You are on page 1of 157

‫‪http://www.shamela.

ws‬‬
‫تم إعداد ىذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة‬

‫الكتاب ‪ :‬المختصر للقدوري‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 9‬‬


‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ - 1‬كتاب الطهارة‬
‫قال اهلل تعالى ‪ { :‬يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصبلة فاغسلوا وجوىكم وأيديكم إلى‬
‫المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين }‬
‫ففرض الطهارة ‪:‬‬
‫غسل األعضاء الثبلثة ومسح الرأس والمرفقان والكعبان يدخبلن في الغسل والمفروض في‬
‫مسح الرأس مقدار الناصية لما روى المغيرة بن شعبة [ أن النبي صلى اهلل عليو وسلم أتى‬
‫سباطة قوم فبال وتوضأ ومسح على ناصيتو وخفيو ]‬
‫وسنن الطهارة ‪:‬‬
‫وغسل اليدين قبل إدخالها إذا استيقظ المتوضئ من نومو وتسمية اهلل تعالى في ابتداء الوضوء‬
‫والسواك والمضمضة واألستنشاق ومسح األذنين وتخليل اللحية واألصابع وتكرار الغسل إلى‬
‫الثبلث‬
‫ويستحب للمتوضئ أن ينوي الطهارة ويستوعب رأسو بالمسح ويرتب الوضوء فيبدأ بما بدأ اهلل‬
‫تعالى بذكره وبالميامن‬
‫والمعاني الناقضة للوضوء ‪:‬‬
‫كل ما خرج من السبيلين والدم والقيح والصديد إذا خرج من البدن فتجاوز إلى موضع يلحقو‬
‫حكم التطهير والقيء إذا كان ملء الفم والنوم مضطجعا أو متكئا أو مستندا إلى شيء لو أزيل‬
‫عنو لسقط والغلبة على العقل باإلغماء والجنون والقهقهة في كل صبلة ذات ركوع وسجود‬
‫وفرض الغسل ‪ :‬المضمضة واالستنشاق وغسل سائر البدن‬
‫وسنة الغسل ‪:‬‬
‫أن يبدأ المغتسل يديو وفرجو ويزيل النجاسة إن كانت على بدنو ثم يتوضأ وضوءه للصبلة إال‬
‫رجليو ثم يفيض الماء على رأسو وسائر جسده ثبلثا ثم يتنحى عن ذلك المكان فيغتسل رجليو‬
‫وليس على المرأة أن تنقض ضفائرىا في الغسل إذا بلغ الماء أصول الشعر‬
‫والمعاني الموجبة للغسل ‪:‬‬
‫إنزال المني‬
‫على وجو الدفق والشهوة من الرجل والمرأة والتقاء الختانين من غير إنزال والحيض والنفاس‬
‫وسن رسول اهلل صلى اهلل عليو وسلم الغسل للجمعة والعيدين واإلحرام‬
‫وليس في المذي والودي غسل وفيهما الوضوء‬

‫(‪)1/1‬‬

‫والطهارة من األحداث جائزة بماء السماء واألودية والعيون واآلبار وماء البحار وال تجوز بما‬
‫اعتصر من الشجر والثمر وال بماء غلب عليو غيره وأخرجو عن طبع الماء‬
‫كاألشربة والخل وماء الورد وماء الباقبلء والمرق وماء الزردج‬
‫وتجوز الطهارة بماء خالطة شيء طاىر فغير أحد أوصافو كماء المد والماء الذي يختلط بو‬
‫األشنان والصابون والزعفران‬
‫وكل ماء وقعت فيو نجاسة لم يجز اوضوء بو قليبل أو كثيرا [ ألن النبي عليو الصبلة والسبلم‬
‫أمر بحفظ الماء من النجاسة فقال ال يبولن أحدكم في الماء الدائم وال يغتسلن فيو من الجنابة‬
‫] و [ قال عليو الصبلة والسبلم ‪ :‬إذا استيقظ أحدكم من منامو فبل يغمسن يده في اإلناء حتى‬
‫يغسلها ثبلثا فإنو ال يدري أين باتت يده ]‬
‫وأما الماء الجاري‬
‫إذا وقعت فيو نجاسة جاز الوضوء منو إذا لم ير لها أثر ال تستقر مع جريان الماء والغدير‬
‫العظيم الذي ال يتحرك أحد طرفيو بتحريك الطرف اآلخر‬
‫إذا وقعت نجاسة في أحد جانبيو جاز الوضوء من الجانب اآلخر ألن الظاىر أن النجاسة ال‬
‫تصل إليو‬
‫وموت ما ليس لو نفس سائلة في الماء ال ينجسو كالبق والذباب والزنابير والعقارب وموت ما‬
‫يعيش في الماء فيو ال يفسده كالسمك والضفدع والسرطان‬
‫والماء المستعمل ال يجوز استعمالو في طهارة األحداث‬
‫والمستعمل ‪ :‬كل ماء أزيل بو حدث أو استعمل في البدن على وجو القربة‬
‫وكل إىاب دبغ فقد ظهر وجازت الصبلة فيو والوضوء منو إال جلد الخنزير واآلدمي‬
‫وشعر الميتة‬
‫وعظمها وحافرىا وعصبها وقرنها طاىر‬
‫وإذا وقعت في البئر نجاسة نزحت وكان نزح ما فيها من الماء طهارة لها‬
‫فإن ماتت فيها فأرة أو عصفورة أو صعوة أو سوادنية أو سام أبرص نزح منها ما بين عشرين‬
‫دلوا إلى ثبلثين دلوا‬
‫بحسب كبر الحيوان وصغره‬
‫وإن ماتت فيها حمامة أو دجاجة أو سنور نزح منها ما بين أربعين دلوا إلى ستين‬
‫وإن مات فيها كلب أو شاة أو آدمي نزح جميع ما فيها من الماء‬

‫(‪)2/1‬‬

‫وإن انتفخ الحيوان فيها أو تفسخ نزح جميع ما فيها من الماء صغر الحيوان أو كبر‬
‫وعدد الدالء يعتبر بالدلو الوسط المستعمل لآلبار في البلدان فإن نزح منها بدلو عظيم قدر ما‬
‫يسع عشرين دلوا من الدلو الوسط احتسب بو‬
‫وإن كانت البئر معينا ال تنزح ما فيها من الماء أخرجوا مقدار ما كان فيها من الماء وقد روي‬
‫عن محمد بن الحسن رحمو اهلل عليو أنو قال ‪ :‬ينزح منها مائتا دلو إلى ثبلثمائة دلو‬
‫وإذا وجد في البئر أو غيرىا وال يدرون متى وقعت ولم تنتفخ ولم تتفسخ أعادوا صبلة يوم وليلة‬
‫إذا كانوا توضئوا منها وغسلوا كل شيء أصابو ماءىا‬
‫وإن كانت انتفخت أو تفسخت أعادوا صبلة ثبلثة أيام ولياليها في قول أبي حنيفة رحمو اهلل‬
‫وقال أبو يوسف ومحمد رحمهما اهلل ‪ :‬ليس عليهم إعادة شيء حتى يتحققوا متى وقعت‬
‫وسؤر اآلدمي وما يؤكل لحمو طاىر وسؤر الكلب والخنزير وسباع البهائم نجس وسؤر الهرة‬
‫والدجاجة المخبلة وسباع الطير وما يسكن في البيوت مثل الحية والفأرة مكروه‬
‫وسؤر الحمار والبغل مشكوك فيهما فإن لم يجد غيرىما توضأ بهما وتيمم بأيهما بدأ جاز‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 28‬‬


‫‪ - 1‬باب التيمم‬
‫ومن لم يجد الماء وىو مسافر أو خارج المصر بينو وبين المصر نحو الميل أو أكثر‬
‫أو كان يجد الماء إال أنو مريض فخاف إن استعمل الماء اشتد مرضو أو خاف الجنب إن غسل‬
‫بالماء أن يقتلو البرد أو يمرضو فإنو يتيمم بالصعيد‬
‫والتيمم ضربتان ‪:‬‬
‫يمسح بإحداىما وجهو وباألخرى يديو إلى المرفقين والتيمم من الجنابة والحدث سواء‬
‫ويجوز التيمم عند أبي حنيفة و محمد بكل ما كان من جنس األرض كالتراب والرمل والحجر‬
‫والجص والنورة والكحل والزرنيخ‬
‫وقال أبو يوسف رحمو اهلل ‪ :‬ال يجوز إال بالتراب والرمل خاصة‬
‫والنية فرض في التيمم مستحبة في الوضوء‬
‫وينقض التيمم كل شيء ينقض الوضوء وينقضو أيضا رؤية الماء إذا قدر على استعمالو‬

‫(‪)3/1‬‬

‫وال يجوز التيمم إال بصعيد طاىر‬


‫ويستحب لمن ال يجد الماء وىو يرجو أن يجده في آخر الوقت أن يؤخر الصبلة إلى آخر‬
‫الوقت فإن وجد الماء توضأ بو وصلى وإال تيمم‬
‫ويصلي بتيممو ما شاء من الفرائض والنوافل‬
‫ويجوز التيمم للصحيح في المصر إذا حضرت جنازة والولي غيره فخاف إن اشتغل بالطهارة أن‬
‫تفوتو الصبلة فإنو يتيمم ويصلي وكذلك من حضر العيد فخاف إن اشتغل بالطهارة أن تفوتو‬
‫صبلة العيدين فإنو يتيمم ويصلي وإن خاف من شهد الجمعة إن اشتغل بالطهارة أن تفوتو صبلة‬
‫الجمعة لم يتيمم ولكنو يتوضأ فإن أدرك الجمعة صبلىا وإال صلى الظهر أربعا وكذلك إذا ضاق‬
‫الوقت فخشي إن توضأ قات الوقت لم يتيمم ولكنو يتوضأ ويصلي فائتة‬
‫والمسافر إذا نسي الماء في رحلو فتيمم وصلى ثم ذكر الماء في الوقت لم يعد الصبلة عند‬
‫أبي حنيفة ومحمد رحمهما اهلل‬
‫وقال أبو يوسف ‪ :‬يعيدىا‬
‫وليس على المتيمم إذا لم يغلب على ظنو أن بقربو ماء أن يطلب الماء فإن غلب على ظنو أن‬
‫ىناك ماء لم يجز لو أن يتيمم حتى يطلبو وإن كان مع رفيقو ماء طلبو منو قبل أن يتيمم فإن‬
‫منعو منو تيمم وصلى‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 33‬‬


‫‪ - 2‬باب المسح على الخفين‬
‫المسح على الخفين جائز بالسنة من كل حدث موجب للوضوء إذا لبس الخفين على طهارة‬
‫كاملة ثم أحدث‬
‫فإن كان مقيما مسح يوما وليلة وإن كان مسافرا مسح ثبلثة أيام ولياليها وابتداؤىا عقيب‬
‫الحدث‬
‫والمسح على الخفين على ظاىرىما خطوطا باألصابع يبدأ من رؤوس أصابع الرجل إلى الساق‬
‫وفرض ذلك مقدار ثبلث أصابع من أصغر أصابع اليد‬
‫وال يجوز المسح على خف فيو خرق كبير يبين منو مقدار ثبلث أصابع من أصابع الرجل وإن‬
‫كان أقل من ذلك جاز‬
‫وال يجوز المسح على الخفين لمن وجب عليو الغسل‬
‫ونقض المسح ما ينقض الوضوء وينقضو أيضا نزع الخف ومضي المدة فإذا مضت المدة نزع‬
‫خفيو وغسل رجليو وصلى وليس عيو إعادة بقيو الوضوء‬

‫(‪)4/1‬‬

‫ومن ابتدأ المسح وىو مقيم فسافر قبل تمام يوم وليلة مسح ثبلثة أيام ولياليها ومن ابتدأ‬
‫المسح وىو مسافر ثم أقام فإن كان مسح يوما وليلة أو أكثر لزمو نزع خفيو وغسل رجليو وإن‬
‫كان مسح أقل من يوم وليلة تمم مسح يوم وليلة‬
‫ومن لبس الجرموق فوق الخف مسح عليو‬
‫وال يجوز المسح على الجوربين عند أبي حنيفة إال أن يكونا مجلدين أو منعلين‬
‫وقال أبو يوسف و محمد ‪ :‬يجوز المسح على الجوربين إذا كانا ثخينين ال يشفان الماء‬
‫وال يجوز المسح على العمامة والقلنسوة والبرقع والقفازين‬
‫ويجوز المسح على الجبائر وإن شدىا على غير وضوء فإن سقطت عن غير برء لم يبطل‬
‫المسح وإن سقطت عن برء بطل المسح‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 36‬‬


‫‪ - 3‬باب الحيض‬
‫أقل الحيض ثبلثة أيام ولياليها‬
‫وما نقض عن ذلك فليس بحيض وىو استحاضة‬
‫وأكثر الحيض عشرة أيام ولياليها وما زاد على ذلك فهو استحاضة‬
‫وما تراه المرأة من الحمرة والصفرة والكدرة في أيام الحيض فهو حيض حتى ترى البياض‬
‫الخالص‬
‫والحيض يسقط عن الحائض الصبلة ويحرم عليها الصوم وتقضي الصوم وال تضي الصبلة وال‬
‫تدخل المسجد وال تطوف بالبيت وال يأتيها زوجها‬
‫وال يجوز لحائض وال جنب قراءة القرآن‬
‫وال يجوز لمحدث مس المصحف إال أن يأخذه بغبلفو‬
‫وإذا انقطع دم الحيض ألقل من عشرة أيام لم يجز وطؤىا حتى تغتسل أو يمضي عليها وقت‬
‫صبلة كامل فإن انقطع دمها لعشرة أيام جاز وطؤىا قبل الغسل‬
‫والطهر إذا تخلل بين الدمين في مدة الحيض فهو كالدم الجاري‬
‫وأقل الطهر خمسة عشر يوما وال غاية ألكثره‬
‫ودم اإلستحاضة ىو ما تراه المرأة أقل من ثبلثة أيام أو أكثر من عشرة أيام فحكمو حكم‬
‫الرعاف الدائم ‪ :‬ال يمنع الصوم وال الصبلة وال الوطء‬
‫وإذا زاد الدم على عشرة أيام وللمرأة عادة معروفة ردت إلى أيام عادتها وما زاد على ذلك فهو‬
‫استحاضة وإن ابتدأت مع البلوغ مستحاضة فيحضها عشرة أيام من كل شهر والباقي استحاضة‬

‫(‪)5/1‬‬

‫والمستحاضة ومن بو سلس البول والرعاف الدائم والجرح الذي ال يزقؤل يتوضئون لوقت كل‬
‫صبلة فيصلون بذلك الوضوء في الوقت ما شاءوا من الفرائض والنوافل فإذا خرج الوقت بطل‬
‫وضوءىم وكان عليهم استئناف الوضوء لصبلة أخرى‬
‫والنفاس ‪ :‬ىو الدم الخارج عقيب الوالدة والدم الذي تراه الحامل وما تره المرأة في حال‬
‫والدتها قبل خروج الولد استحاضة‬
‫وأقل النفاس ال حد لو وأكثره أربعون يوما وما زاد على ذلك فهو استحاضة وإذا تجاوز الدم‬
‫األربعين وقد كانت ىذه المرأة ولدت قبل ذلك ولها عادة في النفاس ردت إلى أيام عادتها وإن‬
‫لم لها عادة فابتدأ نفاسها أربعون يوما ومن ولدت ولدين في بطن واحد‬
‫فنفاسها ما خرج من الدم عقيب الولد األول عند أبي حنيفة و أبي يوسف وقال محمد وزفر ‪:‬‬
‫نفاسها ما خرج من الدم عقيب الولد الثاني‬
‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 42‬‬


‫‪ - 4‬باب األنجاس‬
‫تطهير النجاسة واجب من بدن المصلي وثوبو‬
‫والمكان الذي يصلي عليو‬
‫ويجوز تطهير النجاسة بالماء وبكل مائع طاىر يمكن إزالتها بو كالخل وماء الورد‬
‫وإذا أصابت الخف نجاسة ولها جرم فجفت فدلكو باألرض جاز‬
‫والمني نجس يجب غسل رطبو فإذا جف على الثوب أجزأ فيو الفرك‬
‫والنجاسة إذا أصابت المرآة أو السيف اكتفي بمسحهما‬
‫وإذا أصابت األرض نجاسة فجفت بالشمس وذىب أثرىا جازت الصبلة بمكانها وال يجوز‬
‫التيمم منها‬
‫ومن أصابو من النجاسة المغلظة كالدم والبول والغائط والخمر مقدار الدرىم فما دونو جازت‬
‫الصبلة معو فإن زاد لم تجز وإن أصابتو نجاسة مخففة كبول ما يؤكل لحمو‬
‫جازت الصبلة معو ما لم يبلغ ربع الثوب‬
‫وتطهير النجاسة التي يجب غسلها على وجهين ‪:‬‬
‫فما كان لو منها مرئية زوال عينها إال أن يبقى من أثرىا ما يشق إزالتو وما ليس لو عني مرئية‬
‫فطهارتها أن يغسل حتى يغلب على ظن الغاسل أنو قد طهر‬

‫(‪)6/1‬‬

‫واالستنجاء سنة يجزي فيها الحجر وما يقوم مقامو يمسحو حتى ينقو وليس فيو عدد مسنون‬
‫وغسلو بالماء أفضل فإن تجاوزت النجاسة مخرجها لم يجز فيو إال الماء وال يستنجي بعظم وال‬
‫بروث وال بطعام وال بيمينو‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 47‬‬


‫‪ - 2‬كتاب الصبلة‬
‫أول وقت الصبح إذا طلع الفجر الثاني وىو البياض المعترض في األفق وآخر وقتها ما لت‬
‫تتطلع الشمس وأول وقت الظهر إذا زالت الشمس وآخر وقتها عند أبي حنيفة إذا صار ظل‬
‫كل شيء مثليو سوي فيء الزوال‬
‫وقال أبو يوسف و محمد ‪ :‬إذا صار ظل كل شيء مثلو‬
‫وأول وقت العصر إذا خرج وقت الظهر على القولين وآخر وقتها ما لم تغرب الشمس‬
‫وأول وقت المغرب إذا فربت الشمس وآخر وقتها ما لم يغب الشفق وىو البياض الذي ف‬
‫األفق بعد الحمرة‬
‫عند أبي حنيفة وقال أبو يوسف و محمد ‪ :‬ىو الحمرة وأول وقت العشاء إذا غاب الشفق‬
‫وآخر وقتها ما لم يطلع الفجر وأول وقت الوتر بعد العشاء وآخر وقتها ما لم يطلع الفجر‬
‫ويستحب اإلسفار بالفجر‬
‫واإلبراد بالظهر في الصيف وتقديمها في الشتاء وتأخير العصر ما لم تتغير الشمس وتعجيل‬
‫المغرب وتأخير العشاء إلى ما قبل ثلث الليل ويستحب في الوتر لمن يألف صبلة الليل أن‬
‫يؤخر الوتر إلى آخر الليل فإن لم يثق باالنتباه أوتر قبل النوم‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 55‬‬


‫‪ - 1‬باب األذان‬
‫األذان سنة للصلوات الخمس والجمعة‬
‫دون ما سواىا‬
‫وصفة األذان ‪ :‬أن يقول ‪ :‬اهلل أكبر اهلل أكبر ‪ -‬إلى آخره وال ترجيع فيو ويزيد في أذان الفجر‬
‫بعد الفبلح ‪ :‬الصبلة خير من النوم مرتين‬
‫واإلقامة مثل األذان إال أنو يزيد فيها بعد الفبلح ‪ :‬قد قامت الصبلة مرتين‬
‫ويترسل في األذان ويحدر في اإلقامة ويستقبل بهما القبلة فإذا بلغ إلى الصبلة والفبلح حول‬
‫وجهو يمينا وشماال‬

‫(‪)7/1‬‬
‫ويؤذن للفائتة ويقيم فإن فاتتو صلوات أذن لؤلولى وأقام وكان مخيرا في الباقية ‪ :‬إن شاء أذن‬
‫وأقام وإن شاء اقتصر على اإلقامة‬
‫وينبغي أن يؤذن ويقيم على طهر فإن أذن على غير وضوء جاز ويكره أن يقيم على غير وضوء‬
‫أو يؤذن وىو جنب وال يؤذن لصبلة قبل دخول وقتها‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 52‬‬


‫‪ - 2‬باب شروط الصبلة التي تتقدمها‬
‫يجب على المصلي أن يقدم الطهارة من األحداث واألنجاس على ما قدمناه ويستر عورتو‬
‫والعورة من الرجل ‪ :‬ما تحت السرة إلى الركبة والركبة من العورة‬
‫وبدن المرأة الحرة كلو عورة إال وجهها وكفيها وقدميها وما كان عورة من الرجل فهو عروة من‬
‫األمة وبطنها وظهرىا عورة وما سوى ذلك من بدنها فليس بعورة‬
‫ومن لم يجد ما يزل بو النجاسة صلى معها ولم يعد الصبلة‬
‫ومن لم يجد ثوبا صلى عريانا قاعدا يومئ بالركوع والسجود فإن صلى قائما أجزاه واألول‬
‫أفضل وينوي الصبلة التي يدخل فيها بنية ال يفصل بينها وبين‬
‫التحريمة بعمل ويستقبل القبلة إال أن يكون خائفا فيصلي إلى أي جهة قدر فإن اشتبهت عليو‬
‫القبلة وليس بحضرتو من يسألو عنها اجتهد وصلى‬
‫فإن علم أنو أخطأ بإخبار بعد ما صلى فبل إعادة عليو وإن علم ذلك وىو في الصبلة استدار‬
‫إلى القبلة وبنى عليها‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 55‬‬


‫‪ - 3‬باب صفة الصبلة‬
‫فرائض الصبلة ستة ‪:‬‬
‫التحريمة‬
‫والقيام والقرءة والركوع والسجود والقعدة األخيرة مقدار التشهد‬
‫وما زاد على ذلك فهو سنة فإذا دخل الرجل في الصبلة كبر ورفع يديو مع التكبير حتى يحاذى‬
‫بإبهاميو شحمتي أذنيو فإن قال بدال من التكبير ‪ :‬اهلل أجل أو أعظم‬
‫(‪)8/1‬‬

‫أو الرحمن أكبر أجزأه عند أبي حنيفة ومحمد وقال أبو يوسف ‪ :‬ال يجزئو إال بلفظ التكبير‬
‫ويعتمد بيده اليمنى على اليسرى ويضعهما تحت سرتو ثم يقول ‪ :‬سبحانك اللهم وبحمدك‬
‫وتبارك اسمك وتعلى جدك وال إلو غيرك ويستعيذ باهلل من الشيطان الرجيم ويقرأ بسم اهلل‬
‫الرحمن الرحيم ويسر بهما ثم يقرأ فاتحة الكتاب وسورة معها أو ثبلث آيات من أي سورة شاء‬
‫وإذا قال اإلمام { وال الضالين } قال ‪ :‬آمين ويقولها ويخفونها ثم يكبر ويركع‬
‫ويعتمد بيديو على ركبتيو ويفرج أصابعو ويبسط ظهره وال يرفع رأسو وال ينكسو ويقول في‬
‫ركوعو ‪ :‬سبحان ربي العظيم ثبلثا وذلك أذناه ثم يرفع رأسو ويقول ‪ :‬وسجد واعتمد بيديو على‬
‫األرض ووضع وجهو بين كفيو وسجد على أنفو وجبهتو فإن اقتصر على أحدىما جاز عند أبي‬
‫حنيفة‬
‫وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬ال يجوز االقتصار على األنف إال من عذر وإن سجد على كور‬
‫عمامتو أو فاضل ثوبو جاز ويبدي ضبعيو ويجافي بطنو عن فخذيو ويوجو أصابع رجليو نحو‬
‫القبلو ويقول في سجوده ‪ :‬سبحان ربي األعلى ثبلثا وذلك أدناه ثم يرفع رأسو ويكبر فإذا‬
‫اطمأن جالسا كبر وسجد فإذا اطمأن ساجدا كبر واستوى قائما على صدور قدميو وال يقعد وال‬
‫يعتمد بيديو على األرض‬
‫ويفعل في الركعة الثانية مثل ما فعل في األولى إال أنو ال يستفتح وال يتعوذ وال يرفع يديو إال في‬
‫التكبير األولى‬
‫فإذا رفع رأسو من السجدة الثانية في الركعة الثانية افترش رجلو اليسرى فجلس عليها ونصب‬
‫اليمنى نصبا ووجو أصابعو نحو القبلو ووضع يديو على فخذيو وبسط أصابعة وتشهد‬
‫والتشهد أن يقول ‪ :‬التحيات هلل والصلوات والطيبات السبلم عليك أيها النبي ورحمة اهلل‬
‫وبركاتو السبلم علينا وعلى عباد اهلل الصالحين أشهد أن ال إلو إال اهلل وأشهد أن محمدا عبده‬
‫ورسولو وال يزيد على ىذا في القعدة األولى‬

‫(‪)9/1‬‬

‫ويقرأ في الركعتين األخريين الكتاب خاصة فإذا جلس في آخر الصبلة جلس كما في األولى‬
‫وتشهد وصلى على النبي صلى اهلل عليو وسلم ودعا بما شاء بما يشبو ألفاظ القرآن واألدعيو‬
‫المأثورة وال يدعو بما يشبو كبلم الناس ثم يسلم عن يمينو فيقول ‪ :‬السبلم عليكم ورحمة اهلل‬
‫وعن يساره مثل ذلك‬
‫ويجهز بالقرءة في الفجر والركعتين األوليين من المغرب والعشاء إن كان إماما ويخفي القراءة‬
‫فيما بعد األوليين وإن كان منفردا فهو مخير ‪ :‬إن شاء جهر وأسمع نفسو وإن شاء خافت‬
‫ويخفي اإلمام القرءة في الظهر والعصر‬
‫والوتر ‪:‬‬
‫ثبلث ركعات ال يفصل بينها بسبلم‬
‫ويقنت في الثالثو قبل الركوع في جميع السنة ويقرأ في كل ركعة من الوتر بفاتحة الكتاب وسورة‬
‫معها فإذا أراد أن يقنت كبر ورفع يديو ثم قنت‬
‫وال يقنت في صبلة غيرىا‬
‫وليس في شيء من الصلوات قراءة سورة بعينها ال يجزئ غيرىا ويكره أن يتخذ سورة بعينها‬
‫لصبلة ال يقرأ فيها غيرىا‬
‫وأدنى ما يجزئ من القراءة في الصبلة ما يتناولو اسم القرآن عند أبي حنيفة‬
‫وقال يوسف ومحمد ‪ :‬ال يجزئ أقل من ثبلث آيات قصار أو آية طويلة‬
‫وال يقرأ المؤتم خلف اإلمام‬
‫ومن أراد الدخول في صبلة غيره يحتاج إلى نيتين ‪ :‬نية الصبلة ونية المتابعة‬
‫والجماعة ‪ :‬سنة مؤكدة‬
‫وأولى الناس باإلمامة أعلمهم‬
‫بالسنة فإن تساووا فأقرىم فإن تساووا فأورعهم فإن تساووا فأسنهم‬
‫ويكره تقديم العبد واألعرابي والفاسق واألعمى وولد الزنا فإن تقدموا جاز‬
‫وينبغي لئلمام أن ال يطول بهم الصبلة‬
‫ويكره للنساء أن يصلين وحدىن جماعة فإن فعلن وقفت اإلمام وسطهن‬
‫ومن صلى مع واحد أقامو عن يمينو‬
‫فإن كان اثنين تقدم عليهما‬
‫وال يجوز للرجال أن يقتدوا بامرأة أو صبي‬
‫ويصف الرجال ثم الصبيان ثم النساء‬
‫فإن قامت امرأة إلى جنب رجل وىما مشتركان في صبلة واحدة فسدت صبلتو‬
‫ويكره للنساء حضور الجماعات وال بأس بأن تخرج العجوز في الفجر والمغرب والعشاء‬

‫(‪)15/1‬‬
‫وال يصلي الطاىر خلف من بو سلس البول وال الطاىرات خلف المستحاضة وال القارئ خلف‬
‫األمي وال المكتسي خلف العريان ويجوز أن يؤم المتيمم المتوضئين والماسح على الخفين‬
‫الغاسلين ويصلي القائم خلف القاعد وال يصلي الذي يركع ويسجد خلف الموميء وال يصلي‬
‫المفترض خلف المتنقل وال من يصلي فرضا خلف من يصلي فرضا آخر ويصلي المتنقل خلف‬
‫المفترض‬
‫ومن اقتدى بإمام ثم علم أنو على غير وضوء‬
‫إعاد الصبلة‬
‫ويكره للمصلي أن يعبث بثوبو أو بجسدىن وال يقلب الحصى إال أن ال يمكنو السجود فيسويو‬
‫مرة واحدة وال يفرقع أصابعو وال يتخصر وال يسدل ثوبو وال يعقص شعره وال يكف ثوبو‬
‫وال يلتفت وال يقعي وال يرد السبلم بلسانو وال بيده وال يتربع إال من عذر وال يأكل وال يشرب‬
‫فإن سبقو الحدث انصرف فإن كان إماما استخلف وتوضأ وبنى على صبلتو واالستئناف أفضل‬
‫وإن نام فاحتلم أو جن أو أغمي عليو أو قهقو استأنف الوضوء والصبلة‬
‫وإن تكلم في صبلتو عامدا أو ساىيا بطلت صبلتو‬
‫وإن سبقو الحدث بعد التشهد توضأ وسلم وإن تعمد الحدث في ىذه الحالة أو تكلم أو عمل‬
‫عمبل ينافي الصبلة تمت صبلتو‬
‫وإن رأى المتيمم الماء في صبلتو بطلب صبلتو‬
‫وإن رآه بعدما قعد قدر التشهد أو كان ماسحا على الخفين فانقضت مدة مسحو أو خلع حفيو‬
‫بعمل رفيق أو كان أميا فتعلم سورة أو عريانا فوجد ثوبا أو موميا فقدر على الركوع والسجود أو‬
‫تذكر أن عليو صبلة قبل ىذه الصبلة أو وقت العصر في الجمعة أو كان ماسحا على الجبيرة‬
‫فسقطت عن برء أو كان صاحب عذر فانقطع عذره‬
‫بطلت صبلتو في قول أبي حنيفة وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬تمت صبلتو‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 71‬‬


‫‪ - 4‬باب قضاء الفوائت‬

‫(‪)11/1‬‬
‫ومن فاتتو الصبلة قضاىا إذا ذكرىا وقدمها لزوما على صبلة الوقت إال أن يخاف فوات صبلة‬
‫الوقت فيقدم صبلة الوقت ثم يقضيها فإن فاتتو صلوات رتبها في القضاء كما وجبت في‬
‫األصل إال أن تزيد الفوائت على ست صلوات فيسقط الترتيب فيها‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 72‬‬


‫‪ - 5‬باب األوقات التي تكره فيها الصبلة‬
‫ال تجوز الصبلة عند طلوع الشمس وال عند قيامها في الظهيرة وال عند غروبها وال يصلي على‬
‫جنازة وال يسجد للتبلوة إال عصر يومو عند غروب الشمس‬
‫ويكره أن يتنفل بعد صبلة الفجر حتى تطلع الشمس وبعد صبلة العصر حتى تغرب الشمس‬
‫وال بأس بأن يصلي في ىذين الوقتين الفوائت ويسجد للتبلوة ويصلي على الجنازة‬
‫وال يصلي ركعتي الطواف‬
‫ويكره أن يتنقل بعد طلوع الفجر بأكثر من ركعتي الفجر وال يتنقل قبل المغرب‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 73‬‬


‫‪ - 6‬باب النوافل‬
‫السنة في الصبلة أن يصلي ركعتين بعد طلوع الفجر وأربعا قبل الظهر وركعتين بعدىا وأربعا قبل‬
‫العصر وإن شاء ركعتين وركعتين بعد المغرب وأربعا قبل العشاء وأربعا بعدىا وإن شاء ركعتين‬
‫ونوافل النهار إن شاء صلى ركعتين بتسليمة واحدة وإن شاء أربعا وتكره الزيادة على ذلك‬
‫فأما نافلة الليل فقال أبو حنيفة إن صلى ثمان ركعات بتسليمة واحدة جاز وتكره الزيادة على‬
‫ذلك وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬ال يزيد بالليل على ركعتين بتسليمة واحدة‬
‫والقراءة في الفرض واجبة في الركعتين األوليين وىو مخير في األخريين إن شاء قرأ وإن شاء‬
‫سبح وإن شاء سكت‬
‫والقراءة واجبة في جميع ركعات النفل وفي جميل الوتر ومن دخل في صبلة النفل ثم أفسدىا‬
‫قضاىا‬
‫فإن صلى أربع ركعات وقعد في األوليين ثم أفسد األخريين قضى ركعتين‬
‫ويصلي النافلة قاعدا مع القدرة على القيام وإن افتتحها قائما ثم قعد جاز عند أبي حنيفة‬
‫وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬ال يجوز إال من عذر‬

‫(‪)12/1‬‬

‫ومن كان خارج المصر يجوز أن ينتقل على دابتو إلى أي جهة توجهت يومئ إيماء‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 77‬‬


‫‪ - 7‬باب السجود السهو‬
‫سجود السهو واجب في الزيادة والنقصان بعد السبلم ثم يسجد سجدتين ثم يشهد ويسلم‬
‫والسهو يلزم إذا راد في صبلتو فعبل من جنسها ليس منها أو ترك فعبل مسنونا أو ترك قراءة‬
‫فاتحة الكتاب أو القنوت أو التشهد أو تكبيرات العيدين أو جهز اإلمام فيما يخافت أو خافت‬
‫فيما يجهر‬
‫وسهو اإلمام يوجب على المؤتم السجودن فإن لم يسجد اإلمام لم يسجد المؤتم وإن سها‬
‫المؤتم لم يلزم اإلمام وال المؤتم السجود‬
‫ومن سها عن القعدة األولى ثم تذكر وىو إلى حال القعود أقرب عاد فجلس وتشهد وإن كان‬
‫إلى حال القيام أقرب لم يعد‬
‫ويسجد للسهو ومن سها عن القعدة األخيرة فقام إلى الخامسة رجع إلى القعدة ما لم يسجد‬
‫وألغى الخامسة ويسجد للسهو وإن قيد الخامسة بسجدة بطل فرضو وتحولت صبلتو نفبل‬
‫وكان عليو أن يضم إليها ركعة سادسة‬
‫وإن قعد في الرابعة قدر التشهد ثم قام ولم يسلم يظنها القعدة األولى عاد إلى القعود ما لم‬
‫يسجد في الخامسة ويسلم وإن قيد الخامسة بسجدة ضم إليها ركعة أخرى وقد تمت صبلتو‬
‫والركعتان لو نافلو وسجد للسهو‬
‫ومن شك في صبلتو فلم يدر أثبلثا صلى أم أربعا وكان ذلك أول ما عرض لو استأنف الصبلة‬
‫فإن كان الشك يعرض لو كثيرا بنى على غالب ظنو إن كان لو ظن فإن لم يكن لو ظن بنى على‬
‫اليقين‬
‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 85‬‬


‫‪ - 8‬باب صبلة المريض‬
‫إذا تعذر على المريض القيام صلى قاعدا يركع ويسجد فإن لم يستطع الركوع والسجود أومأ‬
‫إيماء برأسو وجعل السجود أخفض من الركوع‬
‫وال يرفع إلى وجهو شيئا يسجد عليو‬

‫(‪)13/1‬‬

‫فإن لم يستطع القعود استلقى على ظهره وجعل رجلو إلى القبلة وأومأ بالركوع والسجود وإن‬
‫استلقى على جنبو ووجهو إلى القبلة وأومأ جاز فإن لم يستطع اإليماء برأسو أخر الصبلة وال‬
‫يومئ بعينو وال بقلبو وال بحاجبيو فإن قدر على القيام ولم يقدر على الركوع والسجود لم يلزمو‬
‫القيام‬
‫وجاز أن يصلي قاعدا يومئ إيماء فإن صلى الصحيح بعض صبلتو قائما ثم حدث بو مرض‬
‫أتمها قاعدا يركع ويسجد أو يومئ إن لم يستطع الركوع والسجود أو مستلقيا إن لم يستطع‬
‫القعود فإن صلى بإيماء ثم قدر على الركوع والسجود استأنف الصبلة‬
‫ومن أغمي عليو خمس صلوات فما دونها قضاىا إذا صح فإن فاتتو باإلغماء أكثر من ذلك لم‬
‫يقض‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 82‬‬


‫‪ - 9‬باب سجود التبلوة‬
‫سجود التبلوة في القرآن أربعة عشر ‪ :‬في‬
‫آخر األعراف وفي الرعد والنحل وبني إسرائيل ومريم واألولى من الحج والفرقان والنمل و {‬
‫الم * تنزيل } وص { حم } السجدة و { إذا السماء انشقت } و { اقرأ باسم ربك }‬
‫والسجود واجب في ىذه المواضع كلها على التالي والسامع سواء قصد سماع القرآن أولم‬
‫يقصد وإذا تبل اإلمام آية السجدة سجدىا وسجد المأموم معو وإن تبل المأموم لم يسجد اإلمام‬
‫وال المأموم‬
‫وإن سمعوا وىم في الصبلة آية سجدة من رجل ليس معهم في الصبلة لم يسجدوىا في‬
‫الصبلة وسجدوىا بعد الصبلة فإن سجدوىا في الصبلة لم تجزىم‬
‫ولم فسد صبلتهم‬
‫ومن تبل آية سجدة فلم يسجدىا حتى دخل في الصبلة فتبلىا وسجد لها أجزأتو السجدة عن‬
‫التبلوتين وإن تبلىا في غير الصبلة فسجد لها ثم دخل في الصبلة فتبلىا سجد لها ولت تجزه‬
‫السجدة األولى ومن كرر تبلوة سجدة واحدة في مجلس واحد أجزأتو سجدة واحدة‬
‫ومن أراد السجود كبر ولم يرفع يديو وسجد ثم كبر ورفع رأسو وال تشهد عليو وال سبلم‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 84‬‬


‫‪ - 15‬باب صبلة المسافر‬

‫(‪)14/1‬‬

‫السفر الذي تتغير بو األحكام ‪:‬‬


‫أن يقصد اإلنسان موضا بينو وبين ذلك الموضع مسيرة ثبلثة أيام ولياليها بسير اإلبل ومشي‬
‫األقدام وال يعتبر ذلك بالسير في الماء‬
‫وفرض المسافر عندنا ‪ :‬في كل صبلة رباعية ركعتان ال تجوز لو الزيادة عليهما فإن صلى أربعا‬
‫وقد قعد في الثانية مقدار التشهد أجزأتو ركعتان عن فرضو وكانت األخريان لو نافلة وإن لم‬
‫يقعد مقدار التشهد في الركعتين األوليين بطلت صبلتو‬
‫ومن خرج مسافرا صلى وكعتين إذا فارق بيوت المصر وال يزال على حكم السفر حتى ينوي‬
‫اإلقامة في بلد خمسة عشر يوما فصاعدا فيلزمو اإلتمام وإن نوى اإلقامة أقل من ذلك لم يتم‬
‫ومن دخل بلدا ولم ينو أن يقيم فيو خمسة عشر يوما وإنما يقول غدا أخرج أو بعد غد أخرج‬
‫حتى بقي على ذلك سنين صلى ركعتين‬
‫وإذا دخل العسكر أرض الحرب فنووا اإلقامة بها خمسة عشر يوما لم يتموا الصبلة‬
‫وإذا دخل المسافر في صبلة المقيم مع بقاء الوقت أتم الصبلة‬
‫وإن دخل معو في فائتة لم تجز صبلتو خلفو‬
‫وإذا صلى المسافر بالمقيمين ركعتين سلم ثم أتم المقيمون صبلتهم ويستحب لو إذا سلم أن‬
‫يقول ‪ :‬أتموا صبلتكم فإنا قوم سفر وإذا دخل المسافر مصرة أتم الصبلة وإن لم ينو اإلقامة‬
‫فيو‬
‫ومن كان لو وطن فانتقل عنو واستوطن غيره ثم سافر فدخل وطنو األول لم يتم الصبلة وإذا‬
‫نوى المسافر أن يقيم بمكة ومنى خمسة عشر يوما لم يتم الصبلة‬
‫ومن فاتتو صبلة في السفر قضاىا في الحضر ركعتين‬
‫ومن فاتتو صبلة في الحضر قضاىا في السفر أربعا‬
‫والعاصي والمطيع في السفر في الرخصة سواء‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 88‬‬


‫‪ - 11‬باب صبلة الجمعة‬
‫ال تصح الجمعة إال بمصر جامع أو في مصلى المصر‬
‫وال تجوز في القرى وال تجوز إقامتها إال بالسطان أو من أمره السلطان‬
‫ومن شرائطها ‪ :‬الوقت فتصح في الوقت وال تصح بعده‬

‫(‪)15/1‬‬

‫ومن شرائطها الخطبة قبل الصبلة يخطب اإلمان خطبتين يفصل بينهما بقعدة ويخطب قائما‬
‫على طهارة فإن اقتصر على ذكر اهلل تعالى جاز عند أبي حنيفة‬
‫وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬ال بد من ذكر طويل يسمى خطبة وإن خطب قاعدا أو على غير‬
‫طهارة جاز ويكره ومن شرائطها ‪ :‬الجماعة وأقلهم عند أبي حنيفة‬
‫ثبلثة سوى اإلمام وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬اثنان سوى اإلمام ويجهر اإلمام بالقراءة في‬
‫الركعتين وليس فيهما قراءة سورة بعينها‬
‫وال تجب الجمعة على مسافر وال امرأة وال مريض وال عبد وال أعمى فإن حضروا وصلوا مع‬
‫الناس أجزاىم عن فرض الوقت‬
‫ويجوز للمسافر والعبد والمريض ونحوىم أن يؤم في الجمعة‬
‫ومن صلى الظهر في منزلو يوم الجمعة قبل صبلة اإلمام وال عذر لو كره لو ذلك وجازت‬
‫صبلتو فإن بدا لو أن يحضر الجمعة فتوجو إليها بطلب صبلة الظهر‬
‫عند أبي حنيفة بالسعي وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬ال تبطل حتى يدخل مع اإلمام‬
‫ويكره أن يصلي المعذورون الظهر بجماعة يوم الجمعة وكذلك أىل السجن‬
‫ومن أدرك اإلمام يوم الجمعة صلى معو ما أدرك وبنى عليها الجمعة وإن أدركو في التشهد أو‬
‫في سجود السهو بنى عليها الجمعة عند أبي حنيفة وأبي يوسف وقال محمد ‪ :‬إن أدرك معو‬
‫أكثر الركعة الثانية بنى عليها الجمعة وإن أدرك أقلها بنى عليها الظهر‬
‫وإذا خرج اإلمام على المنبر يوم الجمعة ترك الناس الصبلة والكبلم حتى يفرغ من خطبتو وإذا‬
‫أذن المؤذنون يوم الجمعة األذان األول ترك الناس البيع والشراء وتوجهوا إلى صبلة الجمعة‬
‫فإذا صعد اإلمام المنبر جلس وأذن المؤذنون بين يدي المنبر فإذا فرغ من خطبتو أقاموا‬
‫الصبلة وصلوا‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 92‬‬


‫‪ - 12‬باب صبلة العيدين‬
‫يستحب في يوم الفطر ‪:‬‬
‫أن يطعم اإلنسان قبل الخروج إلى المصلى ويغتسل ويتطيب ويتوجو إلى المصلى وال يكبر في‬
‫طريق المصلى عند أبي حنيفة وعندىا يكبر‬

‫(‪)16/1‬‬

‫وال يتنقل في المصلى قبل صبلة العيد فإذا حلت الصبلة من ارتفاع الشمس دخل وقتها إلى‬
‫الزوال فإذا زالت الشمس خرج وقتها‬
‫ويصلي اإلمام بالناس ركعتين ‪ :‬يكبر في األولى تكبيرة األفتتاح وثبلثا بعدىا ثم يقرأ فاتحة‬
‫الكتاب وسورة معها ثم يكبر تكبيرة يركع بها ثم يبتدئ في الركعة الثانية بالقراءة كبر ثبلث‬
‫تكبيرات وكبر تكبيرة رابعة يركع بها ويرفع يديو في تكبيرات العيدين ثم يخطب بعد الصبلة‬
‫خطبتين يعلم الناس فيها صدقة الفطر وأحكامها‬
‫ومن فاتتو صبلة العيد مع اإلمام لم يقضها‬
‫فإن غم الهبلل على الناس فشهدوا عند اإلمام برؤية الهبلل بعد الزوال صلى العيد من الغد‬
‫فإن حدث عذر منع الناس من الصبلة في اليوم الثاني لم يصلها بعده‬
‫ويستحب في يوم األضحى ‪ :‬أن يغتسل ويتطيب ويؤخر األكل حتى يفرغ من الصبلة ويتوجو‬
‫إلى المصلى وىو يكبر‬
‫ويصلي األضحى ركعتين كصبلة الفطر ويخطب بعدىا خطبيتن يعلم الناس فيهما األضحية‬
‫وتكبيرات التشريق فإن حدث عذر منع الناس من الصبلة في يوم األضحى صبلىا من الغد‬
‫وبعد الغد وال يصليها بعد ذلك‬
‫وتكبير التشريق أولو عقيب صبلة الفجر من يوم عرفة وآخره عقيب صبلة العصر من النحر‬
‫عند أبي حنيفة وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬إلى صبلة العصر‬
‫من آخر أيام التشريق‬
‫والتكبير عقيب الصلوات المفروضات وىو أن يقول ‪ :‬اهلل أكبر اهلل أكبر ال إلو إال اهلل واهلل‬
‫أكبر اهلل أكبر وهلل الحمد‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 95‬‬


‫‪ - 13‬باب صبلة الكسوف‬
‫إذا انكسفت الشمس صلى اإلمام بالناس ركعتين كهيئة النافلة في كل ركعة ركوع واحد ويطول‬
‫القراءة فيهما ويخفي عند أبي حنيفة وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬يجهر ثم يدعو بعدىا حتى‬
‫تنجلي الشمس‬
‫ويصلي بالناس اإلمام الذي يصلي بهم الجمعة فإن لم يجمع صبلىا الناس فرادى‬
‫وليس في خسوف القمر جماعة وإنما يصلي كل واحد بنفسو وليس في الكسوف خطبة‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫(‪)17/1‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 96‬‬


‫‪ - 14‬باب االستسقاء‬
‫قال أبو حنيفة رحمو اهلل عليو ‪ :‬ليس في االستسقاء صبلة مسنونة في جماعة فإن صلى الناس‬
‫وحدانا جاز وإنما االستسقاء الدعاء واالستغفار‬
‫وقال أبو يوسف و محمد ‪ :‬يصلي اإلمام بالناس ركعتين يجهر فيهما بالقراءة لم يخطب‬
‫ويستقبل القبلة بالدعاء ويقلب اإلمام رداءه وال يقلب القوم أرديتهم وال يحضر أىل الذمة‬
‫االستسقاء‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 97‬‬


‫‪ - 15‬باب قيام شهر رمضان‬
‫يستحب أن يجتمع الناس في شهر رمضان بعد العشاء‬
‫فيصلي بهم إمامهم خمس ترويحات في كل ترويحو تسليمتان ويجلس بن كل ترويحتين مقدار‬
‫ترويحة ثم يوتر بهم وال يصلي الوتر بجماعة في غير شهر رمضان‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 98‬‬


‫‪ - 16‬باب صبلة الخوف‬
‫إذا اشتد الخوف جعل اإلمام الناس طائفتين ‪:‬‬
‫طائفة في وجو العدو وطائفة خلفو فيصلي بهذه الطائفة ركعة وسجدتين فإذا رفع رأسو من‬
‫السجدة الثانية مضت ىذه الطائفة إلى وجو‬
‫العدو وجاءت تلك الطائفة فيصلي بهم اإلمام ركعة وسجدتين وتشهد وسلم ولم يسلموا وذىبوا‬
‫إلى وجو العدو وجاءت الطائفة األولى فصلوا وحدانا ركعة وسجدتين بغير قراءة وتشهدوا‬
‫وسلموا ومضوا إلى وجو العدو وجاءت الطائفة األخرى فصلوا ركعة وسجدتين بقراءة وتشهدوا‬
‫وسلموا‬
‫فإن كان اإلمام مقميا صلى بالطائفة األولى ركعتين وبالثانية ركعتين ويصلي بالطائفة األولى‬
‫ركعتين من المغرب وبالثانية ركعة‬
‫وال يقاتلون في حال الصبلة فإن فعلوا ذلك بطلت صبلتهم وإن اشتد الخوف صلوا ركبانا‬
‫وحدانا يومئون بالركوع والسجود إلى أي جهة شاءوا إذا لم يقدروا على التوجو إلى القبلة‬

‫‪-------------------------------------‬‬
‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 155‬‬
‫‪ - 17‬باب الجنائز‬

‫(‪)18/1‬‬

‫إذا احتضر الرجل وجو إلى القبلة على شقة األيمن ولقن الشهادتين فإذا مات شدوا لحييتو‬
‫وغمضوا عينيو وإذا أرادوا غسلو وضعوه على سرير وجعلوا على عورتو خرقة‬
‫ونزعوا ثيابو ووضئوة وال يمضمض وال يستنشق ثم يفيضون الماء عليو ويجمر سريره وترا ويغلى‬
‫الماء بالسدر أو بالحرض فإن لم يكن فالماء القراح ويغتسل رأسو ولحيتو بالخطمي‬
‫ثم يضجع على شقو األيسر فيغتسل بالماء والسدر حتى يرى أن الماء قد وصل إلى ما يلي‬
‫التخت منو ثم يضجع على شقة األيمن فيغتسل بالماء والسدر حتى يرى أن الماء قد وصل إلى‬
‫ما يلي التخت منو‬
‫ثم يجلسو ويسنده إليو ويمسح بطنو مسحا وفيقا فإن خرج منو شيء غسلو وال يعيد غسلو‬
‫ثم ينشفو بثوب ويجعلو في أكفانو ويجعل الحنوط على رأسو ولحيتو والكافور على مساجده‬
‫والسنة أن يكفن الرجل في ثبلثة أثواب ‪:‬‬
‫إزار وقميص ولفافة فإن اقتصروا على ثوبين جاز‬
‫وإذا أرادوا لف اللفافة عليو ابتداءوا بالجانب األيسر فألقوه عليو ثم باأليمن فإن خافوا أن‬
‫ينشر الكفن عنو عقدوه‬
‫وتكفن المرأة في خمسة أثواب ‪ :‬إزار وقميص وخمار وخرقة يربط بها ثدياىا ولفافة فإن‬
‫اقتصروا على ثبلثة أثواب جاز ويكون الخمار فوق القميص تحت اللفافة ويجعل شعرىا على‬
‫صدرىا وال يسرح شعر الميت وال ليحتو وال يقص ظفره وال يعقص شعره وتجمر األكفان قبل‬
‫أن يدرج فيها وترا‬
‫فإذا فرغوا منو صلوا عليو وأولى الناس بالصبلة عليو السلطان إن حضر فإن لم يحضر‬
‫فيستحب تقديم إمام الحي ثم الولي‬
‫فإن صلى عليو غير الولي والسلطان أعاد الولي وإن صلى الولي لم يجز ألحد أن يصلي بعده‬
‫فإن دفن ولم يصل عليو صلي على قبره‬
‫والصبلة ‪ :‬أن يكبر تكبيرة يحمد اهلل تعالى عقيبها ثم يكبر تكبيرة ويصلي على النبي صلى اهلل‬
‫عليو وسلم ثم يكبر تكبيرة يدعو فيها لنفسو وللميت وللمسليمن ثم يكبر تكبيرة رابعة ويسلم‬
‫وال يصلى‬
‫على ميت في مسجد جماعة‬

