You are on page 1of 22

‫لما كانت اللغة تتضمن كلمات يمكن أن تأتى تارة بمعناها اللغوى العام وتارة أخرى بمعنى‬

‫اصطلحى خاص فقد أدت بمفسرى القرآن للتعامل مع كلمة السـماء تارة بمعنى عام (كل ما عل)‬
‫وتارة أخرى بمعنى اصطلحى اختلفوا فى تحديده‪ .‬لقد كان معنى‬
‫السماء مراوغا بالنسبة لكثير من المفسرين المسلمين بالفعل فمثلً نجد أن السحاب‬
‫يوصف بأنه بين السـماء والرض وبأن الماء ينزل من السـماء‪ .‬كل هذا فى آية‬
‫‪ :‬واحدة‬
‫وما أنزل ال من السماء من ماء فأحيا به الرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف) ‪...‬‬
‫‪.‬الرياح والسحاب المسخر بين السماء والرض ليات لقوم يعقلون) البقرة ‪164‬‬
‫هنا نجد أن المسلم يقول أن السماء المذكورة فى المرة الولى يقصد بها إنزال الماء من جهة العلو‬
‫أما السماء المذكورة فى المرة الخرى بنفس الية فلها معنى اصطلحى ول يمكن أن يقصد بها‬
‫‪:‬كل ما عل‪ .‬السبب فى هذا أن القرآن نفسه يؤكد أن الماء ينزل من السحاب حيث ورد ما يلى‬
‫وهوالذى يرسل الرياح بشرا بين يدى رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقال) ‪1 -‬‬
‫سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج ً‬
‫الموتى لعلكم تذكرون) العراف ‪57‬‬
‫ألم تر أن ال يزجى سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق) ‪2 -‬‬
‫المطر) يخرج من خلله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب(‬
‫به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالبصار) النور ‪43‬‬
‫ال الذى يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه فى السماء كيف يشاء ويجعله) ‪3 -‬‬
‫كسفا فترى الودق يخرج من خلله فإذا أصاب به من يشاء من عباده فإذا‬
‫هم يستبشرون) الروم ‪48‬‬
‫وال الذى أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الرض‬
‫بعد موتها كذلك النشور) فاطر ‪9‬‬

