You are on page 1of 11

‫‪Institut suisse de droit comparé‬‬

‫‪Schweizerisches Institut für Rechtsvergleichung‬‬


‫‪Istituto svizzero di diritto comparato‬‬
‫‪Swiss Institute of Comparative Law‬‬ ‫المعهد السويسري للقانون المقارن‬

‫‪Sami Aldeeb, doctor of laws‬‬


‫‪Commission Justice et Paix‬‬
‫‪Notre Dame of Jerusalem Centre‬‬
‫‪P.O. Box 20459‬‬
‫‪Jerusalem‬‬

‫‪e-mail: justpax@netvision.net.il‬‬

‫لوزان في ‪3/5/2003‬‬

‫تقرير‬
‫حول بعض مواد المسودة الثالثة المنقحة‬
‫لدستور دولة فلسطين المؤرخ في ‪ 26‬آذار ‪2003‬‬

‫حضرات السادة الكرام‬

‫تحية طيبة وبعد‪،‬‬

‫كفلسطيني مسيحي يشسسرفني أن أرفسسع إليكسسم‪ ،‬بنسساءًا علسسى طلسسب لجنتكسسم المسسوقرة "العسسدل والسسسلم –‬
‫القدس"‪ ،‬هذا التقرير حول بعض مواد المسودة الثالثة المنقحة لدستور دولة فلسطين‪.‬‬

‫تعريف بنفسي‬
‫تنبع ملحظاتي على المسودة الثالثة المنقحة لدستور دولة فلسطين من‪:‬‬
‫دراستي للقانون السويسري ومشاركتي بترجمة الدستور السويسري لعام ‪ 2000‬إلى‬ ‫‪-‬‬
‫العربية ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫دراستي للوضع في مصر إذ أن رسالة الدكتوراه التي قدمتها لجامعة فريبورغ ‪ -‬سويسرا عام‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 1977‬كان عنوانها‪" :‬غير المسلمين في بلد السلم‪ :‬الوضع في مصر" ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫خبرتي القانونية كمسؤول عن القسم العربي والسلمي في المعهد السويسري للقانون‬ ‫‪-‬‬
‫المقارن في لوزان منذ ‪ ،1980‬وقد قمت خللها بنشر العديد من الكتب والمقسسالت فسسي مجسسال‬

‫أنظر نص الدستور السويسري بالعربية في‬ ‫‪1‬‬

‫‪http://www.admin.ch/ch/itl/rs/1/c101ARA.pdf‬‬
‫عنوان الدكتوراه بالفرنسية هو‪Non-musulmans en pays d'Islam, Éditions :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.universitaires, Fribourg, 1979, XVI-405 pages‬‬


‫الشسسريعة السسسلمية والقسسانون العربسسي وحقسسوق النسسسان بالضسسافة إلسسى إعطسساء العديسسد مسسن‬
‫الستشارات القانونية والمحاضرات في هذين المجالين ‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫مقدمة عامة‬
‫‪4‬‬
‫‪ (1‬وصلني من لجنة العدل والسلم نص عربي يحمل تاريخ ‪ 26‬آذار ‪ 2003‬يتضمن ‪ 190‬مادة‬
‫ونص إنكليزي يحمل تاريخ ‪ 25‬آذار ويتضمن ‪ 193‬مادة ‪ .‬ومن غير الواضح مسسا هسسو النسسص‬
‫‪5‬‬

‫الخيسسر منهمسسا‪ .‬وسسسوف أعتمسسد علسسى النسسص العربسسي مسسع مقسسارنته بسسالنص النكليسسزي عنسسد‬
‫الضرورة‪.‬‬
‫‪ (2‬ليس القصد هنا التعليق على الدستور بأكمله‪ ،‬بل تقديم بعض الملحظات حول مواد الدستور‬
‫التي لها علقسسة بالسسدين‪ ،‬وهسسو مجسسال تخصصسسي وموضسسع اهتمسسامي كرجسسل قسسانون فلسسسطيني‬
‫مسيحي‪.‬‬
‫‪ (3‬ل تتفق ملحظاتي بالضرورة مع رؤية السلطات الدينية المسيحية المختلفة في فلسطين رغم‬
‫ل ولو على غضاضة‬ ‫ما أكن لها من احترام‪ .‬ويجب هنا ملحظة أن الوضع المعاش يخلق قبو ً‬
‫عند القلية المسيحية‪ ،‬خوفًا من عرض الراء على الكثرية المسسسلمة فسسي الوضسسع المأسسساوي‬
‫الحالي الذي يعيشه الجميع فيفسر هذا العرض نسفًا لوحدة الصف‪ .‬ومن جهسسة أخسسرى يصسسعب‬
‫على الكثرية اكتشاف المشاكل التي تعاني منها القلية‪ ،‬أو قد تعتبر تلك المشسساكل أمسسرًا تافه سًا‬
‫بالنسبة للمشاكل الخرى التي يعيشها المجتمع الفلسطيني حاليًا‪ .‬ولكن ما دمنسسا نضسسع دسسستورًا‬
‫حديثًا ونود أن نخلق مجتمعًا ل تنخسسره الحساسسسيات الدينيسسة المكتومسسة‪ ،‬لسسذا يجسسب علينسسا إتبسساع‬
‫طريق الصراحة للصالح العام‪.‬‬
‫‪ (4‬ينتظر من الدستور أن يكون النص الساسي الذي يحكم المجتمع ويحمي الفرد‪ ،‬وليس فقط‬
‫بطاقة تعريف تقدم للجانب أو ورقة تين لخفاء العسسورة أمسسام الغيسسر‪ .‬وبكسسونه دسسستور حسسديث‬
‫لدولة حديثة شرق أوسطية فإنه ينتظر منه أن يأخذ بأحدث التطسسورات القانونيسسة‪ ،‬وأن يتمشسسى‬
‫مع مبادئ حقوق النسان في أحدث ما وصسلت إليسه‪ ،‬وأن يتفسادى المشساكل الستي تعساني منهسا‬
‫ل من أن يكون نسخة لدساتير تلك الدول مع ما تحمله من شسسوائب‪.‬‬ ‫الدول الشرق الوسطية بد ً‬
‫وألحظ هنا أن أعضاء اللجنة العربيسسة لسسدعم صسسياغة الدسسستور الفلسسسطيني أسسساتذة مصسسريون‬
‫ل ما تأخسسذ بالعتبسسار‬ ‫أفاضل كلهم مسلمون‪ .‬ومن المعروف أن الكثرية المسلمة في مصر قلي ً‬
‫وضسسع القليسة المسسيحية هنساك فتجهلهسا أو تتجاهلهسا بسسسبب حساسسسية الموضسسوع‪ .‬وكسان مسن‬
‫الواجب أن تقوم لجنة الدستور الفلسطينية بإشراك أساتذة قانون مصريين مسسسيحيين حسستى يتسسم‬
‫ل مسسن نقسسل مسسواد الدسسستور‬ ‫الستماع إلى وجهة نظرهم وتفادي المشاكل التي يعانون منها‪ ،‬بسسد ً‬
‫المصري دون النظر في عيوبه في موضوع العلقة بين الكثرية المسلمة والقلية المسيحية‪.‬‬

