Professional Documents
Culture Documents
ن قراءة أخبار الساعة وما يتصل بها من مواضيع لها بالغ الثر في تصحيح سلوك الناس وتحسين إ ّ
ُ
ن البعد عن قراءتها والتفك ّر بها يُنسي على طول الزمن تلك الحقائق من الذهان،
أعمالهم ،كما أ ّ
من ل علم عندهم .وقد م َّ
صها في النفوس ،فيقع الستبعاد لها والستخفاف بها ،أو النكار لوقوعها ِ ويُقَل ِّ ُ
ن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُعل ِّمهم هذا الدُّعاء كما روى مسلم في صحيحه عن ابن عبّاس أ ّ
َ َ
م إنّي أعوذ ُ بك من عذاب جهن ّم ،وأعوذ ُ بك من عذاب َ يُعل ِّمهم السورة من القرآن ،يقول( :قولوا " الله ّ
ّ
ممات).
حيا وال َ جال ،وأعوذ ُ بك من فتنة ال َ
م ْ القبر ،وأعوذ ُ بك من فتنة المسيح الد ّ
ن طاووسا ً وهو راوي هذا الحديث عن ابن عباس قال لبنه " :أدَعَو َ
ت بها جاج :بلغني أ ّ قال مسلم بن الح ّ
عد ْ صلتك ".
في صلتك ؟ قال :ل ،قال :أ ِ
وروى مسلم في صحيحه :عن أبي هريرة أيضا ً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( :إذا تشهَّدَ
م إني أعوذ ُ بك من عذاب جهن َّم ،ومن عذاب القبر ،ومن فتنة أحدكم فليستعِذ ْ بالله من أربع ،يقول :الله َّ
جال). حيا والممات ،ومن َ
شّرِ فتنة المسيح الد ّ م ْ
ال َ
وما هذا الهتمام العظيم من النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الدّعاء عمل ً وأمرا ً وتعليما ً إل ّ لما حواه من
التعوُّذ من عظائم المور والهوال الكائنة الحقيقية ول ريب ،ولهذا جزم المام ابن حزم الظاهري
بفرضيّة قراءة هذا التعوُّذ بعد الفراغ من التشهُّد كما في كتابه (المحلّى) أخذا ً من ظاهر حديث أبي
هريرة رضي الله عنه.
ساعة وعلماتها
أشراط ال ّ
م علماؤنا من السلف الصالح علمات الساعة إلى قسمين :علمات صغرى وعلمات كبرى، قَ َّ
س َ
والعلمات الصغرى كثيرة جدا ً منثورة في كتب الصحاح وإليك أخي القارئ بعضا ً منها:
•عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
ل العلم ،ويكثر الجهل ،ويفشو الزنا ،ويشرب الخمر ،ويق َّ
ل ن من أشراط الساعة أن يق َّ (إ ّ
م الواحد) [ .رواه البخاري ].
ن لخمسين امرأة القي ِّ ُ
الرجال ،ويكثر النساء ،حتى يكو َ
ل العلم :يُقصد به العلم الديني الحقيقي. وعبارة :أن يق َّ
ل الرجال ،ويكثر النساء :من جراء الحروب العالمية التي حدثت بين أقوام وعبارة :يق ّ
يأجوج ومأجوج في أوربا وآسيا منذ خمسين عاماً ،حيث قضت على المليين من الرجال.
س
ن النبي صلى الله عليه وسلم قال( :من أشراط الساعة أن يتباهى النا ُ•عن أنس أيضا ً أ ّ
في المساجد) أي يتباهون في عمارتها ونقشها وتزويقها ،كما يحدث اليوم ونرى.
ث إذ جاء •عن أبي هريرة رضي الله عنه قال " :بينما النبي صلى الله عليه وسلم ي ُ َ
حدِّ ُ
مُر إلى غيرِ أهل ِه فانتظر الساعة) [ .رواه
سد َ ال ْ
أعرابي فقال :متى الساعة ؟ قال( :إذا وُ ِّ
البخاري ).
