Professional Documents
Culture Documents
المالية
المعاصرة
في الفكر القتصادي السلمي
إعداد
ياسر بن طه على كراويه
1
المقــدمــــة
لمن هذه الفصول ؟
إلى كل رباني فى هذه المة استجاب لمر
ربه كونوا ربانين بما كنتم تعلمون الناس
وبما كنتم تدرسون اليه..إليهم لنهم منوط
بكل واحد منهم بأمر من الله أن يتعلم ويعمل
ويعلم ) لول ينهاهم الربانيون عن قولهم الثم
وأكلهم السحت ( وقوله تعالى)فلول كان من
القرون ألوا بقية ينهون عن الفساد فى
الرض إل قليل منهم"..اليه ...فليس برباني
من ظن أن السلم دين لهوتي محصور فى
الصلة والصيام والذكر وفقط ؛ وليس برباني
من يتمتم بآيات الله حفظا ً ودراسة وعلما ً وهو
يتعامل بمعاملت تحتوي على الغرر أو الغبن
أو الربا أو تحتوي على شرط باطل أو فاسد
وليس برباني من ليهتم بالفقه السلمي إل
بفقه الغسل والجنابة والوضوء ونواقضه تلك
الحكام التى لم ترد فيها إل أيه واحدة فى
كتاب الله بينما نجد أن أطول آيه فى القران
كانت فى فقه الدين )المداينه(.
سلمين :الذين الم ىع امه إل
غرقوا فى الدنيا وتعاملوا بشتي صنوف
المعاملت دون ضابط من كتاب ول سنه
ونسوا أو تناسوا أن الله لم يخلقنا عبثا بل
وضح وبين فى كتابه وفي سنة نبيه ،القولية
2
والفعلية والتقريرية الحلل والحرام في شتي
صنوف المعاملت التجارية ورغم هذا كله
نجدهم كحاطب الليل ل يميز بين العصا والحية
ول يشعرون أنهم فعلوا محرما ً أو ارتكبوا
منكرا ً.
وأخيرا ً نقدمها إلى الطابور الخامس -:
إلى بني علمان)العلمانيين ( الذين يتهمون
السلم فى صورة دعاته انهم ليس لهم
برنامج يدير عجلة الحياة وهم بذلك يلمزون
السلم نفسه بالنقص إخفاء لنفوسهم
المتقيحة الشاردة عن دين الله ،نقدم لهم هذه
الفصول نعرض فيها جانبا ً من جوانب هذا
الدين العظيم ليفهموا أن السلم جاء منهاج
للحياة وليس كدين آلهتهم بالغرب مببتوت
الصلة عن الحياة عسي أن يكون لهم أعين
تري أو عقول تعي قبل أن يأتيهم الله بقارعة
من عنده.
الفقير إلى رحمة ربه
)ياسر بن طه على كراويه(
3
ي صلى اللــه عليــه وس ـّلم الــذي كــان دعاء النب ّ
مهـ ّ
يستفتح به صلته إذا قام مــن الليــل » :الل ُ
ل ,فـــاطَر ل وإســـرافي َل وميكائيـــ َ
جبرائيـــ َب ََر ّ
ة, ب والشــهاد ِم الغيــ ِ ت والرض ,عــال ِ َ الســموا ِ
ك فيمـــا كـــانوا فيـــه ن عبـــاد َ م بيـــ َ ت تحكـــ ُ أنـــ َ
ق
ف فيــه مــن الحـ ّ مــا اخت ُل ِـ َ دِني ل ِ َ هـ ِن,ا ْ يختلفو َ
طمــن تشــاءُ إلــى صــرا ٍ ك تهــدي َ ك ,إنــ َ بإذنــ َ
)(1
. مستقيم ٍ «
5
يجزءالقتصاد السلم ثانيا-:
)(2
ف الدولة .من وظائ
إن الهدف الرئيسي من إقامة دولة
السلم هو إقامة عقيدة التوحيد التى تقوم
على مبدأ تخليص البشر من العبودية لغير
الله وتحرير النسان من الخضوع لى
مخلوق ...وتقدم الدولة السلمية يمكن
قياسه بمدي تحقيقها للغاية القصوي من
تكوينها وهى عبادة الله وحده ويتفرع من
هذه الغاية أهداف رئيسية كإقامة العدل
وكفالة الحريات وتحقيق المساواة والتكافل
والمثل الخلقية العليا وعمارة الرض
وتنميتها ويتميز الدين السلمي عن غيره
من الشرائع والقوانين والدساتير الوضعية
بأنه دين ودولة ول يمكن فصل أى منها عن
الخر).ومن ثم يتضح لنا ضرورة تكامل
العمل بالسلم وبعبارة أخرى التحول
الحقيقي للسلم بإيجاد المجتمع السلمي
الذي ينقاد لحكام الله ويعمل بفرائضه.
فالقتصاد السلمي ل ينجح تمام النجاح فى
مجتمع يضيع الصلة وتبيع الشهوات وقد
قال الله تعالى وأقيمو الصلة وأتو الزكاة
.
6
ول مجتمع سكت عن الفحشاء والمنكر
وأغمض عينه على الفساد والباطل وعطل
فريضة المر بالمعروف والنهي عن المنكر
كذا ل ينجح النظام القتصادي السلمي فى
مجتمع أضاع الشوري واستبد بأمره الطغاه
وقد قال الله تعالى والذين استجابوا
لربهم وأقاموا الصلة وأمرهم شوري بينهم
ومما رزقناهم ينفقون .(1) كذا ل تنجح فى
مجتمع ساءت صلته وضاعت فى اللغو
أوقاته وشاعت فيه الفواحش وضيعت فيه
المانات ونكثت فيه العهود وقد وصف الله
حفل َ َ قدْ أ َ ْ مجتمع المؤمنين بقوله َ
ن،عو َ ش ُخا ِ م َ ه ْ في َ َ ن ،ال ّ ِ م ْال ْ ُ
صلت ِ ِ م ِ ه ْ ن ُ ذي َ مُنو َ ؤ ِ
مه ْن ُ ذي َ وال ّ ِ نَ ، ضو َ ر ُ ع ِ م ْ و ُ غ ِ ن الل ّ ْ ع ِ م َ ه ْ ن ُ ذي َ َال ّ ِ
مه ْ ج ِ فُرو ِ م لِ ُ ه ْن ُ ذي َ وال ّ ِ نَ ، عُلو َ فا ِ ة َ كا ِ ِللّز َ
َ
ت مل َك َ ْ ما َ و َ مأ ْ ه ْ ج ِ وا ِ عَلى أْز َ نّ ،ا َ ظو َ ف ُ حا ِ َ
غى ن اب ْت َ َ نَ ، ُ َ م َ َ
م ِ ف َ مي َ ملو ِ م غي ُْر َ ه ْ فإ ِن ّ ُ
ك َ ُ
ه ْ مان ُ ُ أي ْ َ
م
ه ْ ن ُ ذي َ وال ّ ِ ن َ دو َ عا ُ م ال ْ َ ه ُ ك ُ ول َئ ِ َ فأ ْ وَراء ذَل ِ َ َ
ن . إن طبيعة )(2
فظو َ ُ حا ِ م يُ َ ه ْ َ َ
وات ِ ِ صل َ على َ َ
النظام السلمي توجب زيادة النتاج فى
المة وصيانة ثراوتها من التبدد والضياع
فيما لينفع ،فالسلم يحفظ طاقاتها
وثرواتها وجهود أبنائها أن تستهلك فى
شرب الخمور والمسكرات وفي اللهو
-سورة الشورى الية .17 1
7
والمجون والسهر العابث الحرام وفي
الفواحش ما ظهر منها وما بطن .إن ما
يتبدد من الطاقات والموال فى ذلك العبث
والفساد لدي بعض المم يصونه السلم
بقوانين الملزمة ووصاياه الهادية وتربيته
العميقة ويجعله سليما ً قويا ً يتجه إلى العمل
والتنمية والنتاج).(1
تصادت الق
قت أخلقيا ثالثا-:
ي السلم
يمتاز القتصاد السلمي عن غيره من
القتصاديات الوضعية على تأكيد على أمر
الخلق فى كافة المعاملت التجارية والمالية
بل جعلها سبب معنويا ً لنمو القتصاد ففي
سورة نوح جعل الله سبحانه وتعالي النابه
إليه واستغفاره سبب للمدد والفتح اللهي
ه
م إ ِن ّ ُ فُروا َرب ّك ُ ْ غ ِ ست َ ْ تا ْ قل ْ ُ فقال سبحانه ُ
مدَْراًرا كم ّ عل َي ْ ُ ماء َ س َ ل ال ّ س ِ فاًرا ي ُْر ِ غ ّن َ كا َ َ
َ
ت جّنا ٍ م َ عل ل ّك ُ ْ ج َ وي َ ْ ن َ وب َِني َ ل َ وا ٍ م َ م ب ِأ ْ ددْك ُ ْ م ِ وي ُ ْ َ
َ ّ
هاًرا . وجعل تقوي الله عل لك ُ ْ
)(2
م أن ْ َ ج َ وي َ ْ َ
سببا للفرج والرزق فقال سبحانه وتعالى (
جا
خَر ً م ْ ه َ عل ل ّ ُ ج َ ه يَ ْ ق الل ّ َ من ي َت ّ ِ و َ َ
وك ّ ْ
ل من ي َت َ َ و َ ب َ س ُ حت َ ِ ث ل يَ ْ َ حي ْ ُ ن َ م ْ ه ِ ق ُوي َْرُز ْ َ
د ه َ َ ّ ه َ ّ َ
ق ْ ر ِم ِغأ ْ ه َبال ِ ُ ن الل َ ه إِ ّ سب ُ ُ ح ْ و َ ه َ ف ُ على الل ِ َ
8
ء َ ل َ ه ل ِك ُ ّل الل ّ ُ ع َ
1
قدًْرا ( ي ٍ ش ْ ج َ َ
وجعل سبحانه أن إرتكاب الموبقات
والمعاصي سبب لمحق الرزق وإذاقة الناس
الخسارة والبوار فقال سبحانه وتعالى
ت ما ك َ َ
سب َ ْ ر بِ َ وال ْب َ ْ
ح ِ في ال ْب َّر َ سادُ ِ ف َ هَر ال ْ َ ظَ َ
مُلوا َ
ع ِ
ذي َ ض ال ّ ِع َ هم ب َ ْ ق ُذي َ
س ل ِي ُ ِِ دي الّنا أي ْ ِ
ن .(2) ومن قرأ سيره الحبيب عو َ ج ُ م ي َْر ِ ه ْعل ّ ُ لَ َ
المصطفي ،يجدها مليئة بالحاديث التى
تقرر هذا المبدأ وتأكده منها قوله " ،
إياكم وكثره الحلف فى البيع فإنه ينفق ثم
يمحق ").(3وأمرنا بالسماحة فى البيع
والشراء بقوله " رحم الله رجل ً سمحا ً إذا
باع سمحا ً إذا إشتري سمحا إذا أقتضي
".4وقوله " لو أنكم توكلتم على الله حق
توكله لرزقكم كما ترزق الطير تغدو خماصا
وتروح بطانا" الترمزي وابن ماجه .وقوله "
تابعوا بين الحج والعمرة فإنها ينفيان الفقر
والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد
والذهب والفضة وليس للحجه المبرورة
ثواب إل الجنة " رواه الترمزى..وقوله " من
سرة أن يبسط فى رزقه أو ينسأ له فى
أثرة فليصل رحمه "متفق عليه.وقوله )هل
9
تنصرون وترزقون إل بضعفانكم ( . 1وكل
هذه أشياء ل يدركها الماديون الذين ل
يفهون إل بالمحسوسات ومثلهم كمثل
الطفل ل يستطيع أن يدرك إل ما رأته
عينيه..
عوامل النتاج بين رابعا-:
ي صاد السلم تالق
قت
ي صاد الوضع والقت
تعتبر المواد مورد الهي يجب الحفاظ
ويجب إحسان استخدامه حيث انها موارد
خلقها الله وليست الطبيعة كما يطلقون
الموارد الطبيعية بل موارد دعانا الله أن
نحافظ عليها ونحسن إستخدامها وعدم
تركها عاطلة والتصدق عليها .يأيها الذين
أمنوا أنفقوا من طيبات ما رزقنهم ومما
أخرجناكم من الرض .(2 إن تسميه الموارد
المتاحة فى الكون والتى منها المواد الخام
بالموارد الطبيعة كما هو شائع تسمية
خاطئة فليست الطبيعة بخالقة ول رازقة
.واستخدام المواد فى عمليه النتاج وقيام
الصناعات عليها أمر جائز بل وواجب شرعا ً
فقد أحل الله جل وعل الصناعة ودعا إلى
إستخدام المواد الخام منها فعمل سيدنا
10
داود بالحدادة فكان يستخدم مادة الحديد فى
صناعة الساباغات " الدروع" ومعدات الحرب
وقد كان نبي الله نوح نجار إذا كان يستخدم
مادتي الخشب والدسر ) المسامير ( فى
صناعة الفلك ) السفن ( فقال تعالى عن
نبيه داود ولقد أتينا داود منا فضل ً يا جبال
م ْ
ل ع َ
أو بي معه والطير وألنا له الحديد ا ْ
حا إ ِّنيصال ِ ًمُلوا َ
ع َ
وا ْ
سْرِد َفي ال ّ و َ
قدّْر ِ ت َ غا ٍ ساب ِ ََ
صير . وقال جل وعل عن )(1
ن بَ ِ ٌ ُ
ملو َ ع َ
ما ت َ ْبِ َ
نبيه نوح ويضع الفلك وكلما مر عليه مل
من قوله سخرو منه .(2) وقال وحملناه
على ذات ألواح ودسر تجري بأعينا جزاء لمن
كان كفر .(3) وقال سبحانه وتعالى عن
الصناعة بشكل عام على لسان سيدنا هود
وهو يخاطب قومه أتبنون بكل ربع آية
تعبثون وتتخذون مصانع لحكام تحذرون
وقال عن صناعة الثاث والغزل والنسيج
والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل
لكم من جلود النعام بيوتا ً تستخونها يوم
ظعنكم ويوم أقامتكم ومن أصوافها
وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتعا ً إلى حين
والله جعل لكم مما خلق ظلل وجعل لكم
من الجبال اكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم
11
الحر و سرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم
نعمته عليكم ولعكم تسلمون .(1) وكان
الصحابة رضوان الله عليهم أصحاب حرف
وصناعات وكان سيدنا عمر يقول أني لري
الرجل فيعجبني فأسأل أله حرفه؟ فإن قيل
ل سقط من نظري .واستخدام المواد فى
الصناعة ليس أمرا ً جائزا ً فحسب بل ويصل
إلى مرتبة الواجب الشرعي فهو واجب من
أجل أن تحقق المر اكتفائها الذاتي وحتى ل
يذلها ول يستعبدها ول يؤثر فى قرارتها
الخرون فالصناعة تعمل على زيادة النتاج
ووفرته وتحسين وتقديره وهو ما يساعده
على أعمار الرض ذلك العمار الذي إفترضه
الله عز وجل على بني النسان والتعمير
يعنى النتاج بلغة القتصاد السلمي ومن
أجل الهمية الخاصة النشاط الصناعى فقد
أعفي الرسول ،عروض القنية) الصول
الثابتة أو الرأسمالية ( من الزكاة فقد أعفي
آلت ومعدات النتاج من الزكاة حفزا ً على
الدخول فى مجال الستثمار الصناعي وهذا
وإذا المواد منه من الله ونعمة فل يجوز
إستخدامها فى المجالت والغراض المحرمة
فل يجوز إستخدام الحرير فى صناعة ملبس
الرجال كما ل يجوز إستخدام الذهب فى
صناعة حلى وساعات الرجال وقد ورد أن
-النحل اليتان )( 81 ، 80 1
12
الرسول ،أشار إلى الذهب والحرير قائل ً
هذان حرام على رجال أمتي حل
لنسائها".كذلك ل يجوز استخدام مادتي
الذهب والفضة فى صناعة أدوات الطعام
والشراب من ملعق وأشواك وأطباق وأنية
وأكواب ول في صناعة التحف والتماثيل
فكل ذلك محرم استعماله كذلك ل يجوز
استخدام اى مادة أخري فى صناعة
التماثيل.ول يجوز استخدام مادة الشعير
والعنب وعصير القصب فى صناعة الخمور
ول يجوز إستخدام مادة لحم الخنزير والميتة
والمنخنقه والموقوذة والمتردية والنطيحة
وما أكل السبع وما أهل لغير الله وما ذبح
على النصب وماده الدم فى صناعه الطعام
والشراب للنسان .والسلم يدعو الى حفظ
هذه النعم وأن يكون العاملين عليها
متسمين بالصدق والحفظ والمانة وفي
قصة سيدنا يوسف لما فسر لعزيز مصر
رؤياة تخطيطا ً للقتصاد من إستهلك وإنتاج
وادخار جعل مصر تتجاوز أزمة القحط.
.ب -العمل .:
ومن عوامل النتاج فى النظام
القتصادي العمل وتكاليفه متمثلة فى
الجور وفى الفقة السلمي نري عائد
العمل قد يكون إجاره كما هو الحالي فى
13
عند الجارة وعائد العمل قد يكون ربحا
كما هو الحال فى عقد المضاربه.ولبد
فى السلم أن يكون العمل والجر
المستحق عنه معلومين وإل فسد
العقد .ولبد فى السلم أن يكون الجر
عادل تتناسب مع طبيعه العمل ومؤهلت
العامل ولبد يعط للخير حقه على الفور
دون مماطلة ول تأخير .ول تأكلوا
أموالكم بينكم بالباطل .(1)" وقال ،
وأعطوا الجير أجرة قبل أن يجف عرقه ,
ومن منا ل يعرف قصة النفر الثلثة
الذين أغلق عليهم باب الكهف بصخرة ثم
أخذو يسألون الله بصالح أعمالهم وكان
من بينهم رجل أستأجر أجير ولكنه تغيب
عنه مدة طويلة ولم يحصل على اجرة
فقام الرجل بتثمير الجر للجر الغائب
ولما عاد قال له كل هذا لك فكان سبب
لنفراج الصخرة.2((.
14
ي الفصل الثان
العقود وأهمية توثيقها فى الشريعة
السلمية
إهتم السلم إهتماما ً بالغا ً بتوثيق
المعاملت المالية والتجارية التى تجري فى
دار السلم وبهذا يكون السلم قد حقق
أرفع أنواع المن أل وهو المن المدني أو
امن المعاملت وهذا المن يتحقق بمراعاة
ثلثة عناصر
أو ً
ل -:حفظ المال
ثانيا -:حبس النفس عن الظلم
ثالثا -:ضبط الذاكرة الضعيفة
فقال الله تعالى ول تأكلوا أموالكم
بينكم بالباطل .(1)ونهي النبي ،عن
إضاعة المال فقال فى الحديث الذي أخرجه
المام مسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه
أن رجل جاء إلى النبي ،فقال يا رسول
الله أرئيت أن جاء رجل يريد أن يأخذ مالي ؟
فقال ل تعطه قال أرئيت إن قاتلني قال
قاتلة قال أرئيت أن قتلني ؟ فقال أنت
شهيد قال أرئيت أن قتلته قال هو فى
النار...أما بالنسبة لحبس النفس الظالمة
15
عن الظلم فهذا نراه فى حرص السلم
على كتابة المدين مديونيته قبل الدائن فى
الحديث الصحيح عن رسول ،ما حق أمرئ
مسلم له شئ يريد أن يوصي فيه يبيت
ليلتين إل ووصية مكتوبة عنده ").(1
أما النسبة لضبط الضعيفة وتفاصيل
التوثيق فقد أنزل الله عز وجل آية المداينه
فى سورة البقرة لتوضح هذا المر.
ن إ َِلى مُنوا ْ إ ِ َ َ
داَينُتم ب ِدَي ْ ٍ ذا ت َ َ نآ َ ذي َ ها ال ّ ِ َ يا أي ّ َ
َ
ب
كات ِ ٌ م َ ول ْي َك ُْتب ب ّي ْن َك ُ ْ فاك ْت ُُبوهُ َ مى َ س ّ م َ ل ّ ج ٍ أ َ
َ ْ
هه الل ّ ُ م ُ عل ّ َ ما َ ب كَ َ ن ي َك ْت ُ َ بأ ْ كات ِ ٌ ب َ ول َ ي َأ َ ل َ عدْ ِ ِبال ْ َ
ه
ه َرب ّ ُ ق الل ّ َ ولي َت ّ ِ
ق َ ْ ح ّ ه ال ْ َ عل َي ْ ِ ذي َ ل ال ّ ِ مل ِ ِ ول ْي ُ ْ ب َ فل ْي َك ْت ُ ْ َ
ق
ح ّ ه ال ْ َ عل َي ْ ِ ذي َ ن ال ّ ِ كا َ فإن َ شي ًْئا َ ه َ من ْ ُ س ِ خ ْ ول َ ي َب ْ َ َ
و ه لّ م ي أن َ ع طي ت س ي َ ل و َ أ فا ً عي ض و َ أ ها في س
ُ َ ُ ِ َ ْ َ ِ ُ ْ ْ َ ِ َ ِ ً
ن من دوا َ ْ ست َ ْ ْ مل ِ ْ فل ْي ُ ْ َ
هيدَي ْ َِ ش ِ ه ُ ش ِ وا ْ ل َ عدْ ِ ه ِبال َ ول ِي ّ ُ ل َ
ن
مَرأَتا ِ وا ْ ل َ ج ٌ فَر ُ ن َ كوَنا َر ُ َ م يَ ُ فِإن ل ّ ْ م َ جال ِك ُ ْ
جلي ْ َ ِ ّر َ
ما ه َ دا ُ ح َ ل إْ ْ ض ّ داء أن ت َ ِ ه َ ش َ ن ال ّ م َ ن ِ و َ ض ْ من ت َْر َ م ّ ِ
ب ال ّ ْ َ ُ ّ َ
ما ذا َ داء إ ِ َ ه َ ش َ ول ي َأ َ خَرى َ ما ال ْ ه َ دا ُ ح َ فت ُذَكَر إ ِ ْ
غيًرا أو ك َِبيًرا إ َِلى َ َ َ
ص ِ وهُ َ وا ْ أن ت َك ْت ُب ُ ْ م ْ سأ ُ ول َ ت َ ْ عوا ْ َ دُ ُ
َ ّ ُ َ َ
ة هادَ ِ ش َ م ِلل ّ قو ُ وأ ْ ه َ عندَ الل ِ سط ِ ق َ مأ ْ ه ذَل ِك ُ ْ جل ِ ِ أ َ
ة
ضَر ً حا ِ جاَرةً َ ن تِ َ كو َ وأ َدَْنى أ َل ّ ت َْرَتاُبوا ْ إ ِل ّ َأن ت َ ُ َ
ها ح أل ت َكت ُُبو َْ ّ َ ُ َ َ َ ُ
جَنا ٌ م ُ علي ْك ْ س َ م فلي ْ َ ها ب َي ْن َك ْ ديُرون َ َ تُ ِ
د ول َ َ ضآّر َ ول َ ي ُ َ وا إ ِ َ ْ وأ ْ َ
هي ٌ ش ِ ب َ كات ِ ٌ م َ عت ُ ْ ذا ت ََباي َ ْ هدُ ْ ش ِ َ
16
قوا ْ الل ّ َ
ه وات ّ ُ
م َ سوقٌ ب ِك ُ ْ ف ُه ُ عُلوا ْ َ
فإ ِن ّ ُ ف َ وِإن ت َ ْ َ
م.
