوق المرأة‬ ‫من يتصور غير ذلك وتحدث عن‬ ‫نظام مبارك وكثير من معارضيه؟‬
‫أوب�����ام�����ا ي���ري���د ت��ن��ف��ي��ذ ه���ذه‬ ‫واألق��ل��ي��ات ف��ي ال��ع��ال��م اإلسالمي‬ ‫الضحايا “اإلسرائيليين” من صواريخ‬ ‫لإلجابة على تلك األسئلة علينا‬
‫اإلس��ت��رات��ي��ج��ي��ات م��ن السيطرة‬ ‫فحدث وال ح��رج‪ .‬فيوم واح��د قبل‬ ‫وعمليات المقاومة الفلسطينية دون‬ ‫أن نميز بين م��ا قاله أوب��ام��ا في‬
‫على منابع النفط إل��ى الهيمنة‬ ‫خ��ط��اب��ه ي��ش��رب ال��ق��ه��وة م��ع ملك‬ ‫أن يذكر حتى بشكل رمزي أو غير‬ ‫الخطاب وكيف قاله ‪-‬أي بين الشكل‬
‫العسكرية واالق��ت��ص��ادي��ة والدعم‬ ‫السعودية المعروف طبعاً بديمقراطية‬ ‫مباشر مذابح غ��زة والتي لم يمر‬ ‫والمضمون‪ .‬فعلى مستوى الشكل‬
‫المطلق للكيان الصهيوني ولكن‬ ‫حكمه وبإحترامه الشديد للحقوق‪،‬‬ ‫عليها سوى بضعة أشهر‪.‬‬ ‫إم��ت�لأ ال��خ��ط��اب ب��ال��م��دي��ح للدين‬
‫بشكل أكثر ديبلوماسية وحنكة‬ ‫خاصة حقوق ال��م��رأة‪ ،‬ويعلن عن‬ ‫وقد سفق الحضور كثيراً عندما‬ ‫اإلسالمي وللمسلمين ولحضارتهم‬
‫وذك��اء بعد الفشل ال��ذي مني به‬ ‫إحترامه وإمتنانه الشديد لذلك‬ ‫أعلن تأييده لقيام دولة فلسطينية‬ ‫وحكمة وتسامح قرآنهم وتجاوز لغة‬
‫ب��وش وال��م��ح��اف��ظ��ون ال��ج��دد‪ .‬هو‬ ‫الطاغية الفاسد‪ .‬وفي مصر يعانق‬ ‫على الرغم من أن بوش وإدارته‬ ‫ص��راع الحضارات واألدي��ان‪ .‬ويمثل‬
‫يريد إمبريالية بوجه “إنساني”‬ ‫ديكتاتورها ويشيد بحكمته وبمتانة‬ ‫ك��رروا هذا التأييد عشرات المرات‬ ‫هذا “الشكل” الجديد‪ ،‬إلى جانب‬
‫وبمشاركة أوروبية وبتعاون أكبر مع‬ ‫العالقة معه ويعتبره قوة استقرار في‬ ‫من قبل‪ .‬وصفقوا أكثر عندما أعلن‬ ‫رمزية لون بشرته وإسمه‪ ،‬تغييراً‬
‫الديكتاتوريات العربية‪ .‬وهو بالتالي‬ ‫المنطقة! ثم يحدثنا بعد ذلك عن‬ ‫رفضه للتوسع اإلستيطاني ولنتذكر‬ ‫ملحوظاً عن لغة وشكل الخطاب‬
‫ال يمكن أن ي��ك��ون س��وى العدو‬ ‫عمق إيمانه بالديمقراطية وحقوق‬ ‫جميعاً أن اإلدارة األمريكية الوحيدة‬ ‫األمريكي الرسمي في عهد بوش‬
‫اللدود للجماهير العربية ولمصالحها‬ ‫اإلنسان‪.‬‬ ‫التي فرضت عقوبات على الكيان‬ ‫بخشونته وعنصريته وربطه الدائم‬
‫وللمقاومة ف��ي فلسطين ولبنان‬ ‫ه���ل ع��ل��ي��ن��ا ت��ن��اس��ي ك���ل ه��ذه‬ ‫الصهيوني بسبب المستوطنات‬ ‫بين اإلرهاب واإلسالم‪.‬‬
‫والعراق‪ ،‬مهما زين كلماته بمفاهيم‬ ‫ال��ت��ف��اص��ي��ل ل��م��ج��رد أن ال��رج��ل‬ ‫كانت إدارة بوش األب‪ ،‬في حين ال‬ ‫ول���ك���ن م�����اذا ع���ن ال��ج��وه��ر أو‬
‫احترام اآلخر ومهما استشهد بآيات‬ ‫أس��م��ر ويعلن إح��ت��رام��ه لإلسالم‬ ‫يبدو في األفق أي إتجاه لدى أوباما‬ ‫المضمون؟ م��اذا ق��ال الرجل فعلياً‬
‫القرآن‪ .‬ولنتذكر نابليون بونابرت‬ ‫والمسلمين؟ نحن نعرف جيداً أن‬ ‫وإدارته لوضع ضغوط ذو شأن على‬ ‫إذا ما جردنا كلمته من تلك اللغة‬
‫وهو يشهر إسالمه في القاهرة في‬ ‫أوباما وصل إلى الحكم في أمريكا‬ ‫الصهاينا بهذا الصدد‬ ‫الناعمة والرموز الخادعة؟‬
‫حين تستعمر جيوشه البالد‪.‬‬ ‫ع��ل��ى أس���اس م��وج��ة ع��ارم��ة من‬ ‫وتماماً كما فعل سابقه‪ ،‬طالب أوباما‬ ‫قال أو ًال أن الحرب في أفغانستان‬
‫الغضب خاصة في صفوف الشباب‬ ‫من المقاومة المتمثلة في حماس‬ ‫وام��ت��داده��ا ف��ي ب��اك��س��ت��ان حرباً‬
‫االشتراكيون الثوريون‬ ‫األمريكي الفقير تجاه سياسات‬ ‫أن تعترف ب”إسرائيل” وأن تلقي‬ ‫ض��روري��ة ض��د “العنف المتطرف”‬
‫اإلدارة الجمهورية السابقة‪ ،‬سواء‬ ‫سالحها وتنبذ العنف حتى يكون لها‬ ‫وهو نفس موقف بوش مع تغيير‬
‫‪ ٥‬يونيو ‪٢٠٠٩‬‬ ‫الخارجية أو الداخلية وأن وصوله‬ ‫دور في مفاوضات المستقبل‪ ،‬وأعلن‬ ‫كلمة “اإلره��اب” إلى تعبير “العنف‬
‫إل��ى س��دة الحكم ق��د أشعل آمال‬ ‫أوباما من جديد إلتزامه باإلنسحاب‬ ‫ال��م��ت��ط��رف”‪ .‬وف��ي خ�لال الشهور‬
‫وطموحات الماليين تجاه العدالة‬ ‫الكامل من العراق بحلول عام ‪-٢٠١٢‬‬ ‫الخمس األولى لواليته أضاف أوباما‬

‫االشرتاكي يوليو ‪2009‬‬ ‫¯¯‪2‬‬


‫الجوهري يلعب بالنار‪..‬وعليه أن يستعد لتحمل لسعتها‬
‫عمال طنطا للكتان يطالبون بتأميم الشركة‬
‫هشام فؤاد‬
‫المعتصمين لــ «االشتراكي‬
‫«مطالبنا تتلخص في صرف‬ ‫«ال سعودي ‪..‬وال ياباني‬
‫الحوافز على أساسي‪،2008‬‬
‫ب�����د ًال م���ن ‪ ،2003‬وص���رف‬ ‫الشركة راجعة تاني‪،‬‬
‫األرب����اح ال��ت��ي ل��م تصرف‬
‫منذ بيع الشركة للمستثمر‬ ‫هما مين وإحنا مين‪،‬‬
‫السعودي ع��ام ‪ ،2005‬وزيادة‬
‫بدل الوجبة الغذائية من ‪32‬‬ ‫هما بياكلوا ديوك وفراخ‪،‬‬
‫جنيهًا إلى ‪ 90‬جنيهاً؛ مساوا ًة‬
‫بجميع الشركات‪ ،‬وصرف‬ ‫وإحنا الفول دوخنا وداخ»‬
‫العالوة الدورية بنسبة ‪%7‬‬
‫من األجر األساسي‪.‬‬
‫تساءل عامل مفصول‪ :‬أين‬ ‫ردد ع��م��ال ش��رك��ة طنطا‬
‫ك��ان��ت الحكومة ونقابتها‬ ‫ل��ل��ك��ت��ان ال��م��ض��رب��ي��ن عن‬
‫العامة عندما قام المستثمر‬ ‫العمل‪ ،‬منذ أسبوعين‪ ،‬هذه‬
‫بفصلنا وحرمانا من حقوقنا‬ ‫الهتافات والكثير غيرها‪،‬‬
‫ال��م��ال��ي��ة؟ وي��ض��ي��ف آخ��ر‬ ‫طورا هؤالء العمال مطالبهم‪،‬‬
‫العمال‪ ،‬بل وحديثهما عن‬ ‫موعده لكي يكون متزامنا‬ ‫تأتى مع المقاولين‪.‬‬ ‫المستثمر أوقف التعيينات‪،‬‬ ‫خالل اإلضراب‪ ،‬من مطالب‬
‫عودة الشركة مرة أخرى إلى‬ ‫م��ع مؤتمر منظمة العمل‬ ‫يضيف المواجهة لن تسفر‬ ‫ويجلب عمالة شابة مؤقتة‬ ‫مالية إلى أخ��رى سياسية‪،‬‬
‫قطاع األع��م��ال‪ ،‬وحرصهما‬ ‫الدولية في جنيف‪ .‬ويسعى‬ ‫عن خسارة كبيرة للمستثمر‪،‬‬ ‫يمتص دماؤها‪ ،‬ونحن ليس‬ ‫تتركز في عودة الشركة مرة‬
‫ع��ل��ى ال��ظ��ه��ور ف���ي ص���ورة‬ ‫مجاور بشتى الطرق إلى‬ ‫ولكنه يريد مرمغة رؤؤس‬ ‫أمامنا س��وى طريقين إما‬ ‫أخرى إلى قطاع األعمال‪.‬‬
‫المعارضين ل «الحكومة»‬ ‫ف��ت��ح ص��ف��ح��ة ج���دي���دة مع‬ ‫م��س��ئ��ول��ي ال��ح��ك��وم��ة في‬ ‫عودة الشركة لقطاع األعمال‬ ‫غير أن الجديد هذه المرة‬
‫تعكس‪ ،‬بدرجة كبيرة‪ ،‬قدرة‬ ‫المنظمة ال��دول��ي��ة‪ ،‬التي‬ ‫ال��ت��راب‪ ،‬فكيف يتجرؤون‬ ‫أو ال��خ��روج على المعاش‬ ‫هو أن النقابة العامة للغزل‬
‫الحركة العمالية ‪ ،‬خاصة في‬ ‫تنفق م�لاي��ي��ن ال����دوالرات‬ ‫ويعلنون تحديهم لمستثمر‬ ‫المبكر‪ ،‬مشيرا إلى أنه قبل‬ ‫والنسيج هي التي نظمت‬
‫قطاع النسيج‪ ،‬وهو القطاع‬ ‫في صورة منح‪ ،‬والتي كانت‬ ‫كبير وخليجي كمان ‪.‬‬ ‫البيع كنا نأخذ أرباح ما بين‬ ‫اإلضراب‪ ،‬لتحوله إلى حدث‬
‫المشتعل منذ ‪ 3‬سنوات‬ ‫قد هددت بشطب عضوية‬ ‫ال��ي��وم لسان ح��ال العمال‬ ‫‪ 1000‬إلي ‪ 1500‬جنيه كل سنة‪،‬‬ ‫ي��ح��ت��وي ع��ل��ى الكثير من‬
‫على دفع القيادات النقابية‬ ‫التنظيم ال��رس��م��ي‪ ،‬ولكن‬ ‫يقول ‪ :‬هل من الممكن أن‬ ‫اآلن لم نأخذ أي أرباح من‬ ‫ع��ن��اص��ر ال��زي��ف والبهرجة‬
‫ال��رس��م��ي��ة إل��ى أن تظهر‬ ‫اإلضراب لسبب ذاته مليء‬ ‫تعود أيام القطاع العام‪ ،‬حيث‬ ‫وقت البيع‪ .‬وكما أن الحافز‬ ‫واإلدع�����اء‪ ،‬مستخدمة في‬
‫في صورة المؤيد والمنظم‬ ‫بالمتناقضات‪ ،‬التي تعكس‬ ‫األمان واالستقرار الوظيفي‬ ‫كان ‪ ،%80‬اآلن الحافز أصبح‬ ‫ذل�����ك ع���م���ال حقيقيين‬
‫لإلضرابات‪ ،‬ألول م��رة منذ‬ ‫هزلية ال��م��وق��ف‪ ،‬فقد قام‬ ‫والحقوق المصانة‪ ،‬هل من‬ ‫أق��ل م��ن ‪ ،%40‬حيث أصبح‬ ‫يناضلون من أجل مستقبل‬
‫ف��ت��رة طويلة ج���دا‪ ،‬وكذلك‬ ‫الجوهري بحشد العناصر‬ ‫الممكن أن يتحقق الحلم‬ ‫ما بين ‪ 40‬إلي ‪ 50‬جنيه في‬ ‫أوالده��م‪ ،‬وذلك في محاولة‬
‫تشير إلى رعب االتحاد من‬ ‫النقابية ف��ي نقابة الغزل‬ ‫ونصحو لنجد المستثمر قد‬ ‫الشهر‪.‬‬ ‫ي��ائ��س��ة لتجميل ص��ورة‬
‫ظهور أول نقابة مستقلة في‬ ‫والنسيج‪ ،‬من أمثال زعبل‬ ‫«غ��ار»‪ .‬فنحن يا «أستاذ»‪،‬‬ ‫يضيف ‪ :‬ه���ذه اإلدارة لم‬ ‫التنظيم ال��رس��م��ي دولياً‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬ومن الممكن أن تفتح‬ ‫رئ��ي��س ال��ل��ج��ن��ة النقابية‬ ‫قادرون على إدارة الشركة‪...‬‬ ‫ي��ع��د م��م��ك��ن��ا االس��ت��م��رار‬ ‫وإعادة االعتبار له محلياً‪ ،‬بعد‬
‫باب جهنم على حكومة كل‬ ‫المسحوب الثقة منه‪ ،‬في‬ ‫المسألة مش كيمياء ‪.‬‬ ‫معها‪ ،‬فأساليب التطفيش‬ ‫أن كان محل هجوم من كل‬
‫دعايتها ترتكز على دعم‬ ‫شركة غزل المحلة‪ ،‬لتخليه‬ ‫من جانبة وجه المستثمر‬ ‫والمهانة والتخويف جارية‬ ‫االحتجاجات العمالية‪ ،‬التي‬
‫المستثمرين‪ ،‬وليس تأميم‬ ‫عن مطالب العمال‪ ،‬ووقوفه‬ ‫ض��رب��ات موجعة لحكومة‬ ‫على قدم وساق‪ .‬الجوهري‬ ‫تشهدها مصر منذ ‪ 3‬أعوام‪.‬‬
‫ال��ش��رك��ات‪ ،‬كما ستشجع‬ ‫إلى جانب مفوض الشركة‬ ‫الحيتان من أبرزها‪ :‬مجازاة‬ ‫والمسئولين وعدونا‪ ،‬أثناء‬ ‫يخوض عمال طنطا للكتان‬
‫المزيد م��ن العمال خاصة‬ ‫ض��د زم�ل�ائ���ه‪ ،‬بينما قام‬ ‫رئيس اللجنة النقابية‪ ،‬قبل‬ ‫اعتصامنا ال��ع��ام الماضي‪،‬‬ ‫ال��ـ��ـ‪ 850‬عامل‪ ،‬معركة حياة‬
‫ف��ي ق��ط��اع ال��ن��س��ي��ج على‬ ‫األمن بطرد ممثلي اللجنة‬ ‫اإلض����راب‪ ،‬والثانية ‪ :‬قيام‬ ‫ب���ال���وق���وف إل����ى ج���وارن���ا‪،‬‬ ‫أو م����وت‪ ،‬م��ع المستثمر‬
‫مواصلة طريق اإلضرابات‬ ‫التحضيرية ل��ل��ع��م��ال‪ ،‬من‬ ‫اإلدارة ب��دس عناصر بين‬ ‫والنتيجة فصل ‪ 9،‬وعدم‬ ‫ال��س��ع��ودي‪ ،‬ال���ذي اشترى‬
‫واالحتجاجات‪.‬‬ ‫ق��ي��ادات عمال شركة غزل‬ ‫العمال؛ لتخويفهم والعمل‬ ‫تنفيذ أي مطلب‪ ،‬واألهم‬ ‫الشركة منذ عدة سنوات‪،‬‬
‫من المهم اليوم دعم عمال‬ ‫المحلة‪ ،‬الذين ذهبوا لدعم‬ ‫ع��ل��ى ت��راج��ع��ه��م ع��ن ق��رار‬ ‫حملة م��ن التخويف لبث‬ ‫ولسان حالهم يقول‪« :‬لو ما‬
‫طنطا ف��ي معركتهم‪ ،‬بكل‬ ‫العمال المضربين‪.‬‬ ‫اإلضراب‪ ،‬بجانب قيام اإلدارة‬ ‫الرعب في قلوب العمال‪.‬‬ ‫خدناش حقنا اليوم‪ ،‬هنصبح‬
‫الطرق‪ ،‬والضغط بكل الطرق‬ ‫لجأ مجاور إل��ى استخدام‬ ‫بتهديد ال��ع��م��ال بالفصل‬ ‫يشير ه��ذا العمال إل��ى أن‬ ‫تاني يوم نالقي نفسنا في‬
‫ع��ل��ى ال��ح��ك��وم��ة م��ن أجل‬ ‫أساليب اإلضرابات العمالية‬ ‫ف��ي ح��ال��ة ال��م��ش��ارك��ة في‬ ‫المستثمر ي���درك مفاتيح‬ ‫الشارع»‪.‬‬
‫فسخ العقد مع المستثمر‬ ‫الحية م��ن تنظيم وقفات‬ ‫اإلض���راب‪ ،‬والثالثة‪ :‬إصدار‬ ‫ال��ل��ع��ب��ة ج��ي��دا‪ ،‬ح��ي��ث إنه‬ ‫ي��ق��ول أح��د ال��ع��م��ال‪ :‬ليس‬
‫السعودي‪ ،‬النتهاكه لبنود‬ ‫أمام مجلس الشعب‪ ،‬ولكن‬ ‫أوام���ر لألمن على البوابة‬ ‫اش��ت��رى بمالليم أراض���ي‬ ‫أم��ام��ن��ا خ��ي��ار أخ���ر سوى‬
‫التعاقد المبرم معه‪ ،‬وكذلك‬ ‫مع التأكيد على رف��ع صور‬ ‫بعدم دخول عمال السركي‬ ‫ت��س��اوى م�لاي��ي��ن ‪ ...‬فقد‬ ‫أن نصدق النقابة العامة‪،‬‬
‫عودة الشركة مرة أخرى إلى‬ ‫«الزعيم» حسني مبارك‪،‬‬ ‫والعقود للشركة بداية من‬ ‫اشترى الشركة بـ ‪ 83‬مليون‬ ‫ونمشي وراءه����ا‪ ،‬خصوصا‬
‫قطاع ألعمال‪ ،‬واالستجابة‬ ‫وكذلك الحرص المبالغ فيه‬ ‫يوم الثالثاء ‪ 26‬مايو الماضي‪،‬‬ ‫جنيه بالتقسيط على ثالث‬ ‫إنها تنفق على اإلض���راب‪،‬‬
‫لمطالب ال��ع��م��ال‪ ،‬وكذلك‬ ‫على عقد مؤتمر يومياً في‬ ‫وخالل فترة اإلضراب‪ ،‬رابعا‪:‬‬ ‫س��ن��وات‪ ،‬برغم أن القيمة‬ ‫وص��رف��ت رات���ب شهر مايو‬
‫ف��ض��ح ال��ت��ن��ظ��ي��م النقابي‬ ‫ساحة الشركة‪ ،‬بينما تتزين‬ ‫حرمان العمال من مرتبهم‬ ‫الفعلية لها ‪ 500‬مليون جنيه!‬ ‫لكافة العاملين‪ ،‬بعد أن هرب‬
‫ال���رس���م���ي ع���ب���ر كشف‬ ‫الشركة بالالفتات المؤيدة‬ ‫‪.‬وخامسا‪ :‬رفض المستثمر‬ ‫ت��ض��م ال��ش��رك��ة ع����دداً من‬ ‫رئيس مجلس اإلدارة‪ ،‬تحت‬
‫مواقفه الحقيقية‪ .‬فالتنظيم‬ ‫لمجاور والجوهري وعائشة!‬ ‫إجراء أي تفاوض حتى كتابة‬ ‫ال��م��ص��ان��ع ه����ي‪( :‬مصنع‬ ‫سمع وبصر رجال الدولة «‪،‬‬
‫الرسمي يلعب بالنار‪ ،‬وعليه‬ ‫وأخيراً ‪ :‬وب��د ًال من سيطرة‬ ‫هذه السطور‪ ،‬وعدم اكتراثه‬ ‫الخشب الحبيبى‪ -‬مصنع‬ ‫وعلى حسب ق��ول رئيس‬
‫أن يستعد ل��ك��ي يتحمل‬ ‫العمال على بوابات الشركة‬ ‫بنداءات لجنة القوى العاملة‬ ‫ال��ك��ت��ان‪ -‬مصنع ال��دب��ارة‪-‬‬ ‫اللجنة النقابية بالشركة‪،‬‬
‫لسعتها ‪ ،‬فهو لن يستطيع‬ ‫ك��ان��ت السيطرة المطلقة‬ ‫في مجلس الشعب!‬ ‫مصنع الزيت‪ -‬مصنع اليوريا‪-‬‬ ‫قليل الخبرة‪ : ،‬نحن جنود‬
‫استيعاب الحركة العمالية‪،‬‬ ‫لضباط أمن الدولة‪.‬‬ ‫توظيف اإلضراب‬ ‫معصرة الزيت)‪ ،‬ويبلغ عدد‬ ‫ال��ج��وه��ري وس��ن��ل��ت��زم بما‬
‫وليس بمقدوره‪ ،‬وسينكشف‬ ‫م����ن ج���ه���ة أخ�������رى‪ ،‬ف���إن‬ ‫منذ اللحظة األول��ى حرص‬ ‫عمالها ‪ 850‬عامل‪ ،‬باإلضافة‬ ‫يقرره!‬
‫أمامها ح��دوده بأسرع مما‬ ‫تصريحات الجوهري ومجاور‬ ‫ال��ت��ن��ظ��ي��م ال��رس��م��ي على‬ ‫إلى حوالي ‪ 200‬عامل سراكي‬ ‫مطالب العمال‬
‫يتوقع‪.‬‬ ‫المتعلقة بتأييدهما لمطالب‬ ‫توظيف اإلض����راب فاختار‬ ‫وعقود‪ ،‬بخالف العمالة التي‬ ‫وي����ق����ول أح������د ال���ع���م���ال‬