ن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( :ل تقوم •عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :أ ّ
مَّر بقبرِ الرجل فيقول :يا ليتني مكانه)(.رواه البخاري) .وذلك بسبب تكاليفالساعة حتى ي ُ َ
ب السرة والمسؤول عن النفاق الحياة والمعيشة وتعقيداتها ،انطلقا ً من كون الرجل هو ر ُّ
عليها ورعايتها ،وبسبب الفِتن الدُنيوية التي تشد ُّ الناس إليها بقوّة.
•عن زياد بن لبيد رضي الله عنه قال :ذكر النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ً فقال( :ذاك
ب العلم ونحن نقرأ القرآن ونُقرِئ ُ ُ
ه ت :يا رسول الله كيف يَذهَ ُ عند أوان ذهاب العلم ،قل ُ
ت لراك من أفقه رجال المدينة، ن كن ُمك يا زياد إ ْ أبناءنا إلى يوم القيامة ؟ قال :ثَكِلَت َ
كأ ّ
ما فيه).
م ّ
أوليس اليهود والنصارى يقرأون التوراة والنجيل ،ل يعملون بشيءٍ ِ
•ابن ماجة والحاكم عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله عن الد ّ
جال:
ما يعيش الناس إذا كان ذلك ؟ قال:م َ
(يُصيب الناس في زمنه جفاف ،فقيل يا رسول الله ف ِ
التسبيح والتكبير ،يجري ذلك منهم مجرى الطعام).
شُر الناس على•أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( :يُح َ
ثلث طرق :راغبين وراهبين ،اثنان على بعير ،وثلثة على بعير ،وأربعة على بعير ،وعشرة
على بعير ،ويُحشر بقيتهم النار ،تُقيل معهم حيث قالوا وتبيت معهم حيث باتوا ،وتصبح
معهم حيث أصبحوا ،وتُمسي معهم حيث أمسوا) .ألفاظ هذا الحديث الشريف تتعلق
بأمرين الول اختراع وسائل نقل تتسع لكثر من راكب واحد وتكون بديل ً عن وسائل النقل
المعروفة قديما ً كالجمال والخيل ،وفي هذا تأكيد لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(ليتركن القلص فل يسعى إليها) أي الجمال فل يستعملنها ،والمر الثاني يتعلق باختراع
ل من أشكال النار ،وهي التي يجتمع عليها الناس في منازلهم ن الكهرباء شك ٌ الكهرباء ل ّ
ما جاء في علمات الساعة أيضا ً حديث: ّ وم اليوم، نشاهد كما والنهار، بالليل عملهم وأماكن
ن الدول الحديثة تستعين بأعداد كبيرة من ت النساء بالرجال والرجال بالنساء ،وأ ّ شبَّهَ ِ
تَ َ
رجال الشرطة والمن السّري من أجل استتباب المن في بلدها كما نرى اليوم.
لك من علمات الساعة :كثرة المغنّين والمطربين واهتمام الناس بالغناء والطرب والستمتاع إليه
والنشغال به وتعظيم أعلمه التَّشبُّه بهم وتقليدهم ،ومن علماتها أيضاً :إنشاء حدائق للحيوانات في بلد
معَت فيج ِ
شَرت} أي ُح ِ شتّى من أنحاء العالم ،مصداقا ً لقوله تعالى في سورة التكوير{ :وإذا الوحو ُ
ش ُ َ
حدائق خاصة بها.
ت
ت وعلما ٌ•قال الطيبي رحمه الله نقل ً عن الحافـظ بن حجر في فتـح الباري " :هـذه أمارا ٌ
ما على حصولها وقيامها ،فمن أمارات قربها :الدَّجال ،ونزول عيسى عليه السلم، للساعة إ ّ
ويأجوج ومأجوج ،والخسف ،ومن أمارات قيامها :الدُّخان ،وطلوع الشمس من مغربها،
وخروج الدّابة ،والنار التي تحشُر الناس ".