‫(‪)19/1‬‬

‫فإذا حملوه على سريره أخذوا بقوائمو األربع ويمشون بو مسرعين دون الخبب فإذا بلغوا إلى‬
‫قبره كره للناس أن يجلسوا قبل أن يوضع عن أعناق الرجال ويحفر القبر ويلحد ويدخل الميت‬
‫مما يلي القبلة فإذا وضع في لحده قال الذي يضعو ‪ :‬باسم اهلل وعلى ملة رسول اهلل ويوجهو‬
‫إلى القبلة ويحل العقدة ويسوي اللبن عليو ويكره اآلجر‬
‫والخشب وال بأس بالقصب ثم ينهال التراب عليو ويسنم القبر وال يصطح ومن استهل بعد‬
‫الوالدة سمي وغسل وصلي عليو وإن لم يستهل أدرج في خرقو ولم يصل عليو‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 156‬‬


‫‪ - 18‬باب الشهيد‬
‫الشهيد ‪ :‬من قتلو المشركون‬
‫أو وجد في المعركة وبو أثر الجراحة أو قتلو المسلمون ظلما ولم تجب بقتلو دية فيكفن‬
‫ويصلي عيو وال يغتسل وإذا استشهد الجنب غسل عند أبي حنيفة وكذلك الصبي وقال أبو‬
‫يوسف ومحمد ‪ :‬ال يغسبلن وال يغتسل عن الشهيد دمو وال ينزع عنو ثيابو وينزع عنو الفرو‬
‫والحف والحشو والسبلح‬
‫ومن ارتث غسل واالرتثات ‪ :‬أن يأكل أو يشرب أو يداوى أو يبقى حيا حتى يمضي عليو وقت‬
‫صبلة وىو يعقل أو ينقل من المعركة حيا‬
‫ومن قتل في حد أو قصاص غسل وصلي عليو ومن قتل من البغاة أو قطاع الطريق لم يصل‬
‫عليو‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 158‬‬


‫‪ - 19‬باب الصبلة في الكعبة وحولها‬
‫الصبلة في الكعبة جائزة فرضها ونفلها فإن صلى اإلمام بجماعة فجعل بعضهم ظهره اإلمام‬
‫جاز ومن جعل منهم ظهره إلى وجو اإلمام لم تجز صبلتو‬
‫وإذا صلى اإلمام في المسجد الحرام تحلق‬
‫الناس حول الكعبة وصلوا بصبلة اإلمام فمن كان منهم أقرب إلى الكعبة من اإلمام جازت‬
‫صبلتو إذا لم يكن في جانب اإلمام‬
‫ومن صلى على ظهر الكعبة جازت صبلتو‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 115‬‬


‫‪ - 3‬كتاب الزكاة‬

‫(‪)25/1‬‬

‫الزكاة ‪ :‬واجبة على الحر المسلم البالغ العاقل إذا ملك نصابا ملكا تاما وحال عليو الحول‬
‫وليس على صبي وال مجنون وال مكاتب زكاة‬
‫ومن كان عليو دين يحيط فبل زكاة عليو‬
‫وإن كان مالو أكثر من الدين زكى الفاضل إذا بلغ نصابا وليس في دور السكنى وثياب البدن‬
‫وأثاث المنازل ودواب الركوب وعبيد الخدمة وسبلح االستعمال زكاة‬
‫وال يجوز أداء الزكاة إال بينة مقارنة لؤلداء أو مقارنة لعزل مقدار الواجب‬
‫ومن تصدق بجميع مالو ولم ينو الزكاة سقط فرضها عنو‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 111‬‬


‫‪ - 1‬باب زكاة اإلبل‬
‫ليس في أقل من خمس ذود من اإلبل صدقة فإذا بلغت خمسا سائمة‬
‫وحال عليها الحول ففيها شاة إلى تسع فإذا كانت عشرا ففيها شاتان إلى أربع عشرة فإذا كانت‬
‫خمس عشرة ففيها ثبلث شياه إلى تسع عشرة فإذا كانت عشرين ففيها أربع شياه إلى أربع‬
‫وعشرين فإذا كانت خمسا وعشرين ففيها بنت مخاض إلى خمس وثبلثين فإذا كانت ستا‬
‫وثبلثين ففيها بنت لبون إلى خمس وأربعين فإذا كانت ستا وأربعين ففيها حقة إلى ستين فإذا‬
‫كانت إحدى وستين ففيها جذعة إلى خمس وسبعين فإذا كانت ستا وسبعين ففيها بنتا لبون إلى‬
‫تسعين فإذا كانت إحدى وتسعين ففيها حقتان إلى مائة وعشرين‬
‫ثم تستأنف الفريضة فيكون في الخمس شاة مع الحقتين وفي العشر شاتان وفي خمس عشرة‬
‫ثبلث شياه وفي عشرين أربع شياه وفي خمس وعشرين بنت مخاض إلى مائة وخمسين فيكون‬
‫فيها‬
‫ثبلث حقاق ‪ :‬ثم تستأنف الفريضة فيكنون في الخمس شاة وفي العشر شاتان وفي خمس‬
‫عشرة ثبلث شياه وفي عشرين أربع شياه وفي خمس وعشرين بنت مخاض وفي ست وثبلثين‬
‫بنت لبون فإذا بلغت مائة وستا وتسعين ففيها أربع حقاق إلى مائتين ثم تستأنف الفريضة أبدا‬
‫كما استؤنفت في الخمسين التي بعد المائة والخميسين‬
‫والبخت والعراب سواء‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 113‬‬


‫‪ - 1‬باب صدقة البقر‬

‫(‪)21/1‬‬

‫ليس في أقل من ثبلثين من البقر صدقة فإذا كانت ثبلثين سائمة وحال عليها الحول ففيها تبيع‬
‫أو تبيعة وفي أربعين مسنة أو مسن فإذا زادت على األربعين وجب في الزيادة بقدر ذلك إلى‬
‫ستين عند أبي حنيفة ففي الواحدة ربع عشر مسنة وفي االثنين نصف عشر مسنة وفي الثبلثة‬
‫ثبلثة أرباع عشر مسنة وفي األربع عشر‬
‫وقال أبو يوسف و محمد ‪ :‬ال شيء في الزيادة حتى تبلغ ستين فيكون فيها تبيعان أو تبيعتان‬
‫وفي سبعين مسنة وتبيع وفي ثمانين مسنتان وفي تسعين ثبلثة أتبعة وفي مائة تبيعان ومسنة‬
‫والجوامس والبقر سواء‬
‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 114‬‬


‫‪ - 3‬باب صدقة الغنم‬
‫ليس في أقل من أربعين شاة صدقة فإذا كانت أربعين سائمة وحال عليها الحول ففيها شاة إلى‬
‫مائة وعشرين فإذا زادت واحدة ففيها شاتان إلى مائتين فإذا زادت واحدة ففيها ثبلث شياه‬
‫فإذا بلغت أربعمائة ففيها أربع شياه ثم في كل مائة شاة والضأن والمعز سواء‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 115‬‬


‫باب زكاة الخيل‬
‫إذا كانت الخيل سائمة ذكورا وإناثا فصاحبها بالخيار ‪ :‬إن شاء أعطى عن كل فرس دينارا وإن‬
‫شاء قومها وأعطى عن كل مائتي درىم خمسة دراىم وليس في ذكورىا منفردة زكاة‬
‫وقال أبو يوسف و محمد ‪ :‬ال زكاة في الخيل‬
‫وال في شيء من البغال والحمير إال أن تكون للتجارة‬
‫وليس في الفصبلن والحمبلن والعجاجيل صدقة عند أبي حنيفة‬
‫ومحمد إال أن يكون معها كبار وقال أبو يوسف فيها واحدة منها‬
‫ومن وجب عليو سن فلم توجد عنده أخذ المصدق أعلى منها ورد الفضل أو أخذ دونها وأخذ‬
‫الفضل‬
‫ويجوز دفع القيم في الزكاة وليس في العوامل والعلوفة صدقة‬
‫وال يأخذ المصدق خيار المال وال رذالتو ويأخذ الوسط منو ومن كان لو نصاب فاستفاد في‬
‫أثناء الحول من جنسو‬
‫ضمو إلى مالو وزكاه بو‬

‫(‪)22/1‬‬

‫والسائمة ىي ‪ :‬التي تكتفي بالرعي في أكثر حولها فإن علفها نصف الحول أو أكثر فبل زكاة‬
‫فيها‬
‫والزكاة عند أبي حنيفة و أبي يوسف في النصاب دون العفو وقال محمد ‪ :‬فيهما وإذا ىلك‬
‫المال بعد وجوب الزكاة سقطت فإن قدم الزكاة على الحول وىو مالك للنصاب جاز‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 118‬‬


‫‪ - 5‬باب زكاة الفضة‬
‫ليس فيما دون مائتي درىم صدقة فإذا كانت مائتي درىم وحال عليها الحول ففيها خمسة‬
‫دراىم وال شيء في الزيادة حتى تبلغ أربعين درىما فيكون فيها درىم ثم في كل أربعين درىما‬
‫درىم وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬ما زاد على المائتين فزكاتو بحسابو‬
‫وإذا كان الغالب على الورق الفضة فهي في حكم الفضة وإن كان الغالب عليها الغش فهي في‬
‫حكم العروض ويعتبر أن تبلغ فيمتها نصابا‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 119‬‬


‫‪ - 6‬باب زكاة الذىب‬
‫ليس فيما دون عشرين مثفاال من الذىب صدقة فإذا كانت عشرين مثقاال وحال عليها الحول‬
‫ففيها نصف مثقال ثم في كل أربعة مثاقيل قيراطان وليس فيما دون أربعة مثاقيل صدقة عند أبي‬
‫حنيفة‬
‫وفي تبر الذىب والفضة وحليهما واآلنية منهما الزكاة‬

‫‪ - 7‬باب زكاة العروض‬


‫الزكاة واجبة في عروض التجارة كائنة ما كانت إذا بلغت قميتها نصابا من الذىب أو الورق‬
‫يقومها بما ىو أنفع للفقراء والمساكين منهما‬
‫وإذا كان النصاب كامبل في طرفي الحول فنقصانو فيما بين ذلك ال يسقط الزكاة‬
‫وتضم قيمة العروض إلى الذىب والفضة وكذلك يضم الذىب إلى الفضة بالقيمة حتى يتم‬
‫النصاب عند أبي حنيفة وقال أبو يوسف و محمد ‪ :‬ال يضم الذىب إلى الفضة بالقيمة ويضم‬
‫باألجزاء‬
‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 125‬‬


‫‪ - 8‬باب زكاة الزروع والثمار‬

‫(‪)23/1‬‬

‫قال أبو حنيفة رحمو اهلل تعالى ‪ :‬في قليل ما أخرجتو األرض وكثير العشر سواء سقي سيحا أو‬
‫سقتو السماء إال الحطب والقصب الحشيش‬
‫وقال أبو يوسف و محمد ‪ :‬ال يجب العشر إال فيما لو ثمرة باقية إذا بلغ خمسة أوسق‬
‫والوسق ‪ :‬ستون صاعا بصاع النبي صلى اهلل عليو وسلم وليس في الخضروات عندىما عشر‬
‫وما سقي بغرب أو دالية أو سانية‬
‫ففيو نصف العشر في القولين وقال أبو يوسف فيما ال يوسق كالزعفران والقطن يجب فيو‬
‫العشر إذا بلغت قيمتو خمسة أوسق من أدنى ما يدخل تحت الوسق‬
‫وقال محمد ‪ :‬يجب العشر إذا بلغ الخارج خمسة أمثال من أعلى ما يقدر بو نوعو فاعتبر في‬
‫القطن خمسة أحمال وفي الزعفران خمسة أمناء وفي العسل العشر إذا أخذ من أرض العشر‬
‫قل أو أكثر وقال أبو يوسف ‪ :‬ال شيء فيو حتى يبلغ عشرة أزقاق وقال محمد ‪ :‬خمسة أفراق‬
‫وليس في الخارج من أرض الخراج عشر‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 123‬‬


‫‪ - 9‬باب من يجوز دفع الصدقة إليو ومن ال يجوز‬
‫قال اهلل تعالى ‪ { :‬إنما الصدقات للفقراء والمساكين } اآلية فهذه ثمانية أصناف قد سقطت‬
‫منها المؤلفة قلوبهم ألن اهلل تعالى أعز اإلسبلم وأغنى عنهم‬
‫والفقير ‪ :‬من لو أدنى شيء والمسكين ‪ :‬من ال شيء لو والعامل ‪ :‬يدفع إليو اإلمام بقدر عملو‬
‫إن عمل وفي الرقاب ‪ :‬يعان المكاتبون في فك رقابهم والغارم ‪ :‬من لزمو دين وفي سبيل اهلل ‪:‬‬
‫منقطع الغزاة وابن السبيل ‪ :‬من كان لو مال في وطنو وىو في مكان ال شيء لو فيو فهذه‬
‫جهات الزكاة‬
‫وللمالك أن يدفع إلى كل واحد منهم ولو أن يقتصر على صنف واحد‬
‫وال يجوز أن يدفع الزكاة إلى ذمي‬
‫وال يبنى بها مسجد وال يكفن بها ميت وال يشترى بها رقبة تعتق وال تدفع إلى غني وال يدفع‬
‫المزكي زكاتو إلى أبيو وجده وإن عبل وال إلى ولده وولد ولده وإن سفل وال إلى امرأتو وال تدفع‬
‫المرأة إلى زوجها عند أبي حنيفة وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬تدفع إليو‬

‫(‪)24/1‬‬

‫وال يدفع إلى مكاتبو وال مملوكو وال مملوك غني وال ولد غني إذا كان صغيرا وال تدفع إلى بني‬
‫ىاشم وىم ‪ :‬آل علي وآل عباس وآل جعفر وآل عقيل وآل حارث بن‬
‫عبد المطلب ومواليهم‬
‫وقال أبو حنيفة ومحمد ‪ :‬إذا دفع الزكاة إلى رجل يظنو فقيرا ثم بان أنو غني أو ىاشمي أو كافر‬
‫أو دفع في ظلمة إلى فقير ثم بان أنو أبوه أو ابنو فبل إعادة عليو‬
‫وقال أبو يوسف عليو اإلعادة‬
‫ولو دفع إلى شخص ثم علم أنو عنده أو مكاتبو لم يجز في قولهم جميعا‬
‫وال يجوز دفع الزكاة إلى من يملك نصابا من أي مال كان ويجوز دفعها إلى من يملك أقل من‬
‫ذلك وإن كان صحيحا مكتسبا‬
‫ويكره نقل الزكاة من بلد إلى بلد آخر وإنما تفرق صدقة كل قوم فيهم إال أن ينقلها اإلنسان‬
‫إلى قرابتو أو إلى ثوم ىم أحوج من أىل بلده‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 127‬‬


‫‪ - 15‬باب صدقة الفطر‬
‫صدقة الفطر واجبة على الحر المسلم إذا كان مالكا لمقدار النصاب فاضبل عن مسكنو وثيابو‬
‫وأثاثو وفرسو وسبلحو وعبيده للخدمة يخرج ذلك عن نفسو وعن أوالده الصغار وعن مماليكو‬
‫وال يؤدي عن زوجتو وال عن أوالده الكبار وإن كانوا في عيالو‬
‫وال يخرج عن مكاتبو والعن مماليكو للتجارة والعبد بين شريكين ال فطرة على واحد منهما‬
‫ويؤدي المولى المسلم الفطرة عن عبده الكافر‬
‫والفطرة ‪ :‬نصف صاع من بر أو صاع من تمر أو زبيب أو شعير‬
‫والصاع عند أبي حنيفو و محمد ثمانية أرطال بالعراقي‬
‫وقال أبو يوسف ‪ :‬خمسة أرطال وثلث رطل‬
‫ووجوب الفطرة يتعلق بطلوع الفجر من يوم الفطر فمن مات قبل ذلك لم تجب فطرتو ومن‬
‫أسلم أو ولد بعد طلوع الفجر لم تجب فطرتو‬
‫ويستحب للناس أن يخرجوا الفطرة يوم الفطر قبل الخروج إلى المصلى فإن قدموىا قبل يوم‬
‫الفطر جاز وإن أخروىا عن يوم الفطر لم تسقط وكان عليهم إخراجها‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 135‬‬


‫‪ - 4‬كتاب الصوم‬

‫(‪)25/1‬‬

‫الصوم ضربان ‪ :‬واجب ونفل فالواجب ضربان ‪ :‬منو ما يتعلق بزمام بعينو كصوم رمضان والنذر‬
‫المعين فيجوز صومو بينة من الليل فإن لم ينو حتى أصبح‬
‫والضرب الثاني ‪ :‬ما يثبت في الذمة كقضاء رمضان والنذر المطلق والكفارات فبل يجوز إال بنية‬
‫من الليل والنفل كلو يجوز بنية قبل الزوال‬
‫وينبغي للناس أن يلتمسوا الهبلل في اليوم التاسع والعشرين من شعبان فإن رأوه صاموا وإن غم‬
‫عليهم أكملوا عدة شعبان ثبلثين يوما ثم صاموا ومن رأى ىبلل رمضان وحده صام وإن لم‬
‫يقبل اإلمام شهادتو وإذا كان بالسماء علة قبل اإلمام شهادة الواحد العدل في رؤية الهبلل‬
‫رجبل أو امرأة حرا كان أو عبدا‬
‫فإن لم يكن بالسماء علو لم تقبل شهادتو حتى يراه جمع كثير يقع‬
‫العلم بخبرىم‬
‫ووقت الصوم من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس‬
‫والصوم ىو ‪ :‬اإلمساك عن األكل واشرب والجماع نهارا مع النية فإن أكل الصائم أو شرب أو‬
‫جامع ناسيا لم يفطر وإن نام فاحتلم أو نظر إلى امرأة فأنزل أو ادىن أو احتجم أو اكتحل أو‬
‫اكتحل أو قبل لم يفطره فإن أنزل بقبلة أو لمس فعليو القضاء‬
‫وال بأس بالقبلة إذا أمن على نفسو ويكره إن لم يأمن وإن ذرعو القيء لم يفطر وإن استقاء‬
‫عامدا ملء فيو فعليو القضاء ومن ابتلع الحصاة أو الحديد أفطر‬
‫ومن جامع عامدا في أحد السبيلين أو أكل أو شرب ما يتغذى بو أو يتداوى بو فعليو القضاء‬
‫والكفارة مثل كفارة الظهار ومن جامع فيما دون الفرج فأنزل فعليو القضاء وال‬
‫كفارة عليو في إفساد الصوم في غير رمضان كفارة ومن احتقن أو استعط أ و قطر في أذنيو أو‬
‫داوى جائفة أو آمة بدواء فوصل إلى جوفو أو دماغو أفطر وإن أقطر في إحليلو لم يفطر عند‬
‫أبي حنيفة وقال أبو يوسف يفطر‬
‫ومن ذاق شيئا بفمو لم يفطر ويكره لو ذلك ويكره للمرأة أن تمضغ لصبيها الطعام إذا كان لها‬
‫منو بد‬
‫ومضغ العلك ال يفطر الصائم ويكره‬

‫(‪)26/1‬‬

‫ومن كان مريضا في رمضان فخاف إن صام زاد مرضو أفطر وقضى وإن كان مسافرا ال يستضر‬
‫بالصوم فصومو أفضل وإن أفطر وقضى جاز وإن مات المريض أو المسافر وىما على حالهما‬
‫لم يلزمهما القضاء وإن صح المريض أو أقام المسافر ثم ماتا لزمهما القضاء بقدر الصحة‬
‫واإلقامة‬
‫وقضاء رمضان إن شاء فرقو وإن شاء تابعو فإن أخره حتى دخل رمضان آخر صام رمضان الثاني‬
‫وقضى األول بعده وال فدية عليو‬
‫والحامل والمريض إذا خافتا على ولديهما أفطرتا وقضتا وال فدية عليهما‬
‫والشيخ الفاني الذي ال يقدر على الصيام يفطر ويطعم لكل يوم مسكينا كما يطعم في‬
‫الكفارات‬
‫ومن مات وعليو قضاء رمضان فأوصى بو أ طعم عنو وليو لكل يوم مسكينا نصف صاع من بر‬
‫أو صاعا من تمر أو صاعا من شعير‬
‫ومن دخل في صوم التطوع أو صبلة التطوع ثم أفسده قضاه وإذا بلغ الصبي أو أسلم الكافر‬
‫في رمضان أمسكا بقية يومهما وصاما ما بعده ولم يقضيا ما مضى‬
‫ومن أغمي عليو في رمضان لم يقض اليوم الذي حدث فيو اإلغماء وقضى ما بعده وإذا أفاق‬
‫المجنون في بعض رمضان قضى ما مضى منو وإذا حاضت المرأة أفطرت وقضت وإذا قدم‬
‫السافر أو طهرت الحائض في بعض النهار أمسكا عن الطعام والشراب بقية يومهما‬
‫ومن تسحر وىو يظن أن الفجر لم يطلع أو أفطر وىو يرى‬
‫أن الشمس قد غربت ثم تبين أن الفجر كان قد طلع أو أن الشمس لم تغرب قضى ذلك اليوم‬
‫وال كفارة عليو‬
‫ومن رأى ىبلل الفطر وحده لم يفطر‬
‫وإذا كان بالسماء علة لم تقبل في ىبلل الفطر إال شهادة رجلين أو رجل وامرأتين وإن لم يكن‬
‫بالسماء علة لم تقبل إال شهادة جمع كثير يقع العام بخبرىم‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 138‬‬


‫‪ - 1‬باب االعتكاف االعتكاف مستحب‬
‫وىو اللبث في المسجد مع الصوم ونية االعتكاف‬
‫ويحرم على المعتكف ‪ :‬الوط واللمس والقبلة وال يخرج من المسجد إال لحاجة اإلنسان أو‬
‫الجمعة وال بأس بأن يبيع ويبتاع في المسجد من غير أن يحضر السلع‬

‫(‪)27/1‬‬

‫وال يتكام إال بخير ويكره لو الصمت فإن جامع المعتكف ليبل أو نهارا بطل اعتكافو ومن‬
‫أوجب على نفسو اعتكاف أيام لزمو اعتكافها بلياليها وكانت متتابعة وإن لم يشترط التتابع‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 141‬‬


‫‪ - 5‬كتاب الحج‬
‫الحج ‪ :‬واجب على األحرار البالغين العقبلء األصحاء إذا قدروا على الزاد والراحلة فاضبل عن‬
‫مسكنو وما ال بد منو‬
‫وعن نفقة عيالو إلى حين عوده وكان الطريق آمنا‬
‫ويعتبر في المرأة أن يكون لها محرم يحج بها أو زوج وال يجوز لها أن تحج بغيرىما إذا كان‬
‫بينها وبين مكة مسيرة ثبلثة أيام ولياليها وإذا بلغ الصبي بعد ما أحرم أو أعتق العبد فمضيا على‬
‫ذلك لم يجزيهما عن حجة اإلسبلم‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 142‬‬


‫‪ - 1‬باب تحديد المواقيت‬
‫والمواقيت التي ال يجوز أن يتجاوزىا اإلنسان إال محرما ‪ :‬ألىل المدينة ذو الحليفة وألىل‬
‫العراق ذات عرق وألىل الشام الجحفة‬
‫وألىل نجد قرن المنازل وألىل اليمن يلملم فإن قدم اإلحرام على ىذه المواقيت جاز‬
‫ومن كان منزلو بعد المواقيت فميقاتو الحل ومن كان بمكة فميقاتو في الحج الحرم وفي العمرة‬
‫الحل‬
‫وإذا أراد اإلحرام اغتسل أو توضأ ‪ -‬والغسل أفضل ‪ -‬ولبس ثوبين جديدين أو غسيلين إزارا‬
‫ورداء ومس طيبا إن كان لو طيب وصلى ركعتين وقال ‪ :‬اللهم إني أريد الحج فيسره لي وتقبلو‬
‫مني‬
‫ثم يلبي عقيب صبلتو‬
‫فإن كان مفردا بالحج نوى بتلبيتو الحج والتلبية أن يقول ‪ :‬لبيك اللهم لبيك لبيك ال شريك‬
‫لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك ال شريك لك وال ينبغي أن يخل بشي من ىذه‬
‫الكلمات فإن زاد فيها جاز‬
‫فإذا لبى فقد أحرم فليتق ما نهى اهلل عنو من الرفث والفسوق والجدال وال يقتل صيدا وال يشير‬
‫إليو وال يدل عليو وال يلبس قميصا وال سراويل وال عمامة وال قلنسوة وال قباء‬

‫(‪)28/1‬‬

‫وال خفين إال أن ال يجد النعلين فيقطعهما أسفل الكعبين وال يغطي رأسو وال وجهو وال يمس‬
‫طيبا وال يحلق رأسو وال شعر بدنو وال يقص من لحيتو وال من ظفره وال يلبس ثوبا مصبوغا‬
‫بورس زعفران وال عصفر إال أن يكون غسبل ال ينفض‬
‫وال بأس أن يغتسل ويدخل الحمام ويستظل بالبيت والمخمل ويشد في وسطو الهميان‬
‫وال يغتسل رأسو وال لحيتو بالخطمي ويكثر من التلبية عقب الصلوات وكلما عبل شرفا أو ىبط‬
‫واديا أو لقي ركبانا وباألسحار‬
‫فإذا دخل مكة ابتدأ بالمسجد الحرام فإذا عاين البيت كبر وىلل ثم ابتدأ بالحجر األسود‬
‫فاستقبلو وكبر ورفع يديو واستلمو وقبلو إن استطاع من غير أن يؤدي مسلما ثم آخذ عن يمينو‬
‫مما يلي الباب وقد اضطبع رداءه قبل ذلك فيطوف بالبيت سبعة أشواط‬
‫ويجعل طوافو من وراء الحطيم ويرمل في األشواط الثبلثة األول ويمشي فيما بقي على ىينتو‬
‫ويستلم الحجر كلما مر بو إن استطاع ويختم الطواف باالستبلم‬
‫ثم يأتي المقام فيصلي عنده ركعتين أو حيث تيسر من المسجد‬
‫وىذا الطواف طواف القدوم وىو سنة وليس بواجب وليس على أىل مكة طواف القدوم‬
‫ثم يخرج إلى الصفا فيصعد عليو ويستقبل البيت ويكبر ويهلل ويصلي على النبي صلى اهلل‬
‫عليو وسلم ويدعو اهلل تعالى بحاجتو‬
‫ثم ينحط نحو المروة ويمشي على ىينتو فإذا بلغ إلى بطن الوادي سعى بين الميلين األخضرين‬
‫سعيا حتى يأتي المروة فيصعد عليها ويفعل كما فعل على الصفا وىذا شوط فيطوف سبعة‬
‫أشواط يبدأ بالصفا ويختم بالمروة‬
‫ثم يقيم بمكة حراما يطوف بالبيت كلما بدا لو فإذا كان قبل يوم التروية بيوم خطب اإلمام‬
‫خطبة يعلم الناس فيها الخروج إلى منى والصبلة بعرفات والوقوف واإلفاضة فإذا صلى الفجر‬
‫يوم التروية بمكة خرج إلى منى فأقام بها حتى يصلي الفجر يوم عرفة‬
‫ثم يتوجو إلى عرفات فيقيم بها‬

‫(‪)29/1‬‬

‫فإذا زالت الشمس من يوم عرفة صلى اإلمام بالناس الظهر والعصر يبتدئ فيخطب خطبة يعلم‬
‫الناس فيها الوقوف بعرفة والمزدلفة ورمي الجمار والنحر وطواف الزيارة ويصلي بهم الظهر‬
‫والعصر في وقت الظهر بأذان ةإقامتين ومن صلى في رحلو وحده صلى كل واحدة منهما في‬
‫وقتها عند أبي حنيفة رحمو اهلل تعالى‬
‫وقال أبو يوسف ومحمد رحمهما اهلل ‪ :‬يجمع بينهما المنفرد ثم يتوجو إلى الموقف فيقف بقرب‬
‫الجبل وعرفات كلها موقف إال بطن عرنة‬
‫وينبغي لئلمام أن يقف بعرفة على راحلتو ويدعو ويعلم الناس المناسك ويستحب أن يغتسل‬
‫قبل الوقوف ويجتهد في الدعاء فإذا غربت الشمس أفاض اإلمام والناس معو على‬
‫ىينتهم حتى يأتوا المزدلفة فينزلوا بها والمستحب أ ن ينزل بقرب الجبل الذي عليو الميقدة‬
‫يقال لو قزح ويصلي اإلمام بالناس المغرب والعشاء بأذان وإقامة ومن صلى المغرب في الطريق‬
‫لم يجز عند أبي حنيفة ومحمد‬
‫فإذا طلع الفجر صلى اإلمام بالناس الفجر بغلس ثم وقف ووقف الناس معو فدعا ‪ :‬والمزدلفة‬
‫كلها موقف إال بطن محسر‬
‫ثم أفاض اإلمام والناس معو قبل طلوع الشمس حتى يأتوا منى فيبتدئ بجمرة العقبة فيرميها من‬
‫بطن الوادي بسبع حصيات مثل الخذف‬
‫ويكبر مع كل حصاة وال يقف عندىا ويقطع التلبية مع أول حصاة‬
‫ثم يذبح إن أحب ثم يحلق أو يقصر والحلق أفضل وقد حل لو كل شيء إال النساء‬
‫ثم يأتي مكة من يومو ذلك أو من الغد أو من بعد الغد فيطوف بالبيت طواف الزيارة ستعة‬
‫أشواط فإن كان سعى بين الصفا والمروة عقيب طواف القدوم لم يرمل في ىذا الطواف وال‬
‫سعي عليو وإن لم يكن قدم السعي رمل في ىذا الطواف وسعى بعده على ما قدمناه وقد حل‬
‫لو النساء وىذا الطواف ىو المفروض في الحج ويكره تأخيره عن ىذه األيام فإن أخره عنها‬
‫لزمو دم عند أبي حنيفة‬

‫(‪)35/1‬‬

‫ثم يعود إلى منى فيقيم بها فإذا زالت الشمس من اليوم الثاني من النحر رمى الجمار الثبلث‬
‫يبتدئ بالتي تلي المسجد فيرميها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة ويقف ويدعو عندىا ثم‬
‫يرمي التي تليها مثل ذلك ويقف عندىا ثم يرمي جمرة العقبة كذلك وال يقف عندىا فإذا كان‬
‫من الغد رمى الجمار الثبلث بعد زوال الشمس كذلك فإذا أراد أن يتعجل النفر نفر إلى مكة‬
‫وإن أراد أن يقيم رمى الجمار الثبلث في يوم الرابع بعد زوال الشمس فإن قدم الرمي في ىذا‬
‫اليوم قبل الزوال بعد طلوع الفجر جاز عند أبي حنيفة‬
‫ويكره أن يقدم اإلنسان ثقلو إلى مكة ويقيم بها حتى يرمي فإذا نفر إلى مكة نزل بالمحصب ثم‬
‫طاف بالبيت سبعة أشواط ال يرمل فيها وىذا طواف الصدر ىو واجب إال على أىل مكة ثم‬
‫يعود إلى أىلو‬
‫فإن لم يدخل المحرم مكة وتوجو إلى عرفات ووقف بها على ما قدمناه فقد سقط عنو طواف‬
‫القدوم وال شيء عليو لتركو‬
‫ومن أدرك الوقوف بعرفة ما بين زوال الشمس من يوم عرفة إلى طلوع الفجر من يوم النحر فقد‬
‫أدرك الحج‬
‫ومن اجتاز بعرفة وىو نائم أو مغمى عليو أو لم يعلم أنها عرفة أجزأه ذلك عن الوقوف‬
‫والمرأة في جميع ذلك كالرجل غير أنها ال تكشف رأسها وتكشف وجهها وال ترفع صوتها‬
‫بالتلبية وال ترمل في الطواف وال تسعى بين الميلين وال تحلق رأسها ولكن تقصر‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 154‬‬


‫‪ - 2‬باب القران‬
‫القران عندنا أفضل من التمتع واإلفراد‬
‫وصفة القران ‪:‬‬
‫أن يهمل بالعمرة والحج معا من الميقيات‬
‫ويقول عقيب صبلتو ‪ :‬اللهم إني أريد الحج والعمرة فيسرىما لي وتقبلهما مني فإذا دخل مكة‬
‫ابتدأ فطاف بالبيت سبعة أشواط يرمل في الثبلث األول منها ويسعى يعدىا بين الصفا والمروة‬
‫وىذه أفعال العمرة‬
‫ثم يطوف بعد السعي طواف القدوم ويسعى بين الصفا والمروة كما بينا في المفرد فإذا رمى‬
‫الجمرة يوم النحر ذبح شاة أو بقرة أو بدنة أوسبع بدنة فهذا دم القران‬

‫(‪)31/1‬‬

‫فإن لم يكن لو ما يذبح صام ثبلثة أيام في الحج وآخرىا يوم عرفة فإن فاتو الصوم حتى جاء‬
‫يوم النحر لم يجزه إال الدم ثم يصوم سبعة أيام إذا رجع إلى أىلو وإن صامها بمكة بعد فراغو‬
‫من الحج جاز‬
‫وإن لم يدخل القارن مكة وتوجو مكة وتوجو إلى عرفات فقد صار رافضا لعمرتو بالوقوف وبطل‬
‫عنو دم القران وعليو دم لرفض عمرتو وعليو قضاؤىا‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 156‬‬


‫‪ - 3‬باب التمتع‬
‫التمتع أفضل من اإلفراد عندنا‬
‫والتمتع على وجهين ‪:‬‬
‫ومتمتع يسوق الهدي ومتمتع ال بسوق الهدي‬
‫وصفة التمتع ‪:‬‬
‫أن يبتدئ من الميقات فيحرم بعمرة ويدخل مكة فيطوف لها ويسعى ويحلق أو يقصر وقد حل‬
‫من عمرتو‬
‫ويقطع التلبية إذا ابتدأ بالطواف ويقيم بمكة حبلال فإذا كان يوم التروية أحرم بالحج من‬
‫المسجد وفعل ما يفعلو الحاج المفرد وعليو دم التمتع فإن لم يجد صام ثبلثة أيام في الحج‬
‫وسبعة إذا رجع‬
‫وإذا أراد المتمتع أن يسوق الهدي أحرم وساق ىديو فإن كانت بدنة قلدىا بمزادة أو نعل‬
‫وأشعر البدنة عند أبي يوسف ومحمد وىو ‪ :‬أن يشق سنامها من الجانب األيمن وال يشعرىا‬
‫عند أبي حنيفة‬
‫فإذا دخل مكة طاف وسعى ولم يتحلل حتى يحرم بالحج يوم التروية وإن قدم اإلحرام قبلو جاز‬
‫وعليو دم فإذا حلق يوم النحر فقد حل من اإلحرامين‬
‫وليس ألىل مكة تمتع وال قران وإنما لهم اإلفراد خاصة‬
‫وإذا عاد التمتع إلى أىلو بعد فراغو من العمرة ولم يكن ساق الهدي بطل تمتعو‬
‫ومن أحرم بالعمرة قبل أشهر الحج فطاف لها أقل من أربعة أشواط ثم دخلت أشهر الحج‬
‫فتممها وأحرم بالحج كان متمتعا‬
‫وإن طاف لعمرتو قبل أشهر الحج أربعة أشواط فصاعدا ثم حج من عامو ذلك لم يكن متمتعا‬
‫وأشهر الحج ‪:‬‬
‫شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة فإن قدم اإلحرام بالحج عليها جاز إحرامو وانعقد‬
‫حجا‬
‫وإذا حاضت المرأة عند اإلحرام اغتسلت وأحرمت وصنعت كما يصنعة الحاج‬

‫(‪)32/1‬‬

‫غير أنها ال تطوف بالبيت حتى تطهر وإن حاضت بعد الوقوف وطواف الزيارة انصرفت من‬
‫مكة وال شيء عليها لترك طواف الصدر‬

‫‪-------------------------------------‬‬
‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 165‬‬
‫‪ - 4‬باب الجنايات‬
‫إذا تطيب المحرم فعليو الكفارة فإذا طيب عضوا كامبل فما زاد فعليو دم وإن طيب أقل من‬
‫عضو فعليو صدقة‬
‫وإن لبس ثوبا مخيطا أو غطى رأسو يوما كامبل فعليو دم وإن كان أقل من ذلك فعليو صدقة وإن‬
‫حلق ربع رأسو فصاعدا فعليو دم وإن حلق أقل من الربع فعليو صدقة‬
‫وإن حلق مواضع المحاجم فعليو دم عند أبي حنيفة وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬عليو صدقة وإن‬
‫قص أظافير يديو ورجليو فعليو دم‬
‫وإن قص يدا أو رجبل فعليو دم وإن قص أقل من خمسة أظافير متفرقة من يديو ورجليو فعليو‬
‫صدقة عند أبي حنيفة وأبي يوسف وقال محمد ‪ :‬عليو دم‬
‫وإن تطيب أو حلق أو لبس من عذر فهو مخير ‪ :‬إن شاء ذبح شاة وإن شاء تصدق على ستة‬
‫مساكين بثبلثة أصوع من طعام وإن شاء صام ثبلثة أيام‬
‫وإن قبل أو لمس بشهوة فعليو دم ومن جامع في أحد السبيلين قبل الوقوف بعرفة فسد حجو‬
‫وعليو شاة ويمضي في الحج كما يمضي من لم يفسد حجو وعليو القضاء وليس عليو أن يفارق‬
‫امرأتو إذا حج بها في القضاء‬
‫ومن جامع بعد الوقوف بعرفة لم يفسد حجو وعليو بدنة فإن جامع بعد الحلق فعليو شاة ومن‬
‫جامع في العمرة يقبل أن يطوق أربعة أشواط أفسدىا ومضى فيها وقضاىا وعليو شاة وإن وطئ‬
‫بعدىا طاف أربعة أشواط فعليو شاة وال تفسد عمرتو وال يلزمو قضاؤىا ومن جامع ناسيا كمن‬
‫جامع عامدا‬
‫ومن طاف طواف القدوم محدثا فعليو صدقو وإن طاف جنبا فعليو شاة ومن طاف طواف الزيارة‬
‫محدثا فعليو شاة وإن طاف جنبا فلعيو بدنة واألفضل أن يعيد الطواف ما دام بمكة وال ذبح‬
‫عليو ومن طاف طواف الصدر محدثا فعليو صدقة وإن طاف جنبا فعليو شاة‬

‫(‪)33/1‬‬

‫ومن ترك من طواف الزيارة ثبلثة أشواط فما دونها فعليو شاة وإن ترك أربعة أشواط بقي محرما‬
‫أبدا حتى يطوفها ومن ترك ثبلثة أشواط من طواف الصدر فعليو صدقة وإن ترك طواف الصدر‬
‫أو أربعة أشواط منو فعليو شاة‬
‫ومن ترك السعي بين الصفا والمروة فعليو شاة وحجو تام‬
‫ومن أقاض من عرفو قبل اإلمام فعليو دم‬
‫ومن ترك الوقوف بالمزدلفة فعليو دم‬
‫ومن ترك رمي الجمار في األيام كلها فعليو دم وإن ترك رمي يوم واحد فعليو دم وإن ترك رمي‬
‫إحدى الجمار الثبلث فعليو صدقة وإن ترك رمي جمرة العقبة في يوم النحر فعليو دم‬
‫ومن أخر الحلف حتى مضت أيام النحر فعليو دم عند أبي حنيفة وكذلك لو أخر طواف الزيارة‬
‫عند أبي حنيفة رحمو اهلل‬
‫وإذا قتل المحرم صيدا أو دل عليو من قتلو فعليو الجزاء يستوي في ذلك العامد والناسي‬
‫والمبتدئ والعائد والجزاء عند أبي حنيفة وأبي يوسف أن يقوم الصيد في المكان الذي قتلو فيو‬
‫أو في أقرب المواضع منو إن كان في برية يقومو ذوا عدل ثم ىو مخير في القيمة إن شاء ابتاع‬
‫بها ىديا وإن شاء اشترى بها طعاما فتصدق بو على كل مسكين نصيف صاع من بر أو صاعا‬
‫من تمر أ وشعير وإن شاء صام عن كل نصف صاع من بر يوما وعن كل صاع من شعير يوما‬
‫فإن فضل من الطعام أقل من نصف صاع فهو مخير ‪ :‬إن شاء تصدق بو وإن شاء صام عنو‬
‫يوما كامبل‬
‫وقال محمد ‪ :‬يجب في الصيد النظير فيما لو نظير ففي الظبي شاة وفي الضبع شاة وفي‬
‫األرنب عناق وفي النعامة بدنة وفي اليربوع جفرة ومن جرح صيدا أو نتف شعره أو قطع عضوا‬
‫منو ضمن ما نقصو وإن نتف ريش طائر أو قطع قوائم صيد فخرج من حيز االمتناع فعليو قيمتو‬
‫كاملة ومن كسر بيض صيد فعليو قيمتو فإن خرج من البيض فرخ فلعيو قيمتو كاملة ومن كسر‬
‫بيض صيد فعليو قيمتو فإن خرج من البيض فرخ ميت فعليو قيمتو حيا وليس في قتل الغراب‬
‫والحدأة والذئب والحية والعقرب والفأرة جزاء‬
‫وليس في قتل البعوض والبراغيث والقراد شيء‬

‫(‪)34/1‬‬

‫ومن قتل قملة تصدق بما شاء ومن قتل جرادة تصدق بما شاء وتمرة خير من جرادة‬
‫ومن قتل ما ال يؤكل لحمو من الصيد كالسباع ونحوىا فعليو الجزاء وال يتجاوز بقيمتها شاة‬
‫وإن صال السبع على محرم فقتلو فبل شيء عليو‬
‫وإن اضطر المحرم إلى أكل لحم الصيد فقتلو فعليو الجزاء وال بأس أن يذبح المحرم الشاة‬
‫والبقرة والبعير والدجاج والبط الكسكري وإن قتل حماما مسروال أو ظبيا مستأنسا فعليو الجزاء‬
‫وإن ذبح المحرم صيدا فذبيحتو ميتة ال يحل أكلها وال بأس أن يأحل المحرم لحم صيد‬
‫اصطاده أو ذبحو إذا لم يدلو المحرم عليو وال أمره بصيده وفي صيد الحرم إذا ذبحو الحبلل‬
‫فعليو الجزاء وإن قطع حشيش الحرم أو شجره الذي ليس بمملوك وال ىو مما ينبتو الناس‬
‫فعليو قيمتو‬
‫وكل شيء فعلو القارن مما ذكرنا أن فيو على المفرد دما فعليو دمان ‪ :‬دم لحجتو ودم لعمرتو إال‬
‫أن يتجاوز الميقات من غير إحرام ثم يحرم بالعمرة والحج فيلزمو دم واحد وإذا اشترك‬
‫المحرمان في قتل صيد فعلى كل واحد منهما الجزاء كامبل وإذا اشترك الحبلالن في قتل صيد‬
‫الحرم فعليهما جزاء واحد‬
‫وإذا باع المحرم صيدا أو ابتاعو فالبيع باطل‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 171‬‬


‫‪ - 5‬باب اإلحصار‬
‫إذا أحصر المحرم بعدو أو أصابو مرض منعو من المضي جاز لو التحلل وقيل لو ‪ :‬ابعث شاة‬
‫تذبح في الحرم وواعد من يحملها يوما بعينو يذبحها فيو ثم تحلل وإن كان قارنا بعث بدمين‬
‫وال يجوز ذبح دم اإلحصار إال في الحرم ويجوز ذبحو قبل يوم النحر عند أبي حنيفة وقال أبو‬
‫يوسف ومحمد رحمهما اهلل ‪ :‬ال يجوز الذبح للمحصر بالحج إال في يوم النحر‬
‫ويجوز للمحصر بالعمرة أن يذبح متى شاء والمحصر بالحج إذا تحلل فعليو‬
‫حجة وعمرة وعلى المحصر بالعمرة القضاء وعلى القارن حجة وعمرتان‬

‫(‪)35/1‬‬

‫وإذا بعث المحصر ىديا وواعدىم أ يذبحوه في يوم بعينو ثم زال اإلحصار فإن قدر على إدراك‬
‫الهدي والحج لم يجز لو التحلل ولزمو المضي وإن قدر على إدراك الهدي دون الحج تحلل‬
‫وإن قدر على إدراك الحج دون الهدي جاز لو التحلل استحسانا‬
‫ومن أحضر بمكة وىو ممنوع من الوقوف والطواف كان محصرا وإن قدر على إحدىما فليس‬
‫بمحصر‬
‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 172‬‬


‫‪ - 6‬باب الفوات‬
‫ومن أحرم بالحج ففاتو الوقوف بعرفة حتى طلع‬
‫الفجر من يوم النحر فقد فاتو الحج وعليو أن يطوف ويسعى ويتحلل ويقضي الحج من قابل‬
‫وال دم عليو‬
‫والعمرة ال تفوت وىي جائزة في جميع السنة إال خمسة أيام يكره فعلها فيها ‪ :‬يوم عرفة ويوم‬
‫النحر وأيام التشريق‬
‫والعمرة سنة وىي ‪ :‬اإلحرام والطواف والسعي والحلق أو التقصير‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 174‬‬


‫‪ - 7‬باب الهدي‬
‫الهدي ‪ :‬أدناه شاة‬
‫وىو من ثبلثة نوع ‪ :‬اإلبل والبقر والغنم يجزئ في ذلك الثني فصاعدا إال من الضأن فإن‬
‫الجذع منو يجزئ وال يجوز في الهدي مقطوع األذن أو أكثرىا وال مقطوع الذنب وال اليد وال‬
‫الرجل وال الذاىبة العين وال العجفاء وال العرجاء التي ال تمشي إلى المسك والشاة جائزة في‬
‫كل شيء إال في موضعين ‪ :‬من طاف طواف الزيارة جنبا ومن جامع بعد الوقوف بعرفة فإنو ال‬
‫يجوز إال بدنة‬
‫والبدنة والبقرة تجزئ كل واحدة منهما عن سبعة إذا كان كل‬
‫واحد من الشركاء يريد القربة فإن أراد أحدىم بنصيبو اللحم لم يجزئ عن الباقين ويجوز األكل‬
‫من ىدي التطوع والمتعة والقران‬
‫وال يجوز األكل من بقية الهدايا وال يجوز ذبح ىدي التطوع والمتعة والقران إال في يوم النحر‬
‫ويجوز ذبح بقية الهدايا أي وقت شاء وال يجوز ذبح الهدايا إال في الحرم ويجوز أن يتصدق‬
‫بها على مساكين الحرم وغيرىم وال يجب التعريف بالهدايا واألفضل في البدن النحر وفي البقر‬
‫والغنم الذبح‬

‫(‪)36/1‬‬
‫واألولى أن يتولى اإلنسان ذبحها بنفسو إذا كان يحسن ذلك ويتصدق بجبللها وخطامها وال‬
‫يعطي أجرة الجزار منها‬
‫ومن ساق بدنة فاضطر إلى ركوبها ركبها وإن استغنى عن ذلك لم يركبها وإن كان لها لبن لم‬
‫يحلبها وينضح ضرعها بالماء البارد حتى ينقطع اللبن‬
‫ومن ساق ىديا فعطب فإن كان تطوعا فليس عليو غيره وإن كان عن واجب فعليو أن يقيم غيره‬
‫مقامو وإن أصابو عيب كبير أقام غيره مقامو‬
‫وصنع بالمغيب ما شاء وإذا عطبت البدنة في الطريق فإن كان تطوعا نحرىا وصبغ نعلها بدمها‬
‫وضرب بها صفحتها وال يأكل منها ىو وال غيره من األغنياء وإن كانت واجبة أقام غيرىا مقامها‬
‫وصنع بها ما شاء ويقلد ىدي التطوع والمتعة والقران وال يقلد دم اإلحصار وال دم الجنايات‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 178‬‬


‫بسم اهلل الرحمن الرحيم ‪ - 6‬كتاب البيوع‬
‫البيع ‪ :‬ينعقد باإليجاب والقبول إذا كانا بلفظ الماضي‬
‫وإذا أوجب أحد المتعاقدين البيع فاآلخر بالخيار ‪ :‬إن شاء قبل في المجلس وإن شاء رده‬
‫وأيهما قام من المجلس قبل القبول بطل اإليجاب وإذا حصل اإليجاب والقبول لزم البيع وال‬
‫خيار لواحد منهما إال من عيب أو عدم رؤية واألعواض المشار إليها ال يحتاج إلى معرفة‬
‫مقدراىا في جواز البيع واألثمان المطلقة ال تصح إال أن تكون معروفة القدر والصفة‬
‫ويجوز البيع بثمن حال ومؤجل إذا كان األجل معلوما ومن أطلق الثمن في البيع كان على غالب‬
‫نقد البلد فإن كانت النقود مختلفة فالبيع فاسد إال أن يبين أحدىا‬
‫ويجوز بيع الطعام والحبوب مكايلة ومجازفة وبإناء بعينو ال يعرف مقدراه وبوزن حجر بعينو ال‬
‫يعرف مقداره ومن باع صبرة طعام كل قفيز بدرىم جاز البيع في قفيز واحد عند أبي حنيفة إال‬
‫أن يسمي جملة قفزانها ومن باع قطيع غنم كل شاة بدرىم فالبيع فاسد في جميعها وكذلك من‬
‫باع ثوبا مذارعة كل ذراع‬

‫(‪)37/1‬‬
‫بدرىم ولم يسم جملو الذرعان ومن ابتاع صبرة على أنها قفيز بمائة درىم فوجدىا أقل كان‬
‫المشتري بالخيار ‪ :‬إن شاء أخذ الموجود بحصتو من الثمن وإن شاء فسخ البيع وإن وجدىا‬
‫أكثر فالزيادة للبائع ومن اشترى ثوبا على أنو عشرة أذرع بعشرة دراىم أو أرضا على أنها مائة‬
‫ذراع بمائة درىم فوجدىا أقل فالمشتري بالخيار ‪ :‬إن شاء أخذىا بجملة الثمن وإن شاء تركها‬
‫وإن وجدىا أكثر من الذراع الذي سماه فهو المشتري وال خيار للبائع وإن قال ‪ :‬بعتكها على‬
‫أنها مائة ذراع بمائة درىم كل ذراع بدرىم فوجدىا ناقصة فهو الخيار ‪ :‬إن شاء أخذىا بحصتها‬
‫من الثمن وإن شاء تركها وإن وجدىا زائدة فالمشتري بالخيار ‪ :‬إن شاء أخذ الجيمع كل ذراع‬
‫بدرىم وإن شاء فسخ البيع ومن باع دارا دخل بناؤىا في البيع وإن لم يسمو‬
‫ومن باع أرضا دخل ما فيها وإن لم يسمو وال يدخل الزرع في بيع األرض إال بالتسمية ومن باع‬
‫نخبل أو شجرا فيو ثمر فثمرتو للبائع إال أن يشترطها المبتاع ويقال للبائع ‪ :‬اقطعها وسلم المبيع‬
‫ومن باع ثمرة لم يبد صبلحها أو قد بدا جاز البيع ووجب على المشتري قطعها في الحال فإن‬
‫شرط تركها على النخل فسد البيع‬
‫وال يجوز أن يبيع ثمرة ويستثني منها أرطاال معلومة ويجوز بيع الحنطة في سبيلها والباقبلء في‬
‫قشرىا ومن باع دارا دخل في المبيع مفاتيح أغبلقها وأجرة الكيال وناقد الثمن على البائع‬
‫وأجرة وزان الثمن على المشتري ومن باع سلعة بثمن قيل للمشتري ‪ :‬ادفع الثمن أوال‬
‫فإذا دفع قيل للبائع ‪ :‬سلم البيع ومن باع سلعة بسلعة أو ثمنا بثمن قيل لهما سلما معا‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 185‬‬