‫‪¯¯3‬‬ ‫االشرتاكي يوليو ‪2009‬‬


‫حظر التطبيع و نقابة الصحفيين‬
‫يحى قالش‬
‫تشتد ال��ض��غ��وط الرسمية‬ ‫القناع ع��دد من المحيطين‬
‫لتفعيل قرارات التطبيع تنفيذا‬ ‫بالسادات خاصة وزير االعالم‪،‬‬
‫التفاقية كامب ديفيد‪ ،‬و كلما‬ ‫ف��ي ذل���ك ال���وق���ت‪ ،‬منصور‬ ‫لم تحظ قضية بكل هذا‬
‫ازدادت ه��ذه المساحة علي‬ ‫حسن‪ ،‬بخطأ القرار‪ ،‬و توظيف‬ ‫االهتمام كما حدث مع قضية‬
‫أرض ال��ع�لاق��ات و الهيئات‬ ‫كل ثقافته القانونية اليضاح‬ ‫ح��ظ��ر التطبيع م��ع الكيان‬
‫ال��رس��م��ي��ة‪ ،‬و كلما ازدادت‬ ‫استحالة اعمال قرار الرئيس‪.‬‬ ‫ال��ص��ه��ي��ون��ي‪ ،‬داخ����ل نقابة‬
‫ال��ح��ج��ج ال��م��خ��ت��ل��ف��ة‪ ،‬تحت‬ ‫و ت��ح��ت ض��غ��ط الرفض‬ ‫الصحفيين‪ ،‬وب��ي��ن أعضاء‬
‫دعاوي «المهنية»‪ ،‬أو المشاركة‬ ‫الرهيب لهذا القرار‪ ،‬و تصاعد‬ ‫جمعيتها ال��ع��م��وم��ي��ة‪ .‬لعل‬
‫في هجوم و ثقافة السالم‪ ،‬أو‬ ‫مظاهر احتجاجات الصحفيين‪،‬‬ ‫البداية كانت منذ عام ‪،1977‬‬
‫مواكبة المتغيرات السياسية‬ ‫و مساندة كل القوي‪ ،‬و قطاعات‬ ‫عندما اشتدت المعارضة ضد‬
‫و الدولية‪ ،‬أو تعارض القرار‬ ‫واسعة من الرأي العام لموقف‬ ‫الرئيس أنور السادات‪ ،‬حين‬
‫مع قوانين و سياسات الدولة‪،‬‬ ‫النقابة‪ ،‬تراجع مخطط تحويل‬ ‫ق��رر ال��ذه��اب إل��ى إسرائيل‪،‬‬
‫ازداد التشدد من قبل الجمعية‬ ‫النقابة ال��ي ن���اد‪ ،‬لكن ظل‬ ‫و إل��ق��اء خطابه الشهير في‬
‫العمومية للصحفيين في‬ ‫الرئيس ال��س��ادات يمارس‬ ‫الكنيست‪ ،‬ثم توقيعه اتفاقية‬
‫صياغة ق��رار حظر التطبيع‪،‬‬ ‫ضغوطه علي النقابة لفصل‬ ‫كامب ديفيد‪ ،‬و بلغ غضب‬
‫الضمير الجمعي للصحفيين‪،‬‬ ‫منع اق��ام��ة أي��ة ع�لاق��ات مع‬ ‫فبعد ان كان الحظر يخص «‬ ‫الصحفيين‪ ،‬الذين يكتبون‬ ‫ال��س��ادات أوج��ه من معارضة‬
‫و ظلت العقوبة األدبية‪ ،‬حيث‬ ‫ال��م��ؤس��س��ات االع�لام��ي��ة‪،‬‬ ‫التطبيع النقابي» امتد لحظر‬ ‫ض��د اتفاقية ك��ام��ب ديفيد‪،‬‬ ‫اقالم الصحفيين عندما اعلن‪،‬‬
‫فقد االعتبار‪ ،‬هو الجزاء الذي‬ ‫و ال��ج��ه��ات‪ ،‬و االش��خ��اص‬ ‫«التطبيع المهني» ثم بعد‬ ‫خ��اص��ة ف��ي ال��ص��ح��ف خ��ارج‬ ‫فجأة‪ ،‬قراره بتحويل نقابتهم‬
‫يناله الصحفي المخالف‪،‬‬ ‫االسرائيليين‪ ،‬حتي يتم تحرير‬ ‫ذل��ك «التطبيع الشخصي‬ ‫مصر‪ ،‬لكن كامل زهيري رفع‬ ‫إل��ي م��ج��رد « ن��اد «‪ ،‬و قاد‬
‫قبل ان تالحقه النقابة‪ ،‬و في‬ ‫جميع االراض���ي المحتلة‪ ،‬و‬ ‫«‪ ،‬و ع��ن��دم��ا خ��ال��ف بعض‬ ‫شعار العضوية كالجنسية‪،‬‬ ‫كامل زهيري‪ ،‬الذي كان نقيبا‬
‫كل المرات التي اثيرت فيها‬ ‫استعادة الحقوق الفلسطينية‬ ‫الصحفيين و ال��ك��ت��اب هذا‬ ‫ب��ل ذه���ب مجلس النقابة‬ ‫للصحفيين في هذا الوقت‪،‬‬
‫هذه القضية‪ ،‬اثبتت الجمعية‬ ‫المشروعة‪ ،‬و تطلب الجمعية‬ ‫القرار‪ ،‬و ذهبوا الي اسرائيل‪،‬‬ ‫الي أبعد من ذل��ك‪ ،‬فقد قرر‬ ‫حملة معارضة لقرار الرئيس‬
‫العمومية انتصارها الرادتها‬ ‫العمومية من اعضائها جميعاً‬ ‫و ال��ت��ق��وا اسرائيليين كان‬ ‫حظر «التطبيع النقابي» مع‬ ‫ال���س���ادات‪ ،‬و ك��ان��ت النقابة‬
‫و انحيازها لصالح أمتها‪ ،‬و‬ ‫االلتزام الدقيق بقرارات عدم‬ ‫المبرر للفالت من الحساب‬ ‫الكيان الصهيوني‪ ،‬حتي يتم‬ ‫في المبني القديم‪ ،‬بمكانها‬
‫أدركت ان «المهنية» ال يمكن‬ ‫التطبيع‪ ،‬و تكليف المجلس‬ ‫القانوني هو عدم نص قرارات‬ ‫تحرير جميع االراضي العربية‬ ‫الحالي‪ ،‬تموج بالصحفيين‪،‬‬
‫ان تتعارض مع هذه المصالح‪،‬‬ ‫ب��وض��ع اس��س المحاسبة و‬ ‫الحظر علي اية عقوبة لمن‬ ‫المحتلة‪ ،‬و عودة حقوق الشعب‬ ‫و تحولت حديقة النقابة الي‬
‫و ال يمكن ان توظف لخيانة‬ ‫التأديب لمن يخالف القرار»‪.‬‬ ‫يخالفها‪ ،‬فطالبت الجمعية‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬و في الجمعية‬ ‫ق��اع��ة اج��ت��م��اع��ات مفتوحة‪،‬‬
‫ضمير االم��ة‪ ،‬و ان محاسبة‬ ‫اتبع اتحاد الصحفيين العرب‬ ‫العمومية الجميع بااللتزام‬ ‫العمومية للصحفيين عام ‪1980‬‬ ‫تدرس‪ ،‬و تبحث‪ ،‬و تناقش‪،‬‬
‫كل من يخرق هذه القرارات ال‬ ‫موقف النقابة المصرية‪ ،‬وأكد‬ ‫ب��ق��رارات حظر التطبيع‪ ،‬و‬ ‫صدقت الجمعية العمومية‬ ‫و تشتط معارضتها ضد قرار‬
‫تكون محاسبة علي المخالفة‬ ‫في كل أدبياته رفضه لكافة‬ ‫كلفت مجلس النقابة بوضع‬ ‫علي هذا القرار‪ ،‬و كانت اول‬ ‫السادات‪ ،‬و دفاعا عن النقابة‪،‬‬
‫ف��ي ال���رأي‪ ،‬ب��ل علي فعل و‬ ‫اشكال و صور التطبيع‪ ،‬و طلب‬ ‫اسس المحاسبة و التأديب‬ ‫نقابة مهنية تتخذ هذا القرار‪،‬‬ ‫لتشد ازر مفاوضها و نقيبها‬
‫س��ل��وك ن��ق��اب��ي‪ ،‬ت��م��ث��ل في‬ ‫من كل النقابات العربية في‬ ‫لمن يخالف القرار‪ ،‬و اصبح‬ ‫و تبعتها بعد ذل��ك النقابات‬ ‫كامل زهيري‪ ،‬الذي استخدم‬
‫خرق قرارات ملزمة للجمعية‬ ‫مناسبات عديدة معاقبة أي‬ ‫النص االخير للقرار هو «حظر‬ ‫المهنية و العمالية‪.‬‬ ‫كل الوسائل لدفع السادات‬
‫العمومية تم اتخاذها و فق‬ ‫صحفي يخرق هذه القرارات‪.‬‬ ‫كافة اشكال التطبيع المهني‪،‬‬ ‫المفارقة التي يجب التوقف‬ ‫للتراجع ع��ن ق���راره‪ ،‬و منها‬
‫آليات ديمقراطية‪.‬‬ ‫لقد ظل هذا القرار جزءا من‬ ‫و الشخصي‪ ،‬و النقابي‪ ،‬و‬ ‫عندها ه��ي ان��ه كلما كانت‬ ‫التعبئة‪ ،‬و اج��راء االتصاالت‪،‬‬

‫اختطاف نقابة المحامين لصالح مشروع توريث مصر !‬


‫عمرو بدر‬
‫و المحامين فقط لكنه يتعدي هذا بكثير ليصل‬ ‫ظهر مبكرا في اعقاب اجتماع احمد عز و حمدي‬
‫الي دور النقابة الوطني في لحظة حاسمة من‬ ‫خليفة في فندق الفورسيزون من اجل تشكيل‬
‫لحظات التاريخ المصري ‪.‬‬ ‫هيئة مكتب النقابة العريقة ان الحزب الحاكم بدأ‬ ‫نظام الحكم يسعي الي التحكم في النقابات‬
‫فالفريقان المتصارعان « و كالهما ينتمون‬ ‫في تنفيذ مخططه الرامي الي التمهيد لسيناريو‬ ‫المهنية عن طريق « زرع « خياالت مآتة ال تقدم و‬
‫لتيارات سياسية « جعلوا المحامين اكثر ميال‬ ‫توريث مصر لجمال مبارك عن طريق « تدجين «‬ ‫ال تؤخر‪ ،‬و هي – أي هذه الخياالت ‪ -‬اكثر ميال‬
‫للتصويت لصالح من يعدهم بالشقق و السيارات‬ ‫النقابات المهنية و التحكم فيها عن طريق « زرع‬ ‫لسيناريو التوريث او تسليما به علي االقل ‪...‬‬
‫و االندية و هو نوع من التصويت العقابي و ان‬ ‫« خياالت مآتة ال تقدم و ال تؤخر‪ ،‬ليس هذا فقط‬ ‫عندما أعلن المستشار ف��اروق سلطان رئيس‬
‫كان ايضا يمثل نوعا من التصويت « اليائس « من‬ ‫بل انها – أي هذه الخياالت ‪ « -‬نظريا « اكثر ميال‬ ‫محكمة جنوب القاهرة اسم الفائز بمنصب نقيب‬
‫ان يقدم أي فريق يرفع شعارات سياسية جديدا‬ ‫لسيناريو التوريث او تسليما به علي االقل ‪.‬‬ ‫المحامين فجر األح��د ‪1‬يونيو كان الرجل يسدل‬
‫ال علي المستوي المهني و ال علي المستوي‬ ‫و رغم ان النقيب السابق سامح عاشور لم يكن‬ ‫الستار علي صراع انتخابي شرس و لكنه كان يفتح‬
‫الوطني ‪.‬‬ ‫« ثوريا « و ال معارضا عنيدا لنظام الحكم اال ان ما‬ ‫الباب للعديد من األسئلة أهمها ماذا حدث في نقابة‬
‫حتي اآلن ال يوجد ما يشير ال��ي ان النقابة‬ ‫يعرفه عنه الحزب الحاكم انه علي األقل صاحب «‬ ‫المحامين ؟ و هل سيطر الحزب الوطني بالفعل‬
‫ستكون صاحبة أي دور وطني خ�لال المرحلة‬ ‫وجهة نظر « و يبدو ان تقييمه كشخص يمتلك‬ ‫علي النقابة و اضحت جزءا من ممتلكاته ؟ و ربما‬
‫المقلبة زاد من هذا االحساس تصريحات نقيب‬ ‫وجهة نظر لم يكن يروق لنظام الحكم ال سيما مع‬ ‫حملت االيام االخيرة ما يؤكد ان النقابة قد خسرت‬
‫المحامين الجديد للصحف و التي تدل علي ان‬ ‫دخول مشروع التوريث مراحله النهائية و هي اوقات‬ ‫الكثير بعد النتائج االخيرة ‪ ،‬فقد كان السيد احمد‬
‫الرجل ال يمتلك رؤية واضحة الستقالل النقابة و‬ ‫حاسمة ال تقبل الشك في والء رجل واحد خاصة‬ ‫عز امين تنظيم الحزب الوطني حاضرا في تشكيل‬
‫ال يمتلك من الحزم ما يكفي لمواجهة محاوالت‬ ‫ان سامح عاشور كرجل « اصالحي « يعارض من‬ ‫هيئة مكتب النقابة و كأن الرجل قد وقع علي عقد‬
‫السلطة التدخل في شئون النقابة و مع ذلك فإن‬ ‫داخل النظام ‪ -‬كما وصف نفسه – ربما يلتقي في‬ ‫استالم النقابة من نقيبها الجديد ‪.‬‬
‫االمر الوحيد الذي ربما يمنع النقابة بمجلسها‬ ‫مثل هذه المواقف مع التيارات االكثر رفضا لسيناريو‬ ‫فهذه هي المرة االولي التي يصعد علي رأس‬
‫الجديد من الوقوع في فخ السيطرة عليها من قبل‬ ‫التوريث و هو امر كان سيحدث بال شك ‪.‬‬ ‫نقابة المحامين قياديا في الحزب الوطني الحاكم‬
‫الحزب الحاكم هو وجود تكتالت بداخلها تحاول‬ ‫و مع ذلك فإن المسئول عما وصلت اليه نقابة‬ ‫‪ ،‬فالمعروف جيدا ان خليفة احد قيادات الحزب‬
‫منع حدوث هذه السيطرة و هي تيارات ترفع شعار‬ ‫المحامين لم يكن شخص بعينه بل كان الجميع‬ ‫الوطني في محافظة الجيزة و هو االمر الذي يخل‬
‫استقالل النقابة عن كل األحزاب و التيارات ‪ ،‬هذا‬ ‫بال استثناء ‪ ،‬فالصراع الطاحن الذي شهدته النقابة‬ ‫‪ -‬و لو نظريا ‪ -‬بمسألة استقالل النقابة و قد‬
‫االستقالل الذي أضحي تراثا لهذه النقابة التي‬ ‫بين الفريقين طوال السنوات الماضية « عاشور‬ ‫تحولت هذه المسألة من « النظري « الي العملي‬
‫كانت دائما بعيدة عن السلطة حتي اذا لم يكن‬ ‫و االخ���وان « اض��ر بالنقابة و اظهر ه��ؤالء كمن‬ ‫بعد تدخالت احمد عز الفجة في شئون النقابة‬
‫علي رأسها من نعتبرهم « ثوريين « في رؤيتهم‬ ‫يتصارعون علي السيطرة علي النقابة و مقدراتها‬ ‫المهنية االهم في مصر ‪.‬‬
‫و مواقفهم الوطنية و المهنية‬ ‫بعيدا عن الصالح العام الذي ليس هو شأن المحاماة‬ ‫و علي كل و بعيدا عن نتائج االنتخابات فإن الذي‬
‫االشرتاكي يوليو ‪2009‬‬ ‫¯¯‪4‬‬
‫الصحفيون في مصر هم األقل أجراً واألكثر استغال ً‬
‫ال‬
‫“صحفيون بال حقوق» تطالب بحد أدنى ألجر الصحفي ‪ 1500‬جنية‪ ،‬وعقد عمل موحد يواجه استغالل‬
‫المالك وتواطؤ نقابة مكرم «غير المتاح « !‬
‫رضوان أدم‬
‫النقابة‪ .‬وهذا بالطبع يعطى المالك‬
‫ال��ف��رص��ة كاملة الب��ت��زاز واستغالل‬ ‫«كله ح يركب ع��رب��ي��ات‪ ،‬ح نوفر‬
‫الصحفيين‪ .‬تحت نير غالء المعيشة‬ ‫مسكن مالئم‪ ،‬وأنا ملتزم أيضاً بإعداد‬
‫وتدني أجورهم‪.‬‬ ‫الئحة أجور جديدة تليق بالصحفيين‪.‬‬
‫صحفيون بال حقوق‬ ‫تحسين األجور أمر ضروري مفيش‬
‫دف��ع��ت تلك األوض����اع المأساوية‬ ‫ك�لام»‪ ،‬هكذا كان يتحدث المرشح‬
‫مجموعات متتالية من الصحفيين‬ ‫مكرم محمد أحمد في نوفمبر ‪.2007‬‬
‫لمحاولة تنظيم أنفسهم‪ ،‬للمطالبة‬ ‫أما بعد فوز مكرم محمد أحمد نقيباً‬
‫بنقابة ديمقراطية لكل الصحفيين‪.‬‬ ‫للصحفيين‪ ،‬سمعنا وشاهدنا الكثير‬
‫وآخ���ر ه��ذه ال��م��ح��اوالت ج���رت‪ ،‬في‬ ‫من األخبار واألح��داث منها زي��ادة ‪200‬‬
‫الفترة الماضية‪ ،‬حيث عقدت عدة‬ ‫جنيه في بدل التدريب والتكنولوجيا‬
‫اجتماعات تأسيسية لشباب من‬ ‫للصحفي‪ .‬ثم تأخر بدل التكنولوجيا‪.‬‬
‫محرري ع��دد من الصحف‪ ،‬شكلوا‬ ‫وجاءت أنباء قوية عن إلغاء البدل‪ .‬ثم‬
‫جماعة «صحفيون بال حقوق»‪ ،‬هدفها‬ ‫تدخل الرئيس مبارك وأمر وزير المالية‬
‫الوصول إلى المحررين في قواعدهم‬ ‫بعدم المساس ببدل الصحفيين‪.‬‬
‫عبر االشتباك مع القضايا المشتركة‬ ‫ثم أقاويل عن انتظام البدل‪ ،‬وأخرى‬
‫للجماعة الصحفية‪ ،‬خاصة المتعلقة‬ ‫ع��ن تأخر ص��رف ال��ب��دل‪ .‬وج��اء قرار‬
‫ب��األج��ر وع�لاق��ات ال��ع��م��ل‪ .‬وتهدف‬ ‫هيئتا مكتب ال��ن��ق��اب��ة والمجلس‬
‫«صحفيون بال حقوق» إل��ى حشد‬ ‫األعلى للصحافة بإلغاء البدل عن‬
‫ال��زم�لاء وتعبئتهم للضغط على‬ ‫الزمالء المقرر قيدهم بجداول نقابة‬
‫مجلس النقابة‪ ،‬لتحقيق ع��دد من‬ ‫الصحفيين‪ .‬وأمام المطالبات الواسعة‬
‫المطالب أولها إقرار حد أدنى ألجر‬ ‫بالئحة أج��ور ج��دي��دة‪ ،‬وعقد عمل‬
‫الصحفي بمبلغ ‪ 1500‬جنية‪ ،‬من خالل‬ ‫موحد يحمي الصحفيين من تعسف‬
‫الئحة أجور عادلة‪ ،‬تؤمن للصحفي‬ ‫مالك الصحف‪ .‬فاجئنا النقيب بوضع‬
‫احتياجاته األساسية‪ ،‬وزي��ادة راتبه‬ ‫كل مشاريع تحسين األجور الخاصة‬
‫األساسي‪ .‬وثانيها إصدار عقد عمل‬ ‫بالمجالس السابقة ف��ي الثالجة‪.‬‬
‫م��وح��د‪ ،‬وتفعيل ال��ل��وائ��ح المالية‬ ‫ث��م ج���اء ف��ص��ل تعسفي لعشرات‬
‫واإلدارية التي تنظم عالقات العمل‬ ‫الصحفيين‪ .‬وعندما كان الصحفيين‬
‫داخل المؤسسات الصحفية‪ .‬وثالثها‬ ‫يتسائلون‪ :‬أين النقيب؟ كان الجواب‪:‬‬
‫إق���رار ق��ان��ون قيد ج��دي��د بالنقابة‬ ‫مكرم محمد أحمد نائم‪ .‬مكرم عصبي‬
‫بمعايير محددة وشفافة‪ ،‬لمواجهة‬ ‫وضغطه منخفض‪ .‬مكرم في العمرة‪.‬‬
‫الئحة القيد الحالية‪ ،‬التي تعد من‬ ‫النقيب رج��ع م��ن ال��ع��م��رة ‪ .‬مكرم‬
‫أسوأ لوائح القيد في أي نقابة مهنية‪،‬‬ ‫بيتخانق مع الصحفيين‪ .‬مكرم ما‬
‫ورابعها تحديد فترة التدريب داخل‬ ‫بيردش على التليفون‪ .‬مكرم غير‬
‫الصحف بفترة زمنية ال تتجاوز عام‬ ‫متاح !‬
‫للصحفي الممارس للمهنة تنتهي‬ ‫أوضاع مأساوية‬
‫بتعيينه داخل الصحيفة‪ ،‬وتوجب إدارة‬ ‫الرابط بين هذه العناوين القصيرة‬
‫الصحيفة إرس��ال أوراق الصحفي‬ ‫‪ %‬كمقابل للخبرة واألقدمية‪ ،‬يضاف‬ ‫وآخرون يتبعون وزارة الداخلية! هذا‬ ‫هو أن أوض��اع الصحفيين في مصر‬
‫للنقابة‪ ،‬علي أن تتولى النقابة‬ ‫إليها نسبة تعادل معدل التضخم‬ ‫على الرغم من أن الدور المفترض‬ ‫ت��ح��ول��ت إل���ى م��س��خ��رة‪ .‬األس��ع��ار‬
‫وضع ضوابط محددة‪ ،‬تلتزم بها إدارة‬ ‫المعلن رسمياً‪ .‬ويتم تمويل هذا‬ ‫للنقابة هو زي��ادة عضويتها ببسط‬ ‫وتكاليف المعيشة تتصاعد بجنون‪،‬‬
‫الصحيفة لتنظيم ه��ذه المسألة‪،‬‬ ‫التعديل في األجور من خالل إجراء‬ ‫مظلتها النقابية‪ ،‬دون قيود على كافة‬ ‫واألجور الحقيقية للصحفيين تتهاوى‬
‫وتحاسب من يخالفها بحسم‪.‬‬ ‫تعديل على قانون ضريبة الدمغة‬ ‫العاملين بالمؤسسات الصحفية دون‬ ‫بال تردد (أجور الصحفيين في مصر‬
‫تتبنى « صحفيون ب�لا حقوق»‬ ‫على اإلعالنات‪ ،‬حيث يتم تخفيضها‬ ‫تمييز‪.‬‬ ‫ال تصل إل��ى اق��ل م��ن نصف الحد‬
‫آليات عديدة بهدف الوصول لمطالبها‪،‬‬ ‫من ‪ %15‬إلى ‪ %3‬على أن تحتجز نسبة‬ ‫ي��ع��ان��ي ال��ص��ح��ف��ي��ون ‪ ،‬داخ���ل‬ ‫العالمي لخط الفقر)‪ .‬فالصحفيون‬
‫على رأسها اآلليات االحتجاجية‪ ،‬فضال‬ ‫الــ‪ %12‬الباقية لتمويل مشروع الئحة‬ ‫مؤسساتهم الصحفية‪ ،‬الحزبية‬ ‫يعانون أوضاعا مأساوية‪ .‬األجر متدن‬
‫عن زي��ارة الزمالء في المؤسسات‬ ‫األج��ور والمعاشات‪ .‬وهذا المشروع‬ ‫والخاصة‪ ،‬مما يجعل هؤالء بعيدون‬ ‫( ‪ 500‬جنيه في المتوسط )‪ ،‬وهو ال‬
‫الصحفية المختلفة للتضامن المباشر‬ ‫سيوفر موارد كبيرة للنقابة‪ ،‬ويضمن‬ ‫تماما عن التطور المهني ( عايزين‬ ‫يكاد يكفيهم أقالما وأوراقا ومصاريف‬
‫معهم في مشاكلهم‪ ،‬والدعاية بينهم‬ ‫لها االستقاللية عن المجلس األعلى‬ ‫نأكل األول ي��ا زم��ي��ل! )‪ .‬واألغلبية‬ ‫ت��ن��ق��ل‪ ،‬وال تحكمهم ل��وائ��ح أجور‬
‫على المطالب للوصول إلى صيغة‬ ‫للصحافة‪ ،‬ويضمن تحسين أوضاع‬ ‫تعمل في أعمال أخ��رى بعد الظهر‬ ‫ثابتة‪ .‬والتعرض للفصل والتشريد‬
‫ت��ح��رك م��وح��دة ح��ول��ه��ا‪ ،‬وتعبئتهم‬ ‫الصحفيين داخل مؤسساتهم‪.‬‬ ‫لتحسن دخلها‪ .‬ونقابة الصحفيين‬ ‫واالستغالل الشديد ال يتوقف في‬
‫عليها سواء من خالل المؤتمر العام‬ ‫يعاني القطاع األكبر من الصحفيين‪،‬‬ ‫مكتوفة األي��دي‪ ،‬بدعوى أنه ما بيد‬ ‫ظل ظروف عمل غير آدمية‪ ،‬يسيرها‬
‫أو الجمعية العمومية الطارئة‪.‬‬ ‫وهم من شريحة الشباب‪ ،‬في ظل‬ ‫الحيلة‪« ،‬ون��ج��ي��ب لكم منين؟»‪.‬‬ ‫م�لاك الصحف‪ ،‬ورؤس���اء التحرير‬
‫ت��ح��ت وط����أة ك��ل ه���ذه األوض����اع‬ ‫أجواء االستغالل داخل المؤسسات‪،‬‬ ‫الحقيقة أن ه���ذا االدع����اء باطل‪.‬‬ ‫ال��م��ت��واط��ئ��ون‪ .‬ون��ق��اب��ة الصحفيين‬
‫القاسية‪ ،‬التي يعانيها الصحفيون‪،‬‬ ‫ولجان القيد التعجيزية بالنقابة‪،‬‬ ‫فالزميل أحمد النجار عضو مجلس‬ ‫مشغولة بفض االشتباك بين مكرم‬
‫وفي ظل تفجر نضاالت وانتصارات‬ ‫ذلك أن هؤالء خارج النقابة‪ ،‬بعيداً‬ ‫النقابة السابق تقدم بمشروع الئحة‬ ‫محمد أحمد‪ ،‬النقيب ‪ ،‬والذباب الذي‬
‫الحركة العمالية واالجتماعية‪ ،‬في‬ ‫عن مظلتها ( إذا اعتبرنا أنها مظلة‬ ‫ألج��ور الصحفيين بآليات تمويل‬ ‫يحال اختراق مناطق استراتيجية في‬
‫مصر‪ ،‬للمطالبة باألجر العادل وضد‬ ‫حمائية من األصل ألعضائها)‪ .‬وترجع‬ ‫محددة‪ ،‬أقرتها الجمعية العمومية‬ ‫« وشه «‪ .‬إنها مأساة حقاً‪ .‬فالنقيب‬
‫استغالل رأس المال‪ ،‬ليس هناك‬ ‫معاناة شباب الصحفيين إلى هيمنة‬ ‫للصحفيين في مارس ‪ ،2006‬ودخلت‬ ‫الحالي لم يتدخل إلغاثة صحفي‬
‫ط��ري��ق أم���ام الصحفيين الفقراء‬ ‫م�لاك الصحف ورؤس����اء مجالس‬ ‫النقابة في تفاوض شاق حولها مع‬ ‫مفصول ولم يلتزم بإعداد الئحة أجور‬
‫المستغلين من جانب المالك ونقابة‬ ‫اإلدارات على مجريات األمور بنقابة‬ ‫الحكومة لكن الجهد لم يستكمل‬ ‫عادلة للصحفيين‪ .‬وإنجازه الوحيد هو‬
‫المالك « نقابة الصحفيين سابقا «‬ ‫الصحفيين‪ ،‬ل��ف��ت��رات ط��وي��ل��ة‪ ،‬مما‬ ‫بعد قدوم مكرم محمد أحمد‪ .‬وهذه‬ ‫إلغاء البدل عن الزمالء الجدد‪ ،‬وتقييد‬
‫إال أن يتعلموا ال��درس ‪ ،‬ويتوحدوا‬ ‫جعلهم يسيطرون على جداول القيد‪،‬‬ ‫الالئحة المقترحة تقر ح��د أدنى‬ ‫ال��ح��ق ف��ي الحصول على عضوية‬
‫على مطالبهم العادلة‪ ،‬أو يتبخروا‬ ‫حيث ت��م اخ��ت��راع ش��رط التعيين‬ ‫لألجر األساسي للصحفي بمبلغ ‪1500‬‬ ‫النقابة من خالل لجان قيد يشرف‬
‫فرادى!‬ ‫بمؤسسة الصحفية لالنضمام إلى‬ ‫جنية‪ ،‬بحيث يرتفع سنوياً بنسبة ‪7‬‬ ‫عليها أعضاء من مجلس النقابة‪،‬‬

‫‪¯¯5‬‬ ‫االشرتاكي يوليو ‪2009‬‬


‫من قصائد مسحراتي مصر‬
‫المطرقة‬ ‫تحت الثرى حا قلق مضاجعكم‬

‫المطرقة ناحت على السندان‬ ‫أنا اللي تحت الثرى حاقلق مضاجعكم‬
‫ماضي وحاضر ومستقبل حاراجعكم‬
‫اتقسمت كتل الحديد قضبان‬
‫أولها من أولة مايو ومواجعكم‬
‫الرأسمالي بيملك اآللة‬
‫الرأسمالي بيسجن اإلنسان‬ ‫أنا كنت عامل وكان أملي حليب صافي‬
‫الرأسمالي بيملك اآللة‬ ‫قاسي المالمح‪ ،‬رقيق القلب‪ ،‬أوصافي‬
‫أغالل على استغالل على بطالة‬ ‫بدأتكم بالسالم‪ ،‬وطلبت إنصافي‬
‫يجعل حياتك يا فقير عاله‬ ‫آدي والدي يتامى‬
‫ويموتك ويبيع لك األكفان‬ ‫آمنا باهلل‪ ،‬واإلنسان أمنا به‬
‫ولكن الوحش ما بيخلصش من نابه‬
‫دا اللي طلب منه وردية عمل في اليوم‬
‫وزيها لراحتنا‪ ،‬وزيها للنوم‬
‫ال عاد ينام وال يتقلب على جنابه‬
‫لكن شهيد لألبد‬

‫رسمه انطوى في الليالي وأسمه طاب ونقى‬


‫وكان على األرض نخله رجع إليها نقي‬
‫ويومه مهما بعد‪ ،‬وخياله مهما نأى‬
‫خالد على المشنقة يقلق مضاجعكم‬