ن هذه اليات العشر علمات على قرب موعد الساعة واقتراب وقوعها ،منها ما والحقيقة أ ّ
ظهر وشاهدناه عيانا ً كالدّخان ،والد ّ ّ
جال والدّابة ،ويأجوج ومأجوج ومنها ما يزال في عالم
ل شأنه. الغيب ل يعلم وقت ظهوره سوى الله ج ّ
فالدخان هو إشارة إلى ظهور صناعات جديدة ومعامل كبيرة ينطلق من أبراجها الدخان
بكثرة ،وكذلك ظهور اختراعات حديثة تعتمد أساسا ً في تشغيلها على مواد ّ قابلة للشتعال
كالبترول والفحم الحجري ينتج عن احتراقها الدّخان أيضاً .ويشير أيضا ً إلى تطوير القديمة
واختراع أسلحة جديدة ينتج الدّخان عن استعمالها ،وآخر هذه السلحة الفتّاكة القنابل
الذّّرية .فالدخان هو ميزة هذا العصر فلذلك يمكن تسمية عصرنا هذا بعصر الدخان.
مى اليوم بالستعمار أو الرجل البيض وسيأتي تفصيل ذلك لحقاً. •والد ّ ّ
جال :هو ما يُس ّ
•والدّابّة :هي وسائط النقل الحديثة كالطّائرات والقطارات والسيارات والبواخر التي حلَّت
بدل ً عن وسائل النقل القديمة مصداقا ً لقوله تعالى في سورة التكوير{ :وإذا العِشاُر
جمال وغيرها من الحيوانات في ركوبهم ت} أي استغناء الناس عن العتماد على ال ِ ع ُطِّل َ ْ
خلَقْنا
وسفرهم وتنقّلتهم ،واستبدالها بمخترعات حديثة أقوى وأسرع ،كما يقول تعالى {وَ َ
لَهُم م ِ
ن مثلِهِ ما يركبون}
< الكونية .الحرب هذه قيام قبل يتعاظم والذي ومأجوج يأجوج بين الحاصل التقارب بسبب
ت وفي مفاجئ بشكل أي بغتة} {تأتيهم عنها :فقال العزيز
وقيامها وقوعها الناس يستبعد وق ٍ
كتابه في تعالى ذكرها التي وهي ? الساعة>
وروى عمران بن حصين رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :قال رسول الله
جال) صحيح مسلم ـ وجاءصلى الله عليه وسلم( :ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الد ّ
في تفسير هذا الحديث في صحيح مسلم :المراد :ليس هنالك أكبر فتنة منه.
ل الله صلى الله خطَبَنا رسو ُ ة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالَ : سفين َ•وعن َ
ه ] .لهذا كان اهتمام مت َ ُ أ جال الد رَ ّ ذ ح قد ّ إل قبلي ٌ
ي نب يكن لم أل [ فقال: وسلم عليه
ّ َ ُ ّ ّ َ ّ
جال
ّ الد سيرى هَ ّ ن أ اعتقد أكثرهم أن لدرجة ً شديدا المر بهذا عليهم الله رضوان الصحابة
ي صلى الله عليه وسلم ،أو في زمن أصحابه الخلفاء الراشدين من بعده.
