Professional Documents
Culture Documents
اِْركـ ْ
عـنا
مـ َ
َ كتبه /
د.محمد بن عبد الرحمن العريفي
1423هـ
P
المد ل والصلة والسلم على رسول ال ..وبعد :
أما الول :
ل مهموما مغموما ..ث قال :
فقد جلس إ ّ
يا شيخ ..مللت من الغربة ..
فقلت :عسى ال أن يعجل رجوعك إل أهلك وبلدك ..
فاستعب وبكى ..ث قال :أما ول يا شيخ لو عرفت بقدر شوقي إليهم وقدر شوقهم إلّ ..
هل تصدق يا شيخ أن أمي قد سافرت أكثر من أربعمائة ميل لتدعو ل عند ضريح قب الشيخ فلن ..وتسأله
أن يردن إليها !!..فهو رجل مبارك تقبل منه الدعوات ..ويقضي الكربات ..ويسمع دعاء الداعي ..حت
بعد موته !!..
أما الثان :
فقد حدثن شيخنا العلمة عبد ال بن جبين ..قال :
كنهت على صهعيد عرفات ..والناس فه بكاء ودعوات ..قهد لفوا أجسهادهم بالحرام ..ورفعوا أكفههم إل
اللك العلم ..
وبينما نن ف خشوعنا وخضوعنا ..نستنل الرحات من السماء ..
ل فت نظري ش يخ كبي ..قد رق عظ مه ..وض عف ج سده ..وان ن ظهره ..و هو يردد :يا ش يخ فلن ..
أسألك أن تكشف كربت ..اشفع ل ..وارحن ..ويبكي وينتحب ..
فانتفض جسدي ..واقشعرّ جلدي ..وصحت به :اتق ال ..كيف تدعو غي ال !! وتطلب الاجات من غي
ال !! اليلن عبدٌ ملو ٌك ..ل يسمعك ول ييبك ..ادعُ ال وحده ل شريك له ..
فالتفت إلّ ث قال :إليك عن يا عجوز ..أنت ما تعرف قدر الشيخ فلن عند ال !! ..أنا أؤمن يقينا أنه ما
تنل قطرة من السماء ..ول تنبت حبة من الرض إل بإذن هذا الشيخ ..
فلما قال ذلك ..قلت له :تعال ال ..ماذا أبقيت ل ..
فلما سع من ذلك ..ولن ظهره ومضى ..
وأما الثالث ..والرابع ..والامس ..فأخبارهم فيما بي يديك من أوراق ..
فسبحان ال ..أين هؤلء اللجئي إل غي مولهم ..الطالبي حاجاتم من موتاهم ..
التجهي بكرباتم إل عظام باليات ..وأجساد جامدات ..أينهم عن ال !!..اللك الق البي !! الذي يرى
حركات الني ..ويسمع دعاء الكروبي ..ول يرضى أن يدعوا عباده سواه ..
فاب كِ إن شئت على حال ال مة ..وقلب طر فك ف بلد ال سلم ..لترى أضر حة ومقامات ..وقبورا ورفات
..صارت هي اللجأ عند اللمات ..والفزع عند الكربات ..
نشأ عليها الصغي ..وشاب عليها الكبي ..
()2
فهذه كلمات لمه وهسهات ..وأحاديهث ونداءات ..بهل ههي صهرخات وصهيحات ..وابتهالت ودعوات..
للغارقي والغارقات..
الذين تلطمت بم المواج ..وضلوا ف الفجاج ..
حت تلفوا عن سفينة النجاة ..وماتوا وهم مشركون ..وهم يسبون أنم مسلمون ..
إنا سفينة التوحيد ..الت هي كسفينة نوح ..من ركبها نا ومن تلف عنها هلك ..
وكهم رأينها فه بلد السهلم ..مهن أقارب وإخوان ..وجيان وخلن ..ضلّ سهعيهم فه الياة الدنيها وههم
يسبون أنم يسنون صنعا ..
لذا جاء هذا الكتاب ندا ًء لم جيعا بأن يعبدوا ال وحده ل شريك له ..
كتبه /
د .ممد بن عبد الرحن العريفي
دكتوراه ف العقيدة والذاهب العاصرة
arefe@arefe.com
()3
P
البحر المتلطم ..
كانت الدنيا مليئة بالشركي ..هذا يدعو صنما ..وذاك يرجو قبا ..
والثالث يعبد بشرا ..والرابع يعظم شجرا ..
نظر إليهم ربم فمقتهم عربم وعجمهم ..إل بقايا من موحدي أهل الكتاب ..
وكان من بي هؤلء السادرين ..
سيد من السادات ..هو عمرو بن الموح ..
كان له صنم اسه مناف ..يتقرب إليه ..ويسجد بي يديه ..
مناف ..هو مفزعه عند الكربات ..وملذه عند الاجات ..
صنم صنعه من خشب ..لكنه أحب إليه من أهله وماله ..
وكان شديد السراف ف تقديسه ..وتزيينه وطييبه وتلبيسه ..
وكان هذا دأبه مذ عرف الدنيا ..حت جاوز عمره الستي سنة ..
ف م كة ..وأر سل م صعب بن عم ي ..داعيةً ومعلما ل هل الدي نة ..أ سلم ثل ثة أولد فل ما بُ عث ال نب
لعمرو بن الموح مع أمهم دون أن يعلم ..
فعمدوا إل أبيهم فأخبوه بب هذا الداعي العلم وقرؤوا عليه القرآن ..وقالوا :يا أبانا قد اتبعه الناس فما ترى
ف اتباعه ؟
فقال :لست أفعل حت أشاور مناف فأَن ُظرَ ما يقول !!
ث قام عمرو إل مناف ..وكانوا إذا أرادوا أن يكلموا أ صنامهم جعلوا خلف الصنم عجوزا تيبهم ب ا يلهمها
الصنم ف زعمهم ..
أق بل عمرو ي شي بعرج ته إل مناف ..وكا نت إحدى رجل يه أق صر من الخرى ..فو قف ب ي يدي ال صنم ..
معتمدا على رجله الصحيحة ..تعظيما واحتراما ..ث حد الصنم وأثن عليه ث قال :
يا مناف ..ل ريب أنك قد علمت بب هذا القادم ..ول يريد أحدا بسوء سواك ..وإنا ينهانا عن عبادتك ..
فأ ِشرْ عل ّي يا مناف ..فلم يردّ الصنم شيئا ..فأعاد عليه فلم يب ..
فقال عمرو :لعلك غضبت ..وإن ساكت عنك أياما حت يزول غضبك ..
ث تركه وخرج ..فلما أظلم الليل ..أقبل أبناؤه إل مناف ..
فحملوه وألقوه ف حفرة فيها أقذار وجيف ..
فلما أصبح عمرو دخل إل صنمه لتحيته فلم يده ..
فصاح بأعلى صوته :ويلكم !! من عدا على إلنا الليلة ..فسكت أهله ..
ففزع ..واضطرب ..وخرج يبحث عنه ..فوجده منكسا على رأسه ف الفرة..فأخرجه وطيبه وأعاده لكانه..
وقال له :أما وال يا مناف لو علمتُ من فعل هذا لخزيته ..
()4
فلما كانت الليلة الثانية أقبل أبناؤه إل الصنم ..فحملوه وألقوه ف تلك الفرة النتنة ..
فلما أصبح الشيخ التمس صنمه ..فلم يده ف مكانه ..
فغضب وهدد وتوعد ..ث أخرجه من تلك الفرة فغسله وطيبه ..
ث ما زال الفتية يفعلون ذلك بالصنم كل ليلة وهو يرجه كل صباح فلما ضاق بالمر ذرعا راح إليه قبل منامه
وقال :ويك يا مناف إن العن لتمنع أُسْتَها ..
ث علق ف رأس الصنم سيفا وقال :ادفع عدوك عن نفسك ..
فلما جَنّ الليلُ حل الفتيةُ الصنم وربطوه بكلب ميت وألقوه ف بئر يتمع فيها النت ..فلما أصبح الشيخ بث
عن مناف فلما رآه على هذا الال ف البئر قال :
لقد خاب من بالت عليه الثعالب ورب يبهول الثعلبهان برأسه
ث دخل ف دين ال ..وما زال يسابق الصالي ف ميادين الدين ..
وانظر إليه ..لا أراد السلمون الروج إل معركة بدر ..منعه أبناؤه لكب سنه ..وشدة عرجه ..فأصر على
الروج للجهاد ..فاستعانوا برسول ال Jفأمره بالبقاء ف الدينة ..فبقي فيها ..
فلما كانت غزوة أحُد ..أراد عمرو الروج للجهاد ..فمنعه أبناؤه ..فلما أكثروا عليه ..ذهب إل النب J
..يدافع عبته ..ويقول ( :يا رسول ال إن بنّ يريدون أن يبسون عن الروج معك إل الهاد ..
قال :إن ال قد عذرك ..
فقال ..يا رسول ال ..وال إن لرجو أن أطأ بعرجت هذه ف النة ..
فأذن له Jبالروج ..فأخذ سلحه وقال :اللهم ارزقن الشهادة ول تردّن إل أهلي ..
فلما وصلوا إل ساحة القتال ..والتقى المعان ..وصاحت البطال ..ورميت النبال ..
انطلق عمرو يضرب بسيفه جيش الظلم ..ويقاتل عباد الصنام ..
حت توجه إليه كافر ..بضربة سيف كـتِبَت له با الشهادة ..
فدفن .. Zومضى مع الذين أنعم ال عليهم ..
وبعد ست وأربعي سنة ف عهد معاوية .. Z
نزل بقبة شهداء أحد ..سيل شديد ..غطّى أرض القبور ..
فسارع السلمون إل نقل رُفات الشهداء ..فلما حفروا عن قب عمرو بن الموح ..فإذا هو كأنه نائم ..ليّن
جسده ..تتثن أطرافه ..ل تأكل الرض من جسده شيئا ..
فتأمل كيف ختم ال له بالي لا رجع إل الق لا تبي له ..
بل انظر كيف أظهر ال كرامته ف الدنيا قبل الخرة ..لا حقق ل إله إل ال ..
هذه الكلمة الت قامت با الرض والسموات ..وفطر ال عليها جيع الخلوقات ..وهي سبب دخول النة ..
ولجلها خلقت النة والنار ..وانقسم اللق إل مؤمني وكفار ..وأبرار وفجار ..
فل تزول قدما العبد بي يدي ال حت يسأل عن مسألتي ماذا كنتم تعبدون وماذا أجبتم الرسلي ..
()5
* * * * * * * * *
سفينة النجاة ..
وكم من إنسان هلك مع الالكي ..واستحق اللعنة إل يوم الدين ..بسبب أنه ل يقق التوحيد ..
فال هو الرب الواحد ..ل يتوكل العبد إل عليه ..ول يرغب إل إليه ..
ول يرهب إل منه ..ول يلف إل باسه ..ول ينذر إل له ..ول يتوب إل إليه ..
فهذا هو تقيق شهادة أن ل إله إل ال ..ولذا حرم ال على النار من شهد أن ل إله إل ال حقيقة الشهادة ..
وانظر إل معاذ .. Zلا مشى خلف النب .. Jفالتفت إليه النب Jفجأة ث سأله ..
يا معاذ :أتدري ما حق ال على العباد ..وما حق العباد على ال ..
قال :ال ورسوله أعلم ..
فقال : Jحق ال على العباد أن يعبدوه ول يشركوا به شيئا ..وحق العباد على ال أن ل يعذب من ل يشرك
به شيئا ..
وف حديث آخر ..أنه Zسأل النب Jفقال :يا رسول ال ..أي ذنب عند ال أعظم ..فقال : Jأن تعل ل
ندا وهو خلقك ..
* * * * * * * * *
وََل َقدْ َبعَثْنَا فِي كُ ّل ُأمّ ٍة رَسُولً أَ ِن اعُْبدُوا ال ّلهَ نعم ..التوحيد من أجله ..بعث ال الرسل ..قال تعال :
ت ..والطاغوت هو كل ما عبد من دون ال ..من صنم أو حجر ..أو قب أو شجر ..
وَاجْتَنِبُوا الطّاغُو َ
ك مِنْ رُ ُسلِنَا أَ َج َعلْنَا مِنْ دُونِ
وَا ْسأَلْ مَنْ َأرْ َسلْنَا مِ ْن قَ ْبلِ َ والتوحيد هو مهمة الرسل الول كما قال تعال :
.. الرّحْمَنِ آِل َهةً ُيعَْبدُو َن
وما خلقت الن والنس إل ليعبدون .. بل إن اللق ل يلقوا إل ليوحدوا ال قال تعال :
حبِطَ عَ ْن ُه ْم مَا كَانُوا َيعْ َملُونَ ..
وََل ْو أَ ْشرَكُوا لَ َ والعمال كلها متوقفة ف قبولا على التوحيد ..قال تعال :
ومن حقق التوحيد نا ..كما صح ف الديث القدسي عند الترمذي ..أن ال تعال قال :يا ابن آدم لو أتيتن
بقراب الرض خطايا ث لقيتن ل تشرك ب شيئا لتيتك بقرابا مغفرة ..
ولعظم أمر التوحيد ..خاف النبياء من فقده ..
فذاك أبو الوحدين ..مطم الصنام ..وبان البيت الرام ..إبراهيم عليه السلم ..يبتهل إل اللك العلم ..
واجنبن وبن أن نعبد الصنام ..ومن يأمن البلء بعد إبراهيم ؟ .. ويقول :
* * * * * * * * *
بداية النحراف ..
أول ما حدث الشرك ف قوم نوح ..
فبعث ال نوحا ..فنهاهم عن الشرك ..فمن أطاعه ووحد ال نى ..
ومن ظل على شركه ..أهلكه ال بالطوفان ..وبقي الناس بعد نوح على التوحيد زمانا ..
ث بدأ إبليس ف الفساد ..ونشر الشرك بي العباد ..ول يزل ال تعال يبعث الرسلي مبشرين ومنذرين ..
()6
إل أن بعث خات النبيي ممدا ..فدعا إل التوحيد ..وجاهد الشركي ..وكسر الصنام ..
ومضت المة من بعده على التوحيد ..
إل أن عاد الشرك إل بعض المة بسبب تعظيم الولياء والصالي ..
حت بنيت الضرحة على قبورهم ..وصرف الدعاء والستغاثة والذبح والنذر لقاماتم ..
وسوا هذا الشرك توسلً بالصالي ومبة لم بزعمهم ..وزعموا أن مبتهم لؤلء وتعظيم قبورهم ..تقربم إل
ال زلفى ..
.. ما نعبدهم إل ليقربونا إل ال زلفى ونسوا أن هذه حجة الشركي الولي حيث قالوا عن أصنامهم :
والعجب أنك إذا أنكرت على هؤلء شركهم ..قالوا لك ..كل بل نن موحدون ..ولربنا عابدون ..
ويظنون أن معن التوحيد هو القرار بوجود ال وأحقيته بالعبادة دون غيه ..
وهذا مفهوم قاصر ..بل مفهوم باطل للتوحيد ..
فأبو جهل ..وأبو لب ..بذا الفهوم موحدون ..فإنم يعتقدون أن ال هو الله العظم الستحق للعبادة ..
لكنهم أشركوا معه آلة أخرى ظنوا أنا توصل إليه ..وتشفع لم عنده ..
قـصـة ..
روى البيهقي وغيه :أنه لا ظهر النب Jبدعوته بي الناس ..حاول كفار قريش أن ينفروا الناس عنده ..
فقالوا :ساحر ..كاهن ..منون ..
لكنهم وجدوا أن أتباعه يزيدون ول ينقصون ..
فاجتمع رأيهم على أن يغروه بال ودنيا ..
فأرسلوا إليه حصي بن النذر الزاعي ..وكان من كبارهم ..