)(2
عِلي ٌء َي ٍ
ش ْ ل َ ُ
ه ب ِك ّ ّ
والل ُ ه َ ّ
م الل ُ ُ
مك ُ ّ
عل ُوي ُ َ َ
-1المر بكتابة الدين وهذا يعني وجوبه
عند بعض العلماء والستحباب عند جمهور
العلماء .
-2وجوب أن يكون كاتب العقود شخصا ً
مجيدا ً للكتابة وفقهها وعلمها وشروطها
وتوثيقها والمساغ منها والغير مساغ
والمطلق والمقيد.
جـ -المر بأن تكون الكتابة بالعدل بال يزيد
الكاتب ول ينقص في الدين الذي يكتبه ول
يقيد أحد العاقدين بشروط شديدة ويحل
الطرف الخر من كل القيود والشروط بل
يكون عادل ً في كتابه أصل الدين ومراعيا ً
العدل في اللتزامات بين الفريقين وسبحان
الله الذي وصف الذي يكتب العقد بلفظه
)كاتب( دلله على حرفيته ومهارته في الكتابة.
د-يحرم شرعا على العالم بفقه العقود بأن
يمتع عن الكتابة إذا دعي إليها ولقد قال
الفقهاء إن الكتابة فرض عين بمعني إذا امتنع
أهل قرية عن الكتابة أثموا بل إنه يجب على
أهل كل قرية وجود كاتب بينهم.
17
هـ -الذي يملل الدين هو المدين لنه إقرار
منه بالدين الذي فى ذمته.
و -فى حالة كون المدين فاقد للهلية أو
غير كامل الهلية كالسفينة والجاهل والصبي
والعجوز ويجوز أن يقوم مقامة الولي
الشرعي أو الوصي أو الولي الذي يقيمه
القاضي.
-المر بكتابة الديون المؤجلة ودعوة
المتدانيين أن يطلبوا شهدوا عدول فقال
سبحانه فى الية شهيد ولم يقل شاهد إشارة
إلى ضرورة أن يتسم بقوة الضبط والصدق
والمروءة- .التجارة الحاضرة التى فيها يكون
التقابض فى المجالس وقد يتأخر فى الداء
ساعة أو بعض يوم أو نحوة.
-المر بتوثيق العقد فى السفر حتى اذا لم
نتمكن من الشهادة والكتابة يكون الرهن
".1والرهن هو المال الذي يجعل وثيقة بالدين
ليستوفى من ثمنه إذا تعذر إستيفاؤه ممن
2
عليه.
1المصدر ..ارجع ان شئت الى تفسيره اليه الكريمه فى زهره التفاسير للعلمه 1
18
والباحث فى الفقة السلمي يجد إهتمام
فقهاء السلم بأحكام العقود وخاصة عقود
والمعاوضات -:وهى العقود التى يقصد منها
الكسب والعوض مثل عقد البيع الشراء وعقد
المضاربةوعقد القرض وعقد المزراعة إلخ
ونجد التقسيمات الكثيرة للعقود خاصة فقه
الحنيفة مثل تقسيم العقد إلى ) -:صحيح
وغير صحيح (.
والصحيح ينقسم إلى )نافذ و موقوف (
والنافذ ينقسم إلى)لزم وغير لزم( العقد
الصحيح :هو العقد الذي اكتملت أركان
وشروطه وليس به أى خلل نهي الشرع عنه .
العقد الغير صحيح :هو العقد الذي أصابه
خلل فى ركن من أركانه أو في وصف فى
أوصافه مثل عقد به غرر فاحش او بيع خمر
او ميته أو لحم خنزير وهو عقد باطل أو
افسد .
19
حيح
سام العقد الصحيأق
لو صدر العقد من شخص له ولية وكامل
الهلية فهو عقد نافذ.
لو صدر العقد من شخص ليس له ولية أو
ناقص الهلية بالشراء لك كصبى أو شخص
فضولى هو عقد موقوف يعني إذا لم تجزه
أنت أصبح عقد باطل ل يقع .وإذا أجزته جاز.
والعقد الصحيح النافذ نوعان.
عقد ل يملك أحد المتعاقدين إبطاله أو
نسخه مطلقا ً إل بإذن الطرف الخر من البيع
والجارة وهو عقد صحيح نافذ لزم.
وعقد يستطيع أحد الطرفين نسخة مثل
الرهن والوكالة والوديع والهبة والصدق فيجوز
لحد الطرفين نسخة مثل المرتهن والمودع
عنده شئ وهنا يس عقد صحيح غير لزم
) جائز (.
ومن هنا فإن علماء السلم لحكمهم على
العقود يتجهون إلى شيئين.
أول :مظهر العقد
ثانيا :جوهر العقد
أول :مظهر العقد
20
فهناك أحكام لضبط العقد تمنع الخلف
والشقاق بين العاقدين مثل -:كتابة أجل العقد
إذا كان هناك فى العقد أجل وذكر تفاصيل
العقد سواء كانت كبيرة أو صغيرة .ضرورة
وجود كاتب يتجرى المانة ويكون فقيه
بالعقود.
-الشهادة على العقود.
-مراعاة شروط اليجاب والقبول التى ترجع
إلى العرف بين المتعاملين.
ثانيا -:جوهر العقد
وهو محتوي العقد ومن شروطه
-إقامة القسط ومنع الظلم وعدم الستغلل
والخلو من الربا والغش والغرر والحتكار.
-أهلية المتعاقدين :ويقصد بذلك البلوغ
والعقل والرضا فل إعتبار لعقود الصبي
والمجنون ول المكر حسب التفصيل السابق
الشارة إليه.
-محل العقد :وهو ما يجرى العقد لجله.
-الشروط الخاصة :والشروط التى يضعها
كل من المتعاقدين.
21
الفصل الثالث
الضوابط الشرعيه فى المعاملت الماليه
إن المستقرئ للشريعة السلمية فى سائر
أنواع المعاملت يجد أن أصل فيها الباحة
وليس التوقيف والتحريم لذا نجد أن
المتواجد لدينا فقط هى المعاملت المحرمة
فقط بل الصل فى الشياء والمنافع
الباحة ) وقد استدل علماء السلم على أن
الصل فى الشياء والمنافع الباحة بآيات
القرآن الواضحة من مثل قوله تعالى هو
الذى خلق لكم ما فى الرض جميعا
وقوله وسخر لكم مافى السموات
والرض جميعا منه وقوله ألم تر أن
الله سخر لكم ما فى السموات وما فى
الرض واسع عليكم نعمة ظاهرة وباطنه
وما كان الله سبحانه تعالى ليخلق هذه
الشياء ويسخرها للناس ويمن عليهم بها ثم
يحرمهم منها بتحريمهم عليهم " وعن
سلمان الفارسي سئل رسول الله ،عن
السمن و الجبن والفراء فقال الحلل ما
أحل الله فى كتابه والحرام ما حرم الله فى
كتابه وما سكت عنه فهو مما عفا لكم .فالله
سبحانه وتعالى أحل البيع بقوله وأحل
الله لبيع(.لكن نبهننا أن هذا الصل يعمل بها
مالم يدل دليل على تقييد هذا الحكم
22
مثل:تحريم الربا وهى نوع من البيع بقول
وحرم الربا .(1) ومثل قوله يأيها الذين
آمنوا ل تأكلوا أموالكم بالباطل إل عن تجارة
عن تراضي منكم فالله سبحانه وتعالىحرم
أكل أموال الناس بالباطل وأباح لنا أن
نتعامل بالمشروع من المعاملت القائمة عن
التراضي بين البائع والمشتري ومنها قوله
تعالى فإذا قضيت الصلة فأنتشروا
وابتغوا من فضل وأذكروا الله كثيرا ً لعلكم
تفلحون .(2)فيحرم البيع بعد النداء الثاني
من صلة الجمعة وتنعقد المعاملت كالبيع
والشراء والسلم والحوالة والكفالة والقرض
والوقف والهبة والعطية بكل ما يدل عليها
من قول أو فعل فل نطالب بألفاظ معينة
وأفعال معينة لنعقاد العقد بل هذا يخضع
إلى عرف التجار فى كل زمان
ومكان.فالرسول ،بني مسجده
والمسلمون بنوا المساجد فى عهده وبعد
موته ولم يأمر أحد بأن يتلفظ ويقول وقفت
هذا المسجد لله وفى الصحيحين أنه لما
أشتري جمل من عبد الله بن عمر بن
الخطاب قال هو لك يا عبد الله بن عمر ولم
يصدر عن ابن عمر لفظ قبلت.وما سبق
بيانه فى أن الصل فى الشياء والمعاملت
-البقرة الية 27 1
23
الباحة كذا بأن الصل فى الشروط بين
المتعاملين هى الحل والباحة لقوله تعالى "
وأفو بالعهد إن العهد كان
مسئول ً .(1)وقوله تعالى وأوفوا بعهد الله
إذا عاهدتم وفى الصحيحين من حديث
عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول
،وسلم قال " إن أحق ما أوفيتم به
الشروط ما ستحللكم به الفروج " وروي عن
رسول ،أنه قال " الصلح جائز بين
المسلمين إل صلحا حرم حلل أو أحل حراما ً
" قال الترمزي حسن صحيح .ومنها حديث
سفينة قال كنت مملوكا ً لم سلمة فقالت
أعتقك وأشترط عليك أن تخدم رسول
ماعشت وهذه أدلة على أن الصل فى
هذه الشروط الحل والباحة وأنه ل يحرم
منها إل ما حرمه الشرع .ولهذا أجاز بعض
أهل العلم فى عصرنا أن تشترط على من
بعته سيارتك أو بيتك حق استغلل السيارة
أو البيت لفترة معينة محدده حتى تشترى
اخرى مثل ولكن يحدد الوقت .أن الصل فى
المعاملت والشروط الباحة ومن ثم فإنه ل
يستطيع أى عالم أو فقيه مهما عل كعبه
فى العلم أن يحرم مباحا ً من المعاملت
المالية والتجارية المعاصرة التى لم يرد
- 1
24
فيها نص شرعي يدل على تحريمها أو يحوم
حولها شبهة من شبهات التحريم .لكن هناك
مجموعة من الضوابط الشرعية التى ينبغي
لكل باحث عن الحلل فى معاملته المالية
أو التجارية أن يضعها نصب عينه قبل أن
يتعامل حتي ل يقع فى دائرة الحرام سواء
كان المتعامل عالما ً بالشرع أى متخصصا ً أو
غير متخصص .ونلخص هذه الضوابط فى
المسائل التالية -:أول -:خلو المعاملة من
الربا
ثانيا -:خلو المعاملة من الغبن والظلم
ثالثًا -:خلو المعاملة من الميسر والمقامرة
أو ً
ل -:خلو المعاملة من الربا
الربا محرم بالكتاب والسنة وإجماع علماء
المسلمين قال المام السرخسى ذكر الله
لكله الربا خمسا ً من العقوبات التخبط قال
ْ
ن إ ِل ّ مو َ قو ُ ن الّرَبا ل َ ي َ ُ ن ي َأك ُُلو َ ذي َ الله تعالى ال ّ ِ
س
م ّ ن ال ْ َ م َ ن ِ طا ُ شي ْ َ ه ال ّ خب ّطُ ُ ذي ي َت َ َ م ال ّ ِ قو ُ ما ي َ ُ كَ َ
َ َ
ل الل ّ ُ
ه ح ّ وأ َ ل الّرَبا َ مث ْ ُع ِ ما ال ْب َي ْ ُقاُلوا ْ إ ِن ّ َ م َ ه ْ ك ب ِأن ّ ُ ذَل ِ َ
ه
من ّرب ّ ِ ة ّ عظ َ ٌ و ِ
م ْ جاءهُ َ من َ ف َ م الّرَبا َ حّر َ و َ ع َ ال ْب َي ْ َ
ف َ
د
عا َن َ م ْ و َ ه َ مُرهُ إ َِلى الل ّ ِ وأ ْ سل َ َ َ ما َ ه َ فل َ ُى َ ه َ فانت َ َ َ
ن َ ول َئ ِ َ ُ َ
دو َ خال ِ ُ ها َ في َ م ِ ه ْ ر ُب الّنا ِ حا ُ ص َ كأ ْ فأ ْ
25
1 -المحق قال تعالى يمحق الله الربا
-الكفر قال الله تعالى وذور ما بقي من
الربا إن كنتم مؤمنين ووقال والله ل
يحب كل كفار أثيم ؟أى كفار باستحلل الربا
أثيم فاجر باكل الربا.
عادَ ن َ م ْ و َ الخلود فى النار قال تعالى َ
فأ ُول َئ ِ َ َ
ن ..وقد دو َ خال ِ ُ ها َ في َ م ِ ه ْ ر ُ ب الّنا ِ حا ُ ص َ كأ ْ َ ْ
ذم الربا وحرمه فى القرآن فى عدة مواقع.
ْ
ما ن إ ِل ّ ك َ َ مو َ قو ُ ن الّرَبا ل َ ي َ ُ ن ي َأك ُُلو َ ذي َ ال ّ ِ
س ذَل ِ َ
ك م ّ ن ال ْ َ م َ ن ِ طا ُ شي ْ َ ه ال ّ خب ّطُ ُ ذي ي َت َ َ م ال ّ ِ قو ُ يَ ُ
َ َ
ل الل ّ ُ
ه ح ّ وأ َ ل الّرَبا َ مث ْ ُ ع ِ ما ال ْب َي ْ ُ قاُلوا ْ إ ِن ّ َ م َ ه ْ ب ِأن ّ ُ
همن ّرب ّ ِ ة ّ عظ َ ٌ و ِ م ْ جاءهُ َ من َ ف َ م الّرَبا َ حّر َ و َ ع َ ال ْب َي ْ َ
َ
د
عا َ ن َ م ْ و َ ه َ مُرهُ إ َِلى الل ّ ِ وأ ْ ف َ سل َ َ ما َ ه َ فل َ ُ ى َ ه َ فانت َ َ َ
ق َ ول َئ ِ َ ُ َ
ح ُ م َ ن ،يَ ْ دو َ خال ِ ُ ها َ في َ م ِ ه ْ ر ُ ب الّنا ِ حا ُ ص َ كأ ْ فأ ْ
لب كُ ّ ح ّ ه ل َ يُ ِ والل ّ ُ ت َ قا ِ صدَ َ وي ُْرِبي ال ّ ه ال ّْرَبا َ الل ّ ُ
َ
تحا ِ صال ِ َ مُلوا ْ ال ّ ع ِ و َ مُنوا ْ َ نآ َ ذي َ ن ال ّ ِ ر أِثيم ٍ ،إ ِ ّ فا ٍ كَ ّ
َ وأ َ َ
د
عن َ م ِ ه ْ جُر ُ مأ ْ ه ْ كاةَ ل َ ُ وا ْ الّز َ وآت َ ُ صل َةَ َ موا ْ ال ّ قا ُ َ
ها ي هم يحزُنون ،يا أ َ َ ل و م ه ي َ ل ع ف و خ َ ل و م ه ب ر
َ ّ َ َ ُ ْ َ ْ َ َ ْ ٌ َ ْ ِ ْ َ َ ّ ِ ْ َ
ن الّرَبا م َ ي ِ ق َْ ما ب َ ِ وذَُروا َْ ه َ ّ
قوا الل َ ْ مُنوا ات ّ ُ ْ نآ َ ذي َ ال ّ ِ
ب
حْر ٍ فأذَُنوا ْ ب ِ َ عُلوا ْ َ ف َ م تَ ْ فِإن ل ّ ْ نَ ، مِني َ ؤ ِ م ْ كنُتم ّ ِإن ُ
سؤو ُ م ُر ُ فل َك ُ ْ م َ وِإن ت ُب ْت ُ ْ ه َ سول ِ ِ وَر ُ ه َ ن الل ّ ِ م َ ّ
َ ْ ْ ُ َ
ن ول َ ت ُظل ُ م ل َ ت َظل ِ ُ
2
مو َ ن َ مو َ وال ِك ْ م َ أ ْ
26
عا ً
فا ض َ مُنوا ْ ل َ ت َأ ْك ُُلوا ْ الّرَبا أ َ ْ نآ َ ذي َ ها ال ّ ِ
َ
َيا أي ّ َ
حونَ ا 1و م تُ ْ
فل ِ ُ عل ّك ُ ْ ه لَ َ قوا ْ الل ّ َ وات ّ ُة َ ف ًع َضا َ م َ ّ
ْ و َ َ
ه
عن ْ ُ
هوا َ قدْ ن ُ ُ م الّرَبا َ ه ُ ذ ِ خ ِوأ ْ قوله تعالى َ
َ َ وأ َك ْل ِ
عت َدَْناوأ ْ ل َ س ِبال َْباطِ ِ ِ ل الّنا وا َ م َ مأ ْ ه ِْ َ
2
ما لي ذابا أ َِ َ ع
َ م ه ن م ن ري ف كا َ ْ ل لِ
ً ً ِ ِ َ ِ ْ ُ ْ
أقسام الربا
ربا الفضل :وفيها وردت أحاديث (1
صحيحة عن رسول الله ،عن أبي سعيد
الخذري رضي الله عنه قال قال رسول
الله ل تبيعوا الذهب بالذهب إل مثل
بمثل و ل تشفوا بعضها على بعض ول
تبيعوا الورق بالورق إل مثل بمثل ول
تشفوا بعضها على بعض ول تبيعو منها
غائبا ً بناجز" وفى رواية ل تبيعوا الذهب
بالذهب ول الورق بالورق إل وزنا ً بوزن
مثل بمثل سواء بسواء ).(3وفي صحيح
مسلم " الذهب بالذهب والفضة بالفضة
والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر
والملح بالملح مثل ً بمثل يدا بيد فمن زاد
أو إستزاد فقد أربي الخذ والمعطي فيه
سواء ".وعن البراء بن عازب رضي الله
عنه وزيد بن أرقم رضي الله عنه قال ً
27
نهي رسول الله ،عن بيع الورق
بالذهب ديناا ً).(1وقد أجمع الفقهاء على
أنه يحرم ربا النساء وربا الفضل فى البيع
والسلم فى الصناف الستة
وهى)) الذهب – الفضة -البر ) القمح ( –
الشعير -التمر -الملح (( ل يجوز ان تبادل
ذهب بذهب ول فضة بفضة ول قمح بقمح
ول تمر ول ملح بملح .ويحرم فيها النساء
بمعني ل يجوز البيع بالجل فيها .فل
تبادل الذهب القديم بالذهب الجديد مع
دفع الفرق.ول تبادل من الرز من النوع
كذا بطن من الرز كذا مع دفع الفرق ول
تبادل التمر الردئ بنصفه أو ثلثه من
التمر الجيد فيجب أن يكون الصفات
متماثلت بالوزن ويجب القبض يدا بيد.فى
نفس مجلس العقد إما إذا كان البيع
لصنفين مختلفين من داخل المجموع
كذهب بفضة أو دينار بجنيه ".
و الموال النقدية تأخذ حكم الذهب ويجب
التقابض يدا بيد ول يشترط التماثل وفي
حالة عدم التقابض فى نفس المجلس تغير
مثل ً ورقة دولر بالجنيهات وسوف تعطي له
الجنهيات بعد يومين فقد وقعت فى ربا
النسيئه.
28
كل هذا حتي ل يقع استغلل التاجر أو بعض
الناس لبعضهم الغير عالمين بحقيقه
الصناف فقد ستبدل أشياء يظنها أنها أقل
قيمة بأشياء أقل قيمة جهالة منه وضده
ذريعة الربا
ساواةعند إذالبد من الم
بادل لقول ،مثل ً بمثل سواء الت
تبا
بسواء فمن زاد أو استزاد فقد أربي
والتقابض فل يجوز أن يعطي أحدهم أحد
البدلين الن والخر يسلم مؤجل لقوله
إل هاء وهاء
ثانيا -:ربا القروض
" إن الناس ل يتسغنون فى حياتهم عن
القرض والمداينه ولذلك شرع الله القرض
لعباده غير أنه حدد حدودا ً ل ينبغي لمسلم
أن يتجاوزها وإل وقع فى الثم وندب إلى
أخلق عالية ينبغي أن يتحلي بها كل مقرض
ومقترض.
ض فضل القر أو ً
ل-:
هو من فضائل العمال ففي الصحيحين
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنها أن
رسول الله ،قال المسلم أخو المسلم ل
يظلمه ول يسلمه ومن كان فى حاجة أخيه
كان الله فى حاجته ومن سعي فى قضاء
29
حاجة أخيه قضي الله حاجاته ومن فرج عن
أخيه كربه فرج الله عنه بها كربه من كرب
يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم
القيامه( وقال)وما من مسلم يقرض
مسلما ً قرضا ً إل كان كصدقه مرة ( رواه ابن
ماجه.
ثانيًا -:ل ينبغي المسلم أن يستدين إل إذا
احتاج فرحم الله المام كان فى السفار
يسقي الناس ويحمل الحمال ويؤجر نفسه
حتى ل يحتاج إلى الدين وسرقت ثيابة
فأختبأ فى غار فوجده بعض أصحابه بعد
ثلثة أيام فأراد أن يرمي له بثوب يستر به
عورته فقال أحمد ل أخذ منك شيئا ً هبة ول
دينا ولكن أكتب لك أحاديث باجره.
ضجر نفعفهو كلقر ثالثًا-:
ربا
إذا أقرضت شخصا ً فل يحل لك أن تقبل
منه هدية أو منفعة أو يحمل لك متعاك أو
يقدم لك خدمه فإن قبلت منه شيئا ً كان ربا.