في حياة النب ّ
•عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال :ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الد ّ
جال
ض فيه وََرفَّعَ ،حتى ظَنَنّاه في طائفة النخل ،فانصرفنا من عند رسول الله خفَّ َ ذات غداةٍ فَ َ
صلى الله عليه وسلم ثم رحنا إليه ،فعرف ذلك فينا فقال( :ما شأنكم ؟ فقلنا يا رسول
َ
ت حتى ظننّاه في طائفة النخل .فقال :غيُر خفَّض َ
ت فيه ورفّع َ جال غداة ً ف َ ت الد ّ الله ذكر َ
ت فيكمج ولس ُ ن يخر ْ ج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم ،وإ ْجال أخوَفُني عليكم إن يخر ْ الد ّ
ل مسلم .فمن أدركه منكم فليقرأ فواتح سورة سه ،والله خليفتي على ك ّ ج نَفْ ِفامرؤ حجي ُ
الكهف ،إنه خارج َ
ة بين الشام والعراق ،فعاث يمينا ً وعاث شمالً ،يا عباد الله فاثبتوا، خل ّ ً
ٌ َ
شهر ، مك َسنةٍ ويو ٌ َ
مك َ ً َ
قلنا :يا رسول الله /وما لبْثُه في الرض ؟ فقال :أربعون يوما ،يو ٌ
مهِ كأيّامكم .قلنا يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه جمعةٍ وسائُر أيا ِ مك ُ
ويو ٌ
صلة يوم ؟ قال :ل ،اقدروا له قدره .قلنا :يا رسول الله وما إسراعه في الرض ؟ قال:
كالغيث استدبرته الريح .فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له ،فيأمر
السماء فتمطر ،والرض فتنبت ،فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرىً ،واسبغه
ضروعاً ،وأمده خواصر ،ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله ،فينصرف عنهم،
فيصبحون ممحلين ليس بأيدهم شيء من أموالهم ،ويمر بالخربة فيقول لها :أخرجي
كنوزك ،فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ،ثم يدعو رجل ً شابا ً ممتلئا ً شباباً ،فيضربه بالسيف
فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك).
إذا درسنا هذا الحديث الشريف دراسة موضوعية نخرج بالنتائج التالية:
•أولً :كل من استمع إلى هذا الحديث من رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم اعتقد أن
الدجال قريب منهم يسكن بساتين النخيل في المدينة المنورة ،وذلك بسبب الشروح
منها الرسول الكريم صلى اللـه عليه وسلم أوصاف الدجال وأحوالهالمتكررة التي ض َّ
واقتراب موعد ظهوره وخروجه.
•ثانياً :عند ظهور الدجال وخروجه وحلوله في بلد المسلمين ،سينشأ بينه وبين المسلمين
جدال ونقاش حول أمر يدعو له ويعمل من أجله بقوة .لذلك قال النبي صلى اللـه عليه
وسلم( :إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم).
•ثالثاً :يصفه الرسول صلى اللـه عليه وسلم :أنه شاب قطط أي شعره أجعد جعودة
مكروهة .وعينه اليمين طافئة أو ممسوحة أي ذهب نورها.
•رابعاً :أمرنا النبي صلى اللـه عليه وسلم حين مشاهدته وإدراكه أن نقرأ عليه فواتح سورة
الكهف وفواتح سورة الكهف هي( :وينذر الذين قالوا اتخذ اللـه ولدا ً ما لهم به من علم ٍ ول
ة تخرج من أفواههم إن يقولون إل كذبا) كي يعلم الدجال صدق القرآن لبائهم كبرت كلم ً
المجيد في معلوماته وأخباره الغيبية التي تتعلق بمستقبل البشرية والمتعلقة أيضا ً بحقائق
خروج المسيح الدجال ونهايته.
•خامساً :يخبرنا الرسول الكريم صلى اللـه عليه وسلم :أن الدجال حين يخرج من مكمنه
ينزل في بلد الشام والعراق :أي يغزوها ويحتلها وهذا ما حدث بعد الحرب العالمية الولى
حين زحفت جحافل الغرب على البلد العربية في المشرق والمغرب.
•سادساً :يصف الرسول الكريم صلى الـه عليه وسلم سرعة الدجال في سفره وانتقاله
بأنها تعادل سرعة الريح وهذا الوصف إشارة إلى استعماله وسائط نقل سريعة وقوية
يستغني بها عن وسائط النقل القديمة المعروفة.
•سابعاً :ويصفه أيضا ً أن لديه إمكانيات ووسائل تمكنه من إنزال المطر وزراعة الرض
زراعة جيدة وإنبات محاصيل ذات مواصفات جيدة أيضا ً وأنه نتيجة اعتماده على وسائل
متقدمة ومتطورة في مجال الري والزراعة وتربية الحيوانات الداجنة سينعم بخيرات ل
حدود لها ،وهذا المر ذكُر في روايات أخرى بأن الدجال حينما يخرج ،يخرج معه جبال من
خبز وجبال من فواكه وجبال من الخضرة وجبال من ثريد ،أي تتبعه خيرات الرض يتصرف
بها حسب أهوائه.
