Professional Documents
Culture Documents
e-mail: justpax@netvision.net.il
لوزان في 3/5/2003
تقرير
حول بعض مواد المسودة الثالثة المنقحة
لدستور دولة فلسطين المؤرخ في 26آذار 2003
كفلسطيني مسيحي يشسسرفني أن أرفسسع إليكسسم ،بنسساءًا علسسى طلسسب لجنتكسسم المسسوقرة "العسسدل والسسسلم –
القدس" ،هذا التقرير حول بعض مواد المسودة الثالثة المنقحة لدستور دولة فلسطين.
تعريف بنفسي
تنبع ملحظاتي على المسودة الثالثة المنقحة لدستور دولة فلسطين من:
دراستي للقانون السويسري ومشاركتي بترجمة الدستور السويسري لعام 2000إلى -
العربية .
1
دراستي للوضع في مصر إذ أن رسالة الدكتوراه التي قدمتها لجامعة فريبورغ -سويسرا عام -
1977كان عنوانها" :غير المسلمين في بلد السلم :الوضع في مصر" .
2
خبرتي القانونية كمسؤول عن القسم العربي والسلمي في المعهد السويسري للقانون -
المقارن في لوزان منذ ،1980وقد قمت خللها بنشر العديد من الكتب والمقسسالت فسسي مجسسال
http://www.admin.ch/ch/itl/rs/1/c101ARA.pdf
عنوان الدكتوراه بالفرنسية هوNon-musulmans en pays d'Islam, Éditions : 2
مقدمة عامة
4
(1وصلني من لجنة العدل والسلم نص عربي يحمل تاريخ 26آذار 2003يتضمن 190مادة
ونص إنكليزي يحمل تاريخ 25آذار ويتضمن 193مادة .ومن غير الواضح مسسا هسسو النسسص
5
الخيسسر منهمسسا .وسسسوف أعتمسسد علسسى النسسص العربسسي مسسع مقسسارنته بسسالنص النكليسسزي عنسسد
الضرورة.
(2ليس القصد هنا التعليق على الدستور بأكمله ،بل تقديم بعض الملحظات حول مواد الدستور
التي لها علقسسة بالسسدين ،وهسسو مجسسال تخصصسسي وموضسسع اهتمسسامي كرجسسل قسسانون فلسسسطيني
مسيحي.
(3ل تتفق ملحظاتي بالضرورة مع رؤية السلطات الدينية المسيحية المختلفة في فلسطين رغم
ل ولو على غضاضة ما أكن لها من احترام .ويجب هنا ملحظة أن الوضع المعاش يخلق قبو ً
عند القلية المسيحية ،خوفًا من عرض الراء على الكثرية المسسسلمة فسسي الوضسسع المأسسساوي
الحالي الذي يعيشه الجميع فيفسر هذا العرض نسفًا لوحدة الصف .ومن جهسسة أخسسرى يصسسعب
على الكثرية اكتشاف المشاكل التي تعاني منها القلية ،أو قد تعتبر تلك المشسساكل أمسسرًا تافه سًا
بالنسبة للمشاكل الخرى التي يعيشها المجتمع الفلسطيني حاليًا .ولكن ما دمنسسا نضسسع دسسستورًا
حديثًا ونود أن نخلق مجتمعًا ل تنخسسره الحساسسسيات الدينيسسة المكتومسسة ،لسسذا يجسسب علينسسا إتبسساع
طريق الصراحة للصالح العام.
(4ينتظر من الدستور أن يكون النص الساسي الذي يحكم المجتمع ويحمي الفرد ،وليس فقط
بطاقة تعريف تقدم للجانب أو ورقة تين لخفاء العسسورة أمسسام الغيسسر .وبكسسونه دسسستور حسسديث
لدولة حديثة شرق أوسطية فإنه ينتظر منه أن يأخذ بأحدث التطسسورات القانونيسسة ،وأن يتمشسسى
مع مبادئ حقوق النسان في أحدث ما وصسلت إليسه ،وأن يتفسادى المشساكل الستي تعساني منهسا
ل من أن يكون نسخة لدساتير تلك الدول مع ما تحمله من شسسوائب. الدول الشرق الوسطية بد ً
وألحظ هنا أن أعضاء اللجنة العربيسسة لسسدعم صسسياغة الدسسستور الفلسسسطيني أسسساتذة مصسسريون
ل ما تأخسسذ بالعتبسسار أفاضل كلهم مسلمون .ومن المعروف أن الكثرية المسلمة في مصر قلي ً
وضسسع القليسة المسسيحية هنساك فتجهلهسا أو تتجاهلهسا بسسسبب حساسسسية الموضسسوع .وكسان مسن
الواجب أن تقوم لجنة الدستور الفلسطينية بإشراك أساتذة قانون مصريين مسسسيحيين حسستى يتسسم
ل مسسن نقسسل مسسواد الدسسستور الستماع إلى وجهة نظرهم وتفادي المشاكل التي يعانون منها ،بسسد ً
المصري دون النظر في عيوبه في موضوع العلقة بين الكثرية المسلمة والقلية المسيحية.