‫‪ - 1‬باب خيار الشرط‬
‫خيار الشرط ‪ :‬جائز في البيع للبائع والمشتري ولهما الخيار ثبلثة أيام فما دونها وال يجوز أكثر‬
‫من ذلك عند أبي حنيفة رحمو اهلل وقال أبو يوسف ومحمد رحمهما اهلل ‪ :‬يجوز إذا سمى مدة‬
‫معلومة‬

‫(‪)38/1‬‬

‫وخيار البائع يمنع خروج المبيع من ملكو فإن قبضو المشتري فهلك في يده صمنو بالقيمة‬
‫وخيار المشتري ال يمنع خروج المبيع من ملك البائع إال أن المشتري ال يملكو عند أبي حنيفة‬
‫وعندىما يملكو فإن ىلك في يده ىلك بالثمن وكذلك إن دخلو عيب ومن شرط لو الخيار فلو‬
‫أن يفسخ في مدة الخيار ولو أن يجيزه فإن أجازه بغير حضره صاحبو جاز وإن فسخ لم يجز‬
‫إال أن يكون اآلخر حاضرا وإذا مات من لو الخيار بطل خياره ولم ينتقل إلى ورثتو‬
‫ومن باع عبدا على أنو خباز أو كاتب بخبلف ذلك فالمشتري بالخيار ‪ :‬إن شاء أخذه بجميع‬
‫الثمن وإن شاء ترك‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 187‬‬


‫‪ - 2‬باب خيار الرؤية‬
‫ومن اشتر شيئا لم يره فالبيع جائز‬
‫ولو الخيار إذا رآه ‪ :‬إن شاء أخذه وإن شاء دره ومن باع ما لم يره فبل خيار لو ومن نظر إلى‬
‫وجو الصبرة إلى ظاىر الثوب مطويا أو إلى وجو الجارية أو إلى وجو الدابة وكفلها فبل خيار لو‬
‫وإن رأى صحن الدار فبل خيار لو وإن لم يشاىد‬
‫بيوتها وبيع األعمى وشرؤاه جائز ولو الخيار إذا اشترى ويسقط خياره بأن يجس المبيع إذا كان‬
‫يعرف بالجس أو يشمو إذا كان يعرف بالشم أو يذوقو إذا كان يعرف بالذوق وال يسقط خياره‬
‫في العقار حتى يوصف لو‬
‫ومن باع ملك غيره أمره فالمالك بالخيار ‪ :‬إن شاء أجاز البيع وإن شاء فسخ ولو اإلجازة إذا‬
‫كان المعقود عليو باقيا والمتعاقدان بحالهما‬
‫ومن رأى أحد ثوبين فاشتراىما ثم رأى اآلخر جاز لو أن يردىما‬
‫ومن مات ولو خيار الرؤية بطل خياره ومن رأى شيئا ثم اشتراه بعد مدة ‪ :‬فإن كان على الصفة‬
‫التي رآه فبل خيار لو وإن وجده متغيرا فلو الخيار‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 195‬‬


‫‪ - 3‬باب خيار العيب‬
‫إذا طلع المشتري على عيب في المبيع فهو الخيار ‪ :‬إن شاء أخذه بجميع الثمن وإن شاء رده‬
‫وليس لو أن يمسكو ويأخذ النقصان‬
‫(‪)39/1‬‬

‫وكل ما أوجب نقصان الثمن في عادة التجار فهو عيب واإلباق والبول في الفراش والسرقة‬
‫عيب في الصغير ما لم يبلغ فإذا بلغ فليس ذلك بعيب حتى يعادوه بعد البلوغ والبخر والدفر‬
‫عيب في الجارية وليس بعيب في الغبلم إال أن يكون من داء والزنا وولد الزنا عيب في الجارية‬
‫دون الغبلم‬
‫وإذا حدث عند المشتري عيب ثم اطلع على عيب كان عند البائع فلو أن يرجع بنقصان العيب‬
‫وال يرد المبيع إال أن يرضى البائع أن يأخذه بعيبو وإن قطع المشتري الثوب فوجد بو عيبا رجع‬
‫بالعيب وإن خاطو أو صبغو أو لت السويق بسمن ثم اطلع على عيب رجع بنقصانو وليس‬
‫للبائع أن يأخذه ومن اشترى عبدا فأعتقو أو مات ثم اطلع على عيب رجع بنقصانو فإن قتل‬
‫المشتري العبد أو كان طعاما فأكلو لم يرجع عليو بشيء في قول أبي حنيفة وقال أبو يوسف‬
‫ومحمد ‪ :‬يرجع‬
‫ومن باعا عبدا فباعو المشتري ثم رد عليو بعيب فإن قبلو بقضاء القاضي فلو أن يرده على بائعو‬
‫وإن قبلو بغير قضاء القاضي فليس لو أن يرده‬
‫ومن اشترى عبدا وشرط البراءة من كل عيب فليس لو أن يرده بعيب وإن لم يسم العيوب ولم‬
‫يعدىا‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 194‬‬


‫‪ - 4‬باب البيع الفاسد‬
‫إذا كان أحد العوضين أو كبلىما محرما فالبيع فاسد كالبيع بالميتة أو بالدم أو بالخمر أو‬
‫بالخنزير وكذلك إذا كان غير مملوك كالحر وبيع أم الولد والمدبر والمكاتب فاسد وال يجوز‬
‫بيع السمك في الماء وال بيع الطير في الهواء وال يجوز بيع الحمل وال النتاج وال بيع اللبن في‬
‫الضرع والصرف على ظهر الغنم وذراع من ثوب وجذع في سقف وضربة القانص وبيع المزابنة‬
‫‪ -‬وىو بيع الثمر على رؤوس النخل بخرصو تمرا ‪ -‬وال يجوز البيع بإلقاء الحجر والمبلمسة‬
‫وال يجوز بيع ثوب من ثوبين‬
‫ومن باع عبدا على أن يعتقو المشتري أو يدبره أو يكاتبو أو باع أمة على أن يستولدىا فالبيع‬
‫فاسد وكذلك لو باع عبدا على أن يستخدمو البائع شهرا أو دارا‬
‫(‪)45/1‬‬

‫على أن يسكهنا أو على أن يقرضو المشتري درىما أو على أن يهدي لو ىدية‬


‫ومن باع عينا على أن ال يسلمها إلى رأس الشهر فالبيع فاسد ومن باع جارية إال حملها فسد‬
‫البيع‬
‫ومن اشترى ثوبا على أن يقطعو البائع ويخيطو قميصا أو قباء أو نعبل على أن يحذوىا أو‬
‫يشركها فالبيع فاسد والبيع إلى النيروز والمهرجان وصوم النصارى وفطر اليهود ‪ -‬إذا لم يعرف‬
‫المتبايعان ذلك ‪ -‬فاسد‬
‫وال يجوز البيع إلى الحصاد والدياس والقطاف وقدوم الحاج فإن تراضيا‬
‫بإسقاط األجل قبل أن يأخذ الناس في الحصاد والدياس وقبل قدوم الحاج جاز البيع‬
‫وإذا قبض المشتري المبيع في البيع الفاسد بأمر البائع وفي العقد عوضان كل واحد منهما مال‬
‫ملك المبيع ولزمتو قيمتو ولكل واحد من المتعاقدين فسخو فإن باعو المشتري نفذ بيعو‬
‫ومن جمع بين حر وعبد أو شاة ذكية وميتة بطل البيع فيهما ومن جمع بين عبد ومدبر أو عبده‬
‫وعبد غيره صح العقد في العبد بحصتو من الثمن‬
‫ونهى رسول اهلل صلى اهلل عليو وسلم عن النجش وعن السوم على سوم غيره وعن تلقي الجلب‬
‫وعن بيع الحاضر للبادي وعن البيع عند أذان الجمعة وكل ذلك يكره وال يفسد بو العقد‬
‫ومن ملك مملوكين صغيرين أحدىما ذو رحم محرم من اآلخر لم يفرق بينهما وكذلك إن كان‬
‫أحدىما كبيرا واآلخر صغيرا فإن فرق بينهما كره لو ذلك وجاز البيع وإن كانا كبيرين فبل بأس‬
‫بالتفريق بينهما‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 255‬‬


‫‪ - 5‬باب اإلقالة‬
‫اإلقالة ‪ :‬جائزة في البيع‬
‫بمثل الثمن األول فإن شرط أقل منو أو أكثر فالشرط باطل ويرد مثل الثمن األول وىي فسخ‬
‫في حق المتعاقدين بيع جديد في حق غيرىما في قول أبي حنيفة‬
‫وىبلك الثمن ال يمنع صحة اإلقالة وىبلك المبيع يمنع منها فإن ىلك بعض المبيع جازت‬
‫اإلقالة في باقيو‬
‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 251‬‬


‫‪ - 6‬باب المرابحة والتولية‬

‫(‪)41/1‬‬

‫المرابحة ‪ :‬نقل ما ملكو بالعقد األول بالثمن األول‬


‫مع زيادة ربح‬
‫والتولية ‪ :‬نقل ما ملكو بالعقد األول بالثمن األول من غير زيادة ربح‬
‫وال تصح المرابحة وال التولية حتى يكون العوض مما لو مثل ويجوز أن يضيف إلى رأس المال‬
‫أجرة القصار والصباغ والطراز والفتل وأجرة حمل الطعام ولكن يقول ‪ :‬قام علي بكذا وال يقول‬
‫‪ :‬اشتريتو بكذا‬
‫فإن اطلع المشتري على خيانة في المرابحة فهو بالخيار عند أبي حنيفة ‪ :‬إن شاء أخذه بجميع‬
‫الثمن وإن شاء رده وإن اطلع على خيانة في التولية أسقطها المشتري من الثمن‬
‫وقال أبو يوسف ‪ :‬يحط فيهما وقال محمد ‪ :‬ال يحط فيهما‬
‫ومن اشترى شيئا مما ينقل ويحول لم يجز لو بيعو حتى يقبضو ويجوز بيع العقار قبل القبض‬
‫عند أبي حنيفة وأبي يوسف وقال محمد ‪ :‬ال يجوز‬
‫ومن اشترى مكيبل مكايلة أو موزونا موازنة فاكتالو أو أتزنو ثم باعو مكايلة أو موازنة لم يجز‬
‫للمشتري منو أن يبيعو وال يأكلو حتى يعيد الكيل والوزن والتصرف في الثمن قبل القبض في‬
‫الثمن قبل القبض جائز‬
‫ويجوز للمشتري أن يزيد البائع في الثمن ويجوز للبائع أن يزيد في المبيع ويجوز أن يحط من‬
‫الثمن ويتعلق اإلستحقاق بجميع ذلك‬
‫ومن باع بثمن حال ثم أجلو أجبل معلوما مؤجبل وكل دين حال إذا أجلو صاحبو صار مؤجبل إال‬
‫القرض فإن تأجيلو ال يصح‬

‫‪-------------------------------------‬‬
‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 255‬‬
‫‪ - 7‬باب الربا‬
‫الربا محرم كل مكيل أو موزون إذا بيع بجنسو متفاضبل فالعلة فيو الكيل مع الجنس مع الجنس‬
‫أو الوزن مع الجنس فإذا بيع المكيل أو الموزون بجنسو مثبل بمثل جاز البيع وإن تفاضبل لم‬
‫يجز‬
‫وال يجوز ‪ :‬بيع الجيد بالرديء مما فيو إال مثبل بمثل فإذا عدم الوصفان الجنس والمعنى‬
‫المضموم إليو حل التفاضل والنساء وإذا وجدوا حرم التفاضل والنساء وإذا وجد أحدىما وعدم‬
‫اآلخر حل التفاضل وحرم النساء‬

‫(‪)42/1‬‬

‫وكل شيء نص رسول اهلل صلى اهلل عليو وسلم على تحريم التفاضل فيو كيبل فهو مكيل أبدا‬
‫وإن ترك الناس الكيل فيو مثل الحنطة والشعير والتمر والملح وكل ما نص على تحريم التفاضل‬
‫فيو وزنا فهو موزون أبدا مثل الذىب والفضة وما لم ينص عليو فهو محمول عادات الناس‬
‫وعقد الصرف ‪ :‬بما وقع على جنس األثمان يعتبر فيو قبض عوضيو في وما سواه مما فيو الربا‬
‫يعتبر فيو التعيين وال يعتبر فيو التقابض وال يجوز بيع الحنطة بالدقيق وال بالسويق‬
‫ويجوز ‪ :‬بيع اللحم بالحيوان عند أبي حنيفة وأبي يوسف وقال محمد ‪ :‬ال يجوز إال أن يكون‬
‫اللحم الذي في الحيوان أقل مما ىو المعقود عليو‬
‫ويجوز ‪ :‬بيع الرطب بالتمر مثبل بمثل والعنب بالزبيب وال يجوز بيع الزيتون بالزيت والسمسم‬
‫بالشيرج‬
‫حتى يكون الزيت والشيرج أكثر مما في الزيتون والسمسم فيكون الدىن بمثلو والزيادة بالثجير‬
‫ويجوز بيع اللحمان المختلفة بعضها ببعض متفاضبل وكذلك ألبان البقر والغنم وحل الدقل‬
‫بخل العنب ويجوز بيع الخبز بالحنطة والدىن متفاضبل‬
‫وال ربا بين المولى وعبده وال بين المسلم والحربي في دار الحرب‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 258‬‬


‫‪ - 8‬باب السلم‬
‫السلم‬
‫جائز في المكيبلت والموزونات والمعدودات التي ال تتفاوت كالجوز والبيض وفي المذروعات‬
‫وال يجوز السلم في الحيوان وال في أطرافو وال في الجلود عددا وال في الحطب حزما وال في‬
‫الرطبة جرزا‬
‫وال يجوز السلم حتى يكون المسلم فيو موجودا من حين العقد إلى حين المحل وال يصح‬
‫السلم إال مؤجبل وال يجوز إال بأجل معلوم وال يجوز السلم بمكيال رجل بعينو وال بذراع رجل‬
‫بعينو‬
‫وال في طعام قرية بعينها وال ثمرة نخلة بعينها‬

‫(‪)43/1‬‬

‫وال يصح السلم عند أبي حنيفة إال بسبع شرائط تذكر العقد ‪ :‬جنس معلوم ونوع معلوم وصفة‬
‫معلومة وأجل معلوم ومعرفة مقدار رأس المال إذا كان مما يتعلق العقد على قدره كالمكيل‬
‫والموزون والمعدود وتسمية المكان الذي يوافيو فيو إذا كان لو حمل ومؤنة‬
‫وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬ال يحتاج إلى تسمية رأس المال إذا كان معنيا وال إلى مكان التسليم‬
‫ويسلمو في موضع العقد‬
‫وال يصح السلم حتى يقبض رأس المال قبل أن يفارقو‬
‫وال يجوز التصرف في رأس المال وال في المسلم فيو قبل قبض وال تجوز الشركة وال التولية في‬
‫المسلم فيو قبل قبضو‬
‫ويجوز المسلم في الثياب إذا سمى طوال وعرضا ورقعة وال يجوز السلم في الجواىر وال في‬
‫الخرز وال بأس بالسلم في اللبن واآلجر إذا سمى ملبنا معلوما‬
‫وكل ما أمكن ضبط صفتو ومعرفة مقدراه جاز السلم فيو وما ال يمكن ضبط صفتو وال يعرف‬
‫مقدراه ال يجوز السلم فيو‬
‫ويجوز بيع الكلب والفهد والسباع وال يجوز بيع الخمر والخنزير وال يجوز بيع دود القز إال أن‬
‫يكون مع القز وال النحل إال مع الكوارات‬
‫وأىل الذمة في البياعات كالمسلمين إال في الخمر والخنزير خاصة فإن عقدىم على الخمر‬
‫كعقد المسلم على العصير وعقدىم على الخنزير كعقد المسلم على الشاة‬

‫‪-------------------------------------‬‬
‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 213‬‬
‫‪ - 7‬كتاب الصرف‬
‫الصرف ىو ‪ :‬البيع إذا كان كل واحد من العوضين من جنس األثمان فإن باع فضة بفضة أو‬
‫ذىبا بذىب لم يجز إال مثبل بمثل وإن اختلفا في الجودة والصياغة وال بد من قبض العوضين‬
‫قبل االفترق‬
‫وإذا باع الذىب بالفضة جاز التفاضل ووجب التقابض وإن افترقا في الصرف قبل قبض‬
‫العوضين أو أحدىما بطل العقد‬
‫وال يجوز التصرف في ثمن الصرف قبل قبضو‬
‫ويجوز بيع الذىب بالفضة مجازفة‬

‫(‪)44/1‬‬

‫ومن باع سيفا محلى بمائة درىم وحليتو خمسون درىما فدفع من ثمنو خمسين جاز البيع وكان‬
‫المقبوض حصة الفضة وإن لم يبين ذلك وكذلك إن قال ‪ :‬خذ ىذه الخمسين من ثمنهما فإن‬
‫لم يتقابضا حتى افترقا بطل العقد في الحلية والسيف إن كان ال يتخلص إال بضرر وإن كان‬
‫يتخلص بغير ضرر جاز البيع في السيف‬
‫وبطل في الحلية‬
‫ومن باع إناء فضة ثم افترقا وقد قبض بعض ثمنو بطل العقد فيما لم يقبض وصح فيما قبض‬
‫وكان اإلناء مشتركا بينهما وإن استحق بعض اإلناء كان المشتري بالخيار ‪ :‬إن شاء أخذ الباقي‬
‫بحصتو من الثمن وإن شاء رده‬
‫وإن باع قطعة نقرة فاستحق أخذ ما بقي بحصتو وال خياؤ لو ومن باع درىمين ودينارا بدينارين‬
‫ودرىم جاز البيع وجعل كل واحد من الجنسين بالجنس اآلخر‬
‫ومن باع أحد عشر درىما بعشرة دراىم ودينار جاز البيع وكانت العشرة بمثلها والدينار بدرىم‬
‫ويجوز بيع درىمين صحيحين ودرىم غلة بدرىم صحيح ودرىمين غلة‬
‫وإذا كان الغالب على الدراىم الفضة فهي فضة وإن كان الغالب على الدنانير الذىب فهي‬
‫ذىب ويعتبر فيهما من تحريم التفاضل ما يعتبر في الجياد وإن كان الغالب عليهما الغش فليسا‬
‫في حكم الدراىم والدنانير‬
‫فإذا بيعت بجنسها متفاضبل جاز وإذا اشترى بها سعلة ثم كسدت وترك الناس المعاملة بها‬
‫بطل البيع عند أبي حنيفة‬
‫وقال أبو يوسف ‪ :‬عليو قيمتها يوم البيع وقال محمد ‪ :‬عليو قيمتها آخر ما تعامل الناس بها‬
‫ويجوز البيع بالفلوس النافقة وإن لم تتعين وإن كانت كاسدة لم يجز البيع بها حتى يعينها وإذا‬
‫باع بالفلوس النافقة ثم كسدت بطل البيع عند أبي حنيفة‬
‫ومن اشترى شيئا بنصف درىم فلوسا جاز البيع وعليو ما يباع بنصف درىم من الفلوس‬

‫(‪)45/1‬‬

‫ومن أعطى الصيرفي درىما وقال ‪ :‬أعطني بنصفو فلوسا وبنصفو نصفا إال حبة فسد البيع في‬
‫الجميع عند أبي حنيفة وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬جاز البيع في الفلوس وبطل فيما بقيي ولو‬
‫قال ‪ :‬أعطني نصف درىم فلوسا ونصفا إال حبة جاز البيع وكانت الفلوس والنصف إال حبة‬
‫بدرىم‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 219‬‬


‫‪ - 8‬كتاب الرىن‬
‫الرىن ‪ :‬ينعقد باإليجاب والقبول ويتم القبض فإذا قبض المرتهن الرىن محوزا مفرغا مميزا ثم‬
‫العقد فيو وما لم يقبضو فالراىن بالخيار ‪ :‬إن شاء سلمو وإن شاء رجع عن الرىن فإذا سلمو‬
‫إليو وقبضو دخل في ضمانو‬
‫وال يصح الرىن إال بدين مضمون وىو مضمون باألقل من قيمتو ومن الدين فإذ ىلك في يد‬
‫المرتهن وقيمتو والدين سواء صار المرتهن مستوفيا لدينو حكما وإن كانت قيمة الرىن أكثر من‬
‫الدين فالفضل أمانة في يده وإن كانت أقل سقط من الدين بقدرىا ورجع المرتهن بالفضل‬
‫وال يجوز رىن المشاع وال رىن ثمرة على رؤوس النخل دون النخل وال زرع في األرض دون‬
‫األرض وال يجوز رىن األرض والنخل دونهما وال يصح الرىن باألمانات كالودائع والمضاربات‬
‫ومال الشركة‬
‫ويصح الرىن برأس مال السلم وثمن الصرف والمسلم فيو فإن ىلك في مجلس العقد ثم‬
‫الصرف والسلم المرتهن مستوفيا لدينو‬
‫وإذا اتفقا على وضع الرىن على يد عدل جاز وليس للمرتهن وال للراىن أخذه من يده فإن‬
‫ىلك في يده ىلك من ضمان المرتهن‬
‫ويجوز رىن الدراىم والدنانير والمكيل والموزون فإن رىنت بجنسها وىلكت ىلكت بمثلها من‬
‫الدين وإن اختلفا في الجودة والصناعة‬
‫ومن كان لو دين على غيره فأخذ منو مثل دينو فأنفقو ثم علم أنو كان زيوفا فبل شيء لو عند أبي‬
‫حنيفة وقال أبو يوسف و محمد ‪ :‬يزد مثل الزيوف ويرجع بالجياد ومن رىن عيدين بألف درىم‬
‫فقضى حصة أحدىما لم يكن لو أن يقضو حتى يؤدي باقي الدين‬

‫(‪)46/1‬‬

‫وإذا وكل الراىن المرتهن أو العدل أو غيرىما ببيع الرىن عند حلول الدين فالوكالة جائزة فإن‬
‫شرطت في عقد الرىن فليس للراىن عزلو عنها فإن عزلو لم ينعزل ن وإن مات الراىن لم ينعزل‬
‫وللمترتهن أن يطالب الراىن ويحبسو بو وإن كان الرىن في يده فليس عليو أن يمكنو من بيعو‬
‫حتى يقضو الدين من ثمنو فإن قضاه الدين قيل لو ‪ :‬سلم الرىن إليو‬
‫وإذا باع الراىن الرىن بغير إذن المرتهن فالبيع موقوف فإن أجازه المرتهن جاز وإن قضاه‬
‫الراىن دينو جاز البيع‬
‫وإن اعتق الراىن عبد الرىن نفذ عتقو فإن كان الدين حاال طولب بأداء الدين وإن كان مؤجبل‬
‫أخذ منو قيمة العبد فجعلت رىنا مكانو حتى يحل الدين وإن كان الراىن معسرا استسعي العبد‬
‫في قيمتو فقضى بها دينو‬
‫وكذلك إذا استهلك الراىن الرىن وإن استهلكو أجنبي فالمرتهن ىو الخصم في تضمينو ويأخذ‬
‫القيمة فتكون رىنا في يده وجناية الراىن على الرىن مضمونة وجناية المرتهن عليو تسقط من‬
‫دينو بقدرىا وجناية الرىن على الراىن وعلى المرتهن وعلى مالهما ىدر‬
‫وأجرة البيت الذي يحفظ فيو الرىن على المرتهن وأجرة الراعي ونفقة الرىن على الراىن ونماؤه‬
‫للراىن فيكون رىنا مع األصل‬
‫فإن ىلك ىلك بغير شيء وإن ىلك األصل وبقي النماء افتحو الراىن بحصتو ويقسم الدين‬
‫على قيمة الرىن يوم القبض وقيمة النماء يوم الفكاك فما أصاب األصل سقط من الدين وما‬
‫أصاب النماء افتكو الراىن بو‬
‫وتجوز الزيادة في الرىن وال تجوز في الدين عند أبي حنيفة و محمد وال يصير الرىن رىنا بهما‬
‫وقال أبو يوسف ‪ :‬تجوز الزيادة في الدين أيضا‬
‫وإذا رىن عينا واحدة عند رجلين بدين لكل واحد منهما جاز وجميعها رىن عند كل واحد‬
‫منهما والمضمون على كل واحد منهما حصة دينو منهما فإن قضى أحدىما دينو كانت كلها‬
‫رىنا في يد اآلخر حتى يستوفي دينو‬

‫(‪)47/1‬‬

‫ومن باع عبدا على أن يرىنو المشتري بالثمن شيئا بعينو فإن امتنع المشتري من تسليم الهن لم‬
‫يجبر عليو وكان البائع بالخيار ‪ :‬إن شاء رضي بترك الرىن وإن شاء فسخ البيع إال أن يدفع‬
‫المشتري الثمن حاال أو يدفع قيمة الرىن رىنا مكانو‬
‫وللمرتهن أن يحفظ الرىن بنفسو وزوجتو وولده وخادمو الذي في عيالو وإن حفظو بغير من في‬
‫عيالو أو أوده ضمن‬
‫وإذا تعدى المرتهن في الرىن ضمنو ضمان الغضب بجميع قيمتو وإذا أعار المرتهن الرىن‬
‫للراىن فقبضو خرج من ضمان المرتهن فإن ىلك في يد الراىن ىلك بغير شيء وللمرتهن أن‬
‫يسترجعو إلى يده فإذا أخذه عاد الضمان‬
‫وإذا مات الراىن باع وصيو الرىن وقضى الدين فإن لم يكن لو وصي نصب القاضي لو وصيا‬
‫وأمره ببيعو‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 228‬‬


‫‪ - 9‬كتاب الحجر‬
‫األسباب الموجبة للحجر ثبلثة ‪:‬‬
‫الصغر والرق والجنون وال يجوز تصرف الصغير إال بإذن وليو وال تصرف العبد إال بإذن سيده‬
‫وال يجوز تصرف المجنون المغلوب على عقلو بحال‬
‫ومن باع من ىؤالء شيئا‬
‫أو اشتراه وىو يعقل البيع ويقصده فالوالي بالخيار ‪ :‬إن شاء أجازه إذا كان فيو مصلحة وإن‬
‫شاء فسخو‬
‫وىذه المعاني الثبلثة توجب الحجر في األقوال دون األفعال فالصبي والمجنون ال تصح‬
‫عقودىما وال إقرارىما وال يقع طبلقهما وال عتاقهما وإن أتلفا شيئا لومهما ضمانو‬
‫وأما العبد فأقوالو نافذة في حق نفسو غير نافذة في حق مواله فإن أقر بمال لزمو بعد الحرية‬
‫ولم يلزمو في الحال وإن أقر بحد أو قصاص لزمو في الحال وينفذ طبلقو‬
‫وقال أبو حنيفة ‪ :‬ال يحجز على السفيو إذا كان بالغا عاقبل حرا وتصرفو في مالو جائز وإن كان‬
‫مبذرا مفسدا يتلف مالو فيما ال غرض لو فيو وال مصلحة إال أنو قال ‪ :‬إذا بلغ الغبلم غير رشيد‬
‫لم يسلم إليو مالو حتى يبلغ خمسا وعشرين سنة‬
‫فإن تصرف فيو قبل ذلك نفذ تصرفو فإذا بلغ خمسا وعشرين سنة سلم إليو ملو وإن لم يؤنس‬
‫منو الرشد‬

‫(‪)48/1‬‬

‫وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬يحجز على السفينو ويمنع من التصرف في مالو فإن باع لم ينفذ‬
‫بيعو فإن كان فيو مصلحة أجازه الحاكم وإن أعتق عبدا نفذ عتقو وكان على العبد أن يسعى في‬
‫قيمتو وإن تزوج امرأة جاز نكاحو فإن سمى لها مهرا جاز منو مقدار مهر مثلها وبطل الفضل‬
‫وقاال فيمن بلغ غير رشيد ‪ :‬ال يدفع أليو مالو أبدا حتى يؤنس منو الرشد وال يجوز تصرفو فيو‬
‫وتخرج الزكاة من مال السفيو‬
‫وينفق منو على أوالده وزوجتو ومن تجب نفقتو علو من ذوي أرحامو فإن أراد حجة اإلسبلم لم‬
‫يمنع منها وال يسلم القاضي النفقة إليو ويسلمها إلى ثقة من الحاج ينفقها عليو في طريق الحج‬
‫فإن مرض وأوصى بوصايا في القرب وأبواب الخير جاز ذلك في ثلث مالو‬
‫وبلوغ الغبلم االحتبلم واإلحبال واإلنزال إذا وطئ فإن لم يوجد ذلك فحتى يتم لو ثماني عشرة‬
‫سنة عند أبي حنيفة‬
‫وبلوغ الجارية بالحيض واالحتبلم والحبل فإن لم يوجد ذلك فحتى يتم لها سبع عشرة سنة‬
‫وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬إذا تم للغبلم والجارية خمس عشرة سنة فقد بلغا‬
‫وإذا راعق الغبلم والجارية وأشكل أمرىما في البلوغ وقاال ‪ :‬قد بلغنا فالقول قولهما وأحكامهما‬
‫أحكام البالغين‬
‫وقال أبو حنيفة ‪ :‬ال أحجر في الدين ‪ :‬وإذا وجبت الديون على رجل وطلب غرماؤه حبسو‬
‫والحجر عليو لم أحجر عليو وإن كان لو لم يتصرف فيو الحاكم ولكن يحبسو أبدا حتى يبيعو‬
‫في دينو فإن كا لو دراىم ودينو دراىم قضاىا القاضي بغير أمره وإن كان دينو دراىم ولو دنانير‬
‫باعها القاضي في دينو‬
‫وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬إذا طلب غرماء المفلس الحجرعليو حجر‬
‫القاضي عليو ومنعو من البيع والتصرف واإلقرار حتى ال يضر بالغرماء وباع مالو إن امتنع من‬
‫بيعو وقسمو بين غرمائو الحصص فإن أقر في حال الحجر بإقرار لزمو ذلك بعد قضاء الديون‬

‫(‪)49/1‬‬

‫وينفق على المفلس من مالو وعلى زوجتو وأوالده الصغار وذوي أرحامو وإن لم يعرف للمفلس‬
‫مال وطلب غرماؤه حبسو وىو يقول ال مال لي حبسو الحاكم في كل دين التزمو بدال عن مال‬
‫حصل يده كثمن مبيع وبدل القرض وفي كل دين بعقد كالمهر والكفالة ولم يحبسو فيما سوى‬
‫ذلك كعوض المغضوب وأرس الجنايات إال أن تقوم البينة أن لو ماال‬
‫وإذا حبسو القاضي شهرين أو ثبلثة‬
‫سأل القاضي عن حالو ‪ :‬فإن لم ينكشف لو مال خلى سبيلو وكذلك إذا أقام البينة أنو ال مال‬
‫لو وال يحول بينو وبين غرمائو بعد خروجو من الحبس ويبلزمونو وال منعونو من التصرف والسفر‬
‫ويأخذون فضل كسبو فيقسم بينهم بالحصص‬
‫وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬إذا فلسو الحاكم حال بينو وبين غرمائو إال أن يقيموا البينو أنو قد‬
‫حصل لو مال‬
‫وال يحجر على الفاسق إذا كان مصلحا لمالو والفسق األصلي والطاريء‬
‫سواء ومن أفلس وعنده متاع لرجل بعينو ابتاعو منو فصاحب المتاع أسوة الغرماء فيو‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 237‬‬


‫‪ - 15‬كتاب اإلقرار‬
‫إذا أقر الحر البالغ العاقل بحق لزمو إقراره مجهوال كان ما أقر بو أو معلوما ويقال لو ‪ :‬بين‬
‫المجهول فإن قال لفبلن على شيء لزمو أن بين مالو قيمة والقول فيو قولو مع يمينو إن ادعى‬
‫المقر لو أكثر من ذلك‬
‫وإذا قال ‪ :‬لو على مالد فالمرجع في بيانو إليو ويقبل قولو في القليل والكثير فإن قال ‪ :‬لو علي‬
‫مال عظيم لم يصدق في أقل من مائتي درىم وإن قال ‪ :‬دراىم كثيرة لم يصدق في أقل من‬
‫عشرة دراىم وإن قال ‪ :‬دراىم فهي ثبلثة إال أن يبين أكثر منها وإن قال ‪ :‬لو علي كذا كذا‬
‫درىما لم يصدق في أقل من أحد عشر درىما وإن قال ‪ :‬كذا كذا درىما لم يصدق في أقل من‬
‫أحد وعشرين درىما وإن قال ‪ :‬لو علي أو قلبي فقد أقر بدين‬
‫وإن قال ‪ :‬عندي أو ‪ :‬معي فهو إقرار بأمانة في يده وإن قال لو رجل لي عليك ألف فقال‬
‫اتزنها أو انتقدىا أو أجلني بها أو قد قضيتكها فهو إقرار‬

‫(‪)55/1‬‬

‫ومن أقر بدين مؤجل فصدقو المقر لو في الدين وكذبو في التأجيل لزمو الدين خاال ويستحلف‬
‫المقر لو في األجل‬
‫ومن أقر واستثنى متصبل بإقراره صح االستثناء ولزمو الباقي سواء استثنى األقل أو األكثر فإن‬
‫استثنى الجميع لزمو اإلقرار وبطل االستثناء‬
‫وإن قال ‪ :‬لو علي مائة درىم إال دينار أو ‪ :‬إال قفيز حنطة لزمو مائة درىم إال قيمة الدينار أو‬
‫القفيز‬
‫وإن قال ‪ :‬لو علي مائة ودرىم فالمائة كلها دراىم وإن قال ‪ :‬لو لعي مائة وثوب لزمو ثوب واحد‬
‫والمرجع في تفسير المائة إليو‬
‫ومن أقر بحق وقال إن شاء اهلل متصبل بإقراره لم يلزمو اإلقرار ومن أقر وشرط الخيار لزمو‬
‫اإلقرار وبطل الخيار ومن أقر بدار واستثنى بنارىا لنفسو فللمقر لو الدار والبناء وإن قال ‪ :‬بناء‬
‫ىذه الدار لي والعرصة لفبلن فهو كما قال‬
‫ومن أقر بتمر في قوصره‬
‫لزمو التمر والقوصرة ومن أقر بدابة في إصطبل لزمو الدابة خاصة وإن قال ‪ :‬غصبت ثوبا في‬
‫منديل لزماه جميعا وإن قال ‪ :‬لو علي ثوب في ثوب لزماه وإن قال ‪ :‬لو علي ثوب في عشرة‬
‫أثواب لم يلزمو عند أبي حنيفة وأبي يوسف إال ثوب واحد‬
‫وقال محمد ‪ :‬يلزمو أحد عشر ثوبا ومن أقر بغضب ثوب وجاء بثوب معيب قالقول قلوه مع‬
‫يمينو وكذلك لو أقر بدراىم وقال ‪ :‬ىي زيوف‬
‫وإن قال ‪ :‬لو علي خمسة في خمسة يريد الضرب والحساب لزمو خمسة واحدة وإن قال ‪:‬‬
‫أدرت خمسة مع خمسة لزمو عشرة‬
‫وإن قال ‪ :‬لو علي من درىم إلى عشرة لزمو تسعة عند أبي حنيفة فيلزمو اإلبتداء وما بعده‬
‫وتسقط الغابة وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬يلزمو العشرة كلها وإذا قال ‪ :‬لو علي ألف درىم من‬
‫ثمن عبد اشتريتو منو ولم أقبضو فإن ذكر عبدا بعينو قيل للمقر لو ‪ :‬إن شئت فسلم العبد وخذ‬
‫األلف وإال فبل شيء لك‬
‫(‪)51/1‬‬

‫وإن قال ‪ :‬لو علي ألف من ثمن عبد ولم يعينو لزمو األلف في قول أبي حنيفة ولو قال ‪ :‬لو عل‬
‫ألف من ثمن ىذا العبد لم يلزمو حتى يسلم العبد فإن سلم العبد لزمو األلف وإن لم يسلمو لم‬
‫تلزمو ولو قال ‪ :‬لو علي ألف من ثمن خمر أو خنزير لزمو‬
‫األلف ولم يقبل تفسيره ولو قال ‪ :‬لو علي ألف من ثمن متاع وىي زيوف وقال المقر لو ‪ :‬لزمو‬
‫الجياد في قول أبي حنيفة‬
‫ومن أقر لغيره بخاتم فلو الحلقة والفص وإن أقر لو بسيف فلو النصل والجفن والحمائل وإن‬
‫أقر بحجلة فلو العيدان والكسوة‬
‫وإن قال ‪ :‬لحمل فبلنة علي ألف فإن قال أوصى بو لو فبلن أو مات أبوه فورثو فئلقرار صحيح‬
‫وإن أبهم اإلقرار لم يصح عند أبي يوسف‬
‫وإذا أقر بحمل جارية أو حمل شاة لرجل صح اإلقرار ولزمو وإذا أقر الرجل في مرض موتتو‬
‫بديون وعليو ديون في صحتو وديون لزمتو في مرضو بأسباب معلومة فدين الصحة والدين‬
‫المعروف باألسباب مقدم على غيره فإذا قضيت شيء‬
‫كان فيما أقر بو في حال المرض وإن لم يكن عليو ديون في صحتو جاز إقراره وكان المقر لو‬
‫أولى من الورثة وإقرار المريض لوارثو باطل إال أن يصدقو فيو بقية الورثة‬
‫ومن أقر ألجنبي في مرضو ثم قال ىو ابني ثبت نسبو وبطل إقراره لو ولو أقر ألجنبي' ثم‬
‫تزوجها لم يبطل إقراره لها ومن طلق زوجتو في مرضو ثبلثا ثم أقر لها بدين ومات فلها األقل‬
‫من الدين ومن ميراثها منو ومن أقر بغبلم يولد مثلو لمثلو وليس لو نسب معروف أنو ابنو وصدقة‬
‫الغبلم ثبت نسبو منو وإن كان مريضا ويشارك الورثة في الميراث‬

‫(‪)52/1‬‬

‫ويجوز إقرار الرجل بالوالدين والولد والزوجة والمولى ويقبل إقرار المرأة بالوالدين والزوج‬
‫والمولى وال يقبل بالولد إال أن يصدقها الزوج أو تشهد بوالدتها قابلة ومن أقر بنسب من غير‬
‫الوالدين والولد والزوج والزوجة والمولى ‪ -‬مثل األخ والعم ‪ -‬لم يقبل إقراره في النسب فإن‬
‫كان لو وارث معروف قريب أو بعيد فهو أولى بالميراث من المقر لو وإن لم يكن لو وارث‬
‫استحق المقر لو ميراثو ومن مات أبوه فأقر بأخ لو لم يثبت نسب أخيو ويشاركو في الميراث‬
‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 247‬‬


‫‪ - 11‬كتاب اإلجار‬
‫اإلجارة ‪:‬‬
‫عقد على المنافع بعوض‬
‫وال تصح حتى تكون المنافع معلومة واألجرة معلومة وما جاز أن يكون ثمنا في البيع جاز أن‬
‫يكون أجرة في اإلجارة‬
‫والمنافع تارة تصير معلومة بالمدة كاستئجار الدور للسكنى واألرضين للزراعة فيصح العقد على‬
‫مدة معلومة أي مدة كانت وتارة تصير معلومة بالعمل والتسمية كمن استأجر رجبل على صبغ‬
‫ثوب أو خياطتو أو استأجر دابة ليحمل عليها مقدارا معلوما أو يركبها مسافة سماىا وتارة تصير‬
‫معلومة بالتعيين واإلشارة كمن استأجر رجبل لينقل لو ىذا الطعام إلى موضع معلوم‬
‫ويجوز استئجار الدور والحوانيت للسكنى وإن لم يبين ما يعمل فيها ولو أن يعمل كل شيء إال‬
‫الحداد والقصار والطحان‬
‫ويجوز استئجار األراضي للزراعة وال يصح العقد حتى يسمي ما يزرع فيها أو يقول ‪ :‬على أن‬
‫يزرع فيها ما شاء‬
‫ويجوز أن يستأجر الساحة ليبني فيها أو يغرس فيها نخبل أو شجرا فإذا انقضت مدة اإلجارة‬
‫لزمو أن يقلع البناء والغرس ويسلمها فارغة إال أن يختار صاحب األرض أن يغرم لو قيمة ذلك‬
‫مقلوعا فيملكو أو يرضى بتركو على حالو فيكون البناء لهذا واألرض لهذا‬
‫ويجوز استئجار الدواب للركوب والحمل فإن قال ‪ :‬على أن يركبها فبلن أو يلبس الثوب فبلن‬
‫فأركبها غيره أو ألبسو غيره كان ضامنا إن عطبت الدابة أو تلف الثوب‬

‫(‪)53/1‬‬

‫وكذلك كل ما يختلف باختبلف المستعمل‬


‫وأما العقار وما ال يختلف باختبلف المستعمل فبل يعتبر تقييده فإذا شرط سكنى واحد فلو أن‬
‫يسكن غيره وإن سمى نوعا أو قدرا يحملو على الدابة مثل أن يقول ‪ :‬خمسة أقفزة حنطة فلو‬
‫أن يحمل ما ىو مثل الحنطة في الضرر أو أقل كالشعير والسمسم وليس لو أن يحمل ما ىو‬
‫أضر من الحنطة كالملح والحديد‬
‫وإن استأجرىا ليحمل عليها قطناه سماه فليس لو أن يحمل مثل وزنو حديدا وإن استأجرىا‬
‫ليركبها فأردف معو رجبل فعطبت ضمن نصف قيمتها وال يعتبر بالثقل‬
‫وإن استأجرىا ليحمل عليها مقدرا من الحنطة فحمل أكثر منو فعطبت ضمن ما زاد الثقل‬
‫وإذا كبح الدابة بلجامها أو ضربها فعطبت ضمن عند أبي حنيفة‬
‫واألجراء على ضربين ‪:‬‬
‫وأجير مشترك وأجير خاص فالمشترك ‪ :‬من ال يستحق األجرة حتى يعمل كالصباغ والقصار‬
‫والمتاع أمانة في يده ‪ :‬إن ىلك لم يضمن شيئا عند أبي حنيفة وقال أبو يوسف ومحمد ‪:‬‬
‫يضمنو وما تلف بعملو كتخريق الثوب من دقة وزلق الحمال وانقطاع الحبل الذي يشد بو‬
‫المكاري الحمل وغرق السفينة من مدىا مضمون إال أنو ال يضمن بو بني آدم فمن غرق في‬
‫السفينة أو سقط من الدابة ثم يضمنو وإذا قصد الفصاد أو بزغ البزاغ ولم يتجاوز الموضع‬
‫المعتاد فبل ضمان عليو فيما عطب من ذلك‬
‫وألجير الخاص ‪ :‬الذي يستحق األجرة بتسليم نفسو في المدة وإن لم يعمل كمن استؤجر شهرا‬
‫للخدمة أو لرعي الغنم وال ضمان على األجير الخاص فما تلف في يده وال ما تلف من عملو‬
‫واإلجارة تفسدىا الشروط كما تفسد البيع ومن استأجر عبدا للخدمة فليس لو أن يسافر‬
‫بو إال أن يشترط ذلك‬
‫ومن استأجر جمبل ليحمل عليو محمبل وراكبين إلى مكة جاز ولو المحمل المعتاد وإن شاىد‬
‫الجمال المحمل فهو أجود وإن استأجر بعيرا ليحمل عليو مقدارا من الزاد فأكل منو في الطريق‬
‫جاز لو أن يرد عوض ما أكل‬

‫(‪)54/1‬‬

‫واألجرة ال تجب بالعقد وتستحق بأحد معان ثبلثة ‪ :‬إما بشرط التعجيل أو بالتعجيل من غير‬
‫شرط أو باستيفاء المعقود عليو‬
‫ومن استأجر دارا فللمؤجر أن يطالبو ألجره كل يوم إال أن يبين وقت االستحقاق بالعقد ومن‬
‫استأجر بعيرا إلى مكة فللجمال أن يطالبو بأجرة‬
‫كل مرحلة وليس للقصار والخياط أن يطالب باألجرة حتى يفرغ من العمل إال أن يشترط‬
‫التعجيل‬
‫ومن استأجر خبازا ليخبز لو في بيتو قفيز دقيق بدرىم لم يستحق األجرة حتى يخرج الخبز من‬
‫التنور ومن استأجر طباخا ليطبخ لو طعاما للوليمة فالغرف عليو ومن استأجر رجبل ليضرب لو‬
‫لبنا استحق األجرة إذا أقامو عند أبي حنيفة وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬ال يستحقها حتى يشرجو‬
‫وإذا قال للخياط ‪ :‬إن خطت ىذا الثوب فارسيا فبدرىم وإن خطتو روميا فبدرىمين جاز وأي‬
‫العلمين عمل استحق األجرة‬
‫وإن قال ‪ :‬إن خطتو اليوم فبدرىم وإن خطتو غدا فبنصف درىم فإن خاطو اليوم فلو درىم وإن‬
‫خاطو غدا فلو أجر مثلو عند أبي حنيفة وال يتجاوز بو نصف درىم‬
‫وإن قال ‪ :‬إن سكت في ىذا الدكان عطارا فبدرىم في الشهر وإن سكنتو حدادا فبدرىمين‬
‫جاز وأي األمرين فعل استحق المسمى فيو عند أبي حنيفة وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬اإلجارة‬
‫فاسدة‬
‫ومن استأجر دارا كل شهر بدرىم فالعقد صحيح في شهر واحد فاسد في بقية الشهور إال أن‬
‫يسمي جملة شهور معلومة فإن سكن ساعة من الشهر الثاني صح العقد فيو ولزمو ذلك الشهر‬
‫ولم يكن للمؤجر أن يخرجو منها إلى أن ينقضي وكذلك كل شهر يسكن في أولو‬
‫وإذا استأجر دارا سنة بعشرة دراىم جاز وإن لم يسم قسط كل شهر من األجرة‬
‫ويجوز أخذ أجرة الحمام‬
‫والحجام وال يجوز أخذ عسب التيس وال يجوز االستئجار على األذان واإلقامة والحج والغناء‬
‫والنوح‬
‫وال تجوز أجارة المشاع عند أبي حنيفة إال من الشريك‬

‫(‪)55/1‬‬

‫وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬إجازة المشاع جائزة ويجوز استئجار الظئر بأجرة معلومة ويجوز‬
‫بطعامها وكسوتها وليس للمستأجر أن يمنع زوجها من وطئها فإن حبلت كان لهم أن يفسخوا‬
‫اإلجارة إذا خافوا على الصبي من لبنها وعليها أن تصلح طعام الصبي وإن أرضعتو في المدة‬
‫بلبن شاة فبل أجر لها‬
‫وكل صانع لعملو أثر في العين كالقصار والصباغ فلو أن يحبس العين بعد الفراغ من عملو حتى‬
‫يستوفي األجرة‬
‫ومن ليس لعملو أثر فلي لو أن يحبس العين باألجرة كالحمال والمبلح‬
‫وإذا شرط على الصانع أن يعمل بنفسو فليس لو أ ن يستعمل غيره فإن أطلق لو العمل فلو أن‬
‫يستأجر من يعلمو‬
‫وإذا اختلف الخياط وصاحب الثوب فقال صاحب الثوب ‪ :‬أمرتك أن تعملو قباء وقال الخياط‬
‫‪ :‬قميصا أو قال صاحب الثوب للصباغ ‪ :‬أمرتك أن تصبغو أحمر فصبغتو أصفر فالقول قول‬
‫صاحب الثوب مع يمينو فإن حلف فالخياط ضامن‬
‫وإذا قال صاحب الثوب ‪ :‬عملتو لي بغير أجرة وقال الصانع ‪ :‬بأجرة فالقول قول صاحب‬
‫الثوب مع يمينو عند أبي حنيفة وقال‬
‫أبو يوسف ‪ :‬إن كان حريفا لو فلو األجرة وإن لم يكن حريفا لو فبل أجرة لو وقال محمد ‪ :‬إن‬
‫كان الصانع معروفا بهذه الصنعة أن يعمل باألجرة فالقول قولو أنو عملو بأجرة‬
‫والواجب في األجارة الفاسدة أجر المثل ال يتجاوز بو المسمى وإذا قبض المستأجر الدار‬
‫فعليو األجرة وإن لم يسكنها فإن غصبها غاصب من يده سقطت األجرة وإن وجد بو اعيبا يضر‬
‫بالسكنى فلو الفسخ وإذا‬
‫خربت الدار أو انقطع شرب الضيعة أو انقطع الماء عن الرحى انفسخت اإلجارة‬
‫وإذا مات أحد المتعاقدين وقد عقد اإلجارة لنفسو انفسخت اإلجارة وإن عقدىا لغيره لم‬
‫تنفسخ ويصح شرط الخيار في اإلجارة وتنفسخ اإلجارة باألعذار كمن استأجر دكانا في السوق‬
‫ليتجر فيو فذىب مالو وكمن آجر دارا أو دكانا ثم أفلس ولزمتو ديون ال يقدر على قضائها إال‬
‫من ثمن ما آجر فسخ القاضي العقد وباعها في الدين‬

‫(‪)56/1‬‬

‫وكمن استأجر دابة ليسافر عليها ثم بدا لو من السفر فهو عذر وإن بدا للمكاري من السفر‬
‫فليس ذلك بعذر‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 264‬‬


‫‪ - 12‬كتاب الشفعة‬
‫الشفعة ‪ :‬واجبة للخيلط في نفس المبيع ثم للخليط في حق المبيع كالشرب والطريق ثم للجار‬
‫وليس للشريك في الطريق والشرب والجار شفعة مع الخليط فإن سلم فالشفعة للشريك في‬
‫الطريق فإن سلم أخذىا الجار‬
‫والشفعة تجب بعقد البيع وتستقر باإلشهاد وتملك باألخذ إذا سلمها المشتري أو حكم بها‬
‫حاكم وإذا علم الشفيع بالبيع أشهد في مجلسو ذلك على المطالبة ثم ينهض منو فيشهد على‬
‫البائع إن كان المبيع في يده أو على المبتاع أو عند العقار‬
‫فإذا فعل ذلك استقرت شفعتو ولم تسقط بالتأخير عند أبي حنيفة وقال محمد ‪ :‬إن تركها شهرا‬
‫بعد اإلشهاد بطلت شفعتو‬
‫والشفعة واجبة في العقار وإن كان مما ال يقسم وال شفعة في العروض والسفن والمسلم‬
‫والذمي في الشفعة سواء‬
‫وإذا ملك العقار بعوض ىو مال وجبت فيو الشفعة وال شفعة في الدار التي يتزوج الجل عيها‬
‫أو يخالع المرأة بها أو يستأجر بها دارا أو يصالح بها عن دم عمد أو يعتق عليها عبدا أو‬
‫يصالح عنها بإنكار أو سكوت فإن صالح عنها بإقرار وجبت فيها الشفعة‬
‫وإذا تقدم الشفيع إلى القاضي فادعى الشراء وطلب الشفعة سأل القاضي المدعى عليو فإن‬
‫اعترف بملكو الذي يشفع بو وإال كلفو إقامة البينة فإن عجز عن البينة استحلف المشتري باهلل‬
‫ما تعلم أنو مالك للذي ذكره مما يشفع بو فإن نكل أو قامت بينو سألو القاضي ‪ :‬ىل ابتاع أم‬
‫ال ؟ فإن أنكر االبتياع قيل للشفيع أقم البينة فإن عجز عنها اتحلف المشتري باهلل ما اتباع أو‬
‫باهلل ما يستحق علي في ىذه الدار شفعة من الوجو الذي ذكره وتجوز المنازعة في الشفعة وإن‬
‫لم يحضر الشفيع الثمن إلى مجلس القاضي‬
‫فإذا قضى القاضي لو بالشفعة لزمو إحضار الثمن وللشفيع أن يرد الدار بخيار العيب والرؤية‬