أخرج البخارى فى صحيحه عن أبي
موسي الشعري أنه قال" قدمت المدينه
فلقيت عبد الله بن سلم فقال لى إنك
بأرض فيها الربا فاش فإذا كان لك على
30
رجل حق فأهدى إليك حمل تبن أو حمل
شعير أو حمل قت فل تاخذه فإنه ربا
1
)فى ظلل آيات الربا (
ْ
ما ن إ ِل ّ ك َ َ مو َ قو ُ ن الّرَبا ل َ ي َ ُ ن ي َأك ُُلو َ ذي َ ال ّ ِ
س ذَل ِ َ
ك م ّ ن ال ْ َ م َ ن ِ طا ُ شي ْ َ ه ال ّ خب ّطُ ُ ذي ي َت َ َ م ال ّ ِ قو ُ يَ ُ
َ َ
ل الل ّ ُ
ه ح ّ وأ َ ل الّرَبا َ مث ْ ُ ع ِ ما ال ْب َي ْ ُ قاُلوا ْ إ ِن ّ َ م َ ه ْ ب ِأن ّ ُ
ه
من ّرب ّ ِ ة ّ عظ َ ٌ و ِ م ْ جاءهُ َ من َ ف َ م الّرَبا َ حّر َ و َ ع َ ال ْب َي ْ َ
ف َ
ن م ْ و َ ه َ مُرهُ إ َِلى الل ّ ِ وأ ْ سل َ َ َ ما َ ه َ فل َ ُ ى َ ه َُ فانت َ َ َ
ن. َ ول َئ ِ َ عادَ َ
دو َ خال ِ ُ ها َ في َ م ِ ه ْ ر ُ ب الّنا ِ حا ُ ص َ كأ ْ فأ ْ َ
ه لَ والل ّ ُ ت َ قا ِ صدَ َ وي ُْرِبي ال ّ ه ال ّْرَبا َ ق الل ّ ُ ح ُ م َ يَ ْ
مُلوا ْ َ
ع ِ و َ مُنوا ْ َ نآ َ ذي َ ن ال ّ ِ مز إ ِ ّ ر أِثي ٍ فا ٍ ل كَ ّ ب كُ ّ ح ّ يُ ِ
َ
مه ْ كاةَ ل َ ُ وا ْ الّز َ وآت َ ُ صل َةَ َ موا ْ ال ّ قا ُ وأ َ ت َ حا ِ صال ِ َ ال ّ
م ول َ ُ ف َ َ ول َ َ َ
ه ْ م َ ه ْ علي ْ ِ و ٌ خ ْ م َ ه ْ عندَ َر َب ّ ِ م ِ ه ْ جُر ُ أ ْ
وذَُروا ْ ه َ قوا ْ الل ّ َ مُنوا ْ ات ّ ُ نآ َ ذي َ ها ال ّ ِ ن َ .يا أي ّ َ حَزُنو َ يَ ْ
م فِإن ل ّ ْ نَ . مِني َ ؤ ِ م ْ كنُتم ّ ن الّرَبا ِإن ُ م َ ي ِ ق َ ما ب َ ِ َ
ّ ْ ْ َ ْ ُ ْ
وِإن ه َ سول ِ ِ وَر ُ ه َ ن الل ِ م َ ب ّ حْر ٍ علوا فأذَُنوا ب ِ َ ت َف َ
َ
ول َ ن َ مو َ م ل َ ت َظْل ِ ُ وال ِك ُ ْ م َسأ ْ ؤو ُ م ُر ُ فل َك ُ ْ م َ ت ُب ْت ُ ْ
فن َظَِرةٌ إ َِلى ة َ سَر ٍ ع ْ ذو ُ ن ُ كا َ وِإن َ نَ . مو َ ت ُظْل َ ُ
ميسرة َ
م كنت ُ ْ م ِإن ُ خي ٌْر ل ّك ُ ْ قوا ْ َ صدّ ُ وأن ت َ َ َ ْ َ َ ٍ َ
ه إ َِلى الل ّ ِ
ه في ِ ن ِ عو َ ج ُ ما ت ُْر َ و ً قوا ْ ي َ ْ وات ّ ُ نَ . مو َ عل َ ُ تَ ْ
1
المصدر – 1فى ظلل القران من *333 -317
31
م لَ
ه ْ
و ُ
ت َ ما ك َ َ
سب َ ْ س ّ
ف ٍ فى ك ُ ّ
ل نَ ْ و ّ
م تُ َ ثُ ّ
ن .مو َ ي ُظْل َ ُ
الوجه الكالح الطالح هو الربا ،الصدقة
عطاء وسماحه ،وطهارة وزكاة ،وتعاون
وتكافل .والربا شح .وقذارة ودنس ،وأثره
وفرديه والصدقة تزول عن المال بل عوض
ول رد .والربا استرداد للدين ومعه زيادة
حرام مقتطعة من جهد المدين أو من
لحمة .من جهده إن كان قد عمل بالمال
الذي استدانه فريح نتيجة لعمله هو وكده .
ومن لحمة إن كان لم يربح أو خسر ،أو كان
قد أخذ المال للنفقة منه على نفسه وأهله
ولم يستربحه شيئا ً .ومن ثم فهو الربا الوجه
الخر المقابل للصدقة ..الوجه الكالح
الطالح !لهذا عرضه السياق مباشرة بعد
عرض الوجه الطيب السمح الطاهر الجميل
الودود ! عرضه عرضا ً منفرا ً يكشف عما فى
عملية الربا من قبح وشناعة .ومن جفاف
فى القلب وشر فى المجتمع ،وفساد فى
الرض وهلك للعباد ولم يبلغ من تفظيع أمر
أراد السلم إبطاله من أمور الجاهلية ما بلغ
من تفظيع الربا .ول يبلغ من التهديد فى
اللفظ والمعني ما بلغ التهديد فى أمر الربا.
في هذه اليات وفي غيرها فى مواضع
أخرى .ولله الحكمة البالغة .فلقد كانت
32
للربا فى الجاهلية مفاسدة وشروره ولكن
الجوانب الشائهة القبيحة من وجهة الكالح
ما كانت كلها بادية فى مجتمع الجاهلية كما
بدت اليوم وتكشف فى عالمنا الحاضر ،ول
كانت البثور والدمامل فى ذلك الوجه الدميم
مكشوفة كلها كما كشفت اليوم فى
مجتمعنا الحديث .فهذه الحملة المفزعة
البادية فى هذه اليات على ذلك النظام
المقيت ،تتكشف اليوم حكمتها على ضوء
الواقع الفاجع فى حياة البشرية أشد مما
كانت متكشفة فى الجاهلية الولي .ويدرك
– من يريد أن يتدبر حكمة الله وعظمة هذا
الدين وكمال هذا المنهج ودقة هذا النظام-
يدرك اليوم من هذا كله مالم يكن يدركه
الذين واجهوا هذه النصوص أول مرة وامامة
اليوم من واقع العالم ما يصدق كل كلمة
تصديقا حيا ً مباشرا ً واقعا ً والبشرية الضالة
التى تأكل الربا وتوكله تنصب عليها البليا
الماحقة الساحقة من جراء هذا النظام
الربوي ،وفي أخلقها ودينها وصحتها
واقتصادها وتتلقي – حقا ً – حربا ً من الله
تصب عليها النقمة والعذاب .أفرادا ً
وجماعات وأمما وشعوبا ً وهي ل تعتبر ول
تفيق!وحينما كان السياق يعرض فى الدرس
السابق دستور الصدقة كان يعرض قاعدة
33
من قواعد النظام الجتماعي والقتصادي
الذي يريد الله للمجتمع المسلم أن يقوم
عليه ،ويجب للبشرية أن تستمتع بما فيه من
رحمة ..فى مقابل ذلك النظام الخر الذي
يقوم على الساس الربوي الشرير القاسي
اللئيم
إنهما نظامان متقابلن :النظام
السلمي والنظام الربوي ! وهما ل يلتقيان
فى تصور ،ول يتفقان في أساس ،ول
يتوافقان فى نتيجة ..إن كل ً منهما يقوم
للحياة والهداف والغايات يناقض الخر تمام
المناقضة وينتهي إلى ثمرة فى حياة الناس
تختلف عن الخري كل الختلف ..ومن ثم
كانت هذه الحملة المفزعة ،وكان هذا
التهديد الرعيب .إن السلم يقيم نظامه
القتصادي – ونظام الحياة كلها – على تصور
معين يمثل الحق الواقع فى هذا الوجود
يقيمه على أساس ان الله – سبحانه – هو
خالق هذا الكون – هو خالق هذه الرض ،
وهو خالق هذا النسان ..هو الذي وهب كل
موجود وجوده وأن الله – سبحانه – وهو
مالك كل موجود بما أنه موجده قد استخلف
الجنس النساني فى هذه الرض ومكنه مما
أدخر له فيها من أرزاق وأقوات ومن قوي
وطاقات ،على عهد منه وشرط ولم يترك له
34
هذا الملك العريض فوضي ،يصنع ما يشاء
كيف شاء .وإنما استخلفه فيه إطار من
الحدود الواضحة .استخلفة فيه على شرط
ان يقوم فى الخلفة وفق منهج الله،
وحسب شريعته فما وقع منه عقود وأعمال
ومعاملت وأخلق وعبادات وفق التعاقد فهو
صحيح نافذ ..وما وقع منه مخالفا ً لشروط
التعاقد فهو باطل موقوف فإذا أنفذه قوة
وقسرأ فهو إذن ظلم وإعتداء ل يقره
المؤمنون بالله فالحاكمية فى الرض – كما
هي فى الكون كله -لله وحده .والناس –
حاكمهم ومحكومهم – إنما يستمدون
سلطاتهم من تنيذهم لشريعة الله ومهجه
وليس لهم – فى جملتهم أن يخرجوا عنها ،
لنهم إنما هم وكلء مستخلفون فى الرض
بشرط وعهد وليسوا ملكا خالقين لما فى
أيديهم من أرزاق.من بين بنود هذا العهد أن
يقوم التكافل بين المؤمنين بالله ،فيكون
بعضهم أولياء بعض ،وأن ينتفعوا برزق الله
الذي أعطاهم على أساس هذا التكافل -ل
على قاعدة الشيوع المطلق كما تقول
الماركسية .ولكن على أساس الملكية
الفردية المقيدة -فمن وهبة الله منهم سعة
أفاض من سعته على من قدر عليه رزقه .
مع تكليف الجميع بالعمل كل حسب طاقته
35
واستعداده وفيما يسره الله له – فل يكون
أحدهم كل ً على أخيه أو على الجماعة وهو
قادر كما بينا ذلك من قبل .وجعل الزكاة
فريضة فى المال محددة .والصدقة تطوعا ً
غير محدد.وقد شرط عليهم كذلك أن
يلتزموا جانب القصد والعتدال ،ويتجنبوا
السرف والشطط فيما ينفقون من رزق
الله الذي أعطاهم ،وفيما يستمعون به من
الطيبات التى أحلها لهم .ومن ثم تظل
حاجتهم الستهلكية للمال والطيبات
محدودة العتدال .وتظل فضله من الرزق
معرضه لفريضة الزكاة وتطوع الصدقة
ويخاصه أن المؤمن مطالب بتثمير ماله
وتكثيره.وشرط عليهم أن يلتزموا فى تنمية
أموالهم وسائل ل ينشأ عنها الذى
للخرين ،ول يكون من جرائها تعويق أو
تعطيل لجريان الرزاق بين العباد ،ودور أن
المال فى اليدي على أوسع نطاق ":كي ل
يكون دولة بين الغنياء منكم" وكتب عليهم
الطهارة فى النية والعمل ،والنظافة فى
الوسيلة والغاية ،وفرض عليهم قيودا ً فى
تنمية المال ل تجعلهم يسلكون إليها سبل ً
تؤذي ضمير الفرد وخلقه ،أو تؤذي حياة
الجماعة وكيانها).(1وأقام هذا كله على
-يراجع فصل " سياسة المال " في كتاب " العدالة الجتماعية في السلم .دار 1
الشروق
36
أساس التصور الممثل لحقيقة الواقع فى
هذا الوجود ،وعلى أساس عهد الستخلف
الذي يحكم كل تصرفات النسان المستخلف
فى هذا الملك العريض.ومن ثم فالربا عملية
تصطدم إبتداء مع قواعد التصور اليماني
إطلقا ً ،ونظام يقوم على تصور آخر .تصور
ل نظر فيه لله سبحانه وتعالى .ومن ثم ل
رعاية فيه للمبادئ والغايات والخلق التى
يريد الله للبشر أن تقوم حياتهم عليها .إنه
يقوم إبتداء على أساس ان ل علقة بين
إرادة الله وحياة البشر .فالنسان هو سيد
هذه الرض إبتداء وهو غير مقيد بعهد من
الله ،وغير ملزم بإتباع اوامر الله!ثم إن
الفرد حر فى وسائل حصوله له على المال،
وفي طريق تنمية ،كما هو حر فى التمتع
به .غير ملتزم فى شئ من هذا بعهد من
الله أو شرط ،وغير مقيد كذلك بمصلحة
الخرين .ومن ثم فل إعتبار لن يتأذي
المليين إذا هو أضاف إلى خزانته ورصيده
ما يستطيع إضافته .وقد تتدخل القوانين
الوضعية أحيانا ً فى الحد من حريته هذه –
ل ،وفيجزئيا ً – فى تحديد سعر الفائدة مث ً
منع انواع من الحتيال والنصب والغصب
والنهب ،والغش والضرر .ولكن هذا التدخل
يعود إلى ما يتواضع عليه الناس انفسهم ،
37
وما تقودهم إليه أهواؤهم ،ل إلى مبدأ ثابت
مفروض من سلطة إلهية كذلك يقوم على
أساس تصور خاطئ فاسد .هو أن غاية
الغايات للوجود النساني هي تحصيلة للمال
–بأيه وسيلة – واستمتاعه به على النحو
الذي يهوي ! ومن ثم يتكالب على جمع
المال وعلى المتاع به ،ويدوس فى الطريق
كل مبدأ وكل صالح للخرين ثم ينشئ فى
النهاية نظاما ً يسحق البشرية سحقا ً ،
ويشقيها فى حياتها أفرادا ً وجماعات ودول ً
وشعوبا ً ،لمصلحة حفنة من المرابين،
ويحطها أخلقيا ً ونفسيا ً وعصبيا ً ،ويحدث
الخلل فى دورة المال ونمو القتصاد
البشري نموا ً سويا ً وينتهي – كما فى العصر
الحديث – إلى تركيز السلطة الحقيقة
والنفوذ العملي على البشرية كلها فى أيدي
زمره من أحط خلق الله وأشدهم شرا ً ،
وشر ذكة ممن ل يرعون فى البشرية إل ول
ذمة ،ول يراقبون فيها عهدا ً ول حرمة..
وهؤلء هم الذين يداينون الناس أفرادا ً ،كما
يداينون الحكومات والشعوب فى داخل
بلدهم وفى خارجها – وترجع إليهم الحصيلة
الحقيقية لجهد البشرية كلها ،وكد الدميين
وعرقهم ودمائهم ،فى صورة فوائد ربوية
لم يبذلوا هم فيها جهدًا.وهم ل يملكون
38
المال وحده .غنما يملكون النفوذ..ولما لم
تكن لهم مبادئ ول أخلق ول تصور ديني أو
أخلقي على الطلق ،بل لما كانوا
يسخرون من حكاية الديان والخلق والمثل
والمبادئ فإنهم بطيعة الحال يستخدمون
هذا النفوذ الهائل الذي يملكونه فى إنشاء
الوضاع والفكار والمشروعات التى تمكنهم
من زيادة الستغلل ،ول تقف فى طريق
جشعهم وخسة أهدافهم ..وأقرب الوسائل
هي تحطيم أخلق البشرية وإسقاطها فى
مستنقع آسن من اللذائذ والشهوات ،التى
يدفع الكثيرون آخر فلس يملكونه ،حيث
تسقط الفلوس فى المصائد والشباك
المنصوبة! وذلك مع التحكم فى جريان
القتصاد العالمي وفق مصالحهم المحدودة
مهما أدا هذا إلى الزمات الدورية المعرفة
فى عالم القتصاد ,والى انحراف النتاج
الصناعي والقتصادي كله عما فيه مصلحة
المجموعة البشرية إلى مصلحة الممولين
المرابين الذين ,تتجمع فى أيديهم خيوط
الثروة العالمية !
والكارثة التى تمت فى العصر الحديث –
ولم تكن بهذه الصورة البشعة فى الجاهلية
– هى أن هؤلء المربين – الذين كانوا
يتمثلون فى الزمن الماضي فى صورة أفراد
39
أو بيوت مالية كما يتمثلون الن فى صورة
مؤسسى المصارف العصرية – قد استطاعوا
بما لديهم من سلطة هائلة مخيفة داخل
أجهزة الحكم العالمية وخارجها ,وبما
يملوكن من وسائل التوجيه والعلم فى
الرض كلها ...سواء فى ذلك الصحف
والكتب والجامعات والساتذة ومحطات
الرسال ودور السينما وغيرها ..أن ينشئوا
عقلية عامة بين جماهير البشر المساكين
الذين يأكلون أولئك المرابون عظامهم
ولحومهم ,ويشربون عرقهم ودماءهم فى
ظل النظام الربوى ..هذه العقلية العامة
خاضعة لليحاء الخبيث المسموم بأن الربا
هو النظام الطبيعى المعقول .والساس
الصحيح الذى ل أساس غيره للنمو
القتصادي .وأنه من بركات هذا النظام
وحسناته كان هذا التقدم الحضاري فى
الغرب .وأن الذين يريدو إبطاله جماعة من
الخياليين – غير العملين – وأنهم إنما
يعتمدون فى نظرتهم هذه على مجرد
نظريات أخلقية ومثل خيالية ل رصيد لها
من الواقع ,وهى كفيلة بإفساد النظام
القتصاد كله لو سمح لها أن تتدخل فيه!
حتى ليتعرض الذين ينتقدون النظام الربوي
من هذا الجانب للسخرية من البشر الذين
40
هم فى حقيقة المر ضحايا بائسة لهذا
النظام ذاته ! ضحايا شأنهم شأن القتصاد
العالمى نفسه الذى تضطره عصابات
المرابين العالمية لن يجرى جريانا غير
طبيعى ول سوى .ويتعرض للهزات الدورية
المنظمة! وينحرف عن أن يكون نافعا
للبشرية كلها ,إلى أن يكون وقفا ً على
حفنة من الذئاب قليلة! إن النظام الربوى
نظام معيب من الواجهة القتصادية البحتة –
وقد بلغ من سوئه ان تنبه لعيوبه بعض
أساتذة القتصاد الغربيين أنفسهم ،وهم قد
نشأوا فى ظله ،وأشربت عقولهم وثقافتهم
تلك السموم التى تبثها عصابات المال فى
كل فروع الثقافة والتصور والخلق ؟ وفى
مقدمة هؤلء الساتذة الذين يعبون هذا
النظام من الناحية القتصادية البحتة "
دكتور شاخت " اللماني ومدير بنك الرايخ
اللماني سابقا ً ز وقد كان مما قاله فى
محاضرة له بدمشق عام 1953أنه بعملية
رياضية ) غير متناهية ( يتضح أن جميع
المال فى الرض صائر إلى عدد قليل جدا ً
من المرابين .ذلك أن الدائن المرابي يربح
دائما ً فى كل عملية ،بينما المدين معرض
للربح والخسارة ومن ثم فإن المال كله في
النهاية ل بد بالحساب الرياضي أن يصير إلى
41
الذي يربح دائما وأن هذه النظرية في
طريقها للتحقق الكامل فإن معظم مال
الرض الن يملكه ملكا حقيقيا بضعة الوف
أما جميع الملك وأصحاب المصانع الذين
يستدينون من البنوك والعمال وغيرهم فهم
ليسوا سوى أجراء يعملون لحساب أصحاب
المال ويجني ثمرة كدهم أولئك اللوف
وليس هذا وحده هو كل ما للربا من جريرة
فإن قيام النظام القتصادي على الساس
الربوي يجعل العلقة بين أصحاب الموال
وبين العاملين في التجارة والصناعة علقة
مقامرة ومشاكسة مستمرة فإن المرابي
يجتهد في الحصول على أكبر فائدة ومن ثم
يمسك المال حتى يزيد اضطرار التجارة
والصناعة إليه فيرتفع سعر الفائدة ; ويظل
يرفع السعر حتى يجد العاملون في التجارة
والصناعة أنه ل فائدة لهم من استخدام هذا
المال لنه ل يدر عليهم ما يوفون به الفائدة
ويفضل لهم منه شيء عندئذ ينكمش حجم
المال المستخدم في هذه المجالت التي
تشتغل فيها المليين ; وتضيق المصانع
دائرة انتاجها ويتعطل العمال فتقل القدرة
على الشراء وعندما يصل المر إلى هذا الحد
ويجد المرابون أن الطلب على المال قد
نقص أو توقف يعودون إلى خفض سعر
42
الفائدة اضطرارا فيقبل عليه العاملون في
الصناعة والتجارة من جديد وتعود دورة
الحياة إلى الرخاء وهكذا دواليك تقع
الزمات القتصادية الدورية العالمية ويظل
البشر هكذا يدورون فيها كالسائمة ثم إن
جميع المستهلكين يؤدون ضريبة غير
مباشرة للمرابين فإن أصحاب الصناعات
والتجار ل يدفعون فائدة الموال التي
يقترضونها بالربا إل من جيوب المستهلكين
فهم يزيدونها في أثمان السلع الستهلكية
فيتوزع عبؤها على أهل الرض لتدخل في
جيوب المرابين في النهاية أما الديون التي
تقترضها الحكومات من بيوت المال لتقوم
بالصلحات والمشروعات العمرانية فإن
رعاياها هم الذين يؤدون فائدتها للبيوت
الربوية كذلك إذ أن هذه الحكومات تضطر
إلى زيادة الضرائب المختلفة لتسدد منها
هذه الديون وفوائدها وبذلك يشترك كل فرد
في دفع هذه الجزية للمرابين في نهاية
المطاف وقلما ينتهي المر عند هذا الحد ول
يكون الستعمار هو نهاية الديون ثم تكون
الحروب بسبب الستعمار ونحن هنا في
ظلل القرآن ل نستقصي كل عيوب النظام
الربوي فهذا مجاله بحث مستقل فنكتفي.
