You are on page 1of 16

‫نشرة غير دورية تصدر عن مركز الدراسات االشتراكية‪ ،‬صوت التيار االشتراكي الثوري في مصر‪www.e-socialists.

net ،‬‬
‫السعر‪ 1 :‬جنيه‬ ‫العدد (‪ )36‬أغسطس ‪2009‬‬

‫ا فتتا حية‬
‫يوم ال يشبه البارحة‬
‫البريد ‪ ..‬طنطا للكتان‬ ‫في األول من أغسطس ‪ 2009‬تكون عشرون‬
‫عاما كاملة قد مرت على اعتصام عمال الحديد‬
‫والصلب‪ ،‬واالقتحام الوحشي للشركة‪ ،‬وفض‬

‫السكة الحديد ‪ ..‬العامرية للغزل‬


‫االعتصام السلمي بإطالق الرصاص الحي على‬
‫العمال‪ ،‬واستشهاد العامل عبد الحي السيد‬
‫حسن‪ .‬وسنة وراء األخرى مرت ذكرى االعتصام‬
‫واالقتحام‪ ،‬والعبارة اليائسة تتردد «م��ا أشبه‬

‫المحلة ‪ ..‬الترسانة البحرية‬


‫اليوم بالبارحة»‪ .‬حتى جاءت ذكرى الشهيد عبد‬
‫الحي أخيراً في يوم ال يشبه البارحة‪.‬‬
‫ف��ال��ي��وم ت��أت��ي ذك���رى االع��ت��ص��ام ال���ذي قرر‬
‫العمال فيه سحب الثقة من اللجنة النقابية‪،‬‬
‫التي وقفت ضدهم‪ ،‬وتجاهلت البيروقراطية‬
‫النقابية رأي العمال كالعادة‪ ،‬والحركة العمالية‬

‫مصر تتنفس احتجاجات‬


‫تتحدى التنظيم النقابي الحكومي بأولى‬
‫نقابتها المستقلة‪ ،‬التي ولدت من رحم إضراب‬
‫الضرائب العقارية‪ .‬تصفع الحركة العمالية اليوم‬
‫¯¯‬ ‫البيروقراطية النقابية ألول مرة‪ ،‬وتصفح التنظيم‬
‫النقابي المتهالك ردا على عقودا من العمالة‬
‫والتواطؤ ضد مصالح العمال ونضالهم‪ .‬اليوم‬
‫يأتي األول من أغسطس والحركة العمالية‬
‫تجمع نضاالتها المتفرقة تحت لواء واحد‪ ،‬عبر‬
‫توحد ق��ي��ادات النضال العمالي ف��ي ‪ 13‬موقع‬
‫ساخن في اللجنة التحضيرية للعمال‪ ،‬من أجل‬
‫رفع الحد األدنى لألجر‪ ،‬وبناء النقابات المستقلة‬
‫و الوقوف ضد اضطهاد المناضلين العماليين‪،‬‬
‫وحماية الحريات النقابية‪.‬‬
‫ج��اء أخ��ي��را ال��ي��وم ال���ذي يعلن فيه العمال‬
‫إض��راب��ه��م ع��ن ال��ع��م��ل‪ ،‬وي��رف��ع��ون مطالبهم‪،‬‬
‫ويستمرون في اإلضراب أليام وأسابيع‪ ،‬دون أن‬
‫تقتحم مصفحات النظام أسوار الشركات‪ ،‬ودون‬
‫أن يطلق قواته المسعورة على العمال‪.‬ستطاع‬
‫العمال أن ينتزعوا حقهم في اإلضراب‪،‬ورفع‬
‫المطالب‪،‬وتشكلت ل��ج��ان التفاوض‪،‬وجلس‬
‫ال��ع��م��ال ب��ن��دي��ة أم���ام ال��م��س��ؤول��ي��ن وأصحاب‬
‫العمل‪،‬ليدافعوا عن حقوقهم‪ ،‬وال��ي��وم تسعى‬
‫ق��ي��ادات النضال العمالي لنقل نضال العمال‬
‫خطوة أوسع باالنتقال من المطالب المصنعية‬
‫المباشرة إل��ى مطالب أوس��ع وأع��ل��ى‪ ،‬تخص‬
‫جماهير العمال في كل مصر‪.‬‬
‫تحصد اليوم الحركة العمالية المناضلة ليس‬
‫فحسب ن��ت��اج نضالها ف��ي ال��س��ن��وات الثالث‬
‫األخيرة‪ ،‬ولكن حصاد تضحيات أجيال من العمال‬
‫الذين واجهوا ببطولة بطش أنظمة مستبدة‪،‬‬
‫ظلت تقمع بوحشية نضال العمال على مر‬
‫العقود‪ ،‬في حلوان‪ ،‬والمحلة‪ ،‬وكفر الدوار‪ ،‬وشبرا‪،‬‬
‫واإلسكندرية‪.‬‬
‫تثأر الطبقة العاملة اليوم الستشهاد عبد‬
‫¯¯اقرأ في هذا العدد‪ :‬أبو عيطة‪ :‬عن الحد األدنى لألجور (ص‪ ،)7‬كمال‬ ‫الحي السيد حسن‪ ،‬ال��ذي ق��دم حياته ثمناً‬
‫ليوم تعيشه الطبقة العاملة مسلحة بحقها في‬
‫خليل‪ :‬عن ثورة يوليو(ص‪ ،)16‬مقتل مروة الشربيني (ص‪ ،)12‬عن‬ ‫اإلضراب والتنظيم النقابي المستقل‪ ،‬وألجيال‬
‫دفعت الثمن من حريتها‪.‬‬
‫المقاومة العراقية (ص‪ ،)11‬اتساع موجة فصل الصحفيين(ص‪.)5‬‬ ‫جاء اليوم الذي ال يشبه البارحة‪ ،‬تحقق جزء‬
‫يسيراً م��ن األم���ل‪ ،‬وانفتح طريقا ط��وي�لا من‬
‫النضال‪.‬‬
‫أجندة‬

‫اللجنة التحضيرية تطلق حملة الحد األدنى لألجور‬


‫مصطفى بسيوني‬
‫من البنية األساسية والطرق والمرافق‬ ‫بتقسيم ناتج العمل‪ ،‬و قال إن االدعاء‬ ‫‪ 2220‬دوالراً سنويا إلى ‪ 1860‬دوالراً‪ ،‬وهو ما‬
‫لذا ينبغي أن تكون مساهمتهم فيها‬ ‫الدائم بالخسارة والتعثر تكذبه الثروات‬ ‫يعني أن األجر ينخفض على الرغم من‬
‫أعلى عن طريق الضرائب‪.‬‬ ‫المتراكمة‪ ،‬وأوض��ح أن نسبة الدخول‬ ‫زيادة اإلنتاجية وليس العكس‪.‬‬ ‫ف��ي ال��ن��دوة ال��ت��ي نظمتها اللجنة‬
‫كما أكد النجار أن النضال من أجل‬ ‫المتحققة م��ن العمل إل��ى الدخول‬ ‫اعتبر النجار أن تجاهل المطالبة‬ ‫التحضيرية للعمال ي��وم الجمعة ‪17‬‬
‫ح��د أدن���ى ل�لأج��ور يجب أن يرتبط‬ ‫المتحققة من التملك في مصر أصبحت‬ ‫برفع الحد األدنى لألجور لعقود طويلة‪،‬‬ ‫يوليو الماضي‪ ،‬بمقر مركز الدراسات‬
‫بالنضال ض��د سيطرة رج��ال األعمال‬ ‫حاليا ‪ %20‬و ‪ .%80‬بعد أن كانت في‬ ‫واالكتفاء بالمطالبة باألجور المتغيرة‬ ‫االشتراكية‪ ،‬لمناقشة قضية الحد األدنى‬
‫على الحكم‪ ،‬والذين يوجهون القرارات‬ ‫الثمانينات ‪ %49‬و ‪ %51‬على التوالي‪.‬‬ ‫والبدالت جعل فجوة األجر تتسع بشكل‬ ‫ل�لأج��ور‪ ،‬تحدث الخبير االقتصادي‪،‬‬
‫السياسية واالقتصادية لتحقيق أرباح‬ ‫أما فيما يتعلق بالحكومة فإن إعادة‬ ‫رهيب‪ ،‬وسيصبح من الصعب الوصول‬ ‫بمركز األهرام للدراسات االستراتيجية‪،‬‬
‫أعلى لمشاريعهم‪.‬‬ ‫تسعير الغاز المصدر ألسبانيا وإسرائيل‬ ‫لحد أدنى حقيقي مكافئ للحد األدنى‬ ‫أح��م��د سيد النجار ش��ارح �اً األسس‬
‫تحث في الندوة يسري بيومي النائب‬ ‫واألردن ليصبح بالسعر العالمي‪،‬‬ ‫الذي كان معموال به حتى السبعينات‪،‬‬ ‫االقتصادية للمطالبة بالحد األدنى‬
‫بالبرلمان عن اإلخوان المسلمين معتبرا‬ ‫بدال من سعره الحالي‪ ،‬الذي يساوي‬ ‫وربما يكون ‪ 1200‬مطلب معقول حالياً‬ ‫لألجور‪ ،‬معتبرا أنه لو اعتبرنا أن الحد‬
‫أن معركة الحد األدنى لألجور يجب أن‬ ‫خُمس السعر العالمي‪ ،‬سيوفر ‪15‬‬ ‫رغم تواضعه‪ ،‬على أن يزيد سنويا بمعل‬ ‫األدن��ى ألجر عامل التراحيل في مصر‬
‫يدعمها الجميع‪ ،‬وتقف كل القوى ورائها‪،‬‬ ‫مليار جنيه ترفع األج��ور بنسبة ‪،%90‬‬ ‫التضخم الحقيقي ويعاد فيه النظر كل‬ ‫عام ‪ 1952‬هو المستوى الموضوعي‪ ،‬رغم‬
‫وأن المجلس القومي لألجور مطالب‬ ‫وبيع الغاز والمازوت والكهرباء لشركات‬ ‫ث�لاث سنوات‪ .‬وأوض��ح النجار ضرورة‬ ‫تواضعه الشديد فإنه يساوي باألسعار‬
‫بالقيام بدوره الذي أسس من أجله‪.‬‬ ‫األسمنت بالسعر العالمي‪ ،‬والتي هي‬ ‫وضع حد أقصى لألجر المتغير‪ ،‬بحيث‬ ‫الحالية ‪ 1370‬جنية شهرياً‪ ،‬وهو أدنى‬
‫في حين أكد كمال أبو عيطة نقيب‬ ‫نفسها تبيع إنتاجها في مصر بأعلى من‬ ‫ال يزيد على مثل األجر األساسي حتى‬ ‫معيار يمكن األخذ به على اإلطالق‪ ،‬لو‬
‫الضرائب العقارية أن التنظيم النقابي‬ ‫السعر العالمي سيوفر عشرة مليارات‬ ‫تضيق الفجوة بين األجور العليا والدنيا‪،‬‬ ‫تجاهلنا أيضاً ض��رورة تحرك المجتمع‬
‫الرسمي لن يناضل مع العمال من أجل‬ ‫أخرى‪ ،‬كما دعا النجار إلى تغيير النظام‬ ‫ويكون للكبار مصلحة في المطالبة‬ ‫طوال هذه الفترة‪ .‬وفند النجار الحجة‬
‫الحد األدنى لألجور‪ ،‬سيقف في الغالب‬ ‫الضريبي وفرض ضرائب تصاعدية على‬ ‫برفع األجر األساسي‪ ،‬الفتاً النظر إلى‬ ‫التي تقول أن انخفاض أج��ور العمال‬
‫ضدهم كالعادة‪ ،‬ويجب أن يمتلك العمال‬ ‫الدخل‪ ،‬وع��دم المساواة في الشريحة‬ ‫أن نسبة األجر األساسي للمتغير في‬ ‫المصريين راجعة النخفاض إنتاجية‬
‫أسلحتهم ونقاباتهم المستقلة‪ ،‬حملة‬ ‫الضريبية بين من يحقق دخل ‪ 40‬ألف‬ ‫الموازنة العامة للدولة أقل من ‪ ،%20‬وهو‬ ‫العامل المصري‪ ،‬وعرض البيانات التي‬
‫الحد األدنى لألجور التي تطلقها اللجنة‬ ‫جنيه سنوياً‪ ،‬ومن يحقق دخل ‪ 40‬مليون‬ ‫ما يفتح باب الفساد والمحسوبية‪.‬‬ ‫تكذب تلك الدعاوى قائل‪ :‬إن إنتاجية‬
‫التحضيرية اآلن هي خطوة على طريق‬ ‫جنيه‪ ،‬وأك��د النجار أن نظام الشرائح‬ ‫في تعليقه على ما يقال من صعوبة‬ ‫العامل المصري في الفترة من ‪ 1980‬إلى‬
‫توحيد مطالب العمال وحركتهم وبناء‬ ‫التصاعدية معمول بها في كافة الدول‬ ‫تدبير الموارد لزيادة األجور‪ ،‬قال النجار‬ ‫‪ 1985‬كانت ‪ 3670‬دوالر سنوياً‪ ،‬و ارتفعت‬
‫تنظيماتهم المستقلة‪.‬‬ ‫الرأسمالية‪ ،‬ومن الطبيعي أن أصحاب‬ ‫أنه فيما يتعلق بالقطاع الخاص يجب‬ ‫إلى ‪ 5960‬في الفترة (‪ ،)1995 – 1990‬بينما‬
‫المصانع والمؤسسات هم األكثر استفادة‬ ‫تطبيق درجة من العدالة فيما يتعلق‬ ‫انخفضت األجور في نفس الفترات من‬

‫في ندوة بالمركز‪:‬‬


‫مروة الشربيني ‪ ..‬شهيدة الحجاب أم ضحية العنصرية!‬
‫أم���ا رب����اب ال��م��ه��دي ف��ق��د كان‬ ‫دون الرجوع على أسباب وجودها‪.‬‬ ‫على أساس إيديولوجية عنصرية‪،‬‬ ‫تحت ه��ذا ال��ع��ن��وان‪ ،‬عقد مركز‬
‫مدخل حديثها بالتركيز على أن‬ ‫أردف تماللي أن مصالح‬ ‫ ‬ ‫ك��ان��ت أح��ي��ان��ا ت��ق��وم ع��ل��ى أسس‬ ‫ال����دراس����ات االش��ت��راك��ي��ة ندوته‬
‫«م��روة» هي ام��رأة‪ ،‬في منطقة تعج‬ ‫الطبقات الحاكمة‪ ،‬التي يسيطر‬ ‫بيولوجية مزعومة‪ ،‬وهي تُمارَس‬ ‫األس��ب��وع��ي��ة‪ ،‬وك���ان المتحدثون؛‬
‫بالمهاجرين والطلبة األجانب‪ ،‬لم‬ ‫عليها اليمين ال��م��ت��ط��رف‪ ،‬تلعب‬ ‫ضد المغاربة المهاجرين لفرنسا‪،‬‬ ‫د‪.‬أحمد رام��ي‪ ،‬القيادي في حركة‬
‫يتم استهدافهم‪ ،‬وأن هناك تسليع‬ ‫ع��ل��ى وت���ر ال��ع��ن��ص��ري��ة‪ ،‬م��ؤك��دا أن‬ ‫منذ نصف قرن‪ ،‬ولكنها اتخذت في‬ ‫األخ���وان المسلمين وعضو نقابة‬
‫للمرأة‪ ،‬واستغاللها كأيقونة‪ ،‬عالوة‬ ‫العنصرية بعد‪ ، 2001‬لم تتطور تطورًا‬ ‫العقد األخير طابعًا دينياً‪ .‬ووصف‬ ‫ال��ص��ي��ادل��ة‪ ،‬والصحفي الجزائري‬
‫على استغالل الحجاب كرمز ديني‬ ‫تلقائيًا في المجتمعات األوروبية‬ ‫تماللي رد فعل اإلدارة األلمانية بأنه‬ ‫ياسين تماللي‪ ،‬ود‪ .‬رباب المهدي‪،‬‬
‫وثقافي أيضا‪ .‬ولكن على الجانب‬ ‫واألمريكية‪ ،‬ولكن اإلدارة األمريكية‪،‬‬ ‫كان فاترًا‪ .‬لكنه أنكر االستعمال‬ ‫عضو مركز الدراسات االشتراكية‪.‬‬
‫اآلخر هناك نفس منطق التسليع‪،‬‬ ‫اختلقت لها عدوا جديدًا بعد انهيار‬ ‫السياسي للحادث‪ ،‬حيث ظهرت‬ ‫قال د‪ .‬رامي‪ ،‬وكان أول المتحدثين‪،‬‬
‫واستغالل القضية‪ ،‬ليس من جانب‬ ‫االتحاد السوفيتي‪ ،‬ثم عملت على‬ ‫دعوات على شبكة اإلنترنت تدعو‬ ‫إن مروة الشربيني تعد «شهيدة»‬
‫ال��ت��ي��ارات اإلسالمية وح��س��ب‪ ،‬بل‬ ‫التهويل من هذا الخطر‪ ،‬لتعميق‬ ‫البنات للتمسك بالحجاب‪« ،‬حتى‬ ‫حيث ماتت دون دينها‪ ،‬وأن الحادث‪،‬‬
‫نجد ذل��ك م��ن ال��ن��ظ��ام المصري‪،‬‬ ‫م��ع��اداة اإلس��ل�ام‪ ،‬وه��ي تستخدم‬ ‫لو كان الثمن القتل»‪ ،‬وإدانة للسفور‪،‬‬ ‫وإن كان فردياً‪ ،‬فقد ارتكبه شخص‬
‫الذي لم يقدم حتى واجب العزاء‪،‬‬ ‫مجموعة من الخبراء ليسوا على‬ ‫وعلق ياسين بأنه مع حق التحجب‪،‬‬ ‫هو إفراز مجتمع عنصري‪ ،‬ضد مروة‪،‬‬
‫لآلالف من ضحايا العبارة المنكوبة‪،‬‬ ‫دراي��ة حقيقية بالمسلمين‪ ،‬بل ال‬ ‫لكنه أيضا ضد ف��رض الحجاب أو‬ ‫التي «لم تنهزم حضاريا‪ ،‬ولم تتبنَ‬
‫أو للمهاجرين الشبان الذين غرقوا‬ ‫يعرفون لغات البلدان اإلسالمية‪،‬‬ ‫ف��رض ت��أدي��ة ال��ص�لاة‪ ،‬كما يحدث‬ ‫ن��م��وذج�اً حياة ل��م تتربى عليه»‪.‬‬
‫خ�لال محاولة البحث ع��ن لقمة‬ ‫العربية والفارسية‪ ،‬وغيرها‪ ،‬واألهم‬ ‫في السعودية وإيران‪ ،‬مثال‪ .‬وأضاف‪،‬‬ ‫وأشار رامي إلى أن األمن المصري‬
‫عيش‪ ،‬بل نجد المؤسسة الدينية‬ ‫أنهم يتعاملون مع «اإلسالم» ككل‬ ‫أنه بينما لقي هذا الحادث كل هذا‬ ‫لم يفرض أي نوع من القيود على‬
‫الرسمية تخرج بفتوى تحرمهم‬ ‫ث��اب��ت ع��ب��ر ال��ت��اري��خ‪ ،‬وه���ي نظرة‬ ‫االهتمام‪ ،‬هناك الكثير من المهاجرين‬ ‫مظاهرات التنديد بالحادث‪ ،‬ألنها‬
‫حتى من اعتبارهم «شهداء»! أكدت‬ ‫ال تُمكن م��ن فهم المجتمعات‬ ‫الفقراء في مدن الضواحي األوروبية‬ ‫ليست موجهة ض��ده‪ ،‬كما استنكر‬
‫د‪ .‬رب��اب أن الحجاب أصبح رمزا‬ ‫اإلسالمية األصلية‪ ،‬وال مجتمعات‬ ‫ي��ق��ت��ل��ون‪ ،‬وال أح���د ي��ذك��ره��م أحد‬ ‫رام����ي م��وق��ف ج��م��ع��ي��ات حقوق‬
‫ثقافيا‪ ،‬وليس دينيًا وحسب‪ ،‬كما‬ ‫المهاجرين ف��ي أوروب����ا‪ .‬واختتم‬ ‫مجرد الذكر‪ .‬وانتقد تماللي فكرة‬ ‫اإلن��س��ان‪ ،‬س���واء ف��ي مصر أو في‬
‫أنه تزامن مع صعود بؤر لمقاومة‬ ‫ياسين حديثه بقوله أن الغرب‬ ‫«االن��ه��زام الحضاري»‪ ،‬مشيرا إلى‬ ‫الخارج‪ ،‬التي لم تحرك ساكناً‪.‬‬
‫اإلمبريالية تحمل راي��ة إسالمية‪،‬‬ ‫يكيل بمكيالين‪ ،‬ولو أن شابا يهوديا‬ ‫أن مناضالت الثورة الجزائرية‪ ،‬لم‬ ‫وص��ف ياسين تماللي الحادث‬
‫مثل حزب اهلل وحماس‪ ،‬فالعنصرية‬ ‫قد تعرض لالغتيال لم تكن القضية‬ ‫يكن محجبات‪ ،‬ولم يتحجبن طوال‬ ‫بأنه جريمة عنصرية‪ ،‬وأن العنصرية‬
‫مرتبطة بالسياسات االستعمارية‪،‬‬ ‫ستعالج على النحو نفسه‪ .‬ولكن‬ ‫حياتهن‪ .‬وأخيرا أكد تماللي على‬ ‫ض��د المسلمين ظ��اه��رة شائعة‪،‬‬
‫التي تستخدم إلى جانب ترسانتها‬ ‫االزدواجية موجودة في بلداننا أيضا‪،‬‬ ‫أنه بالرغم من أن العنصرية هي‬ ‫ف��ي ال��وق��ت ال��ح��ال��ي‪ ،‬ح��ت��ى في‬
‫الحربية‪ ،‬ترسانة إعالمية‪ .‬وذكرت‬ ‫التي تعاني من العنصرية الدينية‬ ‫نتاج لحضارة أوروبية‪ ،‬فال يجب أن‬ ‫الصين‪ ،‬وتسا َءل كيف يحدث ذلك‬
‫م��ث��ال ع��ل��ى ذل���ك أن م��ج��ل��ة دير‬ ‫والمذهبية‪ ،‬فنفس من يطالبون‬ ‫نصف الثقافية األوروبية بأنها ثقافة‬ ‫ف��ي دول ت��دع��ي رعايتها لحقوق‬
‫شبيجل األل��م��ان��ي��ة‪ ،‬اع��ت��رف��ت أنه‬ ‫بحرية بناء المساجد في أوروبا‪ ،‬هم‬ ‫عنصرية‪ ،‬فالحضارة اإلسالمية في‬ ‫اإلن��س��ان‪ ،‬ولكن العنصرية ليست‬
‫ل��و ح��دث العكس كانت التغطية‬ ‫من يحرمون أتباع الديانات األخرى‬ ‫أوج ازده��اره��ا‪ ،‬كانت هناك تجارة‬ ‫بظاهرة جديدة‪ ،‬بل ترجع بجذورها‬
‫والتناول سيختلف كلياً‪ .‬‬ ‫من أداء شعائرهم‪.‬‬ ‫عبيد‪ ،‬رغم تحريمها دينياً‪ ،‬فال يجب‬ ‫إل��ى ال��ح��روب الصليبية‪ ،‬ث��م إلى‬
‫ ‬ ‫تعميم الحكم بسبب هذه الظاهرة‪،‬‬ ‫االستعمار الغربي‪ ،‬الذي تبنى‪ ،‬وقام‪،‬‬