‫(‪)57/1‬‬

‫فإن أحضر الشفيع البائع والمبيع في يده فلو أن يخاصمو في الشفعة وال يسمع القاضي البينة‬
‫حتى يحضر المشتري فيفسخ البيع بمشهد منو ويقضي بالشفعة على البائع ويجعل العهدة عليو‬
‫وإذا ترك الشفيع اإلشهاد حين علم وىو يقدر على ذلك‬
‫بطلت شفعتو وكذلك إن أشهد في المجلس ولم يشهد على أحد المتبايعين وال عند العقار وإن‬
‫صالح من شفعتو على عوض أخذه بطلت شفعتو ويرد العوض‬
‫وإذا مات الشفيع بطلت شفعتو‬
‫وإن مات المشتري لم تسقط وإن باع الشفيع ما يشفع بو قبل أن يقضى لو بالشفعة بطلت‬
‫شفعتو ووكيل البائع إذا باع وكان ىو الشفيع فبل شفعة لو وكذلك إن ضمن الدرك عن البائع‬
‫الشفيع ووكيل المشتري إذا ابتاع فلو الشفعة ومن باع بشرط الخيار فبل شفعة للشفيع فإن‬
‫أسقط الخيار وجبت الشفعة ومن اشترى بشرط الخيار وجبت الشفعة‬
‫ومن ابتاع دارا شراء فاسدا فبل شفعة فيها فإن سقط الفسخ وجبت الشفعة‬
‫وإذا اشترى ذمي دارا بخمر أو خنزير وشفيعها ذمي أخذىا بمثل الخمر وقيمة الخنزير وإن كان‬
‫شفيعها مسلما أخذىا بقمة الخمر والخنزير‬
‫وال شفعة في الهبة إال أن تكون بعوض مشروط وإذا اختلف الشفيع والمشتري في الثمن‬
‫فالقول قول المشتري فإن أقاما البينة فالبينة بينة الشفيع عند أبي حنيفة ومحمد وإذا ادعى‬
‫المشتري ثمنا أكثر وادعى البائع أقل منو ولم يقبض الثمن أخذىا الشفيع بما قال البائع وكان‬
‫ذلك حطا عن المشتري‬
‫وإن كان قبض الثمن بما قال المشتري ولم‬
‫يلتفت إلى قول البائع وإذا حط البائع عن المشتري بعض الثمن سقط ذلك عن الشفيع وإن‬
‫حط جميع الثمن لم يسقط عن الشفيع وإذا زاد المشتري البائع في الثمن لم تلزم الزيادة‬
‫الشفيع‬
‫وإذا جمع الشفعاء فالشفعة بينهم على عدد رؤوسهم وال يعتبر اختبلف األمبلك‬
‫ومن اشترى دارا بعرض أخذىا الشفيع بقيمتو وإن اشتراىا بمكيل أو موزون أخذىا بمثلو‬

‫(‪)58/1‬‬

‫وإذا باع عقارا بعقار أخذ الشفيع كل واحد منهما بقيمة اآلخر وإذا بلغ الشفيع أنها بيعت بألف‬
‫فسلم ثم علم أنها بيعت بأقل أو بحنطة أو شعير قيمتها ألف أو أكثر فتسليمو باطل ولو‬
‫الشفعة وإن بان أنها بيعت بدنانير قيمتها ألف فبل شفعة لو‬
‫وإذا قيل لو إن المشتري فبلن فسلم الشفقة ثم علم أنو غيره فلو الشفعة‬
‫ومن اشترى دارا لغيره فهو الخصم في الشفعة إال أن يسلمها إلى الموكل‬
‫وإذا باع دارا إال مقدار ذراع في طول الحد يلي الشفيع فبل شفعة لو وإن اتباع منها سهما بثمن‬
‫ثم ابتاع بقيتها فالشفعة للجار في السهم األول دون الثاني‬
‫وإذا ابتاعها بثمن ثم دفع إليو ثوبا عنو فالشفعة بالثمن دون الثوب‬
‫وال تكره الحيلة في إسقاط الشفعة عند أبي يوسف وتكره عند محمد‬
‫وإذا بنى المشتري أو غرس ثم قضي للشفيع بالشفعة فهو بالخيار ‪ :‬إن شاء أخذىا بالثمن‬
‫وقمتة البناء والغرس مقلوعا وإن شاء كلف المشتري قلعو وإذا أخذىا الشفيع فبنى أو غرس ثم‬
‫استحقت رجع بالثمن وال يرجع بقمة البناء والغرس‬
‫وإذا انهدمت الدار أو احترق بناؤىا أو جف شجر البستان بغير فعل أحد فالشفيع بالخيار ‪:‬‬
‫إن شاء أخذىا بجميع الثمن وإن شاء ترك وإن نقض المشتري البناء قيل للشفيع ‪ :‬إن شئت‬
‫فخذ العرصة بحصتها وإن شئت فدع وليس لو أن يأخذ النقض‬
‫ومن ابتاع أرضا وعلى نخلها ثمر أخذىا الشفيع بثمرىا فإن أخذىا المشتري سقط عن الشفيع‬
‫حصتو وإذا قضي للشفيع بالدار ولم يكن رآىا فلو خيار الرؤية وإن وجد بها عيبا فلو أن يردىا‬
‫بو وإن كان المشتري شرط البراءة منو‬
‫وإذا ابتاع بثمن مؤجل فالشفيع بالخيار ‪ :‬إن شاء أخذىا بثمن حال وإن شاء صبر حتى ينقضي‬
‫األجل ثم يأخذىا وإذا قسم الشركاء العقار فبل شفعة لجارىم بالقسمة وإذا اشترى دارا فسلم‬
‫الشفيع الشفعة ثم ردىا المشتري بخيار رؤية أو شرط إو عيب بقضاء قاض فبل شفعة للشفيع‬
‫وإن ردىا بغير قضاء أو تقاتبل فللشفيع الشفعة‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫(‪)59/1‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 277‬‬


‫‪ - 13‬كتاب الشركة‬
‫الشركة على ضربين ‪ :‬شركة أمبلك وشركة عقود‬
‫فشركة األمبلك ‪ :‬العين يرثها رجبلن أو يشتريانها فبل يجوز ألحدىما أن ينصرف في نصيب‬
‫اآلخر إال بإذنو وكل واحد منهما في نصيب صاحبو كاألجنبي‬
‫والضرب الثاني ‪ :‬شركة العقود‬
‫وىي على أربعة أوجو ‪ :‬مفاوضة وعنان وشركة الصنائع وشركة الوجوه‬
‫فأما شركة المفاوضة فهي ‪ :‬إن يشتري الرجبلن فيستويان في مالهما وتصرفهما ودينهما فتجوز‬
‫بين الحرين المسلمين العاقلين البالغين وال تجوز بين الحر والمملوك وال بين الصبي والبالغ وال‬
‫بين المسلم والكافر وتنعقد على الوكالة والكفالة‬
‫وما يشتريو كل واحد منهما يكون على الشركة إال طعام أىلو وكسوتهم وما يلزم كل واحد منهما‬
‫من الديون بدال عما يصح فيو االشتراك فاآلخر ضامن لو فإن ورث أحدىما ماال تصح فيو‬
‫الشركة أو وىب لو ووصل إلى يده بطلت المفاوضة وصارت الشركة عنانا‬
‫وال تنعقد الشركة إال بالدراىم والدنانير والفلوس النافقة‬
‫وال تجوز بما سوى ذلك إال أن يتعامل الناس بها كالتبر والنقرة فتصح الشركة بهما وإذا أرادا‬
‫الشركة بالعروض باع كل واحد منهما نصف مالو بنصف مال اآلخر ثم عقدا الشركة‬
‫وأما الشركة العنان ‪ :‬فتنعقد على الوكالة دون الكفالة ويصح التفاضل في المال ويصح أن‬
‫يتساويا في المال ويتفاضبل في الربح‬
‫ويجوز أن يعقدىا كل واحد منهما ببعض مالو دون بعض وال تصح إال بما بينا أن المفاوضة‬
‫تصح بو‬
‫ويجوز أن يشتركا ومن جهة أحدىما دراىم ومن جهة اآلخر دنانير وما اشتراه كل واحد منهما‬
‫للشركة طولب بثمنو دون اآلخر ثم يرجع على شريكو بحصتو منو‬
‫وإذا ىلك مال الشركة أو أحد المالين قبل أن يشتريا شيئا بطلت الشركة وإن اشترى أحدىما‬
‫بمالو وىلك مال اآلخر قبل الشراء فالمشترى بينهما على ما شرطا‬
‫ويرجع على شريكو بحصتو من ثمنو‬
‫وتجوز الشركة وإن لم يخلطا المالين وال تصح الشركة إذا شرطا ألحدىما دارىم مسماة من‬
‫الربح‬

‫(‪)65/1‬‬

‫ولكل واحد من المتفاوضين وشريكي العنان أن يبضع المال ويدفعو مضاربة ويوكل من يتصرف‬
‫فيو ويده في المال يد أمانة‬
‫وأما شركة الصنائع فالخياطان والصباغان يشتركان على أن يتقببل األعمال ويكون اكسب بينهما‬
‫فيجوز ذلك وما يتقبلو كل واحد منهما من العمل يلزمو ويلزم شريكو‬
‫فإن عمل أحدىما دون اآلخر فالكسب بينهما نصفان‬
‫وأما شركة الوجوه ‪ :‬فالرجبلن يشتركان وال مال لهما على أن يشتريا بوجوىهما ويبيعا فتصح‬
‫الشركة على ىذا وكل واحد منهما وكيل اآلخر فيما يشتريو فإن شرطا أن يكون المشتري بينهما‬
‫نصفين فالربح كذلك وال يجوز أن يتفاضبل فيو وإن شرطا أن يكون المشتري بينهما أثبلثا‬
‫فالربح كذلك‬
‫وال تجوز الشركة في االحتطاب واالحتشاش واالصطياد وما اصطاده كل واحد منهما أو‬
‫احتطبو فهو لو دون صاحبو‬
‫وإذا اشتركا وألحدىما بغل ولآلخر رواية يستقي عليها الماء والكسب بينهما لم تصح الشركة‬
‫والكسب كلو للذي استقى وعليو أجر مثل الراوية إن كان صاحب البغل وإن كان صاحب الراية‬
‫فعليو أجر مثل البغل‬
‫وكل شركة فاسدة فالربح فيها على قدر المال ويبطل شرط التفاضل‬
‫وإذا مات أحد الشريكين أو ارتد ولحق بدار الحرب بطلت الشركة‬
‫وليس لواحد من الشركين أن يؤدي زكاة مال األخر إال بإذنو‬
‫فإن أذن كل واحد منهما لصاحبو أن يؤدي زكاتو فأدى كل واحد منهما فالثاني ضامن‬
‫علم بأداء األول أو لم يعلم‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 286‬‬


‫‪ - 14‬كتاب المضاربة‬
‫المضاربة ‪ :‬عقد على الشركة بمال من أحد الشريكين وعمل من اآلخر‬
‫وال تصح المضاربة إال بالمال الذي بيننا أن الشركة تصح بو‬
‫ومن شرطها ‪ :‬أن يكون الربح بينهما مشاعا ال يستحق أحدىما منو دراىم مسماة وال بد أن‬
‫يكون المال مسلما إلى المضارب وال بد لرب المال فيو‬
‫فإذا صحت المضاربة مطلقة جاز للمضارب أن يشتري ويبيع ويسافر ويبضع ويوكل وليس لو‬
‫أن يدفع المال مضاربة إال أن يأذن لو رب المال في ذلك‬

‫(‪)61/1‬‬

‫وإن خص لو رب المال التصرف في بلد بعينو أو في سلعة بعينها لم يجز لو أن يتجاوز ذلك‬
‫وكذلك إن وقت للمضاربة مدة بعينها جاز وبطل العقد بمضيها‬
‫وليس للمضارب أن يشتري أبا رب المال وال ابنو وال من يعتق عليو فإن اشتراىم كان مشتريا‬
‫لنفسو دون المضاربة وإن كان في المال ربح فليس لو أن يشتري من يعتق علو فإن اشتراىم‬
‫ضمن مال المضاربة وإن لم يكن في المال ربح جاز أن يشتريهم فإن زادت قيمتهم عتق نصيبو‬
‫منهم ولم يضمن لرب المال شيئا ويسعى المعتق لرب المال في قيمة نصيبو منو وإذا دفع‬
‫المضارب المال مضاربة ولم يأذن لو رب المال في ذلك لم يضمن بالدفع وال بتصرف‬
‫المضارب الثاني حتى يربح فإذا ربح ضمن المضارب األول المال‬
‫وإذا دفع إليو المال مضاربة بالنصف وأذن لو أن يدفعها مضاربة فدفعها بالثلث فإن كان رب‬
‫المال قال لو على أن رزق اهلل بيننا نصفان فلرب المال نصف الربح وللمضارب الثاني ثلث‬
‫الربح ولؤلول السدس وإن قال على أن ما رزقك اهلل بيننا نصفان فللمضارب الثاني الثلث وما‬
‫بقي بين رب المال والمضارب األول نصفان فإن قال لو على أن ما رزق اهلل فلي نصفو فدفع‬
‫المال إلى آخر مضاربة بالنصف فللمضارب الثاني نصف الربح ولرب المال النصف وال شيء‬
‫للمضارب األول فإن شرط للمضارب الثاني ثلثي الربح فلرب المال نصف الربح وللمضارب‬
‫الثاني نصف الربح ويضمن األول للمضارب الثاني سدس الربح من مالو‬
‫وإذا مات رب المال أو المضارب بطلت المضاربة وإن ارتد رب المال عن اإلسبلم ولحق بدار‬
‫الحرب بطلت المضاربة‬
‫وإذا عزل رب المال المضارب ولم يعلم بعزلو حتى اشترى وباع فتصرفو جائز وإن علم بعزلو‬
‫والمال عروض فلو أن يبيعها وال يمنعو العزل من ذلك ثم ال يجوز أن يشتري بثمنها شيئا آخر‬
‫وإن عزلو ورأس المال دراىم أو دنانير قد نصت فليس لو أن يتصرف فيو‬
‫وإذا افترقا وفي المال ديون وقد ربح المضارب فيو أجبره‬

‫(‪)62/1‬‬

‫الحاكم على اقتضاء الديون وإن لم يكن لو ربح لم يلزمو االقتضاء ويقال لو ‪ :‬وكل رب المال‬
‫في االقتضاء‬
‫وما ىلك من مال المضاربة فهو من الربح دون رأس المال فإن زاد الهالك على الربح فبل‬
‫ضمان على المضارب فيو وإن كانا قد اقتسما الربح والمضاربة بحالها ثم ىلك المال أو بعضو‬
‫ترادا الربح حتى يستوفي رب المال رأس المال فإن فضل بشيء كان بينهما وإن عجز عن رأس‬
‫المال لم يضمن المضارب وإن كانا قد اقتسما الربح وفسخا المضاربة ثم عقداىا فهلك المال‬
‫لم يترادا الربح األول‬
‫ويجوز للمضارب أن يبيع بالنقد والسيئة وال يزوج عبدا وال أمة من مال المضاربة‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 293‬‬


‫‪ - 15‬كتاب الوكالة‬
‫كل عقد جاز أن يعقده اإلنسان بنفسو جاز أن يوكل بو غيره ويجوز التوكيل بالخصومة في سائر‬
‫الحقوق وبإثباتها ويجوز التوكيل باالستيفاء إال في الحدود والقصاص فإن الوكالة ال تصح‬
‫باستيفائهما مع غيبة الموكل عن المجلس‬
‫وقال أبو حنيفة ‪ :‬ال يجوز التوكيل بالخصومة إال برضا الخصم إال أن يكون الموكل مريضا أو‬
‫غائبا مسيرة ثبلثة أيام فصاعدا‬
‫وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬يجوز التوكيل بغير رضا الخصم‬
‫ومن شرط الوكالة ‪ :‬أن يكون الموكل ممن يملك التصرف وتلزمو األحكام والوكيل ممن يعقل‬
‫العقد‬
‫ويقصده‬
‫وإذا وكل الحر البالغ أو المأذون مثلهما جاز وإن وكبل صبيا محجورا يعقل البيع والشراء أو‬
‫عبدا محجورا جاز وال تتعلق بهما الحقوق وتتعلق بموكليهما‬
‫والعقود التي يعقدىا الوكبلء على ضربين ‪ :‬فكل عقد يضيفو الوكيل إلى نفسو ‪ -‬مثل البيع‬
‫واإلجارة ‪ -‬فحقوق ذلك العقد تتعلق بالوكيل دون الموكل فيسلم المبيع ويقبض الثمن ويطالب‬
‫بالثمن إذا اشترى‬
‫ويقبض المبيع ويخاصم بالعيب‬

‫(‪)63/1‬‬

‫وكل عقد يضيفو إلى موكلو ‪ -‬كالنكاح والخلع والصلح من دم العمد ‪ -‬فإن حقوقو تتعلق‬
‫بالموكل دون الوكيل فبل يطالب وكيل الزوج بالمهر وال يلزم وكيل المرأة تسليمها وإذا طالب‬
‫الموكل المشتري فلو أن يمنعو إياه فإن دفعو إليو جاز ولم يكن للوكيل أن يطالبو بو ثانيا‬
‫ومن وكل رجبل بشراء شيء فبل بد من تسمية جنسو وصفتو أو جنسو ومبلغ ثمنو إال أن يوكلو‬
‫وكالة عامة فيقول ‪ :‬ابتع لي ما رأيت‬
‫وإذا اشترى الوكيل وقبض المبيع ثم اطلع على عيب فلو أن يرده بالعيب ما دام المبيع في يد‬
‫وإن سلمو إلى الموكل لم يدره إال بإذنو‬
‫ويجوز التوكيل بعقد الصرف والسلم فإن فارق الوكيل صاحبو قبل القبض بطل العقد وال تعتبر‬
‫مفارقة الموكل وإذا دفع الوكيل بالشراء الثمن من مالو وقبض المبيع فلو أن يرجع بو على‬
‫الموكل فإن ىلك المبيع في يده قبل حبسو ىلك من مال الموكل ولم يسقط الثمن‬
‫ولو أن يحبسو حتى يستوفي الثمن فإن حبسو فهلك كان مضمونا ضمان الرىن عند أبي يوسف‬
‫وضمان المبيع عند محمد‬
‫وإذا وكل رجلين فليس ألحدىما أن يتصرف فيما وكبل فيو دون اآلخر إال أن يوكلهما بالخصومة‬
‫أو بطبلق زوجتو بغير عوض أو برد وديعة عنده أو بقضاء دين عليو‬
‫وليس للوكيل أن يوكل فيما وكل بو‬
‫إال أن يأذن لو الموكل أو يقول لو ‪ :‬اعمل برأيك فإن وكل بغير إذن موكلو فعقد وكيلو بحضرتو‬
‫جاز وإن عقد بغير حضرتو فأجازه الوكيل األول جاز وللموكل أن يغزل الوكيل عن الوكالة فإن‬
‫لم يبلغو العزل فهو على وكالتو وتصرفو جائز حتى يعلم‬
‫وتبطل الوكالة بموت الموكل وجنوبو جنوبا مطبقا ولحاقو بدرا الحرب مرتدا وإذا وكل المكاتب‬
‫ثم عجز أو المأذون فحجر عليو أو الشريكان فافترقا فهذه الوجوه تبطل الوكالة علم الوكيل أو‬
‫لم يعلم‬

‫(‪)64/1‬‬

‫وإذا مات الوكيل أو جن جنونا مطبقا بطلت وكالتو وإن لحق بدار الحرب مرتدا لم يجز لو‬
‫التصرف إال أن يعود مسلما ومن وكل آخر بشيء ثم تصرف فيما وكل بو بطلت الوكالة والوكيل‬
‫بالبيع والشراء ال يجوز أن يعقد عند أبي حنيفة مع أبيو وجده وولده ولده وزوجتو وعبده‬
‫ومكاتبو‬
‫وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬يجوز بيعو منهم بمثل القيمة‬
‫إال في عبده ومكاتبو والوكيل بالبيع يجوز بيعو بالقليل والكثير عند أبي حنيفة‬
‫وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬ال يجوز بيعو بنقصان ال يتغابن الناس في مثلو والوكيل بالشراء يجوز‬
‫عقده بمثل القيمة وزيادة يتغابن الناس في مثلها وال يجوز بما ال يتغابن الناس في مثلو والذي ال‬
‫يتغابن الناس فيو ‪ :‬ما ال يدخل تحت تقويم المقومين‬
‫وإذا ضمن الوكيل بالبيع الثمن عن المبتاع فضمانو باطل وإذا وكلو ببيع عبده فباع نصفو جاز‬
‫عند أبي حنيفة وإن وكلو بشراء عبد فاشترى نصفو فالشراء موقوف فإن اشترى باقية لزم الموكل‬
‫وإذا وكلو بشراء عشرة أرطال لحم بدرىم فاشترى عشرين رطبل بدرىم من لحم يباع مثلو عشرة‬
‫بدرىم لزم الموكل منو عشرة أرطال بنصف درىم عند أبي حنيفة وقال أبو يوسف ومحمد ‪:‬‬
‫يلزمو العشرون وإذا وكلو بشراء شيء بعينو فليس لو أن يشتريو لنفسو‬
‫وإن وكلو بشراء عبد بغير عينو فاشترى عبدا فهو للوكيل إال أن يقول ‪ :‬نويت الشراء للموكل أو‬
‫يشتريو بمال الموكل‬
‫والوكيل بالخصومة وكيل بالقبض عند أبي حنيفة و أبي يوسف و محمد والوكيل بقبض الدين‬
‫وكيل بالخصومة فيو عند أبي حنيفة‬
‫وإذا أقر الوكيل بالخصومة على موكلو عند القاضي جاز إقراره وال يجوز إقراره عليو عند غير‬
‫القاضي عند أبي حنيفة و محمد إال أنو يخرج من الخصومة‬
‫وقال أبو يوسف ‪ :‬يجوز إقراره عليو عند غير القاضي ومن ادعى أنو وكيل الغائب في قبض دينو‬
‫فصدقو الغريم أمر بتسليم الدين إليو فإن حضر الغائب فصدقو وإال دفع إليو الغريم الدين ثانيا‬
‫ورجع بو على الوكيل إن كان باقيا في يده‬

‫(‪)65/1‬‬

‫وإن قال إني وكيل بقبض الوديعة فصدقو المودع لم يؤمر بالتسليم إليو‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 356‬‬


‫‪ - 16‬كتاب الكفالة‬
‫الكفالة ضربان ‪ :‬كفالة بالنفس وكفالة بالمال‬
‫فالكفالة بالنفس جائزة والمضمون بها إحضار المكفول بو وتنعقد إذا قال تكفلت بنفس فبلن أ‬
‫وبرقبتو أو بروحو أو بجسده أو برأسو أو بنصفو أو بثلثو وكذلك إن قال ضمنتو أو ىو علي أو‬
‫إلي أو أنا زعيم بو أو قبيل‬
‫فإن شرط في الكفالة تسليم المكفول بو في وقت بعينو لزمو إحضاره إذا طالبو بو في ذلك‬
‫الوقت فإن أحضره وإال حبسو الحاكم حتى يحضره وإذا أحضره وسلمو في مكان يقدر‬
‫المكفول لو على محاكمتو برئ الكفيل من الكفالة وإذا تكفل بو على أن يسلمو في مجلس‬
‫القاضي فسلمو في السوق برئ وإن سلمو في برية لم يبرأ‬
‫وإن مات المكفول بو برئ الكفيل بالنفس من الكفالة فإن تكفل بنفسو على أنو إن لم يواف بو‬
‫في وقت كذا فهو ضامن لما عليو وىو ألف ولم يحضره في ذلك الوقت لزمو ضمان المال ولم‬
‫يبرأ من الكفالة بالنفس‬
‫وال يجوز الكفالة بالنفس في الحدود والقصاص عند أبي حنيفة وقاال ‪ :‬يجوز‬
‫وأما الكفالة بالمال فجائزة معلوما كان المال المكفول بو أو مجهوال إذا كان دينا صحيحا‬
‫مثل أن يقول ‪ :‬تكلفت عنو بألف أو بما لك عليو أو بما يدركك في ىذا البيع والمكفول بو‬
‫بالخيار ‪ :‬إن شاء طالب الذي عليو األصل وإن شاء طالب كفيلو‬
‫ويجوز تعليق الكفالة بالشرط مثل أن يقول ‪ :‬ما بايعت فبلنا فعلي أو ما ذاب لك عليو فعلي أو‬
‫ما غصبك فعلي وإذا قال ‪ :‬تكفلت بما لك عليو فقامت البينة بألف عليو ضمنو الكفيل فإن لم‬
‫تقم البينة فالقول قول الكفيل مع يمينو في مقدار ما يعترف بو‬
‫فإن اعترف المكفول عنو بأكثر من ذلك لم يصدق على كفيلو‬

‫(‪)66/1‬‬

‫وتجوز الكفالة بأمر المكفول عنو وبغير أمره فإن كفل بأمره رجع بما يؤدي عليو وإن كفل بغير‬
‫أمره لم يرجع بما يؤديو وليس للكفيل أن يطالب المكفول عنو بالمال قبل أن يؤدي عنو فإن‬
‫لوزم بالمال كان لو أن يبلزم المكفول عنو حتى يخلصو وإذا أبرأ الطالب المكفول عنو أو‬
‫استوفى منو برئ الكفيل وإن أبرأ الكفيل لم يبرإ المكفول عنو‬
‫وال يجوز تعليق البراءة من الكفالة بشرط‬
‫وكل حق ال يمكن استيفاؤه من الكفيل ال تصح الكفالة بو كالحدود والقصاص وإذا تكفل عن‬
‫المشتري بالثمن جاز وإن تكفل عن البائع بالمبيع لم يصح ومن استأجر دابة للحمل فإن كانت‬
‫بعينها لم تصح الكفالة بالحمل وإن كانت بغير عينها جازت الكفالة‬
‫وال تصح الكفالة إال بقبول المكفول لو في مجلس العقد إال في مسألة واحدة وىي أن يقول‬
‫المريض لوارثو ‪ :‬تكفل عني بما علي من الدين فتكفل بو مع غيبة الغرماء‬
‫وإذا كان الدين على اثنين وكل واحد منهما كفيل ضامن عن اآلخر فما أدرى أحدىما لم يرجع‬
‫بو على شريكو حتى يزيد ما يؤديو على النصف فيرجع بالزيادة‬
‫وإذا كفل اثنان عن رجل بألف على أن كل واحد منهما كفيل عن صاحبو فما أداره أحدىما‬
‫يرجع بنصفو على شريكو قليبل كان أو كثيرا وال تجوز الكفالة بمال الكتابة حر تكفل بو أو عبد‬
‫وإذا مات الرجل وعليو ديون ولم يترك شيئا فتكفل رجل عنو للغرماء لم تصح الكفالة عند أبي‬
‫حنيفة وقاال ‪ :‬تصح‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 31‬‬


‫كتاب الحوالة‬
‫الحوالة ‪ :‬جائزة بالديون وتصح برضا المحيل والمحتال لو والمحال عليو وإذا تمت الحوالة‬
‫برىء المحيل من الدين ولم يرجع المحتال على المحيل إالأن يتوى حقو والتوى عند أبي‬
‫حنيفة أحد أمرين ‪ :‬إما أن يجحد الحوالة ويحلف وال بينة عليو أو يموت مفلسا وقال أبو‬
‫يوسف و محمد ىاذان ووجو ثالث وىو أن يحكم الحاكم بإفبلسو في حال حياتو‬

‫(‪)67/1‬‬

‫وإذا طالب المحال عليو المحيل بمثل مال الحوالو فقال المحيل ‪ :‬أحلت بدين لي عليك لم‬
‫يقبل قولو وكان عليو مثل الدين وإن طالب المحيل المحتال بما أحالو بو فقال ‪ :‬إنما أحلتك‬
‫لتقبضو لي وقال المحتال ‪ :‬بل أحلتني بدين‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 316‬‬


‫‪ - 18‬كتاب الصلح‬
‫الصلح ‪ :‬على ثبلثة أضرب ‪ :‬صلح مع إقرار وصلح مع سكوت وىو أن ال يقر المدعى عليو‬
‫وال ينكره وصلح مع إنكار وكل ذلك جائز‬
‫فإن وقع الصلح عن إقرار اعتبر فيو ما يعتبر في البياعات إن وقع عن مال بمال وإن وقع عن‬
‫مال بمنافع فيعتبر باإلجارات‬
‫والصلح عن السكوت واإلنكار في حق المدعى عليو الفتداء اليمين وقطع الخصومة وفي حق‬
‫المدعي بمعنى المعاوضة‬
‫وإذا صالح عن دار لم تجب فيو شفعة وإذا صالح على دار وجبت فيها الشفعة‬
‫وإذا كان الصلح عن إقرار فاستحق بعض المصالح عنو رجع المدعى عليو بحصة ذلك من‬
‫العوض‬
‫وإن وقع الصلح عن سكوت أو إنكار فاستحق المتنازع فيو رجع المدعي بالخصومة ورد‬
‫العوض وإن استحق بعض ذلك رد حصتو ورجع بالخصومة فيو وإن ادعى حقا في دار لم يبينو‬
‫فصولح من ذلك على شيء ثم استحق بعض الدار لم يرد شيئا من العوض ألن دعواه يجوز أن‬
‫تكون فيما بقي‬
‫والصلح جائز من دعوى األموال والمنافع وجنابة العمد والخطإ وال يجوز من دعوى حد‬
‫وإذا ادعى رجل على امرأة نكاحا وىي تجحد فصالحتو على مال بذلتو حتى يترك الدعوى جاز‬
‫وكان في معنى الخلع وإن ادعت امرأة نكاحا على رجل فصالحها على مال بذلو لها لم تجز‬
‫وإن ادعى على رجل أنو عبده فصالحتو على مال أعطاه جاز وكان في حق المدعي في معنى‬
‫العتق على مال وكل شيء وقع عليو الصلح وىو مستحق بعقد المداينة لم يحمل على‬
‫المعاوضة لم يحمل على المعاوضة وإنما يحمل على أنو استوفى بعض حقو وأسقط باقية‬

‫(‪)68/1‬‬

‫كمن لو على رجل ألف دالىم جياد فصالحو على خمسمائة زيوف جاز وصار كأنو أبرأه عن‬
‫بعض حقو وأخذ باقيو ولو صالحو على ألف مؤجل جاز وصار كأنو أجل نفس الحق‬
‫ولو صالحو على دنانير إلى شهر لم يجز ولو كان لو ألف مؤجلة فصالحو على خمسمائة حالة‬
‫لم يجز ولو كان لو ألف سود فصالحو على خمسمائة بيض لم يجز‬
‫ومن وكل رجبل بالصلح عنو فصالحو لم يلزم الوكيل ما صالح عليو إال أن يضمنو والمال الزم‬
‫للموكل‬
‫فإن صالح عنو على شيء بغير أمره فهو على أربعة أوجو ‪ :‬إن صالح بمال وضمنو تم الصلح‬
‫وكذلك لو قال ‪ :‬صالحتك على ألفي ىذه تم الصلح ولزمو تسليمها وكذلك لو قال ‪:‬‬
‫صالحتك على ألف وسلمها وإن قال ‪ :‬صالحتك على ألف ولم يسلمها فالعقد موقوف ‪ :‬فإن‬
‫أجازه المدعى عليو جاز ولزمو األلف وإن لم يجزه بطل‬
‫وإذا كان الدين بين شريكين فصالح أحدىما من نصيبو على ثوب فشريكو بالخيار ‪ :‬إن شاء‬
‫اتبع عليو الدين بنصفو وإن شاء أخذ نصف الثوب إال أن يضمن لو شريكو ربع الدين ولو‬
‫استوفى نصف نصيبو من الدين كان لشريكو أن يشركو فيما قبض‬
‫ثم يرجعان على الغريم بالباقي ولو اشترى أحدىما نصيبو من الدين سلعة كان لشريكو أن‬
‫يضمنو ربع الدين‬
‫وإذا كان السلم بين شريكين فصالح أحدىما من نصيبو على رأس المال لم يجز عند أبي حنيفة‬
‫و محمد وقال أبو يوسف ‪ :‬يجوز الصلح‬
‫وإذا كانت التركة بين ورثة فأخرجوا أحدىم منها بمال أعطوه إياه والتركة عقار أو عروض جاز‬
‫قليبل كان ما أعطوه أو كثيرا‬
‫وإن كانت التركة فضة فأعطوه ذىبا أو كانت ذىبا فأعطوه فضة فهو كذلك‬
‫وإن كانت التركة ذىبا وفضة وغير ذلك فصالحوه على فضة أو ذىب فبل بد أن يكون ما‬
‫أعطوه أكثر من نصيبو من ذلك الجنس حتى يكون نصيبو بمثلو والزيادة بحقو من بقية الميراث‬
‫وإن كان في التركة دين على الناس فأدخلوه في الصلح على أن يخرجوا المصالح عنو ويكون‬
‫الدين لهم فالصلح باطل فإن شرطوا أن يبرئ الغرماء منو وال يرجع عليهم بنصيب المصالح‬
‫فالصلح جائز‬

‫(‪)69/1‬‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 324‬‬


‫‪ - 19‬كتاب الهبة‬
‫الهبة ‪ :‬تصح باإليجاب والقبول وتتم القبض فإذا قبض الموىوب لو في المجلس بغير أمر‬
‫الواىب جاز‬
‫وإن قبض بعد االفتراق لم تصح إال أن يأذن لو الواىب في القبض‬
‫وتنعقد الهبة بقولو ‪ :‬وىبت ونحلت وأعطيت وأطعمتك ىذا الطعام وجعلت ىذا الثوب لك‬
‫وأعمرتك ىذا الشيء وحملتك على ىذه الدابة إذا نوى بالحمبلن الهبة‬
‫وال تجوز الهبة فيما يقسم إال محوزة مقسومة‬
‫وىبة المشاع فيما ال يقسم جائزة‬
‫ومن وىب شقصا مشاعا فالهبة فاسدة‬
‫فإن قسمو وسلمو جاز‬
‫ولو وىب دقيقا في حنطة أو دىنا في سمسم فالهبة فاسدة فأن طحن وسلم لم يجز‬
‫وإذا كانت العين في يد الموىوب ملكها بالهبة وإن لم يجددفيها قبضا وإذا وىب األب البنو‬
‫الصغير ىبة ملكها االبن بالعقد فإن وىب لو أجنبي ىبة تمت بقبض األب‬
‫وإذا وىب لليتيم ىبة فقبضها لو وليو جاز فأن كان في حجر أمو فقبضها لو جائز وكذلك إن‬
‫كان في حجر أجنبي يربيو فقبضو لو جائز‬
‫وإن قبض الصبي الهبة بنفسو لو جاز‬
‫وإن وىب اثنان من واحد دارا جاز وإن وىب واحد من اثنين دارا لم يصح عند أبي حنيفة‬
‫وقال أبو يوسف و محمد ‪ :‬يصح‬
‫وإذا وىب ىبة ألجنبي فلو الرجوع فيها‬
‫إال أن يعوضو عنها أو تزيد زيادة متصلة أو يموت أحد المتعاقدين أو تخرج الهبة من ملك‬
‫الموىوب لو‬
‫وإن وىب ىبة لذي رحم محرم منو فبل رجوع فيها‬
‫وكذلك ما وىب أحد الزوجين آلخر‬
‫وإذا قال الموىوب لو للواىب ‪ :‬خذ ىذا عوضا عن ىبتك أو بدال عنها أو في مقابلتها فقبضو‬
‫الواىب سقط الرجوع وإن عوضو أجنبي عن الموىوب لو متبرعا فقبض الواىب العوض سقط‬
‫الرجوع‬
‫وإذا استحق نصف الهبة رجع بنصف العوض وإن استحق نصف العوض لم يرجع في الهبة إال‬
‫أن يرد ما بقي من العوض ثم يرجع‬
‫وال يصح الرجوع إال بتراضيهما أو بحكم الحاكم‬
‫وإذا تلفت العين الموىوبة فاستحقها مستحق فضمن‬
‫الموىوب لو لم يرجع على الواىب بشي‬

‫(‪)75/1‬‬

‫وإذا وىب بشرط العوض اعتبر التقابض في العوضين وإذا تقابضا صح العقد وصار في حكم‬
‫البيع ‪ :‬يرد بالعيب وخيار الرؤية وتجيب فيو الشفعة‬
‫والعمرى جائزة للمعمر في حال حياتو ولورثتو من بعده‬
‫والرقبى باطلة عند أبي حنيفة ومحمد وقال أبو يوسف ‪ :‬جائزة‬
‫ومن وىب جارية إال حملها صحت الهبة وبطل االستثناء‬
‫والصدقة كالهبة ‪ :‬ال تصح إال بالقبض وال تجوز في مشاع يحتمل القسمة وإذا تصدق على‬
‫فقيرين بشي جاز وال يجوز الرجوع في الصدقة بعد القبض‬
‫ومن نذر أن يتصدق بمالو لزمو أن يتصدق بجنس ما تجب فيو الزكاة ومن نذر أن يتصدق‬
‫بجنس ما تجب في الزكاة ومن نذر أن يتصدق بملكو لزمو أن يتصدق بالجميع ويقال لو ‪:‬‬
‫أمسك منو مقدار ما تنفقو على نفسك وعيالك إلى أن تكسب ماال فإذا اكتسبت ماال تصدق‬
‫بمثل ما أمسكت‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 332‬‬


‫‪ - 25‬كتاب الوقف‬
‫ال يزول ملك الواقف عن الوقف عند أبي حنيفة إال أن يحكم بو الحاكم أو يعلقو بموتو فيقول‬
‫‪ :‬إذا مت فقد وقفت داري على كذا وقال أبو يوسف ‪ :‬يزول الملك بمجرد القول‬
‫وقال محمد ‪ :‬ال يزول الملك حتى يجعل للوقف وليا ويسلمو إليو‬
‫وإذا صح الوقف ‪ -‬على اختبلفهم ‪ -‬خرج عن ملك الواقف ولم يدخل في ملك الموقوف‬
‫عليو‬
‫ووقف المشاع جائز عند أبي يوسف وقال محمد ‪ :‬ال يجوز‬
‫وال يتم الوقف عند أبي حنيفة ومحمد حتى يجعل آخره لجهة ال تنقطع أبدا وقال أبو يوسف ‪:‬‬
‫إذا سمو فيو جهة تنقطع جاز وصار بعدىا للفقراء وإن لم يسمهم‬
‫ويصح وقف العقار وال يجوز وقف ما ينقل ويحول وقال أبو يوسف ‪ :‬إذا وقف ضيعة ببقرىا‬
‫وىم عبيده جاز‬
‫وقال محمد ‪ :‬يجوز حبس الكراع والسبلح‬
‫وإذا صاح الوقف لم يجز بيعو وال تمليكو إال أن يكون مشاعا عند أبي يوسف فيطلب الشريك‬
‫القسمة فتصح مقاسمتو‬
‫والواجب ‪ :‬أن يبدأ من ريع الوقف بعمارتو شرط الواقف ذلك أو لم يشرط‬
‫وإن وقف دارا على سكنى ولده فالعمارة على من لو السكنى‬

‫(‪)71/1‬‬

‫فإن امتنع من ذلك أو كان فقيرا أجرىا الحاكم‬


‫وعمرىا بأجرتها فإذا عمرت رجها إلى من لو السكنى‬
‫وما انهدم من بناء الوقف وآلتو صرفو الحاكم في عمارة الوقف إن احتاج إليو وإن استغنى عنو‬
‫أمسكو حتى يحتاج إلى عمارتو فيصرفو فيها وال يجوز أن يقسمو بين مستحقي الوقف‬
‫وإذا جعل الوقف غلة الوقف لنفسو أو جعل الوالية إليو جاز عند أبي يوسف‬
‫وإذا بنى مسجدا لم يزل ملكو عنو حتى يفرزه عن ملكو بطريقو ويأذن للناس بالصبلة فيو فإذا‬
‫صلى فيو واحد زال ملكو عنو عند أبي حنيفة ومحمد وقال أبو يوسف ‪ :‬يزول ملكو عنو بقولو ‪:‬‬
‫جعلتو مسجدا‬
‫ومن بنى سقاية للمسلمين أو خانا يسكنو بنو السبيل أو رباطا أو جعل أرضو مقبرة لم يزل‬
‫ملكو عن ذلك عند أبي حنيفة حتى يحكم بو حاكم‬
‫وقال أبو يوسف ‪ :‬يزول ملكو بالقول وقال محمد ‪ :‬إذا استقى الناس من السقاية وسكنوا‬
‫ألخان والرباط ودفنوا في المقبرة زال الملك‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 339‬‬


‫‪ - 21‬كتاب الغصب‬
‫ومن غصب شيئا مما لو مثل فهلك في يده فعليو ضمان مثلو وإن كان مما ال مثل لو فعليو‬
‫قيمتو يوم الغصب و‬
‫على الغاصب رد العين المغصوبة فإن ادعى ىبلكها حبسو الحاكم حتى يعلم أنها لو كانت‬
‫باقية ألظهرىا ثم قضى عليو ببدلها‬
‫والغصب فيما ينقل ويحول وإذا غصب عقارا فهلك في يده لم يضمنو عند أبي حنيفة و أبي‬
‫يوسف وقال محمد ‪ :‬يضمنو كهدمو وما نقص منو بفعلو وسكناه ضمنو في قولهم جميعا‬
‫وإذا ىلك المغصوب في يد الغاصب بفعلو أو بغير فعلو فعليو ضمانو‬
‫وإن نقص في يده فعليو ضمان النقصان‬
‫ومن ذبح شاة غيره فمالكها بالخيار ‪ :‬إن شاء ضمنو قيمتها وسلمها إليو وإن شاء ضمنو‬
‫نقصانها ومن خرق ثوب غيره خرقا يسيرا ضمن نقصانو وإن خرقو خرقا كثيرا يبطل عامة منفعتو‬
‫فلمالكو أن يضمنو جميع قيمتو‬
‫وإذا تغيرت العين المغصوبة بفعل الغاصب‬

‫(‪)72/1‬‬

‫حتى زال اسمها وأعظم منافعها زال ملك المغصوب منو عنها وملكها الغاصب وضمنها ولم‬
‫يحل لو االنتفاع بها حتى يؤدي بدلها وىذا كمن غصب شاة فذبحها وشواىا أو طبخها أو‬
‫غصب حنطة فطحنها أو حديدا فاتخذه سيفا أو صفرا فعلمو آنية‬
‫وإن غصب فضة أو ذىبا فضربها دنانير أو دراىم أو آنية لم يزل ملك مالكها عنها عند أبي‬
‫حنيفة ومن غصب ساجة فبنى عليها زال ملك مالكها عنها ولزم الغاصب قيمتها‬
‫ومن غصب أرضا فغرس فيها أو بنى قيل لو ‪ :‬اقلع الغرس والبناء وردىا فارغة فإن كانت األرض‬
‫تنقص بقلع ذلك فللمالك أن يضمن لو قيمة البناء والغرس مقلوعا فيكون لو‬
‫ومن غصب ثوبا فصبغو أحمر أو سويقا فلتو بسمن فصاحبو بالخيار ‪ :‬إن شاء ضمنو قيمة ثوبو‬
‫أبيض ومثل السويق وسلمها للغاصب وإن شاء أخذىما وضمن ما زاد الصبغ والسمن فيهما‬
‫ومن غصب عينا فغيبها فضمنو المالك قيمتها ملكها الغاصب والقول في القيمة قول الغاصب‬
‫مع يمينو إال أن يقيم المالك البينة بأكثر من ذلك فإن ظهرت العين وقيمتها أكثر مما ضمن‬
‫وقد ضمنها بقول المالك أو ببينة أقامها أو بنكول الغاصب عن اليمين فبل خيار للمالك وإن‬
‫كان ضمنها بقول الغاصب مع يمينو فالمالك بالخيار ‪ :‬إن شاء أمضى الضمان وإن شاء أخذ‬
‫العين ورد العوض‬
‫وولد المغصوبة ونماؤىا وثمرة البستان المغصوب أمانة في يد الغاصب فإن ىلك فبل ضمان‬
‫عليو إال أن يتعدى فيها أو يطلبها مالكها فيمنعها إياه‬
‫وما نقصت الجارية بالوالدة في ضمان الغاصب فإن كان في قيمة الولد وفاء بو خير النقصان‬
‫بالولد وسقط ضمانو عن الغاصب وال يضمن الغاصب منافع ما غصبو إال أن بنقص باستعمالو‬
‫فيغرم النقصان‬
‫وإذا استهلك المسلم خمر الذمي أو خنزيره ضمن قيمتهما وإن استهلكهما المسلم على‬
‫المسلم لم يضمن‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 346‬‬


‫‪ - 22‬كتاب الوديعة‬

‫(‪)73/1‬‬

‫الوديعة ‪ :‬أمانة في يد المودع إذا ىلكت لم يضمنها وللمودع أن يحفظها بنفسو وبمن في عيالو‬
‫فإن حفظها بغيرىم أو أودعها ضمن‬
‫إال أن يقع في داره حريق فيسلمها إلى جاره أو يكون في سفينة يخاف الغرق فلقيها إلى سفينة‬
‫أخرى‬
‫وإن خلطها المودع بمالو حتى ال تتميز ضمنها فإن طلبها صاحبها فحبسها عنو وىو يقدر على‬
‫تسليمها ضمنها‬
‫وإن اختلطت بمالو من غيره فعلو فهو شريك لصاحبها وإن أنفق المودع بعضها ثم رد مثلو‬
‫فخلطو بالباقي ضمن الجميع‬
‫وإذا تعدى المودع في الوديعة ‪ -‬بأن كانت دابة فركبها أو ثوبا فلبسو أو عبدا فاستخدمو أو‬
‫أودعها عند غيره ‪ -‬ثم أزال التعدي وردىا إلى يده زال الضمان فإن طلبها صاحبها فجحدىا‬
‫إياه فهلكت ضمنها فإن عاد إلى االعتراف لم يبرأ من الضمان‬
‫وللمودع أن يسافر بالوديعة وإن كان لها حمل ومؤنة‬
‫وإذا أودع رجبلن عند رجل وديعة ثم حضر أحدىما فطلب نصيبو منها لم يدفع إليو شيئا حتى‬
‫يحضر اآلخر عند أبي حنيفة وقال أبو يوسف و محمد ‪ :‬يدفع إليو نصيبو‬
‫وإن أودع رجل عند رجلين شيئا مما يقسم لم يجز أن يدفعو أحدىما إلى اآلخر ولكنهما‬
‫يقتسمانو فيحفظ كل واحد منهما نصفو وإن كان مما ال يقسم جاز أن يحفظو أحدىما بإذن‬
‫اآلخر‬
‫وإذا قال صاحب الوديعة للمودع ‪ :‬ال تسلمها إلى زوجتك فسلمها إليها لم يضمن‬
‫وإن قال لو ‪ :‬احفظها في ىذا البيت فحفظها في بيت آخر من الدار لم يضمن وإن حفظها في‬
‫دار أخرى ضمن‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 355‬‬


‫‪ - 23‬كتاب العارية‬
‫العارية ‪ :‬جائزة وىي ‪ :‬تمليك المنافع بغير عوض وتصح بقولو ‪ :‬أعرتك وأطعمتك ىذه األرض‬
‫ومنحتك ىذا الثوب وحملتك على ىذه الدابة إذا لم يرد بو الهبة وأخدمتك ىذا العبد‬
‫وداري لك سكنى وداري لك عمرى سكنى‬
‫وللمعير أن يرجع في العارية متى شاء‬
‫والعارية أمانة ‪ :‬إن ىلكت من غير تعد لم يضمن شيئا‬

‫(‪)74/1‬‬

‫وليس للمستعير أن يؤاجر ما استعاره وال أن يرىنو ولو أن يعيره إذا كان مما ال يختلف باختبلف‬
‫المستعمل‬
‫وعارية الدراىم والدنانير والمكيل والموزون قرض‬
‫وإذا استعار أرضا ليبني فيها أو يغرس نخبل جاز وللمعير أن يرجع فيها ويكلفو قلع البناء‬
‫والغرس فإن لم يكن وقت العارية فبل ضمان عليو وإن كان وقت العارية فرجع قبل الوقت ضمن‬
‫المعير ما نقض البناء والغرس بالقلع‬
‫وأجرة رد العارية على المستعمر وأجرة رد العين المستأجرة على المؤجر وأجرة المغصوبة على‬
‫الغاصب‬
‫وإذا استعار دابة فردىا إلى دار مالكها ولم يسلمها إليو ضمن وإن رد الوديعة إلى درا المالك‬
‫ولم يسلمها إليو ضمن‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 354‬‬


‫كتاب اللقيط‬
‫اللقيط ‪ :‬حر مسلم ونفقتو من بيت المال‬
‫فإن التقطو رجل لم يكن لغيره أن يأخذه من يده فإن ادعى مدع أنو ابنو فالقول قولو وإن ادعاه‬
‫اثنان ووصف أحدىما عبلمة في جسده فهو أولى بو‬
‫وإذا وجد في مصر من أمصار المسلمين أو في قرية من قراىم فادعى ذمي أنو ابنو ثبث نسبو‬
‫منو وكان مسلما وإن وجد في قرية من قرى أىل الذمة أو في بيعة أو كنيسة كان ذميا‬
‫ومن ادعى أن اللقيط عبده لم يقبل منو فإن ادعى عبد أنو ابنو ثبت نسبو منو وكان حرا‬
‫وإن وجد مع اللقيط مال مشدود عليو فهو لو وال يجوز تزويج الملتقط وال تصرفو في مال‬
‫اللقيط‬
‫ويجوز أن يقبض لو الهبة ويسلمو في صناعة ويؤاجره‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 357‬‬


‫‪ - 25‬كتاب اللقطة‬
‫اللقطة ‪ :‬أمانة إذا أشهد الملتقط أنو يأخذىا ليحفظها ويردىا على صاحبها فإن كانت أقل من‬
‫عشرة دراىم عرفها أياما وإن كانت عشرة فصاعدا عرفها حوال‬
‫فإن جاء صاحبها وإال تصدق بها فإن جاء صاحبها فهو بالخيار ‪ :‬إن شاء أمضى الصدقة وإن‬
‫شاء ضمن الملتقط‬
‫ويجوز االلتقاط في الشاة والبقرة والبعير‬
‫(‪)75/1‬‬

‫فإن أنفق الملتقط عليها بغير إذن الحاكم فهو متبرع وإن أنفق بأمره كان ذلك دينا على مالكها‬
‫وإذا رفع ذلك إلى الحاكم نظر فيو فإن كان للبهيمة منفعة أجرىا وأنفق عليها من أجرتها وإن‬
‫لم يكن لها منفعة وخاف أن تستغرق النفقة قيمتها باعها وأمره بحفظ ثمنها وإن كان األصلح‬
‫اإلنفاق عليها أذن لو في ذلك وجعل النفقة دينا على مالكها‬
‫فإذا حضر مالكها فللملتقط أن يمنعو منها حتى يأخذ النفقة‬
‫ولقطو الحل والحرم سواء‬
‫وإذا حضر الرجل فادعى أن اللقطة لو لم تدفع إليو حتى يقم البينة فإن أعطى عبلمتها حل‬
‫للملتقط أن يدفعها إليو وال يجبر على ذلك في القضاء‬
‫وال يتصدق باللقطة على غني وإن كان الملتقط غنيا لم يجز لو أن ينتفع بها وإن كان فقيرا فبل‬
‫بأس أن ينتفع بها ويجوز أن يتصدق بها إذا كان غنيا على أبيو وابنو وزوجتو إذا كانوا فقراء واهلل‬
‫أعلم‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 361‬‬


