You are on page 1of 2

‫ن‬ ‫الحمد هلل صاحب الحكم و التدبي‪ ،‬مقلب األمور الميرس لكل عسي‪ ،‬أنزل كتابه ليحكم ن‬

‫بي الناس يف كل صغي و‬


‫كبي‪ ،‬انفرد بالعلياء بحكمة أعجرت كل تفكي‪ ،‬توعد الطغاة بنار ذات لهب و زمهرير‪ ،‬ثم الصالة والسالم عىل نبينا محمد‬
‫وعىل آله وصحبه ذوي العلياء و األفهام‪ ،‬وبعد‪.‬‬
‫ن‬ ‫قد سمع القاص و الد ن‬
‫السيس بمن‬
‫ي‬ ‫ان بأخبار ما يسىم (باالنتخابات الرئاسية) يف مص‪ ،‬و تابع الناس ما فعل الطاغوت‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ن‬
‫أراد أن يقف أمامه يف تلك (االنتخابات) ‪-‬عىل الرغم من هزليتها الفاضحة‪ -‬و تنكيله بهم‪ ،‬فمنهم من اعتقل و منهم من أجي‬
‫ن‬ ‫ئ‬ ‫ن‬
‫السلف) الذي‬
‫ي‬ ‫فوج ‪-‬البعض‪ -‬ببيان ما يسىم بـ(حزب النور‬ ‫وف أثناء متابعتنا لتلك المرسحية الهزلية الكفرية‬ ‫عىل اإلنسحاب‪ ،‬ي‬
‫السيس وتشجيعهم لتلك االنتخابات الديمقراطية الكفرية بــل "وتحريض عوام‬ ‫ي‬ ‫أعلن فيه عن تأييده للطاغوت عدو هللا‬
‫شياك ن يف االنتخابات"!!‪.‬‬
‫اليول و اإل ر‬ ‫المسلمي عىل ن ن‬
‫ن‬
‫ن‬
‫إنّ هؤالء الزنادقة الذين ينسبون أنفسهم زورا و بهتانا للسلف رضوان هللا عليهم قد جاوزوا كل حد يف الكفر والردة بل‬
‫ن‬
‫ويحثون الناس عىل اتباع كفرهم و زندقتهم!‪ ،‬والناظر يف حال هؤالء المضلون المسمون بـ(الدعوة السلفية) و(حزب النور)‬
‫لرسع هللا المحارب لدينه جل وعال‪ ،‬أي عاقل يغفل عن‬ ‫ال يرى إال مالحدة ارتموا "طواعية" نف أحضان الطاغوت المستبدل ر‬
‫ي‬
‫!‬ ‫!‬ ‫ن‬
‫ذلك!!‪ ،‬ألم تروا أيها المالحدة السفلة تنكيل ذلك الطاغوت بالمسلمي ‪ ،‬ألم تطلعوا أنتم بأنفسكم عىل أفعال الفجرة من‬
‫لمطبقي لسنة نبينا ‪-‬ﷺ‪ -‬والسلف الذين تدعون نهجهم بمص!!‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫المستقيمي ا‬ ‫الرسطة والجيش باألخوة‬ ‫ر‬