http://www.jmcc.org/documents/palestconstitution.pdf
النص بالنكليزية على النتيرنيت في 5
http://www.jmcc.org/documents/palestineconstitution-eng.pdf
2
التعليق على بعض مواد الدستور
المادة 5
اللغة العربية هي اللغة الرسمية والسلم هسسو السسدين الرسسسمي فسسي فلسسسطين .وللمسسسيحية ولسسسائر
الرسالت السماوية قدسيتها واحترامها .ويكفسسل الدسسستور للمسسواطنين أي كسسانت عقيسسدتهم الدينيسسة،
المساواة في الحقوق والواجبات.
النص على السلم دين رسمي في فلسطين مأخوذ من المادة الثانية للدسسستور المصسسري .وقسسد احتسسج
عليه القباط بشّدة .وهذا التعبير على كل حال ل معنى لسسه .فأركسسان السسسلم المتعسسارف عليهسسا هسسي
6
خمسة :الشهادة والصلة والصوم والزكاة والحج .وبما أن الدولسسة ل تسسؤدي الشسسهادة ول تصسسلي ول
تصوم ول تزكي ول تحج ،فل يمكن لها أن تكون مسسسلمة ،وفقسًا لمسسا قسساله لسسي السسستاذ حامسسد زكسسي،
رحمه الس ،فسي مقابلسسة أجريتهسا معسسه فسي القساهرة فسسي 24يوليسسو .1977يمكسن للفسسراد أن يكونسوا
مسلمين ،أما الدولة ،فهي شخص اعتباري ذات مهام إدارية تدير شسسؤون المجتمسسع .ويجسسب أن تأخسسذ
7
موقف حيادي من الدين ول تتعصب لدين على دين .فالدين ل والوطن للجميع .
ومن يريد البقاء على بند "السلم دين رسمي في فلسطين" في الدسسستور ،عليسسه تعريسسف هسسذا البنسسد
وشرح نتائجه .فإن كان المقصود منه هو أخذ موقسف متحّيسز لمجموعسة ضسد أخسرى ،فهسذا مخسالف
للجزء الثاني من المادة 5ذاتها التي تقول" :ويكفل الدسسستور للمسواطنين أي كسسانت عقيسدتهم الدينيسسة،
المساواة في الحقوق والواجبات" ،كما هو مخالف للمادة 19التي تقول" :كل الفلسطينيين سواء أمام
القانون ...دون تمييز بسبب الدين" ،وللمسسادة 20السستي تقسسول" :حقسوق النسسسان وحريسساته الساسسسية
ملزمة وواجبة الحترام ،وتعمل الدولة على كفالة الحقوق والحريسسات ...لكسسل المسسواطنين ،وتمتعهسسم
بها على أساس مبدأ المساواة" .وإن كان رد مؤيدي البقاء على هذا البنسسد فسسي الدسسستور أن ل نتسسائج
قانونية له ،فنحن إذن أمام لغو ل مكان له في الدستور.
من جهة أخرى نحن كفلسطينيين عانينا المّرين من إسرائيل التي اتخذت مسسن اليهوديسسة دينسًا رسسسميًا
ومارست التمييز ضد غير اليهود .فعلينا التعلم مسسن تلسسك التجربسسة المريسسرة وعسسدم الوقسسوع فسسي نفسسس
الغلطسسة السستي نلسسوم إسسسرائيل عليهسسا .أضسسف إلسسى ذلسسك أن وجسود مثسسل هسسذا النسسص قسسد يغتنمسسه بعسسض
المتعصبين لغايات تضر بالوئام وتنتقص من حقوق غير المسلمين.
لكل تلك السباب ،وأخذًا بمبدأ "سد الذرائع" ،يجب حذف هسسذه المسسادة بالكامسسل ووضسسع البنسسد القسسائل
"اللغة العربية هي اللغة الرسمية" في نهاية المادة 2من الدستور.
المادة 7
مبادئ الشريعة السلمية مصدر رئيسي للتشريع .ولتبسساع الرسسسالت السسسماوية ،تنظيسسم أحسسوالهم
الشخصية وشؤونهم الدينية وفقا لشراِئعهم ومللهم الدينية في إطسسار القسسانون ،وبمسسا يحفسسظ وحسسدة
الشعب الفلسطيني واستقلله.