‫االشتراكي أغسطس ‪2009‬‬ ‫¯¯‪2‬‬


‫تقارير وأخبار‬

‫أجبروا إالدارة على االستجابة لمطالبهم‬

‫انتصار جديد لعمال السكة الحديد‬ ‫محمد الخولي‬


‫يغيروا مكان االعتصام ورفض واحد‪ ،‬ووعدهم زغلول أيضا بعودة‬ ‫مساواتهم بزمالئهم العاملين‬
‫العمال أيضاً‪ ،‬إال أن األمن استخدم زميلهم الذي فصلته اإلدارة فصل‬ ‫في هيئة السكة الحديد‪ ،‬والذين‬
‫القوة مع العمال‪ ،‬ونقلهم إجبارياً تعسفياً‪.‬‬ ‫حقق عمال صيانة عربات النوم‪ ،‬يعملون معهم في نفس ظروف‬
‫من مكانهم إلى مكان أخر‪ ،‬داخل‬ ‫ب��ش��رك��ة م��ح��م��ود ع��ب��د السالم العمل‪ ،‬عمال صيانة عربات النوم‬
‫ال��ورش بعيدا عن البوابة‪ ،‬التي أك��د زغ��ل��ول لهم أن المكافأة‬ ‫لصيانة ع��رب��ات ال��ن��وم‪ ،‬والتابعة بالسكة الحديد‪.‬‬
‫كان العمال يعتصمون بجوارها وساعات العمل اإلضافي واحتساب‬ ‫للهيئة العامة للسكة الحديد‪،‬‬
‫في اليوم األول‪ ،‬وألن األم��ن هو أيام العمل اإلضافي ستضاف إلي‬ ‫منذ اليوم األول العتصامهم‬ ‫انتصاراً‪ ،‬بعد أن تمسكوا بموقفهم‪،‬‬
‫ال��م��ت��ح��ك��م األول واألخ���ي���ر في المرتب ب��دأ م��ن الشهر القادم‬ ‫وأصروا علي استمرارهم باالعتصام عرف العمال أن انتصارهم سيأتي‬
‫السكة الحديد فكان هو المفاوض وق��ال العمال لالشتراكي بأن‬ ‫واإلضراب عن العمل لحين تنفيذ بالتمسك مع بعضهم البعض‪،‬‬
‫الرئيسي مع العمال‪ ،‬واختفت إدارة زغلول وعدهم علي مسئوليته‬ ‫مطالبهم ورفضهم فض االعتصام وحدوا صفوفهم اتفقوا علي موعد‬
‫الشركة والنقابة العامة للعاملين الشخصية أن يتم إرس��ال باقي‬ ‫واإلضراب‪ ،‬رغم كل ضغوط األمن اإلض��راب‪ ،‬وعلى مكان االعتصام‪،‬‬
‫بالسكة الحديد‪ ،‬وحتى الهيئة مطالبهم إلي وزارة القوة العاملة‬ ‫عليهم ‪ ،‬ورفضوا كل محاوالت فض تجمعوا في ورش الفرز بالقاهرة‪،‬‬
‫العامة للسكة الحديد اختفت هي للبت في قانونيتها‪ ،‬وأكد أنه إذا‬ ‫االعتصام إال بعد تنفيذ مطالبهم‪ ،‬وأبلغوا بعض الصحف وتوكلوا‬
‫أق��رت بحقهم فيها فسوف تنفذ‬ ‫األخرى‪،‬‬ ‫والتي نفذ بعضها بالفعل‪ ،‬وكان علي وحدتهم وقوتهم‪ ،‬و بدءوا‬
‫فوراً‪ .‬عمال صيانة عربات النوم في‬ ‫ال��ع��م��ال ح���ددوا مطالبهم منذ ف��ي االعتصام ‪ ،‬ف��ي ال��ي��وم األول‬
‫كالعادة تولى اللواء سعد زغلول شركة محمود عبد السالم لصيانة‬ ‫ال��ي��وم األول إلض��راب��ه��م‪ ،‬وهي لم يحضر لهم أي مسئول سوى‬
‫مدير شرطة النقل والمواصالت ق��ط��ارات ال��ن��وم‪ ،‬والبالغ عددهم‬ ‫صرف العالوات االجتماعية ألعوام رجال الشرطة‪ ،‬حاولوا ترهيبهم‪،‬‬
‫التفاوض مع العمال‪ ،‬وأبلغهم بأن قرابة ال‪ 500‬عامل أك��دوا أن فض‬ ‫‪ 2001‬و‪ 2002‬و‪ ،2003‬وص��رف المكافأة ووص�������ل ال���ح���د إل���ي محاولة‬
‫الشركة وافقت علي صرف شهر االعتصام ال يعني أنهم تنازلوا‬ ‫السنوية بواقع شهرين من الراتب ال���ش���رط���ة في ال��ي��وم الثاني‬
‫مكافأة للعمال‪ ،‬و وسيتم احتساب باقي المطالب‪ ،‬وأنهم سيعاودون‬ ‫األساسي كل عام‪ ،‬وكذلك صرف لالعتصام فض االعتصام بالقوة‪،‬‬
‫س��اع��ة العمل اإلض��اف��ي بساعة االعتصام مرة أخرى‪ ،‬إذا اكتشفوا أن‬ ‫ب��دل واجبه للعمال المسافرين اعتدت الشرطة عليهم بالضرب‪،‬‬
‫ونصف‪ ،‬بعد أن كانت تحسبها زغلول يخدعهم ويضحك عليهم‪،‬‬ ‫علي ال��ق��ط��ارات‪ ،‬وتحديد قيمة إال أنهم أص��روا علي استمرارهم‬
‫إدارة الشركة بساعة فقط‪ ،‬وكذلك لفض االعتصام فحسب‪ ،‬وأشاروا‬ ‫مكافأة نهاية الخدمة‪ ،‬واحتساب في االعتصام واإلضراب عن العمل‪،‬‬
‫ستعامل العمال الذين يعملون إلي أنهم جاهزون لالعتصام مرة‬ ‫ساعات العمل اإلضافية‪ ،‬كما ينص ومع تعنت األمن‪ ،‬و إصرار العمال‬
‫أيام اإلجازات الرسمية ــ الجمعة أخرى‪ ،‬إذ لم تنفذ كل مطالبهم‪.‬‬ ‫عليها قانون العمل‪ ،‬وعودة العمال علي االستمرار في االعتصام‪،‬‬
‫أيام األعياد ـ بيومين بدال من يوم‬ ‫المفصولين فصل تعسفي‪ ،‬وأيضا ط��ل��ب األم���ن م��ن ال��ع��م��ال أن‬

‫سحبت ‪ 500‬مليون جنيه على المكشوف‬


‫وأدوية منتهية الصالحية قيمتها ‪ 7‬ماليين جنية‬
‫جهاز المحاسبات يحذر من انهيار المصرية لتجارة األدوية‬
‫مجلس إدارة ال��ن��ق��اب��ة العامة‬ ‫خاصة البند رقم «‪ »21‬من كراسة‬ ‫المتراكمة منذ سنوات طويلة يعد‬ ‫ح��ذر تقرير للجهاز المركزي‬
‫للعاملين بالتجارة رئيسها محمد‬ ‫ال��ش��روط الفنية ف��ي المناقصة‬ ‫إهداراً للمال العام‪.‬‬ ‫للمحاسبات من انهيار الشركة‬
‫وه���ب اهلل‪ ،‬ب��اس��ت��غ�لال نفوذه‪،‬‬ ‫العامة لتوريد ألبان األطفال للعام‬ ‫أش��ار التقرير إل��ى وج��ود أدوية‬ ‫المصرية لتجارة األدوي���ة‪ .‬حيث‬
‫وسلطاته كرئيس للنقابة‪ ،‬وقيامه‬ ‫المالي ‪ ،2009/2008‬والبالغ قيمتها‬ ‫منتهية ال��ص�لاح��ي��ة بالشركة‬ ‫أك��د التقرير أن الشركة تعاني‬
‫باالستيالء على أم��وال النقابة‪،‬‬ ‫‪ 170،5‬مليون جنية‪ ،‬حيث نص‬ ‫تتجاوز قيمتها ‪ 7‬ماليين جنية‪،‬‬ ‫اختال ًال‪ ،‬ومخالفات مالية‪ ،‬وإدارية‪،‬‬
‫وال��ت��ص��رف فيها على متطلباته‬ ‫ع��ل��ى ض����رورة ت��ج��زئ��ة الكميات‬ ‫منها أدوي��ة مستوردة بقيمة ‪1.2‬‬ ‫تهدد بانهيارها‪ ،‬مشيراً إل��ى أن‬
‫الشخصية‪ ،‬خالل الدورة النقابية‬ ‫المطلوبة م��ن أل��ب��ان األطفال‪،‬‬ ‫مليون جنية‪ ،‬فسدت في المطار‬ ‫الشركة تسحب على المكشوف‬
‫الماضية‪ .‬وقاموا مؤخرا بتقديم‬ ‫لضمان استمرارية توافر األلبان‬ ‫بسبب سوء التخزين‪ ،‬باإلضافة‬ ‫م��ن ال��ب��ن��وك‪ ،‬بفوائد تصل إلى‬
‫مذكرة إلى رئيس اتحاد العمال‬ ‫المدعمة في األسواق‪.‬‬ ‫إلى أدوي��ة قيمتها ‪ 2‬مليون جنيه‬ ‫‪ ،% 12,5‬بسبب عدم توافر سيولة‬
‫طالبوه فيه بسرعة التحقيق في‬ ‫ي��ذك��ر أن م��وظ��ف��ي الشركة‬ ‫ان��ت��ه��ت ص�لاح��ي��ت��ه��ا‪ ،‬وم���ا زال��ت‬ ‫نقدية لديها‪ .‬وأكد التقرير أن قيمة‬
‫كل تلك المخالفات‪ ،‬وعزل رئيس‬ ‫‪ -1400-‬قد نظموا اعتصاماً بمقر‬ ‫موجودة بالمخازن‪ ،‬وأدوي��ة أخرى‬ ‫السحب على المكشوف لتوريد‬
‫النقابة من منصبه‬ ‫الشركة في شهر فبراير الماضي‪،‬‬ ‫قيمتها ‪ 1.2‬مليون جنيه انتهت‬ ‫أدوية الكبد وحدها بلغت في العام‬
‫‪.‬‬ ‫للتصدي لمخططات بيع الشركة ‪،‬‬ ‫صالحيتها خالل الفترة من يوليو‬ ‫المالي األخير ‪ 500‬مليون جنية‪ ،‬وأن‬
‫وأك��د بعض أعضاء النقابة أن‬ ‫واستطاعوا عبر اعتصامهم الطويل‬ ‫‪ 2008‬وحتى فبراير ‪ ،2009‬تم إعدامها‬ ‫الشركة اضطرت لتحرير كمبياالت‬
‫إهدار أموال النقابة نتج عنه جفاف‬ ‫إجبار الشركة القابضة لألدوية على‬ ‫إلى جانب ‪ 12‬مليونا و‪ 262‬علبة لبن‬ ‫بقيمة ‪ 75،8‬مليون جنيه لموردي‬
‫مالي وتوقف معظم أنشطتها‪،‬‬ ‫التراجع عن مخططاتها‪ .‬والطريف‬ ‫أطفال «بيبي زان» قيمتها ‪15،2‬‬ ‫األدوي����ة‪ ،‬بعد أن رف��ض��ت وزارة‬
‫وبلغت ال��دي��ون المستحقة لها‬ ‫أن اللجنة النقابية بالشركة التي‬ ‫مليون جنيه صدر قرار بالتحفظ‬ ‫الصحة والجهات التابعة لها سداد‬
‫على صندوق النقابة قرابة ‪800‬‬ ‫يترأسها محمد وهب اهلل‪ ،‬الذي هو‬ ‫عليها في مايو ‪ ،2008‬إلعدام ‪ 11‬ألفا‬ ‫ديونها للشركة‪ ،‬والبالغة نحو‬
‫ألف جنية‪ ،‬مخالفا بذلك ميثاق‬ ‫ذاته رئيس النقابة العامة للعاملين‬ ‫و‪ 67‬علبة منها‪ ،‬وحتى اآلن لم يتم‬ ‫‪ 270‬مليون جنية‪ .‬أتهم التقرير‬
‫الشرف األخالقي للعمل النقابي‪،‬‬ ‫بالتجارة‪ ،‬حاولت بعد انتصار العمال‬ ‫اإلعدام‪.‬‬ ‫مسئولي الشركة بالتقاعس عن‬
‫وال�لائ��ح��ة ال��م��ال��ي��ة للمنظمات‬ ‫أن تنسب لها الفضل في التراجع‬ ‫أكد التقرير أن مسئولي الشركة‬ ‫تحصيل ‪ 45‬مليون جنيه مستحقة‬
‫النقابية المنظمة للصرف من‬ ‫المؤقت عن مخططات البيع‪.‬‬ ‫خ��ال��ف��وا ال��ش��روط الفنية‪ ،‬التي‬ ‫ل��دي ع��دد م��ن ال��م��وردي��ن‪ ،‬وأكد‬
‫أموال النقابات العمالية‪.‬‬ ‫وم��ن جهة أخ��رى اتهم أعضاء‬ ‫تضمنها ع��دد م��ن المناقصات‪،‬‬ ‫ع��دم تحصيل ه��ذه المديونيات‬