‫أنظر قائمة كتاباتي في ‪http://www.lpj.org/Nonviolence/Sami/resume.html‬‬ ‫‪3‬‬

‫النص بالعربية على النتيرنيت في‬ ‫‪4‬‬

‫‪http://www.jmcc.org/documents/palestconstitution.pdf‬‬
‫النص بالنكليزية على النتيرنيت في‬ ‫‪5‬‬

‫‪http://www.jmcc.org/documents/palestineconstitution-eng.pdf‬‬
‫‪2‬‬
‫التعليق على بعض مواد الدستور‬

‫المادة ‪5‬‬
‫اللغة العربية هي اللغة الرسمية والسلم هسسو السسدين الرسسسمي فسسي فلسسسطين‪ .‬وللمسسسيحية ولسسسائر‬
‫الرسالت السماوية قدسيتها واحترامها‪ .‬ويكفسسل الدسسستور للمسسواطنين أي كسسانت عقيسسدتهم الدينيسسة‪،‬‬
‫المساواة في الحقوق والواجبات‪.‬‬

‫النص على السلم دين رسمي في فلسطين مأخوذ من المادة الثانية للدسسستور المصسسري‪ .‬وقسسد احتسسج‬
‫عليه القباط بشّدة ‪ .‬وهذا التعبير على كل حال ل معنى لسسه‪ .‬فأركسسان السسسلم المتعسسارف عليهسسا هسسي‬
‫‪6‬‬

‫خمسة‪ :‬الشهادة والصلة والصوم والزكاة والحج‪ .‬وبما أن الدولسسة ل تسسؤدي الشسسهادة ول تصسسلي ول‬
‫تصوم ول تزكي ول تحج‪ ،‬فل يمكن لها أن تكون مسسسلمة‪ ،‬وفقسًا لمسسا قسساله لسسي السسستاذ حامسسد زكسسي‪،‬‬
‫رحمه الس‪ ،‬فسي مقابلسسة أجريتهسا معسسه فسي القساهرة فسسي ‪ 24‬يوليسسو ‪ .1977‬يمكسن للفسسراد أن يكونسوا‬
‫مسلمين‪ ،‬أما الدولة‪ ،‬فهي شخص اعتباري ذات مهام إدارية تدير شسسؤون المجتمسسع‪ .‬ويجسسب أن تأخسسذ‬
‫‪7‬‬
‫موقف حيادي من الدين ول تتعصب لدين على دين‪ .‬فالدين ل والوطن للجميع ‪.‬‬
‫ومن يريد البقاء على بند "السلم دين رسمي في فلسطين" في الدسسستور‪ ،‬عليسسه تعريسسف هسسذا البنسسد‬
‫وشرح نتائجه‪ .‬فإن كان المقصود منه هو أخذ موقسف متحّيسز لمجموعسة ضسد أخسرى‪ ،‬فهسذا مخسالف‬
‫للجزء الثاني من المادة ‪ 5‬ذاتها التي تقول‪" :‬ويكفل الدسسستور للمسواطنين أي كسسانت عقيسدتهم الدينيسسة‪،‬‬
‫المساواة في الحقوق والواجبات"‪ ،‬كما هو مخالف للمادة ‪ 19‬التي تقول‪" :‬كل الفلسطينيين سواء أمام‬
‫القانون ‪ ...‬دون تمييز بسبب الدين"‪ ،‬وللمسسادة ‪ 20‬السستي تقسسول‪" :‬حقسوق النسسسان وحريسساته الساسسسية‬
‫ملزمة وواجبة الحترام‪ ،‬وتعمل الدولة على كفالة الحقوق والحريسسات ‪ ...‬لكسسل المسسواطنين‪ ،‬وتمتعهسسم‬
‫بها على أساس مبدأ المساواة"‪ .‬وإن كان رد مؤيدي البقاء على هذا البنسسد فسسي الدسسستور أن ل نتسسائج‬
‫قانونية له‪ ،‬فنحن إذن أمام لغو ل مكان له في الدستور‪.‬‬
‫من جهة أخرى نحن كفلسطينيين عانينا المّرين من إسرائيل التي اتخذت مسسن اليهوديسسة دينسًا رسسسميًا‬
‫ومارست التمييز ضد غير اليهود‪ .‬فعلينا التعلم مسسن تلسسك التجربسسة المريسسرة وعسسدم الوقسسوع فسسي نفسسس‬
‫الغلطسسة السستي نلسسوم إسسسرائيل عليهسسا‪ .‬أضسسف إلسسى ذلسسك أن وجسود مثسسل هسسذا النسسص قسسد يغتنمسسه بعسسض‬
‫المتعصبين لغايات تضر بالوئام وتنتقص من حقوق غير المسلمين‪.‬‬
‫لكل تلك السباب‪ ،‬وأخذًا بمبدأ "سد الذرائع"‪ ،‬يجب حذف هسسذه المسسادة بالكامسسل ووضسسع البنسسد القسسائل‬
‫"اللغة العربية هي اللغة الرسمية" في نهاية المادة ‪ 2‬من الدستور‪.‬‬

