You are on page 1of 41

‫ب‬

‫اِْركـ ْ‬
‫عـنا‬
‫مـ َ‬
‫َ‬ ‫كتبه ‪/‬‬
‫د‪.‬محمد بن عبد الرحمن العريفي‬
‫‪1423‬هـ‬
‫‪P‬‬
‫المد ل والصلة والسلم على رسول ال ‪ ..‬وبعد ‪:‬‬
‫أما الول ‪:‬‬
‫ل مهموما مغموما ‪ ..‬ث قال ‪:‬‬
‫فقد جلس إ ّ‬
‫يا شيخ ‪ ..‬مللت من الغربة ‪..‬‬
‫فقلت ‪ :‬عسى ال أن يعجل رجوعك إل أهلك وبلدك ‪..‬‬
‫فاستعب وبكى ‪ ..‬ث قال ‪ :‬أما ول يا شيخ لو عرفت بقدر شوقي إليهم وقدر شوقهم إلّ ‪..‬‬
‫هل تصدق يا شيخ أن أمي قد سافرت أكثر من أربعمائة ميل لتدعو ل عند ضريح قب الشيخ فلن ‪ ..‬وتسأله‬
‫أن يردن إليها ‪ !!..‬فهو رجل مبارك تقبل منه الدعوات ‪ ..‬ويقضي الكربات ‪ ..‬ويسمع دعاء الداعي ‪ ..‬حت‬
‫بعد موته ‪!!..‬‬
‫أما الثان ‪:‬‬
‫فقد حدثن شيخنا العلمة عبد ال بن جبين ‪ ..‬قال ‪:‬‬
‫كنهت على صهعيد عرفات ‪ ..‬والناس فه بكاء ودعوات ‪ ..‬قهد لفوا أجسهادهم بالحرام ‪ ..‬ورفعوا أكفههم إل‬
‫اللك العلم ‪..‬‬
‫وبينما نن ف خشوعنا وخضوعنا ‪ ..‬نستنل الرحات من السماء ‪..‬‬
‫ل فت نظري ش يخ كبي ‪ ..‬قد رق عظ مه ‪ ..‬وض عف ج سده ‪ ..‬وان ن ظهره ‪ ..‬و هو يردد ‪ :‬يا ش يخ فلن ‪..‬‬
‫أسألك أن تكشف كربت ‪ ..‬اشفع ل ‪ ..‬وارحن ‪ ..‬ويبكي وينتحب ‪..‬‬
‫فانتفض جسدي ‪ ..‬واقشعرّ جلدي ‪ ..‬وصحت به ‪ :‬اتق ال ‪ ..‬كيف تدعو غي ال !! وتطلب الاجات من غي‬
‫ال !! اليلن عبدٌ ملو ٌك ‪ ..‬ل يسمعك ول ييبك ‪ ..‬ادعُ ال وحده ل شريك له ‪..‬‬
‫فالتفت إلّ ث قال ‪ :‬إليك عن يا عجوز ‪ ..‬أنت ما تعرف قدر الشيخ فلن عند ال !!‪ ..‬أنا أؤمن يقينا أنه ما‬
‫تنل قطرة من السماء ‪ ..‬ول تنبت حبة من الرض إل بإذن هذا الشيخ ‪..‬‬
‫فلما قال ذلك ‪ ..‬قلت له ‪ :‬تعال ال ‪ ..‬ماذا أبقيت ل ‪..‬‬
‫فلما سع من ذلك ‪ ..‬ولن ظهره ومضى ‪..‬‬
‫وأما الثالث ‪ ..‬والرابع ‪ ..‬والامس ‪ ..‬فأخبارهم فيما بي يديك من أوراق ‪..‬‬
‫فسبحان ال ‪ ..‬أين هؤلء اللجئي إل غي مولهم ‪ ..‬الطالبي حاجاتم من موتاهم ‪..‬‬
‫التجهي بكرباتم إل عظام باليات ‪ ..‬وأجساد جامدات ‪ ..‬أينهم عن ال ‪ !!..‬اللك الق البي !! الذي يرى‬
‫حركات الني ‪ ..‬ويسمع دعاء الكروبي ‪ ..‬ول يرضى أن يدعوا عباده سواه ‪..‬‬
‫فاب كِ إن شئت على حال ال مة ‪ ..‬وقلب طر فك ف بلد ال سلم ‪ ..‬لترى أضر حة ومقامات ‪ ..‬وقبورا ورفات‬
‫‪ ..‬صارت هي اللجأ عند اللمات ‪ ..‬والفزع عند الكربات ‪..‬‬
‫نشأ عليها الصغي ‪ ..‬وشاب عليها الكبي ‪..‬‬

‫(‪)2‬‬
‫فهذه كلمات لمه وهسهات‪ ..‬وأحاديهث ونداءات‪ ..‬بهل ههي صهرخات وصهيحات‪ ..‬وابتهالت ودعوات‪..‬‬
‫للغارقي والغارقات‪..‬‬
‫الذين تلطمت بم المواج ‪ ..‬وضلوا ف الفجاج ‪..‬‬
‫حت تلفوا عن سفينة النجاة ‪ ..‬وماتوا وهم مشركون ‪ ..‬وهم يسبون أنم مسلمون ‪..‬‬
‫إنا سفينة التوحيد ‪ ..‬الت هي كسفينة نوح ‪ ..‬من ركبها نا ومن تلف عنها هلك ‪..‬‬
‫وكهم رأينها فه بلد السهلم ‪ ..‬مهن أقارب وإخوان ‪ ..‬وجيان وخلن ‪ ..‬ضلّ سهعيهم فه الياة الدنيها وههم‬
‫يسبون أنم يسنون صنعا ‪..‬‬
‫لذا جاء هذا الكتاب ندا ًء لم جيعا بأن يعبدوا ال وحده ل شريك له ‪..‬‬
‫كتبه ‪/‬‬
‫د‪ .‬ممد بن عبد الرحن العريفي‬
‫دكتوراه ف العقيدة والذاهب العاصرة‬
‫‪arefe@arefe.com‬‬

‫(‪)3‬‬
‫‪P‬‬
‫البحر المتلطم ‪..‬‬
‫كانت الدنيا مليئة بالشركي ‪ ..‬هذا يدعو صنما ‪ ..‬وذاك يرجو قبا ‪..‬‬
‫والثالث يعبد بشرا ‪ ..‬والرابع يعظم شجرا ‪..‬‬
‫نظر إليهم ربم فمقتهم عربم وعجمهم ‪ ..‬إل بقايا من موحدي أهل الكتاب ‪..‬‬
‫وكان من بي هؤلء السادرين ‪..‬‬
‫سيد من السادات ‪ ..‬هو عمرو بن الموح ‪..‬‬
‫كان له صنم اسه مناف ‪ ..‬يتقرب إليه ‪ ..‬ويسجد بي يديه ‪..‬‬
‫مناف ‪ ..‬هو مفزعه عند الكربات ‪ ..‬وملذه عند الاجات ‪..‬‬
‫صنم صنعه من خشب ‪ ..‬لكنه أحب إليه من أهله وماله ‪..‬‬
‫وكان شديد السراف ف تقديسه ‪ ..‬وتزيينه وطييبه وتلبيسه ‪..‬‬
‫وكان هذا دأبه مذ عرف الدنيا ‪ ..‬حت جاوز عمره الستي سنة ‪..‬‬
‫ف م كة ‪ ..‬وأر سل م صعب بن عم ي ‪ ..‬داعيةً ومعلما ل هل الدي نة ‪ ..‬أ سلم ثل ثة أولد‬ ‫فل ما بُ عث ال نب‬
‫لعمرو بن الموح مع أمهم دون أن يعلم ‪..‬‬
‫فعمدوا إل أبيهم فأخبوه بب هذا الداعي العلم وقرؤوا عليه القرآن ‪ ..‬وقالوا ‪ :‬يا أبانا قد اتبعه الناس فما ترى‬
‫ف اتباعه ؟‬
‫فقال ‪ :‬لست أفعل حت أشاور مناف فأَن ُظرَ ما يقول !!‬
‫ث قام عمرو إل مناف ‪ ..‬وكانوا إذا أرادوا أن يكلموا أ صنامهم جعلوا خلف الصنم عجوزا تيبهم ب ا يلهمها‬
‫الصنم ف زعمهم ‪..‬‬
‫أق بل عمرو ي شي بعرج ته إل مناف ‪ ..‬وكا نت إحدى رجل يه أق صر من الخرى ‪ ..‬فو قف ب ي يدي ال صنم ‪..‬‬
‫معتمدا على رجله الصحيحة ‪ ..‬تعظيما واحتراما ‪ ..‬ث حد الصنم وأثن عليه ث قال ‪:‬‬
‫يا مناف ‪ ..‬ل ريب أنك قد علمت بب هذا القادم ‪ ..‬ول يريد أحدا بسوء سواك ‪ ..‬وإنا ينهانا عن عبادتك ‪..‬‬
‫فأ ِشرْ عل ّي يا مناف ‪ ..‬فلم يردّ الصنم شيئا ‪ ..‬فأعاد عليه فلم يب ‪..‬‬
‫فقال عمرو ‪ :‬لعلك غضبت ‪ ..‬وإن ساكت عنك أياما حت يزول غضبك ‪..‬‬
‫ث تركه وخرج ‪ ..‬فلما أظلم الليل ‪ ..‬أقبل أبناؤه إل مناف ‪..‬‬
‫فحملوه وألقوه ف حفرة فيها أقذار وجيف ‪..‬‬
‫فلما أصبح عمرو دخل إل صنمه لتحيته فلم يده ‪..‬‬
‫فصاح بأعلى صوته ‪ :‬ويلكم !! من عدا على إلنا الليلة ‪ ..‬فسكت أهله ‪..‬‬
‫ففزع ‪..‬واضطرب ‪..‬وخرج يبحث عنه ‪..‬فوجده منكسا على رأسه ف الفرة‪..‬فأخرجه وطيبه وأعاده لكانه‪..‬‬
‫وقال له ‪ :‬أما وال يا مناف لو علمتُ من فعل هذا لخزيته ‪..‬‬

‫(‪)4‬‬
‫فلما كانت الليلة الثانية أقبل أبناؤه إل الصنم ‪ ..‬فحملوه وألقوه ف تلك الفرة النتنة ‪..‬‬
‫فلما أصبح الشيخ التمس صنمه ‪ ..‬فلم يده ف مكانه ‪..‬‬
‫فغضب وهدد وتوعد ‪ ..‬ث أخرجه من تلك الفرة فغسله وطيبه ‪..‬‬
‫ث ما زال الفتية يفعلون ذلك بالصنم كل ليلة وهو يرجه كل صباح فلما ضاق بالمر ذرعا راح إليه قبل منامه‬
‫وقال ‪ :‬ويك يا مناف إن العن لتمنع أُسْتَها ‪..‬‬
‫ث علق ف رأس الصنم سيفا وقال ‪ :‬ادفع عدوك عن نفسك ‪..‬‬
‫فلما جَنّ الليلُ حل الفتيةُ الصنم وربطوه بكلب ميت وألقوه ف بئر يتمع فيها النت ‪ ..‬فلما أصبح الشيخ بث‬
‫عن مناف فلما رآه على هذا الال ف البئر قال ‪:‬‬
‫لقد خاب من بالت عليه الثعالب‬ ‫ورب يبهول الثعلبهان برأسه‬
‫ث دخل ف دين ال ‪ ..‬وما زال يسابق الصالي ف ميادين الدين ‪..‬‬
‫وانظر إليه ‪ ..‬لا أراد السلمون الروج إل معركة بدر ‪ ..‬منعه أبناؤه لكب سنه ‪ ..‬وشدة عرجه ‪ ..‬فأصر على‬
‫الروج للجهاد‪ ..‬فاستعانوا برسول ال ‪ J‬فأمره بالبقاء ف الدينة ‪ ..‬فبقي فيها ‪..‬‬
‫فلما كانت غزوة أحُد ‪ ..‬أراد عمرو الروج للجهاد ‪ ..‬فمنعه أبناؤه ‪ ..‬فلما أكثروا عليه ‪ ..‬ذهب إل النب ‪J‬‬
‫‪ ..‬يدافع عبته ‪ ..‬ويقول ‪ ( :‬يا رسول ال إن بنّ يريدون أن يبسون عن الروج معك إل الهاد ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬إن ال قد عذرك ‪..‬‬
‫فقال ‪ ..‬يا رسول ال ‪ ..‬وال إن لرجو أن أطأ بعرجت هذه ف النة ‪..‬‬
‫فأذن له ‪ J‬بالروج ‪ ..‬فأخذ سلحه وقال ‪ :‬اللهم ارزقن الشهادة ول تردّن إل أهلي ‪..‬‬
‫فلما وصلوا إل ساحة القتال ‪ ..‬والتقى المعان ‪ ..‬وصاحت البطال ‪ ..‬ورميت النبال ‪..‬‬
‫انطلق عمرو يضرب بسيفه جيش الظلم ‪ ..‬ويقاتل عباد الصنام ‪..‬‬
‫حت توجه إليه كافر ‪ ..‬بضربة سيف كـتِبَت له با الشهادة ‪..‬‬
‫فدفن ‪ .. Z‬ومضى مع الذين أنعم ال عليهم ‪..‬‬
‫وبعد ست وأربعي سنة ف عهد معاوية ‪.. Z‬‬
‫نزل بقبة شهداء أحد ‪ ..‬سيل شديد ‪ ..‬غطّى أرض القبور ‪..‬‬
‫فسارع السلمون إل نقل رُفات الشهداء ‪ ..‬فلما حفروا عن قب عمرو بن الموح ‪ ..‬فإذا هو كأنه نائم ‪ ..‬ليّن‬
‫جسده ‪ ..‬تتثن أطرافه ‪ ..‬ل تأكل الرض من جسده شيئا ‪..‬‬
‫فتأمل كيف ختم ال له بالي لا رجع إل الق لا تبي له ‪..‬‬
‫بل انظر كيف أظهر ال كرامته ف الدنيا قبل الخرة ‪ ..‬لا حقق ل إله إل ال ‪..‬‬
‫هذه الكلمة الت قامت با الرض والسموات ‪ ..‬وفطر ال عليها جيع الخلوقات ‪ ..‬وهي سبب دخول النة ‪..‬‬
‫ولجلها خلقت النة والنار ‪ ..‬وانقسم اللق إل مؤمني وكفار ‪ ..‬وأبرار وفجار ‪..‬‬
‫فل تزول قدما العبد بي يدي ال حت يسأل عن مسألتي ماذا كنتم تعبدون وماذا أجبتم الرسلي ‪..‬‬

‫(‪)5‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫سفينة النجاة ‪..‬‬
‫وكم من إنسان هلك مع الالكي ‪ ..‬واستحق اللعنة إل يوم الدين ‪ ..‬بسبب أنه ل يقق التوحيد ‪..‬‬
‫فال هو الرب الواحد ‪ ..‬ل يتوكل العبد إل عليه ‪ ..‬ول يرغب إل إليه ‪..‬‬
‫ول يرهب إل منه ‪ ..‬ول يلف إل باسه ‪ ..‬ول ينذر إل له ‪ ..‬ول يتوب إل إليه ‪..‬‬
‫فهذا هو تقيق شهادة أن ل إله إل ال ‪ ..‬ولذا حرم ال على النار من شهد أن ل إله إل ال حقيقة الشهادة ‪..‬‬
‫وانظر إل معاذ ‪ .. Z‬لا مشى خلف النب ‪ .. J‬فالتفت إليه النب ‪ J‬فجأة ث سأله ‪..‬‬
‫يا معاذ ‪ :‬أتدري ما حق ال على العباد ‪ ..‬وما حق العباد على ال ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ال ورسوله أعلم ‪..‬‬
‫فقال ‪ : J‬حق ال على العباد أن يعبدوه ول يشركوا به شيئا ‪ ..‬وحق العباد على ال أن ل يعذب من ل يشرك‬
‫به شيئا ‪..‬‬
‫وف حديث آخر ‪ ..‬أنه ‪ Z‬سأل النب ‪ J‬فقال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬أي ذنب عند ال أعظم ‪ ..‬فقال ‪ : J‬أن تعل ل‬
‫ندا وهو خلقك ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫وََل َقدْ َبعَثْنَا فِي كُ ّل ُأمّ ٍة رَسُولً أَ ِن اعُْبدُوا ال ّلهَ‬ ‫نعم ‪ ..‬التوحيد من أجله ‪ ..‬بعث ال الرسل ‪ ..‬قال تعال ‪:‬‬
‫ت ‪ ..‬والطاغوت هو كل ما عبد من دون ال ‪ ..‬من صنم أو حجر ‪ ..‬أو قب أو شجر ‪..‬‬
‫وَاجْتَنِبُوا الطّاغُو َ‬
‫ك مِنْ رُ ُسلِنَا أَ َج َعلْنَا مِنْ دُونِ‬
‫وَا ْسأَلْ مَنْ َأرْ َسلْنَا مِ ْن قَ ْبلِ َ‬ ‫والتوحيد هو مهمة الرسل الول كما قال تعال ‪:‬‬
‫‪..‬‬ ‫الرّحْمَنِ آِل َهةً ُيعَْبدُو َن‬
‫وما خلقت الن والنس إل ليعبدون ‪..‬‬ ‫بل إن اللق ل يلقوا إل ليوحدوا ال قال تعال ‪:‬‬
‫حبِطَ عَ ْن ُه ْم مَا كَانُوا َيعْ َملُونَ ‪..‬‬
‫وََل ْو أَ ْشرَكُوا لَ َ‬ ‫والعمال كلها متوقفة ف قبولا على التوحيد ‪ ..‬قال تعال ‪:‬‬
‫ومن حقق التوحيد نا ‪ ..‬كما صح ف الديث القدسي عند الترمذي ‪ ..‬أن ال تعال قال ‪ :‬يا ابن آدم لو أتيتن‬
‫بقراب الرض خطايا ث لقيتن ل تشرك ب شيئا لتيتك بقرابا مغفرة ‪..‬‬
‫ولعظم أمر التوحيد ‪ ..‬خاف النبياء من فقده ‪..‬‬
‫فذاك أبو الوحدين ‪ ..‬مطم الصنام ‪ ..‬وبان البيت الرام ‪ ..‬إبراهيم عليه السلم ‪ ..‬يبتهل إل اللك العلم ‪..‬‬
‫واجنبن وبن أن نعبد الصنام ‪ ..‬ومن يأمن البلء بعد إبراهيم ؟ ‪..‬‬ ‫ويقول ‪:‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫بداية النحراف ‪..‬‬
‫أول ما حدث الشرك ف قوم نوح ‪..‬‬
‫فبعث ال نوحا ‪ ..‬فنهاهم عن الشرك ‪ ..‬فمن أطاعه ووحد ال نى ‪..‬‬
‫ومن ظل على شركه ‪ ..‬أهلكه ال بالطوفان ‪ ..‬وبقي الناس بعد نوح على التوحيد زمانا ‪..‬‬
‫ث بدأ إبليس ف الفساد ‪ ..‬ونشر الشرك بي العباد ‪ ..‬ول يزل ال تعال يبعث الرسلي مبشرين ومنذرين ‪..‬‬

‫(‪)6‬‬
‫إل أن بعث خات النبيي ممدا ‪ ..‬فدعا إل التوحيد ‪ ..‬وجاهد الشركي ‪..‬وكسر الصنام ‪..‬‬
‫ومضت المة من بعده على التوحيد ‪..‬‬
‫إل أن عاد الشرك إل بعض المة بسبب تعظيم الولياء والصالي ‪..‬‬
‫حت بنيت الضرحة على قبورهم ‪ ..‬وصرف الدعاء والستغاثة والذبح والنذر لقاماتم ‪..‬‬
‫وسوا هذا الشرك توسلً بالصالي ومبة لم بزعمهم ‪ ..‬وزعموا أن مبتهم لؤلء وتعظيم قبورهم ‪ ..‬تقربم إل‬
‫ال زلفى ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ما نعبدهم إل ليقربونا إل ال زلفى‬ ‫ونسوا أن هذه حجة الشركي الولي حيث قالوا عن أصنامهم ‪:‬‬
‫والعجب أنك إذا أنكرت على هؤلء شركهم ‪ ..‬قالوا لك ‪ ..‬كل بل نن موحدون ‪ ..‬ولربنا عابدون ‪..‬‬
‫ويظنون أن معن التوحيد هو القرار بوجود ال وأحقيته بالعبادة دون غيه ‪..‬‬
‫وهذا مفهوم قاصر ‪ ..‬بل مفهوم باطل للتوحيد ‪..‬‬
‫فأبو جهل ‪ ..‬وأبو لب ‪ ..‬بذا الفهوم موحدون ‪ ..‬فإنم يعتقدون أن ال هو الله العظم الستحق للعبادة ‪..‬‬
‫لكنهم أشركوا معه آلة أخرى ظنوا أنا توصل إليه ‪ ..‬وتشفع لم عنده ‪..‬‬
‫قـصـة ‪..‬‬
‫روى البيهقي وغيه ‪ :‬أنه لا ظهر النب ‪ J‬بدعوته بي الناس ‪ ..‬حاول كفار قريش أن ينفروا الناس عنده ‪..‬‬
‫فقالوا ‪ :‬ساحر ‪ ..‬كاهن ‪ ..‬منون ‪..‬‬
‫لكنهم وجدوا أن أتباعه يزيدون ول ينقصون ‪..‬‬
‫فاجتمع رأيهم على أن يغروه بال ودنيا ‪..‬‬
‫فأرسلوا إليه حصي بن النذر الزاعي ‪ ..‬وكان من كبارهم ‪..‬‬
‫فلما دخل عليه حصي ‪ ..‬قال ‪ :‬يا ممد ‪ ..‬فرقت جاعتنا ‪ ..‬وشتت شلنا ‪ ..‬وفعلت ‪ ..‬وفعلت ‪ ..‬فإن كنت‬
‫تريد ما ًل جعنا لك حت تكون أكثرنا مالً ‪ ..‬وإن أردت نساءً زوجناك أجل النساء ‪ ..‬وإن كنت تريد ملكا‬
‫ملكناك علينا ‪ ..‬ومضى ف كلمه وإغرائه ‪..‬والنب ‪ J‬ينصت إليه ‪..‬‬
‫فلما انتهى من كلمه ‪ ..‬قال له ‪ : J‬أفرغت يا أبا عمران ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬قال ‪ :‬فأجبن عما أسألك ‪ ..‬قال ‪ :‬سل عما بدا لك ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬يا أبا عمران ‪ ..‬كم إلا تعبد ؟ قال ‪ :‬أعبد سبعة ‪ ..‬ستة ف الرض ‪ ..‬وواحدا ف السماء !!‬
‫قال ‪ :‬فإذا هلك الال ‪ ..‬من تدعوا !؟‬
‫قال ‪ :‬أدعوا الذي ف السماء ‪ ..‬قال ‪ :‬فإذا انقطع القطر من تدعوا ؟‬
‫قال ‪ :‬أدعوا الذي ف السماء ‪ ..‬قال ‪ :‬فإذا جاع العيال ‪ ..‬من تدعوا ؟‬
‫قال ‪ :‬أدعوا الذي ف السماء ‪ ..‬قال ‪ :‬فيستجيب لك وحده ‪ ..‬أم يستجيبون لك كلهم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬بل يستجيب وحده ‪..‬‬

