You are on page 1of 19

‫الداب والعلوم النسانية المجلد (‪ )27‬العدد (‪Tishreen University Journal. Arts.

Sciences Series 2005 )2‬‬ ‫مجلة جامعة تشرين‬

‫مجلة جامعة تشرين للدراسات و البحوث العلمية _ سلسلة الداب والعلوم النسانية المجلد (‪ )27‬العدد(‪2005) 2‬‬
‫‪Tishreen University Journal for Studies and Scientific Research- Arts and Humanities Science Series Vol. (27) No (2) 2005‬‬

‫الهمزة أنواعها و قواعد كتابتها‬


‫*‬
‫الدكتور حسين حَبيب سليمان‬

‫( قبل للنشر في ‪)14/11/2005‬‬

‫الملخّص‬

‫وقمع اختياري على هذا البحمث‪ ،‬وهمو أنواع الهمزة وكتابتهما‪ ،‬لنمه طالمما أعنانمي مما أُلقيمه ممن خَلَف‬
‫الكُمتّماب في كتابة الهمزة ِبمُختل فِ أنواعها‪ ،‬وعدم مُراعاتهم فيها قواعد ثابتة‪ ،‬ولهذا ارتأي تُ أن أتعرّ فَ على هذه‬
‫القواعد والصول‪ ،‬وأنظر في الراء المختلفة في تناولها‪ ،‬وأدقق في وضعها‪ ،‬وأُعرّف بها قدر استطاعتي‪ ،‬عَملّي‬
‫أُقدّ ُم خدمةً في ذلك إلى العربية‪.‬‬
‫وما أتوخّاه من هذا البحث‪ ،‬أن يَستطيعَ المُطّملعُ عليه التعرف على أصول كتابة الهمزة وأنواعها‪ ،‬ومن ثم‬
‫مُراعاتها في الكتابة‪ ،‬لنّ الكتابةَ السليمةَ أجلى للمَعنى‪ ،‬وأوضح للمقصود‪ ،‬وأن تتكون لديه صورة واضحة ودقيقة‬
‫للهمزة‪ ،‬ومَعرفة كاملة بهويتها‪.‬‬
‫وأما المنه جُ‪ ،‬فقد انطلقت به من طبيعةِ البح ثِ‪ ،‬فلمّما كانت الهمزةُ حَرفا منطوقا‪ ،‬كان لبد لي من تحديد‬
‫هويتهما فمي أول تجلياتهما‪ ...‬أي فمي النطمق‪ ،‬فأفردت الحديمث أولً للتعريفِم بهما لُغةً واصمطلحا‪ ،‬وبيان مَخرجهما‪،‬‬
‫ف ماهيته‪ ،‬وقد ساعدنا هذا‬
‫ث في شيء ل تعر ُ‬
‫ب ل يمكن تجاوزه‪ ،‬لننا ل يُممكن أن نبح َ‬
‫وصفاتها اللفظية‪ ،‬وهذا با ٌ‬
‫ب كثيرا فيما تله من الحديث‪ .‬وبكونها حَرفا من حروف المُعجم‪ ،‬كان بابها الساسُي هو علم الصرف‪ ،‬وجاءت‬
‫البا ُ‬
‫أنواعها تبعا لذل كَ‪ ،‬ومن هنا سنجد أنه ميدان درسها الوسع‪ ،‬ذلك أنّمه يتتبعها في الكلم في أحوالها أجمع‪ ،‬ويَرصدُ‬
‫ما يُرافقها من تغيير‪ ،‬وهو الصل‪ ،‬وما سواه فرديف‪ ،‬وبعدئذ انتقلنا إلى رسمها في الكتابةِ‪ ،‬فوقفنا على قواعد كتابتها‬
‫على ترتيب مجيئها في الكلم‪ ،‬أولً و وسطا وطَرفا‪.‬‬
‫وبعد أن أنهي تُ البح ثَ‪ ،‬أثبتّ في نهايته خاتمة توجزُ أهم ما ورد فيه‪ ،‬وألحقته بِقائمةٍ الم صادر والمراجع‬
‫التي اعتمدتُها‪.‬‬

‫*مُدرس – قسم اللغة العربية ‪ -‬جامعة تشرين – اللذقية – سوريا‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫سليمان‬ ‫الهمزة أنواعها و قواعد كتابتها‬

2005)2( ‫) العدد‬27( ‫مجلة جامعة تشرين للدراسات و البحوث العلمية _ سلسلة الداب والعلوم النسانية المجلد‬
Tishreen University Journal for Studies and Scientific Research- Arts and Humanities Science Series Vol (27) No (2) 2005

Al-Hamza
Son Savoir Et Son Ecriture
Dr. Hussen Souleman*
(Accepté 14/11/2005)

Résume
J' ai choisi ce genre de recherche pour connaître Al-hamza et son écriture, car ça me
regarde depuis longtemps et d' avoir trouver dans son écriture beaucoup d' erreurs dans les
différentes écritures des écrivains qui ne respectent pas les règles convenables. C’ est
pourquoi j’ ai décidé de reconnaître ses règles et ses origines et je vais les définir tant que
possible en tachant de rendre service à la langue arabe. Ce que je veux aussi par cette
recherche aux origines d’ Al-hamza et de ses genres. Tout en les appliquant dans l’écriture
parce que la bonne lecture serait plus claire et plus juste. Et pour que le lecteur ait une
conception Claire et précise et une connaissance parfaite de son identité.
Pour la méthode: je l' ai traitée à partir de la nature de la recherche quand Al-hamza
était une lettre prononcée. Il me fallait tout d' abord le définir Son identité dans sa première
apparition; c' est pourquoi le premier acte était sa définition dans la langue, dans sa
reforme et la précision de sa prononciation et ses qualités. Cet acte, on ne peut pas le traite
parce qu’ on ne peut pas rechercher une chose inconnue. Cet acte nous a aidé beaucoup aux
actes qui l’ ont suivi et parce que Al-hamza est une des lettres qui se trouve dans le
dictionnaire. C’ est pourquoi son rôle essentiel est la science syntaxique et, nous allons
trouver un des immenses actes car il les suit dans les paroles dans ses différents cas.
Il traite tout ce qu’il accompagne de changement et c’est l’origine de tout ce qui ne
l’est pas resté secondaire. Nous avons additionné son acte à la syntaxe et c’est son acte
quand il y a un seul mot ensuite j’ai traité sa graphie dans l’écriture et nous l’avons fait un
acte dans trois scènes dans un ordre selon sa place dans les paroles au début, au milieu et à
la fin. Quand j’ai terminé la recherche, j’ai place un résumé à la fin qui résume tout ce qui
est important dans le livre j'ai ajoute une liste avec toutes les sources et les références
auxquelles j'ai recours.

‫ صفاتها اللفظية‬-‫ مخرجها‬-‫ تعريفها‬:‫الهمزة‬


:‫ تعريفها‬-‫أ‬

*
Professeur - Département De Langue Arabe - Faculté Des Lettres Et Des Sciences Humaines -
Université Tichrine - Lattaquié - Syrie.

22
‫الداب والعلوم النسانية المجلد (‪ )27‬العدد (‪Tishreen University Journal. Arts. Sciences Series 2005 )2‬‬ ‫مجلة جامعة تشرين‬

‫ف من حروف اللغ ِة كثر ته عن حرف الهمزة‪ ،‬لكثر ِة ما يطرأ علي ها من التلي ين‬
‫لم يَك ثر الحد يث عن حر ٍ‬
‫بحرفم اللف ممن جه ٍة أخرى‪ ،‬وممن هنما فقمد كَممثُمرت‬
‫ِ‬ ‫والحذفم والبدال والتحقيمق ممن جهمة‪ ،‬وشدة التباسمها‬
‫ِ‬
‫التعريفات الصطلحية التي تحاول تحديد ماهيتها وخصائصها‪:‬‬
‫أ ما لُ مغةً فل نكادُ نجدُ خلفا في ما تعر ضه المَعا جم حول مَع نى مادة (ه مز)‪ ،‬بل نجد ها تعرض ل ها مَ معاني‬
‫مُختلفمة كاللممز والدفمع والضرب والضغمط والكسمر؛ ممع خلف فمي إيراد هذه المعانمي بيمن معجمم وآخر‪ .1‬و أمما‬
‫ا صطلحا فل بدّ ل نا للتعرف علي ها من إيراد أ حد التعريفات ال صطلحية لنتبي من من خلله آراء العلماء‪ ،‬ونتو غل‬
‫في الهمزة من هذه الجهة‪ ،‬فَنصل بذلك إلى فهم تعريفاتهم من جهة‪ ،‬ونحاول الو صول إلى نتيجة مُرضية من جهة‬
‫ب مَرةً ألفا‪ ،‬ومَرة واوا‪ ،‬ومرة ياءً‪ ،‬واللف اللين ُة ل‬
‫أخرى‪ .‬يَقول الزهري‪(( :‬اعلم أن الهمزة ل هجاء لها‪ ،‬وإنما تُكت ُ‬
‫حرف لهما‪ ،‬وإنمما همي جزء ممن مد ٍة بعمد فتحمة‪ ،‬والحروف ثمانيمة وعشرون حَرفا ممع الواو واللف والياء‪ ،‬وتتمم‬
‫بالهمزة تسمعة وعشريمن حرفا‪ ،‬والهمزة كالحرف الصمحيح‪ ،‬غيمر أن لهما حالت ممن التلييمن والحذف والبدال‬
‫ومن هذا التعر يف يتض حُ أن الهمزة‬ ‫‪2‬‬
‫والتخفيف‪ ...‬وليست من حروف الجوف‪ ،‬إنما هي حَلقية من أقصى الفم))‪.‬‬
‫عند الزهري‪:‬‬
‫‪-1‬تختلفُ عن حرف اللف‪ ،‬وهي حرف مُستقل يُكمل الحروف إلى تسعةٍ وعشرين‪.‬‬
‫‪-2‬كالحرف ال صحيح غ ير أن ل ها حالت من التلي ين والحذف والبدال والتخف يف‪ ،‬وهذا يع ني قبول ها لجم يع‬
‫الحركات التي يَقبلها الحرف الصحيح‪.‬‬
‫‪-3‬مَخرجها من أقصى الحلق‪.‬‬
‫أما أن الهمزة حرف مُستقل كغيرة من الحروف‪ ،‬كما يُحدد الزهري‪ ،‬فيؤكده ابن جني إذ يقول‪(( :‬فمأما المدة‬
‫ال تي في ن حو (قام و صار) ف صورتها أيضا صورة الهمزة المُحق قة في أح مد‪ ،‬إل أن هذه اللف ل تكون إل ساكنة‪،‬‬
‫ويقول‪(( :‬واعلم أن واضع حروف الهجاء‬ ‫‪3‬‬
‫ف مَخرجاهما))‪.‬‬
‫فصورتها وصورة الهمزة المُتحركة واحدة‪ ،‬وإن اختل َ‬
‫ل ما لم يُمك نه الن طق باللف ال تي هي مدة ساكنة‪ ،‬لن ال ساكن ل يُم كن البتداء به‪ ،‬دعم ها باللم ال تي قبل ها ليم كن‬
‫ف ساكن ل يَقبل الحركات‪ ،‬يثبت في‬
‫البتداء بها))‪ 4.‬ول شك بأن الفرق بينهما يَظهرُ جَمليا هنا‪ ،‬حيثُ إن اللف حر ٌ‬
‫ف في مَخرج ها ع نه‪ ،‬و في هذا ردٌ‬
‫حروف الهجاء ب صورة لم ألف (ل) في ح ين أن الهمزة تق بل الحركات‪ ،‬وتختل ُ‬
‫عند ما‬ ‫‪7‬‬
‫اللذ ين يع تبران الهمزة ألفا مُتحر كة‪ ،‬وعلى أ بي العباس المُبرد‪،‬‬ ‫‪6‬‬
‫والمُرت ضى الزبيدي‪،‬‬ ‫‪5‬‬
‫على ا بن فارس‪،‬‬
‫الذي ل يَعتمبرُ الهمز َة واللف حرفيمن‬ ‫‪8‬‬
‫يُخرج الهمزة ممن الحروف ويَجعمل أولهما الباء‪ ،‬وعلى الشيمخ أحممد رضما‬
‫تامين‪ ،‬بل يعدهما حرفا واحدا‪.‬‬

‫‪ -‬انظر مثلً مادّة (همز) في‪ :‬الصحاح‪ ،‬و لسان العرب‪ ،‬والقاموس المحيط‪ ،‬وتاج العروس‪ ،‬والمعجم الوجيز‪...‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬تهذيب اللغة ‪.682 /1‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬سر صناعة العراب ص ‪.48‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬المصدر نفسه ص ‪.48‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -‬مُجمل اللغة ‪.77 /1‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ -‬تاج العروس ‪.125 /1‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪ -‬سر صناعة العراب ص ‪.48‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪ -‬مُتن اللغة ‪.1/121‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪23‬‬
‫سليمان‬ ‫الهمزة أنواعها و قواعد كتابتها‬