‫المادة ‪7‬‬
‫مبادئ الشريعة السلمية مصدر رئيسي للتشريع‪ .‬ولتبسساع الرسسسالت السسسماوية‪ ،‬تنظيسسم أحسسوالهم‬
‫الشخصية وشؤونهم الدينية وفقا لشراِئعهم ومللهم الدينية في إطسسار القسسانون‪ ،‬وبمسسا يحفسسظ وحسسدة‬
‫الشعب الفلسطيني واستقلله‪.‬‬

‫تبدأ هذه المادة بإعطاء أولوية للشريعة السسسلمية علسسى غيرهسسا مسسن الشسسرائع الدينيسسة‪ .‬وهسسذا يخسسالف‬
‫المواد ‪ 5‬و ‪ 19‬و ‪ 20‬من الدستور التي تكفل المساواة وعدم التمييز علسسى أسسساس السسدين‪ .‬وقسسد تكسسون‬
‫هذه المادة أحد النتائج السلبية للمادة الخامسة السابقة الذكر والتي تنص على أن "السسلم هسو السسدين‬
‫الرسمي في فلسطين"‪ .‬وإن كان المر كذلك‪ ،‬فهذا سبب إضافي لحذف المادة الخامسة من الدسسستور‪.‬‬

‫أنظر موقف القباط من هذه الجملة في رسالتي للدكتوراه المذكورة أعله ص ‪131-126‬‬ ‫‪6‬‬

‫أنظر موقف الستاذ احمد زكي من هذه الجملة في رسالتي للدكتوراه المذكورة أعله ص‬ ‫‪7‬‬

‫‪130‬‬
‫‪3‬‬
‫وحتى ل يكون هناك تمييز بين المسسلمين وغيسر المسسلمين وفقسًا للدسستور ذاتسه‪ ،‬أرى تغييسر الجسزء‬
‫الول من هذه المادة كما يلي‪:‬‬
‫"مبادئ حقوق النسان ومبادئ الديانات السسسماوية السستي ل تنسساقض تلسسك الحقسسوق مصسسدر مسسن‬
‫مصادر التشريع"‪.‬‬
‫والشتراط بعدم مخالفة حقوق النسان نابع من ضرورة تفادي تبني قسسوانين مسسستلهمة مسسن الشسسرائع‬
‫ل حسسذف‬ ‫الدينية تمّيز بين الناس على أساس الدين أو الجنس‪ .‬فإذا ما أردنا احترام الدسسستور علينسسا مث ً‬
‫مانع الدين في الزواج كما علينا حذف تعدد الزوجات باعتبار هاتين القاعدتين الشرعيتين مخالفتين‬
‫للعلن العالمي لحقوق النسان ولمبدأ المساواة الذي ينص عليه الدستور‪.‬‬
‫الجزء الثاني من هذه المادة يبقي على القوانين والمحاكم الطائفية للمسسسلمين وغيسسر المسسسلمين‪ .‬وهسسذا‬
‫المر خطير للغاية لن فيه انتقاص لسيادة الدولة التشريعية والقضائية‪ .‬وقد عانت مصر مسسن وجسسود‬
‫المحاكم الدينية حتى قررت عام ‪ 1955‬إلغاءها‪ .‬ولكنها أبقت على القوانين الطائفية مع ما يتبسسع ذلسسك‬
‫من فوضى وتمييز بين أتباع الديانات المختلفة وخسسرق لحقسوق النسسان‪ .‬ومسسانع السسديني فسي السسزواج‬
‫السابق الذكر هو أحد نتائج القوانين الطائفية‪ .‬أضف إلى ذلك أن من ل يريد النتماء لطائفة معينة أو‬
‫"يرتد عن السلم" فحقوقه تضيع‪ ،‬وفي هسسذا مخالفسسة صسسريحة للمسسواد ‪ 5‬و ‪ 19‬و ‪ 20‬مسسن الدسسستور‬
‫وللعلن العسسالمي لحقسسوق النسسسان السسذي تشسسير إليسسه المسسادة ‪ 18‬مسسن الدسسستور‪ ،‬وخاصسسة للمسسادتين‬
‫التاليتين‪:‬‬
‫المادة ‪ 16‬فقرة ‪" :1‬للرجل والمرأة‪ ،‬متى أدركا سن البلوغ‪ ،‬حق التزوج وتأسيس أسسسرة‪ ،‬دون‬
‫أي قيد بسبب العرق أو الجنسية أو الدين‪ .‬وهما متساويان في الحقوق لدى التزوج وخلل قيام‬
‫الزواج ولدى انحلل"‪.‬‬
‫المادة ‪ " :18‬لكل شخص حق في حرية الفكر والوجدان والدين‪ ،‬ويشمل هذا الحق حريته فسسي‬
‫تغيير دينه أو معتقده‪ ،‬وحريته في إظهار دينه أو معتقسسده بالتعبسسد وإقامسسة الشسسعائر والممارسسسة‬
‫والتعليم‪ ،‬بمفرده أو مع جماعة‪ ،‬وأمام المل أو على حده"‪.‬‬
‫ول حاجة هنا للطالة في عيوب هذا النظام الطائفي‪ .‬وعليه فنحن نرى أن تنشئ الدولة محاكم عامة‬
‫وأن تحذف جميع القوانين الطائفية وتسن قانون أحسسوال شخصسسية واحسسد يحسسترم حقسسوق النسسسان ول‬
‫يميز بين الناس على أساس الدين أو الجنس‪ .‬كما يجب وضع نظام زواج مدني إلزامسسي مسسع إمكانيسسة‬
‫إقامة مراسم دينية لحقة لمن يريد ذلك‪.‬‬
‫ويجسسب هنسسا التنسسبيه إلسسى أن الجامعسسة العربيسسة أعسّدت مشسسروع أحسسوال شخصسسية موحسسد‪ ،‬ولكسسن هسسذا‬
‫المشسسروع يخسسالف حقسسوق النسسسان‪ .‬بينمسسا قسسامت مجموعسسة نسسسائية مغاربيسسة تسسدعى "مجموعسسة ‪95‬‬
‫المغاربية من أجل المساواة" باقتراح مشروع أطلقت عليه اسم‪" :‬مائة إجسراء ومقتضسيات مسن أجسسل‬
‫تقنين مغاربي بروح المساواة في مادة الحوال الشخصية وقانون السرة"‪ .‬وهذا هو الشسسروع السسذي‬
‫يجب على الدولة الفلسسسطينية الخسذ بسه‪ .‬وهسو يعتمسسد علسسى تفسسسير حسديث للشسسريعة السسلمية يتفسسق‬
‫وحقوق النسان‪.‬‬