‫ولم تكن معرفة أن المطر (الودق) ينزل من السحاب مجهولة عند مشركى مكة كما نلحظ من‬
‫‪:‬الية‬
‫وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحابٌ مركوم (‪ )44‬فذرهم حتى يلقوا يومهم الذى فيه)‬
‫‪.‬يصعقون (‪ ))45‬الطور‬
‫واضح من الية الثانية أن القرآن هنا يخاطب غير المسلمين فهم ينسبون المطر الشديد إلى تراكم‬
‫السحب ل للعقاب لعدم إيمانهم‪.‬ومنعا لتجنب الدخول فى المتاهات التى يثيرها المعنى المراوغ‬
‫‪.‬للسماء فقد اقتصرت فى هذا المقال على السماوات السبع لنها أبعد عن هذا الرباك‬
‫‪:‬السماوات السبع‬
‫فى البداية ترددت وسألت نفسى‪ :‬هل يخلصنا البحث عن السماوات السبع فعلً بدلً من السماء من‬
‫هذا الرباك؟‬
‫عندما طرحت على نفسى هذا السؤال فكرت فيما إذا كان العدد سبعة يشير إلى كثرة السماوات ل‬
‫‪:‬العدد سبعة ل أكثر أو أقل‪ .‬يمكن أن نتذكر فى هذا الصدد الية‬
‫ولو أن ما فى الرض من شجرة أقلم والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت)‬
‫‪.‬كلمات ال إن ال عزيز حكيم) سورة لقمان ‪27‬‬
‫من الواضح أن الية كانت تتحدث عن كثرة كلمات ال ولذا دل العدد على الكثرة أما بالنسبة‬
‫‪:‬للسماوات السبع فقد كان العدد سبعة مقصودا لذاته كما تدل عليه الية‬
‫ال الذى خلق سبع سماوات ومن الرض مثلهن يتنزل المر بينهن لتعلموا أن ال على كل شىء)‬
‫قدير وأن ال قد أحاط بكل شىء علما) الطلق ‪12‬‬
‫‪.‬دل القول بالمثل فى الية على أن العدد مقصود لذاته‬
‫ثم طرحت على نفسى سؤالً آخر‪ :‬هل كانت المصطلحات الفلكية فى عصر ظهور القرآن واضحة‬
‫حتى ل يحدث نوع من الرباك؟‬
‫فى الحقيقة أن المصطلحات الفلكية لم تكن واضحة كما هى اليوم بل حتى فى عصر الخلفة‬
‫العباسية يمكنك أن تجد عددا من المصطلحات الفلكية ذات الفروق الواضحة‬
‫‪:‬فى عصرنا متساوية فى المعنى فى عصرهم كما فى بائية أبى تمام الشهيرة‪ .‬اقرأ معى‬
‫والعلم فى شهب الرماح لمعة)‬
‫(بين الخميسين ل فى السبعة الشهب‬
‫هكذا رأى الجرام السبعة (الشمس ‪ -‬عطارد ‪ -‬الزهرة – القمر– المريخ – المشترى – زحل)‬
‫‪.‬على أنها شهب‬
‫‪:‬واقرأ فيها أيضا‬
‫وخوفوا الناس من دهياء مظلمة)‬
‫(إذا بدا الكوكب الغربى ذو الذنب‬
‫هكذا اعتبر أبو تمام المذنب كوكبا له ذنب رغم ان الكواكب عندنا أجرام مظلمة باردة ول يمكن أن‬
‫يكون لها أذناب نارية كالمذنبات‪ .‬فى الحقيقة لم يكن أبا تمام أو غيره من أهل عصره قادرون على‬
‫معرفة أن عطارد والزهرة والمريخ والمشترى وزحل كلها أجسام باردة مظلمة ومن أين له أن‬
‫يتوقع هذا؟‬
‫بالتالى لم يكن العرب يعرفون الفرق بين أن يكون هناك نجم (جرم نارى يضىء الكون) وهناك‬
‫كوكب (جرم بارد مظلم) وهناك مذنب (جرم له رأس صخرى وذنب أو ذيل نارى) وأخيرا هناك‬
‫الشهب والنيازك التى تتساقط على الكواكب كالرض ول علقة لها بتصيد من يسترقون السمع‪ .‬لذا‬
‫‪:‬ل محل للقول بأن آية ما تتحدث عن الكواكب بالصطلح الفلكى الحديث كالية التالية‬
‫إنا زينا السماء الدنيا بزينةٍ الكواكب (‪ )5‬وحفظا من كل شيطان مارد (‪ )7‬ل يسمعون إلى المل)‬
‫العلى ويقذفون من كل جانب (‪ )8‬دحورا ولهم عذاب واصب (‪ )9‬إل من خطف الخطفة فاتبعه‬
‫‪.‬شهاب ثاقب (‪ ))10‬الصافات‬
‫اختلفات القراءات‪ :‬بجر و تنوين (زينة) ونصب (الكواكب) عند شعبة – بجر وتنوين (زينة) وجر‬
‫((الكواكب) عند حفص وحمزة – بجر (زينة) بل تنوين وجر (الكواكب‬
‫‪.‬عند باقى الرواة المعتمدين الناقلين للقراءات العشر‬
‫ل يسمعون)‪ :‬بتشديد الفتح على السين والميم عند حفص وحمزة والكسائى وخلف – بتسكين السين)‬
‫‪.‬وفتح الميم عند الباقين‬
‫الطريف هنا أن رواية حفص عن قراءة عاصم للقرآن (وهى المدونة فى مصاحف كثير من‬
‫القطار السلمية) هى فى ذات الوقت تعد هى ورواية حمزة روايتان مخالفتان لروايات القراءات‬
‫فى هذا الموضع حيث كسرا (زينة) مع التنوين أما كسر الكواكب فقد اتفقا فيها مع الغالبية وخالفهم‬
‫شعبة بالفتح لكن فى النهاية يعتبر علماء القراءات أن كل القراءات صحيحة ووردت عن نبى‬
‫‪.‬السلم‬
‫قدمت هنا كل الختلفات المعتمدة فى القراءات لهذه الية بعد ذكر رواية حفص ولم أفعل مع‬
‫اليات الخرى نفس المسلك حيث اكتفيت فيها برواية حفص لبين أن جميعالروايات ل توضح كما‬
‫أقر المفسرون إن كانت الكواكب فى السماء الدنيا أم‬
‫ل كما تضع سراجا على مدخل دار لزينته فيدخل ضوءه عبر شباك البيت دون أن يكون‬
‫‪.‬بالبيت نفسه‬
‫أحب أن أشير إلى أن وصف سماء بأنها الدنيا يعنى أنها السفلى أى هى تحديد لمكانها بالنسبة‬
‫للسماوات الطباق وهو وصف يختلف عن وصف حياة بأنها الدنيا لتحقير شأنها بالمقارنة مع‬
‫‪.‬الخرة‬
‫هنا أنال أستطيع أن أفسر كلمة كوكب بأنه جرم فلكى بارد مظلم فهذا تعريف لم يعرف ل فى زمن‬
‫القرآن ول حتى فى زمن أبى تمام‪ .‬فى الوقت نفسه يمكن أن أفهمها بأسلوب عصر نزول القرآن‬
‫حيث الشهب كالمذنبات وكالكواكب وكالنجوم بل فرق! باختصار الكواكب تعنى هنا أجرام سماوية‬
‫بصفة عامة‪ .‬نفس هذا الغموض يتكرر ولكن مع استبدال كلمة الكواكب بكلمة المصابيح واقترانها‬
‫‪:‬بالحديث عن حفظ السماء كما يلى‬
‫‪.‬وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم) فصلت ‪)... 12‬‬
‫‪.‬ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السعير) الملك ‪)5‬‬
‫كان يمكن لهذا الغموض أن يوقفنى عن البحث عن معنى السماوات السبع لكن كان المخرج لى‬
‫بالسؤال التالى‪ :‬هل كانت السماوات السبع معروفة ومحددة تحديدا واضحا فى عصر القرآن عند‬
‫كل من المسلمين وغير المسلمين قبل أن تختلف التفسيرات فى عصور لحقة فيظنونها إخبارا‬
‫‪:‬للمسلمين عن وجودها؟ الجواب‪ :‬نعم وهذه هى الدلة‬
‫(قل لمن الرض ومن فيها إن كنتم تعلمون (‪ )84‬سيقولون ل أفل تذكرون(‪1- )85‬‬
‫قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم (‪ )86‬سيقولون ل أفل تتقون (‪ )87‬قل من بيده‬
‫ملكوت كل شىء وهو يجير ول يجار عليه إن كنتم تعلمون (‪ )88‬سيقولون ل فأنى تسحرون (‬
‫‪ ))89.‬سورة المؤمنون‬
‫إنه خطاب متصل ول يحتمل التجزئة فهو يبدأ بخلق الرض ثم السماوات السبع والعرش ثم الختام‬
‫بكل شىء‪ .‬الخطاب هنا يتدرج مرة باللوم لعدم تذكرهم (أفل تذكرون) ثم تخويفهم (أفل تتقون؟) ثم‬
‫سخر من عقولهم فى النهاية (أنى تسحرون؟)‪ .‬أى أن الخطاب كان موجها لغير المسلمين الذين‬
‫عاصرهم محمد‪ .‬نعرف أن الكتابيين يؤمنون بال وبأن له عرشا أما مشركى مكة الذين اندثرت‬
‫معتقداتهم فيشير القرآن إليهم على أنهم يؤمنون بال وإن أشركوا به ويؤمنون بأن له عرشا حتى لقد‬
‫‪:‬جادلهم القرآن قائلً‬
‫‪.‬قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لبتغوا إلى ذى العرش سبيل) السراء ‪)42‬‬
‫أى من خلل اليات السابقة (‪ )89 - 84‬بسورة المؤمنون نستنتج أن هناك من غير المسلمين من‬
‫‪.‬كانوا يؤمنون بوجود السماوات السبع فى عصر ظهور القرآن‬
‫الذى خلق سبع سماوات طباقا ما ترى فى خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل) ‪2-‬‬
‫ترى من فطور (‪ )3‬ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير (‪ ))4‬سورة‬
‫‪.‬الملك‬
‫واضح من لهجة الخطاب (ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير) أن باليتين خطابا لغير المسلم‪.‬‬
‫أكثر من هذا أن ورود السماوات السبع فى البداية ليس عبثا بل المطلوب إعمال البصر فيها وما‬
‫بها كمثال لخلق الرحمن الذى لن ترى فيه فطورا (أى شقوقا وصدوعا)‪ .‬لحظ أيضا أن السماوات‬
‫السبع وصفت هنا بأنها فوق بعضها البعض (طباقا) فهى ليست كالمجرات كل واحدة فى ناحية‬
‫‪.‬مختلفة‪ .‬وعلى الرائى أن يدرك أنها طبقات فوق بعضها البعض ليس فيها أى عيوب‬
‫(إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن ياتيهم عذاب أليم (‪3- )1‬‬
‫قال يا قوم إنى لكم نذير مبين (‪ ...)2‬ما لكم ل ترجون ل وقارا (‪ )13‬وقد خلقكم‬
‫أطوارا (‪ )14‬ألم تروا كيف خلق ال سبع سماوات طباقا (‪ )15‬وجعل القمر فيهن‬
‫‪.‬نورا وجعل الشمس سراجا (‪ ))16‬نوح‬
‫كما هو واضح فقد كان هذا ضمن خطاب نوح لغير المؤمنين الذين ل يرجون ل وقارا‬
‫ونجد أن نوح يتعجب منهم فهم يرون السماوات السبع الطباق ول يؤمنون‪ .‬لم يتطلب‬
‫المر من قوم نوح مناظير عملقة ول مناظير صغيرة كمنظار جاليليو لرؤية السماوات السبع‬
‫الطباق وهذا دليل على قربها‪ .‬عندما يقول شخص ما أن نور‬
‫القمر فى السماوات السبع وليس بالضرورة فيها بل القمر بين الرض والسماوات السبع فإنعليه أن‬
‫يقول لنا أين السماوات السبع التى كان يعرفها قوم نوح على فقر علومهم ويعرفون أنها طبقات‬
‫فوق بعضها البعض؟ هنا يتضح الخطأ بجلء‪ .‬سيقول آخر بل القمر فى السماء الدنيا وعليه أن‬
‫يقول لنا أيضا أين السماوات السبع التى كان يعرفها قوم نوح على فقر علومهم ويعرفون أنها‬
‫طبقات فوق بعضها البعض؟‬
‫الجواب تبعا للفلكيين القدامى‪ :‬إن القمر فى الفلك الول حول الرض أما الزهرة‬
‫فهى فى الفلك الثانى وعطارد فى الفلك الثالث والشمس فى الفلك الرابع والمريخ فى‬
‫الفلك الخامس والمشترى فى الفلك السادس وزحل فى الفلك السابع وقد وضعواهذا الترتيب لنهم‬
‫كانوا يرون جرما ما يكسف غيره فيعرفون من القرب ومن البعد‪ .‬على هذا فإن أفلك السيارات‬
‫السبعة (وليست السيارات السبعة ذاتها) هى السماوات السبع ول يمكن أن يكون قوما نوح ومحمد‬
‫قد عرفوا غيرها‪ .‬أما أفلك غيرها فل يعد سماء‪ .‬أنا أقصد بهذا الفلك الثامن وهو فلك النجوم‬
‫الثابتة فقد كانت ل تكسف بعضها البعض ول تتحرك فى نظرهم أما نجم القطب الشمالى الثابت فى‬
‫نظرهم أيضا فيشغل الفلك لتاسع‪ .‬لهذ غضب كثير من علماء الدين من الفلسفة الذين قالوا بأن‬
‫عدد السماوات تسعا ل سبعا ولم يكن هذا بسبب رفضهم لنظرية دوران الجرام السبعة حول‬
‫الرض كما تصور البعض‪ .‬الية فى الحقيقة تصرح بنظرية دوران الجرام السبعة حول الرض‬
‫بدلً مما هو معروف بأن عطارد والزهرة والرض والمريخ والمشترى يدورون حول الشمس‬
‫‪.‬بينما يدور القمر حول الرض ناهيك عن اكتشاف كواكب أخرى تدور حول الشمس فيما بعد‬
‫بهذا يكون القمر فى السماء الدنيا والشمس فى السماء الرابعة أى فى فلكين متوازيين حول الرض‬
‫ويأتى الحديث عن فلكيهما مقترنا بالحديث عن الليل والنهار ليس فقط لن الشمس تظهر بالليل‬
‫والقمر يظهر بالنهار بل لن حدوث الليل والنهار ناشىء عن حركتهما فى رأى الفلكيين القدامى‬
‫وليس عن دوران الرض حول محورها إذ يصبح عندئذ الحديث عن أن الليل ل يسبق النهار له‬
‫معناه بينما يجعل دوران الرض حول نفسها من الحديث عن هذا التسابق بين الليل والنهار عبثا‬
‫‪:‬كما يلى‬
‫‪.‬ل الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ول الليل سابق النهار وكلٌ فى فلك يسبحون) يس ‪)40‬‬
‫‪(.‬لنعد الن لقراءة الية‪( :‬وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا‬
‫‪:‬وهى تذكر أيضا باليات‬
‫(هو الذى جعل الشمس ضياءً والقمر نورا‪ )...‬يونس (‪1- )5‬‬
‫(تبارك الذى جعل فى السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا) ‪2-‬‬
‫الفرقان‬
‫‪61.‬‬
‫‪.‬وبنينا فوقكم سبعا شدادا (‪ )12‬وجعلنا سراجا وهاجا (‪ ))13‬النبأ) ‪3-‬‬
‫سأعود لوصف السماوات السبع بالشداد فيما بعد‪ .‬يهمنى الن هو ما رآه البعض‬
‫بأن وصف القمر بالنور تارة وبالمنير تارة أخرى ووصف الشمس بالسراج والسراج‬
‫الوهاج والضياء يدل على إعجاز علمى وأنه يدل على أن القرآن يدرك أن القمر مجرد عاكس‬
‫لشعة الشمس‪ .‬بهذا يمكن أن يحجب هذا التفسير خطأ القول برؤية قوم نوح‬
‫للسماوات السبع الطباق رغم أن المعاجم اللغوية القديمة ل تفرق بين النور والضياء‪ .‬هذا القول‬