‫ف ف يه ب ين‬
‫أ ما ما ورد في التعر يف من كون ها حرفا يَق بل التلي ين والبدال والحذف والتخف يف‪...‬؛ فل خل َ‬
‫ف عند ذلك لحقا‪ ،‬إن شاء ال‪.‬‬
‫العُلماء‪ ،‬وسنق ُ‬
‫ب‪ -‬مَـخرجـها‪:‬‬
‫ث المَخرج إلى الحلق‪ ،‬والحقيقة أنه‬
‫إذا رجعنا إلى تعريف الزهري السابق‪ ،‬وجدنا أنه ينسب الهمزة من حي ُ‬
‫وا بن‬ ‫‪10‬‬
‫وا بن ج ني والخ فش‬ ‫‪9‬‬
‫لم ي كن مُنفردا في ذلك‪ ،‬بل ل قد واف قه عل يه غ ير وا حد من العُلماء؛ م ثل سيبويه‬
‫ج من الجوف يَقول في ذلك‪ (( :‬في العرب ية‬
‫دُريد‪ ،11‬ول كن الخل يل يعتر ضُ على ذلك‪ ،‬ويَجعل ها حَرفا هوائيا يَ مخر ُ‬
‫ت سعةٌ وعشرون حَرفا من ها خم سة وعشرون حروفا صحاحا ل ها أحياز ومدارج‪ ،‬وأرب عة حروف جوف‪ ،‬و هي الواو‬
‫ج من الجوف‪ ،‬فل تق ُع في مدرج ٍة من مدارج اللسان‪ ،‬ول من‬
‫والياء واللف اللينة والهمزة‪ ،‬و سُميت جوفا لنها تخر ُ‬
‫ولكنه‬ ‫‪12‬‬
‫مدارج الحلق‪ ،‬ول من مدارج اللهاة‪ ،‬إنما هي هاوية في الهواء‪ ،‬فلم يكن لها حيز تُنسبُ إليه إل الجوف))‪.‬‬
‫يَجعلُ أقصى الحروف العين‪ ،‬ويليها الحاء والخاء والغين التي تُشكل ِبمُجملها حروف الحلق‪ ،‬وقد فسر القدماء ظاهرة‬
‫العنعنة في لغة قضاعة‪ ،‬أي إبدال الهمزة عينا أو العكس بقرب مخرجيهما فهما حرفان حلقيان‪ ،‬إذ الهمزة من أقصى‬
‫الحلق‪ ،‬والع ين من الح يز الذي يل يه و هو و سط الحلق‪ ،13‬ول كن المحدث ين يرون أن مخرج الهمزة هو الحنجرة‪،14‬‬
‫فلقرب مخرجيهما حدث بينهما تبادل‪ ،‬وإن قلب تميم الهمزة عينا يتفق و طبيعتها البدوية‪ ،‬فهم يرغبون في إظهارها‪،‬‬
‫‪ -‬كما يصفها بعض المحدثين‪ -‬فهي ل مجهورة ول مهموسة‪ ،16‬لن فتحة‬ ‫فالعين صوت مجهور ‪ ،15‬أما الهمزة‬
‫المزمار معها مغلقة فل تسمع ذبذبة الوترين الصوتيين‪ ،17‬أوهي مهموسة كما يرى محدثون آخرون‪ ،18‬لذا فإن العين‬
‫تمثل مشكلة لغير العرب‪ ،‬ويندر أن ينطقها واحد منهم بصورة صحيحة‪ ،19‬وأخيرا فإنهم قالوا‪(( :‬إنما سُميت الهمزة‬
‫همزة‪ ،‬لنها تهمز فتنهم ُز عن مَخرجها))‪20،‬أي تُضغَط وتُدفَع عنه‪ ،‬وهو ما عبروا عنه بأن لها صوتا يشبه التّهوّع‪.‬‬

‫‪ -‬الكتاب ‪.433 /4‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪ -‬سر صناعة العراب ص ‪.43‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪ -‬جَمهرة اللغة ص ‪.8‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪ -‬مُعجم العين ‪.57 /1‬‬ ‫‪12‬‬

‫م انظر الكتاب ص ‪ ،4/434‬وسر صناعة العراب ‪. 1/52‬‬ ‫‪13‬‬

‫م انظر الكتاب ‪ ،4/434‬والصوات اللغوية ص ‪. 88‬‬ ‫‪14‬‬

‫م انظر علم اللغة للدكتور محمود السعران ص ‪ ،171‬والصوات للدكتور كمال بشر ص ‪ ،142‬واللغة العربية معناها ومبناها للدكتور‬ ‫‪15‬‬

‫تمام حسان ص ‪. 79‬‬


‫م انظر الصوات اللغوية ص ‪ ،90‬وعلم اللغة للدكتور السعران ص ‪ ،171‬والصوات للدكتور كمال بشر ص ‪. 142‬‬ ‫‪16‬‬

‫م انظر الصوات اللغوية ص ‪ ،90‬والصوات للدكتور كمال بشر ص ‪. 142‬‬ ‫‪17‬‬

‫م انظر اللغة العربية معناها ومبناها للدكتور تمام حسان ص ‪. 79‬‬ ‫‪18‬‬

‫م الصوات للدكتور كمال بشر ص ‪. 156‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪ -‬مَتن اللغة ص ‪.32‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪24‬‬
‫الداب والعلوم النسانية المجلد (‪ )27‬العدد (‪Tishreen University Journal. Arts. Sciences Series 2005 )2‬‬ ‫مجلة جامعة تشرين‬

‫ج‪ -‬صفاتها اللفظية‪:‬‬


‫ق كلمنا سنجدُ هذا‬
‫وإذا انتقلنا إلى الصفات اللفظية لِهذا الحرف‪ ،‬فإننا سنقفُ أمام تقسيمات عدة للحروف‪ ،‬ووف َ‬
‫الحرف يمتاز ب صفة خا صة‪ ،‬فإذا قُ سّمت الحروف إلى مَجهورة‪ ،‬ومهمو سة فالهمزة حر فٌ مَجهور‪ ،‬وإذا ق سمتها إلى‬
‫شديدة ورخوة ومتو سطة‪ ،‬فالهمزة من الحروف الشديدة‪ ،‬و هي من الحروف المنفت حة بالن سبة إلى النفتاح والطباق‪،‬‬
‫والهمزة أيضا حرف مُنخفض ل مُستعلٍ‪ ،‬وصحيح ل مُعتل‪ ،‬وهي أيضا من حروف الزيادة ل الصل‪ ،‬والحركة ل‬
‫‪21‬‬
‫السكون‪ ،‬وهي من الحروف المُصمتة ل حروف الذلقة‪ ،‬وهي أخيرا من الصوات الصامتة‪.‬‬

‫أنواع الهمزة‪:‬‬
‫أ‪ -‬المُحقّقة و المُخفّفة‪:‬‬
‫إن علم ال صرف بالمع نى العل مي الصطلحي علم بأصول تُعرف ب ها أحوال بنية الكلمة التي لي ست بإعراب‬
‫ث وزن ها‪ ،‬وحركات ها و سكناتها‪ ،‬وحروف ها ال صلية‬
‫ول بناء‪ ،‬أو مجمو عة القوا عد ال تي تعرف ب ها الكل مة من حي ُ‬
‫وهذا ما جعل الهمزة تشغل بابا واسعا في علم الصرف‪.‬‬ ‫‪22‬‬
‫والزائدة‪ ،‬وما طرأ عليها من إعلل وإبدال‪،‬‬
‫ولعل أول ما يُطالعنا في هذا الباب انقسام الهمزة إلى قسمين‪ :‬أولهما الهمزة المُحققة مُطلقا‪ ،‬وثانيهما‪ :‬المُخففة‪،‬‬
‫ل منهما بقوله‪(( :‬والمُحققة مُطلقا‪ :‬هي الهمزة الواقعة في أول الكلمة المُبتدأ بها الكلم‪ ،‬وما‬
‫وقد عَرّف ابن الحاجب ك ً‬
‫ف فيه‪ ،‬أما القسم الثاني فل يستقيم إل على لُغة‬
‫والقسم الول من التعريف ل خل َ‬ ‫‪23‬‬
‫سوى ذلك يتبع القسم الثاني))‪.‬‬
‫من يُخ فف اله مز مُطلقا‪ ،‬لن أك ثر ما ي قع ف يه يجوز ف يه التحق يق والتخف يف‪ ،‬بل التخف يف مُطلقا‪ ،‬ك ما ذ كر أ بو ز يد‬
‫النصاري‪ ،‬إ ْذ يَقول‪(( :‬أهل الحجاز وأهل مكة ل ينبرون‪ ،‬وقف عليها عيسى بن عمر فقال‪ :‬ما أخذ من قوم تميم إل‬
‫وخلصة القول في المُخففة أنها الهمزة التي يجوز‬ ‫‪24‬‬
‫بالنبر‪ ،‬وهم أصحاب النبر‪ ،‬وأهل الحجاز إذا اضطروا نبروا))‪.‬‬
‫تخفيفها عند قوم مُطلقا‪ ،‬بينما تُحقق عند آخرين‪ ،‬وأما ما اضطر أهل التخفيف إلى تحقيقه فهو يدخل باب التحقيق‪.‬‬
‫ظ خَففها قوم برغم أن من حقها التحقيق؛ ((توضأت‪،‬‬
‫وأبو زيد النصاري يعرض في كتابه أمثلةً كثير ًة للفا ٍ‬
‫وخَطيئة‪ ،‬وسمماء‪ ،‬ويزأر))‪ ،‬كمما يعرض ألفاظا حَققهما قوم آخرون برغمم أن ممن حقهما التخفيمف؛ مثمل ((دأبمة‪،‬‬
‫وشأبة))‪ ،25‬ولكنه قبل ذلك يضع تعريفا للتخفيف والتحقيق‪ ،‬يُحدد من خلله إمكانية تحقيق الهمز أو عدم ذلك بقوله‪:‬‬
‫((فالتخف يف أن تع طي الهمزة حق ها من الشباع‪ ،‬فإذا أردت أن تعر فَ إشباع الهمزة‪ ،‬فاج عل الع ين في موضع ها‪،‬‬
‫كقولك‪ :‬من الخبء‪ :‬قد خبأت لك بوزن خَبعت‪ ،‬وقرأت بِوزن قَرعت‪ .‬والتخفيف من الهمزة إنما سموه تخفيفا لنه لم‬
‫وبناءً على ذلك سماق أمثلتمه السمابقة‪ ،‬فقال مثلً‪((:‬وممن محَقمق الهممز قولك‬ ‫‪26‬‬
‫ُعطم حقمه ممن العراب والشباع))‪.‬‬
‫ي َ‬
‫‪27‬‬
‫للرجل يَلؤُم‪ ،‬كأنك قلت يلعمُ‪ ،‬وأسدٌ يزأرُ كقولك‪ :‬يزعَرُ‪ ،‬فإذا أردتَ التخفيف قلت للرجل‪ :‬يلُم وللسد يزَرُ))‪.‬‬

‫‪ -‬انظر سر صناعة العراب ص ‪ 69‬وما بعدها‪ ،‬وأيضا دراسات في اللغة ص ‪ 144‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪ -‬النحو والصرف ص ‪.306‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪ -‬مجموعة شروح الشافية ‪.1/25‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪ -‬تهذيب اللغة ‪.1/693‬‬ ‫‪24‬‬