•ثامناً :ثم يخبرنا الرسول الكريم صلى اللـه عليه وسلم :أن البلد والشعوب التي تقاطعه
وتخالفه وتقطع صلته به :تُمهل بلدها فيصبحون ليس بأيديهم شيء من أموالهم وخيراتهم
وهذا إشارة إلى الحصار القتصادي الذي يقيمه الدجال ضد الدول التي تختلف معه بنظام
حكمها وبآرائها السياسية ومواقفها الدولية ،ولن خيرات الرض بيديه يتصرف بها حسب
أهوائه وميوله الستعمارية.
•تاسعاً :يُعلمنا الرسول الكريم صلى اللـه عليه وسلم :أن الدجال لديه إمكانات تساعده في
استخراج كنوز الرض وخيراتها من الذهب والمعادن الخرى والبترول ،يقول عليه السلم:
(يمر بالخربة فيقول لها :أخرجي كنوزك) .وأن الدجال هو أكثر الناس فائدة من استخراج
هذه الكنوز وأنه يحملها إلى بلده لينعم بخيراتها ويستفيد لوحده منها ،وإن هذه الراضي
المليئة بالخيرات والكنوز تكون مهملة من قبل أصحابها الحقيقيين بسبب جهلهم وتخلفهم
العلمي.
•عاشراً :ثم يصور لنا الرسول الكريم صلى اللـه عليه وسلم صورة حقيقية عن تقدم
الدجال في مجال الطب لدرجة أنه يقوم بإجراء عمليات جراحية يكون النسان خللها
كالميت تماما ً وبعد انتهاء العملية ونجاحها يعود النسان أكثر حيوية وأكثر نشاطا ً وقوة( .ثم
يدعو رجل ً شاباً ،فيضربه بالسيف فيقطعه ،ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك).
وجاء في حديث تميم الداري أنه رأى الدجال مقيدا ً بالسلسل في دير أو كنيسة في جزيرة ،وقال:
(فانطلقنا سراعا ً حتى دخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا ً وأشدَّه وثاقا ً مجموعة يداه إلى
عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد) .هذه الصورة عن حال الدجال التي صورها الرسول الكريم صلى
اللـه عليه وسلم تدل على واقع الدجال قبل خروجه من جزيرته حيث أنه يقع تحت تأثير الكنيسة ومكبل
بأغللها وأنه حينما ينطلق ويخرج يعمل من أجل نشر تعاليمها و بِوَحيها.
ي صلى الله عليه وسلم( :فإن خرج وأنا فيكم فأنا حجيجه) وقال عليه السلم أيضاً: لذلك قال النب ُّ
جال يُنذره فيه بسوء العاقبة وتدمير من إنذارا ً من الله إلى الد ّ (فاقرأ عليه فواتح سورة الكهف) التي تتض َّ
شيَّداته العظيمة إذا استمّر بدعوته إلى عبادة المخلوق عيسى بن مريم عليه السلم( .وَيُنذَِر م َ
حضارته و ُ
ص من الناس ق ن في ج خر ي ( قال: جال الد عن د سي الذين قالوا اتَّخذ الله ولدا) وفي حديث حذيفة بن أ ُ
ٍ َ ُ َ ّ ْ َ ُ
ي فَْروَة الكَبْش). ل منهل وتطوى له الرض ط َّ خفَّةٍ من الدّين ،وسوءِ ذات بَيْن ،فَيَرد ُ ك َّ
و ِ
جال ن الد ّ
جال من جزيرته وكنيسته وأ ّ
هذا الحديث فيه إشارة إلى سوء أحوال المسلمين يوم خروج الد ّ
يسوح في الرض فل يترك شبرا ً منها إل ّ وصل إليه وعايَنَه عدا مكّة والمدينة فل يستطيع دخولهما( .يَرِدُ