‫بعد فشل تجريدتين سابقتين لجيش مسلح من البلطجية‪:‬‬


‫القرن الماضي من اإلصالح‬ ‫فى مهمة سرية‪ ،‬ال يراد لها‬ ‫مهمة سرية لمباحث‬
‫الزراعي‪.‬‬ ‫أن تترك دليال رسميا‪ ،‬مثل‬
‫هذا وقد ذكر أهالي القرية‬ ‫أرقام سيارة شرطة أو مسئول‬ ‫مركز شرطة الرحمانية‬
‫ب��أن المقبوض عليه األول‬ ‫رسمي ‪ ،‬وقبضوا على ثالثة‬
‫م��ري��ض وخ���ارج م��ن عملية‬ ‫م���ن ف�ل�اح���ى ال��ق��ري��ة هم‬ ‫بحيرة للقبض على‬
‫جراحية (استئصال طحال )‪،‬‬ ‫‪ :‬ممدوح مسعود رمضان‪،‬‬
‫منذ فترة قصيرة‪ ،‬ويخشى‬ ‫محمد الشراكى فايد‪ ،‬صالح‬ ‫ثالثة من فالحي‬
‫على حياته من تعرضه ألية‬ ‫محمد عبد الدايم‪،‬‬
‫تصرفات ال تتحملها حالته‪،‬‬ ‫حيث ت��م إيداعهم بمقر‬ ‫إلجبارهم على‬
‫خصوصاً أن��ه محتجز لدى‬ ‫شرطة الرحمانية‪ ،‬إلجبارهم‬
‫مباحث شرطة الرحمانية‪،‬‬ ‫ع��ل��ى ال��ت��ن��ازل ع��ن أراض���ى‬ ‫التنازل عن أراضيهم‬
‫التي ش��ارك��ت بنشاط في‬ ‫ي��زرع��ون��ه��ا م���ن ‪ 40‬ع��ام��اً‪،‬‬
‫مذبحتي عزبة محرم وعزبة‬ ‫وي��س��ت��أج��رون��ه��ا م��ن هيئة‬ ‫المستأجرة من اإلصالح‬
‫ال��ب��ارودي‪ ،‬التابعتين إداريا‬ ‫اإلصالح الزراعي‪.‬‬
‫لمركز الرحمانية فى مايو‬ ‫الجدير بالذكر أن المدعو‬ ‫الزراعي من ‪ 40‬عاما‬
‫ويونيو ‪ . 2008‬هذا ويخشى‬ ‫طلعت حسن فهيم خطاب‬
‫ال���ف�ل�اح���ون م����ن ت��ع��رض‬ ‫المهندس السابق في وزارة‬ ‫ف��ي ال��ث��ام��ن��ة م��ن مساء‬
‫المقبوض عليهم لإليذاء‬ ‫األوق��اف بالقاهرة‪ ،‬سبق أن‬ ‫األح��د‪ 14 ،‬يونيو ‪ ،2009‬تسلل‬
‫البدني والمعنوي إلجبارهم‬ ‫ش��ن حملتين مسلحتين‪،‬‬ ‫ع���دد م���ن أف�����راد الشرطة‬
‫على التوقيع على أية أوراق‬ ‫ف���ي ال���س���ن���وات الخمس‬ ‫السرية التابعين لمباحث‬
‫تساعد طلعت خطاب في‬ ‫السابقة‪ ،‬قوامهما عشرات‬ ‫م��رك��ز ش��رط��ة الرحمانية‪،‬‬
‫االستيالء على أراضيهم‪.‬‬ ‫م��ن البلطجية‪ ،‬على عزبة‬ ‫بمحافظة البحيرة بقيادة‬
‫األش���راك‪ ،‬لالستيالء على‬ ‫األم��ي��ن ‪ /‬حسن الجمسى‬
‫األح���د ‪ 14‬يونيو ‪2009‬‬ ‫م��س��اح��ات م���ن األراض�����ي‪،‬‬ ‫إل��ى ق��ري��ة ع��زب��ة األش���راك‪،‬‬
‫ي���زرع���ه���ا ف�ل�اح���و ال��ق��ري��ة‪ ،‬ل��ج��ن��ة ال��ت��ض��ام��ن م��ع فالحى‬ ‫التابعة لمركز شبراخيت‪،‬‬
‫ويستأجرونها من ستينات اإلصالح الزراعى‪-‬‬ ‫مستقلين أكثر من توكتك‬

‫االشرتاكي يوليو ‪2009‬‬


‫الموازنة الجديدة ‪ :‬األزمة تلتهم فتات الفقراء‬
‫بيسان كساب‬
‫تلك القطاعات المجهولة هو الجيش‬ ‫مليار جنية ‪...‬إال أنة لم ينعكس ارتفاعا‬ ‫‪ ، 2008‬التي بلغت فيه نسبة ‪. % 20.48‬‬
‫الذي ما كان ليذكر أسمة في الموازنة‬ ‫يذكر إال في بند «الفوائد» الذي تصل‬ ‫فيما يتعلق بنسبة المصروفات‬
‫العامة لهذا ال��ع��ام كما ف��ي األع��وام‬ ‫مخصصاته إل��ى ‪ 71,066‬مليار جنية‬ ‫العامة إلى إجمالي الناتج المحلى‪،‬‬ ‫وثيقة باردة تضج فحسب باألرقام‬
‫الماضية ‪,‬لكن غموض انفاقة تضاعف‬ ‫بالمقارنة ‪52,930‬مليار جنية و‪50,528‬‬ ‫التي تبلغ في موازنة العام الجديد ‪-‬‬ ‫والمصطلحات الخشبية‪ ،‬هي الموازنة‬
‫في الموازنة الجديدة مع اختفاء ذكر‬ ‫مليار جنية ف��ي العامين الماليين‬ ‫التي يفترض بها أن تكون توسعية‬ ‫العامة‪ ،‬ألي دول��ة ‪ ،‬وألي جهة داخل‬
‫بند» األمن القومي» منها في عرض‬ ‫الحالي والسابق على التوالي ‪ ,‬وبند‬ ‫لدفع االستهالك في مواجهة األزمة‬ ‫الدولة‪ .‬لكنها الوسيلة األكثر دقة لبيان‬
‫مكونات التقسيم الوظيفي للموازنة‬ ‫«المصروفات األخ��رى « ال��ذي تصل‬ ‫االقتصادية العالمية – فقط ‪،%27‬‬ ‫كم طفال سينام هذا العام في العراء؟‬
‫العامة ‪.‬‬ ‫مخصصاته –وهو البند الذي تنعدم‬ ‫وهى أدنى نسبة على مدى السنوات‬ ‫وكم ام��رأة ستلد أطفاال يعانون من‬
‫على الجانب األخر تكشف الموازنة‬ ‫في تفصيلة الشفافية ‪ -‬إلى ‪28.058‬‬ ‫المالية السابقة‪ ،‬حيث بلغت فيه ‪،%34‬‬ ‫سوء التغذية؟ وما مقدار التراكم في‬
‫الجديدة عن تعاظم نفوذ» لوبي «‬ ‫مليار جنية ‪.‬‬ ‫في عام ‪ ،2009-2008‬و ‪ % 31.5‬في عام‬ ‫تالل الثروات لدى الطرف األخر في‬
‫المصدرين بالرغم من أن التعديل‬ ‫تفصيالت إن��ف��اق ه��ذا البند أكثر‬ ‫‪ ، 2008-2007‬بينما كانت في عام (‪-2006‬‬ ‫معادلة الصراع الطبقي؟‬
‫الالحق ال��ذي أدخلته لجنة الخطة‬ ‫غ��راب��ة – وسخرية ‪ .‬فوفقا لكتاب‬ ‫‪ , % 29.8 )2007‬في حين كانت ‪%33.6‬‬ ‫الموازنة المصرية ليست استثناء‪:‬‬
‫والموازنة في مجلس الشعب عليها‬ ‫الموازنة يفترض بالجانب األكبر من‬ ‫في عام ‪.2006-2005‬‬ ‫حيث تكشف‪ ،‬في جانب منها‪ ،‬عن‬
‫خصم من بند «دعم الصادرات» ‪300‬‬ ‫مخصصات ه��ذا البند ‪ ,‬وه��و جانب‬ ‫إن االنخفاض في االستثمارات‬ ‫انخفاض في نسبة زي��ادة أجمالي‬
‫مليون جنية من اصل أربعة مليارات‬ ‫يصل حجمه إلى ‪22,642‬مليار جنية‪,‬‬ ‫العامة يقترب من العشرة مليارات جنية‬ ‫مخصصات بند األج��ور‪ ،‬عن موازنة‬
‫جنية ‪,‬ف��ف��ي م��ق��اب��ل ه���ذا الخصم‬ ‫أن تنفقه جهات مجهولة هي األخرى‬ ‫عن العام المالي الحالي‪ ,‬باإلضافة إلى‬ ‫العام المالي السابق‪ ,‬إذ يرتفع هذا‬
‫تستهدف الموازنة «صفر « من بند‬ ‫تسميها الموازنة «باقي القطاعات»‪.‬‬ ‫االنخفاض الدرامي في بند «الدعم‬ ‫البند في الموازنة الجديدة بقيمة‬
‫رسوم الصادرات في اإليرادات العامة‬ ‫«ب��اق��ي القطاعات» تلك شديدة‬ ‫والمنح والمزايا االجتماعية»‪ ،‬الذي‬ ‫‪ 8.956‬مليار جنية عن العام المالي‬
‫بالمقارنة م��ع ‪ 500‬مليون جنية في‬ ‫القناعة فيما يتعلق في كل بنود إنفاقها‬ ‫ل��ن تزيد مخصصاته ع��ن ‪73.387‬‬ ‫الحالي‪ ،‬بنسبة ‪ 11.65‬بالمائة – كانت‬
‫العام المالي الحالي ‪ .‬بخالف الزيادة‬ ‫األخرى‪ :‬فمجموع األجور وتعويضات‬ ‫بالمقارنة مع ‪ 132.812‬مليار جنية في‬ ‫محل فخر وزير المالية – فيم بلغت‬
‫الضخمة ف��ي أج��م��ال��ي مخصصات‬ ‫العاملين فيها لن تزيد هذا العام عن‬ ‫موازنة العام الحالي‪ ،‬ويرجع هذا إلى‬ ‫تلك الزيادة في األجور في موازنة العام‬
‫دعم الصادرات من ‪ 2‬مليار جنية في‬ ‫‪ 33‬مليون جنية‪ ,‬وكذلك األم��ر في‬ ‫ان��خ��ف��اض مخصصات دع��م المواد‬ ‫الحالي في مقابل ذاك السابق علية‬
‫موازنة العام الحالي – قبل المضاعفة‬ ‫إنفاقها على شراء السلع والخدمات‬ ‫البترولية والسلع التموينية‪ ،‬نتيجة‬ ‫‪ 14.34‬مليار جنية‪ ،‬بنسبة ‪. % 22.8‬‬
‫االستثنائية التي دخلت علية قبل‬ ‫الذي ال يتجاوز‪ 27‬مليون جنية‪ ,‬وعلى‬ ‫انخفاض أسعار هذه السلع عالمياً‪.‬‬ ‫وبالتغاضي عن ذاك العام االستثنائي‪،‬‬
‫بضعة شهور عبر االعتماد اإلضافي‬ ‫االستثمارات التي ال تزيد مخصصاتها‬ ‫ينعكس انخفاضا ف��ي أجمالي‬ ‫ال���ذي قفز ب��ال��ع�لاوة السنوية في‬
‫كأحد بنود خطة الحكومة لمواجهة‬ ‫لدى تلك القطاعات «الباقية» عن ‪117‬‬ ‫مخصصات بند المصروفات العامة في‬ ‫مستهلة لتصل إلى ‪ ,% 30‬تتضاءل أيضا‬
‫األزم��ة االقتصادية – إلى ‪ 3.7‬مليار‬ ‫مليون جنية‪.‬‬ ‫الموازنة الجديدة من ‪ 356,439‬مليار‬ ‫زيادة العام الجديد بالمقارنة مع الزيادة‬
‫جنية ‪.‬‬ ‫ال يحتاج األمر لفطنة إلدراك أن احد‬ ‫جنية في العام الحالي إلى ‪319,137‬‬ ‫في بند األجور في العام السابق‪-2007،‬‬

‫سائقي سكك حديد الواسطى‬


‫يعادون االعتصام من أجل تحسين ظروف العمل‬
‫التحقيق‪ ،‬ثانياً قوة اكثر من ‪ 800‬عامل‪ ،‬و ثالثا هددنا‬ ‫في مارس الماضي نظم سائقي محطة الواسطي‪،‬‬
‫بتقديم استقاالت جماعية من النقابة‪ ،‬و البدء فورا‬ ‫ببني سويف اعتصاماً‪ ،‬بمحطة مصر ‪ ،‬احتجاجاً‬
‫في تكوين نقابة مستقلة‪ ،‬تدافع عنا أسوة بموظفي‬ ‫علي توقف عدد من قطارات محطة بني سويف‬
‫الضرائب العقارية ‪.‬‬ ‫عن العمل‪ ،‬حيث توقف القطارات يقتطع من دخل‬
‫¯و ماذا كان رد رئيس الهيئة ؟‬ ‫¯‬ ‫السائقين‪ ،‬فبدل من أن يتقاضى السائق ‪ 30‬جنيه‬
‫تبدل وجهه و ارتبك و في الحال طلب مهلة ‪15‬‬ ‫في الرحلة‪ ،‬يتقاضى ‪12‬جنيه من جدول التعويض‪.‬‬
‫يوماً لبحث الموضوع مع النقابة و الهيئة علي أن‬ ‫حيث نجح السائقون في م��ارس اقتحام مكتب‬
‫يجتمع بنا بعد هذه المهلة ليبلغنا بما توصل إليه‪.‬‬ ‫مدير الهيئة‪ ،‬واستجابات لمطالبهم‪ ،‬لذلك ليس‬
‫واتفقنا علي االنتظار لمدة ‪ 15‬يوما فقط‪ ،‬و إذا لم‬ ‫غريباً أن يعاود هؤالء السائقين االحتجاج‪ ،‬اليوم‪ ،‬من‬
‫يكن هناك استجابة فسوف نصعد خطواتنا‪ ،‬حتى‬ ‫أجل تحسين ظروف عملهم‪.‬‬
‫نحقق هدفنا‪.‬‬ ‫في حوار مع السائق رمضان محمد يسرد وقائع‬
‫¯من هو النقابي الحقيقي في رأيك؟ ولماذا‬ ‫¯‬ ‫احتجاج سائقي وعمال سكك حديد بني سويف ‪:‬‬
‫ال تتحرك النقابات لدفاع عن مصالح العمال؟‬ ‫في يوم االثنين الموافق ‪ 8‬يونيو ‪ ،2009‬تجمع اكثر‬
‫ل��ن أضيف ج��دي��داً إذ ذك��رت أن العضو‬ ‫ ‬ ‫عرضنا مطالبنا‪ ،‬و لكنه قال أن القرار قد يكون‬ ‫من مائة من زمالئي سائقي و مشرفي القطارات‬
‫النقابي الحقيقي يجب أن يكون منتخباً من قبل‬ ‫يد رئيس الهيئة أو مجلس اإلدارة أو وزير النقل‪،‬‬ ‫و الفنيين‪ ،‬اتفقنا علي تنظيم اعتصام بمحطة‬
‫زمالءه العمال‪ ،‬وفق انتخابات حرة نزيهة‪ ،‬وأن يسهر‬ ‫عندما طالبنا لنقابة أن تمثلنا و تتبنى مطالبنا‪،‬‬ ‫الواسطي للضغط علي الهيئة‪ ،‬لتنفيذ مطلبنا العادل‪،‬‬
‫على تحسين ش��روط و ظ��روف العمل و تبني‬ ‫تهرب فكري‪ ،‬و دخل بنا في مسائل فرعية و ساومنا‬ ‫و هو عودة إدارات منطقة سكة حديد الواسطي‪،‬‬
‫قضايا العمال و الدفاع عنها و تقديم الخدمات مثل‬ ‫بطريقة رخيصة ‪.‬‬ ‫و الفيوم و بني سويف إل��ي المنطقة المركزية‬
‫الخدمات االجتماعية و االقتصادية ‪ ...‬الخ ‪ .‬و لكن‬ ‫وق��ال أنه سيعمل مع النقابة علي رفع الحوافز‬ ‫بالقاهرة‪ ،‬بدال من المنطقة الوسطي بأسيوط‪ ،‬و‬
‫علي ارض الواقع قد نجد اقل من ‪ %1‬من النقابيين‬ ‫و أن النقابة تعد إلنشاء نادي رياضي في منطقة‬ ‫هو مطلب مهم بالنسبة لنا‪ ،‬حيث قرب المسافة‬
‫هم الذين يؤدون هذه المهام‪ ،‬و السواد األعظم من‬ ‫الواسطى ‪ .‬رفضنا المساومة و تمسكنا بمطالبنا و‬ ‫بيننا و بين القاهرة‪ ،‬إذ تبلغ ‪ 90‬كم‪ ،‬بينما المسافة‬
‫النقابات و النقابيين لهم مآرب أخرى‪ ،‬بل يعملون‬ ‫أنا شخصياً رفضت محاولة استمالتي أو مساومتي‬ ‫بين الواسطى و أسيوط ‪ 300‬كم‪ ،‬لذلك ليس من‬
‫ضد مصالح العمال‪ ،‬و ذلك ببساطة ألنها نقابات‬ ‫¯كيف حاول استمالتك ؟‬ ‫¯‬ ‫المنطقي أن نذهب إلى أسيوط لحل مشاكلنا و‬
‫صفراء تمثل الحكومة و صاحب العمل‪ ،‬هي نقابات‬ ‫وعدني بأن أك��ون رئيس مجلس إدارة النادي‬ ‫استيفاء أي أوراق إدارية‪ .‬هؤالء الذين اتخذوا هذا‬
‫غير شرعية من هذا المنطلق‪ ،‬و علي طريقة المثل‬ ‫المنتظر‪ ،‬أو نقلي وحدي إلى المنطقة المركزية‬ ‫القرار ال يفكرون إال في أنفسهم‪ ،‬أما راحة العاملين‬
‫الشعبي « ما حك جلدك مثل ظفرك «‪.‬‬ ‫‪ .‬ورفضت المساومة حيث ال ابحث عن مكسب‬ ‫فليس لها وزن‪.‬‬
‫ل��ه��ذا ليس غ��رب��ي أن ينتفض رج���ال ونساء‬ ‫شخصي‪ ،‬و لن أخ��ون زمالئي‪ ،‬و كلنا يد واحدة‬ ‫في الموعد المحدد و في لحظة تجمعنا حضر‬
‫الضرائب العقارية‪ ،‬و يكونوا أول نقابة مستقلة في‬ ‫نتبنى مطالبنا وسنحققها‪.‬‬ ‫إلينا رئيس اللجنة النقابية‪ ،‬ببني سويف‪ ،‬عبد‬
‫مصر‪ ،‬لتتبنى هموم أعضائها‪ ،‬سوف تتبعها نقابات‬ ‫¯هل تملكون أي أوراق ضغط في مواجهة‬ ‫¯‬ ‫الفتاح فكري‪ ،‬و هو نائب رئيس النقابة العامة‪ ،‬و‬
‫أخرى‪ ،‬عما قريب‪ ،‬في مواقع كثيرة‪ ،‬حيث النقابات‬ ‫اإلدارة ؟‬ ‫طلب منا عقد اجتماع للتفاوض داخل الورشة ‪.‬‬
‫الرسمية ال تمثل إال مخالب ضد العمال‪.‬‬ ‫أو ًال‪ :‬أحب أن أقول أم مطالبنا شرعية‪ ،‬و وسهلة‬ ‫‪ -‬ماذا تم في االجتماع ؟‬

‫االشرتاكي يوليو ‪2009‬‬


‫بوسطجي يكتب‬
‫البريد المصري ونظام السخرة‬
‫أن الغرور جعلهم يعتقدون‬ ‫من أعلى‪ ،‬أم أن��ه التخطيط‬ ‫المسئولين أكلوا كل الثمار‬ ‫المعادلة العسكرية السابقة‪،‬‬
‫بوسطجي‬
‫انهم ألهه‪ ،‬فوق الحساب؟ أم‬ ‫الفاشل والمشاريع الفاشلة‬ ‫تاركين من قام بالزرع يلهتمه‬ ‫فأصبحت الفجوة كبيرة بينهم‬
‫أن حبهم للمال جعلهم ال‬ ‫من اإلدارة ذاتها ؟‬ ‫الجوع والموت المحتوم‪.‬‬ ‫وبين الجنود‪ ،‬أو بمعني اصح‬ ‫يري الكثيرون أن البريد‬
‫يفكرون سوي في جمعه من‬ ‫فجميع العاملين بالهيئة‬ ‫وعندما يطالب الموظف‬ ‫الموظفين‪ ،‬وتزداد تلك الفجوة‬ ‫ال��م��ص��ري حقق إنجازات‬
‫دماء المطحونين؟‬ ‫من موظفين كادحين يعلمون‬ ‫المظلوم ب حقه تظهر إدارة‬ ‫يوم بعد آخ��ر‪ ،‬حيث يسيطر‬ ‫كبيرة‪ ،‬وعظيمة للجمهور‪ ،‬أو‬
‫إن هذا الغرور سوف تطأه‬ ‫ك��ل ه��ذا‪ ،‬لكن ال��خ��وف كان‬ ‫الهيئة المكيال اآلخ���ر‪ ،‬وهو‬ ‫على الهيئة نظام السخرة الذي‬ ‫للدولة المصرية دون النظر‬
‫أق���دام العاملين الكادحين‪،‬‬ ‫يمتلكهم‪ ،‬ح��ت��ى أيقظهم‬ ‫أنها مؤسسة حكومية تابعه‬ ‫انتهي‪ ،‬منذ عهد ثورة يوليو‪،‬‬ ‫بعين االعتبار لصاحب هذا‬
‫و ال���ذي���ن س��ي��ج��دون من‬ ‫ال��ج��وع‪ ،‬وأيقظهم صرخات‬ ‫للدولة‪ ،‬حيث تظهر مقوالت‬ ‫واصبح الرئيس ومساعديه‬ ‫اإلن��ج��از‪ ,‬أه��و رئ��ي��س هيئة‬
‫مشروعية مطالبهم سالحاً‬ ‫أطفالهم‪ ،‬و اصبح الموظفون‬ ‫مثل‪« :‬أن ال��م��وارد الخاص‬ ‫يعتقدوا أن أي إنجاز سيضاف‬ ‫ال��ب��ري��د‪ ،‬ال��ق��ائ��د المظفر‪ ،‬أم‬
‫قوياً سيقطع تلك «العنجهية»‬ ‫عاجزين ع��ن تلبية أبسط‬ ‫بالهيئة ال تكفي»‪ ،‬و»أن الهيئة‬ ‫إل��ى سجالتهم الشخصية‪،‬‬ ‫أنهم الموظفون المجهولون‪،‬‬
‫و « العنطزة « من قبل اإلدارة‬ ‫مطالب أوالده��م‪ ،‬هكذا علت‬ ‫ب��ه��ا خ��س��ائ��ر ف���ادح���ة»‪ ،‬دون‬ ‫علي أس��اس أنهم فحسب‬ ‫والعاملون الكادحون‪ ،‬الجندي‬
‫‪.‬‬ ‫الصرخات و اآله��ات‪ ،‬زلزلت‬ ‫محاسبة للمسئولين عن‬ ‫أصحاب الفضل فيه‪ ،‬وبدأ ذلك‬ ‫المجهول‪ ،‬علي اعتبار أن هيئة‬
‫ال يمكن أن تطفئ هذه‬ ‫كيان الموظفين‪ ،‬حتى انكسر‬ ‫تلك الخسائر‪ ،‬الناجمة عن‬ ‫عندما آخذت إدارة الهيئة في‬ ‫البريد عبارة عن قائد وجنود‪،‬‬
‫اإلدارة تلك ال��ش��رارة التي‬ ‫ح��اج��ز ال��خ��وف بداخلهم‪ ،‬و‬ ‫سوء اإلدارة‪.‬‬ ‫الكيل بمكيالين‪ ،‬فعند إمالء‬ ‫غير أن الحقيقة خالف ذلك‪،‬‬
‫انطلقت م��ن ك��ف��ر الشيخ‪،‬‬ ‫جعلهم ي��ف��ك��رون م��ا األكثر‬ ‫يجد المتابع لما يحدث‬ ‫الهيئة للواجبات علي الموظف‬ ‫فالقائد هنا رئيس الهيئة ال‬
‫لتصبح بمثابة نوبة الصحيان‬ ‫أهمية‪ ،‬هل هو العقاب الذي‬ ‫داخل هيئة البريد‪ ،‬أن تخبط‬ ‫تستخدم نظام القطاع الخاص‬ ‫يعرف‪ ،‬وال يعي أن الجنود هم‬
‫لكل من كان غافال عن حقه‬ ‫من الممكن أن يصيبهم من‬ ‫اإلدارة في قراراتها وتصريحاتها‬ ‫الغاشم‪ ،‬حيث تضع نظام عمل‬ ‫أهم أسباب الفوز في المعارك‪،‬‬
‫و حق أوالده‪ ،‬الذي أقرته كل‬ ‫اإلدارة؟ أم آالم الجوع التي‬ ‫هو اكبر دليل علي فشل تلك‬ ‫م��ؤل��م‪ ،‬يثقل كاهل الرجال‪،‬‬ ‫وبهم فحسب يأتي النصر‪ ،‬مع‬
‫الشرائع السماوية‪ .‬يجب أن‬ ‫أصبحت تحاصرهم و عائلتهم‬ ‫ال ذريعاً‪ ،‬فمن أين‬ ‫اإلدارة‪ ،‬فش ً‬ ‫لكن العاملين بالهيئة صدموا‪،‬‬ ‫التخطيط الجيد‪ ،‬والتنظيم‬
‫تعلم هذه اإلدارة أن الظلم ال‬ ‫من جميع االتجاهات؟‬ ‫تحقق الهيئة خسائر فادحة‪،‬‬ ‫فبعد المعاناة‪ ،‬والتعب‪ ،‬ذهبت‬ ‫المثالي‪ ،‬وبدونهم تتحقق‬
‫يقدر أن يقف أم��ام الحق‪ ،‬و‬ ‫جعلتنا تلك اآلالم نفكر‬ ‫وف��ي ال��وق��ت نفسه تحقق‬ ‫أحالمهم أدراج الرياح‪ ،‬حيث‬ ‫الهزائم‪ ،‬ويكون االستسالم و‬
‫في وقت قريب جداً ستعلم‬ ‫س��ي��اس��ات اإلدارة ه��ل هي‬ ‫فائضاً في ميزانية الدولة يقدر‬ ‫لم يٌـنـظر لإلنجازات التي‬ ‫الهروب من ساحة المعركة‪.‬‬
‫تلك اإلدارة أن نظام السخرة‪،‬‬ ‫ن��اج��ح��ة أم ف���اش���ل���ة؟ هل‬ ‫ب‪ 65‬مليون جنية؟‬ ‫حققوها بعرقهم‪ ،‬فالموظف‬ ‫فرئيس الهيئة ومعاونيه‬
‫ال��ذي تؤمن به‪ ،‬سينتهي‪ ،‬و‬ ‫أصبحت الفجوة التي قامت‬ ‫م���ن ه���و ال��م��س��ئ��ول عن‬ ‫الذي انتظر جني ثمرة تعبه‪،‬‬ ‫ومساعديه‪ ،‬وان كانوا يديرون‬
‫سينتهي معه كل من يؤمن‬ ‫الهيئة بتوسيعها بينها و بين‬ ‫تلك الخسائر الفادحة؟ أهو‬ ‫تفاجأ بأن كل ما زرعه حصده‬ ‫الهيئة بشكل اق��رب للنظم‬
‫به‪.‬‬ ‫ال��م��وظ��ف ه��ي ال��س��ب��ب؟ أم‬ ‫الموظف الذي تصدر له األوامر‬ ‫غيره‪ ،‬بل وصل األمر إلى أن‬ ‫ع��س��ك��ري��ة‪ ،‬اف��ت��ق��دوا لتلك‬