فلما دخل عليه حصي ..قال :يا ممد ..فرقت جاعتنا ..وشتت شلنا ..وفعلت ..وفعلت ..فإن كنت
تريد ما ًل جعنا لك حت تكون أكثرنا مالً ..وإن أردت نساءً زوجناك أجل النساء ..وإن كنت تريد ملكا
ملكناك علينا ..ومضى ف كلمه وإغرائه ..والنب Jينصت إليه ..
فلما انتهى من كلمه ..قال له : Jأفرغت يا أبا عمران ..
قال :نعم ..قال :فأجبن عما أسألك ..قال :سل عما بدا لك ..
قال :يا أبا عمران ..كم إلا تعبد ؟ قال :أعبد سبعة ..ستة ف الرض ..وواحدا ف السماء !!
قال :فإذا هلك الال ..من تدعوا !؟
قال :أدعوا الذي ف السماء ..قال :فإذا انقطع القطر من تدعوا ؟
قال :أدعوا الذي ف السماء ..قال :فإذا جاع العيال ..من تدعوا ؟
قال :أدعوا الذي ف السماء ..قال :فيستجيب لك وحده ..أم يستجيبون لك كلهم ..
قال :بل يستجيب وحده ..
()7
فقال :Jيستجيب لك وحده ..وينعم عليك وحده ..وتشركهم ف الشكر ..أم أنك تاف أن يغلبوه عليك
..قال حصي :ل ..ما يقدرون عليه ..
فقال : Jيا حصي ..أسلم أعلمك كلمات ينفعك ال بن ..فقيل إنه أسلم فعلمه النب Jدعاء يدعو به..
حـقيـقـة ..
نعم كانوا يعبدون اللت والعزى ..لكنهم يعتبونا آلة صغية تقربم إل الله العظم وهو ال جل جلله ..
ويصرفون لا أنواعا من العبادات ..لتشفع لم عند ال ..لذا كانوا يقولون ما نعبدهم إل ليقربونا إل ال
زلفى ..
كانوا يعتقدون أن ال هو الالق الرازق الحيي الميت ..
وََلئِنْ َسأَلَْت ُه ْم مَنْ َخلَقَ السّمَاوَاتِ وَاْلَأ ْرضَ لََيقُولُ ّن ال ّلهُ قُ ِل الْحَ ْمدُ ِل ّلهِ بَ ْل أَكَْث ُر ُهمْ ل َي ْعلَمُونَ ..
وف الصحيحي وغيها ..
عن أب هريرة Zأن النب Jبعث خيلً جهة ند ..لينظروا له ما حول الدينة ..
ل :لبيك اللهم
فبنما هم يتجولون على دوابم ..فإذا برجل قد تقلد سلحه ..ولبس الحرام ..وهو يلب قائ ً
لبيك ..لبيك ل شريك لك ..إل شريكا هو لك ..تلكه وما ملك ..ويردد :إل شريكا هو لك ..تلكه
وما ملك ..
فأقبل الصحابة عليه ..وسألوه أين يريد ..فأخبهم أنه يريد مكة ..فنظروا ف حاله فإذا هو قد أقبل من ديار
مسيلمة الكذاب ..الذي ادعى النبوة ..
فربطوه وأوثقوه وجاؤوا به إل الدينة ..لياه النب .. Jويقضي فيه ما شاء ..
فلما رآه النب .. Jقال لصحابه :أتدون من أسرت ..هذا ثامة بن أثال سيد بن حنيفة ..
ث قال اربطوه ف سارية من سواري السجد ..وأكرموه ..
ث ذهب Jإل بيته وجع ما عنده من طعام وأرسل به إليه ..وأمر بدابة ثامة أن تعلف ويعتن با ..وتعرض
أمامه ف الصباح والساء ..
فربطوه بسارية من سواري السجد ..فخرج إليه النب Jفقال :ما عندك يا ثامة ؟
قال :عندي خي يا ممد ..إن تقتلن تقتل ذا دم ( ..أي ينتقم ل قومي ) ..و إن تنعم تنعم على شاكر ..
وإن كنت تريد الال فسل منه ما شئت ..
فتركه Jحت كان الغد ..ث قال له :ما عندك يا ثامة ؟
فقال :عندي ما قلت لك إن تقتلن تقتل ذا دم ..و إن تنعم تنعم على شاكر ..و إن كنت تريد الال فسل
منه ما شئت ..
فتركه Jحت بعد الغد ..فمر به فقال :ما عندك يا ثامة ؟
فقال :عندي ما قلت لك ..
فلما رأى Jأنه ل رغبة له ف السلم ..وقد رأى صلة السلمي ..وسع حديثم ..ورأى كرمهم ..
()8
قال : Jأطلقوا ثامة ..
فأطلقوه ..وأعطوه دابته وودعوه ..
فانطلق ثامة إل ماء قريب من السجد ..فاغتسل ..ث دخل السجد .
فقال :أشهد أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال ..
يا ممد وال ما كان على وجه الرض وجه أبغض إل من وجهك ..فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إل ..
و ال ما كان دين أبغض إل من دينك ..فأصبح دينك أحب الدين إل ..
وال ما كان من بلد أبغض إل من بلدك فأصبح بلدك أحب البلد إل ..
ث قال :يا رسول ال ..إن خيلك أخذتن وأنا أريد العمرة فماذا ترى ؟
فبشره النب Jبالي ..وأمره أن يكمل طريقه إل مكة ويعتمر ..
فذهب إل مكة يلب بالتوحيد قائلً ..لبيك ل شريك لك ..لبيك ل شريك لك ..
نعم أسلم فقال :لبيك ل شريك لك ..فل قب مع ال يعبد ..ول صنم يُصلّى له ويُسْجَد ..
ث دخل ثامة Zمكة ..فتسامع به سادات قريش فأقبلوا عليه ..
فسمعوا تلبيته فإذا هو يقول ..لبيك ل شريك لك ..لبيك ل شريك لك ..
فقال له قائل :أصبوت ؟ قال :ل ..ولكن أسلمت مع ممد .. J
فهموا به أن يؤذوه ..فصاح بم وقال :
ول و ال ..ل تأتيكم من اليمامة حبة حنطة ..حت يأذن فيها النب .. J
كانوا يعظمون ال ..أكثر من تعظيمهم لذه اللة ..
فقل ل بربك ..ما الفرق بي شرك أب جهل وأب لب ..
وبي من يذبح اليوم عند قب ..أو يسجد على أعتاب ضريح ..أو يذبح له ويطوف ..
أو يقف عند مشهد الول ذليلً خاضعا ..منكسرا خاشعا ..
يسأله الاجات ..وكشف الكربات ..يلتمس من عظام باليات شفاء الريض ..ورد السافر ..
عجبا ..وال يقول :
إِنّ اّلذِينَ َتدْعُو َن مِنْ دُونِ ال ّلهِ عِبَادٌ َأمْثَالُ ُك ْم فَادْعُو ُهمْ َفلْيَسْتَجِيبُوا لَ ُكمْ إِنْ كُ ْنُتمْ صَا ِدقِيَ ..
* * * * * * * * *
وهذا الشرك ..الذي يقع عند القبور من ذبح لا ..وتقرب إل أهلها ..وطواف عليها..هو أعظم الذنوب ..
نعم أعظم من الزنا ..وأعظم من شرب المر ..والقتل ..وعقوق الوالدين ..وقد قال تعال ( إِنّ ال ّلهَ لَ َي ْغ ِفرُ
شرَكَ ِب ِه وََي ْغ ِفرُ مَا دُو َن ذَِلكَ لِمَن يَشَاء ) ..
أَن يُ ْ
نعم ..ال ل يغفر أن يشرك به ..بينما قد يغفر ال للزناة ..ويعفو عن القتلة والناة ..
كما ف الصحيحي : ولقد أخب النب
أن امرأة بغيا من بن إسرائيل كانت تشي ف صحراء ..
()9
فرأت كلبا بوار بئر يصعد عليه تارة ..ويطوف به تارة ..
ف يوم حار قد أدلع لسانه من شدة الظمأ ..قد كاد يقتله العطش ..
فلما رأته هذه البغي ..
الت طالا عصت ربا ..وأغوت غيها ..ووقعت ف الفواحش والثام ..وأكلت الال الرام ..لا رأت هذا
الكلب ..نزعت خفها ..حذاءها ..
وأوثقته بمارها فنعت له من الاء ..وسقته ..
فغفر ال لا بذلك ..ال أكب ..غفر ال لا ..باذا ..؟
هل كانت تقوم الليل وتصوم النهار ؟! هل قتلت ف سبيل ال ؟!
كل ..وإنا سقت كلبا شربةً من ماء ..فغفر ال لا ..لنا كانت تقع ف العاصي لكنها ما كانت تشرك بال
وليا ول قبا ..ول تعظم حجرا ول بشرا ..فغفر ال لا ..
فما أقرب الغفرة من العاصي وما أبعدها عن الشركي ..
* * * * * * * * *
قصة ..
بعض الناس يفزع ويضطرب ..ويزن إذا رأى كثرة الزناة وشراب المور ..بينما ل يتأثر وهو يرى كثرة من
يتمسحون بأعتاب القبور ويصرفون لا أنواع العبادات ..مع أن الزن وشرب المر معاص كبار ..لكنها ل
ترج من ملة السلم ..بينما صرف شيء من العبادة لغي ال هو شرك يوت به النسان كافرا ..
ولذا كان العلماء الربانيون يعلون تدريس العقيدة أصل الصول ..
كان الشيخ ممد -رحه ال -قد ألف كتاب التوحيد ..وأخذ يشرحه لطلبه ..ويعيد ويكرر مسائله عليهم ..
فقال له طلبه يوما :يا شيخ نريد أن تغي لنا الدرس إل مواضيع أخرى ..قصص ..سية ..تاريخ ..
قال الشيخ :سننظر ف ذلك إن شاء ال ..
ث خرج إليهم من الغد مهموما مفكرا ..
فسألوه عن سبب حزنه فقال :سعت أن رجلً ف قرية ماورة ..سكن بيتا جديدا ..وخاف من تعرض الن له
فذبح ديكا عند عتبة باب البيت ..تقربا إل الن ..ولقد أرسلت من يتثبت ل من هذا المر ..
فلم يتأثر الطلب كثيا ..وإنا دعوا لذاك الرجل بالداية ..وسكتوا ..
وف الغد لقيهم الشيخ ..فقال ..
ل ..
تثبتنا من خب البارحة ..فإذا المر على خلف ما نقل إ ّ
فإن الرجل ل يذبح ديكا تقربا إل الن ..ولكنه زنا بأمه ..
فثار الطلب وانفعلوا ..وسبوا وأكثروا ..وقالوا ل بد من النكار عليه ..ومناصحته ..وعقوبته ..وكثر
هرجهم ومرجهم ..
( ) 10
فقال الشيخ :ما أعجب أمركم ..تنكرون هذا النكار على من وقع ف كبية من الكبائر ..وهي ل ترجه من
السلم ..
ول تنكرون على من وقع ف الشرك ..وذبح لغي ال ..وصرف العبادة لغي ال ..
فسكت الطلب ..فأشار الشيخ إل أحدهم وقال ..قم ناولنا كتاب التوحيد نشرحه من جديد ..
* * * * * * * * *
.. والشرك أعظم الذنوب ..ول يغفره ال أبدا ..قال ال إن الشرك لظلم عظيم
والنة حرام على الشركي ..وهم ملدون ف النار ..قال تعال ( :إنه من يشرك بال فقد حرم ال عليه النة
ومأواه النار وما للظالي من أنصار ) ..
ومن وقع ف الشرك ..أفسد عليه هذا الشرك ..جيع عباداته من صلة وصوم وحج وجهاد وصدقة ..قال
ولقد أوحي إليك وإل الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الاسرين .. تعال :
* * * * * * * * *
والشرك له صور متعددة :
منها ما يرج من اللة ..ويلد صاحبه ف النار إذا مات ول يتب منه ..
كدعاء غي ال ..والتقرب بالذبائح والنذور لغي ال ..من القبور ..والن ..والشياطي ..والوف من
الوتى ..أو الن والشياطي أن يضروه أو يرضوه ..
ورجاء غي ال فيما يقدر عليه إل ال ..من قضاء الاجات ..وتفريج الكربات ..ما يارس الن حول
الضرحة والقبور ..
فالقبور تزار لجل التعاظ والدعاء للموات ..كما قال :زوروا القبور فإنا تذكركم الخرة ..
وذلك للرجال ..أما النساء فل يشرع لن زيارة القبور ..لن النب لعن زوارات القبور ..ولن زيارتن قد
يصل با فتنة لن أو بن ..
أما زيارة القبور لدعاء أهلها ..والستغاثة بم ..أو الذبح لم ..أو التبك بم ..أو طلب الاجات منهم ..
والنذر لم ..
فهذا شرك أكب ..ول فرق بي كون الدعو القبور نبيا أو وليا أو صالا ..فكل هؤلء بشر ..ل يلكون
ضرّا ) ..
ضرا ول نفعا ..قال ال لحب خلقه إليه ممد (: Jقُل ّل َأ ْملِكُ لَِنفْسِي َن ْفعًا وَ َل َ
ويدخل ف ذلك ما يفعله الهال عند قب النب من دعائه والستغاثة به ..أو عند قب السي ..أو البدوي ..
أو اليلن ..أو غيهم ..
أما زيارة القبور للصلة عندها والقراءة ..فهذه بدعة ..
وإنا يشرع للزائر التعاظ والدعاء للميت فقط ..
ومن العجب أن يذهب مسلم إل القبورين وهو يعلم أنم جثث هامدة ..ل يستطيعون أن يتخلصوا ما هم فيه
..فيطلب منهم أن يستجيبوا الدعوات ..أو يفرجوا الكربات ..
( ) 11
وكث ي من هذه الضر حة ..والقبور ..ال ت تع ظم ..ويب ن علي ها ..يكون ل ا خدم و سدنة ..يظهرون الت قى
والتقشف ..ويتلقون للناس الكاذيب ..ويدعونم إل الشرك بال ..
* * * * * * * * *
نداء ..نداء ..
إن أقول للئك الذين يدعون الموات ..
أمواتكم هؤلء ..الذين تبكون على عتباتم ..وترجون شفاعاتم (..هل يسمعونكم إذ تدعون * أو ينفعونكم
أو يضرون ) ..
ل وال ل يسمعون ..ول ينفعون ..بل يذلون ويضرون ..
وما أجل ما فعله ذلك الغلم الصغي ..الذي عمره 13سنة ..وسافر مع والده إل الند ..
والند بلد كبية ..تتنوع فيها اللة ..يعبدون كل شئ ..من حيوان ونبات وجاد وبشر وكواكب ..
دخل الغلم أحد العابد ..فرأى الناس يعبدون ثرة جوز الند ..
وقد رسوا لا عيني وأنفا وفما ..ويقدمون لا البخور والطعام والشراب ..
ث رآهم يصلون لا ..فلما سجدوا لا ..أقبل الغلم إل الثمرة فاختطفها وهرب با ..
فلما رفعوا رؤوسهم من سجودهم ..ل يدوا إلهم ..فالتفتوا ..فإذا الغلم قد حل الله ..وفرّ به هاربا ..
فقطعوا صلتم ..وركضوا وراء الغلم ..
فلما ابتعد عنهم ..جلس على الرض ..ث كسر الوزة ..وشرب مائها وألقاها على الرض ..
فتصايوا لا رأوا الله مكسورا ..فأخذوه وضربوه وتلتلوه ..ث ذهبوا به إل قاضي البلد ..
فقال له القاضي :أنت الذي كسرت الله ؟
قال الغلم :ل ..ولكن كسرت جوزة ..قال القاضي :ولكنها إلههم ..