حَّرمهما الله تعالى عليه) فل يدخلهما. ل إل ّ المدينة ومكّة َ ك َّ
منْهَ ٍ
ل ماءٍ و َ
وفي حديث أبي أُمامة الباهلي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
جال وإنّه مكتوب بين عينيه كافر م من فتنةِ الد ّ ة آدم أعظ َ َ منْذ ُ ذََرأ َ الله ذُّري ّ َ
ة في الرض ُ (إنَّه لم تكن فِتن ٌ
ه نار) .وفي هذاة ،وجنَّت ُُ
جن َّ ٌ فناره .ً ونارا ة َ جن معه َ
ن أ فتنته من َ
ن وإ كاتب، غير أو ب كات ن يقرأُه ُ ك ُّ
َ ً ّ ّ ّ ٍ ل مؤم ٍ
جال يسوح في ن الد ّ
حنا كيف أ ّ ض ْ إشارة إلى كمالياته ومغرياته الدنيوية .في حديث حذيفة السابق و َّ
ي صلى الله عليه الرض من أجل نشر دينه وعقيدته والتبشير بهما ،لكن هنالك إشارة خفيّة ذكرها النب ُّ
َ
سّريَّة لموارد الرزق وكنوز الرض وخيراتها المتواجدة في تلك البلد التي يزورها وسلم تتعل ّق بدراسته ال ِ
منْهَل). َ ويقصدها( ،يَرِد ُ ك ّ
ل ماءٍ و َ
َ
جال وأنّه لم تكن مثلها فتنة منذ أن خلق وفي حديث الباهلي رضي الله عنه الذي أك ّد َ فيه عظمة فتنة الد َ
ل رسول للبشر وأنّه مكتوب بين عينيه كافر يقرأه كاتب وغير كاتب .في هذا الحديث م أوّ َ
ه آد َ
الل ُ
جال وبيان خطئه بِدعوته ي صلى الله عليه وسلم :أنّه بالرغم من وضوح كفر الد ّ ضح النب ُّ الشريف و َّ
نب والله ،مع هذا الوضوح في دعوته الباطلة ،وأ ّ الناس إلى اليمان والعتقاد بالمسيح على أنّه الر ُّ
ن دعوة ّ أ اليقين م
َ عل م
ُ يعل منهم ِم ّ المتعل وغير ِم ّ متعلالمسلمين ل يمكن أن ينخدعوا بمثل هذا الكلم فال ُ
جال باطلة وكُفره ظاهٌر للجميع كأنه مكتوب على جبينه ومطبوع عليه ،مع هذا فقد أكْبََر النبي صلى الد ّ
مموهة وكذلك ل ِما ل واللعيب ال ُ َّ ْ الله عليه وسلم فتنة الدجال وع َظ َّ
ِ َ حي
ِ ال من هاَ ت قَ و جال ّ الد يملك ِما ل مها، ّ
وتفوق علمي في كل مجالت الحياة المدنية ّ يملك من إمكانات وخيرات وكنوز ومخترعات حديثة
ما يساعده على إقناع الشعوب وكافّة الناس بالخذ بِفكرهِ ومعتقداتهِ والوقوف إلى جانبه م ّ
والعسكرية ِ
والستعانة بعلومه ونظرياته ومخترعاته والعتماد على مساعداته المادية في كل مجالت الحياة.
ُ
ي صلى الله عليه وسلم من أن تتأثَّر أ َّ
متُه بهذه الحضارة المزيّفة التي يدعو إليها من هنا جاء خوف النب ِ ّ
حوَج ما تكون إلى تلك المساعدات ة أنها تكون في تلك اليام أ ْل ويعمل من أجلها ،خاص ً جا ُ
الد ّ
والمخترعات والتجهيزات المتطوِّرة وبحاجة أكثر إلى علومه المتقدمة في كل مجالت الحياة العامة
والخاصة ،نظرا ً ل ِتفكُّكِها وتراجعها عن ركب الحضارة بسبب انشغالها بتوافه المور وافتقارها إلى علماء
حقيقيين في شتّى العلوم الدينية والدنيوية.