‫‪ - 26‬كتاب الخنثى‬
‫إذا كان للمولود فرج وذكر فهو خنثى فإن كان يبول من الذكر فهو غبلم وإن كان يبول من‬
‫الفرج فهو أنثى وإن كان يبول منهما والبول يسبق من أحدىما نسب إلى األسبق فإن كانا في‬
‫السبق سواء فبل عبرة بالكثرة عند أبي حنيفة وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬ينسب إلى أكثرىماز‬
‫وإذا بلغ الخنثى وخرجت لو لحية أو وصل إلى النساء فهو رجل وإن ظهر لو ثدي كثدي المرأة‬
‫أو نزل لو لبن في ثديو أو حاض أو حبل أو أمكن الوصول إليو من الفرج فهو امرأة فإن لم‬
‫تظهر إحدى ىذه العبلمات فهو خنثى مشكل‬
‫وإذا وقف خلف اإلمام قام بين صف الرجال والنساء وتبتاع لو أمة تختنو إن كان لو مال فإن لم‬
‫يكن لو مال ابتاع لو اإلمام من بيت المال فإذا ختنتو باعها ورد ثمنها إلى بيت المال‬
‫وإذا مات أبوه وخلف ابنا وخنثى فالمال بينهما عند أبي حنيفة على ثبلثة أسهم ‪ :‬لبلبن سهمان‬
‫وللخنثى سهم وىو أنثى عنده في الميراث إال أن يثبت غير ذلك فيتبع‬
‫(‪)76/1‬‬

‫وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬للخنثى نصف ميراث الذكر ونصف ميراث األنثى وىو قول الشعبي‬
‫واختلفا في قياس قولو قال أبو يوسف ‪ :‬المال بينهما على سبعة أسهم ‪ :‬لبلبن أربعة وللخنثى‬
‫ثبلثة وقال محمد ‪ :‬المال بينهما على اثني عشر منهما ‪ :‬لبلبن سبعة وللخنثى خمسة‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 364‬‬


‫‪ - 27‬كتاب المفقود‬
‫إذا غاب الرجل ولم يعرف لو موضع وال يعلم أحي ىو أم ميت نصب القاضي من يحفظ مالو‬
‫ويقوم عليو ويستوفي حقوقو وينفق على زوجتو وأوالده من مالو‬
‫وال يفرق بينو وبين امرأتو‬
‫فإذا تم لو مائة وعشرون سنة من يوم ولد حكمنا بموتو واعتدت امرأتو وقسم مالو بين ورثتو‬
‫الموجودين في ذلك الوقت ومن مات منهم قبل ذلك لم يرث منو وال يرث المفقود من أحد‬
‫مات في حال فقده‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 368‬‬


‫‪ - 28‬كتاب اإلباق‬
‫إذا أبق مملوك فرده رجل على مواله من مسيرة ثبلثة أيام فصاعدا فلو عليو الجعل أربعون‬
‫درىما وإن رده ألقل من ذلك فبحسابو وإن كانت قيمتو أقل من أربعين درىما قضي لو بقيمتو‬
‫إال درىما وإن أبق من الذي رده فبل شيء عليو وينبغي أن يشهد إذا أخذه أنو يأخذه ليرده فإن‬
‫كان العبد اآلبق رىنا فالجعل على المرتهن‬

‫‪ - 29‬كتاب إحياء الموات‬


‫الموات ‪ :‬ما ال ينتفع بو من األرض النقطاع الماء عنو أو لغلبو الماء عليو أو ما أشبو ذلك مما‬
‫يمنع الزراعة فما كان منها عاديا ال مالك لو أو كان مملوكا في اإلسبلم ال يعرف لو مالك بعينو‬
‫وىو بعيد من القرية بحيث إذا وقف إنسان‬
‫في أقصى العامر فصاح لم يسمع الصوت فيو فهو موات‬
‫من أحياه بإذن اإلمام ملكو وإن أحياه بغير إذنو لم يملكو عند أبي حنيفة وقال أبو يوسف‬
‫ومحمد ‪ :‬يملكو‬
‫ويملك الذمي باإلحياء كما يملك المسلم‬
‫ومن حجر أرضا ولم يعمرىا ثبلث سنين أخذىا اإلمام ودفعها إلى غيره‬

‫(‪)77/1‬‬

‫وال يجوز إحياء ما قرب من العامر ويترك مرعى ألىل القرية ومطرحا لحصائدىم‬
‫ومن حفر بئرا في برية فلو حريمها فإن كانت البئر للعطن فحريمها أربعون ذراعا وإن كانت‬
‫للناضح فستون ذراعا وإن كانت عينا فحريمها ثبلثمائة ذراع‬
‫ومن أراد أن يحفر في حريمها منع منو‬
‫وما ترك الفرات أو الدجلة وعدل عنو فإن كان يجوز عوده إليو لم يجز إحياؤه وإن كان ال‬
‫يجوز أن يعود إليو فهو كالموات إذا لم يكن حريما لعامر يملكو من أحياه بإذن اإلمام عند‬
‫اإلمام‬
‫ومن كان لو نهر في أرض غيره فليس لو حريمو عند أبي حنيفة إال أن يقيم بينة على ذلك وقال‬
‫أبو يوسف ومحمد ‪ :‬لو مسناة يمشي عليها ويلقي عليها طينو‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 372‬‬


‫‪ - 35‬كتاب المأذون‬
‫إذا أذن المولى لعبده في التجارة إذنا عاما جاز تصرفو في سائر التجارات ‪:‬‬
‫يشتري ويبيع ويرىن ويسترىن‬
‫وإن أذن لو في نوع منها دون غيره فهو مأذون في جمعيها‬
‫وإن أذن لو في شيء بعينو فليس بمأذون‬
‫وإقرار المأذون بالديون والغصوب جائز وليس لو أن يتزوج وال أن يزوج مماليكو وال يكاتب وال‬
‫يعتق على مال وال يهب بعوض وال بغير عوض إال أن يهدي اليسير من الطعام أو يضيف من‬
‫يطعمو‬
‫وديونو متعلقة برقبتو ‪ :‬يباع للغرماء إال أن يفديو المولى ويقسم ثمنو بينهم بالحصص فإن فضل‬
‫من ديونو شيء طولب بو بعد الحرية‬
‫وإن حجر عليو لم يصر محجورا عليو حتى يظهر الحجر بين أىل سوقو فإن مات المولى أو‬
‫جن أو لحق بدار الحرب مرتدا صار المأذون محجورا عليو‬
‫وإن أبق العبد صار محجورا عليو‬
‫وإذا حجر عليو فإقراره جائز فيما في يده من المال عند أبي حنيفة‬
‫وإن لزمتو ديون تحيط بمالو ورقبتو لم يملك المولى ما في يده فإن أعتق عبيده لم يعتقوا عند‬
‫أبي حنيفة وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬يملك ما في يده‬

‫(‪)78/1‬‬

‫وإذا باع من المولى شيئا بمثل قيمتو جاز فإن باعو بنقصان لم يجز فإن باعو المولى شيئا بمثل‬
‫القيمة جاز البيع فإن سلمو إليو قبل قبض الثمن بطل الثمن وإن أمسكو في يده حتى يستوفي‬
‫الثمن جاز‬
‫وإن أعتق المولى المأذون وعليو ديون فعتقو جائز والمولى ضامن لقيمتو للغرماء وما بقي من‬
‫الديون يطالب بو المعتق وإذا ولدت المأذونة من موالىا فذلك حجر عليها‬
‫وإن أذن ولي الصبي في التجارة فهو في الشراء والبيع كالعبد المأذون إذا كان يعقل البيع‬
‫والشراء‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 377‬‬


‫‪ - 31‬كتاب المزارعة‬
‫قال أبو حنيفة رحمو اهلل ‪ :‬المزارعة بالثلث والربع باطلة وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬جائزة‬
‫وىي عندىما على أربعة أوجو ‪ :‬إذا كانت األرض والبذر لواحد والعمل والبقر لواحد جازت‬
‫المزارعة‬
‫وإن كانت األرض لواحد والعمل والبقر والبذر آلخر جازت‬
‫وإن كانت األرض والبقر والبذر لواحد والعمل آلخر جازت‬
‫وإن كانت األرض والبقر لواحد والبذر والعمل آلخر فهي باطلة‬
‫وال تصح المزارعة إال على مدة معلومة‬
‫ومن شرائطها ‪ :‬أن يكون الخارج مشاعا بينهما فإن شرطا ألحدىما قفزانا مسماة فهي باطلة‬
‫وكذلك إن شرطا ما على الماذيانات والسواقي‬
‫وإذا صحت المزارعة فالخارج بينهما على الشرط فإن لم تخرج األرض شيئا فبل شيء للعامل‬
‫وإذا فسدت المزارعة فالخارج لصاحب البذر فإن كان البذر من قبل رب األرض فللعامل أجر‬
‫مثلو ال يزاد على مقدار ما شرط لو من الخارج وإن كان البذر من قبل العامل فلصاحب األرض‬
‫أجر مثلها‬
‫وإذا عقدت المزارعة فامتنع صاحب البدر من العمل لم يجبر عليو وإن امتنع الذي ليس من‬
‫قبلو البذر أجبره الحاكم على العمل‬

‫(‪)79/1‬‬

‫وإذا مات أحد المتعاقدين بطلت المزارعة وإذا انقضت مدة المزارعة والزرع لم يدرك كان على‬
‫المزارع أجر مثل نصيبو من األرض إلى أن يستحصد والنفقة على الزرع عليهما على مقدار‬
‫حقوقهما وأجره الحصاد والرفاع والدياس والتذرية عليهما بالحصص فإن شرطاه في المزارعة‬
‫على العامل فسدت‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 382‬‬


‫‪ - 32‬كتاب المساقاة‬
‫قال أبو حنيفة ‪ :‬المسافاة بجزء من الثمرة باطلة وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬جائزة إذا ذكرا مدة‬
‫معلومة وسميا جزاءا من الثمرة مشاعا‬
‫وتجوز المساقاة في النخل والشجر والكرم والرطاب وأصول‬
‫الباذنجان فإن دفع نخبل فيو ثمره مساقاة والثمرة تزيد بالعمل جاز وإن كانت قد انتهت لم‬
‫يجز‬
‫وإذا فسدت المساقاة فللعامل أجر مثلو وتبطل المساقاة بالموت وتفسخ باإلعذار كما تفسخ‬
‫اإلجارة‬
‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 5‬‬


‫بسم اهلل الرحمن الرحيم ‪ - 33‬كتاب النكاح‬
‫النكاح ينعقد باإليجاب والقبول بلفظين يعبر بهما عن الماضي أو يعبر بأحدىما عن الماضي‬
‫وباآلخر عن المستقبل مثل أن يقول ‪ :‬زوجتي فيقول زوجتك‬
‫وال يعقد نكاح المسلمين إال بحضور شاىدين حرين بالغين عاقلين مسلمين أو رجل‬
‫وامرأتين عدوال كانوا غيرا عدول أو محدودين في قذف فإن تزوج مسلم ذمية بشهادة ذميين‬
‫جاز عند أبي حنيفة وأبي يوسف وقال محمد ‪ :‬ال يجوز‬
‫وال يحل للرجل أن يتزوج بأمو وال بجداتو من قبل الرجال والنساء وال ببنتو وال ببنت ولده وإن‬
‫سفلت وال بأختو وال ببنات أختو وال ببنات أخيو وال بعمتو وال بخالتو وال بأم دخل بابنتها أو‬
‫لم يدخل وال ببنت امرأتو التي دخل بها سواء كانت في حجره أو في حجر غيره وال بامرأة أبيو‬
‫وأجداده وال بامرأة ابنو وبني أوالده وال بأمو من الرضاعة وال بأخيو من الرضاعة‬

‫(‪)85/1‬‬

‫وال يجمع بين أختين بنكاح وال بملك يمين وطئا وال يجمع بين المرأة وبين عمتها وخالتها وال‬
‫ابنة أخيها وال ابنة أختها وال يجمع بين امرأتين لو كانت كل واحدة منهما رجبل لم يجز لو أن‬
‫يتزوج باألخرى وال بأس أن يجمع بين امرأة وابنة زوج كان لها من قبل‬
‫ومن زنى بامرأة حرمت عليو أمها وابنتها‬
‫وإذا طلق الجل امرأتو طبلقا بائنا لم يجز لو أن يتزوج بأختها حتى تنقضي عدتها‬
‫وال يجوز أن يتزوج المولى أمتو وال المرأة عبدىا‬
‫ويجوز تزوج الكتابيات وال يجوز تزوج المجوسيات وال الوثنيات ويجوز تزوج الصابئيات إذا‬
‫كانوا يؤمنون بنبي ويقرون بكتاب وإن كانوا يعبدون الكواكب وال كتاب لهم لم تجز مناكحتهم‬
‫ويجوز للمحرم والمحرمة أن يتزوجا في حال اإلحرام‬
‫وينعقد نكاح المرأة الحرة البالغة العاقلة برضاىا وإن لم يعقد عليها ولي عند أبي حنيفة بكر‬
‫كانت أو ثيبا وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬ال ينعقد إال بولي‬
‫وال يجوز للولي إجبار البكر البالغة على النكاح وإذا استأذنها فسكتت أو ضحكت أو بكت‬
‫فذلك إذن منها وإن أبت لم يزوجها وإذا استأذن الثيب فبل بد من رضاىا بالقول وإذا زالت‬
‫بكارتها بوثبة أو حيضة أو جراح فهي في حكم األبكار وإن زالت بزنا فهي كذلك عند أبي‬
‫حنيفة‬
‫وإذا قال الزوج ‪ :‬بلغك النكاح فسكت وقال ‪ :‬بل رددت فالقول قولها وال يمين عليها وال‬
‫يستحلف في النكاح عند أبي حنيفة وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬يستحلف فيو‬
‫وينعقد النكاح بلفظ النكاح والتزويج والتمليك والهبة والصدقة وال ينعقد بلفظ اإلجارة واإلباحة‬
‫ويجوز نكاح الصغير إذا زوجهما الولي بكرا كانت الصغيرة أو ثيبا والولي ىو العصبة فإن‬
‫زوجهما األب أو الجد فبل خيار لهما بعد بلوغهما وإن زوجهما غير األب والجد فلكل‬
‫واحد منهما الخيار إذا بلغ إن شاء أقام على النكاح وإن شاء فسخ‬
‫وال والية لعبد وال صغير وال مجنون وال كافر على مسلمة‬
‫وقال أبو حنيفة ‪ :‬يجوز لغير العصبات من األقارب التزويج‬

‫(‪)81/1‬‬

‫ومن ال ولي لها إذا زوجها موالىا الذي أعتقها جاز وإذا غاب الولي األقرب غيبة جاز لمن ىو‬
‫أبعد منو أن يزوج‬
‫والغيبة المنقطعة ‪ :‬أن يكون في بلد ال تصل إليو القوافل في السنة إال مرة واحدة‬
‫والكفاءة في النكاح معتبرة فإذا تزوجت المرأة غير كفء فلؤلولياء أن يفرقوا بينهما‬
‫والكفاءة تعتبر في النسب‬
‫والدين والمال وىو ‪ :‬أن يكون مالكا للمهر والنفقة وتعتبر في الصنائع وإذا تزوجت المرأة‬
‫ونقصت من مهرىا فلؤلولياء االعتراض عليها عند أبي حنيفة حتى يتم لها مهر مثلها أو يفارقها‬
‫وإذا تزوج األب ابنيو الصغيرة ونقص من مهرىا أو ابنو الصغير وزاد في مهر جاز ذلك عليهما‬
‫وال يجوز ذلك لغير األب والجد‬
‫ويصح النكاح إذا سمى فيو مهرا ويصح وإن لم يسم فيو مهرا‬
‫وأقل المهر عشرة دراىم فإن سمى أقل من عشرة فلها العشرة ومن سمى مهرا عشرة فما زاد‬
‫فعليو المسمى إن دخل بها أو مات عنها وإن طلقها قبل الدخول والخلوة فلها نصف المسمى‬
‫وإن تزوجها ولم يسم لها مهرا أو تزوجها على أن ال مهر لها فلها مهر مثلها إن دخل بها أو‬
‫مات عنها‬
‫وإن طلقها قبل الدخول فلها المتعة وىي ثبلثة أثواب من كسوة مثلها‬
‫وإن تزوج المسلم على خمر أو خنزير فالنكاح جائز ولها مهر مثلها‬
‫وإن تزوجها ولم يسلم لها مهرا ثم تراضيا على تسمية مهر فهو لها إن دخل بها أو مات عنها‬
‫وإن طلقها قبل الدخول لها المتعة‬
‫وإن زادىا في المهر بعد العقد لزمتو الزيادة وتسقط‬
‫بالطبلق قبل الدخول وإن حطت عنو من مهرىا صح الحط وإذا خبل الزوج بامرأتو ولي ىناك‬
‫مانع من الوطء ثم طلقها فلها كمال المهر وإن كان أحدىما مريضا أو صائما في رمضان أو‬
‫محرما بفرض أو نفل بحج أو عمرة أو كانت حائضا فليست بخلوة صحيحة وإذا خبل‬
‫المجبوب بامرأتو ثم طلقها فلها كمال المهر عند أبي حنيفة‬
‫وتستحب المتعة لكل مطلقة إال لمطلقة واحدة وىي ‪:‬‬
‫التي طلقها قبل الدخول ولم يسم لها مهرا‬

‫(‪)82/1‬‬

‫وإذا تزوج الرجل ابنتو على أن يزوجو الرجل أختو أو ابنتو ليكون أحد العقدين عوضا عن اآلخر‬
‫فالعقدان جائزان ولكل واحدة منهما مهر مثلها‬
‫وإن تزوج حر امرأة على خدمتو سنة أو على تعليم القرآن فلها مهر مثلها وإن تزوج عبد حرة‬
‫بإذن مواله على خدمتها سنة جاز‬
‫وإذا اجمع في المجنونة أبوىا وابنها فالولي في نكاحها ابنها عند أبي حنيفة وأبي يوسف وقال‬
‫محمد ‪ :‬أبوىا‬
‫وال يجوز نكاح العبد واألمة إال بإذن موالىما وإذا تزوج العبد بإذن مواله فالمهر دين في رقبتو‬
‫يباع فيو وإذا زوج المولى أمتو فليس عليو أن يبوئها بيت الزوج ولكنها تخدم المولى ويقال‬
‫للزوج ‪ :‬متى ظفرت بها وطئتها‬
‫وإذا تزوج امرأة على ألف درىم على أن ال يخرجها من البلد أو على أن ال يتزوج عليها فإن‬
‫وفى بالشرط فلها المسمى وإن تزوج عليها أو أخرجها من البلد فلها مهر مثلها‬
‫وإذا تزوجها على حيوان غير موصوف‬
‫صحت التسمية ولها الوسط منو والزوج مخير ‪ :‬إن شاء أعطاىا ذلك وإن شاء أعطاىا قيمتو‬
‫ولو تزوجها على ثوب غير موصوف فلها مهر مثلهاز‬
‫ونكاح المتعة والنكاح المؤقت باطل‬
‫وتزويج العبد واألمة بغير إذن موالىما موقوف ‪ :‬فإن أجازه المولى جاز وإن رده بطل وكذلك لو‬
‫زوج امرأة بغير رضاىا أو رجبل بغير رضاه‬
‫ويجوز البن العم أن يزوج بنت عمو من نفسو وإذا أذنت المرأة لرجل أن يزوجها من نفسو فقعد‬
‫بحضرة شاىدين جاز‬
‫وإذا ضمن الولي المهر صح ضمانو وللمرأة الخيار في مطالبة زوجها أو وليها‬
‫وإذا فرق القاضي بين الزوجين في النكاح الفاسد قبل الدخول فبل مهر لها وكذلك بعد الخلوة‬
‫وإن دخل بها فلها مهر مثلها ال يزاد على المسمى وعليها العدة ويثبت نسب ولدىا‬
‫ومهر مثلها يعتبر بأخواتها وعماتها وبنا عمها وال يعتبر بأمها وخالتها إذا لم يكونا من قبيلتها‬
‫ويعتبر في مهر المثل ‪ :‬أن تتساوى المرأتان في السن والجمال والعفة والمال والعقل والدين‬
‫والبلد والعصر‬

‫(‪)83/1‬‬

‫ويجوز تزويج األمة مسلمة كانت أو كتابية وال يجوز أن يتزوج أمة على حرة ويجوز الحرة عليها‬
‫وللحر أن يتزوج أربعا من الحرائر واإلماء وليس لو أن يتزوج أكثر من ذلك‬
‫وال يتزوج العبد أكثر من اثنتين‬
‫فإن طلق الحر إحدى األربع طبلقا بائنا لم يجز لو أن يتزوج رابعة حتى تنقضي عدتها‬
‫وإذا تزوج األمة موالىا ثم أعتقت فلها الخيار حرا كان زوجها أو عبدا وكذلك المكاتبة‬
‫وإن تزوجت أمو بغير إذن موالىا ثم أعتقت صح النكاح وال خيار لها‬
‫ومن تزوج امرأتين في عقد واحد إحداىما ال يحل لو نكاحها صح نكاح التي يحل لو نكاحها‬
‫وبطل نكاح األخرى‬
‫وإن كان بالزوجة عيب فبل خيار لزوجها وإذا كان بالزوج جنون أو جذام أو برص فبل خيار‬
‫للمرأة عند أبي حنيفة وأبي يوسف وقال محمد ‪ :‬لها الخيار فإن كان عنينا أجلو الحاكم حوال‬
‫فإن وصل إليها وإال فرق بينهما إن طلبت المرأة ذلك‬
‫والفرقة تطليقو بائنة ولها كمال المهر إن كان قد خبل بها وإن كان‬
‫مجنونا فرق القاضي بينهما في الحال ولم يؤجلو والخصي يؤجل كما يؤجل العنين‬
‫وإذا سلمت المرأة وزوجها كافر عرض عليو القاضي اإلسبلم فإن أسلم فهي امرأتو وإن أبى عن‬
‫اإلسبلم فرق بينهما وكان ذلك طبلقا بائنا عند أبي حنيفة ومحمد ‪ :‬وقال أبو يوسف ‪ :‬ىي فرقة‬
‫بغير طبلق‬
‫فإن أسلم الزوج وتحتو مجوسية عرض عليها اإلسبلم فإن أسلمت فهي امرأتو وإن أبت فرق‬
‫القاضي بينهما ولم تكن ىذه الفرقة طبلقا فإن كان قد دخل لها فلها المهر وإن لم يكن دخل‬
‫بها فبل مهر لها‬
‫وإذا أسلمت المرأة في دار الحرب لم تقع الفرقة عليها حتى‬
‫تحيض ثبلث حيض فإذا حاضت بانت من زوجها‬
‫وإذا أسلم زوج الكتابية فهما على نكاحهما‬
‫وإذا خرج أحد الزوجين إلينا من دار الحرب مسلما وقعت البينونة بينهما وإن سبي أحدىما‬
‫البينونة بينهما وإن سبيا معا لم تقع البينونة وإذا خرجت المرأة إلينا مهاجرة جاز لها أن تتزوج‬
‫وال عدة عليها عند أبي حنيفة فإن كانت حامبل لم تتزوج حتى تضع حملها‬

‫(‪)84/1‬‬

‫وإذا أرتد أحد الزوجين عن اإلسبلم وقعت الفرقة بينهما بغير طبلق فإن كان الزوج ىو المرتد‬
‫وقد دخل بها فلها كمال المهر وإن كان لم يدخل بها فلها نصف المهر وإن كانت المرأى ىي‬
‫المرتدة قبل الدخول فبل مهر لها وإن كانت الردة بعد الدخول فلها المهر وإن ارتدا معا وأسلما‬
‫فهما على نكاحهما‬
‫وال يجوز أن يتزوج المرتد مسلمة وال كافرة وال مرتدة وكذلك المرتدة ال يتزوجها مسلم وال‬
‫كافر وال مرتد‬
‫وإذا كان أحد الزوجين مسلما فالولد على دينو وكذلك إن أسلم أحدىما ولو ولد صغير صار‬
‫ولده مسلما بإسبلمو وإن كان أحد األبوين كتابيا واآلخر مجوسيا فالولد كتابي‬
‫وإذا تزوج الكافر بغير شهود أو في عدة الكافر وذلك في دينهم جائ ثم أسلما أقرا عليو وإذا‬
‫تزوج المجوسي أمو أو ابنتو ثم أسلما فرق بينهما‬
‫وإذا كان للرجل امرأتان حرتان فعليو أن يعد بينهما في القسم بكرين كانتا أو ثيبتين أو إحداىما‬
‫بكرا واألخرى ثيبا‬
‫وإن كانت إحداىما واألخرى أمة فللحرة الثلثان من القسم ولؤلمة الثلث‬
‫وال حق لهن في القسم حالة السفر ويسافر الزوج بمن شاء منهن واألولى أ ن يفرغ بينهن‬
‫فيسافر بمن خرجت قرعتها وإن رضيت الزوجات بترك قسمها لصاحبتها جاز ولها أن ترجع في‬
‫ذلك‬

‫‪-------------------------------------‬‬
‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 35‬‬
‫‪ - 34‬كتاب الرضاع‬
‫قليل الرضاع وكثيره سواء إذا حصل في مدة الرضاع تعلق بو التحريم‬
‫ومدة الرضاع عند أبي حنيفة ثبلثون شهرا وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬سنتان فإذا مضت مدة‬
‫الرضاع لم يتعلق بالرضاع تحريم‬
‫ويحرم من الرضاع ما يحرم من النسب إال أم أختو من الرضاع فإنو يجوز أن يتزوجها وال يجوز‬
‫أن يتزوج أم أختو من النسب وأخت ابنو من الرضاع يجوز أن يتزوجها وال يجوز أخت ابنو من‬
‫النسب وامرأة ابنو من الرضاع ال يجوز أن يتزوجها كما ال يجوز أن يتزوج امرأة ابنو من النسب‬
‫وامرأة أبيو من الرضاع ال يجوز أن يتزوجها كما ال يجوز أن يتزوج امرأة أبيو من النسب‬

‫(‪)85/1‬‬

‫ولبن الفحل يتعلق بو التحريم وىو ‪ :‬أن ترضع المرأة صبية فتحرم ىذه الصبية على زوجها‬
‫وعلى آبائو وأبنائو ويصير الزوج الذي نزل منو اللبن أبا للمرضعة‬
‫ويجوز أن يتزوج الرجل بأخت أخيو من الرضاع كما يجوز أن يتزوج بأخت أخيو من النسب‬
‫وذلك مثل األخ من األب إذا كان لو أخت من أمو جاز ألخيو من أبيو أن يتزوجهل‬
‫وكل صبيين اجتمعا على ثدي واحد لم يجز ألحدىما أن يتزوج باآلخر وال يجوز أن تتزوج‬
‫المرضعة أحدا من ولد التي أرضعتها وال ولد ولدىا وال يتزوج الصبي المرضع أخت زوج‬
‫المرضعة ألنها عمتو من الرضاع‬
‫وإذا اختلط اللبن بالماء واللبن ىو الغالب تعلق بو التحريم وإن غلب الماء لم يتعلق بو التحريم‬
‫وإذا اختلط بالطعام لم يتعلق بو التحريم وإن كان اللبن غالبا عند أبي حنيفة وإذا اختلط بالدواء‬
‫وىو الغالب تعلق بو التحريم‬
‫وإذا حلب اللبن من المرأة بعد موتها فأوجر بو الصبي تعلق بو التحريم وإذا اختلط اللبن بلبن‬
‫شاة واللبن ىو الغالب تعلق بو التحريم وإن غلب لبن الشاة لم يتعلق بو التحريم‬
‫وإذا اختلط لبن امرأتين تعلق التحريم بأكثرىما عند أبي حنيفة وأبي يوسف وقال محمد ‪ :‬يتعلق‬
‫بهما‬
‫وإذا نزل للبكر لبن فأرضعت بو صبيا تعلق بو التحريم وإذا نزل للرجل لبن فأرضع بو صبيا لم‬
‫يتعلق بو التحريم‬
‫وإذا شرب صبيان من لبن شاو فبل رضاع بينهما‬
‫وإذا تزوج الرجل صغيرة وكبيرة فأرضعت الكبيرة الصغيرة حرمتا على الزوج‬
‫فإن كان لم يدخل بالكبيرة فبل مهر لها وللصغيرة نصف المهر ويرجع بو الزوج على الكبيرة إن‬
‫كانت تعمدت بو الفساد‬
‫وإن لم تتعمد فبل شيء عليها‬
‫وال تقبل في الرضاع شهادة النساء منفردات وإنما يثبت بشهادة رجلين أو رجل وامرأتين‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 36‬‬


‫‪ - 35‬كتاب الطبلق‬
‫الطبلق على ثبلثة أوجو ‪ :‬أحسن الطبلق وطبلق السنة وطبلق البدعة‬

‫(‪)86/1‬‬

‫فأحسن الطبلق ‪ :‬أن يطلق الرجل امرأتو تطليقو واحدة في طهر لم يجامعها فيو ويتركها حتى‬
‫تنقضي عدتها وطبلق السنة ‪ :‬أن يطلق المدخول بها ثبلثا في ثبلثة أطهار‬
‫وطبلق البدعة ‪ :‬إن يطلقها ثبلثا بكلمة واحدة أو ثبلثا في طهر واحد فإذا فعل ذلك وقع‬
‫الطبلق وبانت منو وكان عاصيا‬
‫والسنة ي الطبلق من وجهين ‪ :‬سنة في العدد فالسنة في العدد يستوي فيها المدخول بها وغير‬
‫المدخول بها والسنة في الوقت تثبت في المدخول بها خاصة وىو ‪ :‬أن يطلقها في طهر لم‬
‫يجامعها فيو وغير المدخول بها يطلقها في حال الطهر والحيض وإذا كانت المرأة ال تحيض‬
‫من صغر أو كبر فأراد أن يطلقها للسنة طلقها واحدة فإذا مضى شهر طلقها أخرى‬
‫فإذا مضى شهر آخر طلقها آخرى ويجوز أن يطلقها وال يفصل بين وطئها وطبلقها بزمان‬
‫وطبلق الحامل يجوز عقيب الجماع ويطلقها للسنة ثبلثا يفصل بين كل تطليقتين بشهر عند‬
‫أبي حنيفة وأبي يوسف وقال محمد ‪ :‬ال يطلقها للسنة إال واحدة‬
‫وإذا طلق الرجل امرأتو في حال الحيض وقع الطبلق ويستحب لو أن يراجعها وإن شاء أمسكها‬
‫فإذا طهرت وحاضت وطهرت فهو مخير ‪ :‬إن شاء طلقها وإن شاء أمسكها‬
‫ويقع طبلق كل زوج إذا كان عاقبل بالغا وال يقع طبلق الصبي والمجنون والنائم وإذا تزود العبد‬
‫ثم طلق وقع طبلقو وال يقع طبلق مواله على امرأتو‬
‫والطبلق على ضربين ‪ :‬صريح وكناية فالصريح قولو ‪ :‬أنت طالق ومطلقو وطلقتك فهذا يقع بو‬
‫الطبلق الرجعي وال يقع بو إال واحدة وإن نوى أكثر من ذلك وال يفتقر إلى النية‬
‫وقولو ‪ :‬أنت الطبلق أو أنت طالق الطبلق أو أنت طالق طبلقا فإن لم تكن لو نية فهي واحدة‬
‫رجعية وإن نوى بو ثبلثا كان ثبلثا‬
‫والضرب الثاني ‪ :‬والكنايات وال يقع بها الطبلق إال بينة أو داللو حال وىي على ضربين منها‬
‫ثبلثة ألفاظ بها الطبلق الرجعي وال يقع بها إال واحدة وىي قولو ‪ :‬اعتدي واستبرئي رحمك‬
‫وأنت واحدة‬

‫(‪)87/1‬‬

‫وبقيو الكنايات إذا نوى بها الطبلق كانت واحدة بائنة وإن نوى ثبلثا كانت ثبلثا وإن نوى اثنتين‬
‫كانت واحدة وىذا مثل قولو ‪ :‬أنت بائن وبتة وبتلة وحرام وحبلك على غاربك والحقي بأىلك‬
‫وخلية وبرية ووىبتك ألىلك وسرحتك وفارقتك وأنت حرة وتقنعي وتخمري واستتري واعزبي‬
‫واغربي وابتغي األزواج فإن لم يكن لو نية لم يقع بهذه األلفاظ طبلق إال أن يكونا في مذاكرة‬
‫الطبلق فيقع بها الطبلق في القضاء واليقع فيما بينو وبين اهلل تعالى إال أن ينويو وإن لم يكونا‬
‫في مذاكرة الطبلق وكانا في غضب أو خصومة وقع الطبلق‬
‫بكل لفظ ال يقصد بو السب والشتيمة ولم يقع بما يقصد بو السب والشتيمو إال أن ينويو‬
‫وإذا وصف الطبلق بضرب من الزيادة والشدة كان بائنا مثل أن يقول ‪ :‬أنت طالق بائن أو طالق‬
‫أشد الطبلق أو أفحش الطبلق أو طبلق الشيطان والبدعة وكالجبل وملء البيت‬
‫وإذا أضاف الطبلق إلى جملها أو إلى ما يعبر بو عن الجملة وقع الطبلق‬
‫مثل أن يقول ‪ :‬أنت طالق أو رقبتلك طالق أو عنقك طالق أو روحك طالق أو بدنك أو جسدك‬
‫أو فرجك أو وجهك‬
‫وكذلك أن طلق جزءا شائعا منها مثل أن يقول ‪ :‬نصفك أو ثلثك‬
‫وإن قال ‪ :‬يدك أو رجلك طالق لم يقع الطبلق‬
‫وإن طلقها نصف تطليقة أو ثلث تطليقة كانت طلقة واحدة‬
‫وطبلق المكره والسكران واقع ويقع طبلق األخرس باإلشارة‬
‫وإذا أضاف الطبلق إلى النكاح وقع عقيب النكاح مثل أن يقول ‪ :‬إن تزوجتك فأنت طالق أو‬
‫كل امرأة أتزوجها فهي طالق‬
‫وإن أضافو إلى شرط وقع عقب الشرط مثل أن يقول المرأتو ‪ :‬إن دخلت الدار فأنت طالق‬
‫وال يصح إضافة الطالق إال أن يكون الحالف مالكا أو يضيفو إلى ملك‬
‫وإن قال ألجنبية ‪ :‬إن دخلت الدار فأنت طالق ثم تزوجها فدخلت الدار لم تطلق‬
‫وألفاظ الشرط ‪ :‬إن وإذا وإذ ما وكل وكلما ومتى ومتى ما‬
‫ففي كل ىذه الشروط إذا وجد الشرط انحلت اليمين إال في كلما فإن الطبلق يتكرر بتكرار‬
‫الشرط حتى يقع ثبلث‬

‫(‪)88/1‬‬

‫تطليقات فإن تزوجها بعد ذلك وتكرر الشرط لم يقع شيء وزوال الملك بعد اليمين ال يبطلها‬
‫فإن وجد في ملكو انحلت اليمين ووقع الطبلق وإن وجد في غير ملكو انحلت اليمين ولم يقع‬
‫شيء وإذا اختلفا في وجود الشرط فالقول قول الزوج فيو إال أن تقيم البينة‬
‫فإن كان الشرط ال يعلم إال من وجهتها فالقول قولها في حق نفسها مثل أن يقول ‪ :‬إن حضت‬
‫فأنت طالق فقالت ‪ :‬قد حضت طلقت وإذا قال ‪ :‬إذا حضت فأنت طالق وفبلنة فقالت ‪ :‬قد‬
‫حضت طلقت ىي ولم تطلق فبلنة وإذا قال لها ‪ :‬إذا حضت فأنت طالق فرأت الدم لم يقع‬
‫الطبلق حتى يستمر ثبلثة أيام فإذا تمت ثبلثة أيام‬
‫حكمنا بوقوع الطبلق من حين حاضت وإذا قال لها ‪ :‬إذا حضت حيضة فأنت طالق لم تطلق‬
‫حتى تطهر من حيضها‬
‫وطبلق األمة تطليقتان حرل كان زوجها أو عبدا وطبلق الحرة ثبلث حرا كان زوجها أو عبدا‬
‫وإذا طلق الرجل امرأتو قبل الدخول بها ثبلثا وقعن عليها فإن فرق الطبلق بانت باألولى ولم‬
‫تقع الثانية وإذا قال لها ‪ :‬أنت طالق وواحدة وقعت عليها واحدة‬
‫وإن قال لها أنت طالق واحدة وقعت واحدة وإن قال لها واحدة قبلها واحدة وقعت اثنتان‬
‫وإن قال واحدة بعدىا وقعت واحدة وإن قال واحدة بعد واحدة أو مع واحدة أو معها واحدة‬
‫وقعت اثنتان‬
‫وإذا قال لها ‪ :‬إن دخلت الدار فأنت طالق واحدة فدخلت الدار وقعت عليها واحدة عند أبي‬
‫حنيفة وإذا قال لها أنت طالق بمكة فهي طالق في كل الببلد‬
‫وكذلك إذا قال أنت طالق في الدار وإن قال لها أنت طالق إذا دخلت مكة لم تطلق حتى‬
‫تدخل مكة وإن قال لها ‪ :‬أنت طالق غدا وقع الطبلق عليها بطلوع الفجر‬
‫وإذا قال المرأتو ‪ : :‬اختاري نفسك ينوي بذلك الطبلق أو قال لها ‪ :‬طلقي نفسك فلها أن‬
‫تطلق نفسها ما دامت في مجلسها ذلك فإن قامت منو أو أخذت في عمل آخر خرج األمر‬
‫من يدىا وإن اختارت نفسها في قولو ‪ :‬اختاري كانت واحدة بائنة وال يكون ثبلثا وإن نوى‬
‫الزوج ذلك‬

‫(‪)89/1‬‬

‫وال بد من ذكر النفس في كبلمو أو في كبلمها وإن طلقت نفسها في قولو ‪ :‬طلقي نفسك فهي‬
‫واحدة رجعية وإن طلقت نفسها ثبلثا وقد أراد الزوج ذلك وقعن عليها وإن قال لها ‪ :‬طلقي‬
‫نفسك متى شئت فلها أن تطلق نفسها في المجلس وبعده‬
‫وإذا قال لرجل ‪ :‬طلق امرأتي فلو أن يطلقها في المجلس وبعده وإن قال ‪ :‬طلقها إن شئت فلو‬
‫أن يطلقها في المجلس خاصة وإن قال لها ‪ :‬إن كنا تحبيني أو تبغضيني فأنت طالق فقالت ‪:‬‬
‫أنا أحبك أو أبغضك وقع الطبلق وإن كان في قلبها خبلف ما أظهرت‬
‫وإذا طلق الرجل امرأتو في مرض موتو طبلقا بائنا وىي في العدة ورثت منو وإن مات بعد‬
‫انقضاء عدتها فبل ميراث لها‬
‫وإذا قال الزوج المرأتو ‪ :‬أنت طالق إن شاء اهلل متصبل لم يقع الطبلق عليها‬
‫وإن قال ‪ :‬لها أنت طالق ثبلثا إال واحدة طلقت اثنتين وإن قال ‪ :‬ثبلثا إال اثنتين طلقت واحدة‬
‫وإذا ملك الزوج امرأتو أو شقصا منها أو ملكت المرأة زوجها أو شقصا منو وقعت الفرقة بينهما‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 51‬‬


‫‪ - 36‬كتاب الرجعة‬
‫إذا طلق الرجل امرأتو تطليقة رجعية أو تطليقتين فلو أن يراجعها في عدتها رضيت بذلك أو لم‬
‫ترض‬
‫والرجعة أن يقول ‪ :‬راجعتك أو راجعت امرأتي‬
‫أو يطأىا أو يقبلها أو يلمسها شهوة أو ينظر إلى فرجها بشهوة‬
‫ويستحب أن يشهد على الرجعة شاىدين فإن لم يشهد صحت الرجعة‬
‫وإذا انقضت العدة فقال ‪ :‬قد كنت راجعتها في العدة فصدقتو فهي رجعة وإن كذبتو فالقول‬
‫قولها وال يمين عليها عند أبي حنيفة‬
‫وإذا قال الزوج ‪ :‬قد راجعتك فقالت مجيبة لو ‪ :‬قد انقضت عدتي لم تصح الرجعة عند أبي‬
‫حنيفة‬
‫وإذا قال زوج األمة بعد انقضاء عدتها ‪ :‬قد كنت راجعتها في العدة فصدقو المولى وكذبتو األمة‬
‫فالقول قولها‬

‫(‪)95/1‬‬

‫وإذا انقطع الدم من الحيضة الثالثة لعشرة أيام انقطعت الرجعة وإن لم تغتسل وإن انقطع ألقل‬
‫من عشرة أيام لم تنقطع الرجعة حتى تغتسل أو يمضي عليها وقت صبلة أو تتيمم وتصلي عند‬
‫أبي حنيفة وأبي يوسف‬
‫وقال محمد ‪ :‬إذا تيممت انقطعت الرجعة وإن لم تصل‬
‫وإن اغتسلت ونسيت شيئا من بدنها لم يصبو الماء فإن كان عضوا فما فوقو لم تنقطع الرجعة‬
‫وإن كان أقل من عضو انقطعت‬
‫والمطقة الرجعية تتشوف وتتزين ويستحب لزوجها أن ال يدخل عليها حتى يستأذنها أو يسمعها‬
‫خفق نعليو‬
‫والطبلق الرجعي ال يحرم الوطء وإذا كان الطبلق بائنا دون الثبلث فلو أن يتزوجها في عدتها‬
‫وبعد انقضاء عدتها‬
‫وإن كان الطبلق ثبلثا في الحرة أو اثنتين في األمة لم تحل لو حتى تنكح زوجا غيره نكاحا‬
‫صحيحا ويدخل بها ثم يطلقها أو يموت عنها‬
‫والصبي المراىق في التحليل كالبالغ ووطء المولى ال يحللها وإذا تزوجها بشرط التحليل‬
‫فالنكاح مكروه فإن وطئها حلت لؤلول‬
‫وإذا طلق الحرة تطليقو أو تطليقتين وانقضت عدتها وتزوجت بزوج آخر ثم عادت إلى األول‬
‫عادت بثبلث تطليقات ويهدم الزوج الثاني ما دون الثبلث من الطبلق كما يهدم الثبلث‬
‫وقال محمد ‪ :‬ال يهدم ما دون الثبلث‬
‫وإذا طلقها ثبلثا فقالت ‪ :‬قد انقضت عدتي وتزوجت ودخل بي وطلقني وانقضت عدتي والمدة‬
‫تحتمل ذلك جاز للزوج أن يصدقها إذا كان في غالب ظنو أنها صادقة‬

‫‪-------------------------------------‬‬
‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 57‬‬
‫‪ - 37‬كتاب اإليبلء‬
‫إذا قال الرجل المرأتو ‪ :‬واهلل ال أقربك أو ال أقربك أربعة أشهرفهو مول فإن وطئها في األربعة‬
‫األشهر حنث في يمينو ولزمتو الكفارة وسقط اإليبلء‬
‫وإن لم يقربها حتى مضت أربعة أشهر بانت منو بتطليقة‬

‫(‪)91/1‬‬

‫فإن كان خلف على أربعة أشهر فقد سقطت اليمين وإن كان حلف على األبد فاليمين باقية فإن‬
‫عاد فتزوجها عاد اإليبلء فإن وطئها لزمتو الكفارة وإال وقعت بمضي أربعة أشهر تطليقو أخرى‬
‫فإن تزوجها عاد اإليبلء ووقع بمضي أربعة أشهر تطليقو أخرى فإن تزوجها بعد زوج آخر لم يقع‬
‫بذلك اإليبلء طبلق واليمين باقية فإن وطئها كفر عن يمينو‬
‫وإذا حلف على أقل من أربعة أشهر لم يكن موليا وإن حلف بحج أو صوم أوصدقة أو عتق أو‬
‫طبلق فهو مول‬
‫وإن آلى من المطلقة الرجعية كان موليا وإن آلى من البائنة لم يكن موليا ومدة إيبلء األمة‬
‫شهران‬
‫وإن كان المولى مريضا ال يقدر على الجماع أو كانت المرأة مريضة أو كانت بينهما مسافة ال‬
‫يقدر أن يصل إليها في مدة اإليبلء ففيئو أن يقول بلسانو ‪ :‬فئت إليها فإن قال ذلك سقطر‬
‫اإليبلء وإن صح في المدة بطل ذلك الفيء وصار فيئو بالجماع‬
‫وإذا قال المرأتو أنت علي حرام سئل عن نيتو فإن قال ‪ :‬أردت الكذب فهو كما قال‬
‫وإن قال ‪ :‬أردت الطبلق فهي تطليقة بائنة إال أن ينوي الثبلث وإن قال ‪ :‬أردت الظهار فهو‬
‫ظهار وإن قال ‪ :‬أردت التحريم أو لم أرد بو شيئا فهو يمين يصير بها موليا‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 61‬‬


‫‪ - 38‬كتاب الخلع‬
‫إذا اشتاق الزوجان وخافا أن ال يقيما حدود اهلل فبل بأس أن تفتدي نفسها منو بمال يخلعها بو‬
‫فإذ فعل ذلك وقع بالخلع تطليقة بائنة ولزمها المال‬
‫وإن كان النشوز من قبلو كره لو أن يأخذ منها عوضا وإن كان النشوز من قبلها كره لو أ يأخذ‬
‫منها أكثر مما أعطاىا فإن فعل ذلك جاز في القضاء‬
‫وإن طلقها على مال فقبلت وقع الطبلق ولزمها المال وكان الطبلق بائنا‬
‫وإذا بطل العوض في الخلع مثل أن تخالع المرأة المسلمة على خمر أو خنزير فبل شيء للزوج‬
‫والفرقة بائنة وإن بطل العوض في الطبلق كان رجعيا‬
‫وما جاز أن يكون مهرا جاز أن يكون بدال في الخلع‬

‫(‪)92/1‬‬

‫فإن قالت لو ‪ :‬خالعني على ما في يدي فخالعها ولم يكن في يدىا شيء فبل شيء لو عليها‬
‫وإن قالت ‪ :‬خالعني على ما في يدي من مال ولم يكن في يدىا شيء ردت عليو مهرىا وإن‬
‫قالت ‪ :‬خالعني على ما في يدي من دراىم فخالها ولم يكن في يدىا شيء فعليها ثبلثة دراىم‬
‫وإن قالت ‪ :‬طلقني ثبلثا بألف فطلقها واحدة فعليها ثلث األلف وإن قالت ‪ :‬طلقني ثبلثا على‬
‫ألف فطلقها واحدة فبل شيء عليها عند أبي حنيفة‬
‫ولو قال الزوج ‪ :‬طلقي نفسك ثبلثا بألف أو على ألف فطلقت نفسها واحدة لم يقع عليها‬
‫شيء‬
‫والمبارأة كالخلع‬
‫والخلع والمبارأة يسقطان كل حق لكل واحد من الزوجين على اآلخر مما يتعلق بالنكاح عند‬
‫أبي حنيفة‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 65‬‬


‫‪ - 39‬كتاب الظهار‬
‫إذا قال الزوج المرأتو ‪ :‬أنت علي كظهر أمي فقد حرمت عليو وال يحل لو وطؤىا وال لمسها وال‬
‫تقبيلها حتى يكفر عن ظهاره فإن وطئها قبل أن يكفر استغفر‬
‫اهلل تعالى وال شيء عليو غير الكفارة األولى وال يعاودىا حتى يكفر‬
‫والعود الذي تجب بو الكفارة أن يعزم على وطئها‬
‫وإذا قال ‪ :‬أنت علي كبطن أمي أو كفخذىا أو كفرجها فهو مظاىر وكذلك إن شبهها بمن ال‬
‫يحل لو النظر على التأييد من محارمو مثل أختو أو عمتو أو أمو من الرضاعة وكذلك إن قال ‪:‬‬
‫رأسك علي كظهر أمي أو فرجك أو وجهك أو رقبتك أو نصفك أو ثلثك وإن قال ‪ :‬أنت علي‬
‫مثل أمي رجع إلى نيتو‬
‫فإن قال أردت الكرامة فهو كما قال وإن قال ‪ :‬أردت الظهار فهو ظهار وإن قال ‪ :‬أردت‬
‫الطبلق فهو طبلق بائن وإن لم يكن لو نية‬
‫فليس شيء‬
‫وال يكون الظهار إال من زوجتو فإن ظاىر من أمتو لم يكن مظاىرا ومن قال لنسائو ‪ :‬أنتن علي‬
‫كظهر أمي كان مظاىرا من جماعتهن وعليو لكل واحدة منهن كفارة‬

‫(‪)93/1‬‬

‫وكفارة الظهار ‪ :‬عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع فإطعام مسكينا‬
‫كل ذلك قبل المسيس ويجزئ في ذلك عتق الرقبة الكافرة والمسلمة والذكر واألنثى والصغير‬
‫والكبير وال تجزئ العمياء وال المقطوعة اليدين أو الرجلين‬
‫ويجوز األصم والمقطوع إحدى اليدين وإحدى الرجلين من خبلف وال يجوز مقطوع إبهامي‬
‫اليدين وال المجنون الذي ال يعقل وال يجوز عتق المدبر وأم الولد والمكاتب الذي أدى بعض‬
‫المال‬
‫فإن أعتق مكاتبا لم يود شيئا جاز فإن اشترى أباه أو ابنو ينوي بالشراء الكفارة جاز عنها وإن‬
‫أعتق نصف عبد مشترك عن الكفارة وضمن قيمة باقية فأعتقو لم يجز عند أبي حنيفة وإن أعتق‬
‫نصف عبده عن كفارتو ثم أعتق باقية عنها جاز‬
‫وإن أعتق نصف عبده عن كفارتو ثم جامع التي ظاىر منها ثم أعتق باقية لم يجز عند أب‬
‫حنيفة وإذا لم يجد المظاىر ما يعتق فكفارتو صوم شهرين متتابعين ليس فيهما شهر رمضان وال‬
‫يوم الفطر وال يوم النحر وال أيام التشريق‬
‫فإن جامع التي ظاىر منها في خبلل الشهرين ليبل عامدا أو نهارا ناسيا استأنف الصوم عند أبي‬
‫حنيفة ومحمد وإن أفطر يوما بعذر أو بغير عذر استأنف‬
‫وإن ظاىر العبد لم يجزه في الكفارة إال الصوم‬
‫فإن أعتق المولى عنو أو أطعم لم يجزه‬
‫وإذا لم يستطع المظاىر الصيام أطعم ستين مسكينا كل مسكين نصف صاع من بر أو صاعا‬
‫من تمر أو شعير أو قيمة تلك فإن غداىم وعشاىم جاز قليبل ما أكلوا أو كثيرا فإن أعطى‬
‫مسكينا واحدا ستين يوما أجزأه وإن أعطاه في يوم واحد لم يجزه إال عن يومو وإن قرب التي‬
‫ظاىر منها في خبلل اإلطعام لم يستأنف‬
‫ومن وجب عليو كفارتا ظهار فأعتق رقبتين ال ينوي عن إحداىما بعينها جاز عنهما وكذلك إن‬
‫صام أربعة كفارتا ظهار فأعتق رقبتين ال ينوي عن إحداىما بعينها جاز عنهما وكذلك إن صام‬
‫أربعة أشهر أطعم مائة وعشرين مسكينا جاز وإن أعتق رقبة واحدة أو صام شهرين كان لو أن‬
‫يجعل ذلك عن أيتهما شاء‬