‫يتجاهل أن وصف الشىء بالنور أو المنير ل يقلل من شأنه ول يجعله عاكسا لشعة غيره وإل‬
‫‪:‬لكان من الفضل ما يلى‬
‫أن يوصف ال بضياء السماوات والرض بدلً من وصفه بنور السماوات ‪1-‬‬
‫‪:‬والرض كما فى الية‬
‫‪.‬ال نور السماوات والرض‪ )...‬النور ‪)35‬‬
‫أن يكتفى بوصف النبى بالسراج أو السراج الوهاج باعتبار نوره الذاتى أو ‪2-‬‬
‫‪:‬يكتفى بوصفه بالمنير باعتبار أن نوره من ال ل من ذاته لكنه جمع الوصفين فى‬
‫يا أيها النبى إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا (‪ )45‬وداعيا إلى ال)‬
‫‪.‬بإذنه وسراجا منيرا (‪ ))46‬الحزاب‬
‫إننا أمام تنويع للوصاف بوصف الشمس بالسراج أو الضياء والقمر بالنور أو المنير كأن أمدح‬
‫مطربا بأنه كروان وآخر بأنه بلبل ويظل وصفى ثابتا لكل واحد منهما دون أن يتبدل ليصير‬
‫‪.‬الكروان بلبلً والبلبل كروانا‬
‫ل يفوتنى أن أتناول أوصاف السماوات السبع فقد مر وصف السماوات السبع بالشداد‬
‫رغم أننا ذكرنا أنها أفلك‪ .‬فى الحقيقة لم يكن علم الفلك متقدما كى يتخيل الفلك فضاء بل هى‬
‫‪.‬شداد لنها احتفظت بالجرام السماوية فيها ولم تسقط منها‬
‫‪:‬أيضا هناك وصف آخر للسماوات السبع بأنها طرائق كما فى الية‬
‫‪.‬ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين (‪ .))17‬المؤمنون)‬
‫ويمكن للمفسر أن يفسرها بأنها طرق الملئكة لكن من الواضح أنها طرق الجرام السماوية أيضا‬
‫‪.‬أما الفلك الثامن والتاسع فليسا طريقين إذ أن النجوم هناك ثابتة فى رأى الفلكيين القدامى‬
‫هذا كان حال السماوات السبع أما شأن نشأتها فقد تطرق إليه القرآن على‬
‫‪:‬النحو التالى‬
‫هو الذى خلق لكم ما فى الرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع) ‪1-‬‬
‫سماوات‬
‫‪.‬وهو بكل شىء عليم) البقرة ‪29‬‬
‫قل أئنكم لتكفرون بالذى خلق الرض فى يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين (‪2- )(9‬‬
‫وجعل فيها رواسى من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواءً للسائلين (‪ )10‬ثم‬
‫استوى إلى السماء وهى دخان فقال لها وللرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين (‪)11‬‬
‫فقضاهن سبع سماوات فى يومين وأوحى فى كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا‬
‫‪.‬ذلك تقدير العزيز العليم (‪ ))12‬فصلت‬
‫أنبه هنا إلى أن (ثم) بضم الثاء هى المذكورة فى اليات السابقة هى حرف العطف وهى غير (ثم)‬
‫بفتح الثاء التى هى ظرف مكان بمعنى (هناك)‪ .‬حاول البعض القول بأن (ثم)هنا ل تعنى الترتيب‬
‫وهو جائز فقط إذا كان مضمون الكلم يوحى بإخراجه عن المتبادر عند الطلق ولعل الشفيع فى‬
‫هذا وصول عدد أيام الخلق إلى ثمانية بدلً من ستة بما يتعارض مع آيات كثيرة نخص منها بالذكر‬
‫آية مهمة فى هذا الموضوع تتحدث عن وجود ماء فى بدء الخلق وأن عرش ال كان عليه‬
‫‪.‬وسنتطرق لها فيما بعد‬
‫أما المفسرون القدامى فتفادوا مشكلة اليام الثمانية بجعل يومى خلق الرض يدخلن ضمن الربعة‬
‫أيام لتهيئة القوات ثم جعل اليومين الخيرين لقضاء السماوات السبع وتزيين السماء الدنيا‬
‫بالمصابيح‪ .‬هذا يتعارض بجلء مع العلم الذى ل يقبل القول بأن تتم تهيئة أقوات الرض قبل خلق‬
‫النجوم والكواكب التى هى مصابيح السماء الدنيا‪ .‬لذا اضطر المفسرون المحدثون لخراج (ثم) عن‬
‫وظيفة الترتيب لكن ما الشكل المناسب للقصة عندئذ؟ الن بعد أن انكشف الغطاء عن أخطاء‬
‫القرآن العلمية عن حقيقة السماوات السبع سأقدم هنا تفسيرى لمصدر قصة بدء الخلق القرآنية‬
‫متحررا من تأثير قدسية النص ولكل واحد أن يقدم تفسيره الخاص‪ .‬سأحكى هنا النقاط الرئيسية فى‬
‫‪:‬قصة خلق السماء والرض فى القرآن عند يهود يثرب وذلك من خلل سفر التكوين‬
‫‪.‬اليوم الول‪ :‬الرض خربة وخالية ول حديث عن السماء إذ لم يتم الفتق بعد‬
‫اليوم الثانى‪ :‬فصل الرض عن السماء بتكوين جلد فى وسط المياه (المياه كانت على الرض بدليل‬
‫تكون البحار منها كما سيلى) ليفصل بين نوعين من المياه ويدعى هذا الجلد سماء‪ .‬بهذا تكون‬
‫الرض قد تكونت كجزء منفصل عن السماء فى يومين وبالحرى‬
‫‪.‬فتق السماء والرض بعد رتقهما بالتعبير القرآنى‬
‫اليوم الثالث‪ :‬تجتمع المياه التى تحت السماء فى مكان واحد وتسمى بحارا كما تظهر اليابسة‪ .‬ثم‬
‫تظهر النباتات على الرض من عشب وبقل وشجر ذو ثمر لكن أقوات الرض الخرى التى‬
‫‪.‬خلقت لجل النسان لم تظهر بعد‬
‫اليوم الرابع‪ :‬خلق أنوار فى جلد السماء لتفصل بين الليل والنهار فعمل ال الشمس ليحكم النهار‬
‫والقمر ليحكم الليل وكذلك خلق النجوم بهذا يكتمل خلق السماء فى يومين هما الثانى والرابع‪ .‬لم‬
‫يتحدث سفر التكوين هنا عن نباتات الرض ولكن علينا أن ندرك أن النباتات ل زالت تنمو فى‬
‫‪.‬اليوم الرابع بعكس السماء التى لم تتطور فى اليوم الثالث‬
‫اليومان الخامس والسادس‪ :‬خلق باقى أقوات النسان من طير وبهائم وسمك ويخلق ال النسان‬
‫‪.‬على صورته‬
‫وعلى هذا فإن ما آمن به يهود يثرب هو‪ :‬فصل ال الرض عن السماء فى يومين ثم جهز أقوات‬
‫البشر فى أربعة أيام تبدأ من اليوم الثالث وتنتهى فى اليوم السادس أما السماء وما بها من شمس‬
‫‪.‬وقمر ونجوم فقد خلقت فى يومين هما الثانى والرابع‬
‫هنا نجد اتفاقا فى الخطوط الساسية لقصتى بدء الخلق كما ل يبدو الحديث عن السماء الدخانية‬
‫مناقضا لتولد السماء كجلد فى وسط المياه بل على العكس يمكن بسهولة القول بأن المرحلة الدخانية‬
‫كانت مرحلة وسيطة بين مرحلة الماء‬
‫ومرحلة الجلد نجمت عن التبخر‪ .‬أكثر من هذا فإن عرش ال كان عندئذ على الماء كما‬
‫‪:‬ذكر القرآن أى أن القرآن يوافق على تواجد الماء عند بدء الخلق حيث ذكر‬
‫‪.‬وهو الذى خلق السماوات والرض فى ستة أيام وكان عرشه على الماء‪ )...‬هود ‪)7‬‬
‫أما ذكر السماوات السبع فقد كانت تمثل المعتقد العلمى عند اليهود والمشركين وكل‬
‫أجناس البشر قبل أن يعيد المفسرون المحدثون تفسير السماوات السبع بأنها كانت مجهولة وأخبر‬
‫‪.‬بها القرآن‬
‫حتى فتق السماء والرض لم يكن إخبارا من القرآن كما ادعى المفسرون المحدثون فرغم أن البشر‬
‫لم يشهدوا خلق السماء والرض إل أن انفصال السماء والرض كان من معتقدات يهود يثرب كما‬
‫أوضحنا ولعلها انتقلت إلى المشركين ليشاركوهم فيها وإل‬
‫‪:‬لما سألهم القرآن عنه بتعجب حين ذكر القرآن عملية الفتق‬
‫أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شىء حى)‬
‫‪.‬أفل يؤمنون) النبياء ‪30‬‬
‫ونلحظ أن الية ذكرت على أنها مكية رغم أسلوبها المدنى الذى يوحى بتوجيه الخطاب ليهود‬
‫يثرب كأهل كتاب يدخلون فى تصنيف الكافرين إلى نوعين( مشركين – أهل كتاب) كما ورد‬
‫بسورة البينة‪ .‬يصبح الحديث التالى هنا عن الماء منطقيا فى تسلسله فقد كان عاملً هاما فى‬
‫‪.‬انفصال السماء عن الرض‬
‫أكدت فى البداية أنى سأتفادى القتراب من الحديث عن معنى السماء لنه مراوغ ولكن هذا ل يمنع‬
‫من التعامل معه بحذر لوروده أحيانا عند الحديث عن السماوات السبع المذكورة فى قصة بدء‬
‫الخلق كما سبق‪ .‬كذلك أجد أن من الضرورى ذكر آية أخرى رأى البعض فيها تعارضا مع القصة‬
‫‪:‬السابقة لبدء الخلق وهى‬
‫أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها (‪ )27‬رفع سمكها فسواها (‪ )28‬وأغطش ليلها)‬
‫(وأخرج ضحاها (‪ )29‬والرض بعد ذلك دحاها (‪ )30‬أخرج منها ماءها ومرعاها (‪31‬‬
‫‪.‬والجبال أرساها (‪ )32‬متاعا لكم ولنعامكم (‪ ))33‬النازعات‬
‫‪:‬على هذا فقد مرت بنا ثلث قصص لبدء الخلق وللتسهيل سأسميهم بما يلى‬
‫القصة المختصرة (هو الذى خلق لكم ما فى الرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع ‪1-‬‬
‫‪(.‬سماوات وهو بكل شىء عليم‬
‫‪(.‬القصة المفصلة (الواردة بسورة فصلت ‪2-‬‬
‫‪(.‬قصة النازعات (الواردة بسورة النازعات ‪3-‬‬
‫‪:‬رأى البعض تعارضا هنا بين القرآن ونفسه على أحد وجهين‬
‫التعارض الول‪ :‬من خلل الحديث عن دحو الرض هنا بعد بناء السماء بينما كانت ‪1-‬‬
‫السماء ل تزال فى مرحلة الدخان حينما كانت هى والرض كيانين منفصلين فى القصة المفصلة‪.‬‬
‫هذا التعارض فى رأى البعض ناجم عن أن تفسير الدحو بمعنى البسط يعنى فى‬
‫‪.‬نظرهم أن عملية الدحو جزء من عملية الخلق ولكن هذا فيه نظر‬
‫‪:‬لدينا هنا احتمالن‬
‫أ‪ -‬وجود تعارض‪ :‬نلحظ هنا أن اليات مكية أما اليات التى تحدثت عن السماء الدخانية (القصة‬
‫المفصلة) ذات أسلوب مدنى رغم القول بأنها مكية‪ .‬لربما كان‬
‫التغيير المعاكس (إذا ثبت التعارض) فى قصة بدء الخلق نتيجة جهل بتفاصيل القصة‬
‫فى مكة ثم تعديلها نتيجة التأثير اليهودى فى يثرب إذا ثبت أن القصة المفصلة مدنية‪ .‬هذا احتمال‬
‫‪.‬ضعيف إذ الولى أل يتم تقديم قصة جديدة معارضة للولى والصرار على الصل‬
‫ب‪ -‬عدم التعارض‪ :‬وهو الرجح عندى وعليه فل احتمال لعدم الجهل بالتفاصيل الدقيقة للقصة‬
‫اليهودية إذا ثبت عدم التعارض بين القصة المفصلة والقصة المذكورة‬
‫بسورة النازعات كما أن المفسرين المسلمين يفرقون بين الدحو والخلق لتفادى هذا التعارض على‬
‫‪:‬النحو التالى‬
‫كانوا فى الماضى يرونه بمعنى البسط دون أن يجعلوا البسط جزءا من الخلق‪.‬أما عن بسط الرض‬
‫نفسه فإما أن يعنى تهيئة سبلها للسير عليها لكن هذا ليس مقصود القرآن إذ ما أكثر الطرق الجبلية‬
‫الوعرة وكل الناس يعرفون هذا فى كل العصور بما يعنى أن القرآن ل يجهل هذا وإما أن يعنى‬
‫اتخاذها شكلً منبسطا يخالف ما نعرفه من العلم عن شكلها الكروى غير كامل الستدارة وما يقال‬
‫‪:‬عن بسط الرض ل يختلف عن الكلم عن تسطيحها فقد وردت فى هذا المعنى الية‬
‫أفل ينظرون إلى البل كيف خلقت (‪ )18‬وإلى السماء كيف رفعت (‪ )19‬وإلى الجبال كيف)‬
‫‪.‬نصبت (‪ )20‬وإلى الرض كيف سطحت (‪ ))21‬الغاشية‬
‫يقول المفسرون المحدثون أن الدحو يعنى القول بجعل الرض تشبه البيضة (تشير المعاجم اللغوية‬
‫إلى أن الدحية أو الدحوة هى مبيض النعام فى الرمل حيث نجد أكبر بيض للطيور)‪ .‬هنا سيقعون‬
‫فى التعارض مع العلم أيضا إذ ل معنى للضحى بمواعيده اليومية الناجمة عن دوران الرض حول‬
‫محورها إن كانت الرض لم تخلق أو خلقت ول زالت فى شكل هلمى لم يتحول بعد إلى شكله‬
‫الحالى كالبيضة أى أن تفسير الدحو بهذا المعنى الذى يدعون فيه سبق القرآن للعلم يتعارض فى‬
‫‪.‬حقيقة المر مع العلم‬
‫‪:‬التعارض الثانى ‪2-‬‬
‫الكلم عن إخراج الماء والمرعى وإرساء الجبال يرد فى سورة النازعات بعد تسوية السماء بينما‬
‫يدخل ضمن (خلق لكم ما فى الرض جميعا) فى القصة المختصرة وهو ما‬
‫يحدث قبل تسوية السماء وما يقال فى هذا يقال مثله فى تعارض قصة النازعات مع‬
‫القصة المفصلة وهنا جادل البعض بإخراج (ثم) عن وظيفة الترتيب سواء فى القصة المختصرة أو‬
‫القصة المفصلة ونذكر هنا بأن القصة المختصرة تصنف بأنها مدنية وأسلوبها فعلً يتوافق مع هذا‬
‫التصنيف أى ظهرت حيث يوجد اليهود بيثرب بما لديهم‬
‫من قصة خاصة لبدء الخلق‪ .‬أنا شخصيا أرجح أن الكلم بعد دحو الرض ل يتطرق لترتيب‬
‫أحداث بدء الخلق بل ذكر نعم ال ولذا ل حاجة لخراج (ثم) عن وظيفة الترتيب فى القصة‬
‫المختصرة بينما يظل إخراجها عن وظيفة الترتيب مطروحا بقوة فى القصةالمفصلة لسباب أخرى‬
‫‪.‬للكشف عن حقيقتها الملتبسة وفى كل الحتمالت تظل قصة النازعات متعارضة مع العلم‬
‫بقيت شبهة وهى أل يمكن القول بأن القرآن يجادل غير المسلمين على أساس بعض معتقداتهم‬
‫ليلزمهم بتناقضها مع معتقداتهم الخرى‪ .‬هذا مردود عليه بأن القرآن فى‬
‫نهاية مجادلته معهم لم يكن يصل إلى هدم معتقداتهم التى وافقهم عليها فى البداية على أنها من‬
‫صميم العلم وبهذا رسخ صحة معتقداتهم العلمية الخاطئة وأعاق حرية الفكر العلمى لدى المسلمين‬
‫مما يعنى خطأ مسلكه لو كانت هذه هى حقيقة المر‬

