You are on page 1of 19

‫إجراءات محاربة الفقر في مصر‬

‫محمد حسن يوسف‬

‫نوفمبر ‪2006‬‬
‫ملخص‬
‫من المعلوم أن مصر قد شهدت خلل العقد الماضي فترة من الركود‪ ،‬أدت إلى تأثر‬
‫الشرائح الفقيرة في المجتمع بشكل حاد‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬فإن ارتفاع معدل المية نسبيا في‬
‫مصر‪ ،‬أدى إلى تفاقم أوضاع تلك الشرائح أيضا‪.‬‬
‫وتهدف هذه الورقة إلى تقديم حلول جديدة ومبتكرة لعلج مشكلة الفقر التي يعاني منها‬
‫المجتمع في مصر‪ .‬ولعل من أول الحلول المطروحة لمحاربة الفقر في مصر هو تغيير‬
‫المفاهيم المتأصلة داخل نفوس أفراد المجتمع التي تتعلق بنظرتهم للدولة بأنها الراعي الساسي‬
‫الذي يجب عليه توفير كل شيء لهم‪.‬‬
‫وقد انتهت الدراسة إلى تقديم سياسة ذات ثلثة أبعاد لعلج مشكلة الفقر في مصر‪ .‬ويتمثل‬
‫البعد الول في تدعيم النمو القتصادي‪ ،‬وذلك من خلل التوسع في المشروعات الصغيرة‬
‫والمتوسطة‪ ،‬وتحقيق التنمية الريفية والزراعية‪ ،‬بالضافة إلى تعزيز النمو في صعيد مصر‪.‬‬
‫أما البعد الثاني‪ ،‬فيتعلق بالتنمية البشرية‪ ،‬وما يرتبط بذلك من تطوير في مجالت التعليم‬
‫والتدريب والصحة‪ ،‬بالضافة إلى النهوض بمؤسسات المجتمع المدني لتمارس دورها المنشود‬
‫في الرتقاء بالمجتمع‪ .‬ويرتبط البعد الثالث بالرفاهة الجتماعية وسياسات الضمان الجتماعي‬
‫والدعم‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪Egypt experienced a recession period during the last decade,‬‬
‫‪seriously affected the poorest sections of the society. Rising illiteracy, on‬‬
‫‪the other hand, deteriorated the matters.‬‬
‫‪This paper aimed at providing new and innovative solutions to‬‬
‫‪alleviating poverty in Egypt. The first solution is to change principles‬‬
‫‪inherited inside Egyptians that the State has to offer everything.‬‬
‫‪The study concluded on adopting a three-fold policy to eradicate‬‬
‫‪poverty in Egypt. The first dimension concentrate on strengthening the‬‬
‫‪economic growth; through SMEs expansion, rural and agricultural‬‬
‫‪development, and Upper Egypt growth consolidation. The second‬‬
‫‪dimension deals with human development; through developing education,‬‬
‫‪providing training and improving health of the entire population. Civil‬‬
‫‪society should also participate in developing the society. The last‬‬
‫‪dimension concerns with social welfare, social policies and subsides.‬‬

‫‪2‬‬
‫المحتويات‬

‫‪4‬‬ ‫(‪ )1‬المقدمة ‪..........................................................................‬‬


‫(‪ )2‬تعريف الفقر ‪4 .....................................................................‬‬
‫(‪ )3‬استعراض الظروف التي أدت لزيادة حدة مشكلة الفقر في مصر ‪6 ..................‬‬
‫(‪ )4‬الحلول المقترحة لعلج مشكلة الفقر في مصر ‪9 ....................................‬‬
‫‪17‬‬ ‫(‪ )5‬الخلصة والتوصيات ‪............................................................‬‬
‫‪19‬‬ ‫قائمة المراجع ‪........................................................................‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -1‬المقدمة‬
‫شهدت مصر خلل العقد الماضي فترة من الركود‪ ،‬كانت لها آثار اجتماعية سلبية‬
‫على واقع التشغيل ومستوى المعيشة‪ .‬ومع استمرار فترة الركود‪ ،‬ارتفعت معدلت البطالة‬
‫السافرة ارتفاعا سريعا‪ ،‬وبخاصة فيما بين الشباب‪ ،‬كما انخفضت الجور الحقيقية في معظم‬
‫القطاعات القتصادية‪ .‬وظهرت دللت واضحة على تأثر الشرائح الفقيرة في المجتمع بشكل‬
‫حاد‪.1‬‬
‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬يرتفع معدل المية نسبيا في مصر‪ ،‬إذ تعتبر مصر من بين إحدى‬
‫تسعة بلدان توجد فيها أعلى معدلت للمية في العالم‪ .‬ومما ل جدال فيه هو الرتباط القوي‬
‫والموجب بين المية والفقر‪ .‬وهو ما يضع ضغوطا ضخمة على موارد الدولة ويعرقل جهود‬
‫التنمية‪.2‬‬
‫هذه الظروف أدت لبروز مشكلة الفقر وضرورة علجه كمشكلة كبرى ذات أولوية‬
‫خاصة في التصدي لها‪ .‬ويجب أن ينصرف طموحنا إلى تخفيض الفقر بجميع صوره‬
‫وأشكاله‪ :‬من عدم كفاية الدخل لتلبية الحاجات الساسية‪ ،‬وعدم إمكانية الحصول على خدمات‬
‫البنية الساسية الضرورية‪ ،‬والستبعاد الجتماعي والسياسي‪ ،‬مع التأكيد على أن يتزامن ذلك‬
‫مع الدعوة المستمرة لتحقيق التقدم التكنولوجي والحفاظ على البيئة‪.‬‬
‫وتتكون هذه الورقة من ثلثة أجزاء رئيسية‪ ،‬بالضافة إلى المقدمة والخاتمة‪ .‬في‬
‫الجزء الثاني‪ ،‬يتم تقديم تعريف محدد للفقر‪ .‬وفي الجزء الثالث‪ ،‬نستعرض الظروف التي أدت‬
‫لزيادة حدة مشكلة الفقر في مصر في الفترة الخيرة‪ .‬وفي الجزء الرابع‪ ،‬يتم تقديم عدد من‬
‫الحلول المقترحة لعلج مشكلة الفقر في مصر‪.‬‬

‫(‪ )2‬تعريف الفقر‬


‫من الملحظ أن ظاهرة الفقر موجودة في كل دول العالم‪ ،‬ولكن الفقر موزع بطريقة‬
‫غير متكافئة بين مناطق العالم المختلفة‪ ،‬وكذلك فيما بين المناطق المختلفة داخل الدولة‬
‫الواحدة‪ .‬ومن المفترض أن حياة النسان تُقاس بالدخل الذي يحصل عليه الفرد‪ ،‬بمعنى أن‬
‫حياة الرجل النجليزي تساوي حياة مائة من الهنود على سبيل المثال‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪World Bank. (1991). Egypt: Alleviating Poverty during Structural Adjustment.‬‬
‫‪Washington, DC: World Bank. P: XIII.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪UNDP & Institute of National Planning. (2005). Egypt Human Development Report‬‬
‫‪2005, Choosing our Future: Towards a New Social Contract. P: 27.‬‬

