You are on page 1of 46

‫دليل تدريبى على‬

‫المشاركة المجتمعية في التعليم‬


‫األهداف العامة‬
‫‪ *   ‬تسعى المشاركة المجتمعية إلى تحقيق مجموعة من األهداف أهمها ما يلي‪-:‬‬
‫‪ *   ‬تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص في التعليم‪ ،‬وتوسيع نطاق الديمقراطية في إدارة مؤسسات التعليم‪.‬‬
‫‪ *   ‬تحمل المجتمع المدني مسؤولية مساعدة المدارس على تحسين جودة المنتج التعليمي‪.‬‬
‫‪ *   ‬تفهم المجتمع للمشاكل والمعوقات‪ ،‬التي يعانى منها التعليم‪ ،‬وتقدير حجم اإلنجازات>‬
‫والنجاحات التي تحققها> المؤسسة التعليمية‪.‬‬
‫‪ *   ‬توفير الدعم المادي للمدارس في صورة مختلفة‪.‬‬
‫‪ *   ‬تعليم التالميذ طبقا ً الحتياجات> المجتمع وأولوياته ليصبحوا قوة منتجة في المجتمع‪.‬‬
‫‪ *   ‬تحقيق رقابة أفضل على نظام التعليم من خالل المساءلة‪.‬‬
‫‪ *   ‬تحفيز كل من المعلمين والتالميذ لتحسين جودة التعليم والتعلم‪.‬‬
‫‪ *   ‬تخفيف األعباء الملقاة على عاتق الحكومة في تمويل التعليم‪.‬‬
‫‪ *   ‬اإلسهام الفعال في إحداث التغيرات االجتماعية والتربوية في المجتمع المدرس‪.‬‬
‫‪*   ‬تحسين مستويات االنجاز األكاديمي‪ ،‬لكي يحقق التالميذ درجات أفضل في مختلف المقررات‪.‬‬
‫الـوحــدة األولى‬
‫إطار مفاهيمي عام‬
‫‪        ‬تدور هذه الوحدة حول المقصود بالمشاركة> المجتمعية‪ ،‬وأبعادها‪ ،‬والمقصود بكل من أهداف‬
‫المشاركة المجتمعية‪ ،‬مجاالت المشاركة المجتمعية‪ ،‬وأنواع وأنماط المشاركة المجتمعية‪ ،‬والفرق‬
‫بين المشاركة المجتمعية والشراكة‪.‬‬
‫‪   ‬مقدمة‪  ‬‬
‫‪     ‬لقد أصبح السعى نحو تحقيق الريادة ضرورة حتمية تفرضها متغيرات عالمنا المعاصر‪ ،‬والذى‬
‫يتسم بالتحوالت المتسارعة على كافة األصعدة‪ ،‬لذا وجب على كافة المجتمعات – متقدمة ونامية –‬
‫أن تسعى لتحسين كل ما يتعلق بالمحلية وصوالً إلى التنافسية الدولية فى عصر يتسم برؤى سياسية‬
‫متمثلة فى تعميق الديمقراطية وحقوق اإلنسان‪ ،‬وآليات اقتصادية متمثلة فى الخصخصة> وحرية‬
‫سوق العمل‪ ،‬وأبعاد ثقافية منها ما ينتمى لمحاوالت عولمة الهوية‪ ،‬ومنها ما يحاول تأصيل الثقافات‬
‫القومية‪ ،‬األمر الذى يستوجب إحياء دور المؤسسات والجمعيات األهلية أو الهيئات المحلية‪،‬‬
‫وإعطائها الفرص الكاملة لتشخيص مشكالتها والتخطيط لمستقبلها وتنفيذ خططها االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬والمساهمة الفعالة> فى تطوير التعليم‪.‬‬

‫‪        ‬إن المشاركة المجتمعية وسيلة مهمة لالستفادة على نحو خالق مما لدى المواطنين من‬
‫مهارات وامكانات ورؤى‪ ...‬مع ضرورة تقليص االعتماد على الدولة‪ ،‬وفتح الباب أمام مؤسسات‬
‫أخرى كجهات مشاركة مع الدولة ومؤسساتها القومية نحو العمل الجماعى> باإلضافة إلى تأكيدها‬
‫على كون المشاركة المجتمعية وتفعيل أدوارها أصبح نهجا ً مجتمعيا ً من أجل تحقيق التنمية‬
‫المجتمعية الشاملة‪ ،‬حيث إن جميع المجتمعات التى حاولت أن تضع مفهوما ً واضحا ً لمعنى التغيير‬
‫واستخدمت استراتيجيات مناسبة‪ ،‬نجحت فى إحداث تغييرات حقيقية فى الممارسات التربوية داخل‬
‫مجتمعاتها‪.‬‬
‫‪     ‬وقد قامت هيئة اليونسكو وعلى وجه الخصوص المؤسسة الدولية لبناء القدرات األفريقية (‬
‫‪ ،) IICBA‬باتخاذ عدة مبادرات لتحسين وتطوير المشاركة المجتمعية فى إحداث تطوير تربوي‬
‫فى إفريقيا‪.‬‬

‫‪     ‬وتهتم المؤسسة الدولية بإعداد مشاريع مثل مشروعات‪ :‬الفصول متعددة الصفوف‪ ،‬والمدارس‬
‫ذات المعلم الواحد‪ ،‬والتي تمثل نماذج لتوفير مدارس فى المناطق الريفية النائية فى إفريقيا‪ ،‬وهذا‬
‫البرنامج يعتمد على مساهمة كبيرة من قبل المجتمع فى اتخاذ القرار‪ ،‬باعتبار أن التعليم آلية‬
‫مجتمعية لتحقيق التنمية الشاملة المستديمة‪ ،‬ومن ثم أصبح التعليم مسئولية المؤسسات المرتبطة‬
‫بالكيانات الوطنية والمحلية من خالل المشاركة المجتمعية‪ .‬ويؤكد تقرير اليونسكو عام ‪1996‬م‬
‫على ضرورة المشاركة المجتمعية في لتعليم‪ ،‬بجانب ما تقوم به الدولة من مهام ومسئوليات فى هذا‬
‫المجال‪.‬وهنا يمكن التساؤل عن مفهوم المشاركة المجتمعية؟‬

‫‪   ‬أوالً‪ :‬مفهوم المشاركة المجتمعية‪.‬‬


‫‪     ‬تعد المشاركة المجتمعية إحدى الرؤى التى تستجيب لتحديات اإلنفجار المعرفى الرقمى‪،‬‬
‫وتوظف التطور المذهل لطاقات> تكنولوجيا المعلومات واإلتصاالت فى خدمة نظام التعليم كعنصر‬
‫أساسى للتنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وبناء القدرة التنافسية فى مناخ العولمة‪.‬‬
‫‪     ‬كما أنها صياغة جديدة للعالقة بين المدرسة والمجتمع‪ ،‬تسقط فيها الحواجز> التقليدية بين العملية‬
‫التعليمية الرسمية المحدودة بالمناهج والقاعات الدراسية‪ ،‬واألطر الزمنية إلى عالم أوسع وأرحب‬
‫للتحصيل المستمر للمعرفة بجميع الوسائل‪،‬ومن جميع المصادر كل الوقت ومدى الحياة إلى عالقة‬
‫تتواصل وتتكامل فيها مسئولية الدولة عن التعليم مع مسئولية أولياء األمور‪ ،‬وغيرهم من مواطنين‬
‫ومؤسسات ومنظمات المجتمع المدنى وأجهزة اإلعالم‪ ،‬من أجل إصالح وتطوير نظام التعليم لبناء‬
‫مجتمع المعرفة‪.‬‬

‫‪     ‬وتعرف المشاركة فى قاموس ‪ Webster's Dictionary‬بأنها "عالقة تضم شريكين أو أكثر‬


‫ينتظمان فى مشروع اقتصادى له سلطة مشتركة تتحدد فيه التزامات كل طرف بدقة وبالتساوى‪،‬‬
‫ويتحمل كل طرف المكاسب والمخاطر"‪ .‬ويرى كوبل و ويلم ‪ ‬أن المشاركة هى فكر مبتكر يضيف‬
‫قيما ً ومكاسب جديدة ناتجة عن عالقة تربط مؤسستين أو أكثر لتحقيق أهداف منشودة‪.‬‬

‫‪     ‬ويعرف البعض المشاركة بأنها‪" :‬كيان ديناميكى يتميز بالتعاون بين مجموعتين من األفراد أو‬
‫المؤسسات فى أوضاع تنظيمية متقاربة أو متساوية بهدف تحقيق مكاسب أو فوائد لكال الطرفين‪.‬‬
‫على أن تتسم هذه العالقة‪ :‬بالفهم الواعى واحترام االختالفات بين األطراف المشاركة‪ ،‬االتصال‬
‫والتواصل الفعال‪ ،‬توظيف اإلمكانات المادية والبشرية فى إطار محدد من اتخاذ القرار"‪.‬‬

‫‪     ‬ويرى البعض أن المشاركة "إحدى اآلليات الهامة التى تعكس عملية إعادة صياغة العالقات‬
‫بين جميع المعنيين بالتعليم‪ ،‬وهى رؤية جديدة لألدوار بين مؤسسات التعليم وبين األهالى‪ ،‬أو بينها‬
‫وبين القطاع الخاص‪ ،‬أو بينها وبين المتخصصين األكاديميين أو ذوى الخبرة وغيرهم"‪.‬‬

‫‪   ‬ثانياً‪ :‬أهداف المشاركة المجتمعية‪:‬‬


‫‪    ‬تسعى المشاركة المجتمعية إلى تحقيق مجموعة من األهداف أهمها ما يلى‪-:‬‬
‫‪ *   ‬تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص فى التعليم‪ ،‬وتوسيع نطاق الديمقراطية فى إدارة مؤسسات التعليم‪.‬‬
‫‪ *   ‬تحمل المجتمع المدنى مسؤلية مساعدة المدارس على تحسين جودة المنتج التعليمى‪.‬‬
‫‪ *   ‬تفهم المجتمع للمشاكل والمعوقات‪ ،‬التى يعانى منها التعليم‪ ،‬وتقدير حجم اإلنجازات>‬
‫والنجاحات التى تحققها> المؤسسة التعليمية‪.‬‬
‫‪ *   ‬توفير الدعم المادى للمدارس فى صورة مختلفة‪.‬‬
‫‪ *   ‬تعليم التالميذ طبقا ً الحتياجات> المجتمع وأولوياته ليصبحوا قوة منتجة فى المجتمع‪.‬‬
‫‪ *   ‬تحقيق رقابة أفضل على نظام التعليم من خالل المساءلة‪.‬‬
‫‪ *   ‬تحفيز كل من المعلمين والتالميذ لتحسين جودة التعليم والتعلم‪.‬‬
‫‪ *   ‬تخفيف األعباء الملقاة على عاتق الحكومة فى تمويل التعليم‪.‬‬
‫‪ *   ‬اإلسهام الفعال فى إحداث التغيرات االجتماعية والتربوية فى المجتمع المدرس‪.‬‬
‫‪ *   ‬تحسين مستويات االنجاز> األكاديمى‪ ،‬لكى يحقق التالميذ درجات أفضل فى مختلف المقررات‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫تتعدد مجاالت المشاركة وتتمثل فيما يلى‪:‬‬


‫‪   ‬أ‪ -‬المشاركة األسرية‪:‬‬
‫‪     ‬وتهدف إلى مشاركة أولياء األمور فى صنع القرار التربوى وإسهامهم بشكل فعال فى رسم‬
‫رؤية المدرسة المستقبلية وتنفيذ برامجها المختلفة‪ ،‬وتوثيق الصلة بين المدرسة وأسر الطالب‬
‫باإلضافة إلى اإلعالم الكافى ألولياء األمور بالعمليات التربوية فى اإلنجاز األكاديمى أو االنضباط‬
‫السلوكى‪.‬‬
‫‪     ‬ب‪ -‬الخدمة المجتمعية‪:‬‬
‫‪     ‬ويهدف هذا المجال إلى دراسة احتياجات المجتمع من قبل المدرسة‪ ،‬ووضع خطط المشاركة‬
‫المجتمعية بناء على ذلك وتقويمه‪ ،‬واستخدام مبانى وموارد المدرسة فى تقديم خدمات وأنشطة‬
‫اجتماعية‪ ،‬ومشاركة المدرسة فى تنفيذ برامج ومشروعات اجتماعية فىالمجتمع المحلى‪.‬‬
‫‪   ‬جـ‪ -‬الموارد المتاحة‪:‬‬
‫‪     ‬ويهدف إلى استخدام المدرسة للموارد المتاحة فى المجتمع لتنفيذ برامجها التربوية‪ ،‬وتقديم‬
‫المجتمع المحلى والشركات ورجال األعمال للدعم المادى للمؤسسات التعليمية والمدارس‪.‬‬
‫‪   ‬د‪ -‬العمل التطوعى‪:‬‬
‫‪     ‬ويقصد به تنفيذ برامج ترويج العمل التطوعى داخل وخارج> المدرسة وتوافر آليات لتنظيم‬
‫تطوع أولياء األمور وغيرهم من المواطنين لدعم األنشطة التربوية التى تقوم بها المدرسة‪.‬‬

‫‪   ‬هـ‪ -‬االتصال المجتمعي‪:‬‬


‫‪     ‬ويهدف هذا المجال إلى تبنى المؤسسة التعليمية وإجراءات تشجيع على التواصل بين جميع‬
‫العاملين فيها‪ ،‬وتضمن استمراره‪ ،‬وقيام اإلدارة التعليمية بشكل دورى باالتصال بالقطاعات‬
‫المختلفة فى المجتمع‪ ،‬وتبنى المؤسسة التعليمية الستراتيجيات وصياغة إجراءات تشجع وتضمن‬
‫التواصل مع وسائل اإلعالم بما يحقق الشفافية فى أدائها‪.‬‬
‫‪ ‬وهنا يمكن التساؤل عن أنماط المشاركة وأنواعها ؟‬
‫‪   ‬رابعاً‪ :‬أنواع وأنماط المشاركة‪.‬‬
‫‪     ‬إن الحديث عن المشاركة بين قطاع التعليم والمؤسسات المجتمعية األخرى أسهل من العمل‬
‫فيه‪ ،‬وذلك ألن هناك صراع ثقافى ‪ Culture Clash‬بين مجتمع التعليم الذى يتميز بأنه ‪Really‬‬
‫‪ Process Oriented‬ومجتمع الصناعة ‪ . Product Oriented‬والمشاركة الناجحة> كما يقول‬
‫‪ Karen Smith‬هى التى تستطيع أن تعبر عن هذا االختالف‪.‬‬

‫‪   ‬إن كل مشاركة لها خصائصها التي تجعلها تختلف عن غيرها‪ ،‬فأحيانا ً يختلف نموذج للمشاركة‬
‫بين المدرسة والجامعة عن مثيله في مجال المشاركة وحدودها وحجم المجموعة المشتركة من كل‬
‫طرف في المشاركة‪ ،‬إلى غير ذلك من األمور‪ .‬وتشير األدبيات إلى أنه من الممكن أن يوجد أكثر‬
‫من نمط للمشاركة بين المدرسة والجامعة> طبقا ً لنوعية االتفاق المبرم بينهما‪ ،‬وأحيانا ً أخرى يمكن‬
‫أن تختلف نماذج المشاركات بين المدرسة والجامعة طبقا ً لدخول أطراف أخرى معهم في‬
‫المشاركة‪.‬‬

‫‪      ‬تختلف أنواع المشاركات حسب اختالف طبيعة المؤسسات المشاركة فهناك‪:‬‬


‫‪ -   ‬المشاركة ذات العالقة الرأسية‪ ،‬وهى التى تجمع بين مؤسسة إنتاج ومؤسسة للتسويق‪.‬‬
‫‪ -   ‬والمشاركة ذات العالقة األفقية التى تجمع بين مؤسستين لهما نفس النشاط‪.‬‬
‫‪ -   ‬والنوع الثالث يجمع بين مؤسسة تتميز بقدرات معينة (مثل امتالكها التكنولوجيا المتقدمة)‬
‫ومؤسسة أخرى تمتلك قدرات تكمل األولى مثل (قدرات تسويقية)‪.‬‬
‫‪ -   ‬والنوع الرابع من المشاركة الذى لم يُعرف إال مؤخراً‪ ،‬وفيه تعقد عملية المشاركة داخل‬
‫المؤسسة الواحدة من خالل شبكة عمل أو تنظيم تنافسى بين وحدات المؤسسة الواحدة إلحداث‬
‫تنافس بين مجموعتين‪ ،‬وقد أطلق عليه مؤخراً ‪. Constellation of Allied‬‬

‫‪   ‬ويمكن تصنيف المشاركات التي تمت بين التعليم العالى ومؤسسات مجتمعية إلى ثالث‬
‫مستويات‪:‬‬

‫‪ *   ‬مشاركة> بين مؤسسة واحدة للتعليم العالى ومؤسسة واحدة من قطاع األعمال‪ /‬الصناعة‪ .‬مثل‪:‬‬
‫المشاركة بين ‪ ، Northern Illinois‬ومؤسسة ‪. Westell Technologies‬‬
‫‪ *   ‬مشاركة> مؤسسة للتعليم العالى مع مجموعة مؤسسات تختص بمنتج معين أو بصناعة معينة‪.‬‬
‫مثل مشاركة ‪ Glendale Community College‬مع مؤسسات لصناعة السيارات‪ :‬جنرال‬
‫موتورز وكريسلر‪..‬إلخ‪.‬‬
‫‪ *   ‬مشاركة> متعددة األطراف تجمع بين مجموعة مؤسسات تعليمية ومجموعة مؤسسات صناعية‬
‫ومنظمات حكومية أو غير حكومية مثل مشاركة عرفت باسم‪The Semiconductor :‬‬
‫‪  Industry/  Education partnership‬وهذه المشاركة تضم عدد ست كليات ‪ ‬للمجتمع وعدد‬
‫ست شركات كبرى لصناعة الرقائق وعدداً من الموردين وثالث مناطق تعليمية واثنين من‬
‫المنظمات الحكومية‪.‬‬

‫‪   ‬وظهر مؤخراً نظام جديد لم يكن معروفا ً من قبل عرف بمسمى ‪ Business ecosystems‬أو‬
‫ما يسمى ‪ Co-Evolution‬ويقوم هذا النظام على تكوين شبكة عالقات بين التعليم العالى‬
‫ومؤسسات تنافسية وموردين ومستهلكين للوصول إلى مميزات تنافسية مستحدثة‪ .‬ومن أشهر‬
‫األمثلة على ذلك هى صناعة خطوط الطيران‪.‬‬

‫‪  ‬وعليه يمكن أن نميز بين أثنين من التصنيفات التى تتدرج تحتهما عدة أنماط للمشاركة بين‬
‫المدرسةـ والجامعة‪:‬‬
‫‪ ]1[   ‬التصنيف األول‪:‬‬
‫‪   ‬ويعتمد علي نوعية اتفاق المشاركة وينطوي علي عدة أنماط من المشاركة وهي‪:‬‬
‫‪     ‬أ‪ -‬النمط الرسمي للمشاركة‪ :‬‬
‫‪     ‬وفيه تتخذ المشاركة شكالً قانونيا ً رسميا ً من خالل تكوين اتفاقيات عبارة عن وثائق رسمية‬
‫مكتوبة تهدف إلى التحديد الواضح ألهداف وأنشطة ومسئوليات كل طرف فى المشاركة‪ ،‬وبحيث‬
‫يكون الهدف العام للمشاركة هو التوصل إلى نتائج قابلة للقياس مرتبطة بأهداف مبرمجة‬
‫واحتياجات> فعلية‪ ،‬وهنا يشمل اتفاق المشاركة األهداف‪ ،‬المسئوليات‪ ،‬األولويات‪ ،‬الموارد وآليات‬
‫التقييم والتقويم وأطر الوقت‪.‬‬

‫‪    ‬ويشمل كل اتفاق> آليات لمراقبة أنشطة المشاركة وإلجراء تقويم للنتائج النهائية وتقديم توصيات‬
‫مناسبة فى حالة ضعف المردود النهائى‪.‬‬

‫‪    ‬وفى ظل هذا النمط ممكن أن تدخل الجامعة فى مشاركة مع مجموعة من المدارس بوثائق‬
‫رسمية وموثقة من عميد الكلية ومديرى المدارس وموجزة للقضايا الشرعية ومحددة ألهداف قابلة‬
‫للقياس‪.‬‬

‫‪    ‬ب‪ -‬النمط غير الرسمي للمشاركة‪:‬‬


‫‪     ‬وفيه تتخذ المشاركة شكالً ألنشطة أو ترتيبات غير رسمية أو عالقات عمل أخرى قصيرة‬
‫األمد دون أن تتضمن وثائق مكتوبة‪ ،‬لذا فإن هذا النمط من المشاركة يبدو أقل رسمية من النمط‬
‫األول ‪ ،‬وفى بعض األحيان يتضمن تقديم تقرير يعتبر دليالً ألطراف المشاركة‪.‬‬
‫‪    ‬ج‪ -‬النمط الثالث‪:‬‬
‫‪     ‬يكون اتفاق المشاركة فى شكل مذكرة تفاهم‪ ،‬عبارة عن وثيقة رسمية مكتوبة هدفها عام تحتوى‬
‫على تصريحات عريضة بالعالقات التعاونية بين أطراف المشاركة‪ ،‬وعادة ال تهدف الوصول إلى‬
‫نتائج قابلة للقياس‪ ،‬وقد تطور هذا النمط من المشاركة‪ ،‬حيث استبدل باتفاقيات مشاركة أكثر تحديداً‬
‫بعد أن كان أكثر عمومية فى الماضى‪.‬‬

‫‪     ‬ويمكن أن تحدث المشاركة بين الجامعة والمدرسة بناءاً على اتفاقيات شفهية أو بناء على‬
‫مذكرة تفاهم غير محددة األهداف بشكل دقيق‪ ،‬مما يؤدى إلى عالقة مشاركة غير فاعلة ونتائج‬
‫غير مفيدة لكال الطرفين‪.‬‬