تبدأ هذه المادة بإعطاء أولوية للشريعة السسسلمية علسسى غيرهسسا مسسن الشسسرائع الدينيسسة .وهسسذا يخسسالف
المواد 5و 19و 20من الدستور التي تكفل المساواة وعدم التمييز علسسى أسسساس السسدين .وقسسد تكسسون
هذه المادة أحد النتائج السلبية للمادة الخامسة السابقة الذكر والتي تنص على أن "السسلم هسو السسدين
الرسمي في فلسطين" .وإن كان المر كذلك ،فهذا سبب إضافي لحذف المادة الخامسة من الدسسستور.
أنظر موقف القباط من هذه الجملة في رسالتي للدكتوراه المذكورة أعله ص 131-126 6
أنظر موقف الستاذ احمد زكي من هذه الجملة في رسالتي للدكتوراه المذكورة أعله ص 7
130
3
وحتى ل يكون هناك تمييز بين المسسلمين وغيسر المسسلمين وفقسًا للدسستور ذاتسه ،أرى تغييسر الجسزء
الول من هذه المادة كما يلي:
"مبادئ حقوق النسان ومبادئ الديانات السسسماوية السستي ل تنسساقض تلسسك الحقسسوق مصسسدر مسسن
مصادر التشريع".
والشتراط بعدم مخالفة حقوق النسان نابع من ضرورة تفادي تبني قسسوانين مسسستلهمة مسسن الشسسرائع
ل حسسذف الدينية تمّيز بين الناس على أساس الدين أو الجنس .فإذا ما أردنا احترام الدسسستور علينسسا مث ً
مانع الدين في الزواج كما علينا حذف تعدد الزوجات باعتبار هاتين القاعدتين الشرعيتين مخالفتين
للعلن العالمي لحقوق النسان ولمبدأ المساواة الذي ينص عليه الدستور.
الجزء الثاني من هذه المادة يبقي على القوانين والمحاكم الطائفية للمسسسلمين وغيسسر المسسسلمين .وهسسذا
المر خطير للغاية لن فيه انتقاص لسيادة الدولة التشريعية والقضائية .وقد عانت مصر مسسن وجسسود
المحاكم الدينية حتى قررت عام 1955إلغاءها .ولكنها أبقت على القوانين الطائفية مع ما يتبسسع ذلسسك
من فوضى وتمييز بين أتباع الديانات المختلفة وخسسرق لحقسوق النسسان .ومسسانع السسديني فسي السسزواج
السابق الذكر هو أحد نتائج القوانين الطائفية .أضف إلى ذلك أن من ل يريد النتماء لطائفة معينة أو
"يرتد عن السلم" فحقوقه تضيع ،وفي هسسذا مخالفسسة صسسريحة للمسسواد 5و 19و 20مسسن الدسسستور
وللعلن العسسالمي لحقسسوق النسسسان السسذي تشسسير إليسسه المسسادة 18مسسن الدسسستور ،وخاصسسة للمسسادتين
التاليتين:
المادة 16فقرة " :1للرجل والمرأة ،متى أدركا سن البلوغ ،حق التزوج وتأسيس أسسسرة ،دون
أي قيد بسبب العرق أو الجنسية أو الدين .وهما متساويان في الحقوق لدى التزوج وخلل قيام
الزواج ولدى انحلل".
المادة " :18لكل شخص حق في حرية الفكر والوجدان والدين ،ويشمل هذا الحق حريته فسسي
تغيير دينه أو معتقده ،وحريته في إظهار دينه أو معتقسسده بالتعبسسد وإقامسسة الشسسعائر والممارسسسة
والتعليم ،بمفرده أو مع جماعة ،وأمام المل أو على حده".
ول حاجة هنا للطالة في عيوب هذا النظام الطائفي .وعليه فنحن نرى أن تنشئ الدولة محاكم عامة
وأن تحذف جميع القوانين الطائفية وتسن قانون أحسسوال شخصسسية واحسسد يحسسترم حقسسوق النسسسان ول
يميز بين الناس على أساس الدين أو الجنس .كما يجب وضع نظام زواج مدني إلزامسسي مسسع إمكانيسسة
إقامة مراسم دينية لحقة لمن يريد ذلك.