قال الغلم :أيها القاضي !! هل كسرت يوما جوزة هند وأكلتها ؟
قال القاضي :نعم ..قال الغلم :فما الفرق إذا ؟
فسكت القاضي واحتار ..ونظر إل عبادها يريد منهم الواب ..
فقالوا :هذه الوزة لا عينان وفم ..
فصاح بم الغلم قال :هل تتكلم ؟ قالوا :ل ..
قال :هل تسمع ؟ قالوا :ل ..
قال :فكيف تعبدونا إذا ؟ فبهت الذي كفر ..وال ل يهدي القوم الظالي ..
فنظر إليهم القاضي ..فخاف أن يتعرضوا للغلم بسوء ..
فقال للغلم ..عقوبة لك ..قررنا تغريك 150روبية ..
فدفعها الغلم مرغما ..وخرج منتصرا ..
* * * * * * * * *
( ) 12
وما يزيد الطيب بلة ..أن التعلقي بالقبور ..ل يكتفوا بتعظيم الموات ..وسؤالم الاجات ..وإنا صرفوا
الموال ف تزيينها ..ورفعها ..والبناء عليها ..
وتنقسم القباب والضرحة البنية على القبور ..إل قسمي :
الول :قباب تبن ف مقابر السلمي العامة ..حيث تبدو القبة شاهقة وسط القبور ..
والثان :قباب تبن ف الساجد ..أو تبن عليها الساجد ..وقد تكون ف قبلة السجد ..أو ف اللف ..أو ف
أحد جوانبه ..
وقد حذر النب Jمن ذلك فقال " :اللهم ل تعل قبي وثنا يُعبد ..لعن ال قوما اتذوا قبور أنبيائهم مساجد
" وهذا ف قبه الشريف وف كل قب ..
وعن علي أنه قال لب الياج " :أل أبعثك على ما بعثن عليه رسول ال : Jأن ل تدع تثالً إل طمسته ..
ول قبا مشرفا إل سوّيته ..
ونى أن ( يصص القب ..وأن يقعد عليه ..وأن يبن عليه ..أو أن يكتب عليه " ..
ولعن " Jالتخذين عليها [ أي القبور] الساجد والسُرج " ..
ول يكن على عهد الصحابة والتابعي وتابعيهم من ذلك شيء ف بلد السلم ..ل على قب نب ..ول غيه ..
* * * * * * * * *
الواقع الليم ..
واليوم ..خذ على عجل الواقع الليم ..
•ف مصر :أضرحة الولياء الت تنتشر ف مدن مصر وقراها ..ستة آلف ضريح ..وهي
مراكز لقامة الوالد للمريدين والحبي ..بل إنه من الصعب أن تد يوما على مدار السنة
ليس فيه احتفال بولد ول ف مكان ما بصر ..بل تعتب القرية الت تلو من أضرحة منوعة
البكة عندهم ..
وتنقسم الضرحة إل كبى وصغرى ..وكلما فخم البناء واتسع وذاع صيت صاحبه زاد اعتباره ..وكثر
زواره ..
فمن الضرحة الكبى ف القاهرة :ضريح السي ..وضريح السيدة زينب ..وضريح السيدة عائشة..
والسيدة سكينة ..والسيدة نفيسة ..وضريح المام الشافعي ..وضريح الليث ابن سعد ..
إضافة إل ضريح البدوي بطنطا ..والدسوقي بدسوق ..والشاذل بقرية حيثرة ..
وقب مزعوم للحسي ..يج له الناس ويتقربون إليه بالنذر والقربات ..وتاوز ذلك إل الطواف به
والستشفاء ..وطلب قضاء الاجات عند اللمات ..
وضريح السيد البدوي ..له مواسم ف السنة أشبه بالج الكب ..يقصده الناس من خارج البلد وداخلها
..من السُنة والشيعة ..
( ) 13
وجلل الدين الرومي ..الذي كتب على قبه ومزاره :صال للديان الثلثة ..السلمي واليهود والنصارى
..ويدعى هذا الوثن بالقطب العظم ..
•1أما ف الشام فقد ذكر الباحثون الثقاة أن ف دمشق وحدها 194ضريا والشهور منها 44
ضريا ..وينسب للصحابة أكثر من سبعة وعشرين قبا ..وف دمشق ضريح لرأس يي بن
زكريا -عليهما السلم .. -يقع ف السجد الموي ..وبانب السجد قب لصلح الدين ..
وعماد الدين زنكي ..وقبور أخرى تزار ويتوسل با...
وف سوريا أيضا :ضريح لحيي الدين بن عرب صاحب "فصوص الكم" ..وهو ضال فاجر ..
•وف تركيا أكثر من 481جامعا ل يكاد يلو جامع من ضريح ..أشهرها الامع الذي بن
على القب النسوب إل أب أيوب النصاري ف القسطنطينية ..
•وف الند يوجد أكثر من مئة وخسي ضريا مشهورا يؤمها اللف من الناس ..
•أما العراق ..ففي بغداد وحدها أكثرُ من مئة وخسي جامعا وقلّ أن يلو جامع منها من
ضريح ..وف الوصل يوجد أكثر من ستة وسبعي ضريا مشهورا كلها داخل جوامع ..وهذا
كله بلف الضرحة الوجودة ف الساجد والضرحة الفردة ( ..انظر :النرافات العقدية..
ص . ) 295 ..294 ..289
•وف الند :أصبح قب الشيخ باء الدين زكريا اللتان ..ويعملون أنواع العبادات ..
كالسجود ..والنذور..
•وف باكستان ..ضريح الشيخ علي الجوري ف لهور ..وهو من القبور العظيمة..
* * * * * * * *
والعجب أن الناس مفتونون با ..مع أن أكثرها أضرحة مكذوبة ..ل حقيقة لا ..
•فالسي .. Zله قب بالقاهرة يتقربون إليه ..ويصرفون له أنواعا من العبادات من دعاء
وذبح وطواف ..
وف عسقلن قب للحسي أيضا ..
وف سفح جبل الوشن غرب حلب ضريح ينسب إل رأس السي Zأيضا ..
وكذلك توجد أربعة مواضع أخرى يقال إن با رأس السي :ف دمشق ..والنانة -بي النجف والكوفة -
..وبالدينة عند قب أمه فاطمة .. Zوف النجف بوار القب النسوب إل أبيه .. Zوف كربلء حيث يقال :إنه
(..انظر :النرافات العقدية ..ص ..288وملة (لغة العرب) ..ج 7السنة السابعة (1929م) ..ص 557 أعيد إل جسده
..561ومعال حلب الثرية ..عبد ال حجار ) ..
•أما السيدة زينب بنت علي -رضي ال عنهما – فقد ماتت بالدينة ودفنت بالبقيع ..إل أن
(انظر :عبد ال بن ممد بن خيس ..شهر ف دمشق ..ص ) .67 قبا منسوبا إليها أقامه الشيعة ف دمشق ..
..
( ) 14
ول يقل عنه جاهيية الضريح النسوب إليها ف القاهرة ..ول تذكر كتب التاريخ أبدا أنا جاءت إل مصر ف
الياة أو بعد المات ..
•وأهل السكندرية بصر يعتقدون اعتقادا جازما بأن أبا الدرداء Zمدفون ف الضريح
( انظر النسوب إليه ف مدينتهم ..ومن القطوع به عند أهل العلم أنه ل يدفن ف تلك الدينة ..
:مساجد مصر وأولياؤها الصالون .. ) 2/33
•وقل مثل ذلك ف مشهد السيدة رقية بنت الرسول Jبالقاهرة ..الذي أقامته زوجة الليفة
الفاطمي المر بأحكام ال ..وضريح السيدة سكينة بنت السي ابن علي -رضي ال عنهم
.. -
•ومن أشهر الضرحة أيضا :ضريح علي بن أب طالب بالنجف بالعراق ..وهو قب مكذوب
فإن عليا دفن بقصر المارة بالكوفة ..
•وف البصرة قب عبد الرحن بن عوف رغم أنه مات بالدينة ودفن بالبقيع ..
•وف حلب ضريح لابر بن عبد ال مع أنه توف ف الدينة ..
•بل ينسب الناس ف الشام قبا إل (أم كلثوم) و (رقية) بنت رسول ال مع أنما زوجتا
عثمان .. Zوماتتا ف الدنة النبوية ..ف حياة النب ودفنهما النب Jف البقيع ف الدينة ..
•ومن القابر الكذوبة باتفاق أهل العلم القب النسوب إل هود عليه السلم بامع دمشق ..فإن
هودا ل يئ إل الشام ..وهناك قب منسوب إليه ف حضرموت..
•وف حضرموت أيضا قب يزعم الناس أنه لصال عليه السلم ..رغم أنه مات بالجاز ..وله
أيضا عليه السلم قب ف يافا بفلسطي ..الت با كذلك مزار ليوب عليه السلم ..
* * * * * * * * *
مقام الشيخ بركات ..
انظر كيف تلعب الشيطان بعقول الناس ..حت صرفهم عن عبادة رب الرض والسموات ..إل تعظيم
الموات ..بل تعظيم التراب والرفات ..
وقد تبدأ السألة أحيانا بإشاعةٍ عن قب من القبور ..وأنه لزائره نافع ..ولداعيه شافع ..
حت تنتشر قصص الكرامات بي الناس ..فتتحول إل حقيقة ..ث تبدأ صور الشرك تظهر عنده ..من طواف
عليه ..ودعاء له من دون ال ..كما يقع عند أكثر ما تقدم من قبور ..سواء كانت نسبة القب إل صاحبه
صحيحة او متلقة ..
وهذا يذكرن با حكاه أحدهم عن قصة ضريح الشيخ بركات ..وهذه القصة وقعت بي شابي ها عادل
وسعيد ..ترجا من الامعة ..ث توظفا مدرّسي ف قرية ينتشر فيها تعظيم القبور ..والغترار بالنذور ..
فقد كان عادل يتبادل الديث مع سعيد وها ف طريقهما إل الدرسة ف القرية ..وفجأة صعد الافلة متسول
نصف معتوه ..كبي ف السن يهتز ويتأرجح..
( ) 15
ويسح لعابه بكمه التهدل التسخ ..يستجدي الركاب ويتهدد ويتوعد ..يهددهم بأنه سيدعو عليهم بأن تنقلب
الافلة بم ف عرض الطريق ..ويدعي أنه مستجاب الدعوة ..
ويبدو أن سعيدا قد نشأ ف أسرة ..متأثرة كثيا بالكرامات والولياء ..والبدال والوتاد!
حيث فزع واضطرب ..ث طلب من عادل أن يبادر إل إعطائه بعض الدراهم خشية أن تنقلب الافلة فعلً ..
لن التسول الذكور (عبد الكري أبو شطة ) من الدراويش الباركي الستجاب الدعوة ..
فتعجب عادل وقال :نعم ..أهل السنة والماعة يؤمنون بالكرامات ..ولكن هي للصالي التقياء ..العاملي
الخفياء ..وليست لمثال هذا من الجاديب ..الذين يتأكلون بدينهم ..
فصاح به سعيد :ل تقل ذلك ..فإن الحاديث عن الوارق الت جرت على يديه يتناقلها الصغي والكبي..
وسترى بعد قليل أنه سينل ونضي نن ف الافلة ..ويسبقنا إل القرية التالية ماشيا ..حيث سينتظرنا هناك..
نعم ..كرامة ..هل تنكر الكرامات؟
عادل :أنا ل أنكر الكرامات بشكل مطلق ..فال قادر أن يكرم من شاء من عباده ..لكن أن تصبح الكرامات
طعامنا وشرابنا وتدخلنا ف باب إشراك هؤلء العبيد والموات مع ال سبحانه وتعال ف اللق والمر والتصرف
ف الكون ..حت نصبح نافهم ونتقي غضبهم ..فل ..
سعيد :يعن أنت ل تصدق أن الشيخ أحد أبو سهرود قهد جهاء من عرفات إل استانبول وأكل الكبة
ل إل عرفات ؟
الشوية عند أهله وعاد لي ً
عادل :يا سعيد ..بارك ال ف عقلك أهذا الذي تعلمته ف الامعة ؟
سعيد :بدأنا بأسلوب السخرية!
عادل :أنا ل أسخر منك ..ولكن أن يكون كلم العوام وخرافاتم كلما منلً مكما ل يقبل النقد ..فل ..
سعيد :ولكن هذه الكرامات ل ينقلها العوام فقط ..بل إن ساداتنا الشايخ ينقلون كثيا منها عن أصحاب
القامات والضرحة.
عادل :طيب يا سعيد ما رأيك لو برهنت لك برهانا عمليا أن كل هذه القامات والضرحة خلط ودجل ؟ وأن
كثيا من هذه الضرحة ل حقيقة لا ..فل قب ..ول مقبور ..ول ولّ ..وإنا إشاعات ودجل انتشر عند
الناس حت صدقوه ..
فانتفض سعيد وأخذ يردد :أعوذ بال! أعوذ بال!
ل ..وسارت الافلة حت وصلت بم إل الدوار الوصل إل قريتهم ..فالتفت عادل إل سعيد ..
ث سكتا قلي ً
وقال :هل يوجد على هذا الدوار قب أو مقام أو ضريح لحد الولياء يا سعيد ؟
سعيد :ل ..وهل يعقل أن يدفن ول ف عرض الطريق ..وف دوار ..
عادل :إذا ما رأيك لو أشعنا ف القرية أن على هذا الدوار قبا قديا لحد الصالي قد اندرس وضاعت
معاله ؟ وألفنا قصصا ف كراماته ..واستجابة الدعاء عنده ..وننظر هل سيصدق الناس أم ل ..
( ) 16
وأنا متأكد أن الناس ستحمل هذه الشاعة ممل الد ..وربا يقيمون ف العام القادم مقاما أو ضريا كبيا
للشيخ الزعوم ! ويدعونه من دون ال ..وهو تراب على تراب ..لو حفروا حت يصلوا الرض السفلى لا
وجدوا شيئا ..
سعيد :دعك من هذا يا رجل ..وهل تظن الناس أغبياء ..سفهاء إل هذا الد ؟
عادل :طيب ..أنت ماذا تسر إذا تعاونت معي ؟ ووافقتن ..أم أنت خائف من النتيجة ..
سعيد :ل لست خائفا ..ولكن ! أنا غي مقتنع ..
عادل :حسنا ..با أنك نصف موافق فما رأيك أن نطلق على الشيخ الزعوم اسم :الشيخ بركات ؟
سعيد :طيب..كما تشاء ..
واتفق عادل وسعيد على إشاعة المر بأسلوب هادئ بي زملئهم الدرسي ف الدرسة ..وعند اللقي -
باعتبار أن دكان اللق من أهم وسائل العلن .. -
فلما وصل القرية ..نزل من الافلة وتوجها إل دكان اللق سليم ..فدخل وحدثا اللق عن الولياء ..
وأن أحد الولياء الصالي مدفون منذ سني ..وله مكانة عند ال ..وأن الستغيثي به قليل ..
فسألم اللق عن مكان قبه ..فأخباه أنه عند الدوار الذي ف مدخل القرية ..
فقال اللق :المد ل الذي أكرمنا بول ف قريتنا ..كنت أتن هذا مند زمن ..هل من العقول أن القرى
الجاورة " الديدة " و " أم الكوسا " عندهم عشرات الصالي ..ونن ل يوجد عندنا ول مقام واحد ؟
قال عادل :الشيخ بركات يا حاج سليم كان من كبار الصالي وكانت له مكانته عند الباب العال ..
فصاح اللق :إذا أنت تعرف كل هذه العلومات عن الشيخ بركات قدس ال سره وتسكت !!
ث انتشر الب ف القرية انتشار النار ف الشيم ..
وبدأ الناس من كثرة حديثهم عنه ..يرونه ف النام..
وأخذوا يتحدثون ف مالسهم عن طوله الفارع ..وعمامته الضخمة ..وكراماته الت ل تصى ..وكيف أن
الئذنة كانت تنل إليه إذا دخل وقت الذان ..و ..و ..