‫‪ -‬لسان العرب ‪.22 /1‬‬ ‫‪25‬‬

‫‪ -‬تهذيب اللغة ‪.684 /15‬‬ ‫‪26‬‬

‫‪ -‬المرجع السابق ‪.684 /15‬‬ ‫‪27‬‬

‫‪25‬‬
‫سليمان‬ ‫الهمزة أنواعها و قواعد كتابتها‬

‫ويعرض ابمن جنمي المسمألة بشكمل آخمر‪ ،‬إذ يعقمد بابا فمي شواذ الهممز‪ ،‬يورد فيمه أن ذلك فمي كلمهمم على‬
‫ضربين‪ ،‬وكلهما غير مقيس‪ :‬أحدهما أن تقرأ الهمزة الواجب تغييرها فل تغيرها‪ ،‬والخر أن ترتجل همزا ل أصل‬
‫له ول قياس يعضده‪.28‬‬
‫أما ابن السكيت فقد كان أكثر تتبعا للمسألة‪ ،‬عندما أفرد لها أبوابا عدة‪ ،‬ذك َر فيها ما يُهمز مما تركت العامة‬
‫كقول امرأة من العرب‪ :‬رثأتُ زوجي‬ ‫‪30‬‬
‫كقولهم‪ :‬مراة بدل مرآة‪ ،‬وما همزته العرب وليس أصله الهمز‪،‬‬ ‫‪29‬‬
‫همزه‪،‬‬
‫كقول هم‪ :‬عباءة‪ ،‬وعبا ية‪ ،‬و ما يُقال باله مز‬ ‫‪31‬‬
‫بأبيا تٍ‪ ،‬وإن ما هو رثي تُ‪ ،‬و ما همزه ب عض العرب ترك بعض هم همزه‪،‬‬
‫ت على مثال وا حد ل كل وا حد م ما سبقَ‬
‫ت العه َد توكيدا ووكّد ته‪ ،‬وإن ما اقت صر ُ‬
‫كقول هم‪ :‬وكّد ُ‬ ‫‪32‬‬
‫مرة وبالواو أخرى‪،‬‬
‫لئل يطول الشرح‪.‬‬
‫وأما تخفيف الهمز‪ ،‬فقد لمّ شعثه ابن الحاجب بقوله‪((:‬تخفيف الهمزة يجمعه البدال‪ ،‬والحذف‪ ،‬وبين بين‪ ،‬أي‬
‫وقد شرط ابن الحاجب أل‬ ‫‪33‬‬
‫بينهما وبين حرف حَركتها‪ ،‬وقيلَ حرف حركة ما قبلها‪ ،‬وشرطه‪ :‬أل يكون مبتدأ بها))‪.‬‬
‫تكون مبتدأ بها –أي الكلم – لن تخفيفها إنما يعتمدُ على حرك ِة ما قبلها‪ ،‬والمبتدأ بها ليس قبلها شيء‪ .‬فأما البدال‪:‬‬
‫((ف هو أن تبدل الهمزة ال ساكنة حرف علة مُجان سا للحر كة ال تي قبل ها‪ ،‬و هي ثل ثة‪ :‬ب عد فت حٍ‪ ،‬وض مٍ‪ ،‬وك سرٍ‪ ،‬وتبدل‬
‫ومن هذا‬ ‫‪34‬‬
‫على التوالي‪ :‬ألفا‪ ،‬وواوا‪ ،‬وياءً‪ ،‬مثل‪ :‬رأس وتخفف راس‪ ،‬وبؤس وتخفف بوس‪ ،‬وجئتَ وتخفف جيت))‪.‬‬
‫الباب المفتوحة وقبلها مضموم أو مكسور‪ ،‬نحو‪ :‬مُؤجّل ومِائَة‪ ،‬إذ تصبحان مُ َوجّل ومِايَة‪ ،‬كما ينطوي تحته المفتوحة‬
‫وأ ما الحذ فُ‪ :‬ف هو((أن تحذ فَ‬ ‫‪35‬‬
‫ب عد ف تح‪ ،‬والمضمو مة ب عد ضم‪ ،‬والمك سورة ب عد ك سر‪ ،‬إذ تبدلن إبدالً سماعيا‪.‬‬
‫َفلحم إذ تصمبح قدَ فلحمَ‪ ،‬إذا كان مما قبلهما‬
‫الهمزة المُتحركمة‪ ،‬وتنقمل حركتهما إلى السماكن الذي قبلهما‪ ،‬مثمل‪َ :‬قدْ أ َ‬
‫جيْأَل‬
‫أما إذا كان مُعتلً‪ ،‬فيجب أن يكون حرف علة مُلحقا بغير اللف‪ ،‬مثل‪ :‬حَوْأَب إذ تصبح حَوَب‪ ،‬و َ‬ ‫‪36‬‬
‫صحيحا))‪.‬‬
‫صدُو أَب يك إذ ت صبح‪:‬‬
‫إذ ت صبح جَيَل‪ ،‬أو ضميرا م ثل‪ :‬اتّبع يْ أَمره إذ ت صبح اتبع يَ ْمره‪ ،‬أو حرف إعراب‪ ،‬م ثل‪ :‬قا ِ‬
‫وأ ما ب ين ب ين ف هو نوعان‪:‬‬ ‫‪38‬‬
‫وتخفيف ها في ذلك كله جائز‪ ،‬ولكن هم التزموه في‪ :‬سَل‪ ،‬و رَه‪ ،‬أبدا‪.‬‬ ‫‪37‬‬
‫صدُ َو بي كِ‪،‬‬
‫قا ِ‬
‫القريب المشهور‪ ،‬والبعيد غير المشهور‪ ،‬فالول تدبر بنط قِ الهمزة بينها وبين حركتها‪ ،‬والثاني‪ :‬تدبر بحسب حركة‬
‫وأ ما المُخف فة ب ين ب ين القر يب‪ ،‬ف هي المُتحر كة‬ ‫‪39‬‬
‫ما قبل ها‪ ،‬وهذه هي المك سور ُة ب عد ض مٍ والمَضمومةُ ب عد ك سرٍ‪،‬‬
‫المُتحرك ما قبلها‪ ،‬والمُتحركة بعد ألف‪.‬‬

‫‪ -‬الخصائص ‪.142 /3‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪ -‬تهذيب إصلح المنطق ص ‪.363‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪ -‬المرجع السابق ص ‪.337‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪ -‬المرجع السابق ص ‪.290‬‬ ‫‪31‬‬

‫‪ -‬المرجع السابق ‪.291 /15‬‬ ‫‪32‬‬

‫‪ -‬مُختارات من شرح الشافية ص ‪.30‬‬ ‫‪33‬‬

‫‪ -‬المصدر السابق ص ‪.32‬‬ ‫‪34‬‬

‫‪ -‬مجموعة شروح الشافية ‪.257 /1‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪ -‬مُختارات من شرح الشافية ص ‪.33 - 32‬‬ ‫‪36‬‬

‫‪ -‬الكتاب ‪.546 /3‬‬ ‫‪37‬‬

‫‪ -‬مجموعة شروح الشافية ‪.257 -256 /1‬‬ ‫‪38‬‬

‫‪ -‬الكتاب ‪.542 /3‬‬ ‫‪39‬‬

‫‪26‬‬
‫الداب والعلوم النسانية المجلد (‪ )27‬العدد (‪Tishreen University Journal. Arts. Sciences Series 2005 )2‬‬ ‫مجلة جامعة تشرين‬

‫وأعتقدُ أن تخف يف اله مز في مجمله‪ ،‬تا بع لبيئات القبائل العرب ية‪ ،‬ف ما كا نت حيا ته شديدة من ها مال إلى الشدة‪،‬‬
‫ب مع شدة حيا ته‪ ،‬و ما مالت حيا ته إلى الرخاء‪ ،‬خَفف ها بِمقدار ذلك‪ ،‬فال مر المنط قي أن‬
‫فأث بت الهمزةَ بمقدا ٍر يتنا س ُ‬
‫ب لُغةُ كل جماع ٍة مع بيئتها وحياتها‪.‬‬
‫تتناس َ‬
‫والهمزة في حال تخفيف ها أو تحقيق ها‪ ،‬ل تخلو من أن تكون إحدى ثلث‪ ،‬ك ما يقول ا بن ج ني‪((:‬والهمزة‬
‫ل ذلكَ إن شاء ال‪.‬‬
‫وسنفصّ ُ‬ ‫‪40‬‬
‫ل وزائدا))‪.‬‬
‫ل وبد ً‬
‫تأتي أص ً‬

‫ب‪ -‬المُبدلة‪:‬‬
‫إن الهمزة المُبدلة خمسة أنواع‪ ،‬بحسب الحروف التي تبدل منها‪ ،‬وهي‪ :‬حروف اللين‪ ،‬والهاء والعين على ما‬
‫‪41‬‬
‫زعموا‪.‬‬
‫فأما إبدالها من حروف اللين فعلى ضربين‪ :‬مُطرد‪ ،‬وغير مطرد‪ ،‬أما المُطرد فلزم وجائز‪ ،‬أما اللزم‪ :‬ففي‬
‫اللم نحمو ((كسماء‪ ،‬رداء))‪ ،‬وأصملهما ((كسماو‪ ،‬و رداو))‪ ،‬وفمي العيمن‪ ،‬نحمو ((قائل‪ ،‬وبائع))‪ ،‬والصمل ((قاول‪،‬‬
‫وبا يع))‪ ،‬و في الفاء ن حو ((أوا صل))‪ ،‬وأ صله ((ووا صل))‪ ،‬وأ ما الجائز ف في ن حو ((أُجوه))‪ ،‬أ صله ((وجوه))‪ ،‬وأ ما‬
‫غيمر المُطرد‪ :‬فممن اللف فمي نحمو((دأبمة‪ ،‬وشأبمة‪ ،‬وفمي نأر))‪ ،‬وممن الياء فمي نحمو ((شئممة))‪ ،‬وممن الواو فمي‬
‫نحو((مؤقد))‪.‬‬
‫و قد حاول المحدثون تف سير هذه الظاهرة م أع ني تهم يز أ صوات ال مد م فذكروا أن الكلمات ال تي أ صابها‬
‫التهميز صنفان‪:‬‬
‫‪ 1‬م صنف اشتمل على مقطع طويل مغلق في وسطه‪ ،‬وهذا النوع من المقاطع ل يجوز في العربية إل في‬
‫آخر الكلمة في حالة الوقف عليها أو في وسطها بشرط أن يكون التالي له مبتدئا بصامت يماثل الصامت الذي ختم‬
‫به‪ ،‬وهو الذي تمثله الكلمات التي أصاب التهميز بعضها مثل (الضألّين)‪ ،‬هذا في النثر‪ ،‬أما في الشعر فهذا المقطع ل‬
‫يجوز إل في الو قف على القاف ية‪ ،‬فإذا أراد الشا عر ا ستخدام ل فظ يحتوي على هذا المق طع ق سمه إلى مقطع ين‪ ،‬وذلك‬
‫بهممز صموت اللين‪ ،42‬و هذان المقطعان الجديدان أولهمما قصمير مفتوح‪ ،‬وثانيهمما قصمير مغلق‪ ،‬فمم(ضالْ) فمي‬
‫(الضالّين) تصير (ضَ) مقطع قصير مفتوح ‪( +‬أَلْ) مقطع قصير مغلق‪.‬‬
‫‪ 2‬م والصنف الخر وهو الذي ل يحتوي على المقطع الطويل المغلق في وسطه‪ ،‬مثل(سؤق)‪ ،‬فقد همز من‬
‫باب الحذلقة‪.43‬‬
‫وأما إبدال الهمزة من العين فنح َو ((أُبابُ بحر‪ ،‬في عباب بحرٍ‪ ،‬وهو مُعظم الماء))‪.‬‬
‫ون حن إذا تمعّ نا في هذه الحروف‬ ‫‪44‬‬
‫وأ ما إبدال ها من الهاء فنح َو ((ماء))‪ ,‬أ صله ((ماه))‪ ،‬بدل يل ((مو يه))‪،‬‬
‫التي تبدل منها الهمزة‪ ،‬فإننا لن نستغرب ذلك‪ ،‬لنها قريبة جدا منها‪ ،‬سواء في صفاتها‪ ،‬أم في مخارجها‪ ،‬ومما يدعم‬

‫‪ -‬سر صناعة العراب ص ‪.83‬‬ ‫‪40‬‬

‫‪ -‬مجموعة شروح الشافية ‪ ،317 – 316 /1‬وسر صناعة العراب ص ‪.82‬‬ ‫‪41‬‬

‫م فصول في فقه العربية ص ‪194‬م ‪. 196‬‬ ‫‪42‬‬

‫م لغة تميم ص ‪324‬م ‪. 325‬‬ ‫‪43‬‬

‫‪ -‬سر صناعة العراب ص ‪.82‬‬ ‫‪44‬‬

‫‪27‬‬
‫سليمان‬ ‫الهمزة أنواعها و قواعد كتابتها‬

‫ذلك‪ ،‬أن هم حكوا إبدال ها من الخاء والغ ين‪ ،‬وه ما‪ -‬ك ما نعلم‪ -‬حرفان حلقيان‪ ،‬ف قد روي عن الخل يل قول هم (( صرأ))‬
‫‪45‬‬
‫بمعنى صرخ‪ ،‬وقولهم ((رأنة)) ِبمَعنى ((رغنة))‪..‬‬
‫ج‪ -‬الصلية والزائدة‪:‬‬
‫يذكر الزهري للهمزة أنواعا مُتعددة‪ ،‬ولكنها بِمجملها ل تعدو أن تكون فروعا للنواع الثلثة التي ذكرها ابن‬
‫جني‪ .‬يقول الزهري‪ ...(( :‬فمنها همزة التأنيث كهمزة حمراء‪ ،‬ومنها الهمزة الصلية في آخر الكلمة‪ ،‬مثل الحفاء‬
‫والطواء‪ ،‬ومنهما همزة المدّ المُبدلة ممن الواو‪ ،‬كهمزة السمماء والبكاء والكسماء‪ ،‬ومنهما الهمزة المُجتلبمة بعمد اللف‬
‫الساكنة‪ ،‬نحو همزة وائل‪ ،‬وفي الجمع سرائر‪ ،‬ومنها الهمزة الزائدة نحو همزة الشمأل‪ ،‬ومنها الهمزة التي تزاد لئل‬
‫يجتمع ساكنان‪ ،‬نحو اطمأنّ واشمأزّ‪ ،‬منها همزة الوقفة في آخر الفعل‪ ،‬لغة لبعض دون بعض‪ ،‬نحو قولهم ( قؤلي)‪،‬‬
‫‪47‬‬
‫ومنها الهمزة الصلية الظاهرة‪ ،‬نحو همزة الخبء والدفء))‪.‬‬ ‫‪46‬‬
‫ومنها همزة التوهم‪،‬‬
‫وكما نلحظ فإن ما أضافه الزهري‪ ،‬كهمزة التأنيث والوقفة والتوهم‪ ،‬يدخل في باب الهمزة الزائدة ‪ -‬أما ما‬
‫تبقمى فهمو أمثلة توضمح بعضا ممن أماكمن وقوع تلك النواع التمي حددهما ابمن جنمي‪ -‬إذ الهمزة الزائدة‪ -‬كمما همو‬
‫معروف‪ -‬أحد حروف الزيادة التي تجمعها كلمة ((سألتمونيها))‪ ،‬وهي تزاد على الكلمة إما لغاية معنوية‪ ،‬أو لغاية‬
‫ولشدة الشبه بين الهمزتين‪ ،‬وضع‬ ‫‪48‬‬
‫لَفظية‪ ،‬وأما الهمزة الصلية فهي جزء أساس في الكلمة‪ ،‬ل يقوم معناها إل به‪،‬‬
‫اللغويون قواعمد للتفريمق بينهمما‪ ،‬يقول السمخاوي‪(( :‬متمى كانمت الهمزة فمي أول الكلممة‪ ،‬ومعهما أربعمة أحرف ممن‬
‫ف الشتقاق أم لم يعرف‪ ،‬والكلمة بها من الخماسي‪ ،‬وكذلك إن كانت حَشوا أو طرفا‪ ،‬وذل كَ‬
‫الصول‪ ،‬فهي أصل عُرِ َ‬
‫ل وبعدها ثلثة‬
‫ل في ذلك‪ ،‬إل أن يمنعَ من ذلك مانع‪ ،‬أو يدل على الزيادة دليل‪ ،‬فإن كانت الهمزة أو ً‬
‫لكثرة كونها أص ً‬
‫ي بزيادتها‪ ،‬سواء أكان معها في الكلمة زيادة أخرى‪ ،‬أم لم يكن‪ ،‬وسواء عُرفَ الشتقاق أم جُهلَ‪،‬‬
‫أحرف أصول‪ ،‬قُض َ‬
‫إلّ أن يدل على أ صالتها دل يل‪ ،‬أو يمن عَ من زيادت ها ما نع‪ ،‬وإن ما قضوا بذل كَ‪ ،‬لن زيادت ها كثرت في هذه الحال‪،‬‬
‫ف بها الصلي من الزائد‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫ثم يستدرك في مكان آخر‪ ،‬فيحدد ثلثة أشياء يُعر ُ‬ ‫‪49‬‬
‫فيُحمَل ما جهل على ما عُلِمَ))‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫الشتقاق‪ ،‬وعدم النظير‪ ،‬وكثرة زيادة الحرف في ذلك الموضع المَخصوص‪.‬‬
‫وقول ال سخاوي‪ :‬لكثرة كون ها أ صلً‪ ،‬ولن زيادت ها كثرت‪ ،‬يدل على أن الح كم على الهمزة بزيادة أو أ صالة‪،‬‬
‫ك ويُرجح الزيادة في أول الكلمة‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫أمر غير قطعي القاعدة‪ ،‬بل يتبع التغليب والكثرة‪ ،‬كما يتعرض المازني لذل َ‬
‫وهذا المو ضع الذي‬ ‫‪51‬‬
‫ض بزيادت ها‪ ،‬لن ها لم تك ثر زيادت ها في غ ير الول))‪.‬‬
‫((إذا وجدت الهمزة غ ير أول‪ ،‬فل تق ِ‬
‫ذكره المازني‪ ،‬مما اشتهرت الهمزة فيه بين العُلماء باسم الوصل والفصل‪ ،‬أو الوصل والقطع‪.‬‬
‫د‪ -‬همزة القطع وهمزة الوصل‪:‬‬
‫ف عنده من هذا الباب هو التسمية؛ قال الجاربردي‪((:‬همزة القطع تثبت في الدرج‪ ،‬بالتلفظ بها‬
‫إن أول ما سنق ُ‬
‫يحجز ما قبلها عما بعدها‪ ،‬نحو ‪ /‬نصر أحمد ‪ ،/‬فهمزة أحمد لما ثبتت‪ ،‬حجزت بين الراء والحاء‪ ،‬فقطعت أحدهما‬