‫‪     ‬وتشير الدالئل إلى أن العالقة الرسمية للمشاركة القائمة على أساس اتفاق رسمى ليس هو‬
‫العامل الوحيد لنجاح المشاركة> بين المدرسة والجامعة‪ ،‬ولكن هناك عوامل أخرى ال تقل أهمية عن‬
‫هذا العامل‪ ،‬كأن يكون لدى كل من الطرفين رؤية مشتركة وفهم واضح ألدوارهم ومسئولياتهم‬
‫الجماعية والفردية عالوة على الفهم الواضح للجدوى من المشاركة‪ ،‬وهذا يتحقق بشكل أفضل‬
‫خالل المحادثات الممتدة فيما بين المشاركين‪.‬‬
‫‪ ]2[   ‬التصنيف الثانى‪.‬‬
‫‪     ‬يعتمد علي نوعية األطراف المشتركة في المشاركة‪ ،‬ويضم هذا التصنيف األنماط التالية‬
‫للمشاركات‪:‬‬
‫‪   ‬أ‪ -‬المشاركات الحكومية ‪. Government Partnership‬‬
‫‪     ‬وفى هذه المشاركات تكون الحكومة طرفا ً للمشاركة‪ ،‬فالحكومة ذاتها تكون مصدر للتمويل‬
‫وصناعة للقواعد المرتبطة بالمشاركات التي تمولها‪ ،‬كما إن اإلدارات الحكومية المنفذة للمشاركة‬
‫تكون ملزمة بتشريع‪ ،‬ومن ثم فإنها تكون معرضة للمحاسبة عن استعمال األموال العامة‪ ،‬وهى‬
‫ربما يسبب بعض القيود فى استعمال هذه األموال‪ ،‬ولذلك فإن هذا النوع من المشاركة دائما ً يشمل‬
‫التخطيط والرقابة والتقويم‪ .‬‬

‫‪   ‬ب‪ -‬المشاركات المتمركزة حول المجتمع ‪. Community Based Partnership‬‬


‫‪     ‬وهي مشاركات تشمل أعضاء من المجتمع ولها تأثير مباشر على المجتمع أكثر من تأثيرها‬
‫داخل المنظمات‪ ،‬وفى هذا النوع من المشاركة يشترك المجتمع بفعالية فى كل عمليات المشاركة‬
‫متضمنا ً تحديد االحتياجات وصنع القرارات‪.‬‬
‫‪ *   ‬والمشاركات> المتمركزة حول المجتمع تتسم بـ‪:‬‬
‫‪ *   ‬التأكيد على التمكين والمشاركة المحلية‪.‬‬
‫‪ *   ‬تشجيع التطوير المنظمى وتطوير المشاركة‪.‬‬
‫‪ *   ‬التخطيط للمشاركة> وتطوير القيادة‪.‬‬
‫‪ *   ‬تدعيم ومساندة قطاعات األعمال المحلية‪.‬‬
‫‪ *   ‬تعزيز المهارات الجماعية والمحلية‪.‬‬
‫‪ *   ‬إنها مشاركات بواسطة المجتمع ومن أجل المجتمع‪.‬‬
‫‪ *   ‬أنها تتضمن غالبا ً مجاالت متعددة ومتكاملة للتطوير (اجتماعية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬بيئية‪ ،‬ثقافية)‪.‬‬

‫‪ *    ‬وترى إحدى الدراسات أن نماذج المشاركة المجتمعية متعددة‪ ،‬منها على سبيل المثال‪:‬‬
‫‪  -1   ‬النموذج الوقائي‪.‬‬
‫‪  -2   ‬نموذج انتقال المدرسة إلى المنزل‪.‬‬
‫‪  -3   ‬نموذج إثراء المنهج‪.‬‬
‫‪  -4   ‬نموذج إثراء المدارس‪.‬‬

‫‪      ‬وفيما يلي عرض ألهم نموذجين وهما على النحو التالى‪:‬‬


‫‪ -1   ‬النموذج الوقائى‪:‬‬
‫‪     ‬وهو النموذج األكثر شيوعا ً بين المنزل والمدرسة‪ ،‬إذ يستهدف خفض الصراع بين اآلباء‬
‫والمربين‪ ،‬ويستند هذا النموذج على ثالثة قروض‪:‬‬
‫‪ -   ‬أن اآلباء يفوضون مسئولية تعليم أبنائهم لإلدارة المدرسية‪.‬‬
‫‪ -   ‬أن اآلباء يضعون ثقتهم فى هيئة المدرسة لما تؤديه من مهام تنعكس إيجابا ً على النتائج‬
‫التعليمية لألبناء‪.‬‬
‫‪ -   ‬أن المربيين يقبلون التفويض بهذه المسئولية‪.‬‬

‫‪   ‬وتكمن الميزة الوحيدة لهذا النموذج فى أنه فعال إلى درجة كبيرة بالنسبة لوقاية المدرسة فى‬
‫غالبية األحوال من تطفل اآلباء‪ ،‬أما عيوب النموذج فهى على النحو التالى‪:‬‬
‫‪ *   ‬أن هذا النموذج من شأنه أن يؤدى إلى تفاقم الخالفات> بين المنزل والمدرسة‪ ،‬حيث ال يمكنه‬
‫أن يتنبأ بالفرص المحتملة لحل المشكالت الوقائية‪.‬‬
‫‪ *   ‬أن النموذج يتجاهل الطاقة> الكامنة فى التالحم بين المنزل والمدرسة فى سبيل تحسين تحصيل‬
‫التالميذ وإنجازهم على المستوى التعليمى‪.‬‬
‫‪ *   ‬أن النموذج يتجاهل الموارد الكبيرة التى يمكن أن تتوافر للمدرسة من خالل الدعم الذى‬
‫بمقدور األسرة وأعضاء المجتمع المحلى أن يقدموه لها‪.‬‬

‫‪   ‬ب‪ .‬نموذج انتقال المدرسة إلى المنزل‪.‬‬


‫‪     ‬يستهدف هذا النموذج إشراك اآلباء فى دعم األهداف التى تسعى المدرسة إلى تحقيقها‪ ،‬ويقوم‬
‫النموذج على أساس الفروض التالية‪:‬‬
‫‪ *   ‬أن المشاركة فى التوقعات والقيم بين كل من المدرسة والمنزل يؤدى إلى رعاية أفضل‬
‫لتحصيل أبنائهم‪.‬‬
‫‪ *   ‬ينبغى أن يقر اآلباء بأهمية المدرسة أن تتعرف على القيم والممارسات التى تتم خارج‬
‫المدرسة والتى من شأنها أن تسهم فى نجاح المدرسة‪.‬‬
‫‪ *   ‬ينبغى أن يقر اآلباء بأهمية التعليم‪ ،‬ويدعموا توقعات المدرسة من خالل ما يتم فى المنزل‪،‬‬
‫ويوفروا فى المنزل الظروف التى تراعى وتدعم نجاح المدرسة‪.‬‬

‫‪     ‬كما يمكن لآلباء وفقا ً لهذا النموذج المشاركة فى المجالس> االستشارية للمدرسة‪ ،‬وفى لجان‬
‫اتخاذ القرارات‪ >،‬كما أن أبعاد هذا النموذج تكمن فى كون هيئة المدرسة هى التى تحدد األهداف‬
‫والبرامج‪ ،‬وأن االتصال بين هيئة المدرسة واآلباء غير وارد ألن المطلوب من أحد الطرفين (وهو‬
‫اآلباء) يقتصر على فهم وتدعيم أهداف المدرسة‪ ،‬كما تحددها هيئة العاملين بالمدرسة‪.‬‬

‫‪    ‬في ظل هذا النموذج يتحمل المعلمون مسئولية االتصال باآلباء إلخطارهم عن التقدم الدراسى‬
‫ألبنائهم‪ ،‬وبالسياسات والبرامج المدرسية‪ ،‬والفرص المتاحة لمشاركة اآلباء‪.‬‬
‫الـوحــدة الثانية‬
‫تحديات المشاركة المجتمعية‬

‫‪     ‬تدور هذه الوحدة حول مبررات المشاركة> المجتمعية‪ ،‬والتحديات التي تواجه المشاركة‬
‫المجتمعية‪ ،‬وأهمية المشاركة المجتمعية‪.‬‬
‫مقدمة‬
‫‪     ‬إن الحاجة> في هذا العصر إلى أن تصبح المشاركة> بين مؤسسات التعليم والمؤسسات المجتمعية‬
‫بمثابة ثقافة متمثلة في ممارسات وعالقات تواصل يومية‪ ،‬وذلك نظراً لما يشهده العصر من‬
‫ثورات علمية متالحقة وتطورات فى كافة مجاالت الحياة‪ ،‬األمر الذى انعكس على مؤسسات‬
‫التعليم والتي لم تعد قادرة على االضطالع والقيام بأدوارها بمعزل عن المجتمع بمؤسساته‬
‫وهيئاته‪ ،‬األمر الذى فرض أيضا ً على المؤسسات التعليمية ضرورة ملحة لالنفتاح على البيئة من‬
‫حولها‪ ،‬وهو ما عزر إقامة عالقات مشاركة مع مؤسسات المجتمع فى التنمية المهنية للمعلمين‬
‫لمعالجة الكثير من جوانب القصور فى أدائهم‪.‬‬

‫‪    ‬كما أن قصور الحكومة فى اإلنفاق على التعليم بسبب الطلب االجتماعي المتزايد عليه‪،‬‬
‫واالرتفاع الملحوظ فى تكلفة إعداد طالب اليوم عن تكلفة إعداده باألمس يعتبر من الضروريات‬
‫الملحة لحدوث مشاركة بين المؤسسات التعليمية ومؤسسات المجتمع ومن ثم بات ملحا ً ضرورة‬
‫بناء مشاركات> فى المجتمع المصري يحدث من خاللها التنسيق والتكامل فى أدوار كل منهم تجاه‬
‫التنمية المهنية للمعلمين مما يخفف من عبء اإلنفاق الذى تتكلفه الدولة فى هذا المضمار‪.‬وهنا‬
‫يمكن التساؤل عن مبررات المشاركة المجتمعية؟‬

‫‪   ‬أوالً‪ :‬مبررات المشاركة‪:‬‬


‫‪     ‬تنوعت المبررات التي تمثل قوة دفع لكل من المؤسسات التعليمية ومؤسسات المجتمع لإلسراع‬
‫بحدوث مشاركات> فيما بينهم لما فى ذلك من عائد متوقع بالنسبة لكل منهم‪ ،‬حيث تؤكد إحدى‬
‫الدراسات إن إحدى المشكالت التي تواجه التعليم في الوطن العربي تتمثل في‪:‬‬
‫‪ **   ‬عدم وجود روابط بين التعليم وسوق العمل‪.‬‬
‫‪ **   ‬عدم قدرة مؤسسات التعليم علي استيعاب المستحدثات التكنولوجية بنفس السرعة التي‬
‫تستوعبها مؤسسات اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ **   ‬كما أن السياسات المطبقة في مجال التعليم يغلب عليها التوجه نحو التخصصات النظرية‪،‬‬
‫بما يمثل جانبا ً من عدم المواءمة بين مخرجات> التعليم وسوق العمل‪.‬‬
‫‪ **   ‬تركز السياسات التعليمية علي تقديم الخدمات للطلبة النظاميين‪ ،‬مما يحد من دور الجامعات>‬
‫في تقديم خدمات التعليم المستمر وإعادة تأهيل القوي العاملة‪.‬‬
‫‪ **   ‬كما أن بني وهياكل التعليم العالي التقليدية ال تتجاوب مع البني المتعددة للقوي العاملة‬
‫وهياكلها المتسارعة وال تستجيب للتطورات والمستجدات في عالم اإلنتاج والخدمات‪.‬‬

‫‪     ‬وتؤكد بعض الدراسات أن هناك العديد من المبررات التي أدت إلي زيادة عدد المشاركات‬
‫المجتمعية في التعليم ومن أهمها‪:‬‬
‫‪ -1   ‬تزايد الوعي بثقافة المشاركة‪:‬‬
‫‪     ‬حيث كانت البدايات األولي لعقد المشاركات مقتصرة علي قطاعات معينة(االقتصاد‪-‬‬
‫الصناعة) دون غيرها‪ ،‬إال أن نجاح تلك المشاركات في هذا القطاع نبه المؤولين عن تلك‬
‫القطاعات إلي قيمة وأهمية المشاركة‪ ،‬خاصة> إذا ما أضيف إلي هذه المشاركة نوع آخر من‬
‫المشاركات أطلق عليه تحالف التعليم‪.‬‬

‫‪ -2   ‬األزمة االقتصادية العالمية‪:‬‬


‫‪     ‬إن األزمة االقتصادية العالمية التي حدثت في منتصف التسعينات كانت لها العديد من السلبيات‬
‫والتي أثرت علي كافة القطاعات ومنها التعليم ومن هذه السلبيات تقليص دور الحكومات‬
‫والمساعدات الحكومية التي كانت تقدم للجامعات مؤسسات التعليم العالي‪ ،‬وقد وجدت جامعات>‬
‫العالم أن البديل لمواجهة هذه األزمة االقتصادية وسلبياتها يتمثل في زيادة قوة الدفع للتحرك لعقد‬
‫مشاركات> مع مؤسسات المجتمع‪.‬‬

‫‪ -3   ‬اإلصالحات السياسية في بعض دول العالم‪:‬‬


‫‪     ‬ومنها علي سبيل المثال اإلصالحات السياسية في روسيا فيما يعرف بالبيروسترويكا‬
‫‪ Perestroika‬وما تبعته من قوانين تنظم العمل في الجامعات الروسية والتي سمحت للجامعات>‬
‫القيام بمشروعات تجارية تدر عليها دخل والقيام بأنشطة أخري في مجال االستثمار وإنتاج وبيع‬
‫السلع‪ ،‬وتقديم برامج التعليم المستمر للمؤسسات الصناعية إلخ‪ ،‬تطلب ذلك أن تعقد الجامعات‬
‫الروسية مشاركات مع المؤسسات المجتمعية سعيا ً لتحقيق هذه التوجهات الجديدة‪.‬‬
‫‪  -1   ‬ثورة االتصاالت ‪:‬‬

‫‪     ‬ساعدت ثورة االتصاالت علي ربط الجامعات> بمؤسسات المجتمع لتجعلها أكثر قدرة علي‬
‫ابتكار أشكال وطرق جديدة من التعاون بينهم‪ ،‬وهناك العديد من المشاركات التي عقدت تحت مظلة‬
‫ثورة االتصاالت ومنها المشاركة التي عقدت بين مؤسسة ‪ Le High Valley‬في بنسلفانيا مع‬
‫عشركليات في المنطقة و‪ 27‬مدرسة ثانوية زراعية تعاني من عجز في الخدمات‪ ،‬حيث تم ربط‬
‫هذه المدارس بالكليات العشر عن طريق نظام الفيديو لبث برامج تفاعلية ثنائية االتجاه‪ ،‬وقد أشارت‬
‫نتائج تقويم هذه المشاركة إلي تحقيقها مكاسب عديدة منها انخفاض معدالت الطالب المنقطعين عن‬
‫الدراسة بنسبة ‪ %10‬عن ماسبق‪.‬‬

‫‪     ‬كما أنه توجد كثير من المعوقات التي تواجه المشاركات بين التعليم والمؤسسات المجتمعية‪،‬‬
‫والتي ينبغي التصدي لها والتغلب عليها إلحداث مشاركة فاعلة بينهم‪ ،‬وفى نفس الوقت فإن‬
‫المبررات تعتبر حافزاً قويا ً يشد أزر كل من التعليم والمؤسسات المجتمعية للتوجه نحو إقامة‬
‫عالقات مشاركة طويلة األمد يلتزم بها كل األطراف وتلبى احتياجاتهم وتساهم فى تفعيل دور كل‬
‫منهم‪ .‬وهنا يمكن التساؤل عن تحديات المشاركة المجتمعية؟‬

‫‪   ‬ثانياً‪ :‬تحديات المشاركة‪:‬‬


‫‪     ‬وأوضحت بعض الدراسات أن التحديات التي تواجه عملية المشاركة المجتمعية في التعليم‬
‫تتمثل في ‪:‬‬
‫‪ -1   ‬تجاهل العالقة الضرورية بين مؤسسات التعليم وعمليات التنمية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ -2   ‬تجاهل المؤسسات اإلنتاجية للدور الذي يمكن لمؤسسات التعليم أن تؤديه‪.‬‬
‫‪ -3   ‬قلة اهتمام المسئولين في مؤسسات الصناعة واإلنتاج بإحداث التطوير التكنولوجي المستمر‬
‫لالرتفاع بمستوي األداء في تلك المؤسسات‪.‬‬
‫‪ -4   ‬افتقار الطلب االجتماعي علي نتائج البحوث‪.‬‬
‫‪ -5   ‬إن البحث العلمي بالجامعات> غير موجه لخدمة االقتصاد القومي وحل مشكالت اإلنتاج‪.‬‬

‫‪    ‬ومن أهم التحديات التي تواجه عملية المشاركة المجتمعية‪:‬‬


‫‪ -1   ‬غياب سياسة واضحة للمؤسسات التعليمية‪ ،‬وضعف التنسيق بينها وبين مؤسسات المجتمع‪.‬‬
‫‪ -2   ‬شيوع الفردية في إجراء البحوث مع النقص في تكوين الفرق> البحثية المتكاملة والمتعاونة‪،‬‬
‫وقلة العناية بمجاالت التخصص المستحدثة والجديدة في الدراسات العليا والبحوث‪.‬‬
‫‪ -3   ‬ضعف العالقة بين المؤسسات التعليمية ومؤسسات المجتمع‪ ،‬مما يفقدها اتصالها بمشكالت‬
‫المجتمع‪ ،‬وغياب البرامج المعاونة لالتصال بالمؤسسات التعليمية‪.‬‬

‫‪    ‬وفي ضوء ما سبق يواجه التعليم العديد من التحديات والمشكالت والتي من أهمها‪ ،‬نقص في‬
‫التمويل ‪ ،‬وضعف مستوي الخريجين‪ ،‬وضعف ثقة المجتمع ومؤسساته في المؤسسات التعليمية ‪،‬‬
‫ونقص القدرة علي مواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي‪ ،‬وكذلك االنفجار> المعرفي والمعلوماتي‪ ،‬مما‬
‫يجعلها غير قادرة علي تلبية احتياجات المجتمع وحل مشكالته‪ ،‬مما يجعلها في حاجة> إلي تحديداً‬
‫دقيقا ً الحتياجات مؤسسات المجتمع من العمالة> بالمواصفات الكمية والكيفية معاً‪ ،‬وتمويالً ودعما ً‬
‫لألنشطة البحثية الموجهة لخدمة أغراض التنمية‪ ،‬وتعريفا ً باالحتياجات التدريبية واألنشطة البحثية‬
‫واالستشارات الفنية التي يمكن للجامعات تقديمها‪ ،‬وفتح مؤسسات المجتمع لتدريب الطالب تدريبا ً‬
‫ميدانياً‪.‬‬

‫‪     ‬وعلي الجانب األخر فإن مؤسسات المجتمع (اإلنتاجية والخدمية) تعاني من قلة كفاءة العاملين‬
‫بها ونقص البرامج التي تؤهلهم للعمل بها ‪ ،‬ونقص في البحوث التي تسهم في تطويرها وتحديثها‬
‫وتساعد في حل مشكالتها‪ ،‬ومن ثم فهي تريد من الجامعة> قوي عاملة قادرة علي التعامل مع‬
‫متطلبات سوق العمل ومتغيرات العصر‪ ،‬وحل مشكالت العمل وتطوير أدوات وأساليب اإلنتاج‬
‫‪،‬خدمات بحثية وفنية واستشارية لتتمكن هذه المؤسسات من مواصلة التطوير وتحقيق معدالت‬
‫أفضل من األداء الذي يمكنها من المنافسة العالمية‪ ،‬مما يؤدي إلي البحث عن آليات‪  ‬للتعاون‬
‫والمشاركة> بين التعليم‪  ‬ومؤسسات المجتمع وذلك إلحداث تكامل بين القطاعين مما يسهم في تلبية‬
‫احتياجات ومتطلبات كل طرف‪.‬‬

‫‪   ‬ثالثاً‪:‬أهمية المشاركة المجتمعية‪:‬‬


‫‪    ‬تشير األدبيات المعاصرة إلي أهمية المشاركة بين التعليم والمؤسسات المجتمعية لألسباب‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -   ‬أن العمل أصبح يعتمد علي قواعد المعرفة والتكنولوجيا وال سبيل لنقل المعرفة وتطبيق‬
‫التكنولوجيا إال من خالل مراكز البحث العلمي ‪.‬‬
‫‪ -   ‬أن سرعة التقدم المعرفي والتقني جعل من مبدأ التعليم المستمر ضرورة الزمة لضمان ارتفاع‬
‫معدالت األداء واإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -   ‬أن أساليب اإلنتاج وأدواته ووسائله تمر بتحوالت مستمرة بسبب التطور المستمر في‬
‫تكنولوجيا اإلدارة والبرمجة وبحوث العمليات مما يحدث تخلخالً مستمراً في هيكلة العمالة‪.‬‬
‫‪ -   ‬أن الفجوة بين التقدم والتخلف هي فجوة معرفية تكنولوجية‪ ،‬ومن ثم يجب أن تكون الجامعات‬
‫دوما ً هي النافذة التي تطل منها مؤسسات المجتمع علي التقدم وتستشرف المستقبل‪.‬‬
‫‪ -   ‬أن كلفة التعليم العالي بأنواعه األكاديمية والتكنولوجية والبحثية في ارتفاع مستمر ‪ ،‬وتحتاج‬
‫هذه المؤسسات إلي دعم متواصل وإلي مصادر تمويل غير تقليدية فيجب أن تكون مؤسسات‬
‫اإلنتاج من بين هذه المصادر‪.‬‬