وبدأ الديث ف الدرسة بي أخذ ورد بي الساتذة جيعا ..
فلما زاد المر عن حده ..ل يطق الستاذ سعيد صبا ..فصاح بم ..
أيها العقلء ..دعوكم من هذه الرافات يا ناس ..
فقالوا بصوت واحد :خرافات ..تعن أن الشيخ بركات غي موجود ؟
سعيد :طبعا غي موجود ..وليس لقبه حقيقة ..وهذه مرد إشاعة ..والدوار تراب فوق تراب ..ل شيخ
ول ول ول مقام ..
فانتفض الدرسون :ما الذي تقوله يا رجل ؟ وكيف ترؤ أن تقول هذا عن الشيخ بركات ؟
الشيخ بركات هو الذي انفجر الينبوع الغرب ف القرية على يديه ..وهو الذي ..
( ) 17
اضطرب سعيد من كثرة صياحهم ..لكنه قال :ل تعطوا عقولكم لغيكم ..أنتم عقلء ومتعلمون ..وليس
كلما حدثكم أحد عن قب أو ضريح ..أو تلعب الشيطان بعقولكم ف النوم صدقتموه ..
عندها ..دخل مدير الدرسة ف النقاش فقال :ولكن صفات الشيخ موجودة وأكيدة ..
أل تقرأ ما كتبت عنه الريدة البارحة ؟
فعجب سعيد ..وسأله :حت الريدة !! وماذا كتبت ؟
قال الدير :تت عنوان " اكتشاف مقام الشيخ بركات "
كتبت تقول :
ولد الشيخ بركات -قدس ال سره -عام 1100هه وهو من سللة سيدنا خالد بن الوليد ..وقد درس
على عدد كبي من العلماء منهم فلن وفلن ..ولقد اشترك مع اليش التركي ف إحدى معاركه مع الصليبيي
..
ولا اشتد القتال مع الصليبيي ..استبد به الماس فنفخ عليهم من فمه ..فآثار رياحا وزوبعة ضخمة ..رفعت
جيش الصليبيي مسافة مائة متر ف الواء ..وسقطوا جيعا مضرجي بدمائهم..
قال سعيد :ما شاء ال !! ومن أين جاء الصحفي بذه العلومات الدقيقة عن الشيخ بركات ؟!!!
قال الدير :هذه حقائق ..أتظنه جاء با من بيت أبيه ؟!! ..هذا تاريخ ..
قال سعيد :ولكن هذه دعوى وتتاج إل دليل ..فالبينة على من ادعى ..وعلي وعليك التثبت من صحة أي
دعوى ..وإل ادعى كل واحد منا ما يلو له ..قبور ..أولياء ..كرامات ..
ث صاح بم سعيد ..يا جاعة ..بصراحة :مقام الشيخ بركات ..قضية متلقة ..وإشاعة ملفقة ..اخترعتها
أنا والستاذ عادل ..لنثبت با غوغائية الناس وجهلهم ..وعدم تثبتهم ..وهذا الستاذ عادل أمامكم فاسألوه
إن شئتم ..
فالتفتوا إل عادل وقالوا :الستاذ عادل رجل يب الدل مثلك ..وكل قضية يطلب عليها دليل ..وهو حاقد
على الولياء والصالي ..
ومهما ادعيت أنت وعادل ..فنحن مؤمنون بأن الشيخ بركات -قدس ال سره -موجود من زمن الجداد
..والدنيا ل تلو من الولياء والصالي ومقاماتم ..نعوذ بال من الضلل !!
فسكت عادل وسعيد ..وقرع الرس وانصرف الساتذة إل الدروس..
وسار الستاذ سعيد مذهو ًل ما رأى يدث نفسه :الشيخ بركات ..كرامات ..معقول ؟ غي معقول !..
أيكن أن يكون كل هؤلء مطئي !! ؟ والريدة كاذبة ؟
غريب ! والشايخ بالمهس اجتمعوا ف الهدوار وأقهاموا الضهرة والحتفال للشيخ بركات ؟
لكن الشيخ بركات اخترعه الستاذ عادل !! أيكن أن يكون الرف أصابم جيعا؟ غي مكن !! غي مكن !!
وبدأت تتسرب إل ذهن سعيد فكرة جديدة ..ربا أن الشيخ بركات موجود فعلً ..وربا أن الستاذ عادل
يعلم ذلك مسبقا ..لكنه أوهه أنه هو الذي اخترع وجود الشيخ بركات ..
( ) 18
فكر الستاذ سعيد ف ذلك ..لكنه استعاذ من الشيطان ليبعد هذه الفكرة من عقله ..لكنه ل يفلح ..
وف اليوم التال ..استمر النقاش ف الدرسة على هذا النوال ..وكان العام الدراسي ف أواخره ..وانتهت
الناقشات بذهاب كل أستاذ إل بلده عندما حانت العطلة الصيفية ..
* * * * * * * * *
وف العام التال ركب الستاذ عادل والستاذ سعيد الافلة ذاهبي إل الدرسهة ف القرية ..
وكان الستاذ عادل قد نسي الوضوع تاما ..مع أنه هو الذي اخترع القضية وأشاعها ..
لكنه انتبه إل الستاذ سعيد وهو يتمتم بلسانه بأذكار وأدعية عندما اقتربوا من دوار القرية ..
ل لقام الشيخ بركات ينتصب شاما
وكم كانت دهشتهم كبية عندما وصلوا إل الدوار ..فوجدوا بناءا جي ً
على الدوار ..وبانبه مسجد كبي فخم على الطراز العماري التركي ..
ابتسم الستاذ عادل وعلم أن الناس مساكي سفهاء ..وأن الشيطان قد أفلح ف نشر الشرك بينهم ..
فالتفت إل الستاذ سعيد ..ليشاركه التبسم ..
ل ..ث
لكنه فوجئ أن الستاذ سعيد كان غائبا ف ادعيته ..بل صاح سعيد بالسائق ..طالبا منه أن يتوقف قلي ً
،للستاذ : رفع يديه وقرأ الفاتة على روح الشيخ بركات (..بتصرف من مقال ف ملة البيان العدد :
علي ممد ) .
* * * * * * * * *
ماذا يفعلون هناك ؟
يقصد كثي من القبوريي الضرحة حاملي معهم الغنام والبقار ..والسكر والقهوة والشاي ..وأنواع
الطعمة إضافة إل الموال ..ليقدموها قربانا إل صاحب الضريح ..وقد يذبون النعام تقربا أيضا للول أو
الشيخ ..ويطوفون بالقب وبتمرغون بترابه ..ويطلبون قضاء الوائج وتفريج الكربات منه..
بل تد أن هؤلء الفتوني ..يلفون بالموات والقبورين ..فإذا أراد أحدهم أن يلف على شيء ل يقبلوا منه
أن يلف بال ..بل لو حلف بال وقال :وال العظيم ..أو أقسم بال ..ما قبلوا منه ول صدقوه ..فإذا حلف
باسم ول من أوليائهم قبلوه وصدقوه ..
وقد آل المر ببعض هؤلء إل أن شرعوا للقبور حجا ..ووضعوا له مناسك ..حت صنف بعض غلتم ف ذلك
كتابا وساه ( :مناسك حج الشاهد) مضاهاة منه بالقبور للبيت الرام..
* * * * * * * * *
بل إنم مبالغة منهم ف البدعة والشرك ..جعلوا لزيارة الضريح آدابا ..
فينبغي أن يلع الزوار نعالم الضريح ..احتراما لصاحب الضريح ..
ويتم دخول القبة بإذن من حارسها..
كما يتول خادم الضريح (تطويف) الزوار حول الضريح كما يطوف السلمون حول الكعبة ..
( ) 19
ويتبك الزوار بالضريح والقبة بطرق شت :فمنهم من يأخذ من ترابا ..ومنهم من يضع يديه على السياج
العدن الذي حول القب ويتمسح با ..ث يسح على جسده وملبسه.
وإذا دخلت الضريح رأيت أعاجيب العبادة لغي ال ..
دعاء القبور والستعانة به واللاح عليه ف الدعاء ..
بل ترى الرأة ترفع طفلها ..وتزه وهي تاطب الشيخ القبور راجية منه البكة ف صغيها ..
ترى من يسجد وهو مستقبل القب ..
إضافة إل تقدي النذور عند هذه القباب ..
ومن الناس من يعكف عند القب أياما وشهورا ..التماسا للشفاء أو لقضاء حاجة ..وقد أُلقت ببعض القباب
غرف انتظار الزائرين لذا الغرض ..
كما يظهر على الزائر الشوع والسكينة والتأثر الذي قد يصل إل حد البكاء..
فصار هؤلء القبورون آلة من دون ال ..وال ل يرضى أن يعبه نب ول ملك ..فكيف إذا عُبد معه غيهم ..
* * * * * * * * *
تشابهت قلوبهم ..
هؤلء القبورون ل يستطيعون نصر أنفسهم ..ول نفعها ,,فضلً عن نفع غيهم ..
وما أقرب حال من يعظمونم ويافونم ..من حال وفد ثقيف لا أسلموا فخافوا من صنم عندهم ..وهو ل
يضر ول ينفع ..
فقد ذكر موسى بن عقبة :
لا تكن السلم ف الناس ..بدأت القبائل ترسل وفودها لتعلن إسلمها بي يدي النب .. J
ل من قبيلة ثقيف ..إل النب .. Jفأنزلم السجد ليسمعوا القرآن ..
فأقبل بضعة عشر رج ً
فلما أرادوا إعلن إسلمهم ..نظر بعضهم إل بعض فتذكروا صنمهم الذي يعبدون ..وكانوا يسمونه الربة ..
فسألوا النب .. Jعن الربا والزنا والمر فحرم عليهم ذلك كله ..
فأطاعوا ..ث سألوه عن الربة ..ما هو صانع با ؟
قال :اهدموها ..قالوا :هيهات !! لو تعلم الربة أنك تريد أن تدمها ..قتلت أهلها ..ومن حولا ..
فقال عمر : Zويكم ما أجهلكم !! إنا الربة حجر ..
قالوا :إنا ل نأتك يا ابن الطاب ..
ث قالوا :يا رسول ال ..تولّ أنت هدمها .أما نن فانا لن ندمها أبدا ..
فقال : Jسأبعث إليكم من يكفيكم هدمها ..فاستأذنوه أن يرجعوا إل قومهم ..
فدعوا قومهم إل السلم ..فأسلموا ومكثوا أياما ..وف قلوبم وجل من الصنم ..
فقدم عليهم خالد بن الوليد والغية بن شعبة ف نفر من الصحابة ..
فأقبلوا إل الصنم وقد اجتمع الرجال والنساء والصبيان ..
( ) 20
وهم يرتفون ..وقد أيقنوا أنا لن تنهدم ..وسوف تقتل من يسها ..
فأقبل عليها الغية بن شعبة ..فأخذ الفأس ..وقال لصحابه :
وال لضحكنكم من ثقيف ..فضربا بالفأس ..
ث سقط يرفس برجله ..فصاح الناس ..وظنوا أن الصنم قتله ..
ث قالوا لالد بن الوليد ومن معه :من شاء منكم فليقترب ..
فلما رأى الغية فرحتهم بنصرة صنمهم ..قام فقال :وال يا معشر ثقيف ..إنا هي لكاع ..حجارة ومدر ..
فاقبلوا عافية ال واعبدوه ..ث ضربا فكسرها ..ث عل الصحابة فوقها فهدموها حجرا حجرا ..
واليوم ..جيع هذه الضرحة والقبور ..لو جاءها موحّد فهدما على رؤوس أصحابا لا استطاعت النتقام
لنفسها ..
* * * * * * * * *
كيف نشأ الشرك ..؟!
لو تأملت كيف نشأ الشرك على الرض ..لوجدت أنه الغلو ف الصالي ورفعهم فوق منلتهم ..
ففي قوم نوح ..كان الناس موحدين ..يعبدون ال وحده ل شريك له ..ول يكن شرك على وجه الرض أبدا
وكان فيهم خسة رجال صالي ..هم وُد وسواع ويغوث ويعوق ونسر ..وكانوا يتعبدون ..ويعلمون الننس
الدين ..فلما ماتوا ..حزن عليهم قومهم ..وقالوا :ذهب الذين كانوا يذكروننا بفضل العبادة ..ويأمروننا
بطاعة ال ..
ل :لو صوّرت صورهم ..على شكل تاثيل ..ونصبتموها عند مساجدكم ..فإذا
فوسوس الشيطان لم ..قائ ً
رأيتموهم ذكرت العبادة فنشطتم لا ..
فأطاعوه ..فاتذوا الصنام رموزا ..لتذكرهم بالعبادة والصلح..!..
فكانوا فعلً ..يرون هذه الصنام فيتذكرون العبادة ..ومضت السني ..وذهب هذا اليل ..ونشأ أولدهم
من بعدهم ..وكبوا وهم يرون آباءهم يثنون على هذه التماثيل والصنام ..ويعظمونا ..لنا تذكرهم
بالصالي ..
ث نشأ قوم بعدهم ..فقال لم إبليس ( :إن الذين كانوا من قبلكم كانوا يعبدونا ..وكانوا إذا أصابم قحط أو
حاجة لئوا إليها ) فاعبدوها..
فعبدوها ..حت بعث ال إليهم نوحا عليه السلم ..فدعاهم ألف سنة إل خسي عاما ..فما آمن معه إل قليل
..فغضب ال على الكافرين ..فأهلكهم بالطوفان ..
هذا ما حدث ف قوم نوح عليه السلم ..
فكيف نشأ الشرك ف قوم إبراهيم ؟ كانوا يعبدون الكواكب والنجوم ..ويرون أنا تتحكم ف الكوان ..
تكشف الكربات ..وتيب الدعوات ..وتب الاجات ..
يعتقدون أن هذه الكواكب ( وسطاء ) بي ال وخلقه ..وأنم موكول إليهم تصريف هذا العال ..
( ) 21
ث ل يلبثوا أن صنعوا أصناما ..على صور الكواكب واللئكة ..
وكان أبوه يصنع الصنام فيعطيها أولده فيبييعونا ..وكان يلزم إبراهيم للخروج لبيع الصنام ..فكان
إبراهيم ينادي عليها :من يشتري ما يضره ول ينفعه ؟
فيجع إخوته وقد باعوا أصنامهم ..ويرجع إبراهيم بأصنامه كما هي ..
ث دعا أباه وقومه إل نبذ هذه الصنام ..فلم يستجيبوا له ..
فحطم أصنامهم ..فحاولوا إحراقه فأناه ال من النار ..
الوارثون للشرك ..؟؟
هذا حال قوم نوح وإبراهيم ..
واليوم نأت إل القبوريي فنسأل :كيف تبدأ علقتهم بالقب أو الضريح ؟ وكيف تنتهي بم إل الشرك ؟
تبدأ العلقة بتقديس الشخاص ..ذوي الصلح والتقوى ..
ومن ث :تستحب زيارة تلك البقاع ..ليس لتذكر الوت والخرة ..بل لتذكر الشيخ الصال والعتبار به ..
ث دعاء ال عندها رجاء الجابة ..ث لس القب وتقبيله ..والتمسح به ..
ث اتاذه ( واسطة ) و ( وسيلة ) للستشفاع به عند ال ..ويزعمون أن صاحب الضريح طاهر مكرم ..
مقرب معظم ..له جاه عند ال ..بينما صاحب الاجة متلطخ بالذنوب ..ل يصلح أن يدعو ال مباشرة ..
فل ب ّد أن يعل صاحب القب واسطة بينه وبي ال !!
ث يقذف الشيطان ف قلوب الزائرين ..يقول لم :
ما دام هذا القبور مكرما فقد يعطيه ال تصرفا وقدرة ..