ويجسسب هنسسا التنسسبيه إلسسى أن الجامعسسة العربيسسة أعسّدت مشسسروع أحسسوال شخصسسية موحسسد ،ولكسسن هسسذا
المشسسروع يخسسالف حقسسوق النسسسان .بينمسسا قسسامت مجموعسسة نسسسائية مغاربيسسة تسسدعى "مجموعسسة 95
المغاربية من أجل المساواة" باقتراح مشروع أطلقت عليه اسم" :مائة إجسراء ومقتضسيات مسن أجسسل
تقنين مغاربي بروح المساواة في مادة الحوال الشخصية وقانون السرة" .وهذا هو الشسسروع السسذي
يجب على الدولة الفلسسسطينية الخسذ بسه .وهسو يعتمسسد علسسى تفسسسير حسديث للشسسريعة السسلمية يتفسسق
وحقوق النسان.
المادة 8
النظام السياسي الفلسطيني ،ديمقراطي نيابي برلمسساني ،يقسسوم علسسى التعدديسسة الحزبيسسة السياسسسية،
وكفالة حقوق المواطنين وحرياتهم ومنها حرية تكوين الحزاب وممارستها لنشاطها على أسسساس
القانون .وتلتزم الحزاب مبادئ السيادة الوطنية والديموقراطيسسة والتسسداول السسسلمي للسسسلطة عمل
بالدستور.
تنص هذه المادة على حرية تكوين الحزاب .ويجب هنا مراعاة الوضع فسسي الشسسرق الوسسسط حيسسث
تقوم مجموعات دينية إما في إسرائيل أو فسي السدول العربيسة بتأسسيس أحسزاب تنسافس علسى السسلطة
وتنتقسسص مسسن حقسسوق الخريسسن .ومسسا يحسسدث عنسسد اليهسسود والمسسسلمين قسسد ينتهجسسه بعسسض المسسسيحيين
4
فيطالبون بقيام دولة للقلية المسيحية كما يفعل المسلمون واليهود .وعليه نسسرى النسسص فسسي الدسسستور
على ضرورة أن تحترم الحزاب السياسية مبدأ عدم التمييز الديني في برامجهسسا وعضسسويتها .وهسسذا
يعني منع قيام أحزاب دينية تتخذ من الدين وسيلة لنتقاص حقوق الخرين وتهدد سلمة البلد.
المادة 18
تلتزم دولة فلسطين بالعلن العالمي لحقوق النسان .وتسسسعى للنضسسمام إلسسى المواثيسسق والعهسسود
الدولية الخرى التي تحمي حقوق النسان.
من الضروري هنا إضافة تعبير "دون تحّفظ" في نهاية هذه المادة لن الدول العربية قامت بسسالتحفظ
علسسى كسسثير مسسن النصسسوص الخاصسسة بحقسسوق النسسسان ،بمسسا فيهسسا العلن العسسالمي لحقسسوق النسسسان
فأفرغتها من محتواها ومن روحها .فكان انضمامها لتكل المواثيق شسسكلي للظهسسور أمسسام العسسالم أنهسسا
تحترم حقوق النسان .وقد تعللسست تلسسك السسدول بكسسون بعسسض بنسسود تلسسك التفاقيسسات تخسسالف الشسسريعة
السلمية .وكانت النتيجة أن تلك الدول أبقت على نظم قانونية ل تأخذ بمبدأ المساواة وعسسدم التمييسسز
بسبب الدين والجنس .وهذا المر ذاته مخالف للمواد 5و 19و 20من الدستور الفلسطيني.
المادة 19
كل الفلسسسطينيين سسسواء أمسسام القسسانون ،وهسسم يتمتعسسون بسسالحقوق المدنيسسة والسياسسسية ،ويتحملسسون
الواجبات العامة دون ما فرق أو تمييز في ما بينهم بسبب العرق أو الجنس أو اللسسون أو السسدين أو
الرأي السياسي أو العاقة.
تقول هذه المادة "دون ما فرق أو تمييز في ما بينهم بسبب العرق أو الجنسسس أو اللسسون أو السسدين."...
وواضح أن هذا التسلسل مسسأخوذ مسسن المواثيسسق الدوليسسة .ولكسسن بسسسبب الوضسسع الخسساص فسسي الشسسرق
الوسط يجب تغيير هذا التسلسل لجعله أكثر ملءمة .لذلك أقترح التسلسل التالي" :دون ما فسسرق أو
تمييز في ما بينهم بسبب الدين أو الجنس أو العرق أو اللون"...
المادة 20
حقوق النسان وحرياته الساسية ملزمسسة وواجبسة الحسسترام ،وتعمسسل الدولسة علسى كفالسسة الحقسسوق
والحريسسات الدينيسسة والمدنيسسة والسياسسسية والقتصسسادية والجتماعيسسة والثقافيسسة لكسسل المسسواطنين،
وتمتعهم بها على أساس مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص.
ل يحرم شخص من حقوقه وحرياته الساسية أو أهليته القانونية لسباب سياسية.