‫‪     ‬وهناك العديد من األمثلة التي توضح مدي أهمية المشاركة> المجتمعية في التعليم ومنها علي‬
‫سبيل المثال‪:‬‬
‫‪ -1   ‬تحالف جامعة ‪ Northern Illinois‬ومؤسسة ‪ Westell technologies‬وهى مؤسسة‬
‫خاصة بخدمات أجهزة االتصاالت‪ .‬وعرف مشروع التحالف باسم ‪Northern Illinois‬‬
‫)‪ .University's Business and industry Services Division (NIV- BIS‬وتتم عمل‬
‫دراسة بعد انتهاء هذا المشروع لتقييمه أشارات نتائجها إلى أن كال من طرفى العالقة(الجامعة>‬
‫والمشاركة) قد استفاد بدرجة كبيرة‪،‬حيث زاد إنتاج الشركة فى مجال التكنولوجيا بنسبة ‪،%7‬‬
‫وانخفضت معدالت األخطاء فى العمل بنسبة ‪ ،%45‬وانخفضت ساعات تدريب الموظفين بنسبة‬
‫‪ %64‬نظراً الرتفاع مستوى أدائهم‪ ،‬كما اكتسب بعضهم عدة مهارات لم تكن لديهم من قيل منها‬
‫مهارات تحليل البيانات‪ ،‬ومهارات إعداد برامج التدريب وتنفيذها واإلشراف عليها‪ ،‬ومهارات‬
‫تحديد األدائية المطلوبة‪ ،‬كل ذلك كان نتيجة لمشاركة> هؤالء مع أعضاء هيئة التدريس فى الفرق>‬
‫البحثية للمشروع‪ .‬كما توسعت مبيعات الشركة حيث غطت ‪ 62‬دولة فى عام‪ 1996‬بينما كانت‬
‫توزع ‪ 30‬دولة فى عام‪1993‬م‪ ،‬كما استفادت الجامعة فى تدريب طالبها‪ ،‬وتنمية مهاراتهم‪ ،‬وأيضا ً‬
‫تحسن أداء أعضاء هيئة التدريس حيث اكتسبوا المزيد من الخبرات الميدانية‪ ،‬وتم تدعيم ميزانية‬
‫الجامعة وتحديث الكثير من أجهزتها ومعاملها‪.‬‬
‫‪ -2   ‬مشروع التصور المشترك ‪ Collaboration Visualization (Vo Vis) ‬تم المشروع‬
‫من خالل المشاركة بين جامعة> نورث ويسترن ‪ ، Northwestern University‬ومتحف‬
‫االستكشافات العلمية ‪ Exploratorium Science Museum‬بجامعة الينوى‪ ،‬والمركز القومى‬
‫لتطبيقات الكمبيوتر المتطورة ‪ ، Urban achampaingn national Center‬وعدة شركات‬
‫منبينها شركتى ‪ . Bellcore, Ameritech‬واستهدف المشروع تحسين وتطوير الخبرة التعليمية‬
‫لطالب المدارس الثانوية‪ ،‬وذلك باستكشاف البيئات التعليمية الموزعة متعددة الوسائط‬
‫)‪ ، Distributed Multimedia Learning Environments (DMLE‬حيث تم استخدام‬
‫التكنولوجيا فى توسيع نطاق الخبرات التعليمية خارج حدود الفصل الدراسى‪ ،‬وكما يقول فرانك‬
‫كليش ‪ ، Frank Kaelsch‬يعد هذا المشروع من المشروعات الطموحة> والواعدة‪ ،‬وسوف يضفى‬
‫أبعاداً حقيقية حول قيمة وأهمية استخدام تكنولوجيا الحاسبات واالتصاالت فى التعليم‪.‬‬
‫الوحدة الثالثة‬
‫المشاركة المجتمعية‬
‫(مراحل بنائها وعوامل نجاحها)‬

‫‪     ‬تدور هذه الوحدة حول مراحل بناء المشاركة المجتمعية‪ ،‬وعوامل نجاح المشاركة المجتمعية‪،‬‬
‫وعوامل فشل المشاركة المجتمعية‪.‬‬

‫‪   ‬مقدمة‬
‫‪     ‬تعد المشاركة المجتمعية إحدى استراتيجيات مواجهة التحديات الجديدة التى تواجه المجتمع‬
‫المصرى‪ ،‬وتوجد العديد من القوى التى تساهم وتدفع إلى تنمية المشاركة المجتمعية مثل تعدد‬
‫القضايا المرتبطة بالمدرسة مثل قضايا مرتبطة بالبيئة تغير الهياكل االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬كما‬
‫أن المدارس شركات متعددة الوظائف فهى تزود الطالب بخدمات النقل والتغذية‪ ،‬والرعاية‬
‫الصحية‪ ،‬والخدمات االستشارية وغيرها بجانب التدريس‪ ،‬والعمل علي االرتقاء بالموارد المالية‬
‫والخبرة من خالل األفراد للتعامل مع القضايا المحيطة‪ ،‬كما أدي ظهور مفاهيم الفردية واالتكال‬
‫على الدولة وفقد الدافعية إلى المشاركة الفعاالة فى الحياة العامة إلى جانب ضعف دور النقابات‬
‫واألحزاب السياسية فى مشاركة الحكومة فى إتخاذ القرارات التى تمس مصالح الجماهير‪ .‬وهنا‬
‫يمكن التساؤل عن مراحل بناء المشاركة المجتمعية؟‬

‫‪   ‬أوالً‪ :‬مراحل بناء المشاركة المجتمعية‪:‬‬


‫‪     ‬إن بناء المشاركات بين المدارس والجامعات يرتكز على تنمية مجموعة من العالقات وإحداث‬
‫تفاعالت بين أفراد المجتمع المدرسى نفسه من ناحية‪ ،‬وبينهم وبين المنظمات الجامعية من ناحية‬
‫أخرى‪ ،‬بما يؤدى إلى اتفاق للمشاركة يلتزم ببنوده جميع المشاركين‪.‬‬

‫‪   ‬وبناء المشاركات يتطلب المرور بالمراحل التالية‪:‬‬


‫‪ -1   ‬تهيئة المناخ لمشاركة متكاملة‪.‬‬
‫‪     ‬أحيانا ً تظهر الروابط المتكاملة الفعالة> تلقائيا ً كنتيجة للظروف المحلية‪ ،‬ولكن بصفة عامة تحتاج‬
‫إدارة المؤسسة التعليمية ألخذ المبادرة لتطويرها‪ ،‬إال أن هناك العديد من المشكالت التى تنبثق من‬
‫خالل إتباع اإلدارة المدرسية لنط الفردية فى تهيئة المناخ للمشاركة الفعالة‪.‬‬

‫‪    ‬وهذا يعطى داللة قوية لضرورة تطوير الروابط المتكاملة‪ ،‬األمر الذى يستوجب انتباه كافة‬
‫الشركاء‪ ،‬من أجل تكاملية وشمولية الحلول لتلك المشكالت وايجابية المشاركة المجتمعية فى‬
‫االرتقاء بأداء المؤسسة التعليمية‪ ،‬وإن لم توجد بنية ثقافية مدركة لمشاركات متكاملة‪ ،‬فإنه من غير‬
‫المحتمل أن يتم تفعيلها‪ ،‬ومن ثم وجب الحرص التام على البنى الثقافية لدى العاملين بالمؤسسات‬
‫التعليمية إزاء ضرورة وجود مشاركة مجتمعية فى إدارة أو تمويل تلك المؤسسات التعليمية‪.‬‬

‫‪    ‬وفى حالة غياب البينة المثلى للروابط المتكاملة والمستمرة للمشاركات> الفعالة‪ ،‬فربما يستخدم‬
‫الوقت للبداية أو تحسين االتصال مع اآلباء ذوى السلطات المجتمعية‪ ،‬وكذلك العمل مع مؤسسات‬
‫مجتمعية أخرى لتحقيق أهداف داخلية واالنتظار لوقت أكثر مالءمة لمعالجة> مشكالت المؤسسة‬
‫التعليمية‪.‬‬
‫‪    ‬ولتطوير مشاركات> جيدة طويلة المدى‪ ،‬فهذا يتطلب توافر الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ *   ‬أن يكون هناك اتساق‪ /‬انسجام بين رسائل ومهام أطراف المشاركة‪.‬‬
‫‪ *   ‬وجود رؤية مشتركة تقود إلى التزام مشترك وأهداف عامة توفر أساس قوى للمشاركة‪.‬‬
‫‪ *   ‬البحث عن أطراف المشاركة ممن يكونون على مقربة من المكان (سواء البحث عن المدرسة‬
‫القريبة من الكلية أو البحث عن الكلية القريبة من المدرسة)‪ ،‬فقرابة المكان تزيد من فرص‬
‫االتصال مع المنظمة المشاركة‪.‬‬
‫‪ *   ‬البحث عن المنظمات (سواء كانت مدرسة أو كلية) التى لها جذور وحسنة السمعة فى‬
‫المجتمع لتكون طرف فى المشاركة‪.‬‬
‫‪ *   ‬إدراك أن أطراف المشاركة تتشكل فى أحجام وأشكال متعددة‪ ،‬لذا ينبغى أن تتسع المشاركة‬
‫بين المدرسة والجامعة لتضم طرفاً> أم أطراف آخرين‪ ،‬ألن هذا يحقق مزيدا من المزايا والمنافع‬
‫للمشاركة‪.‬‬
‫‪ -2   ‬البداية‪:‬‬
‫‪     ‬إن اعتبار البنية المجتمعية بصفة عامة هى التى ستدعم مشاركات متكاملة كان ذلك هو وقت‬
‫البداية من خالل تنظيمات أساسية مؤقتة وتحديد الروابط الموجودة وتنمية الدعم الداخلى للمؤسسة‬
‫التعليمية‪.‬‬

‫‪      ‬ولعل مهام هذه التنظيمات المؤقتة تبدأ باإلجابة على سؤال هو‪ :‬لم الحاجة لمجموعة من‬
‫الروابط والمشاركات‪ ،‬واإلجابة هنا من أجل المساعدة على التأكيد على الدعم المستمر الداخلى‪،‬‬
‫وكذلك تداول أفكار المجموعة فى المجتمع‪ ،‬والغاية من ذلك كون البداية لمثل هذه المشاركات>‬
‫الفعالية من خالل معرفة أهم المشكالت األساسية للمؤسسة التعليمية واإلنفاق عليها من كافة‬
‫الشركاء من أجل إبداء اآلراء الفعالة نحو الحل األمثل تجاهها‪.‬‬

‫‪      ‬وفي معظم مشاركات المدارس والجامعات> تأتى البداية بعقد مشاركة من الجامعة‪ >،‬التي تكون‬
‫مسئولة عن تحديد المدارس التي ترى أنها مناسبة للدخول معها في مشاركة ومن ثم تدعوها على‬
‫المشاركة‪ ،‬وفى بعض األحيان تلجأ الجامعة> إلى اإلدارة التعليمية لترشح لها المدارس التي تدخل‬
‫معها في اتفاقيات مشاركة مكتوبة رسمية‪.‬‬

‫‪      ‬وتعتبر هذه البداية نوعا ً من أنواع التخطيط المبكر للمشاركة‪ ،‬حيث تتحدد القضايا األساسية‬
‫التي تكون مدخالً للمشاركة‪ ،‬وكذلك المدارس المناسبة لعقد مشاركة معها‪ ،‬واألنشطة التي سوف‬
‫تقدمها هذه المدارس‪ ،‬ومن أين تأتى مصادر التمويل‪ .‬وفى بعض األحيان تأتى المبادرة باالتصال‬
‫من جانب بعض أفراد المجتمع المدرسي‪ ،‬حيث يبدأ المدرسون فى التفكير فى إجراء اتصال من‬
‫جانب بعض أعضاء هيئة التدريس بالجامعة‪ ،‬وهذا يمثل نقطة بداية‪ ،‬أو ربما تعقد جلسات من‬
‫العصف الذهنى تجمع بين المعلمين واإلداريين بالمدرسة‪ ،‬كما أنها تضم أحيانا ً مجموعة من‬
‫الطالب‪ ،‬والتى يمكن أن تفرز قائمة من األفراد يستطيعون تقديم المساعدة للمدرسة فى إجراء‬
‫اتصاالت مع الجامعة‪ /‬الكلية القريبة من المدرسة‪ ،‬ومن خالل هذا االتصال يمكن اكتشاف أهداف‬
‫ومصالح مشتركة لدى الطرفين‪ .‬ويظل الدعم االيجابى من خالل اإلدراك الواعى إلدارة‬
‫المؤسسات التعليمية لفريق الربط المتكامل‪ ،‬وهو الذى يعنى المشاركة الحقيقية من األسرة‬
‫والمدرسة وبقية مؤسسات المجتمع المدنى أساسا ً قوياً‪ ،‬وبداية فعالة لتحقيق األرضية الصالحة‬
‫والسوية إلنجاز مهام فرق الروابط المتكاملة المشاركة‪ ،‬وغايتها تحقيق أهداف المجتمع من فعالية‬
‫التعليم ودوره االيجابى فى اإلنماء المجتمعى‪ ،‬ولن يتحقق ذلك إال من خالل فرق الروابط المتكاملة‬
‫الفعالة‪.‬‬

‫‪ -3   ‬تشكيل الفريق التشاركى‪:‬‬


‫‪     ‬إن العمل على تشكيل أو صياغة أساس أو مبدأ مؤقت وتحديد المهام والمسئوليات يزيد من‬
‫األساس نحو تشكيل الفريق‪ ،‬فاألنشطة فى هذه الخطوة تتضمن تحديد واختيار األعضاء األساسيين‬
‫ومهام كل عضو والمدة الزمنية لإلنجاز المرجو من هذا الفريق‪.‬‬

‫‪      ‬ويتكون الفريق التشاركي من مجموعة من األفراد أو المنظمات هدفها زيادة فاعلية المدرسة‬
‫واالرتقاء برسالتها‪ ،‬وهم غالبا ً يوفرون دعما ً أو موارد فنية ومالية بصورة منتظمة‪ .‬والداعمون‬
‫يكونون أساسيين فى الحصول على التويل الذى تحتاجه المدرسة‪ ،‬وأحيانا ً يكون هذا التمويل فى‬
‫شكل منح تتلقاها المدرسة من بعض المجموعات المحلية‪ ،‬وعلى الرغم من أن هذا الدعم له فائدة‬
‫كبيرة وغالبا ً ما يكون ضرورى‪ ،‬فإن هؤالء الداعمين ربما يتلقون أقل فئة من تلك العالقة‪ ،‬ولديهم‬
‫اتصال محدود بأغلبية العاملين بالمدرسة وطالبها‪.‬‬

‫‪    ‬والجانب األهم لالختيار‪ ،‬والذى يجب أن تعرضه المؤسسات على الفريق‪ ،‬هو تحديد هؤالء‬
‫الذين يأخذون على عاتقهم البحث عن حلول للقضايا والمشكالت األساسية التى تواجهها> المؤسسة‬
‫التعليمية‪ ،‬ولعل ما يدعم ذلك عالقات عمل مشابهة لذلك تكون مسبقة على تأسيس الفريق‪ ،‬لذا يجب‬
‫توضيح الخبرة العملية لهم وسيرتهم الذاتية هى التى تحدد قوة األعضاء ونوعية المهام الموكلة‬
‫للفريق وأيضا ً السلطة الضرورية المعطاة له كى يحقق لهذه المؤسسة التعليمية أعلى معدالت من‬
‫األداء‪.‬‬

‫‪     ‬وآيا ما يكون‪ ،‬فإن المؤسسات التعليمية التى تريد ذلك التنظيم التشاركى‪ ،‬فعليها طرح األمر‬
‫على كافة الشركاء من خالل الفوائد التمويلية منهم للمؤسسة نظير شراكتهم األساسية فى إدارتها‪،‬‬
‫وهذا األمر يجعل من تشكيل الفريق التشاركى أساسا ً مهما ً فى آليات صنع القرار> واتخاذه داخل‬
‫المؤسسة التعليمية‪.‬‬

‫‪ -4   ‬تأسيس عالقة مشتركة‪:‬‬


‫‪     ‬إن تأسيس وتأكيد عالقة مشتركة يعد عملية متطورة‪ ،‬فالتعاون يتطلب الرغبة من قبل‬
‫المؤسسات لتغيير الطريق الذى يحقق إنجاز المهام عن طريق ما يلى‪:‬‬
‫‪ **   ‬التعاون واالتفاق معا ً على مجموعة من األهداف الهامة واالتجاهات االيجابية‪.‬‬
‫‪ **   ‬المشاركة فى المسئولية للتحقيق الفعال لتلك األهداف‪.‬‬
‫‪ **   ‬العمل سويا ً لتحقيق هذه األهداف باستخدام خبرة كل شريك‪.‬‬

‫‪     ‬وربما‪  ‬ال يكون اآلباء على استعداد لعالقة مشاركة‪ ،‬ولكنهم يعملون سويا ً تحت مظلة التعاونية‬
‫لمساعدة كل منهم اآلخر لتحقيق األهداف النظامية الخاصة‪ ،‬عالوة على ذلك إذا لم تصبح هذه‬
‫العالقات التعاونية بشكل ديموقراطى متزايد فى طبيعتها‪ ،‬فلن يحدث أى تغييرات أو إنجاز المهام‬
‫المؤسسية بفعالية‪.‬‬

‫‪     ‬ويوجد عدد من العوامل التى تساهم فى الروابط التعاونية وهى التواصل المنتظم من خالل‬
‫اجتماعات‪ ،‬االتصال المتكرر من خالل مكالمات التليفون والبريد‪ ،‬والموكل محور التركيز‪ ،‬القيادة‬
‫التى تساعد على التطور وحفظ رؤية مشاركة‪ ،‬الخطة> التى تخطط لألهداف المشتركة‪ ،‬وتقديم كافة‬
‫التوصيات المالئمة لتنفيذ الخطة من خالل الفريق التشاركى‪.‬‬

‫‪     ‬كما أن التوصل إلى رؤية تمثل صورة قابلة للتخيل عن المستقبل تتضمن النتائج المحتمل‬
‫تحقيقها بناءاً على جهود المشاركة‪ ،‬والرؤية طريق مالئم لبدء عمليات المشاركة‪ ،‬حيث يتجمع‬
‫أفراد المشاركة معا ً من خالل مصالحهم المشتركة‪ .‬وذلك لعرض أو مناقشة المشكلة أو القضية‬
‫ببساطة‪ ،‬وهنا يشجع التصور على النظر بإيجابية إلى المستقبل‪،‬وبذلك يكون لدى كل األطراف‬
‫فكرة أفضل عن ما هو محتمل أن يلتزموا به فى المستقبل‪ ،‬مما يساعد أفراد المشاركة على التحرك‬
‫بشكل أكثر سهولة نحو التنفيذ‪.‬‬

‫‪  -5   ‬تحديد األهداف‪                      :‬‬


‫‪     ‬إن األهداف هى النتائج التى ستجعل الرؤية حقيقة‪ ،‬وهى إنجازات قابلة للقياس‪ ،‬فإذا الرؤية‬
‫رسمت إلى أين يذهب أفراد المشاركة‪ ،‬فاألهداف تحدد مسار أو وسائل الوصول إليها‪ ،‬وإذا كانت‬
‫األهداف تتضمن أسئلة عن ما يجب أن تكون عليه النتائج المرغوب فيها‪ ،‬فإن كل نتيجة تكون‬
‫أساسا ً لهدف‪ ،‬وكلما كانت األهداف بسيطة كلما تيسر فهم كيفية الوصول إليها‪ ،‬وبذلك فيجب أن‬
‫يصاحب كل هدف خطة عمل‪.‬‬

‫‪  -6   ‬االلتزام‪:‬‬
‫‪     ‬إن االلتزام يتحقق من خالل التوصل إلى اتفاق للعمل معا ً والذى يكون أساسا ً للمشاركة‪ ،‬وفى‬
‫أغلب المشاركات فكثيراً ما تكون هذه الخطوة مفتقدة‪ ،‬حيث يتم القفز> مباشرة إلى خطة العمل أو‬
‫نشاط المشاركة بدون التأكيد على أن هناك اتفاق للمضى قدماً‪ ،‬ومن ثم فإن الوصول إلى اتفاق‬
‫يؤكد على أن كل فرد ملزم بالتحرك من خالل األهداف المحددة ويفضل أن يكون اتفاق المشاركة‬
‫على مستوى كل من إدارة الكلية بالجامعة> واإلدارة المدرسية بناءاً على أهداف اإلصالح لكال‬
‫الطرفين‪.‬‬

‫‪ -7   ‬وضع خطة العمل‪:‬‬


‫‪     ‬إن تخطيط العمل فى المشاركة يتضمن تحديد الخطوات المفضلة المطلوبة للوصول إلى‬
‫األهداف‪ ،‬ومن ثم تعمل خطة العمل كخريطة تفصيلية للكيفية التى يتم من خاللها الوصول إلى‬
‫األهداف وليس من الضرورى أن تكون الخطط معقدة‪ ،‬فمن الممكن أن يكون هناك أكثر من خطة‬
‫عمل لكل هدف‪ .‬وخطة العمل تتضمن أيضا ً تحديد االحتياجات من الموارد المالية والبشرية والبنية‬
‫التحتية‪ ،‬والموارد تأخذ شكل ومعنى مختلف فى كل مشاركة‪ ،‬وقد تتضمن أفراداً‪ ،‬وأمواالً‪ ،‬مكاناً‪،‬‬
‫وال يفترض أن الشريك اآلخر سيجلب تلك األموال أو الموارد‪ ،‬وقد تتطلب خطة العمل خطط‬
‫تدريبية‪ ،‬واستراتيجيات تمويلية أو خطط لالجتماعات‪ .‬ويحبذ فى تخطيط العمل بالشركة البدء‬
‫بالتخطيط لمشروعات صغيرة وسهل إدارتها لتحقيق أهداف قصيرة المدى‪ ،‬األمر الذى يشعر‬
‫أطراف المشاركة بالنجاح> المبكر والذى بدوره يساعد فى صالبة المشاركة‪ ،‬وزيادة مستوى‬
‫إشراك أكبر عدد من األفراد من منظمات المشاركة‪ ،‬وبعد توطيد المشاركة فمن الممكن التخطيط‬
‫لتنفيذ األهداف الكبرى فى المستقبل‪.‬‬

‫‪  -8   ‬تطوير الخطة‪:‬‬


‫‪     ‬إن الخطة التى تحدد األهداف والموضوعات وكذلك خطوات تحقيقها تعد أساس فريق الربط‬
‫المتكامل الناجح‪ ،‬فالوقت المنصرف فى عملية تطوير الخطة سيدفع باإليرادات بعيداً عن الهدف‬
‫األساسى لبناء الفريق التشاركى‪ ،‬إال أن أهمية تطوير الخطة تكمن فقط فى تزويد آليات محددة‬
‫للفريق نحو التوصية السليم ونجد أن تطوير خطة ما تتضمن عمل بيئة مخططة> فعالة‪ ،‬تحديد‬
‫الخطة وتنمية الدعم المالى والتنفيذي لهذه الخطط الهادفة لتنمية آليات المشاركة المجتمعية فى‬
‫التعليم‪.‬‬

‫‪     ‬إن عملية االتصال بين اإلدارة المؤسسية والفريق التشاركى هى التى أن تحدد األهداف و‬
‫الموضوعات‪ ،‬الموافقة على األدوار‪ ،‬اتخاذ القرارات‪ ،‬حل الصراعات وكل ذلك أدوار إدارية تعد‬
‫هامة ومتنوعة فى خلق وتدعيم الروابط المتكاملة والمستمرة‪.‬‬