‫في هذا المقال الصغير‪....‬سأتحدث عن بعض المثلة البسيطة لغش من أطلق عليهم ‪evnouty:‬‬
‫"العجازيون" و هم موضة جديدة من "الشيوخ" الذين صنعتهم أموال النفط يدعون العلم و يعملون‬
‫بكل الطرق على ربط كل ما توصل اليه الغرب الملحد الكافر بقرانهم‪....‬و من أشهرهم طيب‬
‫‪ ....‬الذكر زغلول النجار‬
‫‪:‬سأبدأ باية شهيرة روج لها العجازيون كثيرا‬
‫ضيّقًا حَرَجًا كََأنّمَا{‬
‫جعَلْ صَدْرَ ُه َ‬
‫ضلّهُ يَ ْ‬
‫ح صَدْرَهُ لِلِسْلمِ َومَنْ يُرِدْ أَنْ يُ ِ‬‫َفمَنْ يُرِدِ اللّهُ أَنْ يَه ِديَهُ يَشْرَ ْ‬
‫سمَاءِ{‪(....‬النعام‪125 :‬‬ ‫صعّدُ فِي ال ّ‬ ‫(يَ ّ‬
‫حيث يدعي العجازيون ان هذه الية قد اخبرت بالحقيقة العلمية أنه كلما ارتفع النسان في السماء‬
‫انخفض الضغط الجوي وقلّت كمية الكسجين مما يتسبب في حدوث ضيق في الصدر وصعوبة‬
‫في التنفس‪...‬حيث‬
‫أن التغير الهائل في ضغط الجو الذي يحدث عند التصاعد السريع في السماء‪ ،‬يسبب للنسان ضيقا‬
‫‪ ...‬في الصدر وحرجا‬
‫‪ :‬تعالوا لنرى حقيقة ما تقوله الكلمة محل الدعاء‬
‫سمَاءِ)‬
‫(يَـصّــعّــدُ فِي ال ّ‬
‫هل فعل تعني الصعود الى اعلى؟‬
‫الحقيقة هي ان (يَـصّــعّــدُ فِي) معناها ليس ما يحاول ان يلصقها بها العالم الكبير‪.....‬‬
‫يصعد بتشديد الصاد ‪--‬ملحقة ب ‪":‬في كذا" ‪ --‬تعني محاولة ‪-‬على مشقة‪ -‬في عمل شيء صعب‬
‫‪ :‬أو مستحيل ‪...‬و لك ان تطالع ما تقوله المعاجم في ذلك‬
‫صعّد‪ :‬تَصاعدَ‪ .‬و‪ -‬في الشيءِ‪ :‬مضى فيه على مشقة‪ .‬وفي التنزيل)‬ ‫صعّدَ) يتصعّد‪ ،‬ويَ ّ‬ ‫تَ َ‬
‫جهَده وبلغ منه‬ ‫صعُبَ مَخْرَجُهُ‪ .‬و‪ -‬الشيءُ الرّجلَ‪َ :‬‬ ‫سمَاءِ ‪ .‬و‪ -‬النّفَسُ‪َ :‬‬ ‫صعّدُ في ال ّ‬ ‫العزيز‪َ :‬كَأّنمَا يَ ّ‬
‫فالمراد من الية هنا هو تشبيه ضيق صدر الكافر نتيجة كفره بضيق الشخص الذي يحاول‬
‫الصعود في السماء فل يستطيع لستحالة هذا (!) ‪...‬و لك ان تطالع ما تقوله التفاسير في ذلك‬
‫صعَد إِلَى‬ ‫ستَطِيع أَنْ يَ ْ‬ ‫سمَاء " يَقُول مَثَله َك َمثَلِ الّذِي لَا يَ ْ‬‫صعّد فِي ال ّ‬ ‫وَقَالَ عَطَاء الْخُرَاسَا ِنيّ " َكَأّنمَا يَ ّ‬
‫سمَاء " يَقُول َف َكمَا لَا‬ ‫صعّد فِي ال ّ‬ ‫عبّاس " َكَأنّمَا يَ ّ‬ ‫عكْ ِرمَة عَنْ ِابْن َ‬ ‫حكَم بْن َأبَان عَنْ ِ‬ ‫سمَاء‪ .‬وَقَالَ الْ َ‬ ‫ال ّ‬
‫حتّى يُدْخِلهُ اللّه فِي‬ ‫ستَطِيع أَنْ يُدْخِل التّوْحِيد وَا ْلإِيمَان َقلْبه َ‬ ‫سمَاء َفكَ َذِلكَ لَا يَ ْ‬
‫ستَطِيع ِابْن آدَم أَنْ َي ْبلُغ ال ّ‬ ‫يَ ْ‬
‫ضيّقًا أَنْ َيكُون‬ ‫جعَلَ اللّه صَدْره َ‬ ‫ستَطِيع مَنْ َ‬ ‫سمَاء " َكيْفَ يَ ْ‬‫صعّد فِي ال ّ‬ ‫عيّ " َكَأنّمَا يَ ّ‬‫َقلْبه وَقَالَ ا ْلَأوْزَا ِ‬
‫جعْفَر بْن جَرِير ‪ :‬وَهَذَا َمثَل ضَ َربَهُ اللّه لِقَلْبِ هَذَا ا ْلكَافِر فِي شِدّة ضِيقه عَنْ‬ ‫مُسِْلمًا‪ .‬وَقَالَ ا ْلِإمَام َأبُو َ‬
‫وُصُول الْإِيمَان إَِليْهِ يَقُول َف َمثَله فِي ِا ْم ِتنَاعه مِنْ َقبُول الْإِيمَان وَضِيقه عَنْ وُصُوله إَِليْهِ َمثَل ِا ْم ِتنَاعه‬
‫جعَل اللّه‬ ‫عنْهُ ِلَأنّهُ َل ْيسَ فِي وُسْعه وَطَاقَته وَقَالَ فِي َقوْله " كَذَِلكَ يَ ْ‬ ‫سمَاء وَعَجْزه َ‬ ‫عَنْ الصّعُود ِإلَى ال ّ‬
‫سلّط‬‫ضيّقًا حَرَجًا كَذَِلكَ يُ َ‬ ‫جعَل اللّه صَدْر مَنْ أَرَادَ إِضْلَاله َ‬ ‫علَى الّذِينَ لَا ُي ْؤ ِمنُونَ" يَقُول َكمَا يَ ْ‬ ‫الرّجْس َ‬
‫سبِيل اللّه وَقَالَ‬ ‫عَليْهِ وَعَلَى َأ ْمثَاله ِممّنْ َأبَى ا ْلإِيمَان ِباَللّهِ وَرَسُوله َفُي ْغوِيه َويَصُدّهُ عَنْ َ‬ ‫شيْطَان َ‬ ‫اللّه ال ّ‬
‫خيْر فِيهِ وَقَالَ‬ ‫شيْطَان وَقَالَ مُجَاهِد ‪ :‬الرّجْس كُلّ مَا لَا َ‬ ‫عبّاس ‪ :‬الرّجْس ال ّ‬ ‫ِابْن َأبِي طَلْحَة عَنْ ِابْن َ‬
‫حمَن بْن َزيْد بْن أَسْلَم الرّجْس ا ْلعَذَاب‬ ‫عبْد الرّ ْ‬‫‪َ.‬‬
‫الحقيقة ل اعرف فعل‪...‬هل وصلت جرأة الكذب بالعجازيين الى درجة التغيير في معنى لغوي‬
‫لكلمة يمكن لي شخص التأكد منها من المصادر المتاحة ؟؟؟‬
‫كما رأينا فمعنى اللفظ (يَـصّــعّــدُ فِي) كذا ‪ ,‬ل علقة له اطلقا بالصعود و انما المحاولة‬
‫‪...‬على مشقة في عمل شيء مستحيل كما تخبرنا المعاجم و التفاسير معا‬
‫قد يخرج علينا احد المسلمين قائل ان المفسرين لم يكونوا يعرفوا الحقائق العلمية الحديثة ‪...‬و‬
‫لهؤلء أقول‪ :‬نحن ل نتحدث عن فهم المفسرين‪....‬نحن نتحدث عن الغش و التدليس الذي يقوم به‬
‫العجازيون مثل "الدكتور" زغلول الفشار في الكذب في ((المعنى اللغوي)) لكلمة و يحرفوها الى‬
‫معنى اخر تماما لجل ان يربطوا بينها و بين ظاهرة علمية‪...‬فهم المفسرين أو الحقائق المعروفة‬
‫الن ل تغير معاني كلمات اللغة ! فهذه التفاسير مبنية على الفهم الصحيح للمعنى اللغوي الحقيقي‬
‫‪.‬للكلمة الذي أوردته و ليس بسبب الجهل بالحقائق العلمية الحديثة‬
‫يذكرني هذا باية اخرى‪...‬قريبة من الموضوع الول في تحريف معنى كلمةفي اللغة العربية‬
‫‪ :‬لغرض الصاق ظاهرة علمية باية‪..‬حيث يورد العجازيون الية التاية من سورة الذاريات‬
‫(و السماء بنيناها بأيد و انا لموسعون)‬
‫!!! حيث يقول العجازيون ان هذه الية اخبرت بحقيقة التوسع الكوني‬
‫‪((...‬ذهبت لرى ما تقوله المعاجم حول المعنى اللغوي لهذه الكلمة "موسع" ((بدون تشديد السين‬
‫‪ :‬المحيط‬
‫(( أوْسَعَ يُوسِعُ إِيسَاعا ‪(( :‬صار ذا سعه وغِنى‬
‫‪" :‬محيط المحيط"‬
‫سعُونَ) أي أغنياءُ‬ ‫وأوسع الرجل إيساعًا صار ذا سعةٍ وغنًى‪ .‬ومنهُ في سورة الذاريات ‪َ ( :‬وِإنّا َلمُو ِ‬
‫‪.‬قادرون‬
‫‪ :‬و يتفق معهم ايضا القاموس المحيط حول هذا المعنى اللغوي‬
‫سعُونَ)‪ :‬أغْنياءُ قادِرُونَ‬ ‫و قوله (وإنّا َلمُو ِ‬
‫ففي الية ‪..‬يقول ال عن نفسه انه ذو سعة (قدرة) و غنى‪ ...‬و ل علقة لها اطلقا بالتوسع الكوني‬
‫!!‬
‫ادعاء اخر في منتهى السذاجة ‪...‬وهو الدعاء بأن لفظ "ادنى الرض" في سورة الروم يعني‬
‫‪"" ...‬اخفض منطقة في الرض‬
‫رغم عدم الحاجة للتأكد من المعنى اللغوي لكلمة "أدنى" حيث ان اي طفل يعرف ان ادنى يعني‬
‫أقرب و هي عكس أبعد‪...‬ذهب كالعادة للتأكد من المعاني في المعاجم المختلفة‬
‫‪:‬القاموس المحيط‬
‫و دَنا)‪ُ :‬د ُنوّا ودَناوَةً َقرُبَ (كأدنَى و َدنّاه تَ ْد ِنيَةً وأدْناهُ) قَ ّربَه)‬
‫‪:‬لسان العرب‬
‫دَنا من الشيء دنُوّا و دَنا َوةً قَرُبَ ‪ .‬وفي حديث اليمان ‪ :‬ا ْدنُهْ هو َأمْرٌ بال ّد ُنوّ والقُرْبِ ‪ ,‬والهاء فيه‬
‫للسكت ‪ ,‬وجيءَ بها لبيان الحركة ‪ .‬وبينهما دناوة أَي قَرابة ‪ .‬و الدّناوةُ القَرابة والقُربى ‪ .‬ويقال ‪:‬‬
‫ما تَزْدادُ منّا إل قُرْبا ودَناوةً ; فرق بين مصدرِ دنا ومصدر َد ُنؤَ ‪ ,‬فجعل مصدر دَنا دَناوةً ومصدر‬
‫َد ُنؤَ دَنا َءةً‬
‫‪" ..‬فكل المعاجم اتفقت على ان المعنى الوحيد لدنى هو "أقرب‬
‫‪.‬و لم أسمع في حياتي عن أن ادنى تعني اخفض‪..‬أو ارى مرجعا لغويا واحدا يقر بذلك‬
‫و ادعاء اخر لم احتج الى جهد كبير في تفنيده‪..‬حيث يدعي العجازيون ان الية التي تقول "و‬
‫!! السماء ذات الرجع" تتحدث عن الدورة المائية‬
‫! لنرى ما قيل حول هذه الية‬
‫قال الرازي في تفسيره للية‪ :‬قال الزجاج‪ :‬الرجع المطر لنه يجيء ويتكرر‪ ،‬واعلم أن كلم‬
‫سمّي رجعا على‬ ‫الزجاج وسائر أئمة اللغة صريح في أن الرجع ليس اسما موضوعا للمطر بل ُ‬
‫‪:‬سبيل المجاز ولحسن هذا المجاز وجوه‬
‫أحدها‪ :‬قال القفال‪ :‬كأنه من ترجيع الصوت وهو إعادته ووصل الحروف به‪ ،‬فكذا المطر لكونه‬
‫سمّي رجعا‬ ‫‪.‬عائدا مرة بعد أخرى ُ‬
‫وثانيها‪((( :‬أن العرب كانوا يزعمون أن السحاب يحمل الماء من بحار الرض ثم يرجعه إلى‬
‫(((‪.‬الرض‬
‫‪.‬وثالثها‪ :‬أنهم أرادوا التفاؤل فسموه رجعا ليرجع‬
‫ورابعها‪ :‬أن المطر يرجع في كل عام‬
‫‪..‬ركزوا معي في ثانيا هذه‬
‫لنها تهدم ادعاء العجاز من اساسه في كون هذه "حقيقة لم تعرف ال في العصر الحديث" ‪..‬فهي‬
‫تؤكد ان العرب كانوا يعرفون حقيقة ان السحاب يحمل بخار الماء من البحار ليعود اليه في صورة‬
‫امطار‪...‬و هذا يوضح لنا كذب العجازيين و تدليسهم عندما يصورون العرب قبل السلم على‬