ل أرى داع للفقرة الثانية لنها تكرر ما جاء في الفقرة الولسسى .ولكسسن إن كسسان هنسساك مسسا يسسدعو إلسسى
إبقائها فأنا أرى بلورتها كما يلي:
"ل يحرم شخص من حقوقه وحرياته الساسية أو أهليته القانونية لسباب دينيسسة أو جنسسسية أو
سياسية".
فمن المعروف أن في شرقنا يتم انتقاص الحقوق خاصة بسبب الدين أو الجنس.
5
المادة 21
لكل فلسطيني ،من الجنسين ،يبلغ من العمر ثمانية عشر سنة ميلدية حسسق النتخساب ،وذلسسك وفقسًا
للشروط المنصوص عليها في القانون.
ولكل من يحمل الجنسية الفلسطينية أن يرشح نفسه لرئاسة الدولسسة أو لعضسسوية المجلسسس النيسسابي
و/أو أن يولى السسوزارة ،أو القضسساء .وينظسسم القسسانون السسسن وسسسائر الشسسروط اللزمسسة لتسسولي هسسذه
المناصب.
أرى ضرورة إضافة "دون ما فرق أو تمييز في ما بينهم بسسبب السدين أو الجنسس" فسي آخسسر الفقسرة
الثانية ،وذلك لتفادي المفاجئات عند سن القانون بخصوص تولي تلك المناصب .فمسسن المعسسروف أن
هناك دول إسلمية مثل الكويت تمنع النساء من النتخاب والترشيح لمثل تلك المناصب.
المادة 22
للمرأة شخصيتها القانونية ،وذمتها المالية المستقلة ،ولها ذات الحقوق والحريات الساسية التي
للرجل وعليها ذات الواجبات.
ل أرى ضرورة لهذه المادة لنها تفصيل ل داع له لما جاء فسسي المسسادة .19ولكسسن إن أردنسسا إبقاءهسسا
لسبب معين أرى ضرورة إضافة "بما في ذلك مجال الحوال الشخصسسية وتسولي الوظسسائف العامسسة"
في آخر المادة .فمن المعروف أن انتقاص حقوق المرأة في المجتمعات العربية والسلمية يتم عامة
في هذين المجالين .كما أن الدول العربية والسلمية قد تحّفظت على المعاهدات الدولية فيما يخسسص
حقوق المرأة مّدعية أن المساواة في الحقسسوق مخسسالف للشسسريعة السسسلمية .ونشسسير هنسسا علسسى سسسبيل
المثال أنه لم يتم تولي المرأة منصب القضاء في مصر إل هذا العام.
المادة 23
للمرأة الحسق فسي المسساهمة الفاعلسة فسي الحيساة الجتماعيسة والسياسسية والثقافيسة والقتصسادية،
ويعمل القانون على إزالة القيود التي تمنع المرأة من المشاركة في بناء السرة والمجتمع.
حقوق المرأة الدستورية والشرعية مصونة ويعاقب القانون على المساس بها ،ويحمي حقها فسسي
الرث الشرعي.
تقول الفقرة الثانية "حقوق المرأة الدستورية والشرعية" و "الرث الشرعي" وفي النص النكليزي
المقابل "حقسسوق المسسرأة الدسسستورية والقانونيسسة" و "الرث القسسانوني" .والفسسرق شاسسسع بيسسن الثنيسسن.
فالنص العربي يعني "الشريعة السلمية" .ومسسن المعسسروف أن الشسسريعة ،حسسسب بعسسض مفسسسريها،
وهم كثرة ،تحرم المرأة من بعض حقوقها مثل تولي القضاء أو التساوي في الشهادة وفي الميسسراث،
6
إلخ .من جهة أخرى هناك نساء غير مسلمات ،ول نرى لماذا النص فقط على الحقوق الشرعية دون
سواها .لذلك نرى حذف كلمة "الشرعية" ،وذلك لتفادي المفاجئات في التفسير والتطبيق.
ونشير هنا أن مشكلة مشابهة وقعت في قانون الحوال الشخصية التونسي .فالمسسادة الخامسسسة تقسسول:
"يجب أن يكون كل من الزوجين خلوا من الموانع الشرعية" .بينما النص الفرنسي يقول" :يجب أن
يكون كل من الزوجين خلوا من الموانع القانونية" .فإذا تمسكنا بالنص الفرنسي ،فالموانع تعني تلسسك
التي ذكرها القانون التونسي في المواد 14إلى . 20وهسسي ل تمنسسع المسسسلمة مسسن السسزواج مسسن غيسسر
المسلم .بينما إذا تمسكنا بسسالنص العربسسي ،فهسسذا يعنسسي الرجسسوع إلسسى الموانسسع السستي تسسذكرها الشسسريعة
السلمية بما فيها مانع الدين .وإذا أخذنا بهذا التفسير الخير في فلسطين ،فهذا يعتبر خرقًا للمواد 5
و 19و 20من الدستور.