‫(‪)94/1‬‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 71‬‬


‫‪ - 45‬كتاب اللعان‬
‫إذا قذف الرجل امرأتو بالزنا وىما من أىل الشهادة والمرأة ممن يحد قاذفها أو نفى نسب‬
‫ولدىا وطالبتو بموجب القذف فعليو اللعان فإن امتنع منو حبسو الحاكم حتى يبلعن أو يكذب‬
‫نفسو فيحد وإن العن وجب عليها اللعان‬
‫فإن امتنعت حبسها الحاكم حتى تبلعن أو تصدقو‬
‫وإذا كان من أىل الشهادة وىي أمة أو كافر أو محدودة في قذف أو كانت ممن ال يحد قاذفها‬
‫فبل حد عليو في قذفها وال لعان‬
‫وصفة اللعان ‪ :‬أن يبتدئ القاضي بالزوج فيشهد أربع مرات يقول في كل مرة ‪ :‬أشهد باهلل إني‬
‫لمن الصادقين فيما رميتها بو من الزنا‬
‫ثم يقول في الخامسة ‪ :‬لعنة اهلل عليو إن كان من الكاذبين فيما رماىا بو من الزنا ويشير إليها‬
‫في جميع ذلك ثم تشهد المرأة أربع مرات تقول في كل مرة ‪ :‬أشهد باهلل إنو لمن الكاذبين فيما‬
‫رماني بو من الزن وتقول في الخامسة ‪ :‬إن غضب اهلل عليها إن كان من الصادقين فيما رماني‬
‫بو من الزنا فإذا التعنا فرق القاضي بينهما وكانت الفرقة تطليقو بائنة عند أبي حنيفة ومحمد‬
‫وقال أبو يوسف ‪ :‬تحريم مؤبد‬
‫وإن كان القذف بولد نفى القاضي نسبو وألحقو بأمو‬
‫فإن عاد الزوج فأكذب نفسو حده القاضي وحل لو أن يتزوجها وكذلك إن قذف غيرىا فحد أو‬
‫زنت فحدت‬
‫وإذا قذف امرأتو وىي صغيرة أو مجنونة فبل لعان بينهما وقذف األخرس ال يتعلق بو اللعان‬
‫وإذا قال الزوج ‪ :‬ليس حملك مني فبل لعان بينهما‬
‫و إن قال ‪ :‬زنيت وىذا الحمل من الزنا تبلعنا ولم ينف القاضي الحمل‬
‫وإذا نفى الرجل ولد امرأتو عقيب الوالدة أو في الحال التي تقبل التهنئة أو تبتاع لو آلة الوالدة‬
‫صح نفيو والعن بو وإن نفاه بعد ذلك العن وثبت النسب‬
‫وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬يصح نفيو في مدة النفاس وإذا ولدت ولدين في بطن واحد فنفى‬
‫األول واعترف بالثاني ثبت نسبهما وحد الزوج وإن اعترف باألول ونفى الثاني ثبت نسبهما‬
‫والعن‬

‫(‪)95/1‬‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 76‬‬


‫‪ - 41‬كتاب العدة‬
‫إذا طلق الرجل امرأتو طبلقا بائنا أو رجعيا أو وقعت الفرقة بينهما بغير طبلق وىي حرة ممن‬
‫تحيض فعدتها ثبلثة أقراء واألقراء ‪ :‬الحيض وإن كانت ال تحيض من صغر أو كبر فعدتها ثبلثة‬
‫أشهر وإن كانت حامبل فعدتها أن تضع حملها‬
‫وإن كانت أمة فعدتها حيضتان وإن كانت ال تحيض فعدتها شهر ونصف‬
‫وإذا مات الرجل عن امرأتو الحرة فعدتها أربعة أشهر وعشر وإن كانت أمة فعدتها شهران‬
‫وخمسة أيام وإن كانت حامبل فعدتها أن تضع حملها وإذا ورثت المطلقة في المرض فعدتها‬
‫أبعد األجلين‬
‫فإن أعتقت األمة في عدتها من طبلق رجعي انتقلت عدتها إلى عدة‬
‫الحرائر وإن أعتقت وىي مبتوتة أو متوفى عنو زوجها لم تنتقل عدتها وإن كانت آيسة فاعتدت‬
‫بالشهور ثم رأت الدم انتقض ما مضى من عدتها وكان عليها أن تستأنف العدة بالحيض‬
‫والمنكوحة نكاحا فاسدا والموطوءة بشبهة عدتها الحيض في الفرفة والموت‬
‫وإذا مات مولى أم الولد عنو أو أعتقها فعدتها ثبلث حيض‬
‫وإذا مات الصغير عن امرأتو وبها حبل فعدتها أن تضع حملها وإن حدث الحبل بعد الموت‬
‫فعدتها أربعة أشهر وعشر‬
‫وإذا طلق الرجل امرأتو في حال الحيض لم تعتد بالحيضة التي وقع فيها الطبلق‬
‫وإذا وطئت المعتدة بشبهة فعليها عدة أخرى وتداخلت العدتان فيكون ما تراه من الحيض‬
‫محتسبا بو منهما جميعا وإذا انقضت العدة األولى ولم تكمل الثانية فإن عليها تمام العدة‬
‫الثانية‬
‫وابتداء العدة في الطبلق عقيب الطبلق وفي الوفاة عقيب الوفاة فإن لم تعلم بالطبلق أو الوفاة‬
‫حتى مضت مدة العدة فقد انقضت عدتها‬
‫والعدة في النكاح الفاسد عقيب التفريق بينهما أو عزم الواطئ على ترك وطئها‬
‫وعلى المبتوتة والمتوفى عنها زوجها ‪ -‬إذا كانت بالغة مسلمة ‪ -‬اإلحداد وىو ‪ :‬ترك الطيب‬
‫والزينة والدىن‬
‫والكحل إال من عذر وال تختضب بالحناء وال تلبس ثوبا مصبوغا بعصفر وال بزعفران‬

‫(‪)96/1‬‬

‫وال إحداد على كافرة وال صغيرة وعلى األمة اإلحداد وليس في عدة النكاح الفاسد وال في عدة‬
‫أم الولد إحداد‬
‫وال ينبغي أن تخطب المعتدة وال بأس بالتعريض في الخطبة‬
‫وال يجوز للمطلقة الرجعية والمبتوتة الخروج من بيتها ليبل وال نهارا‬
‫والمتوفى عنها زوجها تخرج نهارا وبعض الليل وال تبيت في غير منزلها‬
‫وعلى المعتدة أن تعتد في المنزل الذي يضاف إليها بالسكنى حال وقوع الفرقة فإن كان‬
‫نصيبها من دار الميت ال يكفيها وأخرجها الورثة من نصيبهم انتقلت‬
‫وال يجوز أن يسافر الزوج بالمطلقة الرجعية‬
‫وإذا طلق الرجل امرأتو طبلقا بائنا ثم تزوجها في عدتها وطلقها قبل أن يدخل بها فعليو مهر‬
‫كامل وعليها عدة مستقبلة وقال محمد ‪ :‬لها نصف المهر وعليها إتمام العدة األولى‬
‫ويثبت نسب ولد المطلقة الرجعية إذا جاءت بو لسنتين أو أكثر ما لم تقر بانقضاء عدتها فإن‬
‫جاءت بو ألقل من سنتين بانت منو وإن جاءت بو ألكثر من سنتين ثبت نسبو وكانت رجعة‬
‫والمبتوتة يثبت نسب ولدىا إذا جاءت بو ألقل من سنتين فإن جاءت بو لتمام سنتين من يوم‬
‫الفرقة لم يثبت نسبو‬
‫إال أن يدعيو‬
‫ويثبت نسب ولد المتوفى عنها زوجها ما بين الوفاة وبين سنتين‬
‫وإذا اعترفت المعتدة بانقضاء عدتها ثم جاءت بولد ألقل من ستة أشهر ثبت نسبو وإن جاءت‬
‫بو لستة أشهر لم يثبت نسبو‬
‫وإذا ولدت المعتدة ولدا لم يثبت نسبو عند أبي حنيفة إال أن يشهد بوالدتها رجبلن أول رجل‬
‫وامرأتان إال أن يكون ىناك حبل ظاىر‬
‫أو اعتراف من قبل الزوج فيثبت النسب من غير شهادة وقال أبو يوسف و محمد ‪ :‬يثبت في‬
‫الجميع بشهادة امرأة واحدة‬
‫وإذا تزوج امرأة فجاءت بولد ألقل من ستة أشهر منذ يوم تزوجها لم يثبت نسبو وإن جاءت بو‬
‫لستة أشهر فصاعدا ثبت إن اعترف بو الزوج أو سكت وإن جحد الوالدة ثبت بشهادة امرأة‬
‫واحدة تشهد بالوالدة‬
‫وأكثر مدة الحمل سنتان وأقلو ستة أشهر‬
‫وإذا طلق الذمي الذمية فبل عدة عليها‬

‫(‪)97/1‬‬

‫وإذا تزوجت الحامل من الزنا جاز النكاح وال يطؤىا حتى تضع حملها واهلل أعلم‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 87‬‬


‫‪ - 42‬كتاب النفقات‬
‫النفقة واجبة على زوجها مسلمة كانت أو كافرة إذا سملت نفسها في منزلو فعليو نفقتها‬
‫وكسوتها وسكناىا‬
‫يعتبر ذلك لحالهما جميعا موسرا كان الزوج أو معسرا‬
‫فإن امتنعت من تسليم نفسها حتى يعطيها مهرىا فلها النفقة‬
‫وإن نشزت فاال نفقة لها حتى تعود إلى منزلو‬
‫وإن كانت صغيرة ال يستمتع بها فبل نفقة لها وإن سلمت نفسها إليو‬
‫وإن كان الزوج صغيرا ال يقدر على الوطء والمرأة كبيرة فلها النفقة من مالو‬
‫وإذا طلق الرجل امرأتو فلها النفقة والسكنى في عدتها رجعيا كان أو بائنا‬
‫وال نفقة للمتوفى عنها زوجها وكل فرقة جاءت من قبل المرأة بمعصية فبل نفقة لها وإن طلقها‬
‫ثم ارتدت سقطت نفقتها‬
‫وإن أمكنت ابن زوجها من نفسها إن كان بعد الطبلق فلها النفقة وإن كان قبل الطبلق فبل نفقة‬
‫لها‬
‫وإذا حبست المرأة في دين أو غصبها رجل كرىا فذىب بها أو حجت مع محرم فبل نفقة لها‬
‫وإن مرضت في منزل الزوج فلها النفقة‬
‫وتفرض على الزوج نفقة خادمها إذا كان موسرا وال تفرض ألكثر من خادم واحد‬
‫وعليو أن يسكنها في دار منفردة ليس فيها أحد من أىلو إال أن تختار ذلك وإن كان لو ولد من‬
‫غيرىا فليس لو أن يسكنو معها‬
‫للزوج أن يمنع والديها وولدىا من غيره وأىلها من الدخول عليها وال يمنعهم من النظر إليها‬
‫وكبلمها أي وقت اختاروا‬
‫ومن أعسر بنفقة امرأتو لم يفرق بينهما ويقال لها ‪ :‬استديني عليو‬
‫وإذا غاب الرجل ولو مال في يد رجل وىو يعرف بو وبالزوجية فرض القاضي في ذلك المال‬
‫نفقة زوجة الغائب وأوالده الصغار ووالديو ويأخذ منها كفيبل بها وال يقضى بنفقة في مال الغائب‬
‫إال لهؤالء‬
‫وإذا قضى القاضي لها بنفقة اإلعسار ثم أيسر فخاصمتو تمم لها نفقة الموسر‬

‫(‪)98/1‬‬

‫وإذا مضت مدة لم ينفق الزوج عليها وطالبتو بذلك فبل شيء لها إال أن يكون القاضي فرض‬
‫لها النفقة أو صالحت الزوج على مقدارىا فيقضي لها بنفقة ما مض وإذا مات الزوج بعد ما‬
‫قضي عليو بالنفقة ومضت شهور سقطت النفقة‬
‫وإن أسلفها نفقة سنة ثم مات يسترجع منها شيء وقال محمد ‪ :‬يحتسب لها نفقة ما مضى وما‬
‫بقي للزوج‬
‫وإذا تزوج العبد حرة فنفقتها دين عليو يباع فيها‬
‫وإذا تزوج الرجل أمة فبوأىا موالىا معو منزال فعليو النفقة وإن لم يبوئها فبل نفقة لها‬
‫ونفقة األوالد الصغار على األب ال يشاركو فيها أحد‬
‫كما ال يشاركو في نفقة الزوجة أحد‬
‫فإن كان الصغير وضيعا فليس على أمو أن ترضعو ويستأجر لو األب من ترضعو عندىا فإن‬
‫استأجرىا وىي زوجتو أو معتدتو لترضع ولدىا لم يجز وإن انقضت عدتها فاستأجرىا على‬
‫إرضاعو جاز‬
‫فإن قال األب ال أستأجرىا وجاء بغيرىا‬
‫فرضيت األم بمثل أجر األجنبية كانت األم أحق بو وإن التمست زيادة لم يجبر الزوج عليها‬
‫ونفقة الصغير واجبة على أبيو وإن خالفو في دينو كما تجب نفقة الزوجة على الزوج وإن خالفتو‬
‫في دينو‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 96‬‬


‫‪ - 43‬كتاب الحضانة‬
‫وإذا وقعت الفرقة بين الزوجين فاألم أحق بالولد فإن لم تكن األم فأم األم أولى من أم األب‬
‫فإن لم تكن فأم األب أولى من األخوات فإن لم تكن جدة فؤلخوات أولى من العمات‬
‫والخاالت وتقدم األخت من األب واألم ثم األخت من األم ثم األخت من األب ثم الخاالت‬
‫أولى من العمات وينزلن كذلك ثم العمات ينزلن كذلك‬
‫وكل من تزوجت من ىؤالء سقط حقها إال الجدة إذا كان زوجها الجد وإن لم تكن للصبي امرأة‬
‫من أىلو واختصم فيو الرجال فأوالىم بو أقربهم تعصبيا‬
‫واألم والجدة أحق بالغبلم حتى يأكل وحده ويلبس وحده ويستنجي وحده وبالجارية حتى‬
‫تحيض ومن سوى األم والجدة أحق بالجارية حتى تبلغ حدا تشتهى‬

‫(‪)99/1‬‬

‫واألمة إذا أعتقها موالىا وأم الولد إذا أعتقت في الولد كالحرة وليس لؤلمة وأم الولد قبل العتق‬
‫حق في الولد والذمية أحق بولدىا المسلم ما لم يعقل األديان ويخاف أن يألف الكفر‬
‫وإذا أرادت المطلقة أن تخرج بولدىا من المصر فليس لها ذلك إال أن تخرجو إلى وطنها وقد‬
‫كان الزوج تزوجها فيو‬
‫وعلى الرجل أن ينفق على أبويو وأجداده وجداتو إذا كانوا فقراء وإن خالفوه في دينو وال تجب‬
‫النفقة مع اختبلف الدين إال للزوجة واألبوين واألجداد والجدات والولد وولد الولد وال يشارك‬
‫الولد في نفقة أبويو أحد‬
‫والنفقة لكل ذي رحم محرم إذا كان صغيرا فقيرا أو كانت امرأة بالغة فقيرة أو كان ذكرا زمنا أو‬
‫أعمى فقيرا‬
‫ويجب ذلك على مقدار الميراث‬
‫وتجب نفقة االبنة البالغة واالبن الزمن على أبويو أثبلثا ‪ :‬على األب الثلثان وعلى األم الثلث‬
‫وال تجب نفقتهم مع اختبلف الدين وال تجب على الفقير‬
‫وإذا كان لبلبن الغائب مال فضي عليو بنفقة أبويو وإن باع‬
‫أبوه متاعو في نفقتو جاز عند أبي حنيفة وإن باع العقار لم يجز‬
‫وإن كان لبلبن الغائب مال في يد أبويو فانفقا منو لم يضمنا‬
‫وإن كان لو مال في يد أجنبي فأنفق عليهما بغير إذن القاضي ضمن‬
‫وإذا قضى القاضي للولد والوالدين وذوي األرحام بالنفقة فمضت مدة سقطت إال أن يأذن‬
‫القاضي في االستدانة عليو‬
‫وعلى المولى أن ينفق على عبده وأمتو فإن امتنع وكن لهما كسب اكتسبا وأنفقها على أنفسهما‬
‫وإن لم يكن لهما كسب أجبر المولى على بيعهما‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 154‬‬


‫‪ - 44‬كتاب العتق‬

‫(‪)155/1‬‬

‫العتق يقع من الحر البالغ في مكو فإذا قال لعبده أو أمتهأنت حر أو محرر أو قد حررتك أو‬
‫أعتقتك فقد عتق نوى المولى العتق أو لم ينو وكذلك إذا قال ‪ :‬رأسك حر أو وجهك أو‬
‫رقبتك أو بدن ‪ :‬أو قال ألمتو ‪ :‬فرجك حر ولو قال ‪ :‬ال ملك لي عليك ونوي بو الحرية عتق‬
‫وإن لم ينو لم يعتق وكذلك كنايات العتق وإن قال ‪ :‬ال سلطان لي عليكونوى بو العتق لم يعتق‬
‫وإن قال ‪ :‬ىذا ابني وثبت على ذلك أو قال ‪ :‬ىذا موالي أو يا مواليعتق‬
‫وقال أبو يوسف محمد ‪ :‬ليس لو إال الضمان مع اليسار والسعاية مع اإلعسار وإذا اشترى‬
‫رجبلن ابن أحدىما عتق نصيب األب وال ضمان عليو وكذلك إذا ورثاه فالشريك بالخيار إن‬
‫شاء أعتق نصيبو وإن شاء استسعى وإذا شهد كل واحد من الشريكين على اآلخر بالحرية عتق‬
‫كلو وسعى العبد لكل واحد منهما في نصيبو موسرين كانا أو معسرين عند أبي حنيفة وقال أبو‬
‫يوسف ومحمد ‪ :‬إن كانا موسرين فبل سعاية عليو‬
‫وإن كانا معسرين سعى لهما وإن كان أحدىما موسرا واآلخر معسرا سعى للموسر ولم يسع‬
‫للمعسر ومن أعتق عبده لوجو اهلل تعالى أو للشيطان أو للصنم عتق‬
‫وعتق المكره والسكران واقع وإذا أضاف العتق إلى ملك أو شرط صح كما يصح في الطبلق‬
‫وإذا خرج عبد من دار الحرب إلينا مسلما عتق وإذا أعتق جارية حامبل عتق حملها وإن أعتق‬
‫الحمل خاصة عتق ولم تعتق األم‬
‫وإذا أعتق عبده على مال فقبل العبد عتق ولزمو المال ولو قال ‪ :‬إن أديت إلي ألفا فأنت حر‬
‫صح وصار مأذونا فإن أحضر المال أجبر الحاكم المولى على قبضو وعتق العبد‬
‫وولد األمة من موالىا حر وولدىا من زوجها مملوك لسيدىا وولد الحرة من العبد حر‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 115‬‬


‫‪ - 1‬باب التدبير‬

‫(‪)151/1‬‬

‫إذا قال المولى لمملوكو ‪ :‬إذا مت فأنت حر أو أنت حر عن دبر مني أو أمن مدبر أو قد‬
‫دبرتك فقد صار مدبرا ال يجوز بيعو وال ىبتو وللمولى أن يستخدمو ويؤاجره وإن كانت أمة‬
‫وطئها ولو أن يزوجو فإذا مات المولى عتق المدبر من ثلث مالو إن خرج من الثلث وإن لم‬
‫يكن لو مال غيره سعى في ثلثي قيمتو وإن كان على المولى دين سعى في جميع قيمتو لغرمائو‬
‫وولد المدبرة مدبر فإن علق التدبير بموتو على صفة ‪ -‬مثل أن يقول ‪ :‬إن مت من مرضي ىذا‬
‫أو سفري ىذا أو من مرض كذا ‪ -‬فليس بمدبر ويجوز بيعو فإن مات المولى على الصفة التي‬
‫ذكرىا عتق كما يعتق المدبر‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 112‬‬


‫‪ - 2‬باب االستيبلد‬
‫إذا ولدت األمة من موالىا فقد صارت أم ولد لو ال يجوز بيعها وال تمليكها ولو وطؤىا‬
‫واستخدامها وإجارتها وتزويجها وال يثبت نسب ولدىا إال أن يعترف بو المولى فإن جاءت بعد‬
‫ذلك بولد ثبت نسبو بغير إقرار وإن نفاه انتفى بقولو وإن زوجها فجاءت بولد فهو حكم أمو‬
‫وإذا مات المولى عتقت من جميع المال وال تلزمها السعاية للغرماء إن كان على المولى دين‬
‫وإذا وطئ أمة غيره بنكاح فولدت منو ثم ملحها صارت أم ولد لو وإذا وطئ األب جارية ابنو‬
‫فجاءت بولد فادعاه ثبت نسبو وصارت أم ولد لو وعليو قيمتها وليس عليو عقرىا وال قيمة‬
‫ولدىا وإن وطئ أب مع بقاء األب لم يثبت النسب فإن كان األب ميتا يثبت النسب من الجد‬
‫كما يثبت من األب وإذا كانت الجارية بين شريكين فجاءت بولد فادعاه أحدىما ثبت نسبو‬
‫منو وصارت أم ولد لو‬

‫(‪)152/1‬‬

‫وعليو نصف عقرىا ونصف قيمتها وليس عليو شيء من قيمة ولدىا وإذا ادعياه معا ثبت نسبو‬
‫منهما وكانت األم أم ولد لهما وعلى كل واحد منهما نصف العقر قصاصا بما لو على اآلخر‬
‫ويرث االبن من كل واحد منهما ميراث ابن كامل وىما يرثان منو ميراث أب واحد وإذا وطئ‬
‫المولى جارية مكاتبو فجاءت بولد فادعاه ‪ :‬فإن صدقو المكاتب ثبت نسب الولد منو وكان‬
‫عليو عقرىا وقيمة ولدىا وال تصير أم ولد لو وإن كذبو في النسب لم يثبت‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 116‬‬


‫‪ - 45‬كتاب المكاتب‬
‫وإذا كاتب المولى عبده أو أمتو على مال شرطو عليو وقبل العبد ذلك صار مكاتبا ويجوز أن‬
‫يشترط المال حاال ومؤجبل ومنجما وتجوز كتابة العبد الصغير إذا كان يعقل البيع والشراء‬
‫وإذا صحت الكتابة خرج المكاتب من يد المولى ولم يخرج من ملكو فيجوز لو البيع والشراء‬
‫والسفر وال يجوز لو التزويج إال بإذن المولى وال يهب وال يصدق إال بشيء اليسير وال يتكفل‬
‫فإنو ولد لو ولد من أمة لو دخل في كتابتو وكان حكمو كحكمو وكسبو لو وإن زوج المولى عبده‬
‫من أمتو ثم كاتبهما فولدت منو ولدا دخل في كتابتها وكان كسبو لها‬
‫وإن وطئ المولى مكاتبتو لزمو العقر وإن جنى عليها أو على ولدىا لزمتو الجناية وإن أتلف ماال‬
‫لها غرمو‬
‫وإذا اشترى المكاتب أباه أو أبنو دخل في كتابتو وإن اشترى أم ولده دخل ولدىا في الكتابة‬
‫ولم يجز بيعها وإن اشترى ذا رحم محرم منو ال والد لو لم يدخل في كتابتو عند أبي حنيفة‬
‫وإذا عجز المكاتب عن نجم نظر الحاكم في حالو فإن كان لو دين يقتضيو أو مال يقدم إليو‬
‫ولم يعجل بتعجيزه وانتظر عليو اليومين‬
‫والثبلثة وإن لم يكن لو وجو وطلب المولى تعجيزه عجزه وفسخ الكتابة وقال أبو يوسف ‪ :‬ال‬
‫يعجزه حتى يتوالى عليو نجمان وإذا عجز المكاتب عاد إلى أحكام الرق وكان ما في يده من‬
‫األكساب لمواله‬

‫(‪)153/1‬‬

‫وإن مات المكاتب ولو مال لم تنفسخ الكتابة وقضيت كتابتو من أكسابو وحكم بعتقو في آخر‬
‫جزء من أجزاء حياتو وإن لم يترك وفاء وترك ولدا مولودا في الكتابة سعى في كتابة أبيو على‬
‫نجومو وإذا أدى حكمنا بعتق أبيو قبل موتو وعتق الولد وإن ترك ولدا مشترى في الكتابة قيل لو‬
‫‪ :‬إما أن تؤدي الكتابة حاال وإال رددت في الرق‬
‫وإذا كاتب المسلم عبده على خمر أو خنزير أو على قيمة نفسو فالكتابة فاسدة‬
‫فإن أدى الخمر عتق ولزمو أن يسعى في قيمتو وال ينقص من المسمى ويزاد عليو‬
‫وإن كاتبو على حيوان غير موصوف فالكتابة جائزة وإذا كاتب عبديو كتابة واحدة ضامن عن‬
‫اآلخر جازت الكتابة وأيهما أدى عتقا ويرجع على شريكو بنصف ما أدى‬
‫وإذا أعتق المولى مكاتبو عتق بعتقو وسقط عنو مال الكتابة‬
‫وإذا مات مولى المكاتب لم تنفسخ الكتابة وقيل لو ‪ :‬أد المال إلى ورثة المولى على نجومو‬
‫فإن أعتقو أحد الورثة لم ينفذ عتقو وإن أعتقوه جميعا عتق وسقط عنو مال الكتابة‬
‫وإذا كاتب المولى أم ولده جاز وإن مات المولى سقط عنها مال الكتابة وإن ولدت مكاتبتو منو‬
‫فهي بالخيار ‪ :‬إن شاءت مضت على الكتابة وإن شاءت عجزت نفسها وصارت أم ولد لو‬
‫وإذا كاتب مدبرتو جاز فإن مات المولى وال مال لو كانت بالخيار بين أن تسعى في ثلثي قيمتها‬
‫أو جميع مال الكتابة وإن دبر مكاتبتو صح التدبير ولها الخيار ‪ :‬إن شاءت مضت على الكتابة‬
‫وإن شاءت عجزت نفسها وصارت مدبرة وإن مضت على كتابتها فمات المولى وال مال لو‬
‫فهي بالخيار ‪ :‬إن شاءت سعت في ثلثي مال الكتابة أو ثلثي قيمتها عند أبي حنيفة‬
‫وإذا أعتق المكاتب عبده على مال لم يجز‬
‫وإن وىب على عوض لم يصح وإن كاتب عبده جاز فإن أدى الثاني قبل أن يعتق األول فوالؤه‬
‫للمولى وإن أدى بعد عتق المكاتب األول فوالؤه لو‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 124‬‬


‫كتاب الوالء‬

‫(‪)154/1‬‬

‫إذا أعتق الرجل مملوكو فوالؤه لو وكذلك المرأة تعتق فإن شرط أنو سائبو فالشرط باطل والوالء‬
‫لمن أعتق‬
‫وإذا أدى المكاتب عتق ووالؤه للمولى‬
‫وكذلك إن عتق بعد موت المولى فوالؤه لورثة المولى فإن مات المولى عتق مدبره وأمهات‬
‫أوالده ووالؤىم لو ومن ملك ذا رحم محرم منو عتق عليو ووالؤه لو‬
‫وإذا تزوج عبد رجل أمة آلخر فأعتق مولى األمة األمة وىي حامل من العبد عتقت وعتق حملها‬
‫ووالء الحمل لمولى األم ال ينتقل عنو أبدا فإن ولدت بعد عتقها ألكثر من ستة أشهر ولدا‬
‫فوالؤه لمولى األم فإن أعتق العبد جر والء ابنو وانتقل عن مولى األم إلى مولى األب‬
‫ومن تزوج من العجم بمعتقو من العرب فولدت لو أوالد فوالء أوالدىا لمواليها عند أبي حنيفة‬
‫ووالء العتاقة تعصيب فإن كان للمعتق عصبة من النسب فهو أولى منو وإن لم يكن لو عصبة‬
‫من النسب فميراثو للمعتق‬
‫فإن مات المولى ثم مات المعتق فميراثو لبني المولى دون بناتو وليس للنساء من الوالء إال ما‬
‫أعتقن أو أعتق من أعتقن أو كاتبن أو كاتب من كاتبن إذا ترك المولى ابنا أوالد ابن آخر‬
‫فميراث المعتق لبلبن دون بني البن والوالء للكبر‬
‫وإذا أسلم رجل على يد رجل ووااله على أن يرثو ويعقل عنو أو أسلم على يد غيره ووااله‬
‫فالوالء صحيح وعقلو على مواله فإن مات وال وارث لو فميراثو للمولى وإن كان لو وارث فهو‬
‫أولى منو وللمولى أن ينتقل عنو بوالئو إلى غيره ما لم يعقل عنو فإذا عقل عنو لم يكن لو أن‬
‫يتحول بوالئو إلى غيره وليس لمولى العتاقة أن يوالي أحد‬
‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 128‬‬


‫‪ - 47‬كتاب الجنايات‬
‫القتل على خمسة أوجو ‪ :‬عمد وشبو عمد وخطإ وما أجزي مجرى الخطإ والقتل بسبب‬
‫فالعمد ‪ :‬ما تعمد ضربو بسبلح أو ما أجزي مجرى السبلح في تفريق األجزاء كالمحدد من‬
‫الخشب والحجر والنار وموجب ذلك‬
‫المأثم والقرد إال أن يعفو األولياء وال كفار فيو‬

‫(‪)155/1‬‬

‫وشبو العمد عند أبي حنيفة ‪ :‬أن يتعمد الضرب بما ليس بسبلح وال ما أجري مجرى السبلح‬
‫وقال أبو يوسف و محمد ‪ :‬إذا ضربو بحجر عظيم أو خشبة عظيمة فهو عمد وشبو العمد ‪ :‬أن‬
‫يتعمد ضربو بما ال يقتل غالبا وموجب ذلك على القولين والمأثم والكفارة وال قود وفيو دية‬
‫مغلظة على العاقلة‬
‫والخطأ على وجهين ‪ :‬خطأ في القصد وىو ‪ :‬أن يرمي شخصا يظنو صيدا فإذا ىو آدمي وخطأ‬
‫في الفعل وىو ‪ :‬أن يرمي غرضا فيصيب آدميا وموجب ذلك ‪ :‬الكفارة والدية على العاقلة وال‬
‫مأثم فيو‬
‫وما أجري مجرى الخطإ ‪ :‬مثل النائم ينقلب على رجل فيقتلو فحكمو حكم الخطإ‬
‫وأما القتل بسبب ‪ :‬كحافر البئر وواضع الحجر في غير ملكو وموجبو إذا تلف فيو آدمي ‪:‬‬
‫الدية على العاقلة وال كفارة فيو‬
‫والقصاص واجب بقتل كل محقون الدم على التأبيد إذا قتل عمدا‬
‫ويقتل الحر بالحر والحر بالعبد والمسلم بالذمي وال يقتل والمسلم بالمستأمن ويقتل الرجل‬
‫بالمرأة والكبير بالصغير والصحيح باألعمى والزمن وال يقتل الرجل بابنو وال بعبده وال مدبره وال‬
‫مكاتبو وال بعبد ولده ومن ورث قصاصا على أبيو سقط وال يستوفى القصاص إال بالسيف‬
‫وإذا قتل المكاتب عمدا وليس لو وارث إال المولى وترك وفاء فلو القصاص فإن ترك وفاء‬
‫ووارثو غير المولى فبل قصاص لهم وإن اجتمعوا مع المولى‬
‫وإذا قتل عبد الرىن لم يجب القصاص حتى يجتمع الراىن والمرتهن‬
‫ومن جرح رجبل عمدا فلم يزل صاحب فراش حتى مات فعليو القصاص ومن قطع يد غيره‬
‫عمدا من المفصل قطعت يده وكذلك الرجل ومارن األنف واألذن‬
‫ومن ضرب عين رجل فقلعها فبل قصاص عليو وإن كانت قائمة فذىب ضوؤىا فعليو القصاص‬
‫تحمى لو المرآة ويجعل على وجهو قطن رطب وتقابل عينو بالمرآة حتى يذىب ضوءىا‬
‫وفي السن القصاص وفي كل شجة يمكن فيها المماثلة القصاص وال قصاص في عظم إال في‬
‫السن وليس فيما دون النفس شبو عمد إنما ىو عمد أو خطأ‬

‫(‪)156/1‬‬

‫وال قصاص بين الرجل والمرأة فيما دون النفس وال بين الحر والعبد وال بين العبدين‬
‫ويجب القصاص في األطراف بين المسلم والكافر ومن قطع يد رجل من نصف الساعد أو‬
‫جرحو جائفة فبرأ منها فبل قصاص عليو‬
‫وإذا كانت يد المقطوع ويد القاطع شبلء أو ناقصو األصابع فالمقطوع بالخيار ‪ :‬إن شاء قطع‬
‫اليد المعيبة وال شيء لو غيرىا وإن شاء آخذ األرض كامبل‬
‫ومن شج رجبل فاستوعب الشجة ما بين قرنية وىي ال تستوعب ما بين قرني الشاج فالمشجوج‬
‫بالخيار ‪ :‬إن شاء اقتض بمقدار شجتو يبتدئ من أي الجانبين شاء وإن شاء أخذ األرش‬
‫وال قصاص في اللسان وال في الذكر إال أن تقطع الحشفة‬
‫وإذا اصطلح القاتل وأولياء المقتول على مال سقط القصاص ووجب المال قليبل كان أو كثيرا‬
‫فإن عفا أحد الشركاء أو صالح من نصيبو على عوض سقط حق الباقين من القصاص وكان لهم‬
‫نصيبهم من الدية وإذا قتل جماعة واحدا عمدا اقتض من جميعهم‬
‫وإذا قتل واحد جماعة فحضر أولياء المقتولين قتل بجماعتهم وال شيء لهم غير ذلك فإن‬
‫حضر واحد قتل لو وسقط حق الباقين ومن وجب عليو القصاص فمات سقط القصاص وإذا‬
‫قطع رجبلن يد رجل فبل قصاص على واحد منهما وعليهما نصف الدية وإن قطع واحد يميني‬
‫رجلين فحضرا فلهما أن يقطعا يده ويأخذا منو نصف الدية ويقتسمانو نصفين وإن حضر واحد‬
‫منهما فقطع يده فلآلخر عليو نصف الدية‬
‫وإذا أقر العبد بقتل العمد لزمو القود‬
‫ومن رمى رجبل عمدا فنفذ السهم منو إلى آخر فماتا فعليو القصاص لؤلول والدية الثاني على‬
‫عاقلتو‬

‫‪-------------------------------------‬‬
‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 138‬‬
‫‪ - 48‬كتاب الديات‬
‫إذا قتل رجل رجبل عمد فعلى عاقلتو دية مغلظة وعليو كفارة ودية شبو العمد عند أبي حنيفة‬
‫وأبي يوسف مائة من اإلبل أرباعا ‪ :‬خمس وعشرون بنت مخاض وخمس وعشرون بنت لبون‬
‫وخمس وعشرون حقة وخمس وعشرون جذعة وال يثبت‬
‫التغليظ إال في اإلبل خاصة فإن قضي بالدية من غير اإلبل لم تتغلظ‬

‫(‪)157/1‬‬

‫وقتل الخطإ جب بو الدية على العاقلة والكفارة على القاتل‬


‫والدية في الخطأ مائة من اإلبل أخماسا ‪ :‬عشرون بنت مخاض وعشرون ابن مخاض وعشرون‬
‫بنت لبون وعشرون حقة وال تثبت الدية إال من ىذه األنواع الثبلثة عند أبي حنيفة وقال أبو‬
‫يوسف ومحمد ‪ :‬من البقر مائتا بقرة ومن الغنم ألفا شاة ومن الحلل مائتا حلة كل حلة ثوبان‬
‫ودية المسلم والذمي سواء‬
‫وفي النفس الدية وفي المارن الدية وفي اللسان الدية وفي الذكر الدية وفي العقل إذا ضرب‬
‫رأسو فذىب عقلو الدية وفي اللحية إذا حلقت فلم تنبت الدية وفي شعر الرأس الدية وفي‬
‫الحاجبين الدية وفي العينين الدية وفي اليدين الدية وفي الرجلين الدية وفي األذنين الدية وفي‬
‫الشفتين الدية وفي األنثيين الدية وفي ثديي المرأة الدية‬
‫وفي كل واحد من ىذه األشياء نصف الدية وفي أشفار العينين الدية وفي أحدىما ربع الدية‬
‫وفي كل إصبع من أصابع اليدين والرجلين عشر الدية واألصابع كلها سواء وكل إصبع فيها ثبلثة‬
‫مفاصل ففي أحدىما ثلث دية اإلصبع وما فيها مفصبلن ففي أحدىما نصف دية اإلصبع وفي‬
‫كل سن خمس من اإلبل واألسنان واألضراس كلها سواء‬
‫ومن ضرب عضوا فأذىب منفعة ففيو دية كاملة‬
‫كما لو قطعو كاليد إذا شلت والعين إذا ذىب ضوءىا‬
‫والشجاج عشرة ‪ :‬الحارصة والدامعة والدامية والباضعة والمتبلحمة والسمحاق والموضحو‬
‫والهاشمة والمنقلة واألمة‬
‫ففي الموضحو القصاص إن كانت عمدا وال قصاص في بقية الشجاج وما دون الموضحة ففيو‬
‫حكومة عدل‬
‫وفي الموضحة إن كانت خطأ نصف عشر الدية وفي الهاشمية عشر الدية وفي المنقلة عشر‬
‫ونصف عشر الدية وفي األمة ثلث الدية وفي الجائفة ثلث الدية‬
‫فإن نفذت فهي جائفتان ففيها ثلثا الدية وفي أصابع اليد نصف الدية‬
‫وإن قطعها مع الكف ففيها الدية وإن قطعها مع نصف الساعد ففي الكف نصف الدية وفي‬
‫الزيادة حكومة عدل وفي اإلصبع الزائدة حكومة عدل‬

‫(‪)158/1‬‬

‫وفي عين الصبي وذكره ولسانو إذا لم تعلم صحتو حكومة عدل ومن شج رجبل موضحة فذىب‬
‫عقلو أو شعر رأسو دخل أرش الموضحة في الدية‬
‫وإن ذىب سمعة أو بصره أو كبلمو فعليو أرش الموضحة مع الدية ومن قطع إصبع رجل فشلت‬
‫أخرى إلى جنبها ففيهما األرش وال قصاص فيو عند أبي حنيفة‬
‫ومن قلع سن رجل فنبتت أخرى سقط األرش ومن شج رجبل فالتحمت ولم يبق لها أثر ونبت‬
‫الشعر سقط األرش عند أبي حنيفة وقال أبو يوسف ‪ :‬عليو أرش األلم وقال محمد ‪ :‬عليو أجرة‬
‫الطبيب ومن جرح رجبل جراحة لم يقتض منو حتى يبرأ‬
‫ومن قطع يد رجل خطأ ثم قتلو قبل البرء فعليو الدية وسقط‬
‫أرش اليد‬
‫وكل عمد سقط فيو القصاص بشبهة فالدية في مال القاتل وكل أرش وجب بالصلح فهو في‬
‫مال القاتل‬
‫وإذا قتل األب ابنو عمدا فالدية في مالو في ثبلث سنين وكل جناية اعترف بها الجاني فهي في‬
‫مالو وال يصدق على عاقلتو‬
‫وعمد الصبي والمجنون خطأ وفيو الدية على العاقلة‬
‫ومن حفر بئرا في طريق المسلمين أو وضع حجرا فتلف بذلك إنسان فديتو على عاقلتو وإن‬
‫تلف فيو بهيمة فضمانها في مالو وإن أشرع في الطريق ورشنا أو ميزابا فسقط على إنسان‬
‫فعطب فالدية على عاقلتو وال كفارة على حافر البئر وواضع الحجر‬
‫ومن حفر بئرا في ملكو فعطب بو إنسان لم يضمن والراكب ضامن لما وطئت الدابة وما‬
‫أصابت بيدىا أو كدمت وال يضمن ما نفخت برجلها أو ذنبها‬
‫فإن راثت أو بالت في الطريق فعطب بو إنسان لم يضمن والسائق ضامن لما أصابت بيدىا أو‬
‫رجلها والقائد ضامن لما أصابت بيدىا دون رجلها‬
‫ومن قاد قطارا فهو ضامن لما وطئ فإن كان معو سائق فالضمان عليها وإذا جنى البعد جناية‬
‫خطإ قيل لمواله ‪ :‬إما أن تدفعو بها أو تفديو‬

‫(‪)159/1‬‬

‫فإن دفعو ملكو ولي الجناية وإن فداه بأرشها فإن عاد فجنى كان حكم الجناية الثانية حكم‬
‫األلى فإن جنى قيل للمولى ‪ :‬إما أن تدفعو إلى ولي الجنايتين يقتسمان على قدر حقيهما وإما‬
‫أن تفديو بأرش كل واحدة منهما وإن أعتقو المولى وىو ال يعلم بالجناية ضمن األقل من قيمتو‬
‫ومن أرشها وإن باعو المولى أو أعتقو بعد العلم بالجناية وجب عليو األرش‬
‫وإذا جنى المدبر أو أم الولد جناية خطأ ضمن المولى األقل من قيمتو ومن أرشها فإن جنى‬
‫أخرى وقد دفع المولى القيمة إلى ولي األولى بقضاء فبل شيء عليو ويتبع ولي الجناية الثانية‬
‫ولي الجناية األولى فيشاركو فيما أخذ وإن كان المولى دفع القيمة بغير قضاء فالولي بالخيار ‪:‬‬
‫إن شاء اتبع المولى وإن شاء اتبع ولي الجناية األولى‬
‫وإذا مال الحائط إلى طريق المسلمين فطولب صاحبو بنقضو وأشهد عليو فلم ينقض في مدة‬
‫يقدر على نقضو حتى سقط ضمن ما تلف بو من نفس أو مال‬
‫ويستوي أن يطالبو بنقضو مسلم أو ذمي وإن مال إلى دار رجل فالمطالبة إلى مالك الدار‬
‫خاصة وإذا اصطدم فارسان فماتا فعلى عاقلة كل واحد منهما دية اآلخر‬
‫وإذا قتل رجل عبدا خطأ فعليو قيمتو ال يزاد على عشرة آالف درىم فإن كانت قيمتو عشرة‬
‫آالف أو أكثر قضي عليو بعشرة آالف إال عشرة‬
‫وفي األمة إذا زادت قيمتها على الدية خمسة آالف إال عشرة‬
‫وفي يد العبد نصف القيمة ال يزاد على خمسة آالف إال خمسة وكل ما يقدر من دية الحر فهو‬
‫مقدر من قيمة العبد‬
‫وإذا ضرب بطن امرأة فألقت جنينا ميتا فعليو غرة وىي نصف عشر الدية فإن ألقتو حيا ثم مات‬
‫فعليو دية كاملة وإن ألقتو ميتا ثم ماتت األم فعليو دية وغرة وإن ماتت األم ثم ألقتو ميتا فعليو‬
‫دية في األم وال شيء في الجنين‬
‫وما يجب في الجنين موروث عنو وفي جنين األمة إذا كان ذكرا نصف عشر قيمتو لو كان حيا‬
‫وعشر قيمتو إن كان أنثى وال كفارة في الجنين‬

‫(‪)115/1‬‬
‫والكفارة في شبو العمد والخطإ ‪ :‬عتق رقبة مؤمنة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين وال يجزئ‬
‫فيها اإلطعام‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 152‬‬


‫‪ - 1‬باب القسامة‬
‫وإذا وجد القتيل في محلة وال يعلم من قتلو استحلف خمسون رجبل منهم‬
‫يتخيرىم الولي ‪ :‬باهلل ما قتلناه وال علمنا لو قاتبل فإذا حلفوا قضي على أىل المحلة بالدية وال‬
‫يستحلف الولي وال يقضي لو بالجناية وإن لم يكمل أىل المحلة كررت األيمان عليهم حتى يتم‬
‫خمسون‬
‫وال يدخل في القسامة صبي وال مجنون‬
‫وال امرأة وال عبد وإن وجد ميت ال أثر بو فبل قسامة وال دية وكذلك إن كان الدم يسيل من‬
‫أنفو أو من دبره أو من فمو فإن كان يخرج من عينيو أو من أذنو فهو قتيل‬
‫وإذا وجد القتيل على دابة يسوقها رجل فالدية على عاقلتو دون أىل المحلة وإن وجد القتيل‬
‫في دار إنسان فالقسامة عليو والدية على عاقلتو‬
‫وال يدخل السكان في القسامة مع المبلك عند أبي حنيفة وىي على أىل الخطة‬
‫دون المشترين ولو بقي منهم واحد وإن وجد القتيل في سفينة فالقسامة على من فيها من‬
‫الركاب والمبلحين وإن وجد القتيل في مسجد محلة فالقسامة على أىلها وإن وجد في الجامع‬
‫أو الشارع األعظم فبل قسامة فيو والدية على بيت المال وإن وجد في برية ليس بقربها عمارة‬
‫فهو ىدر وإن وجد بين قريتين كان على أقربهما وإن وجد في وسط الفرات بمر بو الماء فهو‬
‫ىدر‬
‫فإن كان محتسبا بالشاطئ فهو على أقرب القرى من ذلك المكان‬
‫وإن ادعى الولي على واحد من أىل المحلة بعينو لم تسقط القسامة عنهم وإن ادعى على‬
‫واحد من غيرىم سقطت عنهم القسامة‬
‫وإذا قال المستحلف ‪ :‬قتلو فبلن استحلف باهلل ما قتلت وال عرفت لو قاتبل غير فبلن‬
‫وإذا شهد اثنان من أىل المحلة على رجل من غيرىم أنو قتلو لم تقبل شهادتهما‬

‫‪-------------------------------------‬‬
‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 157‬‬
‫‪ - 49‬كتاب المعاقل‬

‫(‪)111/1‬‬

‫الدية في شبو العمد والخطإ وكل دية وجبت بنفس القتل على العاقلة‬
‫والعاقلة ‪ :‬أىل الديوان‬
‫إن كان القاتل من أىل الديوان يؤخذ من عطاياىم في ثبلث سنين فإن خرجت العطايا في أكثر‬
‫من ثبلث سنين أو أقل أخذت منها ومن لم يكن من أىل الديوان فعاقلتو قبيلتو تقسط عليهم‬
‫في ثبلث سنين ال يزاد الواحد على أربعة دراىم في كل سنة وينقض منها فإن لم تتسع القبيلة‬
‫لذلك ضم إليهم أقرب القبائل من غيرىم‬
‫ويدخل القاتل مع العاقلة فيكون فيما يؤدي مثل أحدىم‬
‫وعاقلة المعتق قبيلة مواله ومولى المواالة يعقل عنو مواله وقبيلتو وال تتحمل العاقلة أقل من‬
‫نصف عشر الدية وتتحمل نصف العشر فصاعدا وما ينقص من ذلك فهو في مال الجاني‬
‫وال تعتقل العاقلة جناية العبد وال تعقل الجناية التي اعترف بها الجاني إال أن يصدقوه وال تعقل‬
‫ما لزم بالصلح‬
‫وإذا جنى الحر على العبد جناية خطأ كانت على عاقلتو‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 161‬‬


‫‪ - 55‬كتاب الحدود‬
‫الزنا يثبت بالبينة واإلقرارز‬
‫فالبينة ‪ :‬أن تشهد أربعة من الشهود على رجل أو امرأة بالزنا فيسألهم اإلمام عن الزنا‬
‫ما ىو ؟ وكيف ىو ؟ وأين زنى ؟ وبمن زنى ؟ ومتى زنى ؟ فإذا بينوا ذلك وقالوا ‪ :‬رأيناه وطئها‬
‫في فرجها كالميل في المكحلة وسأل القاضي عنهم فعدلوا في السر والعبلنية حكم بشهادتهم‬
‫واإلقرار ‪ :‬أن يقر البالغ العاقل على نفسو بالزنا أربع مرات في أربعة مجالس من مجالس المقر‬
‫كلما أقر رده القاضي فإذا تم إقراره أربع مرات سألو اإلمام عن الزنا ‪ :‬ما ىو ؟ وكيف ىو ؟‬
‫وأين زنى ؟ وبمن زنى ؟ فإذا بين ذلك لزمو الحد‬
‫فإن كان الزاني محصنا رجمو بالحجارة حتى يموت يخرجو إلى أرض فضاء يبتدئ الشهود‬
‫برجمو ثم اإلمام ثم الناس فإن امتنع الشهود من االبتداء سقط الحد‬
‫وإن كان مقرا ابتدأ اإلمام ثم الناس ويغسل ويكفن ويصلي عليو‬

‫(‪)112/1‬‬

‫وإن لم يكن محصنا وكان حرا فحده مائة جلدة يأمر اإلمام بضربو بسوط ال ثمرة لو ضربا‬
‫متوسطا تنزع عنو ثيابو ويفرق الضرب على أعضائو إال رأسو ووجهو وفرجو وإن كان عبدا جلده‬
‫خمسين كذلك‬
‫فإن رجع المقر عن إقراره قبل إقامة الحد عليو أو في وسطو قبل رجوعو وخلي سبيلو‬
‫ويستحب لئلمام أن يلقن المقر الرجوع ويقول لو ‪ :‬لعلك لمست أو قبلت‬
‫والرجل والمرأة في ذلك سواء غير أن المرأة ال تنزع عنها ثيابها إال الفرو والحشو وإن حفر لها‬
‫في الرجم جاز‬
‫وال يقيم المولى الحد على عبده إال بإذن اإلمام‬
‫وإذا رجع أحد الشهود بعد الحكم وقبل الرجم ضربوا الحد وسقط الرجم فإن رجع بعد الرجم‬
‫حد الراجع وحده‬
‫وضمن ربع الدية وإن نقص عدد الشهود عن أربعة حدوا‬
‫وشرط إحصان الرجم ‪ :‬أن يكون حرا بالغا عاقبل مسلما قد تزوج امرأة نكاحا صحيحا ودخل‬
‫بها وىما على صفة اإلحصان‬
‫وال يجمع في المحصن بين الجلد والرجم وال يجمع في البكر بين الجلد والنفي إال أن يرى‬
‫اإلمام ذلك مصلحة فيغربو على قدر ما يراه‬
‫وإذا زنى المريض وحده الرجم رجم وإن كان حده الجلد لم يجلد حتى يبرأ‬
‫وإذا زنت الحامل لم تحد حتى تضع حملها فإن كان حدىا الجلد فحتى تتعالى من نفسها وإذا‬
‫كان حدىا الرجم رجمت‬
‫وإذا شهد الشهود بحد متقادم لم يقطعهم عن إقامتو بعدىم عن اإلمام لم تقبل شهادتهم إال‬
‫في حد القذف خاصة‬
‫ومن وطئ أجنبية فيما دون الفرج عزز‬
‫وال حد على من وطئ جارية ولده وولد ولده وإن قال ‪ :‬علمت أنها علي حرام ‪ :‬وإذا وطئ‬
‫جارية أبيو أو أمو أو زوجتو أو وطئ العبد جارية مواله وقال ‪ :‬علمت أنها علي حرام حد وإن‬
‫قال ‪ :‬ظننت أنها حبلل حد‬
‫ومن زفت إليو غير امرأتو وقالت النساء ‪ :‬إنها زوجتك فوطئها فبل حد عليو‬
‫وعليو المهر‬

‫(‪)113/1‬‬

‫ومن وجد امرأة على فراشو فوطئها فعليو الحد ومن تزوج امرأة ال يحل لو نكاحها فوطئها لم‬
‫يجب عليو الحد ومن أتى امرأة في الموضع المكروه أو عمل عمل قوم لوط فبل حد عليو عند‬
‫أبي حنيفة ويعزر وقال أبو يوسف و محمد ‪ :‬ىو كالزنا ومن وطئ بهيمة فبل حد عليو‬
‫ومن زنى في دار الحرب أو دار البغي ثم خرج إلينا لم نقم عليو الحد‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 175‬‬