‫المادة ‪8‬‬
‫النظام السياسي الفلسطيني‪ ،‬ديمقراطي نيابي برلمسساني‪ ،‬يقسسوم علسسى التعدديسسة الحزبيسسة السياسسسية‪،‬‬
‫وكفالة حقوق المواطنين وحرياتهم ومنها حرية تكوين الحزاب وممارستها لنشاطها على أسسساس‬
‫القانون‪ .‬وتلتزم الحزاب مبادئ السيادة الوطنية والديموقراطيسسة والتسسداول السسسلمي للسسسلطة عمل‬
‫بالدستور‪.‬‬

‫تنص هذه المادة على حرية تكوين الحزاب‪ .‬ويجب هنا مراعاة الوضع فسسي الشسسرق الوسسسط حيسسث‬
‫تقوم مجموعات دينية إما في إسرائيل أو فسي السدول العربيسة بتأسسيس أحسزاب تنسافس علسى السسلطة‬
‫وتنتقسسص مسسن حقسسوق الخريسسن‪ .‬ومسسا يحسسدث عنسسد اليهسسود والمسسسلمين قسسد ينتهجسسه بعسسض المسسسيحيين‬
‫‪4‬‬
‫فيطالبون بقيام دولة للقلية المسيحية كما يفعل المسلمون واليهود‪ .‬وعليه نسسرى النسسص فسسي الدسسستور‬
‫على ضرورة أن تحترم الحزاب السياسية مبدأ عدم التمييز الديني في برامجهسسا وعضسسويتها‪ .‬وهسسذا‬
‫يعني منع قيام أحزاب دينية تتخذ من الدين وسيلة لنتقاص حقوق الخرين وتهدد سلمة البلد‪.‬‬

‫المادة ‪18‬‬
‫تلتزم دولة فلسطين بالعلن العالمي لحقوق النسان‪ .‬وتسسسعى للنضسسمام إلسسى المواثيسسق والعهسسود‬
‫الدولية الخرى التي تحمي حقوق النسان‪.‬‬

‫من الضروري هنا إضافة تعبير "دون تحّفظ" في نهاية هذه المادة لن الدول العربية قامت بسسالتحفظ‬
‫علسسى كسسثير مسسن النصسسوص الخاصسسة بحقسسوق النسسسان‪ ،‬بمسسا فيهسسا العلن العسسالمي لحقسسوق النسسسان‬
‫فأفرغتها من محتواها ومن روحها‪ .‬فكان انضمامها لتكل المواثيق شسسكلي للظهسسور أمسسام العسسالم أنهسسا‬
‫تحترم حقوق النسان‪ .‬وقد تعللسست تلسسك السسدول بكسسون بعسسض بنسسود تلسسك التفاقيسسات تخسسالف الشسسريعة‬
‫السلمية‪ .‬وكانت النتيجة أن تلك الدول أبقت على نظم قانونية ل تأخذ بمبدأ المساواة وعسسدم التمييسسز‬
‫بسبب الدين والجنس‪ .‬وهذا المر ذاته مخالف للمواد ‪ 5‬و ‪ 19‬و ‪ 20‬من الدستور الفلسطيني‪.‬‬

‫المادة ‪19‬‬
‫كل الفلسسسطينيين سسسواء أمسسام القسسانون‪ ،‬وهسسم يتمتعسسون بسسالحقوق المدنيسسة والسياسسسية‪ ،‬ويتحملسسون‬
‫الواجبات العامة دون ما فرق أو تمييز في ما بينهم بسبب العرق أو الجنس أو اللسسون أو السسدين أو‬
‫الرأي السياسي أو العاقة‪.‬‬

‫تقول هذه المادة "دون ما فرق أو تمييز في ما بينهم بسبب العرق أو الجنسسس أو اللسسون أو السسدين‪."...‬‬
‫وواضح أن هذا التسلسل مسسأخوذ مسسن المواثيسسق الدوليسسة‪ .‬ولكسسن بسسسبب الوضسسع الخسساص فسسي الشسسرق‬
‫الوسط يجب تغيير هذا التسلسل لجعله أكثر ملءمة‪ .‬لذلك أقترح التسلسل التالي‪" :‬دون ما فسسرق أو‬
‫تمييز في ما بينهم بسبب الدين أو الجنس أو العرق أو اللون‪"...‬‬

‫المادة ‪20‬‬
‫حقوق النسان وحرياته الساسية ملزمسسة وواجبسة الحسسترام‪ ،‬وتعمسسل الدولسة علسى كفالسسة الحقسسوق‬
‫والحريسسات الدينيسسة والمدنيسسة والسياسسسية والقتصسسادية والجتماعيسسة والثقافيسسة لكسسل المسسواطنين‪،‬‬
‫وتمتعهم بها على أساس مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص‪.‬‬
‫ل يحرم شخص من حقوقه وحرياته الساسية أو أهليته القانونية لسباب سياسية‪.‬‬

‫ل أرى داع للفقرة الثانية لنها تكرر ما جاء في الفقرة الولسسى‪ .‬ولكسسن إن كسسان هنسساك مسسا يسسدعو إلسسى‬
‫إبقائها فأنا أرى بلورتها كما يلي‪:‬‬
‫"ل يحرم شخص من حقوقه وحرياته الساسية أو أهليته القانونية لسباب دينيسسة أو جنسسسية أو‬
‫سياسية"‪.‬‬
‫فمن المعروف أن في شرقنا يتم انتقاص الحقوق خاصة بسبب الدين أو الجنس‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المادة ‪21‬‬
‫لكل فلسطيني‪ ،‬من الجنسين‪ ،‬يبلغ من العمر ثمانية عشر سنة ميلدية حسسق النتخساب‪ ،‬وذلسسك وفقسًا‬
‫للشروط المنصوص عليها في القانون‪.‬‬
‫ولكل من يحمل الجنسية الفلسطينية أن يرشح نفسه لرئاسة الدولسسة أو لعضسسوية المجلسسس النيسسابي‬
‫و‪/‬أو أن يولى السسوزارة‪ ،‬أو القضسساء‪ .‬وينظسسم القسسانون السسسن وسسسائر الشسسروط اللزمسسة لتسسولي هسسذه‬
‫المناصب‪.‬‬