المادة 24
للطفل سائر الحقوق التي كفلها ميثاق حقوق الطفل العربي.
من غير الواضح لماذا تذكر هذه المادة ميثاق حقوق الطفل العربي ،وليس المعاهدة الدوليسة لحقسوق
8
الطفل .هل السبب هو لن الدول العربية تحّفظت على بعض مسواد المعاهسدة الدوليسة لحقسوق الطفسل
مدعية بأنها مخالفة للشسريعة السسلمية وأن الدولسة الفلسسسطينية ل تنسوي احسسترام تلسك المعاهسدة فسسي
قوانينها ؟ لذلك يجب تغيير هذه المادة كما يلي:
9
"للطفسسل سسسائر الحقسسوق السستي كفلهسسا ميثسساق حقسسوق الطفسسل العربسسي والمعاهسسدة الدوليسسة لحقسسوق
الطفل".
المادة 25
الحق في الحياة مصون يحميه القانون.
تمشيًا مع مواثيق حقوق النسان التي ترمي إلى إلغاء عقوبة العدام ،نرى ضرورة التأكيد فسي هسسذه
المادة على إلغاء تلك العقوبة .فتصبح هذه المادة:
"الحق في الحياة مصون يحميه القانون ،ول يحق تنفيذ عقوبة العدام".
http://www.geocities.com/joelmermet/arabcharter.html
أنظر التحفظات العربية على معاهدة حقوق الطفل في 9
http://www.hri.ca/fortherecord2000/bilan2000/documentation/reservat
ions/crc.htm
7
على سلمة الجسد ل مبرر له .والقصد الثاني هو سد الطريق على من قد يقترح تطسسبيق الشسسريعة
10
السلمية في مجال عقوبات القصاص والحدود )مثل قطع يد ورجسسل السسسارق( كمسسا هسسو المسسر فسسي
بعض الدول العربية والسلمية وكما ينص عليه مشروع قانون العقوبات ألسلمي المصري لعسسام
حد الذي وضعته الجامعة العربية عام .1986 1982ومشروع قانون العقوبات المو ّ
من المعروف أن المجتمع السلمي ،بما فيه فلسطين ،يشجع التحول إلى السسسلم بينمسسا يعسساقب كسسل
من يترك السلم بفسخ زواجه ،وحرمانه مسسن الميسسراث ،وتجريسسده مسسن حسسق الحضسسانة ،إلسخ .ل بسسل
هناك من يطالب بقتله .وبمسسا أن ذلسسك يخسسالف للمسسواد 5و 19و 20مسسن الدسسستور ومواثيسسق حقسسوق
النسان بما فيها العلن العالمي لحقوق النسسسان السسذي تشسسير إليسسه المسسادة 18مسسن الدسسستور ،يجسسب
إضافة الحق في تغيير الديانة دون عواقب قانونية إلى هذه الفقرة .ويا حبذا لو أن الدستور نقل المادة
18من العلن العالمي لحقوق النسان والتي تقول:
"لكل شخص حق في حرية الفكر والوجدان والدين ،ويشمل هذا الحق حريته فسسي تغييسسر دينسسه
أو معتقده ،وحريته في إظهسسار دينسه أو معتقسده بالتعبسسد وإقامسة الشسسعائر والممارسسة والتعليسسم،
بمفرده أو مع جماعة ،وأمام المل أو على حده".
واحترامًا لمبدأ الحرية الدينية ،يجب إضافة فقرة جديدة تقول:
"يختار الوالدان ديانة أولدهما دون سن السادسة عشر ،ويحق لكل من يبلغ هذا السن اختيسسار
الديانة التي يريد أتباعها بكل حرّية".
المادة 42
التعليم حق للفرد وللمجتمسع ،وهسو إلزامسي لكسل مسواطن حستى نهايسة المرحلسة الساسسية .وتكفلسه
الدولة في المدارس والمعاهد والمؤسسات العامة حتى نهاية المرحلة الثانوية.
ينظم القانون طرق إشراف الدولة على أداء التعليم ومناهجه.
مسسن المعسسروف أن مناهسسج التعليسسم الحكسسومي فسسي فلسسسطين وفسسى السسدول العربيسسة مش سّبع بالنصسسوص
السلمية ،ليس فقط في مواد التعليم الديني ،بل أيضًا في مواد اللغسة العربيسة والتاريسخ .وعامسة يتسم
التغاضي عسن النصسسوص المسسيحية .فبينمسا يلسم الطسالب المسسسيحي بثقافسسة عربيسة إسسسلمية تتيسح لسه
التعرف على أخيه المسلم ،يجهل عامة الطالب المسلم كل شيء عسسن ثقافسسة وديسسن أخيسسه المسسسيحي .