بهذا القدر لنخلص منه إلى تنبيه من يريدون
43
أن يكونوا مسلمين إلى جملة حقائق
أساسية بصدد كراهية السلم للنظام
الربوي المقيت الحقيقة الولى التي يجب
أن تكون مستيقنة في نفوسهم أنه ل إسلم
مع قيام نظام ربوي في مكان وكل ما يمكن
أن يقوله أصحاب الفتاوي من رجال الدين
أو غيرهم سوى هذا دجل وخداع فأساس
التصور السلمي كما بينا يصطدم اصطداما
مباشرا بالنظام الربوي ونتائجه العملية في
حياة الناس وتصوراتهم وأخلقهم والحقيقة
الثانية أن النظام الربوي بلء على النسانية
ل في إيمانها وأخلقها وتصورها للحياة
فحسب بل كذلك في صميم حياتها
القتصادية والعملية وأنه أبشع نظام يمحق
سعادة البشرية محقا ويعطل نموها
النساني المتوازن على الرغم من الطلء
الظاهري الخداع الذي يبدو كأنه مساعدة من
هذا النظام للنمو القتصادي العام والحقيقة
الثالثة أن النظام الخلقي والنظام العملي
في السلم مترابطان تماما وأن النسان
في كل تصرفاته مرتبط بعهد الستخلف
وشرطه وأنه مختبر ومبتلى وممتحن في
كل نشاط يقوم به في حياته ومحاسب عليه
في آخرته فليس هناك نظام أخلقي وحده
ونظام عملي وحده وإنما هما معا يؤلفان
44
نشاط النسان وكلهما عبادة يؤجر عليها إن
أحسن وإثم يؤاخذ عليه إن أساء وأن
القتصاد السلمي الناجح ل يقوم بغير
أخلق وأن الخلق ليست نافذة يمكن
الستغناء عنها ثم تنجح حياة الناس العملية
والحقيقة الرابعة أن التعامل الربوي ل
يمكن إل أن يفسد ضمير الفرد وخلقه
وشعوره تجاه أخيه في الجماعة; وإل أن
يفسد حياة الجماعة البشرية وتضامنها بما
يبثه من روح الشره والطمع والثرة
والمخاتلة والمقامرة بصفة عامة أما في
العصر الحديث فإنه يعد الدافع الول لتوجيه
رأس المال إلى أحط وجوه الستثمار كي
يستطيع رأس المال المستدان بالربا أن
يربح ربحا مضمونا فيؤدي الفائدة الربوية
ويفضل منه شيء للمستدين ومن ثم فهو
الدافع المباشر لستثمار المال في الفلم
القذرة والصحافة القذرة والمراقص
والملهي والرقيق البيض وسائر الحرف
والتجاهات التي تحطم أخلق البشرية
تحطيما والمال المستدان بالربا ليس همه
أن ينشىء أنفع المشروعات للبشرية; بل
همه أن ينشىء أكثرها ربحا ولو كان الربح
أتما يجيء من استثارة أحط الغرائز وأقذر
الميول وهذا هو المشاهد اليوم في أنحاء
45
الرض وسببه الول هو التعامل الربوي
والحقيقة الخامسة أن السلم نظام
متكامل فهو حين يحرم التعامل الربوي
يقيم نظمه كلها على أساس الستغناء عن
الحاجة إليه ; ونظم جوانب الحياة الجتماعية
بحيث تنتفي منها الحاجة إلى هذا النوع من
التعامل بدون مساس بالنمو القتصادي
والجتماعي والنساني المطرد والحقيقة
السادسة أن السلم حين يتاح له أن ينظم
الحياة وفق تصوره ومنهجه الخاص لن يحتاج
عند إلغاء التعامل الربوي إلى إلغاء
المؤسسات والجهزة اللزمة لنمو الحياة
القتصادية العصرية نموها الطبيعي السليم
ولكنه فقط سيطهرها من لوثة الربا ودنسه
ثم يتركها تعمل وفق قواعد أخرى سليمة
وفي أول هذه المؤسسات والجهزة
المصارف والشركات وما إليها من
مؤسسات القتصاد الحديث والحقيقة
السابعة وهي الهم ضرورة اعتقاد من يريد
أن يكون مسلما بأن هناك استحالة اعتقادية
في أن يحرم الله أمرا ل تقوم الحياة
البشرية ول تتقدم بدونه كما أن هناك
استحالة اعتقادية كذلك في أن يكون هناك
أمر خبيث ويكون في الوقت ذاته حتميا
لقيام الحياة وتقدمها فالله سبحانه هو
46
خالق هذه الحياة وهو مستخلف النسان
فيها ; وهو المر بتنميتها وترقيتها ; وهو
المريد لهذا كله الموفق إليه فهناك استحالة
إذن في تصور المسلم أن يكون فيما حرمه
الله شيء ل تقوم الحياة البشرية ول تتقدم
بدونه وأن يكون هناك شيء خبيث هو حتمي
لقيام الحياة ورقيها وإنما هو سوء التصور
وسوء الفهم والدعاية المسمومة الخبيثة
الطاغية التي دأبت أجيال على بث فكرة أن
الربا ضرورة للنمو القتصادي والعمراني
وأن النظام الربوي هو النظام الطبيعي
وبث هذا التصور الخادع في مناهل الثقافة
العامة ومنابع المعرفة النسانية في مشارق
الرض ومغاربها ثم قيام الحياة الحديثة على
هذا الساس فعل بسعي بيوت المال
والمرابين وصعوبة تصور قيامها على أساس
آخر وهي صعوبة تنشأ أول من عدم اليمان
كما تنشأ ثانيا من ضعف التفكير وعجزه عن
التحرر من ذلك الوهم الذي اجتهد المرابون
في بثه وتمكينه لما لهم من قدرة على
التوجيه وملكية للنفوذ داخل الحكومات
العالمية وملكية لدوات العلم العامة
والخاصة والحقيقة الثامنة إن استحالة قيام
القتصاد العالمي اليوم وغدا على أساس
غير الساس الربوي ليست سوى خرافة أو
47
هي أكذوبة ضخمة تعيش لن الجهزة التي
يستخدمها أصحاب المصلحة في بقائها
أجهزة ضخمة فعل وأنه حين تصح النية
وتعزم البشرية أو تعزم المة المسلمة أن
تسترد حريتها من قبضة العصابات الربوية
العالمية وتريد لنفسها الخير والسعادة
والبركة مع نظافة الخلق وطهارة المجتمع
فإن المجال مفتوح لقامة النظام الخر
الرشيد الذي إراده الله للبشرية والذي طبق
فعل ونمت الحياة في ظله فعل ; وما تزال
قابلة للنمو تحت أشرافه وفي ظلله لو
عقل الناس ورشدوا وليس هناك مجال
تفصيل القول في كيفيات التطبيق
ووسائله فحسبنا هذه الشارات المجملة
وقد تبين أن شناعة العملية الربوية ليست
ضرورة من ضرورات الحياة القتصادية ;
وأن النسانية التي انحرفت عن النهج قديما
حتى ردها السلم إليه ; هي النسانية التي
تنحرف اليوم النحراف ذاته ول تفيء إلى
النهج القويم الرحيم السليم فلننظر كيف
كانت ثورة السلم على تلك الشناعة التي
ذاقت منها البشرية ما لم تذق قط من
بلء *.
خلو المعاملة من الغبن والظلم
48
أمرنا سبحانه وتعالى فى أكثر من موضع
َ
ن
ذي َ ها ال ّ ِ فى كتابة الكريم بالعدل منها )َيا أي ّ َ
ول َ ْ
و ه َ داء ل ِل ّ ِ ه َ ش َ ط ُ س ِ ق ْ ن ِبال ْ ِ مي َ وا ِ ق ّ كوُنوا ْ َ مُنوا ْ ُ آ َ
َ ْ َ َ َ
نن ِإن ي َك ُ ْ قَرِبي َ وال ْ ن َ وا َل ِدَي ْ ِ و ال َ مأ ِ سك ُ ْ ف ِ على أن ُ َ
عوا ْ هأ ْ َ َ
فل َ ت َت ّب ِ ُ ما َ ه َ ولى ب ِ َِ فالل ّ ُ قيًرا َ ف َ و َ غن ِّيا أ ْ َ
ضوا ْ َ َ
ن
فإ ِ ّ ر ُ ع ِ و تُ ْ ووا ْ أ ْ وِإن ت َل ْ ُ دُلوا ْ َ ع ِ وى أن ت َ ْ ه َ ال ْ َ
خِبيًرا .1وقوله تعالى ن َ مُلو َ ع َ ما ت َ ْ ن بِ َ كا َ ه َ الل ّ َ
قْرَبى 2وقال ذا ُ ن َ كا َ و َ ول َ ْ دُلوا ْ َ ع ِ فا ْ م َ قل ْت ُ ْ ذا ُ َ)إ ِ َ
دوا ْ َ ْ
م أن ُتؤ ّ مُرك ُ ْ ه ي َأ ُ ن الل ّ َ تبارك وتعالى " ّ
س
ن الّنا ِ مُتم ب َي ْ َ حك َ ْ ذا َ وإ ِ َ ها َ هل ِ َ ت إ َِلى أ َ ْ ماَنا ِ ال َ
َ
عظ ُ ُ َ
ن
ه إِ ّ كم ب ِ ِ ما ي َ ِ ع ّ ه نِ ِ ن الل ّ َ ل إِ ّ عدْ ِ موا ْ ِبال ْ َ حك ُ ُ أن ت َ ْ
ه َ الل ّ َ
3
صيًرا عا ب َ ِ مي ً س ِ ن َ كا َ
مُنوا ْ َ
نآ َ ذي َ ها ال ّ ِ وقال تبارك تعالى " َيا أي ّ َ
ما عام ِ إ ِل ّ َ ة ال َن ْ َ م ُ هي َ ِ كم ب َ ت لَ ُ حل ّ ْ قوِد أ ُ ِ ع ُ فوا ْ ِبال ْ ُ و ُ أ ْ
َ
حّلي الصيد َ
نم إِ ّ حُر ٌ م ُ وأنت ُ ْ ّ ْ ِ َ م ِ غي َْر ُ م َ عل َي ْك ُ ْ ي ُت َْلى َ
حك ُ ُ الل ّ َ
4
د
ري ُ ما ي ُ ِ م َ ه يَ ْ
ل مك َْيا َ صوا ْ ال ْ ِ ق ُ وقال تبارك تعالى " ل َ َتن ُ
م عل َي ْك ُ ْ ف َ خا ُ ي أَ َ وإَ ِن ّ َ ر َ خي ْ ٍ كم ب ِ َ ي أ ََرا ُ ن إ ِن ّ َ ميَزا َ وال ْ ِ َ
مك َْيا َ
ل ْ
فوا ال ِ ْ و ُ وم ِ أ ْ ق ْ وَيا َ طَ . حي ٍ م ِ وم ٍ ّ ب يَ ْ ذا َ ع َ َ
سسوا ْ الّنا َ خ ُ ول َ ت َب ْ َ ط َ س ِ ق ْ ن ِبال ْ ِ ميَزا َ وال ْ ِ َ
5
ن
دي َ س ِ مف ِ ْ ض ُ في الْر ِ
َ وا ِ ْ عث ْ َ ول ت َ ْ َ م َ ه ْ أ َشَياء ُ ْ
49
ومن ثم منعت الشريعة السلمية أى معاملة
يختل فيها العدل بسبب إستغلل أحد الطرفين
الخر أو يسبب إضطراره.
ليس هذا فى عقود المعاوضات المبنيه
على المشاححه وقصد الكسب كالبيع والشراء
والجارة والمزراعة بل أمتد المر بالنهي عن
الظلم والمر بالعدل إلى عقود التبرعات
المبنية على المسامحة كعقود الهدايا والعطايا
حتى ل يؤدي ذلك إلى إيغار الصدور وتفكك
المجتمع ..ففى الصحيح من حديث النعمان
بن بشير رضي الله عنهما أنه قال إن أباه أتي
به رسول الله ،فقال اني نحلت إبني هذا
غلما ً فقال ،ءأكل أولدك نحلت مثله؟
فقال ل فقال فأرجعه .ونهي السلم عن
على كثير من البيوع التى تشمل على غبن أو
ظلم فحرم الحتكار فروى أحمد و الحاكم من
حديث أبن عمر رضي الله عنهما " ،من
احتكر الطعام أربعين يوما ً فقد برئ من الله
وبرئ الله منه ( -
وحرم بيع الغرر :والغرر هى المعاملة
المشتملة على ما يجهله العاقدان أو
كلهمااوالمعاملة على مال يمكن تسليمه كذا
حرم بيع المزابنة :أن يباع النحل بأوساق من
التمر
50
وحرم بيع الثمر قبل بدو صلحه ..لما فيه
من ظلم لحد العاقدين فروي عنه ،أنه نهي
أن يباع الثمرة حتى تشقح قيل وما تشقح ؟
قال تحمر او تصفر ويؤكل منها"..وفى
الحديث الذي رواه المام مسلم وأحمد وابن
ماجه أنه ،قال " إن بعث من أخيك تمرا ً
فأصابته جائحه فل يحل لك ان تأخذ منه شيئا ً
لم تأخذ مال أخيك بغير الحق ((.ورغم عن
السلم أحل البيع وجعله من ضررويات الحياه
ولكنه أمر بأن يكون عن تراضي وحتى يكون
البيع صحيحا ً ترتاح له النفوس وتطمئن له
القلوب وتدوم اللفة بين الناس وقبل ذلك
يكون المال حلل نقيا ً رغب السلم فى أن
يكون المعاملة مبنية على الوضوح والتسامح
الذي ل غرر فيه ول غموض بل جعل السلم
من حق كل الطرفين فى حالة عدم التراضي
فسخ العقد ,ليس بمجلس العقد فقط بل حتي
بعد إنعقاد مجلس العقد وهو ما يعرف فى
الشريعة السلمية بالخيار ومن الخيار ما
يلي -:
خيار الغبن :
والغبن لغة -:النقصان غبن البيع أى قل
ونقص وغبن الرجل إذا مر به ولم يلتفت
إليه.
51
وفي إصطلح الفقاء الغبن :أن يأخذ البائع
من المشتري ثمنا ً زائنا على الثمن على
الثمن المتعارف عليه في السوق وهما
يطلق عليه ثمن المثل ويسمى من وقع
عليه الغبن مغبون ويثبت له فسخ العقد.
خيار الشرط: 1وهو أن يقول احدهما أريد
ثلثة أيام مثل ً لتمام الصفقة فإن غيرت
رأى انحل العقد يطلبه البائع أو المشتري
ويجب ان يكون هذا الشرط فى صلب العقد
ويشترط ان يكون لجل معلوم .
خيار التدليس:إذا إكتشفت أحد العاقدين أن
الخر وضع شيئا ً فى السلعة ليزيدها جمال ً
ليزيد فى سعرها عما تستحق فإن ثبت
التدليس فله خيار الفسخ وقدرود فى
النسبة ما يسمي التصرية وهو ترك الناقة
فل تجلب أياما ً ثم تباع وضرعها مملوء حتى
يقال ناقة حسوب وعندما يحلبها المشتري
أول مرة ثم ثاني مرة يفاجأ بأنها كانت
مصراه فهذا تدلي وغش يفسخ به العقد
قال " ،ل تصروا إل بل والغنم فمن
إتباعها فهو بخير النظر بعد أن يجلبها عن
شاء أمسك وإن شاء ردها وصالح من تمر "
متفق عليه
-بحث البيوع والمعاملت المالية المعاصرة لحامد بن عبد الله العلى 1
52
ومنه خيار العيب :فإذا ظهر فى السلعة
عبيئا أخفاه البائع مع العلم أنه تم التفاق
على الشراء بدون هذا العيب بما يعني عدمه
فله الحق فى خيار العيب بفسح العقد أو
أخذ التعويض وهو قيمة الفارق بين السلعة
بدون عيب والسلعة يعبها.
خلو المعاملة من الميسر والمقامرة روي
المام مسلم فى صحيحه مسنده من حديث
أبي هريرة رضي الله عنه قال " نهي رسول
،عن بيع الحصاه وبيع الغرر "
وبيع الحصاه وهو أن يقول البائع
للمشتري أرم هذه الحصاه فأى ثوب تقع
عليه فعليك بكذا أو يريد ان يبيع أرضه
فيقال أرم حصاه فيطلب منه أن يري حصاه
حتي تسقط فهي له بكذا فقد تقصد ميل
ومئات الميال
وفي الصحيحين من حديثه ابن عمر رضي
الله عنه قال " نحي النبي عن بيع حبل
الحبلة "قال ابن عمر أو نافع " كان الرجل
يبتاع الجزور إلى أن تنتج الناقة ثم تنتج
التى فى بطنها.
وولد الناقة فى حكم المجهول فهل
سيولد حيا أم متيا أو ل تتم ول وده فهذا بيع
محرم لما فيه المقامرة والجهالة ولهذا قال
53
الفقهاء القادمي " ل يصح بيع العبد البق
ول الجمل الشارد ول الطير فى الهواء ول
سمك فى ماء ول صوف على ظهر.وفي
حديث ابن عمر المتفق عليه ان النبي " ،
نهي عن بيع الثمار حتى بدوصلحها نهي
البائع والمبتاع "
54
يباب الثانال
البا
1
الحقوق المعنويه
مقابل التأليف
55
الكاتب يجمع بين المعلومات على وجه
التناسب.
حق الخلو:
62
الصورة الثانية :أن يأخذ المستأجر من مستأجر
آخر مبلغا ً من المال مقابل تنازله وإخلئه
العين المؤجرة.
الصورة الثالثة :أن يأخذ المالك من المستأجر
مبلغا ً من المال بالضافة إلى الجرة السنوية
أو الشهرية مقابل شهرة المحل أو تعمير
الرض أو نحو ذلك ،وهذه هي الصورة
المعتادة.
حكمه-:يمكن تحديد أسباب أخذ بدل الخلو-
وهو القدر الزائد عن الجرة في أربعة أسباب،
وهي:
غرامة التأخير
قرر مجمع الفقه السلمي المنعقد بمكة
فى 13رجب 1409هـ بالجماع على أن
-:الدائن إذا شرط على المدين أو فرض عليه
أن يدفع له مبلغ من المال غرامة مالية جزائية
محددة أو بنسبة معينة إذا تاخر عن السداد فى
الموعد المحدد بينهما فهذا شرط باطل ول
يجب الوفاء به ول يحل سواء كان الشرط
المصرف " البنك " أو غيره لن هذا بعينه خو
ربا الجاهلية الذي نزل فيه القرآن بتحريمه
لهذا نوصي أصحاب الشركات والمصالح بل
النقابات بان يتقوا الله بعدم خصم ما يسمي
بغرامة تأخير الرسوم بعد ان علموا أن هذا ربا
64
صريح ول يجعلوا المسلم يقع فى حيرة بين
دينه وواقعه (
الشرط الجزائي
هذا الشرط يختلف من غرامة التأخير فمن
أصول مذهب المام أحمد بن حنبل رضي الله
عنه صحة الشروط المقترنة بالعقود إل شرطا ً
أحل حراما او حرم حلل وهذا الشرط من
قبيل الشروط الصحيحة بشرط عدم تجاوز حد
المعقول وهذا الشرط من قبيل الشروط
الصحيحة بشرط عدم تجاوز حد المعقول وهذا
ما قاله به الكثير من علماء العصر ومنهم
الشيخ أحمد هريدي ففى مصر السابق
أخذ العوض عن المسائل العملية
اجاز المام أبو حنيفة وابن تميمة وإبن
القيم بذلك العوض فى مثل هذه المسابقات
وإجازة أخذ الرهان عليها لنها تلحق
بالمسابقات الشرعية التى قال فيها الرسول
،،ول سبق إل فى خلف أو نصل أو حافز
.1السبق :هو ما يدفع عند الفوز بالرهان
والخف :إشارة إلى سباق البل والحافر -:
إشارة إلى سباق الخيل ,والنصل :إشارة إلى
سباق السهام .وقد صارع رسول الله ركانه
-أنظر المعاملت المالية المعاصرة د .خالد المشيقح 1
65
شاه بشاه كما ورد فى الحديث الصحيح ولذا
قال ابن القيم " وهذه المراهنة من رسول
الله ،،وصديقه)يقصد رهان سيدنا ابى بكر(
هى من الجهاد الذي يظهر الله به دينه ويعزه
به فهي من معني الثلثة المستسناه فى
حديث أبي هريرة )))(1رساله الفروسيه لبن
القيم . (208-207ويشترط فى بازل المال أن
يكون أحد المتاسبقين أو شخص متبرع يقول
من فاز فله جائزة ألف جنيه مث ً
ل.
أخذ مقابل توسطك للحصول على قرض
إذا شفعت لمسلم لخذ قرض حسن بدون
فائدة نظرا ً لوجاهتك الجتماعية أو لوظيفتك
فهذا حرام أما إذا أخذت مقابل السفر
ومصاريف الحصول على القرض فقط فهذا
جائز لحديث أبي أمامه رضي الله عنه عن
النبي "،،من شفع لخيه بشفاعة فأهدي له
)(2
هديه فقبلها فقد أتي بابا عظيما ً من الربا "
قوم الحقوق زكاه الحقوف المعنويه :ت ُ ّ
المعنوية بقيمتها السوقية ،وتؤدى زكاة
عروض التجارة فيما لو قام أحد بالتجارة فيها.
66
الفصل الثاني
فى التجارة اللكترونية
أدي زيوع وسائل التصالت عن قنوات
فضائية وإنترنت وتنوع أساليب الدعاية
والعلن إلى نشوء ما يسمي التجارة
الكترونية خاصة مع سهوله تداول بطاقات
67
الئتمان بدل من النقود.وفيها يتم العلن عن
السلع والبضائع والخدمات والمعلومات
وخدمات ما بعد البيع وعقد الصفقات وإبرام
العقود وسداد اللتزامات المالية عن طريق
هذه الوسائل العصرية ودون إنعقاد مجلس
العقد المتعارف عليه – بل يتم الستعلم عن
حساب البنك وأسعار البورصات وبيع وشراء
السهم وتوزيع البرامج والفلم والوسائط
وغيرها ودفع وسداد المستحقات عن طريق
الشيكات الكترونية .والتجارة الكرونية تأخذ
نفس أحكام البيوع فاجاز كثير من المعاصرين
التقابض بالشيكات .كذا أجاز العلماء التقابض
عن طريق بطاقات الئتمان ) الفيزا كارت (
حتى ولو فى شراء الذهب).(1ويشترط فى
شراء الذهب ،بالشيكات أن يكون للشيك له
رصيد ولذا قال الشيخ حامد العلى بعدم جواز
شراء الذهب بالشيكات لنه الذهب من الموال
الربوية التى يشترط فيها التقابض يدا ً بيد لكنه
أباح شراء الذهب بالفيزا كارد .إذن يشترط
فى كافة صورة الجارة الكترونية التقابض
فى الصرف كما بينا فى حالة شراء الذهب .
ويشترط التعجيل برأس المال فى حالة السلم
)السلف( .ويشترط الشهاد ) شهادة
الشهود ( فى عقد الزواج.