‫‪4‬‬
‫وحدد البنك الدولي‪ 3‬مفهوم الفقر على أنه عدم القدرة على تحقيق الحد الدنى من‬
‫مستوى المعيشة‪ .‬والفقر ليس من مشاكله عدم المساواة‪ ،‬ولبد من التأكيد على التفرقة بينهما‪.‬‬
‫ففي حين أن مفهوم الفقر ينصرف إلى المستوى المطلق لمعيشة جزء من السكان وهم الفقراء‪،‬‬
‫فإن مفهوم عدم المساواة ينصرف إلى المستوى النسبي للمعيشة خلل المجتمع بأسره‪ .‬علما‬
‫بأن تخفيض الفقر‪ 4‬في دولة ما وفي لحظة ما يتحدد بمعدل نمو دخل السكان في المتوسط‪،‬‬
‫وبالتغير في توزيع الدخل‪ .‬فالنمو الضعيف وضعف آليات التوزيع العادل للدخل يؤديا إلى‬
‫زيادة مستوى الفقر‪.‬‬
‫أما الفقر فهو عدم القدرة على الحصول على الحد الدنى من مستوى المعيشة‪ .5‬وللفقر‬
‫عدة أوجه تتمثل في‪ :‬عدم كفاية الدخول‪ ،‬وسوء التغذية‪ ،‬وانعدام الوصول إلى الضمان‬
‫الجتماعي‪ ،‬وانعدام الوضع الجتماعي والسياسي‪ .‬وهكذا فإن مستوى الفقر هو مستوى الدخل‬
‫الذي يكون كافيا لضمان مستوى غذائي مناسب للسرة‪ ،‬بالضافة لتغطية متطلباتها الدنيا من‬
‫المواد غير الغذائية‪.‬‬
‫ويمكن قياس الفقر عن طريق التعبير عن عدد الفقراء كنسبة من السكان أو عن طريق‬
‫قياس مستوى المعيشة معبرا عنها بدخل العائلة أو متوسط نفقات الفرد‪ .‬كذلك فيمكن التفكير‬
‫في حد الفقر الذي يستند إلى الستهلك باعتبار أنه يتألف من عنصرين – نفقات تلزم لشراء‬
‫الحد الدنى من مستوى التغذية وغيره من الضروريات الساسية وهذا عنصر واضح المعالم‬
‫نسبيا‪.‬‬
‫ونحتاج إلى تعريف مفهوم الفقر بدقة ووضوح حتى يمكن علج أسبابه علجا‬
‫صحيحا وفعال‪ .‬ذلك أنه يجب أن تكون خطط التخفيف من حدة الفقر على دراية بالسباب‬
‫والعوامل التي تؤدي لحدوث الفقر‪ ،‬بدل من الكتفاء بالعمل على التصدي لوقعه‪.6‬‬
‫وفقر الدخل هو أحد المقاييس المستخدمة في استراتيجيات تخفيف حدة الفقر‪ ،‬ويعرف‬
‫بخط الفقر القومي‪ .‬ويسمى هذا التعريف بالتعريف الموضوعي للفقر‪ :7‬وهو يعين مستوى‬
‫محدد من الدخل أو النفاق أو الرقام القياسية‪ ،‬ويعتبر هذا المستوى هو الحد الفاصل بين‬

‫‪ 3‬البنك الدولي‪ ،‬تقرير عن التنمية في العالم‪ :‬الفقر‪ .‬واشنطن‪ :‬البنك الدولي‪ .1990 ،‬ص ص‪.42 – 41 :‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Bourguignon, F. (2005). The Poverty-Growth-Inequality Triangle: With Some‬‬
‫‪Reflections on Egypt. Cairo: ECES. P: 2.‬‬
‫‪5‬‬
‫& ‪Walton, M., "Combating Poverty: Experience and Prospects", Finance‬‬
‫‪Development, 27/3, pp 2-5.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪UNDP & Institute of National Planning. Op. Cit. P: 50.‬‬
‫‪ 7‬راجع في ذلك‪ :‬كريمة كريم‪ ،‬الفقر وتوزيع الدخل في مصر‪ .‬القاهرة‪ ،‬منتدى العالم الثالث‪ ،‬مكتب الشرق‬
‫الوسط‪ .1994 ،‬ص‪. :‬‬

‫‪5‬‬
‫الفقراء وغير الفقراء‪ .‬ويمثل هذا الحد الفاصل‪ ،‬والذي يسمى خط الفقر‪ ،‬الحد الدنى من الدخل‬
‫اللزم لتلبية النفقات الضرورية للغذية والبنود غير الغذائية للفرد أو السرة‪.‬‬
‫أما الفقر الذاتي فيقيس درجة الفقر من منظور الفقراء أنفسهم‪ ،‬حيث يعرف الفقر من‬
‫وجهة نظر الفرد ذاته‪ .‬فإذا شعر بأنه ل يحصل على ما يحتاج إليه‪ ،‬بغض النظر عن طريقة‬
‫تحديده لحتياجاته الساسية‪ ،‬فإنه يوضع ضمن الفقراء‪ .‬ويمكن أن يطلق على هذا النوع اسم‪:‬‬
‫" التعريف الذاتي للفقر "‪.‬‬
‫وفقر القدرات أو الفقر البشري‪ ،‬فهو الفقر في القدرات التي تؤدي لتمتع الشخاص‬
‫بالتغذية الجيدة والصحة والتعليم والحياة الحرة الكريمة‪ .‬ويحدث هذا النوع حينما تنعدم أو‬
‫تضعف القدرات التي تقوم الدولة بتزويدها للمواطنين‪ .‬وتتمثل أساسا في السلع الجتماعية‬
‫العامة‪ ،‬أي الخدمات والتسهيلت الخرى المقدمة‪ ،‬والتي تقوم الدولة بواسطتها بتوفير الصول‬
‫غير المادية التي تتمثل في الصحة والتعليم والحماية الجتماعية وغيرها من حقوق المواطنة‪،‬‬
‫وبذلك تعالج عدم التكافؤ وعدالة التوزيع‪.‬‬
‫وفي مصر‪ ،8‬ما زال الفقر الذاتي مرتفعا‪ .‬ووفقا لصدار حديث للبرنامج النمائي‬
‫للمم المتحدة‪ ،‬بلغ هامش الفرق بين خط الفقر والفقر الذاتي أكثر من ‪ %35‬في المدن الكبرى‬
‫بمصر‪ .‬كما أن فقر القدرات مرتفع أيضا‪ ،‬فوفقا لهذا المقياس يعتبر ‪ %34‬من المصريين‬
‫فقراء‪.‬‬

‫(‪ )3‬الظروف التي أدت لتفاقم مشكلة الفقر‬


‫في مصر‬
‫إن نسبة الفقر في مصر نسبة ل يستهان بها‪ .‬وفيما أظهرته بعض الدراسات‪ 9‬أن‬
‫مستوى المعيشة في الحضر أعلى عنها في الريف‪ ،‬كما أن الفقر أقل انتشارا في الحضر‪ ،‬ومع‬
‫ذلك فإن شدة الفقر والتفاوت في توزيع الدخول أعلى في الحضر عنها في الريف‪ .‬ويتركز‬
‫الفقر في الوجه القبلي عنه في محافظات الوجه البحري‪ .‬وينفق محدودو الدخل نسبة أكبر من‬
‫دخلهم تتراوح بين ‪ %57‬و ‪ %64‬على الغذاء‪ ،‬مما يشير إلى أن وطأة إجراءات الصلح‬
‫القتصادي تقع بدرجة أكبر عليهم‪ ،‬نظرا لرتفاع أسعار الغذاء خلل عامي ‪ 90/1991‬و‬

‫‪8‬‬
‫‪UNDP & Institute of National Planning. Op. Cit. P: 50.‬‬
‫هبة أحمد نصار‪ " ،‬الصلح القتصادي وآثاره التوزيعية‪ ،‬بعض الثار الجتماعية لبرامج الصلح‬ ‫‪9‬‬