‫ثم جاء بيانهم بالتشديد عىل نقطة (األمن و اإلستقرار) و حفظ تماسك البالد و حسب رؤيتهم و أنها لن تصلح إال بقيادة‬
‫المسلمي!‪ ،‬أي نضر أعظم من ر‬
‫الرسك‬ ‫ن‬ ‫السيس!‪ ،‬تعستم و تعس أمنكم و استقراركم‪ ،‬أي مصلحة أوىل من إزاحة الكفر عن ديار‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫!‬
‫النب ‪-‬ﷺ‪( : -‬لحد يقام يف األرض خي ألهل األرض من أن يمطروا ثالثي صباحا)ّصحيح‪ّ،‬أي أمن‬ ‫أيها السفهاء؟ ‪ ،‬ألم يقل ي‬
‫ر‬ ‫ن ن‬ ‫ن‬
‫ع تلزم بقاء شخص ما ترك‬ ‫السيس‪ ،‬و أي حكمة أو مكسب ش ي‬‫ي‬ ‫المسلمي يغتصي يف سجون الطاغوت‬ ‫واستقرار ونساء‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫المسلمي إال و إنتهكها و سفك يف دمائهم‪ ،‬فإن كان إدعائكم بأن مواجهة هذا الطاغوت تجلب الصر عىل‬ ‫حرمة من حرمات‬
‫الب نفذها ذاك‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫ر‬ ‫ن‬
‫المسلمي‪ ،‬فمن منكم يفرس لنا آالف القتىل وعرسات اآلالف من المعتقلي و عرسات عمليات اإلعدام ي‬
‫الطاغوت بدون مواجة!‪.‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫الحنبىل ‪ -R-‬يف كتابه (إيضاح طرق اإلستقامة يف بيان أحكام الوالية واإلمامة) ‪":‬فالعجب كل‬ ‫ي‬ ‫قال اإلمام ابن الميد‬
‫ن‬
‫العجب من كلب نجس ال دين له وال عقل‪ ،‬ومع ذلك يزعم أنه فقيه‪ ،‬ويدخل عىل الكفرة الظلمة الفجرة يف القرن التاسع‬
‫ن‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫ر‬
‫المسلمي‬ ‫توف دماء‬
‫والعاش‪ ،‬ويزين لهم‪ ،‬ويحسن لهم أنهم عىل العدل‪ ،‬وأنهم من العادلي‪ ،‬مع قتل النفس المحرمة‪ ،‬وعدم ي‬
‫وأموالهم وأعراضهم ‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬منهم من يزين لهم ذلك‪ ،‬وأنه خي" انتىه‪.‬‬
‫ّ ن‬
‫دع الصالح والدين ونهج السلف‪ ،‬والسلف‬ ‫أج الحبيب وصف اإلمام ابن الميد ‪ -R-‬لهؤالء الفسقة من م ي‬ ‫فتصور ي‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫المسلمي و يخوضون يف أعراضهم "بالكفرة الفجرة الظلمة" عىل الرغم‬ ‫منهم براء‪ ،‬ووصفه للحكام الذين يستحلون دماء‬
‫ن‬ ‫أنهم نف ذلك الزمان كانوا يحكمون ر‬
‫بالرسع‪ ،‬فلم يشفع لهم ذلك ألن الخوض يف الدماء واألعراض أعظم حرمة عند هللا من‬ ‫ي‬
‫هدم الكعبة حجرا حجرا او كما قال ‪-‬ﷺ‪.-‬‬
‫ن‬ ‫ن ن‬ ‫ن‬
‫المسلمي و أعراضهم يصفهم السلف بتلك‬ ‫الخائضي يف دماء‬ ‫أج أنه إن كان الظلمة والقتلة من الحكام‬ ‫فلك أن تتخيل ي‬
‫الرسع بالكلية بل وأعلن ضاحة حربه عىل دين هللا!‪ ،‬بل ويتفاخر بذلك‪،‬‬ ‫األوصاف‪ ،‬فما بالك بمن يؤيد ويدعم من استبدل ر‬
‫ن ن‬
‫والصليبي يف حربة‪ ،‬ولم رييك بابا من أبواب الردة إال ودخلها من أوسعها‪ ،‬قال اإلمام ابن القيم ‪-R-‬‬ ‫بالمرس ن‬
‫كي‬ ‫ر‬ ‫ن‬
‫ويستعي‬
‫ن يف الفوائد ‪( :‬علماء السوء‪ ،‬جلسوا عىل باب الجنة‪ ،‬يدعون إليها الناس بأقوالهم‪ ،‬ويدعون إىل النار بأفعالهم‪ ،‬فكلما قالت ‪:‬‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ً‬
‫جيبي له‪ ،‬فهم يف الصورة‬ ‫أقوالهم للناس هلموا‪ ،‬قالت أفعالهم ‪ :‬ال تسمعوا منهم‪ .‬فلو كان ما دعوا إليه حقا كانوا أول المست‬
‫ن‬
‫وف الحقيقة قطاع طرق)‪ ،‬فقطاع الطرق هؤالء زين لهم الشيطان سوء عملهم واتبعوا الهوى وقد قال ‪-‬ﷺ‪( : -‬ما عبد‬ ‫أدالء ي‬
‫تحت السماء إله أبغض إىل هللا من الهوى) ذكره الطيي ن يف تفسيه‪.‬‬
‫الب يختار فيها إله ر‬‫ر‬ ‫ن‬ ‫ر‬ ‫ن‬
‫يرسع‬ ‫ونحن ندعوا عوام المسلمي إبراء للذمة أمام هللا ‪-‬ﷻ‪ -‬بعدم اإلشياك يف تلك العملية الكفرية‪ ،‬ي‬
‫النب ‪-‬ﷺ‪ -‬يقرأ‬ ‫دون هللا‪َ ،‬نعم يعبد من دون َهللا فهو يحرم الحالل ويحلل الحرام‪( ،‬فعن عدي بن حاتم ‪ :‬أنه سمع ي‬ ‫َّ‬
‫ويعبد من‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫هذه اآلية ‪﴿ :‬اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون هللا﴾ اآلية‪ ،‬فقلت له ‪ :‬إنا لسنا نعبدهم‪ .‬قال ‪" :‬أليس يحرمون ما أحل‬
‫حلونه؟ " فقلت‪ :‬بىل‪ .‬قال‪" :‬فتلك عبادتهم") رواه أحمد ر‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫واليمذي وحسنه‪.‬‬ ‫هللا فتحرمونه‪ ،‬ويحلون ما حرم هللا فت‬
‫أن دين هللا منصور‪ ،‬وإن بلغ الطاغوت ما بلغ من القوة والجيوت فإن هللا ‪-‬ﷻ‪ -‬يمىل له ر‬ ‫َّ‬
‫حب‬ ‫ي‬ ‫ولتعلموا جميعا أيها المسلمون‬
‫ييل عليهم ولو أن تعض‬ ‫ن‬
‫إذا أخذه لم يفلته‪ ،‬فال تكونوا له عونا و ظهيا وال ناضا‪ ،‬انجوا بأنفسكم من سخط هللا ‪-‬ﷻ‪ -‬فإنه ن‬
‫ن‬
‫العالمي‪.‬‬ ‫حب يدركك الموت وأنت عىل ذلك‪ ،‬والحمد هلل رب‬ ‫بأصل شجرة ر‬

‫|| قُطّاعُ طُرُق ||‬

‫ال تنسونا من صالح دعائكم‬

‫الخميس ‪ 18 /‬جمادى األوىل ‪ 1439‬ه ـ‬

‫الموافق ل ـ ـ‪ 4 /‬فياير ‪ 2018‬م ـ‬

You might also like