-هذا رأى الشيخ حامد العلي فى كتب البيوع والمعاملت المعاصرة 1
68
التربح عن طريق المسابقات التليفونية
إنتشرت الفترة الخيرة هذه الموجه من
المسابقات التليفونية التى تعرف فى مصر
بمسابقات 0900يقوم صاحب الفكره
بالسؤال عن موضوع رياضي أو فني أو ديني
ويطلب من المتسابقين الرد على أرقام 0900
أو أرقام الجوال فيقوم المشترك الذي يريد
الفوز بالتصال بالرقم وغالبا ً ما يفاجئ بأن
الرد يقصد به إطالة المدة المتحدث فيها ومن
مئات أو ألوف المتسابقين الذين رفعوا
العشرات بل المئات من الجنيهات من أجل
الفوز يفوز شخص واحد بالمبلغ الذي يكون
من حصيله ما دفعه جمله المتسابقين فى
صورة الشتراك فى التصال التلفيوني وقد
صرح كثير من العلماء ومنهم الشيخ بن
عثيمين رحمة الله والدكتور القرضاوي أكثر
من مرة ان هذه المسابقات هى اليانصيب
العصري فأجره التليفون ما هى إل بمثابة
ثمن قسيمة الشتراك باليانصيب ) كوبون (
والمال الذي يكسبه أحد المتسابقين جزء من
أموال باقي المتسابقين .وكما نعلم أن
اليانصيب قد أفتي العلماء بأنه بيع باطل أو
فاسد للجهالة لكونه مخاطره بالمال لن كل ما
يدفع شيئا ً ل يدرى عين المبيع وأنه القمار
مُنوا ْ َ
نآ َ ها ال ّ ِ
ذي َ الذى قال تعالى فيه يا أي ّ َ
69
َ َ
س
ج ٌ ر ْ
م ِ والْزل َ ُ ب َ صا ُ
والن َ سُر َ وال ْ َ
مي ْ ِ مُر َ
خ ْما ال ْ َإ ِن ّ َ
نحو َ فل ِ ُ عل ّك ُ ْ
م تُ ْ جت َن ُِبوهُ ل َ َ ن َ
فا ْ طا ِ شي ْ َ ل ال ّم ِ ع َن َم ْ ّ
)(1
راجع فتوي الشيخ محمد نجيب فى موسوعة
دار الفتاء فى تحريمه بيع اليانصيب .أما يتجح
به البعض أن هذه المسابقات أحيانا ً تعود على
القفراء بالنفع فهذا الذي يريد أن يخادع
مخادعة الطفال لو كلف نفسه وقام بقراءه
سبب نزول تحريم أيات الخمر والميسر لعلم
أن المقامرين لم يكونوا يأكلون لحوم الجزور
بل كان يأكلها الفقراء الذين يتجمعون حول
حلقه القمار فمن يخسر بدفع ثمنها ثم توزع
على الفقراء ول يأكل منها أحد من المقامرين
.وهذا الكلم ينسحب على مسابقات اليانصيب
الرياضي التى استوردت من الغرب والمعروفة
عندهم ب 15++ 5
70
والزوايا .وإحتواء اللعبة على رموز ومعتقدات
من الديانة الشنتوية اليابانية .تبني اللعبة
فكرة الدارونية التى تقول بتطور الشياء
والحيوانات والنسان من خلية إلى قرد إلى
إنسان فتنزع فى الطفل معتقدات ل تتمشي
مع العقيدة السلمية.وما يهمنا فى بحثنا أن
هذه اللعبة ليست مسلسل فقط بل تتضمن
شراء كروت تشترى بالعشرات والمئات من
الجنهيات خصوصا ً الكارت القوي الذي يلعب
به صاحبه من يحمل الكارت الضعف ولكي ل
يخسر الطرف الخاسر كرته الضعيف عليه دفع
قيمته الى الطرف الخر وهذه إحدى صور
مقامرة الجاهلية ،فكان بعضهم يقامر الخر
على ماله كله أو يقامر الخر على أهله ..هذه
ملخص فتوي الدكتور القرضاوي الذي أفتي
فيها بحرمة الكسب من هذه اللعبة وحرمة
اللعب بها .
التعامل مع شركة بزناس :تقوم فكرة
عمل هذه الشركة على التسويق لشراء
برامج أكترونية وموقع وبريد إكتروني بمبلغ
99دولر وبعد ان تدفع المبلغ 99دورل من
حقك ان تقوم بتسويق الفكرة مقابل
عمولت محددة من الشركة فتقوم بإقناع
عدد 2شخص بتوسيق المنتج ودفع 99دولر
وهكذا على شكل هرمى بإشتراك ان ل يقل
71
مجموع الفراد المستقطبة 9أشخاص على
أل يقل عدد العضاء الولين عن أثنين و
تبلغ العموله 55دولر كما فى الشكل
ونظرا ً لن الهرم يتضاعف كل مرة فإن
العمولة تزيد كل مرة بشكل كبير فإذا
إفترضنا أن هذه الشجرة تنمو كل شهر فهذا
يعني أن العمولة التى يحصل عليها العضو
تصل إلى أكثر من خمسة وعشرين ألف
دولر فى الشهر الثاني ويستمر التضاعف
فى كل شهر وياله من إغراء !!!!!!!! قال
الشيخ محمد صالح المنجد هذه الطريقة
َ
ن ذي َ ها ال ّ ِ
مبينة على الميسر المحرم أي ّ َ
َ َ
موالْزل َ ُ ب َ صا ُوالن َ سُر َ وال ْ َ
مي ْ ِ مُر َخ ْما ال ْ َمُنوا ْ إ ِن ّ َ آ َ
معل ّك ُ ْ
جت َن ُِبوهُ ل َ َ فا ْن َ
طا ِشي ْ َ ل ال ّم ِع َن َ م ْ س ّ ج ٌ ر ْ ِ
حونو فيها أكل الموال الناس ْ
ت ُفل ِ ُ
بالباطل ..فليس هناك أحد يريد أن يشترى
سلعتهم من البرامج والمواقع بل يريد
العمولة التى تسال لها اللعاب والعمل مع
الشركة ليس سمسرة لنني لبد من دفع
72
المال .ومن ذلك ايضا
فلن المشترك
2 1
9 7
8
73
منك جمع أجزاء الصورة وقد يكون أحد أجزاء
الصورة نادر جدا ً أو غير موجود يقول الشيخ
ابن عثيمين) .(1وعلى فرض أنه موجود فهو
حرام بلشك لن النسان لو أشترى كرتون
يكفيه هو وعائلته سوف يشترى عشرات
الكراتين او مئات الكارتين رجاء ان يحصل
على النصف الثاني فيخسر مئات الدراهم
وفى هذا إضاعة مال ومخاطرة فل يجوز
إستخدام هذه الساليب(( فلنتقى الله ول
نسير خلف اساليب الغرب الدعائيه شبرا ً
بشبر وذراع بذراع حتى لو دخلوا حجر ضب
خرب دخلنا كما جاء في الحديث .بل عليه أن
يعلن سلعة ويسوقها ولكن بأسلوب ل
يتعارض مع شرع الله .
74
مصدره لشخص طبيعي أو اعتباري ،بناء يعطيه ُ
كنه من شراء السلع أو على عقد بينهما ،يم ّ
الخدمات ممن يعتمد المستند دون دفع الثمن
در بالدفع.ل ،لتضمنه التزام المص ِحا ً
ولبطاقات الئتمان صور:
-منها ما يكون صاحبها غير مدين للبنك
وهى البطاقه المغطاة.
در، -ومنها ما يكون الدفع من حساب المص ِ
ثم يعود على حاملها في مواعيد دورية.
-ومنها ما يفرض فوائد ربوية على مجموع
الرصيد غير المدفوع خلل فترة محددة من
تاريخ المطالبة ،ومنها ما ل يفرض فوائد.
-وأكثرها يفرض رسما ً سنويا ً على حاملها،
در رسمًا.ويتولى منها ما ل يفرض فيه المص ِ
إصدار البطاقات العالمية جهتان رئيستان
وهما)) :أمريكان إكسبريس( و))فيزا((
در اسم :راعي العالميتان ،ويطلق على المص ِ
البطاقة.وليس لبطاقات الئتمان غالبا ً في
مجال التعامل القتصادي أية محاذير ،عند من
يتعامل بالفوائد البنكية لستعداده لسداد هذه
الفوائد إذا تأخر عن تغطية رصيده في البنك
الذي يودع فيه حسابه.وإنما المحذور واضح
بالنسبة للمسلم الملتزم بأصول دينه ،حيث
يكتسب الثم الكبير أو المعصية إذا تعامل
75
بالربا أو بالفوائد المصرفية ،كما كان عليه
عرب الجاهلية)) :أتقضي أم تربي؟((.
أنواع بطاقات الئتمان وحكم كل نوع:
النوع الول -بطاقة الحسم )الخصم(
الفوري )أو بطاقة السحب المباشر الرصيد(
Debit Cardهي التي يكون لحاملها رصيد
بالبنك ،فيسحب منة مباشرة قيمة مشترياته
وأجور الخدمات المقدمة له ،بناء على السندات
الموقعة منه.يدل هذا التعريف على أن هذه
البطاقة تعطى لمن له رصيد دائن في حسابه،
يدفع منه أثمان السلع ومقابل الخدمات في
حدود رصيده الموجود ،ويتم الحسم)الخصم(
منه فورًا ،ول يحصل على ائتمان
)إقراض(.وتمنح غالبا ً مجانًا ،فل يتحمل العميل
في الغالب رسوما ً لهذه البطاقة إل إذا سحب
نقودًا ،أو اشترى عملة أخرى ،عن طريق
مؤسسة أخرى غير المؤسسة المصدرة
للبطاقة ،فتصدر هذه البطاقة برسم أو من
غير رسم إل في حال سحب العميل نقودا ً أو
شرائه عملة أخرى عن طريق مؤسسة أخرى
غير المؤسسة المصدرة للبطاقة.وتستخدم
محليا ً داخل الدولة أو مناطق فروع البنك
المتصلة بجهاز حاسب آلي ،يتبين فيه حساب
العميل ورصيده.وتتقاضى بعض المؤسسات
من قابل البطاقة نسبة من أثمان المشتريات
76
أو الخدمات.ويشترط لجواز إصدار بطاقة
الحسم الفوري شرطان :أن يسحب حاملها من
رصيده أو وديعته.
-أل يترتب على التعامل بها فائدة ربوية.
وفائدة هذه البطاقة :هي تمكين صاحبها
من الحصول على النقود ،والسلع ،والخدمات
وغير ذلك بيسر وسهولة ،دون تعرض لمخاطر
حمل النقود أو السفر بها ،ولكن ليس له
الستدانة بها لتحقيق مصالحه.وقد تشمل هذا
البطاقة على اتفاقية إقراض ،وحينئذ تعد من
أدوات القراض ،خلفا ً لقانون
تنظيمها.وحكمها الشرعي :الجواز أو الباحة،
مادام حاملها يسحب من رصيده أو وديعته ،ول
يترتب عليه أي فائدة ربوية ،لنه استيفاء من
ماله ،ويجوز له أيضا ً أن يسحب من المصرف
أكثر من رصيده إذا سمح له المصرف بذلك،
ولم يشترط عليه فوائد ربوية ،لنه قرض
مشروع من المصرف ،ويجوز للمصرف أن
يتقاضى من قابل البطاقة نسبة معينة من
أثمان المبيعات وكل ذلك ل يترتب عليه
محظور شرعي ،والصل في المعاملت
الباحة.
77
والفرق بينها وبين بطاقة الئتمان المتجدد
)أو القراض( الربوية :أنه ل علقة للبنك
ول مباشرة من حامل بالنسبة للدّْين ،بل يح ّ
البطاقة ليحسم من رصيده ،إلى حساب التاجر
دون أي إجراء آخر ،أما بطاقة القراض فيلزم
البنك بدفع المبالغ الموضحة بالسندات،
المقدمة له من التاجر العميل بزيادة متفق
عليها ،وهي غير مشروعة.
وفي الجملة :يجوز إصدار بطاق الحسم
الشهري بالشروط السابقة ،لنها ل تتضمن
محظورا ً شرعيًا ،ول يمنح عقدها بتسهيلت
ائتمانية لحاملها يترتب عليها فوائد ربوية
وتكييفها بالنسبة للبنك المصدر وعلقته
بالتاجر :أنها حوالة ،والحوالة مشروعة في
السلم بالجماع ،فهي حوالة من حامل
البطاقة على البنك المودع فيه حساب العميل،
فيقوم البنك بتحويل المبلغ إلى التاجر
المحال ،وقبول الحوالة من البنك المحال عليه
)
واجب في رأي داود الظاهري وأحمد بن حنبل
. (1
النوع الثاني -بطاقة الئتمان والحسم
الجل )أو بطاقة القراض المؤقت من غير
زيادة ربوية ابتداء)CHARG CARD .(2
در حامل وهي التي يمنح فيها البنك المص ِ
البطاقة قرضا ً في حدود معينة ،بحسب درجة
78
البطاقة :فضية أو ذهبية ،ولزمن معين ،يجب
تسديده كامل ً في وقت محدد متفق عليه عند
الصدار ،يترتب على حاملها لدى تأخير السداد
زيادة مالية ربوية .وهي الصورة الصلية
لبطاقة الئتمان.فهي ل تشتمل على
تسهيلت ،أي ل يقسط المبلغ المستحق ،وإنما
هي طريقة ميسرة للحصول على قرض مفتوح
ضمن حد أقصى ،يسدد كل شهر ،أي إنها أداة
ائتمان في حدود سقف معين لفترة محددة،
وهي أيضا ً أدا وفاء.
وخصائصها ما يأتي:
أ -تستعمل في تسديد أثمان السلع
والخدمات والسحب النقدي في حدود مبلغ
معين ،ولفترة محدودة ،دون تقسيط.
ب -ليس فيها تسهيلت ائتمانية متجددة
لحاملها ،وإنما عليه تسديد أثمان مشترياته
ومقابل خدماته من بعض التجار المقبولين
لدى جهة الصدار ،في فترة محددة بمجرد
تسليمه الكشوف المرسلة إليه ،أو خلل ميعاد
قصير بحسب نوع البطاقة من مؤسسة إصدار
البطاقة ،فهي أداة إقراض وأداة وفاء معًا ،كما
تقدم.
ج -ل تفرض على حامل هذه البطاقة زيادة
ربوية في الفترة المسموح بها ،وإنما إذا تأخر
79
حاملها عن السداد في الفترة المحددة،
فتترتب عليه فوائد ربوية .وهذا في البنوك
التجارية التقليدية ،أما في المصارف السلمية
فل تترتب عليه فوائد ربوية.والحاصل فع ً
ل :أن
يتمتع حامل هذه البطاقة بأجل فعلي في
الوفاء بثمن السلع ومقابل الخدمات ،ولذا
سميت :بطاقة الوفاء المؤجل.
د -ل يدفع حامل البطاقة لمؤسسة الصدار
أي زيادة على أثمان المشتريات والخدمات،
وإنما تحصل المؤسسة على عمولة من قابل
البطاقة )التاجر( على مبيعاته أو خدماته ،أي ل
دد
يؤخذ شيء من حامل البطاقة.هـ -تس ّ
المؤسسة في حدود سقف الئتمان لقابل
أثمان السلع والخدمات.و -لمؤسسة إصدار
البطاقة حق شخصي ومباشر على حامل
البطاقة في حدود استرداد ما دفعته عنه ،أي
إنها بصفة كفيل ،والكفيل يرجع على المكفول
له بما أدى عنه.ز -يدفع العميل رسوم اشتراك
مرة واحدة ،ورسوم تجديد سنوية ،وقد ل
يدفع.الفرق بين بطاقة الئتمان والحسم
الجل وبين بطاقة الئتمان المتجدد:
تختلف الولى عن الثانية في نواح أهمها
ثلث:
- 1تتقاضى البنوك رسوما ً على إصدار هذه
البطاقة وعلى التجديد ،ول تتقاضى عادة
80
رسوما ً سنوية ول رسوما ً على التجديد لبطاقة
الئتمان المتجدد.
- 2عملء البطاقة الولى يطالبون بدفع ما
عليهم كامل ً في نهاية الشهر ،أما عملء بطاقة
الئتمان المتجدد ،فيقدم لهم قرض بنكي،
ولحامل البطاقة حق الختيار في طريقة
الدفع.
- 3في البطاقة الولى يوجد حد أعلى
للمديونية ،ويلزم حاملها بالدفع في نهاية
الشهر ،أو في ميعاد قصير ،أما في بطاقة
الئتمان المتجدد فل يوجد حد أعلى للمديونية،
ويسمح لحاملها تأجيل السداد خلل فترة
محددة ،مع ترتيب فوائد عليه.
الحكم الشرعي لبطاقة الحسم الجل:
حكمها على هذا النحو أنها محظورة شرعًا،
لوجود التعامل الربوي فيها.
ولكن يجوز إصدار هذه البطاقة شرعا ً
بالشروط التية:
ً - 1أل يشترط على حاملها فائدة ربوية ،إذا
تأخر عن سداد المبلغ المستحق عليه.
ً - 2أل يتعامل بها فيما حرمته الشريعة ،وإل
سحبت منه البطاقة.
81
ً - 3في حال إيداع حامل البطاقة مبلغا ً
نقديا ً بصفة ضمان ،يجب النص على أن
المؤسسة تستثمره لصالحه بطريق المضاربة،
مع قسمة الربح بينه وبين المؤسسة بحسب
النسبة المحددة.
النوع الثالث -بطاقة الئتمان المتجدد:
أو بطاقة القراض الربوي والتسديد على
أقساط CREDIT CARDوهي التي تمنحها
البنوك المصدرة لها لعملئها ،على أن يكون
لهم حق الشراء والسحب نقدا ً في حدود مبلغ
معين ،ولهم تسهيلت في دفع قرض مؤجل
على أقساط وفي صيغة قرض ممتد متجدد
على فترات ،بفائدة محددة هي الزيادة
الربوية .وهي أكثر البطاقات انتشارا ً في
العالم ،وأشهرها :فيزا ،وماستركارد.
ولها ثلثة أنواع:
ً - 1بطاقة فضية أو عادية :وهي التي ل
يتجاوز فيها القرض الممنوح لحاملها حدا ً
أعلى ،كعشرة آلف دولر مث ً
ل.
ً - 2بطاقة ذهبية أو ممتازة :وهي التي
يتجاوز فيها القرض لحاملها الحد السابق ،وقد
ل يحدد فيها مبلغ معين ،مثل بطاقة أمريكان
إكسبريس ،التي تمنح للثرياء ،مع دفع رسوم
باهظة.
82
ً - 3البطاقة البلتينية :وهي ذات مواصفات
ومزايا إضافية بحسب كفاءة العميل المالية
ومدى ثقة المصرف به .وبطاقة الئتمان
المتجدد تشتمل على إقراض عادي ،وإقراض
كبير ،وتأمين ضد الحوادث ،وتعويض مجانب
عن فقدانها ،وتخفيضات في الفنادق،
واستئجار السيارات ،وتقديم شيكات سياحية
من دون عمولة.
وأمثلتها :الفيزا ،والماستركارد،
والدانيركارد ،والمريكان إكسبريس ،وهي
الكثر رواجا ً في عصرنا.
وخصائصها ما يأتي:
أ -هي أداة حقيقية للقراض في حدود
سقف معين متجدد على فترات ،يحددها مصدر
البطاقة ،وهي أداة وفاء.
ب -يسدد حاملها أثمان السلع والخدمات،
والسحب نقدا ً في حدود سقف الئتمان
)القراض( الممنوح ،وإذا لم يكن لها سقف،
فهي مفتوحة مطلقًا.
ج -يمنح حاملها فترة سماح من دون فوائد
لتسديد المستحقات عليه ،كما يمنح له فترة
محددة يؤجل فيها السداد ،مع فرض فوائد
عليه ،إل أنه في حالة السحب النقدي ل يمنح
حاملها فترة سماح ،أي إن وفاء أو تسديد
83
القروض ل يكون فورًا ،بل في خلل فترة
متفق عليها ،وعلى دفعات.
د -قد تمنح هذه البطاقة لمن ليس له رصيد
في البنك ،أو دون اعتبار لمخولتهم المالية.
هـ -قد ل تفرض على إصدارها رسوم
سنوية ،كما في بريطانيا ،و تؤخذ رسوم
اسمية متدنية كما في أمريك ،وتعتمد البنوك
في إيراداتها على الرسوم المأخوذة من
التجار.
حكمها الشرعي:
يحرم التعامل بهذه البطاقة؛ لنها تشتمل
على عقد إقراض ربوي ،يسدده حاملها على
أقساط مؤجلة ،بفوائد ربوية.
الحكام العامة للبطاقات:
لنواع البطاقات أحكام عامة هي ما يأتي):(1
ً - 1النضمام للمنظمات راعبة البطاقات:
ل مانع شرعا ً من انضمام البنوك السلمية
إلى عضوية المنظمات العالمية الراعية
للبطاقات) ،(2بشرط اجتناب المخالفات
الشرعية إن وجدت أو شرطتها تلك المنظمات.
وحينئذ يجوز لهذه المؤسسة دفع رسوم
اشتراك وإصدار وتجديد خدمات بمنح الترخيص
وإجراء عمليات المقاصة وغيرها لتلك
84
المنظمات ،على أن تجتنب أي فائدة ربوية،
مباشرة أو غير مباشرة ،كأن تتضمن الجرة
مقابل الئتمان )القراض( .وأن يكون تعامل
المصارف السلمية مقصورا ً على بطاقة
الحسم الفوري ،وبطاقة الئتمان والحسم
الجل الخالية من اشتراط الفائدة ،ل بطاق
الئتمان المتجدد.
وتكييف هذه العملية فقهًا :أن هذه الرسوم
هي مجرد أجرة يأخذها المصرف مقابل منفعة
الخدمة والتسهيلت التي يقدمها ،والجارة
التي هي تمليك منفعة بعوض مشروعة.
ً - 2العمولة والرسوم:
در البطاقة أخذص ِ
م ْللمصرف السلمي ُ
العمولة من قابل البطاقة بنسبة من أثمان
السلع والخدمات ،لنها من قبيل أجر
السمسرة والتسويق وأجر خدمة تحصيل
الدين.
وللمصرف المذكور أيضا ً أخض رسم عضوية
ورسم تجديد ،ورسم استبدال من حامل
البطاقة ،لن هذه الرسوم هي مقابل السماح
للعميل بجملها والستفادة من خدماتها.
ً - 3رسم السحب النقدي بالبطاقة:
أ -لحامل البطاقة أن يسحب بالصراف
اللي وغيره مبلغا ً نقديا ً من رصيده وفي حدود
85
رصيده أو أكثر منه بموافقة المصرف
السلمي المصدر للبطاقة من غير فوائد
ربوية.
ب -وللمصرف السلمي المصدر للبطاقة
أن يفرض رسما ً مقطوعا ً متناسبا ً مع خدمة
السحب النقدي ،من غير ارتباط بمقدار المبلغ
السحوب أو بنسبة منه ثابتة.
وهذه الرسوم مشروعة؛ لن الجرة
مقطوعة ،ل ترتبط بنسبة المبلغ المسحوب،
التي ينطبق عليها حكم الفائدة البنكية
المحظورة شرعًا.
جـ -إذا اشترط المصرف إيداع حامل
البطاقة رصيدا ً للسماح له باستخدامها ،فليس
للمصرف منع صاحب البطاقة من استثمار
المبالغ المودعة في حسابه ،لنه أودعه على
أساس ))المضاربة(( الشرعية.
ً - 4المميزات الممنوحة من الجهة مصدرة
البطاقة:
أ -يجوز منح حامل البطاقة مميزات
مسموحا ً بها شرعًا ،كالولوية في الحصول
على الخدمات ،أو تخفيض السعار لدى
الفنادق والمطاعم وشركات الطيران ونحو
ذلك.
86
ب -ول يجوز إعطاء امتيازات لحامل
البطاقة تحرمها الشريعة السلمية ،كالتأمين
التجاري على الحياة ،أو دخول الماكن
المحظورة شرعًا ،كالخمارات والمراقص ودور
اللهو الماجنة ،وبلجات البحر المختلطة ،أو
تقديم الهدايا المحرمة ونحو ذلك من روافد
القمار واليانصيب.
ً - 5شراء الذهب أو الفضة أو النقود
الورقية بالبطاقات:
يجوز شرعا ً شراء الذهب أو الفضة أو النقود
)تبادل العملت المختلفة الجنس والنوع(
ببطاقة الحسم الفوري ،لن الشراء بها فيه
تقابض حكمي معتبر شرعًا ،بالتوقيع على
قسيمة الدفع لحساب الجهة القابلة للبطاقة،
ويجوز أيضا ً ببطاقة الئتمان والحسم الجل إذا
دفع المصرف السلمي المبلغ إلى قابل
البطاقة من دون أجل ،على أنه وكيل
للمشتري.