‫(‪)7‬‬
‫فقال ‪ :J‬يستجيب لك وحده ‪ ..‬وينعم عليك وحده ‪ ..‬وتشركهم ف الشكر ‪ ..‬أم أنك تاف أن يغلبوه عليك‬
‫‪ ..‬قال حصي ‪ :‬ل ‪ ..‬ما يقدرون عليه ‪..‬‬
‫فقال ‪ : J‬يا حصي ‪..‬أسلم أعلمك كلمات ينفعك ال بن ‪..‬فقيل إنه أسلم فعلمه النب ‪ J‬دعاء يدعو به‪..‬‬
‫حـقيـقـة ‪..‬‬
‫نعم كانوا يعبدون اللت والعزى ‪ ..‬لكنهم يعتبونا آلة صغية تقربم إل الله العظم وهو ال جل جلله ‪..‬‬
‫ويصرفون لا أنواعا من العبادات ‪ ..‬لتشفع لم عند ال ‪ ..‬لذا كانوا يقولون ما نعبدهم إل ليقربونا إل ال‬
‫زلفى ‪..‬‬
‫كانوا يعتقدون أن ال هو الالق الرازق الحيي الميت ‪..‬‬
‫وََلئِنْ َسأَلَْت ُه ْم مَنْ َخلَقَ السّمَاوَاتِ وَاْلَأ ْرضَ لََيقُولُ ّن ال ّلهُ قُ ِل الْحَ ْمدُ ِل ّلهِ بَ ْل أَكَْث ُر ُهمْ ل َي ْعلَمُونَ ‪..‬‬
‫وف الصحيحي وغيها ‪..‬‬
‫عن أب هريرة ‪ Z‬أن النب ‪ J‬بعث خيلً جهة ند ‪ ..‬لينظروا له ما حول الدينة ‪..‬‬
‫ل ‪ :‬لبيك اللهم‬
‫فبنما هم يتجولون على دوابم ‪ ..‬فإذا برجل قد تقلد سلحه ‪ ..‬ولبس الحرام ‪ ..‬وهو يلب قائ ً‬
‫لبيك ‪ ..‬لبيك ل شريك لك ‪ ..‬إل شريكا هو لك ‪ ..‬تلكه وما ملك ‪ ..‬ويردد ‪ :‬إل شريكا هو لك ‪ ..‬تلكه‬
‫وما ملك ‪..‬‬
‫فأقبل الصحابة عليه ‪ ..‬وسألوه أين يريد ‪ ..‬فأخبهم أنه يريد مكة ‪ ..‬فنظروا ف حاله فإذا هو قد أقبل من ديار‬
‫مسيلمة الكذاب ‪ ..‬الذي ادعى النبوة ‪..‬‬
‫فربطوه وأوثقوه وجاؤوا به إل الدينة ‪ ..‬لياه النب ‪ .. J‬ويقضي فيه ما شاء ‪..‬‬
‫فلما رآه النب ‪ .. J‬قال لصحابه ‪ :‬أتدون من أسرت ‪ ..‬هذا ثامة بن أثال سيد بن حنيفة ‪..‬‬
‫ث قال اربطوه ف سارية من سواري السجد ‪ ..‬وأكرموه ‪..‬‬
‫ث ذهب ‪ J‬إل بيته وجع ما عنده من طعام وأرسل به إليه ‪ ..‬وأمر بدابة ثامة أن تعلف ويعتن با ‪ ..‬وتعرض‬
‫أمامه ف الصباح والساء ‪..‬‬
‫فربطوه بسارية من سواري السجد ‪ ..‬فخرج إليه النب ‪ J‬فقال ‪ :‬ما عندك يا ثامة ؟‬
‫قال ‪ :‬عندي خي يا ممد ‪ ..‬إن تقتلن تقتل ذا دم ‪ ( ..‬أي ينتقم ل قومي ) ‪ ..‬و إن تنعم تنعم على شاكر ‪..‬‬
‫وإن كنت تريد الال فسل منه ما شئت ‪..‬‬
‫فتركه ‪ J‬حت كان الغد ‪ ..‬ث قال له ‪ :‬ما عندك يا ثامة ؟‬
‫فقال ‪ :‬عندي ما قلت لك إن تقتلن تقتل ذا دم ‪ ..‬و إن تنعم تنعم على شاكر ‪ ..‬و إن كنت تريد الال فسل‬
‫منه ما شئت ‪..‬‬
‫فتركه ‪ J‬حت بعد الغد ‪ ..‬فمر به فقال ‪ :‬ما عندك يا ثامة ؟‬
‫فقال ‪ :‬عندي ما قلت لك ‪..‬‬
‫فلما رأى ‪ J‬أنه ل رغبة له ف السلم ‪ ..‬وقد رأى صلة السلمي ‪ ..‬وسع حديثم ‪ ..‬ورأى كرمهم ‪..‬‬

‫(‪)8‬‬
‫قال ‪ : J‬أطلقوا ثامة ‪..‬‬
‫فأطلقوه ‪ ..‬وأعطوه دابته وودعوه ‪..‬‬
‫فانطلق ثامة إل ماء قريب من السجد ‪ ..‬فاغتسل ‪ ..‬ث دخل السجد ‪.‬‬
‫فقال ‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال ‪..‬‬
‫يا ممد وال ما كان على وجه الرض وجه أبغض إل من وجهك ‪ ..‬فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إل ‪..‬‬
‫و ال ما كان دين أبغض إل من دينك ‪ ..‬فأصبح دينك أحب الدين إل ‪..‬‬
‫وال ما كان من بلد أبغض إل من بلدك فأصبح بلدك أحب البلد إل ‪..‬‬
‫ث قال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬إن خيلك أخذتن وأنا أريد العمرة فماذا ترى ؟‬
‫فبشره النب ‪ J‬بالي ‪ ..‬وأمره أن يكمل طريقه إل مكة ويعتمر ‪..‬‬
‫فذهب إل مكة يلب بالتوحيد قائلً ‪ ..‬لبيك ل شريك لك ‪ ..‬لبيك ل شريك لك ‪..‬‬
‫نعم أسلم فقال ‪ :‬لبيك ل شريك لك ‪ ..‬فل قب مع ال يعبد ‪ ..‬ول صنم يُصلّى له ويُسْجَد ‪..‬‬
‫ث دخل ثامة ‪ Z‬مكة ‪ ..‬فتسامع به سادات قريش فأقبلوا عليه ‪..‬‬
‫فسمعوا تلبيته فإذا هو يقول ‪ ..‬لبيك ل شريك لك ‪ ..‬لبيك ل شريك لك ‪..‬‬
‫فقال له قائل ‪ :‬أصبوت ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ..‬ولكن أسلمت مع ممد ‪.. J‬‬
‫فهموا به أن يؤذوه ‪ ..‬فصاح بم وقال ‪:‬‬
‫ول و ال ‪ ..‬ل تأتيكم من اليمامة حبة حنطة ‪ ..‬حت يأذن فيها النب ‪.. J‬‬
‫كانوا يعظمون ال ‪ ..‬أكثر من تعظيمهم لذه اللة ‪..‬‬
‫فقل ل بربك ‪ ..‬ما الفرق بي شرك أب جهل وأب لب ‪..‬‬
‫وبي من يذبح اليوم عند قب ‪ ..‬أو يسجد على أعتاب ضريح ‪ ..‬أو يذبح له ويطوف ‪..‬‬
‫أو يقف عند مشهد الول ذليلً خاضعا ‪ ..‬منكسرا خاشعا ‪..‬‬
‫يسأله الاجات ‪ ..‬وكشف الكربات ‪ ..‬يلتمس من عظام باليات شفاء الريض ‪ ..‬ورد السافر ‪..‬‬
‫عجبا ‪ ..‬وال يقول ‪:‬‬
‫إِنّ اّلذِينَ َتدْعُو َن مِنْ دُونِ ال ّلهِ عِبَادٌ َأمْثَالُ ُك ْم فَادْعُو ُهمْ َفلْيَسْتَجِيبُوا لَ ُكمْ إِنْ كُ ْنُتمْ صَا ِدقِيَ ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫وهذا الشرك ‪..‬الذي يقع عند القبور من ذبح لا ‪..‬وتقرب إل أهلها ‪..‬وطواف عليها‪..‬هو أعظم الذنوب ‪..‬‬
‫نعم أعظم من الزنا ‪ ..‬وأعظم من شرب المر ‪ ..‬والقتل ‪ ..‬وعقوق الوالدين ‪ ..‬وقد قال تعال ( إِنّ ال ّلهَ لَ َي ْغ ِفرُ‬
‫شرَكَ ِب ِه وََي ْغ ِفرُ مَا دُو َن ذَِلكَ لِمَن يَشَاء ) ‪..‬‬
‫أَن يُ ْ‬
‫نعم ‪ ..‬ال ل يغفر أن يشرك به ‪ ..‬بينما قد يغفر ال للزناة ‪ ..‬ويعفو عن القتلة والناة ‪..‬‬
‫كما ف الصحيحي ‪:‬‬ ‫ولقد أخب النب‬
‫أن امرأة بغيا من بن إسرائيل كانت تشي ف صحراء ‪..‬‬

‫(‪)9‬‬
‫فرأت كلبا بوار بئر يصعد عليه تارة ‪ ..‬ويطوف به تارة ‪..‬‬
‫ف يوم حار قد أدلع لسانه من شدة الظمأ ‪ ..‬قد كاد يقتله العطش ‪..‬‬
‫فلما رأته هذه البغي ‪..‬‬
‫الت طالا عصت ربا ‪ ..‬وأغوت غيها ‪ ..‬ووقعت ف الفواحش والثام ‪ ..‬وأكلت الال الرام ‪ ..‬لا رأت هذا‬
‫الكلب ‪ ..‬نزعت خفها ‪ ..‬حذاءها ‪..‬‬
‫وأوثقته بمارها فنعت له من الاء ‪ ..‬وسقته ‪..‬‬
‫فغفر ال لا بذلك ‪ ..‬ال أكب ‪ ..‬غفر ال لا ‪ ..‬باذا ‪..‬؟‬
‫هل كانت تقوم الليل وتصوم النهار ؟! هل قتلت ف سبيل ال ؟!‬
‫كل ‪ ..‬وإنا سقت كلبا شربةً من ماء ‪ ..‬فغفر ال لا ‪ ..‬لنا كانت تقع ف العاصي لكنها ما كانت تشرك بال‬
‫وليا ول قبا ‪ ..‬ول تعظم حجرا ول بشرا ‪ ..‬فغفر ال لا ‪..‬‬
‫فما أقرب الغفرة من العاصي وما أبعدها عن الشركي ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫قصة ‪..‬‬
‫بعض الناس يفزع ويضطرب ‪ ..‬ويزن إذا رأى كثرة الزناة وشراب المور ‪ ..‬بينما ل يتأثر وهو يرى كثرة من‬
‫يتمسحون بأعتاب القبور ويصرفون لا أنواع العبادات ‪ ..‬مع أن الزن وشرب المر معاص كبار ‪ ..‬لكنها ل‬
‫ترج من ملة السلم ‪ ..‬بينما صرف شيء من العبادة لغي ال هو شرك يوت به النسان كافرا ‪..‬‬
‫ولذا كان العلماء الربانيون يعلون تدريس العقيدة أصل الصول ‪..‬‬
‫كان الشيخ ممد ‪-‬رحه ال ‪ -‬قد ألف كتاب التوحيد ‪..‬وأخذ يشرحه لطلبه ‪..‬ويعيد ويكرر مسائله عليهم ‪..‬‬
‫فقال له طلبه يوما ‪ :‬يا شيخ نريد أن تغي لنا الدرس إل مواضيع أخرى ‪ ..‬قصص ‪ ..‬سية ‪..‬تاريخ ‪..‬‬
‫قال الشيخ ‪ :‬سننظر ف ذلك إن شاء ال ‪..‬‬
‫ث خرج إليهم من الغد مهموما مفكرا ‪..‬‬
‫فسألوه عن سبب حزنه فقال ‪ :‬سعت أن رجلً ف قرية ماورة ‪ ..‬سكن بيتا جديدا ‪ ..‬وخاف من تعرض الن له‬
‫فذبح ديكا عند عتبة باب البيت ‪ ..‬تقربا إل الن ‪ ..‬ولقد أرسلت من يتثبت ل من هذا المر ‪..‬‬
‫فلم يتأثر الطلب كثيا ‪ ..‬وإنا دعوا لذاك الرجل بالداية ‪ ..‬وسكتوا ‪..‬‬
‫وف الغد لقيهم الشيخ ‪ ..‬فقال ‪..‬‬
‫ل ‪..‬‬
‫تثبتنا من خب البارحة ‪ ..‬فإذا المر على خلف ما نقل إ ّ‬
‫فإن الرجل ل يذبح ديكا تقربا إل الن ‪ ..‬ولكنه زنا بأمه ‪..‬‬
‫فثار الطلب وانفعلوا ‪ ..‬وسبوا وأكثروا ‪ ..‬وقالوا ل بد من النكار عليه ‪ ..‬ومناصحته ‪ ..‬وعقوبته ‪ ..‬وكثر‬
‫هرجهم ومرجهم ‪..‬‬

‫( ‪) 10‬‬
‫فقال الشيخ ‪ :‬ما أعجب أمركم ‪ ..‬تنكرون هذا النكار على من وقع ف كبية من الكبائر ‪ ..‬وهي ل ترجه من‬
‫السلم ‪..‬‬
‫ول تنكرون على من وقع ف الشرك ‪ ..‬وذبح لغي ال ‪ ..‬وصرف العبادة لغي ال ‪..‬‬
‫فسكت الطلب ‪ ..‬فأشار الشيخ إل أحدهم وقال ‪ ..‬قم ناولنا كتاب التوحيد نشرحه من جديد ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫‪..‬‬ ‫والشرك أعظم الذنوب ‪ ..‬ول يغفره ال أبدا ‪ ..‬قال ال إن الشرك لظلم عظيم‬
‫والنة حرام على الشركي ‪ ..‬وهم ملدون ف النار ‪ ..‬قال تعال ‪ ( :‬إنه من يشرك بال فقد حرم ال عليه النة‬
‫ومأواه النار وما للظالي من أنصار ) ‪..‬‬
‫ومن وقع ف الشرك ‪ ..‬أفسد عليه هذا الشرك ‪ ..‬جيع عباداته من صلة وصوم وحج وجهاد وصدقة ‪ ..‬قال‬
‫ولقد أوحي إليك وإل الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الاسرين ‪..‬‬ ‫تعال ‪:‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫والشرك له صور متعددة ‪:‬‬
‫منها ما يرج من اللة ‪ ..‬ويلد صاحبه ف النار إذا مات ول يتب منه ‪..‬‬
‫كدعاء غي ال ‪ ..‬والتقرب بالذبائح والنذور لغي ال ‪ ..‬من القبور ‪ ..‬والن ‪ ..‬والشياطي ‪ ..‬والوف من‬
‫الوتى ‪ ..‬أو الن والشياطي أن يضروه أو يرضوه ‪..‬‬
‫ورجاء غي ال فيما يقدر عليه إل ال ‪ ..‬من قضاء الاجات ‪ ..‬وتفريج الكربات ‪ ..‬ما يارس الن حول‬
‫الضرحة والقبور ‪..‬‬
‫فالقبور تزار لجل التعاظ والدعاء للموات ‪ ..‬كما قال ‪ :‬زوروا القبور فإنا تذكركم الخرة ‪..‬‬
‫وذلك للرجال ‪ ..‬أما النساء فل يشرع لن زيارة القبور ‪ ..‬لن النب لعن زوارات القبور ‪ ..‬ولن زيارتن قد‬
‫يصل با فتنة لن أو بن ‪..‬‬
‫أما زيارة القبور لدعاء أهلها ‪ ..‬والستغاثة بم ‪ ..‬أو الذبح لم ‪ ..‬أو التبك بم ‪ ..‬أو طلب الاجات منهم ‪..‬‬
‫والنذر لم ‪..‬‬
‫فهذا شرك أكب ‪ ..‬ول فرق بي كون الدعو القبور نبيا أو وليا أو صالا ‪ ..‬فكل هؤلء بشر ‪ ..‬ل يلكون‬
‫ضرّا ) ‪..‬‬
‫ضرا ول نفعا ‪ ..‬قال ال لحب خلقه إليه ممد ‪ (: J‬قُل ّل َأ ْملِكُ لَِنفْسِي َن ْفعًا وَ َل َ‬
‫ويدخل ف ذلك ما يفعله الهال عند قب النب من دعائه والستغاثة به ‪ ..‬أو عند قب السي ‪ ..‬أو البدوي ‪..‬‬
‫أو اليلن ‪ ..‬أو غيهم ‪..‬‬
‫أما زيارة القبور للصلة عندها والقراءة ‪ ..‬فهذه بدعة ‪..‬‬
‫وإنا يشرع للزائر التعاظ والدعاء للميت فقط ‪..‬‬
‫ومن العجب أن يذهب مسلم إل القبورين وهو يعلم أنم جثث هامدة ‪ ..‬ل يستطيعون أن يتخلصوا ما هم فيه‬
‫‪ ..‬فيطلب منهم أن يستجيبوا الدعوات ‪ ..‬أو يفرجوا الكربات ‪..‬‬

‫( ‪) 11‬‬
‫وكث ي من هذه الضر حة ‪ ..‬والقبور ‪ ..‬ال ت تع ظم ‪ ..‬ويب ن علي ها ‪ ..‬يكون ل ا خدم و سدنة ‪ ..‬يظهرون الت قى‬
‫والتقشف ‪ ..‬ويتلقون للناس الكاذيب ‪ ..‬ويدعونم إل الشرك بال ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫نداء ‪ ..‬نداء ‪..‬‬
‫إن أقول للئك الذين يدعون الموات ‪..‬‬
‫أمواتكم هؤلء ‪ ..‬الذين تبكون على عتباتم ‪ ..‬وترجون شفاعاتم ‪ (..‬هل يسمعونكم إذ تدعون * أو ينفعونكم‬
‫أو يضرون ) ‪..‬‬
‫ل وال ل يسمعون ‪ ..‬ول ينفعون ‪ ..‬بل يذلون ويضرون ‪..‬‬
‫وما أجل ما فعله ذلك الغلم الصغي ‪ ..‬الذي عمره ‪ 13‬سنة ‪ ..‬وسافر مع والده إل الند ‪..‬‬
‫والند بلد كبية ‪ ..‬تتنوع فيها اللة ‪ ..‬يعبدون كل شئ ‪ ..‬من حيوان ونبات وجاد وبشر وكواكب ‪..‬‬
‫دخل الغلم أحد العابد ‪ ..‬فرأى الناس يعبدون ثرة جوز الند ‪..‬‬
‫وقد رسوا لا عيني وأنفا وفما ‪ ..‬ويقدمون لا البخور والطعام والشراب ‪..‬‬
‫ث رآهم يصلون لا ‪ ..‬فلما سجدوا لا ‪ ..‬أقبل الغلم إل الثمرة فاختطفها وهرب با ‪..‬‬
‫فلما رفعوا رؤوسهم من سجودهم ‪ ..‬ل يدوا إلهم ‪ ..‬فالتفتوا ‪ ..‬فإذا الغلم قد حل الله ‪ ..‬وفرّ به هاربا ‪..‬‬
‫فقطعوا صلتم ‪ ..‬وركضوا وراء الغلم ‪..‬‬
‫فلما ابتعد عنهم ‪ ..‬جلس على الرض ‪ ..‬ث كسر الوزة ‪ ..‬وشرب مائها وألقاها على الرض ‪..‬‬
‫فتصايوا لا رأوا الله مكسورا ‪ ..‬فأخذوه وضربوه وتلتلوه ‪ ..‬ث ذهبوا به إل قاضي البلد ‪..‬‬
‫فقال له القاضي ‪ :‬أنت الذي كسرت الله ؟‬
‫قال الغلم ‪ :‬ل ‪ ..‬ولكن كسرت جوزة ‪ ..‬قال القاضي ‪ :‬ولكنها إلههم ‪..‬‬
‫قال الغلم ‪ :‬أيها القاضي !! هل كسرت يوما جوزة هند وأكلتها ؟‬
‫قال القاضي ‪ :‬نعم ‪ ..‬قال الغلم ‪ :‬فما الفرق إذا ؟‬
‫فسكت القاضي واحتار ‪ ..‬ونظر إل عبادها يريد منهم الواب ‪..‬‬
‫فقالوا ‪ :‬هذه الوزة لا عينان وفم ‪..‬‬
‫فصاح بم الغلم قال‪ :‬هل تتكلم ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬هل تسمع ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فكيف تعبدونا إذا ؟ فبهت الذي كفر ‪ ..‬وال ل يهدي القوم الظالي ‪..‬‬
‫فنظر إليهم القاضي ‪ ..‬فخاف أن يتعرضوا للغلم بسوء ‪..‬‬
‫فقال للغلم ‪ ..‬عقوبة لك ‪ ..‬قررنا تغريك ‪ 150‬روبية ‪..‬‬
‫فدفعها الغلم مرغما ‪ ..‬وخرج منتصرا ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬

‫( ‪) 12‬‬
‫وما يزيد الطيب بلة ‪ ..‬أن التعلقي بالقبور ‪ ..‬ل يكتفوا بتعظيم الموات ‪ ..‬وسؤالم الاجات ‪ ..‬وإنا صرفوا‬
‫الموال ف تزيينها ‪ ..‬ورفعها ‪ ..‬والبناء عليها ‪..‬‬
‫وتنقسم القباب والضرحة البنية على القبور ‪ ..‬إل قسمي ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬قباب تبن ف مقابر السلمي العامة ‪ ..‬حيث تبدو القبة شاهقة وسط القبور ‪..‬‬
‫والثان ‪ :‬قباب تبن ف الساجد‪ ..‬أو تبن عليها الساجد‪ ..‬وقد تكون ف قبلة السجد‪ ..‬أو ف اللف‪ ..‬أو ف‬
‫أحد جوانبه ‪..‬‬
‫وقد حذر النب ‪ J‬من ذلك فقال ‪ " :‬اللهم ل تعل قبي وثنا يُعبد ‪ ..‬لعن ال قوما اتذوا قبور أنبيائهم مساجد‬
‫" وهذا ف قبه الشريف وف كل قب ‪..‬‬
‫وعن علي أنه قال لب الياج ‪ " :‬أل أبعثك على ما بعثن عليه رسول ال ‪ : J‬أن ل تدع تثالً إل طمسته ‪..‬‬
‫ول قبا مشرفا إل سوّيته ‪..‬‬
‫ونى أن ( يصص القب ‪ ..‬وأن يقعد عليه ‪ ..‬وأن يبن عليه ‪ ..‬أو أن يكتب عليه " ‪..‬‬
‫ولعن ‪ " J‬التخذين عليها [ أي القبور] الساجد والسُرج " ‪..‬‬
‫ول يكن على عهد الصحابة والتابعي وتابعيهم من ذلك شيء ف بلد السلم ‪ ..‬ل على قب نب‪ ..‬ول غيه ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫الواقع الليم ‪..‬‬
‫واليوم ‪ ..‬خذ على عجل الواقع الليم ‪..‬‬
‫•ف مصر ‪ :‬أضرحة الولياء الت تنتشر ف مدن مصر وقراها ‪ ..‬ستة آلف ضريح ‪ ..‬وهي‬
‫مراكز لقامة الوالد للمريدين والحبي ‪ ..‬بل إنه من الصعب أن تد يوما على مدار السنة‬
‫ليس فيه احتفال بولد ول ف مكان ما بصر ‪ ..‬بل تعتب القرية الت تلو من أضرحة منوعة‬
‫البكة عندهم ‪..‬‬
‫وتنقسم الضرحة إل كبى وصغرى‪ ..‬وكلما فخم البناء واتسع وذاع صيت صاحبه زاد اعتباره ‪ ..‬وكثر‬
‫زواره ‪..‬‬
‫فمن الضرحة الكبى ف القاهرة ‪ :‬ضريح السي‪ ..‬وضريح السيدة زينب‪ ..‬وضريح السيدة عائشة‪..‬‬
‫والسيدة سكينة‪ ..‬والسيدة نفيسة‪ ..‬وضريح المام الشافعي‪ ..‬وضريح الليث ابن سعد ‪..‬‬
‫إضافة إل ضريح البدوي بطنطا ‪ ..‬والدسوقي بدسوق ‪ ..‬والشاذل بقرية حيثرة ‪..‬‬
‫وقب مزعوم للحسي ‪ ..‬يج له الناس ويتقربون إليه بالنذر والقربات ‪ ..‬وتاوز ذلك إل الطواف به‬
‫والستشفاء ‪ ..‬وطلب قضاء الاجات عند اللمات ‪..‬‬
‫وضريح السيد البدوي ‪ ..‬له مواسم ف السنة أشبه بالج الكب ‪ ..‬يقصده الناس من خارج البلد وداخلها‬
‫‪ ..‬من السُنة والشيعة ‪..‬‬

‫( ‪) 13‬‬
‫وجلل الدين الرومي ‪ ..‬الذي كتب على قبه ومزاره ‪ :‬صال للديان الثلثة ‪ ..‬السلمي واليهود والنصارى‬
‫‪ ..‬ويدعى هذا الوثن بالقطب العظم ‪..‬‬
‫‪•1‬أما ف الشام فقد ذكر الباحثون الثقاة أن ف دمشق وحدها ‪194‬ضريا والشهور منها ‪44‬‬
‫ضريا‪ ..‬وينسب للصحابة أكثر من سبعة وعشرين قبا‪ ..‬وف دمشق ضريح لرأس يي بن‬
‫زكريا ‪ -‬عليهما السلم ‪ .. -‬يقع ف السجد الموي ‪ ..‬وبانب السجد قب لصلح الدين ‪..‬‬
‫وعماد الدين زنكي ‪ ..‬وقبور أخرى تزار ويتوسل با‪...‬‬
‫وف سوريا أيضا ‪ :‬ضريح لحيي الدين بن عرب صاحب "فصوص الكم"‪ ..‬وهو ضال فاجر ‪..‬‬
‫•وف تركيا أكثر من ‪ 481‬جامعا ل يكاد يلو جامع من ضريح ‪ ..‬أشهرها الامع الذي بن‬
‫على القب النسوب إل أب أيوب النصاري ف القسطنطينية ‪..‬‬
‫•وف الند يوجد أكثر من مئة وخسي ضريا مشهورا يؤمها اللف من الناس ‪..‬‬
‫•أما العراق ‪ ..‬ففي بغداد وحدها أكثرُ من مئة وخسي جامعا وقلّ أن يلو جامع منها من‬
‫ضريح‪ ..‬وف الوصل يوجد أكثر من ستة وسبعي ضريا مشهورا كلها داخل جوامع‪ ..‬وهذا‬
‫كله بلف الضرحة الوجودة ف الساجد والضرحة الفردة ‪ ( ..‬انظر‪ :‬النرافات العقدية‪..‬‬
‫ص ‪. ) 295 ..294 ..289‬‬
‫•وف الند ‪ :‬أصبح قب الشيخ باء الدين زكريا اللتان ‪ ..‬ويعملون أنواع العبادات ‪..‬‬
‫كالسجود‪ ..‬والنذور‪..‬‬
‫•وف باكستان ‪ ..‬ضريح الشيخ علي الجوري ف لهور ‪ ..‬وهو من القبور العظيمة‪..‬‬
‫* * * * * * * *‬
‫والعجب أن الناس مفتونون با ‪ ..‬مع أن أكثرها أضرحة مكذوبة ‪ ..‬ل حقيقة لا ‪..‬‬
‫•فالسي ‪ .. Z‬له قب بالقاهرة يتقربون إليه ‪ ..‬ويصرفون له أنواعا من العبادات من دعاء‬
‫وذبح وطواف ‪..‬‬
‫وف عسقلن قب للحسي أيضا ‪..‬‬
‫وف سفح جبل الوشن غرب حلب ضريح ينسب إل رأس السي ‪ Z‬أيضا ‪..‬‬
‫وكذلك توجد أربعة مواضع أخرى يقال إن با رأس السي ‪ :‬ف دمشق ‪ ..‬والنانة ‪ -‬بي النجف والكوفة ‪-‬‬
‫‪ ..‬وبالدينة عند قب أمه فاطمة ‪ .. Z‬وف النجف بوار القب النسوب إل أبيه ‪ .. Z‬وف كربلء حيث يقال‪ :‬إنه‬
‫‪ (..‬انظر‪ :‬النرافات العقدية‪ ..‬ص ‪ ..288‬وملة (لغة العرب)‪ ..‬ج ‪ 7‬السنة السابعة (‪1929‬م)‪ ..‬ص ‪557‬‬ ‫أعيد إل جسده‬
‫‪ ..561‬ومعال حلب الثرية‪ ..‬عبد ال حجار ) ‪..‬‬
‫•أما السيدة زينب بنت علي ‪ -‬رضي ال عنهما – فقد ماتت بالدينة ودفنت بالبقيع ‪ ..‬إل أن‬
‫(انظر ‪ :‬عبد ال بن ممد بن خيس‪ ..‬شهر ف دمشق‪ ..‬ص ‪) .67‬‬ ‫قبا منسوبا إليها أقامه الشيعة ف دمشق ‪..‬‬
‫‪..‬‬

‫( ‪) 14‬‬
‫ول يقل عنه جاهيية الضريح النسوب إليها ف القاهرة ‪ ..‬ول تذكر كتب التاريخ أبدا أنا جاءت إل مصر ف‬
‫الياة أو بعد المات ‪..‬‬
‫•وأهل السكندرية بصر يعتقدون اعتقادا جازما بأن أبا الدرداء ‪ Z‬مدفون ف الضريح‬
‫( انظر‬ ‫النسوب إليه ف مدينتهم ‪ ..‬ومن القطوع به عند أهل العلم أنه ل يدفن ف تلك الدينة ‪..‬‬
‫‪ :‬مساجد مصر وأولياؤها الصالون ‪.. ) 2/33‬‬
‫•وقل مثل ذلك ف مشهد السيدة رقية بنت الرسول ‪ J‬بالقاهرة ‪ ..‬الذي أقامته زوجة الليفة‬
‫الفاطمي المر بأحكام ال ‪ ..‬وضريح السيدة سكينة بنت السي ابن علي ‪ -‬رضي ال عنهم‬
‫‪.. -‬‬
‫•ومن أشهر الضرحة أيضا‪ :‬ضريح علي بن أب طالب بالنجف بالعراق‪ ..‬وهو قب مكذوب‬
‫فإن عليا دفن بقصر المارة بالكوفة ‪..‬‬
‫•وف البصرة قب عبد الرحن بن عوف رغم أنه مات بالدينة ودفن بالبقيع ‪..‬‬
‫•وف حلب ضريح لابر بن عبد ال مع أنه توف ف الدينة ‪..‬‬
‫•بل ينسب الناس ف الشام قبا إل (أم كلثوم) و (رقية) بنت رسول ال مع أنما زوجتا‬
‫عثمان ‪ .. Z‬وماتتا ف الدنة النبوية ‪ ..‬ف حياة النب ودفنهما النب ‪ J‬ف البقيع ف الدينة ‪..‬‬
‫•ومن القابر الكذوبة باتفاق أهل العلم القب النسوب إل هود عليه السلم بامع دمشق‪ ..‬فإن‬
‫هودا ل يئ إل الشام ‪ ..‬وهناك قب منسوب إليه ف حضرموت‪..‬‬
‫•وف حضرموت أيضا قب يزعم الناس أنه لصال عليه السلم ‪ ..‬رغم أنه مات بالجاز‪ ..‬وله‬
‫أيضا عليه السلم قب ف يافا بفلسطي‪ ..‬الت با كذلك مزار ليوب عليه السلم ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫مقام الشيخ بركات ‪..‬‬
‫انظر كيف تلعب الشيطان بعقول الناس ‪ ..‬حت صرفهم عن عبادة رب الرض والسموات ‪ ..‬إل تعظيم‬
‫الموات ‪ ..‬بل تعظيم التراب والرفات ‪..‬‬
‫وقد تبدأ السألة أحيانا بإشاعةٍ عن قب من القبور ‪ ..‬وأنه لزائره نافع ‪ ..‬ولداعيه شافع ‪..‬‬
‫حت تنتشر قصص الكرامات بي الناس ‪ ..‬فتتحول إل حقيقة ‪ ..‬ث تبدأ صور الشرك تظهر عنده ‪ ..‬من طواف‬
‫عليه ‪ ..‬ودعاء له من دون ال ‪ ..‬كما يقع عند أكثر ما تقدم من قبور ‪ ..‬سواء كانت نسبة القب إل صاحبه‬
‫صحيحة او متلقة ‪..‬‬
‫وهذا يذكرن با حكاه أحدهم عن قصة ضريح الشيخ بركات ‪ ..‬وهذه القصة وقعت بي شابي ها عادل‬
‫وسعيد ‪ ..‬ترجا من الامعة ‪ ..‬ث توظفا مدرّسي ف قرية ينتشر فيها تعظيم القبور ‪ ..‬والغترار بالنذور ‪..‬‬
‫فقد كان عادل يتبادل الديث مع سعيد وها ف طريقهما إل الدرسة ف القرية ‪ ..‬وفجأة صعد الافلة متسول‬
‫نصف معتوه‪ ..‬كبي ف السن يهتز ويتأرجح‪..‬‬

‫( ‪) 15‬‬
‫ويسح لعابه بكمه التهدل التسخ‪ ..‬يستجدي الركاب ويتهدد ويتوعد‪ ..‬يهددهم بأنه سيدعو عليهم بأن تنقلب‬
‫الافلة بم ف عرض الطريق ‪ ..‬ويدعي أنه مستجاب الدعوة ‪..‬‬
‫ويبدو أن سعيدا قد نشأ ف أسرة ‪ ..‬متأثرة كثيا بالكرامات والولياء ‪ ..‬والبدال والوتاد!‬
‫حيث فزع واضطرب ‪ ..‬ث طلب من عادل أن يبادر إل إعطائه بعض الدراهم خشية أن تنقلب الافلة فعلً ‪..‬‬
‫لن التسول الذكور (عبد الكري أبو شطة ) من الدراويش الباركي الستجاب الدعوة ‪..‬‬
‫فتعجب عادل وقال ‪ :‬نعم ‪ ..‬أهل السنة والماعة يؤمنون بالكرامات ‪ ..‬ولكن هي للصالي التقياء ‪ ..‬العاملي‬
‫الخفياء ‪ ..‬وليست لمثال هذا من الجاديب ‪ ..‬الذين يتأكلون بدينهم ‪..‬‬
‫فصاح به سعيد ‪ :‬ل تقل ذلك ‪ ..‬فإن الحاديث عن الوارق الت جرت على يديه يتناقلها الصغي والكبي‪..‬‬
‫وسترى بعد قليل أنه سينل ونضي نن ف الافلة‪ ..‬ويسبقنا إل القرية التالية ماشيا‪ ..‬حيث سينتظرنا هناك‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬كرامة ‪ ..‬هل تنكر الكرامات؟‬
‫عادل ‪ :‬أنا ل أنكر الكرامات بشكل مطلق ‪ ..‬فال قادر أن يكرم من شاء من عباده‪ ..‬لكن أن تصبح الكرامات‬
‫طعامنا وشرابنا وتدخلنا ف باب إشراك هؤلء العبيد والموات مع ال سبحانه وتعال ف اللق والمر والتصرف‬
‫ف الكون ‪ ..‬حت نصبح نافهم ونتقي غضبهم ‪ ..‬فل ‪..‬‬
‫سعيد ‪ :‬يعن أنت ل تصدق أن الشيخ أحد أبو سهرود قهد جهاء من عرفات إل استانبول وأكل الكبة‬
‫ل إل عرفات ؟‬
‫الشوية عند أهله وعاد لي ً‬
‫عادل ‪ :‬يا سعيد ‪ ..‬بارك ال ف عقلك أهذا الذي تعلمته ف الامعة ؟‬
‫سعيد ‪ :‬بدأنا بأسلوب السخرية!‬
‫عادل ‪ :‬أنا ل أسخر منك‪ ..‬ولكن أن يكون كلم العوام وخرافاتم كلما منلً مكما ل يقبل النقد ‪ ..‬فل ‪..‬‬
‫سعيد ‪ :‬ولكن هذه الكرامات ل ينقلها العوام فقط‪ ..‬بل إن ساداتنا الشايخ ينقلون كثيا منها عن أصحاب‬
‫القامات والضرحة‪.‬‬
‫عادل ‪ :‬طيب يا سعيد ما رأيك لو برهنت لك برهانا عمليا أن كل هذه القامات والضرحة خلط ودجل ؟ وأن‬
‫كثيا من هذه الضرحة ل حقيقة لا ‪ ..‬فل قب ‪ ..‬ول مقبور ‪ ..‬ول ولّ ‪ ..‬وإنا إشاعات ودجل انتشر عند‬
‫الناس حت صدقوه ‪..‬‬
‫فانتفض سعيد وأخذ يردد ‪ :‬أعوذ بال! أعوذ بال!‬
‫ل ‪ ..‬وسارت الافلة حت وصلت بم إل الدوار الوصل إل قريتهم ‪ ..‬فالتفت عادل إل سعيد ‪..‬‬
‫ث سكتا قلي ً‬
‫وقال ‪ :‬هل يوجد على هذا الدوار قب أو مقام أو ضريح لحد الولياء يا سعيد ؟‬
‫سعيد ‪ :‬ل ‪ ..‬وهل يعقل أن يدفن ول ف عرض الطريق ‪ ..‬وف دوار ‪..‬‬
‫عادل ‪ :‬إذا ما رأيك لو أشعنا ف القرية أن على هذا الدوار قبا قديا لحد الصالي قد اندرس وضاعت‬
‫معاله ؟ وألفنا قصصا ف كراماته ‪ ..‬واستجابة الدعاء عنده ‪ ..‬وننظر هل سيصدق الناس أم ل ‪..‬‬

‫( ‪) 16‬‬
‫وأنا متأكد أن الناس ستحمل هذه الشاعة ممل الد ‪ ..‬وربا يقيمون ف العام القادم مقاما أو ضريا كبيا‬
‫للشيخ الزعوم ! ويدعونه من دون ال ‪ ..‬وهو تراب على تراب ‪ ..‬لو حفروا حت يصلوا الرض السفلى لا‬
‫وجدوا شيئا ‪..‬‬
‫سعيد ‪ :‬دعك من هذا يا رجل ‪ ..‬وهل تظن الناس أغبياء ‪ ..‬سفهاء إل هذا الد ؟‬
‫عادل ‪ :‬طيب‪ ..‬أنت ماذا تسر إذا تعاونت معي ؟ ووافقتن ‪ ..‬أم أنت خائف من النتيجة ‪..‬‬
‫سعيد ‪ :‬ل لست خائفا‪ ..‬ولكن ! أنا غي مقتنع ‪..‬‬
‫عادل ‪ :‬حسنا ‪ ..‬با أنك نصف موافق فما رأيك أن نطلق على الشيخ الزعوم اسم‪ :‬الشيخ بركات ؟‬
‫سعيد ‪ :‬طيب‪..‬كما تشاء ‪..‬‬
‫واتفق عادل وسعيد على إشاعة المر بأسلوب هادئ بي زملئهم الدرسي ف الدرسة ‪ ..‬وعند اللقي ‪-‬‬
‫باعتبار أن دكان اللق من أهم وسائل العلن ‪.. -‬‬
‫فلما وصل القرية ‪ ..‬نزل من الافلة وتوجها إل دكان اللق سليم ‪ ..‬فدخل وحدثا اللق عن الولياء ‪..‬‬
‫وأن أحد الولياء الصالي مدفون منذ سني ‪ ..‬وله مكانة عند ال ‪ ..‬وأن الستغيثي به قليل ‪..‬‬
‫فسألم اللق عن مكان قبه ‪ ..‬فأخباه أنه عند الدوار الذي ف مدخل القرية ‪..‬‬
‫فقال اللق ‪ :‬المد ل الذي أكرمنا بول ف قريتنا ‪ ..‬كنت أتن هذا مند زمن ‪ ..‬هل من العقول أن القرى‬
‫الجاورة " الديدة " و " أم الكوسا " عندهم عشرات الصالي ‪ ..‬ونن ل يوجد عندنا ول مقام واحد ؟‬
‫قال عادل ‪ :‬الشيخ بركات يا حاج سليم كان من كبار الصالي وكانت له مكانته عند الباب العال ‪..‬‬
‫فصاح اللق ‪ :‬إذا أنت تعرف كل هذه العلومات عن الشيخ بركات قدس ال سره وتسكت !!‬
‫ث انتشر الب ف القرية انتشار النار ف الشيم ‪..‬‬
‫وبدأ الناس من كثرة حديثهم عنه ‪ ..‬يرونه ف النام‪..‬‬
‫وأخذوا يتحدثون ف مالسهم عن طوله الفارع‪ ..‬وعمامته الضخمة ‪ ..‬وكراماته الت ل تصى‪ ..‬وكيف أن‬
‫الئذنة كانت تنل إليه إذا دخل وقت الذان ‪ ..‬و‪ ..‬و ‪..‬‬
‫وبدأ الديث ف الدرسة بي أخذ ورد بي الساتذة جيعا ‪..‬‬
‫فلما زاد المر عن حده ‪ ..‬ل يطق الستاذ سعيد صبا ‪ ..‬فصاح بم ‪..‬‬
‫أيها العقلء ‪ ..‬دعوكم من هذه الرافات يا ناس ‪..‬‬
‫فقالوا بصوت واحد ‪ :‬خرافات ‪ ..‬تعن أن الشيخ بركات غي موجود ؟‬
‫سعيد ‪ :‬طبعا غي موجود ‪ ..‬وليس لقبه حقيقة ‪ ..‬وهذه مرد إشاعة ‪ ..‬والدوار تراب فوق تراب ‪ ..‬ل شيخ‬
‫ول ول ول مقام ‪..‬‬
‫فانتفض الدرسون ‪ :‬ما الذي تقوله يا رجل ؟ وكيف ترؤ أن تقول هذا عن الشيخ بركات ؟‬
‫الشيخ بركات هو الذي انفجر الينبوع الغرب ف القرية على يديه ‪ ..‬وهو الذي ‪..‬‬