‫عمال البريد‪...‬معركة جديدة من أجل التغيير‬


‫مي شاهين‬
‫مستهل الشهر الحالى حضره‬
‫العديد من ممثلى المحافظات‬
‫ب��خ�لاف ع���دد م��ن نشطاء‬ ‫لم تتوقف معارك العمال‬
‫موظفي ال��ض��رائ��ب العقارية‬ ‫ط��وي��ل��ة األج���ل ع��ن��د معركة‬
‫ونشطاءالحركة العمالية فى‬ ‫موظفي الضرائب العقارية اذ‬
‫بقية القطاعات ‪.‬‬ ‫ات��اح��ت ه��ذة االخ��ي��رة صورة‬
‫تزامن ذلك مع توالى ورود‬ ‫حية امام قطاعات اخرى ألفاق‬
‫التضامن العالمي من فرنسا‬ ‫جديدة من طموحات الطبقة‬
‫وان��ج��ل��ت��را واس��ب��ان��ي��ا لعمال‬ ‫العاملة‪.‬‬
‫البريد مشجعة بدورها العمال‬ ‫هذه المرة كان عمال البريد‬
‫الستكمال مسيرتهم ‪.‬‬ ‫ه���م ه���ذا ال��ق��ط��اع الالحق‬
‫ال نعلم ك��ي��ف ستنتهي‬ ‫للضرائب ال��ع��ق��اري��ة مختارا‬
‫م��ع��رك��ة ع��م��ال ال��ب��ري��د هل‬ ‫طريق االحتجاج مع سياسة‬
‫بتحقيق المطالب العاجلة‬ ‫النفس الطويل ‪.‬‬
‫فقط أم باستكمال المسيرة‬ ‫بدأ االمر كلة بعدما العمال‬
‫وص���وال للنقابة المستقلة‬ ‫ق������رروا ب��ع��ده��ا تعليق‬ ‫ومنعت تنظيم الوقفات في‬ ‫لألتصاالت ‪ -‬حيث تتراوح اجور‬ ‫ف��ي شهر ف��ب��راي��ر م��ن العام‬
‫كموظفي الضرائب العقارية‬ ‫اعتصامهم لحين التفاوض‬ ‫محافظات أخ��ري كمحافظة‬ ‫عمال البريد ما بين ‪ 200‬الي ‪800‬‬ ‫ال��ج��اري ‪ 2009‬ب��إص��دار الئحة‬
‫ف��ه��ذا ق���رار اصحابها ‪ .‬لكن‬ ‫حتي الثالث والعشرون من‬ ‫بني سويف ‪.‬‬ ‫جنيه في حين تبلغ رواتب‬ ‫تقرير الكفاية عن هيئة البريد‬
‫االحتمال األخير بالذات قابل‬ ‫شهر مايو ‪ ،‬ولكن لم يكتفوا‬ ‫لكن ل��م يتقهقر العمال‬ ‫نظرائهم في شركة المصرية‬ ‫تنص علي اتاحة فصل العمال‬
‫للتحقيق اآلن بعدما خبر‬ ‫بتعليق إعتصامهم‪ .‬فخالل‬ ‫خطوة واحدة للخلف بل بدأوا‬ ‫لالتصاالت ثالثة أضعاف هذة‬ ‫ف���ي ح���ال ت���ك���رار الحصول‬
‫عمال البريد تخاذل النقابة‬ ‫ال��ف��ت��رة الماضية أستطاعوا‬ ‫العمل مجددا لتنظيم اعتصام‬ ‫المعدالت‪,‬و تثبيت المؤقتين‬ ‫على تقدير»ضعيف» ‪ ،‬بدأت‬
‫الرسمية اوال ‪ ،‬ثم تكوين‬ ‫ت��ش��ك��ي��ل ل���ج���ان منظمة‬ ‫ف��ي السابع عشر م��ن شهر‬ ‫والبالغ عددهم ‪ 5000‬عامل ‪.‬‬ ‫المعركة بعدها بتنظيم أول‬
‫لجان منظمة تضم الحركة‬ ‫لحركتهم الوليدة في عدد من‬ ‫مايو بمحافظة كفر الشيخ‬ ‫ثم ح��اول العمال تنظيم‬ ‫وقفة احتجاجية في السابع‬
‫الوليدة ‪ ...‬ولعل االم��ر كما‬ ‫المحافظات مع تنامى اعدادهم‬ ‫مطالبين فية هذة المرة‪ -‬إضافة‬ ‫وقفة احتجاجية جديدة علي‬ ‫من مايو بمحافظة كفر الشيخ‬
‫يبدو فعال بناء على دالئل‬ ‫لتصل الى ‪ 52‬ألف عامل علي‬ ‫إلى قائمة مطالبهم السابقة‬ ‫مستوي عدد من المحافظات‬ ‫بمشاركة ‪ 2500‬عامل أعلنوا‬
‫كتلك ليفتتح عمال البريد بعد‬ ‫مستوي الجمهورية ‪.‬‬ ‫‪ -‬باإلفراج عن ممدوح فزاع ‪،‬‬ ‫إال أن أج��ه��زة األم��ن عرقلت‬ ‫مطالبهم خاللها وعلى رأسها‬
‫رفاقهم فى الضرائب العقارية‬ ‫وك��ان��ت لجنة الحريات‬ ‫وبالفعل نجحوا في الصمود‬ ‫األمر واعتقلت ممدوح فزاغ أحد‬ ‫إلغاء الئحة تقرير الكفاية ‪،‬‬
‫ع��ه��د ال��ن��ق��اب��ات المستقلة‬ ‫بنقابة الصحفيين قد نظمت‬ ‫لستة أي���ام متواصلة وكلل‬ ‫قيادات الحركة االحتجاجية‬ ‫والمطالبة ب��ال��م��س��اواة بين‬
‫البازغ فى مصر ‪.‬‬ ‫م��ؤت��م��راً لعمال ال��ب��ري��د فى‬ ‫الصمود باإلفراج عنة‪.‬‬ ‫م��ن محافظة اإلسماعيلية‪,‬‬ ‫عمال البريد وشركة المصرية‬

‫االشرتاكي يوليو ‪2009‬‬


‫خطاب مسجل بعلم الوصول‬
‫اسم الراسل‪ :‬الضرائب العقارية‬
‫اسم المرسل إليه‪ :‬عمال البريد‬
‫العنوان‪ :‬بر مصر‬
‫عليها‪ ،‬كما أنه قوة لنا‪ ،‬ولكم‬ ‫أج���از إحالته ال���رس���م���ي‪ ،‬وال تسلموا‬ ‫ج��م��ي��ع �اً أم���ام‬ ‫كمال ابو عيطة‬
‫في الوصول لكامل حقوقنا‬ ‫أم��ورك��م ل��ه‪ ،‬وإال باعها عند‬ ‫إلى‬ ‫القانون‪،‬‬
‫في أجر عادل‪ ،‬وفي رفع الحد‬ ‫للجنة أول منعطف‪ ،‬ال تأمنوا لهم‬ ‫إن‬
‫األدنى لألجور لكل من يعمل‬ ‫‪ ،‬التنظيم النقابي الرسمي‬ ‫يا صحبتي في الهم‪،‬‬
‫بأجر في هذا الوطن‪ ،‬كما أننا‬ ‫أصبح اآلن محامي الشيطان‪،‬‬
‫وأنتم قوة أساسية في بناء‬ ‫ألنه يدافع عن صاحب العمل‪،‬‬ ‫يا أخوتي في الدم‪،‬‬
‫التنظيم النقابي المستقل‪،‬‬ ‫وال توجد لديه أي مساحة‬
‫ألن تجربتنا لن تظل وحيدة‪،‬‬ ‫للدفاع عن مصالحكم‪ ،‬قاطعوه‬ ‫عزوتنا لو نتلم‪،‬‬
‫وكما أن الوحدة العربية ال‬ ‫اح��رم��وه م��ن اشتراكاتكم‪،‬‬
‫يمكن أن تبني في بلد عربي‬ ‫التي يبددها في حربه ضد‬ ‫ونغني للفقرا‪،‬‬
‫واحد‪ ،‬وكذلك االشتراكية ال‬ ‫مصالحكم‪ ،‬احرموهم من‬
‫يمكن أن تبني في بلد واحد‪،‬‬ ‫ش���رف ت��م��ث��ي��ل��ك��م‪ ،‬اب����دءوا‬
‫وكذا فكرة االستقالل النقابي‪،‬‬ ‫بمنع االش��ت��راك��ات عنهم‪،‬‬ ‫أب��ع��ث إل��ي��ك��م بتحياتي‬
‫التي يجب أن تنتشر في‬ ‫واالستقالة من نقابتهم‪ ،‬وال‬ ‫وتحيات إخوانكم زمالئكم‬
‫ربوع مصر‪.‬‬ ‫تلتفتوا ألكاذيبهم‪ ،‬هم أعداء‬ ‫في الضرائب العقارية‪ ،‬تحية‬
‫فأحذروهم‪ ،‬التزموا بقرارات‬ ‫مهداه إلى كل شريف فيكم‪،‬‬
‫لجانكم‪ ،‬التي أسستموها‬ ‫ي��ط��ال��ب بحقه ف��ي الحياة‬
‫لذلك فإننا نناديكم‪،‬‬ ‫بسواعدكم‪ ،‬أعطوها ثقتكم‬ ‫وحقه في نصيب ع��ادل من‬
‫كونوا معها علي قلب رجل‬ ‫الذي‬ ‫ث��روة ب�ل�اده‪ ،‬نهديها إليكم‬
‫نشد علي أيديكم‪،‬‬ ‫شئون واحد‪.‬‬ ‫يميز‬ ‫ج��م��ي��ع�اً‪ ،‬ون��خ��ص بالتحية‬
‫العاملين‬ ‫بينكم وبين‬ ‫أخوكم ممدوح فزاع‪ ،‬واخوته‬
‫نبوس األرض‬ ‫للنظر في أمره‪ ،‬الثقة بالنصر‬ ‫أقرانكم يصطدم‬ ‫كفر ال��ش��ي��خ‪ ،‬الذي‬ ‫في ‬
‫والح���ظ���وا ه��ن��ا أن العرض‬ ‫بالشرع والتشريع‪ ،‬وأبسط‬ ‫ترصوا في الشارع في إضراب‬
‫تحت نعالكم‪،‬‬ ‫عندما تثقون في قضيتكم‪،‬‬ ‫علي لجنة شئون العاملين‬ ‫مبادئ الدستور والقانون وال‬ ‫عظيم‪ ،‬سيفتح بوابات الوطن‪،‬‬
‫أمر جائز‪ ،‬أي أن األمر ليس وأنتم واثقون‪ ،‬وعندما يعي‬ ‫يوجد له أي سند‪.‬‬ ‫باإلضافة لفتح صناديق البريد‬
‫ونقول نفديكم‪،‬‬ ‫إلزامياً لكنه جائز‪ ،‬كما أن قرار كل فرد منكم عدالتها‪ ،‬وانتم‬ ‫ث��ان��ي��اً‪ :‬ت��ث��ب��ي��ت العمالة‬ ‫المغلقة في وج��ه العاملين‬
‫لجنة شئون العاملين يحتمل واع�����ون‪ ،‬ال��ث��ق��ة ف��ي النصر‬ ‫ال��م��ؤق��ت��ة‪ ،‬ح��ي��ث أن العقد‬ ‫عليها‪ .‬وس�لام��ن��ا ل��ل��ي في‬
‫فمأساتي التي أحيا‬ ‫س��ت��أت��ي ل��ت��ق��وي عملكم‪،‬‬ ‫أمور عدة غير الفصل‪.‬‬ ‫المؤقت ف��ي ح��ال تجديده‬ ‫الطريق جايين‪ ،‬من جميع‬
‫وأعلموا أننا ف��ي الضرائب‬ ‫ليوم واح��د من نص السنة‬ ‫المحافظات والمكاتب‪.‬‬
‫نصيبي من مآسيكم‪،‬‬ ‫العقارية متشابهون في أمور‬ ‫طريق االنتصار‬ ‫يعد بمثابة عقد دائم وتنتفي‬
‫عديدة أهمها‪:‬‬ ‫فيه صفة المؤقت‪ ،‬وهذا األمر‬ ‫شدوا الخطاوي‬
‫إن ع��ددن��ا تقريباً‬ ‫‪ -1‬‬ ‫من كل ما سبق نخلص‬ ‫ممكن إثباته بطرق عدة‪.‬‬
‫نناديكم أن تشدوا الخطى‬ ‫إل���ى أن ط��ل��ب��ات��ك��م عادلة واحد في البريد وفي الضرائب‬ ‫ثالثا‪ :‬االعتراض علي الئحة‬ ‫رسالتنا لكم شدوا الخطاوي‪،‬‬
‫ح��ت��ى ت��س��ان��دوا تجربتنا‬ ‫وم��ش��روع��ة‪ ،‬ول��ه��ا سند من العقارية‪.‬‬ ‫«شئون العاملين» الظالمة‪-:‬‬ ‫وشدوا الحيل‪ ،‬وتأكدوا من أن‬
‫الوليدة‪ ،‬فأنتم األجدر‪ ،‬واألكفأ‬ ‫‪ -2‬إننا وأنكم منتشرون‬ ‫الدستور والقانون‪ ،‬و يبقى‬ ‫ذل���ك أن ه���ذه الالئحة‬ ‫طلباتكم عادلة ومشروعة‪ ،‬وال‬
‫بالنصر‪ ،‬ونحن في انتظاركم‬ ‫أمر جد خطير‪ ،‬وهو تشكيل ف��ي ك��ل رب���وع ه��ذا الوطن‬ ‫اجتهدت في أموراً‪ ،‬نص عليها‬ ‫يستطيع أي إنسان أن يواجه‬
‫سنداً وعوناً وناصراً‪ ،‬ونرجو‬ ‫األداة الالزمة للحصول علي المصري‪ ،‬نجوب الشوارع‪،‬‬ ‫قانون العاملين‪ ،‬وال اجتهاد مع‬ ‫حقكم المشروع في األجر‬
‫أال تتأخروا في الرد‪.‬‬ ‫ه��ذا ال��ح��ق‪ ،‬واري م��ن واقع والحارات‪ ،‬واألزقة‪ ،‬والحقول‪،‬‬ ‫وجود نص‪ ،‬فقانون ‪ 47‬لسنة‬ ‫ال��ع��ادل‪ .‬ون��رى أن مطالبكم‬
‫في الختام – ليس بيننا‬ ‫تجربة زمالئكم في الضرائب والصحاري‪ ،‬أثناء عملنا‪.‬‬ ‫‪ 78‬نص علي مراتب تقرير‬ ‫الثالثة‪ ،‬التي رفعتموها خالل‬
‫ختام‪ -‬نلتقي دائماً علي درب‬ ‫‪ -3‬ن��ح��ن و أن��ت��م من‬ ‫ال��ع��ق��اري��ة‪ ،‬ض���رورة تشكيل‬ ‫الكفاية‪ ،‬وال يحق لكائن من‬ ‫اإلض���راب‪ ،‬ع��ادل��ة‪ ،‬لألسباب‬
‫النضال الشريف م��ن أجل‬ ‫لجنة‪ ،‬في كل محافظة‪ ،‬تضم أكبر المستهلكين لألحذية‬ ‫كان أن يتدخل ليقلل من هذه‬ ‫التالية‪-:‬‬
‫حصولنا علي نصيب عادل‬ ‫ممثل أو أكثر‪ ،‬من كل مكتب سعياً وراء الرزق‪.‬‬ ‫المراتب‪ ،‬أو يلغي إحداها‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬مساواتكم في األجور‬
‫م��ن ث���روة ب�لادن��ا‪ ،‬وح��ت��ى ال‬ ‫‪ -4‬ي��ش��ك��و ك�لان��ا من‬ ‫وم��وق��ع للعمل ل��ك��م‪ ،‬هذه‬ ‫كما أن تقرير «ضعيف»‬ ‫م��ع زمالئكم ف��ي المصرية‬
‫يتحول الموظفين والعمال‬ ‫اللجنة تختار من بينها ممثل التفرقة في المعاملة‪ ،‬بين‬ ‫ال��زم المشرع واض��ع التقرير‬ ‫لالتصاالت‪ ،‬الذين يتبعون‬
‫ف��ي ه��ذا ال��وط��ن إل��ى عمال‬ ‫أو أكثر يمثل جموع العاملين أبناء العمل الواحد في الوزارة‬ ‫بذكر أسباب كونه «ضعيف»‪،‬‬ ‫ال��وزارة التي تنتمون إليها‪،‬‬
‫تراحيل‪ ،‬وحتى يعود الناس‬ ‫ف��ي البريد ف��ي لجنة عليا ال��واح��دة‪ ،‬والخاضعين لذات‬ ‫حيث توجد حالتين البد من‬ ‫وي��م��ارس��ون ع��م��ل مماثل‪،‬‬
‫لغناء «البوسطجية اشتكوا‬ ‫علي مستوي الجمهورية‪ ،‬القانون‪.‬‬ ‫ذك��ر األس��ب��اب ق��ري��ن تقرير‬ ‫ويخضعون ل��ذات القانون‪،‬‬
‫من مراسيلي‪ ،‬روح يا قمر‪،‬‬ ‫‪ -5‬إننا وأنكم جاهزون‬ ‫ه���ذه اإلدارة ت��ك��ون معبرة‬ ‫الكفاية‪ ،‬في حالة الحصول‬ ‫أي أن ال��م��راك��ز القانونية‬
‫والنبي‪ ،‬علي الحلو مسي‬ ‫عن زمالئكم علي مستوي للتضحية من أجل الحصول‬ ‫ع��ل��ي ال��م��م��ت��از‪ ،‬وف���ي حالة‬ ‫م��ت��س��اوي��ة وواح�����دة‪ ،‬بينما‬
‫ل����ي»‪ .‬وح��ت��ى ال يشتكي‬ ‫الجمهورية‪ ،‬تدير التفاوض‪ ،‬ل��ي ال��ح��ق‪ ،‬هتفنا وهتفتم‬ ‫الحصول علي ضعيف‪ ،‬حيث‬ ‫األج���ر غ��ي��ر م��ت��س��او‪ ،‬ومبدأ‬
‫البوسطجية والعقارية‪ ،‬وكل‬ ‫وتتخذ القرارات بعد الرجوع «ب��ال��روح وال���دم‪ ،‬رزق عيالنا‬ ‫الزم القانون ذكر األسباب في‬ ‫ال��م��س��اواة مبدأ أق��رت��ه كافة‬
‫م��ن ي��ع��م��ل ب��أج��ر ف��ي هذا‬ ‫للجان الفرعية‪ ،‬هكذا تصبح أهم»‬ ‫تلك الحالتين‪ ،‬كما الزم جهة‬ ‫الشرائع السماوية اليهودية‬
‫ال��وط��ن م��ن ال��ع��وذ والحاجة‬ ‫‪ -6‬نحن وأنتم نمارس‬ ‫مقاليد حركتكم بأيديكم‪.‬‬ ‫اإلدارة أن تخطر الموظف‬ ‫والمسيحية واإلس�لام‪ ،‬وكذا‬
‫وذل ال��دي��ن وق��ه��ر الرجال‬ ‫لا أخ�لاق��ي��اً للمطالبة‬ ‫علي الرغم من أن حركتكم ع��م� ً‬ ‫الضعيف‪ ،‬ك��ل ث�لاث��ة اشهر‬ ‫التشريعات األرضية جميعها‪،‬‬
‫وختاماً لكم منا سالم‪.‬‬ ‫ب��ه��ا ع��ن��اص��ر م��ن التنظيم بالحق‪ ،‬بد ًال من االنحراف‪ ،‬أو‬ ‫كتابة‪ ،‬باتجاه نيتها في خفض‬ ‫بما فيها البوذية مع المساواة‪،‬‬
‫ال��ن��ق��اب��ي ال��رس��م��ي‪ ،‬وهي النظر لما في أيدي الناس‪.‬‬ ‫تقديره إل��ى مرتبة ضعيف‪،‬‬ ‫وال��دس��ت��ور ال��م��ص��ري أعلي‬
‫ولذلك فنحن معكم‪ ،‬بكل‬ ‫ح��االت ن���ادرة‪ ،‬إال أن أمركم‬ ‫حتى يحسن من أدائه‪ ،‬وفي‬ ‫مراتب التشريع‪ ،‬وأبو القوانين‬
‫يجب أن يظل بأيديكم‪ ،‬ال م��ا ن��م��ل��ك‪ ،‬ألن انتصاركم‬ ‫حالة الحصول علي تقرير‬ ‫مع مبدأ المساواة‪ ،‬ونص علي‬
‫تثقوا في التنظيم النقابي حماية للمكاسب التي حصلنا‬ ‫ضعيف لعامين متتاليين‪،‬‬ ‫أن ال��م��واط��ن��ي��ن متساوين‬

‫االشرتاكي يوليو ‪2009‬‬


‫عن األزمة واليسار األوربي ودعم المقاومة‬
‫حوار مع المناضل االشتراكي أليكس كالينيكوس‬
‫مدير مركز الدراسات األوروبية بالكلية الملكية في لندن‬
‫االقتصادية ( اإلنفاق وإعادة‬ ‫حاوره سامح نجيب‬
‫هيكلة النظام المالي) ؟‬
‫ال��ذي ح��دث ف��ي الواليات‬ ‫¯أك������د ال���ك���ث���ي���رون‬ ‫¯‬
‫المتحدة وبريطانيا‪ ،‬حيث‬ ‫االختالفات بين إدارة أوباما‬
‫ب��دأت األزم��ة‪ ،‬دفع في اتجاه‬ ‫و إدارة بوش‪ ،‬كيف ترى تلك‬
‫تبني الكنزية بشكل مؤقت‬ ‫االختالفات‪ ،‬في ضوء الشهور‬
‫‪ -‬إن��ف��اق أع��ل��ى‪ ،‬و تخفيض‬ ‫القليلة الماضية م��ن عمر‬
‫الضرائب – على أمل أن تكبح‬ ‫اإلدارة الجديدة؟‬
‫اتجاهات االنكماش القوية‬ ‫ستجبر أزم����ة االقتصاد‬
‫للغاية في االقتصاد العالمي‬ ‫ال��ع��ال��م��ي��ة أوب���ام���ا ليسلك‬
‫‪ .‬أرادت مجموعة ال���دول‬ ‫س��ي��اس��ات محلية مختلفة‬
‫الثمانية تبني هذه التدابير‬ ‫ع��ن ال���رؤس���اء السابقين‪،‬‬
‫الكنزية من قبل كل الدول‬ ‫ليس فحسب جورج بوش‪،‬‬
‫الرأسمالية المتقدمة‪ ،‬جزئياً‬ ‫لكن أي��ض �اً كيلنتون‪ .‬لكن‬
‫بهدف خلق أكبر حافز‪ ،‬وجزئياً‬ ‫ه��ذا الحيود ع��ن الليبرالية‬
‫ألن الدول الثمانية تخشى‪،‬‬ ‫الجديدة بدأ في عهد بوش‪،‬‬
‫في حالة تبنيها لتلك التدابير‬ ‫حيث أمم وزير الخزانة في‬
‫دون بقية الدول‪ ،‬أن تتسرب‬ ‫عهد بوش شركات ‪Fannie‬‬
‫الكثير من األم��وال كواردات‬ ‫‪ ،Mae, Freddy Mac‬و‬
‫من اليابان‪ ،‬والصين‪ ،‬وألمانيا‪،‬‬ ‫شركة ‪ AIG‬للتأمين‪.‬‬
‫ت��ح��ول م��ه��م ت��ج��اه القضية‬ ‫أمثال فوستو بارتينوتي في‬ ‫لها ‪ -‬عن طريق إنقاذ الدولة‬ ‫وغيرها‪ ،‬ولهذا السبب األخير‬ ‫يعد الرئيس الجديد أوباما‬
‫الفلسطينية؟‬ ‫إي��ط��ال��ي��ا‪ ،‬و ج���ورج ج��االوي‬ ‫واستحواذها على البنوك في‬ ‫تعارض ألمانيا بشكل خاص‬ ‫واجهة أكثر مصداقية إلجراء‬
‫ف���ي ب��ري��ط��ان��ي��ا‪ ،‬شهدنا‬ ‫في بريطانيا – تتجه يميناً‪.‬‬ ‫الواليات المتحدة وبريطانيا‬ ‫الحوافز الضريبية‪ ،‬إن قادة‬ ‫ه��ذا التحول عن الليبرالية‬
‫المظاهرات األكبر و األكثر‬ ‫ه��ذا ال يعني أن��ه ك��ان من‬ ‫‪ -‬زعزع الثقة في الليبرالية‬ ‫ألمانيا تصور أنهم يستطيعون‬ ‫الجديدة‪ ،‬كما يمكن أنه ربط‬
‫ك��ف��اح��ي��ة ل��ل��ت��ض��ام��ن مع‬ ‫الخطأ ب��ن��اء تلك األشكال‪،‬‬ ‫الجديدة التي تمجد السوق‬ ‫الركوب فوق أكتاف الحوافز‬ ‫هذا التحول باالحتياج إلى‬
‫فلسطين‪ ،‬كنتيجة الستفزاز‬ ‫لكن هذا يؤكد هشاشة تلك‬ ‫ل��درج��ة ال��ع��ب��ادة‪ .‬ف��ت��ح هذا‬ ‫ال��ض��ري��ب��ي��ة‪ ،‬ال��ت��ي سيشرع‬ ‫مقاومة التغيرات المناخية‪،‬‬
‫الذي مثلته الحرب على غزة‪.‬‬ ‫ال��ت��ح��ال��ف��ات‪ ،‬وي��ؤك��د أهمية‬ ‫مساحة للجدل حول البدائل‪،‬‬ ‫ف��ي تطبيقها ف��ي أي مكان‬ ‫وغيرها من القضايا‪.‬‬
‫لقد أعقب ذل��ك موجه من‬ ‫ح��ف��اظ االش��ت��راك��ي��ي��ن على‬ ‫بمعنى أخرى‪ ،‬هل التدخالت‬ ‫أخ��ر ب��خ�لاف ألمانيا‪ ،‬نظراً‬ ‫ال��س��ي��اس��ي��ة ال��خ��ارج��ي��ة‬
‫احتالل الطالب للجامعات‬ ‫تنظيمهم المستقل‪.‬‬ ‫الحكومية الحالية فحسب‬ ‫ألنها تتصدر قائمة االقتصاد‬ ‫األمريكية التي نشاهدها ما‬
‫مطالبين بالدعم الرسمي‬ ‫حزب مناهضة الرأسمالية‬ ‫إح����دى ت��داب��ي��ر ال���ط���وارئ ‪،‬‬ ‫التصديري األكبر‪.‬‬ ‫هي إال استكمال لما يسمى‬
‫للفلسطينيين‪ ،‬ونجح معظم‬ ‫ال��ج��دي��د ف��ي ف��رن��س��ا ليس‬ ‫بمجرد استعادة االستقرار‬ ‫يوجد أيضاً التخوف من نمو‬ ‫الحرب على اإلره��اب‪ .‬حيث‬
‫ه��ؤالء الطالب في الحصول‬ ‫تحالف‪ ،‬كما أنه مبني على‬ ‫سنرجع للسوق الحرة كما‬ ‫مزيد من الديون الحكومية‪،‬‬ ‫أضطر بوش بالفعل لإلذعان‬
‫على ت��ن��ازالت م��ن الهيئات‬ ‫برنامج مناهض للرأسمالية‬ ‫ك��ان ال��وض��ع م��ن ق��ب��ل؟ هل‬ ‫ويبدو هذا قصر نظر شديد‬ ‫لفكرة االنسحاب األمريكي‬
‫الجامعية‪.‬‬ ‫ق���وي ل��ل��غ��اي��ة‪ .‬ف���ي ال��واق��ع‬ ‫يجب الذهاب إلى شكل أكثر‬ ‫بالمقارنة بحجم األزمة‪،‬‬ ‫من العراق‪ ،‬من خالل خطة‬
‫ك���ان ال��ل��وب��ي الصهيوني‬ ‫أصبحت العصبة الشيوعية‬ ‫تنظيماً من الرأسمالية‪ ،‬كما‬ ‫ت��ت��وق��ع منظمة التعاون‬ ‫تستبقي ع��ش��رة آالف من‬
‫غاضب ب��ش��ده‪ ،‬لكن قدرته‬ ‫الثورية قادرة على خلق حزب‬ ‫يجادل الكثير اآلن؟ أم يجب‬ ‫االق���ت���ص���ادي وال��ت��ن��م��ي��ة أن‬ ‫ال��ج��ن��ود األم��ري��ك��ي��ي��ن في‬
‫ع��ل��ى وس���م المتضامنين‬ ‫ج��دي��د‪ ،‬رب��م��ا أرب���ع أضعاف‬ ‫انتهاز الفرصة للذهاب إلى ما‬ ‫االق��ت��ص��ادي��ات التصديرية‬ ‫العراق)‪ .‬وجاء أوباما لتصعيد‬
‫مع فلسطين بتهمة معاداة‬ ‫حجمه‪( ،‬حوالي ‪ 12‬ألف عضو)‪،‬‬ ‫وراء الرأسمالية‪ ،‬إلى اقتصاد‬ ‫والتصنيعية ال��ك��ب��رى‪ ،‬مثل‬ ‫ال���ح���رب ف���ي أفغانستان‪،‬‬
‫السامية أصبحت أضعف‪ .‬لقد‬ ‫ه��ذا الحزب وح��د نشطائها‬ ‫مخطط بشكل ديموقراطي؟‬ ‫ال��ي��اب��ان وأل��م��ان��ي��ا‪ ،‬سوف‬ ‫والس��ت��م��رار ال��ت��داب��ي��ر التي‬
‫كانت صور المجازر في غزة‬ ‫م��ع ن��ش��ط��اء غ��ي��ر منظمين‬ ‫ه���ذا ال���ج���دل ي��ق��دم فرصة‬ ‫تعاني االنكماش االقتصادي‬ ‫زعزعت استقرار باكستان‪،‬‬
‫أق��وى بمراحل من ادع��اءات‬ ‫يشاركونهم نفس السياسة‬ ‫لليسار الجذري‪ ،‬لكن من أجل‬ ‫أسوء من الواليات المتحدة‬ ‫لقد كان أوباما واضحاً في أول‬
‫خ���ب���راء ال���ع�ل�اق���ات العامة‬ ‫على نطاق واسع‪ .‬هذا المبادرة‬ ‫االستفادة يجب أن يرتبط‬ ‫وبريطانيا‪ ،‬ألن االقتصاديات‬ ‫خطاب له أم��ام الكونجرس‪،‬‬
‫االستجابة‬ ‫اإلسرائيليين‪.‬‬ ‫عكست ب��زوغ ص��ورة قيادية‬ ‫هذا الجدل بالكفاح النامي في‬ ‫األكبر أكثر عرضة لالنحدار‬ ‫حيث قال أن هدفه الحفاظ‬
‫ذات��ه��ا يمكن أن تشهد في‬ ‫لحزب مناهضة الرأسمالية‪،‬‬ ‫أوساط العمال والفقراء‪ ،‬الذين‬ ‫ال��درام��ات��ي��ك��ي ف��ي التجارة‬ ‫على هيمنة الواليات المتحدة‬
‫باقي أن��ح��اء أورب���ا‪ ،‬رغ��م أن‬ ‫أوليفر بيسانسينو ‪ ،‬كرمز‬ ‫يقاومون تداعيات األزمة‪.‬‬ ‫الدولية‪.‬‬ ‫عالمياً‪.‬‬
‫اللوبي الصهيوني أقوى في‬ ‫لمقاومة الرئيس ساركوزي‪،‬‬ ‫م��ا ه��و ف��رص نجاح‬ ‫‪ -‬‬ ‫على ن��ط��اق واس���ع تشهد‬ ‫لقد أوضحت قمة العشرين‬
‫بالد مثل فرنسا أو ألمانيا منه‬ ‫وكرمز للمستوى العالي من‬ ‫ح��زب مناهضة الرأسمالية‬ ‫األزم��ة أن القوى الرأسمالية‬ ‫وقمة الناتو‪ ،‬وزيارة أوباما لتركيا‬
‫بريطانيا ‪.‬‬ ‫ال��م��ق��اوم��ة االج��ت��م��اع��ي��ة في‬ ‫الفرنسي الجديد في بناء‬ ‫ال��م��ت��ق��دم��ة ت��ت��ش��ت��ت في‬ ‫أنه أكثر مقدرة في االرتباط‬
‫ب��ال��رغ��م م���ن ذل����ك ف��إن‬ ‫فرنسا‪.‬‬ ‫ي��س��ار ج���ذري ب��دي��ل‪ ،‬على‬ ‫اتجاهات قومية مختلفة‪ ،‬مما‬ ‫بالقادة اآلخ��ري��ن‪ ،‬وأن��ه يقدم‬
‫مظاهرات غزة شكلت عالمة‬ ‫إن انطالقة الحزب الجديد‬ ‫خلفية فشل تجارب إيطاليا‬ ‫يوضع أن الكالم الذي قيل عن‬ ‫للعالم وجه أكثر جاذبية من‬
‫ف���ارق���ة‪ ،‬م��ن وج��ه��ة نظري‪،‬‬ ‫تطور واع���د‪ ،‬لكن مستقبل‬ ‫وبريطانيا؟‬ ‫العولمة مجرد كالم أجوف‪.‬‬ ‫بوش‪ ،‬لكن ال يمثل أي من‬
‫ستجعل بناء حركة تضامن‬ ‫ال��ح��زب يعتمد على قدرته‬ ‫ال من حزب إعادة‬ ‫فشل ك ً‬ ‫ما هي آف��اق اليسار‬ ‫‪ -‬‬ ‫هذا تغيير س��واء في الوضع‬
‫م��ع الفلسطينيين أسهل‬ ‫ف���ي االرت���ب���اط بالنضاالت‬ ‫ت��أس��ي��س ال��ش��ي��وع��ي في‬ ‫ال���ج���ذري ف��ي ض���وء األزم���ة‬ ‫الهيكلي لإلمبريالية األمريكية‬
‫بمراحل‪ .‬في بريطانيا‪ ،‬على‬ ‫االجتماعية‪ ،‬التي تنتظره‪،‬‬ ‫إيطاليا‪ ،‬وح��زب «االحترام»‬ ‫االقتصادية الحالية؟‬ ‫أو في الطرق المتاحة للحفاظ‬
‫سبيل المثال‪ ،‬يمكن أن تعد‬ ‫وب��أش��ك��ال ال��م��س��اع��دة التي‬ ‫ف��ي بريطانيا‪،‬‬ ‫‪respect‬‬ ‫م��ن ال��واض��ح أن��ن��ا نواجه‬ ‫عليها‪.‬‬
‫تلك التحركات خطوة حقيقية‬ ‫سيقدمها‪.‬‬ ‫بسبب أنهم تحالفات من‬ ‫أس��وء أزم��ة اقتصادية‪ ،‬منذ‬ ‫إلى أي مدى ستؤثر‬ ‫‪ -‬‬
‫في اتجاه حملة للمقاطعة‪،‬‬ ‫شهدت الحرب على‬ ‫‪ -‬‬ ‫اإلصالحيين واالشتراكيين‪،‬‬ ‫ثالثينات القرن العشرين‪،‬‬ ‫االنشقاقات الحادثة داخل‬
‫والدعوة لسحب االستثمارات‪،‬‬ ‫غزة تحركات شعبية كبرى‬ ‫ك������ان ف���ي���ه���ا األش����خ����اص‬ ‫لا م��ن األزم���ة و استجابة‬ ‫ك� ً‬ ‫م��ج��م��وع��ة ال��ث��م��ان��ي��ة حول‬
‫وتطبيق عقوبات‪.‬‬ ‫في أوربا‪ ،‬هل تعتقد أنه هناك‬ ‫اإلصالحيين األكثر نفوذاً –‬ ‫الدولة الرأسمالية المتقدمة‬ ‫سياسات الخروج من األزمة‬
‫االشرتاكي يوليو ‪2009‬‬ ‫¯¯‪10‬‬
‫إيران‪ :‬غضب شعبي في مواجهة كبت الحريات‬
‫سيد عبد الرحمن‬