‫القتصادي في مصر "‪ ،‬مؤتمر قسم القتصاد‪ ،‬كلية القتصاد والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬نوفمبر ‪،1992‬‬
‫ص ص ‪.5 – 4‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ 91/1992‬بمعدل أعلى من معدل التضخم مقاسا بالرقم القياسي العام لسعار المستهلك‪ .‬وقد‬
‫حدث تحسن كبير في مستويات الدخل فيما بين ‪ 74/1975‬و ‪ 1981‬و ‪ ،1982‬إل أن مستوى‬
‫المعيشة هبط بعض الشيء في ‪ 90/1991‬بالمقارنة بعام ‪ ،81/1982‬كما أن التفاوت في‬
‫توزيع الدخل انخفض في الفترة الولى ولكنه اتجه إلى التزايد بعد ذلك‪ ،‬ولكن بدرجة أقل عما‬
‫كان عليه ‪.74/1975‬‬
‫في أعقاب الزمة القتصادية في الثمانينات‪ ،‬صممت مصر مع صندوق النقد الدولي‬
‫برنامجا للصلح القتصادي والتكييف الهيكلي للقضاء على الختللت القتصادية وإعادة‬
‫التوازنات القتصادية الساسية ( مثل توازن ميزان المدفوعات – توازن موازنة الدولة –‬
‫تخفيض معدل التضخم ) باعتبارها شروط ضرورية لخراج القتصاد المصري من عثرته‬
‫ووضعه في المسار الصحيح‪ .‬وقد تم تخفيض العجز في الموازنة العامة للدولة عن طريق‬
‫زيادة كبيرة في الضرائب والرسوم وكذلك بتخفيض بعض بنود النفاق والدعم‪ .‬ويتوقف الثر‬
‫السلبي هنا على بعض فئات المجتمع في حجم نصيبهم النسبي في حالة استمرار أنماط التمويل‬
‫السابقة‪ .‬ويعترض بعض القتصاديين على استخدام الضرائب غير المباشرة لما في ذلك من‬
‫عبء على الطبقات محدودة الدخل ونظرا لما تتسم به هذه الضرائب بخاصية التراجعية‪ ،‬حيث‬
‫تتحمل الطبقات الفقيرة في النهاية العبء الكبر من تلك الضرائب‪.10‬‬
‫وقد تزايد الفقر في مصر بصورة ملحوظة‪ ،‬سواء إذا ما قيس بعدد السر التي تعيش‬
‫عند مستوى الفقر أو أقل منه‪ .11‬وفي حين أن أقل من ‪ %8‬من السكان يعتبرون فقراء فقرا‬
‫مدقعا ( يعيشون على أقل من ‪ 1‬دولر يوميا )‪ ،‬فقد أوضحت مسوح الستهلك في أوائل‬
‫وحتى منتصف التسعينات ارتفاع معدل الفقر الكلي‪ ،‬مع عدم قدرة ‪ %44‬من السكان على‬
‫النفاق بشكل كافٍ للحصول على الحد الدنى من الغذاء المناسب‪ .‬كما أدى انخفاض متوسط‬
‫الدخول إلى انخفاض النفاق العائلي على الطعام‪.12‬‬
‫ويمكن قياس أثر برنامج الصلح القتصادي والتكييف الهيكلي بشكل جيد من خلل‬
‫معيار تكلفة المعيشة‪ .‬فقد زادت تكلفة المعيشة بسبب السياسة الرئيسية التي تم إتباعها‪ ،‬مثل‬
‫إلغاء الدعم‪ ،‬وتخفيض قيمة الجنيه‪ ،‬والزيادة في أسعار الطاقة والنقل والسلع التي كان ينتجها‬

‫فاروق شقوير وعزة سليمان‪ " ،‬الصلح القتصادي وآثاره التوزيعية‪ :‬الثار الجتماعية لبرنامج الصلح‬ ‫‪10‬‬

‫القتصادي في مصر "‪ ،‬مؤتمر قسم القتصاد‪ ،‬كلية القتصاد والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬نوفمبر ‪،1992‬‬
‫ص‪.3 :‬‬
‫‪11‬‬
‫‪Korayem, K. (1997). "Egypt's Economic Reform and Structural Adjustment‬‬
‫‪(ERSAP)". Cairo: ECES. P: 22.‬‬
‫‪12‬‬
‫‪Pfeifer, K. (1999). "Parameters of economic reform in North Africa". Review of‬‬
‫‪African Political Economy, 82:26, 441-454.‬‬

‫‪7‬‬
‫القطاع العام ‪ ...‬الخ‪ ،‬وزيادة الضرائب غير المباشرة وتوسيع قاعدتها‪ .‬وأصبح الدعم قاصرا‬
‫على السلع أو الخدمات الستهلكية الساسية‪ ،‬مثل المواد الغذائية الساسية والنقل‪ .‬وأدى‬
‫تخفيض فاتورة الدعم للضرار بالفقراء بشكل كبير‪ ،‬طالما أن جزءا كبيرا من ميزانية السرة‬
‫الفقيرة يتم إنفاقها على البنود الغذائية الساسية المدعمة‪ .‬كما أدى تخفيض قيمة الجنيه إلى‬
‫زيادة أسعار الطاقة‪ .‬وهذا أدى لحدوث زيادة في سعر السلع المستوردة‪ ،‬بما في ذلك البنود‬
‫الغذائية الساسية مثل القمح والدقيق‪ ،‬بالضافة إلى أسعار السلع الرأسمالية والوسيطة‬
‫المستوردة‪ .‬وأدى ذلك بالمقابل لزيادة تكاليف النتاج للسلع التي يتم إنتاجها محليا والمستوى‬
‫العام للسعار‪ ،‬ومن ثم تكلفة المعيشة‪.13‬‬
‫كما يمكن قياس أثر برنامج الصلح القتصادي والتكييف الهيكلي ثانيا من خلل‬
‫ملحظة النخفاض في الدخول الحقيقية الناتجة عن زيادات السعار‪ .‬ويحصل العمال الفقراء‬
‫– الذين في لغالب هم أميون أو حاصلون على مستويات متدنية من التعليم – على دخول‬
‫منخفضة ويكونون أكثر تضررا بزيادات السعار‪ .‬وبالضافة إلى ذلك‪ ،‬فقد أدت السياسات‬
‫المالية والنقدية المتشددة والتخفيض في النفاق الحكومي ‪ -‬التي نتجت عن إتباع العمل‬
‫ببرنامج الصلح القتصادي والتكييف الهيكلي – إلى التأثير سلبيا على توفير فرص‬
‫التوظيف‪ .‬وطالما أن الفقراء هم القل من حيث التعليم‪ ،‬وليس لديهم اتصالت اجتماعية‬
‫مؤثرة‪ ،‬فقد تكون فرص حصولهم على وظائف معدومة نسبيا حينما يتجه سوق العمل‬
‫للنكماش‪.14‬‬
‫والمعيار الثالث لقياس أثر الصلح القتصادي والتكييف الهيكلي على الفقراء هو من‬
‫خلل الخدمات الجتماعية التي توفرها الحكومة عند مستوى منخفض للسعار‪ .‬وبالرغم من‬
‫الزيادة في الستثمار الحقيقي في التعليم والصحة‪ ،‬فقد ظلت خدماتهما أقل من المستوى‬
‫المتحقق في أواخر الثمانينات‪ .‬ومع الزيادة في عدد الطلب والسكان‪ ،‬كانت النتيجة هي تدهور‬
‫الستثمار الحقيقي بالنسبة لكل طالب وبالنسبة لكل فرد التعليم والصحة على الترتيب‪ .‬وتبعا‬
‫لذلك‪ ،‬وبالرغم من أن الطلب في جميع المستويات الن يدفعون رسوما منخفضة‪ ،‬ل يمكن‬
‫توقع أي تحسن في نوعية التعليم الذي يتم توفيره‪ ،‬كما ل يمكن توقع توفير خدمات صحية‬
‫ذات جودة كافية ومعقولة عند السعار المدعمة‪.15‬‬
‫وعلى ذلك فإن تنفيذ برنامج الصلح القتصادي والتكييف الهيكلي كان له أثار سلبية‬
‫على الفقراء‪ ،‬وهي المسألة التي اعترف بها كل من صندوق النقد والبنك الدوليين‪ .‬وقد أنشئ‬