‫( ‪) 17‬‬
‫اضطرب سعيد من كثرة صياحهم ‪ ..‬لكنه قال ‪ :‬ل تعطوا عقولكم لغيكم ‪ ..‬أنتم عقلء ومتعلمون ‪ ..‬وليس‬
‫كلما حدثكم أحد عن قب أو ضريح ‪ ..‬أو تلعب الشيطان بعقولكم ف النوم صدقتموه ‪..‬‬
‫عندها ‪ ..‬دخل مدير الدرسة ف النقاش فقال ‪ :‬ولكن صفات الشيخ موجودة وأكيدة ‪..‬‬
‫أل تقرأ ما كتبت عنه الريدة البارحة ؟‬
‫فعجب سعيد ‪ ..‬وسأله ‪ :‬حت الريدة !! وماذا كتبت ؟‬
‫قال الدير ‪ :‬تت عنوان " اكتشاف مقام الشيخ بركات "‬
‫كتبت تقول ‪:‬‬
‫ولد الشيخ بركات ‪ -‬قدس ال سره ‪ -‬عام ‪1100‬هه وهو من سللة سيدنا خالد بن الوليد‪ ..‬وقد درس‬
‫على عدد كبي من العلماء منهم فلن وفلن‪ ..‬ولقد اشترك مع اليش التركي ف إحدى معاركه مع الصليبيي‬
‫‪..‬‬
‫ولا اشتد القتال مع الصليبيي ‪ ..‬استبد به الماس فنفخ عليهم من فمه ‪ ..‬فآثار رياحا وزوبعة ضخمة ‪ ..‬رفعت‬
‫جيش الصليبيي مسافة مائة متر ف الواء ‪ ..‬وسقطوا جيعا مضرجي بدمائهم‪..‬‬
‫قال سعيد ‪ :‬ما شاء ال !! ومن أين جاء الصحفي بذه العلومات الدقيقة عن الشيخ بركات ؟!!!‬
‫قال الدير ‪ :‬هذه حقائق ‪ ..‬أتظنه جاء با من بيت أبيه ؟!!‪ ..‬هذا تاريخ ‪..‬‬
‫قال سعيد ‪ :‬ولكن هذه دعوى وتتاج إل دليل‪ ..‬فالبينة على من ادعى‪ ..‬وعلي وعليك التثبت من صحة أي‬
‫دعوى ‪ ..‬وإل ادعى كل واحد منا ما يلو له ‪ ..‬قبور ‪ ..‬أولياء ‪ ..‬كرامات ‪..‬‬
‫ث صاح بم سعيد ‪ ..‬يا جاعة ‪ ..‬بصراحة ‪ :‬مقام الشيخ بركات ‪ ..‬قضية متلقة ‪ ..‬وإشاعة ملفقة ‪ ..‬اخترعتها‬
‫أنا والستاذ عادل ‪ ..‬لنثبت با غوغائية الناس وجهلهم ‪ ..‬وعدم تثبتهم ‪ ..‬وهذا الستاذ عادل أمامكم فاسألوه‬
‫إن شئتم ‪..‬‬
‫فالتفتوا إل عادل وقالوا ‪ :‬الستاذ عادل رجل يب الدل مثلك ‪ ..‬وكل قضية يطلب عليها دليل‪ ..‬وهو حاقد‬
‫على الولياء والصالي ‪..‬‬
‫ومهما ادعيت أنت وعادل ‪ ..‬فنحن مؤمنون بأن الشيخ بركات ‪ -‬قدس ال سره ‪ -‬موجود من زمن الجداد‬
‫‪ ..‬والدنيا ل تلو من الولياء والصالي ومقاماتم ‪ ..‬نعوذ بال من الضلل !!‬
‫فسكت عادل وسعيد ‪ ..‬وقرع الرس وانصرف الساتذة إل الدروس‪..‬‬
‫وسار الستاذ سعيد مذهو ًل ما رأى يدث نفسه ‪ :‬الشيخ بركات ‪ ..‬كرامات ‪ ..‬معقول ؟ غي معقول !‪..‬‬
‫أيكن أن يكون كل هؤلء مطئي !! ؟ والريدة كاذبة ؟‬
‫غريب ! والشايخ بالمهس اجتمعوا ف الهدوار وأقهاموا الضهرة والحتفال للشيخ بركات ؟‬
‫لكن الشيخ بركات اخترعه الستاذ عادل !! أيكن أن يكون الرف أصابم جيعا؟ غي مكن !! غي مكن !!‬
‫وبدأت تتسرب إل ذهن سعيد فكرة جديدة ‪ ..‬ربا أن الشيخ بركات موجود فعلً ‪ ..‬وربا أن الستاذ عادل‬
‫يعلم ذلك مسبقا ‪ ..‬لكنه أوهه أنه هو الذي اخترع وجود الشيخ بركات ‪..‬‬

‫( ‪) 18‬‬
‫فكر الستاذ سعيد ف ذلك ‪ ..‬لكنه استعاذ من الشيطان ليبعد هذه الفكرة من عقله ‪ ..‬لكنه ل يفلح ‪..‬‬
‫وف اليوم التال ‪ ..‬استمر النقاش ف الدرسة على هذا النوال ‪ ..‬وكان العام الدراسي ف أواخره ‪ ..‬وانتهت‬
‫الناقشات بذهاب كل أستاذ إل بلده عندما حانت العطلة الصيفية ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫وف العام التال ركب الستاذ عادل والستاذ سعيد الافلة ذاهبي إل الدرسهة ف القرية ‪..‬‬
‫وكان الستاذ عادل قد نسي الوضوع تاما ‪ ..‬مع أنه هو الذي اخترع القضية وأشاعها ‪..‬‬
‫لكنه انتبه إل الستاذ سعيد وهو يتمتم بلسانه بأذكار وأدعية عندما اقتربوا من دوار القرية ‪..‬‬
‫ل لقام الشيخ بركات ينتصب شاما‬
‫وكم كانت دهشتهم كبية عندما وصلوا إل الدوار ‪ ..‬فوجدوا بناءا جي ً‬
‫على الدوار ‪ ..‬وبانبه مسجد كبي فخم على الطراز العماري التركي ‪..‬‬
‫ابتسم الستاذ عادل وعلم أن الناس مساكي سفهاء ‪ ..‬وأن الشيطان قد أفلح ف نشر الشرك بينهم ‪..‬‬
‫فالتفت إل الستاذ سعيد ‪ ..‬ليشاركه التبسم ‪..‬‬
‫ل ‪ ..‬ث‬
‫لكنه فوجئ أن الستاذ سعيد كان غائبا ف ادعيته ‪ ..‬بل صاح سعيد بالسائق ‪ ..‬طالبا منه أن يتوقف قلي ً‬
‫‪ ،‬للستاذ ‪:‬‬ ‫رفع يديه وقرأ الفاتة على روح الشيخ بركات ‪ (..‬بتصرف من مقال ف ملة البيان العدد ‪:‬‬
‫علي ممد ) ‪.‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫ماذا يفعلون هناك ؟‬
‫يقصد كثي من القبوريي الضرحة حاملي معهم الغنام والبقار ‪ ..‬والسكر والقهوة والشاي ‪ ..‬وأنواع‬
‫الطعمة إضافة إل الموال ‪ ..‬ليقدموها قربانا إل صاحب الضريح‪ ..‬وقد يذبون النعام تقربا أيضا للول أو‬
‫الشيخ‪ ..‬ويطوفون بالقب وبتمرغون بترابه‪ ..‬ويطلبون قضاء الوائج وتفريج الكربات منه‪..‬‬
‫بل تد أن هؤلء الفتوني ‪ ..‬يلفون بالموات والقبورين ‪ ..‬فإذا أراد أحدهم أن يلف على شيء ل يقبلوا منه‬
‫أن يلف بال ‪ ..‬بل لو حلف بال وقال ‪ :‬وال العظيم ‪ ..‬أو أقسم بال ‪ ..‬ما قبلوا منه ول صدقوه ‪ ..‬فإذا حلف‬
‫باسم ول من أوليائهم قبلوه وصدقوه ‪..‬‬
‫وقد آل المر ببعض هؤلء إل أن شرعوا للقبور حجا‪ ..‬ووضعوا له مناسك‪ ..‬حت صنف بعض غلتم ف ذلك‬
‫كتابا وساه ‪( :‬مناسك حج الشاهد) مضاهاة منه بالقبور للبيت الرام‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫بل إنم مبالغة منهم ف البدعة والشرك ‪ ..‬جعلوا لزيارة الضريح آدابا ‪..‬‬
‫فينبغي أن يلع الزوار نعالم الضريح ‪ ..‬احتراما لصاحب الضريح ‪..‬‬
‫ويتم دخول القبة بإذن من حارسها‪..‬‬
‫كما يتول خادم الضريح (تطويف) الزوار حول الضريح كما يطوف السلمون حول الكعبة ‪..‬‬

‫( ‪) 19‬‬
‫ويتبك الزوار بالضريح والقبة بطرق شت ‪ :‬فمنهم من يأخذ من ترابا‪ ..‬ومنهم من يضع يديه على السياج‬
‫العدن الذي حول القب ويتمسح با‪ ..‬ث يسح على جسده وملبسه‪.‬‬
‫وإذا دخلت الضريح رأيت أعاجيب العبادة لغي ال ‪..‬‬
‫دعاء القبور والستعانة به واللاح عليه ف الدعاء ‪..‬‬
‫بل ترى الرأة ترفع طفلها ‪ ..‬وتزه وهي تاطب الشيخ القبور راجية منه البكة ف صغيها ‪..‬‬
‫ترى من يسجد وهو مستقبل القب ‪..‬‬
‫إضافة إل تقدي النذور عند هذه القباب ‪..‬‬
‫ومن الناس من يعكف عند القب أياما وشهورا ‪ ..‬التماسا للشفاء أو لقضاء حاجة ‪ ..‬وقد أُلقت ببعض القباب‬
‫غرف انتظار الزائرين لذا الغرض ‪..‬‬
‫كما يظهر على الزائر الشوع والسكينة والتأثر الذي قد يصل إل حد البكاء‪..‬‬
‫فصار هؤلء القبورون آلة من دون ال ‪ ..‬وال ل يرضى أن يعبه نب ول ملك ‪ ..‬فكيف إذا عُبد معه غيهم ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫تشابهت قلوبهم ‪..‬‬
‫هؤلء القبورون ل يستطيعون نصر أنفسهم ‪ ..‬ول نفعها ‪ ,,‬فضلً عن نفع غيهم ‪..‬‬
‫وما أقرب حال من يعظمونم ويافونم ‪ ..‬من حال وفد ثقيف لا أسلموا فخافوا من صنم عندهم ‪ ..‬وهو ل‬
‫يضر ول ينفع ‪..‬‬
‫فقد ذكر موسى بن عقبة ‪:‬‬
‫لا تكن السلم ف الناس ‪ ..‬بدأت القبائل ترسل وفودها لتعلن إسلمها بي يدي النب ‪.. J‬‬
‫ل من قبيلة ثقيف ‪ ..‬إل النب ‪ .. J‬فأنزلم السجد ليسمعوا القرآن ‪..‬‬
‫فأقبل بضعة عشر رج ً‬
‫فلما أرادوا إعلن إسلمهم ‪ ..‬نظر بعضهم إل بعض فتذكروا صنمهم الذي يعبدون ‪ ..‬وكانوا يسمونه الربة ‪..‬‬
‫فسألوا النب ‪ .. J‬عن الربا والزنا والمر فحرم عليهم ذلك كله ‪..‬‬
‫فأطاعوا ‪ ..‬ث سألوه عن الربة ‪ ..‬ما هو صانع با ؟‬
‫قال ‪ :‬اهدموها ‪ ..‬قالوا ‪ :‬هيهات !! لو تعلم الربة أنك تريد أن تدمها ‪ ..‬قتلت أهلها ‪ ..‬ومن حولا ‪..‬‬
‫فقال عمر ‪ : Z‬ويكم ما أجهلكم !! إنا الربة حجر ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬إنا ل نأتك يا ابن الطاب ‪..‬‬
‫ث قالوا ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬تولّ أنت هدمها ‪ .‬أما نن فانا لن ندمها أبدا ‪..‬‬
‫فقال ‪ : J‬سأبعث إليكم من يكفيكم هدمها ‪ ..‬فاستأذنوه أن يرجعوا إل قومهم ‪..‬‬
‫فدعوا قومهم إل السلم ‪ ..‬فأسلموا ومكثوا أياما ‪ ..‬وف قلوبم وجل من الصنم ‪..‬‬
‫فقدم عليهم خالد بن الوليد والغية بن شعبة ف نفر من الصحابة ‪..‬‬
‫فأقبلوا إل الصنم وقد اجتمع الرجال والنساء والصبيان ‪..‬‬

‫( ‪) 20‬‬
‫وهم يرتفون ‪ ..‬وقد أيقنوا أنا لن تنهدم ‪ ..‬وسوف تقتل من يسها ‪..‬‬
‫فأقبل عليها الغية بن شعبة ‪ ..‬فأخذ الفأس ‪ ..‬وقال لصحابه ‪:‬‬
‫وال لضحكنكم من ثقيف ‪ ..‬فضربا بالفأس ‪..‬‬
‫ث سقط يرفس برجله ‪ ..‬فصاح الناس ‪ ..‬وظنوا أن الصنم قتله ‪..‬‬
‫ث قالوا لالد بن الوليد ومن معه ‪ :‬من شاء منكم فليقترب ‪..‬‬
‫فلما رأى الغية فرحتهم بنصرة صنمهم ‪ ..‬قام فقال ‪ :‬وال يا معشر ثقيف ‪ ..‬إنا هي لكاع ‪ ..‬حجارة ومدر ‪..‬‬
‫فاقبلوا عافية ال واعبدوه ‪ ..‬ث ضربا فكسرها ‪ ..‬ث عل الصحابة فوقها فهدموها حجرا حجرا ‪..‬‬
‫واليوم ‪ ..‬جيع هذه الضرحة والقبور ‪ ..‬لو جاءها موحّد فهدما على رؤوس أصحابا لا استطاعت النتقام‬
‫لنفسها ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫كيف نشأ الشرك ‪..‬؟!‬
‫لو تأملت كيف نشأ الشرك على الرض ‪ ..‬لوجدت أنه الغلو ف الصالي ورفعهم فوق منلتهم ‪..‬‬
‫ففي قوم نوح ‪..‬كان الناس موحدين ‪..‬يعبدون ال وحده ل شريك له ‪..‬ول يكن شرك على وجه الرض أبدا‬
‫وكان فيهم خسة رجال صالي ‪ ..‬هم وُد وسواع ويغوث ويعوق ونسر ‪ ..‬وكانوا يتعبدون ‪ ..‬ويعلمون الننس‬
‫الدين ‪ ..‬فلما ماتوا ‪ ..‬حزن عليهم قومهم ‪ ..‬وقالوا ‪ :‬ذهب الذين كانوا يذكروننا بفضل العبادة ‪ ..‬ويأمروننا‬
‫بطاعة ال ‪..‬‬
‫ل ‪ :‬لو صوّرت صورهم ‪ ..‬على شكل تاثيل ‪ ..‬ونصبتموها عند مساجدكم ‪ ..‬فإذا‬
‫فوسوس الشيطان لم ‪ ..‬قائ ً‬
‫رأيتموهم ذكرت العبادة فنشطتم لا ‪..‬‬
‫فأطاعوه ‪ ..‬فاتذوا الصنام رموزا ‪ ..‬لتذكرهم بالعبادة والصلح‪..!..‬‬
‫فكانوا فعلً ‪ ..‬يرون هذه الصنام فيتذكرون العبادة ‪ ..‬ومضت السني ‪ ..‬وذهب هذا اليل ‪ ..‬ونشأ أولدهم‬
‫من بعدهم ‪ ..‬وكبوا وهم يرون آباءهم يثنون على هذه التماثيل والصنام ‪ ..‬ويعظمونا ‪ ..‬لنا تذكرهم‬
‫بالصالي ‪..‬‬
‫ث نشأ قوم بعدهم ‪ ..‬فقال لم إبليس‪ ( :‬إن الذين كانوا من قبلكم كانوا يعبدونا ‪ ..‬وكانوا إذا أصابم قحط أو‬
‫حاجة لئوا إليها ) فاعبدوها‪..‬‬
‫فعبدوها ‪ ..‬حت بعث ال إليهم نوحا عليه السلم ‪ ..‬فدعاهم ألف سنة إل خسي عاما ‪ ..‬فما آمن معه إل قليل‬
‫‪ ..‬فغضب ال على الكافرين ‪ ..‬فأهلكهم بالطوفان ‪..‬‬
‫هذا ما حدث ف قوم نوح عليه السلم ‪..‬‬
‫فكيف نشأ الشرك ف قوم إبراهيم ؟ كانوا يعبدون الكواكب والنجوم ‪ ..‬ويرون أنا تتحكم ف الكوان ‪..‬‬
‫تكشف الكربات ‪ ..‬وتيب الدعوات ‪ ..‬وتب الاجات ‪..‬‬
‫يعتقدون أن هذه الكواكب ( وسطاء ) بي ال وخلقه ‪ ..‬وأنم موكول إليهم تصريف هذا العال ‪..‬‬

‫( ‪) 21‬‬
‫ث ل يلبثوا أن صنعوا أصناما ‪ ..‬على صور الكواكب واللئكة ‪..‬‬
‫وكان أبوه يصنع الصنام فيعطيها أولده فيبييعونا ‪ ..‬وكان يلزم إبراهيم للخروج لبيع الصنام ‪ ..‬فكان‬
‫إبراهيم ينادي عليها ‪ :‬من يشتري ما يضره ول ينفعه ؟‬
‫فيجع إخوته وقد باعوا أصنامهم ‪ ..‬ويرجع إبراهيم بأصنامه كما هي ‪..‬‬
‫ث دعا أباه وقومه إل نبذ هذه الصنام ‪ ..‬فلم يستجيبوا له ‪..‬‬
‫فحطم أصنامهم ‪ ..‬فحاولوا إحراقه فأناه ال من النار ‪..‬‬
‫الوارثون للشرك ‪..‬؟؟‬
‫هذا حال قوم نوح وإبراهيم ‪..‬‬
‫واليوم نأت إل القبوريي فنسأل ‪ :‬كيف تبدأ علقتهم بالقب أو الضريح ؟ وكيف تنتهي بم إل الشرك ؟‬
‫تبدأ العلقة بتقديس الشخاص ‪ ..‬ذوي الصلح والتقوى ‪..‬‬
‫ومن ث ‪ :‬تستحب زيارة تلك البقاع ‪ ..‬ليس لتذكر الوت والخرة ‪ ..‬بل لتذكر الشيخ الصال والعتبار به ‪..‬‬
‫ث دعاء ال عندها رجاء الجابة ‪ ..‬ث لس القب وتقبيله ‪ ..‬والتمسح به ‪..‬‬
‫ث اتاذه ( واسطة ) و ( وسيلة ) للستشفاع به عند ال ‪ ..‬ويزعمون أن صاحب الضريح طاهر مكرم ‪..‬‬
‫مقرب معظم ‪ ..‬له جاه عند ال ‪ ..‬بينما صاحب الاجة متلطخ بالذنوب ‪ ..‬ل يصلح أن يدعو ال مباشرة ‪..‬‬
‫فل ب ّد أن يعل صاحب القب واسطة بينه وبي ال !!‬
‫ث يقذف الشيطان ف قلوب الزائرين ‪ ..‬يقول لم ‪:‬‬
‫ما دام هذا القبور مكرما فقد يعطيه ال تصرفا وقدرة ‪..‬‬
‫فيبدأ الزائر يعظم القبور ف نفسه ‪ ..‬ويهابه ‪ ..‬ويرجوه ‪..‬‬
‫ث بعد ذلك يدعوه ‪ ..‬ويستغيث به ‪ ..‬ث يبن عليه مسجدا ‪ ..‬أو قبة وضريا ‪..‬‬
‫ويوقد فيه القناديل ‪ ..‬ويعلق عليه الستور ‪ ..‬ويعبده بالسجود له ‪ ..‬والطواف به ‪ ..‬وتقبيله واستلمه‪ ..‬والج‬
‫إليه‪ ..‬والذبح عنده‪ ..‬ث ينسجون حوله الكرامات ‪ ..‬والقصص والكايات ‪ ..‬فهذه امرأة دعته فرزقت زوجا‬
‫‪ ..‬والثانية أنبت ولدا ‪ ..‬وهكذا ‪..‬‬
‫وبعضهم يردد قائلً ‪ ..‬من زار العتاب ما خاب ‪ ..‬أي‪ :‬من زار الضرحة والعتاب ( القدسة ) ‪ ..‬قضيت‬
‫حاجته ونال مراده‪..‬‬
‫بل سئل أحد التجار‪ :‬لاذا تقسم للزبائن بضريح الشيخ ‪ ..‬ول تقسم بال ؟‬
‫فقال ‪ :‬إنم هنا ل يرضون بالقسم باسم ال‪ ..‬ول يرضون إل بالقسم بضريح سيدنا فلن ‪..‬‬
‫فانظر كيف صار تعظيمهم للضريح أكب من تعظيمهم ل !!‬
‫وما دام المر كذلك ‪ ..‬فما الفرق بي كوم تراب ‪ ..‬وحجارة وأخشاب ‪ ..‬أو ضريح ومقام ‪ ..‬أو صور وأصنام‬
‫‪ ..‬أو أي شيء من الخلوقات؟‪ ..‬ل فرق‪ ..‬الهم وجود (السر) والتوجه إل صاحبه!‪ ..‬واعتقاد أنه يضر وينفع‬
‫‪ ..‬ويغن ويشفع ‪..‬‬