‫‪     ‬ونجد أن خطة عمل الفريق يجب أن تحتوى على األهداف والموضوعات‪ ،‬أنشطة محددة‬
‫لتنفيذها‪ ،‬مسئوليات محددة(من سيفعل؟ ماذا؟)وتحديد الوقت الستكمال األنشطة‪ ،‬ولعل من األهمية‬
‫بمكان أن يصل من تضمنه هذه المرحلة> باإلجماع إلى محتوى الخطة‪ ،‬وبعد تطور الخطة> وإنهائها‬
‫يتطلب ذلك مشاركة حقيقية من كافة الشركاء الخاصة فى الفريق فى أداء المهام‪ ،‬كما يجب على‬
‫أعضاء الفريق توضيح مقومات الخطة> فى تحقيق أهدافها بشكل أكثر فاعلية‪ ،‬وربما يكون من‬
‫المفيد أن تشارك الخطة مع المجتمع األكبر لتنفيذ القاعدة العريضة من دعم المجتمع لعمل الفريق‪.‬‬

‫‪  -9   ‬تحديد األدوار والمسئوليات‪:‬‬


‫‪     ‬إن تحديد األدوار والمسئوليات تكون نتيجة طبيعية إلعداد خطة العمل‪ ،‬وفى هذه الخطوة من‬
‫خطوات المشاركات بين المدرسة والجامعة يراعى ما يأتى‪:‬‬
‫‪ *   ‬تجنيد‪ /‬تطوع أكبر عدد من أعضاء الهيئة التدريسية بالجامعة> ومدرسى المدرسة ممن لديهم‬
‫المعرفة والمهارة> والخبرة واالهتمام والدافعية للمساعدة بالكامل بصورة فردية أو جماعية فى‬
‫إنجاز> أهداف المشاركة ومساندة العمل فى مواجهة التحوالت المتعذر تجنبها فى أى موقع‪.‬‬
‫‪ *   ‬خلق شعور لدى كل فرد مشترك فى المشاركة> بأنها مفيدة لكال الطرفين‪ ،‬وهذا يتحقق من‬
‫خالل المشاركة على نطاق كبير مما يولد قدراً كبيراً من الطاقة اإليجابية ويولد أيضا ً إحساسا ً كبيراً‬
‫بالملكية وااللتزام‪.‬‬
‫‪ *   ‬عقد اجتماعات مجدولة بانتظام بين أطراف المشاركة> لدراسة المشكالت التى تظهر فى أداء‬
‫مسئولياتهم ولتعزيز وزيادة قوة دفع العالقة بينهم‪.‬‬
‫‪ *   ‬أن يكون هناك نوع من الحوارات المفتوحة الصريحة واآلمنة‪ ،‬األمر الذى يزيل من‬
‫اإلحباطات> المتوقعة ويزيد من احتمالية أداء كل طرف لدوره بنجاح‪.‬‬
‫‪ *   ‬أن يكون هناك نوع من التعاون بين أطراف المشاركة هذا بجانب الفوائد المتبادلة‪.‬‬
‫‪ *   ‬احترام حدود المشاركة فى توزيع األدوار والمسئوليات‪ ،‬حيث يقوم أطراف المشاركة بالتحديد‬
‫الواضح والمبكر لحدود المشاركة على أال يطلب من أى طرف فعل المستحيل‪.‬‬

‫‪ -10   ‬االتصال‪:‬‬
‫‪     ‬نظراً ألن المشاركات الجيدة تقوم على أساس من العالقات القوية بين أفرادها ودعم ومساندة‬
‫من المجتمع‪ ،‬لذا فاالتصال يكون داخل وخارج المشاركة‪ ،‬وتوجد ثالثة مستويات لالتصال والتى‬
‫تؤخذ بعين االعتبار‪ ،‬وهى‪:‬‬
‫‪ **   ‬داخل جماعة> المشاركة‪.‬‬
‫‪ **   ‬من جماعة المشاركة إلى المجتمع‪.‬‬
‫‪ **   ‬من المجتمع إلى جماعة المشاركة‪.‬‬
‫‪ **   ‬واالتصال يجب أن يكون واضحا ً ومختصراً‪ ،‬وذا عالقة وفى وقته المناسب‪ ،‬بحيث تتم‬
‫المشاركة بالمعلومات وبالقدر المناسب وفى الوقت المناسب‪ ،‬ونظراً ألن االتصال فى المشاركة‬
‫بين المدرسة والجامعة يتم عبر ثقافتين مختلفتين‪ ،‬لذا فمن الضرورى وجود أفراد يطلق عليهم‬
‫مهندسين وسطاء ‪( intermediate engineers‬والذين يعملون كمفاتيح ربط) لتسهيل االتصال‬
‫عبر الثقافتين‪ ،‬وهؤالء األفراد يجب أن يعرفوا ويقبلوا فى أى مواقع للمشاركة‪.‬‬

‫‪     ‬ونظراً ألهمية االتصال بالنسبة ألى مشاركة‪ ،‬فإنه يتطلب وجود استراتيجية لالتصال وتبادل‬
‫المعلومات‪ ،‬وتشمل‪:‬‬
‫‪ *   ‬المعلومات يوما ً بيوم لمجموعة المشاركة‪.‬‬
‫‪ *   ‬المعلومات (التى تشكل نظرة عامة) لآلخرين المهتمين (كدليل للمشاركة)‪.‬‬
‫‪ *   ‬معلومات محددة تكون مطلوبة من قبل وسائل المعلومات أو مصادر التمويل‪.‬‬
‫‪ *   ‬معلومات مركزة جداً ألغراض كسب الدعم والتأييد‪.‬‬
‫‪ *   ‬معلومات للجمهور أو المجتمع األكبر‪.‬‬
‫‪     ‬وفى أغلب األحيان ممكن أن يكون لالتصال دور كبير فى أن يكون المجتمع المحلى إدراكات‬
‫إيجابية عن المشاركة> وأهدافها حتى يكون الداعم لتلك المشاركة فى تحقيق تلك األهداف‪.‬‬

‫‪ -11   ‬المتابعة واإلنجاز‪:‬‬
‫‪     ‬إن تحقيق رأى جماعى متكامل على خطة عمل مكتوبة يعد إنجاز مهماً‪ ،‬ولكن يجب أن يتم‬
‫إنجاز> الخطة‪ ،‬وأيضا ً يجب أن يتم الحفاظ على العمل المستمر للفريق‪ ،‬كما أن المهام والمسئوليات‬
‫المحددة فى الخطة> يجب أن تكون كاملة وتتضمن عقد اجتماعات منظمة‪ ،‬وتقييم تقارير التقدم‪،‬‬
‫واستخدام قوى المهمة أو لجان لتنفيذ عمل الفريق‪ ،‬استخدام أو استغالل الوقت المحدد للخطة‬
‫كمرشد‪ ،‬خلق لجان استشارية من ممثلى المجتمع‪ ،‬ونجد أن بعض اإلستراتيجيات لدعم القوة‬
‫الدافعة للفريق تتضمن إدارة دور القيادة‪ ،‬ومشاركة القصص الناجحة‪ >،‬وتطوير عمل الخطة> على‬
‫أساس منتظم‪ ،‬وإمداد أو تغيير العضوية من الفريق‪.‬‬

‫‪     ‬كما إن التقويم إحدى العمليات التى تسمح للمشاركة بتقييم تقدمها وقياس نجاحها‪ ،‬والتقويم هنا‬
‫عملية مستمرة تؤخذ بعين االعتبار منذ بداية المشاركة‪ ،‬على أن تتم فى ضوء معيار حقيقى مرتبط‬
‫باألهداف‪.‬‬

‫‪     ‬والتقويم يعتبر أساس إلبقاء المشاركة فى المسار الصحيح لكونه قادراً على تحديد مدى تقدم‬
‫ونجاح> المشاركة‪ ،‬ومن ثم فإنه مهم ليس فقط ألطراف المشاركة ولكن لآلخرين المهتمين أيضا ً‬
‫بدعمها‪ ،‬وبناء على نتائج التقويم يأتى التنقيح الذى يعتبر سمة المشاركة يحدث فى أى وقت حيث‬
‫يتم إجراء التغييرات والتعديالت فى أى مرحلة من مراحل المشاركة‪ ،‬ومن خالل التنقيح إما أن‬
‫تنتهى المشاركة أو سيتم التحرك إلى أهداف جديدة تتطلب اتفاق وعمليات جديدة‬

‫‪     ‬إن كل مؤسسة تعليمية فى حاجة إلى برنامج مخطط وهادف للمشاركة‪ ،‬والذى يعمل على‬
‫إيجاد بيئة مشجعة بحيث تستطيع األسر وأولياء األمور المشاركة فى األنشطة التى تساعد على‬
‫حب التالميذ للمدرسة‪ ،‬نجاحا ً أكاديمياً‪ ،‬وتكوين مجموعة من االتجاهات اإليجابية للتالميذ‪ ،‬كما أن‬
‫المدرسة فى حاجة> إلى اتجاهات جديدة متمثلة فى مساعدة المعلمين واإلداريين والمستشارين حول‬
‫كيفية تحسين المستوى الدراسي ألبنائهم‪ ،‬وتجويد األداء اإلدارى والتمويلي للمؤسسة التعليمية‪.‬‬
‫‪        ‬وتجدر اإلشارة إلى أن المشاركة تتطلب العمل الجماعى‪ ،‬بحيث يكون لجميع المساهمين فيها‬
‫دوراً حيويا ً ونشيطا ً فى تطوير البرامج المشاركة المنتجة وفى تحسين عملهم باستمرار‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل تشكيل فريق عمل للمشاركة يتألف من المعلمين‪ ،‬أولياء األمور‪ ،‬المدير‪ ،‬وغيرهم من‬
‫المربين والمشاركين فى المجتمع ويعد هذا الفريق مسئوالً عن إعداد خطط فعلية سنوية‪ ،‬تعميم‬
‫األنشطة وتقديم تقارير لمجلس المدرسة‪ ،‬أو مجلس األباء‪ ،‬وغير ذلك من مجموعات األفراد‬
‫المشاركة من المجتمع‪ .‬وهنا يمكن التساؤل عن عوامل نجاح أو فشل المشاركة المجتمعية؟‬
‫‪ ‬ثانيا ً‪ :‬عوامل نجاح أو فشل المشاركة المجتمعية في التعليم‪:‬‬
‫‪     ‬بداية البد من اإلشارة إلى أنه ال يوجد مشاركة جيدة وأخرى سيئة‪ ،‬إنما يوجد مشاركة ناجحة‬
‫وأخرى غير ناجحة‪.‬‬

‫‪     ‬هناك العديد من العوامل التي تسهم في إنجاح المشاركة المجتمعية حيث إن القناعة الكاملة لدى‬
‫جميع أطراف المشاركة المجتمعية بأنها ضرورة ملحة لتغيير رؤية األفراد والجماعات> من‬
‫الالمباالة نحو قضايا التعليم وآثارها المجتمعية إلى المبادأة واإليجابية في التعبير عن اهتمامات‬
‫األفراد والجماعات بإصالح التعليم تحقيقا ً لترسيخ الشعور باالنتماء والوالء‪ ،‬كما أن الرغبة‬
‫الصادقة ألعضاء المجتمع المدرسي في التعاون الجاد مع المجتمع المحلى واحترام آراء ممثلية‪،‬‬
‫مع تبنى مشروعات جادة نابعة من احتياجات الطالب والبيئة مثل برامج اإلرشاد التربوي‬
‫والمهني‪ ،‬وتعليم اللغات والكمبيوتر‪.‬‬

‫‪     ‬ويعتبرعقد لقاءات إرشادية‪ ،‬والتوعية بصفة مستمرة من خالل الحمالت اإلعالمية واإلنترنت‪،‬‬
‫بهدف التأكيد على أن التعليم قضية أمن قومى ومسئولية مجتمعية ال تقتصر على الفرد‪ ،‬ومنح‬
‫قيادات التعليم مزيداً من الصالحيات بدراسة المشاركات> المختلفة من واقع دراسة الجدوى لكل‬
‫مشاركة> بين المدرسة والمنظمة المجتمعية‪ ،‬وفى المقابل يكون من حق المجتمع والسلطات المحلية‬
‫ومجالس اآلباء محاسبة المدرسة عن جودة المنتج التعليمى وتحقيق األهداف‪ ،‬هذا اإلجراء يمنح‬
‫المدارس سلطات أوسع فى التغيير وإصالح التعليم‪ ،‬كما أنه بمثابة حافز على االبتكار والتجديد فى‬
‫ظل مبدأ ال مركزية اإلدارة‪.‬‬

‫‪    ‬ويعد تفعيل وتنشيط مجالس> اآلباء والمعلمين كآلية من آليات تعميق ديمقراطية إدارة المدرسة‬
‫فى المشاركة المجتمعية‪ ،‬شريطة أن تنطلق هذه المجالس فى عملها من الصالحيات التى خولها لها‬
‫القانون والقرارات الوزارية الصادرة بهذا الشأن‪ ،‬واالقتناع التام لدى المسئولين بتضمين المشاركة‬
‫المجتمعية للعناصر الرئيسية التالية‪:‬‬
‫‪ **   ‬االستخدام األمثل للموارد المادية والبشرية‪.‬‬
‫‪ **   ‬خفض التكلفة من أجل زيادة الطلب‪.‬‬
‫‪ **   ‬أداء العمل بالشكل الصحيح من أول مرة‪.‬‬
‫‪ **   ‬تقديم الخدمة بصورة تشبع حاجات األفراد‪.‬‬
‫‪ *  ‬وبناء القدرات من خالل‪:‬‬
‫‪**   ‬بناء قاعدة بيانات تحقق الفهم والتواصل بين المعنيين‪.‬‬
‫‪**   ‬بناء الفريق وتوزيع األدوار‪.‬‬
‫‪**   ‬بناء العالقات مع المتطوعين والمنظمات التطوعية‪.‬‬
‫‪**   ‬المشاركة فى وضع السياسات واإلدارة المالية والمحاسبية‪.‬‬
‫‪ *  ‬أن نجاح أو فشل المشاركة يتوقف على‪:‬‬
‫‪ **   ‬أسلوب إدارة المشاركة‪.‬‬
‫‪ **   ‬مناسبة توقيت عقد المشاركة‪.‬‬
‫‪ **   ‬االستراتيجية التى تقف وراء المشاركة‪.‬‬
‫‪   *  ‬أما المشاركة الناجحة فهى التى تتميز بثالثة متطلبات أساسية‪:‬‬
‫‪ **   ‬تجميع قدرات اثنين أو أكثر من المؤسسات بحيث يكون الناتج العام للقدرات أعلى من‬
‫قدرات كل مؤسسة على حدة‪.‬‬
‫‪ **   ‬تتميز بدمج القدرات فى عمليات التسويق‪.‬‬
‫‪ **   ‬تتميز بقلة التكلفة عنه فى حالة الدمج الكامل للمؤسسات‪.‬‬
‫‪  *  ‬فى حين أن هناك من يرى المفاتيح األساسية لنجاح أية مشاركة تتمثل فى‪:‬‬
‫‪ **   ‬إدارة متوازنة بين التنافس والتعاون بصورة دائمة ومتصلة‪.‬‬
‫‪ **   ‬عدم التخوف من المشاركة‪.‬‬
‫‪ **   ‬اختيار العناصر البشرية المؤهلة لتأسيس وتنظيم المشاركة‪.‬‬
‫‪ **   ‬االستراتيجية المناسبة‪.‬‬
‫‪  *  ‬وقد اهتمت إحدى الدراسات بتحديد المفاتيح األساسية لنجاح أية مشاركة فى اآلتى‪:‬‬
‫‪ **    ‬القيادة الواعية‪.‬‬
‫‪ **    ‬العالقات العامة‪.‬‬
‫‪ **   ‬تحديدمسئوليات‬

‫‪    ‬و يمكن تحديد ثالثة أسباب رئيسية تقف وراء المشاركة> الناجحة‪ ،‬وهى‪:‬‬
‫‪   ‬أوالً‪ :‬اختيار الشريك المناسب‪.‬‬
‫‪     ‬إن اختيار الشريك المناسب لعقد المشاركة معه يعتبر عامالً أساسيا ً لنجاح المشاركة‪.‬‬
‫والمشاركات> الناجحة> تختار الشريك المناسب من خالل واحد أو أكثر من المسارات التالية‪:‬‬

‫‪  ‬األول وهو المسار األكثر شيوعا ً ويعتمد على خصائص يتصف بها هذا الشريك مثل طبيعة‬
‫العمليات اإلدارية الحادثة فيه‪ ،‬التوافق بين الثقافات الحاكمة لكل من الشريكين‪ ،‬الخبرات والتجارب>‬
‫السابقة لهذا الشريك فى مشاركات سابقة ناجحة‪.‬‬

‫‪ ‬المسار الثاني ويتوقف على امتالك الشريك اآلخر إلمكانات بشرية أو مادية قادرة على تحقيق‬
‫هدف محدد تسعى المشاركة لتحقيقه‪.‬‬

‫‪ ‬المسار الثالث ويتم اختيار الشريك من مؤسسة تنافسية لها نفس النشاط‪ ،‬وذلك لعقد مشاركة‬
‫عنقودية‪.‬‬

‫‪   ‬ثانياً‪ :‬إدارة المشاركة‪.‬‬


‫‪     ‬يتوقف نجاح المشاركة> على طبيعة إدارتها‪ .‬فاإلدارة الناجحة> هى التى تستخدم إجراءات ثالثة‬
‫عند متابعة المشاركة‪ ،‬وهى‪ :‬المراجعة المستمرة الستراتيجياتها‪ ،‬مراقبة مصدر القيمة التى تشارك‬
‫بها المؤسسة‪ ،‬استمرارية تفعيل وتوظيف المشاركة‪.‬‬

‫‪     ‬ويؤخذ فى االعتبار هنا أن اإلداري الناجح في عقد مشاركة ينبغي أن تتوافر فيه مجموعة من‬
‫اإلمكانات مثل‪ :‬مهارات االتصال‪ ،‬التفكير بطريقة استراتيجية‪ ،‬القدرة على التعامل مع الثقافات>‬
‫األخرى‪ ،‬العمل الجماعي التعاوني‪ ،‬هذا فضالً عن شغله لمكانة وظيفية متميزة تتيح له فرص نجاح‬
‫المشاركة‪ .‬ويالحظ أن المؤسسات الكبرى عند تعيين موظفيها تأخذ فى اعتبارها هذه اإلمكانات‪.‬‬
‫وينبغى على الجامعات> كذلك أن تحرص على توافر هذه اإلمكانات فى أساتذتها‪.‬‬

‫‪      ‬ويحدد صموائيل بربرا قائمة بمهام وأدوار القائمين بتأسيس المشاركة فيما يلى‪:‬‬
‫‪ *   ‬تحديد االحتياجات> والغرض من المشاركة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ *   ‬ربط االحتياجات واستراتيجية المشاركة معا من خالل تحديد بارامترا المشاركة‪.‬‬
‫‪ *   ‬استخالص الخبرات السابقة من مشاركات ناجحة‪.‬‬
‫‪ *   ‬صياغة خطة العمل المناسبة‪.‬‬
‫‪ *   ‬تحديد الوسائل التى تعين على فعالية المشاركة (استخدام المدخل المناسب‪ ،‬إظهار الفوائد‬
‫الناجمة عن المشاركة‪ ...‬إلخ)‪.‬‬
‫‪ *   ‬العمل على تحقيق األهداف الرئيسية مبكراً‪.‬‬
‫‪ *   ‬الحفاظ> على قوة الدفع للعمل على استمرارية المشاركة‪.‬‬
‫‪ *   ‬وضع نظام لتقييم المشاركة لرصد مدى التقدم الحادث‪.‬‬
‫‪ *   ‬تدريب الكوادر المدربة والمدركة لقيمة المشاركة‪.‬‬
‫‪ *   ‬إثارة> وحفز اهتمام المجتمع بقيمة المشاركة‪ ،‬وذلك من خالل إبراز التحديات الجديدة فى‬
‫التكنولوجيا‪.‬‬
‫‪ *   ‬التجديد من خالل استخدام مداخل مبتكرة‪.‬‬

‫‪   ‬ثالثاً‪ :‬االستراتيجية المناسبة‪.‬‬


‫‪     ‬إن السبب الرئيسي لنجاح> المشاركة هو االستراتيجية التي تقف ورائها‪ .‬واالستراتيجية الناجحة>‬
‫تحكمها أربعة عوامل أساسية‪ ،‬هي‪ :‬ذات رؤية ديناميكية تعمل كدليل إلدارة المشاركة وتطويرها‪،‬‬
‫ترتكز على مدخل يتيح فرصة التعاون بين المشاركين‪ ،‬ترتكز على بنية يكمن فى النظر إلى‬
‫المشاركة على أنها غاية فى حد ذاتها عن أن تكون وسيلة لتحقيق أغراض استراتيجية عظمى‪.‬‬

‫‪    ‬وقد أجملت إحدى الدراسات أهم األسباب إلتى قد تؤدى إلى عدم نجاح المشاركة أو توقفهاومنها‬
‫ما يلى‪:‬‬
‫‪ **   ‬اصطدام وتعارض ثقافات المؤسسات المشاركة‪.‬‬
‫‪ **   ‬الذاتية ‪. Ego‬‬
‫‪ **   ‬الصراع والتنافس‪.‬‬

‫‪    ‬وأشارت إلى مجموعة من العوامل التى قد تعرقل نجاح المشاركة تكون مؤسسة تعليمية طرف‬
‫فيها‪ ،‬إال أنها أبرزت وأكدت على عامل منها وهو يرتبط بالقائمين بعقد المشاركة‪ ،‬ومدى امتالكهم‬
‫مهارات صياغة استراتيجيات المشاركة ومدى إداراكهم لسبل نمو المشاركة وطرق مواجهة بعض‬
‫القضايا عند تنفيذ المشاركة‪ .‬وحدد تقرير صادر عام ‪1996‬م بعنوان‪:‬‬
‫‪CONACYT's Science & Technology Activities Report‬‬
‫الـوحــدة الرابعة‬
‫المشاركة المجتمعية وتمويل التعليم‬

‫‪     ‬تدور هذه الوحدة حول دور المشاركة المجتمعية في التمويل‪ ،‬وطرق التمويل في المشاركة‬
‫المجتمعية‪ ،‬ومجاالت التمويل في المشاركة المجتمعية‪.‬‬
‫‪   ‬مقدمة‬
‫‪     ‬يمثل التمويل العنصر األساسي والفعال الستمرار وتقدم المشاركة المجتمعية األمر الذي‬
‫يتطلب أن تبذل المؤسسات المشاركة> جهدها لتنويع مصادر تمويلها‪ ،‬وإيجاد طريقة جديدة إليجاد‬
‫موارد جديدة من خالل تفعيل العالقة واالتصال الفعال بينها وبين مؤسسات المجتمع‪ ،‬وتعزيز‬
‫المشاركة ‪ ‬بينهما‪ ،‬كما أن تطوير التعليم يحتاج إلى كم هائل وكبير من مصادر التمويل فى الدول‬
‫النامية‪ ،‬وال يمكن االكتفاء بما تخصصه الحكومة من اعتمادات مالية لتطوير األعداد المتزايدة من‬
‫أعداد المدارس‪ ،‬ولذا فهناك حاجة> ماسة لتصميم استراتيجيات تشجع القطاع الخاص والمجتمع‬
‫للمشاركة ولعب دور أساسى فى هذا الصدد‪.‬‬