‫‪13‬‬
‫‪Korayem, K. (1997). Op. Cit. p 22.‬‬
‫‪14‬‬
‫‪Korayem, K. (1997) Op. Cit. pp 22-23.‬‬
‫‪15‬‬
‫‪Korayem, K (1997). Op. Cit. P: 23.‬‬

‫‪8‬‬
‫الصندوق الجتماعي للتنمية للتخفيف من الصعوبات التي تواجه الفقراء‪ ،‬ولكن أدت محدودية‬
‫موارد الصندوق لجعل المر غير مجديا‪.‬‬
‫بالرغم من التحسن الذي طرأ على المؤشرات النقدية والمالية‪ ،‬إل أن تحسن هذه‬
‫المؤشرات لم يواكبها تحسن في المؤشرات الحقيقية للقتصاد المصري‪ ،‬بل رافق ذلك ضغط‬
‫النفقات العامة الموجهة للخدمات الجتماعية‪ ،‬المر الذي أدى لتردي الكثير من الوضاع‬
‫القتصادية والجتماعية للفئات محدودة الدخل‪ .‬وما زال الفقراء يعانون من المية والمرض‬
‫وعدم توافر المسكن الصحي وسوء التغذية‪ ،‬ورافق ذلك تعدد الجرائم والهجرة من المناطق‬
‫الريفية سعيا للعمل بالقطاع الهامشي بالمدن‪ ،‬ما أدى لبروز ظاهرة المناطق العشوائية‪ .‬وقد‬
‫تراجعت مكانة مصر في إطار دليل التنمية البشرية الذي يصدره برنامج المم المتحدة‬
‫النمائي لتحتل المرتبة ‪ 114‬من بين ‪ 160‬دولة‪ ،‬بمعنى أنها أصبحت تقع ضمن شريحة‬
‫البلدان ذات التنمية البشرية المنخفضة جدا‪ .‬رغم أهمية رأٍس المال البشري باعتباره أحد‬
‫المفاتيح الساسية للحد من الفقر بالضافة إلى تحسين المؤشرات القتصادية والجتماعية‪.‬‬

‫(‪ )4‬إجراءات مكافحة الفقر في مصر‬


‫الجراءات التي قامت بها الحكومة لمحاربة الفقر‪:‬‬
‫عند الحديث عن وضع حلول لمشكلة الفقر في مصر‪ ،‬فإن توافر الموارد المالية ل‬
‫تبدو هي العائق الرئيسي في هذا المضمار‪ .‬بل يخلص بعض خبراء الصندوق الجتماعي‬
‫للتنمية إلى أن " المعروض من الموال يزيد عن الطالب عليها "‪ .16‬أما العوائق الرئيسية‬
‫فتتمثل في محدودية قدرات المؤسسات الحكومية في الوصول إلى الفقراء على المستوى‬
‫المحلي‪ ،‬بالضافة إلى العدد القليل نسبيا للمنظمات غير الحكومية التي يمكنها تنفيذ البرامج‬
‫المبتكرة التي يثبت نجاحها وجدواها‪.‬‬
‫وفي الوقت الراهن‪ ،‬تقوم الحكومة المصرية بعدة أهداف لمحاربة الفقر من خلل‬
‫قنوات عديدة‪:17‬‬
‫‪ -‬تقديم مساعدات مباشرة للفقراء من خلل وزارة التضامن الجتماعي ( الشئون الجتماعية‬
‫سابقا )‬
‫‪ -‬برامج للتعليم المجاني ومكافحة المية من خلل وزارة التعليم‬

‫‪ 16‬وفقا لتصريح للدكتور أشرف حسونة‪ ،‬المستشار بالصندوق الجتماعي للتنمية‪ .‬انظر‪:‬‬
‫‪Assaad, R., and M. Rouchdy. (1999). Poverty and Poverty Alleviation Strategies in‬‬
‫‪Egypt, Cairo Papers in Social Science, 22:1, P: 44.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪Assaad, R., and M. Rouchdy. Op. Cit. P: 45.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬رعاية صحية مجانية من خلل الوحدات الصحية المحلية والمستشفيات العامة الكبيرة‬
‫التابعة لوزارة الصحة‬
‫‪ -‬دعم الخبز والقمح ودقيق القمح والسكر وزيوت الطعام من خلل وزارة الضمان‬
‫الجتماعي ( التموين سابقا )‬
‫‪ -‬مشروعات التنمية الريفية من خلل وزارة الزراعة واستصلح الراضي‬
‫ولعل من أهم برامج محاربة الفقر في السنوات الحديثة على الطلق‪ ،‬قيام الحكومة بإنشاء‬
‫الصندوق الجتماعي للتنمية‪.‬‬