‫( ‪) 22‬‬
‫وما أقرب حال هؤلء با حكاه أبو رجاء العطاردي ‪ .. Z‬لا قال ‪:‬‬
‫كنا ف الاهلية نعبد الصنام ‪ ..‬والحجار والشجار ‪..‬‬
‫فكان أحدنا يعبد حجرا ‪ ..‬فإذا رأى حجرا آخر أمثل منه ‪ ..‬ألقى حجره وعبد الخر ‪..‬‬
‫فإذا ل ند حجرا جعنا جُثوة من تراب ث جئنا بالشاة فحلبناه عليه ث طفنا به‪..‬‬
‫فخرجنا مرة ف سفر ‪ ..‬ومعنا إلنا الذي نعبده ‪ ..‬حجر قد جعلناه ف خُرج ‪ ..‬فكنا إذا أشعلنا نارا لطعام فلم‬
‫ند حجرا ثالثا للقدر ‪ ..‬وضعنا إلنا ‪ ..‬وقلنا ‪ :‬هو أدفأ له إذا اقترب من النار ‪..‬‬
‫فنلنا من ًل يوما ‪ ..‬وأخرجنا الجر من الُرج ‪..‬فلما ارتلنا صاح صائح من قومي فقال ‪ :‬أل إن ربكم قد ضل‬
‫فالتمسوه ‪..‬‬
‫فركبنا كل بعي صعب وذلول نبحث عن ربنا ‪..‬‬
‫فبينما نن نبحث إذ سعت صائحا آخر من قومي يقول ‪ :‬أل إن قد وجدت ربكم ‪ ..‬أو ربا يشبهه ‪..‬‬
‫فرجعت إل موضع رحالنا ‪ ..‬فرأيت قومي ساجدين عند صنم ‪ ..‬فأتينا فنحرنا عنده البل ‪..‬‬
‫فاعجب من جهلهم ف جاهلية ما قبل السلم ‪ ..‬واعجب أكثر من جاهليتهم اليوم ‪..‬‬
‫بال عليك ما الفرق بي يعبد حجرا ‪ ..‬ومن يعبد قبا ‪..‬‬
‫بي من ينل حاجاته بأصنام ‪ ..‬ومن ينلا برفات وعظام ‪..‬‬
‫بي من يتعبد لقبور الولياء ‪ ..‬ومن يتعبد لطي وماء ‪..‬‬
‫نعم كل هؤلء يقولون ‪ :‬ما نعبدهم إل ليقربونا إل ال زلفى ‪..‬‬
‫وهذا ما أوقع القبوريي ف وثنية صرية ل شك فيها ول خفاء ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫أربعة اعتراضات ‪ ..‬الول ‪:‬‬
‫قد يقول بعض التعلقي بالقبور ‪ ..‬الداعي لا ‪ ..‬أنتم تشددون علينا ‪ ..‬فنحن ل نعبد الموات ‪ ..‬لكن هؤلء‬
‫القبورين أولياء صالون ‪ ..‬لم عند ال جاه ومكان ‪ ..‬فهم يشفعون لنا عند ال ‪..‬‬
‫فنقول ‪ :‬هذا هو شرك كفار قريش ف عبادتم للصنام ‪..‬‬
‫فمشركو العرب كانوا مقرين بتوحيد الربوبية ‪ ..‬وأن الالق الرازق الدبر هو ال وحده ل شريك له ‪ ..‬كما‬
‫ليّ مِ َن الَّيتِ‬
‫خرِجُ ا َ‬
‫قال تعال ‪ ( :‬قُ ْل مَن َي ْر ُزقُكُم مّنَ السّمَا ِء وَا َل ْرضِ َأمّن يَ ْم ِلكُ السّمْ َع وَالَْبصَارَ َومَن يُ ْ‬
‫ج الَّيتَ مِنَ الَ ّي َومَن ُيدَّب ُر ا َلمْ َر فَسََيقُولُو َن ال ّل ُه فَقُلْ َأفَل َتّتقُونَ ) [يونس‪.]31 :‬‬
‫خرِ ُ‬
‫َويُ ْ‬
‫ومع ذلك قاتلهم النب ‪ .. J‬واستحل دماءهم ‪ ..‬وأموالم ‪ ..‬لنم ل يفردوا ال عز وجل بميع أنواع العبادة‬
‫‪..‬‬
‫واليات القرآنية ‪ ..‬والحاديث النبوية ‪ ..‬الت حذرت من عبادة غي ال ‪ ..‬بينت أن الشرك بال هو أن يعل‬
‫العبد ل ندا شريكا ف العبادة سواءً كان صنما أو حجرا ‪ ..‬أو نبيا أو وليا أو قبا ‪..‬‬

‫( ‪) 23‬‬
‫نعم الشرك هو أن يفعل لغي ال شيئا يتص به ال سبحانه سواءً أطلق على ذلك الغي ما كان تطلقه عليه‬
‫الاهلية كالصنم والوثن ‪ ..‬أو أطلق عليه اسا آخر كالول والقب والشهد ‪..‬‬
‫ولو ظهرت علينا اليوم فرقة جديدة من الفرق ‪ ..‬وادعت أن ل صاحبة وولدا لصار حكمهم حكم النصارى ‪..‬‬
‫وانطبقت عليهم اليات الت نزلت ف النصارى ‪ ..‬وإن ل يسموا أنفسهم نصارى ‪ ..‬لن حكمهما واحد ‪..‬‬
‫فكذلك عباد القبور اليوم ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫الثاني ‪ ..‬وقد يعترض بعض التعلقي بالقبور ‪ ..‬ويقولون ‪:‬‬
‫نن نتقرب إل القبورين ‪ ..‬من الولياء والصالي ‪ ..‬من أجل طلب الشفاعة‪ ..‬فهؤلء الوتى قوم صالون‬
‫كانوا ف الدنيا صوامي ف النهار ‪ ..‬بكائي ف السحار ‪ ..‬فلهم جاه وقدر عند ال ‪ ..‬نن نطلب منهم أن‬
‫يشفعوا لنا عند ال ‪..‬‬
‫فنقول لم ‪ ..‬يا قوم ‪ ..‬ويكم أجيبوا داعي ال وآمنوا به ‪..‬‬
‫ض ّر ُهمْ وَل يَن َفعُ ُهمْ‬
‫إن ال قد سّى اتاذ الشفعاء شركا ‪ ..‬فقال سبحانه ‪َ ( :‬وَيعُْبدُونَ مِن دُونِ ال ّل ِه مَا ل َي ُ‬
‫ت وَل فِي ا َل ْرضِ ُسبْحَاَنهُ َوَتعَالَى عَمّا‬
‫َوَيقُولُونَ َهؤُلءِ ُش َفعَاؤُنَا عِن َد ال ّلهِ قُلْ َأتُنَبّئُو َن ال ّلهَ بِمَا ل َي ْع َلمُ فِي السّ َموَا ِ‬
‫[يونس‪.]18 :‬‬ ‫شرِكُونَ )‬
‫يُ ْ‬
‫ونقول لم أيضا ‪ ..‬نن نؤمن معكم ‪ ..‬بأن ال تعال أعطى النبياء والولياء الشفاعة ‪ ..‬وهم أقرب الناس إليه‬
‫‪ ..‬لكن ربنا نانا عن سؤالم ودعائهم ‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬النبياء والولياء والشهداء ‪ ..‬لم شفاعة عند ال ‪ ..‬ولكنها ليست بأيديهم يشفعون لن شاؤوا ‪..‬‬
‫ويتركون من شاؤوا ‪ ..‬كل ‪ ..‬بل ل يشفعون إل بعد أن يأذن ال لم ‪ ..‬ويرضى عن الشفوع ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫الثالث ‪ ..‬وقد يعترض بعض التعلقي بالقبور فيقولون ‪..‬‬
‫إن الكثي من السلمي ف القدي والديث يبنون على القبور‪ ..‬ويتخذون الشاهد والقباب‪ ..‬ويتحرون الدعاء‬
‫عندها ‪ ..‬فهل المة كلها على باطل ‪ ..‬وأنتم على الق ‪..‬‬
‫فنقول لم ‪ :‬أكثر هذه الشاهد والضرحة مكذوبة ‪ ..‬ل تصح نسبتها إل أصحابا‪ ..‬كما تقدم ‪..‬‬
‫وأيضا ‪ ..‬فإن البناء على القبور وتري الدعاء عندها ‪ ..‬من البدع النكرة ‪..‬‬
‫كما ف قوله ‪ ( : J‬لعن ال اليهود والنصارى اتذوا قبور أنبيائهم مساجد يذّر ما صنعوا ) متفق عليه ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫الرابع ‪ ..‬وهنا شبهة ‪ ..‬قد يقذفها الشيطان ف بعض القلوب ‪..‬‬
‫وهي أن قب النب ‪ J‬قد ضُمّن السجد النبوي دون نكي‪ ..‬ولو كان ذلك حراما ل يدفن فيه‪ ..‬كما يتجون‬
‫بوجود القبة على قبه ‪.. J‬‬
‫والواب‪ :‬أن النب ‪ J‬دفن حيث مات ‪ ..‬والنبياء يدفنون حيث يوتون كما جاءت بذلك الحاديث ‪..‬‬

‫( ‪) 24‬‬
‫فدفن ف حجرة عائشة ‪ .. Z‬فلم يدفن ف السجد ‪ ..‬وإنا دفن ف الجرة ‪ ..‬هذا ف أول المر ‪..‬‬
‫والصحابة ‪ Z‬دفنوه ف حجرة عائشة كي ل يتمكن أحد بعدهم من اتاذ قبه مسجدا ‪ ..‬كما ف حديث‬
‫عائشة ‪ Z‬قالت ‪ :‬قال رسول ال ‪ J‬ف مرضه الذي مات فيه ‪ ( :‬لعن ال اليهود والنصارى اتذوا قبور‬
‫أنبيائهم مساجد ‪ ..‬قالت ‪ :‬فلول ذلك أُب ِرزَ قبه غي أنه خشي أن يتخذ مسجدا ) أخرجه البخاري ومسلم ‪..‬‬
‫نعم دفن أول المر ف بيت عائشة ‪ ..‬وكان بيت عائشة ملصقا للمسجد من الهة الشرقية ‪..‬‬
‫ومضت السنوات ‪ ..‬والناس يكثرون ‪ ..‬والصحابة يوسعون السجد من جيع الهات ‪ ..‬إل من جهة القب ‪..‬‬
‫وسعوه من جهة الغرب والشمال والنوب ‪ ..‬إل الهة الشرقية فلم يوسعوه منها لن القب يجزهم عن ذلك‬
‫‪..‬‬
‫وف سنة ثان وثاني ‪ ..‬أي بعد وفاة النب ‪ J‬بسبع وسبعي سنة ‪ ..‬وبعدما مات عامة الصحابة الذين كانوا‬
‫بالدينة ‪ ..‬أمر الليفة الولي ُد بن عبد اللك بدم السجد النبوي لتوسعته ‪ ..‬وأمر بتوسعته من جيع الهات ‪..‬‬
‫وإضافة جيع حُجر أزواج النب ‪ .. J‬عندها وسع من الهة الشرقية ‪ ..‬وأدخلت فيه الجر َة النبويةَ حجرةَ‬
‫( انظر‪ :‬الرد على الخنائي‪ ،‬ص ‪ ،184‬ومموع الفتاوى‪ 27 ،‬ه ‪ ، 323‬تاريخ‬ ‫عائشة ‪ .. Z‬فصار القب بذلك ف السجد ‪..‬‬
‫ابن كثي‪.. ) 9/74 ،‬‬
‫فهذه قصة القبر والمسجد ‪..‬‬
‫إذن ‪ ..‬ل يصح لحد أبدا ‪ ..‬أن يتج با وقع بعد الصحابة ‪ .. Z‬لنه مالف للحاديث الثابتة ‪ ..‬وما فهمه‬
‫سلف المة‪ ..‬وقد أخطأ الوليد بن عبد اللك – عفا ال عنه ‪ -‬ف إدخاله الجرة النبوية ضمن السجد‪ ..‬لن‬
‫النب ‪ J‬نى عن بناء الساجد على القبور ‪ ..‬وكان الصل أن يوسّ َع السجد من الهات الخرى دون أن يتعرض‬
‫النبوية ‪..‬‬ ‫للحجرة‬
‫وكذلك القبة الت فوق قبه ‪ .. J‬فإنا ليس بناؤها منه ‪ .. J‬ول من الصحابة ‪ Z‬ول من تابعيهم ول تابعي‬
‫التابعي ول من علماء أمته وأئمة ملته‪ ..‬بل هذه القبة العمولة على قبه ‪ J‬من أبنية بعض ملوك مصر التأخرين‬
‫‪678‬هه‪(..‬انظر‪ :‬تذير الساجد لللبان‪ ،‬ص ‪ ،93‬وصراع‬ ‫‪ ..‬وهو قلوون الصالي العروف باللك النصور ف سنة‬
‫بي الق والباطل‪ ،‬لسعد صادق ‪ ،‬ص ‪ ، 106‬تطهي العتقاد‪ ،‬ص ‪. ) 43‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫نداء ‪ ..‬نداء ‪..‬‬
‫أقول للمتعلقي بالقبورين ‪ ..‬يا قومنا أجيبوا داعي ال وآمنوا به ‪..‬‬
‫بال عليكم ‪ ..‬هل تعلمون أن السلف الصال كانوا يصصون قبا‪ ..‬أو يرجون بشرا ؟ أو يتوسلون بضريح‬
‫ومقام ؟ ويغفلون عن اللك العلم ؟‬
‫وهل تعلمون أن واحدا منهم وقف عند قب النب ‪ J‬أو قب أحد من أصحابه وآل بيته‪ ..‬يسأله قضاء حاجة من‬
‫الاجات ‪ ..‬أو تفريج كربة من الكربات ؟‬
‫وهل تعلمون أن الرفاعي والدسوقي واليلن والبدوي أكرم عند ال وأعظم وسيلة إليه من النبياء والرسلي‪..‬‬
‫والصحابة والتابعي ؟‬

‫( ‪) 25‬‬
‫وانظر إل الصحابة ف عهد عمر ‪ Z‬ف الدينة النبوية ‪ ..‬لا أجدبت الرض ‪ ..‬وانقطع القطر ‪ ..‬وشكوا ذلك إل‬
‫عمر ‪ .. Z‬خرج بم ث صلى صلة الستسقاء ‪ ..‬ث رفع يديه وقال ‪:‬‬
‫اللهم إنا كنا إذا أجدبنا توسلنا بدعاء نبينا لنا فأسقيتنا ‪ ..‬اللهم وإنا نتوسل إليك بدعاء عم نبيك ‪ .. J‬ث التفت‬
‫إل العباس ‪ Z‬وقال ‪ :‬قم يا عباس فادعُ ال أن يسقينا ‪ ..‬فقام العباس ودعا ال تعال ‪ ..‬وأمن الناس على دعائه‬
‫وبكوا وابتهلوا ‪ ..‬حت اجتمع فوقهم السحاب وأمطروا ‪..‬‬
‫فانظر إل الصحابة الكرام ‪ ..‬وهم أكثر منا فقها ‪ ..‬وأعظم مبة للنب ‪ .. J‬لا أصابتهم الاجات ‪ ..‬ونزلت بم‬
‫الكربات ‪ ..‬ما ذهبوا إل قب نبيهم ‪ .. J‬وقالوا ‪ :‬يا رسول ال !! اشفع لنا عند ال ‪ ..‬كل ‪ ..‬فهم يعلمون أن‬
‫دعاء اليت ل يوز وإن كان نبيا مرسلً ‪ ..‬أو وليا مقربا ‪..‬‬
‫فهم إذا أرادوا الاجات ‪ ..‬التمسوا كشف الكربات بالدعوات الصالات ‪..‬‬
‫فآهٍ ث آهٍ ‪ ..‬لساكي اليوم يزدحون على عظام ورفات ‪ ..‬يلتمسون منها الغفرة والرحات ‪..‬‬
‫يا قومنا ‪ ..‬ويكم ‪..‬‬
‫هل تعلمون أن النب ‪ J‬حينما نى عن إقامة الصور والتماثيل ‪ ..‬نى عنها عبثا ولعبا ‪ ..‬أم أنه خاف أن تعيد‬
‫للمسلمي جاهليتهم الول ؟ بعبادة الصور والتماثيل ؟‬
‫وأي فرق بي من يعظم الصور والتماثيل ‪ ..‬وبي من يعظم الضرحة والقبور ‪ ..‬ما دام كل منها ير إل‬
‫الشرك‪ ..‬ويفسد عقيدة التوحيد ؟‬
‫* * * * * * * * *‬
‫ومن وسائل الشرك ‪ ..‬الحلف بغير الله ‪:‬‬
‫فل يوز اللف بالكعبة ‪ ..‬ول بالمانة ‪ ..‬ول بالشرف ‪ ..‬ول ببكة فلن ‪ ..‬ول بياة فلن ‪..‬ول باه النب ‪..‬‬
‫ول باه الول ‪ ..‬ول بالباء والمهات ‪ ..‬كل ذلك حرام ‪ ..‬لن اللف تعظيم ل يصح إل ل ‪..‬‬
‫وقد روى أحد عن ابن عمر مرفوعا ‪" :‬من حلف بغي ال فقد أشرك" ‪..‬‬
‫وقال ‪ :‬من كان حالفا فليحلف بال أو ليصمت ‪..‬‬
‫فإذا حلف بغي ال ‪ ..‬وكان الالف يعتقد أن عظمة الحلوف به كعظمة ال فهو شرك أكب ‪ ..‬وإن اعتقد أن‬
‫الحلوف به أقل من ال ‪ ..‬فهو شرك أصغر ‪..‬‬
‫ومن جرى على لسانه شيء من هذا بغي قصد ‪ ..‬فكفارته أن يقول ‪ :‬ل إله إل ال ‪ ،‬كما روى البخاري أن‬
‫النب قال ‪ ( :‬من حلف فقال ف حلفه باللت والعزى فليقل ‪ :‬ل إله إل ال ) ‪..‬‬
‫ومن كان اللف بغي ال يرى على لسانه ‪ ..‬فيجب أن ياهد نفسه على تركه ‪..‬‬
‫وبعضهم يلف بال كاذبا ‪ ..‬ول يترئ أن يلف بشيخه كاذبا ‪..‬‬
‫ومن شرك اللفاظ الذي يري على ألسنة بعض الناس ‪..‬‬
‫كقول بعضهم ‪ :‬ما شاء ال وشئت ‪ ..‬أو ‪ :‬لول ال وفلن ‪ ..‬أو ‪ :‬مال إل ال وأنت ‪ ..‬وهذا من بركات ال‬
‫وبركاتك ‪..‬‬