‫!! انهم كانوا في جهل انسان الكهف بكل جوانب الحياة‬
‫‪..‬و أيضا يجب ان نأخذ في العتبار التأويلت الخرى التي تحتملها الية و المقنعة جدا ايضا‬
‫‪...‬باختصار‪....‬ادعاء اعجاز هذه الية فاسد من جميع النواحي‬
‫‪:‬ية اخرى ل يمل العجازيون من تكرارها كالببغاوات ايضا‬
‫لرْضَ كَا َنتَا َرتْقًا فَ َفتَ ْقنَا ُهمَا{ [النبياء‪{30 :‬‬
‫سمَاوَاتِ وَا َ‬
‫‪َ[.‬أوَ لَمْ يَرَى الّذِينَ كَفَرُوا أَنّ ال ّ‬
‫يدعي هواة العجاز أن وجه العجاز في الية القرآنية هو تقريرها بأن نشأة الكون بدأت إثر‬
‫(النفجار العظيم (و يربطونه بكلمة الفتق) بعد أن كان كتلة واحدة (رتقا‬
‫‪..‬أول‪...‬لنرى المعنى اللغوي لكلمة رتقا‬
‫‪ :‬جاء في لسان العرب‬
‫‪.‬رتْقا‪ :‬ال ّرتْقُ ضدّ الفتْقُ‬
‫‪.‬وقال ابن سيده‪ :‬ال ّرتْقُ إلحام الفتْقِ وإصلحه‪ ،‬رتَقَه يرتُقُه ويرتِقُه رتقا فارتتق أي ال َتأَم‬
‫‪..‬اذن‪..‬كلمة رتقا تفيد كون السماء و الرض كتلة واحدة‬
‫‪:‬اما كلمة فتق‬
‫‪-.‬ففتقناهما‪ :‬الفتقُ خلف الرتق‪ ،‬فتقه يفتقّه فتقا‪- :‬شقه‬
‫الفتق‪- :‬انفلق‪ -‬الصبح‬
‫‪:‬و من القاموس المحيط‬
‫َفتَقَهُ)‪ :‬شَقّهُ (كَ َفتّقَهُ) َفتَ َفتّقَ وانْ َفتَقَ)‬
‫ومَ ْفتَقُ) القَميصِ مَشَقّهُ)‬
‫‪...‬اذن‪..‬كلمة الفتق تعني الشق‬
‫و هناك العديد من الروايات التي اوردها المفسرون في المراد بالرتق والفتق ‪...‬ومن اغلبها يتضح‬
‫لنا ان المراد من القول في هذه الية هو كون السماء و الرض كتلة واحدة ثم تم فتقهما (شقهما)‬
‫‪.. :‬و بعض المعاني الخرى التي تصلح لتأويل الية‬
‫ول الحسن وقتادة وسعيد بن جبير ورواية عكرمة عن ابن عباس رضي ال عنهم أن المعنى كانتا‬
‫شيئا واحدا ملتصقتين ففصل ال بينهما ورفع السماء إلى حيث هي‪ ،‬وأقرّ الرض‪ ،‬وهذا القول‬
‫يوجب أن خلق الرض مقدم على خلق السماء لنه تعالى لما فصل بينهما ترك الرض حيث هي‬
‫وأصعد الجزاء السماوية‪ ،‬قال كعب‪" :‬خلق ال السموات والرض ملتصقتين ثم خلق ريحا‬
‫‪".‬توسطتهما ففتقهما بها‬
‫‪.‬قول أبي صالح ومجاهد أن المعنى‪ :‬كانت السموات مرتفعة فجُعلت سبع سموات وكذلك الرضون‬
‫قول ابن عباس والحسن وأكثر المفسرين أن السموات والرض كانتا رتقا بالستواء والصلبة‪،‬‬
‫سمَاءِ ذَاتِ الرّجْعِ‬ ‫ففتق ال السماء بالمطر والرض بالنبات والشجر‪ ،‬ونظيره قوله تعالى‪{ :‬وَال ّ‬
‫ج َع ْلنَا مِنَ ا ْلمَاءِ‬
‫وَالَرْضِ ذَاتِ الصّدْعِ{‪ .‬ورجحوا هذا الوجه على سائر الوجوه بقوله بعد ذلك‪{ :‬وَ َ‬
‫حيّ{ وذلك ل يليق إل وللماء تعلق بما تقدم‪ ،‬ول يكون كذلك إل إذا كان المراد ما ذكرنا‬ ‫شيْءٍ َ‬ ‫‪.‬كُلّ َ‬
‫سمَاوَاتِ‬ ‫قول أبي مسلم الصفهاني‪ :‬يجوز أن يراد بالفتق‪ :‬اليجاد والظهار كقوله‪{ :‬فَاطِرِ ال ّ‬
‫سمَاوَاتِ وَالَرْضِ الّذِي فَطَرَهُنّ{‪ ،‬فأخبر عن اليجاد بلفظ‬ ‫وَالَرْضِ{ وكقوله‪{ :‬قَالَ بَل َربّكُمْ رَبّ ال ّ‬
‫‪.‬الفتق‪ ،‬وعن الحال قبل اليجاد بلفظ الرتق‬
‫‪:‬قال الطبري في تفسير الية أيضا‬
‫وقوله‪" :‬ففتقناهما" يقول‪ :‬فصدعناهما وفرجناهما ثم اختلف أهل التأويل في معنى وصف ال"‬
‫السموات والرض بالرتق‪ ،‬وكيف كان الرتق وبأي معنى فتق؟‬
‫فقال بعضهم‪ :‬عنى بذلك أن السموات والرض كانتا ملتصقتين ففصل ال بينهما بالهواء وهو قول‬
‫ابن عباس والحسن وقتادة‬
‫باختصار لهذا كله‪"....‬كانتا رتقا ففتقناهما" تفيد كون السماء و الرض كتلة واحدة أو جسما واحدا‬
‫ففتقمها (أي قسمها) ال الى قسمين‪...‬و يدعي العجازيون ان هذا يتفق مع نظرية النفجار الكبير‬
‫_التي اقسم انهم لم يقرأوا عنها يوما) في ان الرض و السماء كان كتلة ثم تم النفصال بينهما‬
‫!!! بالنفجار‬
‫هل تنتبق هذه الرؤية مع نظرية النفجار الكبير؟؟‬
‫‪...‬قطعا ل‬
‫‪:‬لسببين‬
‫أول ‪ :‬كلمة الفتق تعني لغويا الشقّ ل أرى فيها أي سيرة عن حدوث "انفجار" من قريب أو من‬
‫بعيد‪..‬فالشقّ ليس تفجيرا و ل يوجد ذرة اتصال بين المعنيين‪...‬كما رأينا في المعاجم‪....‬الشق هو‬
‫مثل ما يحدث عندما تشق قطعة قماش مثل‪...‬وهذا ل علقة له بما حدث في ‪--‬النفجار‪--‬الكبير‬
‫‪.‬اطلقا‬
‫ثانيا ‪ :‬اذا ربطنا لفظ "كانتا رتقا" في الية بما قبل البيج بانج فهذا أيضا ل علقة له بما تقوله نظرية‬
‫النفجار الكبير اطلقا‪ ,‬لن نظرية النفجار الكبير تنص على عدم وجود أي نوع من المادة أو‬
‫الكتلة قبل حدوث النفجار لن المادة جاءت الى الوجود مع النفجار نفسه ‪ ,‬بل ل يوجد شيء‬
‫‪ planck‬أسمه "قبل البيج بانج" أساسا‪...‬هذا قول فاسد ‪ ,‬اذ ليس هناك "فترة وقتية " من قبل ال‬
‫قابلة لتطبيق القوانين الفيزيائية عليها ‪ ,‬مفهوم "الفترة الزمنية" قبل حدوث البيج بانج ل معنى ‪time‬‬
‫له ‪......‬فالوقت مرتبط بالمكان و جاء في حيّز الوجود اصطلحي"متى و أين" للزمان مع ظهور‬
‫"المكان" الى حيّز الوجود اي مع البيج بانج‪...‬و نفس الشيء بالنسبة الى الى المادة أو الكتلة فلم‬
‫‪.‬يكن لها وجود ال مع حدوث النفجار‬
‫‪.‬أي ليس هناك "رتق" قبل حدوث النفجار ول غيره‬
‫و فوق كل هذا‪...‬ل اعرف حقيقة كيف يأتي مسلمون يحاولون الستناد الى البيج بانج لثبات‬
‫قرانهم‪..‬سؤال‪ :‬هل ظهور الكون طبقا للبيج بانج تتماشى مع الخلق كما يراه القران و السنة؟ هل‬
‫خلق جزء من الكون بشكل منفصل في فترة لوحدها (الرض ) ثم عندما تنتهي هذه الفترة يبدأ‬
‫خلق جزء اخر بشكل منفصل لوحده في يومين (السماء) ثم يعود الى الجزء الول "ليظبطه" (و‬
‫الرض بعد ذلك دحاها) في يومين اخرين‪..‬هل تستوي هذه الرؤية مع الكوزمولوجي الخاص‬
‫!!! بالبيج بانج‬
‫‪ :‬مثال اخر يتبادر الى ذهني وهو الدعاء بأعجاز الية التالية من سورة الحديد‬
‫سَلنَا بِا ْل َبيّنَاتِ َوَأنْ َز ْلنَا َم َعهُمُ ا ْل ِكتَابَ وَا ْلمِيزَانَ ِليَقُومَ النّاسُ بِالْقِسْطِ وََأ ْنزَ ْلنَا الْحَدِيدَ فِيهِ{‬
‫س ْلنَا رُ ُ‬
‫لَقَدْ أَرْ َ‬
‫سلَهُ بِا ْل َغيْبِ إِنّ اللّهَ َقوِيّ عَزِيزٌ{ (الحديد‪25 :‬‬ ‫‪(.‬بَأْسٌ شَدِيدٌ َو َمنَافِعُ لِلنّاسِ وَِل َي ْعلَمَ اللّهُ مَنْ َينْصُ ُرهُ وَرُ ُ‬
‫يدعي العجازيون بأن القرآن قال ب"الحقيقة العلمية" أن الحديد أنزل من السماء الى الرض‬
‫‪".‬والدليل قول القرآن "أنزلنا‬
‫و يقولون ان الحديد لم يتكون في المجموعة الشمسية بل جاء اليها من الخارج! و يدعون ان‬
‫‪...‬المجموعة الشمسية لم يكن بها ما يكفي من طاقة لظهور عنصر الحديد‬
‫‪:‬لتفنيد هذا الدعاء‪..‬سأتناوله من وجهين‬
‫أول‪ :‬هل فعل الحديد لم يكن من العناصر المكونة لكوكب لرض ؟؟‬
‫‪ :‬حقائق‬
‫‪...‬عنصر الحديد أكثر العناصر انتشارا في الرض ‪..‬و يشكل حوالي ‪ %35‬من العناصر ‪1-‬‬
‫‪http://www.arc.losrios.cc.ca.us/~jacksoh/Yuba/Lecture7.htm‬‬
‫‪....‬و نفس الشيء في كواكب المجموعة الخرى حيث ينتشر عنصر الحديد انتشارا كبيرا بها‬
‫كيف يمكن ان يكون عنصر بهذه الكثرة و النتشار لم يظهر في الرض ال عن طريق هبوطه‪..‬‬
‫من الخارج عن طريق النيازك ؟؟‬
‫اللب الداخلي للرض يحتوي على الحديد ‪2-‬‬
‫‪http://www.ldgo.columbia.edu/press_releases/song/basic-facts.html‬‬
‫كيف يستوي هذا مع عدم ظهوره في كوكب الرض ال عن طريق هبوطه بالنيازك ؟؟‬
‫‪..‬و الحقيقة انني بحثت كثيرا في المراجع العلمية عن هذا الدعاء و لم ار ما يدعمه ابدا‬
‫ثانيا‪ :‬بغض النظر عن كون الموضوع حقيقة علمية ام ل ‪ ,‬تعالوا نبحث الموضوع ‪ ..‬من الناحية‬
‫‪...‬اللغوية و الدينية‬
‫يستند العجازيون في هذه الية على كلمة انزلنا بمعنى انها تعني "هبوط" الحديد من الخارج الى‬
‫‪...‬الرض‬
‫و لكن هل تعني ذلك حقا؟ لغويا و سياقيا؟‬
‫تعاول نرى مواضع اخرة جائت فيها نفس الكلمة بمعنى الخلق‬
‫تقول سورة الزمر الية ‪ :6‬وأنزل لكم من النعام ثمانية أزواج‬
‫يقول أبن كثير في تفسير الية ‪ :‬وقوله تعالى "وأنزل لكم من النعام ثمانية أزواج" أي وخلق لكم‬
‫من ظهور النعام ثمانية أزواج وهي المذكورة في سورة النعام ثمانية أزواج من الضأن اثنين‬
‫‪.‬ومن المعز اثنين ومن البل اثنين ومن البقر اثنين‬