‫الجراءات المقترحة لتقليل الثار السلبية على الفقراء‪:‬‬


‫كان لبرنامج الصلح القتصادي والتكييف الهيكلي‪ 18‬الذي اعتمدت مصر العمل به‬
‫بعد توقيع التفاقيات الخاصة بهذا البرنامج مع صندوق النقد والبنك الدوليين في عام ‪،1990‬‬
‫كان لهذا البرنامج عدة آثار سلبية على كل من العمالة والسعار‪ .‬ولذلك فقد تضرر الفقراء من‬
‫جراء ذلك مرتين‪:‬‬
‫الولى‪ :‬من جانب الدخل ( من خلل فقدان الوظائف التي كانوا يشغلونها أو مواجهة‬
‫الصعوبات في إيجاد فرص عمل )‬
‫الثانية‪ :‬من خلل زيادة تكلفة المعيشة بسبب الزيادة في السعار الحادثة من جراء تطبيق‬
‫إجراءات برنامج الصلح‪.‬‬
‫ونحاول فيما يلي اقتراح عدة إجراءات تهدف إلى تخفيف آثار الفقر في المجتمع‪:‬‬
‫وبداية نقترح أن يتم تصميم حملة دعاية ضخمة يكون الهدف منها توضيح طبيعة الدور‬
‫الجديد للدولة في ظل الظروف المحلية والدولية الراهنة‪ .‬وتركز هذه الحملة المقترحة على‬
‫إنهاء علقة الب والبن التي اعتادها الشعب من الدولة‪ ،‬وأن على جميع أفراد الشعب الن‬
‫التخلي عن فكرة العتماد على الدولة في كل شيء‪ .‬وأن على الفراد المبادرة بإقامة‬
‫المشروعات الصغيرة التي تعمل على زيادة دخول الفراد‪ ،‬كما تهدف إلى تحقيق التنمية‬
‫للدولة ككل‪ .‬كما يجب على الدولة في هذا السياق وضع إطار محدد لطبيعة المشروعات‬
‫الصغيرة التي تحتاجها في هذه المرحلة من مراحل التنمية‪ ،‬وإعطاء الحوافز والتسهيلت لمن‬
‫يبادر بإقامة تلك المشروعات‪.‬‬
‫كما يمكن التمييز بين ثلثة مداخل‪ 19‬عند التعامل مع استراتيجيات محاربة الفقر‪ ،‬تتمثل‬
‫في‪:‬‬
‫‪18‬‬
‫‪Korayem, K. (1996). Structural Adjustment, Stabilization Policies, and the Poor‬‬
‫‪in Egypt. Cairo: The American University in Cairo Press. P: 69.‬‬
‫‪ 19‬انظر في ذلك‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫المدخل الول‪ :‬مدخل تدعيم النمو القتصادي‪:‬‬
‫ويتعامل هذا المدخل مع الجراءات التي تزيد من وصول الفقراء إلى التوظيف النتاجي‬
‫وإلى تملك الصول‪ .‬فلقد ثبت بالتجربة العملية‪ 20‬ضرورة استمرار تحقق النمو القتصادي‬
‫للتقليل من حدة الفقر‪ .‬كما ثبت بالتجربة أيضا أن القدر المتحقق من تخفيض الفقر والمصاحب‬
‫لمستوى معين من النمو يمكن أن يختلف اختلفا جوهريا من بلد لخر‪ ،‬بل ومن منطقة‬
‫لخرى في نفس البلد الواحد‪ ،‬وذلك بناء على طبيعة السياسات المتبعة والمؤسسات القائمة‬
‫والمخصصات الممنوحة‪ ،‬بما في ذلك النماط القائمة لتوزيع الثروة والدخل‪ .‬وهذا ما يعني‬
‫ضرورة أخذ العوامل الخاصة بكل بلد بعين العتبار أثناء محاولة صياغة استراتيجيات للنمو‬
‫تنحاز للفقراء‪ .‬وفي حالة مصر‪ ،‬ينبغي التأكيد على عدد من العوامل أثناء صياغة السياسات‬
‫التي تهدف للحد من الفقر‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪‬مجموعة من السياسات العامة‪ ،‬حيث يجب على الدولة المضي قدما في‬
‫انتهاج عدد من السياسات التي بدأت العمل بها‪ ،‬ومن أهمها‪:‬‬
‫‪-‬سياسات نقدية ومالية حذرة تهدف لتقليل مستوى التضخم‪ ،‬ذلك أن استمرار ارتفاع‬
‫السعار يشكل حجر عثرة يقف أمام تفاعل الفقراء في المجتمع ويزيد من حدة‬
‫تهميشهم‪.‬‬
‫‪-‬سياسات خاصة بالتجارة وسعر الصرف تهدف لتشجيع التنافسية وتعمل على‬
‫تدعيم الترابط مع السواق العالمية‪.‬‬
‫‪-‬سياسات تعمل على تقليص قبضة الدولة على المشروعات والنشاط التجاري‪ ،‬بما‬
‫يسمح لتوسيع دور القطاع الخاص في تحقيق النمو‬
‫‪‬توسع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ‪SMEs‬‬
‫ويتطلب هذا المر تسهيل إجراءات منح التمويل اللزم لهذه المشروعات بسعر السوق‪،‬‬
‫ونشر المعلومات بشأن الفرص المتاحة في السوق لتلك المشروعات من خلل غرف التجارة‬
‫المعنية بكل صناعة‪ ،‬وتعزيز الروابط التجارية بين المشروعات الصغيرة والكبيرة بما قد يسفر‬
‫عن نشوء ترتيبات تجارية بينهما‪.‬‬

‫‪World Bank. (1991). Egypt: Alleviating Poverty during Structural Adjustment.‬‬


‫‪Washington, DC.: The World Bank. P: XIX.‬‬
‫وانظر أيضا‪:‬‬
‫‪World Bank. (2004). Arab Republic of Egypt: A Poverty Reduction Strategy for‬‬
‫‪Egypt. Egypt: Middle East and North Africa Region. P: VI.‬‬
‫‪20‬‬
‫‪World Bank. (2004). Op. Cit. P: VII.‬‬

‫‪11‬‬
‫ومطلوب أيضا القيام بحملة دعاية كبيرة تعرّف المواطنين بدور الصندوق الجتماعي‬
‫للتنمية‪ ،‬وتحاول إزالة الصورة السلبية التي ارتسمت في مخيلة الناس عنه أثناء السنوات‬
‫الولى لنشائه‪ .‬كما يجب تعريف الناس بالبرامج العديدة التي يقدمها الصندوق الن لمساعدة‬
‫صغار المستثمرين في إقامة المشروعات الصغيرة‪ ،‬والضمانات التي تتوافر لهم في هذا‬
‫الشأن‪.‬‬
‫‪‬التنمية الريفية والزراعية‬
‫يتمثل أحد الثار الهامة لزيادة الفقر في القطاع الريفي في عدم كفاية الدخل المتولد من‬
‫النشاط الزراعي لمتطلبات نمو عدد السكان في الريف‪ .‬وبناء على ذلك‪ ،‬فمطلوب اتخاذ‬
‫الجراءات التي تهدف لتشجيع الستثمار الخاص في النشطة غير الزراعية في القطاع‬
‫الريفي‪ .‬ويتضمن ذلك تطبيق الحوافز والعفاءات الضريبية الممنوحة للمشروعات التي يتم‬
‫إنشائها في المدن الجديدة على المشروعات غير الزراعية التي ينتوى إنشائها في الريف‪.‬‬
‫كما يجب زيادة الموال المخصصة للبحوث وبذل مزيد من الجهد في الجامعات والمعاهد‬
‫البحثية من أجل التوصل إلى تكنولوجيا مناسبة لزيادة إنتاجية الحيازات الزراعية الصغيرة‪.‬‬
‫‪‬النمو في صعيد مصر‪:21‬‬
‫‪-‬فما زال زيادة نصيب الستثمارات العامة التي تذهب إلى صعيد مصر من‬
‫الهداف الرئيسية لتحقيق استراتيجية التنمية في مصر‪ .‬كما يجب التركيز على‬
‫الستثمارات كثيفة الستخدام للعمالة من أجل توليد فرص توظيف محلية‪ ،‬مع‬
‫تقليل دور الدولة في عمليات تخطيط وتنفيذ الستثمارات من أجل إنشاء‬
‫مشروعات خاصة تتوجه بصفة أساسية للفقراء من سكان هذه المنطقة‪.22‬‬

‫المدخل الثاني‪ :‬مدخل التنمية البشرية‪:‬‬


‫ويتضمن الجراءات التي تزيد من الستثمار في رأس المال البشري لتعزيز النتاج‬
‫المتوقع للفقراء ( الستثمار في التعليم والتدريب والصحة )‪.‬‬

‫أظهرت الدراسة التي قام بها كل من ‪ Datt‬و ‪ Jolliffe‬و ‪Shama‬عدم وجود اختلف في مستويات الفقر‬ ‫‪21‬‬