‫ما تشهده اليوم في إيران‪ ،‬من خروج الجماهير‬


‫باآللف في الشوارع ‪ ،‬يعيد إلى الذاكرة أحداث الثورة‬
‫اإليرانية‪ ،1979 ،‬ففي أعقاب إعالن نتائج االنتخابات‬
‫الرئاسية اإليرانية‪ ،‬خرج اآللف من اإليرانيين‪ ،‬طالب‬
‫ونساء‪ ،‬وعمال‪ ،‬وعلى مدار األيام الماضية‪ ،‬حيث لم‬
‫يمر يوم دون مظاهرات احتجاجية‪ ،‬التي شهدت‬
‫أعلى نسبة تصويت في تاريخ االنتخابات اإليرانية‬
‫‪.%85‬‬
‫الوضع االقتصادي واالنتخابات‬
‫فبالرغم أن موقع رئيس الجمهورية ليس الموقع‬
‫األهم في نظام الحكم اإليراني‪ ،‬يبدو أن الشعب‬
‫اإليراني تعامل مع انتخابات الرئاسة ليس من‬
‫منظور أنها تحدد شخصية الرئيس‪ ،‬لكن من‬
‫منظور أنها تعبير عن تطلعات اإليرانيين تجاه‬
‫الكثير من القضايا الهامة‪ ،‬أولها الوضع االقتصادي‬
‫المتردي‪ ،‬والذي زاد سوءاً مع األزمة االقتصادية‪ ،‬ومع‬
‫أحمدي نجاد‪ ،‬وتهديده أنه لن يسمح الحتجاجات في‬ ‫المحافظون واالصالحيون‬ ‫هبوط عائدات البترول‪ ،‬حيث لم تنجح حكومة نجاد‬
‫الشارع‪ ،‬في خطبة الجمعة ‪ 19‬يونيو‪ ،‬فإن الحركات‬ ‫أظهرت االنتخابات األخيرة مدى عمق االنقسام‬ ‫في تحسين الوضع االقتصادي‪ ،‬بل تفشت البطالة‪،‬‬
‫االحتجاجية في الشارع لم تتوقف في تحدي واضح‬ ‫ال من‬
‫داخل النخب السياسية الحكمة في إيران‪ ،‬فك ً‬ ‫ووصلت إلى ‪ ، %12.5‬كما بلغ معدل التضخم حوالي‬
‫لسلطة المرشد األعلى للثورة‪ ،‬وهو أعلى سلطة‬ ‫جناحي السلطة المحافظين واإلصالحيين‪ ،‬ينتمون‬ ‫‪( %19‬وفق التصريحات الرسمية)‪ ،‬رغم أن نجاد يقدم‬
‫سياسية وروحية في البالد‪ ،‬مما شجع االصالحيون‬ ‫لنفس الطبقة الحاكمة اإليرانية‪ ،‬التي تشكلت طوال‬ ‫نفسه باعتباره المنحاز للفقراء‪ ،‬وأحد أبنائهم‪ ،‬ففي‬
‫على االستمرار في تصعيد الخالف مع المحافظين‪،‬‬ ‫الثالثين عام الماضية‪ ،‬ويرجع االنقسام الحالي داخل‬ ‫انتخابات ‪ 2005‬أطلق وع��ود بأنه سيوزع عائدات‬
‫فمنذ خطبة اإلمام‪ ،‬وكل يوم يشهد الشارع اإليراني‬ ‫الطبقة الحاكمة‪ ،‬نحو تصورين متعارضين‪ ،‬حول‬ ‫النفط على الشعب‪ ،‬لكن الوضع االقتصادي في عهد‬
‫احتجاجات وص��دام��ات مع الشرطة اإليرانية‪ ،‬راح‬ ‫عالقة إيران بالقوى الكبرى ( أوربا والواليات المتحدة)‪،‬‬ ‫ازداد سوءاً‪ ،‬ووجدناه في انتخابات ‪ 2009‬يوزع حبات‬
‫ضحيتها أكثر من ‪ 17‬قتيل‪ ،‬واعتقل أكثر من ‪400‬‬ ‫وعالقة إيران بالدول المجاورة (العراق‪ ،‬لبنان‪ ،‬فلسطين‪،‬‬ ‫«بطاطس» على مؤيديه أثناء الحملة االنتخابية‪،‬‬
‫شخص‪ ،‬في ثالث أيام‪ ،‬ويبدو أن الغضب الذي ملئ‬ ‫إسرائيل)؟ حيث يرى الجناح المحافظ أن قدرة نظام‬ ‫مما وصفه البعض بشراء لألصوات‪.‬‬
‫نفوس المحتجين‪ ،‬يرجع ألسباب أكبر من تزوير‬ ‫الثورة اإلسالمية على االستمرار مرتبط بالعداء الواضح‬ ‫رغ��م نجاح نظام حكم ال��ث��ورة اإلسالمية في‬
‫االنتخابات أو عدم فوز مرشح معين‪.‬‬ ‫لدول االستكبار العالمي ( االستعمار الغربي)‪ ،‬حيث‬ ‫تحسين مستوى التعليم والصحة لغالبية اإليرانيين‪،‬‬
‫لقد أعرب الخمانئي عن انحيازه ألحمدي نجاد‪،‬‬ ‫أن الحفاظ على الشعارات األولى للثورة اإلسالمية‬ ‫وفي تقديم الخدمات لماليين البشر‪ ،‬لكن على‬
‫بمعنى أن��ه ال يقف على الحياد أم��ام الفريقين‬ ‫هو مدى مصداقية النظام أمام الجماهير‪ ،‬حتى لو كان‬ ‫مستوى أخر كان قمع وتصفية الخصوم والمنافسين‬
‫السياسيين‪ ،‬كما أنه أعتقد انه بفضل سلطته الروحية‬ ‫ذلك يعنى الدخول في مواجهات باستمرار‪ ،‬وفرض‬ ‫من الشخصيات و القوى السياسية األخرى‪ ،‬حتى‬
‫سينجح في إخماد حركة ال��ش��ارع‪ ،‬لكنه دون أن‬ ‫حصار و عزلة اقتصادية‪ ،‬لذلك يتبنى هذا الفريق فكرة‬ ‫التي لعبت دوراً في إنجاح الثورة‪ ،‬حيث تحولت‬
‫يدري وضع نفسه في مواجهة الحركة الجماهيرية‪،‬‬ ‫تنمية القدرات الدفاعية اإليرانية في مواجهة قوى‬ ‫تجربة الثورة الجماهيرية‪ ،‬على يد أية اهلل الخميني‪،‬‬
‫وقد تعمل تلك االحتجاجات على تقويض شرعيته‬ ‫االستكبار‪ ،‬وكما أن أغلب المحافظين يدفعون أن‬ ‫إلى نظام حكم شمولي‪ ،‬وزاد باطراد تدخل الدولة‬
‫وسلطته الروحية بعض الوقت‪ ،‬وفي الوقت الذي‬ ‫تدخل إيران بقوة في الصراعات في دول الجوار‪ ،‬حتى‬ ‫ف��ي الحياة الشخصية‪ ،‬وت��دن��ى مستوى حقوق‬
‫عمدت مرجعيات دينية أخرى إلى االنتصار لحركة‬ ‫لو استدعى هذا المزيد من الضغوط الغربية‪.‬‬ ‫النساء‪ ،‬وتم تقييد الحركة النقابية‪ ،‬واتسم التعامل‬
‫الشارع‪ ،‬مثل تصريحات آية اهلل حسين منتظري‪،‬‬ ‫بينما اإلصالحيون فيمثلون الجناح األخ��ر من‬ ‫مع االحتجاجات العمالية بالعنف الشديد‪ .‬بشكل‬
‫الخليفة آية اهلل الخميني‪ ،‬الذي عاش لفترة طويلة‬ ‫الطبقة الحاكمة في إيران‪ ،‬الذين يرون أن استمرار‬ ‫عام‪ ،‬هناك قيود‪ ،‬تحدد التيارات والقوى السياسية‬
‫تحت اإلقامة الجبرية بمنزله بمدينة قم‪ ،‬بعدما عزله‬ ‫العزلة االقتصادية‪ ،‬يضع عقبات أمام النمو االقتصادي‬ ‫المسموح لها بالعمل في إي��ران‪ ،‬كما توجد قيود‬
‫األمام الخميني ‪ ،1988‬وقد صرح‪ ،‬يوم األحد ‪ 21‬يونيو‬ ‫إليران‪ ،‬ويرى أن إصرار المحافظين على لغة صدامية‬ ‫على األشخاص الذين يحق لهم تولي المناصب‬
‫‪ 2009‬بأنه محرم شرعاً منع المتظاهرين من االحتجاج‬ ‫مع الغرب‪ ،‬يهدد استقرار نظام الثورة اإلسالمية‪ ،‬حيث‬ ‫الحكومية‪ ،‬وكذلك التي تدخل البرلمان‪.‬‬
‫على نتائج االنتخابات الرئاسية‪ ،‬في تحد واضح‬ ‫يرى هذا الفريق أن السياسة تقتضي تغيير لغة‬ ‫مثلت تطلعات جيل الشباب‪ ،‬هذا الجيل الذي ولد‬
‫لخطاب المرشد‪.‬‬ ‫الخطاب السياسي‪ .‬وإن االنفتاح على الغرب‪ ،‬سيفيد‬ ‫في ظل حكم الثورة اإلسالمية‪ ،‬لمزيد من حرية‬
‫يحاول كل فريق من النخبة الحاكمة توظيف‬ ‫الوضع االقتصدي‪ ،‬باإلضافة إلى رغبة اإلصالحيون في‬ ‫التعبير‪ ،‬وتخفيف القيود المفروضة على التحركات‬
‫الطبقة الحركة الجماهيرية لصالح زيادة نفوذه في‬ ‫تقليص دور المرشد في الحياة السياسة‪ ،‬الذي يسيطر‬ ‫السياسة و لحصول على مزيد من حقوق النساء‪،‬‬
‫مؤسسات الدولة‪ ،‬التي يسيطر عليها اآلن بشكل أكبر‬ ‫عبر آالف من الموظفين على الوظائف األكثر حيوية‬ ‫أحد أهم مالمح التحركات الحالية‪ ،‬ويبدو أن الشارع‬
‫المحافظين‪ ،‬وعلى رأسهم المرشد األعلى‪ .‬التساؤل‬ ‫في نظام الحكم‪ ،‬أكثر من ‪ 2000‬ممثل للمرشد‪ :‬حيث‬ ‫السياسي في اإليراني صانع ثورة ‪ ،1979‬لم يعد‬
‫حول استمرار االحتجاجات الحالية‪ ،‬مرتبط بقدرة‬ ‫يعين فقهاء مجلس صيانة الدستور ‪ ،‬ويعين رئيس‬ ‫يقبل بمنطق وصاية المرشد األعلى‪ ،‬وراغ��ب في‬
‫النخبة الحاكمة في إيران تجاوز انقساماتها‪ ،‬وقدرتها‬ ‫مؤسسة اإلذاعة والتلفزيون‪ ،‬و رئيس أركان الجيش‪،‬‬ ‫مزيد من الحريات‪.‬‬
‫على تحمل استمرار حركة الجماهير في الشارع‪،‬‬ ‫والقائد العام لقوات حرس الثورة اإلسالمية‪ ،‬والقيادات‬ ‫يتضح‪ ،‬من خالل أحداث األيام الماضية‪ ،‬الدور‬
‫التي لو استمرت لفترة أطول في الشارع‪ ،‬قد تنجح‬ ‫العليا للقوات المسلحة وقوى األمن الداخلي‪ .‬وعبر‬ ‫الفاعل الذي يلعبه حالياً الشباب من سكان المدن‪،‬‬
‫في تجاوز الشخصيات السياسية التقليدية المتصدرة‬ ‫مجلس صيانة الدستور يحدد من يحق له الترشح‬ ‫حيث تنتشر البطالة‪ ،‬ويلعب الشباب الجامعي‬
‫الموقف حالياً‪ ،‬أمثال موسوي وك��روب‪ ،‬وخاتمي و‬ ‫في االنتخابات ‪.‬‬ ‫بشكل خاص دوراً محورياً في التحركات الحالية‪،‬‬
‫رفسنجاني‪ .‬وعندها قد تبلور الجماهير مطالبها‬ ‫الشخصيات السياسية اإلصالحية التي تتصدر‬ ‫حيث مستوى التعليم المرتفع كان له دور في تقوية‬
‫المتعلقة بالوضع االقتصادي و الحريات والديموقراطية‪،‬‬ ‫حركة االحتجاج ضد فوز نجاد تتمثل في رئيسان‬ ‫وعيهم بقضايا الحريات السياسية والنقابية وحقوق‬
‫بعيداً عن تلك الشخصيات التي تحاول التقرب من‬ ‫س��اب��ق��ان للجمهورية اإلس�لام��ي��ة هما هاشمي‬ ‫النساء‪ .‬في هذه مظاهرات‪ ،‬شاهدنا مظاهر غير‬
‫الغرب‪ ،‬كحل وهمي لمشاكل إيران‪ ،‬و أو بتعبير أدق‬ ‫رفسنجاني ومحمد خاتمي‪ ،‬ورئيس وزراء سابق هو‬ ‫مألوفة في مجتمع إيران المحافظ‪ ،‬دخول سيدات‬
‫المشاكل االقتصادية للطبقة الحاكمة‪.‬‬ ‫المرشح مير حسين موسوي‪ ،‬ورئيس برلمان سابق‬ ‫وفتيات في مواجهات مع رجال الشرطة‪ ،‬رأينا شباب‬
‫دائماً ما تلجأ الجماهير إلى الحل اإلصالحي كخطوة‬ ‫هو المرشح مهدي كروبي‪ ،‬واحتج أيضاً الشخصية‬ ‫و فتيات تتشابك أيديهم معاً في مسيرات تجوب‬
‫انتقالية‪ ،‬قبل أن تتبنى برنامج ج��ذري‪ ،‬لكن ذلك‬ ‫المحافظة محسن رضائي رئيس ح��رس الثورة‬ ‫الشوارع‪.‬‬
‫مرتهن بوجود قوى سياسية جذرية مستقلة‪ ،‬قادرة‬ ‫السابق‪.‬‬ ‫هكذا ك��ان خ��روج الجماهير في إي��ران مرتبط‬
‫على أن تقود حركة الجماهير‪ ،‬لكن اليسار اإليراني‬ ‫انقسامات داخل الطبقة الحاكمة‬ ‫بتطلعات هؤالء في تحسين أوضاعهم االقتصادية‪،‬‬
‫ضعيف للغاية‪ ،‬نتيجة سياسات خاطئة تبناها لفترات‬ ‫وص��ل االنقسام الداخلي في الطبقة الحاكمة‬ ‫والتطلع لمزيد من الحرية‪ ،‬وفي مواجهة الفساد‬
‫طويلة‪ ،‬لكن هناك بصيص أمل يتمثل في أن الشارع‬ ‫اإليرانية بين المحافظين واالصالحيون إلى حد غير‬ ‫المستشري في مؤسسات الدولة‪ ،‬في ظل سيطرة‬
‫اإليراني يعلم أنه صانع ثورة ‪ 1979‬يستطيع أن يصحح‬ ‫مسبوق من قبل‪ ،‬فبالرغم من حسم المرشد األعلى‬ ‫المحافظين عليها‪ .‬لكن النخب السياسية المتصدرة‬
‫مسارها كما يستطيع أن يصنع ثورات أخرى‪.‬‬ ‫أية اهلل خمانئي نتيجة االنتخابات الرئاسية بفوز‬ ‫الساحة تخوض المواجهات ألسباب أخرى‪.‬‬