‫‪ -‬مجموع شروح الشافية ‪.317 /1‬‬ ‫‪45‬‬

‫‪ -‬تهذيب إصلح المنطق ص ‪ 337‬وهو ما ذكره ابن السكيت في باب‪ :‬ما همزته العرب وليس أصله الهمز‪.‬‬ ‫‪46‬‬

‫‪ -‬تهذيب اللغة ‪.682 /15‬‬ ‫‪47‬‬

‫‪ -‬أدب الكاتب ص ‪.333‬‬ ‫‪48‬‬

‫‪ -‬سفر السعادة ‪.21 /1‬‬ ‫‪49‬‬

‫‪ -‬المرجع السابق ‪.151 /1‬‬ ‫‪50‬‬

‫‪ -‬المَرجع السابق ‪.21 /1‬‬ ‫‪51‬‬

‫‪28‬‬
‫الداب والعلوم النسانية المجلد (‪ )27‬العدد (‪Tishreen University Journal. Arts. Sciences Series 2005 )2‬‬ ‫مجلة جامعة تشرين‬

‫عن ال خر‪ ،‬ولهذا سُميت همزة ق طع‪ ،‬وهمزة الو صل ت سقط في الدرج فيت صل ما قبل ها ب ما بعد ها‪ ،‬نقول‪ /‬كتب تُ‬
‫اسمك‪ ،/‬فسقطت همزة اسم‪ ،‬فاتصلت التاءُ بالسينِ‪ ،‬فلهذا سُميت همزة الو صل‪ ،‬وقيلَ‪ :‬إنما سُميت همزة الوصل لنه‬
‫ونحن هنا نعاضد رأي الخليل‪ ،‬ونرى أنه ليسَ‬ ‫‪52‬‬
‫يتوصل بها إلى النطق بالساكن‪ ،‬ولهذا أسماها الخليل سلم اللسان))‪.‬‬
‫لسقوطها في الدرج من تسميتها نصيب‪ ،‬وإنما هو أمر من قبيل انتفاء الثر بانتفاء السبب المؤثر‪ ،‬كما نقف بحذر‬
‫أمام ما رآه الجاربردي من سبب تسميتها بالقطع‪ ،‬بأنها تقطع ما بعدها عما قبلها‪ ،‬إذ ما الذي تقطعه عما بعدها إذا‬
‫ابتدأ بها الكلم؟ إضافة إلى أن همزة الوصل أيضا تفعل فعلها من هذه الجهة‪ ،‬بل نميل في ذلك إلى ما ورد في شرح‬
‫عند ما ع قد بابا لِما يُهمَز فيكون له‬ ‫‪54‬‬
‫من أن ع مل الهمزة معنوي ل لف ظي‪ ،‬وما وردَ عن ابن ال سكيت‬ ‫‪53‬‬
‫الشافية‪،‬‬
‫ث نستنتج من ذلك أنها إنما سًميت بهمزة القطع لنها تقطع بِمعنى جديد‪،‬‬
‫مَعنى‪ ،‬وإذا لم يُهمَز كان له مَعنى آخر‪ ،‬حي ُ‬
‫ينتج من زيادتها على الكلمة‪.‬‬
‫هذا و قد ذ كر العلماء أن ل كل من همز تي الق طع والو صل أما كن محددة‪ ،‬ح صروها وقعدوا ل ها القواعدَ‪ ،‬يقول‬
‫الجاربردي‪(( :‬لما كان وقوع همزة القطع في الكلم‪ ،‬أكثر من وقوع همزة الوصل‪ ،‬فينبغي أن تُحصر مواضع همزة‬
‫وقال الهروي‬ ‫‪55‬‬
‫الوصل‪ ،‬ليعلم أن ما عداها همزة قطع‪ ....‬إلى قوله‪ :‬وذلك يكون في السماء والفعال والحروف))؛‬
‫في أزهيته‪(( :‬جميع اللفات التي في أوائل الفعال هي ألفات الوصل إل خمسا‪ ،‬فإنها ألفات القطع وهي ألف أفعل‬
‫والممر منمه‪ ،‬وألف المُخمبر عمن نفسمه كقولك أنما أذهبمُ‪ ،‬وألف السمتفهام كقولك أقام زيدٌ‪ ،‬وألف المهموز أوله ممن‬
‫‪56‬‬
‫الثلثيات كقولك‪ :‬أكل‪ ،‬وما أشبه ذلك))‪.‬‬
‫ول كلم ل نا فيمه‪ ،‬أمما عمن النوعيمن‬ ‫‪57‬‬
‫وقمد عمبر الجاربردي عمن النواع الثلثمة الول بالربا عي المهموز‪،‬‬
‫الباقيين‪ ،‬فسنقف أمامهما بحذر‪ ،‬ذلك أننا في تعريف همزة القطع‪ ،‬ذكرنا أنها همزة مزيدة تحمل معنى‪ ،‬وليست همزة‬
‫ل ليست مزيدة‪ ،‬إذ هي فاء الفعل‪ ،‬وثانيا ل تحمل معنى تضيفه إلى الكلمة‪ ،‬بل هي‬
‫( أكل) وأشباهها كذلك‪ ،‬فهي أو ً‬
‫وأ ما همزة ال ستفهام‪ ،‬فإن نا نخرج ها من باب همزة‬ ‫‪58‬‬
‫جزء من ها‪ ،‬وهذا ما يؤكده ت سمية الفراء ل ها همزة ال صل‪.‬‬
‫القطمع لسمبب آخمر‪ ،‬وهمو أن همزة القطمع حرف ممن حروف الهجاء‪ ،‬وليسمت همزة السمتفهام كذلك‪ ،‬بمل همي ممن‬
‫أي كل مة مُ ستقلة بذات ها‪ ،‬ف هي بذل كَ حرف مب هم ل يخ ضع لعلم ال صرف‪ ،‬أ ما همزة الو صل في‬ ‫‪59‬‬
‫حروف المعا ني‪.‬‬
‫ال سماء‪ ،‬ف هي على نوع ين سماعي وقيا سي‪ ،‬فال سماعي في ال سماء التال ية‪ :‬ا بن‪ ،‬و اب نة‪ ،‬ا سم‪ ،‬و ا ست‪ ،‬و اثنان‪،‬‬
‫واختلفوا في ((أيمن ال في القسم))‪ ،‬فقال سيبويه أنها ألف وصل لذهابها في‬ ‫‪60‬‬
‫واثنتان‪ ،‬و امرؤ‪ ،‬و امرأة‪ ،‬ومثناها‪،‬‬
‫واشتقاقه من اليمن والبركة‪ ،‬والب صريون على ذلك‪ ،‬وأ ما عند‬ ‫‪61‬‬
‫الو صل‪ ،‬وفت حت لدخول ها على ا سم غير مُتمكن‪،‬‬
‫الفراء‪ ،‬ف هي ألف ق طع‪ ،‬و هي ج مع يَم ين‪ ،‬يُقال‪ :‬يم ين ال‪ ،‬وأي من ال‪ ،‬وإن ما حُذ فت في الو صل لكثرة ال ستعمال‪،‬‬

‫‪ -‬مجموعة شروح الشافية ‪.166 /1‬‬ ‫‪52‬‬

‫‪ -‬المرجع السابق ‪.165 /1‬‬ ‫‪53‬‬

‫‪ -‬تهذيب إصلح المنطق ص ‪.371‬‬ ‫‪54‬‬

‫‪ -‬مجموع شروح الشافية ‪.163 /1‬‬ ‫‪55‬‬

‫‪ -‬الزهية ص ‪.26 – 25‬‬ ‫‪56‬‬

‫‪ -‬مجموع شروح الشافية ‪.164 /1‬‬ ‫‪57‬‬

‫‪-‬الزهمية ص ‪.26‬‬ ‫‪58‬‬

‫‪ -‬الجنى الداني في حروف المعاني ص ‪.20‬‬ ‫‪59‬‬

‫‪ -‬مجموع شروح الشافية ‪.163 /1‬‬ ‫‪60‬‬

‫‪ -‬السم غير المتمكن هو ما أشبه الحرف بوجه ففقد تمكنه من باب السمية فبُني كالحرف‪.‬‬ ‫‪61‬‬