‫فيما بين صعيد مصر ومنطقة الدلتا‪ .‬وفي هذا الخصوص‪ ،‬فقد اختلفت نتائج هذه الدراسة عن المقولة التقليدية‬
‫الشائعة بأن صعيد مصر يعتبر أفقر كثيرا عن منطقة الدلتا‪ .‬وأحد السباب الهامة وراء هذا الختلف‪ ،‬أن‬
‫الدراسة المذكورة‪ ،‬وربما كانت الوحيدة في هذا الشأن‪ ،‬سمحت بأخذ الختلفات القليمية في تكلفة المعيشة‬
‫( والحتياجات غير الغذائية الساسية ) في العتبار‪ .‬لمزيد من التفصيل‪ ،‬انظر‪:‬‬
‫‪Datt, G., D. Jolliffe & M. Shama. (1998). A Profile of Poverty in Egypt: 1997.‬‬
‫‪Washington, DC: International Food Policy Research Institute. P: 68.‬‬
‫‪22‬‬
‫‪World Bank. (2004). Op. Cit. P viii.‬‬

‫‪12‬‬
‫يعتبر وقت العمل هو الصل الرئيسي الذي يعتمد عليه الفقراء أثناء حياتهم‪ .‬ويزيد التعليم‬
‫من إنتاجية هذا الصل‪ .‬كما أن القوة العاملة التي تتمتع بالصحة والتي تلقت حظا وافرا من‬
‫التعليم والتي تتبع نظاما غذائيا جيدا هي أكثر حيوية وديناميكية من تلك التي تتعرض‬
‫للمراض وتعاني من العوز والحرمان‪.23‬‬
‫على أن إجراءات زيادة النفاق الحكومي على الخدمات الجتماعية ل تضمن وصول تلك‬
‫الخدمات إلى الفقراء‪ ،‬الذين يكونون بحاجة قصوى إليها‪ .24‬لذا يجب اتخاذ إجراءات إضافية‬
‫تضمن وصول تلك الخدمات إلى الفقراء عند أسعار يستطيعون تحملها‪ .‬وفيما يلي بعض‬
‫المقترحات في هذا الخصوص‪:‬‬
‫‪‬بالنسبة للتعليم‪:‬‬
‫•تقليل معدلت التسرب من التعليم‪ ،‬وزيادة نسبة تسجيل الناث في‬
‫التعليم‪ .‬كما يجب إلغاء الرسوم التي يتم تحصيلها في مرحلة التعليم‬
‫الساسي‪ ،‬وتنفيذ إجراءات لترشيد نفقات مرحلة التعليم العالي‪ .‬ويمكن‬
‫تمويل التحسينات التي يراد إدخالها على نوعية التعليم المقدمة في‬
‫مراحل التعليم البتدائي والعدادي من خلل إعادة تخصيص الموارد‬
‫من التعليم العالي إلى التعليم الساسي‪ .‬كما يجب أيضا إعادة تخصيص‬
‫النفاق على التعليم العالي للحد من دخول العداد الكبيرة إليه ولتشجيع‬
‫الستثمارات من القطاع الخاص في هذا المجال‪.‬‬
‫•زيادة كفاءة النفاق العام في مجال محو المية‪ .‬وإذا أردنا تحقيق‬
‫تخفيض مقبول في الفقر‪ ،‬فيجب وضع خطة شاملة تستهدف كافة‬
‫الميين أينما وجدوا‪ ،‬وذلك لكسر حلقة الفقر التي تنتقل من جيل لخر‪.‬‬
‫•توجيه خريجات الجامعات للقيام بالتصدي لعملية محو المية أثناء فترة‬
‫أداء الخدمة العامة بعد التخرج‪ ،‬مع زيادة الحافز الممنوح لهن شهريا‬
‫لتشجيعهن على القيام بذلك‪.‬‬
‫•تحسين أداء المدرسين من خلل تنفيذ نظام فعال للمساءلة وزيادة‬
‫المكافآت الممنوحة لهم‪.‬‬
‫•توزيع وجبة غذائية يوميا على أطفال المدارس البتدائية‪ ،‬وذلك بهدف‬
‫تقليل الثر السلبي للفقر على الصحة والقدرات الفكرية للطفال في‬

‫‪23‬‬
‫‪El-Laithy, H. (1999). Poverty Reduction Policies in Egypt: An Overview. New‬‬
‫‪York, Economic & Social Commission for Western Asia (ESCWA). P: 60.‬‬
‫‪24‬‬
‫‪Korayem, K. (1996). Op. Cit. P 76.‬‬

‫‪13‬‬
‫مصر‪ .‬وهذه السياسة كان يتم إتباعها في مصر في الماضي القريب‪،‬‬
‫منذ نحو خمسة عقود مضت‪.‬‬
‫‪‬بالنسبة للصحة‪:‬‬
‫•إعادة تخصيص النفاق العام على الصحة لصالح برامج الصحة‬
‫الوقائية‪.‬‬
‫•مد مظلة التأمين الصحي لكي تشمل فئات الرامل والمعالين‪ ،‬الذين‬
‫يجب أن يتم إعفائهم من الرسوم‪.‬‬
‫•تصميم وتنفيذ برنامج يهدف لتحسين النظام الغذائي للمجموعات‬
‫المعرضة للخطر‪ .‬مع التأكيد على حماية الطفال على وجه‬
‫الخصوص‪.‬‬
‫•مد البنية الساسية الصحية – مثل المياه النظيفة والصرف الصحي –‬
‫إلى المناطق التي يسود الفقر فيها‪.‬‬
‫•تطبيق نظام متعدد للدعم‪ ،‬يسمح للفقراء بتلقي هذه الخدمات جزئيا‬
‫مجانا‪ ،‬وجزئيا بسعر منخفض مدعوم‪ ،‬في حين يتم تغطية عنصر‬
‫التكلفة من خلل زيادة أسعار تلك الخدمات على غير الفقراء في‬
‫المجتمع‪ .‬لذا يقترح تطبيق سياسة للتمييز السعري‪ ،25‬بحيث يتم توفير‬
‫الخدمات الجتماعية بأسعار معتدلة لذوي الدخل المتوسط‪ ،‬وبأسعار‬
‫مرتفعة للغنياء في المجتمع‪ .‬وأحد القتراحات في هذا الشأن هو‬
‫تخصيص جزء كبير من أسّرة الدرجة الثالثة في المستشفيات مجانا‬
‫بدون رسوم للفقراء المستحقين‪ ،‬في حين يتم تقاضي التكلفة الفعلية‬
‫الجارية على بقية السّرة في الدرجة الثالثة‪ ،‬بالضافة إلى تطبيق نظام‬
‫سعري متصاعد للمرضى الذين يختارون الدرجات الخرى العلى‬
‫‪26‬‬
‫للقامة في المستشفيات‪.‬‬
‫‪‬المجتمع المدني‪:‬‬

‫التمييز السعري ‪ Price Discrimination‬هو إجراء يتم من خلله تقاضي أسعار مختلفة من العملء‬ ‫‪25‬‬

‫المختلفين عن نفس السلعة أو الخدمة‪ .‬ول يمكن حدوث ذلك إل إذا كان للمورد بعض القوى الحتكارية‪ ،‬وكان‬
‫يمكنه تمييز العملء‪ ،‬ولم يكن بإمكان العميل إعادة بيع السلعة‪ ،‬أو كانت السلعة مرتفعة الثمن للدرجة التي‬
‫تمنعه من عمل ذلك‪ .‬لمزيد من التفصيل‪ ،‬انظر‪:‬‬
‫‪Black, J. (1997). A Dictionary of Economics. Oxford: Oxford University Press. P:‬‬
‫‪363.‬‬
‫‪26‬‬
‫‪World Bank. (1991). Op. Cit. P: 136-137.‬‬