‫هل هبطت النعام أيضا على ارضنا من الخارج؟‬

‫بدون حتى النظر الى التفسير ‪ ,‬فواضح لي شخص ان الكلمة "أنزلنا" عند اتيانها في الحديث عن‬
‫نعمة أو شيء مخلوق للنسان‪..‬وهو الشيء المشترك بين اليات الثلث‪ ...‬تعني "خلقنا" أو‬
‫‪""...‬جعلنا‬

‫‪:‬اية اخرى جاءت بنفس السياق‬

‫"العراف ‪" 26‬يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا‬

‫و بطبيعة الحال تؤكد جميع التفاسير معنى الخلق لكلمة "انزلنا" في هذه الية ايضا‪..‬كما يؤكده‬
‫‪...‬منطق أي شخص عاقل‬
‫و بالرجوع الى التفسير حول الية الصلية محل الحديث المتحدثة عن الحديد‪...‬يتأكد لنا نفس‬
‫‪..‬الشيء‬

‫هل هبط اللباس علينا من الخارج أيضا؟‬

‫‪" ...‬باختصار‪....‬قوله "انزلنا" ل تعني ال بكل بساطة‪" :‬جعلنا" أو "خلقنا‬

‫كل هذه المثلة من الغش في معاني اللغة و تحريف الكلمات الى معاني مختلفة تماما عن الحقيقة‬
‫يوضح لنا كم الكذب و التدليس الذي احترفه مرتزقة العلم هؤلء‪...‬الذين اكاد اجزم انهم ل يؤمنون‬
‫‪.‬بحرف واحد مما يلوثون به عقول البسطاء من الناس‬