‫‪¯¯3‬‬ ‫االشتراكي اغسطس ‪2009‬‬


‫تقارير وأخبار‬

‫غزل المحلة على صفيح ساخن‬


‫ص��رف األرب���اح وال��ح��واف��ز الجماعية‬ ‫مشاكل بالجملة تواجه العاملين‬
‫و بطريقة (‪ 45‬يوم في ‪45 ، 2009/8/15‬‬ ‫بشركة مصر بالمحلة الكبرى‪ ،‬أقسام‬
‫يوم في ‪ ، 2009/9/15‬المتبقي كله بعد‬ ‫عديدة عمالها على صفيح ساخن‪،‬‬
‫انعقاد الجمعية العمومية)‪ ،‬وهو ما‬ ‫ال��ت��وت��ر أم��ت��د لكي يصل إل��ى خفر‬
‫يعني تكرار مشكالت األعوام السابقة‪،‬‬ ‫الشركة‪ ،‬عمال مصنع الماليات‪ ،‬ومئات‬
‫فنحن ف��ي ش��ه��ور (رم��ض��ان‪ -‬عيد‪-‬‬ ‫العمال المنتظرين لحركة الترقيات‪،‬‬
‫مدارس)‪ ،‬مما يستوجب على الشركة‬ ‫هدا باإلضافة إلى العمال المحالين‬
‫القابضة‪ ،‬واألمن مراعاة رد فعل العمال‪،‬‬ ‫إلى المعاش الذين صحوا على مصيبة‬
‫حتى ال يحدث كما حدث في األعوام‬ ‫حكم قضائي يقضي بضرورة دفع آالف‬
‫السابقة‪ ،‬ويكفي األمن حاليا مشاكل‬ ‫الجنيهات وطردهم من مساكنهم‪.‬‬
‫معاشات المستعمرة‪ ،‬ومشاكل خفر‬ ‫باإلضافة إلى المشاكل التي تعج‬
‫الشركة‪ ،‬ومشاكل مصنع الماليات‪،‬‬ ‫بها األقسام يترقب كل عمال الشركة‪،‬‬
‫وغيرهم حتى ال يلوموا غير أنفسهم‬ ‫‪ 24‬أل��ف ع��ام��ل‪ ،‬ال��م��ك��اف��أة السنوية‬
‫بعد ذلك‪.‬‬ ‫التي تقررها إدارة الشركة خاصة مع‬
‫نريد نحن عمال وع��ام�لات غزل‬ ‫اقتراب مواسم العيد ورمضان ودخول‬
‫الترقيات في هذا الشهر (وهو ما ال‬ ‫وه���ذا م��ع��ن��اه‪ :‬ف��ي ح��ال��ة تحقيق‬ ‫المحلة النهوض بها من خالل رئيس‬ ‫ال��م��دارس‪ ،‬ويحل موعد صرفها في‬
‫يتعارض مع صرف األرب��اح والحوافز‬ ‫الشركة للمكاسب (يتم صرف ‪ 135‬يوم‬ ‫مجلس إدارة ناجح ‪،‬وظ���روف عمل‬ ‫شهر أغسطس الجاري‪.‬‬
‫الجماعية )‪.‬‬ ‫للعاملين‪ +‬نسبة تحددها الجمعية‬ ‫ج��ي��دة‪ ،‬ب��دال م��ن المفوض الحالي‬ ‫الشركة من جهتها تحاول امتصاص‬
‫زيادة األرباح والحوافز الجماعية ‪( % 5‬‬ ‫العمومية بعد انعقادها)‬ ‫الفاشل‪ ،‬والماكينات الصيني‪ .‬ولذلك‬ ‫غضب العمال عبر الحديث عن قرب‬
‫وهو ما يقرره انعقاد الجمعية العمومية‬ ‫‪ .‬في حالة تحقيق الشركة للخسارة‬ ‫نطالب العمال بأن يكونوا قوة واحدة‬ ‫انعقاد انتخابات مجلس اإلدارة وهو‬
‫فقط‪ ،‬وليس أحد‪ ،‬وفي حالة تحقيق‬ ‫(يتم صرف ‪ 135‬يوم للعاملين فقط)‪.‬‬ ‫منظمة ومؤثرة لشركتهم‪ ،‬أو ًال ولنيل‬ ‫مطلب عمالي قديم‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫الشركة أرباح نريد ‪ 163‬يوم على شامل‬ ‫أي إن��ه في ح��ال تحقيق الشركة‬ ‫حقوقهم المنهوبة‪ ،‬ثانيا فحصولكم‬ ‫اعتزامها ص��رف ‪ 45‬يوما للعمال في‬
‫المرتب كما كنا نأخذ سابقا‪ ،‬أو ‪228‬‬ ‫للمكاسب أو الخسارة فسوف يتم‬ ‫على حقوقكم مرهون بقدرتكم على‬ ‫منتصف شهر أغسطس قبل دخول‬
‫يوما على األساسي كغزل شبين)‪.‬‬ ‫ص��رف ‪ 135‬ي��وم على األس��اس��ي في‬ ‫االستمرار بالمطالبة بها‪ ( ،‬فالمصيبة‬ ‫شهر رمضان‪.‬‬
‫ولذلك فطلباتنا هي ‪ :‬عدم إثارة‬ ‫الحالتين دون تأثرهم بمكسب أو‬ ‫ل��م تعد ف��ي ظلم األش����رار لنا بل‬ ‫رابطة العاملين بالغزل والنسيج‬
‫العمال باالستجابة لمطالب عمال‬ ‫خسارة ‪.‬‬ ‫أصبحت في صمت األخيار منا )‪.‬‬ ‫أص���درت بيانا ت��ن��اول��ت فيه أوض��اع‬
‫المعاشات‪ ،‬وخفر الشركة‪ ،‬ومصنع‬ ‫وال يهمنا في ذلك اإلشاعات التي‬ ‫األرباح والحوافز كانت قبل اإلضراب‬ ‫ال��ش��رك��ة حصلت االش��ت��راك��ي على‬
‫ال��م�لاي��ات‪ 135 ،‬ي��وم أرب���اح وحوافز‬ ‫تلف الشركة وال نعرف لها مصدر‪ ،‬مثل‬ ‫‪ 163‬يوم منهم ‪ 89‬جنيه حوافز ثابتة‬ ‫نسخة منه جاء فيه ‪:‬‬
‫جماعية دفعة واحدة قبل رمضان‪.‬‬ ‫انتخابات مجلس اإلدارة في شهر‬ ‫كل عام‪ .‬ثم أصبحت األرباح والحوافز‬ ‫لقد ق��ررت الشركة القابضة في‬
‫سبتمبر (وحقيقة هو أح��د مطالبنا‬ ‫الجماعية بعد اإلضراب ‪ 135‬يوم على‬ ‫اجتماعها ال���دوري بالمفوض العام‬
‫ولكن هناك أولويات )‪.‬‬ ‫األساسي فشعرنا بزيادتها‪.‬‬ ‫إثارة المشاكل مرة أخرى‪ ،‬وذلك بإقرار‬

‫الترسانة البحرية ووهم المعاش المبكر‬ ‫ماهي نور المصري‬


‫القابضة للنقل البري و البحري‪ ،‬التي كانت تابعة المستحقين للمعاش‬
‫لها شركة الترسانة البحرية‪ ،‬قبل أن تنتقل لتكون‬
‫تحت اإلدارة المباشرة لوزارة الدفاع‪ ،‬مما يعنى أن ‪ 70‬وقفة و ماذا بعد‪:‬‬ ‫شركة الترسانة البحرية باإلسكندرية ‪ ...‬اسم‬
‫على الرغم من أن العمال انتهجوا الطريق‬ ‫ينطبق على عمالها وصف العاملين بالمنشآت‬ ‫ربما يبدو معروفاً للمهتمين بالتاريخ المصري‬
‫العسكرية‪ ،‬و يكونوا تابعين من الناحية القانونية القانوني كأساس لتحركهم‪ ،‬إال أنهم قاموا بعمل‬ ‫الحديث‪ ،‬و للمهتمين بالحركة السياسية المصرية‬
‫إلى المحاكم العسكرية‪ ،‬مما يعنى قمع مؤكد ألي وقفات احتجاجية وصلت إلى ‪ 70‬وقفة احتجاجية‬ ‫في سبعينات القرن العشرين‪ .‬ففي يوم ‪ 18‬يناير‬
‫شخص يفكر في التحرك في ذلك المصنع‪ ،‬الذي أمام الشركة القابضة للنقل البري و البحري في‬ ‫عندما انتفض الجماهير بسبب قرارت السادات‬
‫شارع فؤاد ‪ ,‬و ديوان عام محافظة اإلسكندرية و‬ ‫شهد تحركات قوية جداً في السبعينات ‪.‬‬ ‫الخاصة بالدعم ‪ ,‬كان أول من تحرك في مدينة‬
‫أمام شركة الترسانة البحرية نفسها ‪ .‬و تشكلت‬ ‫اإلسكندرية هم عمال الترسانة البحرية أيماناً‬
‫وفود لمقابلة رئيس مجلس اإلدارة اللواء محمد‬ ‫القانون هو الحل ‪:‬‬ ‫منهم أنهم بصناعتهم لقطع األسطول المصري‪،‬‬
‫قرر العمال المحالون على المعاش أن يتجهوا يوسف و الذي كان كل مرة يستقبلهم استقبال‬ ‫و يحمون مصر م��ن ال��ع��دو ال��خ��ارج��ي‪ ،‬و لكن‬
‫إلى القضاء حتى يأخذوا حقوقهم‪ ،‬و بالفعل تم سيئ و يستعين باألمن ‪.‬‬ ‫بأنفسهم سيحمون الشعب من العدو الداخلي‬
‫رغم الوقفات االحتجاجية الـ‪ 70‬للعمال المحاليين‬ ‫الحكم لهم بحكم من هيئة التحكيم رقم ‪ ٣‬لسنة‬ ‫من السياسات المضطهدة للفقراء و الكادحين‪.‬‬
‫‪ ٢٠٠١‬عمال كُلي‪ ،‬من محكمة استئناف اإلسكندرية‪ ،‬على المعاش‪ ،‬إال أنه هناك أخطاء عديدة قللت‬ ‫تلك كانت الصورة في السبعينات و لكن‬ ‫ ‬
‫بأحقيتهم في ضمِّ العالوات المقرَّرة‪ ،‬واحتساب من فرص نجاحهم‪ ،‬منها أن من يحضر الوقفات‬ ‫ماذا حدث بعد أكثر من ‪ 32‬سنة من نضال عمال‬
‫المقابل النقدي لبدل طبيعة العمل‪ ،‬منسوبًا ال يتعدى المائتين برغم عدد المتضررين حوالي‬ ‫الترسانة‪.‬‬
‫إلى أجورهم األساسية بعد زيادة هذه العالوات ‪ ،3600‬ال توجد خطة لتحركاتهم حيث ال يوجد‬
‫المضمومة منذ ‪١٩٩٢/١١/١‬م‪ ،‬ورف��ض��ت محكمة برنامج تصعيدي لضمان نيل مستحقاتهم التي‬ ‫وهم المعاش المبكر‬
‫استئناف اإلسكندرية كذلك في ‪2004/11/1‬م دعوى أيدها القضاء ‪ .‬التزامهم الدائم بأوامر رجال األمن‪،‬‬ ‫حوالي ‪ 3600‬عامل من عمال الترسانة البحرية –‬
‫االستشكال المقدَّمة من الشركة لوقف تنفيذ التي دائماً تطالبهم بإنهاء الوقفات‪ .‬و أيضاً عدم‬ ‫منذ عام ‪ -1996‬قاموا بتسوية معاشهم‪ ،‬قبل السن‬
‫وجود تنسيق بين هؤالء وزمالئهم العاملين داخل‬ ‫الحكم ‪.‬‬ ‫القانوني‪ ،‬لإلحالة على المعاش بسبب الوعود‪،‬‬
‫ث��م ن��ال��وا حكم م��ن محكمة النقض – أعلى الشركة‪ ،‬الذين إذا تضامنوا معهم سيشكلون قوة‬ ‫بأن كل فرد سيحصل على مبلغ سيساعده على‬
‫هيئة قضائية مصرية‪ -‬بأحقيتهم في نيل باقي ضغط كبيرة‪،‬‬ ‫الحياة و سيأمن لهم معيشة كريمة ‪.‬‬
‫أن م��ا يحدث لعمال الترسانة البحرية هو‬ ‫مستحقاتهم التي تصل إلى ‪ 20‬مليون جنية‪ ،‬لكن‬ ‫تقدم العمال باستقاالتهم‪ ،‬و هم يشعرون أنهم‬
‫اللواء محمد يوسف‪ ،‬رئيس مجلس إدارة الشركة عبرة و عظة لكل العمال الذين يفكرون في فكرة‬ ‫أمنوا ألنفسهم و أبنائهم حياة كريمة‪ ،‬ولكنهم‬
‫القابضة للنقل البري و البحري تعلل أو ًال بأنه ال المعاش المبكر‪ ،‬فعلى الرغم من أن الحياة صعبة‬ ‫فوجئوا بأن الشركة القابضة لم تضمِّ العالوات‬
‫يوجد أموال تكفي لسداد مستحقات العمال‪ ،‬على و التكاليف غالية‪ ،‬إال أن فكرة أخذ حفنة من آالف‬ ‫المقرَّرة‪ ،‬و لم تحتسب المقابل النقدي لبدل طبيعة‬
‫الرغم من أنه في العقد الذي بين الشركة القابضة لحل المشاكل هي فكرة غير صحيحة‪ ،‬فأن األموال‬ ‫العمل‪ ،‬منسوبًا إلى أجورهم األساسية بعد زيادة‬
‫و وزارة الدفاع هناك بند لمستحقات العمال يصل تتبخر في شهور معدودة‪ ،‬هذا إذا تم الحصول‬ ‫هذه العالوات المضمومة منذ ‪١٩٩٢/١١/١‬م‪ ،‬و ليس‬
‫إلى ‪ 26‬مليون جنية‪ .‬ثم بعد صدور حكم محكمة عليها من األساس‪.‬‬ ‫هذا فحسب بل لم تعطهم سوى عشر حقوقهم‬
‫النقض تعلل بعدم وج��ود كشوف حصر أسماء‬ ‫المادية‪ .‬و تبقى لهم ‪ 20‬مليون جنيه عند الشركة‬

‫االشتراكي أغسطس ‪2009‬‬ ‫¯¯‪4‬‬


‫تحقيقات‬

‫الصحفيون غير النقابيين الوقود الحقيقي‬


‫لماكينة الصحافة في مصر‬

‫المحررون الفقراء في الشارع‬


‫التي أصبح دورها منع الصحفيون من‬ ‫الصحف ‪ ،‬ورؤس���اء مجالس إدارات‬ ‫واحد ‪! .‬‬
‫االلتحاق بها‪ ،‬وعلى القانون المنشود‬ ‫ورؤس����اء تحرير م��ؤس��س��ات قومية‬ ‫نقابة بال فاعلية‬ ‫رضوان آدم‬
‫أن يجبر إدارات الصحف على تحديد‬ ‫يحصلون غالبا على مئات اآلالف‬ ‫في مواجهة ظ��روف عمل قاسية‪،‬‬
‫فترة لتعيين الصحفيين‪ ،‬تتراوح من ‪6‬‬ ‫من الجنيهات ‪ ،‬هم وحاشيتهم من‬ ‫وصحفيون م��ق��ه��ورون ف��ي مواجهة‬
‫أشهر إلى عام‪ ،‬وذلك عن طريق وضع‬ ‫مرتزقة اإلعالنات والموظفين ‪ .‬وهنا‬ ‫إدارات صحف متجبرة ‪ .‬ونقابة غائبة‬
‫آلية حقيقية لمراقبة الصحف‪ ،‬وحصر‬ ‫يمارس الطرف األق��وى ال��ذي يملك‬ ‫‪ ،‬وقانون نقابة بالطبع أشبه بورق‬ ‫“احنا اتفصلنا من الجورنان من‬
‫أسماء الصحفيين فيها بطريقة دورية‪،‬‬ ‫المال وأدوات العمل ‪ ،‬والنفوذ ‪ ،‬سلطته‬ ‫التواليت ‪ .‬فالغريب أن القانون ‪96‬‬ ‫غير سبب ‪ ،‬في يوم‪ ،‬بعد تغطية أحد‬
‫باإلضافة ل��ض��رورة التعامل م��ع عقد‬
‫على الطرف األضعف ‪ ،‬من المحررين‬ ‫‪ 1996‬ينص في مادته‬ ‫ل��س��ن��ة‬ ‫خبر في الشارع ‪ ،‬جاء رئيس القسم ‪،‬‬
‫العمل واألرشيف الصحفي باعتبارهما‬ ‫الذين ال يجدون من يدافع عنهم ‪،‬‬ ‫السابعة عشر‪ « :‬على أن��ه ال تجوز‬ ‫وكلمنا كأننا عبيد في مزرعته ‪ ،‬وقال‬
‫المسوغان الرئيسيان للقيد في‬ ‫سواء في نقابة الصحفيين‪ ،‬أو داخل‬ ‫إحالة أي صحفي إلى اللجنة الثالثية‬ ‫لنا يال يا جماعة روحوا ‪ ،‬أنتوا في إجازة‬
‫النقابة‪ ،‬دون الحاجة لخطاب رئيسي‬ ‫المؤسسة الصحفية ‪ .‬وي��زداد تسلط‬ ‫قبل إخطار مجلس نقابة الصحفيين‪،‬‬ ‫دائمة ‪ ،‬ولما سألناه يعني أية ؟ ‪ .‬قال لنا‪:‬‬
‫التحرير ومجلس اإلدارة‪ ،‬والذي أصبح‬ ‫الطرف األق��وى في هذه المعادلة مع‬ ‫ك��ت��اب��ة‪ ،‬ب��األس��ب��اب‪ ،‬وم��ن��ح النقابة‬ ‫أحنا فصلناكم وما لكمش حق عندنا‬
‫سيفا مسلطا على رقاب الصحفيين‪،‬‬ ‫غياب نقابة الصحفيين‪ ،‬التي ترعى‬ ‫فرصة زمنية للتوفيق بين الصحفي‬ ‫وال باطل ‪.‬ولما رفضنا نمشي قال لنا‬
‫خاصة في الصحف المستقلة ‪.‬‬ ‫مصالح الطرف األقوى‪ ،‬وتعبر عنه في‬ ‫ومؤسسته ‪ .‬ورغم أن النص حاسم‬ ‫بكل ب��رود ‪ :‬رئيس التحرير شايط‪،‬‬
‫مقابل جمعية عمومية غائبة ومشتتة‬ ‫وواض��ح إال أنه ال يطبق وال يجد من‬ ‫ومش عايز دوشة ‪ ،‬يال مع السالمة‬
‫لمواجهة شالل الفصل التعسفي‬ ‫‪ ،‬ال تضغط على مجلس النقابة ‪ ،‬وال‬ ‫يطبقه ويدافع عنه ‪.‬‬ ‫‪ ،‬مش عايزين غلبة ‪ ،‬وبعدين اللي‬
‫تتجمع إال في مناسبات عرض فيلم الذي يجرف معه مستقبل الصحفيين‬ ‫مش عاجبة يروح يقدم فينا شكوى‬
‫سينمائي أو مسرحي داخ��ل مبنى الشبان فإنه من الضروري ‪ ،‬وحتما ‪،‬‬ ‫بعد إق���رار ق��ان��ون العمل الموحد‬ ‫ألوباما «‪!.‬‬
‫أن يكون هناك ضغط مستمر من‬ ‫النقابة ‪.‬‬ ‫ال���ذي ح���وّل اللجنة الثالثية إلى‬
‫الجمعية العمومية للصحفيين إلجبار‬ ‫خماسية‪ ،‬بإضافة عنصرين قضائيين‬ ‫هكذا تحدث ‪ 24‬محرر ومحررة في‬
‫هذا كله دافع لنا للبحث عن طريق مجلس النقابة على أن يقوم بدوره‬ ‫إليها‪ ،‬ال يزال الصحفيون يمثلون في‬ ‫صحيفة «المسائية»‪ ،‬في ‪ 18‬يوليو‬
‫جديد‪ ،‬يحفظ للصحفيين حقوقهم في إنقاذ الصحفيين ‪ ،‬وصرف إعانة‬ ‫هذه اللجنة بواسطة ممثل المنظمة‬ ‫الماضي‪ ،‬لجريدة االشتراكي‪.‬‬
‫ووحدتهم‪ ،‬ويرعى مصالحهم‪ ،‬وهو مادية فورية لهم‪ ،‬حتى عودتهم إلى‬ ‫النقابية العمالية المفترض جهله‬
‫طريق ال يمكن أن تسير فيه الجماعة أعمالهم ‪ ،‬ومحاسبة رؤساء التحرير‬ ‫بعالقات العمل الصحفية‪ ،‬وليس من‬ ‫هذه حكاية صغيرة من حكاوي الفصل‬
‫الصحفية إال بوحدتها على مطالب المسئولين عن فصل الزمالء في كل‬ ‫خالل نقابة الصحفيين المسئولة عن‬ ‫التعسفي‪ ،‬التي هبت على معظم‬
‫محددة‪ ،‬تتمثل في تعديل قانون نقابة الصحف ‪ ،‬وتفعيل االقتراح الذي قدمه‬ ‫شئون المهنة وعالقات العمل!‬ ‫الصحف‪ ،‬في الفترة األخيرة ‪ ،‬سواء‬
‫الصحفيين‪ ،‬الذي عفي عليه الزمن‪ ،‬الزميل أحمد النجار ‪ ،‬عضو مجلس‬ ‫القومية التي يديرها المجلس األعلى‬
‫فما يحتاجه الصحفيون حالياً‪ ،‬هو نقابة الصحفيين بفرض رسم إعانة‬ ‫صحفيين فوق وصحفيين تحت‬ ‫للصحافة ‪ ،‬ويرأس تحريرها موظفون‬
‫قانون جديد للنقابة‪ ،‬يحميهم من فقر وبطالة قدره مائة جنيه سنويا‪،‬‬ ‫هنا يكمن جوهر الصراع‪ ،‬داخل‬ ‫لدى أجهزة األمن والحزب الحاكم‪ ،‬أ‬
‫تجبر إدارات الصحف‪ ،‬ويضع قواعد على كل أعضاء النقابة‪ ،‬على أن يتم‬ ‫ال��ص��ح��ف ال��خ��اص��ة والمؤسسات‬ ‫و الصحف الخاصة التي يملكها رجال‬
‫جديدة للقيد في النقابة‪ ،‬بحيث ينقذ تحصيله منهم عند تجديد بطاقات‬ ‫القومية ‪ .‬ال��ص��راع ال��ذي يفرز وقائع‬ ‫أعمال ‪ ،‬وي��رأس تحريرها صحفيون‬
‫الصحفيين من قهر إدارات الصحف العضوية‪ ،‬بحيث تستخدم حصيلته‬ ‫طرد وفصل محررين فقراء‪ ،‬ال يملكون‬ ‫أث���ري���اء‪ ،‬يحصلون ع��ل��ى عشرات‬
‫في تقديم إعانات للصحفيين الفقراء‬ ‫لهم‪،‬‬ ‫سوى مهارتهم وكفائتهم المهنية ‪،‬‬ ‫اآلالف من الجنيهات ‪ .‬والسطور التي‬
‫والمفصولين والمتعطلين رغما عنهم‬ ‫ويبقى في صدارة المشهد صحفيين‬ ‫قرأتموها هي سيناريو متكرر لحاالت‬
‫الصحفيون غير النقابيين أصبحوا ‪ ،‬كبداية لخلق حالة تضامنية بين‬ ‫أغنياء في التكييف ‪ ،‬تندهش أنهم‬ ‫فصل عشرات الصحفيين الفقراء‪ ،‬في‬
‫اآلن هم ال��وق��ود الحقيقي لماكينة أبناء مهنة واح��دة تتعرض لتوحش‬ ‫يكتبون م��ق��االت ن��اري��ة ع��ن الفساد‬ ‫صحف الفجر‪ ،‬واألهالي‪ ،‬وصوت األمة‪،‬‬
‫الصحافة ف��ي م��ص��ر‪ ،‬ورغ���م ذل��ك ال رأس المال ‪.‬‬ ‫واالستغالل ‪ ،‬وهم يملكون كل شيء‬ ‫والغد‪ ،‬والوطني اليوم‪ ،‬وغيرها ‪ .‬وفي‬
‫ي��ج��دون م��ن يحميهم أو يمنحهم‬ ‫‪ :‬رؤس��اء تحرير يقبضون بعشرات‬ ‫آخر كل حكاية نصل إلى الشارع الذي‬
‫فرصة أفضل في االنضمام للنقابة‪،‬‬ ‫اآلالف‪ ،‬وه��م متواطئون م��ع مالك‬ ‫يجمع المفصولين جميعا على رصيف‬