‫‪ - 1‬باب حد الشرب‬
‫ومن شرب الخمر فأخذ وريحها موجود فشهد الشهود بذلك عليو أو أقل فعليو الحد وإن أقر‬
‫بعد ذىاب رائحتها لم يحد‬
‫ومن سكر من النبيذ حد‬
‫وال حد على من وجد منو رائحة الخمر أو تقيأىا وال يحد السكران حتى يعلم أنو سكر من‬
‫النبيذ وشربو طوعا وال يحد حتى يزول عنو السكر‬
‫وحد الخمر والسكر في الحد ثمانون سوطا يفرق على بدنو كما ذكرنا في الزنا وإن كان عبدا‬
‫فحده أربعون سوطا‬
‫ومن أقرب بشرب الخمر أو السكر ثم رجع لم يحد‬
‫ويثبت الشرب بشهادة شاىدين وبإقراره مرة واحدة وال تقبل فيو شهادة النساء مع الرجال‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 172‬‬


‫‪ - 2‬باب حد القذف‬
‫إذا قذف رجل رجبل محصنا أو امرأة محصنة بصريح الزنا وطالب المقذوف بالحد حده الحاكم‬
‫ثمانين سوطا إن كان حرا يفرق على أعضائو وال يجرد عن ثيابو غير أنو ينزع عنو الفرو والحشو‬
‫وإن كان عبدا جلده أربعين‬
‫واإلحصان ‪ :‬أن يكون المقذوف حرا عاقبل بالغا مسلما عفيفا عن فعل الزنا‬
‫ومن نفى نسب غيره فقال ‪ :‬لست ألبيك أو ‪ :‬يا ابن الزانية وأمو ميتة محصنة وطالب االبن‬
‫بالحد حد القاذف وال يطالب بحد القذف للميت إال من يقع القدح في نسبو بقذفو‬
‫وإن كان المقذوف محصنا جاز البنو الكافر والعبد أن يطالب بالحد وليس للعبد أن يطالب‬
‫مواله بقذف أمو الحرة‬
‫وإن أقر بالقذف ثم رجع لم يقبل رجوعو‬
‫ومن قال لعربي ‪ :‬يا نبطئ لم يحد ومن قال لرجل ‪ :‬يا ابن ماء السماء فليس‬

‫(‪)114/1‬‬

‫بقاذف وإذا نسبو إلى عمو أو خالو أو زوج أمو فليس بقاذف‬
‫ومن وطئ وطئا حراما في غير ملكو لم يحد قاذفو والمبلعنة بولد ال يحد قاذفها‬
‫ومن قذف عبدا أو أمة أو كافرا بالزنا أو قذف مسلما بغير الزنا فقال ‪ :‬يا فاسق أو يا كافر أو‬
‫يا خبيث عزر وإن قال ‪ :‬يا حمار أو يا خنزير لم يعزر‬
‫والتعزير ‪:‬‬
‫أكثره تسعة وثبلثون سوطا وأقلو ثبلث جلدات وقال أبو يوسف ‪ :‬يبلغ بالتعزير خمسة وسبعين‬
‫سوطا فإن رأى اإلمام أن يضم إلى الضرب في التعزير الحبس فعل‬
‫وأشد الضرب التعزير ثم حد الزنا ثم حد الشرب ثم حد القذف‬
‫ومن حده اإلمام أو عزره فمات فدمو ىدر‬
‫وإذا حد المسلم في القذف سقطت شهادتو وإن تاب وإن حد الكافر في القذف ثم أسلم‬
‫قبلت شهادتو واهلل أعلم‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 177‬‬


‫‪ - 51‬كتاب السرقة‬
‫إذا سرق العاقل البالغ عشرة دارىم أو ما قيمتو عشرة دراىم مضروبة أو غير مضروبة من حرز‬
‫ال شبهة فيو وجب عليو القطع‬
‫والعبد والحر في القطع سواء‬
‫ويجب القطع بإقراره مرة واحدة أو بشهادة شاىدين‬
‫وإذا اشترك جماعة في سرقة فأصاب كل واحد منهم عشرة دراىم قطع وإن أصابو أقل من‬
‫ذلك لم يقطع‬
‫وال يقطع فيما يوجد تافها مباحا في دار اإلسبلم كالخشب والقصب والحشيس والسمك‬
‫والطير والصيد وكذلك فيما يسرع إليو الفساد كالفواكو الرطبة واللبن واللحم والبطيخ والفاكهة‬
‫على الشجر والزرع الذي لم يحص‬
‫وال قطع في األشربة المطربة‬

‫(‪)115/1‬‬

‫وال في الطيور وال في السرقة المصحف وإن كان عليو حلية وال في الصليب الذىب وال في‬
‫الشطرنج وال النرد وال قطع على سارق الصبي الحر وإن كان عليو حلي وال قطع في سرقة‬
‫العبد الكبير ويقطع في سرقة العبد الصغير وال قطع في الدفاتر كلها إال في دفاتر الحساب وال‬
‫قطع في سرقة الكلب وال فهد وال دف وال طبل وال مزمار ويقطع في الساج والقنا واآلبنوس‬
‫والصندل وإذا اتخذ من الخشب أوان أو أبواب قطع فيها وال قطع على خائن وال خائنة وال‬
‫نباش‬
‫وال منتهب وال مختلس‬
‫وال يقطع السارق من بيت المال وال من مال للسارق فيو شركة ومن سرق من أبويو أو ولده أو‬
‫ذي رحم محرم منو لم يقطع وكذلك إذا سرق أحد الزوجين من اآلخر أو العبد من سيده أو من‬
‫امرأة سيده أو زوج سيدتو والمولى من مكاتبو والسارق من المغنم‬
‫والحرز على ضربين ‪ :‬حرز لمعنى فيو‬
‫كالبيوت والدور وحرز بالحافظ فمن سرق شيئا من حرز أو غير حرز وصاحبو عنده يحفظو‬
‫وجب عليو القطع وال قطع على من سرق من حمام أو من بيت أذن للناس في دخولو‬
‫ومن سرق من المسجد متاعا وصاحبو عنده قطع وال قطع على الضيف إذا سرق ممن أضافو‬
‫وإذا نقب اللص البيت فدخل فأخذ المال وناولو آخر خارج البيت فبل قطع عليهما وإن ألقاه‬
‫في الطريق ثم خرج فأخذه قطع‬
‫وكذلك إن حملو على حمار فساقو فأخرجو وإذا دخل الحرز جماعة فتولى بعضهم األخذ‬
‫قطعوا جميعا‬
‫ومن نقب البيت وأدخل يده فيو فأخذ شيئا لم يقطع وإذا أدخل يده في صندوق الصيرفي أو‬
‫في كم غيره فأخذ المال قطع‬
‫وتقطع يمين السارق من الزند وتحسم فإن سرق ثانيا قطعت رجلو اليسرى فإن سرق ثالثا لم‬
‫يقطع وخلد في السجن حتى يتوب‬
‫وإذا كان السارق أشل اليد اليسرى أو أقطع أو مقطوع الرجل‬
‫اليمنى لم يقطع‬
‫وال يقطع السارق إال أن يحضر المسروق منو فيطالب بالسرقة فإن وىبها من السارق أو باعها‬
‫إياه أو نقصت قيمتها من النصاب لم يقطع‬

‫(‪)116/1‬‬

‫ومن سرق عنيا فقطع فيها وردىا ثم عاد فسرقها وىي بحالها لم يقطع فإن تغيرت عن حالها‬
‫مثل أن كان غزال فسرقة فقطع فيو فرده ثم نسج فعاد فسرقة قطع وإذا قطع السارق والعين‬
‫قائمة في يده ردىا وإن كانت ىالكة لم يضمن وإذا ادعى السارق أن العين المسروقة ملكو‬
‫سقط القطع عنو وإن لم يقم بنية‬
‫وإذا خرج جماعة ممتنعين أو واحد يقدر على االمتناع فقصدوا قطع الطريق فأخذوا قبل أن‬
‫يأخذوا ماال وال قتلوا نفسا حبسهم اإلمام حتى يحدثوا توبة وإن أخذوا مال مسلم أو ذمي‬
‫والمأخوذ إذا قسم على جماعتهم أصاب كل واحد منهم عشرة دراىم فصاعدا أو ما قيمتو‬
‫ذلك قطع اإلمام أيديهم وأرجلهم من خبلف‬
‫وإن قتلوا ولم يأخذوا ماال قتلهم اإلمام حدا فإن عفا األولياء عنهم لم يلتفت إلى عفوىم وإن‬
‫قتلوا وأخذوا المال فاإلمام بالخيار ‪ :‬إن‬
‫شاء قطع أيديهم وأرجلهم من خبلف وقتلهم وصلبهم وإن شاء قتلهم وإن شاء صلبهم ‪:‬‬
‫يصلب حيا ويبعج بطنو بالرمح إلى أن يموت وال يصلب أكثر من ثبلثة أيام‬
‫فإن كان فيهم صبي أو مجنون أو ذو رحم محرم من المقطوع عليو سقط الحد عن الباقين‬
‫وصار القتل إلى األولياء ‪ :‬إن شاؤوا قتلوا وإن شاؤا عفوا‬
‫وإن باشر الفعل واحد أجري الحد على جماعتهم‬
‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 188‬‬


‫‪ - 52‬كتاب األشربة‬
‫األشربة المحرمة أربعة ‪ :‬الخمر وىي ‪ :‬عصير العنب إذا إلى واشتد وقذف بالزبد والعصير إذا‬
‫طبخ حتى ذىب أقل من ثلثيو ونقيع التمر والزبيب إذا اشتد ونبيذ التمر والزبيب إذا طبخ كل‬
‫واحد منهما أدنى طبخ حبلل وإن اشتد إذا شرب منو ما يغلب في ظنو أنو ال يسكره من غير‬
‫لهو وال طرب وال بأس بالخليطين ونبيذ العسل والتين والحنطة والشعير والذرة حبلل وإن لم‬
‫يطبخ‬
‫وعصير العنب إذا طبخ حتى ذىب منو ثلثاه وبقي ثلثو حبلل وإن اشتد وال بأس باالنتباذ في‬
‫الدباء والحنتم والمزفت والنقير‬

‫(‪)117/1‬‬

‫وإذا تخللت الخمر حلت سواء صارت خبل بنفسها أو بشيء طرح فيها وال يكره تخليلها‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 192‬‬


‫‪ - 53‬كتاب الصيد والذبائح‬
‫يجوز االصطياد بالكلب المعلم والفهد والبازي وسائر الجوارح المعلمة‬
‫وتعليم الكلب ‪ :‬أن يترك األكل ثبلث مرات‬
‫وتعليم البازي ‪ :‬أن يرجع إذا دعوتو‬
‫فإذا أرسل كلبو العلم أو بازيو أ وصقره وذكر اسم اهلل تعالى عليو عند إرسالو فأخذ الصيد‬
‫وجرحو فمات حل أكلو وإن أكل منو الكلب لم يؤكل وأن أكل منو البازي أكل وإذا أدرك‬
‫المرسل الصيد حيا وجب عليو أن يذكيو فإن ترك تذكيتو حتى مات لم يؤكل وإن خنقو الكلب‬
‫ولم يجرحو لم يؤكل‬
‫وإن شاركو كلب غير معلم أو كلب مجوسي أو كلب لم يذكر اسم اهلل تعالى عليو لم يؤكل‬
‫وإذا رمى الرجل سهما إلى صيد فسمى عند الرمي أكل ما أصاب إذا جرحو السهم فمات وإن‬
‫أدركو حيا ذكاه وإن ترك تذكيتو حتى مات لم يؤكل وإن وقع السهم فتحامل حتى غاب عنو ولم‬
‫يزل في طلبو حتى أصابو ميتا أكل وإن قعد عن طلبو ثم أصابو ميتا لم يؤكل‬
‫وإذا رمة صيدا فوقع في الماء فمات لم يؤكل‬
‫وكذلك إن وقع على سطح أو جبل ثم تردى منو إلى األرض لم يؤكل وإن وقع على األرض‬
‫ابتداء أكل‬
‫وما أصاب المعراض بعرضو لم يؤكل وإن جرحو أكل وال يؤكل ما أصابتو النبدقة إذا مات منها‬
‫وإذا رمى إلى صيد فقطع عضوا منو أكل وال يؤكل العضو وإن قطعو أثبلثا واألكثر مما يلي‬
‫العجز‬
‫أكل وإن كان األكثر مما يلي الرأس أكل األكثر وال يؤكل األقل وال يؤكل صيد المجوسي‬
‫والمرتد والوثني‬
‫ومن رمى صيدا فأصابو ولم يثخنو ولم يخرجو من حيز اإلمتناع فرماه آخر فقتلو فهو للثاني‬
‫ويؤكل وإن كان األول أثخنو فرماه الثاني فقتلو لم يؤكل والثاني ضامن لقيمتو لؤلول غير ما‬
‫نقصتو جراحتو‬
‫ويجوز اصطياد ما يؤكل لحمو من الحيوان‬
‫وما ال يؤكل‬

‫(‪)118/1‬‬

‫وذبيحة المسلم والكتابي حبلل وال تؤكل ذبيحة المجوسي والمرتد والوثني والمحرم وإن ترك‬
‫الذابح التسمية عمدا فالذبيحة ميتة ال تؤكل وإن تركها ناسيا أكلت‬
‫والذبح في الحلق واللبة‬
‫والعروق التي تقطع في الذكاة أربعة ‪ :‬الحلقوم والمريء والودجان فإذا قطعها حل األكل وإن‬
‫قطع أكثرىا فكذلك عند أبي حنيفة وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬ال بد من قطع الحلقوم والمريء‬
‫وأحد الودجين‬
‫ويجوز الذبح بالليطة‬
‫والمروة وبكل شيء أنهر الدم إال السن القائم والظفر القائم‬
‫ويستحب أن يحد الذابح شفرتو ومن بلغ بالسكين النخاع أو قطع الرأس كره لو ذلك وتؤكل‬
‫ذبيحتو وإن ذبح الشاة من قفاىا فإن بقيت حية قطع العروق جاز ويكره وإن ماتت قبل قطع‬
‫العروق لم تؤكل‬
‫وما استأنس من الصيد فذكاتو الذبح وما توحش من النعم فذكاتو العقر والجرح‬
‫والمستحب في اإلبل النحر‬
‫فإن ذبحها جاز ويكره‬
‫والمستحب في البقر والغنم الذبح فإن نحرىما جاز ويكره‬
‫ومن نحر ناقة أو ذبح بقرة أو شاة فوجد في بطنها جنينا ميتا لم يؤكل أشعر أو لم يشعر‬
‫وال يجوز أكل كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير ول ابأس بغراب الزرع وال‬
‫يؤكل األبقع الذي يأكل الجيف‬
‫ويكره أكل الضبع والضب والحشرات كلها‬
‫وال يجوز أكل لحم الحمر األىلية والبغال ويكره لحم الفرس عند أبي حنيفة وال بأس بأكل‬
‫األرنب‬
‫وإذا ذبح ما ال يؤكل لحمو طهر لحمو وجلده‬
‫إال اآلدمي والخنزير فإن الذكاة ال تعمل فيهما‬
‫وال يؤكل من حيوان الماء إال السمك ويكره أكل الطافي منو وال بأس بأكل الجريث والمارماىي‬
‫ويجوز أكل الجراد وال ذكاة لو‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 254‬‬


‫‪ - 54‬كتاب األضحية‬
‫األضحية واجبة على كل حر مسلم مقيم موسر في يوم األضحى عن نفسو وولده الصغار يذبح‬
‫عن‬

‫(‪)119/1‬‬

‫كل واحد منهم شاة أو يذبح بدنة أو بقرة عن سبعة وليس على الفقير والمسافر أضحية ووقت‬
‫األضحية يدخل بطلوع الفجر من يوم النحر إال أنو ال يجوز ألىل األمصار الذبح حتى يصلي‬
‫اإلمام صبلة العيد فأما أىل السواد فيذبحون بعد الفجر‬
‫وىي جائزة في ثبلثة أيام ‪ :‬يوم النحر ويومان بعده‬
‫وال يضحي بالعمياء والعوراء والعرجاء التي ال تمشي إلى المنسك وال العجفاء وال تجزئ‬
‫مقطوعة األذن والذنب وال التي ذىب أكثر أذنها فإن بقي األكثر من األذن والذنب جاز‬
‫ويجوز أن يضحى بالجماء والخصي والجرباء والثوالء‬
‫واألضحية من اإلبل والبقر والغنم يجزئ من ذلك كلو الثني فصاعدا إال الضمان فإن الجذع‬
‫منو يجزئ‬
‫ويأكل من لحم األضحية ويطعم األغنياء والفقراء ويدخر‬
‫ويستحب أن ال ينقص الصدقة من الثلث ويتصدق بجلدىا أو يعمل منو آلة تستعمل في البيت‬
‫واألفضل أن يذبح أضحيتو بيده إن كان يحسن الذبح‬
‫ويكره أن يذبحها الكتابي‬
‫وإذا غلط رجبلن فذبح كل واحد منهما أضحية اآلخر أجزأ عنهما وال ضمان عليهما‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 259‬‬


‫بسم اهلل الرحمن الرحي‪ - 55‬كتاب األيمان‬
‫األيمان على ثبلثة أضرب ‪ :‬يمين غموس ويمين منعقدة ويمين لغو فاليمين الغموس ىي ‪:‬‬
‫الحلف على أمر ماض يتعمد الكذب فيو‬
‫فهذه اليمين يأثم بها صاحبها وال كفارة فيها إال االستغفار‬
‫واليمين المنعقدة ‪ :‬ىي الحلف على األمر المستقبل أن يفعلو أو ال يفعلو فإذا حنث في ذلك‬
‫لزمتو الكفارةز‬
‫واليمين اللغو ‪ :‬أن يحلف على أمر ماض وىو يظن أنو كمال قال واألمر بخبلفو فهذه نرجو أن‬
‫ال يؤاخذ اهلل بها صاحبها‬
‫والقاصد في اليمين والمكره والناسي سواء‬
‫ومن فعل المحلوف عليو مكرىا أو ناسيا سواء‬

‫(‪)125/1‬‬

‫واليمين باهلل تعالى أو باسم من أسمائو كالرحمن والرحيم أو بصفة من صفاتو كعزة اهلل وجبللتو‬
‫وكبريائو إال قولو ‪ :‬وعلم اهلل فإنو ال يكون يمينا وإن حلف بصفة من صفات الفعل كغضب اهلل‬
‫وسخطو لم يكن حالفا‬
‫ومن حلف بغير اهلل لم يكن حالفا كالنبي والقرآن والكعبة‬
‫والحلف بحروف القسم وحروف القسم ‪ :‬الواو كقولو ‪ :‬واهلل والباء كقولو ‪ :‬باهلل والتاء كقولو ‪:‬‬
‫تاهلل وقد تضمر الحروف فيكون حالفا كقولو ‪ :‬اهلل ال أفعل كذا وقال أبو حنيفة ‪ :‬إذا قال ‪:‬‬
‫وحق اهلل فليس بحالف‬
‫وإذا قال ‪ :‬أقسم أو أقسم باهلل أو أحلف باهلل أو أشهد أو أشهد باهلل فهو حالف وكذلك قولو ‪:‬‬
‫وعهد اهلل وميثاقو وعلي نذر أو نذر اهلل وإن فعلت كذا فأنا يهودي أو نصراني أو كافر فهو‬
‫يمين‬
‫وإن قال ‪ :‬علي غضب اهلل أو سخطو أو أنا زان أو شارب خمر أو آكل ربا فليس بحالف‬
‫وكفارة اليمين ‪ :‬عتق رقبة يجزئ فيها ما يجزئ في الطهار‬
‫وإن شاء كسا عشرة مساكين كل واحد ثوبا فما زاد وأذناه ما تجزئ فيو الصبلة وإن شاء أطعم‬
‫عشرة مساكين كاإلطعام في كفارة الظهار فإن لم يقدر على أحد األشياء الثبلثة صام ثبلثة أيام‬
‫متتابعات فإن قدم الكفارة على الحنث لم يجزه‬
‫ومن حلف على معصية مثل أن ال يصلي أو ال يكلم أباه أو ليقتلن فبلنا فينبغي أن يحنث‬
‫ويكفر عن يمينو‬
‫وإذا حلف الكافر ثم حنث في حال الكفر أو بعد إسبلمو فبل حنث عليو‬
‫ومن حرم على نفسو شيئا مما يملكو لم يصر محرما لعينو وعليو أن استباحو كفارة يمين فإن‬
‫قال ‪ :‬كل حبلل علي حرام فهو على الطعام والشراب إال أن ينوي غير ذلك‬
‫ومن نذر نذرا مطلقا فعليو الوفاء بو‬
‫وإن علق نذره بشرط فوجد الشرط فعليو الوفاء بنفس النذر وروي أن أبا حنيفة رجع عن ذلك‬
‫وقال ‪ :‬إذا قال ‪ :‬إن فعلت كذا فعلي حجة أو صوم سنة أو صدقة ما أملكو أجزأه من ذلك‬
‫كفارة يمين وىو قول محمد‬
‫ومن خلف ال يدخل بيتا فدخل الكعبة أو المسجد أو البيعة أو الكنيسة لم يحنث‬

‫(‪)121/1‬‬

‫ومن حلف ال يتكلم فقرأ في الصبلة لم يحنث‬


‫ومن حلف ال يلبس ثوبا وىو البسو فنزعو في الحال لم‬
‫يحنث وكذا إذا حلف ال يركب ىذه الدابة وىو راكبها فنزل في الحال وإن لبث ساعة حنث‬
‫وإن حلف ال يدخل ىذه الدار وىو فيها لم يحنث بالقعود حتى يخرج ثم يدخل‬
‫ومن حلف ال يدخل دارا فدخل دارا خرابا لم يحنث‬
‫ومن حلف ال يدخل ىذه الدار فدخلها بعد ما انهدمت وصارت صحراء حنث ولو حلف ال‬
‫يدخل ىذا البيت فدخلو بعد ما انهدم لم يحنث‬
‫ومن حلف ال يكلم زوجة فبلن فطلقها فبلن ثم كلمها حنث‬
‫ولو حلف ال يكلم عبد فبلن أو ال يدخل دار فبلن فباع عبده وداره ثم كلم العبد ودخل الدار‬
‫لم يحنث وإن حلف ال يكلم صاحب ىذا الطيلسان فباعو ثم كلمو حنث وكذلك إن حلف ال‬
‫يكلم ىذا الشاب فكلمو بعد ما صار شيخا حنث أو ال يأكل لحم ىذا الحمل فصار كبشا‬
‫فأكلو حنث وإن حلف ال يأكل من ىذه النخلة فهو على ثمرىا وإن حلف ال يأكل من ىذا‬
‫البسر فصار رطبا فأكلو لم يحنث وإن حلف ال يأكل بسرا فأكل رطبا لم يحنث‬
‫ومن حلف ال يأكل رطبا فأكل بسرا مذنبا حنث عند أبي حنيفة‬
‫ومن حلف ال يأكل لحما فأكل السمك لم يحنث‬
‫ومن حلف ال يشرب من دجلو فشرب منها بإناء لم يحنث حتى يكرع منها كرعا في قول أبي‬
‫حنيفة ومن حلف ال يشرب من ماء دجلة فشرب منها بإناء حنث‬
‫ومن حلف ال يأكل من ىذه الحنطة فأكل من خبزىا لم يحنث‬
‫ولو حلف ال يأكل من ىذا الدقيق بأكل من خبزه حنث ولو استفو كما ىو لم يحنث ولو حلف‬
‫ال يكلم فبلنا فكلمو وىو بحيث يسمع إال أنو نائم حنث وإن حلف ال يكلمو إال بإذنو فأذن لو‬
‫ولم يعلم باألذن حتى كلمو حنث‬
‫وإذا استحلف الوالي رجبل ليعلمو بكل داعر دخل البلد فهذا على حال واليتو خاصة‬
‫ومن حلف ال يركب دابة فبلن فركب دابة عبده لم يحنث‬
‫ومن حلف ال يدخل ىذه الدار فوقف على سطحها أو دخل دىليزىا حنث‬
‫وإن وقف في طاق الباب بحيث إذا أغلق الباب كان خارجا لم يحنث‬

‫(‪)122/1‬‬

‫ومن حلف ال يأكل الشواء فهو على اللحم دون الباذنجان والجزر‬
‫ومن حلف ال يأكل الطبيخ فهو على ما يطبخ من اللحم‬
‫ومن حلف ال يأكل الرؤوس فيمتنو على ما يكبس في التنانير ويباع في المصر‬
‫ومن حلف ال يأكل الخبز فيمتنو على ما يعتاد أىل البلد أكلو خبزا فإن أكل خبز القطائف أو‬
‫خبز األرز بالعراق لم يحنث‬
‫ومن حلف ال يبيع أو ال يشتري أ وال يؤاجر فوكل بذلك لم يحنث‬
‫ومن حلف ال يتزوج أو ال يطلق أو ال يعلق لوكل بذلك حنث‬
‫ومن حلف ال يجلس على األرض فجلس على بساط أو حصير لم يحنث‬
‫ومن حلف ال يجلس على سرير فجلس على سرير فوقو بساط حنث وإن جعل‬
‫فوقو سريرا فجلس عليو لم يحنث‬
‫وإن حلف ال ينام على فراش فنام عليو وفوقو قوام حنث وإن جعل فوقو فراشا آخر لم يحنث‬
‫ومن حلف بيمين وقال ‪ :‬إن شاء اهلل متصبل بيمينو فبل حنث عليو وإن حلف ليأتينو إن استطاع‬
‫فهذا على استطاعة الصحة دون القدرة‬
‫وإن حلف ال يكلم فبلنا حينا أو زمانا أو الحين أو الزمان فهو على ستة أشهر وكذلك الدىر‬
‫عند أبي يوسف ومحمد‬
‫ولو حلف ال يكلمو أياما على ثبلثة أيام ولو حلف ال يكلمو األيام فهو على عشرة أيام عند أبي‬
‫حنيفة وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬على أيام األسبوع ولو حلف ال يكلمو الشهور فهو على‬
‫عشرة أشهر عند أبي حنيفة وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬على اثني عشر شهرا‬
‫وإذا حلف ال يفعل كذا تركو أبدا وإن حلف ليفعلن كذا ففعلو مرة واحدة بر في يمينو‬
‫ومن حلف ال تخرج امرأتو إال بإذنو فأذن لها مرة‬
‫فخرجت ثم خرجت مرة أخرى بغير إذنو حنث وال بد من إذن في كل خروج وإن قال ‪ :‬إال أن‬
‫آذن لك فأذن لها مرة ثم خرجت بعدىا بغير إذنو لم يحنث‬
‫وإذا حلف ال يتغدى فالغداء األكل من طلوع الفجر إلى الظهر والعشاء من صبلة الظهر إلى‬
‫نصف الليل والسحور من نصف الليل إلى طلوع الفجر‬
‫وإن حلف ليقضين دينو إلى قريب فهو ما دون الشهر وإن قال ‪ :‬إلى بعيد فهو أكثر من الشهر‬
‫ومن حلف ال يسكن ىذه الدار فخرج منها نفسو وترك فيها‬

‫(‪)123/1‬‬

‫أىلو ومتاعو حنث‬


‫ومن حلف ليصعد السماء أ وليقلبن ىذا الحجر ذىبا انعقدت يمينو وحنث عقيبها‬
‫ومن حلف ليقضين فبلنا دينو اليوم فقضاه ثم وجد فبلن بعضو زيوفا أو نبهرجة أو مستحقة لم‬
‫يحنث وإن وجدىا رصاصا أو ستوقة حنث‬
‫ومن حلف ال يقبض دينو درىما دون درىم فقبض بعضو لم يحنث‬
‫حتى يقبض متفرقا وإن قبض دينو في وزنتين لم يتشاغل بينهما إال بعمل الوزن لم يحنث وليس‬
‫ذلك بتفريق‬
‫ومن حلف ليأتين البصرة فلم يأتها حتى مات حنث في آخر جزء من أجزاء حياتو‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 228‬‬


‫‪ - 56‬كتاب الدعوى‬
‫المدعي ‪ :‬من ال يجبر على الخصومة إذا تركها‬
‫والمدعى عليو ‪ :‬من يجبر على الخصومة‬
‫وال تقبل الدعوى حتى يذكر شيئا معلوما في جنسو وقدره فإن كان عينا في يد المدعى عليو‬
‫كلف إحضارىا ليشير إليها بالدعوى وإن لم تكن حاضرة ذكر قيمتها وإن ادعى عقارا حدده‬
‫وذكر أنو في يد المدعى عليو وأنو يطالبو بو وإن كان حقا في الذمة ذكر أنو يطالبو بو‬
‫فإذا صحت الدعوى سأل القاضي المدعى عليو عنها فإن اعترف قضى عليو بها‬
‫وإن أنكر سأل المدعى البينة فإن أحضرىا قضى بها وإن عجز عن ذلك وطلب يمين خصمو‬
‫استحلف عليها‬
‫فإن قال ‪ :‬لي بينة وطلب اليمين لم يستحلف عند أبي حنيفة‬
‫وال ترد اليمين على المدعي‬
‫وال تقبل بينو صاحب اليد في الملك المطلق‬
‫وإذا نكل المدعى عليو عن اليمين قضي عليو بالنكول ولزمو ما ادعى عليو‬
‫وينبغي للقاضي أن يقول لو ‪ :‬إني أعرض اليمين عليك ثبلثا فإن حلفت وإال قضيت عليك بما‬
‫ادعاه فإذا كرر العرض ثبلث مرات قضى عليو بالنكول‬
‫وإن كانت الدعوى نكاحا لم يستحلف المنكر عند أبي حنيفة‬
‫وال يستحلف في النكاح والرجعة والفيء في اإليبلء والرق واالستيبلد والنسب والوالء والحدود‬
‫وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬يستحلف في ذلك كلو إال في الحدود والقصاص‬
‫وإذا ادعى اثنان عينا في يد آخر كل واحد منهما يزعم أنها لو وأقاما البينة قضي بها بينهما‬

‫(‪)124/1‬‬
‫وإن ادعى كل واحد منهما نكاح امرأة وأقاما البينة لم يقض بواحدة من البينتين ويرجع إلى‬
‫تصديق المرأة ألحدىما‬
‫وإن ادعى اثنان كل واحد منهما أنو اشترى منو ىذا العبد وأقاما البينة فكل واحد منهما بالخيار‬
‫‪ :‬إن شاء أخذ نصف العبد بنصف الثمن وإن شاء ترك فإن قضى القاضي بينهما بو فقال‬
‫أحدىما ‪ :‬ال أختار لم يكن لآلخر أن يأخذ جميعو وإن ذكر واحد منهما تاريخا فهو لؤلول‬
‫منهما وإن لم يذكرا ومع أحدىما قبض فهو أولى بو‬
‫وإن ادعى أحدىما شراء واآلخر ىبة وقبضا وأقاما‬
‫البينة وال تاريخ معهما فالشراء أولى‬
‫وإن ادعى أحدىما الشراء وادعت امرأة أنو تزوجها عليو فهما سواء‬
‫وإن ادعى أحدىما رىنا وقبضا واآلخر ىبة وقبضا فالرىن أولى وإن أقام الخارجان البينة على‬
‫الملك والتاريخ فصاحب التاريخ األبعد أولى وإن ادعيا الشراء من واحد وأقاما البينة على‬
‫التاريخين فاألول أولى وإن أقام كل واحد منهما بينة على الشراء من آخر وذكرا تاريخا فهما‬
‫سواء وإن أقام الخارج البينة على ملك مؤرخ وأقام صاحب اليد البينة على ملك أقدم تاريخا‬
‫كان أولى‬
‫وإن أقام الخارج وصاحب اليد كل واحد منهما بينة بالنتاج فصاحب اليد أولى وكذلك النسج‬
‫في الثياب التي ال تنسج إال مرة واحدة وكل سبب في الملك ال يتكرر فهو كذلك وإن أقام‬
‫الخارج البينة على الملك وصاحب اليد بينة على الشراء منو كان أولى وإن أقام كل واحد‬
‫منهما البينة على الشراء من اآلخر وال تاريخ معهما تهاترت البينتان‬
‫وإن أقام أحد المدعيين شاىدين واآلخر أربعة فهما سواء‬
‫ومن ادعى قصاصا على غيره فجحد استحلف فإن نكل عن اليمين فيما دون النفس لزمو‬
‫القصاص وإن نكل في النفس حبس حتى يقر أو يحلف وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬يلزمو‬
‫األرض فيهما‬
‫وإذا قال المدعي ‪ :‬لي بينة حاضرة قيل لخصمو ‪ :‬أعطو كفيبل بنفسك ثبلثة أيام فإن فعل وإال‬
‫أمر بمبلزمتو إال أن يكون غريبا على الطريق فيبلزمو مقدار مجلس القاضي‬

‫(‪)125/1‬‬

‫وإن قال المدعى عليو ‪ :‬ىذا الشيء أودعنيو فبلن الغائب أو رىنو عندي أو غصبتو منو وأقام‬
‫بينة على ذلك فبل خصومة بينو وبين المدعي‬
‫وإن قال ‪ :‬ابتعتو من الغائب فهو خصم‬
‫وإن قال المدعي ‪ :‬سرق مني وأقام البينة وقال صاحب اليد ‪ :‬أودعينو فبلن وأقام البينة لم‬
‫تندفع الخصومة‬
‫وإن قال المدعي ‪ :‬ابتعتو من فبلن وقال صاحب اليد ‪ :‬أودعنيو فبلن ذلك سقطت الخصومة‬
‫بغير بينة‬
‫واليمين باهلل تعالى دون غيره ويؤكد بذكر أوصافو وال يستحلف بالطبلق وال بالعتاق ويستحلف‬
‫اليهوديث باهلل الذي أنزل التوراة على موسى والنصراي باهلل الذي أنزل اإلنجيلع على عيسى‬
‫والمجوسي باهلل الذي حلق النار‬
‫وال يحلفون في بيوت عباداتهم‬
‫وال يجب تغليظ اليمين على المسلم بزمان وال بمكان‬
‫ومن ادعى أنو ابتاع من ىذا عبده بألف فجحد يستحلف باهلل ما بينكما بيع قائم فيو وال‬
‫يستحلف باهلل ما بعت ويستحلف في الغضب باهلل ما يستحق عليك رده وال يحلف باهلل ما‬
‫غصبت وفي النكاح باهلل ما بينكما نكاح قائم في الحال وفي دعوى الطبلق باهلل ما ىي بائن‬
‫منك الساعة بما ذكرت وال يستحلف باهلل ما طلقتها‬
‫وإذا كانت دار في يد رجل ادعاىا أحدىما جميعها واآلخر نصفها وأقاما البينة فللصاحب‬
‫الجميع ثبلثة أرباعها ولصاحب النصف ربعها عند أبي حنيفة وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬ىي‬
‫بينهما أثبلثا ولو كانت في أيديهما سلمت لصاحب الجميع ‪ :‬نصفها على وجو القضاء ونصفها‬
‫ال على وجو القضاء‬
‫وإذا تنازعا في دابة وأقام كل واحد منهما بينة أنها نتجت عنده وذكرا تاريخا وسن الدابة يوافق‬
‫أحد التاريخين فهو أولى وإن أشكل ذلك كانت بينهما‬
‫وإذا تنازعا دابة أحدىما راكبها واآلخر متعلق بلجامها فالراكب أولى وكذلك إذا تنازعا بعيرا‬
‫وعليو حمل ألحدىما الحمل أولى وكذلك إذا تنازعا قميصا أحدىما البسو واآلخر متعلق بكمو‬
‫فالبلبس أولى‬

‫(‪)126/1‬‬

‫وإذا اختلف المتبايعان في البيع فادعى أحدىما ثمنا وادعى البائع أكثر منو أو اعترف البائع‬
‫بقدر من المبيع وادعى المشتري أكثر منو وأقام أحدىما البينة قضي لو بها‬
‫وإن أقام كل واحد منهما البينة كانت البينة المثبتة للزيادة أولى وإن لم تكن لكل واحد بينة قيل‬
‫للمشتري ‪:‬‬
‫إما أن ترضى بالثمن الذي ادعاه البائع وإال فسخنا البيع وقيل للبائع ‪ :‬إما أن تسلم ما ادعاه‬
‫المشتري من المبيع وإال فسخنا البيع فإن لم يتراضيا استحلف الحاكم كل واحد منهما على‬
‫دعوى اآلخر يبتدئ بيمين المشتري فإذا حلفا فسخ القاضي البيع بينهما وإن نكل أحدىما عن‬
‫اليمين لزمو دعوى اآلخر‬
‫وإن اختلفا في األجل أو في شرط الخيار أو في استيفاء بعض الثمن فبل تحالف بينهما والقول‬
‫قول من ينكر الخيار واألجل مع يمينو‬
‫وإن ىلك المبيع ثم اختلفا لم يتحالفا عند أبي حنيفة وأبي يوسف وجعل القول قول المشتري‬
‫وقال محمد ‪ :‬يتحالفان ويفسخ البيع على قيمة الهالك‬
‫وإن ىلك أحد العبدين ثم اختلفا في الثمن لم يتحالفا عند أبي حنيفة إال أن يرضى البائع أن‬
‫يترك حصة الهالك وقال أبو يوسف ‪ :‬يتحالفان ويفسخ البيع في الحي وقيمة الهالك وىو قول‬
‫محمد‬
‫وإذا اختلف الزوجان في المهر فادعى الزوج أنو تزوجها بألف وقالت ‪ :‬تزوجتني بألفين فأيهما‬
‫أقام البينة قبلت بينة‬
‫وإن أقاما البينة فالبينة بينة المرأة وإن لم تكن لهما بينة تحالفا عند أبي حنيفة ولم يفسخ‬
‫النكاح ولكن يحكم مهر المثل‬
‫فإن كان مثل ما اعترف بو الزوج أو أقل قضي بما قال الزوج وإن كان مثل ما ادعتو المرأة أو‬
‫أكثر قضي بما ادعتو المرأة وإن كان مهر المثل أكثر مما اعترف بو الزوج وأقل مما ادعتو‬
‫المرأة قضي لها بمهر المثل‬
‫وإذا اختلفا في اإلجازة قبل استيفاء المعقود علو تحالفا وترادا وإن اختلفا بعد االستيفاء لم‬
‫يتحالفا وكان القول قول المستأجر‬
‫وإن اختلفا بعد استيفاء بعض العقود عليو تحالفا وفسخ العقد فيما بقي وكان القول في‬
‫الماضي قول المستأجر‬

‫(‪)127/1‬‬

‫وإذا اختلف المولى والمكاتب في مال الكتابة لم يتحالفا عند أبي حنيفة وقال أبو يوسف‬
‫ومحمد ‪ :‬يتحالفان وتفسخ الكتابة‬
‫وإذا اختلف الزوجان في متاع البيت فما يصلح للرجال فهو للرجل وما يصلح للنساء فهو‬
‫للمرأة وما يصلح لهما فهو للرجل‬
‫وإذا مات أحدىما واختلف ورثتو مع‬
‫اآلخر فما يصلح للرجال والنساء فهو للباقي منهما وقال أبو يوسف ‪ :‬يدفع إلى المرأة ما يجهز‬
‫بو مثلها والباقي للزوج‬
‫وإذا باع الرجل الجارية فجاءت لولد فادعاه البائع فإن جاءت بو ألقل من ستة أشهر من يوم‬
‫البيع فهو ابن البائع وأمة أم ولد لو فيفسخ البيع فيو ويرد الثمن وإن ادعاه المشتري مع دعوى‬
‫البائع أو بعده فدعوى البائع أولى وإن جاءت بو ألكثر من ستة أشهر لم تقبل دعوى البائع فيو‬
‫إال أن يصدقو المشتري‬
‫وإن مات الولد فادعاه البائع وقد جاءت بو ألقل من ستة أشهر لم يثبت االستيبلد في األم وإن‬
‫ماتت األم فادعى البائع االبن وقد جاءت بو ألقل من ستة أشهر يثبت النسب منو في الولد‬
‫وأخذه البائع ويرد الثمن كلو في قول أبي حنيفة وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬يرد حصة الولد وال‬
‫يرد حصة األم‬
‫ومن ادعى نسب أحد التوأمين ثبت نسبهما منو واهلل أعلم‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 248‬‬


‫‪ - 57‬كتاب الشهادات‬
‫الشهادة ‪ :‬فرض يلزم الشهود اداؤىا وال يسعهم كتمانها إذا طالبهم المدعي‬
‫والشهادة في الحدود يخير فيها الشاىد بين‬
‫الستر واإلظهار والستر أفضل إال أنو يجب أن يشهد بالمال في السرقة فيقول ‪ :‬أخذ وال يقول‬
‫‪ :‬سرق‬
‫والشهادة على مراتب ‪ :‬منها الشهادة في الزنا يعتبر فيها أربعة من الرجال وال تقبل فيها شهادة‬
‫النساء ومنها الشهادة ببقية الحدود والقصاص تقبل فيها شهادة رجلين وال تقبل فيها شهادة‬
‫النساء‬
‫وما سوى ذلك من الحقوق تقبل فيها شهادة رجلين‬
‫أو رجلين وامرأتين سواء كان الحق ماال أو غير مال مثل النكاح مثل النكاح والطبلق والوكالة‬
‫والوصية‬

‫(‪)128/1‬‬
‫وتقبل في الوالدة والبكارة والعيوب بالنساء في موضع ال يطلع عليو الرجال شهادة امرأة واحدة‬
‫وال بد في ذلك كلو من العدالة‬
‫ولفظ الشهادة فإن لم يذكر الشاىد لفظ الشهادة وقال ‪ :‬أعلم أو أتيقن لم تقبل شهادتو‬
‫وقال أبو حنيفة ‪ :‬يقتصر الحاكم على ظاىر عدالة المسلم إال في الحدود والقصاص فإنو يسأل‬
‫عن الشهود وإن طعن الخصم فيهم سأل عنهم وقال أبو يوسف و محمد ‪ :‬ال بد أن يسأل‬
‫عنهم في السر والعبلنية‬
‫وما يتحملو الشاىد على ضربين ‪:‬‬
‫أحدىما ‪ :‬ما يثبت حكمو بنفسو مثل البيع واإلقرار والغصب والقتل وحكم الحاكم فإذا سمع‬
‫ذلك الشاىد أو رآه وسعو أن يشهد بو وإن لم يشهد عليو ويقول ‪ :‬أشهد أنو باع وال يقول ‪:‬‬
‫أشهدني‬
‫ومنو ما ال يثبت حكمو بنفسو مثل الشهادة على الشهادة فإن سمع شاىدا يشهد بشيء لم‬
‫يجز أن يشهد على شهادتو‬
‫إال أن يشهده وكذلك لو سمعو يشهد الشاىد على شهادتو لم يسع السامع أن يشهد‬
‫وال يحل للشاىد إذا رأى خطو أن يشهد إال أن يذكر الشهادة‬
‫وال تقبل شهادة األعمى وال المملوك وال المحدود في قذف وإن تاب وال شهادة الوالد لولده‬
‫وولد ولده وال شهادة الولد ألبويو وأجداده‬
‫وال تقبل شهادة أحد الزوجين لآلخر‬
‫وال شهادة المولى لعبده وال لمكاتبو وال شهادة الشريك لشريكو فيما ىو من شركتهما‬
‫وتقبل شهادة الرجل ألخيو وعمو‬
‫وال تقبل شهادة مخنث وال نائحة وال مغنية وال مدمن الشرب على اللهو وال من يلعب بالطيور‬
‫وال من يغني للناس‬
‫وال من يأتي بابا من الكبائر التي يتعلق بها الحد وال من يدخل الحمام بغير إزار أو يأكل الربا‬
‫وال المقامر بالنرد والشطرنج وال من يفعل األفعال المستخفة كالبول على الطريق واألكل على‬
‫الطريق‬
‫وال تقبل شهادة من يظهر سب السلف وتقبل شهادة أىل األىواء إال الخطابية‬
‫وتقبل شهادة أىل الذمة بعضهم على بعض وإن اختلفت مللهم وال تقبل شهادة الحربي على‬
‫الذمي‬
‫وإن كانت الحسنات أغلب من السيئات والرجل ممن يجتنب الكبائر قبلت شهادتو وإن أمل‬
‫بمعصية‬
‫(‪)129/1‬‬

‫وتقبل شهادة األقلف‬


‫والخصي وولد الزنا وشهادة الخنثى جائزة‬
‫وإذا وافقت الشهادة الدعوى قبلت وإن خالفتها لم تقبل ويعتبر اتفاق الشاىدين في اللفظ‬
‫والمعنى عند أبي حنيفة‬
‫فإن شهد أحدىما بألف واآلخر بألفين لم تقبل الشهادة وإن شهد أحدىما بألف واآلخر بألف‬
‫وخمسمائة والمدعي يدعي ألفا وخمسمائة قبلت شهادتهما بألف‬
‫وإذا شهد أحدىما ألفل وقال ‪ :‬قضاه منها خمسمائة قبلت شهادتو بألف ولم يسمع قولو ‪ :‬إنو‬
‫قضاه إال أن يشهد معو آخر وينبغي للشاىد إذا علم ذلك أن ال يشهد بألف حتى يقر المدعي‬
‫أنو قبض خمسمائة‬
‫وإذا شهد شاىدان أن زيدا قتل يوم النحر بمكة وشهد آخران أنو قتل يوم النحر بالكوفة‬
‫واجتمعوا عند الحاكم لم يقبل الشهادتين فإن سبقت إحداىما فقضى بها ثم حضرت األخرى‬
‫لم تقبل وال يسمع القاضي الشهادة على جرح وال يحكم بذلك‬
‫وال يجوز للشاىد أن يشهد بشيء لم يعاينو إال النسب والموت والنكاح والدخول ووالية‬
‫القاضي فإنو يسعو أن يشهد بهذه األشياء إذا اخبره بها من يثق بو‬
‫والشهادة على الشهادة جائزة في كل حق ال يسقط بالشبهة وال تقبل في الحدود والقصاص‬
‫وتجوز شهادة شاىدين على شهادة شاىدين وال تقبل شهادة واحد على شهادة واحد‬
‫وصفة اإلشهاد أن يقول شاىد لشاىد الفرع ‪ :‬اشهد على شهادتين أني أشهد أن فبلن ابن‬
‫فبلن أقر عندي بكذا وأشهدني على نفسو وإن لم يقل ‪ :‬أشهدني على نفسو جاز ويقول شاىد‬
‫الفرع عند األداء ‪ :‬أشهد أن فبلن ابن فبلن أشهدني على شهادتو أنو يشهد أن فبلنا أقر عنده‬
‫بكذا وقال لي ‪ :‬اشهد على شهادتي بذلك‬
‫وال تقبل شهادة شهود الفرع إال أن يموت شهود األصل أو يغيبوا مسيرة ثبلثة أيام فصاعدا أو‬
‫يمرضوا مرضا ال يستطيعون معو حضور مجلس الحاكم‬
‫وإن عدل شهود الفرع جاز‬
‫وإن سكتوا عن تعديلهم جاز وينظر القاضي في حالهم وإن أنكر شهود األصل الشهادة لم‬
‫تقبل شهادة شهود الفرع‬

‫(‪)135/1‬‬
‫وقال أبو حنيفة في شاىد الزور ‪ :‬أشهر في السوق وال أعزره وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬نوجعو‬
‫ضربا ونحبسو‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 262‬‬


‫‪ - 58‬كتاب الرجوع عن الشهادة‬
‫إذا رجع الشهود عن شهادتهم قبل الحكم بها سقطت وإن حكم بشهادتهم ثم رجعوا لم يفسخ‬
‫الحكم ووجب عليهم ضمان ما أتلفوه بشهادتهم وال يصح الرجوع إال بحضرة الحاكم‬
‫وإذا شهد شاىدان بمال فحكم الحاكم بو ثم رجعا ضمنا المال المشهود عليو وإن رجع‬
‫أحدىما ضمن النصف وإن شهد بالمال ثبلثة فرجع أحدىم فبل ضمان عليو فإن رجع آخر‬
‫ضمن الراجعان نصف المال‬
‫وإن شهد رجل وامرأتان فرجعت امرأة ضمنت ربع الحق وإن رجعنا ضمنتا نصف الحق‬
‫وإن شهد رجل وعشر نسوة ثم رجع ثمان منهن فبل ضمان عليهن وإن رجعت آخرى كان على‬
‫النسوة ربع الحق فإن رجع الرجل والنساء فعلى الرجل سدس الحق وعلى النسوة خمسة‬
‫أسداس الحق عند أبي حنيفة وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬على الرجل النصف وعلى النسوة‬
‫النصف‬
‫وإن شهد شاىدان على امرأة بالنكاح بمقدار مهر مثلها ثم رجعا فبل ضمان عليهما وكذلك إن‬
‫شهدا على رجل بتزوج امرأة بمقدار مهر مثلها وإن شهدا بأكثر من مهر المثل ثم رجعا ضمنا‬
‫الزيادة‬
‫وإن شهدا ببيع بمثل القيمة أو أكثر ثم رجعا لم يضمنا وإن كان بأقل من القيمة ضمنا النقصان‬
‫وإن شهدا على رجل أنو طلق امرأتو قبل الدخول ثم رجعا ضمنا نصف المهر فإن كان بعد‬
‫الدخول لم يضمنا‬
‫وإن شهدا أنو أعتق عبده ثم رجعا ضمنا قيمتو‬
‫وإن شهدا بقصاص ثم رجعا بعد القتل ضمنا الدية وال يقتص منهما‬
‫وإذا رجع شهود الفرع ضنوا وإن رجع شهود األصل وقالوا ‪ :‬لم نشهد شهود الفرع على‬
‫شهادتنا فبل ضمان عليهم وإن قالوا ‪ :‬أشهدناىم وغلطنا ضمنوا‬
‫وإن قال شهود الفرع ‪ :‬كذب شهود األصل أو غلطوا في شهادتهم ثم يلتفت إلى ذلك‬
‫وإذا شهدوا أربعة بالزنا وشاىدان باإلحصان فرجع شهود اإلحصان لم يضمنوا وإذا رجع‬
‫المزكون عن التزكية ضمنوا‬

‫(‪)131/1‬‬

‫وإذا شهد شاىدان باليمين وشاىدان بوجود الشرط ثم رجعوا فالضمان على شهود اليمين‬
‫خاصة‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 267‬‬


‫‪ - 59‬كتاب أدب القاضي‬
‫ال تصح والية القاضي حتى يجتمع في المولى شرائط الشهادة‬
‫ويكون من أىل االجتهاد وال بأس بالدخول في القضاء لمن يثق أنو يؤدي فرضو ويكره الدخول‬
‫فيو لمن يخاف العجز عنو وال يأمن على نفسو الحيف فيو وال ينبغي أن يطلب الوالية وال‬
‫يسألها‬
‫ومن قلد القضاء يسلم إليو ديوان القاضي الذي قبلو وينظر في حال المحبوسين فمن اعترف‬
‫بحق ألزمو إياه ومن أنك لم يقبل قول المعزول عليو إال بينة وإن لم تقم بينة لم يعجل بتخليتو‬
‫حتى ينادي عليو ويستظهر في أمره‬
‫وينظر في الودائع وارتفاع الوقوف فيعمل على ما تقوم بو البينة أو يعترف بو من ىو في يده‬
‫وال يقبل قول المعزول إال أن يعترف الذي ىو في يده أن‬
‫المعزول سلمها إليو فيقبل قولو فيها‬
‫ويجلس للحكم جلوسا ظاىرا في المسجد‬
‫وال يقبل ىدية إال من ذي رحم محرم أو ممن جرت عادتو قبل القضاء بمهاداتو‬
‫وال يحضر دعوة إال أن تكون عامة ويشهد الجنازة ويعود المريض‬
‫وال يضيف أحد الخصمين دون خصمو وإذا حضرا سوى بينهما في المجلوس واإلقبال ‪ :‬وال‬
‫يسار أحدىما وال يشير إليو وال يلقنو حجة‬
‫فإذا ثبت الحق عند وطلب صاحب الحق حبس‬
‫غريمو لم يعجل بحبسو وأمره بدفع ما عليو فإن امتنع حبسو في كل دين لزمو بدال عن مال‬
‫حصل في يده كثمن المبيع وبدل القرض أو التزمو بعقد كالمهر والكفالة‬
‫وال يحبسو فيما سوى ذلك إذا قال ‪ :‬إني فقير إال أن يثبت غريمو أن لو ماال ويحبسو شهرين‬
‫أو ثبلثة ثم يسأل عنو فإن لم يظهر لو مال خلى سبيلو‬
‫وال يحول بينو وبين غرمائو‬
‫ويحبس الرجل في نفقة زوجتو وال يحبس والد في دين ولده إال إذا امتنع من اإلنفاق عليو‬
‫ويجوز قضاء المرأة في كل شيء إال في الحدود والقصاص‬