‫‪¯¯11‬‬ ‫االشرتاكي يوليو ‪2009‬‬


‫عربي ودوىل‬

‫في خطاب أشبه بخطاب بن جوريون في إعالن دولة إسرائيل‬

‫نتنياهو يرسم شرق أوسط بألوان صهيونية‬


‫إعادة تزويد طائراتها بالوقود‬ ‫محمد حسنى‬
‫فوق األجواء العراقية‪.‬‬
‫تزامنت المناورات‬ ‫ ‬ ‫منذ نهاية مايو الماضي‪،‬‬
‫اإلسرائيلية وجولة أوباما‪ ،‬مع‬ ‫وإسرائيل تجري سلسلة من‬
‫االنتخابات اإليرانية‪ ،‬وإن كنا‬ ‫ال��م��ن��اورات ‪ ،‬لقياس قدرات‬
‫ال نعتقد أن طبيعة الدولة‬ ‫س�ل�اح ال��ج��و ع��ل��ى القيام‬
‫اإلي��ران��ي��ة‪ ،‬تحمل بداخلها‬ ‫بمهام على مسافات بعيدة‪،‬‬
‫ه��ذا التناقض‪ ،‬ال��ذي يسمح‬ ‫وكذلك لقياس م��دى تأهب‬
‫ل�ل�إج���راءات والتصريحات‬ ‫الدفاعات والجبهة الداخلية‪،‬‬
‫األمريكية واإلسرائيلية أن‬ ‫ال شك أن المناورات كانت‬
‫تغير من نتائج االنتخابات‪.‬‬ ‫تقيس االس��ت��ع��داد لخوض‬
‫وي��م��ك��ن��ن��ا أن ن��دع��ي األم��ر‬ ‫ح���رب م��ع إي����ران‪ ،‬وبالرغم‬
‫نفسه بالنسبة لالنتخابات‬ ‫من عدم تحمس الكثير من‬
‫اللبنانية‪.‬‬ ‫اإلسرائيليين ل��ذل��ك‪ ،‬وعدم‬
‫م��ن ن��اح��ي��ة أخ���رى‪،‬‬ ‫ ‬ ‫ص�لاح��ي��ة ع����دد ك��ب��ي��ر من‬
‫صرح بنيامين نتنياهو‪ ،‬عقب‬ ‫المخابئ والمنشآت المعدة‬
‫لقاءه بعبد اهلل الثاني‪ ،‬ملك‬ ‫لهذا الغرض‪ ،‬أظهر استطالع‬
‫األردن‪ ،‬إنه‪ ،‬وللمرة األولى في‬ ‫لمركز ال��دراس��ات اإليرانية‬
‫تاريخ الصهيونية‪ ،‬يحدث هذا‬ ‫ف���ي إس��رائ��ي��ل أن‪ %50‬من‬
‫التوافق بين إسرائيل وبين‬ ‫اإلسرائيليين‪ ،‬يؤيدون ضرب‬
‫األنظمة العربية‪ ،‬حول خطر‬ ‫المنشآت النووية اإليرانية‪،‬‬
‫استراتيجي يتهدد الجميع‪،‬‬ ‫و‪ %53‬يتوقعون فشل مباحثات‬
‫أال وهو الخطر اإليراني‪ .‬وال‬ ‫أوباما بشأن المشروع النووي‬
‫إسرائيليين يصفون ‪ :‬باراك حسين اوباما‪،‬معادي للسامية‪ ،‬ويكره اليهود‪ ،‬مظاهرات اليمين في بر إيالن‬ ‫مجال للدهشة‪ ،‬فتصريحات‬ ‫اإليراني‪ .‬بينما ‪ %81‬متخوفون‬
‫وزير الخارجية المصري‪ ،‬أحمد‬ ‫من نجاح إي��ران‪ ،‬في النهاية‪،‬‬
‫التنازالت‪ ،‬وقد حملوا الفتات‬ ‫ورابين‪-‬حسين‪ ،‬ول��م يذكر‬ ‫يعيشان جنبا إل��ى جنب‪،‬‬ ‫أبو الغيط‪ ،‬على سبيل المثال‪،‬‬ ‫ف��ي ال��ح��ص��ول ع��ل��ى سالح‬
‫تصور أوباما يرتدي الكوفية‬ ‫عرفات‪.‬‬ ‫ول��ك��ل منهما ع��ل��م‪ ،‬نشيد‬ ‫تساوي بين الخطر اإليراني‬ ‫نووي‪.‬‬
‫ال��ف��ل��س��ط��ي��ن��ي��ة‪ ،‬ومكتوب‬ ‫جاء البيت األبيض‬ ‫ ‬ ‫ق��وم��ي‪ ،‬ون��ظ��ام حكم خاص‬ ‫والخطر اإلسرائيلي‪.‬وعملياً‪،‬‬ ‫وق����د ع��ل��ق ع���وزي‬ ‫ ‬
‫تحتها‪»:‬باراك حسين اوباما‪،‬‬ ‫تعليق على الخطابب أن‬ ‫ب��ه»‪ ،‬لكن رئيس الحكومة‬ ‫ف��إن موقف النظام المصري‬ ‫راب���ي‪ ،‬م��ن مركز الدراسات‬
‫م���ع���ادي ل��ل��س��ام��ي��ة‪ ،‬ويكره‬ ‫أي��ة تسوية ل��ل��ص��راع يجب‬ ‫اإلسرائيلي يشترط اعتراف‬ ‫‪ ،‬خالل العدوان األخير على‬ ‫اإلي��ران��ي��ة ف��ي إس��رائ��ي��ل‪ ،‬أن‬
‫ال��ي��ه��ود»‪ .‬كما اعتبر بعض‬ ‫أن تضمن أم��ن إسرائيل‪،‬‬ ‫بإسرائيل‬ ‫الفلسطينيين‬ ‫غ��زة‪ ،‬ثم قضية «خلية حزب‬ ‫استفزازات إسرائيل إليران‬
‫ال��م��س��ت��وط��ن��ي��ن‪ ،‬أن مجرد‬ ‫والطموحات «المشروعة»‬ ‫ك��دول��ة ي��ه��ودي��ة‪ ،‬وعاصمتها‬ ‫اهلل»‪ ،‬يؤكدان أنه يضع عالقته‬ ‫بمثابة سكب ال��زي��ت على‬
‫الحديث عن دولة فلسطينية‪،‬‬ ‫والجدير‬ ‫للفلسطينيين‪.‬‬ ‫ال��ق��دس ال��م��وح��دة‪ .‬أم��ا عن‬ ‫بإسرائيل في أولى أولوياته‪.‬‬ ‫ال��ن��ار‪ ،‬كما ق��ال أن التخوف‬
‫يعد خيانة‪.‬‬ ‫ب��ال��ذك��ر أن ك��ل م��ن جيم‬ ‫«ال��دول��ة الفلسطينية»‪ ،‬فلم‬ ‫اإلس��رائ��ي��ل��ي م��ن المشروع‬
‫في المقابل‪ ،‬شكك‬ ‫ ‬ ‫ج��ون��ز‪ ،‬المستشار األمني‬ ‫يُشر إلى أية حدود أو مساحة‪،‬‬ ‫ع��ن أي دول���ة فلسطينية‬ ‫النووي اإلي��ران��ي‪ ،‬مبالغ فيه‪،‬‬
‫ب��ع��ض ال��س��ي��اس��ي��ي��ن‪ ،‬من‬ ‫ألوباما‪ ،‬وال��ذي كان مسئوال‬ ‫لكنه أكد على أنها يجب أن‬ ‫تحدث نتنياهو‬ ‫حيث أن القيادة اإليرانية‪ ،‬على‬
‫«ال��ع��م��ل» و»م��ي��رت��س»‪ ،‬في‬ ‫عن ملف األمن اإلسرائيلي‬ ‫تبقى منزوعة السالح‪ ،‬وبدون‬ ‫في مساء األح����د‪،2009/6/14،‬‬ ‫حد قوله‪ ،‬متطرفة دينياً‪ ،‬لكنها‬
‫مصداقية نتنياهو في الدخول‬ ‫في إدارة بوش‪ ،‬وجو بايدن‪،‬‬ ‫سيادة على المجال الجوي‪،‬‬ ‫أل���ق���ى رئ���ي���س الحكومة‬ ‫عقالنية جدا‪.‬‬
‫في مسيرة سلمية حقيقية‪.‬‬ ‫نائب الرئيس الحالي‪ ،‬وجون‬ ‫لضمان عدم تحالفها مع إيران‬ ‫اإلس���رائ���ي���ل���ي���ة‪ ،‬بنيامين‬ ‫خ�ل�ال المباحثات‬ ‫ ‬
‫كما تجمع بعض اليساريين‬ ‫كيري‪ ،‬المرشح الديموقراطي‬ ‫أو ح��زب اهلل‪ .‬أم��ا ع��ن حق‬ ‫نتنياهو‪ ،‬خطاباً‪ ،‬م��ن مركز‬ ‫ال��ث��ن��ائ��ي��ة‪ ،‬ط��ل��ب بنيامين‬
‫للتظاهر أي��ضً��ا‪ ،‬ق��د علقت‬ ‫ال��س��اب��ق ل��رئ��اس��ة الواليات‬ ‫العودة‪ ،‬فقد قال نتنياهو‪»:‬أما‬ ‫بيجن‪-‬السادات للدراسات‬ ‫نتنياهو م��ن أوب��ام��ا جدول‬
‫إحدى الناشطات اليساريات‬ ‫المتحدة‪ ،‬كانوا قد تحدثوا‬ ‫مشكلة الالجئين‪ ،‬فلتجد لها‬ ‫االستراتيجية‪ ،‬التابع لجامعة‬ ‫زم��ن��ي للتعامل م��ع الملف‬
‫ق���ائ���ل���ة‪:‬إن دول����ة إسرائيل‬ ‫خالل األسبوع الماضي عن‬ ‫ال بعيداً عن دولة إسرائيل‪،‬‬ ‫حً‬ ‫بر إيالن اإلسرائيلية‪ .‬الخطاب‬ ‫اإليراني‪ ،‬وقد تشكلت لجنة‬
‫مستمرة في خلق أمر واقع‪،‬‬ ‫دول���ة فلسطينية منزوعة‬ ‫ألن ذلك يعني نهاية الدولة»‪.‬‬ ‫ال���ذي يتعدى األل��ف��ي كلمة‬ ‫خاصة‬ ‫إسرائيلية‪-‬أمريكية‬
‫يصبح بعد سنوات‪ ،‬نقطة الـال‬ ‫السالح‪.‬‬ ‫يزعم نتنياهو أن ذل��ك أمر‬ ‫بقليل‪ ،‬يشبه إل��ى حد كبير‬ ‫لتناول الملف اإليراني‪ .‬لذا فال‬
‫عودة»‪ ،‬ولعلها لم تفكر أن ما‬ ‫وزراءالحكومة اإلسرائيلية‪،‬‬ ‫ع������ادل‪ ،‬ح��ي��ث استوعبت‬ ‫بيان إعالن الدولة الذي تاله‬ ‫يحتاج المرء إلى قدر كبير من‬
‫يطلق عليه معسكر اليسار‪،‬‬ ‫س���واء م��ن ال��ل��ي��ك��ود أو من‬ ‫إسرائيل «الالجئين اليهود»‬ ‫بن جوريون‪ ،‬في ‪ 15‬مايو ‪،1948‬‬ ‫الحصافة ليدرك أن ما يظهر‬
‫هو نفسه يسير على مبدأ‬ ‫األح��زاب الدينية‪ ،‬عبروا عن‬ ‫ال��ذي��ن خ��رج��وا م��ن البلدان‬ ‫إذ يتضمن م��ق��والت الحق‬ ‫م��ن خ�ل�اف ب��ي��ن الحكومة‬
‫«األمر الواقع» الصهيوني‪ ،‬وأن‬ ‫تأييدهم للخطاب‪ ،‬كما أعرب‬ ‫العربية في الخمسينات‪.‬‬ ‫ال��ت��اري��خ��ي المستندة إلى‬ ‫اإلس��رائ��ي��ل��ي��ة وإدارة أوباما‪،‬‬
‫وجودها هي نفسها‪ ،‬جزء من‬ ‫ك��ل م��ن ت��س��ي��ف��ي ليفني‪،‬‬ ‫في هذا السياق استدعت‬ ‫النص التوراتي‪ ،‬كما يتحدث‬ ‫ه��و خ�لاف تفصيلي بحت‪،‬‬
‫األمر الواقع المفروض‪.‬‬ ‫رئيسة حزب كاديما‪ ،‬وإيهود‬ ‫صحيفة يديعوت نموذج دولة‬ ‫عن التاريخ المأساوي لليهود‪،‬‬ ‫ح���ول «ك���ي���ف؟»‪« ،‬وم��ت��ى؟»‪،‬‬
‫الجديد‬ ‫ ‬ ‫ب��اراك‪ ،‬وزير الدفاع‪ ،‬ورئيس‬ ‫«اندورا»‪ ،‬وهي دولة ال تتعدى‬ ‫الذي انتهى بالهولوكوست‪.‬‬ ‫فالمشروع االستعماري واحد‪،‬‬
‫ف���ي خ��ط��اب ن��ت��ن��ي��اه��و هو‬ ‫حزب العمل‪ ،‬عن ارتياح‪ ،‬مع‬ ‫مساحتها‪460‬كم‪ 2‬وتقع على‬ ‫كذلك وصف إسرائيل بأنها‬ ‫مما يجعل التناقض الظاهري‬
‫ضرورة اعتراف الفلسطينيين‬ ‫بعض التحفظ‪ ،‬من الخطاب‪.‬‬ ‫ح��دود فرنسا‪-‬اسبانيا‪ ،‬وهي‬ ‫ي���د ال��ت��ق��دم وال���س�ل�ام في‬ ‫في موقف إسرائيل وأمريكا‪،‬‬
‫بإسرائيل باعتبارها دولة‬ ‫أما المستوطنين فقد أعربوا‬ ‫غير مسلحة‪ ،‬عدا ‪ 200‬مجند‪،‬‬ ‫المنطقة‪ ،‬التي قابلها العرب‬ ‫تكاملي‪ ،‬أشبه بسياسة العصا‬
‫يهودية‪ ،‬أي ضرورة قبول العرب‬ ‫عن ارتياحهم لعدم مساس‬ ‫ي��ت��ح��م��ل ك���ل م��ن��ه��م ش���راء‬ ‫بالتعنت واإلره����اب‪ .‬الفارق‬ ‫والجزرة‪.‬‬
‫بالمنطق‬ ‫والفلسطينيين‬ ‫نتنياهو بالمستوطنات‪ ،‬الذي‬ ‫سالحه‪.‬‬ ‫األساسي‪ ،‬أن بن جورين لم‬ ‫أك�������د م��س��ت��ش��ار‬ ‫ ‬
‫ال��ص��ه��ي��ون��ي‪ ،‬ب��األس��ط��ورة‬ ‫وصفهم بـ»إخواننا وأخواتنا‪...‬‬ ‫كما تحدث نتنياهو‬ ‫ ‬ ‫يجرؤ على وضع شروط لقيام‬ ‫األم��ن القومي اإلسرائيلي‪،‬‬
‫الصهيونية القائمة بيهودية‬ ‫الطالئع»‪.‬‬ ‫عن األزمة االقتصادية‪ ،‬حيث‬ ‫دولة فلسطينية‪ ،‬لكن نتنياهو‬ ‫ع��وزي آراد‪ ،‬أن إسرائيل قد‬
‫ت��ل��ك األرض‪ ،‬أن���ه اعتراف‬ ‫في المقابل تجمع‬ ‫ ‬ ‫ط����رح م���ش���روع «ال���س�ل�ام‬ ‫فعل‪.‬‬ ‫تفكر جدياً في ضرب إيران‪،‬‬
‫يضمن إضافة شرعية على‬ ‫م��ت��ظ��اه��رون م���ن اليمين‬ ‫االقتصادي»‪ ،‬مع الدول العربية‪،‬‬ ‫ت���ن���اول ال��خ��ط��اب األزم���ة‬ ‫وأن ذل��ك يتفق والبرنامج‬
‫كل الممارسات الصهيونية‬ ‫ال���ق���وم���ي‪ ،‬وم����ن الليكود‬ ‫وأردف‪« :‬إنني مستعد للقائهم‬ ‫االقتصادية‪ ،‬والملف اإليراني‪،‬‬ ‫االن��ت��خ��اب��ي لنتنياهو‪ ،‬وقد‬
‫الدموية في حق العرب‪ ،‬وبأثر‬ ‫أيضا‪ ،‬أم��ام الجامعة‪ ،‬ونددوا‬ ‫في أي مكان‪ ،‬في دمشق‪ ،‬في‬ ‫بينما كان الموضوع األساسي‬ ‫ذكرت «الواشنطن تايمز» أن‬
‫رجعي‪ ،‬منذ بداية االستيطان‬ ‫بالرئيس األم��ري��ك��ي‪ ،‬الذي‬ ‫الرياض‪ ،‬بل وفي القدس» كما‬ ‫ل��ل��خ��ط��اب ه���و «العملية‬ ‫إسرائيل طلبت من الواليات‬
‫في أواخر القرن التاسع عشر‪،‬‬ ‫ً‬
‫ضغطا‬ ‫اعتبره البعض يمارس‬ ‫دعا األنظمة العربية للسير‬ ‫السلمية»‪ ،‬حيث طرح نتنياهو‬ ‫ال��م��ت��ح��دة ق��ن��اب��ل مخترقة‬
‫حتى اآلن‪.‬‬ ‫على رئيس الحكومة ليقدم‬ ‫على نهج بيجن‪-‬السادات‪،‬‬ ‫ف��ك��رة «دول��ت��ي��ن لشعبين‪،‬‬ ‫للتحصينات‪ ،‬والتدريب على‬
‫االشرتاكي يوليو ‪2009‬‬ ‫¯¯‪12‬‬
‫عربى ودولي‬

‫االنتخابات اللبنانية‪....‬فاصل‪...‬ثم نعود‬


‫الرشوة االنتخابية وصلت إلى ألف دوالر للصوت‬
‫تذكر سفر ذهاب وعودة للبناني المغترب ليصوت لقوى ‪ 14‬آذار‬
‫قبول نتائجها‪ ،‬مع التحفظ على‬ ‫بتصفية المقاومة‪ ،‬بينما أعلن‬ ‫المصري ‪ ،‬لذلك عقب إعالن‬ ‫ال تتأثر باألوضاع السياسية‬ ‫أُع��ل��ن��ت م��ن��ذ أي����ام نتائج‬
‫التجاوزات‪ ،‬لكنه أكد على أن‬ ‫وزي��ر الدفاع‪ ،‬إيهود ب��اراك‪ ،‬أن‬ ‫نتائج االن��ت��خ��اب��ات‪ ،‬تجددت‬ ‫بمقدار تحكم األوزان الطائفية‬ ‫االن���ت���خ���اب���ات التشريعية‬
‫سالح المقاومة‪ ،‬موضوع خارج‬ ‫نتيجة االنتخابات ال تعني‬ ‫الفرصة لدى النظام المصري‬ ‫ف��ي��ه��ا‪ ،‬ح��ي��ث ي��ن��ص قانون‬ ‫اللبنانية‪ ،‬حيث فازت الموالة‪،‬‬
‫أي نقاش‪ ،‬كما ذكر أن األغلبية‬ ‫القضاء على ح��زب اهلل‪ ،‬وهو‬ ‫وصحافته‪ ،‬إلع�لان ابتهاجه‬ ‫االن��ت��خ��اب��ات ع��ل��ى حصص‬ ‫بـ ‪71‬مقعدا‪ ،‬مقابل‪ 57‬مقعد‬
‫البرلمانية‪ ،‬ال تعد انعكاسا على‬ ‫الهدف األهم إلسرائيل‪.‬‬ ‫بفوز الموالة‪ ،‬وال ابلغ من عنوان‬ ‫طائفية للمقاعد البرلمانية‪:‬‬ ‫للمعارضة‪ .‬تتمثل الموالة‬
‫األغلبية الشعبية‪ ،‬وهو محق‬ ‫وصفت االنتخابات‬ ‫ ‬ ‫األه���رام‪ ،‬ال��ذي استهل بعبارة‬ ‫« ‪ 27‬مقعدا للسنة‪ ،‬و‪27‬‬ ‫ف���ي م��ع��س��ك��ر ‪14‬آذار ال���ذي‬
‫في ذل��ك‪ ،‬فنتائج االنتخابات‬ ‫اللبنانية األخ��ي��رة‪ ،‬بأنها أقل‬ ‫«هزيمة حزب اهلل‪ .»....‬مثل‬ ‫ل��ل��ش��ي��ع��ة‪ ،‬و‪ 34‬ل��ل��م��وارن��ة‪،‬‬ ‫يضم سعد الحريري‪ ،‬ووليد‬
‫تعكس‪ ،‬النتيجة اإلجمالية‬ ‫االنتخابات نزاهة‪ ،‬وكانت ظاهرة‬ ‫هذه العبارات ال يمكن وصفه‬ ‫و‪ 14‬ل�لأرث��وذك��س‪ ،‬وثمانية‬ ‫جنبالط‪ ،‬األحزاب المسيحية‪:‬‬
‫لكل دائرة على حدا‪ ،‬حيث يتم‬ ‫س��م��اس��رة األص�����وات‪ ،‬خاصة‬ ‫إال بأنها مبتذل‪.‬‬ ‫للكاثوليك‪ ،‬وثمانية للدروز‪،‬‬ ‫ال��ك��ت��ائ��ب(أم��ي��ن الجميل)‪،‬‬
‫توزيع المقاعد على أساس‬ ‫ف��ي دوائ���ر الحسم‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫شهدت االنتخابات‬ ‫ ‬ ‫وخمسة لألرمن األرثوذكس‪،‬‬ ‫والقوات(سمير جعجع)‪ ،‬وقرنة‬
‫طائفي‪.‬‬ ‫وك��س��روان‪ ،‬وجبيل‪ ،‬وزحلة‪،‬‬ ‫مساندة أمريكية قوية لكتلة‬ ‫واثنان للعلويين‪ ،‬وواحد لألرمن‬ ‫شهوان‪ .‬أما المعارضة‪ ،‬فتتمثل‬
‫ك��ان��ت االنتخابات‬ ‫ ‬ ‫شديدة الفجاجة‪ ،‬عالوة على‬ ‫الموالة ‪ ،‬تمثل في زيارة وزيرة‬ ‫الكاثوليك‪ ،‬وواحد لإلنجيليين‪،‬‬ ‫في حزب اهلل‪ ،‬بزعامة حسن‬
‫اللبنانيةاألخيرةبمثابة«فاصل‪..‬‬ ‫استقدام الناخبين اللبنانيين‪،‬‬ ‫الخاريجية‪ ،‬هيالري كلينتون‪،‬‬ ‫وواحد لالقليات»‪.‬‬ ‫نصر اهلل‪ ،‬وحركة أمل‪ ،‬بزعامة‬
‫ث��م ن��ع��ود»‪ ،‬فتوزيع المقاعد‬ ‫السنة المغتربين‪ ،‬من أرجاء‬ ‫ونائب الرئيس جو بايدن‪ ،‬قبل‬ ‫كانت هناك توقعات‬ ‫ ‬ ‫نبيه بري‪ ،‬والتيار الوطنى الحر‬
‫داخل البرلمان‪ ،‬يكاد ال يتغير‪،‬‬ ‫العالم‪ ،‬وخاصة الخليج‪ ،‬وتغطية‬ ‫االنتخابات‪ ،‬كما عبر أوباما‪،‬‬ ‫بنشوب حرب جديدة‪ ،‬في حالة‬ ‫بزعامة ميشيل ع���ون‪ .‬هذا‬
‫وهو يستند إلى واقع طائفي‪،‬‬ ‫تكاليف رحلتي الذهاب والعودة‪،‬‬ ‫في خطابه األخير‪ ،‬عن عدم‬ ‫فوز المعارضة‪ ،‬بتدخل إمبريالي‬ ‫خ�لاف سليمان فرنجية في‬
‫يتناقض مع الواقع الشعبي‪،‬‬ ‫واإلق���ام���ة‪ ،‬ب��األض��اف��ة إل��ى أن‬ ‫رغبة الواليات المتحدة في فوز‬ ‫م��ب��اش��ر‪ ،‬حيث أع��ل��ن حسن‬ ‫الشمال‪ ،‬ومجموعات سنية‬
‫الذي يؤيد المعارضة والمقاومة‪.‬‬ ‫الرشوة االنتخابية وصلت مبلغ‬ ‫المعارضة‪ .‬وخالل االنتخابات‪،‬‬ ‫نصر اهلل ‪ ،‬في ‪ 25‬مايو الماضي‪،‬‬ ‫أخرى‪.‬‬
‫الموقف األمريكي ايضا لم‬ ‫ألف دوالر لكل صوت‪ .‬ويقدر‬ ‫حضر إلى بيروت‪ ،‬وزير النقل‬ ‫أن إيران على استعداد تسليح‬ ‫الغريب في األمر أن نتائج‬
‫يتغير‪ ،‬وكانت النتائج مرضية‬ ‫ع��دد المغتربين‪ ،‬ال��ذي��ن تم‬ ‫األم��ري��ك��ي‪ ،‬راي لحود ‪ ،‬وهو‬ ‫الجيش اللبناني‪ ،‬في حالة فوز‬ ‫االنتخابات الحالية لم تختلف‬
‫له‪ ،‬اما إسرائيل‪ ،‬التي شحذت‬ ‫استحضارهم حوالي بعشرين‬ ‫م��ن أص��ل لبناني‪ ،‬كمراقب‬ ‫المعارضة‪ ،‬وهو ما آثار الواليات‬ ‫تقريباً عن نتائج ‪ ،2005‬حيث فاز‬
‫سكاكينها‪ ،‬وأجرت مناورتها أثناء‬ ‫ألف صوت‪ ،‬وفي اقل تقديرات‬ ‫لالنتخابات‪ .‬وال شك أن فوز‬ ‫المتحدة وإسرائيل‪ ،‬إلى جانب‬ ‫وقتها المواالة ب ‪ 72‬نائباً مقابل‬
‫الحملة االنتخابية‪ ،‬فإن ارضاها‬ ‫بسبعة آالف صوت‪ .‬وبالطبع‬ ‫ال��م��والة‪ ،‬وب��األخ��ص‪ ،‬هزيمة‬ ‫األن��ظ��م��ة العربية الموالية‬ ‫‪ 57‬للمعارضة‪ ،‬وكأن حرب تموز‬
‫عدم فوز تحالف المعارضة‪ ،‬إال‬ ‫ف���إن ه���ذه ك��ل ه���ذه األم���وال‬ ‫ت��ح��ال��ف ال��م��ع��ارض��ة بقيادة‬ ‫لهم‪ ،‬والتي يطلق عليها «دول‬ ‫‪ 2006‬لم تندلع‪ ،‬وكأن لم تحدث‬
‫أنه ال يكفيها أقل من تصفية‬ ‫تفوح منها الرائحة السعودية‬ ‫ح��زب اهلل‪ ،‬يلقى استحساناُ‬ ‫االع���ت���دال»‪ ،‬فموقف النظام‬ ‫معارك في شوارع بيروت بين‬
‫المقاومة اللبنانية نهائيا‪ ،‬وهو‬ ‫المباركة‪.‬‬ ‫م��ن ج��ان��ب إس��رائ��ي��ل‪ ،‬التي‬ ‫المصري معروف‪ ،‬حيث يعتبر‬ ‫المعارضة وال��م��واالة في مايو‬
‫الهدف الذي اتحدت معها فيه‬ ‫ب������ع������د إع����ل����ان‬ ‫ ‬ ‫سارعت بعد إع�لان النتيجة‬ ‫المقاومة في لبنان و فلسطين‬ ‫‪ ،2008‬لعل التفسير الوحيد لبقاء‬
‫األنظمة العربية «المعتدلة»‪.‬‬ ‫االنتخابات‪ ،‬أعلن نصر اهلل‬ ‫إلى مطالبة الحكومة الجديدة‬ ‫خ��ط��راً على األم���ن القومي‬ ‫النسب كما هي‪ ،‬أنها انتخابات‬