‫‪     ‬ويرى البنك الدولي‪ ،‬استناداً على نتائج األبحاث السابقة أن مساهمة المجتمع واألطراف‬
‫األخرى المسئولة فى قطاع التعليم يمكن أن يكون لها دور هام إذا تم تنظيمه بطريقة مناسبة‪.‬‬

‫‪    ‬وتتمثل فوائد إسهام المجتمع فى قطاع التعليم فى توفير مصادر مالية أكثر للمدارس‪ ،‬وتقليل‬
‫العبء اإلداري الملقى على عاتق مديرين ومعلمي المدارس‪ ،‬باإلضافة إلى إحساس المجتمع‬
‫بالمسئولية وإلمامه بنوعية األنشطة المدرسية المختلفة‪ .‬كما تساعد إسهامات المجتمع وأولياء‬
‫األمور فى تطوير المنهج المدرسي‪ ،‬وتحسين مصادر وأساليب التدريس وتنظيم الجدول المدرسي‬
‫بما يشجع المعلمين والطالب على المشاركة الفاعلة‪ .‬وقد أولت معظم دول العالم اهتماما ً كبيراً بهذا‬
‫األمر ففي الصين تعتبر المؤسسات المشاركة> مساهمة بدرجة كبيرة في عملية التمويل باإلضافة‬
‫إلي مساهمة بعض الهيئات وأولياء األمور بالمشاركة في التمويل ولكن بنسبة بسيطة حتي ال‬
‫يعطون حق اإلشراف اإلداري‪ ،‬وفي أمريكا فقد رصدت الدولة منحا ً فيدرالية سنويا ً تقدر بأكثر من‬
‫أربعة ماليين دوالر لكثير من الهيئات والمؤسسات المجتمعية الراغبة في أداء أدوار مشاركة‬
‫إدارية أو تمويلية علي المستوي التعليمي‪ ،‬أما في انجلترا يتم سنويا ً تحديد االعتماد المالي الخاص‬
‫بالمشاركة من خالل التقارير والمقترحات من قبل كافة الشركاء وباألخص السلطات المحلية‪.‬‬

‫‪   ‬أوالً‪ :‬دور التمويل في المشاركة المجتمعية‪:‬‬


‫‪     ‬يتحدد دور التمويل ومجاالت اإلنفاق من خالل القوانين واللوائح التشريعية والتنظيمية‪ ،‬التي‬
‫تحدد مجاالت اإلنفاق والتي يمكن توضيحها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1   ‬تكاليف البناء وتأسيس المؤسسة‪:‬‬
‫‪     ‬وهي عبارة عن االستخدامات المناسبة للبناء وإعادة البناء والبناء البديل‪   ‬وإتمام وتوسيع‬
‫والتجهيزات األولية‪.‬‬
‫‪-2   ‬تكاليف عمل المؤسسة ‪:‬‬
‫‪     ‬وهي التكاليف الشخصية والعينية المناسبة والتي تنشأ من خالل العمل المسموح به‪.‬‬
‫‪ **   ‬التكاليف الشخصية‪:‬‬
‫‪     ‬وهي المصروفات أو المرتبات التي تعطي للقوي العاملة في المؤسسات المنوطة بالعمل بناء‬
‫علي االتفاق الخاص بالشروط المتعلقة بالكفاية والصالحية‪.‬‬

‫‪ **   ‬التكاليف العينية‪:‬‬
‫‪     ‬وهي التكاليف الخاصة بالعمل التربوي‪،‬والمصروفات اإلدارية‪ ،‬والمكتبة‪ ،‬ومصرفات المياه‬
‫والطاقة والصيانة‪.‬‬

‫‪     ‬وهناك العديد من النماذج للمشاركة المجتمعية في التعليم والتي يتضح فيها دور التمويل مثل‬
‫المشاركة المجتمعية ودورها في تمويل مؤسسات رياض األطفال بألمانيا وفيما يلي توضيح لذلك‪:‬‬
‫‪     ‬تعتبر روضة األطفال مختلفة من حيث وجهة نظر كافة الشركاء في تمويلها كمؤسسة تثقيفية‬
‫أو تربوية في المقام األول‪ ،‬وتوزيع تكاليف العمل أو المؤسسة علي جميع الشركاء‪ ،‬وتتمثل في‬
‫الوالدين‪ ،‬مساهمين"متطوعين"‪ ،‬والمحليات والوالية أو الدولة وتتبع في سريانه بكثير من منطق‬
‫مبدأ اإلعانة المالية‪.‬‬

‫‪    ‬ففي والية بايرن ‪ ، Byren ‬نجد أن قانون رياض األطفال أقر بأن الوالية تكفل إعانة مالية‬
‫إجمالية بنسبة ‪ %40‬بالنسبة للتكاليف الخاصة باألفراد العاملين فيما يتعلق بالقوي الفنية‬
‫المتخصصة‪ ،‬وهذه اإلعانة المالية يجب أن يتم أداؤها بالنسبة لمتحملي المسئولية والقائمين علي‬
‫مؤسسات رياض األطفال وال‪ %20‬الباقية لتكاليف الشخصية لألفراد العاملين ‪ ،‬وال‪%10‬‬
‫للتكاليف العينية يجب أدائها من قبل متحملي المسئولية والوالدين‪ ،‬وغالبا ً يساهم في هذا الصدد‬
‫كذلك المحليات ومنظمات ومؤسسات أخري‪ ،‬من اجل تجنب زيادة مساهمات اآلباء‪ ،‬والتي يتم‬
‫تقليلها وفقا ً لكونها من المساهمات المتدرجة اجتماعياً‪ ،‬وتختلف هذه النسب باختالف الواليات‪.‬‬

‫‪     ‬كما أن تكاليف عمل المؤسسة ومساهمات الوالدين يتم ضمها معا ً فيما يتعلق بأنماط األماكن‬
‫المختلفة‪.‬‬

‫‪     ‬وتجدر اإلشارة إلي أن آليات المشاركة المجتمعية في تمويل مؤسسات رياض األطفال تزايدت‬
‫وتنوعت‪ ،‬حيث توجد جهات اختصاص لهيئات رعاية النشء‪ ،‬وبجانب التعهد المختلف للواليات‬
‫فيما يتعلق بالمشاركة والمساهمة في تكاليف عمل المؤسسة للمؤسسات فإن األحكام والقواعد‬
‫المختلفة تؤدي إلي أنماط مختلفة من األنصبة المالية الخاصة بالوالدين بالنسبة لتكاليف عمل‬
‫المؤسسة في معظم الواليات‪ ،‬ويقوم بالتعويض المالي عن ذلك هيئات رعاية النشء‪.‬‬

‫‪   ‬ثانياً‪ :‬مجاالت التمويل‪:‬‬


‫‪     ‬حيث تحدد مواد قانون الطفولة أرقام (‪ )16،17،18‬فيما يتعلق بالمشاركة المجتمعية في تمويل‬
‫مؤسسات رياض األطفال علي النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -1   ‬تكاليف البناء والتأسيس‪:‬‬
‫‪     ‬وهي عبارة عن االستخدامات المناسبة للبناء وإعادة البناء والبناء البديل‪   ‬وإتمام وتوسيع‬
‫والتجهيزات األولية‪.‬‬

‫‪-2   ‬مسئولو تكاليف البناء والتأسيس "التجهيز"‪:‬‬


‫‪     ‬يقوم مسئول المؤسسة بوضع وتطوير خطة تمويلية‪ ،‬وبجانب ذلك فعلي المسئول المحلي للهيئة‬
‫العامة لرعاية النشء أن يقدم النصح واإلرشاد وتوفير الدعم الخاص لمسئول المؤسسة‪ ،‬كما يكلف‬
‫المسئول المحلي> للهيئة العامة لرعاية النشء بتوفير معونة مالية تبلغ علي األقل ‪ %75‬من تكاليف‬
‫البناء والتأسيس‪.‬‬

‫‪-3   ‬مساهمات الوالدين‪:‬‬
‫‪     ‬علي الوالدين السداد بشكل مالئم وفقا ً لقدراتهم االقتصادية المبالغ الشهرية إلي تكليف المؤسسة‬
‫السنوي‪ ،‬وإذا ما كان الطفل يعيش فقط مع أحد الوالدين‪ ،‬فالمسئول المحلي يتكفل بدفع الجزء‬
‫األكبر من المساهمة المالية المقررة‪ >،‬وتكون فترة المساهمة هي العام الدراسي‪ ،‬ومساهمات اآلباء‬
‫يتم تحديدها وفق الدخل القومي لهم من قبل المسئول المحلي للهيئة العامة لمساعدة النشء‪.‬‬

‫‪ -4   ‬إيجاد واستحداث تكاليف عمل المؤسسة "تدبير التكاليف"‪:‬‬


‫‪     ‬تغطي تكاليف المؤسسة من خالل الجهد الذاتي للمسئول واإلعانات المالية للمسئول المحلي‬
‫للهيئة العامة لمساعدة النشء‪ ،‬كما ان المسئول المحلي التنفيذي للهيئة العامة لمساعدة النشء‬
‫يضمن لمسئول المؤسسة إعانة مالية علي االقل بمقدار ‪ %73‬من تكاليف عمل المؤسسة‪ ،‬كما ان‬
‫الوالية او الدولة تضمن للمسئول المحلي إعانة مالية بالنسبة لتكاليف عمل المؤسسة للمؤسسات‬
‫الخاصة بالحي الخاص به ومقدار اإلعانة المالية اإلضافية تحتسب كاآلتي‪ :‬من تكاليف عمل‬
‫المؤسسة تخصم وتحسب مساهمات اشتراكات اآلباء وكذلك من مسئولي مؤسسات الرعاية‬
‫التربوية‪ ،‬ثم يقسم المبلغ الباقي لتكاليف عمل المؤسسة بين الوالية أو الدولة او يقوم أحدهما مكان‬
‫اآلخر‪.‬‬

‫‪ - 5   ‬الدور اإلداري لمجلس رعاية النشء وبرلمان الوالية فيما يتعلق بالتمويل ‪:‬‬
‫‪-1   ‬يتم تفويض السلطة المختصة العليا للشباب والنشء بالمحافظة بالتشاور مع برلمان الوالية أو‬
‫مجلس الوالية حول ما يلي‪:‬‬
‫‪ **   ‬إلختيار مجلس اآلباء وتعيين وتحديد مجلس للمؤسسة‪.‬‬
‫‪ **   ‬لتحديد حجم المؤسسات والمجموعات وكذلك ما يتعلق بالتجهيزات‪.‬‬
‫‪ **   ‬مواعيد التكليفات وشكل ومحتوي الطلبات واإلجرات األخرى‪.‬‬

‫‪ -2   ‬السلطة المختصة العليا بالشباب والنشء يمكن لها مع الجمعيات واالتحادات الرئيسية المحلية‬
‫والجمعيات الرئيسة وجمعيات الرعاية االجتماعية الحرة أن تتفق علي أساسيات العمل التعليمي‬
‫لمؤسسات رياض االطفال‪.‬‬

‫‪-6   ‬التكاليف الشخصية‪:‬‬
‫‪     ‬التكاليف الشخصية المالئمة هي المصروفات أو المرتبات التي تعطي للقوي العاملة في‬
‫المؤسسات المنوطة برعاية وتربية الطفل بناء علي االتفاق الخاص‪ ،‬كما انها تعتبر ما يدفع بشكل‬
‫معتاد للقوي غير المحددة التي تنشأ من جراء ذلك ‪.‬‬
‫‪-7   ‬التكاليف العينية‪:‬‬
‫‪     ‬وهي التكاليف الخاصة بالعمل التربوي‪ ،‬والمصروفات اإلدارية‪ ،‬والمكتبة‪ ،‬ومصرفات المياه‬
‫والطاقة والصيانة‪.‬‬

‫‪    ‬ومما تجدر اإلشارة> إليه أن كافة الواليات األلمانية بدأت منذ التسعينيات في اقتناء آليات جديدة‬
‫أكثر تحديداً في مجال المشاركة المجتمعية وذلك من خالل تحديد نسبة مساهمة الوالدين من خالل‬
‫الدخل القومي السنوي لهما معتمداً من المؤسسة التي يعمالن بها‪ ،‬ويتم تحديد المساهمات بين‬
‫الوالية ورجال األعمال واالتحاد بنسب متساوية‪.‬‬

‫‪    ‬ومما سبق يتضح أن التمويل في المشاركات المجتمعية يعتمد علي مصادر متعددة ومتنوعة‬
‫ومن أهمها‪:‬‬
‫‪ *   ‬التمويل الحكومي (المحافظات‪ >-‬المحليات ومجالسها)‪.‬‬
‫‪ *   ‬مساهمات المتطوعين‪,‬‬
‫‪ *   ‬مشاركة> الهيئات والمؤسسات والجمعيات األهلية والخيرية‪.‬‬
‫‪ *   ‬المنح والهبات من رجال األعمال ‪.‬‬
‫‪ *   ‬المصروفات الدراسية‪.‬‬

‫‪     ‬ومن أهم العوامل التى ساهمت فى الوصول إلى نتائج ايجابية فى تطور هذه المشاركة‪:‬‬
‫‪ *   ‬االلتزام طويل المدى‪ :‬إن من أسباب نجاح هذه المشاركة االلتزام طويل المدى من كل‬
‫األطراف الستمرار المشاركة على المدى البعيد‪ ،‬وكان هذا ضروريا ً للتكيف مع المتغيرات التى‬
‫ممكن أن تظهر داخل أى مؤسسة‪ .‬فعلى مستوى الجامعة> كانت الدروس المستفادة من مشرعات‬
‫المشاركة تتكامل تدريجيا ً داخل المناهج وطرق التدريس‪ ،‬وباستخدام منهجيات لبحوث تطبيقية فإن‬
‫بعض من أعضاء هيئة التدريس أعيد توجيههم وشكلوا أبحاثهم لمخاطبة االستفسارات النابعة من‬
‫المجتمع‪.‬‬

‫‪ *   ‬ترتيبات التمويل‪ :‬على الرغم من أن المراحل المبدئية لمشروعات المشاركة قد تم دعمها‬


‫بالمنح الفيدرالية المخصصة للمدارس فى القرن الواحد والعشرين إال أن بقاء المشاركة على المدى‬
‫الطويل تطلب البحث عن مصادر تمويلية جديدة‪ ،‬ولذا اتفق على أن زيادة الموارد المالية والحفاظ>‬
‫عليها مسئولية مشتركة فيما بين األطراف المشاركة فى المشاركة‪ ،‬وهذا تطلب االتفاق> المشترك‬
‫على تطوير نظام للمحاسبية‪ ،‬من خالله يتم كتابة التقارير بصفة منتظمة والتى توضح البيانات عن‬
‫كل األموال المتاحة‪ ،‬الدخل‪ ،‬التكاليف‪ ،‬والتى يحصل عليها األعضاء فى أى وقت‪.‬‬
‫الـوحــدة الخامسة‬
‫اتجاهاتـ عالمية في المشاركة المجتمعية‬
‫‪ ‬‬

‫‪    ‬تدور هذه الوحدة حول بعض النماذج العالمية في مجال المشاركة المجتمعية‪ ،‬وبعض التطبيقات‬
‫في مجال المشاركة المجتمعية في كل من الواليات المتحدة األمريكية – وإثيوبيا واغندا‪-‬‬
‫وزيمبابوي‪ ،‬ودور المشاركة المجتمعية في التنمية المهنية للمعلمين‪.‬‬

‫‪  ‬مقدمة‬
‫‪     ‬ظهرت العديد من المشاركات> بين المؤسسات التعليمية والمؤسسات المجتمعية بأنواعها‬
‫المختلفة في العديد من دول العالم المتقدم منه والنامي وذلك ألهمية المشاركة بين هذه المؤسسات‬
‫ودورها الفاعل في رفع مستوي اآلداء سواء علي مستوي المؤسسة التعليمية أو المجتمعية‪،‬‬

‫‪   ‬أوالً‪ :‬نماذج معاصرة للمشاركة المجتمعية فى التعليم الثانوى‪:‬‬


‫‪ .1   ‬المشاركة الوالدية‪:‬‬
‫‪     ‬يتسم العصر الحاضر> بالتغير السريع والمتالحق فى شتى مجاالت الحياة‪ ,‬وقد أثر ذلك تأثير‬
‫بال ًغا على مكونات العملية التعليمية من فلسفة‪ ,‬وأهداف‪ ,‬ومناهج وبرامج‪ ,‬وسائل تقويم‪ .‬ولكون‬
‫التربية وسيلة فعالة إلحداث التفاعل مع التغيرات والتطورات فإنها تسهم فى تضييق الفجوة بين‬
‫اإلنسان وبين ما يجرى حوله من تغيرات فى المفاهيم واالتجاهات‪ ,‬فمثًال استخدام وسائل االتصال‬
‫التكنولوجية الحديثة كالكمبيوتر واإلنترنت وغيرها‪ ,‬وظهور مفاهيم معاصرة كالعولمة‪ ,‬والتعددية‬
‫الثقافية‪ ,‬والتخصصات البينية؛ كل ذلك يتطلب مشاركة الوالدين وتنامى االتصال فى برامج للتربية‬
‫العلمية والتكنولوجية‪ ...‬إلخ‪ ,‬بحيث ال يصبح تالميذ المدرسة الثانوية بعدين عن العالم من حولهم‬
‫وما يجرى فيه من أحداث وتغيرات‪.‬‬

‫‪     ‬فعلى سبيل المثال‪ ,‬اتخذ األمريكان من مواد العلوم والرياضيات قاعدة أساسية للتربية فى‬
‫القرن الحادى والعشرين وخاصة بعد إطالق الباحثين تحذيراتهم لألمة من خالل التقارير الدالة‬
‫على المستوى المنخفض للمعرفة العلمية التقنية بين خريجى المدرسة العليا‪ .‬وهنا نجد بعض اآلباء‬
‫من األطباء والمهندسين والعلميين يعرضوا إمكانية المساعدة كنوع من التحفيز واسع االنتشار فى‬
‫قاعات دروس العلم من خالل المشاركة> مع المعلمين حيث تتيح هذه المشاركة الفرصة للتعرف‬
‫على العقبات التى تحول دون التربية العلمية‪ ,‬وتعلم كيفية التطبيق األفضل لقدراتهم نحو خلق‬
‫التغير الدائم‪.‬‬

‫‪     ‬وقد أوصت تجربة المشاركة السابقة بالتخطيط والتركيز على أنشطة التطوير المهنى للمعلمين‬
‫القائمين بدعم منهاج العلوم المرتكز على الوحدات‪ ,‬ووضع االستراتيجيات المالئمة الستخدام هذه‬
‫الوحدات بنجاح‪.‬‬

‫‪     ‬وثمة مثال أخر للمشاركة التربوية فى بلجيكا يتمثل فى المجالس المدرسية المحلية ومجالس‬
‫المشاركة فى التعليم‪ .‬ومن أهم الوظائف والمسئوليات ما يلى‪-:‬‬
‫‪ *    ‬التصديق على خطة عمل المدرسة التى يقدمها المجلس التربوى‪.‬‬
‫‪ *    ‬اختيار هيئة العاملين المؤقتة‪ ,‬الذين يجب أن تتوافر بهم المؤهالت الرسمية الموضوعة من‬
‫قبل الوالية‪.‬‬
‫‪ *    ‬إسداء النصح حول األطر العامة للخطة السنوية المدرسية‪.‬‬
‫‪ *    ‬اقتراح المعايير العامة لالستشارات المدرسية فيما يتعلق بـ ‪-:‬‬
‫‪ *    ‬التوزيع األمثل ألوقات الحصص المدرسية‪.‬‬
‫‪ *    ‬نصاب الحصص المالئم لكل معلم‪.‬‬
‫‪ *    ‬قواعد وإجراءات العمل المدرسى اليومي‪.‬‬

‫‪ .2   ‬المشاركة بين المدراس الثانوية والجامعات‪:‬‬


‫‪     ‬تستند فلسفة المشاركة فى هذا النوع على أن حل المشكالت التربوية يتطلب المعرفة والفهم‬
‫وممارستها على كل المستويات من التعليم‪ .‬وأن التحسن فى نتائج المدرسة يأتى عندما تدمج هذه‬
‫المنظورات المتعددة فى جهود تعاونية تتعدى حدود المدرسة‪.‬‬

‫‪     ‬وانطاقًا مما سبق‪ ,‬نظمت فى عام ‪1986‬م مشاركة الجامعة> ومدارس أنديانا‪Indiana      ‬‬
‫)‪   Public School / University Partnership (IPS/ UP‬للمساعدة على تحفيز هذا‬
‫التحسن‪ .‬وقد جمعت المشاركة بين جامعة أنديانا ومقطع عرضى من أنظمة المدارس العامة‬
‫الرسمية التى تشترك فى المالح المتبادلة لتق ُدم التربية‪ ,‬بحيث تضمنت هذه المجموعة الفريدة‬
‫مناطق حضرية وريفية‪ ..‬صغيرة وكبيرة‪ ,‬وقد وزعت بشكل جغرافى> عبر األقاليم‪ .‬هذا وقد تم‬
‫اختيار جامعة أنديانا لسمعتها الطيبة فى التعليم العالى‪ ,‬وتقديم التسهيالت لمركز التميز فى التربية‪.‬‬
‫وتتيح هذه المشاركة تبادلية حل المشكالت نظرًا للتكاملية فى مفهوم المشاركة‪,‬وتمتع كل عضو‬
‫بصوت مساوى فى اتخاذ القرارات> التى تحكم المشاركة‪ .‬ومن خالل هذه المنظرات المتعددة‪ ,‬توجه‬
‫المشكالت والحلول وحقائق التربية المعاصرة‪.‬‬

‫‪     ‬وقد تضمنت المشاركة فى عام‪1995-1994‬م بعض البرامج والمبادرات التالية‪-:‬‬


‫‪ **   ‬مشاركة الجماعة كعضو‪:‬‬
‫‪     ‬تتكون هذه الجماعة من مرشدى التكنولوجيا كعضو فى المقاطعات‪ ,‬وتجتمع بصفة دورية كل‬
‫شهر أثناء العام الدراسى بمنطقة أنديانا بولس‪ .‬ويركز جدول أعمالهم على القضايا التى من شأنها‬
‫ترقية ودفع االستخدام التكنولوجى فى المقاطعات األعضاء وعلى تطويرهم المهنى‪.‬‬