السحب على المكشوف
السحب على المكشوف أو السحب غير
المغطى :هو أن يسحب حامل البطاقة مبلغا ً
من المال من ودائع البنك دون أن يكون
حساب العميل مغطى من قبله ،حيث ل يوجد
في حسابه ما يفي بتسديد المبلغ المسحوب،
87
مع إضافة فائدة مصرفية بنسبة %18-15
حسب كفاءة العميل المالية.
وهذا ممنوع شرعًا ،لنه ربا حرام وتمويل
بفائدة ،يدخل تحت ما يسمى بربا النسيئة أو
ربا الجاهلية ،وهو حرام بالجماع ،لنه زيادة
لجل الجل ,لكن يجوز لحامل البطاقة أن
يسحب أكثر من رصيده في البنك إذا سمح له
بذلك ،ولم تشترط عليه فوائد ربوية على
المبالغ المسحوبة ،لنه يعد قرضا ً مشروعًا .ول
إشكال في إباحة السحب من الرصيد الذي
يغطي المبلغ المسحوب وزيادة؛ لنه استيفاء
من ماله.وليس للبنك أن يمنع العميل من
استثمار المبالغ المودعة في حسابه ،على
أساس المضاربة المشروعة ،فإن منعه من
ذلك لم يجز ،لنه يعد من مشتملت قاعدة:
))كل قرض جر نفعا ً فهو ربا((.وقد نص قرار
مجمع الفقه السلمي الدولي رقم ) 108
(2/12أي في الدورة الثانية عشرة بالرياض
على ما ذكر ،في أربع فقرات موجزها:أو ً
ل :ل
يجوز إصدار بطاقة الئتمان غير المغطاة ،ول
التعامل بها إذا كانت مشروطة بزيادة فائدة
ربوية.
ثانيًا :يجوز إصدار البطاقة غير المغطاة إذا
لم تتضمن شرط زيادة ربوية على أصل الدين.
ويتفرع على ذلك أمران:
88
أ -جواز أخذ مصدر البطاقة من العميل
رسوما ً مقطوعة عند الصدار أو التجديد
بصفتها أجرا ً فعليا ً على قدر الخدمات المقدمة
منه.
ب -جواز أخذ البنك المصدر من التاجر
عمولة على مشتريات العميل منه شريطة أن
يكون بيع التاجر بالبطاقة بمثل السعر النقدي.
ثالثًا :السحب النقدي من قبل حامل
البطاقة اقتراض من مصدرها ،ول حرج فيه
شرعا ً إذا لم يترتب عليه زيادة ربوية ،ول يعد
منها الرسوم المقطوعة التي ل ترتبط بمبلغ
القرض أو مدته مقابل هذه الخدمة.وكل زيادة
على الخدمات الفعلية محرمة ،لنها من الربا
المحرم شرعًا.
رابعًا :ل يجوز شراء الذهب والفضة وكذا
العملت النقدية بالبطاقة غير المغطاة.ول
تعارض هذه الفقرة ما تقدم في البحث ،لن
ما سبق تصريح بمفهوم هذه العبارة مع شيء
من التوسع ،لن المهم حدوث الدفع الفوري
من غير تأجيل ،ولو من البنك ،ولن الشرط
الشرعي للتعامل بالبطاقة في شراء الذهب أو
الفضة أو العملت هو التقابض ،وقد تحقق
سواء بالصالة أم بالوكالة.
89
البدائل الشرعية لبطاقة الئتمان CREDIT
CARD
من الممكن العتماد على بدائل شرعية
لبطاقات الئتمان الشائعة والصادرة من
دل نظام البنوك التجارية التقليدية ،بحيث يع ّ
البطاقات ويجرد من المحظورات الشرعية،
وأهمها تجنب الفوائد البنكية.
إل أن تداول هذه البطاقات المعدلة ربما
يحتاج لحلول عملية وتمكين من التداول
العملي ،وهو ما يزال محل إشكال ،ومن هذه
الحلول :بطاقة الخصم الشهري ،وبطاقة
المرابحة.
-1بطاقة الحسم )الخصم( الشهري
CHARGE CARD
وهي البطاقة التي تصدرها المصارف
السلمية على أن يتم تحديد سقف السحوبات
بالبطاقة بمقدار الراتب الشهري في بعض
المصارف ،وبنسة %80من الراتب في
المصارف الخرى ،بضمان الراتب أو أي ضمان
آخر لدى المصرف ،على أل يستوفي المصرف
أي فائدة بنكية على ذلك.وتكييف هذه البطاقة
أنها تقوم على أساس الوكالة إذا كان حساب
العميل يفي بجميع المبلغ الذي تم سحبه عن
طريق بطاقة الئتمان ،والوكالة بأجر مشروعة
90
في السلم كما تقدم.أما إذا كان حساب
العميل ل يفي بالمبلغ ،فإن المصرف يقوم
بتسديده على أساس القرض الحسن الذي
يقدمه المصرف لعميله ،بضمان الراتب
الشهري أو أي ضمان آخر يراه مناسبا ً وكافيًا،
وهذا مشروع ومندوب إليه.وعليه فإن
المصارف السلمية تقوم بهذه الخدمة مجردة
من المنافع ،وبعيدة عن شائبة الربا ،أو ما
يؤدي إليه ،وهو المطلوب شرعًا ،لن الفوائد
المفروضة على التمويل نوع من أنواع الربا
المحرم ،باعتباره قرضا ً بفائدة ،وكل قرض جر
نفعا ً فهو ربا وهذه طريقة قابلة للتطبيق
بسهولة.
-2بطاقة المرابحة
وهي البطاقة القائمة على البيوع ،وهي أن
حامل البطاقة يشتري ما يشاء من السلع،
بالنيابة عن المصرف الذي يسدد القيمة في
الحال ،ويتملك الشيء المشتري ،ويقبضه عنه
وكيله ،ثم يبيعه إلى وكيله مرابحة ،حتى يكون
البيع لمملوك مقبوض .وهذه صورة المرابحة
للمر بالشراء ،وقد أقر مجمع الفقه السلمي
الدولي هذه المعاملة بشرط التملك والقبض.
91
لكن اللجوء إلى هذه المرابحة صعب
التطبيق ويتعذر عمليًا ،لن حامل البطاقة
يتنقل ببطاقته في البلدان المختلفة والدول،
ويصعب عليه في كل صفقة التفاق مع
المصرف في بلد معين ،كما أن هذه العملية
تتوقف على جعل المواعدة على الشراء ملزمة
للطرفين قضاء ،قياسا ً على الوعد الملزم
ديانة ،وهو محل نظر وتوقف من أكثر العلماء،
ولن حامل البطاقة يحتاج لداء خدمات في
المطاعم والفنادق ل توفرها له هذه البطاقة.
حكم بطاقات الئتمان التي تصدرها بعض
البنوك السلمية
يوجد الن أنموذجان لبطاقات الئتمان التي
تصدرها بعض البنوك السلمية وهما:
الول -فيزا التمويل التي أصدرها بيت
التمويل الكويتي بهذا السم:أجرت هيئة
الفتوى والرقابة الشرعية في بيت التمويل
الكويتي تعديلت شرعية على بطاقة الئتمان
السائدة ،واشترطت شروطا ً فيها ،أهمها :إلغاء
فوائد التأخير ،وربطت البطاقات بحساب
العملء ،وتسدد التزامات الشراء من حساب
حامل البطاقات إما مسبقا ً أو عند وصول
الفواتير ،وإذا انكشف الحساب أشعر العميل
بضرورة توفير رصيد لتلك المديونية.
92
وهذه الضوابط تجعل هذه الفيزا شبيهة
ببطاقة الحسم الفوري ،حيث تسدد الديون من
حساب حامل البطاقة باستثناء ميزة التأمين
على الحياة ،حيث لم يصلوا إلى حل لهذه
المسألة.
وقد اشتملت عمليات هذه البطاقة على
وكالة بأجر ،وكفالة مجانًا ،وقرض يسير أحيانا ً
بغير فائدة.
النموذج الثاني -فيزا الراجحي التي
أصدرتها شركة الراجحي المصرفية للستثمار:
فقد أقرت الهيئة الشرعية هذه البطاقة بعد
حذف بند :فوائد التأخير ،ويكون سداد الفواتير
من الحساب الجاري للعميل ،فإن لم يوجد فيه
ما يكفي يحسم )يخصم( من التأمين النقدي،
على أن يلتزم بتوفير مبلغ التأمين المقرر
عليه في الحال .وليس لحامل البطاقة حق
التسهيلت على السلف أو السحب على
المكشوف.وأقرت الهيئة هذه الضوابط بشرط
أل يترتب على إصدار البطاقة من شركة
الراجحي أخذ أو إعطاء أي فائدة محرمة بشكل
ظاهر أو مستتر ،سواء تم ذلك مع عملئها أو
مع شركة فيزا العالمية أو أي شركة وسيطة
بين شركة الراجحي وشركة فيزا العالمية أو
غيرها من أطراف المعاملة.وجعلت الهيئة سعر
تحويل العملت الجنبية بحسب السعر المعلن
93
من قبل شركة الراجحي في ذلك اليوم
للمتعاملين بالبطاقة.ومنعت الهيئة تقاضي
عمولة على السحب النقدي وأجازت الرسوم
المتعلقة بإصدار البطاقة والرسوم السنوية
وسداد الفواتير ،مع حسم جزء من مبالغها
على أصحاب البضائع والخدمات.هذان
النموذجان يعدان بديلين إسلميين صالحين عن
البطاقات الخرى في البنوك التجارية
التقليدية ،على أن يكون أجل استخدام
البطاقة هو الجل المأذون به عادة.ويوجد
أنموذج ثالث للمؤسسة العربية المصرفية في
البحرين مشابهة لما ذكر ،وهو محل تجربة
الن.ويمكن اعتماد بعض النماذج للبطاقات
التي أصدرتها بعض المصارف السلمية مثل:
فيزا التمويل وفيزا الراجحي وفيزا المؤسسة
العربية المصرفية في البحرين ،لخلوها من
المحظورات والمخالفات الشرعية .
94
الهدايا كأسلوب من أساليب التسويق فى
1
التجارة المعاصرة
الهدية في اصطلح الفقهاء :جرى الفقهاء
على ذكر الهدية في باب الهبة؛ لن الهدية نوع
من الهبة ،وقد عّرف الفقهاء الهبة بأنها:
تمليك من غير عوض ثم إنهم قالوا :إن كان
ة
هذا التمليك يقصد به وجه الله -تعالى -عباد ً
ة من غير قصد في شخص معين ،ول محض ً
طلب غرض من جهته فهذا صدقة وإن كان
المقصود منه الكرام ،أو التودد أو الصلة ،أو
التألف ،أو المكافأة ،أو طلب حاجة ،أو نحو
ذلك ،فهو هدية ،فبناءً على هذا يمكن القول
بأن الهدية :تمليك من غير عوض ،لغير حاجة
ع َ
طى. م ْ
ال ُ
الهدية في اصطلح التسويقيين :هي ما
يمنحه التجار والباعة للمستهلكين من سلع أو
خدمات دون عوض؛ مكافأة ،أو تشجيعًا ،أو
تذكيرًا.الهدية من حيث الصل مشروعة مندوب
إليها ،كما دلت على ذلك نصوص الكتاب،
والسنة ،وقد نقل غير واحد من أهل العلم
الجماع على ذلك..
1
))يراجع بتوسع رساله ماجستير الحوافز النجاريه والتسويقيه فى الفقه
للشيخ خالد المصلح(
95
ل :جواز هذا النوع من الهدايا الترغيبية؛ أو ً
لن الصل في المعاملت الحل.
ثانيًا :يستحب قبول هذا النوع من الهدايا؛
لعموم الدلة الحاثة على قبول الهدية ،ما لم
تكن هذه الهدية التذكارية ل تستعمل إل في
محرم ،أو يغلب استعمالها فيه ،فإنه ل يجوز
عند ذلك قبولها ،ومن أمثلة ذلك ما تقدمه
بعض الشركات ،أو المؤسسات ،أو التجار،
كولعات المدخنين ،أو طفايات السجائر التي
ل تستعمل إل في ذلك ،أو يغلب استعمالها
فيه ،فإنه ل يجوز بذلها؛ لما في ذلك من
العانة على الثم ،وقد قال الله -تعالى ﴿ :-
ن﴾).(1
وا ِ وال ْ ُ
عدْ َ عَلى ال ِْثم َ
وُنوا َ
عا َ
ول ت َ َ
َ
ً ً
ويمنع قبولها أيضا سدا للذريعة ،وإعانة لهذا
التاجر على ترك هذا النوع من الهدايا التي
تغري بملبسة المحرمات ،حتى ولو علم
المهدى إليه أنه ل يستعملها إل في مباح؛ إذ
درء المفاسد أولى من جلب المصالح.
ومن الهدايا الترغيبية التذكارية التي ل
غب في تجوز بذل ً ول قبول ً الهدايا التي تر ّ
التعاملت المحرمة كهدايا البنوك الربوية مث ً
ل،
فإنها ل تجوز ،لما فيها من الدعاية لهذه
البنوك الربوية ،إذ ل تخلو هذه الهدايا غالبا ً من
شعار البنك ،وعبارات تدعو إلى التعامل معه،
أو ترغب في ذلك ،فهي وسيلة للتعامل معها
)( سورة المائدة ،جزء آية.(2) : 1
96
والرغبة فيها .هذا بالنسبة لعموم الناس .أما
من لهم حسابات وأموال في هذه البنوك ،فإنه
ل يجوز لهم قبول شيء من هداياهم على كل
حال ،وذلك أن أموالهم التي في البنوك
قروض لهم على البنك ،فالعلقة بين البنك
وهؤلء علقة مقرض ومقترض ،فهدايا البنوك
لهؤلء داخلة في قول النبي )) :- -إذا أقرض
أحدكم قرضًا ،فأهدى إليه ،أو حمله على
الدابة ،فل يركبها ،ول يقبلها ،إل أن يكون
جرى بينه وبينه قبل ذلك(().(1
ثالثًا :ل يجوز للواهب الرجوع في هذه
الهدايا بعد أن يقبضها المهدى إليه؛ لعموم
قول النبي )) :- -العائد في هبته كالكلب
يقيء ثم يعود في قيئه(().(2
النوع الثاني :الهدايا الترويجية :
وهي ما يقدمه التجار من مكافآت تشجيعية
للمشترين مقابل شرائهم سلعا ً أو خدمات
)( رواه ابن ماجه في كتاب الصدقات -باب القرض ،-رقم )،(2/813) ،(2432 1
)( رواه البخاري في كتاب الستقراض -باب ما ينهى عن إضاعة المال ،-رقم ) 3
103
إعطاء العملء فرصة تجربة السلعة ،أو لجل
الترويج لها.
وهذا النوع من الهدايا الترغيبية يهدف إلى
تحقيق أحد غرضين:
الول :تعريف الناس بالسلعة الجديدة،
وكيفية استعمالها ،ومعرفة مدى تلبيتها
لحاجاتهم وإشباعها لرغباتهم.
الثاني :أن تكون نموذجا ً لما يطلب في
السلعة المعقود عليها من المواصفات فتكون
هذه الهدية ممثلة للمعقود عليه ،وغالبا ً ما
تستعمل هذه النماذج العلنية في السلع التي
تحتاج إلى تصنيع.
أما حقيقة هذا النوع من الهدايا الترغيبية
فقهيًا ،فهي هدية وهبة.
ما يترتب على هذا التخريج :
ل :جواز هذا النوع من الهدايا الترغيبية؛ أو ً
لن الصل في المعاملت الحل ،ول دليل على
المنع.
ثانيا :استحباب قبول هذا النوع من ً
الهدايا؛لدخوله في عموم الحاديث التي تحث
على قبول الهدية.
ثالثًا :ل يجوز للواهب الرجوع في هذا
النوع من الهدايا؛ لدخولها في عموم قوله -
)) :-العائد في هبته كالكلب يقيء ثم يعود في
104
قيئه(().(1
رابعًا :يجب أن تكون هذه الهدايا العلنية
مطابقة للواقع في بيان حقيقة السلعة،
وجودتها ومدى تلبيتها لحاجات العملء.
خامسًا :جواز اعتماد هذه العينات
التعريفية عند إجراء العقود بناءً على القول
بصحة بيع النموذج.
الهدية النقدية
يقوم بعض المنتجين ،وأصحاب السلع بوضع
شيء من القطع الذهبية ،أو الفضية ،أو
العملت الورقية ،في سلعهم وبضائعهم؛
لتشجيع الناس على الشراء.
ولهذه الهدايا النقدية صورتان:
الولى :وضع هدية نقدية في أفراد سلعة
معينة.
الثانية :وضع هدية نقدية في بعض أفراد
سلعة معينة.
المسألة الولى :هديــة نقديــة فــي كــل
سلعة
الفرع الول :واقعها
صورة هذه الهدية أن يعلن التاجر ،أو
الشركة ،أن في كل علبة أو فرد من أفراد
سلعة معينة ،ريال ً أو ريالين ونحو ذلك؛ ليشجع
)( تقدم تخريجه ص ).(76 1
105
على شرائها.ويذكر أهل التسويق أن فائدة هذا
السلوب من أساليب الترويج ،هو حسم ثمن
السلعة مع المحافظة على ثبات السعر ،دون
التأثير على سياسة تجار التجزئة
التخفيضية.أن هذه الهدية تخّرج على مسألة
مد عجوة ودرهم.ومسألة مد عجوة ودرهم هي
أن يبيع ربويا ً بجنسه ومعهما أو مع أحدهما من
غير جنسه).(1وهذا النوع من الهدايا حقيقته،
أن البائع باع السلعة وما معها من أوراق نقدية
بأوراق نقدية ،فهي إحدى صور مسألة مد
عجوة ودرهم.فقد اختلف أهل العلم في
مسألة مد عجوة ودرهم على ثلثة أقوال:
القول الول :ل يجوز مطلقًا.وهو مذهب
الشافعية ،والحنابلة ،وابن حزم من الظاهرية.
القول الثاني :يجوز إن كان ما مع الربويين
تابعًا ،والمفرد أكثر من الذي معه غيره.وهذا
مذهب المالكية ،ورواية في مذهب أحمد
اختارها شيخ السلم ابن تيمية.
القول الثالث :يجوز مطلقًا.
وهذا مذهب الحنفية والذي يظهر ترجيحه
في هذه المسألة -والله أعلم ،-هو القول
الول ،بالمنع وعدم الجواز؛ لقوة أدلة القائلين
به ،وسلمتها من المناقشة ،ولضعف أدلة
)( ينظر :شرح فتح القدير ) ،(7/144القوانين الفقهية ص ) ،(167حاشية 1
110
وجود لها في واقع المر ،سواء كان ذلك
اليهام بالفعل أو القول).(1
ل :من الكتاب أو ً
قول الله -تبارك وتعالى َ﴿ :-يا -1
َ ْ َ
م وال َك ُ ْ
م ب َي ْن َك ُ ْ م َمُنوا ل ت َأك ُُلوا أ ْ نآ َ ذي َ ها ال ّ ِ أي ّ َ
َ
ض
ن ت ََرا ٍ ع ْجاَرةً َ ن تِ َ كو َن تَ ُ
ل إل ّ أ ْ ِبال َْباطِ ِ
م﴾).(2 من ْك ُ ِْ
وجه الدللة
أن الله -تبارك وتعالى -حّرم أكل المال
بالباطل ،واستثنى أكله بالتجارات التي تكون
ض،ول شك أن من اشترى المدّلس عن ترا ٍ
ض به ،فالبيوع والمغشوش،وهو ل يعلم غير را ٍ
التي فيها غش وتدليس وخديعة من أكل المال
بالباطل).(3
ن
ذي َ ن ال ّ ِ قول الله -تعالى﴿ :-إ ِ ّ -2
ً )(4 ً
منا َ َ ّ
قِليل ﴾ . م ثَ َ ه ْ مان ِ ِ وأي ْ َ ه َد الل ِ ه ِ ع ْ
ن بِ َشت َُرو َ يَ ْ
وجه الدللة:
وج - ل أقام -أي :ر ّ أن الية نزلت في رج ٍ
ُ
سلعة ،وهو في السوق فحلف بالله لقد أعطي
بها ما لم ُيعط؛ ليوقع رجل ً من المسلمين)،(5
)( ينظر :إعلء السنن ) ،(14/53الخرشي على مختصر خليل ) ،(5/133عقد 1
)( رواه البخاري في كتاب البيوع -باب ما يكره من الحلف في البيع ،-رقم ) 5
)( النجش :هو في الصل الثارة والختل والخداع ،وفي البيع مدح السلعة والثناء 3
فقها ويرّوجها ،أو يزيد في ثمنها ،وهو ل يريد شراءها؛ ليقع غيره فيها.
عليها لي ُن َ ّ
]ينظر :غريب الحديث لبي عبيد الهروي ) ،(1/293المجموع المغيث في غريبي القرآن
والحديث ) ،(3/264النهاية في غريب الحديث والثر ،مادة )نجش( ،(5/21) ،طرح
التثريب في شرح التقريب ).[ (6/62
112
وجه الدللة:
أن النبي - -نهى عن النجش ،وهذا يشمل
غّر غيره وي َ ُ
وجهاَ ،
مدح السلعة أو الخدمة؛ لُير ّ
دل ذلك على تحريم كل مخادعة أو مكر بها ،ف ّ
)(1
أو تدليس بالثناء على السلعة بما ليس فيها .
))
قول النبي :- -لت ُ َ
)(2
صّروا -3
البل والغنم ،فمن ابتاعها بعد فإنه بخير
النظرين بعد أن يحتلبها ،إن شاء أمسك،
وإن شاء ردها وصاعا ً من تمر(().(3
وجه الدللة:
أن النبي - -نهى عن التصرية؛ لما فيها
من التدليس والتغرير بالمشتري بإظهار غزارة
ل ذلك على تحريم كل تدليس أو اللبن ،فد ّ
)(4
تغرير فعلي .
ثالثًا :من الجماع
حكى غير واحد من أهل العلم الجماع على
)( ينظر :أعلم الحديث في شرح صحيح البخاري ) ،(2/1046التمهيد لبن عبد البر 1
لغزارة لبنها.