‫مستعينين بجهاز أمن الدولة‬


‫العامرية للغزل والنسيج تفصل عمال وتجبر آخرين على تقديم طلبات المعاش المبكر‬
‫روقية إبراهيم‬
‫قامت إدارة الشركة بتجميدها خالل‬ ‫بياناً بالشركة رداً على تجاهل إدارة‬ ‫تعمدت تخريب المصنع‪ ،‬وجمدت‬
‫الـــ ‪ 18‬عام السابقة‪ ،‬كما طالب البيان‬ ‫الشركة لمطالبهم‪ ،‬التي حصرها‬ ‫العمل بـــ‪ %60‬من وحدات المصنع‪،‬‬
‫ب��زي��ادة حافز اإلن��ت��اج إل��ى ‪ 100‬جنية‬ ‫البيان في صرف بدل و جبة‪ ،‬ال يقل‬ ‫البالغ عدد عمالها حوالي ‪4000‬عامالً‪.‬‬
‫شهريا ‪.‬‬ ‫عن ‪ 90‬جنية‪ ،‬بد ًال من ‪ 30‬جنية‪ ،‬و ضم‬ ‫فضال عن قيام اإلدارة بإعادة تقسيم‬ ‫أجهضت اللجنة النقابية وقفة‬
‫و أك��د البيان أن��ه ف��ى ظ��ل ادارة‬ ‫العالوات الخاصة لجميع العاملين‬ ‫واردي العمل إلى ثالث ورديات‪ ،‬رغم‬ ‫جديدة لعمال شركة العامرية للغزل‬
‫المهندس محمد إلهامي عبد المنعم‬ ‫بالشركة‪ ،‬و صرف بدل طبيعة عمل‬ ‫أن طاقة العمل تكفى لعدد ‪ 2‬وردية‬ ‫والنسيج‪ ،‬بعد أن أحالت عدد من‬
‫للشركة‪ ،‬تم تخفيض العمالة بنسبة‬ ‫ال تقل عن‪ %35‬من األجر األساسي‪،‬‬ ‫فقط‪ ،‬خصوصا بعد انتشار «البطالة‬ ‫قيادات الشركة النقابية للتحقيق‪،‬‬
‫ال إلى‬
‫‪ %50‬لتنقص من ‪ 8000‬آالف عام ً‬ ‫باإلضافة إلى صرف بدل وردية يصل‬ ‫المقنعة»‪ ،‬حسب وص��ف العمال‪،‬‬ ‫وفصل اثنان منهم‪ ،‬وإجبار عدد على‬
‫‪ 4000‬عامالً‪ ،‬كما طالب البيان بتغيير‬ ‫إلى‪ %30‬على األجر األساسي‪.‬‬ ‫بعد أن قامت الشركة بتخفيض‬ ‫تقديم استقاالت وطلبات المعاش‬
‫رئيس مجلس اإلدارة الحالي لفشله‬ ‫أشار البيان إلى أن تلك المطالب‬ ‫معدالت إنتاجيتها إلى الربع تقريباً‪،‬‬ ‫ال��م��ب��ك��ر‪ ،‬وب��ع��د إج����راء تحقيقات‬
‫ف��ي إدارة الشركة و ح��ل مشاكل‬ ‫كانت جزء من مطالب إض��راب ‪25‬‬ ‫متأثرة بذلك الركود الذي أصاب كل‬ ‫موسعه معهم بمقر جهاز أمن الدولة‬
‫العمال و بيع أصول الشركة‬ ‫مايو ‪ ،2008‬و الذي كانت مطالبه فك‬ ‫الصناعات المصرية‪ ،‬وخصوصا قطاع‬ ‫باإلسكندرية‪ .‬وذلك بعد أن شرعوا‬
‫العشرة أي��ام المجمدة منذ أعوام‪،‬‬ ‫الغزل والنسيج‪.‬‬ ‫في تدشين حملة جديدة‪ ،‬وشحذ‬
‫وهي نسبة الحوافز الشهرية التي‬ ‫كذلك قام عمال الشركة بتوزيع‬ ‫همم العمال للوقوف أمام اإلدارة التي‬

‫‪¯¯5‬‬ ‫االشتراكي اغسطس ‪2009‬‬


‫تقارير وأخبار‬

‫اضرابهم دخل شهره الثالث ‪..‬وحركة التضامن تتصاعد‬


‫طنطا للكتان تواصل نضالها ضد الخصخصة والفساد‬
‫م��ش��ج��ع ل�لاس��ت��ث��م��ار”‪ .‬باختصار‪،‬‬ ‫الحكومة طيلة الفترة الماضية وتركتنا‬ ‫واستضافه حزب التجمع‪.‬‬ ‫ال��ع��م��ال ق����رروا م��واص��ل��ة مشوار‬
‫“ضربني وبكى‪ ..‬سبقني واشتكى”‪.‬‬ ‫فريسة للمستثمر السعودي‪ ،‬الذي‬ ‫الكلمة الوحيدة التي باتت على‬ ‫ال��ت��ح��دي ح��ت��ى ي��ت��م االستجابة‬
‫ال��س��ؤال ال��ذي يطرح نفسه ‪ :‬لماذا‬ ‫أوق��ف التعيينات تماما‪ ،‬واعتمدت‬ ‫لسان كافة العمال‪ ،‬بعد أن فقدوا‬ ‫لمطالبهم‪ ،‬بعودة المفصولين عن‬
‫تستمع الحكومة لشكوى الكعكي وال‬ ‫على العقود‪ ،‬وبات شعاره المال فوق‬ ‫األمل في المفاوضات‪ ،‬التي تجريها‬ ‫العمل م��رة أخ���رى‪ ،‬وص��رف العالوة‬
‫تستمع لشكاوى العمال التي سبق‬ ‫الجميع‪ .‬وأعلن – ف��وق ه��ذا ‪ -‬أكثر‬ ‫وزارة القوى العاملة مع إدارة الشركة‪،‬‬ ‫االجتماعية‪ ،‬وص��رف حافز اإلنتاج‪،‬‬
‫وأن اعترفت بأحقيتهم؟‬ ‫م��ن م��رة أن��ه غير معني بالقانون‬ ‫هي التصعيد والمزيد من التصعيد‪،‬‬ ‫ورفع بدل الوجبة‪.‬‬
‫يذكر أن العاملين بالشركة أعلنوا‬ ‫ال��م��ص��ري بشكل علني وملموس‬ ‫وف���ي ه���ذا ال��س��ي��اق ت��ؤك��د قيادات‬ ‫شهدت أن األي��ام القليلة الماضية‬
‫إض��راب��ه��م م��ن��ذ ‪ ٣١‬م��اي��و الماضي‪،‬‬ ‫ال يقبل اللبس‪ .‬فقد ق��ام بفصل ‪9‬‬ ‫عمالية ‪ :‬نمنح الفرصة لوزيرة القوى‬ ‫حركة لجمع توقيعات على عريضة‬
‫للمطالبة ب��ص��رف ال��ح��واف��ز على‬ ‫عمال فصال تعسفياً من بينهم ‪ 2‬من‬ ‫العاملة لكي تستكمل مفاوضاتها‬ ‫وقع عليها كل عمال الشركة‪ ،‬بما فيها‬
‫أساسي رات��ب ‪ ٢٠٠٨‬ب��د ًال من ‪،٢٠٠٣‬‬ ‫أعضاء اللجنة النقابية‪ ،‬وامتنع عن‬ ‫مع إدارة الشركة‪ ،‬وهي تنتهي في‬ ‫أعضاء اللجنة النقابية تطالب بعودة‬
‫وص���رف األرب����اح ال��م��ت��راك��م��ة لهم‪،‬‬ ‫تنفيذ الحكم القضائي الصادر بعودة‬ ‫نهاية شهر يوليو ال��ج��اري‪ ،‬و نفكر‬ ‫الشركة مرة أخرى إلى قطاع األعمال‪.‬‬
‫والتي لم تصرف منذ بيع الشركة‬ ‫أحد هؤالء العمال المفصولين‪ .‬وبما‬ ‫على سبيل المثال في احتالل شارع‬ ‫وهو ما يمنح المعركة أبعاداً سياسية‬
‫للمستثمر السعودي‪ ،‬وزي���ادة بدل‬ ‫أنه تجاهل الحكم القضائي مرة‪ ،‬فما‬ ‫حسين ح��ج��ازي‪ ،‬واالع��ت��ص��ام أمام‬ ‫بامتياز‪ ،‬حيث تعد هذه الخطوة ضربة‬
‫الوجبة الغذائية من ‪ ٣٢‬جنيها إلى ‪٩٠‬‬ ‫من شك أنه يعتزم تجاهل األحكام‬ ‫مجلس ال���وزراء‪ ،‬وفي قطع الطريق‬ ‫لحكومة المستثمرين‪ ،‬التي بشرت‬
‫جنيهًا‪ ،‬أسوة بجميع شركات الغزل‬ ‫القضائية‪ ،‬التي قد تصدر في صالح‬ ‫السريع أس���وة بعمال أب��و السباع‬ ‫العمال بالخصخصة‪ ،‬فلم يجنوا سوى‬
‫والنسيج‪ ،‬وص��رف ال��ع�لاوة الدورية‬ ‫بقية العمال‪ ،‬كما تجاهل الكعكي‬ ‫في المحلة‪ ،‬وفي تنظيم وقفات في‬ ‫العلقم‪ .‬وأعلن العمال رفضهم لنظام‬
‫بنسبة ‪ %٧‬من األجر األساسي‪ ،‬التي‬ ‫اتفاقية العمل الجماعي‪ ،‬التي وقعها‬ ‫أم��اك��ن مهمة‪ .‬وي��ق��ول عامل قيادي‬ ‫العبودية ال��ذي يمارس عليهم من‬
‫لم يتم صرفها منذ عام ‪ ،٢٠٠٣‬وإعادة‬ ‫بعد اإلضراب السابق للعمال‪ ،‬وامتنع‬ ‫النقابة العامة تعلن موافقتها على كل‬ ‫قبل عبد اإلل��ه الكعكى‪ ،‬المستثمر‬
‫زمالئهم المفصولين‪.‬‬ ‫عن تنفيذ بنودها‪ ،‬التي وقع عليها‬ ‫التحركات‪ ،‬التي نقترحها حتى اليوم‪،‬‬ ‫السعودي‪ ،‬وطالبوا بمنع تملك أي‬
‫إن ان��ت��ص��ار ع��م��ال طنطا للكتان‬ ‫تحت ضغط إضراب العمال‪.‬‬ ‫فقد تورطت معنا في األمر‪ ،‬ولم تكن‬ ‫مستثمر عربي‪ ،‬وخاصة السعوديين‬
‫حتى ولم يحققوا كل مطالبهم يعد‬ ‫كنتيجة مباشرة لعجز الحكومة‬ ‫تعتقد إن الحكومة ستبيعها إلى هذه‬ ‫للمنشآت التجارية فى مصر‪ ،‬كما‬
‫خطوة مهمة على طريق فضح عملية‬ ‫ع��ن ف���رض اح��ت��رام ال��ق��ان��ون على‬ ‫الدرجة‪ ،‬ومن جهة أخرى فإن العمال‬ ‫طالبوا بطرد المستثمر السعودي‪،‬‬
‫الخصخصة والنهب ومقاومتها من‬ ‫المستثمرين‪ ،‬فقد ب���دأت تسعى‬ ‫ليسوا على استعداد لفض اإلضراب‬ ‫ليس من الشركة فحسب‪ ،‬ولكن‬
‫جهة‪ ،‬وتوضيح مدي تأثر دار المسنين‬ ‫ب��دأب حثيث لتضغط على العمال‬ ‫إال بعد االستجابة لمطالبهم‪.‬‬ ‫من مصر‪ ،‬بشكل كامل‪ ،‬هذا باإلضافة‬
‫‪-‬ات��ح��اد ال��ع��م��ال س��اب��ق��ا‪ -‬بالضغط‬ ‫من أجل فض اإلضراب‪ ،‬لكي تخرج‬ ‫قال عامل ‪ ،‬رفض ذكر أسمه ‪:‬غياب‬ ‫إلى تزايد سخط العمال من عجز‬
‫العمالي من أسفل ‪ ،‬وخاصة النقابة‬ ‫من الوضع المحرج‪ ،‬ومن مأزق العجز‬ ‫األم��ان ‪ ،‬وعدم االستقرار هو عنوان‬ ‫ال��ح��ك��وم��ة على إل���زام المستثمر‬
‫العامة للغزل والنسيج‪.‬‬ ‫العلني‪ .‬فقد ضغط محافظ الغربية‬ ‫إدارة الشركة منذ أن تم بيعها ‪ ،‬بأقل‬ ‫السعودي بأي قانون أو اتفاق‪ .‬وبات‬
‫هذا االنتصار يحتاج إلى مزيد من‬ ‫على اللجنة النقابية بالشركة‪ ،‬لكي‬ ‫من ‪ %20‬من ثمنها الحقيقي‪ ،‬وبعد أن‬ ‫لسان حالهم يقول ‪« :‬الكل في خدمة‬
‫التضامن العمالي والسياسي‪ .‬هذا‬ ‫يعلنوا فض اإلض���راب‪ ،‬لكن اللجنة‬ ‫كنا نمني أنفسنا بأن أوضاعنا سوف‬ ‫المستثمر‪...‬والعمال ليس لهم سوى‬
‫باإلضافة إلى أهمية أن تتحول قضية‬ ‫النقابية رفضت ذل��ك‪ ،‬وأك���دوا على‬ ‫تتحسن بعد خصخصة الشركة‪،‬‬ ‫أنفسهم»‪.‬‬
‫طنطا للكتان إل��ى أن تصبح قضية‬ ‫الوعد الذي سبق وقطعه على نفسه‬ ‫التي تملك ‪ 7‬مصانع‪ ،‬وتبلغ مساحتها‬ ‫وعلى صعيد أخ��ر تزايد النشاط‬
‫محافظة الغربية‪ ،‬كلها بكل فئاتها‬ ‫بحل مشاكل العمال‪ .‬أيضاً‪ ،‬قامت‬ ‫‪ 73‬فدان‪ ،‬استيقظنا على كابوس»‪.‬‬ ‫التضامني مع حركة العمال المضربين‪،‬‬
‫الكادحة‪ .‬فلنناضل من اج��ل حركة‬ ‫قوات األمن بإجهاض مسيرة العمال‬ ‫ويضيف آخر ‪ :‬اإلدارة الجديدة أشاعت‬ ‫بداية من الوفود التي قامت بزيارة‬
‫شعبية للتضامن مع طنطا للكتان‬ ‫من مقر الشركة إلى مقر المحافظة‪،‬‬ ‫الخوف وسط العمال‪ ،‬عبر سياسة‬ ‫ال��ش��رك��ة‪ ،‬م����رورا ب��إص��دار عشرات‬
‫في مطالبها‪.‬‬ ‫في الوقت الذي استضافت فيه وزارة‬ ‫الفصل والنقل ودس الجواسيس‪،‬‬ ‫البيانات‪ ،‬انتهاء بعقد مؤتمرات الدعم‬
‫االستثمار ممثلي الكعكي‪ ،‬الذي‬ ‫وه��ذا اإلض��راب هو فرصتنا األخيرة‪،‬‬ ‫والتأييد‪ ،‬والتي كان أبرزها المؤتمر‬
‫اتهموا العمال بتكبيدهم خسائر‪،‬‬ ‫وسنسعى ألن يكون مفتوحا»‪.‬‬ ‫ال���ذي نظمته لجنة التضامن مع‬
‫ولوحوا ب��أن “المناخ في مصر غير‬ ‫وتساءل أخر‪ « :‬لماذا لم تتحرك‬ ‫عمال طنطا للكتان منذ أسبوعين‪،‬‬