‫‪29‬‬
‫سليمان‬ ‫الهمزة أنواعها و قواعد كتابتها‬

‫والذي نراه أنها ليست همزة وصل‪ ،‬لنه قد وردَ عنهم ((يمين ال)) كما ورد ((أيمن ال))‬ ‫‪62‬‬
‫والكوفيون على ذلك‪.‬‬
‫فالولى أن يكون جمعها قد استخدمَ مكانها وإن كان السم غير مُتمكن‪ ،‬فالولى به صورته الولى‪.‬‬
‫وأما النوع الثاني‪ ،‬وهو همزة الوصل في السماء قياسيا‪ ،‬فكل مصدر بعد همزة فعله الماضي أربعة فصاعدا‬
‫‪63‬‬
‫فهمزته همزة وصل وما عدا ذلك فقطع‪.‬‬
‫ليسم فمي كلم العرب ألف وصمل دخلت على حرف إل فمي لم التعريمف‪ ،‬أو ميمم‬
‫َ‬ ‫وأمما فمي الحروف فإنمه‬
‫وعليه رأي البصرة‪ ،‬وابن جني يقول كذلك‬ ‫‪65‬‬
‫وسيبويه على ذلك‪،‬‬ ‫‪64‬‬
‫التعريف في لُغة من يعرف بالميم‪ ،‬وهي طيء‪،‬‬
‫‪66‬‬
‫بأن ها همزة و صل‪ ،‬والخل يل وا بن كي سان وا بن مالك على أن ها همزة ق طع أ صلية‪ ،‬وأن حرف التعر يف ثنائي‪،‬‬
‫ولسمنا معهمم‪ ،‬بمل نميمل إلى أن حرف التعريمف ثنائي‪ ،‬وهمزتمه‬ ‫‪67‬‬
‫والمتأخرون على أن حرف التعريمف أُحادي‪،‬‬
‫أصليه‪ ،‬وصلت لكثرة الستعمال‪.‬‬
‫ل على نوع الهمزة في السماء والفعال ؟ فيقول الهروي في أزهيته‪((:‬يستدل على ألف الوصل‬
‫أما كيف نستد ّ‬
‫في السماء بسقوطها في التصغير‪ ،‬كقولك‪ :‬بُني ومُري‪ ،‬ويستدل على ألف القطع في السماء بثبوتها في التصغير‪،‬‬
‫كقولك‪ :‬أُخيّ وأُبيّ‪ ،‬ويستدل على ألف الوصل في الفعال بانفتاح الياء في المُستقبل‪ ،‬كقولك‪ :‬يَذهب – يَكتسب‪ ،‬فيعلم‬
‫أن اللف في ماضيها وأمرها ألف الوصل‪ ،‬ويستدل على ألف القطع في الفعال بانضمام الياء في المُستقبل‪ ،‬كقولكَ‪:‬‬
‫يُكرِ ُم – يُر سِلُ‪ ،‬فيعلم أن ألفاتها في الماضي وفي المر ألفات قطع‪ ،‬ويُستدل على ألفات الصل في الفعال بثبوتها‬
‫هذا‬ ‫‪68‬‬
‫في الما ضي والمُ ستقبل جميعا‪ ،‬كقولك‪ :‬أ كل‪ ،‬يأكلُ‪ ،‬فيعلم أن ألفات ها في الما ضي والمُ ستقبل ألفات ال صل))‪،‬‬
‫ول يس إيراد ذلك من شأن‬ ‫‪69‬‬
‫و قد حددت الم صادر حر كة كل من همز تي الو صل والق طع في أماكنه ما من الكلم‪،‬‬
‫بحثنا‪.‬‬
‫أ ما دخول همزة ال ستفهام على كل من همز تي الف صل والو صل‪ ،‬وهمزة أل التعر يف‪ ،‬وأي من الق سم‪ ،‬فهمزة‬
‫الوصل تدخل عليها‪ ،‬فتحذف لغنائها عنها في العمل‪ ،‬وأما همزة القطع فتدخل عليها فيكون فيها لغات‪ ،‬وهي‪ :‬إما أن‬
‫نه مز همزت ين مق صورتين ن حو(أَأَقبلََ)‪ ،‬وإ ما أن ن مد ونهمز ن حو(آأَقبلَ)‪ ،‬وإ ما أن ن مد ن حو(آقبلَ)‪ ،‬وإذا كا نت الهمزة‬
‫مضمو مة‪ ،‬فإن نا في هذه الحالة ن مد ونت بع ال مد واوا مضمو مة ن حو(آوُرْجِ عَ)‪ ،‬ول نا أيضا أن نه مز ونت بع اله مز واوا‬
‫مضمومة نحو(أَوُ ْرجِعَ )‪ ،‬ولنا إن كانت مكسورة ما سبق‪ ،‬إل أننا بدل الواو نتبع بياء نحو( آيِصال‪ ،‬و َأيِصال)‪ ،‬وأما‬
‫إذا كانمت الهمزة مفتوحمة ومتبوعمة بألف ودخلت عليهما همزة السمتفهام فلنما فيهما الهممز والممد فقمط‪،‬‬
‫فتقول‪ :‬أآثرت فل نا؟ وأ ما إذا دخلت على أل التعر يف أو أي من الق سم‪ ،‬فل نا ال مد ل غ ير ن حو(آلذكر ين‪ ،‬آي من)‪ ،‬و من‬
‫‪70‬‬
‫يكسر همزة أيمن‪ ،‬فإنه يحذفها ويهمز ل غير‪.‬‬

‫‪ -‬الزهية ص ‪.21‬‬ ‫‪62‬‬

‫‪ -‬المصدر نفسه ص ‪ ،20‬ومجموع شروح الشافية ‪.165 /1‬‬ ‫‪63‬‬

‫‪ -‬المصدر نفسه ص ‪.26‬‬ ‫‪64‬‬

‫‪ -‬الكتاب ‪.308 /2‬‬ ‫‪65‬‬

‫‪ -‬الجنى الداني ص ‪ ،138‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪66‬‬

‫‪ -‬شرح قطر الندى وبل الصدى ص ‪.112‬‬ ‫‪67‬‬

‫‪ -‬الزهية ص ‪.27 – 26‬‬ ‫‪68‬‬

‫‪ -‬المصدر السابق ص ‪ 28‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪69‬‬

‫‪ -‬المصدر السابق ص ‪ 33‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪70‬‬

‫‪30‬‬
‫الداب والعلوم النسانية المجلد (‪ )27‬العدد (‪Tishreen University Journal. Arts. Sciences Series 2005 )2‬‬ ‫مجلة جامعة تشرين‬

‫قواعد كتابة الهمزة‪:‬‬


‫أك ثر العلماء على أن الخل يل بن أح مد الفراهيدي هو الذي ج عل عل مة للهمز‪ ،71‬و قد كان المتقدمون يجعلون‬
‫علمتمه نقطمة صمفراء ويرسممونها فوق الحرف أبدا‪ ،‬ويأتون معهما بنقمط العراب الدالة على السمكون والحركات‬
‫الثلث بالحمرة‪ ،‬و سواء في ذلك كا نت صورة الهمزة واوا أو ياء أو ألفا؛ إذ حق الهمزة أن تلزم مكانا واحدا من‬
‫ال سطر‪ ،‬لن ها حرف من حروف المع جم‪ ،‬و المتأخرون يجعلون ها عينا بل عرا قة‪ ،‬وذلك لقرب مخرج الهمزة من‬
‫العين‪ ،‬ولنها تمتحن بها‪ ،72‬إذ إنهم كثيرا ما يَمتحنون موضع الهمزة من الكلمة بالعين‪ ،‬فَحيثما وقعت الهمزة وقعت‬
‫الع ين‪ ،‬و سواء أكا نت مُتحر كة أم ساكنة‪ ،‬أم لحق ها التنو ين‪ ،‬أم لم يَلحق ها‪ ،‬والقياس ف يه مُطرد‪ ،73‬فل غرا بة إذن في‬
‫اختيارهم أن تكون علمة الهمزة رأس حرف العين‪.‬‬
‫ل هي اللف‪ ،‬يقول ابن جني‪(( :‬كل حرف سميته ففي أول حروف تسميته لفظه بعينه‪ ،‬أل ترى‬
‫والهمزة أص ً‬
‫أ نك إذا قلت‪ :‬ج يم فأول حروف الحرف‪ :‬ج يم‪ ...‬وكذلك إذا قلت‪ :‬ألف‪ ،‬فأول الحروف ال تي نط قت ب ها‪ :‬همزة‪ ،‬فهذه‬
‫دللة أخرى غريبمة على كون صمورة الهمزة ممع التحقيمق ألفا))‪ ،74‬ويقول أيضا‪(( :‬اعلم أن اللف التمي فمي أول‬
‫حروف المع جم هي صورة الهمزة‪ ،‬واوا مرة وياء أخرى‪ ،‬على مذهب أهل الحجاز في التخفيف‪ ،‬ولو أر يد تحقيقها‬
‫البتة لوجب أن تكتب ألفا على كل حال))‪.75‬‬
‫لقد شاع لدى علماء العربية أن تخفيف الهمز كان لهجة قريش‪ ،‬وأن التحقيق لهجة تميم‪ ،‬وعندما أراد الخليل‬
‫أن يجعمل الخمط العربمي مطابقا لنطمق العربيمة الفصمحى‪ ،‬وضمع رممز الهمزة الذي نسمتخدمه اليوم‪ ،‬والذي لم يكمن‬
‫معروفا في الكتابة العربية من قبل‪ ،‬وقد اقتطع من رأس العين‪ ،76‬ولذلك يسمى في بعض الحيان ((القطعة))‪ ،‬وفي‬
‫ذلك يقول السيوطي‪(( :‬و أول من وضع الهمزة و التشديد الخليل)) ‪.77‬‬
‫أ‪ -‬في أول الكلمة‪:‬‬
‫‪78‬‬
‫إن الهمزة حرف لي سَ له في ال خط صورة تخ صه‪ ،‬إذ ت قع على اللف والواو والياء‪ ،‬وعلى غ ير صورة‪،‬‬
‫ت بِصورته‪ ،‬لذلك نرى أنهم لم يُراعوا في كتابتها هجاءها إل إذا اب ُتدِئ‬
‫سهّلت انقلبت إلى الحرف الذي ُكتِب َ‬
‫لنها إذا ُ‬
‫ون حن نعلم أ نه ل بد من تحقيق ها في البتداء‪ ،‬وأ ما إذا تو سطت أو كا نت في مو ضع الو قف فلم يراعوه‬ ‫‪79‬‬
‫ب ها‪،‬‬
‫بل راعوا ما تُسهل إليه في الحالتين‪ ،‬فكتبوها على ما تُسهل إليه من ألف أو واو أو ياء‪ ،‬والتي لم تُسهّل لم يكتبوها‬
‫فالقياس في كتا بة الهمزة أن تُكت بَ بالحرف الذي تُ سهل إل يه‬ ‫‪80‬‬
‫على حرف‪ ،‬بل ر سموها قط عة مُنفردة هكذا ((ء))‪،‬‬

‫م المقنع ص ‪.3/157‬‬ ‫‪71‬‬

‫م صبح العشى ‪.3/163‬‬ ‫‪72‬‬

‫‪ -‬انظر التهذيب ص ‪ ،688‬ومتن اللغة ص ‪ ،132‬والمقنع ص ‪.142‬‬ ‫‪73‬‬

‫م سر صناعة العراب ‪.1/147‬‬ ‫‪74‬‬

‫م المصدر السابق ‪.1/46‬‬ ‫‪75‬‬

‫م المحكم في نقط المصاحف ص ‪.147‬‬ ‫‪76‬‬

‫م المصدر السابق ص ‪49‬م ‪.52‬‬ ‫‪77‬‬

‫‪ -‬الكتاب ص ‪.24‬‬ ‫‪78‬‬

‫‪ -‬الجامع ص ‪.145‬‬ ‫‪79‬‬

‫‪ -‬المرجع السابق ص ‪.145‬‬ ‫‪80‬‬

‫‪31‬‬
‫سليمان‬ ‫الهمزة أنواعها و قواعد كتابتها‬

‫فأما الهمزة المبدوء بها الكلم‪ ،‬فإنها ل تكون إل مُتحركة يُحقق النطق بها‪ ،‬وهي تُرسم بأية‬ ‫‪81‬‬
‫إذا خُففت في اللفظ‪،‬‬
‫ث كان التخفيف يُقربها من الساكن‪ ،‬والساكن ل يقع أولً‪،‬‬
‫حركة تحركت ألفا ل غير‪ ،‬لنها ل تُخفف رأسا من حي ُ‬
‫حيثم قاربمت الهمزة فمي المخرج‬
‫ُ‬ ‫فجعلت لذلك على صمورة واحدة‪ ،‬واقتُُصمر على اللف دون الواو أو الياء ممن‬
‫وفارقت أُختيها في الخفة‪ ،‬كما مَ ّر سابقا‪ ،‬وذلك نحو ((أتى)) وشبهه‪ ،‬وكذلك حكمها إن اتصل بها حرف دخيل زائد‪،‬‬
‫فإن وقعت هذه الهمزة المبدوء ب ها ب عد همزة من كلمة أخرى‪ ،‬بق يت على حال ها من‬ ‫‪82‬‬
‫ن حو (( سأصرفُ)) وشبهه‪،‬‬
‫‪83‬‬
‫الخط‪ ،‬كما لو كانت مبدوءا بها‪ ،‬نحو ((يجب أن ينشأ أولدنا على العمل لحياء آثار السلف الصالح))‪.‬‬
‫وأما إذا كانت الهمزة مبتدًأ بها للوصل‪ ،‬ووليها همزة أو واو مبدلة كُتب ما يليها واوا إن كانت مضمومة‪ ،‬نحو‬
‫((اؤتمن فلن))‪ ،‬وياء إن كانت مكسورة‪ ،‬نحو ((ائذن لي))‪ ،‬وإن كان النطق بها واوا بضم ما قبلها نحو ((ومنهم من‬
‫ل ائذن لي)) تُكتب ياء على الهمزة في البتداء بها كذلك‪ ،‬ويستثنى ((فاء فعِل)) في نحو يَ ْوجِل‪ ،‬فإنها تُكتب واوا‬
‫يقو ُ‬
‫بعد الواو والفاء‪ ،‬كما في قولك‪(( :‬فا ْوجِل واوْجِل))‪ ،‬يُكتب بإثبات ألف الوصل والواو بعدها‪ ،‬ولم يكتبوها على ابتداء‬
‫‪84‬‬
‫الهمزة‪.‬‬
‫وأما إذا اجتمع ألفان‪ ،‬فتحذف إحداهما‪ ،‬وتحصل لدينا آنئذٍ المدة‪ ،‬وذلك في أي موضع من الكلمة ما خل فعل‬
‫وذهب ثعلب ومن تبعه إلى أنه‬ ‫‪85‬‬
‫الثنين‪ ،‬كما في ((قرأا))‪ ،‬وهذا الذي عليه المتأخرون‪ ،‬وهو الجود عند ابن قتيبة‪،‬‬
‫هذا وقد حذفوا واحدةً لدى اجتماع الثلث‪ ،‬مثل‬ ‫‪86‬‬
‫في التثنية يُكتب أيضا بألف واحدة مُسندا إلى ألف الثنين‪،‬‬
‫وقد ذكر النحاةُ أماكن تحذف فيها همزة الوصل‪ ،‬وهي همزة‬ ‫‪87‬‬
‫خلّ بالكلمة‪،‬‬
‫((براآت))‪ ،‬ولم يحذفوا اثنتين لن ذلكَ يُ ِ‬
‫((أل التعريف) بدخول اللم عليهما كقوله‪(( :‬للقوم))‪ ،‬سواء كانت للجر أم للبتداء‪ ،‬وبعضهم ل يحذفها مع لم‬
‫وألف (يا ) النداء إذا اتصلت بهمزة‪ ،‬نحو ((يا أحمد)) على ما استحسن‬ ‫‪88‬‬
‫البتداء فرقا بينهما وبين الجارة‪،‬‬
‫القلقشندي‪ ،‬والصوب لدي رأي أحمد بن يحيى‪ ،‬وهو أن المحذوف صورة الهمزة ل اللف من ((يا))‪ ،‬ودليل ذلك‬
‫‪89‬‬
‫أنه إذا كانت الهمزة متصلة بيا كهمزة آدم امتنعَ الحذف‪ ،‬فتكتب يا آدم‪.‬‬
‫إذا أُدخلت همزة الستفهام على‬ ‫‪91‬‬
‫وعند الهروي‬ ‫‪90‬‬
‫كما تحذف من أول الكلمة في الستفهام في اسم أو فعل‪،‬‬
‫لم التعريف هُمزت الولى ومُدت الثانية ل غير‪ ،‬وأُشممت الفتحة بل نبرة‪ ،‬كقولك‪(( :‬آلرجلُ قال ذلك ؟))‪ ،‬وجمهور‬
‫النحاة في ذلك على أن همزة ((أل التعريف )) تُبدل ألفا لينة في اللفظ يُستغنى عنها بالمدة‪ ،‬فتقول‪:‬‬
‫والذي ذهبَ إليه المَغاربة أن تُكتب بألفين‪ ،‬إحداهما ألف الوصل والخرى همزة‬ ‫‪92‬‬
‫((آلرجل خير أم المرأ ُة ؟))‪،‬‬