‫( ‪) 26‬‬
‫والصواب أن يقول ‪ :‬ما شاء ال ث فلن ‪ ..‬ولول ال ث فلن ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫ومن وسائل الشرك ‪:‬‬
‫تعليق التمائم والروز والوراق والجب ‪ ..‬خوفا من العي وغيها ‪ ..‬فإذا اعتقد أن هذه مرد أسباب وطرق‬
‫لرفع البلء أو دفعه ‪ ..‬فهذا شرك أصغر ‪..‬‬
‫أما إن اعتقد أنا تتحكم وتدفع البلء بنفسها ‪ ..‬فهذا شرك أكب لنه تعلق بغي ال ‪ ..‬وجعل لغي ال تصرفا ف‬
‫الكون مع ال ‪..‬‬
‫والتمائم نوعان ‪:‬‬
‫من القرآن ‪ :‬كمن يعلق قماشا أو جلدا ‪ ..‬أو قطعة ذهب ‪ ..‬أو غيها قد كتب عليه آيات من القرآن ‪ ..‬وهذه‬
‫ل توز ‪ ..‬لنا ل يرد فعلها عن النب ‪ J‬وأصحابه ‪ ..‬وقد تر إل تعليق غيها ‪..‬‬
‫والنوع الثان ‪ :‬من غي القرآن ‪ ..‬كمن يعلق ما كتب عليه أساء الن ‪ ..‬ورموز السحرة ‪ ..‬وهذا من وسائل‬
‫الشرك عياذا بال ‪..‬‬
‫قال ابن مسعود ‪ :‬من قطع تيمة من إنسان ‪ ..‬فكأنا أعتق رقبة ‪..‬‬
‫ورأى حذيفة بن اليمان رجلً قد علق ف يده حلقة من صفر ( حديد ) ‪ ..‬فقال له ‪ :‬ما هذا ؟‬
‫قال ‪ :‬من الواهنة ‪ ..‬أي خوف العي ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬انزعها فإنا ل تزيدك إل وهنا ‪ ..‬لو متّ وهي عليك ما أفلحت أبدا ‪..‬؟؟؟‬
‫* * * * * * * * *‬
‫وكذلك الرقى ‪ ..‬وهي الذكار والوراد الت تقرأ على الريض ‪..‬‬
‫فالائز منها ما كان بكلم ال أو بأساء ال وصفاته ‪ ..‬مثل أن يقرأ الفاتة والعوذات على الريض ‪ ..‬أو يدعو‬
‫بشيء ما ورد ف السنة النبوية ‪..‬‬
‫أما ترديد أساء الن ‪..‬أو حت ترديد أساء اللئكة والنبياء والصالي ‪..‬فهذا دعاء لغي ال وهو شرك أكب‪..‬‬
‫وكيفيتها ‪ :‬أن يقرأ وينفث عل الريض ‪ ..‬أو يقرأ ف ماء ويسقاه الريض ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫ومن الشرك ‪ :‬ادعاء علم الغيب ‪..‬‬
‫فل يعلم الغيب إل ال وحده‪ ..‬قال تعال ‪ :‬قل ل يعلم من ف السموات والرض الغيب إل ال ‪..‬‬
‫فل يكن لحد أبدا ‪ ..‬أبدا ‪ ..‬أن يعلم الغيب ‪ ..‬ل ملك مقرب ‪ ..‬ول نب مرسل ‪..‬ول ول متعبد ‪ ..‬ول إمام‬
‫متبع ‪ ..‬كل ‪ ..‬كل ‪ ..‬ل يعلم الغيب إل ال ‪..‬‬
‫إل أن يكون رسو ًل يوحى ال إليه شيئا من الغيبات ‪ ..‬كما أخب ال نبيه ‪ J‬بكائد الكفار له ‪ ..‬وأشراط الساعة‬
‫‪ ..‬ونو ذلك ‪..‬‬
‫فمن ادعى علم الغيب بأي وسيلة من الوسائل ‪ ..‬كقراءة الكف أو الفنجان ‪ ..‬أو النظر ف النجوم ‪ ..‬أو‬
‫الكهانة أو السحر ‪..‬فهو كاذب كافر ‪..‬‬
‫( ‪) 27‬‬
‫وما يصل من الشعوذين والدجالي من الخبار بالفقودات أو الغائبات ‪ ..‬وعن أسباب بعض المراض ‪ ..‬إنا‬
‫هو باستخدام الن والشياطي ‪..‬‬
‫وقد يذهب بعض ضعاف اليان إل النجمي فيسألم عن مستقبله وعن زواجه ‪ ..‬وهذا حرام ‪ ..‬ومن ادعى‬
‫علم الغيب أو صدق من يدعيه فهو مشرك كافر ‪..‬‬
‫ومن ذلك اللجوء إل أبراج الظ ف الرائد والجلت ‪ ..‬أو التصال هاتفيا على بعض من يدعي معرفة الغيب‬
‫‪ ..‬أو سؤالُهم ‪ ..‬كل ذلك حرام ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫ومن وسائل الشرك ‪ :‬السحر والكهانة والعرافة ‪..‬‬
‫والسحر هو ‪ :‬عزائم وكلم وأدوية وتدخينات ‪ ..‬وله حقيقة ‪ ..‬وقد يؤثر ف القلوب والبدان ‪ ..‬فيمرض ‪..‬‬
‫ويقتل ‪ ..‬ويفرق بي الرء وزوجه ‪..‬‬
‫وهو من أعظم الذنوب ‪ :‬قال ‪(:‬اجتنبوا السبع الوبقات قالوا ‪ :‬وما هي ؟ قال ‪ :‬الشراك بال والسحر )‪..‬‬
‫فالسحر فيه استخدام الشياطي ‪ ..‬والتعلق بم ‪ ..‬والتقرب إليهم با يبونه ‪ ..‬ليقوموا بدمة الساحر ‪ ..‬وفيه‬
‫أيضا ادعاء علم الغيب ‪ ..‬وهذا كفر وضلل ‪..‬‬
‫لذا قال تعال ‪ :‬إِنّمَا صََنعُوا َك ْيدُ سَا ِح ٍر وَل ُي ْفلِحُ السّا ِحرُ حَ ْيثُ َأتَى ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وحكم الساحر القتل ‪ ..‬كما فعل جاعة من الصحابة‬
‫والعجب أننا أصبحنا ف زمان ‪ ..‬تساهل الناس فيه بالسحر ‪ ..‬وربا عدوا ذلك فنا من الفنون الت يفتخرون با‬
‫‪ ..‬وينحون الوائز لصحابا ‪..‬‬
‫ويقيمون للسحرة الفلت‪..‬والسابقات‪..‬ويضرها آلف التفرجي والشجعي ‪..‬وهذا من التهاون بالعقيدة‬
‫وما أجل أن يصنع بالساحر ما صنعه أبو ذر الغفاري ‪.. Z‬‬
‫فإنه دخل على أحد اللفاء فرأى بي يديه ساحرا ‪ ..‬يلعب بسيف ف يده ‪ ..‬وييل للناس أنه يضرب يقطع رأس‬
‫الرجل ث يعيده ‪..‬‬
‫فجاء أبو ذر من اليوم التال ‪ ..‬وقد لبس رداءه ‪ ..‬وخبأ سيفه تته ‪ ..‬ث دخل على الليفة ‪ ..‬فإذا الساحر بي‬
‫يديه يلعب بالسيف ‪ ..‬ويسحر أمام الناس ‪ ..‬وهم ف عجب وإعجاب ‪..‬‬
‫فاقترب منه أبو ذر ‪ ..‬ث أخرج سيفه فجأة ورفع وهوى به على رقبة هذا الساحر ‪ ..‬فأطار رأسه ‪..‬‬
‫فسقط الساحر صريعا ‪ ..‬وقال أبو ذر ‪ :‬سعت النب ‪ J‬يقول ‪ :‬حد الساحر ضربة بالسيف ‪..‬‬
‫ث التفت إليه أبو ذر وقال ‪ :‬أحيي نفسك ‪ ..‬أحيي نفسك ‪ ..‬؟؟؟‬
‫* * * * * * * * *‬
‫وقد قال ‪ ( :‬من أتى كاهنا فصدقه با يقول فقد كفر با أنزل على ممد ) ‪.‬‬
‫وما يب التنبه له ‪ :‬أن السحرة والكهان والعرافي يعبثون بعقائد الناس ‪ ..‬بيث يظهرون بظهر الطباء ‪..‬‬
‫فيأمرون الرضى بالذبح لغي ال ‪ ..‬بأن يذبوا خروفا صفته كذا وكذا ‪ ..‬أو دجاجة ‪..‬‬

‫( ‪) 28‬‬
‫وأحيانا يكتبون لم الطلسم الشركية ‪ ..‬والتعاويذ الشيطانية ‪..‬‬
‫بصفة حروز يعلقونا ف رقابم ‪ ..‬أو يضعونا ف صناديقهم ‪ ..‬أو ف بيوتم ‪..‬‬
‫وبعضهم يظهر بظهر الول الذي له خوارق وكرامات ‪ ..‬كأن يضرب نفسه بالسلح ‪ ..‬أو يضع نفسه تت‬
‫عجلت السيارة ول تؤثر فيه ‪..‬‬
‫أو غي ذلك من الشعوذات ‪ ..‬الت هي ف حقيقتها سحر من عمل الشيطان ‪ ..‬يريه على أيديهم ‪..‬‬
‫وشياطينهم تنس عند ذكر ال ‪..‬‬
‫كما ذكر أحد الشباب أنه سافر يوما إل إحدى الدول ‪ ..‬ودخل أحد مسارحها ‪ ..‬وأخذ ينظر إل ما يسمى‬
‫السيك ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬وبينما نن ننظر إل اللعاب التنوعة ‪ ..‬فإذا بامرأة تأت ث تشي على حبل بقدرة عجيبة ‪ ..‬ث قفزت على‬
‫الدار ‪ ..‬ومشت عليه كما تشي البعوضة ‪ ..‬والناس قد أخذ منهم العجب منها كل مأخذ ‪ ..‬فقلت ف نفسي‬
‫‪ ..‬ل يكن أن يكون ما تفعله حركات بلوانية تدربت عليها ‪ ..‬صحيح أنا عاص ‪ ..‬لكن موحّد ‪ ..‬ل أرضى‬
‫بثل هذا فتحيت ماذا أفعل ؟‬
‫فتذكرت إن حضرت خطبة جعة عن السحر والسحرة ‪ ..‬وكان ما ذكر الشيخ أن السحرة يستعملون‬
‫الشياطي ‪ ..‬وأن الشياطي يبطل كيدها ‪ ..‬وتفن قوتا إذا ذكر ال ‪..‬‬
‫فقمت من على كرسيي ‪ ..‬ومضيت أمشي متجها إل خشبة السرح ‪ ..‬والناس يصفقون معجبي ‪ ..‬ويظنون‬
‫لفرط إعجاب ‪ ..‬أقترب من الساحرة ‪..‬‬
‫فلما وصلت إل السرح ‪ ..‬وصرت قريبا من هذه الساحرة ‪ ..‬وجهت نظري إليها ث قرأت آية الكرسي ‪ ( :‬ال‬
‫ل إله إل هو الي القيوم ل تأخذه سنة ول نوم ‪ .. ) ..‬فبدأت الرأة تضطرب ‪ ..‬وتضطرب ‪ ..‬فوال ما ختمت‬
‫الية إل وقعت على الرض ‪ ..‬وأخذت تنتفض ‪ ..‬وقام الناس وفزعوا ‪ ..‬وحلوها إل الستشفى ‪..‬‬
‫وصدق ال إذ قال ( إن كيد الشيطان كان ضعيفا ) ‪ ..‬وقال ‪ ( :‬ومكروا ومكر ال وال خي الاكرين ) ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫ومن وسائل الشرك ‪ :‬تعظيم التماثيل والنصب التذكارية ‪..‬‬
‫والتماثيل جع تثال ‪ ..‬وهو الصورة الجسمة على شكل إنسان أو حيوان ‪..‬‬
‫والنصب التذكارية ‪ :‬تاثيل يقيمونا على صور الزعماء والعظماء ‪ ..‬وينصبونا ف اليادين والدائق ونوها ‪..‬‬
‫وما وقع الشرك ف الرض إل بسبب هذه التماثيل ‪..‬‬
‫أما ترى قوم نوح لا صنعوا تاثيل لرجال منهم ‪ ..‬ل يض عليهم زمن حت عبدوهم من دون ال ‪..‬‬
‫لذا نى عن نصب التماثيل ‪ ..‬وعن تعليق الصور ‪ ..‬لن ذلك وسيلة إل الشرك ‪..‬‬
‫بل لعن الصورين ‪ ..‬وأخب أنم أشد الناس عذابا يوم القيامة ‪ ..‬وأمر بطمس الصور ‪ ..‬وأخب أن اللئكة ل‬
‫تدخل بيتا فيه صورة ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫ومن وسائل الشرك ‪ :‬التوسل البدعي ‪:‬‬
‫( ‪) 29‬‬
‫كالتوسل باه النب ‪ ..‬أو بذوات الخلوقي أو حقهم ‪ ..‬أو بطلب الدعاء والشفاعة من الموات ‪ ..‬فل يوز‬
‫أن يقول ف دعائه ‪ :‬اللهم إن اسألك باه نبيك ‪ ..‬أو بق فلن ‪ ..‬أو بروح اليت فلن ‪ ..‬كل هذا ل يوز ‪..‬‬
‫والتوسل الائز الشروع ‪ ..‬هو التوسل إل ال بأسائه وصفاته ‪ ..‬كأن يقول ‪ :‬يا رحيم ارحن ‪ ..‬يا غفور اغفر‬
‫ل ‪..‬‬
‫وكذلك التوسل إل ال تعال باليان والعمال الصالة ‪ ..‬كأن يقول اللهم بإيان بك وتصديقي لرسلك ‪..‬‬
‫أدخلن جنتك ‪..‬‬
‫والتوسل إل ال بدعاء الصالي الحياء ‪ ..‬كأن يطلب من عبد صال حي ‪ ..‬أن يدعوا ال له ‪ ..‬فإن دعاء‬
‫السلم لخيه بظهر الغيب مستجاب ‪ ..‬أما طلب الدعاء من ميت ف قبه ‪ ..‬فل يوز ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫فكل ما سبق هو من حقوق ال على عباده ‪ ..‬ل يوز صرفه لغي ال تعال ‪..‬‬
‫ومن اليمان بالله أيضا ً ‪:‬‬
‫اعتقاد أن ال رب كل شيء وأنه الستحق للعبادة ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ي‬
‫لَ ْيسَ كَ ِم ْث ِلهِ شَ ْي ٌء َو ُهوَ السّمِي ُع الَْبصِ ُ‬ ‫وله الساء السن والصفات العلى ‪..‬‬
‫وكلم ال موسى تكليما ‪ ..‬والقران وجيع‬ ‫ونؤمن بأن ال يتكلم مت شاء با شاء كيف شاء ‪ ..‬كما قال ‪:‬‬
‫الكتب السماوية ‪ ..‬هي كلم ال ‪..‬‬
‫ونؤمن بأن ال عالٍ على خلقه بذاته وصفاته ‪..‬‬
‫وبأنه خلق السموت والرض ف ستة أيام ث استوى على العرش ‪ ..‬واستواؤه على العرش يليق بلله وعظمته‬
‫ل يعلم كيفيته إل هو عز وجل ‪..‬‬
‫ومع أنه عالٍ على عرشه ‪ ..‬إل أنه يعلم أحوال خلقه ‪ ..‬ويسمع أقوالم ‪ ..‬ويرى أفعالم ‪ ..‬ويدبر أمورهم ‪..‬‬
‫وجوه يومئذ ناضرة * إل ربا ناظرة ‪..‬‬ ‫ونؤمن بأن الؤمني يرون ربم يوم القيامة ‪ ..‬قال تعال ‪:‬‬
‫وكل ما أخب ال به ف كتابه وما أخب به رسوله من صفات ربنا فنحن مؤمنون با ‪ ..‬مصدقون بقيقتها ‪..‬‬
‫على الوجه اللئق به عز وجل ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫واليمان بالملئكة ‪:‬‬
‫أن ال خلقهم من نور ‪ ..‬ووكلهم بأعمال يقومون با ‪..‬‬
‫وهم عباد ل يعصون ال ما أمرهم ‪ ..‬ويفعلون ما يؤمرون ‪ ..‬هم أكثر منا عددا ‪ ..‬وأكثر خوفا وتعبدا ‪..‬‬
‫روى البخاري ومسلم أن ف السماء بيتا يسمى بالبيت العمور يدخله كلّ يوم سبعون ألف ملك فيصلون ث‬
‫يرجون منه ‪ ..‬ث ل يعودون إليه إل يوم القيامة ‪..‬‬
‫وصحّ عند أب داود والطبان أنه قال ‪ ( :‬أُذن ل أن أحدث عن ملك من ملئكة ال عز وجل من حلة‬
‫العرش ما بي شحمة أذنه إل عاتقه مسي ُة سبعمائة عام ) ‪..‬‬
‫ولبعض اللئكة أعمال خاصة ‪ ..‬فجبيل موكل بالوحي إل النبياء ‪.‬‬
‫( ‪) 30‬‬
‫وميكائيل بالطر والنبات ‪ ..‬وإسرافيل بالنفخ ف الصور عند قيام الساعة ‪..‬‬
‫وملك الوت موكل بقبض الرواح ‪ ..‬ومالك خازن النهار ‪..‬‬
‫ول ملئكة موكلون بالجنهة ف الرحام ‪ ..‬وآخرون موكلون بفظ بن آدم ‪ ..‬ومنهم موكلون بكتابة أعمال‬
‫بن آدم ‪ ..‬وملئكة موكلون بسؤال اليت ف قبه ‪ ..‬وغي ذلك ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫هؤلء هم اللئكة ‪ ..‬وهم عال غيب ‪ ..‬نؤمن بوجودهم وإن كنا ل نراهم ‪..‬‬
‫وهناك ملوقات أخرى غائبة عنا أيضا ‪ ..‬وهم ‪:‬‬
‫الن ‪ ..‬وهم ملوقون من نار ‪ ..‬وخلقهم ال قبل خلق النس ‪ ..‬كما قال تعال ‪:‬‬
‫ص ْلصَالٍ مّنْ حَ َمٍإ مّسْنُونٍ * وَالْجَآنّ َخ َلقْنَا ُه مِن قَبْ ُل مِن نّارِ السّمُومِ ‪.‬‬
‫َوَلقَدْ َخ َلقْنَا الِنسَا َن مِن َ‬
‫وهم مكلفون مأمورون بالعبادة ‪ ..‬فمنهم الؤمن ومنهم الكافر ‪ ..‬ومنهم الطيع ‪ ..‬ومنهم العاصي ‪..‬‬
‫وهم يعتدون على النس أحيانا ‪ ..‬كما يعتدي النس عليهم أحيانا ‪..‬‬
‫ومن عدوان النس عليهم أن يستجمر النسان (أي يسح فرجه بعد البول والغائط ) بعظم أو روث ‪ ..‬ففي‬
‫مسلم قال النب عن العظم والروث ‪ ( :‬ل تستنجوا بما فإنما طعام إخوانكم من الن ) ‪..‬‬
‫ومن عدوان الن على النس ‪ ..‬تسلطهم بالوسوسة ‪ ..‬وتويفهم ‪ ..‬وصرعهم ‪..‬‬
‫ويكن للمسلم أن يتحصن منهم بالذكار الشرعية ‪ ..‬كقراءة آية الكرسي ‪ ..‬والعوذات ‪ ..‬والذكار الشرعية‬
‫الثابتة عن النب ‪ .. J‬أما التقرب إليهم بالذبح لم ودعائهم لتقاء شرهم فهذا من صور الشرك ‪..‬‬
‫ول شك أن الن والشياطي ضعفاء ‪ ..‬وكيدهم ضعيف ‪ ..‬ولكن النسان إذا كثرت معاصيه ‪ ..‬وصار ينظر إل‬
‫الرام ‪ ..‬ويسمع العازف ‪ ..‬وضعف إيانه ‪ ..‬وق ّل تعلقه بربه ‪ ..‬وغفل عن ذكر ال ‪ ..‬وعن التحصن بالذكار‬
‫الشرعية استطاعوا التسلط عليه ‪..‬‬
‫إِّنهُ لَ ْيسَ َلهُ ُسلْطَانٌ َعلَى اّلذِينَ آ َمنُوا وَ َعلَى رَّب ِهمْ يََتوَ ّكلُونَ * ِإنّمَا ُسلْطَاُنهُ‬ ‫قال تعال عن الشيطان وجنده ‪:‬‬
‫‪..‬‬ ‫شرِكُو َن‬
‫َعلَى اّلذِي َن يََتوَّلوَْن ُه وَاّلذِي َن ُهمْ ِبهِ مُ ْ‬
‫* * * * * * * * *‬
‫واليمان بالكتب ‪:‬‬
‫وهي الكتب الت أنزلا على أنبيائه ‪ ..‬هداية للخلق ‪ ..‬وهي كثية ‪ ..‬نؤمن با كلها ‪..‬‬
‫وقد أخبنا ال بأربعة منها ‪..‬‬
‫فالقرآن أنزله ال على ممد ‪ ..‬والتوراة على موسى ‪ ..‬والنيل على عيسى ‪ ..‬والزبور على داود ‪ ..‬عليهم‬
‫الصلة والسلم ‪..‬‬
‫وكل ها كلم ال تعال ‪ ..‬والقرآن هو آخر ها وأعظم ها ‪ ..‬ج ع ال ف يه ما ف الك تب ال سابقة ‪ ..‬قال‬
‫ب َو ُمهَيْمِنا عَلَ ْيهِ ‪..‬‬
‫صدّقا لِمَا بَ ْي َن يَ َدْيهِ ِم َن الْكِتَا ِ‬
‫حقّ مُ َ‬
‫ك الْكِتَابَ بِالْ َ‬
‫َوأَْن َزلْنَا ِإلَيْ َ‬ ‫تعال ‪:‬‬
‫* * * * * * * * *‬