فيبدأ الزائر يعظم القبور ف نفسه ..ويهابه ..ويرجوه ..
ث بعد ذلك يدعوه ..ويستغيث به ..ث يبن عليه مسجدا ..أو قبة وضريا ..
ويوقد فيه القناديل ..ويعلق عليه الستور ..ويعبده بالسجود له ..والطواف به ..وتقبيله واستلمه ..والج
إليه ..والذبح عنده ..ث ينسجون حوله الكرامات ..والقصص والكايات ..فهذه امرأة دعته فرزقت زوجا
..والثانية أنبت ولدا ..وهكذا ..
وبعضهم يردد قائلً ..من زار العتاب ما خاب ..أي :من زار الضرحة والعتاب ( القدسة ) ..قضيت
حاجته ونال مراده..
بل سئل أحد التجار :لاذا تقسم للزبائن بضريح الشيخ ..ول تقسم بال ؟
فقال :إنم هنا ل يرضون بالقسم باسم ال ..ول يرضون إل بالقسم بضريح سيدنا فلن ..
فانظر كيف صار تعظيمهم للضريح أكب من تعظيمهم ل !!
وما دام المر كذلك ..فما الفرق بي كوم تراب ..وحجارة وأخشاب ..أو ضريح ومقام ..أو صور وأصنام
..أو أي شيء من الخلوقات؟ ..ل فرق ..الهم وجود (السر) والتوجه إل صاحبه! ..واعتقاد أنه يضر وينفع
..ويغن ويشفع ..
( ) 22
وما أقرب حال هؤلء با حكاه أبو رجاء العطاردي .. Zلا قال :
كنا ف الاهلية نعبد الصنام ..والحجار والشجار ..
فكان أحدنا يعبد حجرا ..فإذا رأى حجرا آخر أمثل منه ..ألقى حجره وعبد الخر ..
فإذا ل ند حجرا جعنا جُثوة من تراب ث جئنا بالشاة فحلبناه عليه ث طفنا به..
فخرجنا مرة ف سفر ..ومعنا إلنا الذي نعبده ..حجر قد جعلناه ف خُرج ..فكنا إذا أشعلنا نارا لطعام فلم
ند حجرا ثالثا للقدر ..وضعنا إلنا ..وقلنا :هو أدفأ له إذا اقترب من النار ..
فنلنا من ًل يوما ..وأخرجنا الجر من الُرج ..فلما ارتلنا صاح صائح من قومي فقال :أل إن ربكم قد ضل
فالتمسوه ..
فركبنا كل بعي صعب وذلول نبحث عن ربنا ..
فبينما نن نبحث إذ سعت صائحا آخر من قومي يقول :أل إن قد وجدت ربكم ..أو ربا يشبهه ..
فرجعت إل موضع رحالنا ..فرأيت قومي ساجدين عند صنم ..فأتينا فنحرنا عنده البل ..
فاعجب من جهلهم ف جاهلية ما قبل السلم ..واعجب أكثر من جاهليتهم اليوم ..
بال عليك ما الفرق بي يعبد حجرا ..ومن يعبد قبا ..
بي من ينل حاجاته بأصنام ..ومن ينلا برفات وعظام ..
بي من يتعبد لقبور الولياء ..ومن يتعبد لطي وماء ..
نعم كل هؤلء يقولون :ما نعبدهم إل ليقربونا إل ال زلفى ..
وهذا ما أوقع القبوريي ف وثنية صرية ل شك فيها ول خفاء ..
* * * * * * * * *
أربعة اعتراضات ..الول :
قد يقول بعض التعلقي بالقبور ..الداعي لا ..أنتم تشددون علينا ..فنحن ل نعبد الموات ..لكن هؤلء
القبورين أولياء صالون ..لم عند ال جاه ومكان ..فهم يشفعون لنا عند ال ..
فنقول :هذا هو شرك كفار قريش ف عبادتم للصنام ..
فمشركو العرب كانوا مقرين بتوحيد الربوبية ..وأن الالق الرازق الدبر هو ال وحده ل شريك له ..كما
ليّ مِ َن الَّيتِ
خرِجُ ا َ
قال تعال ( :قُ ْل مَن َي ْر ُزقُكُم مّنَ السّمَا ِء وَا َل ْرضِ َأمّن يَ ْم ِلكُ السّمْ َع وَالَْبصَارَ َومَن يُ ْ
ج الَّيتَ مِنَ الَ ّي َومَن ُيدَّب ُر ا َلمْ َر فَسََيقُولُو َن ال ّل ُه فَقُلْ َأفَل َتّتقُونَ ) [يونس.]31 :
خرِ ُ
َويُ ْ
ومع ذلك قاتلهم النب .. Jواستحل دماءهم ..وأموالم ..لنم ل يفردوا ال عز وجل بميع أنواع العبادة
..
واليات القرآنية ..والحاديث النبوية ..الت حذرت من عبادة غي ال ..بينت أن الشرك بال هو أن يعل
العبد ل ندا شريكا ف العبادة سواءً كان صنما أو حجرا ..أو نبيا أو وليا أو قبا ..
( ) 23
نعم الشرك هو أن يفعل لغي ال شيئا يتص به ال سبحانه سواءً أطلق على ذلك الغي ما كان تطلقه عليه
الاهلية كالصنم والوثن ..أو أطلق عليه اسا آخر كالول والقب والشهد ..
ولو ظهرت علينا اليوم فرقة جديدة من الفرق ..وادعت أن ل صاحبة وولدا لصار حكمهم حكم النصارى ..
وانطبقت عليهم اليات الت نزلت ف النصارى ..وإن ل يسموا أنفسهم نصارى ..لن حكمهما واحد ..
فكذلك عباد القبور اليوم ..
* * * * * * * * *
الثاني ..وقد يعترض بعض التعلقي بالقبور ..ويقولون :
نن نتقرب إل القبورين ..من الولياء والصالي ..من أجل طلب الشفاعة ..فهؤلء الوتى قوم صالون
كانوا ف الدنيا صوامي ف النهار ..بكائي ف السحار ..فلهم جاه وقدر عند ال ..نن نطلب منهم أن
يشفعوا لنا عند ال ..
فنقول لم ..يا قوم ..ويكم أجيبوا داعي ال وآمنوا به ..
ض ّر ُهمْ وَل يَن َفعُ ُهمْ
إن ال قد سّى اتاذ الشفعاء شركا ..فقال سبحانه َ ( :وَيعُْبدُونَ مِن دُونِ ال ّل ِه مَا ل َي ُ
ت وَل فِي ا َل ْرضِ ُسبْحَاَنهُ َوَتعَالَى عَمّا
َوَيقُولُونَ َهؤُلءِ ُش َفعَاؤُنَا عِن َد ال ّلهِ قُلْ َأتُنَبّئُو َن ال ّلهَ بِمَا ل َي ْع َلمُ فِي السّ َموَا ِ
[يونس.]18 : شرِكُونَ )
يُ ْ
ونقول لم أيضا ..نن نؤمن معكم ..بأن ال تعال أعطى النبياء والولياء الشفاعة ..وهم أقرب الناس إليه
..لكن ربنا نانا عن سؤالم ودعائهم ..
نعم ..النبياء والولياء والشهداء ..لم شفاعة عند ال ..ولكنها ليست بأيديهم يشفعون لن شاؤوا ..
ويتركون من شاؤوا ..كل ..بل ل يشفعون إل بعد أن يأذن ال لم ..ويرضى عن الشفوع ..
* * * * * * * * *
الثالث ..وقد يعترض بعض التعلقي بالقبور فيقولون ..
إن الكثي من السلمي ف القدي والديث يبنون على القبور ..ويتخذون الشاهد والقباب ..ويتحرون الدعاء
عندها ..فهل المة كلها على باطل ..وأنتم على الق ..
فنقول لم :أكثر هذه الشاهد والضرحة مكذوبة ..ل تصح نسبتها إل أصحابا ..كما تقدم ..
وأيضا ..فإن البناء على القبور وتري الدعاء عندها ..من البدع النكرة ..
كما ف قوله ( : Jلعن ال اليهود والنصارى اتذوا قبور أنبيائهم مساجد يذّر ما صنعوا ) متفق عليه ..
* * * * * * * * *
الرابع ..وهنا شبهة ..قد يقذفها الشيطان ف بعض القلوب ..
وهي أن قب النب Jقد ضُمّن السجد النبوي دون نكي ..ولو كان ذلك حراما ل يدفن فيه ..كما يتجون
بوجود القبة على قبه .. J
والواب :أن النب Jدفن حيث مات ..والنبياء يدفنون حيث يوتون كما جاءت بذلك الحاديث ..
( ) 24
فدفن ف حجرة عائشة .. Zفلم يدفن ف السجد ..وإنا دفن ف الجرة ..هذا ف أول المر ..
والصحابة Zدفنوه ف حجرة عائشة كي ل يتمكن أحد بعدهم من اتاذ قبه مسجدا ..كما ف حديث
عائشة Zقالت :قال رسول ال Jف مرضه الذي مات فيه ( :لعن ال اليهود والنصارى اتذوا قبور
أنبيائهم مساجد ..قالت :فلول ذلك أُب ِرزَ قبه غي أنه خشي أن يتخذ مسجدا ) أخرجه البخاري ومسلم ..
نعم دفن أول المر ف بيت عائشة ..وكان بيت عائشة ملصقا للمسجد من الهة الشرقية ..
ومضت السنوات ..والناس يكثرون ..والصحابة يوسعون السجد من جيع الهات ..إل من جهة القب ..
وسعوه من جهة الغرب والشمال والنوب ..إل الهة الشرقية فلم يوسعوه منها لن القب يجزهم عن ذلك
..
وف سنة ثان وثاني ..أي بعد وفاة النب Jبسبع وسبعي سنة ..وبعدما مات عامة الصحابة الذين كانوا
بالدينة ..أمر الليفة الولي ُد بن عبد اللك بدم السجد النبوي لتوسعته ..وأمر بتوسعته من جيع الهات ..
وإضافة جيع حُجر أزواج النب .. Jعندها وسع من الهة الشرقية ..وأدخلت فيه الجر َة النبويةَ حجرةَ
( انظر :الرد على الخنائي ،ص ،184ومموع الفتاوى 27 ،ه ، 323تاريخ عائشة .. Zفصار القب بذلك ف السجد ..
ابن كثي.. ) 9/74 ،
فهذه قصة القبر والمسجد ..
إذن ..ل يصح لحد أبدا ..أن يتج با وقع بعد الصحابة .. Zلنه مالف للحاديث الثابتة ..وما فهمه
سلف المة ..وقد أخطأ الوليد بن عبد اللك – عفا ال عنه -ف إدخاله الجرة النبوية ضمن السجد ..لن
النب Jنى عن بناء الساجد على القبور ..وكان الصل أن يوسّ َع السجد من الهات الخرى دون أن يتعرض
النبوية .. للحجرة
وكذلك القبة الت فوق قبه .. Jفإنا ليس بناؤها منه .. Jول من الصحابة Zول من تابعيهم ول تابعي
التابعي ول من علماء أمته وأئمة ملته ..بل هذه القبة العمولة على قبه Jمن أبنية بعض ملوك مصر التأخرين
678هه(..انظر :تذير الساجد لللبان ،ص ،93وصراع ..وهو قلوون الصالي العروف باللك النصور ف سنة
بي الق والباطل ،لسعد صادق ،ص ، 106تطهي العتقاد ،ص . ) 43
* * * * * * * * *
نداء ..نداء ..
أقول للمتعلقي بالقبورين ..يا قومنا أجيبوا داعي ال وآمنوا به ..
بال عليكم ..هل تعلمون أن السلف الصال كانوا يصصون قبا ..أو يرجون بشرا ؟ أو يتوسلون بضريح
ومقام ؟ ويغفلون عن اللك العلم ؟
وهل تعلمون أن واحدا منهم وقف عند قب النب Jأو قب أحد من أصحابه وآل بيته ..يسأله قضاء حاجة من
الاجات ..أو تفريج كربة من الكربات ؟
وهل تعلمون أن الرفاعي والدسوقي واليلن والبدوي أكرم عند ال وأعظم وسيلة إليه من النبياء والرسلي..
والصحابة والتابعي ؟
( ) 25
وانظر إل الصحابة ف عهد عمر Zف الدينة النبوية ..لا أجدبت الرض ..وانقطع القطر ..وشكوا ذلك إل
عمر .. Zخرج بم ث صلى صلة الستسقاء ..ث رفع يديه وقال :
اللهم إنا كنا إذا أجدبنا توسلنا بدعاء نبينا لنا فأسقيتنا ..اللهم وإنا نتوسل إليك بدعاء عم نبيك .. Jث التفت
إل العباس Zوقال :قم يا عباس فادعُ ال أن يسقينا ..فقام العباس ودعا ال تعال ..وأمن الناس على دعائه
وبكوا وابتهلوا ..حت اجتمع فوقهم السحاب وأمطروا ..
فانظر إل الصحابة الكرام ..وهم أكثر منا فقها ..وأعظم مبة للنب .. Jلا أصابتهم الاجات ..ونزلت بم
الكربات ..ما ذهبوا إل قب نبيهم .. Jوقالوا :يا رسول ال !! اشفع لنا عند ال ..كل ..فهم يعلمون أن
دعاء اليت ل يوز وإن كان نبيا مرسلً ..أو وليا مقربا ..
فهم إذا أرادوا الاجات ..التمسوا كشف الكربات بالدعوات الصالات ..
فآهٍ ث آهٍ ..لساكي اليوم يزدحون على عظام ورفات ..يلتمسون منها الغفرة والرحات ..
يا قومنا ..ويكم ..
هل تعلمون أن النب Jحينما نى عن إقامة الصور والتماثيل ..نى عنها عبثا ولعبا ..أم أنه خاف أن تعيد
للمسلمي جاهليتهم الول ؟ بعبادة الصور والتماثيل ؟
وأي فرق بي من يعظم الصور والتماثيل ..وبي من يعظم الضرحة والقبور ..ما دام كل منها ير إل
الشرك ..ويفسد عقيدة التوحيد ؟
* * * * * * * * *
ومن وسائل الشرك ..الحلف بغير الله :
فل يوز اللف بالكعبة ..ول بالمانة ..ول بالشرف ..ول ببكة فلن ..ول بياة فلن ..ول باه النب ..
ول باه الول ..ول بالباء والمهات ..كل ذلك حرام ..لن اللف تعظيم ل يصح إل ل ..
وقد روى أحد عن ابن عمر مرفوعا " :من حلف بغي ال فقد أشرك" ..
وقال :من كان حالفا فليحلف بال أو ليصمت ..
فإذا حلف بغي ال ..وكان الالف يعتقد أن عظمة الحلوف به كعظمة ال فهو شرك أكب ..وإن اعتقد أن
الحلوف به أقل من ال ..فهو شرك أصغر ..
ومن جرى على لسانه شيء من هذا بغي قصد ..فكفارته أن يقول :ل إله إل ال ،كما روى البخاري أن
النب قال ( :من حلف فقال ف حلفه باللت والعزى فليقل :ل إله إل ال ) ..
ومن كان اللف بغي ال يرى على لسانه ..فيجب أن ياهد نفسه على تركه ..
وبعضهم يلف بال كاذبا ..ول يترئ أن يلف بشيخه كاذبا ..
ومن شرك اللفاظ الذي يري على ألسنة بعض الناس ..
كقول بعضهم :ما شاء ال وشئت ..أو :لول ال وفلن ..أو :مال إل ال وأنت ..وهذا من بركات ال
وبركاتك ..
( ) 26
والصواب أن يقول :ما شاء ال ث فلن ..ولول ال ث فلن ..
* * * * * * * * *
ومن وسائل الشرك :
تعليق التمائم والروز والوراق والجب ..خوفا من العي وغيها ..فإذا اعتقد أن هذه مرد أسباب وطرق
لرفع البلء أو دفعه ..فهذا شرك أصغر ..