‫‪ -‬صبح العشى ‪.204 /3‬‬ ‫‪81‬‬

‫‪ -‬المُقنع ص ‪ ،60‬وعقود الهمز ص ‪.57‬‬ ‫‪82‬‬

‫‪ -‬الجامع ص ‪.146‬‬ ‫‪83‬‬

‫‪ -‬الجامع ص ‪.210‬‬ ‫‪84‬‬

‫‪ -‬صبح العشى ‪.189 /3‬‬ ‫‪85‬‬

‫‪ -‬المرجع السابق ‪.189 /3‬‬ ‫‪86‬‬

‫‪ -‬المرجع السابق ‪.189 /3‬‬ ‫‪87‬‬

‫‪ -‬المرجع السابق ‪.181 /3‬‬ ‫‪88‬‬

‫‪ -‬المرجع السابق ‪.184 / 3‬‬ ‫‪89‬‬

‫‪ -‬المرجع السابق ‪.189 /3‬‬ ‫‪90‬‬

‫‪ -‬الزهية ص ‪.41‬‬ ‫‪91‬‬

‫‪ -‬الجامع ص ‪.148‬‬ ‫‪92‬‬

‫‪32‬‬
‫الداب والعلوم النسانية المجلد (‪ )27‬العدد (‪Tishreen University Journal. Arts. Sciences Series 2005 )2‬‬ ‫مجلة جامعة تشرين‬

‫الستفهام؛ وابن الحاجب يقول‪(( :‬ورسمت في المصحفِ بألف واحدة نحو‪ :‬آلذكرين‪ ،‬آلن))‪ ،‬ومثلها ((أيمن))‬
‫‪93‬‬
‫القسم‪.‬‬
‫كما تحذف الهمز ُة من البسملة ((بسم ال الرحمن الرحيم))‪ ،‬وابن مالك ل يُجيز حذفها في غيرها كم ((باسمِ‬
‫‪94‬‬
‫ربك ))‪ ،‬والفراء يُجيزه جوازا‪ ،‬على أنه ل يجوز إل مع ال‪ ،‬وقد أجازها الكسائي مُطلقا‪ ،‬وكلم الفراء أعقل‪.‬‬
‫ت ))‪ ،‬لن إثباتها جمع بين همزتين‪،‬‬
‫كما تحذف بين الفاء والواو وفاء الفعل الهمزة‪ ،‬مثل قولك ((وأتِ‪ ،‬فأ ِ‬
‫((ونقل أحمد بن يحيى‬ ‫‪95‬‬
‫وحذفوها أيضا في‪(( :‬ابن وابنة))‪ ،‬لما وقع فيه ابن مفردا صفة بين عَلمين غير مفصول‪،‬‬
‫عن أصحاب الكسائي‪ :‬أنه متى كان منسوبا إلى اسم أبيه أو أمه‪ ،‬أو كنية أبيه أو أمه‪ ،‬أو كان نعتا حذفوا اللف‪ ،‬فلم‬
‫ت إلى اسم أبيه أو كنية أبيه وكانت‬
‫يجزه في غير السم والكنية في الب والم‪ ،‬قال‪ :‬وأما الكسائي فقال‪ :‬إذا أضف َ‬
‫الكنية مَعروفا بها كما يُعرف باسم جاز الحذف‪ ،‬لن القياس عنده الثبات‪ ،‬والحذف الستعمال‪ ،‬فإذا عدي الستعمال‪،‬‬
‫وحكى ابن جني عن متأخري الكتّماب‪ ،‬أنهم ل يحذفون اللف مع الكنية تقدمت أم تأخرت‪،‬‬ ‫‪96‬‬
‫رجع إلى الصل))‪،‬‬
‫‪97‬‬
‫قال‪(( :‬وهو مردود عند العلماء على قياس مذاهبهم))‪.‬‬
‫وأمما إذا أُدخلت همزة السمتفهام على همزة القطمع‪ ،‬فإنهما تُثبمت مطلقا على صمورتها‪ ،‬ومنهمم ممن يُغيمر تبعا‬
‫ونضيف هنا أنهم اختلفوا فيمَن كتبها بهمزة واحدة‪ ،‬فقال أحمد‬ ‫‪98‬‬
‫لحَركتها‪ ،‬كما م ّر معنا سابقا في فصل الصرف‪،‬‬
‫بن يحيى أنه أسقط الثانية‪ ،‬وقال الكسائي بل الولى‪ ،‬وذهب الفراء وثعلب وابن كيسان إلى أن الثانية هي الستفهامية‬
‫‪99‬‬
‫لنها حرف معنى‪ ،‬وحكى الفراء عن الكسائي أنها الصلية‪.‬‬
‫ثم إن الهمزة الستفهامية تدخل باب الحذف من حي ثُ جواز حذفها بالختيار عند الخفش وابن مالك‪ ،‬أما عند‬
‫سيبويه‪ ،‬فإن حذف همزة الستفهام لمن اللبس من ضرورات الشعر‪ ،‬ولو كانت قبل أم المُتصلة‪ ،‬والمُختار اضطراد‬
‫‪100‬‬
‫حذفها قبل أم المتصلة‪.‬‬
‫و في ختام هذه الفقرة‪ ،‬نذ كر أ نه قد ش ّذ عن القياس في كتا بة الهمزة المبدوء ب ها كلمات ن حو ((هؤلء‪ ،‬ابنَؤُمّ‪،‬‬
‫‪101‬‬
‫لئن‪ ،‬لئل‪ ،‬يومئذٍ‪ ،‬حينئذٍ‪ ...،‬وما أشبهها))‪.‬‬
‫فالقياس أن تكتب الهمزة فيها ألفا لنها وقعت أولً‪ ،‬ولكنهم خالفوا القياس فيها‪ ،‬معتبرين جملة التركيب كالكلمة‬
‫الواحدة‪ ،‬فعاملوها بذلك مُعاملة المتوسطة فكتبوها على قواعدها‪.‬‬

‫‪ -‬صبح العشى ‪.190 /3‬‬ ‫‪93‬‬

‫‪ -‬المصدر السابق ‪.190 /3‬‬ ‫‪94‬‬

‫‪ -‬المصدر السابق ‪.191 /3‬‬ ‫‪95‬‬

‫‪ -‬المصدر السابق ‪.192 /3‬‬ ‫‪96‬‬

‫‪ -‬جامع الدروس العربية ص ‪.192‬‬ ‫‪97‬‬

‫‪ -‬المرجع السابق ص ‪ ( .192‬راجع ص ‪ 9‬من هذا البحث) ‪.‬‬ ‫‪98‬‬

‫‪ -‬صبح العشى ‪.110 /3‬‬ ‫‪99‬‬

‫‪ -‬الجنى الداني ص ‪.24‬‬ ‫‪100‬‬

‫‪ -‬صبح العشى ‪ 204/ 3‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪101‬‬

‫‪33‬‬
‫سليمان‬ ‫الهمزة أنواعها و قواعد كتابتها‬

‫ب‪ -‬في وسط الكلمة‪:‬‬


‫إن الهمزة في و سط الكل مة تكون متو سطة حَقيقةً‪ ،‬كأن تكون ب ين حرف ين من بن ية الكل مة م ثل سأل‪ ،‬أو ش به‬
‫متوسمطة‪ ،‬كأن تكون متطرفمة وتلحقهما علمات التأنيمث أو التثنيمة أو الجممع أو النسمبة أو الضميمر أو ألف المنون‬
‫المنصموب؛ مثمل ((نشأة‪ ،‬فئة‪ ،‬جزءان‪ ،‬شيئان‪ ،))...‬وحكمهما فمي الكتابمة واحمد‪ ،‬إل فمي أشياء قليلة‪ ،‬سمنذكرها فمي‬
‫‪102‬‬
‫مواضعها‪.‬‬
‫والقاعدة العامة لكتابة الهمزة المتوسطة‪ ،‬أن تكتب – إن كانت ساكنة – بحرف يُناسب حَركة ما قبلها‪ ،‬مثل‬
‫((رأس‪ ،‬سؤل‪ ،‬بئر))‪ ،‬وإن كانت متحركة‪ ،‬فإنها ما لم تنفتح وينكسر ما قبلها أو ينضم‪ ،‬أو تنضم وينكسر ما قبلها‪،‬‬
‫تُرسم بصورة الحرف الذي من حركتها دون حركة ما قبلها‪ ،‬لنها به تُخ فف‪ ،‬فإن كانت حركتها فتحة رُسمت ألفا‬
‫وشبهه‪ ،‬وإن كانت ضمة رُسمت واوا‪،‬‬ ‫‪104‬‬
‫نحو ((سألتم)) وشبهه‪ ،‬وإن كانت كسرة رُسمت ياء نحو ((رئيس))‬ ‫‪103‬‬

‫نحو ((يذرؤكم)) وشبهه‪ ،‬فإن انفتحت وانكسر ما قبلها أو انضم‪ ،‬أو انفتحت وانكسر ما قبلها‪ ،‬صورت بصورة‬ ‫‪105‬‬

‫الحرف الذي منه تلك الحركة دون حركتها‪ ،‬لن ها به تُبدل في التخف يف‪ ،‬فترسم مع الك سرة ياء‪ ،‬ومع الضمة واوا‪،‬‬
‫نحو ((الخاطئة – الفؤاد))‪.106‬‬
‫وسيبويه يكتب المضمومة المكسور ما قبلها حين تكون شبه متوسطة بواو نحو ((يستهزئون))؛ وبعضهم يكتب‬
‫المكسورة التي بعدها ياء بحركة ما قبلها‪ ،‬نحو((رُؤِي))‪ ،‬وهو مذهب أبي حيان‪ ،‬وسيبويه على ما ذكرنا سابقا‪ ،‬وال‬
‫‪107‬‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وإذا لزم من كتابة الهمزة على الواو اجتماع واوين‪ ،‬كتبتهما معا إذا تأخرت واو الهمز‪،‬أما إن سبقت‪ ،‬فالقياس‬
‫رسم الواوين‪ ،‬مثل ((رؤوف)) ولكن المتقدمين يحذفون صورتها‪ ،‬ويكتبونها منفردة بعد حرف انفصال مثل((رء وس))‪،‬‬
‫وعلى شبه ياء بعد حرف اتصال مثل ((كئوس))إل إن كانت متوسطة وكانت في الصل مكتوبة على واو‪ ،‬فترسم‬
‫الواوان معا مثل ((جرؤوا ))‪108،‬ومذهب المتأخرين ترك شبه المتوسطة على حالها قبل شبه التوسط‪ ،‬فكتبوا ((قرأوا))‪،‬‬
‫وأمما إذا اجتمعمت ثلث واوات‪ ،‬فالذي اجتمعوا عليمه‪ ،‬طرح واو الهمزة وكتابتهما منفردة بيمن الواويمن مثمل‬
‫‪109‬‬
‫((موءودة ))‪.‬‬
‫فأ ما إن‬ ‫‪110‬‬
‫وأ ما إذا تحر كت الهمزة وكان ما قبل ها ساكنا‪ ،‬فإ ما أن يكون صحيحا‪ ،‬وإ ما أن يكون حرف علة‪،‬‬
‫ومنهمم‬ ‫‪111‬‬
‫كان صمحيحا فأبمو حيان جعمل صمورة الهمزة اللف على كمل حال‪ ،‬فيكتمب‪(( :‬المرأة‪ ،‬يُسمإِم‪ ،‬يلُم ))‪،‬‬
‫و قد ذ كر ا بن ج ني أن المتو سطة ما قبل ها ساكن‪ ،‬لم يثبت ها الكتاب إذا‬ ‫‪112‬‬
‫من يج عل صورتها على ح سب حركت ها‪،‬‬