‫أرى ضرورة إضافة "دون ما فرق أو تمييز في ما بينهم بسسبب السدين أو الجنسس" فسي آخسسر الفقسرة‬
‫الثانية‪ ،‬وذلك لتفادي المفاجئات عند سن القانون بخصوص تولي تلك المناصب‪ .‬فمسسن المعسسروف أن‬
‫هناك دول إسلمية مثل الكويت تمنع النساء من النتخاب والترشيح لمثل تلك المناصب‪.‬‬

‫المادة ‪22‬‬
‫للمرأة شخصيتها القانونية‪ ،‬وذمتها المالية المستقلة‪ ،‬ولها ذات الحقوق والحريات الساسية التي‬
‫للرجل وعليها ذات الواجبات‪.‬‬

‫ل أرى ضرورة لهذه المادة لنها تفصيل ل داع له لما جاء فسسي المسسادة ‪ .19‬ولكسسن إن أردنسسا إبقاءهسسا‬
‫لسبب معين أرى ضرورة إضافة "بما في ذلك مجال الحوال الشخصسسية وتسولي الوظسسائف العامسسة"‬
‫في آخر المادة‪ .‬فمن المعروف أن انتقاص حقوق المرأة في المجتمعات العربية والسلمية يتم عامة‬
‫في هذين المجالين‪ .‬كما أن الدول العربية والسلمية قد تحّفظت على المعاهدات الدولية فيما يخسسص‬
‫حقوق المرأة مّدعية أن المساواة في الحقسسوق مخسسالف للشسسريعة السسسلمية‪ .‬ونشسسير هنسسا علسسى سسسبيل‬
‫المثال أنه لم يتم تولي المرأة منصب القضاء في مصر إل هذا العام‪.‬‬

‫المادة ‪23‬‬
‫للمرأة الحسق فسي المسساهمة الفاعلسة فسي الحيساة الجتماعيسة والسياسسية والثقافيسة والقتصسادية‪،‬‬
‫ويعمل القانون على إزالة القيود التي تمنع المرأة من المشاركة في بناء السرة والمجتمع‪.‬‬
‫حقوق المرأة الدستورية والشرعية مصونة ويعاقب القانون على المساس بها‪ ،‬ويحمي حقها فسسي‬
‫الرث الشرعي‪.‬‬

‫وفي النص النكليزي المقابل‪:‬‬


‫‪Women shall have the right to participate actively in the social, political,‬‬
‫‪cultural and economic aspects of life. The Law shall strive to abolish‬‬
‫‪restraints that prevent women from contributing to the building of family‬‬
‫‪and society.‬‬
‫‪The constitutional and legal rights of women shall be safeguarded; arid‬‬
‫‪any violation of those rights shall be punishable by law. The law shall also‬‬
‫‪protect their legal inheritance.‬‬

‫تقول الفقرة الثانية "حقوق المرأة الدستورية والشرعية" و "الرث الشرعي" وفي النص النكليزي‬
‫المقابل "حقسسوق المسسرأة الدسسستورية والقانونيسسة" و "الرث القسسانوني"‪ .‬والفسسرق شاسسسع بيسسن الثنيسسن‪.‬‬
‫فالنص العربي يعني "الشريعة السلمية"‪ .‬ومسسن المعسسروف أن الشسسريعة‪ ،‬حسسسب بعسسض مفسسسريها‪،‬‬
‫وهم كثرة‪ ،‬تحرم المرأة من بعض حقوقها مثل تولي القضاء أو التساوي في الشهادة وفي الميسسراث‪،‬‬
‫‪6‬‬
‫إلخ‪ .‬من جهة أخرى هناك نساء غير مسلمات‪ ،‬ول نرى لماذا النص فقط على الحقوق الشرعية دون‬
‫سواها‪ .‬لذلك نرى حذف كلمة "الشرعية"‪ ،‬وذلك لتفادي المفاجئات في التفسير والتطبيق‪.‬‬
‫ونشير هنا أن مشكلة مشابهة وقعت في قانون الحوال الشخصية التونسي‪ .‬فالمسسادة الخامسسسة تقسسول‪:‬‬
‫"يجب أن يكون كل من الزوجين خلوا من الموانع الشرعية"‪ .‬بينما النص الفرنسي يقول‪" :‬يجب أن‬
‫يكون كل من الزوجين خلوا من الموانع القانونية"‪ .‬فإذا تمسكنا بالنص الفرنسي‪ ،‬فالموانع تعني تلسسك‬
‫التي ذكرها القانون التونسي في المواد ‪ 14‬إلى ‪ . 20‬وهسسي ل تمنسسع المسسسلمة مسسن السسزواج مسسن غيسسر‬
‫المسلم‪ .‬بينما إذا تمسكنا بسسالنص العربسسي‪ ،‬فهسسذا يعنسسي الرجسسوع إلسسى الموانسسع السستي تسسذكرها الشسسريعة‬
‫السلمية بما فيها مانع الدين‪ .‬وإذا أخذنا بهذا التفسير الخير في فلسطين‪ ،‬فهذا يعتبر خرقًا للمواد ‪5‬‬
‫و ‪ 19‬و ‪ 20‬من الدستور‪.‬‬

‫المادة ‪24‬‬
‫للطفل سائر الحقوق التي كفلها ميثاق حقوق الطفل العربي‪.‬‬

‫من غير الواضح لماذا تذكر هذه المادة ميثاق حقوق الطفل العربي ‪ ،‬وليس المعاهدة الدوليسة لحقسوق‬
‫‪8‬‬