‫في سريالنكا انتصر النظام و العنصرية أيضاً‬


‫ل���ن ي��ن��ه��ي ال��م��ش��ك��ل��ة في‬ ‫االنفصال كحل لمشاكلهم‪،‬‬ ‫بحرمان العمال من التاميل ‪-‬‬ ‫االح��ت�لال‪ ،‬فقد تم احتاللها‬ ‫مصطفى محي‬
‫سريالنكا‪ ،‬حيث أن العنف‬ ‫وتشكلت في ‪ 1976‬ما عرف‬ ‫الذين عملوا بمزارع الشاي‬ ‫م��ن ق��ب��ل البرتغاليين في‬
‫لن يجعل التاميل يتنازلون‬ ‫وقتها بحركة «نمور تحرير‬ ‫والمتواجدين في البالد منذ‬ ‫‪ ،1505‬ثم من قبل األلمان‪ ،‬ثم‬ ‫ان���ت���ه���ت ال�����ح�����رب في‬
‫عن حقوقهم المشروعة‪.‬‬ ‫التاميل» والتي تشتهر اآلن‬ ‫أكثر من ‪ 100‬سنة ‪ -‬من حقهم‬ ‫اإلمبراطورية البريطانية في‬ ‫سريالنكا‪ ،‬حيث نجح الجيش‬
‫اس���ت���خ���دام االخ��ت�لاف��ات‬ ‫باسم نمور التاميل‪.‬‬ ‫في التصويت في االنتخابات‪،‬‬ ‫‪ ،1815‬والتي قامت بجلب أعداد‬ ‫ال��س��ري�لان��ك��ي ف��ي القضاء‬
‫العرقية والدينية أم��ر دائم‬ ‫وفي ‪ 1983‬وصلت الجرائم‬ ‫ب��ح��ج��ة أن���ه���م م��واط��ن��ون‬ ‫كبيرة من التاميل من جنوب‬ ‫على نمور التاميل‪ ،‬وفي قتل‬
‫ومتكرر في السياسة القذرة‬ ‫ال��ع��ن��ص��ري��ة ض���د التاميل‬ ‫غير أصليين‪ ،‬ه��ذا باإلضافة‬ ‫الهند للعمل بمزارع الشاي‪ ،‬و‬ ‫معظم قادتها‪ ،‬بداية من زعيم‬
‫التي يتخذها المستغلون ضد‬ ‫وال��م��دع��وم��ة م��ن الحكومة‬ ‫للصعوبات التي بدأت تُفرض‬ ‫التاميل شعب له هوية قومية‬ ‫الحركة ومؤسسها فيلوبيالي‬
‫الطبقات المستغلة لتقسيم‬ ‫ه��ن��اك إل���ي ذروت���ه���ا‪ ،‬فبدأ‬ ‫على التاميل في االلتحاق‬ ‫وثقافية مختلفة عن الغالبية‬ ‫برابهاركران‪ ،‬وصو ًال إلي قادتها‬
‫هذه الطبقات وتأليبها على‬ ‫نمور التاميل في صراعهم‬ ‫بالتعليم وبالعمل الحكومي‪،‬‬ ‫السنهالية ف��ي سريالنكا‪،‬‬ ‫العسكريين‪ ،‬أكثر من ‪ 280‬ألف‬
‫بعضها البعض‪ ،‬فقد تمكنت‬ ‫المسلح من أج��ل االنفصال‬ ‫وف��ي انتخابات سنة ‪1956‬‬ ‫فالتاميل لهم لغتهم الخاصة‪،‬‬ ‫م��ن التاميل يعيشون اآلن‬
‫ال��ح��ك��وم��ة م���ن ق��ب��ل في‬ ‫بشمال ش��رق الجزيرة عن‬ ‫رك��ز ح��زب سريالنكا الحرة‬ ‫وي��دي��ن معظمهم بالديانة‬ ‫في معسكرات توصف بأنها‬
‫سريالنكا من كسر إضراب‬ ‫ال��ح��ك��وم��ة السريالنكية‪،‬‬ ‫«االش���ت���راك���ي» – أو هكذا‬ ‫الهندوسية‪.‬‬ ‫أشبه بمعسكرات االعتقال‪،‬‬
‫عمال السكك الحديدية في‬ ‫ال��ح��رب استمرت ط��وال ‪26‬‬ ‫يدعي الحزب – في دعايته‬ ‫خ��ل��ال ف���ت���رة االح���ت�ل�ال‬ ‫عدد القتلى مازال غير محدد‬
‫سنة ‪ 1912‬وذل��ك عن طريق‬ ‫عاماً‪ ،‬تحولت خاللها حركة‬ ‫االن��ت��خ��اب��ي��ة ف���ي أوس����اط‬ ‫البريطاني‪ ،‬استغلت بريطانيا‬ ‫حتى ه��ذه اللحظة‪ ،‬تقدره‬
‫بث الدعاية العنصرية بين‬ ‫نمور التاميل إلي أكبر جيش‬ ‫السنهاليين على ضرورة أن‬ ‫ذل����ك االخ���ت�ل�اف وال��ت��ن��وع‬ ‫بعض المصادر ب��ـ��ـ‪ 7000‬قتيل‬
‫العمال السنهاليين ك��ي ال‬ ‫غير نظامي تمتلكه حركة‬ ‫تصير البوذية ه��ي الديانة‬ ‫ال��ع��رق��ي‪ ،‬وت�لاع��ب��ت ب��ه كي‬ ‫وجريح‪ ،‬هذا هو الفصل األخير‬
‫ينضموا لزمالئهم التاميل‪،‬‬ ‫انفصالية‪ ،‬وتمكنت خالل هذه‬ ‫الرسمة للبالد‪ ،‬وكذلك اللغة‬ ‫تضمن استقرارها في الجزيرة‪،‬‬ ‫من قصة مأساوية ودموية‪،‬‬
‫ونجحوا ف��ي ذل��ك وكسروا‬ ‫الحرب من السيطرة الفعلية‬ ‫السنهالية‪ ،‬واألسوأ هو ما تم‬ ‫فقد أعطت بعض االمتيازات‬ ‫كثيراً ما تكررت في التاريخ‬
‫اإلضراب‪ ،‬ال فرق في هذا بين‬ ‫على الثلث الشمالي من‬ ‫بالفعل في ‪ ،1972‬عندما تم‬ ‫للطبقة الوسطي من التاميل‪،‬‬ ‫الحديث‪ ،‬فماذا عن البداية؟‬
‫مستغل أجنبي وأخر وطني‬ ‫الجزيرة‪ ،‬وتخلل هذه الحرب‬ ‫تغيير اسم البالد من سيالن‬ ‫ب���أن أعطتهم ال��ف��رص��ة في‬ ‫سريالنكا هي جزيرة كبيرة‬
‫فحكومات سيالن الوطنية‬ ‫أكثر من محاولة للتفاوض‬ ‫إل���ي سيريالنكا – االس��م‬ ‫التعليم والعمل ف��ي بعض‬ ‫تقع في المحيط الهندي في‬
‫ل���م ت���ت���ورع ع���ن استغالل‬ ‫بين الطرفين‪ ،‬ب���اءت كلها‬ ‫القريب إلي الديانة البوذية –‬ ‫الوظائف الحكومية‪ ،‬كوسيلة‬ ‫مواجهة الساحل الجنوبي‬
‫ال��دع��اي��ة العنصرية لحشد‬ ‫بالفشل‪ ،‬وتصاعدت األمور‬ ‫كما تم إعالن الديانة البوذية‬ ‫لكسب والءه���م‪ ،‬وق��د خلف‬ ‫للهند‪ ،‬يعيش فيها أغلبية‬
‫الجماهير السنهالية حولها‬ ‫ف��ي ‪ 2006‬عندما انسحبت‬ ‫ديانة رسمية للبالد‪ ،‬الحرب‬ ‫هذا م��رارة لدي السنهاليين‪،‬‬ ‫سنهالية‪ ،‬يدينون بالديانة‬
‫ضد عدو وهمي هم التاميل‬ ‫ال��ح��ك��وم��ة م��ن ات��ف��اق وقف‬ ‫العرقية أخذت منحي جديد‬ ‫أث��رت ب��دوره��ا على الحركة‬ ‫ال��ب��وذي��ة‪ ،‬وي��ت��ح��دث��ون اللغة‬
‫مثلهم في ذلك مثل االحتالل‬ ‫إطالق النار الذي تم االتفاق‬ ‫بعد هذا‪ ،‬عندما بدأت أعمال‬ ‫القومية السنهالية‪ ،‬التي‬ ‫السنهالية‪ ،‬وبها أقلية ضخمة‬
‫البريطاني‪ ،‬بقي أن نقول‬ ‫عليه في ‪ 2002‬بين الحكومة‬ ‫الشغب ضد التاميل‪ ،‬والتي‬ ‫برزت خالل القرن العشرين‪،‬‬ ‫من التاميل‪ ،‬يعيشون منذ‬
‫أن الحيلة القديمة الزالت‬ ‫والحركة‪ ،‬وعادت االشتباكات‬ ‫نتج عنها ‪ 3500‬الجئاً‪ ،‬في ذلك‬ ‫وع��ن��دم��ا تحقق االستقالل‬ ‫قرابة الــ‪ 700‬سنة‪ ،‬ويتمركزون‬
‫تستخدم حتى اآلن وبكثافة‬ ‫من جديد حتى انتهت األمور‬ ‫الوقت‪ ،‬ومعظم هذه األعمال‬ ‫لسيالن في سنة ‪ 1948‬عن‬ ‫في الشمال وعلى الساحل‬
‫ولكن في مناطق أخري من‬ ‫إلي ما هي عليه اآلن‪ .‬لكن‬ ‫ت��م��ت ب��ت��ح��ري��ض وحماية‬ ‫االحتالل البريطاني‪ ،‬قامت‬ ‫الشرقي‪ ،‬ولسريالنكا ‪ -‬التي‬
‫العالم فهل تنتبه الجماهير‬ ‫يمكنا القول أن القضاء على‬ ‫الشرطة‪ ،‬كل هذا بدأ يحفز‬ ‫الحكومة السنهالية المشكلة‬ ‫ك��ان��ت تسمي فيما مضي‬
‫إليها هذه المرة‪.‬‬ ‫جيش تحرير نمور التاميل‪،‬‬ ‫التاميل على القبول بفكرة‬ ‫من الحزب الوطني االتحادي‬ ‫س��ي�لان‪ -‬ت��اري��خ ط��وي��ل مع‬

‫‪¯¯13‬‬ ‫االشرتاكي يوليو ‪2009‬‬


‫فنون‬

‫الناس لما صوتها يعلى ‪ ...‬السينما الزم تستجيب‬


‫حوار مع الفنان خالد الصاوي‬
‫أجرى الحوار‪ :‬باهو عبد اهلل‬
‫وب��دون االرت��ك��ان لألفكار السائدة أو‬
‫النمطية‪.‬‬ ‫¯أن��ت ف��ن��ان ح��ري��ص على‬ ‫¯‬
‫أيضا‪ ،‬أن��ا رأي��ت أن الفيلمين كانوا‬ ‫التأكيد على هويته االشتراكية دائما‪،‬‬
‫عن الفقراء في مصر‪ .‬في الفيلم األول‪،‬‬ ‫هل هناك عالقة من وجهة نظرك ما‬
‫يجتمع الفقراء مع األثرياء المترفين‬ ‫بين التوجهات السياسية واإلبداع‬
‫والماجنين في الكباريه‪ ،‬الفقراء يبيعوا‬ ‫أو ما بين الموقف السياسي والعمل‬
‫واألثرياء يشتروا‪ .‬أما فيلم الفرح‪ ،‬فقد‬ ‫الفني؟‬
‫أظهر الفقراء وهم يسعون للتكافل‪،‬‬ ‫أن���ا اش��ت��راك��ي ب��اع��ت��ب��اري إنسان‬
‫وأظهر نوع االنحطاط الذي يؤدي إليه‬ ‫مناهض ومنحاز‪ ،‬وعارف إن فيه صراع‬
‫الفقر‪ .‬في الفيلمين برغم أي عيوب‬ ‫طبقي قبل ما أكون فنان‪ .‬وأنا طالب‬
‫اقتربنا من حياة الناس‪.‬‬ ‫كنت طالب اشتراكي وعندما أصبحت‬
‫¯يقول البعض أننا بصدد‬ ‫¯‬ ‫محامي ‪ ،‬أصبحت محامي اشتراكي‪.‬‬
‫م��وج��ة أف��ل�ام ال��ع��ش��وائ��ي��ات أو‬ ‫باستمرار أتغير‪ ،‬وأط��ور أفكار جديدة‪،‬‬
‫المهمشين‪ ،‬أو بلغة يسارية موجة‬ ‫داخل أفكاري االشتراكية‪ ،‬لكني حددت‬
‫أف�لام واقعية؟ ما رأي��ك في هذه‬ ‫موقفي بالمعنى البسيط لالشتراكية‪،‬‬
‫أن تكون نتيجة لبعد السينما عن‬ ‫بانتفاضة األقصى‪ .‬الجماهير جرت‪،‬‬ ‫الفكرة؟ وما هي داللتها إن صحت‬ ‫وهي إن الغالبية من المجتمع ومن‬
‫الواقع لفترة طويلة‪« .‬كنا نروح السينما‬ ‫وأنعشت النخبة السياسية‪ ،‬والنخبة‬ ‫وما داللة ظهور هذا النقد إن لم‬ ‫البشر تعاني برغم شغلها وتقديمها‬
‫نالقي نفسنا في شرم الشيخ والحياة‬ ‫السياسية والجماهير تحركت مع‬ ‫تكن صحيحة؟‬ ‫لكل ما لديها‪ ،‬وإن فيه قلة متحكمة في‬
‫لوز والبنات البسة على سنجة عشرة‬ ‫ضرب العراق‪ ،‬وكل هذا فتح المجال‬ ‫نحن لدينا مجموعة من األفكار‬ ‫مصير كل هؤالء من خالل تحكمها في‬
‫والوالد في التمام»‪.‬‬ ‫لتشكل حركة كفاية‪ ،‬األمر الذي أدى إلى‬ ‫والمصطلحات التي يقوم بتصديرها‬ ‫السلطة والثروة‪ .‬تعمقت هذه الرؤية‬
‫نحن في وقت تحوالت كبيرة‪ ،‬وهناك‬ ‫إنشاء فنانين وأدباء من أجل التغيير‪.‬‬ ‫بشكل أساسي مثقفون ينتمون لليسار‬ ‫برؤيتي لنفسي كفنان وفي الحقيقة ال‬
‫جيل يولد وال يصح مواجهته بمنطق‬ ‫وبعد ذلك بفترة قصيرة حركة لألطباء‪،‬‬ ‫التقليدي في مصر‪ ،‬مثقفون كانت فترة‬ ‫أرى تعارض ما بين المواقف السياسية‬
‫األكاديمي الجالس على الكرسي‪،‬‬ ‫وتحركات للتجار الفراخ‪ ،‬وإضرابات في‬ ‫زهوهم في الستينات والسبعينات‪.‬‬ ‫وال��ف��ن‪ ،‬بالعكس فإنني أرى أن كل‬
‫والمسؤول عن عملية التنقيح‪ .‬الزم‬ ‫المصانع‪ ،‬ونضال الفالحين للحفاظ‬ ‫يبدو لي أن هذا التيار في مجال الثقافة‬ ‫منهما يثري اآلخر‪.‬‬
‫يكون التعامل بشكل مختلف‪ ،‬يعني‬ ‫على أرض��ه��م‪ .‬ه��ل م��ن الممكن أن‬ ‫والفن واألدب‪ ،‬نظرا لبعده عن الناس‬ ‫الفن ال��ذي ال أحبه بنسبة ‪% 99‬‬
‫ندخل مع الناس ونتعجن في بعض‪،‬‬ ‫يحدث كل ذلك في المجتمع دون أن‬ ‫وبعده عن الشارع‪ ،‬لم يعد قادرا على‬ ‫يكون مناصراً لألفكار الرجعية‪ ،‬ويدعو‬
‫لكي نخرج بأشكال جديدة‪ .‬ممكن‬ ‫تظهر أفالم تعكس بشكل دقيق صادق‬ ‫مالحقة التغيرات وال��ت��ط��ورات التي‬ ‫النتصار الوجه المظلم من الدنيا‪ ،‬حيث‬
‫نفشل في أكثر من فيلم لكن التوجه‬ ‫لهذه الظواهر‪ ،‬أو بشكل مشوه‪ ،‬أو حتى‬ ‫تحدث من حوله‪ .‬وال يقوم بمراجعات‬ ‫تحكم القلة وحيث السيطرة والسطوة‬
‫للواقع في حد ذات��ه‪ ،‬باعتباره جاذب‬ ‫ساذج؟ هذه ليست موجة عشوائيات‪،‬‬ ‫حقيقية في نسق أفكاره‪ ،‬وعندما يقوم‬ ‫وحيث انعدام كال من الحرية والعدالة‬
‫للناس‪ ،‬يحمل إمكانيات‪ .‬ال أقصد تذيل‬ ‫لكن ال��ن��اس لما صوتها يعلى الزم‬ ‫بعمل مراجعات يقدم تنازالت‪ .‬فكرة‬ ‫االجتماعية‪ .‬برغم أن مساحة التعبير‬
‫الجماهير وتقديم ما هو سطحي‪ ،‬ألنه‬ ‫السينما تستجيب‪.‬‬ ‫ال��وق��وف من ال��خ��ارج والقيام بإصدار‬ ‫السياسي التي تتوفر ل��ي كشاعر‬
‫يحوز على إعجابهم ‪ ،‬لكن بالتأكيد‬ ‫على أي حال فيلم مثل الفرح ال يدور‬ ‫أحكام‪ ،‬وتسمية موجات يندرج تحت‬ ‫وكمخرج دائماً ما تكون أكبر‪ ،‬وطبعا‬
‫ليس كل الجماهير سطحية‪.‬‬ ‫في منطقة عشوائية‪ ،‬فأحداث من النوع‬ ‫بند الثرثرة‪ ،‬وليس محاولة خلق وعي‬ ‫أوضح‪ ،‬بحيث يستحيل طمسها‪ ،‬لكن‬
‫ما هي نوع األزمة التي تقوم‬ ‫ ‪-‬‬ ‫الذي يجسدها الفيلم تدور في أحياء‬ ‫إيجابي يحركنا لألمام‪.‬‬ ‫التمثيل قصة مختلفة‪ .‬فالمخرج يتحكم‬
‫هذه األف�لام « التجريبية» إن صح‬ ‫شعبية كالسيكية‪ ،‬مثل السيدة زينب‪.‬‬ ‫بفرض وجود موجة بهذا التوصيف‪،‬‬ ‫في كل العناصر بصفته مخ العمل‪،‬‬
‫التعبير بعكسها؟ وما هو نوع الحل‬ ‫م��ن ال��م�لاح��ظ م��ؤخ��را أن‬ ‫ ‪-‬‬ ‫فهل يمكن التأريخ للموجة بالبدء بفيلم‬ ‫والكاتب يضع خطة األفكار الرئيسية‬
‫الذي تقوم بطرحه؟‬ ‫مقاييس الفيلم السينمائي لدى‬ ‫«حين ميسرة» أو فيلم «هي فوضى»‪.‬‬ ‫التي يطبقها الجميع‪ ،‬ويكون الممثل‬
‫هناك أف�لام كثيرة عن الفقر مثال‬ ‫المتفرج قد اختلفت‪ .‬فلم يعد البناء‬ ‫أنا أرى أن هذا تأريخ سطحي‪ .‬ما يمكن‬ ‫ب��أدوات��ه – جسمه وصوته ووجهه ‪-‬‬
‫عمارة يعقوبيان‪ ،‬حيث عالقة الناس‬ ‫ال��درام��ي‪ ،‬وحبكة القصة عناصر‬ ‫أن أقوله أنه قد أصبح لدينا مجموعة‬ ‫جندي في هذه الكتيبة‪.‬‬
‫اللي فوق بالناس اللي تحت‪ ،‬وواحد‬ ‫مهمة‪ ،‬وحل محلها ما يمكن تسميته‬ ‫من األف�لام المتحدية‪ ،‬التي ظهرت‬ ‫رأيي إن الممثل صاحب الموقف ال‬
‫ص��ف��ر‪ ،‬وح��ي��ن ميسرة وه��ي فوضى‬ ‫بالعنصر التسجيلي‪ .‬فالمتفرج يقيم‬ ‫مبدئيا مع فيلم عمارة يعقوبيان‪ .‬أين‬ ‫يكون اختياره للقيام بعمل بناء على‬
‫وكباريه والفرح‪ .‬لكن كل مخرج يفهم‬ ‫فيلم الفرح بناءاً على م��دى دقته‬ ‫تحليل كل من يتكلمون اليوم عن‬ ‫أسباب فنية فحسب‪ ،‬لكن بناء على‬
‫الفقر‪ ،‬ويعكس الفقر‪ ،‬وحلول الفقر‬ ‫في تجسيد الفرح الشعبي‪ ،‬بكافة‬ ‫الموجة الطويلة من األفالم الخفيفة‪،‬‬ ‫اإلطار الفكري الذي يقوم العمل الفني‬
‫بطريقته‪ ،‬لكن جميعهم يقول أنهم‬ ‫جوانبه‪ ،‬ويقيم فيلم دكان شحاتة‬ ‫التي استمرت حوالي ‪ 10‬أو ‪ 15‬سنة‪،‬‬ ‫بخدمته‪ .‬للتوضيح‪ ،‬ال يمكن أن يوافق‬
‫يريد الدخول إلى هذه المنطقة‪.‬‬ ‫بكم المشاهد‪ ،‬التي تجسد معاناة‬ ‫م��ن فيلم «اسماعيلية راي��ح جاي»‬ ‫فنان مناصر للعدل على القيام بعمل‬
‫ن��ق��ط��ة أخ����رى ال��ف��ق��ر ل��ي��س من‬ ‫الناس‪ ،‬من نوع جراكن الماء‪ ،‬وطابور‬ ‫وحتى فيلم «عمارة يعقوبيان»؟ لماذا‬ ‫يقلل من شأن المرأة أو يروج لفكرة «‬
‫الموضوعات التي يمكن الدخول فيها‬ ‫العيش‪ ،‬وشهداء بني سوي‪،‬ف وغيره‬ ‫لم يعطني أي من هؤالء سبب لنجاح‬ ‫الست ما بتتعدلش إال أما تتضرب»‪.‬‬
‫بمنطق التهريج ألن��ه «حيتفقس»‪.‬‬ ‫من المشاهد‪ ،‬التي ال نتجاوز إن قلنا‬ ‫فيلم مثل اللمبي؟ لماذا ام يخبرني‬ ‫األف�لام ممكن تلعب دور في تجميل‬
‫كم كبير من الجمهور إما فقير أو من‬ ‫أنها خارج السياق الدرامي تماماً‪.‬‬ ‫بالذي لمسه لدى الناس؟ ولماذا لم‬ ‫ه��ذه األف��ك��ار الرجعية‪ ،‬وأن��ا أض��ع خط‬
‫أصول فقيرة أو مأزوم بشكل ما‪ .‬هذه‬ ‫حتى فيلم مثل إبراهيم األبيض‬ ‫يوفر أيا من هؤالء إحصائية عن األفالم‬ ‫أحمر أساوي فيه ما بين المبتذل فنياً‬
‫النقطة مهمة للتأكيد على أن��ه من‬ ‫ينحصر الجدل حوله‪ ،‬في ما إذا كان‬ ‫الناجحة‪ ،‬حتى تساعد على الفهم؟‬ ‫والرجعي فكرياً‪.‬‬
‫غير الممكن أن يكون هناك موجة‬ ‫العنف في العشوائيات قد وصل إلى‬ ‫كل الكالم الدائر حالياً سطحي‪ ،‬من‬ ‫¯إلى أي مدى يمكنك أن تقول‬ ‫¯‬
‫أف�لام الفقر على غ��رار موجة أفالم‬ ‫المدى الذي جسده الفيلم أم أن فريق‬ ‫وجهة نظري‪ ،‬فالموجات في السينما‬ ‫أن توجهاتك الفكرية والسياسية‬
‫المصايف‪ .‬الفقر له خصوصية تمنع‬ ‫العمل يتجنى على الناس؟ سؤالي‬ ‫المصرية ترجع في األص��ل لمشكلة‬ ‫انعكست ف��ي أف�لام��ك األخيرة‪،‬‬
‫«استغباء» الناس‪ .‬من يتكلم عن الفقر‬ ‫هو‪ :‬كيف ترى مثل هذا التغير؟ هل‬ ‫هيكلية في اإلنتاج‪ ،‬بمعنى أن المنتج ال‬ ‫وبالتحديد فيلم الفرح‪ ،‬وربما أيضا‬
‫أو المناطق العشوائية أو األحياء الفقيرة‬ ‫هو إيجابي أم سلبي من وجهة نظرك‬ ‫يغامر من ناحية‪ ،‬وال يخلق أصول صناعة‬ ‫فيلم كباريه كجزء من الثالثية؟‬
‫أو اإلض��راب��ات واالعتصامات بمنطق‬ ‫كفنان وصاحب مواقف سياسية؟‬ ‫السينما في مصر من ناحية أخرى‪.‬‬ ‫هناك منطق جماعي حكم هاذين‬
‫المتاجرة مكشوف ال محالة‪ ،‬إن لم‬ ‫وجهة نظري هي أن هذه العناصر‬ ‫فالخام غالي والكاميرات من برة‪ .‬ولكي‬ ‫الفيلمين أو التجربتين أتاحت لي‪،‬‬
‫يكن هذا العام ففي العام المقبل‪.‬‬ ‫متغيرة‪ ،‬وعلينا اإلنصات لما يريده الناس‬ ‫يتم ضغط التكاليف وضمان الربح يلجأ‬ ‫ولغيري طبعا‪ ،‬في مرحلة التحضير‬
‫هو عضو فيها ألجل دعم فوز أحد‬ ‫ليس بمنطق خدمة التوصيل للمنازل‪.‬‬ ‫المنتجون للعمل على األفكار الرائجة‬ ‫مساحة من المناقشة مع المؤلف أحمد‬
‫المرشحين ضد مرشحين آخرين‪،‬‬ ‫هناك نماذج كثيرة في التاريخ الفني‬ ‫فالفيلم الناجح يصنع مثله‪.‬‬ ‫عبد اهلل‪ ،‬بحيث تمكنا من البناء على‬
‫بكل أسف فإن المثقفين المصريين‬ ‫كسرت ال��درام��ا على سبيل المثال؟‬ ‫ن��رج��ع ل��ل��س��ؤال ه��ل ه���ذه موجة‬ ‫مساحة التقارب ما بيننا خطوة بخطوة‪.‬‬
‫أصابهم ما أصاب البلد من تردي‪ ،‬ولم‬ ‫بريخت كسر الدراما لصالح الشكل‬ ‫عشوائيات‪ ،‬من وجهة نظري ال‪ .‬هناك‬ ‫فأنا أرى أن االشتراكي الجذري هو من‬
‫يعد يعني الكثير منهم سوي (المرمغه‬ ‫الملحمي‪ ،‬وبيتر فايس كسرها لصالح‬ ‫حركة اجتماعية صاعدة في العالم‬ ‫لديه استعداد للعمل مع اآلخرين‪ ،‬ومن‬
‫في تراب ميري وزارة الثقاف‬ ‫الشكل التسجيلي‪ .‬ه��ذه إرهاصات‪،‬‬ ‫منذ سنة ‪ ،99‬في مواجهة الرأسمالية‬ ‫خالل المنطق والتجربة‪ ،‬يسعى لطرح‬
‫خطوة لألمام أو شعلة‪ .‬ومن الممكن‬ ‫العالمية‪ ،‬وفي مصر من سنة ‪ ،2000‬انفعاال‬ ‫التساؤالت‪ ،‬وتعميق األفكار بالتدريج‪،‬‬