‫‪14‬‬
‫•ضمان مشاركة سياسية ومدنية أكبر من خلل إعادة صياغة حقوق‬
‫المواطنة‬
‫•زيادة درجة اللمركزية والشراف المحلي‬
‫•تقوية مؤسسات المجتمع المدني‬
‫•البدء في تنفيذ مشروعات جديدة ومبتكرة تهدف لتوفير علج فعال‬
‫لمشكلة البطالة في مصر‪ .‬ومن أمثلة المشروعات التي يمكن أن‬
‫تطرحها مؤسسات المجتمع المدني‪ :‬توفير عربات صغيرة مجهزة‬
‫بأنواع من البسكويت والمنتجات المغلفة التي يحتاجها الطفال‪،‬‬
‫وإعطائها بالتقسيط وبدون مقدم للفقراء لكي يقفون بها بجوار المدارس‬
‫على سبيل المثال‪ .‬وبذلك ينجح هؤلء الفقراء في الحصول على دخل‬
‫منتظم‪ ،‬يستطيعون من خلله سداد قيمة القساط البسيطة من ثمن هذه‬
‫العربات‪.‬‬

‫المدخل الثالث‪ :‬مدخل الرفاهة الجتماعية‪:‬‬


‫ويعتمد هذا المدخل على الجراءات التي تتعامل مع الفقر من خلل المدفوعات‬
‫التحويلية وأهمها الدعم‪ .‬وفي الواقع‪ ،‬توجد فئتان كبيرتان بحاجة لعناية خاصة‪ ،‬هما فئة غير‬
‫القادرين على العمل‪ ،‬وفئة الذين يتعرضون بصفة مؤقتة لنوع ما من الخطر‪ .‬وتحتاج الفئة‬
‫الولى لنظام من التحويلت يضمن لهم مستوى مناسب من المعيشة‪ .‬أما الفئة الثانية فأفضل ما‬
‫يناسبها وجود مجموعة من شبكات الضمان الجتماعي‪ .‬وهناك عدد من القتراحات في هذا‬
‫الخصوص‪:‬‬
‫‪‬يجب تطوير النظم الرسمية للضمان الجتماعي أو توسيع نطاق تغطيتها‪.‬‬
‫ويجب تمديد هذه النظم إلى جميع العاجزين عن العمل في سواء المناطق‬
‫الحضرية أو الريفية‪ .‬فيجب على وزارة الضمان الجتماعي إعادة تعريف‬
‫الفئات المستهدفة من السكان لكي تشمل جميع المجموعات المعرضة للخطر‬
‫والتي تعرف على أنها تعيش في فقر مدقع‪.‬‬
‫‪‬تتزايد الحاجة للسماح بالمنظمات غير الحكومية القائمة حاليا لعطاء الدعم‬
‫لمجموعاتها الخاصة من المستفيدين ولزيادة نطاق تغطيتها فيما بين‬
‫المجموعات الكثر فقرا والمعرّضة للخطر‪ ،‬مثل كبار السن والمعاقين‬
‫والرامل والمطلقات‪ .‬ويبدو أن فرصة المنظمات غير الحكومية أفضل لكي‬
‫تلعب دورا أكبر من الدولة في توفير مدفوعات تحويلية للفقراء‪ ،‬وذلك بالرغم‬

‫‪15‬‬
‫من عدم معرفة المجتمع المصري بحجم مساهماتها أو طبيعة أنشطتها‬
‫بوضوح‪ .‬أما الحاجة الكثر إلحاحا في الفترة الراهنة فهي توسيع أفقها‬
‫بتخفيف بعض القيود واللوائح التي تحيط بعمليات قيامها بجمع الموال‪ .‬كما‬
‫يجب أيضا تشجيع المنظمات غير الحكومية على لعب دور أكبر في الدفاع‬
‫عن حقوق السكان وعلى تشكيل منظمات تمثل القاعدة العريضة منهم تمثيل‬
‫صحيحا‪.‬‬
‫‪‬التنسيق فيما بين وزارات التعليم والصحة والضمان الجتماعي بخصوص‬
‫الدعم الذي توفره كل من هذه الوزارات بهدف توفير شبكة ضمان شاملة‬
‫للفقراء‪ .‬فمن المعلوم أن جزءا من إنفاق وزارة التعليم ووزارة الصحة‬
‫يخصص لتوفير الخدمات الساسية للتعليم والصحة مجانا بالكامل للفقراء‬
‫المستحقين ( مثل إعفائهم من مصروفات التعليم البسيطة وتزويدهم بخدمات‬
‫الصحة مجانا )‪ .‬ولكن ل يوجد تنسيق فيما بين هذه الجهات الثلث من أجل‬
‫استهداف الفقراء وتزويدهم بشبكة أمان‪ .‬ومن المفترض أن الفقراء الذين‬
‫يتمتعون بمساعدات وزارة الضمان الجتماعي هم أكثر الفئات احتياجا طالما‬
‫أنهم مؤهلون للحصول على تلك المساعدات المالية‪ ،‬والتي تمت بعد إجراء‬
‫بحوث اجتماعية مكثفة وشاملة لبحث أحوالهم لضمان أهليتهم في التمتع بذلك‪.‬‬
‫وبناء على ذلك‪ ،‬نقترح أن يتم التنسيق بين الوزارات الثلث حتى يصبح من‬
‫حق الفقراء الذين يحصلون على مساعدات وزارة الضمان الجتماعي – أو‬
‫حتى جزء منهم يتم تصنيفهم كأفقر الفقراء – التمتع تلقائيا بالحصول على‬
‫دعم وزارة التعليم وتلقي التعليم مجانا وكذلك الحصول على دعم وزارة‬
‫الصحة والحصول على خدماتها مجانا‪ .‬ويمكن تحقيق ذلك بقيام وزارة‬
‫الضمان الجتماعي بتوفير بطاقات خاصة للمجموعة المستهدفة من الفقراء‬
‫يتمكنون عن طريقها من الحصول على خدمات التعليم والصحة مجانا‪.‬‬

