You are on page 1of 3

‫القلب و الجنس‬

‫د‪ .‬غالب زوايدة‬

‫بعد شفاء المريض من أي مرض ‪ ،‬أو من خلل مراجعات المريض المصاب بمرض‬
‫مزمن للطبيب المعالج ‪ ،‬يجتهد الطبيب و يحرص على أن يزود مريضه بالتعليمات‬
‫الزمة و الوصايا المناسبة ‪ ،‬لمنع تكرار الحالة المرضية ‪ ،‬أو لمساعدة المريض‬
‫في تحسين وضعه الصحى ‪ ،‬أو لمنع حدوث أية مضاعفات ‪.‬‬

‫ولكن هل يقال كل شيء للمريض ؟‬

‫بــرغم أن الطـباء اصحاب النظريـات الحديـثة يصرون على ممارسة‬


‫المريض الذي اصـيـب بإحـتشـاء عضـلة القـلـب ( الجلطة ) لحياتـه الطبـيعية و‬
‫العودة الى عملة ‪ ،‬إل أن موضوعا واحداً يتجاهلونه أو ل يأتون عليه مباشرة ‪ ،‬أل‬
‫وهو قدرة المريض على العودة إلى ممارسة حياتة الجنسية كما في الماضي ‪.‬‬

‫ولـو سألنا المـرضى الذيـن أصـيـبـوا باحتشـاء عـضـلـة الـقـلـب ( جـلطة )‬


‫حـول هـذا الموضوع ‪ ،‬لوجدنا ان غالبيتهم خجل أن يسألطبيبه عن امكانية العودة‬
‫الى حياته الجنسية الطبيعية ‪ ،‬وان طبيبه ‪ ،‬رغم النصائح العديدة التى قدمها له‬
‫حول أمور حياته المختلفة ‪ ،‬لم يتطرق معه إلى هذا الجانب بالذات ‪ .‬ويـؤكد بـعـض‬
‫المرضى أن الطـباء عـنـدمـا يتطرقون لموضوع الجنس و أمراض القلب ل يعطون‬
‫مرضاهم إجابات شافية وواضحة عن السئلة التي تدور في أذهانهم ومن هذه‬
‫الجابات العامه ‪ :‬اعتدل في حياتك الجنسية ‪ ،‬وقدر بنفسك قدراتك ‪ ،‬وهـذا يعـني أن‬
‫المريـض الـذي اصـيـب بإحـتشـاء في عضلة القلب عليه لن يقرر بنفسه العودة‬
‫الىحياته الجنسية الطبيعية ام ل ‪ ،‬مع انه ل يمـلك المؤهـل لذلـك ‪ ،‬ول يدرك‬
‫كالطبيب الوضع الصحى لقلبه بعد شفاءه من المرض ول يـسـتـطيـع ان يقدر‬
‫المخاطر على القلب التي قد تنتج عن ممارسة الجنس ‪.‬‬
‫موقف الزوجة ‪:‬‬

‫ونأتي الى موقف الزوجة من زوجها الذي أصيب بإحتشاء في عضلة القلب‬
‫فنراها في اغلب الحيان تتجنب التصاللجنسي مع زوجها ‪ ،‬وإذا ما اضطرت‬
‫للتجاوب مع الحاحه ‪ ،‬أو هي رغبت بذلك شعرت بتأنيب الضمير و الخوف من أن‬
‫تكون قد عرضت صحة زوجها للخطر ‪ ،‬انطلقا من قناعتها ان ممارسة الجنس او‬
‫الثارة الجنسية قد تظر بقلب زوجها المريض ‪.‬‬

‫ويأتي السؤال هل الجنس حقا يشكل عبئاً إضافياً على القلب ؟‬

‫لقد لجأ الطباءالستعمال عدة معايير لحساب العبء الذي يتحمله القلب أثناء‬
‫الراحه و خلل بذل اشكال مختلفة من الجهد ‪ ،‬واعتبار قياس النبض وتغيراته أبسط‬
‫هذه المعايير وأكثرها تعبيرا عن عمل القلب ‪ .‬وتبين من الدراسة أن معدل نبضات‬
‫القلب أثناء ذروة الممارسة الجنسية يصل بالمتوسط إلى ‪ ( 117‬يتراوح ما بين ‪90‬‬
‫– ‪ ) 144‬وهو شبيه بما لحظ عادة عند القيام بأعمال اعتيادية يومية مثل صعود‬
‫طابقين أو القيام بالعمال المكتبية أو المشي ‪ ,‬كما لوحظ وجود بعض الضطرابات‬
‫في تخطيط القلب والتي كانت متشابهة ومتقاربة اثناء ذروة الجماع و اثناء العمال‬
‫اليومية الروتينية ‪.‬‬

‫العودة الى الحياة الجنسية ‪:‬‬

‫عندما يصبح المريض الذي تعرض للجلطة قادرا على العودة لحياته الطبيعية‬
‫كالمشي و صعود الدرج من دون عناء و من دون ضيق في التنفس ‪ ،‬فإنه عندها‬
‫يصبح قاردا على العودة الى حيانه‬
‫الجنسية الطبيعية ‪ .‬وحتى يشعر بالمان اكثر ‪ ،‬عله مراجعة طبيبه واجراء مخطط‬
‫للقلب مع الجهد ليؤكد ما ذكرناه سابقا ويطمئنه على قدرته على العودة لحباته‬
‫الطبيعية بجميع جوانبها و متعها ‪.‬‬

‫خمس ملحظات ل تنساها أبدًا ‪:‬‬


‫حتي تستطيع تخفيف التاثيرات السلبية للممارسة الجنسية بعد الشفاء من‬
‫الحتشاء القلبي إلى الحد الدنى ‪ ،‬وتـجـعـل المتعـة في حدهـا القصى تذكر أيها‬
‫المريض الملحظات الخمس التالية ‪-:‬‬

‫( ‪ ) 1‬ل تمارس الجنس عندما تكون متعبا أو متوترا أو غاضبا لن قلبك في هذه‬
‫الحالة يكون مجهدا ‪.‬‬

‫( ‪ ) 2‬تـجـنـب الشيـاء غـيـر الـمـريـحـة مثـل الحرارة العالية ‪ ،‬والحـمام البارد ‪،‬‬
‫أو الحمام الساخن ‪ ،‬لن الحرارة العالية و الباردة تؤثران على الدورة الدموية و‬
‫ضغط الدم ( فاستحم قبل النوم بماء فاتر ) ‪.‬‬

‫( ‪ ) 3‬ل تمارس الجنس بعد الكل أو شرب الكحول ‪ ،‬انتظر على القل مدة ساعتين‬
‫بعد الطعام ‪.‬‬

‫( ‪ ) 4‬إذا احسست بأيـة آلم فـي الصـدر اثـنـاء الجـمـاع تـوقـف وخـذ حبـة تـحـت‬
‫اللسان بعض الوقت ‪.‬‬

‫( ‪ ) 5‬خذ الوضـع الذي يـريحـك أكـثـر وتـذكر دائـما أنـك قـد نجوت من نوبة قلبية‬
‫فهذا هو الوقت المناسب لتعش حياتك وتستمتع بها بقدر ما كتب ال لك من عمر ‪.‬‬

You might also like