جال
حمار الد ّ
ِ
جال نستخلص منها التي: من خلل الحاديث الشريفة التي تض َّ
منت وصف حمار الد ّ
•أولً :في حديث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ،عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم جاء وصف الحمار على الشكل التي:
سحاب بيمينهل أذن من أُذنيه ثلثون ذراعا ً يتناول ال َّ ل ك ِّ
جال حمار أقمر طو ُ
(تحت الد ّ
مال.ويسبق الشمس إلى مغربها) كنز الع ّ
جال في آخر في هذا الحديث إشارة واضحة إلى الطائرة التي هي من مخترعات الد ّ
ضي ،وهذا هو لون الطائرة وأُذناه الطويلتان هما جناحا الزمان ،فلفظ حمار أقمر أي لونه ف ّ
الطائرة ،وما تبقّى من ألفاظ الحديث ل ينطبق إل ّ على الطائرة .لنّه ل يسبق الشم َ
س إلى
مغربها إل الطائرة.
•ثانياً :وروى أبو نعيم عن أبي حذيفة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
جال :يخوض البحَر ل يبلغ حقويه وإحدى يديه أطول من الخرى ،فيبلغ قال( :يصف حماَر الد ّ
قعره فيخرج الحيتان ما يريد) .وهذا الحديث يُشير إلى اختراع البواخر العملقة منها ما هو
صص لنقل البضائع وشحنها ،وهذا النوع مزوَّد بروافع مخ َّ
صص لصيد الحيتان ومنها ما هو ُ خ َّ
م َ
ُ
م تفريغها منها .والبواخر هي وسيلة النقل التي آلية من أجل تحميل البضائع إلى السفينة ث ّ
ن صوتها يصل إلى صفَت بأ ّ
ل من جزيرته إلى شتّى أنحاء العالم ،وقد وُ ِ جا ُ
خرج بها الد ّ
الخافقين من شدّته ويخرج الدخان من خلفه.
جال ينطبق على القطارات التي كانت تعتمد في سيرها على •ثالثاً :الوصف الخير لحمار الد ّ
جال يعتمد عليها في الفحم الحجري ،وهي وسيلة النقل البرية الساسية التي كان الد ّ
تنقُّلته البرية الداخلية في البلد التي وصل إليها واستعمرها ،يقول الرسول الكريم صلى
الله عليه وسلم عن هذا الحمار( :يأكل الحجارة ـ أي الفحم الحجري ـ ويسبقه جبل من
دخان ـ أي يخرج دُخانه الكثيف من مقدمته ـ ويركب الناس في جوفه ـ أي بداخله ـ وليس
على ظهره) .وهذا مصداق قوله تعالى في سورة التكوير( :وإذا العِشاُر ع ُط ِّلَت) أي أن في
جال وزمن عودة اليهود إلى فلسطين يستغني النسان عن آخر الزمن زمن خروج الد ّ
ركوب واستعمال الجمال بسبب اختراع وسائل نقل أقوى وأسرع.
جال
المعنى اللغوي للفظ الد ّ
وردت في معاجم اللغة العربية المعاني التالية:
جال بالتشديد للرفقة العظيمة تغطّي الرض بكثرة أهلها.•وجاء في أقرب الموارد مادّة الد ّ
جال :الرفقة العظيمة تحمل المتاع للتجارة. وقيل الد ّ
جال :الخلق :أي الناس •وجاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :أ ّ
ن معنى الد ّ
جال)
قال عليه السلم( :ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلقٌ أكبر من الد ّ
( صحيح مسلم )
•وجاء في كتاب تعطير النام في تعبير المنام للشيخ المام عبد الغني النابلسي رحمه الله
جال التي رآها
في معنى رؤية الشاب في المنام إذا كان شعره جعد كما هي صورة الد ّ
ي صلى الله عليه وسلم في المنام كما ورد في صحيح البخاري ومسلم ما يلي: النب ُّ
رؤية الشاب في المنام هي :ع َدوٌّ وإذا كان الشاب أبيض فهو ع َدوٌّ مستوٌر والشاب أيضاً
مكر والخديعة و هو عدوٌّ مكروه. يرمز إلى ال َ
والشعر الجعد يرمز إلى :العِّز والرياسة والسيادة واجتماع المور.