‫(‪)132/1‬‬

‫ويقبل كتاب القاضي إلى القاضي في الحقوق إذا شهد بو عنده فإن شهدوا على خصم حكم‬
‫بالشهادة وكتب بحكمو وإن شهدوا بغير حضرة خصم لم يحكم وكتب بالشهادة ليحكم بها‬
‫المكتوب إليو‬
‫وال يقبل الكتاب إال بشهادة رجلين أو رجل وامرأتين ويجب أن يقرأ الكتاب عليهم ليعوفوا ما‬
‫فيو ثم يختمو بحضرتهم ويسلمو إليهم فإذا وصل إلى القاضي لم يقبلو إال بحضرة الخصم فإن‬
‫شهدوا أنو كتاب فبلن القاضي سلمو إلينا في مجلس حكمو وقرأه علينا وختمو فضو القاضي‬
‫وقرأه على الخصم وألزمو ما فيو‬
‫وال يقبل كتاب القاضي إلى القاضي في الحدود والقصاص وليس للقاضي أن يستخلف على‬
‫القضاء إال أن يفوض ذلك إليو‬
‫وإذا رفع القاضي حكم حاكم أمضاه‬
‫إال أن يخالف الكتاب أو السنة أو اإلجماع أو يكون قوال ال دليل عليو‬
‫وال يقضي القاضي على غائب إال أن يحضر من يقوم مقامو‬
‫وإذا حكم رجبلن رجبل ليحكم بينهما ورضيا بحكمو جاز إذا كان‬
‫بصفة الحاكم‬
‫وال يجوز تحكيم الكافر والعبد والذمي والمحدود في القذف والفاسق والصبي‬
‫ولكل واحد من المحكمين أن يرجع ما لم يحكم عليهما فإذا حكم لزمهما وإذا رفع حكمو‬
‫إلى القاضي فوافق مذىبو أمضاه وإن خالفو أبطلو‬
‫وال يجوز التحكيم في الحدود والقصاص‬
‫وإن حكما في دم خطإ فقضى الحاكم على العاقلة بالدية لم ينفذ حكمو‬
‫ويجوز أن يسمع البينة ويقضي بالنكول‬
‫وحكم الحاكم ألبويو وولده وزوجتو باطل‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 278‬‬


‫‪ - 65‬كتاب القسمة‬
‫ينبغي لئلمام أن ينصب قاسما يرقو من بيت المال ليقسم بين الناس بغير أجرة‬
‫فإن لم يفعل نصب قاسما باألجرة‬
‫ويجب أن يكون عدال مأمونا عالما بالقسمة‬
‫وال يجبر القاضي الناس على قاسم واحد وال يترك القسام يشتركون‬
‫وأجر القسمة على عدد الرؤوس عند أبي حنيفة وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬على قدر األنصاء‬
‫وإذا حضر الشركاء وفي أيديهم دار أو ضيعة ادعوا أنهم رثوىا عن فبلن لم يقسمها عند أبي‬
‫حنيفة‬

‫(‪)133/1‬‬

‫حتى يقيموا البيئة على موتو وعدد ورثتو‬


‫وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬يقسمها باعترافهم ويذكر في كتاب القسمة أنو قسمها بقولهم وإذا‬
‫كان المال المشترك ما سوى العقار وادعوا أنو ميراث قسمو في قولهم جميعا وإن ادعوا في‬
‫العقار اشتروه قسمو بينهم وإن ادعوا الملك ولم يذكروا كيف انتقل قسمو بينهم‬
‫وإذا كان كل واحد من الشركاء ينتفع بنصيبو قسم بطلب أحدىم‬
‫وإن كان أحدىم ينتفع واآلخر يستضر لقلة نصيبو فإن طلب صاحب الكثير قسم وإن طلب‬
‫صاحب القليل لم يقسم وإن كان كل واحد يستضر لم يقسمها إال بتراضيها‬
‫ويقسم العروض إذا كانت من صنف واحد وال يقسم الجنسان بعضهما في بعض‬
‫وقال أبو حنيفة ‪ :‬ال يقسم الرقيق وال الجوىر لتفاوتو وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬يقسم الرقيق‬
‫وال يقسم حمام وال بئر وال رحى إال أن يتراضى الشركاء‬
‫وإذا حضر وارثان وأقاما البينة على الوفاة وعدد الورثة والدار في أيديهم ومعهم وارث غائب‬
‫قسمها القاضي بطلب الحاضرين وينصب للغائب وكيبل يقبض نصيبو‬
‫وإن كانوا مشترين لم يقسم مع غيبة أحدىم‬
‫وإن كان العقار في يد الوارث الغائب لم يقسم وإن حضر وارث واحد لم يقسم‬
‫وإذا كانت دور مشتركة في مصر واحد قسمت كل دار على حدتها في قول أبي حنيفة‬
‫وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬إن كان األصلح لهم قسمة بعضها في بعض قسمها‬
‫وإن كانت دار وضيعة أو دار وحانوت قسم كل واحد على حدتو‬
‫وينبغي للقاسم ‪ :‬أن يصور ما يقسمو ويعدلو ويذرعو ويقوم البناء ويفرز كل نصيب عن الباقي‬
‫بطريقة وشربو حتى ال يكون لنصيب بعضهم بنصيب اآلخر تعلق ثم يلقب نصيبا باألول‬
‫والذي يليو بالثاني والثالث وعلى ىذا ثم يخرج القرعة فمن خرج اسمو أوال فلو السهم األول‬
‫ومن خرج ثانيا فلو السهم الثاني‬
‫وال يدخل في القسمة الدراىم والدنانير إال بتراضيهم‬

‫(‪)134/1‬‬

‫وإن قسم بينهم وألحدىم مسيل ي مل اآلخر أو طريق لم يشترط في القسمة ‪ :‬فإن أمكن‬
‫صرف الطريق والمسيل عنو فليس لو أن يستطرق ويسيل في نصيب اآلخر وإن لم يمكن‬
‫فسخت القسمة‬
‫وإن كان سفل ال علو لو وعلو ال سفل لو وسفل لو علو قوم كل واحد على حدتو وقسم بالقيمة‬
‫وال معتبر بغير ذلك‬
‫وإذا اختلف المتقاسمون فشهد القاسمان قبلت شهادتهما‬
‫فإن ادعى أحدىما الغلط وزعم أن مما أصابو شيئا في يد صاحبو وقد أشهد على نفسو‬
‫باالستيفاء لم يصدق على ذلك إال ببينة‬
‫وإن قال ‪ :‬استوفيت حقي ثم قال ‪ :‬أخذت بعضو فالقول قول خصمو مع يمينو‬
‫وإن قال ‪ :‬أصابني إلى موضع كذا فلم تسلمو إلىولم يشهد على نفسو باالستيفاء وكذبو شريكو‬
‫تحالفا وفسخت القسمة‬
‫وإن استحق بعض نصيب أحدىما بعينو لم تفسخ القسمة عند أبي حنيفة ورجع بحصة ذلك من‬
‫نصب شريكو وقال أبو يوسف ‪ :‬تفسخ القسمة‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 295‬‬


‫‪ - 61‬كتاب اإلكراه‬
‫اإلكراه يثبت حكمو إذا حصل ممن يقدر على إيقاع ما توعد بو سلطانا كان أو لصا‬
‫وإذا أكره الرجل على بيع مالو أو على شراء سلعة أو على أن يقر لرجل بألف أو يؤاجر داره ‪-‬‬
‫وأكره على ذلك بالقتل أو بالضرب الشديد أو بالحبس المديد ‪ -‬فباع أو اشترى فهو بالخيار‬
‫‪ :‬إن شاء أمضى البيع وإن شاء فسخو‬
‫وإن كان قبض الثمن طوعا فقد أجاز البيع وإن كان قبضو مكرىا فليس بإجازة وعليو رده إن‬
‫كان قائما في يده وإن ىلك المبيع في يد المشتري وىو غير مكره ضمن قيمتو‬
‫وللمكره أن يضمن المكره إن شاء‬
‫ومن أكره على أن يأكل الميتة أو يشرب الخمر ‪ -‬وأكره على ذلك بحبس أو ضرب أو يد لم‬
‫يحل لو إال أن يكره بما يخاف منو على نفسو أو على عضو من أعضائو فإذا خاف ذلك وسعو‬
‫أن يقدم على ما أكره عليو وال يسعو أن يصبر على ما توعد بو فإن صبر حتى أوقعوا بو ولم‬
‫يأكل فهو آثم‬

‫(‪)135/1‬‬

‫وإن أكره على الكفر باهلل عز وجل أو سب النبي عليو الصبلة والسبلم ‪ :‬بقيد أو حبس أو‬
‫ضرب لم‬
‫يكن ذلك إكراىا حتى يكره بأمر يخاف منو على نفسو أو على عضو من أعضائو‬
‫فإذا خاف ذلك وسعو أن يظهر ما أمروه بو ويوري فإذا أظهر ذلك وقلبو مطمئن باإليمان فبل‬
‫إثم عليو وإن صبر حتى قتل ولم يظهر الكفر كان مأجورا‬
‫وإن أكره على إتبلف مال مسلم ألمر يخاف منو على نفسو أو على عضو من أعضائو وسعو أن‬
‫يفعل ذلك ولصاحب المال أن يضمن المكره‬
‫وإن أكره بقتل على قتل لم يسعو أن يقدم عليو ويصبر حتى يقتل فإن قتلو كان آثما والقصاص‬
‫على الذي أكرىو إن كان القتل عمدا‬
‫وإن أكرىو على طبلق امرأتو أو أعتق عبده ففعل وقع ما أكره عليو ويرجع على الذي أكرىو‬
‫بقيمة العبد وبنصف مهر المرأة إن كان الطبلق قبل الدخول‬
‫وإن أكرىو على الزنا وجب عليو الحد عند أبي حنيفة إال أن يكرىو السلطان وقال أبو يوسف‬
‫و محمد ‪ :‬ال يلزمو الحد‬
‫وإذا أكره على الردة لم تبن امرأتو منو‬
‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 296‬‬


‫‪ - 62‬كتاب السير‬
‫الجهاد فرض على الكفاية إذا قام بو فريق من الناس سقط عن الباقين وإن لم يقم بو أحد أثم‬
‫جميع الناس بتركو‬
‫وقتال الكفار واجب وإن لم يبدؤونا وال يجب الجهاد على صبي وال عبد وال امرأة وال أعمى‬
‫وال مقعد وال أقطع‬
‫وإن ىجم العدو على بلد وجب على جميع المسلمين الدفع تخرج المرأة بغير إذن زوجها‬
‫والعبد بغير إذن المولى‬
‫وإذا دخل المسلمون دار الحرب فحاصروا مدينة أو حصنا دعوىم إلى اإلسبلم فإن أجابوىم‬
‫كفوا عن قتالهم وإن امتنعوا دعوىم إلى أداء الجزية فإن بذلوىا فلهم ما للمسلمين وعليهم ما‬
‫عليهم‬

‫(‪)136/1‬‬

‫وال يجوز أن يقاتل من لم تبلغو دعوة اإلسبلم إال بعد أن يدعوىم ويستحب أن يدعو من بلغتو‬
‫الدعوة وال يجب ذلك وإن أبوا استعانوا باهلل تعالى عليهم وحاربوىم ونصبوا عليهم المجانيق‬
‫وحرقوىم وأرسلوا عليهم الماء وقطعوا أشجارىم وأفسدوا زروعهم وال بأس برميهم وإن كان‬
‫فيهم مسلم أسير أو تاجر وإن تترسوا بصبيان المسلمين أو باألسارى لم يكفوا‬
‫عن رميهم ويقصدون بالرمي الكفار‬
‫وال بأس بإخراج النساء والمصاحف مع المسلمين إذا كان عسكرا عظيما يؤمن عليو ويكره‬
‫إخراج ذلك في سرية ال يؤمن عليها‬
‫وال تقاتل المرأة إال بإذن زوجها وال العبد إال بإذن سيده إال أن يهجم العدو‬
‫وينبغي للمسلمين أن ال يغدروا وال يغلوا وال يمثلوا وال يقتلوا امرأة أو شيخا فانيا وال صبيا وال‬
‫أعمى وال مقعدا إال أن يكون ىؤالء ممن لو رأي في الحرب أو تكون المرأة ملكة وال يقتلوا‬
‫مجنونا‬
‫وإذا رأى األمام أن يصالح أىل الحرب أو فريقا منهم وكان في ذلك مصلحة للمسلمين فبل‬
‫بأس بو وإن صالحهم مدة ثم رأى أن نقض الصلح أنفع نبذ إليهم وقاتلهم‬
‫وإن بدؤوا بخيانة قاتلهم ولم ينبذ إليهم إذا كان ذلك باتفاقهم‬
‫وإذا خرج عبيدىم إلى عسكر المسلمين فهم أحرار‬
‫وال بأس بأن يعلق العسكر في دار الحرب ويأكلوا ما وجدوه من الطعام‬
‫ويستعملون الحطب ويدىنون بالدىن ويقاتلون بما يجدونو من السبلح بغير قسمو ذلك وال‬
‫يجوز أن يبيعوا من ذلك شيئا لوا يتمولوه‬
‫ومن أسلم منهم أحرز بإسبلمو نفسو وأوالد الصغار وكل مال ىو في يده أو وديعة في يد مسلم‬
‫أو ذمي فإن ظهرنا على الدار فعقاره فيء وزوجتو فيء وحملها فيء وأوالده فيء‬
‫وال ينبغي أن يباع السبلح من أىل الحرب وال يجهز إليهم وال يفدون باألسارى عند أبي حنيفة‬
‫وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬يفادى بهم أسارى المسلمين وال يجوز المن عليهم‬

‫(‪)137/1‬‬

‫وإذا فتح اإلمام بلدا عنوة فهو بالخيار ‪ :‬إن شاء قسمو بين الغانمين وإن شاء أقر أىلو عليو‬
‫ووضع عليهم الخراج وىو في األسارى بالخيار ‪ :‬إن شاء قتلهم وإن شاء استرقهم وإن شاء‬
‫تركهم أحرارا ذمة للمسلمين‬
‫وال يجوز أن يردىم إلى دار الحرب‬
‫وإذا أراد العود معهم مواش فلم يقدروا على نقلها إلى دار اإلسبلم ذبحوىا وحرقوىا وال‬
‫يعقرونها وال يتركونها‬
‫وال يقسم غنيمة في دار الحرب حتى يخرجها إلى دار اإلسبلم والردء والمقاتل في العسكر‬
‫سواء‬
‫وإذا لحقهم المدد في دار الحرب قبل أن يخرجوا الغنيمة إلى دار اإلسبلم شاركوىم فيها وال‬
‫حق ألىل سوق العسكر في الغنيمة إال أن يقاتلوا‬
‫وإذا أمن رجل حر أو امرأة كافرا أو جماعة أو أىل حصن أو مدينة صح أمانهم ولم يجز ألحد‬
‫من المسلمين قتلهم إال أن يكون في ذلك مفسدة فينبذ إليهم اإلمام‬
‫وال يجوز أمان ذمي وال أسير وال تاجر يدخل عليهم‬
‫وال يجوز أمان العبد عند أبي حنيفة إال أن يأذن لو مواله في القتال وقال أبو يوسف ومحمد ‪:‬‬
‫يصح أمانة‬
‫وإذا غلب الترك على الروم فسبوىم وأخذوا أموالهم ملكوىا فإن غلبنا على الترك حل لنا من‬
‫ذلك وإذا غلبوا على أموالنا فأحرزوىا بدارىم ملكوىا فإن ظهر عليها المسلمون فوجدوىا قبل‬
‫القسمة فهي لهم بغير شيء وإن وجدوىا بعد القسمة أخذوىا‬
‫بالقيمة إ أحبوا‬
‫وإن دخل دار الحرب تاجر فاشترى ذلك وأخرجو إلى دار اإلسبلم فمالكو بالخيار ‪ :‬إن شاء‬
‫أخذه بالثمن الذي اشتراه بو التاجر وإن شاء ترك‬
‫وال يملك علينا أىل الحرب بالغلبة مدبرينا ومكاتبنا وأمهات أوالدنا وأحرارنا ونملك عليهم‬
‫جميع ذلك وإذا أبق عبد لمسلم فدخل إليهم فأخذوه لم يملكوه عند أبي حنيفة‬
‫وإن ند تعير إليهم فأخذوه ملكوه‬
‫وإذا لم يكن لئلمام حمولة يحمل عليها الغنائم قسمها بين الغانمين قسمة إيداع ليحملوىا إلى‬
‫دار اإلسبلم ثم يرتجعها فيقسمها‬
‫وال يجوز بيع الغنائم قبل القسمة‬

‫(‪)138/1‬‬

‫ومن مات من الغانمين في دار الحرب فبل حق لو في الغنيمة ومن مات منهم بعد إخراجها إلى‬
‫دار اإلسبلم فنصيبو لورثتو‬
‫وال بأس أن ينقل اإلمام في حال القتال ويحرض بالنفل على القتال فيقول ‪ :‬من قتل قتيبل فلو‬
‫سلبو أو يقول لسرية ‪ :‬قد جعلت لكم الربع بعد الخمس‬
‫وال ينقبل بعد إحراز الغنيمة إال من الخمس وإذا لم يجعل السلب للقاتل فهو من جملة الغنيمة‬
‫والقاتل وغيره فيو سواء‬
‫والسلب ‪ :‬ما على المقتول من ثيابو وسبلحو ومركبو‬
‫وإذا خرج المسلمون من دار الحرب لم يجز أن يعلفوا من الغنيمة وال يأكلوا منها‬
‫ومن فضل معو علف أو طعام إلى الغنية‬
‫ويقسم اإلمام الغنيمة ‪:‬‬
‫فيخرج خمسها ويقسم أربعة أخماسها بين الغانمين ‪ :‬للفارس سهما وللراجل سهم عند أبي‬
‫حنيفة وقاال ‪ :‬للفارس ثبلثة أسهم وال يسهم إال لفرس واحد والبراذين والعتاق سواء وال يسهم‬
‫لراحلة وال بغل‬
‫ومن دخل دار الحرب فارسا فنفق فرسو استحق سهم فارس ومن دخل راجبل فاشترى فرسا‬
‫استحق سهم راجل‬
‫وال يسهم لمملوك وال امرأة وال ذمي وال صبي ولكن يرضخ لهم على حسب ما يراه اإلمام‬
‫وأما الخمس فيقسم على ثبلثة أسهم ‪ :‬سهم لليتامى وسهم للمساكين‬
‫وسهم ألبناء السبيل ويدخل فقراء ذوي القربى فيهم ويقدمون وال يدفع إلى أغنيائهم شيء‬
‫وما ذكر اهلل تعالى في الخمس فإنما ىو الفتتاح الكبلم تبركا باسمو وسهم النبي صلى اهلل عليو‬
‫وسلم سقط بموتو كما سقط الصفي وسهم ذوي القربى كانوا يستحقونو في زمن النبي صلى اهلل‬
‫عليو وسلم بالنصرة وبعده بالفقر‬
‫وإذا دخل الواحد أو االثنان إلى دار الحرب مغيرين بغير إذن اإلمام فأخذوا شيئا لم يخمس‬
‫وإن دخل جماعة لها منعة وأخذوا شيئا خمس وإن لم يأذن لهم اإلمام‬
‫وإذا دخل المسلم دار الحرب تاجرا فبل يحل لو أن يتعرض لشيء من أموالهم وال من دمائهم‬
‫وإن غدر بهم وأخذ شيئا وخرج بو ملكو ملكا محظورا ويؤمر أن يتصدق بو‬

‫(‪)139/1‬‬

‫وإذا دخل الحربي إلينا مستأمنا لم يمكن أن يقيم في دارنا سنة ويقول لو اإلمام ‪ :‬إن أقمت‬
‫تمام السنة وضعت عليك الجزية فإن أقام أخذ منو الجزية وصار ذميا ولم يترك أن يرجع إلى‬
‫دار الحرب وإن عاد إلى دار الحرب وترك وديعة عند مسلم أو ذمي أو دينا في ذمتهم فقد‬
‫صار ذمو مباحا بالعود وما في دار اإلسبلم من مالو على خطر فإن أسر أو قتل سقطت ديونو‬
‫وصارت الوديعة فيئا‬
‫وما أوجف عليو المسلمون من أموال أىل الحرب بغير قتال يصرف مصالح المسلمين كما‬
‫يصرف الخراج‬
‫وأرض العرب كلها أرض عسير وىي ‪ :‬ما بين العذيب إلى أقصى حجر‬
‫باليمن بمهرة إلى حد الشام‬
‫والسواد أرض خراج وىو ‪ :‬ما بين العذيب إلى عقبة حلوان ومن العلث إلى عبادان‬
‫وأرض السواد مملوكو ألىلها ‪ :‬يجوز بيعهم لها وتصرفهم فيها‬
‫وكل أرض أسلم أىلها عليها أو فتحت عنوة وقسمت بين الغانمين فهي أرض عشر‬
‫وكل أرض فتحت عنوة وأقر عليها فهي أرض خراج‬

‫‪-------------------------------------‬‬
‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 314‬‬
‫إحياء الموات‬
‫ومن أحيا أرضا مواتا فهي عند أبي يوسف معتبرة بحيزىا ‪ :‬فإن كانت من حيز أرض الخارج‬
‫فهي خراجية وإن كانت من حيز أرض العشر فهي عشرية والبصرة عنده عشرية بإجماع‬
‫الصحابة رضي اهلل عنهم‬
‫وقال محمد ‪ :‬إن أحياىا ببئر حفرىا أو عين استخرجها أو ماء دجلو أو الفرات أو األنهار‬
‫العظام التي ال يملكها أحد‬
‫فهي عشرية وإن أحياىا بماء األنهار التي احتفرىا األعاجم مثل نهر الملك ونهر يزدجرد فهي‬
‫خراجية‬
‫والخراج الذي وضعو عمر رضي اهلل عنو على أىل السواد من كل جريب يبلغو الماء قفيز‬
‫ىاشمي وىو الصاع ودرىم ومن جريب الرطبة خمسة دارىم ومن جريب الكرم المتصل والنخل‬
‫المتصل عشرة دارىم‬
‫وما سوى ذلك من األصناف يوضع عليها بحسب الطاقة فإن لم تطق ما وضع عليها نقصهم‬
‫اإلمام‬
‫وإن غلب الماء على أرض الخراج أو انقطع عنها أو اصطلم الزرع آفة فبل خراج عليهم وإن‬
‫عطلها صاحبها فعليو الخراج‬

‫(‪)145/1‬‬

‫ومن أسلم من أىل الخراج أخذ منو الخراج على حالو‬


‫ويجوز أن يشتري المسلم أرض الخراج من الذمي ويؤخذ منو الخراج وال عشر في الخارج من‬
‫أرض الخراج‬
‫والجزية على ضربين ‪:‬‬
‫جزية توضع بالتراضي والصلح فتقدر بحسب ما يقع عليو االتفاق وجزية يبتدئ اإلمام وضعها‬
‫إذا غلب الكفار وأقرىم على أمبلكهم فيضع على الغني الظاىر الغني في كل سنة ثمانية‬
‫وأربعين درىما يأخذ منو في كل شهر أربعة دراىم‬
‫وعلى المتوسط الحال أربعة وعشرين درىما في كل شهر درىمين وعلى الفقير المعتمل اثني‬
‫عشر درىما في كل شهر درىما‬
‫وتوضع الجزية على أىل الكتاب والمجوس وعبدة األوثان من العجم وال توضع على عبدة‬
‫األوثان من العرب وال على المرتدين‬
‫وال جزية على امرأة وال صبي وال زمن وال أعمى وال فقير غير معتمل وال الرىبان الذين ال‬
‫يخالطون الناس‬
‫ومن أسلم وعليو جزية سقطت عنو وإن اجتمع حوالن تداخلت الجزية‬
‫وال يجوز إحداث بيعة وال كنيسة في دار اإلسبلم وإذا انهدمت الكنائس البيع القديمة أعادوىا‬
‫ويؤخذ أىل الذمة بالتميز عن المسلمين في زيهم ومراكبهم وسروجهم وقبلنسهم وال يركبون‬
‫الخيل وال يحملون السبلح‬
‫ومن امتنع من أداء الجزية أو قتل مسلما أو سب النبي عليو الصبلة والسبلم أو زنى بمسلمة‬
‫لم ينقض عهده وال ينتقض العهد إال بأن يلحق بدار الحرب أو يغلبوا على موضع فيحاربونا‬
‫وإذا ارتد المسلم عن اإلسبلم عرض عليو السبلم فإن كانت لو شبهة كشفت لو ويحبسن ثبلثة‬
‫أيام فإن أسلم‬
‫وإال قتل فإن قتلو قاتل قبل عرض اإلسبلم عليو كره لو ذلك وال شيء على القاتل‬
‫فأما المرأة إذا ارتدت فبل تقتل ولكن تحبس حتى تسلم‬
‫ويزول ملك المرتد عن أموالو بردتو زواال مراعى فإن أسلم عادت على حالها وإن مات أو قتل‬
‫على ردتو انتقل ما كان اكتسبو في حال اإلسبلم إلى ورثتو المسلمين‬
‫وكان ما اكتسبو في حال ردتو فيئا‬

‫(‪)141/1‬‬

‫فإن لحق بدرا الحرب مرتدا وحكم الحاكم بلحاقو عتق مدبروه وأمهات أوالده وحلت الديون‬
‫التي عليو ونقل ما اكتسبو في حال اإلسبلم إلى ورثتو المسلمين وتقضى الديون التي لزمتو في‬
‫حال اإلسبلم مما اكتسبو في حال اإلسبلم وما لزمو من الديون في حال ردتو مما اكتسبو في‬
‫حال ردتو‬
‫وما باعو أو اشتراه أو تصرف فيو من أموالو في حال ردتو‬
‫موقوف ‪ :‬فإن أسلم صحت عقوده وإن مات أو قتل أو لحق بدار الحرب بطلت‬
‫وإن عاد المرتد بعد الحكم بلحاقو إلى دار اإلسبلم مسلما فما وجده في يد ورثتو من مالو‬
‫بعينو أخذه‬
‫والمرتدة إذا انصرفت في مالها في حال ردتها جاز تصرفها‬
‫ونصارى بني تغلب يؤخذ من أموالهم ضعف ما يؤاخذ من المسلمين من الزكاة ويؤخذ من‬
‫نسائهم وال يؤخذ من صبيانهم‬
‫وما جباه اإلمام من الخراج ومن أموال بني تغلب وما أىداه أىل الحرب إلى اإلمام والجزية‬
‫تصرف في مصالح المسلمين فتسد منها الثغور وتبنى القناطر والجسور ويعطى قضاة‬
‫المسلمين وعلماؤىم منو ما يكفيهم ويدفع منو أرزاق المقاتلة وذراريهم‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 324‬‬


‫باب البغاة‬
‫وإذا تغلب قوم من المسلمين على بلد وخرجوا عن طاعة اإلمام‬
‫دعاىم إلى العود إلى الجماعة وكشف عن شبهتهم وال يبدؤىم بالقتال حتى يبدؤوا فإن بدؤوا‬
‫قاتلهم حتى يفرق جمعهم فإن كانت لهم فئة أجهز على جريحهم واتبع موليهم وإن لم يكن‬
‫لهم فئة لم يجهز على جريحهم ولم يتبع موليهم وال تسبى لهم ذرية وال يغنم لهم مال‬
‫وال بأس أن يقاتلوا بسبلحهم‬
‫إن احتاج المسلمون إليو ويحبس اإلمام أموالهم وال يردىا عليهم وال يقسمها حتى يتوبوا فيردىا‬
‫وما جناه أىل البغي من الببلد التي غلبوا عليها من الخراج والعشر لم يأخذه اإلمام ثانيا فإن‬
‫كانوا صرفوه في حقو أجزأ من أخذ منو وإن لم يكونوا صرفوه في حقو أفتى أىلو فيما بينهم‬
‫وبين اهلل تعالى أن يعيدوا ذلك‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫(‪)142/1‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 327‬‬


‫‪ - 63‬كتاب الحظر واإلباحة‬
‫ال يحل للرجال لبس الحرير ويحل للنساء وال بأس بتوسده‬
‫عند أبي حنيفة وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬يكره توسده‬
‫وال بأس بلبس الديباج في الحرب عندىما ويكره عند أبي حنيفة‬
‫وال بأس بلبس الملحم إذا كان سداه إبرسما ولحمتو قطنا أو خزا‬
‫وال يجوز للرجال التحلي بالذىب والفضة إال الخاتم والمنطقة وحلية السيف من الفضة‬
‫ويجوز للنساء التحلي بالذىب والفضة ويكره أن يلبس الصبي الذىب والحرير‬
‫وال يجوز األكل والشرب واالدىان والتطيب في آنية الذىب والفضة للرجال والنساء‬
‫وال بأس باستعمال آنية الزجاج والبلور والعقيق‬
‫ويجوز الشرب في اإلناء المفضض عند أبي حنيفة والركوب على السرج المفضض والجلوس‬
‫على السرير المفضض‬
‫ويكره التعشير في المصحف والنفط‬
‫وال بأس بتحلية المصحف ونقش المسجد وزخرفتو بماء الذىب‬
‫ويكره استخدام الخصيان‬
‫وال بأس بخصاء البهائم وإنزاء الحمير على النخيل‬
‫ويجوز أن يقبل في الهدية واإلذن قول الصبي والعبد ويقبل في المعامبلت قول الفاسق وال‬
‫يقبل في أخبار الديانات إال العدل وال يجوز أن ينظر الرجل من األجنبية إال إلى وجهها وكفيها‬
‫وإن كان ال يأمن الشهوة ال ينظر إلى وجهها إال لحاجة‬
‫ويجوز للقاضي إذا أرد أن يحكم عليها وللشاىد إذا أراد الشهادة عليها‬
‫النظر إلى وجهها وإن خاف أن يشتهي‬
‫ويجوز للطبيب أن ينظر إلى موضع المرض منها‬
‫وينظر الرجل من الرجل إلى جميع بدنو إال ما بين سرتو إلى ركبتو‬
‫ويجوز للمرأة أن تنظر من الرجل إلى ما ينظر الرجل إليو منو وتنظر المرأة من المرأة إلى ما‬
‫يجوز للرجل أن ينظر إليو من الرجل‬
‫وينظر الرجل من أمتو التي تحل لو وزوجتو إلى فرجها‬
‫وينظر الرجل من ذوات محارمو إلى الوجو والرأس والصدر والساقين والعضدين وال ينظر إلى‬
‫ظهرىا وبطنها‬
‫وال بأس أن يمس ما جاز أن ينظر إليو منها‬
‫وينظر الرجل من مملوكو غيره إلى ما يجوز أن ينظر إليو من ذوات محارمو‬

‫(‪)143/1‬‬

‫وال بأس بأن يمس ذلك إذا أراد الشراء وإن خاف أن يشتهي‬
‫والخصي في النظر إلى األجنبية كالفحل‬
‫وال يجوز للمملوك أن ينظر من سيدتو إال إلى ما يجوز لؤلجنبي أن ينظر إليو منها‬
‫ويعزل عن أمتو بغير إذنها وال يعزل عن زوجتو إال بإذنها‬
‫ويكره االحتكار في أقوات اآلدميين‬
‫والبهائم إذا كان ذلك في بلد يضر االحتكار بأىلو ومن احتكر غلة ضيعتو أو ما جلبو من بلد‬
‫آخر فليس بمحتكر‬
‫وال ينبغي للسلطان أن يسعر على الناس‬
‫ويكره بيع السبلح في أيام الفتنة وال بأس ببيع العصير ممن يعلم أنو يتخذه خمرا‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 336‬‬


‫‪ - 64‬كتاب الوصايا‬
‫الوصية غير واجبة وىي مستحبة وال تجوز الوصية لوارث‬
‫إال أن يجيزىا الورثة وال يجوز الوصية بما زاد على الثلث وال للقاتل‬
‫ويجوز أن يوصي المسلم للكافر والكافر للمسلم‬
‫وقبول الوصية بعد الموت فإن قبلها الموصى لو في حال الحياة أو ردىا فذلك باطل‬
‫ويستحب أن يوصي اإلنسان بدون الثلث‬
‫وإذا أوصى إلى رجل فقبل الوصي في وجو الموصي فردىا في غير وجهو فليس برد وإن ردىا‬
‫في وجهو فهو رد‬
‫والموصى بو يملك بالقبول إال في مسألة وىي ‪ :‬أن يموت الموصي ثم يموت الموصى لو قبل‬
‫القبول فيدخل الموصى بو في ملك ورثتو‬
‫ومن أوصى إلى عبد أو كافر أو فاسق أخرجهم القاضي من الوصية ونثب غيرىم‬
‫ومن أوصى إلى عبد نفسو وفي الورثة كبار لم تصح الوصية‬
‫ومن أوصى إلى من يعجز عن القيام بالوصية صم إليو القاضي غيره‬
‫ومن أوصى إلى اثنين لم يجز ألحدىما أن يتصرف عند أبي حنيفة ومحمد دون صاحبو إال من‬
‫شراء كفن الميت وتجهيزه وطعام الصغار وكسوتهم ورد وديعة بعينها وقضاء دين وتنفيذ وصية‬
‫بعينها وعتق عبد بتعينو والخصومة في حقوق الميت‬

‫(‪)144/1‬‬
‫ومن أوصى لرجل بثلث مالو وآلخر بثلث مالو فلم تجز الورثة فالثلث بينهما نصفان وإن أوصى‬
‫ألحدىما بالثلث ولآلخر بالسدس فالثلث بينهما أثبلثا وإن أوصى ألحدىما بجميع مالو‬
‫ولآلخر بثلث مالو فلم تجز الورثة فالثلث بينهما على أربعة أسهم عند أبي يوسف ومحمد وقال‬
‫أبو حنيفة ‪ :‬الثلث بينهما نصفان وال يضرب أبو حنيفة للموصى لو بما زاد على الثلث إال في‬
‫المحاباة والسعاية والدراىم المرسلة‬
‫ومن أوصى وعليو دين يحيط بمالو لم تجز الوصية إال أن يبرئ الغرماء الدين‬
‫ومن أوصى بنصيب ابنو فالوصية باطلة وإن أوصى بمثل نصيب ابنو جاز فإن كان لو ابنان‬
‫فللموصى لو الثلث‬
‫ومن أعتق عبدا في مرضو أو باع وحابى أو وىب فذلك كلو جائز يعتبر من الثلث ويضرب بو‬
‫مع أصحاب الوصايا‬
‫فإن حابى ثم أعتق بالمحاباة أولى عند أبي حنيفة وإن أعتق ثم حابى فهما سواء وقال أ [ و‬
‫يوسف ومحمد ‪ :‬العتق أولى في المسألتين‬
‫ومن أوصى بسهم من مالو فلو أخس سهام الورثة إال أن ينقص من السدس فيتم لو السدس‬
‫وإن أوصى بجزء من مالو قيل للورثة ‪ :‬أعطوه ما شئتم‬
‫ومن أوصى بوصايا من حقوق اهلل تعالى قدمت الفرائض منها قدمها الموصي أو آخرىا‬
‫مثل الحج والزكاة والكفارات وما ليس بواجب قدم منو ما قدمو الموصي‬
‫ومن أوصى بحجة اإلسبلم أحجوا عنو رجبل من بلده يحج عنو راكبا فإن لم تبلغ الوصية النفقة‬
‫أحجوا عنو من حيث تبلغ‬
‫ومن خرج من بلده حاجا فمات في الطريق وأوصى أن يحج عنو حج عنو من بلده عند أبي‬
‫حنيفة‬
‫وال تصح وصية الصبي والمكاتب وإن ترك وفاء‬
‫ويجوز للموصي الرجوع عن الوصية‬
‫فإن صرح بالرجوع أو فعل ما يدل على الرجوع كان رجوعا ومن جحد الوصية لم يكن رجوعا‬
‫ومن أوصى لجيرانو فهم المبلصقون عند أبي حنيفة‬
‫ومن أوصى ألصهاره فالوصية لكل ذي رحم محرم من امرأتو ومن أوصى ألختانو فالختن كل‬
‫ذات رحم محرم منو‬
‫ومن أوصى ألقربائو فالوصية لؤلقرب فاألقرب من كل ذي رحم محرم منو وال يدخل فيهم‬
‫الوالدان والولد‬

‫(‪)145/1‬‬
‫وتكون لئلثنين فصاعدا وإذا أوصى بذلك ولو عمان وخاالن فالوصية لعميو عند أبي حنيفة وإن‬
‫كان لو عم وخاالن فللعم النصف وللخالين النصف وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬الوصية لكل من‬
‫ينسب إلى أقصى أب لو في اإلسبلم‬
‫ومن أوصى لرجل بثلث دراىمو أو ثلث غنمو فهلك ثلثا ذلك وبقي ثلثو وىو يخرج من ثلث ما‬
‫بقي من مالو فلو جميع ما بقي وإن أوصى بثلث ثيابو فهلك ثلثاىا وبقي ثلثها وىو يخرج من‬
‫ثلث ما بقي من مالو لم يستحق إال ثلث ما بقي من الثياب‬
‫ومن أوصى لرجل بألف درىم ولو مال عين ودين فإن خرجت األلف من ثلث العين دفعت إلى‬
‫الموصى لو وإن لم تخرج دفع إليو ثلث العين وكلما خرج شيء من الدين أخذ ثلثو حتى‬
‫يستوفي األلف‬
‫وتجوز الوصية للحمل وبالحمل إذا وضع ألقل من ستة أشهر من يوم الوصية‬
‫ومن أوصى لرجل بجارية إال حملها صحت الوصية واالستثناء‬
‫ومن أوصى لرجل بجارية فولدت بعد موت الموصي قبل أن يقبل الموصى لو ولدا ثم قبل وىما‬
‫يخرجان من الثلث فهما للموصى لو وإن لم يخرجا من الثلث ضرب بالثلث وأخذ ما يخصو‬
‫منهما جميعا في قول أبو يوسف ومحمد‬
‫وقال أبو حنيفة ‪ :‬يأخذ ذلك من األم فإن فضل شيء أخذه من الولد‬
‫وتجوز الوصية بخدمة عبده وسكنى داره سنين معلومة وتجوز بذلك أبدا فإن خرجت رقبة العبد‬
‫من الثلث سلم إليو للخدمة وإن كان ال مال لو غيره خدم الورثة يومين والموصى لو يوما فإن‬
‫مات الموصى لو عاد إلى الورثة وإن مات الموصى لو في حياة الموصى بطلت الوصية‬
‫وإذا أوصى لولد فبلن فالوصية بينهم ‪ :‬الذكر واألنثى فيو سواء‬
‫ومن أوصى لورثة فبلن فالوصية بينهم ‪ :‬للذكر مثل حظ األنثيين‬
‫ومن أوصى لزيد وعمرو بثلث مالو فإذا عمرو ميت فالثلث كلو لزيد‬
‫وإن قال ‪ :‬ثلث مالي بين زيد وعمرو وزيد ميت كان لعمرو نصف الثلث‬
‫ومن أوصى بثلث مالو لو ثم اكتسب ماال استحق الموصى لو ثلث ما يملكو عند الموت واهلل‬
‫أعلم‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 349‬‬


‫(‪)146/1‬‬

‫‪ - 65‬كتاب الفرائض‬
‫المجمع على توريثهم من الذكور‬
‫عشرة ‪ :‬االبن وابن االبن وإن سفل واألب والجد أب األب وإن عبل واألخ وابن األخ والعم‬
‫وابن العم والزوج ومولى النعمة‬
‫ومن اإلناث سبع ‪ :‬البنت وبنت االبن واألم والجدة واألخت والزوجة وموالة النعمة‬
‫وال يرث أربعة ‪ :‬المملوك والقاتل من المقتول والمرتد وأىل الملتين والفروض المحدودة في‬
‫كتاب اهلل تعالى ستة ‪ :‬النصف و‬
‫الربع والثمن والثلثان والثلث والسدس‬
‫فالنصف من األب واألم واألخت من األب إذا لم تكن أخت ألب وأم والزوج إذا لم يكن‬
‫للميت ولد ولد وال ولد ابن‬
‫والربع ‪ :‬فرض الزوج مع الولد أو ولد االبن والزوجات إذا لم يكن للميت ولد وال ولد ابن‬
‫والثمن ‪ :‬فرض الزوجات مع الولد وولد االبن‬
‫والثلثان ‪ :‬لكل اثنين فصاعدا ممن فرضو النصف إال الزوج‬
‫والثلث ‪ :‬لؤلم إذا لم يكن للميت ولد وال ولد ابن وال‬
‫اثنان من اإلخوة واألخوات فصاعدا ويفرض لها في مسألتين ‪ -‬وىما ‪ :‬زوج وأبوان وامرأة‬
‫وأبوان ‪ -‬ثلث ما يبقى بعد فرض الزوج أو الزوجة وىو لكل اثنين فصاعدا من ولد األم ‪:‬‬
‫ذكورىم وإناثهم فيو سواء‬
‫والسدس ‪ :‬فرض سبعة ‪ :‬لكل واحد من األبوين مع الولد أو ولد االبن ولؤلم مع اإلخوة‬
‫واألخوات من أي جهة كانوا وللجدات وللجد مع الولد أو ولد االبن ولبنات االبن مع البنت‬
‫ولؤلخوات ألب مع األخت ألب وأم وللواحد من ولد األم‬
‫وتسقط الجدات باألم والجد واإلخوة واألخوات باألب‬
‫ويسقط ولد األم بأربعة ‪ :‬بالولد وولد االبن واألب والجد‬
‫وإذا استكمل البنات الثلثين سقطت بنات االبن إال أن يكون بإزائهن أو أسفل منهن ابن ابن‬
‫فيعصبهن‬
‫وإذا استكمل األخوات ألب وأم الثلثين سقطت األخوات ألب إال أن يكون معهن أخ لهن‬
‫فيعصبهن‬
‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 353‬‬


‫‪ - 1‬باب أقرب العصبات‬
‫وأقرب العصبات البنون ثم بنوىم ثم األب ثم الجد ثم بنو األب وىم اإلخوة‬
‫ثم بنو الجد وىم األعمام ثم بنوا أب الجد‬

‫(‪)147/1‬‬

‫وإذا استوى بنو أب في الدرجة فأوالىم من كان ألب وأم‬


‫واالبن وابن االبن واإلخوة يقاسمون أخواتهم للذكر مثل حظ األنثيين ومن عداىم من العصبات‬
‫ينفرد بالميراث ذكورىم دون إناثهم‬
‫وإذا لم يكن عصبة من النسب فالعصبة ىو المولى المعتق ثم أقرب عصبة المولى‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 355‬‬


‫‪ - 2‬باب الحجب‬
‫وتحجب األم من الثلث إلى السدس بالولد أو بأخوين‬
‫والفاضل عن فرض البنات لبني االبن وأخواتهم للذكر مثل حظ األنثيين‬
‫والفاضل عن فرض األختين من األب واألم لئلخوة واألخوات من األب للذكر مثل حظ‬
‫األنثيين‬
‫وإذا ترك بنتا ابن وبني ابن فللبنت النصف والباقي لبني االبن وأخواتهم للذكر مثل حظ األنثيين‬
‫وكذلك الفاضل عن فرض األخت من األب واألم لبني األب وبنات األب للذكر مثل حظ‬
‫األنثيين‬
‫ومن ترك ابني عم أحدىما أخ األم فلؤلخ لؤلم السدس والباقي بنيهما‬
‫والمشركة ‪ :‬أن تترك المرأة زوجا وأما ‪ -‬أو جدة ‪ -‬وأختين من أم وأخا ألب وأم فللزوج‬
‫النصف ولؤلم السدس ولولد األم الثلث وال شيء لؤلخوة من األب واألم‬

‫‪-------------------------------------‬‬
‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 356‬‬
‫‪ - 3‬باب الرد‬
‫والفاضل عن فرض ذوي السهام إذا لم يكن عصبة مردود عليهم بمقدار سهامهم إال على‬
‫الزوجين‬
‫وال يرث القاتل من المقتول والكفر كلو ملة واحدة يتوارث بو أىلو‬
‫وال يرث المسلم من الكافر وال الكافر من المسلم ومال المرتد لورثتو من المسلمين وما‬
‫اكتسبو في حال ردتو فيء‬
‫وإذا غرق جماعة أو سقط عليهم حائط فلم يعلم من مات منم أوال فمال كل واحد منهم‬
‫لؤلحياء من ورثتو‬
‫وإذا اجتمع في المجوسي قرابتان لو تفرقت في شخصين ورث أحدىما مع اآلخر ورث بهما‬
‫وال يرث المجوسي باألنكحة الفاسدة التي يستحلونها في دينهم‬
‫وعصبة ولد الزنا وولد المبلعنة مولى أمهما‬
‫ومن مات وترك حمبل وقف مالو حتى تضع امرأتو حملها في قول أبي حنيفة‬

‫(‪)148/1‬‬

‫والجد أولى بالميراث من اإلخوة عند أبي حنيفة وقال أبو يوسف ومحمد ‪ :‬يقاسمهم إال أن‬
‫تنقصو المقاسمة من الثلث‬
‫وإذا اجتمعت الجدات فالسدس ألقربهن‬
‫ويحجب الجد أمو‬
‫وال ترث أم أبي األم بسهم وكل جدة تحجب أمها‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 358‬‬


‫‪ - 4‬باب ذوي األرحام‬
‫وإذا لم يكن للميت عصبة وال ذو سهم ورثو ذوو أرحامو وىم عشرة ‪ :‬ولد البنت وولد األخت‬
‫و‬
‫ابنة األخ وابنة العم والخال والخالة وأب األم والعم من األم والعمة وولد األخ من األم ومن‬
‫أدلى بهم‬
‫وأوالىم ولد الميت ثم ولد األبوين أو أحدىما وىم بنات اإلخوة وولد األخوات ثم ولد أبوي‬
‫أبويو أو أحدىما وىم األخوال والخاالت والعمات‬
‫وإذا استوى ولد أب في درجة فأوالىم من أدلى بوارث وأقربهم أولى من أبعدىم وأب األم أولى‬
‫من ولد األخ واألخت‬
‫والمعتق أحق بالفاضل من سهم ذوي سهام إذا لم تكن عصبة‬
‫سواه ومولى المواالة يرث‬
‫وإذا ترك المعتق أبا مواله وابن مواله فمالو لبلبن وقال أبو يوسف ‪ :‬لؤلب السدس والباقي‬
‫لبلبن فإن ترك جد مواله وأخ مواله فالمال للجد في قول أبي حنيفة وقال أبو يوسف ومحمد ‪:‬‬
‫ىو بينهما‬
‫وال يباع الوالء وال يوىب‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫الكتاب [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪] 365‬‬


‫حساب الفرائض‬
‫إذا كان في المسألة نصف ونصف أو نصف وما بقي فأصلها من اثنين وإن كان ثلث وما بقي‬
‫أو ثلثان وما بقي فأصلها من ثبلثة وإن كان ربع وما بقي فأصلها من ثمانية وإذا كان سدس وما‬
‫بقي أو نصف وثلث أو سدس فأصلها من ستة وتعول إلى سبعة وثمانية وتسعة وعشرة‬
‫وإن كان مع الربع ثلث أو سدس فأصلها من اثني عشر وتعول إلى ثبلثة عشر وخمسة عشرة‬
‫وسبعة عشر‬
‫وإذا كان مع الثمن ثلثان أو سدس فأصلها من أربعة وعشرين وتعول إلى سبعة وعشرين‬

‫(‪)149/1‬‬

‫فإذا انقسمت المسألة على الورثة فقد صحت وإن لم تنقسم سهام فريق عليهم فاضرب‬
‫عددىم في أصل المسألة وعولها إن كانت عائلة فما خرج فمنو تصح المسألة كامرأة وأخوين ‪:‬‬
‫للمرأة الربع سهم ولؤلخوين ما بقي وىي ثبلثة أسهم ال تنقسم عليهما فاضرب اثنين في أصل‬
‫المسألة فتكون ثمانية ومنها تصح‬
‫وإن وافق سهامهم عددىم فاضرب وفق عددىم في أصل المسألة كامرأة وستة‬
‫إخوة للمرأة الربع سهم ولئلخوة ثبلثة فاضرب وفق عددىم في أصل المسألة يكون ثمانية ومنو‬
‫تصح‬
‫وإن لم تنقسم سهام فريقين أو أكثر فاضرب أحد الفريقين ي اآلخر ثم ما اجتمع في الفريق‬
‫الثالث ثم ما اجتمع في أصل المسألة‬
‫فإن تساوت األعداد أجزأ أحدىما عن اآلخر كامرأتين وأخوين‬
‫فاضرب اثنين في أصل المسألة‬
‫فإن كان أحد العددين جزءا من اآلخر أغنى األكثر عن األقل كأربع نسوة وأخوين إذا ضربت‬
‫األربعة أجزأك عن األخوين‬
‫وإن وافق أحد العددين اآلخر ضربت وفق أحدىما في جميع اآلخر ثم ما اجتمع في أصل‬
‫المسألة كأربع نسوة وأخت وستة أعمام فالستة توافق األربعة بالنصف فاضرب نصف أحدىما‬
‫في جميع اآلخر ثم ما اجتمع في أصل المسألة تكون ثمانية وأربعين ومنها تصح‬
‫فإذا صحت المسألة فاضرب سهام كل وارث في التركة ثم اقسم ما اجتمع على ما صحت منو‬
‫الفريضة يخرج حق ذلك الوارث‬
‫وإذا لم تقسم التركة حتى مات أحد الورثة فإن كان ما يصيبو من الميت األول ينقسم على ورثتو‬
‫فقد صحت المسألتان مما صحت األولى وإن لم ينقسم صححت فريضة الميت الثاني‬
‫بالطريقة التي ذكرناىا ثم ضربت إحدى المسألتين في األخرى إن لم يكن بين سهام الميت‬
‫الثاني وما صحت منو‬
‫فريضة موافقة فإن كان بينهما موافقة فاضرب المسألة الثانية في األولى فما اجتمع صحت منو‬
‫المسألتان‬
‫وكل من لو شيء من المسألة األولى مضروب في وفق المسألة الثانية ومن كان لو شيء من‬
‫المسألة الثانية مضروب في وفق تركة الميت الثاني‬

‫(‪)155/1‬‬

‫وإذا صحت مسألة المناسخة وأردت معرفة ما يصيب كل واحد من حبات الدرىم‬
‫قسمت ما صحت منو المسألة على ثمانية وأربعين فما خرج أخذت لو من سهام كل وارث حبة‬

‫(‪)151/1‬‬

You might also like