‫بيان اللجنة التحضيرية للعمال‬


‫ال سعــودي ‪ ..‬وال يابـــــاني ‪ ..‬شركـة طنطا راجعة تــــــاني‬
‫الجنة التحضيرية للعمال تعلن أنها ستناضل‬ ‫العالوة الدورية‪ ،‬المنصوص عليها في القانون‪،‬‬ ‫استمراراً للحركة االحتجاجية العمالية‪ ،‬التي‬
‫إلى جانب العمال في مواقعهم المختلفة‪ ،‬لكي‬ ‫وعدم صرف حوافز اإلنتاج علي آخر أساسي‪ ،‬ظل‬ ‫بدأت منذ ثالث سنوات‪ ،‬احتجاجاً علي تدني‬
‫ينتصروا في معاركهم‪ ،‬وتتضامن مع عمال شركة‬ ‫يصرف علي أساسي‪ 2003،‬قبل انتقال الشركة من‬ ‫األجور‪ ،‬ونتائج سياسات الخصخصة المدمرة‪ ،‬التي‬
‫طنطا للكتان في مطالبهم العادلة‪ ،‬وعلي األخص‬ ‫القطاع العام إلى إدارة المستثمر السعودي ‪.‬‬ ‫انتهجها النظام منذ بداية التسعينات‪ ،‬كبيع شركات‬
‫حقهم في ‪:‬‬ ‫إال أن المالحظ في إضراب طنطا للكتان هذه‬ ‫القطاع العام‪ ،‬وقطاع األعمال إل��ى مستثمرين‬
‫ف��س��خ ال��ع��ق��د ال��م��ب��رم م��ع المستثمر‬ ‫‪ -1‬‬ ‫المرة‪ ،‬وال��ذي يقف وراءه بال ادن��ي شك عمال‬ ‫عرب أجانب‪ ،‬وانعكاس ذلك علي حقوق العاملين‪،‬‬
‫السعودي‪ ،‬وعودة الشركة لقطاع األعمال العام ‪.‬‬ ‫مناضلون‪ ،‬فالنقابة العامة للغزل والنسيج هي التي‬ ‫من قيام المستثمرين بتشريدهم‪ ،‬وتخفيض‬
‫‪ -2‬ص��رف الحوافز علي أساسي ع��ام ‪2008‬‬ ‫وعت ونظمت هذا اإلضراب‪ ،‬هذا القرار لم يكن‬ ‫أج��وره��م‪ ،‬وحقوقهم االقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪،‬‬
‫بدال من عام ‪.2003‬‬ ‫ليعبر أبداً عن الموقف الحقيقي للنقابة العامة‬ ‫واضطهاد العناصر النقابية المناضلة‪ ،‬وفصل العديد‬
‫‪ -3‬صرف األرباح العاملين المتوقف صرفها‬ ‫من إض��راب العاملين‪ ،‬فالنقابة العامة هي ذاتها‬ ‫منهم‪ ،‬إلخضاع العاملين للنظام الجديد‪ ،‬وهي‬
‫منذ العام ‪ 2005‬وحتى اآلن‪.‬‬ ‫وقفت ضد إضراب العاملين العام الماضي‪ ،‬وقامت‬ ‫سياسات كان لها نتائجها المدمرة علي العاملين‪،‬‬
‫‪ -4‬زي��ادة بدل الوجبة من ‪ 32‬جنية إلى ‪90‬‬ ‫اإلدارة بفصل ‪ 9‬من العاملين بينهم نقابيين من‬ ‫والمحفزة لحركاتهم االحتجاجية في ذات الوقت‪،‬‬
‫جنية أسوة بجميع الشركات الغزل‪.‬‬ ‫نفس النقابة‪ ،‬ولم تحرك ساكناً‪ ،‬إال أن الموقف‬ ‫وحركة عمال طنطا للكتان ال تنفصل عن كل ذلك‪،‬‬
‫‪ -5‬صرف العالوة الدورية بنسبة ‪ %7‬علي‬ ‫يختلف هذا العام‪ ،‬فالنقابة العامة للغزل تحاول‬ ‫فشركة طنطا للكتان كانت إحدى شركات قطاع‬
‫األساسي‪.‬‬ ‫توظيف اإلض����راب لتحسين ص��ورت��ه��ا وص��ورة‬ ‫األعمال العام‪ ،‬ووقت بيعها للمستثمر السعودي‬
‫عاش نضال عمال الكتان‬ ‫االتحاد العام أمام منظمة العمل الدولية‪ ،‬وكذلك‬ ‫عام ‪ ،2005‬ومن وقتها وهناك هجوم علي حقوق‬
‫وهو األهم بالنسبة لالتحاد‪ ،‬وقطع الطريق علي‬ ‫ومكتسبات العاملين‪ ،‬من إنهاء نسبة األرباح‪،‬‬
‫يوليو ‪2009‬‬ ‫ظهور النقابات المستقلة‪.‬‬ ‫التي كان يحصل عليها العاملين‪ ،‬وتوقف صرف‬

‫االشتراكي أغسطس ‪2009‬‬


‫اشتباك‬

‫اربط أجرى باألسعار‬


‫اصل العيشة مرة مرار‬
‫كمال ابو عيطة‬

‫شعار تردد في مصر طوال أربعين‬


‫عاماً‪ ،‬تبنته الحركة الوطنية التقدمية‬
‫في السبعينات‪ ،‬وظل يتناقل حتى‬
‫تبنته اغلب االحتجاجات االجتماعية‬
‫األخيرة‪ ،‬وفي القلب منها الضرائب‬
‫العقارية‪ ،‬والشعار يعبر عن كل من‬
‫يعمل بأجر في مصر‪ ،‬وتبناه معهم‬
‫كثير من المنتمين للحركة الوطنية‬
‫والتقدمية‪.‬‬
‫ربط األجر باإلنتاج‬
‫شعار ربط األجر باألسعار جاء رداً‬
‫على شعار تبناه الطرف القوي في‬
‫عالقة العمل‪ ،‬صاحب العمل‪ ،‬حيث‬
‫تبنى هذا الطرف شعار «ربط األجر‬
‫ب��اإلن��ت��اج»‪ ،‬وه��و شعار مضلل يلقى‬
‫بعبء زيادة اإلنتاج على كاهل العمال‪،‬‬
‫الطرف الضعيف في عالقة العمل‪.‬‬
‫علما ب��أن زي��ادة اإلن��ت��اج ال يحكمها‬
‫عنصر ق��وة العمل وح��ده بل تعتمد‬
‫على عوامل أخرى كثيرة‪.‬‬
‫فمثال كيف يستطيع العامل زيادة‬
‫تكاليفها هذا المبلغ‪.‬‬ ‫لكن هذا المولد قدر له أن يولد ميتاً‪،‬‬ ‫اإلنتاج‪ ،‬وهو يعمل على ماكينة انتهى‬
‫دولة ماما وبابا‬ ‫‪ – 2‬أن معدالت الزيادة في األسعار‬ ‫الن المجلس لم يقيم بدوره حتى‬ ‫عمرها االف��ت��راض��ي‪ ،‬أو يعمل على‬
‫كلمة أخ��ي��رة‪ ،‬ردد رئيس ال��وزراء‬ ‫تأخذ ذات النسبة‪ ،‬والحسبة مستندة‬ ‫تاريخه‪ ،‬وعلى الرغم من مرور أكثر‬ ‫ماكينة تحتاج إلى إحالل وتجديد‪.‬‬
‫نظيف ذات مره عبارة «الدولة لم تعد‬ ‫إلى سلعتين‪ ،‬هما اللحمة والفول‪،‬‬ ‫من ست سنوات على إنشائه‪.‬‬ ‫مثال آخر في شركات قطاع األعمال‬
‫بابا وماما وان��ور وج��دى»‪ ،‬بما يعنى‬ ‫حيث أن معدالت الزيادة السلعتين‬ ‫إال أن أعضاء هذا المجلس نراها‬ ‫ال��ع��ام‪ ،‬ال��ت��ي ت���دار اآلن بسياسية‬
‫تخلى الدولة عن دوره��ا التاريخي‬ ‫يؤديان إلى نفس الرقم ‪ 2700‬جنية‪.‬‬ ‫على ش��اش��ات التلفزيون تتبادل‬ ‫«التخسير»‪ ،‬أي تعمد اإلدارة خسارة‬
‫في حماية المجتمع‪ ،‬وأنا مع سيادته‬ ‫هيا بنا نعمل من أجل رفع الحد‬ ‫االت��ه��ام��ات‪ ،‬ويلقى ك��ل ط��رف على‬ ‫الشركة تمهيدا لبيعها‪ ،‬كيف يستطيع‬
‫فيما قال‪ ،‬وما قاله يؤدى إلى موقف‬ ‫األدنى لألجور لكل من يعمل بأجر‬ ‫األط���راف األخ���رى بمسئولية عدم‬ ‫العامل أن يزيد اإلنتاج في مثل هذه‬
‫واح��د ال بديل عنه‪ ،‬وهو أن الدولة‬ ‫في مصر‪ .‬وبما أننا في عالم ومجتمع‬ ‫الوصول لحد آدني لألجور واألسعار‪،‬‬ ‫الوضع؟‬
‫اآلن صاحب عمل‪ ،‬أو أح��د أصحاب‬ ‫ال يحترم إال القوة‪ ،‬فأن اتحادنا خلف‬ ‫يتماشى والمتغيرات التي حدثت‬ ‫أما العاملين في الضرائب العقارية‬
‫العمل‪ ،‬وعلى كل من يعمل في جهاز‬ ‫ه��ذا الطلب سيمثل ق��وة حقيقية‬ ‫نتيجة االرتفاع الجنوني في األسعار‬ ‫كيف يستطيعوا أن يزيدوا الحصيلة‬
‫في الدولة في قطاع أعمالها العام أال‬ ‫لتحقيق المطلب‪ ،‬حيث أن انفراد‬ ‫وثبات األج��ور‪ .‬أو زيادتها بنسب ال‬ ‫ف��ي ظ��ل تشريعات ع��رج��اء تعفي‬
‫يتخلى عن حقه في األج��ر العادل‪،‬‬ ‫لا في موقعه بمطالب متواضعة‬ ‫ك� ً‬ ‫تتماشى مع ال��زي��ادات الرهيبة في‬ ‫اكثر مما تربط؟ تعفي القادر وتربط‬
‫وبعيدا عن الشعارات‪ ،‬و»متقولش‬ ‫خاصة لن يحل األزمة‪ ،‬وال يقول قائل‬ ‫األسعار‪.‬‬ ‫بالضريبة غير القادر‪ ،‬ثم إذا ما ربط‬
‫أي��ة أدي��ت��ن��ا م��ص��ر‪ ،‬ق��ول ه��ان��دي أية‬ ‫من أين سندبر تكلفة الزيادة؟ الن‬ ‫ال��ق��ادر من أصحاب النفوذ –مراكز‬
‫لمصر»‪ ،‬لن نترك كل مليم واحد‬ ‫مصادر التمويل موجودة‪ ،‬تحت أيدينا‪،‬‬ ‫الحد األدنى لألجور‬ ‫القوى‪ -‬في هذا الزمان وهى ذاتها‬
‫من حقوقنا‪ ،‬قاعدة األجر مقابل العمل‬ ‫وتبدأ بتعديل نسب توزيع الدخل‬ ‫من هنا لم يعد أمامنا من سبيل‬ ‫مراكز النفوذ والسلطة وهى مراكز‬
‫تسرى على الجميع‪ ،‬أياً كان صاحب‬ ‫القومي توزيعاً عادلاً يحل المشكلة‬ ‫س��وى أن تتجمع ك��اف��ة الحركات‬ ‫ال��ف��س��اد ‪ .‬ك��ي��ف يستطيع موظف‬
‫العمل‪ ،‬زمان أيام كانت الدولة بابا و‬ ‫‪ .‬فأنا عندما دخلت سوق العمل منذ‬ ‫االجتماعية لتتمترس خلف شعار‬ ‫بسيط أن ي��واج��ه الحتيان الكبار‪،‬‬
‫ماما كنا نتبرع ونتطوع‪ ،‬و مانقولش‬ ‫ثالثين عاماً كان نصيب األجور من‬ ‫رب���ط األج����ر ب���األس���ع���ار‪ ،‬وم���رادف���ه‬ ‫الذين انتشروا اآلن‪ ،‬وامتلكوا األرض‬
‫أية أدتنا مصر‪ ،‬ألن الدولة كانت تبنى‬ ‫الدخل القومي النصف‪ ،‬وهذا النصف‬ ‫الموضوعي اآلن زي��ادة الحد األدنى‬ ‫والبحر‪ ،‬وحتى عنان السماء ؟‬
‫المصانع وتساعد ح��رك��ات التحرر‬ ‫كان يوزع بشكل عادل أو اقرب الي‬ ‫لألجور‪ ،‬بديال عن سعي كل فئة وراء‬ ‫كيف يستطيع موظف بسيط أن‬
‫الوطني‪ ،‬وتبني الوحدات اإلنتاجية‪،‬‬ ‫العدالة‪.‬‬ ‫مكاسب ضيقة‪ ،‬مثل العمل لزيادة‬ ‫يخترق حصونهم الحصينة ويتخطى‬
‫وتؤمن بعض حقوق العاملين‪ ،‬وهذا‬ ‫اليوم انخفض نصيب األج��ر في‬ ‫الحافز أو األرباح أو بدل الوجبة أو بدل‬ ‫الحواجز األمنية العامة والخاصة‬
‫في أيام الدولة المنتجة والمتدخلة‪،‬‬ ‫الدخل القومي ليصل إلى الربع‪ ،‬وهذا‬ ‫طبيعة العمل‪ ،‬أو غيرها من المطالب‬ ‫المفروضة حول المستوطنات التي‬
‫أما في أيامكم السوداء‪ ،‬أيام الدولة‬ ‫الربع ال يتم توزيعه بشكل عادل‪،‬‬ ‫الفئوية الضيقة‪ ،‬التي ال تهم إال قطاع‬ ‫يعيشون فيها؟ إن أي محاولة منه‬
‫التاجرة‪ ،‬أيام حكومة رجال األعمال‪،‬‬ ‫على أي ن��ح��و‪ ،‬حيث سيتأثر ‪%20‬‬ ‫واح��د‪ ،‬هذه المكاسب الضيقة حتى‬ ‫ستؤدى إلى إيذائه وإيذاء رؤسائه‪ ،‬وال‬
‫فلن نتنازل لكم عن مليم واحد من‬ ‫من العاملين ب ‪ %81‬من هذا الربع‪،‬‬ ‫لو تم االستجابة لها لن تشبع‪ ،‬وال‬ ‫يستطيع أن يفعل شيئاً‪ ،‬إال أن يشكو‬
‫حقنا‪ ،‬األجر مقابل العمل‪ ،‬وعلى قد‬ ‫ويترك األغلبية‪ ،%80 ،‬تتصارع حول‬ ‫تغنى من ج��وع‪ .‬حيث تأتى زيادة‬ ‫الواد ألبوه !‬
‫فلوسكم‪ ،‬وان زدتم زدنا‪.‬‬ ‫الــ‪ %19‬الباقية‪ ،‬هذه األرق��ام الصادقة‪،‬‬ ‫األسعار لتلتهما وتقضى عليها‪.‬‬ ‫كل ما سبق وغيره‪ ،‬شعار ربط األجر‬
‫ليُرفع من اآلن شعار رفع الحد‬ ‫إذا ما عدلت تفي بمصادر تمويل رفع‬ ‫لذلك هناك ض��رورة لتوحد خلف‬ ‫باإلنتاج‪ ،‬شعار ظالم للطرف الضعيف‪،‬‬
‫األدنى لألجور‪ ،‬وليتردد شعار «اربط‬ ‫الحد األدنى لألجور وحدها‪.‬‬ ‫مطلب رفع الحد األدنى لألجر بنفس‬ ‫في عالقة العمل‪« ،‬العمال»‪ ،‬وينتصر‬
‫أج��ري باألسعار اص��ل العيشة مره‬ ‫لن أتحدث عن المصادر األخرى‬ ‫نسب زي���ادة األس��ع��ار التي طرأت‪،‬‬ ‫للطرف القوى‪ ،‬أصحاب العمل‪.‬‬
‫مرار»‪ ،‬ولنطلق هذا الشعار ليدور في‬ ‫المتمثلة ف��ي الحد م��ن اإلعفاءات‬ ‫مع ضبط السوق والحد من ارتفاع‬ ‫من الطبيعي أن نرفع في مواجهة‬
‫مصر كلها‪ ،‬ليوحد كل من يعمل باجر‪،‬‬ ‫الممنوحة للمستثمرين األجانب‬ ‫األسعار‪.‬‬ ‫ذل��ك شعار «رب��ط األج��ر باألسعار»‪،‬‬
‫تجمعنا حول هذا المطلب سيتحول‬ ‫والمصريين‪ .‬كما يمكن إلغاء عقود‬ ‫وي���رى البعض أن ال��ح��د األدن��ى‬ ‫ال��ش��ع��ار ال���ذي ظ��ل ي��ق��رع مسامع‬
‫إلى قوه قادرة على تنفيذه‪.‬‬ ‫ال��غ��از وال��ب��ت��رول الموقعة م��ع العدو‬ ‫لألجر يجب أال يقل عن ‪ 1200‬جنية‪،‬‬ ‫الجماهير‪ ،‬والمخبرين‪ ،‬والمرشدين‪،‬‬
‫ع��اش��ت وح��دت��ن��ا‪ ،‬ع��اش��ت وح��ده‬ ‫الصهيوني‪ ،‬وما توفره من زيادة السعر‬ ‫وأرى أن الحد األدنى لألجر والمعاش‬ ‫والمسئولين‪ ،‬طبعاً هذا الشعار وجد‬
‫المعذبون في األرض‪ ،‬ولنبدأ الطريق‬ ‫لـــ‪ 9‬أضعاف بيعه إلسرائيل‪ ،‬وفقا‬ ‫يجب أال يقل عن ‪ 2700‬جنية‪ ،‬استناداً‬ ‫متنفساً في القانون رق��م ‪ 12‬لسنه‬
‫قبل أن نتحول إلى عمال تراحيل‪.‬‬ ‫للسعر العالمي‪ ،‬مما يعني مصادر‬ ‫لآلتي ‪-:‬‬ ‫‪ ، 2003‬حيث نص على إنشاء مجلس‬
‫جديدة ورهيبة‪ ،‬تفي بموارد وزيادة‬ ‫‪ – 1‬سله السلع والخدمات الالزمة‬ ‫قومي لألجور واألسعار تكون مهمته‬
‫الحد األدنى لألجور‪.‬‬ ‫لمعيشة الحد األدنى تتكلف في اقل‬ ‫عمل التوازن بين األجور واألسعار‪,‬‬