‫االشرتاكي يوليو ‪2009‬‬ ‫¯¯‪14‬‬


‫كتب ومكتبات‬

‫عُمر في المنفى‬
‫مذكرات عبد القادر ياسين‬
‫اسالم عبد الظاهر‬
‫وغير من الكتاب لمؤامرات‬ ‫ع��م��ل��ة‪ ,‬وال��ض��رب��ات األمنية‬
‫اعتقال وترحيل م��ن مصر‪،‬‬ ‫التي وجهت للحزب‪ ,‬ونقاط‬
‫أكثر من مرة‪ ,‬نتيجة تصديهم‬ ‫الضعف و القوة داخله‪ ،‬وثم‬ ‫ال يعد «عمر في المنفى»‪،‬‬
‫‪ ,‬لسياسات فتح التخريبية‪.‬‬ ‫تحدث عن االنشقاق الذي‬ ‫سيرة ذاتية للمفكر‪ ،‬والمؤرخ‪،‬‬
‫ويلقي ياسين الكثير من‬ ‫عانى منه الحزب ‪ ,‬ثم تناول‬ ‫وال��س��ي��اس��ي الماركسي‬
‫ال����ض����وء ع���ل���ى شخصية‬ ‫محاوالت التوحيد مرة أخرى‪,‬‬ ‫الفلسطيني ع��ب��د ال��ق��ادر‬
‫ع��رف��ات‪ ،‬ومنها م��دى عداءه‬ ‫ويعد هذا الجزء تأريخ للحركة‬ ‫ياسين‪ ،‬فحسب‪ ،‬بل شهادة‬
‫للمثقفين‪ ,‬حيث كان يطلق‬ ‫الشيوعية في القطاع‪ ،‬الذي‬ ‫على تاريخ حافل من عمر هذا‬
‫على اجتماعاتهم «جلسات‬ ‫تناوله الكاتب ب��ش��يء من‬ ‫الوطن‪ ،‬وتاريخ قضيته‪ ،‬وتاريخ‬
‫التحشيش الفكري»‪ .‬وفي‬ ‫التفصيل في كتابه‪« ،‬حزب‬ ‫القوى السياسية‪ ،‬التي تفاعل‬
‫ثنايا الكتاب يوجد اتهام‪ ،‬له ما‬ ‫شيوعي ظهره للحائط»‪.‬‬ ‫معها الكاتب‪ ،‬طوال أكثر من‬
‫يبرره‪ ،‬لعرفات بأنه وراء اغتيال‬ ‫ستين عاماً‪ ،‬من عمره‪ ،‬ومن‬
‫الفنان «ناجي العلي»‪ ،‬وليس‬ ‫عمر القضية‪.‬‬
‫إسرائيل‪.‬‬ ‫قرأت الفاتحة مع انضمامي‬ ‫يتكون الكتاب من‬ ‫ ‬
‫وف����ي أح����د فصول‬ ‫ ‬ ‫للحزب الشيوعي‬ ‫‪18‬ف���ص�ل�ا‪ ,‬غ��ي��ر مرتبطين‬
‫ً‬
‫الكتاب يتناول ياسين الحصار‬ ‫ب��ت��س��ل��س��ل زم���ن���ي ج��ام��د‪,‬‬
‫اإلس��رائ��ي��ل��ي للمقاومة في‬ ‫يتعرض من خاللهم الكاتب‬
‫بيروت والصمود األسطوري‬ ‫ثم ينتقل ياسين‪,‬‬ ‫ ‬ ‫‪ ,‬ألهم األحداث السياسية و‬
‫لها‪ ,‬متضمن س���رده‪ ,‬لكثير‬ ‫للحديث عن فترة مهمة ‪ ,‬من‬ ‫االجتماعية في فلسطين‪،‬‬
‫من األحداث والمفارقات التي‬ ‫تاريخ اليسار العربي ككل ‪,‬‬ ‫من خالل تجربته الشخصية‪،‬‬
‫حدثت في كواليس المعركة‪.‬‬ ‫وهى فترة االختالف بين عبد‬ ‫وخ��ص��وص�اً بعد نكبة ‪,1948‬‬
‫ويلقي الكاتب ال��ض��وء على‬ ‫الناصر وعبد الكريم قاسم‪،‬‬ ‫حيث بدأت المذكرات بصورة‬
‫تجربة «فتح االنتفاضة»‪ ،‬سواء‬ ‫حول صيغة الوحدة بين مصر‬ ‫عن أوضاع الفلسطينيين بعد‬
‫النشوء وال��ب��زوغ واإلخ��ف��اق ‪,‬‬ ‫وسوريا والعراق‪ ,‬وما تبعها من‬ ‫النكبة‪ ,‬في مصر وقطاع غزة‪،‬‬
‫وكل عامل وأسبابه وحيثياته‪.‬‬ ‫اضطهاد للشيوعيين‪ ،‬والزج‬ ‫حيث عاش الكاتب طفولته‪,‬‬
‫االش��ت��راك��ي��ة ‪ ,‬كما يتحدث‬ ‫اإلن��ت��اج الفكري والتأريخ ياسين في سوريا في عام ‪،1990‬‬ ‫بهم في المعتقالت‪ ,‬حيث‬ ‫وأي��ض�اً التيارات السياسية‬
‫ع��ن ال��غ��م��وض ال���ذي أحيط‬ ‫بهدف تدريب أشخاص على‬ ‫أعتقل الكاتب في تلك الفترة ‪,‬‬ ‫ال��م��خ��ت��ل��ف��ة‪ ,‬ف��ي غ����زة‪ ,‬من‬
‫بالفكر االش��ت��راك��ي‪ ،‬وعدم‬ ‫الكتابة الصحفية والسياسة‪،‬‬ ‫في معتقل الواحات‪ ,‬وفي هذا‬ ‫القوميين العرب‪ ،‬واألخ��وان ‪،‬‬
‫النجاح في تبسيطه للناس‬ ‫في السجن‪ ،‬لم يكن يسمح وكذلك التاريخية‪ ،‬وبالفعل‬ ‫الجزء عرض لجزء من تجربة‬ ‫والشيوعيين‪ ,‬وكيفية تعامل‬
‫باعتباره لعب دور في انتشار‬ ‫للمعتقل بقراءة رسائل أهله‪ ،‬نجحت التجربة في سوريا‪،‬‬ ‫االعتقال‪ ،‬كما عرض التيارات‬ ‫ك��ل م��ن��ه��م ‪ ,‬م��ع األزم����ات‬
‫تلك المقوالت المغلوطة‪ .‬في‬ ‫مما دفعه لتكرارها في مصر‪،‬‬ ‫إال إذا كانت تدعوه لتخلي‬ ‫ال��س��ي��اس��ة ل��ل��ي��س��ار داخ���ل‬ ‫والقضايا التي ط��رأت على‬
‫ه��ذا الفصل يتناول ياسين‬ ‫بعد استقراره في مصر‪ ،‬في‬ ‫عن أفكاره‪ ،‬أو تحوي طلب‬ ‫المعتقل‪ ,‬ورؤيتهم المختلفة‬ ‫الفلسطينيين بعد النكبة‪.‬‬
‫أف��ك��اره ع��ن ع�لاق��ة القومية‬ ‫منتصف التسعينات‪ ،‬وكان‬ ‫تطليق زوجته‪ ،‬أو خبر وفاة‪.‬‬ ‫للعديد م��ن القضايا الهامة‬ ‫بداية الوعي والنضال‬
‫باالشتراكية‪ ،‬كما ينتقد الكثير‬ ‫نصيبها النجاح‪ ،‬حيث تخرج‬ ‫في هذا الوقت‪ ،‬منها رؤيتهم‬ ‫كانت نقطة التحول‬ ‫ ‬
‫من ممارسات الشيوعيين‬ ‫منها عدد الكبير من الباحثين‬ ‫لنظام حكم عبد الناصر‪.‬‬ ‫الرئيسية ‪ ,‬في حياة ياسين‬
‫العرب‪.‬‬ ‫ال��ج��ادي��ن‪ ،‬كما نجحت في‬ ‫في مواجهة السلطات‬ ‫‪ ,‬ان��ت��ف��اض��ة م�������ارس‪، 1955‬‬
‫وأخ����ي����راً يتحدث‬ ‫ ‬ ‫إنتاج أكثر من عشر كتب عن‬ ‫للقضية‬ ‫ثم يتناول ياسين محاوالته‬ ‫عشية االعتداءات العسكرية‬
‫ي��اس��ي��ن ع��ن أزم���ة اليسار‬ ‫ال��ك��ت��اب م��ل��يء بخبرات القضية الفلسطينية‪ ،‬وعن‬ ‫إلع������ادة ت��ش��غ��ي��ل ال��ح��زب‬ ‫اإلس��رائ��ي��ل��ي��ة على القطاع‪،‬‬
‫العربي‪ ,‬في الوقت الذي يشهد‬ ‫وت���ج���ارب إن��س��ان مناضل‪ ،‬المقاومة‪ ،‬وعن الحرب على‬ ‫الشيوعي قبل ح���رب‪,1967‬‬ ‫حيث ت��ق��دم ياسين طالب‬
‫فيه العالم‪ ,‬نهوضاً لليسار في‬ ‫ب���ح���ق‪ ،‬م��ن��ذ ب���داي���ة تفتح ال��ع��راق‪ ،‬وح��رب لبنان ‪،2006‬‬ ‫ثم يعرض للحرب واالحتالل‬ ‫الصف الثاني في المدرسة‬
‫أمريكا الجنوبية‪ ,‬وأوربا‪ ,‬ويرى‬ ‫وعيه السياسي‪ ،‬ثم نضاله وغيرها‪.‬‬ ‫اإلسرائيلي ورد فعل القوى‬ ‫ال��ث��ان��وي��ة ص��ف��وف زمالئه‬
‫أن الخروج من تلك األزمة‪,‬‬ ‫أم�����ا ع����ن ح��ي��ات��ه‬ ‫السياسي‪ ،‬تجارب االعتقال ‬ ‫ال��س��ي��اس��ي��ة المختلفة في‬ ‫الطالب‪ ،‬وهتف «ال توطين و‬
‫يتطلب مراجعة نقدية جسورة‬ ‫المتكرر‪ ،‬الترحيل م��ن بلد الشخصية‪ ,‬فلها نصيب أقل‬ ‫قطاع‪ ,‬ثم يتناول الدور الذي‬ ‫ال إسكان يا عمالء األمريكان»‪،‬‬
‫لتاريخ اليسار العربي بشكل‬ ‫إل��ى أخ��رى‪ ،‬من القاهرة‪،‬إلى م��ن ال��ح��دي��ث‪ ،‬حيث يروى‬ ‫لعبه الحزب في تشكيل قيام‬ ‫ودخل في مواجهات كالمية‬
‫ع���ام والفلسطيني بشكل‬ ‫دمشق‪ ،‬من عمان إلى بغداد‪ ،‬قصة زواجه الطريفة‪ ,‬وحياته‬ ‫جبهة متحدة بين مختلف‬ ‫مع إدارة المدرسة واألم��ن‪ ،‬و‬
‫خاص‪ ,‬والتخلي عن الجمود‬ ‫وف��ي ال��م��ذك��رات استعراض األس��ري��ة ‪ ,‬وتأثرها بطبيعة‬ ‫التيارات في القطاع‪ ،‬لمواجهة‬ ‫خرجت مظاهرة من المدرسة‪،‬‬
‫الفكري والنظري والتنظيمي‬ ‫أله���م ال��ك��ت��ب وال���دراس���ات‪ ،‬ال��ح��ال بنضاله السياسي‪،‬‬ ‫ال��ع��دوان‪ ,‬كانت مثا ًال فريداً‬ ‫كانت بداية االنتفاضة‪ ،‬التي‬
‫‪ ,‬واستيعاب خصوصية الوطن‬ ‫التي عكف عليها‪ ،‬والظروف وال��م�لاح��ق��ات المتتالية له‬ ‫للعمل الفدائي والسياسي‬ ‫استمرت ثالث أيام متوالية‪،‬‬
‫العربي الفكرية والثقافية‪.‬‬ ‫التي رافقت نشرها‪ ،‬بداية م��ن قبل ال��ن��ظ��ام المصري‪،‬‬ ‫ال��ف��ل��س��ط��ي��ن��ي‪ ,‬م���ن داخ���ل‬ ‫من أقصى القطاع إلى أقصى‬
‫أخ��ي��راً‪ ,‬ال يمكن أن‬ ‫ ‬ ‫م��ن ك��ت��اب «ك��ف��اح الشعب واإلسرائيليين‪ ،‬ورجال عرفات‪،‬‬ ‫األرض المحتلة ‪ ,‬مع وجود‬ ‫ال��ق��ط��اع‪ ،‬وت��ع��رض ياسين‬
‫نصف «عُمراً في المنفى»‪,‬‬ ‫الفلسطيني قبل العام ‪ »1948‬وك��ي��ف ك��ان ص��م��ود زوجته‪,‬‬ ‫القيادة بالداخل أيضاً‪.‬‬ ‫لالعتقال بسبب الذي لعبه‬
‫لا ذا قيمة‬ ‫إال باعتباره ع��م� ً‬ ‫‪ ،‬هذا الكتاب الرائد في التأريخ ناصرية التوجه‪ ،‬في المذكرات‬ ‫ي��ت��ن��اول الكاتب‪،‬‬ ‫ ‬ ‫في االنتفاضة‪ ,‬وفي المذكرات‬
‫تاريخية ك��ب��ي��رة‪ ,‬م��ن جهة‬ ‫للقضية الفلسطينية من يصور ياسين زواجه في صورة‬ ‫بداية من الفصل السادس‪،‬‬ ‫ذكر ياسين أحداث تفصيلية‬
‫ت��ن��اول��ه ال��ت��اري��خ السياسي‬ ‫منظور طبقي‪ ،‬مرورا بالعديد تحالف دام ألكثر من أربعين‬ ‫صراعات الفصائل فلسطينية‪,‬‬ ‫هامة ت��ؤرخ لتلك االنتفاضة‪،‬‬
‫ل��ف��ل��س��ط��ي��ن ب��ش��ك��ل ع���ام‪,‬‬ ‫م��ن ال��ك��ت��اب��ات السياسية‪ ،‬عاماً‪.‬‬ ‫ومحاوالت فتح السيطرة على‬ ‫التي دفعت عبد الناصر لتغيير‬
‫واليسار الفلسطيني بشكل‬ ‫ي�����أت�����ي ال���ف���ص���ل‬ ‫والتاريخية‪« ،‬ت��اري��خ الطبقة ‬ ‫منظمة التحرير الفلسطينية‪,‬‬ ‫سياسته ت��ج��اه فلسطين‪،‬‬
‫خ���اص‪ ,‬م��ن خ�ل�ال تجربة‬ ‫العاملة الفلسطينية»‪« ،‬شبهات األخ��ي��ر ب��ع��ن��وان حين قصر‬ ‫وتصفية واحتواء التنظيمات‬ ‫ومنها تبنيه للعمل الفدائي‪,‬‬
‫ح��ي��ة وم��ع��اص��رة‪ ,‬ألك��ث��ر من‬ ‫ح��ول ال��ث��ورة الفلسطينية»‪ ،‬الشيوعيين العرب‪ ,‬ويتعرض‬ ‫األخ�����رى‪ ,‬وه���و م���ا أستمر‬ ‫الذي ألحق بالعدو الصهيوني‬
‫خمسين عاماً متصلة بالعمل‬ ‫«فكر اليسار المصري والقضية فيه للعديد من اإلشكاليات‬ ‫ف��ي لبنان بعد ذل��ك‪ ,‬حيث‬ ‫ال خالل بضع‬ ‫حوالي ‪ 1400‬قتي ً‬
‫ال��س��ي��اس��ي‪ ,‬ك���ان صاحب‬ ‫ال��ف��ل��س��ط��ي��ن��ي��ة»‪« ،‬تجربة وال��ق��ض��اي��ا وال��م��ق��والت التي‬ ‫محاوالت اإلقصاء والتطويع‬ ‫أسابيع‪.‬‬
‫المذكرات فيها ج��زء نسيج‬ ‫الجبهة المتحدة في قطاع ارتبطت بالفكر االشتراكي‪،‬‬ ‫‪ ,‬لكافة مؤسسات منظمة‬ ‫ث���م ج����اء التحاق‬ ‫ ‬
‫األح�����داث‪ ،‬وف���ي المذكرات‬ ‫غ��زة»‪« ،‬مجتمع االنتفاضة»‪ ،‬ل��ف��ت��رة م��ن ال��زم��ن‪ ,‬و منها‬ ‫التحرير الفلسطينية‪ ,‬مثل‬ ‫الكاتب بالحزب الشيوعي‬
‫ي��روي ويحلل األح���داث‪ ،‬كما‬ ‫مقولة «أن االشتراكية فكرة‬ ‫«حماس»‪ ،‬والعديد غيرها‪.‬‬ ‫ات��ح��اد الكتاب والصحفيين‬ ‫الفلسطيني في ع��ام ‪,1955‬‬
‫يفشي الكثير من األس��رار‪،‬‬ ‫ي��ع��رض ال��ك��ات��ب لتجربة مستوردة وال تصلح للعالم‬ ‫الفلسطينيين‪ ،‬ال���ذي لعب‬ ‫حيث قدم المؤلف تصوراً عن‬
‫والمعلومات‪ ،‬ويدخل كعادته‬ ‫رائ���دة‪ ،‬ف��ي العالم العربي‪ ،‬العربي»‪ ,‬و»إل��ص��اق اإللحاد‬ ‫ف��ي��ه ي��اس��ي��ن دوراً مقاوماً‬ ‫العمل السياسي بالقطاع ‪ ,‬في‬
‫ف��ي م��واج��ه��ات سياسية‪ ،‬ال‬ ‫وهي تجربة «الورشة»‪ ،‬تلك باالشتراكية»‪ ,‬وغيرها من‬ ‫ل��س��ي��اس��ات أب���و ع��م��ار‪ .‬مما‬ ‫تلك الفترة‪ ،‬و سرد تفاصيل‬
‫يخشى إال ضميره‪.‬‬ ‫التجربة التي بدأها عبد القادر المقوالت التي أطلقها أعداء‬ ‫ع��رض عبد ال��ق��ادر ياسين‪،‬‬ ‫تاريخية عن الحزب وكيفية‬

‫‪¯¯15‬‬ ‫االشرتاكي يوليو ‪2009‬‬


‫يوليو ‪2009‬‬
‫نشرة غري دورية يصدرها‬
‫مركز الدراسات االشرتاكية‬
‫صوت التيار االشرتاكي الثوري‬
‫قاعة ناصر تاريخ من التصدي إلسرائيل وحاضر يرحب بسفيرها‬ ‫يف مصر تتلخص أسس االشرتاكية‬
‫التي نتبناها يف‪:‬‬
‫• النظام الرأسمالي مبني على‬
‫مصطفى بسيوني‬
‫الرأسماليني‬ ‫ثروة‬ ‫االستغالل‪:‬‬
‫مصدرها عرق العمال‪ ،‬والفقر مصدره‬
‫وسط ضجيج زي��ارة أوباما للقاهرة ‪،‬‬ ‫سيطرة النظام القائم على أولوية‬
‫وعلي ألحان خطابه للعالم االسالمي‬ ‫األرباح على البشر‪.‬‬
‫كان سفير اسرائيل يدخل للمرة األولي‬
‫قاعة ناصر بجامعة القاهرة في سابقة‬ ‫• إصالح الرأسمالية مستحيل‪:‬‬
‫لم يلتفت الي مغزاها أحد ‪.‬‬ ‫الليربالية الجديدة قضت على‬
‫ع��ش��رات األم���ت���ار ف��ق��ط ه��ي تلك‬ ‫الجزئي‪،‬‬ ‫اإلصالح‬ ‫إمكانية‬
‫المساحة الفاصلة بين قاعة ناصر بجامعة‬ ‫والرأسمالية املعاصرة املأزومة ال‬
‫القاهرة والسفارة االسرائيلية علي النيل‬ ‫تقدم إصالحات بل ترفع معدالت‬
‫‪ ،‬ولكن علي مدي أكثر من ربع قرن‬
‫النهب‪.‬‬
‫لم يجرأ أبدا أي سفير اسرائيلي علي‬
‫اجتياز تلك األمتار للوصول الي القاعة‬ ‫• الثورة الجماهريية ضرورية‪:‬‬
‫التي فصلها دائما عن التطبيع مع العدو‬ ‫التغيري املنشود ال يمكن أن يتم‬
‫الصهيوني تاريخيا من النضال الطالبي‬ ‫بيد أقلية‪ ،‬بل بالنضال الجماهريي‬
‫ضد الصهيونية واالستعمار‪.‬‬ ‫الجماعي الديمقراطي‪.‬‬
‫لم تمثل تلك القاعة مجرد مكان‬
‫للمؤتمرات واللقاءات الرسمية ‪ ،‬بل‬ ‫• الطبقة العاملة هي الطبقة‬
‫وقيادات طالبية مطالبين بوقف الحرب‬ ‫ق��وات األم��ن أيضا بنفس الوحشية‬ ‫مثلت دائ��م��ا ذروة الحركة الطالبية‬ ‫القائدة‪ :‬الطبقة الوحيدة القادرة على‬
‫االميريكية وسحب القوات المصرية‬ ‫وس��ارع��ت ال��ي إزال��ة آث��اره من ميدان‬ ‫وش��ه��دت ل��ح��ظ��ات ع��ن��ف��وان النضال‬ ‫قيادة املظلومني إىل النصر هي الطبقة‬
‫فورا ‪.‬‬ ‫الكعكة الحجرية قبل شروق الشمس‪.‬‬ ‫الطالبي‪.‬‬ ‫العاملة‪ ،‬التي تضم كل العاملني بأجر‬
‫لم يخلف القمع موعدة –كما جلرت‬ ‫لم تكن تلك المرة الوحيدة التي‬ ‫في يناير ‪ 1972‬بعد انقضاء ما أسماه‬ ‫الخاضعني الستغالل وسلطة رأس‬
‫ال��ع��ادة – فاطلقت ق��وات االم��ن الغاز‬ ‫اقتحم فيها الطالب قاعة ناصر ‪ ،‬فبعد‬ ‫السادات بعام الحسم دون اتخاذ أي‬
‫المسيل ل��ل��دم��وع على التظاهرات‬ ‫أقل من عشرين عاما كانت قاعة ناصر‬ ‫خطوات جدية باتجاه تحرير سيناء‬ ‫املال‪.‬‬
‫الطالبية داخل الجامعة ‪,‬فاتسع الغضب‬ ‫علي موعد مع نضال الطالب ‪ ،‬ففي‬ ‫‪ ،‬ألتقي أحمد كمال أب��و المجد وزير‬ ‫• الدولة العمالية هي الهدف‪:‬‬
‫الطالبى وارتفعت وتيرة التظاهرات فى‬ ‫فجر ‪16‬يناير ‪ 1991‬أطلقت أمريكا حربها‬ ‫الشباب ساعتها بالطالب ف��ي كلية‬ ‫الدولة التي نرتضيها دولة ال‬
‫االيام الالحقة ‪.‬‬ ‫في الخليج تحت ستار تحرير الكويت‬ ‫الهندسة بجامعة القاهرة ‪ ،‬وعندما سأله‬ ‫يحكمها الرأسماليون أو ممثلوهم‪،‬‬
‫ففى اليوم التالى احتشدت اعداد اكبر‬ ‫ما أسمته «عاصفة الصحراء» تكونت‬ ‫الطالب عن تحرير سيناء وع��ن عام‬ ‫وإنما دولة يقرر فيها الكادحون‪ ،‬من‬
‫من الطالب و طافت التظاهرات ارجاء‬ ‫لجنة طالبية لالحتجاج علي الحرب‬ ‫الحسم الذي انقضي أخبرهم أنه مجرد‬
‫الجامعة وام��ت��دت للمدينة الجامعية‬ ‫والمطالبة بسحب القوات المصرية من‬ ‫«بوسطجي» ينقل اليهم كالم القيادة‬ ‫خالل مجالسهم القاعدية املنتخبة‪،‬‬
‫حيث سقط الطالب خالد الوقاد شهيدا‬ ‫حفر الباطن بالسعودية والتي كان نظام‬ ‫السياسية ‪ ،‬ساعتها ردت عليه سهام‬ ‫مصريهم ومستقبلهم‪.‬‬
‫باصابة احدثتها قنبلة مسيلة للدموع‬ ‫مبارك أرسلها لدعم الحرب األمريكية‬ ‫صبري القائدة الطالبية آنذاك قائلة (روح‬ ‫• الثورة تحرر كل املضطهدين‪:‬‬
‫فى رأسة ‪.‬‬ ‫في مقابل اسقاط الديون العسكرية‬ ‫وأبعتلنا الرئيس نكلمه) ‪ ،‬تحول المؤتمر‬ ‫الثورة العمالية تحرير شامل من‬
‫اتجهت تظاهرة ضحمة وقتها لقاعة‬ ‫علي مصر واب��رام اتفاقية مع صندوق‬ ‫المنعقد في كلية الهندسة ساعتها الي‬
‫االضطهاد القومي والعرقي والديني‬
‫ناصر واقتحمتها وعقدت فيها مؤتمرا‬ ‫النقد الدولي ‪ ،‬لعبت الهيمنة االعالمية‬ ‫اعتصام طالبي يطالب القيادة السياسية‬
‫مناهضا للحرب ‪,‬طالب خاللة الشباب‬ ‫لوسائل االع�لام الرسمي ومالبسات‬ ‫بالقيام بالقيام بمسئوليته تجاه تحرير‬ ‫والجنسي‪.‬‬
‫الغاضب بالتحقيق مع المسئولين عن‬ ‫العرب التي جري تصويرها علي أنها‬ ‫سيناء من االحتالل الصهيوني ‪ ،‬وبعد‬ ‫• ال توجد اشرتاكية يف بلد واحد‪:‬‬
‫القمع وانتهاك الحرم الجامعى ‪.‬‬ ‫عملية تحرير نظيفة للعراق تحت مظلة‬ ‫ثالثة أيام من االعتصام بكلية الهندسة‬ ‫النظام الرأسمالي سلسلة واحدة‬
‫لم تتوقف التظاهرات التى استمرت‬ ‫دولية وعربية وليست حرب استعمارية‬ ‫انتقل االعتصام الي قاعة ناصر بالحرم‬ ‫البد من تحطيمها كلها‪ ،‬واألممية‬
‫الربعة ايام متواصلة االبنهاية الحرب‬ ‫امريكية دوراً هاما في تشويش الحركة‬ ‫الجامعي وانضمت اليه اعتصامات‬
‫الثورية هي الرد على مخططات‬
‫وق��اوم��ت بطولتها ك��ل القمع ضدها‬ ‫خاصة طوال فترة القصف الجوي التي‬ ‫أخ��ري م��ن الكليات وام��ت�لأت القاعة‬
‫‪,‬واشتبك الطالب خاللها مباشرة مع‬ ‫استمرت أكثر من شهر علي الكويت‬ ‫باعتصام ال��ط�لاب وت��ك��ون��ت اللجنة‬ ‫مجالس إدارة العالم يف قمة الثمانية‬
‫قوات االمن على اسوار الجامعة وفى‬ ‫والعراق ‪ ،‬ولم تكن هناك سوي أصوات‬ ‫الوطنية للطالب تم فيها تمثيل الكليات‬ ‫ومنظمة التجارة العاملية‪.‬‬
‫شارع الجامعة وميدان الجيزة وكوبرى‬ ‫قليلة وخافتة ترفض الحرب وتصورها‬ ‫المختلفة ‪ ،‬وبعدما يقرب من أسبوع من‬
‫عباس وحى بين السرايات المجاور ‪.‬‬ ‫كأحد الحروب االستعمارية األمريكية‬ ‫االعتصام فاجأت قوات األمن بإقتحام‬ ‫• الحزب العمالي ضروري‪ :‬تحتاج‬
‫ماسبق كان فقط بعض فصل بين‬ ‫‪ ،‬ومن ضمنها كانت اللجنة الطالبية‬ ‫القاعة واعتقال مئات الطالب واقتيادهم‬ ‫املعركة ضد الظلم إىل توحيد‬
‫قاعة ناصر وسفارة اسرائيل لسنوات‬ ‫بجامعة القاهرة والتي أستمرت تطوف‬ ‫ال��ي مستعمرة األم��ن المركزي بطرة‬ ‫الطبقة العاملة يف حزب ثوري‬
‫طويلة خلت ‪,‬ل��م تنقص على مداها‬ ‫الجامعة بصبر لعدة أسابيع تشرح عبر‬ ‫حيث تم فرز الطالب المعتقلين ونقل‬ ‫يقودها إىل النصر‪.‬‬
‫الطالب الجرأة لتنظيم تظاهرات تحاول‬ ‫المعارض والمسيرات المحدودة طبيعة‬ ‫القيادات الطالبية خاصة أعضاء اللجنة‬
‫الوصول لسفارة اعدائهم‪-‬ولم يمنعهم‬ ‫الحرب دون استجابة تذكر من الطالب‬ ‫(بهاء شعبان ‪ ،‬أحمد عبد اهلل ‪ ،‬شوقي‬
‫االالمصفحات وصفوف الجنود‪ -‬ولم‬ ‫‪ ،‬كانت بداية الحرب البرية حاسمة‬ ‫ال��ك��ردي ‪ ،‬زي��ن العابدين) ال��ي سجن‬
‫يجرؤ خاللها السفير االسرائيلى على‬ ‫حيث بدأت نتائج القصف وما تسببت‬ ‫القلعة ‪ ،‬والتقوا هناك احمد فؤاد نجم‬ ‫شارك يف حلقات نقاش‬
‫الحلم باجتياز المسافة الفاصلة عكسيا‬ ‫به من دمار وضحايا تظهر في وسائل‬ ‫ال��ذي كتب اغنيته الشهيرة لهم (أنا‬ ‫مركز الدراسات االشرتاكية‬
‫عبر شارع نهضة مصرالى القاعة التى‬ ‫االعالم وبدأت طبيعة الحرب تنكشف‬ ‫رحت القلعة وشفت ياسين‪...‬وقابلت‬ ‫يف‪ 7‬شارع مراد ميدان الجيزة‪.‬‬
‫اجتاحها اعداء اسرائيل ‪.‬‬ ‫وتحولت فجأة المسيرة التي ضمت‬ ‫ش��ب��اب الجامعة ال��زي��ن أح��م��د وبهاء‬ ‫وتابع أخبار ونشاطات املركز‪:‬‬
‫لكن حدث فى احد ايام شهر يونيو ان‬ ‫العشرات ال��ي مظاهرة ضخمة تضم‬ ‫والكردي وزين)‪.‬‬
‫دخل العدو الذى استبسلت فى عدائة‬ ‫عشرات اآلالف من الطالب في ‪21‬فبراير‬ ‫وبعد االقتحام الوحشي للجامعة‬
‫اج��ي��ال م��ن الطلبة لقاعة ناصروسط‬ ‫‪ 1991‬ودون ترتيب مسبق توجه الطالب‬ ‫وفض االعتصام بالقوة نظمت الحركة‬
‫ح��راس��ة م��ش��ددة وف��ى حماية رئيس‬ ‫الغاضبون الي قاعة ناصر حيث عقدوا‬ ‫الطالبية اعتصاما بطوليا بميدان‬ ‫‪esocialists.jaiku.com‬‬
‫اقوى دول العالم ‪,‬واخليت الجامعة من‬ ‫أمامها مؤتمرا طالبيا حاشدا ‪.‬‬ ‫التحرير ‪ ،‬وال��ذي كتب عنه أمل دنقل‬ ‫‪vimeo.com/esocialists‬‬
‫الطالب والششوارع من المارة وحلت‬ ‫ودون ترتيب مسبق ‪,‬توجة الطالب‬ ‫قصيدته الشهيرة (الكعكة الحجرية)‬ ‫‪twitter.com/eSocialists‬‬
‫مكانهم قوات االمن ‪.‬‬ ‫الغاضبون لقاعة ناصر حيث عقدوا‬ ‫احتجاجا علي قمع الحركة الطالبية‬ ‫‪delicious.com/eSocialists‬‬
‫وك��ذل��ك خ��روج��ة‪ ...‬ل��ن يتطلب اال‬ ‫امامها مؤتمرا طالبيا حاشدا خطب‬ ‫واعتقال الطالب والتأكيد علي مطلب‬ ‫‪www.flickr.com/groups/e-‬‬
‫العكس‪.‬‬ ‫خ�لال��ة اع��ض��اء ف��ى هيئة التدريس‬ ‫التحرير ‪ ،‬وه��و االعتصام ال��ذي فضته‬ ‫‪socialists‬‬

You might also like