‫متى نفيق من هذه الوهام و نعلم انفسنا علما حقيقيا يلحقنا بمؤخرة ركب التطور ؟‬

‫و لي عودة قريبا في مقال جديد و تفنيدات اخرى لدعاءات جديدة‬


‫‪-----------------------------------------‬‬
‫يعتبر دوران الرض حول الشمس ودورانها حول محورها من الثوابت العلمية المعاصرة التي ل‬
‫يشك فيها عالم ‪ -‬على حد علمي ‪ -‬وأظن أن مسألة دوران الرض تجاوزت مرحلة النظرية‬
‫لتصبح حقيقة ثابتة‪ ،‬بعد أن تقدمت علوم الفضاء وتمكن النسان من الخروج من الغلف الجوي‬
‫بمعداته وتصوير الرض من الفضاء الخارجي‪ ،‬والعلماء بالطبع يبنون حسابتهم الدقيقة تلك بناء‬
‫‪.‬على حركة الرض وسرعة دورانها وأين ستكون في اليوم الفلني ‪ ..‬إلخ‬
‫في الماضي القريب والبعيد‪ ،‬ظن النسان – تبعا لرأي بطليموس ‪ -‬أن الرض ثابتة وأنها هي‬
‫مركز الكون وكل ما في السماء يدور حولها‪ ..‬كانت هذه هي العقيدة الغالبة‪ ،‬ولكنها لم تكن‬
‫الوحيدة‪ ،‬ففيثاغورث قد قال بدوران الرض حول الشمس وأريستاركوس (‪ 330-310‬ق‪.‬م) قال‬
‫بدوران الرض وبثبات النجوم وأن ما نشاهده من حركة النجوم هو إنعكاس لحركة الرض‪،‬‬
‫‪.‬وكوبرنيكوس قال بدوران الرض حول الشمس‪ ،‬وأن الشمس هي مركز الكون‬
‫إلى أن جاء جاليليو وكبلر وأثبتا بالدلئل العلمية قضية دوران الرض حول الشمس وحول‬
‫محورها‪ ،‬ومعاناة جاليليو مع الكنيسة الكاثوليكية أشهر من أن نذكر بها حيث عد جاليليو مهرطقا‬
‫‪.‬مجدفا لنه قال أن الرض تدور‬
‫ومع الثورة المعلوماتية في القرن العشرين‪ ،‬لم يعد هناك مجال للشك في حقيقة دوران الرض‪،‬‬
‫ومع بزوغ عصر العلم ‪ ..‬ظهر في أواسط المسلمين من يقول ‪ :‬تلك الحقيقة مذكورة لدينا نحن‬
‫المسلمين منذ ‪ 1400‬عام اقرءوا قول القرآن الكريم " وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر‬
‫السحاب " النمل ‪88‬‬
‫الغريب أن هذه "الحقيقة" الواردة في كتاب المسلمين منذ ‪ 1400‬سنة لم تلفت نظر علماء السلم‬
‫‪.‬على مدى القرون إل عندما أصبحت حقيقة ثابتة لدى الغرب وعلماؤه‬
‫لكن ‪ ..‬هل هذا ما يقوله القرآن فعلً ؟‬
‫‪.‬أنا ل أظن ذلك ‪ ..‬بل أظن أن القرآن يؤيد نظرية ثبات الرض ويرفض القول بدورانها‬
‫‪.‬ودعونا نتدارس اليات سويا ‪ ..‬عسى ال أن يفتح علينا وعليكم‬
‫‪ :-‬يقول الستاذ زغلول النجار ما نصه‬
‫هذه الية الكريمة من سورة النمل تشير إلى دوران الرض حول محورها أمام الشمس؛ لن‬
‫الجبال هي جزء من الرض فإذا مرت مر السحاب كان ذلك إشارة ضمنية رقيقة إلى دوران‬
‫الرض حول محورها‪ ،‬ومن عادة القرآن الكريم أنه يشير إلى الحقائق الكونية بصياغة ضمنية‬
‫يفهم منها أهل كل عصر معنىً محددًا تحكمه كمية المعارف المتاحة لهل هذا العصر‪ ،‬وتظل هذه‬
‫المعاني للية الواحدة تتسع باتساع دائرة المعرفة النسانية في تكامل ل يعرف التضاد‪ ،‬وهذا من‬
‫أبلغ آيات العجاز العلمي في كتاب ال‪ ،‬وقد رأى بعض المفسرين السابقين في هذه الية إشارة‬
‫إلى ما يحدث في الجبال في الخرة‪ ،‬ولكننا نعلم من القرآن الكريم أن الجبال في الخرة سوف‬
‫تنسف نسفًا‪ ،‬وهذه الشارة القرآنية في الية ‪ 88‬من سورة النمل تسبق كل المعارف النسانية في‬
‫ً(الشارة إلى دوران الرض وشكرا (زغلول النجار‬
‫هنا ‪ ..‬يخطئ الستاذ زغلول النجار ومن انتهج نهجه خطأ فادح‪ ،‬فهو يقفز على اللفاظ وعلى‬
‫سياق اليات ليصل إلى ما يبتغيه بغض النظر عن الحقيقة‪ ،‬وسأفترض جدلً (وهو فرض خاطئ‬
‫على ما سنتبينه لحقا) بأن اليات ل تتحدث عن ذلك المشهد القيامي ولكنها تتحدث عن مشهد من‬
‫مشاهد الحياة العادية‪ ،‬فهل تمر الجبال مر السحاب؟؟؟‬
‫لنعرف ذلك ‪ ..‬دعونا نرى ما هو مرور السحاب؟‬
‫إن الرض بكل ما تحتويه على سطحها اليابس وفي أعماق بحارها ومحيطاتها وفي غلفها الجوي‬
‫يخضعون جميعا لذات التأثير الحركي‪ ،‬فالسحاب يخضع للرض في حركتها حول الشمس أو حول‬
‫محورها‪ ،‬لذا فإن حركة السحاب الظاهرة لعيننا ما هي إل "حركة نسبية" ناشئة عن تأثير الرياح‬
‫للحركة ‪ ،‬الولى حركة ‪ two components‬التي تحمل السحاب‪ ،‬أي أن السحاب يتمتع بمركبتين‬
‫الرض ذاتها‪ ،‬والثانية حركة نسبية‪ ،‬نسبة إلى الرض‪ .‬وهي التي نلحظها ‪ ..‬لننا نحن أيضا‬
‫‪.‬نتحرك بذات المركبة التي تتحرك بها الرض‬
‫فهل يكون التعبير القرآني آنذاك دقيقا؟‬
‫بالعكس ‪ ..‬أرى أنه خطأ علمي فادح فحركة الجبال التي يشبهها العجازيون هنا بأنها مماثلة‬
‫‪.‬لحركة السحاب ل يمكن أن تكون كذلك‪ .‬فالجبال ل تتحرك حركة نسبية بالنسبة إلى الرض‬
‫ولو كانت الية قد قالت‪ ،‬ترى الرض تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب ‪ ..‬لكان أجدى وأدق‪،‬‬
‫لكن إستخدام لفظ الجبال للكناية عن الرض ل يجوز لن الجبال جزء من كل والجزء ل يغني عن‬
‫الكل‪ .‬كما أن المقارنة بين حركة الرض(الكل) وحركة السحاب(وهي جزء أيضا) يمكن قبولها‬
‫علميا للدللة على الفرق بين الحركتين‪ ،‬أما أن أقارن بين جزئين (الجبال والسحاب) فلبد وأن‬
‫‪.‬أرجعهما إلى الكل الذي يحتويهما‬
‫قد يحتج معترض بكلمة "تحسبها" ‪ ،‬وأنها تفيد النسبية‪ ،‬إل أن الية تقرر أن حركة الجبال هي عين‬
‫حركة السحاب " تمر مر السحاب" وهو خطأ علمي فادح‪ .‬ومعلوم أن الحرف الزائد أو الناقص‬
‫يؤثر في معاني القرآن‪ ،‬فل يجوز أن نحول الية إلى "تمر كمر السحاب"‪ .‬كما أن كلمة تحسبها‬
‫تشير إلى الجمود‪ ،‬وهو بالنسبة للمخاطب هنا (النسان) يتفق مع حالته‪ ،‬أي أن المعنى الذي يفهم‬
‫هنا إذا افترضنا أن كلمة تحسبها تفيد النسبية هو أن الجبال تتحرك حركة نسبية نسبة إلى‬
‫المخاطب‪ ،‬وهو ما يعني شيء آخر غير دوران الرض ‪ ،‬بل يعني أن الجبال تتحرك على سطح‬
‫الرض‪ ،‬ول أعرف إن كانت جبال الهمليا أو الورال أو أطلس أو غيرها قد انتقلت من مكانها‬
‫! إلى أماكن أخرى أم ل‬
‫لكن ‪ ..‬هل اليات الكريمة فعلً تتحدث عن مشهد طبيعي أم أنها تتحدث عن مشهد غيبي سيحدث‬
‫يوم القيامة؟‬
‫من فضلك لحظ تفسير زغلول النجار واحتجاجه بالنسف على أن هذه الية ل تعني يوم القيامة ‪..‬‬
‫‪:‬لكن دعونا نسترجع اليات من سورة النمل سويا‬
‫سمَاوَاتِ َومَن فِي ا ْلأَرْضِ ِإلّا مَن شَاء اللّهُ َوكُلّ َأ َتوْهُ "‬ ‫َو َيوْمَ يُنفَخُ فِي الصّورِ فَفَزِعَ مَن فِي ال ّ‬
‫شيْءٍ ِإنّهُ‬
‫صنْعَ اللّهِ الّذِي َأتْقَنَ كُلّ َ‬
‫سُبهَا جَامِ َدةً وَ ِهيَ َت ُمرّ َمرّ السّحَابِ ُ‬ ‫جبَالَ تَحْ َ‬
‫دَاخِرِينَ {‪َ {87‬وتَرَى الْ ِ‬
‫خيْرٌ مّ ْنهَا وَهُم مّن فَزَعٍ َي ْو َمئِذٍ آ ِمنُونَ {‪َ {89‬ومَن جَاء‬ ‫سنَةِ َفلَهُ َ‬
‫خبِيرٌ بِمَا تَ ْف َعلُونَ {‪ {88‬مَن جَاء بِالْحَ َ‬‫َ‬
‫سيّئَةِ َف ُكبّتْ وُجُو ُههُمْ فِي النّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلّا مَا كُنتُمْ َت ْع َملُونَ {‪90‬‬
‫" {بِال ّ‬
‫أرى إن اليات السابقة والتالية للية موضع البحث تشير بوضوح شديد إلى يوم القيامة ‪ ،‬يوم نفخ‬
‫الصور ‪ ،‬يوم الفزع ‪ ،‬يوم الكب على الوجوه في النار ‪ ..‬فهل لزال العجازيون يرون بإخراج‬
‫الية من سياقها الطبيعي لتوافق هواهم الخاطئ للسف؟‬
‫وهناك من يرى أن الية تحتمل الوجهين معا ‪ ..‬فهل يمكن أن تحمل آية واحدة معنيين متناقضين؟‬
‫أنا أرى أن ذلك غريبا ‪ ..‬فالية التي نحن بصددها إما أن تكون تتحدث عن مشهد من مشاهد الحياة‬
‫اليومية أو أن تكون تتحدث عن مشهد من مشاهد يوم القيامة‪ ،‬حسب سياقها فهي تتكلم عن يوم‬
‫القيامة‪ ،‬وحسب تفسير العجازيون فهي تتحدث عن الحياة اليومية‪ ،‬ويرفض هؤلء أن تكون الية‬
‫تتحدث عن يوم القيامة بحجة النسف‪ ،‬وهي حجة واهية لمن قرأ القرآن قليلً‪ ،‬وعلى من يرغب أن‬
‫يعرف لماذا هي حجة واهية أن يبحث عن ألفاظ الجبال في القرآن ليعرف أن تسيير الجبال‬
‫بالضافة إلى النسف والبس وجعلها كالعهن المنفوش من مشاهد يوم القيامة‪ ،‬بينما إرسائها وتثبيتها‬
‫من مشاهد الحياة العادية‪ ،‬فهل هي تمر أم أنها راسية؟ ‪ ..‬معنيين متناقضين ول يفك هذا التناقض‬
‫‪.‬إل القول بأن أحدهما في الحياة اليومية والخر في يوم القيامة‬
‫وهذا المعنى ل يحمل تناقض أو اتفاق مع العلم‪ ،‬فنحن نتكلم عن أمور غيبية لم تحدث ول يعرف‬
‫‪.‬أحد إذا كانت ستحدث فعلً أم ل ‪ ..‬فل يوجد دليل على صدقها من عدمه‬
‫‪.‬الستدلل من القرآن على ثبات الرض وعدم دورانها‬
‫أعلم أن هذا الجزء عرضة للقيل والقال وعرضة للخذ والرد والقبول والرفض‪ ،‬فهو مبني على‬
‫تفسيرات مختلفة ليات عديدة من القرآن الكريم فل توجد آية صريحة تقول الرض ل تتحرك أو‬
‫الرض ثابتة‪ ،‬بل وحتى اليات التي تحمل هذا المعنى من الممكن أن يعدها العلماء من المتشابهات‬
‫فل يستقرون على رأي واضح بشأنها‪ ..‬لكن ‪ ..‬نبني رأينا التالي على عدد من الدلة التي نراها أو‬
‫يراها غيرنا‪ ،‬كما أننا نبنيه على اتفاق جميع علماء السلم والمفسرون الوائل والصحابة والتابعين‬
‫وغيرهم على ثبات الرض وأنها ل تتحرك‪ ،‬فهم الذين نزل القرآن بلغتهم ولغة عصرهم‪ ،‬أما دفع‬
‫العجازيون بأن القرآن ما كان ليصدم مشاعرهم العلمية بذكر حقائق خافية عليهم فهو من أسخف‬
‫ما سمعت‪ ،‬حيث أن كل الديان بل استثناء قد قامت على هدم الثوابت السابقة وفضح الخطاء‬
‫الشائعة‪ ،‬فهل علم محمد بهذه الحقائق الكونية ولكنه لم يخبر قومه بها مخافة أن يفتنوا؟؟؟‬
‫ألم يقل له ال في القرآن " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك‪ ،‬وإن لم تفعل فما بلغت‬
‫رسالته وال يعصمك من الناس وال ل يهدي القوم الكافرين" ‪ ..‬فهل عرف محمد ما يدعيه‬
‫العجازيون اليوم أم لم يعرفه؟‬
‫إذا كان عرفه وكتمه فهو لم يبلغ الرسالة‪ ،‬وإن كان لم يعرفه ‪ ..‬فل يصح من هذا العجاز‬
‫‪.‬المزعوم شيئا لن نبي السلم نفسه ل يعرف عنه شيء‬
‫‪.‬عموما دعونا نتعرف على الدلة السلمية على ثبات الرض وعدم دورانها‬
‫الدليل الول ‪ :‬تثبيت الرض بواسطة الجبال‬
‫ألم نجعل الرض مهادا() والجبال أوتادا" النبأ‪ .. 7،6 :‬الوتد هو ما رُزّ في الحائِط أَو الَرض "‬
‫من الخشب‪ ،‬والجمع أَوتادٌ؛ وقوله عز وجل‪ :‬وفرعون ذي الَوتاد؛ جاء في التفسير‪ :‬أَنه كانت له‬
‫حبالٌ وأَوتاد ُيلْعب له بها‪ .‬وقيل الجنود لنهم يثبتون حكمه وملكه ‪..‬و َوتَدَ ال َوتِدُ َوتْدا وتِدَةً وَ َوتّدَ‬
‫‪(.‬كلهما‪َ :‬ثبَتَ (لسان العرب ‪ ..‬بتصرف‬
‫الجبال أرساها " النازعات‪ .. 32:‬أرسى الشيء ‪ :‬أثبته وأرسى الوتد في الرض ‪ :‬ضربه فيها "‬
‫‪((.‬المعجم الوجيز‬
‫إذا فالجبال هي أوتاد تم إرسائها في الرض ‪ ..‬لماذا؟‬
‫وألقى في الرض رواسي أن تميد بكم" النحل‪ 15 :‬ولقمان‪"9 :‬‬
‫وجعلنا في الرض رواسي أن تميد بهم " النبياء‪" 31 :‬‬
‫إذا فالجبال قد أرسيت في الرض كالوتاد لمنع الرض من أن تميد ‪ ..‬فما هو الميد؟‬
‫(مادَ يَميدُ مَيْدا و َميَدانا‪ :‬تَحَ ّركَ‪ ،‬وزاغَ‪ ،‬وزَكا (القاموس المحيط للفيروز آبادي‬
‫ختَرَ‪ .‬ومادت الَغْصانُ‪ :‬تمايلت‬ ‫وماد السّرابُ‪ :‬اضطَرَبَ‪ :‬ومادَ مَيْدا‪ :‬تمايل‪ .‬ومادَ َيمِيدُ إِذا َت َثنّى و َتبَ ْ‬
‫((لسان العرب‬
‫وقد ماد‪ ،‬فهو مائد‪ ،‬من قوم َميْدى كرائب ورَوْبى‪ .‬أَبو الهيثم‪ :‬المائد الذي يركب البحر َف َتغْثي نَفسُه‬
‫من نَتْن ماء البحر حتى يُدارَ بِهِ‪ ،‬ويَكاد ُيغْشَى عليه فيقال‪ :‬مادَ به البحرُ َيمِيدُ به َميْدا‪ .‬وقال أَبو‬
‫العباس في قوله‪ :‬أَن تَميدَ بكم‪ ،‬فقال‪ :‬تَحَ ّركَ بكم و َتزَلْزَلَ‪ .‬قال الفراء‪ :‬سمعت العرب تقول‪ :‬ال َميْدى‬
‫(الذين أَصابهم ال َميْدُ من الدّوارِ (لسان العرب‬