‫‪ -‬الجامع ص ‪.151‬‬ ‫‪102‬‬

‫‪ -‬عقود الهمز ص ‪.58‬‬ ‫‪103‬‬

‫‪ -‬المصدر السابق ص ‪.58‬‬ ‫‪104‬‬

‫‪ -‬المصدر السابق ص ‪.58‬‬ ‫‪105‬‬

‫‪ -‬المقنع ص ‪ 59‬وما بعدها‪ ،‬وأدب الكاتب ص ‪ ،21‬وصبح العشى ‪.3/250‬‬ ‫‪106‬‬

‫‪ -‬مجموعة شروح الشا فية‪257: 1،‬‬ ‫‪107‬‬

‫‪ -‬الجامع ص ‪156‬‬ ‫‪108‬‬

‫‪-‬المرجع السابق ص ‪156‬‬ ‫‪109‬‬

‫‪- -110‬صبح العشى ‪3/206‬‬


‫‪-‬مجموعة شرح الشافية ‪1/357‬‬ ‫‪111‬‬

‫‪ -‬صبح العشى ‪3/207‬‬ ‫‪112‬‬

‫‪34‬‬
‫الداب والعلوم النسانية المجلد (‪ )27‬العدد (‪Tishreen University Journal. Arts. Sciences Series 2005 )2‬‬ ‫مجلة جامعة تشرين‬

‫وقد ذكر القلقشندي أن بعضهم جعل صورتها في هذه الحالة على حسب حركتها‪ ،‬باستثناء‬ ‫‪113‬‬
‫كانت في هذه الحالة‪،‬‬
‫التي يتبعها حرف علة‪ ،‬فلم يجعل لها صورة أصلً‪114،‬والحسن القيس هو أل تثبت لها صورة في الخط‪ ،‬كما هو‬
‫والقلقشندي ‪ ،116‬و أما إن كان الحرف الساكن الذي قبلها حرف علة‪ ،‬فل يخلو أن يكون‬ ‫‪115‬‬
‫رأي أبي عمرو الداني‬
‫اللف أو الواو أو الياء‪ ،‬فإذا كان اللف‪،‬فل صورة لها في الفتح‪ ،‬وت صور بالواو في ال ضم‪ ،‬وبالياء في الكسر‪ ،‬كذا‬
‫وأ ما إن كان حرف العلة واوا أو ياء‪ ،‬فإ ما أن تكو نا زائدت ين لل مد‪ ،‬أوأن تكون الياء للت صغير‪ ،‬أو‬ ‫‪117‬‬
‫ع ند سيبويه‪،‬‬
‫ج ْيئَل‪ ،‬حوْءَ بة‪ ،‬ال سموءل))‪،‬‬
‫ن حو ((مقروءة‪ ،‬أفيئس‪َ ،‬‬ ‫‪118‬‬
‫أ صليتين‪ ،‬أو ملحقت ين بال صل‪ ،‬ول صورة ل ها في الجم يع‪،‬‬
‫ولدى ابن جني أن المتوسطة المفتوحة‬ ‫‪119‬‬
‫وهو مذهب سيبويه‪ ،‬وكذا لدى أبي عمرو الداني‪ ،‬وعليه ابن قتيبة أيضا‪،‬‬
‫التي قبلها حرف علة هو الواو أو الياء الساكنتان المفتوح ما قبلهما‪ ،‬تثبت نحو ((حوْأَبة‪،‬جيْأَل))‪ ،‬وإذا كان ما قبلهما‬
‫مضموما أو مكسورا لم تثبت‪ ،‬وذلك نحو((مُؤس‪ ،‬مِئر))‪ ،‬ولدى أبي عمرو الداني‪ ،‬ل ترسم إذا كانت مفتوحة بعدها‬
‫ألف أو مضمو مة بعد ها واو أو مك سورة بعد ها ياء‪ ،‬لئل تجت مع ألفان أو واوان أو ياءان في كتا بة‪ ،‬ن حو ((ءادم‪،‬‬
‫والقياس في المفتو حة إذا تبعت ها ألف ر سمها إذا كا نت ضميرا‪ ،‬ومد ها على طرف‬ ‫‪120‬‬
‫شن مئان‪،‬خ سئين‪ ،‬ي سمئوده))‬
‫‪121‬‬
‫ألف الهمز إذا كانت غيره‪ ،‬وهو رأي الجمهور‪.‬‬
‫وشبه المتوسطة بإلحاق علمة التأنيث‪ ،‬تعامل معاملة المتوسطة حقيقة تماما‪ ،‬وأما شبه المتوسطة بإلحاق شبه‬
‫المنون المنصوب‪ ،‬فإنها تبقى على حالها إذا كانت مرسومة على حرف‪ ،‬أما إذا كانت منفردة‪ ،‬فإن كانت بعد حرف‬
‫انف صال تر كت على حال ها‪ ،‬ور سمت بعد ها اللف م ثل ((جزءا))‪ ،‬وإن كا نت ب عد حرف ات صال‪ ،‬كت بت ق بل اللف‬
‫على شبه ياء مثل ((شيئا))‪ ،122‬وقد تركوا كتابتها بعد الهمزة المرتكزة على ألف كراهية اجتماع ألفين في الخط مثل‬
‫((نبأً))‪ ،123‬وقد قال بعض النحويين‪((:‬إنما لم يجمع بين ألفين في الخط‪ ،‬من حيث لم يجمع بينهما في اللفظ))‪،124‬‬
‫على مذ هب سيبويه‪،126‬‬ ‫‪125‬‬
‫و قد حذفوا ألف التنو ين ب عد الهمزة الم سبوقة بألف ال مد على التخف يف م ثل ((ردا ًء ))‬
‫وحمزة أيضا يقرؤها بالوقف عليها‪ ،‬وقد رواه ابن قتيبة في أدب الكاتب‪ ،‬إذ يقول‪(( :‬فالقياس أن تكتبه بألفين‪ ،‬لن فيه‬

‫‪ -‬عقود الهمز ص ‪60،61‬‬ ‫‪113‬‬

‫‪ -‬صبح العشى ‪3/207‬‬ ‫‪114‬‬

‫‪ -‬المقنع ص ‪61‬‬ ‫‪115‬‬

‫‪ -‬صبح العشى ‪3/206‬‬ ‫‪116‬‬

‫‪ -‬الكتا ب ‪3/547‬‬ ‫‪117‬‬

‫‪ -‬صبح العشى ‪3/206‬‬ ‫‪118‬‬

‫‪ -‬الكتاب ‪،3/547‬والمقنع ص ‪ 61‬وأدب الكا تب ص ‪.213‬‬ ‫‪119‬‬

‫‪ -‬المقنع ص ‪.61‬‬ ‫‪120‬‬

‫‪ -‬الجامع ص ‪ 156‬وما بعدها ‪.‬‬ ‫‪121‬‬

‫‪ -‬المرجع السابق ص ‪.159 - 158‬‬ ‫‪122‬‬

‫‪ -‬أدب الكاتب ص ‪.191‬‬ ‫‪123‬‬

‫‪ -‬المقنع ص ‪.26‬‬ ‫‪124‬‬

‫‪ -‬الجامع ص ‪159‬‬ ‫‪125‬‬

‫‪ -‬الكتاب ‪3/553‬‬ ‫‪126‬‬

‫‪35‬‬
‫سليمان‬ ‫الهمزة أنواعها و قواعد كتابتها‬

‫ثلث ألفات‪ :‬الولى‪ ،‬والهمزة‪ ،‬والثالثمة‪ ،‬وهمي التمي تبدل ممن التنويمن فمي الوقمف‪ ،‬فتحذف واحدة‪ ،‬وتُثبمت اثنتيمن‪،‬‬
‫والكتاب يكتبونه بألف واحدة‪ ،‬ويدعون القياس على مذهب حمزة في الوقف عليها))‪.127‬‬
‫ج‪ -‬في آخر الكلمة‪:‬‬
‫إن ما اجتمعوا عل يه في ر سم الهمزة المتطر فة أن يعاملو ها معاملة ال ساكنة؛ لن ها في مو ضع الو قف من‬
‫وقد قال أبو عمرو الداني‪(( :‬وأما التي تقع طرفا‪ ،‬فإنها ترسم إذا تحرك ما‬ ‫‪128‬‬
‫الكلمة‪ ،‬والهجاء موضوع على الوقف‪،‬‬
‫قبلها بصورة الحرف الذي منه تلك الحركة بأي حركة تحركت هي؛ لنها به تخفف لقوته‪ ،‬فإن كانت الحركة فتحة‬
‫رسمت ألفا نحو((بدأ))‪ ،‬وإن كانت كسرة رسمت يا ًء نحو((شاطئ))‪ ،‬وإن كانت ضمة رسمت واوا نحو ((امرؤ))‪،‬‬
‫فإن سكن ما قبلها ‪ -‬حرف سلمة كان ذلك الساكن‪ ،‬أم حرف مد ولين‪ -‬لم ترسم خطا ًلذهابها من اللفظ إذا خففت‪،‬‬
‫وذلك نحمو((الخبمء‪ ،‬دفمء))‪129،‬ويضيمف ابمن جنمي بخصموص هذه الهمزة‪(( :‬واعلم أن الهمزة إذا كتبمت يا ًء فمي‬
‫ض ودا عٍ‪ ،‬تقول‪ :‬هذا قارئ ومقرئ‪ ،‬و هو متل كئ‪ ،‬وأ نا م ستبطئ‪ ،‬ونظرت إلى‬
‫الطرف‪ ،‬فإن ها ثاب تة ولي ست كياء قا ٍ‬
‫منشئ‪ ،‬وعجبت من قارئ))‪.130‬‬
‫ولكمن‬ ‫‪131‬‬
‫فهذا الكلم يحدد جليا قانون كتابمة الهمزة المتطرفمة‪ ،‬وقمد قاله ابمن قتيبمة أيضا فمي أدب الكاتمب‪،‬‬
‫بعض هم ت صرف على غيره‪ ،‬فالكوفيون وب عض الب صريين يكتبون المنون المن صوب م ما سبقت ف يه الهمزة بحرف‬
‫وأ ما جمهور الب صريين فبألف ين إذا كان حرف العلة هو اللف‪ ،‬ن حو(( سماء))‪،‬‬ ‫‪132‬‬
‫علة زائد لل مد بألف واحدة ن حو؛‬
‫‪133‬‬
‫واللف الواحدة حرف العلة‪ ،‬والخرى البدل من التنوين‪.‬‬
‫فإن اتصل ما قبله ألف بضمير مخاطب أو غائب‪ ،‬فتصور الهمزة فيه واوا في الرفع نحو ((سماؤك))‪ ،‬وياءً‬
‫في الجر نحو((سمائك))‪ ،‬وألفا واحدة هي ألف المد في النصب نحو((سماءك))‪134،‬أما إذا كان حرف العلة الزائد للمد‬
‫‪135‬‬
‫الذي قبلها يا ًء أو واوا نحو ((وضوءا))‪ ،‬فيكتب بألف واحدة‪.‬‬
‫وقمد قيمل‪ :‬إذا كان مما قبمل الهمزة المتطرفمة سماكنا ومما قبله مفتوح فل صمورة لهما نحمو(فَي ْء)‪ ،‬وإن كان‬
‫مضموما فصمورتها الواو نحمو(قُرْؤ)‪ ،‬وإن كان مكسمورا فصمورتها الياء مطلقا نحمو( عِبْئ )‪ ،‬وقيمل أيضا‪ :‬إذا كان‬
‫مك سورا أو مضموما فعلى ح سب حركت ها ن حو(بِ ُقرْئٍ)‪ ،‬وإذا كان ش يء من ذلك من صوبا منونا‪ ،‬فيك تب بألف واحدة‬
‫عبْأا )‪.‬‬
‫عبًْأ )‪ ،‬أو باثنتين‪ :‬إحداهما صورة الهمزة‪ ،‬والخرى بدل التنوين نحو( ِ‬
‫هي بدل التنوين نحو( ِ‬
‫وفي مثل ((النبأ)) إذا كان منصوبا منونا‪ ،‬كتبه البصريون بألفين‪ ،‬والكوفيون وبعض البصريين بواحدة‪ ،‬وهو‬
‫وفمي الهمزة مما قبلهما متحرك إذا اتصمل بهما ضميمر‪ ،‬قالوا‪ :‬إن كان مما قبلهما مفتوحا فبألف‪ ،‬إل أن تكون‬ ‫‪136‬‬
‫أولى‪،‬‬
‫مضمومة فبواو‪ ،‬إن قلنا بالتسهيل بين الهمزة والواو‪ ،‬وبالياء إن قلنا بإبدالها ياءً‪ ،‬وقيل‪ :‬إن انضم ما قبلها أو انكسر‬

‫‪ -‬أدب الكاتب ص ‪.191‬‬ ‫‪127‬‬

‫‪ -‬الجامع ص ‪.149‬‬ ‫‪128‬‬

‫‪ -‬المقنع ص ‪.62‬‬ ‫‪129‬‬

‫‪ -‬عقود الهمز ص ‪.43-42‬‬ ‫‪130‬‬

‫‪ -‬أدب الكاتب ص ‪.203‬‬ ‫‪131‬‬

‫‪ -‬صبح العشى ‪.3/208‬‬ ‫‪132‬‬

‫‪ -‬مجموعة الشروح الشافية ‪.1/376‬‬ ‫‪133‬‬

‫‪ -‬عقود الهمز ص ‪.63‬‬ ‫‪134‬‬

‫‪-‬أدب الكاتب ص ‪.213‬‬ ‫‪135‬‬

‫‪ -136‬صبح العشى ‪.3/208‬‬

‫‪36‬‬
‫الداب والعلوم النسانية المجلد (‪ )27‬العدد (‪Tishreen University Journal. Arts. Sciences Series 2005 )2‬‬ ‫مجلة جامعة تشرين‬