‫االشتراكي أغسطس ‪2009‬‬


‫تقارير وأخبار‬

‫واحد من الناس‬
‫البوسطجي أحمد فاروق‬
‫التحقيق استدعاني مسئول‬ ‫هشام فؤاد‬
‫كبير في الهيئة‪ ،‬وقال‪ :‬أطلب‬
‫ت�لاق��ي‪ ،‬ويومها ك��ان اللعب‬
‫ع��ل��ى ال��م��ك��ش��وف‪ ،‬وعندما‬ ‫« التغيير يصنعه الناس‬
‫رفضت الرشوة أدرك��ت إنني‬ ‫العاديون‪ ،‬ملح األرض‪ ،‬الذين‬
‫منقول ‪ ...‬منقول‪ ،‬وعلى فكرة‬ ‫يقضون معظم أوقاتهم سعياً‬
‫لست وح��دي ال��ذي أتعرض‬ ‫وراء لقمة العيش‪ ،‬ال تشغلهم‬
‫الضطهاد فهناك آخرين ‪.‬‬ ‫ك��ث��ي��را ج��ل��س��ات المثقفين‬
‫اح��م��د ف���اروق ل��م يتجاوز‬ ‫والسياسيين‪ ،‬التي ال تنتهي‪،‬‬
‫الثالثين ع��ام��ا‪ ،‬وعلى وش‬ ‫‪..‬أحمد فاروق الموظف بالبريد‬
‫خطوبة كما يقول‪ ،‬خطيبتي‬ ‫واحد من هؤالء»‪.‬‬
‫وأهلها أعجبوا بمواقفي‪ ،‬وهو‬ ‫عندما اشتعل إضراب البريد‬
‫ما زادني إصراراً على التمسك‬ ‫ف��ي ك��ف��ر ال��ش��ي��خ ف��ي شهر‬
‫بها لتكون شريكة حياتي‪.‬‬ ‫مايو الماضي‪ ،‬كان فاروق في‬
‫يستعرض ف��اروق مشواره‬ ‫اإلستاد يتفرج على مباراة كرة‬
‫ف��ي الهيئة قائال ‪ :‬ل��م يتم‬ ‫قدم‪ ،‬وبعدها قرأ عن اإلضراب‬
‫تثبيتي في الهيئة سوى بعد‬ ‫في الصحف‪ ،‬وعرف أن زمالئه‬
‫إضراب بمركز الحركة استمر‬ ‫ي��ك��اف��ح��ون م��ن أج���ل حياة‬
‫لمدة أرب��ع��ة أي���ام‪ ،‬ع��ام ‪،2007‬‬ ‫كريمة‪ ،‬فقرر أن يركب القطار‬
‫تعرضنا خالله لكافة أشكال‬ ‫المتجه إلى كفر الشيخ‪.‬‬
‫القمع من تهديدات أمنية‪،‬‬ ‫ف��اروق المبتسم دوم��ا تم‬
‫اللجنة التحضيرية للعمال‪... ،‬‬ ‫ال���دول���ي ي��رف��ع م��ن روحنا‬ ‫وعندما ج���اءت االنتخابات‬ ‫وقطع لألنوار‪ ،‬وغلق لدورات‬ ‫نقله الشهر الماضي من مقر‬
‫‪ ،‬فاتحادنا معاً كقيادات عمالية‬ ‫المعنوية‪ ،‬ويثبت الموظفين»‪.‬‬ ‫الرئاسية األخ��ي��رة‪ ،‬التحقت‬ ‫المياه‪ ،‬وقبلها كنا ننظم وقفات‬ ‫عمله في رمسيس إلى مدينة‬
‫من مواقع مختلفة كالضرائب‬ ‫ي��ل��خ��ص ف�����اروق دواف��ع��ه‬ ‫بحملة أيمن نور زعيم حزب‬ ‫احتجاجية‪ .‬ومن يومها أدركت‬ ‫ال��س�لام عقاباً ل��ه‪ ،‬كما قال‬
‫العقارية‪ ،‬والمحلة‪ ،‬والسكة‬ ‫ل�لاش��ت��ب��اك ب��ال��ح��رك��ة في‬ ‫الغد ‪ .‬غير أن الرياح أتت بما‬ ‫أن الحقوق تنتزع وال تمنح‪،‬‬ ‫المحقق على حضور مؤتمر‬
‫ال��ح��دي��د‪ ،‬وغيرها يشعرني‬ ‫ال��رق��ي ب��ال��ب��ري��د والموظف‬ ‫ال تشتهي السفن‪،‬عندها‬ ‫وإن النصر يأتي عبر العمل‬ ‫بنقابة الصحفيين «مناهضاً»‬
‫ب��ال��دفء‪ ،‬فلست بمفردي‪،‬‬ ‫ال��ب��ري��دي‪ ،‬وتحسين أوضاع‬ ‫ق��ررت االنسحاب في هدوء‪،‬‬ ‫الجماعي ‪.‬‬ ‫للهيئة البريد‪ ،‬يضحك فاروق‬
‫وبوحدتنا نستطيع أن نحقق‬ ‫جميع العاملين بالهيئة بال‬ ‫واالت��ج��اه م��رة إل��ى التعليم‪،‬‬ ‫يشير فاروق‪« :‬أن أوضاع البلد‬ ‫قائال ‪ :‬لن أدعي البطولة وأقول‬
‫المستحيل‪ ،‬وأدعو كل زمالئي‬ ‫استثناء‪ ،‬وأخيرا تكوين نقابة‬ ‫حيث التحقت بكلية الحقوق‬ ‫المتدهورة‪ ،‬وانتشار الظلم‪،‬‬ ‫إن النقل لم يفرق معي‪ ،‬فقد‬
‫بالبريد إلى االنضمام إلينا‪.‬‬ ‫ب��ري��د مستقلة ل��ل��دف��اع عن‬ ‫جامعة أسيوط‪.‬‬ ‫وبلطجة إسرائيل‪ ،‬دفعتني‬ ‫تأثرت مالياً‪ ،‬خاصة أن مكان‬
‫أخيراً ‪ ..‬فاروق الذي تم نقله‬ ‫الموظفين‪.‬‬ ‫يضيف فاروق‪« :‬لكني هذه‬ ‫م���رات ع���دي���دة لالشتراك‬ ‫النقل يبعد عن مقر إقامتي‬
‫هو وعدد من زمالئه ما يزال‬ ‫ال يكتفي ف��اروق بالدفاع‬ ‫ال��م��رة متفائل بجد بحركة‬ ‫في المظاهرات‪ ،‬التي كانت‬ ‫ب ‪ 55‬كيلو‪ ،‬ولكني لن أبيع‬
‫صامداً وقابضاً على الجمر‪،‬‬ ‫ع���ن م��وظ��ف��ي ال��ب��ري��د‪ ،‬بل‬ ‫موظفي البريد‪ ،‬فاليوم توجد‬ ‫تندلع لسبب أو آلخر‪ ،‬ولكني‬ ‫زمالئي‪ ،‬وأتخلى عن مطالب‬
‫ولكن أال يستحق منا جميعا‬ ‫امتدت نشاطه إلى المطالبة‬ ‫اللجنة العليا لموظفي البريد‪،‬‬ ‫لم أج��د حزبا سياسيا يعبر‬ ‫‪ 52‬ألف موظف‪ ،‬تحت ضغط‬
‫أن نتضامن معه حماية له ‪،‬‬ ‫بأجر ع��ادل لكل عمال مصر‪،‬‬ ‫التي تنظم حركة الموظفين‪،‬‬ ‫عني»‪ ،‬ويضيف ‪ :‬في الجامعة‬ ‫نقلي إل��ى مدينة ال��س�لام ‪،‬‬
‫ولحركة موظفي البريد‪ ،‬بل‬ ‫وات���ح���اد ع���ام مستقل لكل‬ ‫وتضم ‪ 8‬محافظات‪ ،‬وتتوسع‪،‬‬ ‫لم أكن زعيما طالبياً‪ ،‬ولكني‬ ‫ويضحك ساخراً ‪ :‬يمكن لو‬
‫ولحركة التغيير في مصر ‪.‬‬ ‫العاملين باجر‪ ،‬ولذلك يقول‬ ‫بعد أن أطلقت كفر الشيخ‬ ‫شاركت في مظاهرات الداعمة‬ ‫نقلت إلى أسوان أبدأ أفكر!‬
‫ف��اروق «ق��ررت االنضمام إلى‬ ‫ال��ش��رارة ‪ ،‬كما إن التضامن‬ ‫ل�لان��ت��ف��اض��ة الفلسطينية‪،‬‬ ‫وي��ض��ي��ف ف�����اروق ‪ :‬قبل‬

‫نقابة البريد فى بريطانيا تتضامن مع عمال بريد مصر‬


‫ضد سياسة فصل العمال‪ .‬صحيح‬ ‫ضد سياسات خصخصة البريد وقد‬ ‫وكانت نقابة البريد واالتصاالت‬ ‫انتهت جلسة االجتماع الموسع‬
‫أن المعركة اليوم متفجرة في لندن‪،‬‬ ‫تحدث في البداية بيلي هايز سكرتير‬ ‫بلندن قد وجهت الدعوة لعضو مركز‬ ‫لنقابة عمال البريد واالتصاالت في‬
‫ولكننا سننطلق إلى كافة المناطق‪،‬‬ ‫عام النقابة ً‬
‫قائل‪:‬ا «إننا نحارب في‬ ‫ال���دراس���ات االش��ت��راك��ي��ة مصطفى‬ ‫بريطانيا‪ ،‬والذى ضم مئات المندوبين‪،‬‬
‫ونحن مستعدون للمواجهة إلى‬ ‫معركة مصيرية ض��د الخصخصة‪،‬‬ ‫البسيونى إللقاء كلمة حول قضية‬ ‫مطلع شهر يوليو‪ ،‬إلى قرار بوضع‬
‫أبعد م��دى‪ ،‬سنوسع نطاق عملنا‬ ‫والتي ستعني فصل أعداد كبيرة من‬ ‫عمال البريد في مصر‪ ،‬والتي تلقى‬ ‫ح��رك��ة ع��م��ال ال��ب��ري��د المصريين‪،‬‬
‫وسنضيق الخناق على حزب العمال‬ ‫عمال البريد‪ ،‬ولقد انتصرنا حتى اآلن‪،‬‬ ‫اهتماما كبيراً ب��األوس��اط النقابية‬ ‫والعمل على دعمها وحشد التضامن‬
‫الحاكم‪ ،‬وال أرى أمل في التعامل مع‬ ‫وتمكنا من تعطيل تلك المشاريع‪،‬‬ ‫والعمالية بإنجلترا‪.‬‬ ‫لصالحها على جدول أعمالها‪ ،‬في‬
‫اإلدارة الحالية‪ ،‬ويجب أن تذهب هذه‬ ‫ولكن حملتنا ال زال أمامها الكثير‬ ‫كل االجتماعات القادمة‪ ،‬بحسب‬
‫اإلدارة وسوف نخوض هذه المعركة‬ ‫لتنجزه‪ .‬وأض��اف في الفترة سوف‬ ‫عُرض باالجتماع مطالب حركة‬ ‫ما أكد السكرتير العام «بيلي هايز»‬
‫للنهاية»‬ ‫نكثف من أنشطتنا‪ ،‬ونوسع دائرة‬ ‫عمال البريد المصريين من مايو ‪،2009‬‬ ‫خ�ل�ال ذات ال��ج��ل��س��ة مضيفا ‪« :‬‬
‫الحركة لتشمل كل إنجلترا‪ ،‬وسوف‬ ‫في المساواة مع العاملين في شركة‬ ‫سوف تعمل النقابة على حشد أكبر‬
‫يخوض عمال البريد في انجلترا‬ ‫نعطي بيتر ماندلسون ـ رئيس هيئة‬ ‫المصرية لالتصاالت‪ ،‬التابعة لوزارة‬ ‫تضمن ممكن‪ ،‬على مستوى نقابات‬
‫البريد ـ درساً فال تهتموا اليوم بكالم معركة ضد هيئة البريد « رويال ميل»‪،‬‬ ‫االتصاالت‪ ,‬وتعيين العمال المؤقتين‪،‬‬ ‫البريد في العالم لدعم عمال البريد‬
‫اإلدارة اهتموا فحسب بمطالبكم»‪ .‬بسبب توجهها إلح�لال ماكينات‬ ‫ث��م النضال ال���ذي خ��اض��ه العمال‬ ‫المصريين‪ ،‬فيما يتعرضون له‪ ،‬ولن‬
‫حديثة محل العمال‪ ،‬و من المقرر أن‬ ‫والمالحقة األمنية واإلداري���ة‪ ،‬التي‬ ‫يتوقف الدعم عند رسائل التضامن‬
‫ث���م ت���ح���دث داف وارد نائب ينظم العمال إضراباً يوم الجمعة ‪24‬‬ ‫تعرضوا لها وموقف التنظيم النقابي‬ ‫ورسائل االحتجاج‪ ،‬ولكن سنعمل‬
‫السكرتير العام للنقابة قائال‪ « :‬تحية يوليو ضمن سلسلة من اإلضرابات‬ ‫الرسمي المعادى إلضرابهم‪.‬‬ ‫على اتخاذ مواقف فعالة ومؤثرة‪،‬‬
‫إل��ى جميع عمال البريد ومندوبي تهدف لتوسيع نطاق المعركة‪.‬‬ ‫وس��ن��ع��ت��ب��ر م��ع��رك��ة ع��م��ال البريد‬
‫النقابة في لندن‪ ،‬يجب أن تفخروا‬ ‫ك���ان اج��ت��م��اع ن��ق��اب��ة العاملين‬ ‫المصريين جزء من معركتنا‪ ،‬ألنهم‬
‫لكونكم القاطرة التي تجر ورائها‬ ‫بالبريد واالتصاالت قد جاء لمناقشة‬ ‫بالفعل يخضون نفس المعركة‪،‬‬
‫جميع مناطق البريد في إنجلترا‪،‬‬ ‫تطور معركة عمال البريد بانجلترا‬ ‫ولكن في ظروف أصعب»‬

‫االشتراكي أغسطس ‪2009‬‬


‫تقارير وأخبار‬

‫اللجنة العليا لموظفي البريد ‪ ..‬خطوة مهمة ‪ ..‬ومشوار طويل‬


‫إلى لجنة لها طبيعة مختلفة‪.‬‬ ‫وليلة‪ ،‬وعلى القيادة أن تستطيع أن‬ ‫أوال ‪:‬التوسع الرأسي واألفقي‬ ‫هشام فؤاد‬
‫ولكن هدا ال يعنى بطيعة الحال‬ ‫ت��وازن بين رغبات مناطق متقدمة‬ ‫على اللجنة أن تعمل بكل قوتها‬
‫أال تكون اللجنة منفتحة على كل‬ ‫وقوية في التحرك السريع‪ ،‬وبين‬ ‫لكي تتحول لجان المحافظات التسع‬ ‫شكلت اللجنة العليا لموظفي‬
‫الراغبين في المساندة والدعم‪ ،‬من‬ ‫أهمية التوسع في المحافظات من‬ ‫إل��ى لجان حقيقية‪ ،‬لها مندوبين‬ ‫البريد وف��دا لمقابلة رئيس الهيئة‬
‫لجان عمالية‪ ،‬أو أح��زاب سياسية‪،‬‬ ‫جهة‪ ،‬وبين أهمية تحقيق مطالب‬ ‫في كل مكتب وك��ل مركز‪ ،‬وهؤالء‬ ‫ي��وم ‪ 20‬يوليو‪ .‬ونجحت في حشد‬
‫ولكن ينبغي أن يكون هناك خطا‬ ‫ول��و جزئية‪ ،‬عندها سيشعر عمال‬ ‫المندوبين عليهم أن يختاروا ممثلاً‬ ‫ما يقرب من ‪ 300‬موظفاً من تسع‬
‫فاصلاً واضحاً بين حركة الموظفين‪،‬‬ ‫البريد ب��أن م��ن يستطيع تحقيق‬ ‫عنهم أو أثنين من المندوبين‪ .‬وهي‬ ‫محافظات‪ .‬وعلى م��دي الشهرين‬
‫وبين حركتهم مع اللجان والقوى‬ ‫المطالب ال��ص��غ��ي��رة‪ ،‬يستطيع أن‬ ‫خطوة تحققت بالفعل حتى اآلن في‬ ‫الماضيين حشدت اللجنة ما يقرب‬
‫السياسية‪.‬‬ ‫يحقق المطالب الكبيرة‪ ،‬فيلتفوا‬ ‫ثالث محافظات‪ .‬ولكنها ينبغي أن‬ ‫من ألف موظفاً حضروا مؤتمرين في‬
‫حول اللجنة‪.‬‬ ‫تمتد إلى باقي المحافظات‪ ،‬فقاعدية‬ ‫نقابة الصحفيين‪ ،‬لعرض مطالب‬
‫سابعا‪ :‬قوة الحركة‬ ‫خامسا‪ :‬االنتماءات السياسية ‪:‬‬ ‫وجماهيرية اللجان‪ ،‬في المحافظات‬ ‫الموظفين على ال��رأي ال��ع��ام‪ ،‬إلى‬
‫لن تكون الحركة واحدة في كافة‬ ‫موظفو البريد ‪ ،‬كالعقارية وغيرهم‬ ‫ش��رط أساسي للنجاح واالنتصار‪،‬‬ ‫جانب إصدارها ألربع بيانات تعبر‬
‫المحافظات‪ ،‬لوجود ظروف متباينة‪،‬‬ ‫‪ ،‬ينتمون إل��ى ت��ي��ارات سياسية‬ ‫وإلى جانب دلك ينبغي السعي إلى‬ ‫عن أحالم وأوجاع موظفي البريد‪.‬‬
‫ف��ال��ض��رائ��ب ال��ع��ق��اري��ة على سبيل‬ ‫متباينة بداية من اليسار إلى األخوان‬ ‫الوصول إلى مناطق جديدة‪.‬‬ ‫اللجنة التي تضم تسع محافظات‬
‫المثال كانت قوية في محافظتين‬ ‫المسلمين م��رورا بالوطني‪ ،‬وأعداد‬ ‫ثانيا ‪..‬القيادة الجماعية‬ ‫تعد خ��ط��وة إيجابية نحو توحيد‬
‫ف��ق��ط ف��ي ال��ب��داي��ة ه��م��ا الدقهلية‬ ‫واسعة ليست منتمية إلى أي فصيل‬ ‫فالفردية هي أس ال��ب�لاء‪ ،‬وأحد‬ ‫جهود الموظفين ‪ 52-‬ألف موظف‪-‬‬
‫والجيزة‪ ،‬ونجحت في حشد خمسة‬ ‫‪ ،‬إدراك هده الحقيقة مهم‪ ،‬واألهم‬ ‫أه���م ع��وام��ل ال��ف��ش��ل‪ ،‬فعلينا أن‬ ‫ال��م��ن��ت��ش��ري��ن ف���ي ك���اف���ة أن��ح��اء‬
‫آالف موظف‪ .‬وبعدها اندمجت معهم‬ ‫أن ن��درك أن التباين في الموقف‬ ‫نتجنبها حتى ال تتحول اللجنة إلى‬ ‫الجمهورية للمطالبة بحقوقهم‪ ،‬وذلك‬
‫باقي المحافظات على فترات‪ ،‬وكانت‬ ‫السياسي ال يجب أن ينسينا أبدا‬ ‫صراعات فردية بين أفراد تفسدهم‬ ‫بعد أن أطلقت محافظة كفر الشيخ‬
‫آخ��ر محافظة انضمت إليهم هي‬ ‫وحدة المصلحة والهدف‪ ،‬وإننا ينبغي‬ ‫الفضائيات ووس��ائ��ل اإلع�ل�ام‪ ،‬وأن‬ ‫الشرارة األولى لحركة احتجاج البريد‬
‫محافظة القاهرة‪ ،‬رغم إنها المحافظة‬ ‫أن نوظف االن��ت��م��اءات السياسية‬ ‫نكون مدركين تماما إن من بيننا‬ ‫بإضرابها‪ ،‬في مايو الماضي‪.‬‬
‫األكبر عددا‪.‬‬ ‫لخدمة الحركة وليس العكس‪.‬‬ ‫من سيكمل المشوار إلى نهايته‪،‬‬ ‫غير إن نجاح اللجنة في تحقيق‬
‫وأخ��ي��را ول��ي��س أخ���را يستطيع‬ ‫وآخرون سيتخلون عنا في منتصف‬ ‫أهدافها وانتزاع مطالب الموظفين‬
‫موظفو البريد االنتصار في المعركة‪،‬‬ ‫سادسا‪ :‬االستقاللية‬ ‫الطريق‪ ،‬وآخرين ستنجح تهديدات‬ ‫يستدعى بداية التعرف على الخبرات‬
‫وتحسين أوضاعهم المعيشية‪ ،‬ورفع‬ ‫لجنة موظفي البريد ينبغي أن‬ ‫أو إغراءات اإلدارة في استمالته‪.‬‬ ‫ال��ت��ي تقدمها ال��ت��ج��ارب المماثلة‬
‫مرتباتهم‪ ،‬كما تم في العقارية‪ ،‬إذا‬ ‫تكون لجنة مستقلة عن كافة اللجان‬ ‫ثالثا‪ :‬التسلح بالمعرفة‬ ‫الناجحة كالضرائب العقارية‪ .‬ومن‬
‫استطاعوا تعبئة خمسة آالف موظفاً‬ ‫واألح����زاب السياسية‪ ،‬الموظفون‬ ‫فإدراك مطالبنا وعدالتها أحد أهم‬ ‫واق��ع اقترابي من تجربة الضرائب‬
‫من وسط ‪ 52‬ألف موظف‪ ،‬يكونوا هم‬ ‫يجتمعوا معا ل��ي��أخ��ذوا قراراتهم‪،‬‬ ‫شروط النجاح‪ ،‬وعلينا طول الوقت‬ ‫العقارية أود أن أط��رح على قيادات‬
‫النواة التي ستنجح في جذب غالبية‬ ‫وعلى اللجان التي تريد أن تشارك‬ ‫أن نبادر باالقتراحات والمطالب التي‬ ‫حركة البريد مجموعة من الدروس‬
‫الموظفين حولهم‪ ،‬ويومها فقط يحق‬ ‫أن تتفاعل عبر جلسات واسعة‬ ‫نستطيع الدفاع عنها‪.‬‬ ‫المستفادة علهم يرونها مفيدة‪ ،‬علما‬
‫لهم أن يأملوا في تشكيل تنظيم‬ ‫يحضرها الموظفين وغيرهم‪ ،‬ولكن‬ ‫رابعا‪ :‬النفس الطويل واالستعداد‬ ‫ب��أن لكل تجربة خصوصيتها‪ ،‬فال‬
‫نقابي مستقل‪ ،‬فالنقابة تولد من‬ ‫االستقاللية ش��رط مهم حتى ال‬ ‫للتضحية‬ ‫ت��وج��د روش��ت��ة ج��اه��زة تصلح لكل‬
‫قلب اإلضرابات المنتصرة ‪.‬‬ ‫تضيع معالم اللجنة وتتحول تدريجيا‬ ‫فالمعركة لن يتم حسمها بين يوم‬ ‫حركة ‪.‬‬