] ينظر :غريب الحديث لبي عبيد الهروي ) ،(341 - 1/340النهاية في غريب الحديث
والثر ،مادة )ص ر ا(.[ (3/27) ،
)( رواه البخاري بهذا اللفظ في كتاب البيوع -باب إن شاء رد المصراة ،-رقم ) 3
114
)) :- -البيعان بالخيار ما لم يتفرقا ،فإن
صدقا وبّينا بورك لهما في بيعهما ،وإن كتما
وكذبا محقت بركة بيعهما(() .(1ومن لوازم
تحري الصدق والعمل به تجنب الطراء
)(2
والمبالغات ،في وصف السلع والخدمات فإن
تعاطي ذلك مجانب للصدق والبيان ،وقد قال
فق بعضكم لبعض(() ،(3أي :ل النبي )) : ول ُين ّ
يروجها ليرغب فيها السامع ،فيكون قوله سببا ً
لبتياعها) .(4وقد عدّ بعض أهل العلم الثناء على
السلعة بما هو فيها نوعا ً من الهذيان الذي
ينبغي التحفظ منه) ،(5وضابط هذا أنه يحرم
ب لخذه ق ُ
ع ِ
على البائع كل فعل في المبيع ي ُ ْ
ندما ً).(6
ثالثًا :أن يتجنب الغش والتدليس في إعلنه
ودعايته ،وذلك بأن يزين السلعة أو يخفي
عيوبها أو يمدحها بما ليس فيها ،فإن ذلك كله
محرم كما تقدم بيانه).(7
)( تقدم تخريجه ص ) (50من هذا الكتاب. 1
)( ينظر :فقه اقتصاد السوق )النشاط الخاص( ص ).(201 - 200 2
)( رواه الترمذي في كتاب البيوع -باب بيع المحفلت ،-رقم )(3/559) ،(1268 3
بهذا اللفظ ،وأحمد ) (1/256بلفظ" :ول ي َن َْعق بعضكم لبعض" ،ولعلها تصحيف.
وكلهما من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما .-
وقال الترمذي :حديث حسن صحيح" ،وقال أحمد شاكر في تحقيق المسند ):(4/87
إسناده صحيح" ،وقال عنه اللباني في صحيح الجامع الصغير )" :(6/154حسن".
)( ينظر :النهاية في غريب الحديث والثر ،مادة )نفق( ،(5/98) ،جامع الصول ) 4
.(1/539
)( ينظر :إحياء علوم الدين ) ،(2/75معالم القربة في أحكام الحسبةص ).(72 5
115
رابعًا :أل يكون في إعلنه ودعايته ذم لسلع
قص لهم ،أو إضرار بهم غيره وخدماتهم ،أو تن ّ
بغير حق؛ لقول النبي)) :- -ل يؤمن أحدكم
حتى يحب لخيه ما يحب لنفسه(() ،(1والضابط
ق عليه وثقل في ذلك أن كل ما لو عومل به ش ّ
ينبغي أل يعامل به غيره) .(2ولقوله)) : - -ل
ضرر ول ضرار(().(3
خامسًا :أل يكون في إعلنه ودعايته ما يدعو
إلى السراف والتبذير؛ لكونهما من المناهي
ه
فوا إ ِن ّ ُر ُ
س ِول ت ُ ْ الشرعية ،قال الله -تعالىَ ﴿ :-
ول ت ُب َذّْر ب ال ْ ُ
)(4
ن﴾ ،وقال -تعالى َ ﴿ - في َ ر ِس ِ م ْ ح ّل يُ ِ
ن
وا َ خ َ ن َ
كاُنوا إ ِ ْ ري َ ن ال ْ ُ
مب َذّ ِ ذيرًا) ( 26إ ِ ّ ت َب ْ ِ
)(5
ن﴾ . طي ِشَيا ِال ّ
سادسًا :أل يكون فيهما هتك لحرمة الشرع
المطهر ،بأن يكون فيهما ترويج للمحرمات ،أو
أن يصاحبهما شيء من المنكرات ،كالموسيقى
والغناء ،أو إظهار النساء ،وما أشبه ذلك من
المنهيات.
سابعًا :أل ّ تكون الدعاية والعلن باهظي
)( رواه البخاري في كتاب اليمان -باب من اليمان أن يحب لخيه ما يحب لنفسه 1
116
التكاليف يتحمل عبئها المستهلك ،بل يجب أن
يكونا قاصرين على ما يحصل به المقصود من
التعريف بالسلع والخدمات من غير زيادة تجر
إلى رفع أسعارها.
هدايا الموظفين
1
2
118
هديـــة ،واليـــوم رشـــوة(.وقـــال ابـــن حجـــر
العســقلني فــي هــذا البــاب :قــال فــرات بــن
مسلم :اشتهى عمر بن عبد العزيز التفاح فلــم
يجــد فــي بيتــه شــيئا ً يشــتري بــه ،فركبنــا معــه
فتلقــاه غلمــان الــدير بأطبــاق تفــاح فتنــاول
واحدة فشمها ثم ردّ الطبــاق ،فقلــت لــه فــي
ذلك .فقال :ل حاجة لي فيه .فقلت :ألــم يكــن
رسول الله وأبو بكــر وعمــر يقبلــون الهديــة؟
فقال) :أي :عمر بن عبــد العزيــز( :إنهــا لولئك
هديــة وهــي للعمــال بعــدهم رشــوة .أقــوال
العلمــاء فــي هــدايا العمــال وغيرهــم :جمهــور
علمــاء الســلم ل يجيــزون هــدايا الحكــام ول
العمال للدلة المتقدمة؛ لما في ذلك مــن أكــل
أموال الناس بالباطل واعتبروهــا مــن الســحت
وإعانة على الظلم لمــا يــترتب علــى ذلــك مــن
مهدي بسبب هديته .وهناك من جعلــه محاباة ال ُ
في درجة الكفر ،ولعل هذا القول فيه مغــالة،
وســـيأتي بيـــانه فـــي موضـــعه .ولربمـــا كـــان
مقصــدهم الكفــر العملــي ل العتقــادي .واللــه
أعلم .وهناك من أجــاز هديــة الحــاكم مــن بــاب
المكافأة ،والثم على الحــاكم ل علــى المهــدي
إذا كان ل يتوصل إلــى حقــه إل بالهديــة.ونقــل
ابن حجر العسقلني قول فرات بن مسلم في
هذا الموضع في فتح الباري .قال رحمــه اللــه:
مهــدي لــه حاكمـا ً والعانــة لــدفع إن لم يكــن ال َ
119
مظلمة أو إيصال حق فهو جائز ولكــن يســتحب
له ترك الخذ ،وإن كان حاكما ً فهو حرام .
120
البورصات
اصل كلمة بورصة تنسب الى اسم شخص من
مدينة بروج ببلجيكــا اســمة )فــان دى بــورص (
حيث كانت من عادات هــذا الشــخص أن يجمتــع
في متجرة مع عدد من التجار لتمام عملياتهم
وكان شعار هذا المتجر ثلثة أكياس من النقود
0000
122
هذة الشركة لشراء أسهم أوســندات وهــذا مــا يحــدث
في البورصة .
بحث الستثمار فى السهم اد/على محيى الدين قره موقع المسلم 2
125
لم يفعل صدقه بل تخلص من محرم فأستدل الدكتور
1علــى قــره بــذلك بــأقوال لبعــض الفقهــاء والئمــه
منهم العــز بــن ســلم )وإن غلــب الحلل بــأن إختلــط
درهــم حــرام بــالف درهــم حلل جــازت المعــامله ( .
ومثله قال الزركش .وقال شيخ السلم ) إن الحرام
نوعان حــرام لوصــفه كــالميته والــدم ولحــم الخنزيــر
فهذا اذا اختلط بالماء والمائع وغيــره طعمــه او لــونه
او رائحته حــرم وان لـم يغيــره ففيــه نــزاع ,والثـانى
المحرم لكسبه كالمأخوذ غصبا او بعقــد بفاســد فهــذا
اذا اختلط بالحلل لم يحرمه فلو غصب الرجل دراهــم
او دنانير او خبزا وخلط ذلك بماله لم يحرم الجميع ((
.
**************************************
126
المعاملت المصرفيه بين البنوك التقليديه
والبنوك السلميه
127
بفائدة ,ومن ثم تدخل هذة الفوائد المحددة في ربا
1
الزيادة المحرم شرعا بمقتضى النصوص الشرعيه(
-الحسابات الجاريه
فتوى الشيخ جاد الحق رحمه الله انظر موسوعه فتاوى دار الفتاء في مائه عام 1
128
قرر ما يلي :
أول ً :الودائع تحت الطلب )الحسابات الجارية( سواء أكانت لدى
البنوك السلمية أو البنوك الربوية هي قروض بالمنظور الفقهي،
حيث إن المصرف المتسلم لهذه الودائع يده يد ضمان لها وهو
ملزم شرعا ً بالرد عند الطلب .ول يؤثر على حكم القرض كون
البنك )المقترض( مليئا ً .
ثانيا ً :إن الودائع المصرفية تنقسم إلى نوعين بحسب واقع
التعامل المصرفي :
أ -الودائع التي تدفع لها فوائد ،كما هو الحال في البنوك الربوية،
هي قروض ربوية محرمة سواء أكانت من نوع الودائع تحت
الطلب )الحسابات الجارية( ،أم الودائع لجل ،أم الودائع بإشعار،
أم حسابات التوفير .
ً
ب – الودائع التي تسلم للبنوك الملتزمة فعليا بأحكام الشريعة
السلمية بعقد استثمار على حصة من الربح هي رأس مال
مضاربة ،وتنطبق عليها أحكام المضاربة )القراض( في الفقه
السلمي التي منها عدم جواز ضمان المضارب )البنك( لرأس
مال المضاربة .
ثالثا ً :إن الضمان في الودائع تحت الطلب )الحسابات الجارية(
هو على المقترضين لها )المساهمين في البنوك( ما داموا
ينفردون بالرباح المتولدة من استثمارها ،ول يشترك في ضمان
تلك الحسابات الجارية المودعون في حسابات الستثمار ،لنهم
لم يشاركوا في اقتراضها ول استحقاق أرباحها .
رابعا ً :إن رهن الودائع جائز ،سواء أكانت من الودائع تحت
الطلب )الحسابات الجارية( أم الودائع الستثمارية ،ول يتم الرهن
على مبالغها إل بإجراء يمنع صاحب الحساب منالتصرف فيه طيلة
مدة الرهن .وإذا كان البنك الذي لديه الحساب الجاري هو
المرتهن لزم نقل المبالغ إلى حساب استثماري ،بحيث ينتفي
الضمان للتحول من القرض إلى القراض )المضاربة( ويستحق
أرباح الحساب صاحبه تجنبا ً لنتفاع المرتهن )الدائن( بنماء
الرهن .
129
خامسا ً :يجوز الحجز من الحسابات إذا كان متفقا ً عليه بين البنك
والعميل .
سادسا ً :الصل في مشروعية التعامل المانة والصدق بالفصاح
عن البيانات بصورة تدفع اللبس أو اليهام وتطابق الواقع
وتنسجم مع المنظور الشرعي ،ويتأكد ذلك بالنسبة للبنوك تجاه
ما لديها من حسابات لتصال عملها بالمانة المفترضة ودفعا ً
للتغرير بذوي العلقة .والله أعلم
-2خطاب الضمان
تقوم خطابات الضمان بدور كبير في الحياه التجاريه
وخاصه في عقود النشائات والمقاولت خاصه تلك
العقود التى تبرم مع الجهات الحكوميه اذ يتطلب
المر ان يقوم المتعهد )او المقاول( بإيداع مبلغ
معين كخطاب ضمان وبدل من ان يقوم التاجر
بتجميد جزء كبير من راسماله لدى الجهات الحكوميه
فانه ل يودع اموال نقديه بل يقدم خطاب ضمان من
البنك بدل من النقديه .
130
)كمبيالت( .ويرى كثير من الفقهاء المعاصرين ان
خطاب الضمان عقد من عقود الرفاق والحسان او
هو نوع من الكفاله والوكاله ول يجوز للبنك اخذ
عموله على خطاب الضمان لن عقود الرفاق
والحسان )التبرعات( ل يجوز اخذ الجر عليها ,
ولهذا قررمجمع الفقه السلمى )ان خطاب الضمان
اذا كان بغطاء فهو ضم ذمه الضامن الى ذمه غيره
فيما يلزم حال ومآل وهذه حقيقه ما يعرف في
الفقه السلمى باسم الضمان او الكفاله ,وان كان
خطاب الضمان بضمان فالعلقه بين طالب خطاب
الضمان وبين مصدره)البنك(هى الوكاله والوكاله
تصح باجر او بدونه مع بقاء علقه الكفاله لصالح
المستفيد )المكفول له( ,والكفاله عقد يقصد به
الرفاق والحسان وقد قرر الفقهاء على عدم جواز
اخذ العوض على الكفاله لنه في حاله اداء الكفيل
مبلغ الضمان يشبه القرض الذى جر نفع وذلك ممنوع
شرعا وخطاب الضمان ليجوز اخذ الجر عليه لقاء
عمليه الضمان التى يراعى فيها عاده مبلغ الضمان
ومدته سواء بغطاء ام بدونه ,والمصاريف الداريه
لصدار خطاب الضمان بنوعيه جائزه شرعا مع
مراعاه عدم الزياده على اجر المثل وفى حاله تقديم
غطاء كلى او جزئى يجوز في تقدير المصاريف ما قد
تتطلبه المهمه الفعليه لداء ذلك الغطاء والله اعلم((
131
نشأ هذا العقد في انجلترا عام 1846م واول
من تعامل به تاجر لللت الموسيقيه كان
يؤجر الته الموسيقيه اجاره يتبعها تمليك اللة
132
صور العقد كما تقوم بها المصارف
السلميه :
133
-اذا اشتمل العقد على تأمين فيجب ان يكون التأمين
تعاونى لتجارى ويتحمله المالك ل المستأجر .
-تطبق على العقد احكام الجاره طوال مده الجاره
واحكام البيع عند تملك العين.
-نفقات الصيانه غير التشغيليه على المؤجر ل
المستأجر طوال مده الجاره.
-علما بان العقد ينتهى بانتهاء مده الجاره وتملك
المستأجر للعقار او السلعه يكون بعقد جديد
-يفسخ عقد الجاره برضا الطرفين او بهلك العين او
اهلكها او بافلس المستأجر.
التورق المصرفى
هو شراء سلعه في حوزه البائع وملكه بثمن مؤجل ثم
يبيعها نقدا لخر للحصول على النقد ,ويشترط تملك
السلعه وحيازتها لدى البائع قبل البيع مع عدم شراء
ذلك التاجر لتلك السلعه منه مره اخرى باى اسلوب .
وهو نوع من انواع بيع المضطر واذا القام بشراء
السلعه وباعها لنفس التاجر فهو بيع العينه المحرم
شرعا ,واذا قام المضطر بشراء السلعه وباعها لغيره
فهذا هو التورق .والتورق اباحه قديما اياس بن معاويه
والمام احمد في احدى الروايتين عنه وكرهه عمر بن
عبد العزيز وقال اخيه الربا وابن تيميه وقال هو وسيله
الى الربا.
134
عقود التأمين
حث السلم على تضامن المسلمين افرادا
وجماعات على رعايه الفقراء والمساكين
ورفع الضرر عنهم بدافع الغقيده فقال تعالى
)واعبدو الله ول تشركو به شيئا وبالوالدين
احسانا وبذى القربى واليتامى والمساكين
والجار ذى القربى والجار الجنب وابن السبيل
وماملكت ايمانكم (( .وروى عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم انه قال )مثل المؤمنين
في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد
اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر العضاء
بالسهر والحمى(
135
1
السهم الوقفية:
136
فقد أنشأت أمانات الوقاف في المارات منافذ بيع للسهم
الوقفية في تلك التجمعات الشعبية ،ونجحت تلك المراكز في
شرح الفكرة للجمهور الذي أقبل على المساهمة في
المشروعات الوقفية وشملت تلك المساهمات المواطنين
والوافدين على حد سواء.
مصارف السهم
وتتنوع المصارف الوقفية في منطقة الخليج ،فعلى سبيل
المثال يوجد عدة مصارف وقفية في المارات ،وأهمها ما يلي:
-مصرف وقفي للمساجد ،ويعمل على توفير دور العبادة
في جميع أرجاء الدولة ،وتنشيط دورها الديني ،والمساهمة في
رعايتها وتطويرها وصيانتها ،وإحياء رسالتها في خدمة المجتمع،
وتوفير الرعاية المناسبة للخطباء والئمة والمؤذنين وتنشيط
دورهم الجتماعي.
-مصرف وقفي للقرآن الكريم ،وهو مخصص لنشر القرآن
والهتمام بعلومه وتشجيع تلوته حفظا وتجويدا وترتيل ،وهناك
مصرف وقفي للتعليم يخصص ريعه للعناية بطلب العلم
المحتاجين ،ورعاية وتحفيز المبدعين والمساهمة في توفير
متطلبات البحث العلمي ،وإبراز اهتمام السلم بالعلوم.
-مصرف وقفي للرعاية الصحية ،وهو يساهم في توفير
الخدمات الصحية الخاصة للمرضى الذين ليس لهم من يرعاهم،
والهتمام بالحالت التي تحتاج إلى علج طبي طويل ومكلف أو
طارئ ،ونشر مفاهيم التنمية الصحية ودعم الجهات القائمة على
توفير الخدمات الصحية والرتقاء بمستواها.
-مصرف وقفي لليتام ،وهو يخصص لمساعدة هؤلء
اليتامى والفقراء.
-مصرف وقفي للبر والتقوى ،ويصرف ريعه للعمل على
إيصال مفاهيم البر والتقوى للمجتمع والصرف على الحالت
التي لم تخصص ضمن المصارف الخرى.
137
كما أن هناك أنواعا أخرى من المصارف الوقفية أحدها
خاص للمسجد القصى وهو يخصص لدعم الفلسطينيين،
ومصرف آخر لخدمة الحجاج والمعتمرين ،ومصرف ثالث لخدمة
الفقراء وتغطية حاجاتهم المادية والجتماعية.
138
الماضي ) (2003ثلثة مليين و 113ألف درهم )الدولر= 3.6
دراهم إماراتية(.
التجربة السعودية
السعودية هي الخرى اهتمت بالسهم الوقفية من خلل
الجمعيات الخيرية ،ومنها :الجمعية الخيرية النسائية بالدمام،
ويستهدف المشروع جمع مبالغ مالية تمكنها من شراء عقار
استثماري يسجل كوقف خيري باسم الجمعية ،وبإشراف إحدى
لجانها )لجنة الوقاف والوصايا( ،وذلك بهدف صرف ريعه لصالح
وجوه البر.
وتؤكد الجمعية أنها تهدف من خلل مشروعها إلى إحياء سنة
الوقف واستعادة دوره التاريخي في دعم وجوه البر والحسان،
وكذلك تنفيذ مشاريع خيرية تخدم السر المتعففة والفراد
المحتاجين.
كما تهدف أيضا إلى فتح أبواب جديدة وميسرة للجر
والثواب يستطيع المساهمة فيها كل مسلم ومن مختلف الفئات،
بما يحقق للمسلم الجر والثواب العظيم عند الله عز وجل،
ويحقق له أيضا ً استمرارية هذا الجر في حياته وبعد
وفاته.وحددت الجمعية مقدار سهم الوقف بمائة ريال للسهم
الواحد )الدولر= 3.7ريالت سعودية( على أن تبدأ المساهمة
بسهم واحد كحد أدنى ،وبل حد أقصى لعدد السهم.ويطرح
المشروع نوعين للمساهمة أولها :المساهمة الفردية والعائلية،
حيث يمكن للمساهم شراء أسهم باسمه وبأسماء أفراد عائلته
)الوالدين ،الزوجة ،البناء ،الخوة ،وغيرهم من القارب( الحياء
منهم والموات ،بواقع عدد محدد من السهم لكل فرد.أما النوع
الخر فهو مساهمة المؤسسات ،حيث يمكن للهيئات الحكومية
والشركات الخاصة شراء أسهم باسمها.
وقسمت الجمعية أسهم الوقف إلى أربع فئات،
وهي:
139
الولى :عدد ) (1سهم وقفي بقيمة 100ريال. -الفئة
الثانية :عدد ) (10أسهم وقفية بقيمة 1000ريال. -الفئة
الثالثة :عدد ) (100سهم وقفي بقيمة 10,000ريال. -الفئة
الرابعة :عدد ) (1000سهم وقفي بقيمة 100,000 -الفئة
ريال.
ويمكن الحصول على تلك السهم عن طريق مبنى الجمعية
أو إيداع قيمتها في حساب مصرفي مخصص للمشروع ،أو
إرسال شيك مصرفي باسم الجمعية.وعلى خلف تجارب أخرى
تحدد مصارف معينة للسهم الوقفية ،فإن سهم الوقف الخيري
في الجمعية الخيرية النسائية بالدمام يعتبر سهما مطلقا يحق
للجمعية التصرف بإيراداته في أوجه البر والخير والحسان التي
تشرف عليها أو ترد إليها داخل المملكة ،مع الخذ بعين العتبار
أنه قد تختلف مصارف الوقف كل سنة عن الخرى وفقا لما
يستجد من حاجة المجتمع ،كما أن جزءا من الريع يخصص
لعمال الصيانة الدورية والتكاليف الدارية للوقف.
الكويت وسلطنة عمان
وفي الكويت طرحت جمعية إحياء التراث السلمي
المشروع الوقفي الكبير .وتتنوع الصناديق الوقفية التابعة
للمشروع ما بين :وقف الكلمة الطيبة ،ووقف تعليم القرآن
الكريم ،ووقف طباعة المصحف ،ووقف مكتبة طالب العلم،
ووقف السهم الخيري المطلق ووقف كفالة اليتام ،ووقف بناء
المساجد ،والوقف الدعوي ،ووقف إفطار الصائم ووقف ذبح
الضاحي ،ووقف كفالة الدعاة.
ويمكن للمتبرع أن يدفع قيمة السهم الوقفي دفعة واحدة،
أو عن طريق الستقطاع الشهري.أما في سلطنة عمان -وهي
من الدول الخليجية الرائدة في هذا المجال -فقد أعلن وزير
الوقاف والشئون الدينية في نوفمبر 1999عن مشروع السهم
الوقفية ،وحددت الوزارة مقدار السهم الوقفي بعشرة ريالت
140
عمانية )الدولر= .3ريال عماني(.وتقوم وزارة الوقاف
والشئون الدينية العمانية باستثمار هذا المال في مشروعات
وقف ثابتة ينفق ريعها على بناء المساجد ،وترميمها ،وإقامة
مدارس لتحفيظ القرآن الكريم ومساعدة ذوي الحاجة وخدمة
كتاب الله الكريم ،وتأثيث منازل السر المحتاجة ،والمطلقات
والرامل واليتامى والمساهمة في وقفية فطرة صائمي شهر
رمضان والقرض الحسن.
ويظل أن هذه التجارب الوقفية تحتاج إلى تعميم وترويج لها في
مجتمعاتنا العربية والسلمية ..فهي إحدى الوسائل الهامة
لمكافحة الفقر ،وكذلك تحيي سنة نبوية تنفع النسان في
آخرته ..فهي استثمار دنيوي وأخروي في آن واحد.
141
1
بنك طعام مصري لمحاربة الجوع
142
لممارسة نشاط البنك ،كما تم بالفعل توزيع حقائب تضم عدًدا
من المواد الغذائية كالسمن والسكر والفول والزيت على أعداد
كبيرة من المحتاجين.ووفقا لمصادر صحفية ،فتقدر حجم
التبرعات المبدئية التي تم جمعها حتى الن للبنك بما يزيد عن 5
مليين جنيه مصري ،غير التبرعات العينية الكثيرة ،وأطعمة
الفنادق التي ل تقدر بمبالغ محددة.