‫‪**   ‬سلسلة التطوير المهنى عند المدرسين‪:‬‬


‫‪     ‬وهى مشاركة جديدة بين مشاركة الجامعات والمدارس الثانوية العامة ‪ , IPS / UP‬وبين‬
‫وزارة التربية وجامعة أنديانا بغرض تطوير وإنتاج سلسلة من العروض عن التقييم للمدرسين‪,‬‬
‫ومدراء المدرسة واآلباء وقادة الجامعات‪ .‬وتم تقديم ثمانية عروض بصفة أولية مثل الفيديو‬
‫التفاعلى المزدوج الحى‪ ,‬والتسجيل الصوتى إلى مشاركة> الجامعات> والمدارس من ثالثة مواقع‬
‫على اإلنترنت فى أنديانا‪ .‬والعروض سوف تنشأ أو تبتكر من أستوديو التعليم عن بعد بمدرسة‬
‫التربية فى جامعة أنديانا‪ ,‬وبعد ذلك سجلت وحررت وأنتجت كسلسلة من‪ 30‬شريط فيديو تقريبًا مع‬
‫دعم المواد المطبوعة‪.‬‬

‫‪ **   ‬أكاديمية القيادة التنفيذية لمدرسة أنديانا‪:‬‬


‫‪     ‬وقد افتتحت هذه األكاديمية عام ‪1995‬م‪ ,‬وطُورت بالتعاون مع اتحاد أنديانا لمراقبى المدارس‬
‫العامة‪ ،‬وقسم التربية‪ ،‬وبعض الواليات وجامعة بوردو‪ .‬ويجتمع مديرى المشاركة لـ ‪IPS / UP‬‬
‫مع األكاديمية كل عامين بهدف تطوير التخطيط والموارد المالية لالتقاء بمدارس المنطقة‪.‬‬

‫‪ .3   ‬مشاركة المجتمع المحلى‪:‬‬


‫‪     ‬نصت استراتيجية التربية عام ‪2000‬م فى أمريكا على هذه المشاركة المتمثلة فى إنشاء‪ /‬تكوين‬
‫مؤسسة تطوير المدارس األمريكية الجديدة‪ ,‬وهى مؤسسة غير حكومية وال تعمل بقصد تحقيق‬
‫الربح‪ ،‬ومنشئها هو القطاع الخاص وقيادات رجال> األعمال‪ ,‬ومهمتها تمويل جهود البحث‬
‫والتطوير الالزمة لتصميم المدارس الجديدة وطرح المسابقات الخارجية بإنشاء هذه المدارس‪.‬‬

‫‪     ‬وثمة مشروع مبارك كول لتطوير التعليم التقنى فى مصر‪ ,‬حيث يقوم هذا المشروع على‬
‫ازدواجية المكان المتاح للتعليم والتدريب‪ ,‬كما يقوم على ازدواجية مسئولية تمويل التعليم التقنى‬
‫وتنفيذه وتقويمه‪.‬‬

‫‪     ‬وأساس هذا المشروع هو التطبيق األلمانى فى مجال التعليم التقنى لنظام يعرف بالنظام‬
‫المزدوج حيث تقوم الدولة ممثلة فى وزارات التعليم باألقاليم بمشاركة هيئات اإلنتاج والخدمات فى‬
‫تعليم طالب التعليم التقنى‪ .‬إذ يتعلم الطالب المقررات> النظرية فى المدارس‪ ,‬ثم يتدربون عمليًا فى‬
‫المؤسسات اإلنتاجية‪ .‬أما عن التمويل‪ ,‬فإن وزارات الزراعة والصناعة والتجارة> تتولى عملية‬
‫التدريب وتمويلها ومؤمنة بما يعود عليها من هذه العملية من مردود‪.‬‬

‫‪     ‬وفى سبيل تنفيذ المشروع تم اختيار ستة مواقع بمدن العاشر من رمضان‪ 6 ,‬أكتوبر‪ ,‬والسادات‬
‫والمحلة الكبرى‪ ,‬وشبرا الخيمة والعامرية إلقامة ستة مراكز للتدريب تكون نواة المشروع لتطوير‬
‫التعليم التقنى‪ .‬ويضم كل مركز منها ورش لكل الحرف الموجودة بكل إقليم أو مدينة‪ .‬وفى ذات‬
‫الوقت تم االتفاق> مع المصانع الموجودة فى هذه المناطق على تدريب طالب المراكز الستة‬
‫والمدارس الفنية الموجودة بكل منطقة تدريبًا عمليًا وتقويم أدائهم‪ .‬ويقوم الجانب األلمانى بتوريد‬
‫معدات التدريب لهذه المراكز‪ ,‬حيث تدار عملية التدريب إدارة مزدوجة من الوزارة وممثلى‬
‫المستثمرين بالمنطقة‪.‬‬

‫‪     ‬ويعد هذا النوع من المشاركة خطوة كبرى فى سبيل تطوير التعليم التقنى فى وقت تتطور فيه‬
‫الصناعة والخدمات ب ُخطى سريعة‪ .‬ويمكن إجمال مميزاته فى النقاط التالية‪-:‬‬
‫‪ -   ‬المدرسة مرتبطة بمواقع التدريب العملى‪.‬‬
‫‪ -   ‬التدريب الجاد على اكتساب المهارات‪.‬‬
‫‪ -   ‬االرتفاع بكفاءة المعلمين والمدربين‪.‬‬
‫‪ -   ‬التجهيزات والمعدات الحديثة والتقنيات العالية‪.‬‬
‫‪ -   ‬يتم التدريب والتعليم على مهن مرتبطة بحاجات> سوق العمل‪ ,‬وطبقًا لرغبة رجال العمال‬
‫والقطاعات االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -   ‬المدرسة الفنية تعتبر مركز إشعاع اقتصادي فى البيئة المحيطة‪ ,‬لرفع كفاءة العمالة الموجودة‬
‫بالمصانع‪.‬‬
‫‪ -   ‬إعفاء الوزارة من تحديث المعدات بالمدارس على فترات متقاربة؛ نظرًا لوجود التدريب‬
‫العملى على أحداث المعدات والتكنولوجيات بالمصانع‪.‬‬
‫‪ -   ‬اكتساب الطلبة أخالقيات العمل واحترام القواعد والنظم بالمصانع‪ ،‬ووضعهم فى الظروف‬
‫الواقعية لإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -   ‬حصول الخرجين على فرص عمل مؤكدة ودخول مرتفعة‪.‬‬
‫ثانياً‪:‬تطبيقات عالمية معاصرة للمشاركة المجتمعية‪.‬‬
‫‪   ‬أ‪ -‬المشاركة المجتمعية في أمريكا‪:‬‬
‫‪    ‬وتعتبر الواليات المتحدة األمريكية من الدول ذات السبق فى إدخال عنصر التعاون والمشاركة‬
‫بين المؤسسات التعليمية فى كل مراحلها وقطاع الصناعة واألعمال وذلك إليمانها بالرأسمالية‬
‫واالقتصاد الحر ولرغبتها فى التفوق واالمتياز واحتالل الصدارة فى سباق التنافس العالمي وقد‬
‫بذلت الحكومة األمريكية الكثير من الجهود لتحسين جودة خريجيها وخاصة فى المعاهد‬
‫التكنولوجية المتخصصة والكليات الهندسية والجامعات التكنولوجية وذلك من خالل التعليم‬
‫التطبيقى عن طريق التعاون والمشاركة مع الشركات والمؤسسات الصناعية وقطاع االعمال‬
‫غيرها وقد بدا‪  ‬االهتمام بدعم التعاون والمشاركة بين التعليم العالى والجامعى> وقطاع الصناعه منذ‬
‫عام ‪ 1934‬من خالل معهد البحث الصناعي ‪ industrial research institute‬وهو هيئة‬
‫أمريكية غير هادفة للربح وقد انضم إليها وقتذاك ‪ 14‬شركة ومؤسسة صناعية وصلت إلى ‪265‬‬
‫شركه صناعية وخدمية تهتم بالتجديد التكنولوجيى وتقوم بدفع رسوم سنويه قدرها ‪ 3900‬دوالرا‬
‫ويقوم المعهد باستثمار حوالى ‪ 100‬بليون دوالر سنويا فى البحث والتطوير ويقدم حوالى ‪%70‬‬
‫من الجهود الداعمة المادية فى مجاالت صناعية متعددة مثل االليكترونيات –‬
‫الكمبيوتر‪.‬الكمياء‪.‬علوم الفضاء كما ويقدم فرص عمل ألكثر من (‪ )10‬مليون امريكى منها (‪)500‬‬
‫الف فرصة عمل للمهندسين والعلميين وتحقق حوالى‪ 3‬تريليون دوالر مبيعات سنويا وبذلك يدعم‪ ‬‬
‫حوالي ثلث الناتج القومي كما يدعم البحث االكاديمى بحوالى ‪ 2.16‬بليون دوالر‪.‬‬

‫‪     ‬ومن نماذج المشاركة المجتمعية في التعليم في الواليات المتحدة االمريكية ما يلي ‪:‬‬
‫‪(    ‬أ) مشاركة كلية التربية بمدينة ميدوسترن بوالية تكساس األمريكية‪:‬‬
‫‪     ‬تمثلت أهداف هذه المشاركة في‪:‬‬
‫‪ -1   ‬اشتراك أعضاء هيئة التدريس بكلية التربية بمدينة ميدوسترن األمريكية مع مدرسى المدرسة‬
‫العامة االبتدائية فى مشروع مشاركة لخلق مدرسة للتنمية المهنية يتدرب من خاللها مدرسى ما‬
‫قبل الخدمة (طالب كلية التربية) على اإللمام بحقائق مهنة التدريس فى الواقع الفعلى للممارسة‬
‫(المدرسة العامة االبتدائية) وهذا تم تنفيذه خالل السنة األولى من المشاركة‪.‬‬

‫‪-2   ‬تنفيذ مشروع بحثى (ينتمى إلى البحوث التطبيقية) شاركفيه كل من أعضاء هيئة التدريس‬
‫بالكلية ومدرسى ما قبل الخدمة ومدرسى المدرسة االبتدائية وتالميذها‪ ،‬ويستند ذلك المشروع‬
‫البحثى التعاونى على نظرية التطوير العقلى لبياجيه باإلضافة إلى خبرات التعلم بحجرة الدراسة‪.‬‬

‫‪    ‬وكان من المبررات األساسية إلجراء تلك المشروع البحثى هو مالحظة> أن هناك عدداً من‬
‫تالميذ الصف الخامس بالمدرسة االبتدائية غير قادرين على استخدام الفكر العملى الواقعى‬
‫والمبرر اآلخر أن هذا المشروع كان بمثابة الفرصة لعمل أعضاء هيئة التدريس بالكلية مع‬
‫مدرسى المدرسة ومدرسى ما قبل الخدمة لترجمة الحقائق> والمعلومات النظرية إلى ممارسات‬
‫فعلية‪.‬‬

‫‪ -    ‬أطراف المشاركة‪ :‬تمثلت أطراف المشاركة فى كل من أعضاء هيئة التدريس بكلية التربية‬
‫ومدرسى المدرسة العامة االبتدائية ومدرسى ما قبل الخدمة‪.‬‬
‫‪ -    ‬آليات العمل فى المشاركة‪ :‬تم تشكيل فريق بحث تضمن كافة أطراف المشاركة‪ ،‬ولخلق‬
‫اإلحساس بالتكافؤ فى الفريق فقد قرر أساتذة الجامعة أن كل فرد فى الفريق له صوت متكافئ‪ ،‬وقد‬
‫مارس كل فرد فى الفريق دوراً هاماً‪ ،‬فمدرسو الفصول ومدرسو ما قبل الخدمة شاركوا فى تطوير‬
‫الخبرات اليومية‪ ،‬وتنفيذ استراتيجيات التعلم‪ ،‬وإداريو المدرسة تعانوا من خالل توفير الوقت‬
‫والمكان للمشروع‪ ،‬وقد ساهم أعضاء هيئة التدريس بالجامعة فى وضع اإلطار النظرى للعمل‪.‬‬

‫‪     ‬وقد أجرى فريق البحث سلسلة جلسات عصف ذهنى‪ ،‬كانت تنعقد مرتين أسبوعيا ً فى موقع‬
‫المدرسة لتحديد األنشطة‪ ،‬الخطة‪ ،‬المنهجية والموارد المطلوبة‪ ،‬وخالل هذه الجلسات ناقش فريق‬
‫البحث كيفية تحقيق التقدم فى مستوى الطالب‪ .‬وبالفعل تحققت مجموعة من الفوائد بالنسبة لكل‬
‫طرف شارك فى البحث التعاونى‪ ،‬حيث أن كل فر اشترك فى مشروع البحث التطبيقى طور وجهة‬
‫نظره عن العمليات والفوائد المتحققة‪ ،‬فبالنسبة ألعضاء هيئة التدريس المشتركين من الكلية‪ ،‬فقد‬
‫كان ذلك المشروع فرصة لهم للبحث والنشر‪ ،‬كما إنه ساعدهم على اكتساب خبرة ومعرفة ذات‬
‫قيمة من خالل مالحظات تعلم الطالب فى فصول المدرسة االبتدائية‪ ،‬والذى من الممكن أن يؤثر‬
‫ويطور فى برامجهم إلعداد المعلمين بالكلية‪ ،‬وهذا فى مجمله ساعدهم على ترجمة الحقائق‬
‫النظرية إلى ممارسات فعلية‪ .‬أما بالنسبة لمدرسى المدرسة االبتدائية فقد اتيحت لهم الفرصة‬
‫الستمرار وتقوية التعاون فيما بينهم الذى بدأ بخبرة التدريس بالمساعدة للتالميذ فى موقع مدرسة‬
‫التنمية المهنية‪ ،‬وامتد هذا التعاون ليشمل مدرسى ما قبل الخدمة‪ ،‬والتعاون بدء بالحوار‪ ،‬ثم نتج‬
‫عنه مجتمع نشط من المتعلمين وبيئة تعاونية وعمليات تعلم متطورة‪.‬‬

‫‪     ‬وبمجرد انتهاء البحث فإن عمل الفريق لم ينتهى‪ ،‬حيث استمر فحص‪ ،‬تقييم وتطوير‬
‫الممارسات التعليمية‪ ،‬كما إن مدرسى الفصول تحمسوا للمشاركة بالمعلومات مع أقرانهم فضالً‬
‫عن زيادة مستوى حماسهم ساعدهم على تشجيع مدرسين آخرين للتطوع من أجل المشاركة فى‬
‫المرحلة القامة للبحث‪.‬‬

‫‪    ‬وبتحليل هذه الحالة من حاالت المشاركة يتضح ما يلى‪:‬‬


‫‪     ‬أن تعاون أعضاء هيئة التدريس بالكلية مع مدرسى المدرسة معا ً فى إجراء األبحاث التربوية‬
‫المرتبطة بالممارسات المهنية فى حجرة> الدراسة يعتبر أسلوبا ً هاما ً من أساليب التنمية المهنية‬
‫والذى تبعه كثير من المشاركات بين المدرسة وكلية التربية وذلك إلسهامه الكبير الذى يميزه عن‬
‫أى أسلوب آخر فى اإلضافة إلى األساس المعرفى للمدرسين‪ ،‬هذا بجانب خبراتهم وتجديدها بما‬
‫يساعدهم على حل المشكالت التى تواجههم داخل الفصل والمدرسة‪.‬‬

‫‪     ‬وكانت أهم المبررات التى ساهمت فى حفز أطراف المشاركة على المشاركة الفعلية فى‬
‫أنشطة المشاركة هو إحساس كل طرف بالتكافؤ مع اآلخرين فى إجراء مشروعات المشاركة‪،‬‬
‫األمر الذى تبعه التزام طويل المدى بالمشاركة‪.‬‬

‫‪(   ‬ب) مشاركة جامعة بوسطن األمريكية‪:‬‬


‫‪     ‬تعتبر مشاركة جامعة> بوسطن ومجتمعها المحيط بها من أبرز نماذج المشاركات> بين المدرسة‬
‫والجامعة‪ ،‬حيث تطورت تلك المشاركة من اتفاق> بسيط بين الجامعة> والمدرسة (بين مدير المدرسة‬
‫وأعضاء هيئة التدريس بكلية التربية بالجامعة) إلى مشاركة أكثر عمقا ً متضمنة متخصصين‬
‫وأعضاء من المجتمع وعدد من المشروعات ومجموعة من الممولين‪.‬‬
‫‪     ‬الهدف من المشاركة‪ :‬تهدف المشاركة إلى تقوية الروابط بين البحث والممارسة والتوجه نحو‬
‫إدخال الجامعة فى حياة المجتمع‪ ،‬والتحرك بعيداً عن البحث أسير المعمل (الذى يتم داخل نطاق‬
‫المعمل بالجامعة) إلى طرق جديدة لربط العلم بالممارسة‪ ،‬حيث تعطى الممارسة للبحث المصداقية‬
‫التى تأتى فقط من المعرفة> المفيدة والتى تساعد على فهم المشكالت المعقدة وحلها‪.‬‬

‫‪     ‬وبشكل أكثر عمقا ً فالهدف من المشاركة هو إمداد الجامعة> بالفرص لالشتراك فى البحث الذى‬
‫يوجه مباشرة نحو المجتمع لإلعداد األفضل للطالب لمحيط العالم الحقيقى‪ ،‬وربط أهداف وموارد‬
‫الجامعة بأهداف وموارد المجتمع فى المسار الذى يقوم كل شريك ويمنحه امتيازات‪  ‬أيضاً‪.‬‬

‫‪     ‬أطراف المشاركة‪ :‬تمثلت أطراف المشاركة فى أعضاء من هيئة التدريس بجامعة بوسطن‬
‫ومجموعة من مدرسى المدارس الثانوية واالبتدائية ومتخصصين من المجتمع وبعض من أرباب‬
‫األعمال‪.‬‬

‫‪     ‬آليات العمل بالمشاركة‪ :‬وتم االتفاق على نموذج إلدارة مشروعات المشاركة من خالل تشكيل‬
‫لجان للتوجيه ‪ Steering Committees‬وقد كان تحديد هيكل هذه اللجان ووظيفتها من األوجه‬
‫الصعبة بسبب تدخل بعض التوجيهات المرتبطة بالثقة والمشاركة> المتساوية فى كل المشروعات‪،‬‬
‫وتتكون لجان التوجيه من ممثلين اثنين من وكاالت المجتمع‪ ،‬واثنين من أعضاء هيئة التدريس‬
‫بالمدرسة فيمثلهم ثالثة‪ ،‬وتقوم لجان التوجيه بدور هام فى مقارنة أداء الممثلين عن األطراف‬
‫المختلفة للمشاركة فى تنفيذ المشروعات‪ ،‬كما أن لديها مهمة مراقبة البرنامج واإلشراف عليه وحل‬
‫المشكالت التى تواجهه أيضاً‪ .‬وبموجب هذه المشاركة تم تشكيل فريق التخطيط الجوهرى ‪Acore‬‬
‫‪ Planning Team‬الذى تضمن ممثلين من المدرسة (أولياء أمور ومدرسون) ومن الجامعة‬
‫(أعضاء هية التدريس) ومن المجتمع (ممثلون عن االتحاد الذى يربط مدينة ألستون ‪Allston‬‬
‫ببوسطن – التنظيم الذى يضم أعضاء من المجتمع وكثير من أولياء األمور بالمدارس) وهذا‬
‫الفريق تتمثل مهمته فى إعداد مخططات لمشاركة‪ ،‬وكان التالقى أسبوعيا ً لتبادل المعلومات‪،‬‬
‫المقترحات‪ ،‬واألفكار‪.‬‬

‫‪     ‬ومن الفوائد التى تحققت خالل عمل الجامعة> مع المجتمع بوكاالته ومدارسه فى مشروعات‬
‫مختلفة من خالل المشاركة استطاع كل منهم أن يصل إلى مفاهيم جديدة عن العالقة بين البحث‬
‫والممارسة‪ ،‬وبالتالى تطوير مداخل جديدة عن الروابط بين المجتمع والمدرسة‪ ،‬كما أدركت‬
‫الجامعة أن دورها يتطلب إجراء نوعية مختلفة من األبحاث التى تجيب فيها على األسئلة المثارة‬
‫من قبل اآلباء والمدرسين وأعضاء المجتمع‪ ،‬األمر الذى انعكس على زيادة مشاركة كل طرف فى‬
‫عمل الطرف اآلخر‪ ،‬وفهم أعمق للعالقة بين البحث والممارسة‪ ،‬وأتباع منهجيات بحثية أكثر‬
‫تطوراً‪.‬‬

‫‪     ‬ومن أهم نتائج تلك المشاركة إفراز مدرسة الخدمات الممتدة التى طورت برامج األطفال (قبل‬
‫المدرسة‪ ،‬بعد المدرسة‪ ،‬فى الصيف)‪ ،‬كما أعدت خدمات متمركزة حول المدرسة‪ ،‬وطورت برامج‬
‫مسائية ألولياء األمور والكبار (التعليم‪ ،‬االستشارات فى جوانب متعددة مثل الهجرة)> وقد وفرت‬
‫الجامعة أيضا ً كادر من المدربين ‪ Coaches‬للمساعدة فى تنفيذ المنهج الجديد وطرق التدريس‪،‬‬
‫كما وفرت أعضاء هيئة التدريس للعمل مع مدرسى المدرسة لتطوير نماذج للدعم الطالبى وذلك‬
‫للتغلب على الحواجز االجتماعية والنفسية للتعلم‪.‬‬
‫‪   ‬ب‪ -‬المشاركةالمجتمعية في زيمبابوى بعد االستقالل ‪:‬‬
‫‪     ‬لقد استطاعت دولة زيمبابوى بعد استقاللها مباشرة عام ‪ ،1980‬أن تحقق توسعا ً كبيراً فى‬
‫قطاع التعليم من خالل تطبيق سياسة التعليم للجميع‪ ،‬وتبع هذا التوسع زيادة كبيرة فى نسب‬
‫االستيعاب‪ ،‬وتم تطوير التعليم االبتدائى من خالل تعبئة الجهود والدعم المجتمعى‪.‬‬