‫وقفة احتجاجية لموظفي البريد للمطالبة برفع األجور‬


‫الموظفين الحاصلين على‬ ‫«بالروح والدم ‪..‬رزق عيالنا‬
‫مؤهالت أثناء الخدمة‪ ،‬ووقف‬ ‫أهم‪....‬اسألونا أية عايزين ‪:‬‬
‫جميع التحقيقات واإلجراءات‬ ‫رفع أجور العاملين ‪..‬وتثبيت‬
‫المتعسفة‪ ،‬والتي تتخذ ضد‬ ‫المؤقتين‪..‬وإلغاء الجزاءات ‪..‬‬
‫العاملين بالمناطق بسبب‬ ‫واإلض���راب م��ش��روع مشروع‬
‫مطالبتهم بحقوقهم‪.‬‬ ‫‪ ..‬ضد الفقر وض��د الجوع ‪..‬‬
‫م��ن جهته رف��ض رئيس‬ ‫وع��اوزي��ن نقابة ح��رة ‪..‬دي‬
‫الهيئة أو نائبه مقابلة وفد‬ ‫العيشة بقت م��رة «‪ ،‬هذه‬
‫الموظفين‪ ،‬مشيراً إل��ى أن‬ ‫الهتافات وغيرها ردده���ا ما‬
‫الوفد غير شرعي‪ ،‬وال يعبر‬ ‫يقرب من ‪ 300‬موظف بالبريد‬
‫عن جموع الموظفين‪ ،‬كما إن‬ ‫احتشدوا يوم ‪ 20‬يوليو‪ ،‬أمام‬
‫مطالبه غير شرعية‪ ،‬وهو ما‬ ‫البوابة الرئيسية لهيئة البريد‬
‫رد عليه الموظفين بالهتاف‪،‬‬ ‫بالعتبة من الساعة الحادية‬
‫«إي��رادات��ن��ا راح��ت فين‪ ،‬ردوا‬ ‫ع��ش��ر ظ��ه��را ح��ت��ى الثالثة‬
‫علينا يا مسئولين‪ ،‬هم يركبوا‬ ‫والنصف عصراً‪.‬‬
‫طيارات ‪ ..‬وإحنا نموت في‬ ‫وقال قيادي باللجنة العليا‬
‫األتوبيسات»‬ ‫لموظفي البريد أن الموظفين‬
‫انتزاع مطالبهم‪ ،‬في حال عدم‬ ‫اللجنة نحو اقتناص موافقات‬ ‫ت��م إغ�ل�اق ال��م��ك��ات��ب على‬ ‫كما وجهوا هتافاتهم إلى‬ ‫آت���وا م��ن ت��س��ع محافظات‪،‬‬
‫االستجابة لهم واستمرار‬ ‫م���ن اإلدارة ع��ل��ى مطالب‬ ‫الموظفين لمنع نزولهم إلى‬ ‫وزير االتصاالت «يا طارق يا‬ ‫ب��اع��ت��ب��اره��م وف����د يمثل‬
‫ال��ت��ع��س��ف‪ .‬ون�����دد برفض‬ ‫العاملين‪ ،‬ولكنها ليست كافية‪،‬‬ ‫زمالئهم‪ ،‬خاصة بعد أن تعالت‬ ‫كامل واقفين على الساللم و‬ ‫زمالئهم‪ ،‬لتقديم عريضة إلى‬
‫المسئولين بالهيئة فتح‬ ‫وش��ددت على إنها ستواصل‬ ‫هتافات الموظفين‪« :‬يا قاهرة‬ ‫يا أحمد يا نظيف واقفين على‬ ‫رئيس الهيئة ع�لاء فهمي‪،‬‬
‫ح��وار مع قيادات الموظفين‪،‬‬ ‫النضال من أجل تحقيق كافة‬ ‫ضموا علينا ‪ ..‬يا زمايلنا‪ ..‬أنتوا‬ ‫الرصيف»‪.‬‬ ‫الذي رفض مقابلتهم‪ ،‬وأضاف‬
‫مشيرا إلى إن هناك حالة من‬ ‫مطالب العاملين‪ ،‬وقالت أنها‬ ‫معانا وال علينا»‪.‬‬ ‫ب��ذل��ت ع��ن��اص��ر مباحث‬ ‫ت��ق��دم��ن��ا ب��ع��ري��ض��ة تحوي‬
‫اإلفالس التام ‪.‬‬ ‫ستتخذ إج��راءات مضادة في‬ ‫البريد جهدا جباراً لتخريب‬ ‫مطالبنا وهي ‪ :‬رفع مستوى‬
‫حال استمرار اتخاذ إجراءات‬ ‫ك��م��ا ق���ام رئ��ي��س الهيئة‬ ‫وقفة الموظفين‪ ،‬ومنع موظفي‬ ‫معيشة العاملين بالبريد برفع‬
‫كان الموظفون قد رفضوا‬ ‫تعسفية ضد العاملين ‪.‬‬ ‫قبل موعد الوفد بيوم واحد‬ ‫ال��ق��اه��رة م��ن االن��ض��م��ام إلى‬ ‫أجورهم للحد الذي تتساوى‬
‫التفاوض مع أمين عام النقابة‬ ‫بإصدار قرار ينص على زيادة‬ ‫زمالئهم عبر ع��دة وسائل‪،‬‬ ‫معه بأجور العاملين بالشركة‬
‫العامة للبريد‪ ،‬ورددوا هتافات‬ ‫وقال قيادي باللجنة العليا‬ ‫بدل طبيعة العمل بمقدار ‪15‬‬ ‫حيث أجبرت عناصر اإلدارة‬ ‫المصرية لالتصاالت‪ ،‬التابعة‬
‫تندد بموقف النقابة وتخاذلها‬ ‫وصلنا مطالبنا للرأي العام‪،‬‬ ‫بالمائة ف��ي حالة الحصول‬ ‫الموظفين على الخروج من‬ ‫ل�����ذات ال��������وزارة‪ ،‬وتثبيت‬
‫منها ‪« :‬تسقط نقابة البريد‬ ‫وسنعود قريبا إل��ى رئيس‬ ‫على تقرير جيد‪.‬‬ ‫أبواب فرعية‪،‬أثنين ‪ -‬أثنين‪.‬‬ ‫العاملين المؤقتين (‪ 5‬آالف‬
‫‪ ..‬يسقط نصر عبد الحميد‪،‬‬ ‫ال��ه��ي��ئ��ة‪ ،‬ول��ك��ن ه���ذه المرة‬ ‫من جهتها اعتبرت اللجنة‬ ‫وانتشروا حول الوقفة إلرهاب‬ ‫موظف)‪ ،‬وإلغاء الئحة التقارير‬
‫رئيس النقابة‪ ،‬وعاوزين نقابة‬ ‫ليس بوفد‪ ،‬ولكن بحشود‬ ‫العليا ف��ي بيان لها موافقة‬ ‫أي موظف بالقاهرة‪ ،‬يريد‬ ‫السنوية لما فيها من إجحاف‬
‫جديدة بقينا على الحديدة»‪.‬‬ ‫من الموظفين يستطيعون‬ ‫الهيئة على ‪ % 15‬أولى خطوات‬ ‫االنضمام إل��ى زم�لائ��ه‪ .‬كما‬ ‫للعاملين‪ ،‬وت��س��وي��ة حالة‬

‫االشتراكي أغسطس ‪2009‬‬


‫عربي ودولى‬

‫نق ً‬
‫ال عن الصحف اإلسرائيلية‬
‫مرور الغواصة لم يكن األول ولن يكون األخير‬
‫مسئولين إسرائيليين رفيعي‬ ‫وصواريخ مضادة للغواصات‪ ،‬كما‬ ‫ح��ي��ن��ه��ا‪ ،‬ق��م��ت ه��ي��ئ��ة قناة‬ ‫مصر وإسرائيل»‪ ،‬وأن القاهرة‬ ‫محمد حسني‬
‫المستوى‪ ،‬بينهم رئيس الوزراء‬ ‫قامت البارجة اإلسرائيلية إيالت‬ ‫السويس بتشديد اإلج��راءات‬ ‫«ل��م ول��ن تقدم أي تسهيالت‬
‫السابق إيهود أول��م��رت‪ ،‬وبين‬ ‫بالرحلة نفسها‪ .‬وق��د عبرت‬ ‫األمنية ومنع المالحة‪ ،‬وتكثيف‬ ‫لوجيستية إل��ى إسرائيل من‬ ‫في مطلع شهر يوليو عبرت‬
‫نظرائهم السعوديين‪.‬‬ ‫ال��ق��ن��اة‪ ،‬خ�لال ال��ع��ام الحالي‪،‬‬ ‫القبضة األمنية على المناطق‬ ‫أجل الهجوم على إيران»‪.‬‬ ‫ال��غ��واص��ة اإلس��رائ��ي��ل��ي��ة‪ ،‬من‬
‫وقد علق جون بلتون‪ ،‬سفير‬ ‫ست سفن إسرائيلية‪ ،‬بينها‬ ‫السكنية المطلة على القناة‪.‬‬ ‫ثم عاد مسئولون في هيئة‬ ‫ط��راز دولفين‪ ،‬قناة السويس‪،‬‬
‫ال���والي���ات ال��م��ت��ح��دة السابق‬ ‫ثالث حربية‪ ،‬والعدد يصل على‬ ‫ل��م تقم المصادر الرسمية‬ ‫قناة السويس للتصريح بأن‬ ‫في طريق عودتها إل��ى البحر‬
‫ب���األم���م ال��م��ت��ح��دة‪ ،‬أن ق���ادة‬ ‫‪ 308‬خ�لال السنوات الخمس‬ ‫اإلس��رائ��ي��ل��ي��ة ب��ن��ش��ر أخ��ب��ار‬ ‫«مصر فحصت الغواصة النووية‬ ‫المتوسط‪ ،‬وذل��ك بعد رحلتها‬
‫األنظمة العربية‪ ،‬وإن لم يعلنوا‪،‬‬ ‫الماضية‪.‬‬ ‫الغواصة‪ ،‬لكنها عملت على نقل‬ ‫اإلسرائيلية دولفين‪ ...‬و إن كل‬ ‫إلى ميناء إيالت ضمن مناورات‬
‫فإنهم سيسمحون للطائرات‬ ‫ذكر مسئول في الجيش‪ ،‬أن‬ ‫الخبر عبر عناصر أمنية إلى‬ ‫القطع الحربية ال��ن��ووي��ة يتم‬ ‫إسرائيلية في البحر األحمر‪،‬‬
‫اإلسرائيلية بالمرور في مجالهم‬ ‫الغواصة عبرت طافية‪ ،‬ولم تجر‬ ‫وكالة رويتر‪ ،‬ليتم تناقله بعد‬ ‫فحصها بمعرفة خبراء الطاقة‬ ‫تمت الشهر الماضي‪ .‬تم تدعيم‬
‫الجوي‪ ،‬وبعدها سوف يعلنون‬ ‫أية محاوالت إلخفاءها‪.‬‬ ‫ذل��ك‪ ،‬وقد علقت مصادر أمنية‬ ‫الذرية المصريين أن الغواصة‬ ‫ق���وات األم���ن بالقناة بمائتي‬
‫إدانتهم للهجوم على منصات‬ ‫وأن المناورة مخطط لها منذ‬ ‫إسرائيلية‪ ،‬بعد ذلك بقولها‪»:‬‬ ‫رافقتها قطع حربية مصرية‬ ‫جندي‪ ،‬مع تعطيل الحركة في‬
‫األمم المتحدة‪.‬‬ ‫شهور‪ ،‬وقد علقت مصادر مقربة‬ ‫إنه تحذير إليران‪ ،‬بأن إسرائيل‬ ‫خالل عبورها من القناة‪ ،‬وتم‬ ‫ك��وب��ري ال��س�لام‪ ،‬والمعديات‪،‬‬
‫ذك���رت م��ص��ادر م��ق��رب��ة من‬ ‫ل�لاس��ت��خ��ب��ارات اإلسرائيلية‬ ‫ق��ادرة على ال��م��رور‪ ،‬دون أدنى‬ ‫ات��خ��اذ ن��ف��س إج����راءات عبور‬ ‫كما ت��م تعطيل الصيد تماما‬
‫االستخبارات اإلسرائيلية أنه‬ ‫ب��ق��ول��ه��ا‪ :‬إن م�����رور غ��واص��ة‬ ‫مشكلة‪ ،‬في قناة السويس‪ ،‬في‬ ‫القطع الحربية األخ��رى‪ ،‬ووفقاً‬ ‫خالل الساعات الثماني لمرور‬
‫هناك محور مصري‪-‬إسرائيلي‪-‬‬ ‫إسرائيلية يستلزم بالضرورة‬ ‫طريقها إلى الخليج ‪ ،‬وأن هناك‬ ‫للمادة الخامسة‪ ،‬من معاهدة‬ ‫الغواصة في القناة‪.‬‬
‫س��ع��ودي‪ ،‬متحالفا ضد إي��ران‪،‬‬ ‫م��واف��ق��ة ال��س��ل��ط��ات المصرية‬ ‫تعاون بين تل أبيب والقاهرة‪،‬‬ ‫السالم المصرية‪-‬اإلسرائيلية‪،‬‬ ‫أنكر المسئولون المصريون‬
‫بل وال ترضيه سياسة أوباما‬ ‫مسبقا‪ ،‬وأن مرور غواصة تحمل‬ ‫ب��ك��ل م���ا ي��ت��ع��ل��ق ب��األخ��ط��ار‬ ‫الموقعة عام‪،1979‬‬ ‫في البداية الحادث‪ ،‬ثم نقلت‬
‫ت��ج��اه إي����ران‪ ،‬وأن زي���ارة عمر‬ ‫سالح نووي يستلزم بال شك‬ ‫المشتركة على المنطقة‪.‬‬ ‫«تتمتع السفن اإلسرائيلية‬ ‫صحف مصرية عنهم إنهم ال‬
‫س��ل��ي��م��ان إلس��رائ��ي��ل ف���ي‪-22‬‬ ‫ت��ص��دي��ق أع���ل���ى س��ل��ط��ة في‬ ‫البارجة اإلسرائيلية «حانيت‪-‬‬ ‫وال��ش��ح��ن��ات ال��م��ت��ج��ه��ة من‬ ‫يؤكدون التحركات العسكرية‬
‫‪23‬أبريل الماضي‪ ،‬لم تكن من‬ ‫القاهرة‪.‬‬ ‫ال��ح��رب��ة» ك��ان��ت ق���د عبرت‬ ‫إسرائيل وإليها بحق المرور الحر‬ ‫وال ينفونها‪ .‬وأن إدارة القناة‬
‫أجل الشأن الفلسطيني‪ ،‬ولكن‬ ‫ن��ق��ل��ت ص��ح��ي��ف��ة معاريف‬ ‫ق��ن��اة السويس خ�لال الشهر‬ ‫في قناة السويس ومداخلها في‬ ‫ال تعلن ع��ن تحركات القطع‬
‫سليمان التقى وق��ادة األجهزة‬ ‫اإلسرائيلية عن مئير داجان‪،‬‬ ‫الماضي‪ ،‬في رحلتها األولى بعد‬ ‫كل من خليج السويس والبحر‬ ‫الحربية المارة بقناة السويس‪،‬‬
‫األمنية اإلسرائيلية‪ ،‬الموساد‪،‬‬ ‫رئ��ي��س ال���م���وس���اد‪ ،‬ق��ول��ه إن‬ ‫«تعافيها» من جراء إصابتها على‬ ‫األبيض المتوسط‪ ،‬وفقا ألحكام‬ ‫س��واء كانت إسرائيلية أو غير‬
‫وشعبة االستخبارات العسكرية‪،‬‬ ‫السعودية ستغض الطرف عن‬ ‫سواحل بيروت‪ ،‬في حرب لبنان‬ ‫اتفاقية القسطنطينية لعام‬ ‫إسرائيلية‪ ،‬وأن قناة السويس‬
‫والشاباك (جهاز األم��ن العام)‪،‬‬ ‫مرور طائرات حربية إسرائيلية‬ ‫‪ ،2006‬جراء قصف مقاتلي حزب‬ ‫‪ 1888‬المنطبقة على جميع‬ ‫ملتزمة باتفاقية القسطنطينية‬
‫وبحثوا موضوعات إيران وسوريا‬ ‫في مجالها الجوي‪ ،‬في طريقها‬ ‫اهلل لها‪ .‬وق��د أذاع التلفزيون‬ ‫الدول»‪ .‬‬ ‫الموقعة ع��ام ‪ 1888‬الخاصة‬
‫وحزب اهلل وحماس‪ ،‬وتنسيقهم‬ ‫ل��ض��رب إي����ران‪ ،‬وأن ذل��ك تم‬ ‫اإلسرائيلي تصويرًا احتفاليًا‬ ‫ج���دي���ر ب���ال���ذك���ر أن�����ه في‬ ‫بعبور القطع ال��ح��رب��ي��ة‪ ،‬لكل‬
‫ف��ي منطقة ال��ش��رق األوس��ط‪،‬‬ ‫حسب مباحثات سرية‪ ،‬أنكرتها‬ ‫لعملية اإلب��ح��ار‪ .‬حانيت من‬ ‫أغ��س��ط��س‪ ، 2008‬عبرت القناة‬ ‫ال��دول ما ع��دا التي تكون في‬
‫وردود أفعالهم في حالة ضرب‬ ‫السعودية‪ .‬وذك��رت الصحيفة‪،‬‬ ‫(سَعَر‪-‬العاصفة‪،)5‬‬ ‫م��ودي��ل‬ ‫غ��واص��ة وب��ارج��ة أمريكيتين‪،‬‬ ‫حالة حرب مع مصر‪ .‬وأنه ليس‬
‫إسرائيل إليران‪.‬‬ ‫أن االتصاالت لم تنقطع بين‬ ‫تحمل صواريخ مضادة للطائرات‪،‬‬ ‫بمصاحبة زورقين إسرائيليين‪،‬‬ ‫هناك أي «تعاون عسكري بين‬