‫الطفل‪ .‬هل السبب هو لن الدول العربية تحّفظت على بعض مسواد المعاهسدة الدوليسة لحقسوق الطفسل‬
‫مدعية بأنها مخالفة للشسريعة السسلمية وأن الدولسة الفلسسسطينية ل تنسوي احسسترام تلسك المعاهسدة فسسي‬
‫قوانينها ؟ لذلك يجب تغيير هذه المادة كما يلي‪:‬‬
‫‪9‬‬

‫"للطفسسل سسسائر الحقسسوق السستي كفلهسسا ميثسساق حقسسوق الطفسسل العربسسي والمعاهسسدة الدوليسسة لحقسسوق‬
‫الطفل"‪.‬‬

‫المادة ‪25‬‬
‫الحق في الحياة مصون يحميه القانون‪.‬‬

‫تمشيًا مع مواثيق حقوق النسان التي ترمي إلى إلغاء عقوبة العدام‪ ،‬نرى ضرورة التأكيد فسي هسسذه‬
‫المادة على إلغاء تلك العقوبة‪ .‬فتصبح هذه المادة‪:‬‬
‫"الحق في الحياة مصون يحميه القانون‪ ،‬ول يحق تنفيذ عقوبة العدام"‪.‬‬

‫المادة ‪ 26‬الفقرة الولى‬


‫لكل إنسان الحق في سلمة شخصه‪.‬‬

‫نرى ضرورة تغيير هذه الفقرة كما يلي‪:‬‬


‫"لكل إنسان الحق في سلمة شخصه‪ ،‬ول يحق المس بسلمة الجسد إل لسسسباب طبيسسة مهمسسة‬
‫بعد موافقة الشخص المعني أو ولي أمره"‪.‬‬
‫والقصد الول من هذا التعديل هسسو منسسع العمليسسات السستي ل داع طسسبي لهسسا ومسسن بينهسسا ختسسان السسذكور‬
‫والناث علمًا بأن الشريعة السلمية ل تفرض الختان خلفًا لما يعتقد الكثيرون والختان هسسو تعسسدي‬
‫أنظر النص النكليزي لهذا اليمثاق في‬ ‫‪8‬‬

‫‪http://www.geocities.com/joelmermet/arabcharter.html‬‬
‫أنظر التحفظات العربية على معاهدة حقوق الطفل في‬ ‫‪9‬‬

‫‪http://www.hri.ca/fortherecord2000/bilan2000/documentation/reservat‬‬
‫‪ions/crc.htm‬‬
‫‪7‬‬
‫على سلمة الجسد ل مبرر له ‪ .‬والقصد الثاني هو سد الطريق على من قد يقترح تطسسبيق الشسسريعة‬
‫‪10‬‬

‫السلمية في مجال عقوبات القصاص والحدود )مثل قطع يد ورجسسل السسسارق( كمسسا هسسو المسسر فسسي‬
‫بعض الدول العربية والسلمية وكما ينص عليه مشروع قانون العقوبات ألسلمي المصري لعسسام‬
‫حد الذي وضعته الجامعة العربية عام ‪.1986‬‬ ‫‪ 1982‬ومشروع قانون العقوبات المو ّ‬

‫المادة ‪ 36‬الفقرة الولى‬


‫حرية العقيدة وممارسة شعائر العبادة مكفولة وفقا لحكام الدستور‪.‬‬

‫من المعروف أن المجتمع السلمي‪ ،‬بما فيه فلسطين‪ ،‬يشجع التحول إلى السسسلم بينمسسا يعسساقب كسسل‬
‫من يترك السلم بفسخ زواجه‪ ،‬وحرمانه مسسن الميسسراث‪ ،‬وتجريسسده مسسن حسسق الحضسسانة‪ ،‬إلسخ‪ .‬ل بسسل‬
‫هناك من يطالب بقتله‪ .‬وبمسسا أن ذلسسك يخسسالف للمسسواد ‪ 5‬و ‪ 19‬و ‪ 20‬مسسن الدسسستور ومواثيسسق حقسسوق‬
‫النسان بما فيها العلن العالمي لحقوق النسسسان السسذي تشسسير إليسسه المسسادة ‪ 18‬مسسن الدسسستور‪ ،‬يجسسب‬
‫إضافة الحق في تغيير الديانة دون عواقب قانونية إلى هذه الفقرة‪ .‬ويا حبذا لو أن الدستور نقل المادة‬
‫‪ 18‬من العلن العالمي لحقوق النسان والتي تقول‪:‬‬
‫"لكل شخص حق في حرية الفكر والوجدان والدين‪ ،‬ويشمل هذا الحق حريته فسسي تغييسسر دينسسه‬
‫أو معتقده‪ ،‬وحريته في إظهسسار دينسه أو معتقسده بالتعبسسد وإقامسة الشسسعائر والممارسسة والتعليسسم‪،‬‬
‫بمفرده أو مع جماعة‪ ،‬وأمام المل أو على حده"‪.‬‬
‫واحترامًا لمبدأ الحرية الدينية‪ ،‬يجب إضافة فقرة جديدة تقول‪:‬‬
‫"يختار الوالدان ديانة أولدهما دون سن السادسة عشر‪ ،‬ويحق لكل من يبلغ هذا السن اختيسسار‬
‫الديانة التي يريد أتباعها بكل حرّية"‪.‬‬

‫المادة ‪42‬‬
‫التعليم حق للفرد وللمجتمسع‪ ،‬وهسو إلزامسي لكسل مسواطن حستى نهايسة المرحلسة الساسسية‪ .‬وتكفلسه‬
‫الدولة في المدارس والمعاهد والمؤسسات العامة حتى نهاية المرحلة الثانوية‪.‬‬
‫ينظم القانون طرق إشراف الدولة على أداء التعليم ومناهجه‪.‬‬