جال من أنّه فاعتمادا ً على هذا التأويل واعتمادا ً على ما جاء في معاجم اللغة العربية حول معنى الد ّ
مموِّه الذي يسيح في الرض وأنّه الرفقة العظيمة التي تُغطّي الرض بكثرة أهلها ،واعتماداً الكذ ّاب ال ُ
جال والتي صادق المين محمد صلى الله عليه وسلم لحوال الد ّ على الوصاف التي وردت على لسان ال ّ
ص هو جال بشكل عام هو شعوب أوربا الغربية وبشكل خا ّ سبق شرحها ،نستنتج من ذلك كلّه أن الد ّ
َ
سكّان الجزر البريطانية الذين خرجوا من بلدهم بعد عصر الكتشافات الجغرافية الذي بَدَأه المير هنري
ابن ملك البرتغال ،وساحوا في الرض يكتشفونها ،ويبحثون عن خيراتها ،ويستعمرونها ،وقد وَّزعوا
ن
ّ وأ ن المسيح ابن الله ل أنحاء الرض لتدعو إلى عبادة المخلوق وَلتُشيع أ ّ الرساليّات التبشيرية في ك ّ
لله ولدا ً هو عيسى ابن مريم.
جال في الرض جاء النذار اللهي في فواتح سورة الكهف ومن أجل هذه الدعوة الباطلة التي يُشيعها الد ّ
جال إذا استمّر على هذه الدعوة الباطلة مستعمل ً أساليب المكر والتمويه فإ ّ
ن عذاب الله ن الد ّ
بأ ّ
ينتظره ،يقول تعالى:
(طه)102:
جال هو من ساعدفكلمة ُزرقا ً تشير إلى أنهم أصحاب العيون الزرق وهم أهل أوربا وأمريكا ،إذن فالد ّ
جال هو من اخترع وسائل نقل جديدة تسابق الريح في اليهود على استعمار فلسطين واغتصابها ،والد ّ
سرعتها وتُخرِج من خلفها الدخان وصوتها يصل إلى الخافقين من قوّته ،والناس يركبون في جوفها،
وهي تتَّسع لكثر من راكب ،ويمكن أن يركب فيها أكثر من عشرة أشخاص ..وهي تطير في السماء،
س إلى مغربها ،وتغوص في البحار وتصطاد الحيتان ،ومنها ما يتغذ ّى على الفحم الحجري وتسبق الشم َ
أي القطارات التي تعمل بالقوّة البخارية.
جال هو الذي يستخرج كنوز الرض ويسرقها ثم ينقلها إلى بلده لينعم بها وحده ويحرم منها أصحابها والد ّ
الحقيقيين من الشعوب المغلوبة على أمرها ،وهو الذي يغزو بلد الشام والعراق فيعيث فيها يميناً
خر شعوبها ويساراً ،وهو الذي يستعمر أكثر بلد العالم ليستفيد من خيراتها ومواردها وأرزاقها ،ويُس ِّ
لخدمته وخدمة أهدافه اللإنسانية !..
جال الذيميه اليوم اصطلحا ً بالستعمار ،نعم إنه هو الستعمار الد ّ أل ينطبق هذا الوصف على ما نُس ّ
حذََّرنا منه نبيُّنا محمد عليه الصلة والسلم قبل أربعة عشر قرنا ً من اليوم ،ونَبَّهَنا إلى فتنته ومكائده
َ
ن خرج ولست فيكم ن خرج وأنا فيكم فأنا حجيجه وإ ْ وأحابيله الماكرة ،وقال صلى الله عليه وسلم( :إ ْ
جال يدعو إلى دعوة باطلة ،وعلى المسلمين جميعهم أن يردّوا عليه دعوته ن الد ّ
فامرؤ حجيج نفسه) ل ّ
جة والدليل والبرهان مصداقا ً لقوله تعالى:
بالح ّ
صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم عليه أفضل الصلة والتسليم.