11
وهسسذا مخسسالف للمسسواد 5و 19و 20مسسن الدسسستور كمسسا هسو مخسسالف لضسسرورة التعسسارف بيسسن فئات
المجتمع المختلفة .من جهة أخرى يجب أن تحترم المسسدارس الحريسسة الدينيسسة للجميسسع وأن ل تفسسرض
دينًا معينًا على الطلب .ولذلك نرى ضرورة إضافة فقرتين إلى هذه المادة:
"يجب أن تتضمن المناهج الدراسية نصوصسًا مسسن السستراث الثقسسافي والسسديني لجميسسع الطسسوائف
دون تمييز وعلى قدم المساواة .ويقوم بوضع تلك المناهج لجان مشتركة تضم ممثلين عن تلك
أنظر كتابي :ختان الذكور والناث عند اليهود والمسيحيين والمسلمين :الجدل الديني 10
http://www.lpj.org/Nonviolence/Sami/articles/frn-
articles/enseignement.html
8
الطسسوائف .ويجسسب علسسى تلسسك المناهسسج السسسعي إلسسى التعسسارف والتقسسارب بيسسن فئات المجتمسسع
المختلفة".
"يقوم بتوفير التعليم الديني للطلب في المدارس ممثلون عن طوائفهم .ويحق لوالدي الطلب
دون سن السادسة عشر إعفاءهم مسن التعليسم السديني ،كمسا يحسق للطلب بعسد هسذا السسن عسدم
متابعة التعليم الديني .ول تؤخذ علمة الدين في تقرير نجاح الطلب".
المادة 43
التعليم الخاص حر وينظم القانون إشراف الدولة على نظمه ومناهجه.
هناك مشكلة يجب تفاديها في التعليم الخاص .يوجسسد فسسي مصسسر مسسدارس ابتدائيسسة وإعداديسسة وثانويسسة
وجامعية تابعة للزهر ل يسسدخلها إل المسسسلم .ونحسسن نسسرى أن مثسسل هسسذا النظسسام ضسسار علسسى الوحسسدة
الوطنية .ولذلك يجب تفاديه بإضافة فقرة إلى المادة 43تقول:
"يجب على التعليم الخاص احترام مبدأ عدم التمييز على أساس السسدين أو الجنسسس ،كمسسا يجسسب
على المناهج الدراسية اللتزام بالمادة 42بما فيها الفقرتين المضافتين".
المادة 54
لكل مواطن الحق في المساهمة في النشاطات السياسية بصورة فردية أو جماعية .وله على وجسسه
الخصوص الحقوق والحريات التالية:
المشاركة في تشكيل الحزاب السياسية و/أو النضمام إليها ،و/أو النسحاب منها وفقا للقانون.
المشاركة في تشكيل النقابات والجمعيات والتحادات والروابط والمنتديات والندية والمؤسسسسات،
و/أو النضسسمام إليهسسا ،و/أو النسسسحاب منهسسا وفقسسا للقسسانون .وينظسسم القسسانون إجسسراءات إكسسسابها
الشخصية العتبارية.
بخصوص تشكيل الحزاب يجب مراعاة ما ذكرناه بخصوص المادة الثامنة أعله .من جهة أخسسرى
يجب ملحظة أن هناك نظامان لتأسيس الجمعيات والتحادات:
ل ،حيث يجب طلب إذن الحكومة قبل تأسيس أي إتحاد أو نظام الذن :كما هو في مصر مث ً -
جمعية ،وهذا هو سبب ضعف المجتمع المدني في الدول العربية.
ل ،حيث يسمح بتكوين الجمعيات والتحادات دون طلب نظام القانون :كما هو في سويسرا مث ً -
إذن الحكومة ،على شرط احترام القانون المدني.
وعليه فيجب على الدستور النص بأن النظام المعمول به هو نظام القانون وليس نظسسام الذن إذا كنسسا
نريد تنمية المجتمع المدني .
12
المادة 71وغيرها
قبل أن يشرع المجلس النيابي في القيام بمهامه الدستورية وفي أول جلسة انعقاد له ،بعد انتخسساب
هيئة رئاسة المجلس النيابي ،يؤدى العضاء القسم التالي:
" أقسم بال العظيم .أن أكون مخلصًا للوطن ،وأن أحافظ على حقوق الشعب والمسسة ومصسسالحها،
وأن أحترم الدستور والقانون ،وأن أقوم بواجباتي حق القيام ،وال على ما أقول شهيد ".