‫مسسن المعسسروف أن مناهسسج التعليسسم الحكسسومي فسسي فلسسسطين وفسسى السسدول العربيسسة مش سّبع بالنصسسوص‬
‫السلمية‪ ،‬ليس فقط في مواد التعليم الديني‪ ،‬بل أيضًا في مواد اللغسة العربيسة والتاريسخ‪ .‬وعامسة يتسم‬
‫التغاضي عسن النصسسوص المسسيحية‪ .‬فبينمسا يلسم الطسالب المسسسيحي بثقافسسة عربيسة إسسسلمية تتيسح لسه‬
‫التعرف على أخيه المسلم‪ ،‬يجهل عامة الطالب المسلم كل شيء عسسن ثقافسسة وديسسن أخيسسه المسسسيحي ‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫وهسسذا مخسسالف للمسسواد ‪ 5‬و ‪ 19‬و ‪ 20‬مسسن الدسسستور كمسسا هسو مخسسالف لضسسرورة التعسسارف بيسسن فئات‬
‫المجتمع المختلفة‪ .‬من جهة أخرى يجب أن تحترم المسسدارس الحريسسة الدينيسسة للجميسسع وأن ل تفسسرض‬
‫دينًا معينًا على الطلب‪ .‬ولذلك نرى ضرورة إضافة فقرتين إلى هذه المادة‪:‬‬
‫"يجب أن تتضمن المناهج الدراسية نصوصسًا مسسن السستراث الثقسسافي والسسديني لجميسسع الطسسوائف‬
‫دون تمييز وعلى قدم المساواة‪ .‬ويقوم بوضع تلك المناهج لجان مشتركة تضم ممثلين عن تلك‬

‫أنظر كتابي‪ :‬ختان الذكور والناث عند اليهود والمسيحيين والمسلمين‪ :‬الجدل الديني‬ ‫‪10‬‬

‫والطبي والجتماعي والقانوني‪ ،‬مطبعة البطركية اللتينية‪ ،‬بيت جال‪.2002 ،‬‬


‫أنظر مقالي حول التعليم الديني في مصر وفي سويسرا في‪:‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪http://www.lpj.org/Nonviolence/Sami/articles/frn-‬‬
‫‪articles/enseignement.html‬‬
‫‪8‬‬
‫الطسسوائف‪ .‬ويجسسب علسسى تلسسك المناهسسج السسسعي إلسسى التعسسارف والتقسسارب بيسسن فئات المجتمسسع‬
‫المختلفة"‪.‬‬
‫"يقوم بتوفير التعليم الديني للطلب في المدارس ممثلون عن طوائفهم‪ .‬ويحق لوالدي الطلب‬
‫دون سن السادسة عشر إعفاءهم مسن التعليسم السديني‪ ،‬كمسا يحسق للطلب بعسد هسذا السسن عسدم‬
‫متابعة التعليم الديني‪ .‬ول تؤخذ علمة الدين في تقرير نجاح الطلب"‪.‬‬

‫المادة ‪43‬‬
‫التعليم الخاص حر وينظم القانون إشراف الدولة على نظمه ومناهجه‪.‬‬

‫هناك مشكلة يجب تفاديها في التعليم الخاص‪ .‬يوجسسد فسسي مصسسر مسسدارس ابتدائيسسة وإعداديسسة وثانويسسة‬
‫وجامعية تابعة للزهر ل يسسدخلها إل المسسسلم‪ .‬ونحسسن نسسرى أن مثسسل هسسذا النظسسام ضسسار علسسى الوحسسدة‬
‫الوطنية‪ .‬ولذلك يجب تفاديه بإضافة فقرة إلى المادة ‪ 43‬تقول‪:‬‬
‫"يجب على التعليم الخاص احترام مبدأ عدم التمييز على أساس السسدين أو الجنسسس‪ ،‬كمسسا يجسسب‬
‫على المناهج الدراسية اللتزام بالمادة ‪ 42‬بما فيها الفقرتين المضافتين"‪.‬‬

‫المادة ‪54‬‬
‫لكل مواطن الحق في المساهمة في النشاطات السياسية بصورة فردية أو جماعية‪ .‬وله على وجسسه‬
‫الخصوص الحقوق والحريات التالية‪:‬‬
‫المشاركة في تشكيل الحزاب السياسية و‪/‬أو النضمام إليها‪ ،‬و‪/‬أو النسحاب منها وفقا للقانون‪.‬‬
‫المشاركة في تشكيل النقابات والجمعيات والتحادات والروابط والمنتديات والندية والمؤسسسسات‪،‬‬
‫و‪/‬أو النضسسمام إليهسسا‪ ،‬و‪/‬أو النسسسحاب منهسسا وفقسسا للقسسانون‪ .‬وينظسسم القسسانون إجسسراءات إكسسسابها‬
‫الشخصية العتبارية‪.‬‬

‫بخصوص تشكيل الحزاب يجب مراعاة ما ذكرناه بخصوص المادة الثامنة أعله‪ .‬من جهة أخسسرى‬
‫يجب ملحظة أن هناك نظامان لتأسيس الجمعيات والتحادات‪:‬‬
‫ل‪ ،‬حيث يجب طلب إذن الحكومة قبل تأسيس أي إتحاد أو‬ ‫نظام الذن‪ :‬كما هو في مصر مث ً‬ ‫‪-‬‬
‫جمعية‪ ،‬وهذا هو سبب ضعف المجتمع المدني في الدول العربية‪.‬‬
‫ل‪ ،‬حيث يسمح بتكوين الجمعيات والتحادات دون طلب‬ ‫نظام القانون‪ :‬كما هو في سويسرا مث ً‬ ‫‪-‬‬
‫إذن الحكومة‪ ،‬على شرط احترام القانون المدني‪.‬‬
‫وعليه فيجب على الدستور النص بأن النظام المعمول به هو نظام القانون وليس نظسسام الذن إذا كنسسا‬
‫نريد تنمية المجتمع المدني ‪.‬‬
‫‪12‬‬

‫المادة ‪ 71‬وغيرها‬
‫قبل أن يشرع المجلس النيابي في القيام بمهامه الدستورية وفي أول جلسة انعقاد له‪ ،‬بعد انتخسساب‬
‫هيئة رئاسة المجلس النيابي‪ ،‬يؤدى العضاء القسم التالي‪:‬‬
‫" أقسم بال العظيم‪ .‬أن أكون مخلصًا للوطن‪ ،‬وأن أحافظ على حقوق الشعب والمسسة ومصسسالحها‪،‬‬
‫وأن أحترم الدستور والقانون‪ ،‬وأن أقوم بواجباتي حق القيام‪ ،‬وال على ما أقول شهيد "‪.‬‬