أما إن اعتقد أنا تتحكم وتدفع البلء بنفسها ..فهذا شرك أكب لنه تعلق بغي ال ..وجعل لغي ال تصرفا ف
الكون مع ال ..
والتمائم نوعان :
من القرآن :كمن يعلق قماشا أو جلدا ..أو قطعة ذهب ..أو غيها قد كتب عليه آيات من القرآن ..وهذه
ل توز ..لنا ل يرد فعلها عن النب Jوأصحابه ..وقد تر إل تعليق غيها ..
والنوع الثان :من غي القرآن ..كمن يعلق ما كتب عليه أساء الن ..ورموز السحرة ..وهذا من وسائل
الشرك عياذا بال ..
قال ابن مسعود :من قطع تيمة من إنسان ..فكأنا أعتق رقبة ..
ورأى حذيفة بن اليمان رجلً قد علق ف يده حلقة من صفر ( حديد ) ..فقال له :ما هذا ؟
قال :من الواهنة ..أي خوف العي ..
فقال :انزعها فإنا ل تزيدك إل وهنا ..لو متّ وهي عليك ما أفلحت أبدا ..؟؟؟
* * * * * * * * *
وكذلك الرقى ..وهي الذكار والوراد الت تقرأ على الريض ..
فالائز منها ما كان بكلم ال أو بأساء ال وصفاته ..مثل أن يقرأ الفاتة والعوذات على الريض ..أو يدعو
بشيء ما ورد ف السنة النبوية ..
أما ترديد أساء الن ..أو حت ترديد أساء اللئكة والنبياء والصالي ..فهذا دعاء لغي ال وهو شرك أكب..
وكيفيتها :أن يقرأ وينفث عل الريض ..أو يقرأ ف ماء ويسقاه الريض ..
* * * * * * * * *
ومن الشرك :ادعاء علم الغيب ..
فل يعلم الغيب إل ال وحده ..قال تعال :قل ل يعلم من ف السموات والرض الغيب إل ال ..
فل يكن لحد أبدا ..أبدا ..أن يعلم الغيب ..ل ملك مقرب ..ول نب مرسل ..ول ول متعبد ..ول إمام
متبع ..كل ..كل ..ل يعلم الغيب إل ال ..
إل أن يكون رسو ًل يوحى ال إليه شيئا من الغيبات ..كما أخب ال نبيه Jبكائد الكفار له ..وأشراط الساعة
..ونو ذلك ..
فمن ادعى علم الغيب بأي وسيلة من الوسائل ..كقراءة الكف أو الفنجان ..أو النظر ف النجوم ..أو
الكهانة أو السحر ..فهو كاذب كافر ..
( ) 27
وما يصل من الشعوذين والدجالي من الخبار بالفقودات أو الغائبات ..وعن أسباب بعض المراض ..إنا
هو باستخدام الن والشياطي ..
وقد يذهب بعض ضعاف اليان إل النجمي فيسألم عن مستقبله وعن زواجه ..وهذا حرام ..ومن ادعى
علم الغيب أو صدق من يدعيه فهو مشرك كافر ..
ومن ذلك اللجوء إل أبراج الظ ف الرائد والجلت ..أو التصال هاتفيا على بعض من يدعي معرفة الغيب
..أو سؤالُهم ..كل ذلك حرام ..
* * * * * * * * *
ومن وسائل الشرك :السحر والكهانة والعرافة ..
والسحر هو :عزائم وكلم وأدوية وتدخينات ..وله حقيقة ..وقد يؤثر ف القلوب والبدان ..فيمرض ..
ويقتل ..ويفرق بي الرء وزوجه ..
وهو من أعظم الذنوب :قال (:اجتنبوا السبع الوبقات قالوا :وما هي ؟ قال :الشراك بال والسحر )..
فالسحر فيه استخدام الشياطي ..والتعلق بم ..والتقرب إليهم با يبونه ..ليقوموا بدمة الساحر ..وفيه
أيضا ادعاء علم الغيب ..وهذا كفر وضلل ..
لذا قال تعال :إِنّمَا صََنعُوا َك ْيدُ سَا ِح ٍر وَل ُي ْفلِحُ السّا ِحرُ حَ ْيثُ َأتَى ..
.. وحكم الساحر القتل ..كما فعل جاعة من الصحابة
والعجب أننا أصبحنا ف زمان ..تساهل الناس فيه بالسحر ..وربا عدوا ذلك فنا من الفنون الت يفتخرون با
..وينحون الوائز لصحابا ..
ويقيمون للسحرة الفلت..والسابقات..ويضرها آلف التفرجي والشجعي ..وهذا من التهاون بالعقيدة
وما أجل أن يصنع بالساحر ما صنعه أبو ذر الغفاري .. Z
فإنه دخل على أحد اللفاء فرأى بي يديه ساحرا ..يلعب بسيف ف يده ..وييل للناس أنه يضرب يقطع رأس
الرجل ث يعيده ..
فجاء أبو ذر من اليوم التال ..وقد لبس رداءه ..وخبأ سيفه تته ..ث دخل على الليفة ..فإذا الساحر بي
يديه يلعب بالسيف ..ويسحر أمام الناس ..وهم ف عجب وإعجاب ..
فاقترب منه أبو ذر ..ث أخرج سيفه فجأة ورفع وهوى به على رقبة هذا الساحر ..فأطار رأسه ..
فسقط الساحر صريعا ..وقال أبو ذر :سعت النب Jيقول :حد الساحر ضربة بالسيف ..
ث التفت إليه أبو ذر وقال :أحيي نفسك ..أحيي نفسك ..؟؟؟
* * * * * * * * *
وقد قال ( :من أتى كاهنا فصدقه با يقول فقد كفر با أنزل على ممد ) .
وما يب التنبه له :أن السحرة والكهان والعرافي يعبثون بعقائد الناس ..بيث يظهرون بظهر الطباء ..
فيأمرون الرضى بالذبح لغي ال ..بأن يذبوا خروفا صفته كذا وكذا ..أو دجاجة ..
( ) 28
وأحيانا يكتبون لم الطلسم الشركية ..والتعاويذ الشيطانية ..
بصفة حروز يعلقونا ف رقابم ..أو يضعونا ف صناديقهم ..أو ف بيوتم ..
وبعضهم يظهر بظهر الول الذي له خوارق وكرامات ..كأن يضرب نفسه بالسلح ..أو يضع نفسه تت
عجلت السيارة ول تؤثر فيه ..
أو غي ذلك من الشعوذات ..الت هي ف حقيقتها سحر من عمل الشيطان ..يريه على أيديهم ..
وشياطينهم تنس عند ذكر ال ..
كما ذكر أحد الشباب أنه سافر يوما إل إحدى الدول ..ودخل أحد مسارحها ..وأخذ ينظر إل ما يسمى
السيك ..
قال :وبينما نن ننظر إل اللعاب التنوعة ..فإذا بامرأة تأت ث تشي على حبل بقدرة عجيبة ..ث قفزت على
الدار ..ومشت عليه كما تشي البعوضة ..والناس قد أخذ منهم العجب منها كل مأخذ ..فقلت ف نفسي
..ل يكن أن يكون ما تفعله حركات بلوانية تدربت عليها ..صحيح أنا عاص ..لكن موحّد ..ل أرضى
بثل هذا فتحيت ماذا أفعل ؟
فتذكرت إن حضرت خطبة جعة عن السحر والسحرة ..وكان ما ذكر الشيخ أن السحرة يستعملون
الشياطي ..وأن الشياطي يبطل كيدها ..وتفن قوتا إذا ذكر ال ..
فقمت من على كرسيي ..ومضيت أمشي متجها إل خشبة السرح ..والناس يصفقون معجبي ..ويظنون
لفرط إعجاب ..أقترب من الساحرة ..
فلما وصلت إل السرح ..وصرت قريبا من هذه الساحرة ..وجهت نظري إليها ث قرأت آية الكرسي ( :ال
ل إله إل هو الي القيوم ل تأخذه سنة ول نوم .. ) ..فبدأت الرأة تضطرب ..وتضطرب ..فوال ما ختمت
الية إل وقعت على الرض ..وأخذت تنتفض ..وقام الناس وفزعوا ..وحلوها إل الستشفى ..
وصدق ال إذ قال ( إن كيد الشيطان كان ضعيفا ) ..وقال ( :ومكروا ومكر ال وال خي الاكرين ) ..
* * * * * * * * *
ومن وسائل الشرك :تعظيم التماثيل والنصب التذكارية ..
والتماثيل جع تثال ..وهو الصورة الجسمة على شكل إنسان أو حيوان ..
والنصب التذكارية :تاثيل يقيمونا على صور الزعماء والعظماء ..وينصبونا ف اليادين والدائق ونوها ..
وما وقع الشرك ف الرض إل بسبب هذه التماثيل ..
أما ترى قوم نوح لا صنعوا تاثيل لرجال منهم ..ل يض عليهم زمن حت عبدوهم من دون ال ..
لذا نى عن نصب التماثيل ..وعن تعليق الصور ..لن ذلك وسيلة إل الشرك ..
بل لعن الصورين ..وأخب أنم أشد الناس عذابا يوم القيامة ..وأمر بطمس الصور ..وأخب أن اللئكة ل
تدخل بيتا فيه صورة ..
* * * * * * * * *
ومن وسائل الشرك :التوسل البدعي :
( ) 29
كالتوسل باه النب ..أو بذوات الخلوقي أو حقهم ..أو بطلب الدعاء والشفاعة من الموات ..فل يوز
أن يقول ف دعائه :اللهم إن اسألك باه نبيك ..أو بق فلن ..أو بروح اليت فلن ..كل هذا ل يوز ..
والتوسل الائز الشروع ..هو التوسل إل ال بأسائه وصفاته ..كأن يقول :يا رحيم ارحن ..يا غفور اغفر
ل ..
وكذلك التوسل إل ال تعال باليان والعمال الصالة ..كأن يقول اللهم بإيان بك وتصديقي لرسلك ..
أدخلن جنتك ..
والتوسل إل ال بدعاء الصالي الحياء ..كأن يطلب من عبد صال حي ..أن يدعوا ال له ..فإن دعاء
السلم لخيه بظهر الغيب مستجاب ..أما طلب الدعاء من ميت ف قبه ..فل يوز ..
* * * * * * * * *
فكل ما سبق هو من حقوق ال على عباده ..ل يوز صرفه لغي ال تعال ..
ومن اليمان بالله أيضا ً :
اعتقاد أن ال رب كل شيء وأنه الستحق للعبادة ..
.. ي
لَ ْيسَ كَ ِم ْث ِلهِ شَ ْي ٌء َو ُهوَ السّمِي ُع الَْبصِ ُ وله الساء السن والصفات العلى ..
وكلم ال موسى تكليما ..والقران وجيع ونؤمن بأن ال يتكلم مت شاء با شاء كيف شاء ..كما قال :
الكتب السماوية ..هي كلم ال ..
ونؤمن بأن ال عالٍ على خلقه بذاته وصفاته ..
وبأنه خلق السموت والرض ف ستة أيام ث استوى على العرش ..واستواؤه على العرش يليق بلله وعظمته
ل يعلم كيفيته إل هو عز وجل ..
ومع أنه عالٍ على عرشه ..إل أنه يعلم أحوال خلقه ..ويسمع أقوالم ..ويرى أفعالم ..ويدبر أمورهم ..
وجوه يومئذ ناضرة * إل ربا ناظرة .. ونؤمن بأن الؤمني يرون ربم يوم القيامة ..قال تعال :
وكل ما أخب ال به ف كتابه وما أخب به رسوله من صفات ربنا فنحن مؤمنون با ..مصدقون بقيقتها ..
على الوجه اللئق به عز وجل ..
* * * * * * * * *
واليمان بالملئكة :
أن ال خلقهم من نور ..ووكلهم بأعمال يقومون با ..
وهم عباد ل يعصون ال ما أمرهم ..ويفعلون ما يؤمرون ..هم أكثر منا عددا ..وأكثر خوفا وتعبدا ..
روى البخاري ومسلم أن ف السماء بيتا يسمى بالبيت العمور يدخله كلّ يوم سبعون ألف ملك فيصلون ث
يرجون منه ..ث ل يعودون إليه إل يوم القيامة ..
وصحّ عند أب داود والطبان أنه قال ( :أُذن ل أن أحدث عن ملك من ملئكة ال عز وجل من حلة
العرش ما بي شحمة أذنه إل عاتقه مسي ُة سبعمائة عام ) ..
ولبعض اللئكة أعمال خاصة ..فجبيل موكل بالوحي إل النبياء .
( ) 30
وميكائيل بالطر والنبات ..وإسرافيل بالنفخ ف الصور عند قيام الساعة ..
وملك الوت موكل بقبض الرواح ..ومالك خازن النهار ..
ول ملئكة موكلون بالجنهة ف الرحام ..وآخرون موكلون بفظ بن آدم ..ومنهم موكلون بكتابة أعمال
بن آدم ..وملئكة موكلون بسؤال اليت ف قبه ..وغي ذلك ..
* * * * * * * * *
هؤلء هم اللئكة ..وهم عال غيب ..نؤمن بوجودهم وإن كنا ل نراهم ..
وهناك ملوقات أخرى غائبة عنا أيضا ..وهم :
الن ..وهم ملوقون من نار ..وخلقهم ال قبل خلق النس ..كما قال تعال :
ص ْلصَالٍ مّنْ حَ َمٍإ مّسْنُونٍ * وَالْجَآنّ َخ َلقْنَا ُه مِن قَبْ ُل مِن نّارِ السّمُومِ .
َوَلقَدْ َخ َلقْنَا الِنسَا َن مِن َ
وهم مكلفون مأمورون بالعبادة ..فمنهم الؤمن ومنهم الكافر ..ومنهم الطيع ..ومنهم العاصي ..
وهم يعتدون على النس أحيانا ..كما يعتدي النس عليهم أحيانا ..
ومن عدوان النس عليهم أن يستجمر النسان (أي يسح فرجه بعد البول والغائط ) بعظم أو روث ..ففي
مسلم قال النب عن العظم والروث ( :ل تستنجوا بما فإنما طعام إخوانكم من الن ) ..
ومن عدوان الن على النس ..تسلطهم بالوسوسة ..وتويفهم ..وصرعهم ..
ويكن للمسلم أن يتحصن منهم بالذكار الشرعية ..كقراءة آية الكرسي ..والعوذات ..والذكار الشرعية
الثابتة عن النب .. Jأما التقرب إليهم بالذبح لم ودعائهم لتقاء شرهم فهذا من صور الشرك ..
ول شك أن الن والشياطي ضعفاء ..وكيدهم ضعيف ..ولكن النسان إذا كثرت معاصيه ..وصار ينظر إل
الرام ..ويسمع العازف ..وضعف إيانه ..وق ّل تعلقه بربه ..وغفل عن ذكر ال ..وعن التحصن بالذكار
الشرعية استطاعوا التسلط عليه ..
إِّنهُ لَ ْيسَ َلهُ ُسلْطَانٌ َعلَى اّلذِينَ آ َمنُوا وَ َعلَى رَّب ِهمْ يََتوَ ّكلُونَ * ِإنّمَا ُسلْطَاُنهُ قال تعال عن الشيطان وجنده :
.. شرِكُو َن
َعلَى اّلذِي َن يََتوَّلوَْن ُه وَاّلذِي َن ُهمْ ِبهِ مُ ْ
* * * * * * * * *
واليمان بالكتب :
وهي الكتب الت أنزلا على أنبيائه ..هداية للخلق ..وهي كثية ..نؤمن با كلها ..
وقد أخبنا ال بأربعة منها ..
فالقرآن أنزله ال على ممد ..والتوراة على موسى ..والنيل على عيسى ..والزبور على داود ..عليهم
الصلة والسلم ..