‫فكما قبل التصال بالضمير‪ ،‬وإن انفتح ما قبلها وانفتحت فباللف‪ ،‬وكذلك إذا انفتح ما قبلها وسكنت‪ ،‬نحو ((لن يقرأ‬
‫ولم يقرأ))‪ ،‬وإن انفتح ما قبلها وانضمت فبالواو نحو ((يقرؤ))‪ ،‬وقيل بالواو واللف‪ ،‬وإن انكسرت فبالياء نحو ((من‬
‫‪137‬‬
‫المقرئ))‪ ،‬وقيل بها وباللف‪ ،‬كما كتبوا في المصحف ((من نبأِى المرسلين)) بألف وياء‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫لقد أشرت في المقدمة إلى أن هدفي من العمل في هذا البحث هو التعرف على أنواع الهمزة‪ ،‬وقواعد كتابتها‪،‬‬
‫ولذلك فقد اتبعت منهجا أ ستطيع من خلله تحقيق هذه الغاية؛ فبدأت بتعر يف الهمزة في اللغة وال صطلح‪ ،‬وبي نت‬
‫مخرجها وصفاتها اللفظية‪ ،‬وقد اتضح من خلل ذلك أن الهمزة حرف مستقل كغيره من حروف المعجم يقبل جميع‬
‫الحركات‪ ،‬ومخرجه أقصى وأسفل الحلق‪ ،‬بخلف اللف الذي يعد حرفا هوائيا ساكنا ل يقبل الحركات‪.‬‬
‫ثم انتقلت إلى صلب الموضوع‪ ،‬وهو أنواعها وكتابتها‪ ،‬فبدأت بأنواعها‪ ،‬وحددتها على ضوء معطيات علم‬
‫الصرف‪ ،‬باعتبارها أحد حروف المعجم‪ ،‬كما أشرت في التعريف‪ ،‬وقد تشعبت أنواعها‪ ،‬لنه علم يتتبعها في أحوالها‬
‫أجمع‪ ،‬ويرصد ما يرافقها من تغيير‪ ،‬وقد تمحور البحث في ذلك حول الهمزة المحققة والهمزة المخففة‪ ،‬وما يتبع ذلك‬
‫ممن أنواع أهمهما‪ :‬الهمزة الصملية‪ ،‬والهمزة المبدلة‪ ،‬والهمزة الزائدة‪ ،‬وخصمصنا ممن هذه الخيرة همزتمي الوصمل‬
‫والفصل بوقفة‪ ،‬ومن خلل عرضنا ما سبق تبين أن‪:‬‬
‫‪-‬الهمزة المحققة مطلقا‪ :‬هي الهمزة الواقعة في أول الكلمة المبتدأ بها الكلم‪.‬‬
‫‪-‬الهمزة المخففة‪ :‬هي التي يجوز تخفيفها عند قوم مطلقا‪ ،‬بينما تحقق عند آخرين‪ ،‬وما اضطر أهل‬
‫التخفيف إلى تحقيقه فهو يدخل في باب التحقيق‪.‬‬
‫‪-‬الهمزة الصلية‪ :‬هي همزة أصل في الكلمة‪ ،‬ل تقوم الكلمة بمعناها دونها‪ ،‬ول يمكن حذفها‪.‬‬
‫‪-‬الهمزة المبدلة‪ :‬وهي الهمزة المبدلة من أحد حروف اللين‪ ،‬أو الهاء أو العين‪.‬‬
‫‪-‬الهمزة الزائدة‪ :‬هي همزة تزاد لغا ية معنو ية أو لفظ ية‪ ،‬في موا ضع عدة‪ ،‬أهم ها بدا ية الكل مة م ما‬
‫يعرف بهمزتي الوصل والفصل‪.‬‬
‫‪-‬همزة القطع‪ :‬همزة تزاد على الكلمة‪ ،‬فتكسبها معنىً مضافا إلى معناها الصل‪.‬‬
‫‪-‬همزة الوصل‪ :‬همزة تزاد في ابتداء الكلم الساكن أوله للتوصل إلى النطق بالساكن‪ ،‬ول حظّ لها في‬
‫المعنى‪.‬‬
‫أ ما بالن سبة لكتابت ها‪ ،‬ف قد أفردت لذلك حديثا ضمن ته الكلم على ترت يب مجيئ ها في الكلم أولً وو سطا وآخرا‪،‬‬
‫وفصلت في آراء العلماء في ذلك بما ارتأيته مناسبا‪.‬‬
‫وب عد‪ ..‬فأر جو أن أكون قد وف قت في ما رجو ته من هذا الب حث‪ ،‬وال من وراء الق صد‪ ،‬و هو ح سبي ون عم‬
‫الوكيل‪...‬‬

‫المراجع‪:‬‬

‫‪ -‬المرجع السابق ‪.3/209‬‬ ‫‪137‬‬

‫‪37‬‬
‫سليمان‬ ‫الهمزة أنواعها و قواعد كتابتها‬

‫‪-1‬أدب الكاتمب‪ :‬ابمن قتيبمة الدينوري‪ ،‬تمح‪ .‬محممد محيمي الديمن عبمد الحميمد‪ ،‬ط ‪ ,4‬مطبعمة السمعادة‪-‬مصمر‪،‬‬
‫‪1963‬م‪.‬‬
‫‪-2‬الزه ية في علم الحروف‪ :‬علي بن مح مد النحوي الهروي‪ ،‬تح‪ .‬ع بد المع ين الملو حي‪ ،‬ط ‪ ،2‬مطبوعات‬
‫مجمع اللغة العربية‪ -‬دمشق ‪.1982‬‬
‫‪-3‬الصوات= علم اللغة العام ( القسم الثاني م الصوات )‪ ،‬د‪.‬كمال محمد بشر‪ ،‬القاهرة‪1970 ،‬م‪.‬‬
‫‪-4‬الصوات اللغوية‪ :‬د‪.‬إبراهيم أنيس‪ ،‬القاهرة‪1975 ،‬م‪.‬‬
‫‪-5‬اللفاظ المهموزة وعقود الهمز‪ :‬ابن جني‪ ،‬تح‪ .‬د‪ .‬مازن المبارك‪،‬ط ‪ ،1‬دار الفكر‪ -‬دمشق‪.1988 ،‬‬
‫‪-6‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ :‬المرتضى الزبيدي‪ ،‬تح‪ .‬عبد الستار أحمد فراج‪ ،‬ج ‪ ,1‬مطبعة حكومة‬
‫الكويت‪1965 ،‬م‪.‬‬
‫‪-7‬تهذ يب إ صلح المن طق‪ :‬الخط يب ال تبريزي‪ ،‬تح‪ .‬ف خر الد ين قباوة‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الفاق الجديدة‪ -‬بيروت‪،‬‬
‫‪.1983‬‬
‫‪-8‬تهذيب اللغة‪ :‬محمد بن أحمد الزهري‪ ،‬تح‪ .‬إبراهيم البياري‪ ،‬ج ‪ ،15‬دار الكتاب العربي‪.1967 ،‬‬
‫‪-9‬جاممع الدروس العربيمة‪ :‬الشيمخ مصمطفى الغليينمي‪ ،‬ج ‪ ،2‬ط ‪ ،15‬منشورات المكتبمة العصمرية‪-‬بيروت‪،‬‬
‫‪.1981‬‬
‫‪-10‬جمهرة اللغة‪ :‬ابن دريد‪ ،‬بل طبعة‪ ،‬بل تاريخ‪ ،‬دار صادر‪-‬بيروت‪.‬‬
‫‪-11‬الجنى الداني في حروف المعاني‪ :‬الحسن بن القاسم المرادي‪ ،‬تح‪ .‬فخر الدين قباوة ومحمد نديم فاضل‪ ،‬ط‬
‫‪ ،2‬دار الفاق الجديدة‪ -‬بيروت ‪.1983‬‬
‫‪ 12‬م الخصائص‪ :‬ابن جني‪ ،‬تح‪ .‬محمد علي النجار‪ ،‬ج ‪,3-2-1‬ط ‪ ،2‬دار الهدى للطباعة والنشر‪-‬بيروت‪ ،‬بل‬
‫تاريخ‪.‬‬
‫‪ -13‬دراسات في اللغة‪ :‬د‪ .‬مسعود بوبو‪ ،‬صدر بإشراف لجنة النجاز‪ ،‬مطبعة ابن حيان‪ -‬دمشق‪.1984 ،‬‬
‫‪ -14‬سر صناعة العراب‪ :‬ابن جني‪ ،‬تح‪ .‬حسن هنداوي‪ ،‬دمشق‪.1985 ،‬‬
‫‪ -15‬سفر ال سعادة و سفير الفادة‪ :‬علي بن محمد السخاوي‪ ،‬تح محمد أحمد الدالي‪ ،‬ج ‪ ،1‬مطبوعات مجمع اللغة‬
‫العربية‪ ،‬دمشق ‪.1983‬‬
‫‪ -16‬شرح ق طر الندى و بل ال صدى‪ :‬ا بن هشام الن صاري‪ ،‬تح‪ .‬مح مد مح يي الد ين ع بد الحم يد‪ ،‬ط ‪ ،11‬مطب عة‬
‫السعادة‪ ،‬مصر‪.1963 ،‬‬
‫‪ -17‬صبح العشى في صناعة النشا‪ :‬أبو العباس القلقشندي‪ ،‬ج ‪ ،3‬نسخة مصورة عن الطبعة الميرية‪ ،‬المؤسسة‬
‫المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر‪ ،‬بل تاريخ‪.‬‬
‫‪ 18‬م علم اللغة (مقدمة للقارئ العربي )‪ :‬د‪ .‬محمود السعران‪ ،‬القاهرة‪1960 ،‬م ‪.‬‬
‫‪-19‬فصول في فقه اللغة‪ :‬د‪ .‬رمضان عبد التواب‪ ،‬القاهرة‪1980 ،‬م ‪.‬‬
‫‪-20‬الكتاب‪ :‬سيبويه‪ ،‬تح‪ .‬عبد السلم هارون‪ ،‬ج ‪ ،4-3-2‬ط ‪ ،6‬مطابع دار القلم‪ ،‬القاهرة‪.1975،‬‬
‫‪-21‬الكتّاب‪ :‬ابن درستويه‪ ،‬تح‪ .‬د‪ .‬إبراهيم السامرائي وعبد الحسين الفتلي الكويت‪.1977 ،‬‬
‫‪-22‬لسان العرب‪ :‬ابن منظور المصري‪ ،‬بل طبعة‪ ،‬بل تاريخ‪ ،‬دار صادر‪ -‬بيروت‪.‬‬
‫‪-23‬اللغة العربية معناها ومبناها‪ :‬د‪ .‬تمام حسان‪ ،‬القاهرة‪1979 ،‬م‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫الداب والعلوم النسانية المجلد (‪ )27‬العدد (‪Tishreen University Journal. Arts. Sciences Series 2005 )2‬‬ ‫مجلة جامعة تشرين‬

‫‪-24‬ل غة تم يم – درا سة تاريخ ية و صفية‪ :‬د‪ .‬ضا حي ع بد البا قي‪ ،‬الهيئة العا مة لشؤون المطا بع المير ية‪،‬‬
‫القاهرة‪1985 ،‬م‪.‬‬
‫‪-25‬متن اللغة‪ :‬الشيخ أحمد رضا‪ ،‬دار مكتبة الحياة‪ -‬بيروت‪.1958 ،‬‬
‫‪-26‬مجمل اللغة‪ :‬أحمد بن فارس‪ ،‬تح‪ .‬زهير عبد المحسن سلطان‪ ،‬ج ‪ ،1‬مؤسسة الرسالة‪.1982 ،‬‬
‫‪-27‬مجموعة شروح الشافية‪ :‬الجاربردي ونقرة كار‪ ،‬ج ‪ ،2-1‬عالم الكتب بيروت‪ ،‬بل تاريخ‪.‬‬
‫‪-28‬المحكم في نقط المصاحف‪ :‬أبو عمرو الداني‪ ،‬تح‪ .‬د‪ .‬عزة حسن‪ ،‬دمشق‪1960 ،‬م‪.‬‬
‫‪-29‬مختارات من شرح شافية ابن الحاجب مع شرح شواهده‪ :‬رضي الدين السترابادي‪ ،‬بإشراف لجنة إنجاز‬
‫الكتب الجامعية‪ ،‬مطابع الروضة النموذجية‪ -‬حمص ‪.1989‬‬
‫‪-30‬معجمم العيمن‪ :‬الخليمل بمن أحممد الفراهيدي‪ ،‬تمح‪ .‬مهدي المخزو مي وإبراهيمم السمامرائي‪ ،‬منشورات دار‬
‫الهجرة‪ -‬إيران‪ -‬قم‪ ،‬بل تاريخ‪.‬‬
‫‪-31‬المق نع في معر فة مر سوم م صاحف أ هل الم صار‪ :‬أ بو عمرو الدا ني‪ ،‬بل طب عة‪ ،‬بل تار يخ‪ ،‬بل مكان‬
‫طبع‪ -‬عن نسخة موجودة في دار الثقافة في حمص تحت رقم ‪.229/26696‬‬
‫‪-32‬النحو والصرف‪ :‬عاصم بيطار‪ ،‬بإشراف لجنة إنجاز الكتب‪ ،‬دمشق‪.1987 ،‬‬

‫‪39‬‬

You might also like