‫( ‪) 31‬‬
‫واليمان بالنبياء والرسل ‪ ..‬عليهم السلم ‪..‬‬
‫فقد بعث ال ف كل أمة رسولً يدعوهم إل عبادة ال وحده ل شريك له ‪ ..‬وأول الرسل ‪ :‬نوح وأخرهم ممد‬
‫عليهم الصلة والسلم ‪..‬‬
‫والرسل عددهم كثي ‪ ..‬منهم من أخبنا ال باسه ‪ ..‬وقص علينا خبه ‪ ..‬ومنهم من ل يبنا به ‪..‬فنؤمن بم‬
‫ل مّن قَ ْب ِلكَ مِ ْنهُم مّن َقصَصْنَا َعلَ ْيكَ َومِ ْن ُهمْ مّن ّل ْم َنقْصُصْ َعلَ ْيكَ ‪..‬‬
‫وََل َقدْ َأرْ َسلْنَا رُسُ ً‬ ‫كلهم ‪..‬قال تعهال ‪:‬‬
‫شرٌ مِ ْثلُ ُكمْ يُوحَى ِإلَيّ ‪..‬‬
‫وهم بشر ملوقون ل فرق بينهم وبي الناس إل أنم يوحى إليهم‪ ..‬قُلْ ِإنّمَا أَنَا بَ َ‬
‫نعم ‪ ..‬هم بشر يأكلون ويشربون ‪ ..‬ويرضون ويوتون ‪..‬‬
‫ويب اليان بم جيعا فمن كفر برسالة واحد منهم فقد كفر بالميع ‪..‬‬
‫ي ) ‪ ..‬مع‬
‫ي ‪ ..‬وقال عن قوم هود ( َكذَّبتْ عَادٌ الْ ُمرْ َسلِ َ‬
‫َك ّذَبتْ َق ْومُ نُوحٍ الْ ُمرْ َسلِ َ‬ ‫قال ال عن قوم نوح ‪:‬‬
‫أن كل أمة ل تكذب إل نبيها ‪ ..‬ولكن لن رسالة جيع النبياء واحدة فمن كذب بواحد منهم فقد كذب‬
‫بالميع ‪..‬‬
‫وعلى هذا فالنصارى الذين كذبوا ممدا ول يتبعوه هم مكذبون للمسيح بن مري ‪..‬‬
‫لنه بشرهم بحمد وأمرهم باتباعه ‪ ..‬فلم يطيعوه ‪ ..‬وقل مثل ذلك ف اليهود ‪ ..‬وغيهم ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫واليمان باليوم الخر ‪..‬‬
‫وهو التصديق با ذكر ال ف كتابه ‪ ..‬وأخب به رسوله ‪ ..‬با يقع بعد الوت ‪..‬‬
‫فتؤمن أو ًل بعذاب القب ونعيمه ‪ ..‬وهو ثابت بالكتاب والسنة ‪..‬‬
‫وحاق بآل فرعون سوء العذاب * النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا‬ ‫قال تعال ‪:‬‬
‫‪..‬‬ ‫آل فرعون أشد العذاب‬
‫‪ ..‬قال ابن مسعود وغيه ‪ :‬العذاب‬ ‫سنعذبم مرتي ث يردون إل عذاب عظيم‬ ‫وقال تعال عن النافقي ‪:‬‬
‫الول ف الدنيا ‪ ..‬والثان عذاب ف القب ‪ ..‬ث يردون إل عذاب عظيم ف النار ‪..‬‬
‫أما الحاديث ف إثبات عذاب القب ونعيمه ‪ ..‬فهي كثية ‪ ..‬بل قد صرح ابن القيم وغيه أنا متواترة ‪ ..‬وف‬
‫السنة أكثر من خسي حديثا ف ذلك ‪..‬‬
‫مرّ بقبين ‪ ..‬فقال ‪ :‬إنما ليعذبان وما يعذبان ف كبي أما أحدها فكان ل‬ ‫منها ما ف الصحيحي أن النب‬
‫يستتر من البول وأما الخر فكان يشي بالنميمة ) ‪..‬‬
‫كان يقول ف دعائه ‪ ( :‬اللهم إن أعوذ بك من عذاب القب ‪.. ) ..‬‬ ‫ومنها ما ف الصحيحي أنه‬
‫وعذاب القب ونعيمه أمور غيبية ‪ ..‬ل تقاس بالعقل ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫ومن اليمان باليوم الخر ‪..‬‬
‫اليان بالبعث وإحياء الوتى حي ينفخ ف الصور ‪ ..‬فيقومون حفاة عراة غرلً ( غي متونني ) ‪ ..‬كما قال تعال‬
‫‪..‬‬ ‫ُثمّ ِإنّ ُكمْ َب ْعدَ ذَِلكَ لَ َميّتُو َن * ُثمّ إِّن ُكمْ َي ْومَ اْلقِيَامَةِ تُ ْبعَثُو َن‬ ‫‪:‬‬
‫( ‪) 32‬‬
‫‪..‬‬ ‫إِنّ إَِليْنَآ إِيَاَب ُهمْ * ُثمّ ِإنّ َعلَيْنَا حِسَاَب ُهمْ‬ ‫واليان بالساب والزاء ‪ ..‬قال ال ‪:‬‬
‫واليان بالنة والنار ‪ ..‬فالنة ‪ ..‬دار التقي ‪ ..‬فيها ما ل عي رأت ول أذن سعت ول خطر على قلب بشر ‪..‬‬
‫والنار هي دار العذاب ‪ ..‬فيها من العذاب والنكال مال يطر على البال ‪..‬‬
‫وتؤ من كذلك بأشراط ال ساعة ال صغرى ‪ ..‬وال كبى ‪ ..‬كخروج الدجال ‪ ..‬ونزول عي سى عل يه ال سلم من‬
‫السماء ‪ ..‬وطلوع الشمس من مغربا ‪ ..‬وخروج دابة الرض من موضعها ‪ ..‬وغي ذلك ‪..‬‬
‫ونؤمن ‪ ..‬بالشفاعة ‪ ..‬والوض واليزان ‪ ..‬ورؤية ال تعال ‪ ..‬وغي ذلك من أمور الخرة ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫واليمان بالقدر خيره وشره ‪:‬‬
‫فتؤمن بأن ال قبل أن يلق اللق ‪ ..‬علم كل شيء جلة و تفصيلً ‪ ..‬وكتبه ف اللوح الحفوظ ‪ ..‬وخلق جيع‬
‫الكائنات ال ّلهُ خَالِقُ كُهلّ شَ ْي ٍء َو ُهوَ َعلَىَ كُلّ شَ ْيءٍ وَكِي ٌل ‪..‬‬
‫إِنّا كُلّ شَ ْيءٍ َخ َلقْنَاهُ ِب َق َدرٍ‬ ‫ول يدث ف هذا الكون شيء إل وقد علم ال حدوثه ‪ ..‬وأذن به‪..‬قال ال ‪:‬‬
‫وكل إنسان له مشيئة وقدرة ‪ ..‬يتار بما فعل الشيء أو تركه ‪ ..‬فهو إن أراد توضأ وصلى ‪ ..‬وإن أراد ضل‬
‫وزن ‪ ..‬لذا هو ماسب ومازى ‪ ..‬ول يوز أن يتج بالقدر على ترك الواجبات ‪ ..‬أو فعل الحرمات ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫ومما يقدح في اليمان ‪..‬‬
‫الستهزاء بالدين ‪ ..‬فهو ردة عن السلم ‪ ..‬قال ال ‪:‬‬
‫‪..‬‬ ‫قل أبال وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن * ل تعتذروا قد كفرت بعد إيانكم‬
‫ومثل هذا ما يقوله بعضهم ‪ :‬إن السلم دين قدي ل يصلح لعصرنا ‪ ..‬أو إنه تأخر ورجعية ‪ ..‬أو يقول ‪ :‬إن‬
‫القواني الوضعية أحسن من السلم ‪ ..‬أو يقول ف من يدعو إل التوحيد وينكر عبادة القبور والضرحة ‪ :‬هذا‬
‫متطرف ‪ ..‬أو هذا وهاب ‪ ..‬أو يفرق السلمي ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫ومن أكبر القوادح في اليمان ‪ ..‬الحكم بغير ما أنزل الله ‪..‬‬
‫فمن مقتضى اليان بال الكم بشرعه ‪..‬‬
‫ف القوال والفعال ‪ ..‬والصومات والموال ‪ ..‬وسائر القوق ‪..‬‬
‫فيجب على الكام أن يكموا با أنزل ال ‪ ..‬ويب على الرعية أن يتحاكموا إل ما أنزل ال ‪ ..‬ول يتمع‬
‫اليان مع التحاكم إل غي ما أنزل ال ‪ ..‬فقال تعال ‪:‬‬
‫فل وربك ل يؤمنون حت يكموك فيما شجر بينهم ث ل يدوا ف أنفسهم حرجا ما قضيت ويسلموا تسليما‬
‫‪ ..‬وقال ‪َ ( :‬ومَن ّلمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَ َل ال ّلهُ َفُأوْلَهِئكَ ُهمُ الْكَا ِفرُونَ ) ‪..‬‬
‫فل بد من الكم با أنزل ال ‪ ..‬ف كل شيء ف البيع والشراء ‪ ..‬والسرقة ‪ ..‬والزنا ‪ ..‬وغيها ‪ ..‬وليس ف‬
‫أحكام الطلق والزواج والحوال الشخصية فقط ‪..‬‬
‫ومن شرع قواني للناس ‪ ..‬وزعم أن هذه القواني أنسب وأفضل من حكم ال فهو كافر ‪ ..‬نعم كافر ‪..‬‬

‫( ‪) 33‬‬
‫أفحكم الاهلية يبغون‬ ‫أم لم شركاء شرعوا لم من الدين ما ل يأذن به ال ‪ ..‬وقال ال ‪:‬‬ ‫قال ال ‪:‬‬
‫ومن أحسن من ال حكما لقوم يوقنون ‪..‬‬
‫اتذوا أحبارهم ورهبانم أربابا من دون ال ‪ ..‬قال عدي بن حات ‪ :‬يا‬ ‫وف الصحيح أنه لا أنزل ال ‪:‬‬
‫رسول ال ‪ ..‬لسنا نعبدهم ‪ ..‬قال ‪ ( :‬أليس يلون لكم ما حرم ال فتحلونه ‪ ..‬ويرمون ما أحل ال فتحرمونه ؟‬
‫) ‪ ..‬قال ‪ :‬بلى ‪ .‬قال ‪" :‬فتلك عبادتم " ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫ومن القوادح في اليمان ‪ ..‬موالة الكفار ‪ ..‬أو معاداة‬
‫المؤمنين ‪..‬‬
‫ول شك ‪ ..‬أنه يب على السلمي أن يعادوا الكافرين من اليهود والنصارى وسائر الشركي ‪ ..‬وأن يذروا‬
‫خذُوا َع ُدوّي وَ َع ُدوّ ُكمْ َأوْلِيَاءَ ُت ْلقُونَ إِلَ ْي ِهمْ بِاْل َم َودّ ِة َوقَدْ‬
‫يَا َأّيهَا اّلذِينَ آمَنُوا ل تَتّ ِ‬ ‫مودتم ‪ ..‬كما قال تعال ‪:‬‬
‫‪..‬‬ ‫َك َفرُوا بِمَا جَاءَ ُك ْم مِنَ الْحَ ّق‬
‫ج ُد َقوْما ُي ْؤمِنُونَ بِال ّل ِه وَالَْي ْومِ الْآ ِخرِ‬
‫ل تَ ِ‬ ‫بل حرم ال مبة الباء والخوان ‪ ..‬إن كانوا كفارا ‪ ..‬قال تعال ‪:‬‬
‫‪..‬‬ ‫شيََت ُهمْ‬
‫ُيوَادّو َن مَنْ حَادّ ال ّل َه َورَسُوَل ُه وََلوْ كَانُوا آبَا َء ُهمْ َأوْ َأبْنَا َءهُمْ َأ ْو إِ ْخوَاَن ُهمْ َأوْ عَ ِ‬
‫واليات ف هذا العن كثية ‪ ..‬تدل كلها على وجوب بغض الكفار ومعاداتم ‪ ..‬لكفرهم بال ‪ ..‬وعدائهم‬
‫لدينه ‪ ..‬ومعاداتم لوليائه ‪ ..‬وكيدهم للسلم وأهله ‪..‬‬
‫صدُو ُر ُهمْ أَكَْب ُر َقدْ بَيّنّا لَ ُك ُم اليَاتِ إِن كُنُتمْ‬
‫خفِي ُ‬
‫َقدْ َب َدتِ الَْبغْضَاء مِنْ َأ ْفوَا ِه ِه ْم َومَا تُ ْ‬ ‫كما قال تعال ‪:‬‬
‫حبّوَن ُهمْ وَ َل يُحِبّوَن ُكمْ َوُت ْؤمِنُونَ بِالْكِتَابِ ُك ّلهِ وَِإذَا َلقُو ُكمْ قَالُواْ آمَنّا َوِإذَا َخ َلوْاْ َعضّواْ‬
‫َتعْ ِقلُو َن * هَاأَنُتمْ ُأوْلء تُ ِ‬
‫س ْؤ ُه ْم وَإِن‬
‫صدُو ِر * إِن تَمْسَسْ ُكمْ حَسََنةٌ تَ ُ‬
‫ظ قُ ْل مُوتُواْ ِبغَيْظِ ُكمْ ِإنّ ال ّلهَ َعلِيمٌ ِبذَاتِ ال ّ‬
‫َعلَيْ ُك ُم الَنَامِ َل مِنَ اْلغَيْ ِ‬
‫‪..‬‬ ‫ضرّ ُكمْ كَ ْي ُد ُهمْ َشيْئًا إِنّ ال ّلهَ بِمَا َيعْ َملُونَ مُحِيطٌ‬
‫ُتصِبْ ُكمْ سَيَّئةٌ َيفْرَحُوْا ِبهَا وَإِن َتصِْبرُوْا وَتَّتقُواْ لَ َي ُ‬
‫ووا قع اليهود والن صارى اليوم ل ي فى ‪ ..‬ف كيد هم لل سلم ‪ ..‬ومار بة أهله والتنف ي م نه ‪ ..‬وإنفاق الموال‬
‫الضخمة للصد عن سبيله ‪..‬‬
‫ومن صور موالة بعض السلمي للكافرين اليوم ‪ :‬مالطتهم وموادتم من غي قصد الدعوة ‪ ،‬أو مساكنتهم ف‬
‫بلدهم ‪ ،‬أو السفر إليهم من غي ضرورة ‪ ..‬والتشبه بم ف اللباس ‪ ،‬أو الظهر ‪ ،‬أو طريقة الياة ‪ ..‬أو التكلم‬
‫بلغتهم من غي حاجة ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫ومن أكبر القوادح في اليمان ‪..‬‬
‫تنقص أصحاب النب ‪ ..‬أو سبهم ‪ ..‬أو تنقص أهل بيته الكرام ‪..‬‬
‫فنحب أصحاب النب ‪ ..‬ول نغلوا ف حب أحد منهم ‪ ..‬ل ف علي ‪ .. Z‬ول ف غيه ‪..‬‬
‫ول نتبأ من أحد منهم ‪ ..‬ونبغض من يبغضهم ‪..‬‬
‫ول نذكرهم إل بي ‪ ..‬قال تعال‪ :‬وَالسّاِبقُونَ اْلَأوّلُو َن مِنَ الْ ُمهَا ِجرِي َن وَاْلَأنْصَا ِر وَاّلذِينَ اتَّبعُوهُمْ ِبإِحْسَا ٍن رَضِيَ‬
‫ال ّلهُ عَ ْن ُهمْ َورَضُوا عَ ْنهُ ‪..‬‬

‫( ‪) 34‬‬
‫ومذهب أهل السنة والماعة فيما حدث بينهم من خلفات أو حروب ‪ ..‬المساك عن ذلك كله ‪ ..‬فهم بشر‬
‫يطئون وي صيبون ‪ ..‬وك ما ع صم ال سيوفنا عن الدخول ف تلك الف ت فلنع صم من ها أل سنتنا ‪ ..‬ونقول ‪ :‬هم‬
‫بشر لم رب يمعهم يوم القيامة ويكم بينهم ‪..‬‬

‫ل له وتقديا على جيع المة ‪ ..‬ث لعمر ‪ ..‬ث لعثمان ‪ ..‬ث‬


‫ونثبت اللفة بعد رسول ال لب بكر ‪ ..‬تفضي ً‬
‫لعلي ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫ومن القوادح في اليمان ‪..‬‬
‫ما استحدثه بعض السلمي من بدع يزعمون أنا تقربم إل ال ‪..‬‬
‫كالحتفال بولد النب ‪ ..‬والقيام له ف أثناء ذلك ‪ ..‬وإلقاء السلم عليه ‪..‬‬
‫أو الحتفال بولد غيه من الولياء والصالي ‪..‬‬
‫وذلك كله من البدع الدين ‪ ..‬ل يفعله النب ‪ ..‬ول الصحابة ‪..‬‬
‫وقد ثبت عنه أنه قال ‪ ( :‬من أحدث ف أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) أي مردود عليه ‪..‬‬
‫وقال ‪ ( :‬كل مدثة بدعة وكل بدعة ضللة ) ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫اليوم أكملت لكم دينكم وأتمت عليكم نعمت ورضيت لكم السلم دينا‬ ‫وقال تعال‬
‫وإحداث مثل هذه الوالد يفهم منه أن ال ل يكمل الدين ‪ ..‬حت جاء التأخرون فأحدثوا عبادات زعموا أنا‬
‫تقربم إل ال ‪ ..‬وهذا اعتراض على ال ورسوله ‪..‬‬
‫فلو كان الحتفال بالوالد من الدين الذي يرضاه ال لبينه الرسول للمة ‪..‬‬
‫وقد صرح العلماء بإنكار الوالد ‪ ..‬لنا عبادة مبتدعة مدثة ‪..‬‬
‫خاصة إذا وقع فيها غلو ف الرسول ‪ ..‬واختلط النساء بالرجال ‪ ..‬أو استعمال آلت اللهي ‪..‬‬
‫وقد يقع فيها الشرك الكب بدعاء الرسول ‪ ..‬والستغاثة به ‪ ..‬وطلبه الدد ‪ ..‬واعتقاد أنه يعلم الغيب ‪..‬‬
‫ونو ذلك من المور الكفرية ‪..‬‬
‫كما يردد بعضهم قول البوصيي ‪:‬‬
‫سواك عند حدوث الادث العمم‬ ‫يا أكرم اللق ما ل من ألوذ به‬
‫صفحا وإل فقل يا زلة القدم‬ ‫إن ل تكن آخذا يوم العاد يدي‬
‫ومن علومك علم اللوح والقلم‬ ‫فإن من جودك الدنيا وضرتا‬
‫ومثل هذه الوصاف ‪ :‬علم الغيب ‪ ..‬والغفرة يوم القيامة ‪ ..‬والتحكم ف الدنيا والخرة ‪ ..‬ل تصح إل لن بيده‬
‫ملكوت السموات والرض ‪..‬‬
‫وهذه تقع كثيا ‪ ..‬ف الحتفال بولد النب ‪ ..‬أو مولد غيه من الولياء ‪..‬‬
‫فإن قيل ‪ ..‬إن هذه الوالد يذكر فيها الرسول ‪ ..‬وتقرأ سيته ‪ ..‬قلنا ‪..‬‬

‫( ‪) 35‬‬
‫هذا كلم حسن ‪ ..‬ولكن يكن أن يذكر الرسول وسيته من غي تديد موعد معي كل سنة ‪ ..‬فيذكر على‬
‫النابر ‪ ..‬أو ف الحاضرات ‪ ..‬أو الجالس العامة ‪ ..‬وغيها ‪..‬‬
‫فإن تنازعتم ف شيء فردوه إل ال والرسول ‪..‬‬ ‫وقد قال تعال ‪:‬‬
‫وقد رددنا الحتفال بالوالد إل كتاب ال فوجدناه يأمرنا باتباع نبينا ‪ ..‬ويبنا بأن الدين كامل ‪..‬‬
‫ورددنا الحتفال بالوالد إل سنة الرسول فلم ند فيها أنه فعله ول أمر به ول فعله أصحابه ‪ ..‬فعلمنا أنه‬
‫ليس من الدين ‪ ..‬بل هو من البدع الحدثة ‪..‬‬
‫بل هو من التشبه باليهود والنصارى ف أعيادهم ‪..‬‬
‫ضلّوكَ عَنْ‬
‫ول ينبغي للعاقل أن يغتر بكثرة من يفعله من الناس ‪ ..‬قال تعال وَِإنْ تُطِعْ أَكَْث َر مَ ْن فِي اْلَأ ْرضِ ُي ِ‬
‫سَبِيلِ ال ّلهِ ‪..‬‬
‫ومن العجائب ‪:‬‬
‫أن بعض الناس يتهد ف حضور الحتفالت البتدعة ‪ ..‬ويتخلف عن المع والماعات ‪..‬‬
‫وبعضهم يظن أن النب يضر الولد ‪ ..‬ولذا يقومون مرحبي ‪..‬‬
‫وهذا باطل وجهل ‪ ..‬فإن الرسول ف قبه ‪ ..‬ل يرج منه قبل يوم القيامة ‪ ..‬وروحه ف عليي عند ربه ف دار‬
‫الكرامة ‪ ..‬قال ‪ ( :‬أنا أول من ينشق عنه القب يوم القيامة ) ‪..‬‬
‫إن ال وملئكته يصلون على النب يا أيها‬ ‫أما الصلة والسلم عليه ‪ ..‬فهي من أفضل القربات ‪ ..‬قال تعال ‪:‬‬
‫‪..‬‬ ‫الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما‬
‫ونعلم جيعا أنه ل يتم إيان عبد حت يب الرسول ‪ ..‬ويعظمه ‪..‬‬
‫ومن تعظيمه وتوقيه ‪ ..‬اتاذه إماما متبوعا ‪..‬‬
‫فل نتجاوز ‪ ..‬ما شرعه من العبادات ‪..‬‬
‫حبِبْ ُكمُ ال ّل ُه وََي ْغ ِفرْ لَ ُك ْم ذُنُوبَ ُك ْم وَال ّلهُ َغفُورٌ رَحِي ٌم ‪..‬‬
‫قُلْ إِنْ كُنُْتمْ ُتحِبّونَ ال ّل َه فَاتِّبعُونِي يُ ْ‬ ‫قال ال ‪:‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫ومن البدع الظاهرة ‪:‬‬
‫الحتفال بليلة ‪ 27‬من رمضان ‪:‬‬
‫فهدي النب ف رمضان الكثار من العبادات ‪ ..‬وكان ف العشر الخي يزيد الجتهاد ‪..‬‬
‫كما ف الصحيحي ‪ :‬من قام رمضان إيانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ‪ ..‬ومن قام ليلة القدر‬ ‫وقال‬
‫إيانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ‪..‬‬
‫هذا هدي الرسول ف رمضان وف ليلة القدر ‪ ..‬وأما الحتفال بليلة سبع وعشرين على أنا ليلة القدر فهو‬
‫مالف لدي الرسول فالحتفال با بدعة ‪ ..‬خاصة أن ليلة القدر قد تكون ليلة السابع والعشرين ‪ ..‬وقد‬
‫تكون غيها من الليال ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫ومن البدع أيضا ً ‪:‬‬