وكل ها كلم ال تعال ..والقرآن هو آخر ها وأعظم ها ..ج ع ال ف يه ما ف الك تب ال سابقة ..قال
ب َو ُمهَيْمِنا عَلَ ْيهِ ..
صدّقا لِمَا بَ ْي َن يَ َدْيهِ ِم َن الْكِتَا ِ
حقّ مُ َ
ك الْكِتَابَ بِالْ َ
َوأَْن َزلْنَا ِإلَيْ َ تعال :
* * * * * * * * *
( ) 31
واليمان بالنبياء والرسل ..عليهم السلم ..
فقد بعث ال ف كل أمة رسولً يدعوهم إل عبادة ال وحده ل شريك له ..وأول الرسل :نوح وأخرهم ممد
عليهم الصلة والسلم ..
والرسل عددهم كثي ..منهم من أخبنا ال باسه ..وقص علينا خبه ..ومنهم من ل يبنا به ..فنؤمن بم
ل مّن قَ ْب ِلكَ مِ ْنهُم مّن َقصَصْنَا َعلَ ْيكَ َومِ ْن ُهمْ مّن ّل ْم َنقْصُصْ َعلَ ْيكَ ..
وََل َقدْ َأرْ َسلْنَا رُسُ ً كلهم ..قال تعهال :
شرٌ مِ ْثلُ ُكمْ يُوحَى ِإلَيّ ..
وهم بشر ملوقون ل فرق بينهم وبي الناس إل أنم يوحى إليهم ..قُلْ ِإنّمَا أَنَا بَ َ
نعم ..هم بشر يأكلون ويشربون ..ويرضون ويوتون ..
ويب اليان بم جيعا فمن كفر برسالة واحد منهم فقد كفر بالميع ..
ي ) ..مع
ي ..وقال عن قوم هود ( َكذَّبتْ عَادٌ الْ ُمرْ َسلِ َ
َك ّذَبتْ َق ْومُ نُوحٍ الْ ُمرْ َسلِ َ قال ال عن قوم نوح :
أن كل أمة ل تكذب إل نبيها ..ولكن لن رسالة جيع النبياء واحدة فمن كذب بواحد منهم فقد كذب
بالميع ..
وعلى هذا فالنصارى الذين كذبوا ممدا ول يتبعوه هم مكذبون للمسيح بن مري ..
لنه بشرهم بحمد وأمرهم باتباعه ..فلم يطيعوه ..وقل مثل ذلك ف اليهود ..وغيهم ..
* * * * * * * * *
واليمان باليوم الخر ..
وهو التصديق با ذكر ال ف كتابه ..وأخب به رسوله ..با يقع بعد الوت ..
فتؤمن أو ًل بعذاب القب ونعيمه ..وهو ثابت بالكتاب والسنة ..
وحاق بآل فرعون سوء العذاب * النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا قال تعال :
.. آل فرعون أشد العذاب
..قال ابن مسعود وغيه :العذاب سنعذبم مرتي ث يردون إل عذاب عظيم وقال تعال عن النافقي :
الول ف الدنيا ..والثان عذاب ف القب ..ث يردون إل عذاب عظيم ف النار ..
أما الحاديث ف إثبات عذاب القب ونعيمه ..فهي كثية ..بل قد صرح ابن القيم وغيه أنا متواترة ..وف
السنة أكثر من خسي حديثا ف ذلك ..
مرّ بقبين ..فقال :إنما ليعذبان وما يعذبان ف كبي أما أحدها فكان ل منها ما ف الصحيحي أن النب
يستتر من البول وأما الخر فكان يشي بالنميمة ) ..
كان يقول ف دعائه ( :اللهم إن أعوذ بك من عذاب القب .. ) .. ومنها ما ف الصحيحي أنه
وعذاب القب ونعيمه أمور غيبية ..ل تقاس بالعقل ..
* * * * * * * * *
ومن اليمان باليوم الخر ..
اليان بالبعث وإحياء الوتى حي ينفخ ف الصور ..فيقومون حفاة عراة غرلً ( غي متونني ) ..كما قال تعال
.. ُثمّ ِإنّ ُكمْ َب ْعدَ ذَِلكَ لَ َميّتُو َن * ُثمّ إِّن ُكمْ َي ْومَ اْلقِيَامَةِ تُ ْبعَثُو َن :
( ) 32
.. إِنّ إَِليْنَآ إِيَاَب ُهمْ * ُثمّ ِإنّ َعلَيْنَا حِسَاَب ُهمْ واليان بالساب والزاء ..قال ال :
واليان بالنة والنار ..فالنة ..دار التقي ..فيها ما ل عي رأت ول أذن سعت ول خطر على قلب بشر ..
والنار هي دار العذاب ..فيها من العذاب والنكال مال يطر على البال ..
وتؤ من كذلك بأشراط ال ساعة ال صغرى ..وال كبى ..كخروج الدجال ..ونزول عي سى عل يه ال سلم من
السماء ..وطلوع الشمس من مغربا ..وخروج دابة الرض من موضعها ..وغي ذلك ..
ونؤمن ..بالشفاعة ..والوض واليزان ..ورؤية ال تعال ..وغي ذلك من أمور الخرة ..
* * * * * * * * *
واليمان بالقدر خيره وشره :
فتؤمن بأن ال قبل أن يلق اللق ..علم كل شيء جلة و تفصيلً ..وكتبه ف اللوح الحفوظ ..وخلق جيع
الكائنات ال ّلهُ خَالِقُ كُهلّ شَ ْي ٍء َو ُهوَ َعلَىَ كُلّ شَ ْيءٍ وَكِي ٌل ..
إِنّا كُلّ شَ ْيءٍ َخ َلقْنَاهُ ِب َق َدرٍ ول يدث ف هذا الكون شيء إل وقد علم ال حدوثه ..وأذن به..قال ال :
وكل إنسان له مشيئة وقدرة ..يتار بما فعل الشيء أو تركه ..فهو إن أراد توضأ وصلى ..وإن أراد ضل
وزن ..لذا هو ماسب ومازى ..ول يوز أن يتج بالقدر على ترك الواجبات ..أو فعل الحرمات ..
* * * * * * * * *
ومما يقدح في اليمان ..
الستهزاء بالدين ..فهو ردة عن السلم ..قال ال :
.. قل أبال وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن * ل تعتذروا قد كفرت بعد إيانكم
ومثل هذا ما يقوله بعضهم :إن السلم دين قدي ل يصلح لعصرنا ..أو إنه تأخر ورجعية ..أو يقول :إن
القواني الوضعية أحسن من السلم ..أو يقول ف من يدعو إل التوحيد وينكر عبادة القبور والضرحة :هذا
متطرف ..أو هذا وهاب ..أو يفرق السلمي ..
* * * * * * * * *
ومن أكبر القوادح في اليمان ..الحكم بغير ما أنزل الله ..
فمن مقتضى اليان بال الكم بشرعه ..
ف القوال والفعال ..والصومات والموال ..وسائر القوق ..
فيجب على الكام أن يكموا با أنزل ال ..ويب على الرعية أن يتحاكموا إل ما أنزل ال ..ول يتمع
اليان مع التحاكم إل غي ما أنزل ال ..فقال تعال :
فل وربك ل يؤمنون حت يكموك فيما شجر بينهم ث ل يدوا ف أنفسهم حرجا ما قضيت ويسلموا تسليما
..وقال َ ( :ومَن ّلمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَ َل ال ّلهُ َفُأوْلَهِئكَ ُهمُ الْكَا ِفرُونَ ) ..
فل بد من الكم با أنزل ال ..ف كل شيء ف البيع والشراء ..والسرقة ..والزنا ..وغيها ..وليس ف
أحكام الطلق والزواج والحوال الشخصية فقط ..
ومن شرع قواني للناس ..وزعم أن هذه القواني أنسب وأفضل من حكم ال فهو كافر ..نعم كافر ..
( ) 33
أفحكم الاهلية يبغون أم لم شركاء شرعوا لم من الدين ما ل يأذن به ال ..وقال ال : قال ال :
ومن أحسن من ال حكما لقوم يوقنون ..
اتذوا أحبارهم ورهبانم أربابا من دون ال ..قال عدي بن حات :يا وف الصحيح أنه لا أنزل ال :
رسول ال ..لسنا نعبدهم ..قال ( :أليس يلون لكم ما حرم ال فتحلونه ..ويرمون ما أحل ال فتحرمونه ؟
) ..قال :بلى .قال " :فتلك عبادتم " ..
* * * * * * * * *
ومن القوادح في اليمان ..موالة الكفار ..أو معاداة
المؤمنين ..
ول شك ..أنه يب على السلمي أن يعادوا الكافرين من اليهود والنصارى وسائر الشركي ..وأن يذروا
خذُوا َع ُدوّي وَ َع ُدوّ ُكمْ َأوْلِيَاءَ ُت ْلقُونَ إِلَ ْي ِهمْ بِاْل َم َودّ ِة َوقَدْ
يَا َأّيهَا اّلذِينَ آمَنُوا ل تَتّ ِ مودتم ..كما قال تعال :
.. َك َفرُوا بِمَا جَاءَ ُك ْم مِنَ الْحَ ّق
ج ُد َقوْما ُي ْؤمِنُونَ بِال ّل ِه وَالَْي ْومِ الْآ ِخرِ
ل تَ ِ بل حرم ال مبة الباء والخوان ..إن كانوا كفارا ..قال تعال :
.. شيََت ُهمْ
ُيوَادّو َن مَنْ حَادّ ال ّل َه َورَسُوَل ُه وََلوْ كَانُوا آبَا َء ُهمْ َأوْ َأبْنَا َءهُمْ َأ ْو إِ ْخوَاَن ُهمْ َأوْ عَ ِ
واليات ف هذا العن كثية ..تدل كلها على وجوب بغض الكفار ومعاداتم ..لكفرهم بال ..وعدائهم
لدينه ..ومعاداتم لوليائه ..وكيدهم للسلم وأهله ..
صدُو ُر ُهمْ أَكَْب ُر َقدْ بَيّنّا لَ ُك ُم اليَاتِ إِن كُنُتمْ
خفِي ُ
َقدْ َب َدتِ الَْبغْضَاء مِنْ َأ ْفوَا ِه ِه ْم َومَا تُ ْ كما قال تعال :
حبّوَن ُهمْ وَ َل يُحِبّوَن ُكمْ َوُت ْؤمِنُونَ بِالْكِتَابِ ُك ّلهِ وَِإذَا َلقُو ُكمْ قَالُواْ آمَنّا َوِإذَا َخ َلوْاْ َعضّواْ
َتعْ ِقلُو َن * هَاأَنُتمْ ُأوْلء تُ ِ
س ْؤ ُه ْم وَإِن
صدُو ِر * إِن تَمْسَسْ ُكمْ حَسََنةٌ تَ ُ
ظ قُ ْل مُوتُواْ ِبغَيْظِ ُكمْ ِإنّ ال ّلهَ َعلِيمٌ ِبذَاتِ ال ّ
َعلَيْ ُك ُم الَنَامِ َل مِنَ اْلغَيْ ِ
.. ضرّ ُكمْ كَ ْي ُد ُهمْ َشيْئًا إِنّ ال ّلهَ بِمَا َيعْ َملُونَ مُحِيطٌ
ُتصِبْ ُكمْ سَيَّئةٌ َيفْرَحُوْا ِبهَا وَإِن َتصِْبرُوْا وَتَّتقُواْ لَ َي ُ
ووا قع اليهود والن صارى اليوم ل ي فى ..ف كيد هم لل سلم ..ومار بة أهله والتنف ي م نه ..وإنفاق الموال
الضخمة للصد عن سبيله ..
ومن صور موالة بعض السلمي للكافرين اليوم :مالطتهم وموادتم من غي قصد الدعوة ،أو مساكنتهم ف
بلدهم ،أو السفر إليهم من غي ضرورة ..والتشبه بم ف اللباس ،أو الظهر ،أو طريقة الياة ..أو التكلم
بلغتهم من غي حاجة ..
* * * * * * * * *
ومن أكبر القوادح في اليمان ..
تنقص أصحاب النب ..أو سبهم ..أو تنقص أهل بيته الكرام ..
فنحب أصحاب النب ..ول نغلوا ف حب أحد منهم ..ل ف علي .. Zول ف غيه ..
ول نتبأ من أحد منهم ..ونبغض من يبغضهم ..
ول نذكرهم إل بي ..قال تعال :وَالسّاِبقُونَ اْلَأوّلُو َن مِنَ الْ ُمهَا ِجرِي َن وَاْلَأنْصَا ِر وَاّلذِينَ اتَّبعُوهُمْ ِبإِحْسَا ٍن رَضِيَ
ال ّلهُ عَ ْن ُهمْ َورَضُوا عَ ْنهُ ..
( ) 34
ومذهب أهل السنة والماعة فيما حدث بينهم من خلفات أو حروب ..المساك عن ذلك كله ..فهم بشر
يطئون وي صيبون ..وك ما ع صم ال سيوفنا عن الدخول ف تلك الف ت فلنع صم من ها أل سنتنا ..ونقول :هم
بشر لم رب يمعهم يوم القيامة ويكم بينهم ..
( ) 35
هذا كلم حسن ..ولكن يكن أن يذكر الرسول وسيته من غي تديد موعد معي كل سنة ..فيذكر على
النابر ..أو ف الحاضرات ..أو الجالس العامة ..وغيها ..
فإن تنازعتم ف شيء فردوه إل ال والرسول .. وقد قال تعال :
وقد رددنا الحتفال بالوالد إل كتاب ال فوجدناه يأمرنا باتباع نبينا ..ويبنا بأن الدين كامل ..
ورددنا الحتفال بالوالد إل سنة الرسول فلم ند فيها أنه فعله ول أمر به ول فعله أصحابه ..فعلمنا أنه
ليس من الدين ..بل هو من البدع الحدثة ..
بل هو من التشبه باليهود والنصارى ف أعيادهم ..
ضلّوكَ عَنْ
ول ينبغي للعاقل أن يغتر بكثرة من يفعله من الناس ..قال تعال وَِإنْ تُطِعْ أَكَْث َر مَ ْن فِي اْلَأ ْرضِ ُي ِ
سَبِيلِ ال ّلهِ ..
ومن العجائب :
أن بعض الناس يتهد ف حضور الحتفالت البتدعة ..ويتخلف عن المع والماعات ..
وبعضهم يظن أن النب يضر الولد ..ولذا يقومون مرحبي ..
وهذا باطل وجهل ..فإن الرسول ف قبه ..ل يرج منه قبل يوم القيامة ..وروحه ف عليي عند ربه ف دار
الكرامة ..قال ( :أنا أول من ينشق عنه القب يوم القيامة ) ..
إن ال وملئكته يصلون على النب يا أيها أما الصلة والسلم عليه ..فهي من أفضل القربات ..قال تعال :
.. الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما
ونعلم جيعا أنه ل يتم إيان عبد حت يب الرسول ..ويعظمه ..
ومن تعظيمه وتوقيه ..اتاذه إماما متبوعا ..
فل نتجاوز ..ما شرعه من العبادات ..
حبِبْ ُكمُ ال ّل ُه وََي ْغ ِفرْ لَ ُك ْم ذُنُوبَ ُك ْم وَال ّلهُ َغفُورٌ رَحِي ٌم ..
قُلْ إِنْ كُنُْتمْ ُتحِبّونَ ال ّل َه فَاتِّبعُونِي يُ ْ قال ال :
* * * * * * * * *
ومن البدع الظاهرة :
الحتفال بليلة 27من رمضان :
فهدي النب ف رمضان الكثار من العبادات ..وكان ف العشر الخي يزيد الجتهاد ..
كما ف الصحيحي :من قام رمضان إيانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ..ومن قام ليلة القدر وقال
إيانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ..