‫‪     ‬وتحدد المادة (‪ )297‬أدوار كل من أولياء األمور والمجتمع فى تطوير التعليم‪ ،‬وتم تأسيس‬
‫لجان لتطوير المدارس الخاصة> (‪ ،) SDC‬وتأسيس جمعيات لتطوير المدارس الحكومية (‬
‫‪ ،) SDA‬وتعقد تلك اللجان والجمعيات اجتماعيات دورية لتخطيط وتقديم األنشطة المدرسية‪.‬‬
‫ِ‪     ‬ويظهر دور المشاركة بين الحكومة والمجتمع فى كل من المدارس الحكومية وكذلك المدارس‬
‫التى يتم مساعدتها جزئيا ً من قبل الحكومة‪ ،‬والمدارس الحكومية والتى تمثل ‪ %60‬من جميع‬
‫المدارس االبتدائية‪ ،‬يتم إنشائها من قبل سلطات محلية ومن قبل أولياء األمور اعتماداً على‬
‫مصادرهم الخاصة‪ .‬وتتمثل مسئولية الحكومة فى الجوانب المادية مثل الصيانة مع إجراء‬
‫إصالحات دورية بالمبانى واألفنية واألراضى المدرسية‪ ،‬باإلضافة إلى رواتب المعلمين وفريق‬
‫العمل وشراء اآلثاثات والمعدات والكتب المدرسية وغيرها من المواد التعليمية‪ ،‬وكذلك نفقات‬
‫التشغيل مثل الكهرباء والماء والخدمات البريدية‪ .‬أما األنشطة غير المنهجية والتسهيالت اإلضافية‬
‫األخرى فيتم اإلنفاق عليها من خالل المصاريف السنوية وفقا ً للظروف المحلية وقدرة أولياء‬
‫األمور على الدفع‪.‬‬

‫‪     ‬وتوفر الجمعيات التطوعية ألولياء األمور مصادر إضافية لتغطية النفقات الثابتة والمتغيرة‪،‬‬
‫ويقوم أولياء األمور بتحديد نوع المشاريع التى يرغبون فى تنفيذها فى المدرسة ثم يقومون بفرض‬
‫ضرائب على أنفسهم لجمع االعتمادات الالزمة‪.‬‬

‫‪     ‬ومن المشاريع األساسية التى يقوم أولياء األمور بدعمها مشروع إنشاء فصول إضافية‪،‬‬
‫ومكتبات ‪ ،‬وقاعات دراسية‪ ،‬وحمامات> سياحية‪ ،‬وأسوار األمان وغيرها‪ .‬والبد أن توافق الحكومة‬
‫على جميع هذه المشروعات‪ ،‬كما أنه البد أن تتفق مع المعايير المحددة‪ ،‬ويمكن لجمعيات أولياء‬
‫األمور أن تساعد فى دعم االعتمادات المالية الحكومية‪ ،‬وذلك باإلسهام فى النفقات> المتغيرة مثل‬
‫رواتب المعلمين اإلضافيين والذين يتم تعينهم لخفض نسبة الطالب لكل معلم بالفصل‪.‬‬

‫‪     ‬أما المدارس التى يتم دعمها جزئيا ً من قبل الحكومة فيتم إنشائها وإدارتها من قبل السلطات‬
‫غير الحكومية‪ ،‬ولكل تقوم الحكومة بتخصيص منحة لكل طالب ملتحق بالمدرسة‪ .‬وهذه المنحة‬
‫تكون متكافئة مع النفقات التى يتم تحديدها لكل طالب فى المدارس االبتدائية الحكومية‪ .‬كما تقدم‬
‫هذه المدارس بعض المنح لتغطية حوالى ‪ %25‬من النفقات الكلية إلنشاء المبانى المدرسية‪.‬‬
‫‪     ‬أما العيب الرئيسى فى االعتماد على اإلسهامات المجتمعية هو قيام أولياء األمور األكثر ثراء‬
‫باإلنفاق على التعليم بشكل يفوق غيرهم من أولياء األمور األقل غنى‪ ،‬ولقد عالجت الحكومة‬
‫التغلب على هذه الحاالت من عدم المساواة وعدم التكافؤ من خالل تأسيس برنامج للمدارس‬
‫المحرومة يتولى تخصيص رأس مال محدد للمجتمعات الفقيرة جداً‪.‬‬

‫‪     ‬ويعد أحد عيوب تطبيق المركزية فى التعليم الشعور بالتغريب وافتقاد اإلحساس باالنتماء من‬
‫قبل أفراد المجتمع‪ .‬لهذا قررت المؤسسة الدولية لبناء القدرات فى إفريقيا تطبيق سياسات جديدة‬
‫تتمثل فى‪:‬‬
‫‪ *   ‬تقديم دعم مادى ومهنى من قبل الحكومة للنظام التعليمى ككل‪ ،‬من منطلق ضمان توفير‬
‫وتحقيق تعليم ابتدائى للجميع باإلضافة إلى توفير تعليم ثانوى للغالبية من الطالب‪.‬‬
‫‪ *   ‬محاولة إعطاء الفرصة للمجتمع ليتحكم فى العديد من جوانب اتخاذ القرار فى المدرسة بقدر‬
‫اإلمكان‪.‬‬

‫‪     ‬ومن ثم تم تأسيس نظام من المشاركة بين الحكومة والمجتمع‪ ،‬بحيث تحددت المسئوليات‬
‫الحكومية فى اآلتى‪:‬‬
‫‪ **   ‬دفع رواتب المعلمين‪.‬‬
‫‪ **   ‬دفع نسبة مالية لكل تلميذ لشراء األدوات المدرسية‪.‬‬
‫‪ **   ‬وضع المناهج ومعايير الجودة واالختبارات وكذا نظام التوجيه‪.‬‬
‫‪ **   ‬توفير تدريب يناسب المعلمين سواء قبل أو أثناء الخدمة‪.‬‬
‫‪ **   ‬توفير خريطة مدرسية تضمن أال تزيد لمسافة بين سكن أطفال المدرسة االبتدائية والمدرسة‬
‫عن خمسة كيلو مترات‪ ،‬وفى المدرسة الثانوية عن ‪ 11‬كم‪.‬‬
‫‪ **   ‬توفير وإعداد معايير األبنية المدرسية‪ ،‬ومعايير إعطاء المنح للمجتمعات لتتولى عملية بناء‬
‫المدارس‪.‬‬
‫‪ **   ‬التحكم فى جودة األبنية المدرسية‪.‬‬

‫‪   ‬أما مسئولية المجتمع فتتمثل فى اآلتى‪:‬‬


‫‪ **   ‬تعيين ونقل المعلمين (الحكومة مسئولة عن ترقية المعلمين)‪.‬‬
‫‪ **   ‬تشكيل لجان مسئولة عن تأسيس المدارس الجديدة وتطويرها‪.‬‬
‫‪ **   ‬تحديد مواقع المدارس وبنائها وفقا ً للقوانين الموضوعة من قبل وزارة التعليم والمتعلقة‬
‫بإعداد التالميذ والجوانب الصحية والبيئية وتوفير المياه‪.‬‬
‫‪ **   ‬التحكم فى صرف المنح المالية المخصص لألبنية التعليمية واألفراد‪.‬‬
‫‪ **   ‬التحكم فى المصاريف المدرسية التى يدفعها أولياء األمور‪.‬‬
‫‪ **   ‬مسئولية شراء جميع األدوات المدرسية‪.‬‬
‫‪ **   ‬ولقد استقبل هذا النظام بحماس كبير من قبل الجمهور الذين شعروا باالرتياح نتيجة‬
‫إلعطائهم الفرصة لتأسيس وبناء مدارسهم وإدارتها وفقا ً لمعايير الوزارة‪.‬‬
‫‪ **   ‬تتجه المجتمعات فى كثير من الدول األفريقية نحو تعزيز المشاركة المجتمعية المدرسية‬
‫ويمكن أن يعتمد أو يعول عليها فى عمليات التطوير‪ .‬فلقد أصبح من المسلم به فى الوقت الحاضر‬
‫أن اشتراك المجتمع فى إدارة المدرسة يساعد على تحسين التعليم لجميع األطفال‪ ،‬ويظهر من‬
‫خالل الواقع الحى أن مشاركة المجتمع يمكن أن تكون فى شكل تعاون موسع لتحسين وتطوير‬
‫النظام المدرسى ككل أو فى شكل مساهمة محدودة لتحقيق هدف محدد‪.‬‬

‫‪     ‬وتوضح العديد من التقارير الخاصة بمشاركة المجتمع أن المدرسة بشكل عام والمعلمين‬
‫والطالب بشكل خاص يستفيدوا من الكثير من إسهامات المجتمع‪.‬‬
‫‪    ‬وتتضمن إسهامات المجتمع فى تحسين وتطوير المدارس اآلتى‪:‬‬
‫‪ **   ‬االهتمام بدعم زيادة استيعاب الطالب وتحقيق فوائد تعليمية مختلفة‪.‬‬
‫‪ **   ‬ضمان الحضور المنتظم للطالب واإلمكانات المتاحة‪.‬‬
‫‪ **   ‬تقديم اإلسهامات العينية والتى تتمثل فى توفير القوة العاملة‪ ،‬والمادة واألراضى‬
‫واإلعتمادات المالية‪.‬‬
‫‪ **   ‬تجديد ومساندة المتقدمين من المعلمين المحليين‪.‬‬
‫‪ **   ‬اتخاذ قرارات حول مواقع المدارس وجداولها الزمنية‪.‬‬
‫‪ **   ‬مراقبة أداء المعلمين‪.‬‬
‫‪ **   ‬تأسيس لجان تعليمية يشارك فيها أفراد من المجتمع إلدارة المدارس‪.‬‬
‫‪ **   ‬حضور المقابالت واالجتماعات المدرسية لإلطالع على مستوى الطالب‪.‬‬
‫‪ **   ‬تقديم وإعداد دورات تدريبية على المهارات المختلفة‪ ،‬وكذا تقديم المعلومات الثقافية المحلية‬
‫الالزمة‪.‬‬
‫‪ **   ‬مساعدة األطفال على التحصيل‪.‬‬
‫‪ **   ‬جمع المزيد من المصادر وحل المشكالت من خالل السلطات التعليمية‪.‬‬
‫‪**   ‬وتتمثل مسئوليات المدرسة نحو المجتمع فى اآلتى‪:‬‬
‫‪ **   ‬القيام بمشروعات تطويرية بحيث تتضمن المادة التعليمية مشاكل المجتمع بحيث يشترك‬
‫الطالب والمعلمين من خالل دراسة المشروع لحل هذه المشكالت‪.‬‬
‫‪**   ‬تقديم خدمات للمجتمع مثل االشتراك فى مشاريع البناء‪.‬‬
‫‪ **   ‬تقديم تعليم للكبار وتقديم أنشطة ثقافية وترفيهية حيث تتاح إمكانات المدرسة ألعضاء‬
‫المجتمع‪ ،‬وذلك فى أيام األجازات أو ساعات الراحة المدرسية‪.‬‬
‫‪ **   ‬تأسيس نظم إنتاجية زراعية وصناعية‪ ،‬حيث تتاح الفرصة للطالب لتعلم المهارات المختلفة‬
‫داخل المدرسة‪.‬‬
‫‪ **   ‬نشر الثقافة المحلية بحيث تنعكس الطقوس والمعتقدات المحلية فى األنشطة المدرسية‪.‬‬
‫‪ **   ‬استخدام المجتمع كمعمل دراسى لتطبيق المنهج الدراسى الذى يتالءم مع البيئة المحلية‪.‬‬
‫‪ **   ‬ويتطلب هذا التطوير تغيير فى عملية التعليم والتعلم داخل الفصل الدراسى‪ ،‬حيث يحتاج‬
‫المعلم أن يتعلم اآلتى‪:‬‬
‫‪ **   ‬تخطيط الدروس بشكل مختلف بحيث يتم توظيف فهمه الخاص للمكونات األساسية للمنهج‪،‬‬
‫وتفهم كيفية توظيف الدراسات الميدانية‪.‬‬
‫‪ **   ‬تطوير واستخدام موارد محلية ترتبط مباشرة بمحتوى المنهج‪.‬‬
‫‪ **   ‬الخروج للمجتمع واالتصال باآلخرين لجمع معلومات‪ ،‬وإجراء مقابالت وإعداد مشاريع‬
‫مجتمعية‪.‬‬

‫‪   ‬ج‪ -‬لجان اإلدارة المدرسية فى إثيوبيا‪.‬‬


‫‪     ‬قامت لجان اإلدارة المدرسية بجمع اعتمادات مالية من المجتمعات بهدف دعم بناء المدارس‬
‫بشكل كلى وجزئى‪ ،‬وتتكون هذه اللجان> من ممثلين لكل من المجتمع والمعلمين والطالب‪ ،‬ويعمل‬
‫مدير المدرسة فى هذه اللجان كسكرتير أو أمين عام‪ .‬ويتم تحويل السلطة لهذه اللجان بشكل قانونى‬
‫لتقديم التوجيه والدعم للمدارس‪.‬‬

‫‪     ‬وتعمل العديد من المنظمات الدولية والجمعيات والهيئات المحلية على تعبئة المجتمع لإلسهام‬
‫فى األنشطة التعليمية داخل المدارس‪ .‬ومن هذه المنظمات (‪ ،) USAID‬والمنظمات غير‬
‫الحكومية‪ ،‬والهيئة العالمية للتعليم (‪ .) WLI‬وقد قامت هذه الهيئة باالشتراك مع جمعية تيجراى‬
‫للتطوير (‪ ) TDA‬بتأسيس مشروع لألنشطة المجتمعية المدرسية والذى يهدف إلى تعزيز قدرة‬
‫اللجان المدرسية والتى تضم كل من المدرسين واإلداريين فى المدرسة‪.‬‬

‫‪     ‬ولقد أوضحت تقارير المتابعة أن المدارس التى تقع فى نطاق هذا المشروع تسير بشكل‬
‫أفضل‪ ،‬حيث زادت بها نسبة حضور الطالب‪ ،‬كما زادت نسبة استيعاب الفتيات‪ ،‬وارتفع معدل‬
‫نجاحهن‪ ،‬وانخفض معدل التشرب‪ ،‬وتحسنت العالقات بين المدرسة والمجتمع‪.‬‬
‫‪   ‬د‪ -‬المشاركة المجتمعية فى كينيا‪.‬‬
‫‪     ‬استمتع النظام التعليمى فى كنيا بدعم مادى من قبل المجتمعات منذ زمن طويل‪ ،‬ولقد شمل هذا‬
‫الدعم تخصيص أراضى إلنشاء‪  ‬وإقامة المدارس‪ ،‬وتقديم القوى البشرية الالزمة للعمل‪ ،‬واإلسهام‬
‫فى تقديم الموارد التعليمية واألثاث المدرسى‪ ،‬وقدمت المجتمعات فى كنيا نموذجا ً لكيفية إسهام‬
‫المجتمعات لتوسيع وتطوير التعليم الثانوى‪ ،‬كما أسهمت المؤسسات الدينية وغيرها من األفراد‬
‫جزيئيا ً فى مدارس الهارامبي (‪ ،) Harambee‬وتعنى كلمة هارامبى "دعنى نضع مصادرنا معا ً‬
‫لتطوير مجتمعنا"‪ ،‬وتتمثل مساهمة المدرسة فى تقديم معلمين مؤهلين لضمان جودة التعليم‪.‬‬

‫‪     ‬ويتم إدارة هذه لنوعية من المدارس من خالل تعبئة المصادر‪ ،‬وتعيين المعلمين من قبل‬
‫الحكومة‪ ،‬ومن خالل مساهمات أولياء األمور والمجتمعات ومساعدة المنظمات غير الحكومية‪.‬‬
‫ويسهم المجتمع بنسبة ‪ %60‬من االعتمادات المالية‪ ،‬بينما تقدم ‪ %40‬فقط من االعتمادات من قبل‬
‫الحكومة وتمثل نسبة ‪ %40‬من رواتب المعلمين‪.‬‬

‫‪     ‬ويعتمد تحديد قيمة االعتمادات المالية الالزمة على تحديد نوع المشاكل األساسية التى تعانى‬
‫منها المدارس‪ .‬ويتم هذا التحديد من قبل اللجان المدرسية الممثل فيها الجمعيات األهلية والمعلمين‬
‫وأولياء األمور‪.‬‬

‫‪     ‬وبذلك نرى أن المجتمع فى كينيا بجميع طوائفه المسئول األساسى الذى يقع على عاتقه تعليم‬
‫أطفاله‪ .‬ومازال تحقيق الجودة وتحقيق مبدأ التعليم للجميع وتوفير مصادر كافية للمدارس من‬
‫التحديات الدائمة للنظام التعليمى فى دولة كنيا‪.‬‬

‫‪   ‬هـ ‪ -‬المشاركة المجتمعية في أوغندا‪.‬‬


‫‪     ‬لقد قدم كل من أولياء األمور وأعضاء المجتمع فى أوغندا إسهامات كبيرة فى إنشاء المدارس‪،‬‬
‫واقتصر إسهام المجتمع فى الماضى على بناء المدارس‪ ،‬وتقديم األثاث وذلك النتشار األمية‪.‬‬

‫‪     ‬وفى الوقت الحالى يتم منح المجتمعات سلطة أكبر للمشاركة الفاعلة فى جعل العملية التعليمية‬
‫أكثر فاعلية وجودة‪ .‬فهم يقومون حاليا ً بمراقبة اإلنفاق واالعتمادات المالية‪ ،‬كما يقومون بالبحث فى‬
‫كيفية تحسين جودة التعليم ألبنائهم‪ .‬وقامت الحكومة بتحديد أدوار ومسئوليات المجتمع وأولياء‬
‫األمور وكذا أدوار المعلمين والمديرين‪ ،‬بحيث يشترك الجميع فى تحسين الجودة التعليمية‪،‬‬
‫وتحسين أداء المعلم‪ ،‬وانضباط الطالب‪ ،‬وتوفير المصادر المدرسية‪.‬‬

‫‪     ‬أما الذين يلعبون األدوار األساسية فى القيام بأنشطة التعبئة المجتمعية هم‪ :‬مركز تنسيق‬
‫المرشدين (‪ ) CST‬والقائمين بالتعبئة المجتمعية للمتطوعين (‪ ) VCM‬وكلية إعداد معلمي التعليم‬
‫االبتدائى (‪ ) PTC‬والمدرسة‪.‬‬

‫‪     ‬وتبنت دولة أوغندا مداخل مختلفة في تحقيق المساهمة المجتمعية وفى تحسين جودة التعليم‪،‬‬
‫وتحقيق االستيعاب الكامل في المرحلة االبتدائية‪.‬‬

‫‪     ‬وقامت أوغندا بتصميم استراتيجيات وبرامج بديلة تدار بواسطة المجتمعات‪ .‬ولقد زاد معدل‬
‫المشاركة المجتمعية من ‪ %50‬عام ‪ 1993‬إلى ‪ %93‬عام ‪ .1999‬باإلضافة إلى هذا فإن نظام‬
‫التعليم الالمركزى شجع المجتمعات المحلية على االهتمام بشكل أكبر للمشاركة داخل المدارس‬
‫وغذى لديهم الشعور باالنتماء‪.‬‬

‫‪     ‬ومن أهم المشاكل التي تعانى منها الحكومة وتحاول أن تحلها بالتعاون مع المشاركة المجتمعية‬
‫وأولياء األمور القصور في عدد المعلمين والنقص في عدد الكتب المدرسية‪ ،‬والفصول‪ ،‬واستخدام‬
‫أكثر من لغة قومية في المدارس‪.‬‬
‫الـوحــدة السادسة‬
‫رؤية مستقبلية لتفعيل المشاركة المجتمعية‬
‫‪     ‬تدور هذه الوحدة حول أهداف الرؤية المقترحة‪ >،‬ومراحل تنفيذ الرؤية المقترحة‪ ،‬ومقومات‬
‫نجاح الرؤية المقترحة‪ ،‬والخطوات األساسية لبناء المشاركة الناجحة‪.‬‬

‫‪   ‬مقدمة‬
‫‪     ‬إن الهدف األساسي من إحداث المشاركة> المجتمعية في التعليم هو رفع كفاءة العملية التعليمية‬
‫باإلضافة إلي تلبية احتياجات المؤسسات المجتمعية ‪ ،‬حيث أصبح لزاما ً علي القائمين علي‬
‫المؤسسات التعليمية والمجتمعية السعي نحو تحقيق المشاركة المجتمعية بما يسهم في تحقيق‬
‫أهدافهم وتلبية حاجاتهم ورغباتهم ومتطلباتهم‪.‬‬

‫‪     ‬كما أن تأسيس المشاركة المجتمعية بين المؤسسات التعليمية والمجتمعية يتطلب عدداً من‬
‫الركائز واالتجاهات اإليجابية منها‪:‬‬
‫‪ *   ‬توفير المعلومات الالزمة عن أطراف المشاركة لدي كل منهم‪.‬‬
‫‪ *   ‬إلغاء عملية إصدار األحكام المسبقة علي أطراف المشاركة‪.‬‬
‫‪ *   ‬االهتمام باألنشطة التطبيقية والعلمية‪.‬‬
‫‪ *   ‬العالنية في إجراء العمليات اإلدارية‪.‬‬

‫‪   ‬وهنا يمكن التساؤل عن أهداف الرؤية المقترحة؟‬


‫‪   ‬أوالً‪ :‬األهداف‪:‬‬
‫‪   ‬يتوقع عند تنفيذ الرؤية المستقبلية تحقيق األهداف التالية‪:‬‬
‫‪ *   ‬تحسين مستوي العملية التعليمية‪.‬‬
‫‪ *   ‬تلبية احتياجات المؤسسات المشاركة‪.‬‬
‫‪ *   ‬توفير مصادر التمويل الالزمة لرفع كفاءة العملية التعليمية‪.‬‬
‫‪ *   ‬اإلحساس بمشكالت واحتياجات المؤسسات المشاركة والسعي نحو حلها‪.‬‬
‫‪ *   ‬تبادل اآلراء والخبرات بين المؤسسات التعليمية والمؤسسات المجتمعية مما يسهم في تحسين‬
‫مستويات األداء بها‪.‬‬

‫‪     ‬وهنا يمكن التساؤل عن مراحل تنفيذ الرؤية المقترحة؟>‬

‫‪   ‬ثانياً‪ :‬مراحل التنفيذ‪:‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪     ‬وهناك عدة مقومات أساسية تتكامل فيما بينها للوصول إلي مشاركات> مجتمعية قوية بصفة‬
‫عامة ويمكن توضيح خطوات بناء المشاركة ومقوماتها في الشكل التالي(‪)1‬‬