أهداف البنك
ويؤكد "نيازي سلم" ،نائب رئيس مجلس إدارة إحدى
المجموعات الصناعية ،ورئيس مجلس إدارة بنك الطعام لمجلة
صباح الخير المصرية في ديسمبر ،2005أن الهدف الساسي
للبنك هو توفير الطعام للمحتاجين وغير القادرين على العمل،
حتى يتم القضاء على مشكلة الجوع في مصر.ويقول :إن هذه
الفكرة مطبقة في كثير من دول العالم ،خاصة في أوربا ،وأنها
تتفق أكثر مع النظام التكافلي في السلم ،وأنه سيتم النتفاع
بالغذية غير المستغلة والفائضة عن طريق جمعها من مصادر
مختلفة ،ثم إعادة تعبئتها وتوزيعها لتصل للمستحقين.ويشير
سلم إلى أنه بنجاح المرحلة الولى من المشروع المتمثلة في
تقديم الغذاء والطعام للمحتاجين ،سيتم النتقال للمرحلة الثانية
للمشروع ،وهي تقديم العلج للمرضى المحتاجين .وأكد أن البنك
يدار بفكر اقتصادي ،من خلل مجموعة من الخبراء المتخصصين
في هذا المجال ،وأن الفائض من الموال يتم استثماره في
العديد من المشروعات الستثمارية الجديدة ،لتوفير سيولة
نقدية تساهم في سرعة دوران رأس المال مرة أخرى.
وأضاف أن هناك عدًدا من رجال العمال قد بدءوا
استعداداتهم لمشاركة البنك في مشروعاته المزمع إنشاؤها،
وبنسب تتراوح بين 10و ،%20فضل عن الستثمارات التي
سيقوم بها البنك في العديد من المشروعات الغذائية ،مثل
المطاحن والمخابز واستصلح الراضي والتغليف والتعبئة.
آلية عمل البنك
143
ويشرح القائمون على الفكرة كيفية عمل البنك ،مشيرين
إلى أن العمل يبدأ بجمع البيانات عن المستحقين ،وتحديد
أماكنهم ليسهل الوصول إليهم .وتمت الستعانة في هذا
بالجمعيات الهلية التي سبقت في هذا المجال؛ حيث تم تحديد
أسماء وأماكن بعض من يحتاجون المساعدة.ويؤكد معز
الشهدي ،رئيس إحدى الشركات العالمية لدارة الفنادق ،وأحد
رجال العمال المؤسسين لهذه الجمعية الخيرية والمتطوعين
بالمال والجهد والوقت لنجاح هذا المشروع ،أن هناك أمثلة
أخرى لكيفية الستفادة من الطعام "الفائض" وليس "الفضلت"
في الحفلت الضخمة التي تقام في مصر.ويقول إنه تم ،كمثال،
تحويل فائض بوفيه مفتوح لحد الحفلت التي أقيمت بأحد
الفنادق إلى وجبات تم إعدادها لبنك الطعام المصري ،ووصلت
إلى 130عبوة في أطباق الفويل التي تحفظ الطعام ساخنا،
وقد تم توزيعها مباشرة على المستحقين الذين سبق وتم عمل
بحث حالة لهم ،وثبت استحقاقهم لمساعدة بنك الطعام؛ وذلك
من خلل سيارة مجهزة لبنك الطعام ،حملت إليهم الطعام
وسلمته إليهم في منازلهم ساخنا ومغلقا بعد ساعتين فقط!.
ويضيف" :من خلل عملي وخبراتي في المجال الفندقي،
كنت أدرك كم الفائض والفاقد الهائل الذي ينتج عن الحفلت
والبوفيهات المفتوحة؛ لذا أضفت في دعوة الحفل الذي أقامته
وا عبارة تقول" :مستحقو بنك شركتنا مؤخًرا ودعت إليه 60مدع ّ
الطعام المصري مدعوون معكم في هذه الحتفالية".
ويتابع قائل :وبالفعل بعد النتهاء من افتتاح البوفيه بدأ فريق
مدرب ،بالتعاون مع المشرفين على البوفيه ،في إعداد الوجبات،
وتم مراعاة أن تكون وجبات متكاملة ،تضم أرزا أو مكرونة مع
قطعة لحم أو فراخ مع السلطة والحلو ،وتم تغليفها ونقلها فوًرا
للسيارات المجهزة لبنك الطعام ،الذي انتقل إلى أحد الحياء،
ومن خلل كشف بأسماء السر المستحقة ،والتي سبق إجراء
بحث حالة لها ،وثبت أحقيتها لهذا الطعام من بنك الطعام ،وتم
توزيع 130وجبة ساخنة ومغلفة ونظيفة".
144
فائض وليس فضلت
ويشدد الشهدي على أن هناك فرًقا بين الفائض والفضلت،
دا أن الفارق بينهما شديد ،ففضلت الحفلت مصيرها مؤك ً
صندوق القمامة ،أما الفائض فالمقصود به هو الموجود بالفعل
على البوفيه ولم يتم الجهاز عليه ووضعه في الطباق ،بحيث لو
كان هناك ضيف تأخر عن البوفيه وحضر للحفل يمكنه التقدم له،
وعمل طبق له منها ،وهذا ما يتم تجهيزه وإعداده في أطباق
فاخرة ومغلفة ،وتنتقل في سيارات مجهزة للمستحقين في
بيوتهم معززين مكرمين.
أما التخوف من أن يوزع البنك منتجات منتهية الصلحية ،فهو
يقول :إن هذا أمر غير وارد على الطلق ،مشيرا إلى أن الدكتور
رضا سكر ،نائب رئيس مركز تكنولوجيا الصناعات الغذائية ،وهو
من المؤسسين لبنك الطعام ،مسئول عن التأكد من صلحية هذا
الغذاء ،على حد قوله.
ويقول المحاسب وائل عصام ،وهو أحد المتطوعين للعمل
مع بنك الطعام :إن "هدفنا هو القضاء على ظاهرة الجوع في
مصر ،وليس مجرد توزيع فائض طعام؛ حيث تم وضع نظم
وسياسات تشغيل متكاملة ،وتم عمل لجان لتنمية الموارد
والتشغيل والدارة والرقابة والحسابات والمخازن وجمع البيانات
والدراسات والستعلم ولجنة للنقل والتوزيع والتخزين ،بالضافة
للجنة التسويق ،ونشر الوعي والدعاية ،ولجنة للتصالت
بالجمعيات المماثلة ،حتى يتم التنسيق بيننا وبينها ،وحتى ل
يحدث تعارض أو ازدواجية في هذه المنح والمساعدات التي
تمنح للمستحقين".
المفتي يؤيد
من جانبه أكد مفتي مصر أن بدء نشاط بنك الطعام قد
يكون فاتحة خير لقامة بنوك أخرى مثل "بنك الكساء" ،و"بنك
للعفاف لمساعدة الشباب على الزواج" .وأفتى الدكتور جمعة
بجواز التبرع لبنك الطعام من زكاة المال.
145
وقال في تصريحات نشرت بصحيفة السبوع المصرية :إن
المسلمين الوائل عرفوا )الوقف( الذي يخصص عائده لغراض
كثيرة من الطعام ،ووصف الفكرة بأنها فاتحة خير.
وبنك الطعام فكرة عالمية مطبقة في العديد من دول
العالم ،ولكن أسلوب تطبيقها يختلف من دولة إلى أخرى ،ولها
مواقع على شبكة النترنت .وتقول مواقع على الشبكة الدولية:
إن بنك الطعام فكرة هولندية بدأت قبل عشر سنوات لمكافحة
الجوع في أحياء الفقراء ،وإنه يقوم على شعار) :أنت في هولندا،
إذن ل يمكنك أن تنام ليلك وأمعاؤك يقرصها الجوع(!.
وتقوم المؤسسة الهولندية )بنك الطعام( التي ترفع هذا
الشعار ،بإرسال أعضائها من المتطوعين كل مساء بسياراتهم،
حاملين معهم أكداسا من علب الطعام التي تحوي كل منها وجبة
غذائية متكاملة ،لتقديمها بصورة يومية للفقراء والمعوزين الذين
يفترشون الشوارع والطرقات في الحياء الفقيرة ،أو تحت
الكباري وفي أنفاق المترو.
خلفات حول البنك
ورغم أن فكرة بنك الطعام لقيت استحسان كثيرين ،فإن
بعض الكتاب المصريين عارضوها وسخروا منها ،محذرين من
أنها إهانة للفقراء كما ذكرت صحيفة السبوع؛ لنه بدل من أن
يذهب الفائض إلى صناديق القمامة والمخلفات يذهب إلى بطون
الغلبة.
ومما زاد من حدة العتراض الفيلم الذي تم عرضه في حفل
تدشين البنك في حضور رجال العمال في رمضان ،2005
ويتضمن مشاهد لفقراء يلتقطون طعامهم من صناديق القمامة؛
ما
حيث اعتبر البعض ذلك متاجرة بمعاناة المحتاجين؛ لنه يصور أ ّ
فقيرة تصطحب طفلها ويبحثان في أكوام القمامة عن فضلت
خمس سكان الطعام.ورغم الخلفات حول بنك الطعام ،يظل أن ُ
مصر تحت خط الفقر وهو معدل رسمي ترى المعارضة أنه
ضعف ،وهذه الفئة الفقيرة التي تزداد بسبب السياسات ال ّ
146
القتصادية الحكومية مثلت بيئة خصبة لنشاط خيري يحاول أن
يكون بديل لضعف الدور القتصادي للدولة.ولعل ذلك يفسر
النشاط الخيري الذي بدأ ينتشر على نطاق واسع وتقوده
مجموعات إلكترونية في مجالت مختلفة ،منها تجهيز العرائس
غير القادرات على تجهيز أنفسهن بالجهزة المنزلية المختلفة،
وحتى شراء أجهزة طبية للمستشفيات العامة والمستوصفات،
والبحث عن وظائف للعاطلين ،وبيع "الروبابيكا" أو الشياء
القديمة المستهلكة .وشعار المتطوعين في مجالت الخير
المختلفة هو الية الكريمة" :يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا
واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون".وكل ما سبق
يصطلح عليه بالتأمين الخيرى.
147
: 22%على القل لشراء شهادات استثمار البنك الهلى
2
المصرى
:15%شراء سندات بنك الستثمار القومى ذات الفائده الثابته .
: 25%اوراق ماليه ذات ايراد متغير لشركه مصريه.
: 5%
-استثمارات فى عقارات مبنيه ومملوكه فى مصر
-منح وقروض على وثائق التأمين .
-منح وقروض اخرى .
-ودائع نقديه لدى البنك .
ويرى الشيخ جاد الحق على جاد الحق
)المعروف أن وثيقة التأمين ضد الحريق التى تصدرها شركات التأمين
فى مصر تحتوى على بند مضمونه ) تتعهد الشركة بتعويض المؤمن
له أو ورثته أو منفذى وصيته أو مديرى تركته كل تلف مادى بسبب
الحريق بالعين المؤمن عليها طبقا للشروط العامة والخاصة الواردة
بهذه الوثيقة (ونصت المادة 766من التقنين المدنى ) القانون المدنى
المعمول به الن فى مصر رقم 131لسنة 1948م ( المصرى على
أنه ) فى التأمين ضد الحريق يكون المؤمن مسئول عن كافة الضرار
الناشئة عن حريق أو عن بداية حريق ،يمكن أن تصبح حريقا كامل ،
أو عن خطر حريق يمكن أن يتحقق ،والتأمين ضد الحريق على هذا
يكون مقصودا به تعويض المؤمن عليه عن خسارة تلحق ذمته
المالية بسبب الحريق (.
وتطبيقا لنصوص هذا القانون ينشىء عقد التأمين إلتزامات على
راجع تحريم التعامل بهذه الشهادات فى كتاب ودائع البنوك وشهادات الستثمار 2
للدكتور السالوس
148
عاتق كل من المؤمن والمؤمن له إذ على هذا الخير أن يدفع أقساط
التأمين ،وعلى الول أن يدفع للمؤمن له العوض المالى أو المبلغ
المؤمن به ،ومع هذا فهو من الوجهة القانونية يعتبر عقدا احتماليا
حيث ل يستطيع أى من العاقدين أو كلهما وقت العقد معرفة مدى ما
يعطى أو يأخذ بمقتضاه فل يتحدد مدى تضحيته إل فى المستقبل تبعا
لمر غير محقق الحصول أو غير معروف وقت حصوله.
وإذا كان واقع عقد التأمين من وجهة هذا القانون أنه يعتبر عملية
احتمالية حيث جاءت أحكامه فى الباب الرابع من كتاب العقود تحت
عنوان عقود الغرر لن مقابل القسط ليس أمرا محققا ،فإذا لم يتحقق
الخطر فإن المؤمن لن يدفع شيئا ويكون هو الكاسب ،وإذا تحقق
الخطر ووقع الحريق مثل فسيدفع المؤمن إلى المؤمن له مبلغا ل
يتناسب مع القسط المدفوع ،ويكون هذا الخير هو صاحب الحظ
الوفى فى الخذ ،وبذلك يتوقف أيهما الخذ ومقدار ما يأخذه من
عملية التأمين على الصدفة وحدها ،وإذا كان عقد التأمين ضد الحريق
بهذا الوصف فى القانون الذى يحكمه تعين أن نعود إلى صور
الضمان والتضمين فى الشريعة السلمية لنحتكم إليها فى مشروعية
هذا العقد أو مخالفته لقواعدها .وإذا كان المعروف فى الشريعة الغراء
أنه ل يجب على أحد ضمان مال لغيره بالمثل أو بالقيمة إل إذا كان قد
استولى على هذا المال بغير حق أو أضاعه على صاحبه ،أو أفسد
عليه النتفاع به بحرقه أو بتمزيقه أو هدمه مثل أو تسبب فى إتلفه،
كما لو حفر حفرة فى الطريق فسقطت فيها سيارة أو حيوان أو وضع
يدا غير مؤتمنة على مال ،كيد البائع بعد البيع أو يد السابق ،أو غر
شخصا كأن طلب منه أن يسلك طريقا مؤكدا له أنه آمن ،فأخذ
اللصوص ماله فيه ،أو كفل أداء هذا المال ول شىء من ذلك بمتحقق
فى التأمين ضد الحريق ،بل وغيره من أنواع التأمين التجارى ،حيث
يقضى التعاقد أن تضمن الشركة لصاحب المال ما يهلك أو يتلف أو
149
يضيع بغرق أو حرق أو بفعل اللصوص وقطاع الطرق كما أن المؤمن
ل يعد كفيل بمعنى الكفالة الشرعية ،وتضمين الموال بالصورة التى
يحملها عقد التأمين محفوف بالغبن والحيف والغرر ،ول تقر الشريعة
كسب المال بأى من هذه الطرق وأشباهها لنها ل تبيح أكل أموال
الناس بغير الحق .قال ال تعالى } ول تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل {
البقرة ، 188وقوله تعالى } يا أيها الذين آمنوا ل تأكلوا أموالكم بينكم
بالباطل إل أن تكون تجارة عن تراض منكم { النساء ، 29وإنما تبيح
العقود التى ل غرر فيها ول ضرر بأحد أطرافها ،وفى عقد التأمين
غرر وضرر محقق بأحد الطراف ،لن كل عمل شركة التأمين أنها
تجمع القساط من المتعاقدين معها وتحوز من هذه القساط رأس مال
كبير تستثمره فى القروض الربوية وغيرها ،ثم تدفع من أرباحه
الفائقة الوفيرة ما يلزمها به عقد التأمين عن تعويضات عن الخسائر
التى لحقت الموال المؤمن عليها ،مع أنه ليس للشركة دخل فى
أسباب هذه الخسارة ل بالمباشرة ول بالتسبب ،فالتزامها بتعويض
الخسارة ليس له وجه شرعى ،كما أن القساط التى تجمعها من
أصحاب الموال بمقتضى عقد التأمين ل وجه لها شرعا أيضا ،وكل
ما يحويه عقد التأمين من اشتراطات والتزامات فاسد ،والعقد إذا
اشتمل على شرط فاسد كان فاسدا .والمراد من الغرر فى هذا المقام
المخاطرة .كما جاء فى موطأ مالك فى باب بيع الغرر ،أو ما يكون
مستور العاقبة كما جاء فى مبسوط السرخسى )ج 13 -ص .(194
وهذا متوفر فى عقد التأمين ،لنه فى الواقع عقد بيع مال بمال وفيه
غرر فاحش ،والغرر الفاحش يؤثر على عقود المعاوضات المالية فى
الشريعة باتفاق الفقهاء ،ول خلف إل فى عقود المعاوضات إلى
المالية وهو قمار معنى ،لنه معلق على خطر تارة يقع وتارة ل يقع،
وبذلك يكون مبناه العتماد على الخطر فيما يحصل عليه أى من
المتعاقدين ،ومع هذا ففى عقد التأمين تعامل بالربا الذى فسره العلماء
150
بأنه زيادة بل مقابل فى معاوضة مال بمال .والفائدة فى نظام التأمين
ضرورة من ضرورياته ولوازمه ،وليست شرطا يشترط فقط فى
العقد ،فالربا فى حساب القساط حيث يدخل سعر الفائدة وعقد التأمين
محله عبارة عن القساط مضافا إليها فائدتها الربوية ،وتستثمر أموال
التأمين فى الغلب أو على القل احتياطها بسعر الفائدة وهذا ربا.
وفى معظم حالت التأمين ) -حالة تحقق أو عدم تحقق الخطر المؤمن
ضده( يدفع أحد الطرفين قليل ويأخذ كثيرا أو يدفع ويأخذ وهذا ربا.
وفى حالة التأخير فى سداد أى قسط يكون المؤمن له ملزما بدفع
فوائد التأخير وهذا ربا النسيئة وهو حرام شرعا قطعا .وإذا كان
التأمين ضد الحريق من عقود الغرر -بحكم التقنين المدنى المعمول
به فى مصر فضل عما فيه من معنى القمار ومن الغبن ومن الشروط
الفاسدة وكان القمار وعقود الغرر من المحرمات شرعا بأدلتها
المبسوطة فى موضعها من كتب الفقه كان هذا العقد بواقعه وشروطه
التى يجرى عليها التعامل الن من العقود المحظورة شرعا .ولما كان
المسلم مسئول أمام ال سبحانه عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه،
كما جاء فى الحديث الشريف الذى رواه الترمذى ونصه ) ل تزول
قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن علمه فيم
فعل وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن جسمه فيم أبله (
) صحيح الترمذى ج 9 -ص 253فى أبواب صفة القيامة والرقائق
والورع ( وجب على المسلمين اللتزام بالمعاملت التى تجيزها
نصوص الشريعة وأصولها والبتعاد عن الكسوب المحرمة أيا كانت
1
أسماؤها ومغرياتها.وال سبحانه وتعالى أعلم.
فتوى رقم 2638للشيخ جاد الحق ارجع الى موسوعه دار الفتاء 1
151
أعده أبو عمار)ياسر بن طه على كراويه(
الجمالية دقهليهaboamar8@yahoo.com-
هذا وان كان من خير فمن ال وان كان من سهو أو خطأ فمن
نفسي الماره بالسوء وأخيرا اخى التمس منك بدعوه تدعوها لى
بظهر الغيب لعلها تنفعني يوم ألقى ربى.
152
في ظلل القران )سيد قطب( دار الشروق 1
تفسير الطبرى 2
القران الكريم وتفاسيره CD 3
زهره التفاسير الشيخ محمد ابو زهره 4
موسوعه الفقه C.D 5
أصول علم القتصاد رؤيه إسلميه )جزئى ( د /عبدالرجمن عبد 6
المجيد مكتبه الجلء 7
أصول علم القتصاد رؤيه إسلميه )كلى
( د/عبد الرحمن عبد 8
المجيد مكتبه الجل 9
التنظيم المحاسب لمنشأت الوساطه الماليه د/عصام زايد 10
وأخرون مكتبه الجلء 11
ذاتيه السياسه القتصاديه السلميه د /الفنجرى مجله 12
الزهر 13
دار قبسات من الرسول الشيخ /محمد قطب 14
الشروق 15
فوائد البنوك هى الربا الحرام اد /يوسف القرضاوى 16
web 17
web موسوعه دار الفتاء المصريه في مائه عام 18
الحلل والحرام في السلم د /يوسف القرضاوى 19
web 20
CD مجموعه كتب القرضاوى 21
الشيخ /عبدالله ابو زيد بطاقه الئتمان 22
web 23
مجله المجمع قرارات مجمع الفقه السلمى 24
web 25
حكم ودائع البنوك وشهادات الستثمار ا.د /على السالوس 26
مكتبه دار القران
شرح القواعد الفقهيه الشيخ /وليد بن راشد السعيدان
موقع صيد الفؤائد
الكتبه د /جاد المنياوى إداره البنوك التجاريه ) مدخل تطبقى (
العصريه خل تطبقى (
موقع النظام القتصادى في السلم د /نصر بن على
صيد الفؤائد
حامد بن عبدالله تيسر بعض أحكام البيوع والمعاملت المعاصره
العلى موقع صيد الفؤائد
ا .د /ابراهيم احمد بحث التجاره اللكترونيه والملكيه الفكريه
ابراهيم مجله المحاماه
ماهيه الملكيه الفكريه والمنظمات الدوليه التى تدير حمايه الملكيه الفكريه ا /
ياسر حسن مجله المحاماه
المحاسبه عن عناصر التكاليف د /سامى عبد الرحمن مكتبه
الجلء بالمنصوره
الشيخ /قطب ابراهيم الهيئه المل العام في القران
153
المصريه للكتاب
الموافقات للشاطب بتعليق عبد الله دراز للمام ابراهيم بن
موسى الغرناطى
154
موسوعه الفقة السلمى 27
web 28
الحوافز التجارية التسويقيه واحكامها في الفقه السلمى الشيخ خالد 29
بن عبدالله المصلح 30
دار الريان الشيخ /سيد سابق فقه السنه 31
للتراث 32
لكى تنجح مؤسسه الذكاه في التطبيق المعاصر د /يوسف 33
القرضاوى مؤسسه الرساله 34
اساسيات العلن والبيع الشخصى ا.د /نبيل النجار الكتبه 35
العصرية المنصوره
36
المكتبه العصريه البورصات د/نظير الشحات 37
المنصوره
الدارة العامه )النظريه والتطبيق( د/عبدالحميد المغربى 38
المكتبه العصريه
الكتساب في الرزق المستطاب للمام الشيانى مجلة
الزهر
الملكيه ونظريه العقد في الشريعه السلميه العلمه
محمدابو زهرة دارفكر العرب
استثمار المال في السلم د/أحمد مصطفى عفيفى
مكتبه وهبه
بحث اهمية التوثيق في المعاملت الماليه ا /سعد الدين
هلل )مجله الشريعه الدراسات السلميه بالكويت
المعاملتالماليه المعاصره د /خالد بن على المشيقح
موقع صيد الفؤائد
155