هذا هدي الرسول ف رمضان وف ليلة القدر ..وأما الحتفال بليلة سبع وعشرين على أنا ليلة القدر فهو
مالف لدي الرسول فالحتفال با بدعة ..خاصة أن ليلة القدر قد تكون ليلة السابع والعشرين ..وقد
تكون غيها من الليال ..
* * * * * * * * *
ومن البدع أيضا ً :
( ) 36
الحتفال بليلة السراء والمعراج ..
ول ريب أن السراء والعراج من الدلئل على صدق الرسول ..
وقد ثبت السراء والعراج ف الكتاب والسنة ..
والليلة الت حصل فيها السراء والعراج ل يأت ف الحاديث الصحيحة تعيينها ل ف رجب ول غيه ..
ولو ثبت تعيينها ل يز تصيصها بشيء من عبادة أو احتفال ..
لن النب وأصحابه ل يتفلوا با ..ول يصوها بشيء ..
والنب قد بلغ الرسالة ..وأدى المانة ..فلو كان تعظيم هذه الليلة والحتفال با من دين ال لبينه لنا ..
* * * * * * * * *
ومن البدع :
الحتفال بليلة النصف من شعبان وتخصيص يومها بالصيام ..
وليس على ذلك دليل يوز العتماد عليه ..وقد ورد ف فضلها أحاديث ضعيفة ل يوز العتماد عليها ..
أما ما ورد ف فضل الصلة فيها فكله موضوع ..كما نبه على ذلك ابن رجب ..
وروى ابن وضاح عن زيد بن أسلم قال :
ما أدركنا أحدا من مشيختنا ول فقهائنا يلتفتون إل النصف من شعبان ..
* * * * * * * * *
وختاما ً ..
ذكر العلماء أن السلم قد يرتد عن دينه بأنواع كثية من النواقض الت تل دمه وماله ..ويكون با خارجا عن
السلم ..
ومن أخطرها وأكثرها وقوعا عشرة نواقض :
الول :الشرك ف عبادة ال تعال ..كما تقدم ..
الثان :من جعل بينه وبي ال وسائط يدعوهم ويسألم الشفاعة ويتوكل عليهم فقد كفر إجاعا .
الثالث :من ل يكفر الشركي أو شك ف كفرهم أو صحح مذهبهم كفر .
الرابع :من اعتقد أن غي هدي النب Jأكمل من هديه ..أو أن حكم غيه أحسن من حكمه ..كالذي يفضل
حكم الطواغيت على حكمه – فهو كافر .
ويدخل ف ذلك :من اعتقد أن النظمة والقواني الت يسنها الناس أفضل من شريعة السلم أو أنا مساوية لا
..أو أنه يوز التحاكم إليها ( حت لو اعتقد أن الكم بالشريعة أفضل ) ..أو اعتقد أن نظام السلم ل يصلح
تطبيقه ف القرن العشرين ..أو أنه كان سببا ف تلف السلمي ..أو أنه يصر ف علقة الرء بربه دون أن
يتدخل ف شئون الياة الخرى .
وكذلك من يرى أن إنفاذ حكم ال ف قطع يد السارق أو رجم الزان الحصن ل يناسب العصر الاضر .
وكذلك :كل من اعتقد أنه يوز الكم بغي شريعة ال ف العاملت أو الدود أو غيها ..وإن ل يعتقد أن
ذلك أفضل من حكم الشريعة ..لنه بذلك يكون قد استباح ما حرم ال إجاعا ..وكل من استباح ما حرم ال
( ) 37
ما هو معلوم من الدين بالضرورة ..كالزن ..والمر والربا والكم بغي شريعة ال ..فهو كافر بإجاع
السلمي ..
الامس :من أبغض شيئا ماجاء به الرسول Jولو عمل به فقد كفر ..لقول تعال ذلك بأنم كرهوا ما أنزال
له فأحبط أعمالم [ ممد .] 9 :
السادس :من استهزأ بشيء من دين الرسول Jأو ثوابه أو عقابه كفر ..والدليل قوله تعال :قل أبال وآياته
– ].
66 65 ورسوله كنتم تستهزؤون * ل تعتذروا قد كفرت بعد إيانكم [ التوبة
السابع :السحر ..ومنه الصرف ( وهو أن يعمل لحد الزوجي ما يبغضه ف الخر ) والعطف ( وهو أن يعمل
لحد الزوجي ما يببه ف الخر ) ..فمن فعله أو رضي به كفر ..والدليل قوله تعال :وما يعلمان من أحد
].102 [ البقرة : حت يقول إنا نن فتنة فل تكفر
الثامن :مظاهرة الشركي ومعاونتهم على السلمي ..والدليل قوله تعال ومن يتولم منكم فإنه منهم إن ال ل
يهدي القوم الظالي [ الائدة .] :
51
التاسع :من اعتقد أن بعض الناس يسعه الروج عن شريعة ممد Jكما وسع الضر الروج من شريعة موسى
عليه السلم ..وكما يعتقد بعض الصوفية أنم تسقط أنم التكاليف الشرعية – ..فهو كافر لقوله تعال :
ومن يبتغ غي السلم دينا فلن يقبل منه وهو ف الخرة من الاسرين [ آل عمران . ] :
85
العاشر :العراض عن دين ال ..ل يتعلمه ول يعمل به ..والدليل قوله تعال :ومن أظلم من ذكر بآيات ربه
ث أعرض عنها إنا من الجرمي منتقمون [ السجدة.] :
22
* * * * * * * * *
وقفة :
إن الرية الكبى ..والداهية العظمى ..أن يترك الرء الصلة ..
فتاركو الصلة هم أنصار الشيطان ..وأعداء الرحن ..وخصوم الؤمني ..وإخوان الكافرين ..
الذين يشرون مع فرعون وهامان ..ويتقلبون معهم ف النيان ..
وقد قال فيما رواه مسلم " :بي الرجل وبي الكفر أو الشرك ترك الصلة " ..
وصح عند الترمذي والاكم عن عبد ال بن شقيق عن أب هريرة قال :كان أصحاب رسول ال ل يرون
شيئا من العمال تركه كفر غي الصلة ..
قال الشيخ ابن عثيمي :وإذا حكمنا على تارك الصلة بالكفر ..فهذا يقتضي أنه تنطبق عليه أحكام الرتدين
..فل يصح أن يُزوّج ..فإن عُقد له وهو ل يصلي فالنكاح باطل ..وإذا ترك الصلة بعد أن عُقد له فإن
نكاحه ينفسخ ول تل له الزوجة ..وإذا ذبح ل تؤكل ذبيحته لنا حرام ..ول يدخل مكة ..ولو مات أحد
من أقاربه فل حق له ف الياث ..وإذا مات ل يغسل ول يكفن ول يصلى عليه ول يدفن مع السلمي ..
ويشر يوم القيامة مع الكفار ..ول يدخل النة ..ول يل لهله أن يدعوا له بالرحة والغفرة لنه كافر ..
وحال تاركي الصلة عند الوت أدهى وأفظع ..
( ) 38
ذكر ابن القيم :
أن أحد الحتضرين ..كان صاحب معاص وتفريط ..فلم يلبث أن نزل به الوت ..ففزع من حوله إليه ..
وانطرحوا بي يديه ..وأخذوا يذكرونه بال ..ويلقنونه ل إله إل ال ..
وهو يدافع عباته ..فلما بدأت روحه تنع ..صاح بأعلى صوته ..وقال :أقول :ل إله إل ال !!
وما تنفعن ل إله إل ال ؟!! وما أعلم أن صليت ل صلة !! ّث أخذ يشهق حت مات ..
أمّا عامر بن عبد ال بن الزبي ..فلقد كان على فراش الوت ..يعد أنفاس الياة ..وأهله حوله يبكون ..
فبينما هو يصارع الوت ..سع الؤذن ينادي لصلة الغرب ..ونفسه تشرج ف حلقه ..وقد أشتدّ نزعه ..
وعظم كربه ..
فلما سع النداء قال لن حوله :خذوا بيدي !!..
قالوا :إل أين ؟ ..قال :إل السجد ..قالوا :وأنت على هذه الال !! قال :سبحان ال !! ..أسع منادي
الصلة ول أجيبه ..خذوا بيدي ..فحملوه بي رجلي ..فصلى ركعة مع المام ّ ..ث مات ف سجوده ..نعم
..مات وهو ساجد ..
وقال عطاء بن السائب :أتينا إل أب عبدالرحن السلمي ..وهو مريض ف مصله ف السجد ..فإذا هو قد
اشتد عليه المر ..وقد بأت روحه تنع ..فأشفقنا عليه ..وقلنا له :لو تولت إل الفراش ..فإنه أوثر وأوطأ
..فتحامل على نفسه وقال :
حدثن فلن أن النب قال :ل يزال أحدكم ف صلة ما دام ف مصله ينتظر الصلوة ..فأنا أريد أن أقبض
على ذلك ..
فمن أقام الصلة ..وصب على طاعة موله ..ختم له برضاه ..
كان سعد بن معاذ ..صالا قانتا ..متعبدا مبتا ..عرفه الليل ببكاء السحار ..وعرفه النهار بالصلة
والستغفار ..
أصابه جرح ف غزوة بن قريظة..فلبث مريضا أياما ث نزل به الوت..
فلما أخب به النب ..قال لصحابه :انطلقوا إليه ..قال جابر :
فخرج وخرجنا معه ..وأسرع حت تقطعت شسوع نعالنا ..وسقطت أرديتنا ..فعجب أصحابه من سرعته ..
فقال :
إن أخاف أن تسبقنا إليه اللئكة فتغسله ..كما غسلت حنظلة ..
فانتهى إل البيت فإذا هو قد مات ..وأصحاب له يغسلونه ..وأمه تبكيه ..فقال :كل باكية تكذب إل أم
سعد ..ث حلوه إل قبه ..وخرج يشيعه ..فقال القوم :ما حلنا يا رسول ال ميتا أخف علينا منه ..
فقال :ما ينعه أن يف وقد هبط من اللئكة كذا وكذا ل يهبطوا قط قبل يومهم ..قد حلوه معكم ..
والذي نفسي بيده لقد استبشرت اللئكة بروح سعد ..واهتز له العرش ..
إِنّ اّلذِينَ آمَنُوا وَعَ ِملُوا الصّالِحَاتِ كَاَنتْ َل ُهمْ َجنّاتُ اْل ِفرْ َد ْوسِ ُنزُلًا * خَاِلدِي َن فِيهَا لَا يَ ْبغُونَ َع ْنهَا ِحوَلًا ..
( ) 39
* * * * * * * * * *
ومن أكب العاصي ..منع الزكاة ..فهي الركن الثالث من أركان السلم ..
قال ( :ما من صاحب ذهب ول فضة ل يؤدي منها حقها ،إل إذا كان يوم القيامة وف صحيح مسلم أنه
صفحت له صفائح من نار ،فأحي عليها ف نار جهنم ،فيكوى با جنبه وجبينه وظهره ،كلما بردت أعيدت له،
ف يوم كان مقداره خسي ألف سنة حت يقضى بي العباد فيى سبيله إما إل النة وإما إل النار ) ..
قال ( :من آتاه ال مال فلم يؤد زكاته مثّل له يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه وروى البخاري أنه
الية :ول يسب يوم القيامة ث يأخذ بلهزمتيه – يعن شدقيه – ث يقول :أنا مالك ،أنا كنك .ث تل النب
الذين يبخلون با آتاهم ال من فضله هو خيا لم بل هو شر لم سيطوقون ما بلوا به يوم القيامة ) ..
* * * * * * * * * *
وأخيرا ً ..يا أخي الكري ..وأخت الكرية ..
يا قومنا أجيبوا داعي ال وآمنوا به ..يغفر لكم من ذنوبكم ويركم من عذاب أليم ..
وال إن لك ناصح ..وهذا الق قد تبي لك ..وعرفت أن الدين واحد ل يتعدد ..فهو ال ل إله إل هو ..
حي قيوم ..فرد صمد ..ل يرضى أن يشرك معه أحد ..
ول تكن من أولئك الذين يقولون ( :إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ) ..بل قل :إنا
موحّدون طائعون متبعون ..
ول تغتر بكثرة من يذبح عند القبور ..أو يشرك بال عندها ..
ول تأخذك كثرة الحاجي والقصص الت ينسجها هؤلء عن مقبوريهم ..أنم يكشفون الكربات ..وييبون
الدعوات ..
وانظر إل أب طالب عم النب .. Jالذي كان مصدقا بأن النب Jحق ..وأن الدين الق هو السلم ..ونبذ
عبادة الصنام ..حت إنه كان يردد دائما قوله :
وال لههن يصلوا إليك بمعهم حت أوسد ف التراب دفينا
ودعوتن وعلمت أنك ناصحي فلقد صدقت وكنت فينا أمينا
وعرضهههت دينا قد عرفت بأنه من خي أديان البية دينا
لول اللمههههةُ أو حذا ِر مسبة لوجدتن سحا بذاك مبينا
ولكن منعه من اتباع الق ..خوفه من مالفة الباء والجداد ..
بل انظر إليه ..وهو على فراش الوت ..شيخ كبي قد رق عظمه ..وضعف جسده ..وحانت منيته ..
والنب Jواقف عند رأسه يدافع عباته ..ويقول :يا عمّ قل ل إله إل ال ..قل ل إله إل ال ..
وع ند رأ سه قد و قف كفار قر يش ..فكل ما أراد أن يتل فظ بشهادة التوح يد قالوا له :أتر غب عن ملة ع بد
الطلب ..أترغب عن ملة عبد الطلب ..
ول يزل النب Jيناشده أن يلفظ الشهادتي ..وهم يثونه على البقاء على ملة آبائه وأجداده ..
( ) 40
حت مات ..وهو على دين آبائه وأجداده ..على عبادة الصنام ..والشرك باللك العلم ..
مات ..وارتل من هذا الدنيا ومقره إل جهنم وبئس الصي ..وال قد حرم النة على الكافرين ..
وف الصحيحي أنه Jسئل فقيل له :يا رسول ال إن عمك كان يوطك وينصرك فهل أغنيت عنه شيئا ؟
فقال :نعم ..وجدته ف غمرات من النار ..فأخرجته إل ضحضاح من نار ..تت قدميه جرتان من نار يغلي
منهما دماغه ..
* * * * * * * * *
بل ..انظر إل مطم الصنام ..وبان البيت الرام ..إبراهيمَ عليه السلم ..
الذي ابتلي ف موله..وعذب ف سبيل ال..ل يستطيع يوم القيامة أن ينفع أباه..لن أباه مات مشركا بال..
فعند البخاري :قال : Jيلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة ..وعلى وجه آزر قترة وغبة ..
فيقول له إبراهيم :أل أقل لك ل تعصين ؟! فيقول له أبوه :فاليوم ل أعصيك ..
فيقول إبراهيم :يا رب ..إنك وعدتن أن ل تزن يوم يبعثون ..وأي خزي أخزى من أب البعد ؟
فيقول ال :إن حرمت النة على الكافرين ..
ث يقال :يا إبراهيم ..ما تت رجليك ..فينظر فإذا هو بذيخ ( أي ذئب ) متلطخ ..
فيؤخذ بقوائمه فيلقى ف النار ..فتنبه لذا كله وتذكر ( يوم يفر الرء من أخيه * وأمه وأبيه * وصاحبته وبنيه *
لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ) ( ..يوم ل ينفع مال ول بنون * إل من أتى ال بقلب سليم ) ..
وكن رجاعا إل الق ..ناصحا لغيك ..داعيا إل التوحيد ..
أسأل ال للجميع الدى والرشاد ..وال تعال أعلم وصلى ال وسلم وبارك على رسول ال ..
كتبه /د .ممد بن عبد الرحن العريفي
دكتوراه ف العقيدة والذاهب العاصرة
arefe@arefe.com
( ) 41