‫أنظر مقالي حول هذا الموضوع في ‪http://www.uia.org/uiata/aldeeb.htm‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪9‬‬
‫نجسسد فسسي هسسذه المسسادة كمسسا فسسي غيرهسسا )انظسسر المسسادة ‪ 115‬والمسسادة ‪ (136‬نسسص القسسسم‪" :‬أقسسسم بسسال‬
‫العظيم‪ ....‬وال على ما أقول شهيد"‪ .‬وهذا القسم يخالف المواد ‪ 5‬و ‪ 19‬و ‪ 20‬من الدستور‪ .‬بمسسا أننسسا‬
‫نسمح بالحرية الدينية ونضمن المساواة دون تمييز علسسى أسسساس السسدين‪ ،‬كيسسف يمكننسسا أن نطلسسب مسسن‬
‫الملحد أو البوذي وغيسره أن يسؤدي مثسل هسسذا القسسم؟ وعليسه‪ ،‬إذا مسسا أردنسا البقسساء علسى هسسذا القسسم‬
‫بصيغته الحالية‪ ،‬يجب وضع صيغة أخسسرى لمسسن ل يسسؤمن بسسال أو ل يريسسد أن يقسسسم بسسال‪ .‬وهكسسذا ل‬
‫نناقض الدستور‪ .‬وهذا المر يجب احترامه في القوانين الخرى مثسسل تلسسك الخاصسسة بتعييسسن القضسساة‬
‫)أنظر المادة ‪ 163‬من الدستور( أو الشهادة أمام المحاكم‪.‬‬

‫المادة ‪79‬‬
‫تتولى الحكومة عقد التفاقيات والمعاهدات الدولية التي تبرمها دولة فلسطين أو تنضم إليهسسا‪ ،‬أمسسا‬
‫التفاقيات التي ُتحمل خزانة الدولة نفقات غير واردة في الميزانية أو ُتحمل المسسواطنين أو الدولسسة‬
‫التزامات خلفًا للقوانين السارية فتستوجب موافقة أغلبية مجموع أعضاء المجلس النيابي‪.‬‬
‫ويناقش المجلس المعاهدات التي يترتب عليها مساس باستقلل الدولة أو سلمة أراضيها‪ ،‬توطئة‬
‫لقيام الحكومة بطرحها على الستفتاء الشعبي العام‪.‬‬

‫النضمام للمنظمات الدولية مثل المم المتحدة أو الجامعة العربية أو منظمة المؤتمر السسسلمي هسسو‬
‫انتقاص لسستقلل الدولسة‪ .‬ونشسير هنسا إلسى أن السدول العربيسة دخلست المسم المتحسدة دون استشسارة‬
‫مواطنيها‪ .‬ولو تم التصويت اليوم على الخروج من المم المتحسسدة‪ ،‬لخرجسست جميسسع السسدول العربيسسة‪.‬‬
‫وهذا يعني أن الحكومات العربية ل تمثل شعوبها وتتخذ قرارات ل تتفق مع مصالح شسسعوبها‪ .‬وهسسذا‬
‫المر يجب تفاديه‪ .‬لذلك من الضروري إضافة الجملة التالية في نهاية الفقرة الثانية‪:‬‬
‫" كما أنه يجب تنظيم استفتاء عام قبل النضمام إلى المنظمات القليمية أو الدولية"‪.‬‬

‫المادة ‪159‬‬
‫السلطة القضائية مستقلة‪ ،‬وهسسي صساحبة الختصسساص الصسسيل بالوظيفسة القضسسائية‪ ،‬والفصسل فسي‬
‫جميع المنازعات والجرائم‪.‬‬
‫يحسسدد القسسانون هيئات السسسلطة القضسسائية‪ ،‬وينظسسم هيكليتهسسا ويحسسدد أنسسواع المحسساكم ودرجاتهسسا‬
‫واختصاصاتها وإجراءاتها‪.‬‬
‫ول يجوز إنشاء محاكم استثنائية‪.‬‬

‫بناءًا على ما ذكرناه في تعليقنا على المسسادة السسسابعة أعله‪ ،‬يجسسب إضسسافة الجملسسة التاليسسة إلسسى الفقسسرة‬
‫الثالثة من هذه المادة‪:‬‬
‫" وتلغى جميع المحاكم الطائفية"‪.‬‬

‫المادة ‪169‬‬
‫يحدد بقانون شروط تعيين القضاة ونقلهم ونسسدبهم وترقيتهسسم وتنظيسسم شسسؤونهم‪ ،‬ول يجسسوز الجمسسع‬
‫بين مهنة القضاء وبين أية مهنة أخرى‪ ،‬أو عضوية المجالس النيابية أو الحزاب السياسية‪.‬‬
‫ول يجوز للقاضي ‪-‬أثناء توليه مهنة القضاء‪ -‬حمل جنسية غير الجنسية الفلسطينية‪.‬‬

‫من غير الواضح ما إذا كانت هذه المادة تمنع ازدواج الجنسية للقضاة‪ .‬فسسإن كسسان هسسذا المعنسسى‪ ،‬فهسسذا‬
‫تشدد ل داع له خاصة أن كثرًا من الفلسطينيين يحملون جنسيات مختلفة‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫الخاتمة‬
‫هذه هي الملحظات التي رأيت تقديمها لكم بخصوص بعض مواد مسودة الدستور الفلسسسطيني‪ .‬وقسسد‬
‫فضلت كتابتها بكل صراحة حتى يكون القصد من ورائها واضحًا‪ .‬وأنسسا أرى أن تبنسسى الدسسستور فسسي‬
‫صيغته الحالية كارثة كبرى يجب تفاديها‪.‬‬

‫وتفضلوا بقبول فائق الشكر والتقدير‪.‬‬

‫دكتور سامي الذيب‬


‫مسؤول عن القسم العربي والسلمي‬
‫المعهد السويسري للقانون المقارن ‪ -‬لوزان‬
‫موقع معهدي على النترنيت ‪http://isdc.ch‬‬
‫موقعي الخاص على النترنيت ‪www.sami-aldeeb.com‬‬

‫‪11‬‬

You might also like