‫وبناء على ذلك فسوف تقع الجراءات المقترحة من أجل تقليل الثار السلبية لبرنامج‬
‫الصلح القتصادي والجتماعي على الفقراء داخل نطاق واحد أو أكثر من هذه المداخل‪.‬‬
‫على أن يكون معلوما أن الجراءات في هذه المداخل الثلثة قد ل تكون مستقلة تماما عن‬
‫بعضها‪ .‬وعلى سبيل المثال‪ ،‬فتوفير خدمات التعليم والصحة بأسعار مدعومة هي في الواقع‬
‫استثمار في رأس المال البشري‪ ،‬ولكنها في نفس الوقت تقع داخل نطاق مدخل الرفاهة‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫(‪ )5‬الخلصة والتوصيات‬
‫تؤدي الظروف القتصادية التي تمر بها مصر‪ ،‬والتي تهدف إلى التعجيل بالمسارات‬
‫المختلفة للصلح‪ ،‬إلى زيادة ظاهرة الفقر بين فئات المجتمع المصري‪ ،‬وتتزايد حدة هذه‬
‫الظاهرة في مناطق معينة أبرزها منطقة الصعيد‪ .‬وتتعدد المظاهر السلبية لهذه الظاهرة على‬
‫المجتمع المصري‪ ،‬من تهميش الطبقات الفقيرة في المجتمع‪ ،‬واستبعادها من لعب دور مؤثر‬
‫في أحداث التنمية‪ ،‬بالضافة إلى شعور أفراد هذه الطبقات بالحرمان والعوز‪.‬‬
‫وليس من شك في قيام الحكومة المصرية بدور كبير في محاربة الفقر بكافة صوره‬
‫خلل الفترة الماضية‪ .‬إل أن جهود الدولة يجب أن يتضافر معها جهود فئات المجتمع المختلفة‬
‫للحد من انتشار هذه الظاهرة‪ ،‬بما لها من آثار سلبية متعددة على مسار التنمية في البلد‪ .‬كما‬
‫يجب على الحكومة المصرية استخدام عدد من الوسائل المبتكرة في وضع حلول جذرية‬
‫لمشكلة الفقر في مصر‪ ،‬ولعل من أهمها ابتكار حملة إعلمية مصممة جيدا تهدف لتغيير فكر‬
‫الفئات المختلفة في المجتمع تجاه التوظف بالحكومة‪ ،‬وضرورة قيامهم بالمبادرات المختلفة‬
‫لقامة المشروعات الخاصة الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬وتحمل دورهم في ذلك‪.‬‬
‫كما يجب وضع خطة متكاملة للصناعات الصغيرة والمتوسطة التي ترغب الدولة في‬
‫توجيه عجلة النتاج إليها‪ ،‬وذلك بناء على دراسات واسعة ومكثفة لحتياجات السواق المحلية‬
‫والدولية‪.‬‬
‫كما يجب على الدولة وضع خطة عمل ذات محاور ثلثة للقضاء على الفقر‪ .‬وأول‬
‫هذه المحاور هو محور تدعيم النمو القتصادي‪ ،‬بهدف تقليل حدة الفقر‪ .‬والمحور الثاني هو‬
‫مدخل التنمية البشرية‪ ،‬من خلل زيادة الستثمارات الموجهة إلى التعليم والتدريب والصحة‪،‬‬
‫بالضافة إلى تعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني للقيام بدورها المتوقع لها في القضاء على‬
‫ظاهرة الفقر‪ .‬أما المحور الثالث فيتعلق بالرفاهة الجتماعية‪ ،‬من خلل ترشيد المدفوعات‬
‫التحويلية والدعم‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫المراجع باللغة العربية‪:‬‬
‫‪-1‬البنك الدولي‪ ،‬تقرير عن التنمية في العالم‪ :‬الفقر‪ .‬واشنطن‪ ،‬البنك الدولي‪.1990 ،‬‬
‫ص ص‪.42 – 41 :‬‬
‫‪-2‬جلل أمين‪ ،‬معضلة القتصاد المصري‪ .‬القاهرة‪ ،‬مصر العربية للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫‪.1994‬‬
‫‪ -3‬حازم الببلوي‪ ،‬دور الدولة في القتصاد‪ .‬القاهرة‪ ،‬دار الشروق‪.1999 ،‬‬
‫‪-4‬رمزي زكي‪ ،‬أزمة مصر القتصادية مع استراتيجية مقترحة للقتصاد المصري في‬
‫المرحلة القادمة‪ .‬القاهرة‪ ،‬مكتبة مدبولي‪.1983 ،‬‬
‫‪-5‬فاروق شقوير وعزة سليمان‪ ،‬الصلح القتصادي وآثاره التوزيعية‪ :‬الثار‬
‫الجتماعية لبرنامج الصلح القتصادي في مصر‪ ،‬مؤتمر قسم القتصاد‪ ،‬كلية‬
‫القتصاد والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬نوفمبر ‪.1992‬‬
‫‪-6‬كريمة كريم‪ ،‬الفقر وتوزيع الدخل في مصر‪ .‬القاهرة‪ ،‬منتدى العالم الثالث‪ ،‬مكتب‬
‫الشرق الوسط‪.1994 ،‬‬
‫‪-7‬محمد مصطفى أحمد مصطفى‪ ،‬المساعدات القتصادية الخارجية لمصر بين التنمية‬
‫والصلح القتصادي‪ .‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪.1995 ،‬‬
‫‪-8‬مركز البحوث والدراسات القتصادية والمالية‪ ،‬كلية القتصاد والعلوم السياسية‬
‫بجامعة القاهرة‪ ،‬ندوة الصلح القتصادي ودور الصندوق الجتماعي للتنمية‪:‬‬
‫الصندوق الجتماعي للتنمية‪ ،‬القاهرة‪.1992 ،‬‬
‫‪-9‬منى قاسم‪ ،‬الصلح القتصادي في مصر‪ .‬القاهرة‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية‪.1998 ،‬‬
‫‪-10‬هبة أحمد نصار‪ ،‬الصلح القتصادي وآثاره التوزيعية‪ ،‬بعض الثار الجتماعية‬
‫لبرامج الصلح القتصادي في مصر‪ ،‬مؤتمر قسم القتصاد‪ ،‬كلية القتصاد والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬نوفمبر ‪.1992‬‬

‫المراجع باللغة النجليزية‪:‬‬


‫‪1- Assaad, R., and M. Rouchdy. (1999). Poverty and Poverty Alleviation‬‬
‫‪Strategies in Egypt. Cairo Papers in Social Science, 22:1, P: 44.‬‬
‫‪2- Bourguignon, F. (2005). The Poverty-Growth-Inequality Triangle:‬‬
‫‪With Some Reflections on Egypt. Cairo: ECES.‬‬
‫‪3- Datt, G., D. Jolliffe & M. Shama. (1998). A Profile of Poverty in‬‬
‫‪Egypt: 1997. Washington, DC: International Food Policy Research‬‬
‫‪Institute.‬‬

‫‪18‬‬
4- El-Laithy, H. (1999). Poverty Reduction Policies in Egypt: An
Overview. New York: Economic & Social Commission for Western
Asia (ESCWA).
5- Handy, H. (1998). Egypt: Beyond Stabilization, toward a Dynamic
Market Economy. Washington, DC: International Monetary Fund.
6- Korayem, K. (1996). Structural Adjustment, Stabilization Policies, and
the Poor in Egypt. Cairo: The American University in Cairo Press.
7- Korayem, K. (1997). Egypt's Economic Reform and Structural
Adjustment (ERSAP). Cairo: ECES.
8- Lofgren, H. (1993). Egypt's Program for Stabilization and Structural
Adjustment: An Assessment. Cairo Papers in Social Science, 16:3, 20-
37.
9- Rodrick, D. (1996). Understanding Economic Policy Reform. Journal
of Economic Literature, 34:1, 9-41.
10- Sachs, J. (1996). Achieving Rapid Growth: The Road ahead for Egypt.
Cairo: ECES.
11- Soliman, A. (1995). Program of Economic Reform and Structural
Adjustment and its Effect on Egyptian Women in Labor Force. Cairo:
CDC.
12- Subramanian, A. (1997). The Egyptian Stabilization Experience: An
Analytical Retrospective. Washington, DC: International Monetary
Fund.
13- UNDP & Institute of National Planning. (2005). Egypt Human
Development Report 2005, Choosing our Future: Towards a New
Social Contract. Cairo: INP.
14- Walton, M. (1990). Combating Poverty: Experience and Prospects.
Finance & Development, 27:3, 2-5.
15- World Bank. (1991). Egypt: Alleviating Poverty during Structural
Adjustment. Washington, DC: The World Bank.
16- World Bank. (1998). Egypt in Global Economy: Strategic Choices for
Savings, Investments, and Long-term Growth. Washington, DC:
World Bank.
17- World Bank. (1999). Arab Republic of Egypt: Stabilization and
Structural Change. Egypt: Middle East and North Africa Region.
18- World Bank. (2004). Arab Republic of Egypt: A Poverty Reduction
Strategy for Egypt. Egypt: Middle East and North Africa Region.

19

You might also like