‫‪     ‬وهنا يمكن التساؤل عن مقومات نجاح الرؤية المقترحة؟> ومقومات المشاركة الناجحة كما في‬
‫الشكل السابق‪:‬‬
‫‪ -1   ‬القيادة ‪  :‬إن القيادة مهارات يجب أن تنمو وتتطور في بيئة المشاركة‪ ،‬وإذا لم يكن لدي‬
‫المشاركة قيادة قوية فإنه ينبغي توفير التدريبات المناسبة لها الكتسابها المهارات> القيادية‪ ،‬وعالوة‬
‫علي الدور الفاعل للقيادة داخل نماذج المشاركات‪ ،‬فالمشاركات تحتاج أيضا ً دعم كامل من القيادة‬
‫العليا في كل منظمة طرف في المشاركة‪.‬‬

‫‪ -2   ‬الزمالة‪  :‬الزمالة> ال تشير إلي مجرد فكرة أن مجموعة من األفراد يعملون معا ً من أجل سبب‬
‫مشترك ولكنها تتضمن معني أكبر من ذلك بكثير وهو اعتراف بأن كل فرد له قيمة متكافئة في‬
‫المشاركة ويمكن تأييد أطراف المشاركة كزمالء متكافئين من خالل إتباع آليات التفكير المشترك‬
‫في اآلراء المختلفة فيما بين األطراف المشاركة ‪ ،‬وفي ظل االحترام والثقة الناتجين عن الزمالة‬
‫القوية بين أطراف المشاركة> فالقضايا الصعبة التي قد تظهر من خالل مشروع المشاركة من‬
‫الممكن أن تكون أكثر سهولة في التغلب عليها وتخطيها باإلضافة إلي تقليل وتذليل العديد من‬
‫المشكالت إذا اعترف أطراف المشاركة بأن تلك المشكالت والصعوبات حدثت بسبب بعض‬
‫العوامل ومن ثم ال يوجد فرد في المشاركة يقوم بإلقاء اللوم علي اآلخرين بحجة تسببهم في إحداث‬
‫مثل تلك المواقف‪ .‬‬

‫‪ -3   ‬التعاون‪ :‬يصنف التعاون في مشروعات المشاركة علي أنه إحداث نموذج للتخطيط والتنفيذ‬
‫والتقويم فيما بين األفراد أو المنظمات‪ ،‬ولذا فإن المشاركة في صنع القرار> تعد شكل متعدد األوجه‬
‫للتعاون من خالل ما يمثله األفراد المشاركين في المشاركة من خلفيات متعددة وتوصيفات وظيفية‬
‫متباينة يعملون معا ً بإمكانات متساوية‪.‬‬

‫‪    ‬وكثيراً ما تنتج بعض التوترات فيما بين المشاركين في المشاركة نتيجة ممارسة المشروعات‬
‫التعاونية معا ً ويري البعض أن تلك التوترات من الممكن أن تكون سببا ً رئيسيا ً لهدم المشاركة ‪،‬‬
‫بينما يري كثيرون أنه بدون تلك التوترات‪  ‬اإليجابية فالتعاون ال ينتج عنه قيمة حقيقية‪ ،‬حيث أنه‬
‫يشكل قوي إيجابية وضرورية لعمليات التغيير ‪ ،‬ولذا فإن االنتفاع بتلك التوترات بشكل إيجابي‬
‫ينبغي أن يكون من بين المهام األساسية لقادة المشاركة والمشاركين فيها‪.‬‬

‫‪ -4   ‬المسئولية المشتركة‪ :‬إن قادة المشاركة ينبغي أن يوافقوا علي مشروعات المشاركة كجزء‬
‫من مسئولياتهم الحقيقية وليس كجهود إضافية‪ ،‬وينبغي أن يدركوا أن المشاركة> ليست كجزء من‬
‫مشروع ثانوي ولكنها تعتبر جزء واضح من التوجيهات االستراتيجية لمنظماتهم‪ ،‬لذا فالمسئولية‬
‫تصبح كل من الزمالة> والتعاون ‪ ،‬حيث أن المسئولية تكون الداعم الذي يقوي كل العالقات الفعالة>‬
‫في تطوير أنشطة المشاركة وأثناء المناقشات التمهيدية للمشاركة ينبغي أن يتم تحديد احتياجات كل‬
‫األطراف بدقة ويتم بصفة دورية مراجعة مدي تلبية هذه االحتياجات> طوال أنشطة المشاركة‪.‬‬
‫‪    ‬وفي ضوء الخطوات والمقومات السابقة يمكن تحديد الخطوات اإلجرائية لمراحل بناء‬
‫المشاركة كما هو موضح في الشكل التالي‪.‬‬

‫‪     ‬وهنا يمكن التساؤل عن مراحل تنفيذ الرؤية المقترحة؟حيث يتم تنفيذ الرؤية المقترحة‬
‫للمشاركة المجتمعية من خالل عدة مراحل وهي‪:‬‬

‫‪   ‬المرحلة األولي ‪ :‬إنشاء وحدة لدعم المشاركة‪:‬‬


‫‪     ‬وتختص بتنظيم وتسهيل كافة أنواع المشاركات وتتصدي لحل أية مشكالت وصعوبات ممكن‬
‫أن تواجه المشاركة ويكون دورها متمثل في اإلشراف والتوجيه‪ ،‬علي أن تضم ضمن أفرادها‬
‫ممثلين عن المؤسسات التعليمية والمؤسسات المجتمعية( ممثلين عن رجال األعمال والجمعيات‬
‫األهلية واألحزاب) علي أن تقوم هذه الوحدة عن طريق أعضائها إصدار قرارات ملزمة متصلة‬
‫بصناعة عالقات المشاركة والقيم المتصلة بها مع وضع ضمانات مناسبة لتنفيذ القرارات الخاصة‬
‫بالمشاركة بالشكل المناسب وتحديد أطر واضحة للمحاسبية‪.‬‬

‫‪   ‬المرحلة الثانية‪ :‬بناء الثقافة المجتمعية الالزمة إلرساء دعائم المشاركة بين المؤسسات التعليمية‬
‫ومؤسسات المجتمع‪:‬‬

‫‪    ‬وهذا يتطلب منها أن تصبح مؤسسات مفتوحة علي المجتمع تتبني ثقافة جديدة تؤسس علي‬
‫المشاركة المستدامة مع مؤسسات المجتمع وممكن تحقيق ذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ -1   ‬إنشاء مجموعة من المنشآت في المؤسسات التعليمية مثل مكتب نائب رئيس الجامعة> لتطوير‬
‫العالقات مع الخريجين ‪.‬‬
‫‪ -2   ‬تحسين الوعي العام ألهمية المشاركة بإنشاء إعالن يوضح جهود المؤسسات التعليمية لخدمة‬
‫المجتمع كما يتضمن موضوعات مثل المجتمع القائم علي البحث وتنمية المجتمع والعدالة‬
‫االجتماعية وغيرها‪ ،‬وذلك من خالل تولي وحدة دعم المشاركة وإرسال نشرات إلي رجال‬
‫األعمال وأصحاب الشركات بالمحافظة تعرض فيها نماذج ناجحة> ومنتقاه من الشركات بين‬
‫مؤسسات التعليم والمجتمع في كثير من دول العالم مع توضيح الكيفية التي أسهم بها كل نموذج‬
‫للمشاركة في تحقيق التنمية وزيادة المنفعة للجميع‪ .‬وهنا يمكن التساؤل عن الخطوات االساسية‬
‫لبناء المشاركة الناجحة؟‬

‫‪   ‬المرحلة الثالثة ‪ :‬تحديد الخطوات الضرورية لبناء المشاركة بين مؤسسات التعليم والمؤسسات‬
‫المجتمعية‪.‬‬
‫‪    ‬أ‪ -‬تحديد االحتياجات الضرورية ألطراف المشاركة‪:‬‬
‫‪     ‬إن عملية تحديد االحتياجات الضرورية والتي تحتم علي الجميع البدء في إقامة المشاركة مع‬
‫اآلخر تعتبر من األمور الهامة في إنشاء المشاركة فإن لم تكن مؤسسات المجتمع تشعر أن لديها‬
‫مشكالت معينة يمكن أن تساهم فيها المؤسسات المجتمعية المشاركة ‪ ،‬ومن جانب آخر فإن شعور‬
‫مؤسسات التعليم بمسئوليتها تجاه المجتمع وخدمة أفراده يحتم عليها البدء في إنشاء مشاركة ويمكن‬
‫تحديد احتياجات المجتمع من هذه المشاركة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -    ‬التعرف علي حاجات> المحافظة من القوي العاملة ونوعية التخصصات المطلوبة في سوق‬
‫العمل‪.‬‬
‫‪ -    ‬توفير فرص النمو المستمر والتدريب المتجدد للعاملين بمؤسسات المجتمع المشاركة‪.‬‬
‫‪ -    ‬التقليل من تكاليف التدريب بالنسبة للعمال مع استخدام أفضل مصادر التدريب‪.‬‬
‫‪ -    ‬جذب المزيد من الطالب من أبناء المحافظة> للحصول علي الدرجات العلمية‪.‬‬
‫‪ -    ‬تصميم مناهج جديدة وبرامج أكاديمية حديثة استجابة لحاجات> القطاع الصناعي والحكومي‬
‫في المجتمع‪.‬‬
‫‪ -    ‬تحسين جودة البحث العلمي من خالل المشاركة وما توفره من إمكانيات مادية وتمويل‪.‬‬

‫‪    ‬ب‪ -‬إنشاء مجموعة العمل المشتركة‪:‬‬


‫‪     ‬حيث يتم بناء علي االحتياجات> المطلوبة انتخابات أعضاء هيئة التدريس من المؤسسات‬
‫التعليمية‪ ،‬كما سيتم اختيار أعضاء من جمعية رجال األعمال ومن الجمعيات األهلية بها باإلضافة‬
‫عن أعضاء من عديد من المصانع والهيئات فضالً عن بعض من نواب مجلس الشعب والمحليات‪،‬‬
‫كذلك سيتم عمل تقرير مهمة وتحديد لألهداف العامة وشكل المشاركة وتحديد عمليات صنع القرار‬
‫ومن األفضل أن تتم عمليات صنع القرار> علي مستوي القيادات العليا حتي تلقي المشاركة الدعم‬
‫اإلداري الكافي منهم‪.‬‬

‫‪    ‬ج‪ -‬تشكيل االتفاقية واإلعالن عنها‪:‬‬


‫‪     ‬حيث سيتم إعداد اتفاقية مكتوبة وأهداف الوثيقة وتحديد معايير النجاح بها وتحديد المتطلبات‬
‫الالزمة لها واإلعالن عن تلك االتفاقية لكل أفراد المجتمع وذلك لحشد أكبر عدد من الداعمين‬
‫للمشاركة‪.‬‬

‫‪    ‬د‪ -‬إنشاء عمليات االتصال‪:‬‬


‫‪     ‬من المهم االتفاق علي شكل عمليات وآليات االتصال وتبادل المعلومات والخبرات بين ممثلي‬
‫المجتمع وأعضاء هيئة التدريس المنتخبين من المؤسسات التعليمية وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ *    ‬تحديد أفراد معنيين يطلق عليهم الوسطاء لتسهيل االتصال بين المجتمع ومؤسسات التعليم‬
‫المختلفة‪.‬‬
‫‪ *    ‬تعيين فرد مسئول في كل طرف من أطراف المشاركة يتولي مسئولية قيادة جهد المشاركة‬
‫في منظمته فيكون علي اتصال دائم بالقيادات العليا بها ويستشيرهم في كل خطوات المشاركة‬
‫ويعمل علي تذليل الصعوبات التي تواجه المشاركة‪.‬‬
‫‪ *    ‬أن تكون هناك اجتماعات دائمة يعقدها أطراف المشاركة بانتظام لدراسة المشكالت التي‬
‫تظهر أثناء العمل في المشاركة والعمل علي إيجاد الحلول المناسبة للتغلب عليها‪.‬‬

‫‪    ‬هـ‪ -‬تنفيذ أنشطة المشاركة‪:‬‬


‫‪     ‬لضمان تنفيذ مشروعات المشاركة بنجاح ونظراً لقصور التمويل في بداية أي مشاركة لذلك‬
‫ينبغي البدء في تنفيذ المشاركة بمشروعات تعتمد علي جهود أطراف المشاركة فقط والتنسيق‬
‫بينهما دون الحاجة إلي تمويل ‪ ،‬كما ينبغي البدء بمشروعات قصيرة األمد حتي يكون الوصول إلي‬
‫نتائج مرغوبة علي المدي القصير حافزاً ألطراف المشاركة‪ ،‬كما ينبغي أن تبني مشروعات‬
‫المشاركة علي حوارات صريحة بحيث يحدد كل طرف ما يستطيع تقديمه وما ال يستطيع تقديمه‪.‬‬
‫‪    ‬وحتي يمكن تحقيق الفائدة من التعاون بين المؤسسات التعليمية والمؤسسات المجتمعية فإن‬
‫المشاركة والتعاون يأخذ عدة أشكال متنوعة وهي ‪:‬‬
‫‪ *   ‬تقديم الندوات بالتبادل بين أعضاء التدريس ورجال األعمال والصناعة وذلك بأن يقوم عضو‬
‫هيئة التدريس بإلقاء ندوة للعاملين في المصانع والشركات ويقوم المتخصصين وأصحاب الخبرة‬
‫والكفاءة من رجال الصناعة بإلقاء ندوات أو محاضرات علمية للطالب داخل الجامعة‪ ،‬وهذا شأنه‬
‫أن يكسب الطالب أو العاملين علي حد سواء مجموعة من المعارف> والخبرات كما يتم إكسابهم‬
‫الثقة بالنفس والتعاون مع المسئولين والمنافسة وأخالقيات العمل والتعاون والعمل في فريق‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫‪ *   ‬االشتراك في تدريب الطالب‪ :‬حيث يتم التعاون بين المعاهد والجامعات> لتدريب الطالب لمدة‬
‫عام دراسي وتعتبر هذه الطريقة من الفرص الممتازة لرجال األعمال والصناعة لجذب وانتقاء‬
‫خيرة الطالب للعمل لديهم‪.‬‬
‫‪ *   ‬تقديم االستشارات البحثية‪ :‬من خالل تقديم الخبرة والمشورة للمؤسسات للتعرف علي‬
‫المشكالت المختلفة التي تعاني منها وكذلك االتصال والتعاون بين الجامعة بمواردها البشرية وبين‬
‫تلك المؤسسات للتعرف علي المشكالت المختلفة> التي تواجهها والعمل علي بحثها والتوصل إلي‬
‫حلول مناسبة لها‪.‬‬
‫‪ *   ‬المعسكر العلمي ‪ :‬وهو يقتضي بأن يقوم فريق من أعضاء هيئة التدريس بقضاء فترة من‬
‫الوقت كعاملين في الشركات والمصانع خالل فترة زمنية تنتهي بإقامة مشروع بحثي يفيد المصنع‬
‫ويفيد البحث العلمي في الجامعة‪.‬‬
‫‪ *   ‬تقديم برامج التدريب المهني والوظيفي‪ :‬حيث يتم تقديم دورات تدريبية قصيرة المدي لمدة‬
‫أسبوعين علي األكثر أو مدة تصل إلي ستة أشهر إلي العاملين بمختلف القطاعات> اإلنتاجية‬
‫والخدمية بالمجتمع‪ ،‬وذلك لتجديد معلوماتهم أو تدريبهم علي استخدام نظام تشغيل جديد‪ ،‬أو‬
‫مساعدتهم علي التكيف مع المستجدات واالبتكارات الناشئة عن التغيرات العلمية والتكنولوجية‬
‫المتالحقة‪ ،‬هذا باإلضافة إلي التنمية المهنية لهذه الفئات في التخصصات ذات العالقة بعملهم‪.‬‬

‫‪    ‬و‪ -‬تقويم أنشطة المشاركة‪:‬‬


‫‪     ‬إن لتقويم يعتبر خطوة أساسية لضمان فعالية أي نوع من أنواع المشاركة ففي مشاركة‬
‫المجتمع مع مؤسسات التعليم يتم التقويم من خالل‪:‬‬
‫‪ *    ‬تقديم ملخص وافي عن فاعلية أنشطة المشاركة القائمة‪.‬‬
‫‪ *    ‬كتابة وتوثيق الدروس المتعلقة من خالل كتاب عن المشاركة ونشرها‪.‬‬
‫‪ *    ‬تصميم بطاقة تقويم لكل أطراف المشاركة لتحديد مدي ما حققته من أهداف‪.‬‬

‫‪    ‬ى‪ -‬مراجعة وتحديد عمليات المشاركة (التغذية المرتدة)‪:‬‬


‫‪   ‬وذلك من خالل ‪:‬‬
‫‪ *    ‬عقد اجتماعات بصفة دورية لكل أطراف المشاركة لمناقشة بطاقات تقويم المشاركة وتقديم‬
‫ملخص وافي عن فاعلية البرامج والمشروعات المقدمة من خاللها‪.‬‬
‫‪ *    ‬تنقيح وتصحيح األهداف الموضوعة‪.‬‬
‫‪ *    ‬التغلب علي المعوقات‪ ،‬حيث أنه من المتوقع أن يكون هناك عدد من الصعوبات التي تتصل‬
‫بطبيعة المجتمع‪.‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬أوال المراجع العربية‬
‫‪ -1   ‬أحمد حسين الصغير(‪ :)2003‬ثقافة المدرسة المصرية فى القرن الحادى والعشرين‪ :‬دراسة‬
‫ميدانية فى مدارس التعليم العام‪ ،‬مجلد التربية والتنمية‪ ،‬العدد‪ 27‬القاهرة‪ ,‬المكتب اإلستشارى‬
‫للخدمات التربوية‪.‬‬
‫‪ -2   ‬أحمد نجم عيداروس(‪ :)2004‬تفعيل آليات الشراكة المجتمعية في إدارة وتمويل مؤسسات‬
‫رياض االطفال الحكومية بمصر في ضوء خبرة جمهورية ألمانيا االتحادية ‪،‬التربية‪ ،‬السنة ‪،7‬‬
‫العدد‪ ،13‬نوفمبر‪.‬‬
‫‪ -3   ‬رسمى عبدالملك رستم(‪ :)2003‬تفعيل دور المشاركة المجتمعية فى العملية التعليمية‬
‫وسلطات المحافظات فى إدارة التعليم‪ ,‬القاهرة‪ ,‬المركز القومى للبحوث التربوية والتنمية‪.‬‬
‫‪ -4   ‬سوزان‪.‬م‪ .‬سواب(‪ :)1999‬تنمية المشاركة بين البيت والمدرسة‪ .‬من المفاهيم إلى التطبيق‬
‫سلسلة الكتب المترجمة(‪ ,)6‬المركز القومى للبحوث التربوية والتنمية‪ ,‬القاهرة‪,1999,‬‬
‫‪ -5   ‬عادل عبدالفتاح سالمة(‪ :)1998‬تدريب القادة التربيون فى ضوء الفكر اإلدارى المعاصر‪,‬‬
‫من بحث تطوير نظام تدريب القادة التربيون بجمهورية مصر العربية فى ضوء بعض الخبرات‬
‫المعاصرة‪ ،‬ضمن برنامج تحسين التعليم‪ ،‬جمهورية مصر العربية وزارة التربية والتعليم‬
‫باالشتراك مع البنك الدولى واإلتحاد األوربي‪ ,‬أبريل‪.‬‬
‫‪ -6   ‬عادل عبدالفتاح سالمه(‪ :)2000‬دراسة مقارنة اإلدارة الذاتية والفعالية المدرسية فى كل من‬
‫انجلترا واستراليا وهونج كونج وإمكانية اإلفادة منها فى ج‪.‬م‪.‬ع التربية والتنمية‪ ,‬السنة الثامنة‪,‬‬
‫العدد‪ ,20‬القاهرة‪ ,‬المكتب اإلستشارى للخدمات التربوية‪.‬‬
‫‪ -7   ‬عبد الناصر محمد رشاد(‪:)2004‬أداء الجامعات في خدمة المجتمع وعالقته باستقاللها‪،‬‬
‫دراسة مقارنة في مصر والواليات المتحدة األمريكية والنرويج‪ ،‬رسالة دكتوراة غير منشورة‪،‬‬
‫كلية التربية‪ ،‬جامعة عين شمس‪.‬‬
‫‪ -8   ‬محمد األصمعى محروس سليم(‪ :)2005‬اإلصالح التربوى زوالمشاركة المجتمعية‬
‫المعاصرة – من المفاهيم إلى التطبيق‪ ،‬دارالفجر للنشر والتوزيع‪ ،‬سوهاج‪.،‬‬
‫‪ -9   ‬مصطفى أحمد عبدالباقي(‪ :)2000‬المشاركة بين التعليم العالى والمؤسسات المجتمعية‬
‫نموذج مقترح‪  ‬الستراتيجية المشاركة بسلطنة عمان‪ ،‬المؤتمر التربوي الثاني "خصخصة التعليم‬
‫العالي والجامعي"> في الفترة من ‪25-23‬أكتوبر ‪،2000‬المجلد االول‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة السلطان‬
‫قابوس‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫‪ -10   ‬نهلة عبدالقادر هاشم(‪ :)2005‬الشراكة بين المدارس والجامعات> والتنمية المهنية للمعلمين‬
‫في مصر‪ ،‬دراسات في التعليم الجامعي‪ >،‬مركز تطوير التعليم الجامعي‪ >،‬جامعة> عين شمس‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،8‬إبريل ‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪   ‬ثانيا المراجع األجنبية‬


 
   1- Carrol Boat(2004): "A three- way partnerships with families"
principal vol 83, no3 Jan/ Feb 2004.
   2- A.M Farrell(1992). "What Teachers can learn from industry
internships" Educational leardership, vol 29, No6, , p38-39.
   3- Gomes - Caesuras (1999), Entry of Alliances (interfirm). Routledge 
Encycloped of International political Economy (Forthcoming)
Athttp://www.alliancestra.egy.com
   4- Henry A.peel and others(2003), School-University  Partnership:
available model, in Journal of Education Management, vol 16, no7,
   5- Brighton partnership, Journal of education, vol75, No3, 2000".
   6- Mary E. Walsh and others "the Boston college-allston/ Brighton
partnership, Journal of education, vol75, No3, 2000".
   7- Michael p. Marlow and Jennifer Nass Fukai(, 2000), “ Collegiality
,Collaboration and Kuleana: Three Crucial Componentes for Sustaining
Effective School University Partnerships, Education, vol 121, no1.
   8- Shirley Grundy and others: Interrupting the way things are "exploring
new directions in school/ university partnerships" Asia-pacific Journal of
teacher education, vol29. No3, 2001.
   9- Shirley Grundy and others: Interrupting the way things are "exploring
new directions in school/ university partnerships" Asia-pacific Journal of
teacher education, vol29. No3, 2001.
   10- William A. fireston and Jennifer L. fisler, "politics community and
leadership in a school university partnership", Educational Administration
quaterly, vol 38, No4, October 2002.

You might also like