9
نجسسد فسسي هسسذه المسسادة كمسسا فسسي غيرهسسا )انظسسر المسسادة 115والمسسادة (136نسسص القسسسم" :أقسسسم بسسال
العظيم ....وال على ما أقول شهيد" .وهذا القسم يخالف المواد 5و 19و 20من الدستور .بمسسا أننسسا
نسمح بالحرية الدينية ونضمن المساواة دون تمييز علسسى أسسساس السسدين ،كيسسف يمكننسسا أن نطلسسب مسسن
الملحد أو البوذي وغيسره أن يسؤدي مثسل هسسذا القسسم؟ وعليسه ،إذا مسسا أردنسا البقسساء علسى هسسذا القسسم
بصيغته الحالية ،يجب وضع صيغة أخسسرى لمسسن ل يسسؤمن بسسال أو ل يريسسد أن يقسسسم بسسال .وهكسسذا ل
نناقض الدستور .وهذا المر يجب احترامه في القوانين الخرى مثسسل تلسسك الخاصسسة بتعييسسن القضسساة
)أنظر المادة 163من الدستور( أو الشهادة أمام المحاكم.
المادة 79
تتولى الحكومة عقد التفاقيات والمعاهدات الدولية التي تبرمها دولة فلسطين أو تنضم إليهسسا ،أمسسا
التفاقيات التي ُتحمل خزانة الدولة نفقات غير واردة في الميزانية أو ُتحمل المسسواطنين أو الدولسسة
التزامات خلفًا للقوانين السارية فتستوجب موافقة أغلبية مجموع أعضاء المجلس النيابي.
ويناقش المجلس المعاهدات التي يترتب عليها مساس باستقلل الدولة أو سلمة أراضيها ،توطئة
لقيام الحكومة بطرحها على الستفتاء الشعبي العام.
النضمام للمنظمات الدولية مثل المم المتحدة أو الجامعة العربية أو منظمة المؤتمر السسسلمي هسسو
انتقاص لسستقلل الدولسة .ونشسير هنسا إلسى أن السدول العربيسة دخلست المسم المتحسدة دون استشسارة
مواطنيها .ولو تم التصويت اليوم على الخروج من المم المتحسسدة ،لخرجسست جميسسع السسدول العربيسسة.
وهذا يعني أن الحكومات العربية ل تمثل شعوبها وتتخذ قرارات ل تتفق مع مصالح شسسعوبها .وهسسذا
المر يجب تفاديه .لذلك من الضروري إضافة الجملة التالية في نهاية الفقرة الثانية:
" كما أنه يجب تنظيم استفتاء عام قبل النضمام إلى المنظمات القليمية أو الدولية".
المادة 159
السلطة القضائية مستقلة ،وهسسي صساحبة الختصسساص الصسسيل بالوظيفسة القضسسائية ،والفصسل فسي
جميع المنازعات والجرائم.
يحسسدد القسسانون هيئات السسسلطة القضسسائية ،وينظسسم هيكليتهسسا ويحسسدد أنسسواع المحسساكم ودرجاتهسسا
واختصاصاتها وإجراءاتها.
ول يجوز إنشاء محاكم استثنائية.
بناءًا على ما ذكرناه في تعليقنا على المسسادة السسسابعة أعله ،يجسسب إضسسافة الجملسسة التاليسسة إلسسى الفقسسرة
الثالثة من هذه المادة:
" وتلغى جميع المحاكم الطائفية".
المادة 169
يحدد بقانون شروط تعيين القضاة ونقلهم ونسسدبهم وترقيتهسسم وتنظيسسم شسسؤونهم ،ول يجسسوز الجمسسع
بين مهنة القضاء وبين أية مهنة أخرى ،أو عضوية المجالس النيابية أو الحزاب السياسية.
ول يجوز للقاضي -أثناء توليه مهنة القضاء -حمل جنسية غير الجنسية الفلسطينية.
من غير الواضح ما إذا كانت هذه المادة تمنع ازدواج الجنسية للقضاة .فسسإن كسسان هسسذا المعنسسى ،فهسسذا
تشدد ل داع له خاصة أن كثرًا من الفلسطينيين يحملون جنسيات مختلفة.
10
الخاتمة
هذه هي الملحظات التي رأيت تقديمها لكم بخصوص بعض مواد مسودة الدستور الفلسسسطيني .وقسسد
فضلت كتابتها بكل صراحة حتى يكون القصد من ورائها واضحًا .وأنسسا أرى أن تبنسسى الدسسستور فسسي
صيغته الحالية كارثة كبرى يجب تفاديها.
11