‫( ‪) 36‬‬
‫الحتفال بليلة السراء والمعراج ‪..‬‬
‫ول ريب أن السراء والعراج من الدلئل على صدق الرسول ‪..‬‬
‫وقد ثبت السراء والعراج ف الكتاب والسنة ‪..‬‬
‫والليلة الت حصل فيها السراء والعراج ل يأت ف الحاديث الصحيحة تعيينها ل ف رجب ول غيه ‪..‬‬
‫ولو ثبت تعيينها ل يز تصيصها بشيء من عبادة أو احتفال ‪..‬‬
‫لن النب وأصحابه ل يتفلوا با ‪ ..‬ول يصوها بشيء ‪..‬‬
‫والنب قد بلغ الرسالة ‪ ..‬وأدى المانة ‪ ..‬فلو كان تعظيم هذه الليلة والحتفال با من دين ال لبينه لنا ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫ومن البدع ‪:‬‬
‫الحتفال بليلة النصف من شعبان وتخصيص يومها بالصيام ‪..‬‬
‫وليس على ذلك دليل يوز العتماد عليه ‪ ..‬وقد ورد ف فضلها أحاديث ضعيفة ل يوز العتماد عليها ‪..‬‬
‫أما ما ورد ف فضل الصلة فيها فكله موضوع ‪ ..‬كما نبه على ذلك ابن رجب ‪..‬‬
‫وروى ابن وضاح عن زيد بن أسلم قال ‪:‬‬
‫ما أدركنا أحدا من مشيختنا ول فقهائنا يلتفتون إل النصف من شعبان ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫وختاما ً ‪..‬‬
‫ذكر العلماء أن السلم قد يرتد عن دينه بأنواع كثية من النواقض الت تل دمه وماله ‪ ..‬ويكون با خارجا عن‬
‫السلم ‪..‬‬
‫ومن أخطرها وأكثرها وقوعا عشرة نواقض ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬الشرك ف عبادة ال تعال ‪ ..‬كما تقدم ‪..‬‬
‫الثان ‪ :‬من جعل بينه وبي ال وسائط يدعوهم ويسألم الشفاعة ويتوكل عليهم فقد كفر إجاعا ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬من ل يكفر الشركي أو شك ف كفرهم أو صحح مذهبهم كفر ‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬من اعتقد أن غي هدي النب ‪ J‬أكمل من هديه ‪ ..‬أو أن حكم غيه أحسن من حكمه ‪ ..‬كالذي يفضل‬
‫حكم الطواغيت على حكمه – فهو كافر ‪.‬‬
‫ويدخل ف ذلك‪ :‬من اعتقد أن النظمة والقواني الت يسنها الناس أفضل من شريعة السلم أو أنا مساوية لا‬
‫‪ ..‬أو أنه يوز التحاكم إليها ( حت لو اعتقد أن الكم بالشريعة أفضل ) ‪ ..‬أو اعتقد أن نظام السلم ل يصلح‬
‫تطبيقه ف القرن العشرين ‪ ..‬أو أنه كان سببا ف تلف السلمي ‪ ..‬أو أنه يصر ف علقة الرء بربه دون أن‬
‫يتدخل ف شئون الياة الخرى ‪.‬‬
‫وكذلك من يرى أن إنفاذ حكم ال ف قطع يد السارق أو رجم الزان الحصن ل يناسب العصر الاضر ‪.‬‬
‫وكذلك ‪ :‬كل من اعتقد أنه يوز الكم بغي شريعة ال ف العاملت أو الدود أو غيها ‪ ..‬وإن ل يعتقد أن‬
‫ذلك أفضل من حكم الشريعة ‪ ..‬لنه بذلك يكون قد استباح ما حرم ال إجاعا ‪ ..‬وكل من استباح ما حرم ال‬

‫( ‪) 37‬‬
‫ما هو معلوم من الدين بالضرورة ‪ ..‬كالزن ‪ ..‬والمر والربا والكم بغي شريعة ال ‪ ..‬فهو كافر بإجاع‬
‫السلمي ‪..‬‬
‫الامس ‪ :‬من أبغض شيئا ماجاء به الرسول ‪ J‬ولو عمل به فقد كفر ‪ ..‬لقول تعال ‪ ‬ذلك بأنم كرهوا ما أنزال‬
‫له فأحبط أعمالم ‪[ ‬ممد ‪.] 9 :‬‬
‫السادس ‪ :‬من استهزأ بشيء من دين الرسول ‪ J‬أو ثوابه أو عقابه كفر ‪ ..‬والدليل قوله تعال ‪  :‬قل أبال وآياته‬
‫– ]‪.‬‬
‫‪66‬‬ ‫‪65‬‬ ‫ورسوله كنتم تستهزؤون * ل تعتذروا قد كفرت بعد إيانكم ‪[ ‬التوبة‬
‫السابع ‪ :‬السحر ‪ ..‬ومنه الصرف ( وهو أن يعمل لحد الزوجي ما يبغضه ف الخر ) والعطف ( وهو أن يعمل‬
‫لحد الزوجي ما يببه ف الخر ) ‪ ..‬فمن فعله أو رضي به كفر ‪ ..‬والدليل قوله تعال ‪  :‬وما يعلمان من أحد‬
‫]‪.‬‬‫‪102‬‬ ‫‪[ ‬البقرة ‪:‬‬ ‫حت يقول إنا نن فتنة فل تكفر‬
‫الثامن ‪ :‬مظاهرة الشركي ومعاونتهم على السلمي ‪ ..‬والدليل قوله تعال ‪ ‬ومن يتولم منكم فإنه منهم إن ال ل‬
‫يهدي القوم الظالي ‪[ ‬الائدة ‪.] :‬‬
‫‪51‬‬

‫التاسع ‪ :‬من اعتقد أن بعض الناس يسعه الروج عن شريعة ممد ‪ J‬كما وسع الضر الروج من شريعة موسى‬
‫‪‬‬ ‫عليه السلم ‪ ..‬وكما يعتقد بعض الصوفية أنم تسقط أنم التكاليف الشرعية ‪ – ..‬فهو كافر لقوله تعال ‪:‬‬
‫ومن يبتغ غي السلم دينا فلن يقبل منه وهو ف الخرة من الاسرين ‪[ ‬آل عمران ‪. ] :‬‬
‫‪85‬‬

‫العاشر ‪ :‬العراض عن دين ال ‪ ..‬ل يتعلمه ول يعمل به ‪ ..‬والدليل قوله تعال ‪  :‬ومن أظلم من ذكر بآيات ربه‬
‫ث أعرض عنها إنا من الجرمي منتقمون ‪[ ‬السجدة‪.] :‬‬
‫‪22‬‬

‫* * * * * * * * *‬
‫وقفة ‪:‬‬
‫إن الرية الكبى ‪ ..‬والداهية العظمى ‪..‬أن يترك الرء الصلة ‪..‬‬
‫فتاركو الصلة هم أنصار الشيطان ‪ ..‬وأعداء الرحن ‪ ..‬وخصوم الؤمني ‪ ..‬وإخوان الكافرين ‪..‬‬
‫الذين يشرون مع فرعون وهامان ‪..‬ويتقلبون معهم ف النيان ‪..‬‬
‫وقد قال فيما رواه مسلم ‪" :‬بي الرجل وبي الكفر أو الشرك ترك الصلة " ‪..‬‬
‫وصح عند الترمذي والاكم عن عبد ال بن شقيق عن أب هريرة قال ‪ :‬كان أصحاب رسول ال ل يرون‬
‫شيئا من العمال تركه كفر غي الصلة ‪..‬‬
‫قال الشيخ ابن عثيمي ‪ :‬وإذا حكمنا على تارك الصلة بالكفر ‪ ..‬فهذا يقتضي أنه تنطبق عليه أحكام الرتدين‬
‫‪ ..‬فل يصح أن يُزوّج ‪ ..‬فإن عُقد له وهو ل يصلي فالنكاح باطل ‪ ..‬وإذا ترك الصلة بعد أن عُقد له فإن‬
‫نكاحه ينفسخ ول تل له الزوجة ‪ ..‬وإذا ذبح ل تؤكل ذبيحته لنا حرام ‪ ..‬ول يدخل مكة ‪ ..‬ولو مات أحد‬
‫من أقاربه فل حق له ف الياث ‪ ..‬وإذا مات ل يغسل ول يكفن ول يصلى عليه ول يدفن مع السلمي ‪..‬‬
‫ويشر يوم القيامة مع الكفار ‪ ..‬ول يدخل النة ‪ ..‬ول يل لهله أن يدعوا له بالرحة والغفرة لنه كافر ‪..‬‬
‫وحال تاركي الصلة عند الوت أدهى وأفظع ‪..‬‬

‫( ‪) 38‬‬
‫ذكر ابن القيم ‪:‬‬
‫أن أحد الحتضرين ‪ ..‬كان صاحب معاص وتفريط ‪ ..‬فلم يلبث أن نزل به الوت ‪ ..‬ففزع من حوله إليه ‪..‬‬
‫وانطرحوا بي يديه ‪ ..‬وأخذوا يذكرونه بال ‪ ..‬ويلقنونه ل إله إل ال ‪..‬‬
‫وهو يدافع عباته ‪ ..‬فلما بدأت روحه تنع ‪ ..‬صاح بأعلى صوته ‪ ..‬وقال ‪ :‬أقول ‪ :‬ل إله إل ال !!‬
‫وما تنفعن ل إله إل ال ؟!! وما أعلم أن صليت ل صلة !! ّث أخذ يشهق حت مات ‪..‬‬
‫أمّا عامر بن عبد ال بن الزبي ‪ ..‬فلقد كان على فراش الوت ‪ ..‬يعد أنفاس الياة ‪ ..‬وأهله حوله يبكون ‪..‬‬
‫فبينما هو يصارع الوت ‪ ..‬سع الؤذن ينادي لصلة الغرب ‪ ..‬ونفسه تشرج ف حلقه ‪ ..‬وقد أشتدّ نزعه ‪..‬‬
‫وعظم كربه ‪..‬‬
‫فلما سع النداء قال لن حوله ‪ :‬خذوا بيدي ‪!!..‬‬
‫قالوا ‪ :‬إل أين ؟ ‪ ..‬قال ‪ :‬إل السجد ‪ ..‬قالوا ‪ :‬وأنت على هذه الال !! قال ‪ :‬سبحان ال ‪ !! ..‬أسع منادي‬
‫الصلة ول أجيبه ‪ ..‬خذوا بيدي ‪ ..‬فحملوه بي رجلي ‪ ..‬فصلى ركعة مع المام ‪ّ ..‬ث مات ف سجوده ‪ ..‬نعم‬
‫‪ ..‬مات وهو ساجد ‪..‬‬
‫وقال عطاء بن السائب ‪ :‬أتينا إل أب عبدالرحن السلمي ‪ ..‬وهو مريض ف مصله ف السجد ‪ ..‬فإذا هو قد‬
‫اشتد عليه المر ‪ ..‬وقد بأت روحه تنع ‪ ..‬فأشفقنا عليه ‪ ..‬وقلنا له ‪ :‬لو تولت إل الفراش ‪ ..‬فإنه أوثر وأوطأ‬
‫‪ ..‬فتحامل على نفسه وقال ‪:‬‬
‫حدثن فلن أن النب قال ‪ :‬ل يزال أحدكم ف صلة ما دام ف مصله ينتظر الصلوة ‪ ..‬فأنا أريد أن أقبض‬
‫على ذلك ‪..‬‬
‫فمن أقام الصلة ‪ ..‬وصب على طاعة موله ‪ ..‬ختم له برضاه ‪..‬‬
‫كان سعد بن معاذ ‪ ..‬صالا قانتا ‪ ..‬متعبدا مبتا ‪ ..‬عرفه الليل ببكاء السحار ‪ ..‬وعرفه النهار بالصلة‬
‫والستغفار ‪..‬‬
‫أصابه جرح ف غزوة بن قريظة‪..‬فلبث مريضا أياما ث نزل به الوت‪..‬‬
‫فلما أخب به النب ‪ ..‬قال لصحابه ‪ :‬انطلقوا إليه ‪ ..‬قال جابر ‪:‬‬
‫فخرج وخرجنا معه ‪ ..‬وأسرع حت تقطعت شسوع نعالنا ‪ ..‬وسقطت أرديتنا ‪ ..‬فعجب أصحابه من سرعته ‪..‬‬
‫فقال ‪:‬‬
‫إن أخاف أن تسبقنا إليه اللئكة فتغسله ‪ ..‬كما غسلت حنظلة ‪..‬‬
‫فانتهى إل البيت فإذا هو قد مات ‪ ..‬وأصحاب له يغسلونه ‪ ..‬وأمه تبكيه ‪ ..‬فقال ‪ :‬كل باكية تكذب إل أم‬
‫سعد ‪ ..‬ث حلوه إل قبه ‪ ..‬وخرج يشيعه ‪ ..‬فقال القوم ‪ :‬ما حلنا يا رسول ال ميتا أخف علينا منه ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬ما ينعه أن يف وقد هبط من اللئكة كذا وكذا ل يهبطوا قط قبل يومهم ‪ ..‬قد حلوه معكم ‪..‬‬
‫والذي نفسي بيده لقد استبشرت اللئكة بروح سعد ‪ ..‬واهتز له العرش ‪..‬‬
‫إِنّ اّلذِينَ آمَنُوا وَعَ ِملُوا الصّالِحَاتِ كَاَنتْ َل ُهمْ َجنّاتُ اْل ِفرْ َد ْوسِ ُنزُلًا * خَاِلدِي َن فِيهَا لَا يَ ْبغُونَ َع ْنهَا ِحوَلًا ‪..‬‬

‫( ‪) 39‬‬
‫* * * * * * * * * *‬
‫ومن أكب العاصي ‪ ..‬منع الزكاة ‪ ..‬فهي الركن الثالث من أركان السلم ‪..‬‬
‫قال ‪ ( :‬ما من صاحب ذهب ول فضة ل يؤدي منها حقها‪ ،‬إل إذا كان يوم القيامة‬ ‫وف صحيح مسلم أنه‬
‫صفحت له صفائح من نار‪ ،‬فأحي عليها ف نار جهنم‪ ،‬فيكوى با جنبه وجبينه وظهره‪ ،‬كلما بردت أعيدت له‪،‬‬
‫ف يوم كان مقداره خسي ألف سنة حت يقضى بي العباد فيى سبيله إما إل النة وإما إل النار ) ‪..‬‬
‫قال ‪ ( :‬من آتاه ال مال فلم يؤد زكاته مثّل له يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه‬ ‫وروى البخاري أنه‬
‫الية‪ :‬ول يسب‬ ‫يوم القيامة ث يأخذ بلهزمتيه – يعن شدقيه – ث يقول‪ :‬أنا مالك‪ ،‬أنا كنك‪ .‬ث تل النب‬
‫الذين يبخلون با آتاهم ال من فضله هو خيا لم بل هو شر لم سيطوقون ما بلوا به يوم القيامة ) ‪..‬‬
‫* * * * * * * * * *‬
‫وأخيرا ً ‪ ..‬يا أخي الكري ‪ ..‬وأخت الكرية ‪..‬‬
‫يا قومنا أجيبوا داعي ال وآمنوا به ‪ ..‬يغفر لكم من ذنوبكم ويركم من عذاب أليم ‪..‬‬
‫وال إن لك ناصح ‪ ..‬وهذا الق قد تبي لك ‪ ..‬وعرفت أن الدين واحد ل يتعدد ‪ ..‬فهو ال ل إله إل هو ‪..‬‬
‫حي قيوم ‪ ..‬فرد صمد ‪ ..‬ل يرضى أن يشرك معه أحد ‪..‬‬
‫ول تكن من أولئك الذين يقولون ‪ ( :‬إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ) ‪ ..‬بل قل ‪ :‬إنا‬
‫موحّدون طائعون متبعون ‪..‬‬
‫ول تغتر بكثرة من يذبح عند القبور ‪ ..‬أو يشرك بال عندها ‪..‬‬
‫ول تأخذك كثرة الحاجي والقصص الت ينسجها هؤلء عن مقبوريهم ‪ ..‬أنم يكشفون الكربات ‪ ..‬وييبون‬
‫الدعوات ‪..‬‬
‫وانظر إل أب طالب عم النب ‪ .. J‬الذي كان مصدقا بأن النب ‪ J‬حق ‪ ..‬وأن الدين الق هو السلم ‪ ..‬ونبذ‬
‫عبادة الصنام ‪ ..‬حت إنه كان يردد دائما قوله ‪:‬‬
‫وال لههن يصلوا إليك بمعهم حت أوسد ف التراب دفينا‬
‫ودعوتن وعلمت أنك ناصحي فلقد صدقت وكنت فينا أمينا‬
‫وعرضهههت دينا قد عرفت بأنه من خي أديان البية دينا‬
‫لول اللمههههةُ أو حذا ِر مسبة لوجدتن سحا بذاك مبينا‬
‫ولكن منعه من اتباع الق ‪ ..‬خوفه من مالفة الباء والجداد ‪..‬‬
‫بل انظر إليه ‪ ..‬وهو على فراش الوت ‪ ..‬شيخ كبي قد رق عظمه ‪ ..‬وضعف جسده ‪ ..‬وحانت منيته ‪..‬‬
‫والنب ‪ J‬واقف عند رأسه يدافع عباته ‪ ..‬ويقول ‪ :‬يا عمّ قل ل إله إل ال ‪ ..‬قل ل إله إل ال ‪..‬‬
‫وع ند رأ سه قد و قف كفار قر يش ‪ ..‬فكل ما أراد أن يتل فظ بشهادة التوح يد قالوا له ‪ :‬أتر غب عن ملة ع بد‬
‫الطلب ‪ ..‬أترغب عن ملة عبد الطلب ‪..‬‬
‫ول يزل النب ‪ J‬يناشده أن يلفظ الشهادتي ‪ ..‬وهم يثونه على البقاء على ملة آبائه وأجداده ‪..‬‬

‫( ‪) 40‬‬
‫حت مات ‪ ..‬وهو على دين آبائه وأجداده ‪ ..‬على عبادة الصنام ‪ ..‬والشرك باللك العلم ‪..‬‬
‫مات ‪ ..‬وارتل من هذا الدنيا ومقره إل جهنم وبئس الصي ‪ ..‬وال قد حرم النة على الكافرين ‪..‬‬
‫وف الصحيحي أنه ‪ J‬سئل فقيل له ‪ :‬يا رسول ال إن عمك كان يوطك وينصرك فهل أغنيت عنه شيئا ؟‬
‫فقال ‪ :‬نعم ‪ ..‬وجدته ف غمرات من النار ‪ ..‬فأخرجته إل ضحضاح من نار ‪ ..‬تت قدميه جرتان من نار يغلي‬
‫منهما دماغه ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬
‫بل ‪ ..‬انظر إل مطم الصنام ‪ ..‬وبان البيت الرام ‪ ..‬إبراهيمَ عليه السلم ‪..‬‬
‫الذي ابتلي ف موله‪..‬وعذب ف سبيل ال‪..‬ل يستطيع يوم القيامة أن ينفع أباه‪..‬لن أباه مات مشركا بال‪..‬‬
‫فعند البخاري ‪ :‬قال ‪ : J‬يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة ‪ ..‬وعلى وجه آزر قترة وغبة ‪..‬‬
‫فيقول له إبراهيم ‪ :‬أل أقل لك ل تعصين ؟! فيقول له أبوه ‪ :‬فاليوم ل أعصيك ‪..‬‬
‫فيقول إبراهيم ‪ :‬يا رب ‪ ..‬إنك وعدتن أن ل تزن يوم يبعثون ‪ ..‬وأي خزي أخزى من أب البعد ؟‬
‫فيقول ال ‪ :‬إن حرمت النة على الكافرين ‪..‬‬
‫ث يقال ‪ :‬يا إبراهيم ‪ ..‬ما تت رجليك ‪ ..‬فينظر فإذا هو بذيخ ( أي ذئب ) متلطخ ‪..‬‬
‫فيؤخذ بقوائمه فيلقى ف النار ‪ ..‬فتنبه لذا كله وتذكر ( يوم يفر الرء من أخيه * وأمه وأبيه * وصاحبته وبنيه *‬
‫لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ) ‪ ( ..‬يوم ل ينفع مال ول بنون * إل من أتى ال بقلب سليم ) ‪..‬‬
‫وكن رجاعا إل الق ‪ ..‬ناصحا لغيك ‪ ..‬داعيا إل التوحيد ‪..‬‬
‫أسأل ال للجميع الدى والرشاد ‪ ..‬وال تعال أعلم وصلى ال وسلم وبارك على رسول ال ‪..‬‬
‫كتبه ‪ /‬د‪ .‬ممد بن عبد الرحن العريفي‬
‫دكتوراه ف العقيدة والذاهب العاصرة‬
‫‪arefe@arefe.com‬‬

‫( ‪) 41‬‬

You might also like