‫(ميد[ م ي د‪ :‬مادَ الشيء تحرك وبابه باع و مادَتِ الَغصان تمايلت (مختار الصحاح[‬
‫إذا فالجبال هي الوتاد التي تثبت الرض في مكانها فل تتحرك ول تتمايل ول تدور ‪ ..‬باختصار‬
‫لتصبح الرض قرارا " أمن جعل الرض قرارا وجعل خللها أنهارا وجعل لها رواسي" ‪ ..‬النمل‪:‬‬
‫‪61‬‬
‫( والقرار هو ما قر في مكانه يقر قرارا‪ ،‬إذا ثبت ثبوتا جامدا ( معجم ألفاظ القرآن للصفهاني‬
‫الدليل الثاني ‪ ..‬نفي أي فعل يدل على الحركة عن الرض‬
‫ورد ذكر الرض في القرآن الكريم قرابة ال ‪ 450‬مرة ولم ينسب إلى الرض فيهم أي فعل يدل‬
‫على الحركة‪ ،‬بما فيها السجود‪ ،‬الذي شمل جميع المخلوقات باستثناء الرض والسماء‪ ،‬بينما نجد‬
‫مثلً أن الشمس ذكرت أقل من ثلثين مرة ونسبت إليها عديد من أفعال الحركة كالجريان والسباحة‬
‫‪.‬والسجود ‪ ..‬إلخ‬
‫ألم تر أن ال يسجد له من في السموات ومن في الرض والشمس والقمر والنجوم والجبال "‬
‫والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن ال فما له من مكرم إن ال‬
‫يفعل ما يشاء " الحج‪18 :‬‬
‫‪.‬فالية توضح أن كل شيء يسجد ل إل السماوات والرض ‪ ،‬فالذي يسجد هم من فيهم‬
‫‪.‬الدليل الثالث ‪ :‬إتيان الرض عند بدء الخليقة‬
‫ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللرض إئتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين" "‬
‫فصلت‪11 :‬‬
‫‪.‬فالرض والسماء قد جاءا إلى مكانهما الحالي مرة واحدة عند بدء الخليقة واستقرا فيهما طاعة ل‬
‫الدليل الرابع إقتران الرض والسماء عادة وإقتران الشمس والقمر‬
‫‪.‬فالرض والسماء ثابتان ل يتحركان‪ ،‬بينما تسبح الشمس والقمر في أفلكهما‬
‫‪.‬الدليل الخامس‪ :‬الرض قرارا ‪ ..‬وموضوعة وقائمة‬
‫جعل لكم الرض قرارا والسماء بناء" غافر‪"64:‬‬
‫والرض وضعها للنام" الرحمن‪" 10 :‬‬
‫ومن آياته أن تقوم السماء والرض بأمره" الروم‪" 25 :‬‬
‫فالقرار هو الثبات والتمكن والسكون والرض موضوعة في مكانها بقدرة ال ( فل تستطيع أن‬
‫‪.‬تغادر موضعها) وهي قائمة مثل السماء‬
‫الدليل السادس‪ :‬الرض ممسوكة‬
‫إن ال يمسك السموات والرض أن تزول" فاطر‪ ، 41 :‬فالرض والسماء ممسوكتان بأمر ال "‬
‫‪.‬ل تتحركان وإل زالتا‬
‫ولم يمسك ال أي أجرام أخرى سوى السماء والرض‪ ..‬صحيح أنه أمسك الطير وهي تطير‬
‫(تتحرك) في الجو (السماء) كي ل تقع على الرض‪ ،‬ولكن من سياق اليات الخاصة بالطير يتضح‬
‫أن المساك هناك يعني الحفاظ عليها طائرة في الجو (السماء) أما المساك الخاص بالسماء‬
‫والرض فهو حفظ لهما من الزوال‪ ،‬وحفظ للسماء من الوقوع على الرض " ويمسك السماء أن‬
‫تقع على الرض إل بإذنه" الحج‪ ، 65 :‬فواضح أن السماء تقع فوق الرض مباشرة وأن مكانهما‬
‫‪.‬ثابت ل يتغير ولو ترك ال السماء لوقعت على الرض وزالتا معا‬
‫‪.‬الدلة من السنة ومن السلف‬
‫لم تجمع المة على شيء بفرقها الثلثة وسبعين مثل ما أجمعت على أن الرض هي مركز الكون‬
‫‪.‬وأن كل ما بينها وبين السماء يدور حولها‪ ،‬وأن السماء والرض ل يتحركان‬
‫يقول ابن تيمية‬
‫السموات مستديرة عند علماء المسلمين‪ ،‬وقد حكى إجماع المسلمين على ذلك غير واحد من "‬
‫العلماء وأئمة السلم مثل المام أبو محمد بن حزم وأبو الفرج الجوزي وذكروا ذلك في كتاب ال‬
‫وسنة رسوله‪ ،‬وبسطوا القول في ذلك بالدلئل السمعية وإن كان قد أقيم على ذلك أيضا دلئل‬
‫‪".‬حسابية‪ ،‬ول أعلم من علماء المسلمين المعروفين من أنكر ذلك‬
‫ويقول ابن المناوي‬
‫الكرة الرضية مثبتة في وسط كرة السماء‪ ،‬كالنقطة في الدائرة‪ ،‬ويدل على ذلك أن جرم كل "‬
‫كوكب يرى في جميع نواحي السماء على قدر واحد فيدل ذلك على بعد ما بين السماء والرض‬
‫"من جميع الجهات بقدر واحد‪ ،‬فاضطرار أن تكون في وسط السماء‬
‫وأيضا يقدر المسلمون المسافة بين الرض والسماء بمسيرة خمسمائة عام لقول القرآن الكريم "‬
‫يدبر المر من السماء إلى الرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون" السجدة‪:‬‬
‫‪50.‬‬
‫كيف ان محمد تنبأ بطبقات الجو قبل ‪ 1400‬سنه ‪,‬المر الذي لم يكن معروفا لحد في ذلك الوقت‬
‫‪.‬‬
‫‪http://www.harunyahya.com/miracles-of-the-quran-p1-09.ph‬‬
‫قبل اكتشاف دوران الرض والكواكب حول الشمس كان العتقاد السائد بين الناس ان الرض هي‬
‫مركز الكون وان الكواكب الخرى تدور حولها ‪ ,‬وكان العتقاد السائد كذلك ان الرض منبسطه‬
‫وان الشمس والقمر وزحل والمشتري والمريخ والزهره وعطارد عباره عن الهة ‪ ,‬تلك هي ما كان‬
‫‪ .‬الناس يرونه بالعين الجرده في الوقت الذي كانت النجوم لديهم ثابته‬
‫كانوا يعتقدون ان كل من هذه الكواكب "اللهة" له سمائه الخاصه به وهي ليست ما نعرفه اليوم‬
‫عن طبقات الجو ‪ ,‬وان هذه الكواكب " كما كانوا يعتقدون" ل تدور حول الشمس وانما حول‬
‫‪:‬الرض المنبسطه بالترتيب التالي‬
‫الرض)‪(-‬القمر)‪(-‬عطارد)‪(-‬الزهره)‪(-‬الشمس)‪(-‬المريخ)‪(-‬المشتري)‪(-‬زحل ) ‪,‬اقربها الى)‬
‫‪.‬الرض هو القمر وابعدها هو زحل‬
‫اذا مبدأ السبع سماوات او السبع طبقات مبدأ بني على علم الفلك القديم والذي ينادي بان كل من‬
‫‪.‬هذه الكواكب له حيزا كرستاليا من حوله"جوّا" ‪,‬الواحد حول الخر كما هو المر في حبة البصل‬
‫لقد اشارت الديانه اليهوديه والديانه المسيحيه الى هذه الطبقات في اكثر من موقع ‪,‬مثال ذلك‬
‫‪":‬اعرف ان شخصا في المسيح خطف الى السماء الثالثه قبل اربع عشرة سنه ‪ ,‬اكان ذلك بجسده ؟‬
‫" ‪ .‬ل اعلم ‪,‬ام كان بغير جسده ؟ ل اعلم ‪ ,‬ال يعلم‬
‫يجب ان نلحظ ان كلمه سماء قديما لم يكن لها اي مدلول معنوي او ديني وانما كانت مجرد ماده‬
‫تعلو الرض ‪ ,‬وان مفهوم السماء – الجنه‪ -‬هو مفهوم حديث جاء مع شيوع الديانات التي اضفت‬
‫‪.‬هذه الصبغه الروحيه على السماء‬
‫ليس فقط سبع سماوات ‪ ,‬بل ان هناك سبع اراض او سبع طبقات للرض وهي تمثل العام السفلي‬
‫او جهنم‬
‫يقول دانتي عندما زار الرض السابعه فيما يقول ‪ ,‬انه التقى هناك بشخصين يعذبان باقسى اصناف‬
‫العذاب وعندما سأل من هما قيل له انهما محمد وعلي ‪ ,‬ويصف من حالتيهما البائسه ما يقشعر له‬
‫‪ .‬البدن وكيف ان امعائهما كانت خارجة من بطنيهما وان جلودهما كانت تسيح من شدة الحراره‬
‫لقد رسخ الرقم ‪ 7‬والذي يمثل سبعة كواكب او سبعة الهة في اذهان القدماء بحيث انك تجده متمثل‬
‫في الكثير من نواحي حياتهم ‪ ,‬فتراه في سبعه الهة "كواكب" ‪,‬وتراه في عدد اليام ‪ ,‬سبعة ايام ‪ ,‬وقد‬
‫‪,,,‬اخبر النجيل ان ال بعد ان خلق السماوات والرض ارتاح في اليوم السابع وهكذا‬
‫قسم الوثنيون اسبوعهم الى سبعة ايام تمثل سبعة الهة على النحو التالي ‪ :‬السبت وهو اول ايام‬
‫السبوع (وهو ما زال عند المسلمين الى يومنا هذا) وهو يوم اللة زحل‬
‫يوم الحد يوم اللة الشمس ‪ ,‬يوم الثنين يوم اللة القمر ‪ ,‬يوم الثلثاء يوم اللة المريخ ‪ ,‬يوم‬
‫‪ .‬الربعاء يوم اللة عطارد ‪ ,‬يوم الخميس يوم اللة المشتري و يوم الجمعه هو يوم اللة الزهره‬
‫‪ :‬ولتتعرف لماذا اختيرت هذه المسميات وبهذا الترتيب يمكنك مراجعة‬
‫‪http://www.12x30.net/origin.html‬‬
‫ان العتقاد بالسماوات السبع كان قد وصل الى الديانه اليهوديه عن طريق الوثنيين ‪ ,‬وكذلك المر‬
‫فيما يتعلق باهمية الرقم ‪, 7‬فتجد ان الرقم ‪ 7‬يتكرر كثيرا في التوراة ‪ ,‬وكما هي العاده عند محمد‬
‫في سرقه الكثير من المعلومات التي وردت في التوراة والنجيل وغيرها من الكتب ‪ ,‬فقد سرق‬
‫‪ .‬هذه المعلومه وكالببغاء كررها في كتابه دون ان يفهم اصل هذه المعلومه ومدى صحتها‬
‫فقضاهن سبع سماوات في يومين واوحى في كل سماء امرها ‪ ,‬وزيينا السماء الدنيا بمصابيح "‬
‫وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم " سورة فصلت ايه ‪12‬‬
‫هذه اليه ل تمت باي صله لطبقات الجو كما اراد ان يقنعنا ذلك الدجال ( هارون يحيى)‪ ,‬انها‬
‫متعلقه بفكرة مركزية الرض والتي كانت سائده ايام محمد ‪ ,‬ان الية المذكوره تقول بصراحه ان‬
‫النجوم موجوده حول السماء الولى " الدنيا " وهو امر يناقضه العلم والسماء الدنيا هي اول طبقه‬
‫جويه حول الرض ‪ ,‬يعني انها اقرب من القمر الى الرض او انها تبعد نفس المسافه التي يبعدها‬
‫القمر عن الرض وهذا خطا علمي فظيع فالنجوم تبعد عن الرض مئات السنين الضوئيه بينما‬
‫‪ .‬القمر على مرمى حجر من الرض‬
‫الحقيقه ان ما ورد في القران عن تلك الطبقات ل علقة له بطبقات الجو التي يتحدث عنها العلم‬
‫هذه اليام ‪ ,‬والحقيقه ان بعض المواقع السلميه تبذل كل جهد ممكن لكي تقرب هذه الفكر الى ما‬
‫ورد في القران "عارفين حق المعرفه ان ل علقته بين الفكرتين" بحيث انهم يضفون على فكرة‬
‫القران القائلة بسبع سماوات طباق جوا من الروحانيه والغموض وان هذه السبع طبقات هي طبقات‬
‫‪ http://www.understanding-‬معنويه روحانيه وليست ماديه كما يخبرنا الموقع السلمي‬
‫‪islam.com/‬‬
‫محمد لم يصدق من تخاريف الوثنيين فقط ان للسماء سبع طبقات وانما هناك سبع طبقات للرض‬
‫‪",‬ال الذي خلق سبع سماوات طباق ومن الرض مثلهن‪ "..........‬فاعاد كالببغاء ما كان يقول‬
‫اولئك القدماء ولم يخطر بباله ان ما يقول لن يصمد امام العلم الحديث ‪ ,‬فما هي طبقات الرض‬
‫السبع التي يتحدث محمد عنها ؟ هل يتحدث عن سبع قارات على الرض؟ ل ‪,,‬انه يتجدث‬
‫بوضوح عن سبع طبقات للرض ‪ ,‬انه يتحدث عن نفس الطبقات التي تحدث عنها دانتي في رحلته‬
‫وهناك العديد من الحاديث التي تدل على ذلك وان الرسول حذر في اكثر من موقع ان من‬
‫اغتصب ارض من احد الناس فان ال سيطوق عنقه بها في الرض السابعه يوم القيامه ‪ ,‬والعجيب‬
‫ان محمد اغتصب الكثير من الراضي من الناس ومنها حديقة جميلة كانت ليهود خيبر يوم غزا‬
‫مدينتهم ‪ ,‬واهدى هذه الجنه لبنته فاطمه زوجة على الذي وجده دانتي مع محمد في جهنم السابعه‬
‫‪ .‬ولكنه لم يجده مطوقا بتلك الحديقه حول عنقه‬
‫لقد شرح ماهية هذه الراضي واسمائها محمد بن عبدال القصاعي على نحو ل يدعو للسخرية‬
‫والضحك فقط وانما يدعو للستغراب من جهل هذا الكاتب ‪ ,‬والغرب ان مئات من المليين من‬
‫المسلمين ل يخجلو من انفسهم في تصديق مثل هذه المعلومات التي يسخر من بلهتها الطفل‬
‫‪ .‬الصغير هذه اليام‬
‫وكما هو مثبت في موقعنا ان القران مليء بالخطاء العلميه وغير العلميه ‪ ,‬وان خطاء واحدا يكفي‬
‫لثبات ان محمد ليس نبيا من عند ال وانه كذاب ودجال فان هذه المعلومه حول السبع سماوات‬
‫طباق والراضين السبع الطباق والتي تنافي اللعم والمنطق فان هذا دليل اخر على ما صدق ما‬
‫‪ .‬نقول‬
‫ومع كل هذا ما زال المسلمون يبذلون كل ما في وسعهم في البحث عن معجزات القران في‬
‫"محاولة يائسة لستهبال الناس واستغفال انفسهم وايجاد المبررات للتمسك بهذا "الدين‬
‫ما من شك في ان السلم دين غبي ‪ ,‬اخترعه شخص غبي لشعب غبي ‪ ,‬واي انسان ما زال يعتقد‬
‫بان محمد رسول من عند ال فهو يضحك على نفسه ‪ .‬وعلى غير المسلمين ان يتنبهوا الى امر‬
‫مهم ‪ ,‬انهم هم ايضا اغبياء اذا قبلوا بان يستمر هذا الدين الذي يامر بالقتل والكراهيه لغير‬
‫المسلمين وعلى العالم ان يتنبه انه ليس المسلمون وحدهم مجانين بل هم ايضا مجانين اذا تسامحوا‬
‫‪ .‬مع هذه الدعوه الصريحه لكراهيتهم وقتلهم‬
‫واخيرا اوجه دعوتي لكل الناس ان يفيقوا من غفوتهم وان يتيقنوا تماما ان محمد ليس رسول من‬
‫عند ال وانه شخص مرعب ومخيف يجب الوقوف في وجهه ليقاف جنونه ووضع حد لهذا العنف‬
‫والقتل وال فالضحية القادمه ستكون انت او ابنك او ابنتك ‪,‬افيقوا قبل ان تكون الصحوة متاخره‬

You might also like