‫الصومال ‪ :‬أخوة األمس أعداء اليوم‬


‫أنهم أفغان‪ ،‬في المقابل‪ ،‬وبالرغم من‬ ‫شباب المجاهدين‪ :‬فصيل صومالي‬ ‫بقصف ومهاجمة أي موقع تشك في‬ ‫أكثر م��ن ألفي قتيل‪ ،‬وأك��ث��ر من‬
‫إعالن شيخ شريف تطبيق الشريعة‪،‬‬ ‫مسلح‪ ،‬يحمل إيديولوجية سلفية‬ ‫وجود مسلحين فيه‪ ،‬مما أدى الرتفاع‬ ‫‪204‬أل����ف ن���ازح حتى اآلن‪ ،‬محصلة‬
‫منذ يونيو‪ ،2006‬وحظر تداول السجائر‬ ‫جهادية‪ ،‬كان يعد الجناح العسكري‬ ‫متزايد في الضحايا المدنيين‪.‬‬ ‫حلقة جديدة من السلسلة الدامية‬
‫والقات‪ ،‬فأنه لم يرض «المجاهدين»‪،‬‬ ‫«للمحاكم الشرعية» بالصومال‪ ،‬ولكن‬ ‫أعلنت الحكومة أنها استطاعت‬ ‫المتواصلة في الصومال‪ .‬منذ مايو‬
‫الذين‪ ،‬اتهموا الحكومة بالتعاون مع‬ ‫بعد هزيمة المحاكم أم��ام القوات‬ ‫دحر «المتمردين»‪ ،‬في المقابل أعلن‬ ‫الماضي اندلعت المواجهات بين‬
‫المعارضة العلمانية‪ ،‬ومع األجانب‪ ،‬و‬ ‫الحكومية‪ ،‬وتحالفها مع المعارضة‪،‬‬ ‫قائد ق��وات «ش��ب��اب المجاهدين»‪،‬‬ ‫جماعة «شباب المجاهدين» و حكومة‬
‫قام «المجاهدين» بأنفسهم بتطبيق‬ ‫ان��ش��ق��ت «ش���ب���اب المجاهدين»‬ ‫شيخ ط��اه��ر أوي���س‪ ،‬أن القتال لم‬ ‫شيخ أحمد شيخ شريف‪ ،‬التي وصلت‬
‫أحكام الشرعية‪ ،‬كان آخرها في صباح‬ ‫ع��ن��ه��ا‪ .‬ي��ق��در ع��دد المقاتلين في‬ ‫يؤد بعد إلى حسم الموقف‪ ،‬وأعلن‬ ‫إلى السلطة‪ ،‬في ‪31‬يناير ‪ ،2009‬وقد‬
‫‪ 25‬يونيو‪ ،‬حيث قامت بقطع أيدي‬ ‫«شباب المجاهدين» بـين ثالثة‬ ‫مواصلة القتال حتى انسحاب أية‬ ‫وصلت قوات»شباب المجاهدين»‪،‬‬
‫وأرجل أربعة رجال‪ ،‬التهامهم بسرقة‬ ‫وسبعة آالف مقاتل‪ ،‬تتهمهم التقارير‬ ‫قوات أجنبية‪.‬‬ ‫خالل األيام القليلة الماضية‪ ،‬إلى ‪2‬كم‬
‫أسلحة وأجهزة محمول‪.‬‬ ‫األمريكية بتلقي تدريب في إريتريا‪،‬‬ ‫كان مجلس األمن قد أصدر قراراً‬ ‫من القصر الرئاسي‪ ،‬في مقديشو‪.‬‬
‫تعد تلك هي المحاولة الخامسة‬ ‫وأفغانستان‪ .‬وعلى م��دار‪ 2007‬قامت‬ ‫ب��دع��م ال��ح��ك��وم��ة االن��ت��ق��ال��ي��ة‪ .‬كما‬ ‫أع��ل��ن ال��رئ��ي��س الصومالي حالة‬
‫عشر لترسيخ سلطة حكومية في‬ ‫سفينة أمريكية بقصف مواقع الحركة‬ ‫أعلن األمين العام لمنظمة المؤتمر‬ ‫الطوارئ‪ ،‬وأيد دعوة رئيس البرلمان‬
‫الصومال‪ ،‬منذ اإلطاحة بالديكتاتور‬ ‫في الصومال‪ ،‬وجمدت أرصدتها في‬ ‫اإلسالمي أكمل الدين إحسان أوغلو‪،‬‬ ‫ل��دول ال��ج��وار‪ ،‬إثيوبيا ع��دو األمس‪،‬‬
‫سياد بري في‪ ،1991‬وقيام أمراء الحرب‬ ‫الواليات‪ ،‬وصنفتها ضمن المنظمات‬ ‫عن مساندة الحكومة الصومالية ضد‬ ‫بالتدخل‪ .‬وقد قام شيخ شريف ووزراءه‬
‫بطرد ال��ق��وات األمريكية والدولية‬ ‫اإلرهابية‪.‬‬ ‫«اإلرهابيين»‪ .‬أما الواليات المتحدة‪،‬‬ ‫وبعض أعضاء البرلمان بارتداء الزي‬
‫ف��ي‪ .1995‬الصومال‪ ،‬ال��ذي يبلغ عدد‬ ‫أم���ا ال��رئ��ي��س ال��ص��وم��ال��ي‪ ،‬شيخ‬ ‫فقد أعلنت على لسان المتحدث‬ ‫العسكري‪ ،‬وق��د نفى شيخ شريف‬
‫سكانه ‪10‬مليون نسمة‪%85 ،‬منهم‬ ‫شريف(‪45‬سنة)‪ ،‬فقد تلقى تعليما‬ ‫باسم خارجيتها‪ ،‬إيان كيلي‪ ،‬الشهر‬ ‫تدخل قوات أجنبية‪ ،‬بينما قوات حفظ‬
‫م��ن ال��ع��رق ال��ص��وم��ال��ي‪ ،‬والغالبية‬ ‫أزه���ري���ا‪ ،‬وح��ص��ل ع��ل��ى ش��ه��ادة في‬ ‫ال��م��اض��ي‪ ،‬بأنها س��ت��زود الحكومة‬ ‫السالم اإلفريقية تعمل في الصومال‬
‫العظمى من السكان مسلمون‪ .‬يقدر‬ ‫الشريعة والقانون بالجامعة الليبية‬ ‫الصومالية بالسالح ‪ ،‬والتدريب في‬ ‫منذ ‪ ،2007‬وه��ي من ق��وات أوغندية‬
‫عدد النازحين من الصوماليين إلى‬ ‫المفتوحة‪ ،1998‬وعمل في البداية مع‬ ‫معسكرات بجيبوتي‪ .‬وف��ي الصدد‬ ‫وروان��دي��ة‪ ،‬وقد نقلت وك��االت األنباء‬
‫‪1.2‬مليون‪ .‬وقد انخفض متوسط العمر‬ ‫محمد ديري أمير الحرب في جوهر‪،‬‬ ‫نفسه‪ ،‬أعلنت فرنسا أنها ستعجل‬ ‫دخول ‪300‬عنصر من القوات اإلفريقية‪،‬‬
‫إلى‪46‬عام للرجال‪ ،‬و‪50‬عام للنساء‪ ،‬كما‬ ‫ثم انفصل عنه‪ ،‬ك��ان شيخ شريف‬ ‫بتدريب ‪ 500‬عنصر صومالياً‪ ،‬كان‬ ‫مدعمين بدبابات وآليات عسكرية‪،‬‬
‫تصل ال��ح��االت المسجلة لإلصابة‬ ‫من رواد فكرة المحاكم الشرعية وأول‬ ‫من المزمع تدريبهم في أغسطس‬ ‫يقودها الجنرال األوغندي فرانسيس‬
‫باإليدز ‪43‬ألف حالة ‪.‬‬ ‫رئيس لها بعد توحيدها‪ ،‬وانتخبه‬ ‫على أراض��ى جيبوتي‪ ،‬التي تتركز‬ ‫أوك��ي��ل��و‪ ،‬ال��ذي أعلن أن العمليات‪،‬‬
‫ف��ي ال��ص��وم��ال أص��ب��ح األخ���وة في‬ ‫البرلمان الصومالي رئيساً للبالد في‬ ‫فيها قاعدة فرنسية م��ن‪ 2900‬جندياً‪،‬‬ ‫التي من المفترض أن هدفها حماية‬
‫«الجهاد» أعداء‪ ،‬وأصبح العدو األجنبي‬ ‫‪ 31‬يناير الماضي‪.‬‬ ‫ويأتي التعجيل‪ ،‬بعد قيام «شباب‬ ‫المنشآت الحيوية‪ ،‬لن تتوقف عند‬
‫حلي ًفا‪ .‬أمسى تطبيق الشريعة هو‬ ‫اتهمت األجهزة الحكومية «شباب‬ ‫المجاهدين» صباح الثالثاء ‪ 14‬يوليو‬ ‫حد صد هجوم «المتمردين» على‬
‫تكفير الناس‪ ،‬وقطع األطراف‪ ،‬وال عزاء‬ ‫ال��م��ج��اه��دي��ن» بتلقي مساعدات‬ ‫باختطاف اثنين منه المستشارين‬ ‫الحكومة المؤقتة‪ ،‬بل ستالحقهم‪.‬‬
‫آلالف القتلى وماليين النازحين‪.‬‬ ‫أجنبية‪ ،‬وعرضت جثث لقتلى‪ ،‬زعمت‬ ‫األمنيين الفرنسيين‪.‬‬ ‫تقوم القوات الحكومية واإلفريقية‬

‫االشتراكي أغسطس ‪2009‬‬ ‫¯¯‪10‬‬


‫عربي ودولى‬

‫هل تولد مقاومة عراقية جديدة؟‬


‫األخ��ي��ري��ن ه��و أن مقادير‬ ‫تامر وجيه‬
‫المعركة العراقية تبدلت‪.‬‬
‫ص��ح��ي��ح أن «ال���م���غ���ام���رة‬ ‫ك��ان ال��ع��راق قد أصبح هو‬
‫العراقية» أضعفت الواليات‬ ‫ال��خ��ب��ر األول ف��ي نشرات‬
‫المتحدة وعطلت مشروعها‬ ‫األخ��ب��ار منذ ‪ .2003-2002‬لكن‬
‫التوسعي‪ .‬وصحيح أن شوكة‬ ‫ف��ي العامين األخيرين بدا‬
‫المحافظين الجدد تحطمت‬ ‫األمر كما لو أن العالم‪ ،‬عالم‬
‫ع��ل��ى ال��ص��خ��رة العراقية‪.‬‬ ‫الصحافة واإلعالم بالتحديد‪،‬‬
‫وصحيح أن التوازن الدولي‬ ‫قد فقد حماسه لما يحدث‬
‫بدأ يسمح بزيادة نفوذ القوى‬ ‫في هذا البلد المنكوب‪ .‬فلقد‬
‫المناوئة إقليميا ودوليا‪ .‬لكن‬ ‫ت��وارى ال��ع��راق وأصبح خبرا‬
‫ك��ذل��ك صحيح أن التراجع‬ ‫روتينيا‪ ،‬غالبا ع��ن انفجار‬
‫األم��ري��ك��ي ف��ي ال��ع��راق لم‬ ‫س��ي��ارة م��ل��غ��وم��ة‪ ،‬ال يهتم‬
‫يقابله انتصار لقوى المقاومة‬ ‫بسماعه إال القليلين‪ .‬فما‬
‫الشعبية أو ألي قوى تحررية‬ ‫الذي حدث؟‬
‫مدعومة جماهيريا‪.‬‬ ‫كانت ال��والي��ات المتحدة‪،‬‬
‫ف��ي ال��ث�لاث��ي��ن م��ن شهر‬ ‫ح��ت��ى ق��ب��ل وص����ول أوب��ام��ا‬
‫ي��ون��ي��و ال���م���اض���ي أعلنت‬ ‫ل��ل��س��ل��ط��ة‪ ،‬ق���د ب�����دأت في‬
‫الواليات المتحدة أن قواتها‬ ‫م��راج��ع��ة س��ي��اس��ة الرئيس‬
‫أكملت انسحابها من المدن‬ ‫السابق جورج بوش‪ .‬بوش‬
‫ال��ع��راق��ي��ة‪ ،‬وذل���ك ف��ي إط��ار‬ ‫والمحافظون ال��ج��دد كانوا‬
‫خ��ط��ة ان��س��ح��اب عسكري‬ ‫ي���رون أن الطريق للحفاظ‬
‫كامل بحلول ‪ .2011‬إذن بدأت‬ ‫ع��ل��ى ال��ه��ي��م��ن��ة األمريكية‬
‫الواليات المتحدة انسحابها‬ ‫«ل��م��ائ��ة ع���ام ق��ادم��ي��ن» هو‬
‫م��ن ال��ع��راق بعد أن فقدت‬ ‫ممارسة سياسة إمبريالية‬
‫ك��م��ا وع���دت ف��إن��ه��ا ستظل‬ ‫من أثر تفتت المقاومة وعدم‬ ‫مقاومة تخلق ع��داوة بينها‬ ‫م��ا يقترب م��ن ‪ 4400‬جندي‬ ‫هجومية اعتمادا على التفوق‬
‫ه��ي ال��ق��وى المهيمنة عليه‬ ‫نضجها‪ ،‬ومسعى البرجوازية‬ ‫وبين قطاعات واس��ع��ة من‬ ‫أمريكي وبعد أن أُهينت إهانة‬ ‫ال��ع��س��ك��ري ال��ك��اس��ح ال��ذي‬
‫استراتيجيا وسياسيا‪ ،‬وهو‬ ‫السنية المحلية إلى تهدئة‬ ‫السكان‪ ،‬أو حتى ال تسعى‬ ‫غير مسبوقة منذ فيتنام‪ .‬هذا‬ ‫تتمتع به الواليات المتحدة‬
‫م��ا يعني استمرار الهيمنة‬ ‫األم����ور وال���وص���ول إل���ى حل‬ ‫ب��درج��ة ك��اف��ي��ة إل���ى كسب‬ ‫مكسب كبير لقوى المقاومة‬ ‫األم��ري��ك��ي��ة م��ق��ارن��ة بالقوى‬
‫واإلخضاع بطرق أخرى أكثر‬ ‫وسط‪ ،‬أن تم تضييق النطاق‬ ‫تأييدهم‪ ،‬ستخسر معركتها‬ ‫في العراق وفي العالم كله‪.‬‬ ‫الكبرى األخرى‪.‬‬
‫ن��ع��وم��ة! ك��ذل��ك ف��إن القوى‬ ‫على المقاومة السنية وعزلها‬ ‫العسكرية مع االحتالل‪ .‬وهذا‬ ‫لكنها علينا أال ننسى أن‬
‫المحلية الجاثمة على صدر‬ ‫سياسيا واجتماعيا إلى حد‬ ‫ب��ال��ض��ب��ط م��ا ح���دث‪ .‬حيث‬ ‫ال���والي���ات ال��م��ت��ح��دة تركت‬ ‫فشل أمريكي‬
‫ال��ع��راق ال��ي��وم تمثل أحط‬ ‫كبير‪ .‬وعلى الجانب اآلخر‪،‬‬ ‫تحالفت قوى شعبية سنية‬ ‫مكانها حكومة طبقية فاسدة‬ ‫أهم محطات تلك السياسة‬
‫نوع من الساسة الطبقيين‬ ‫ت��م تحييد تيار ال��ص��در في‬ ‫عديدة ضد تنظيم القاعدة‬ ‫متعاونة معها تتنافس على‬ ‫ك��ان‪ ،‬كما نعلم جميعا‪ ،‬غزو‬
‫الساعين إل��ى اقتسام ثروة‬ ‫إطار تطور الصراعات الطائفية‬ ‫ف��ي ال��ع��راق وت��م��ت عملية‬ ‫كعكة الثروة العراقية مع قوى‬ ‫العراق واحتالله‪ ،‬وذلك على‬
‫البلد على ح��س��اب فقرائه‬ ‫داخل العراق‪.‬‬ ‫ناجحة لتحجيمه‪.‬‬ ‫كردية وأخ��رى سنية أغلبها‬ ‫اعتبار أن العراق مهيأ أكثر‬
‫ومضطهديه‪.‬‬ ‫كانت هذه التطورات هي‬ ‫يتسم بالرجعية والمهادنة‬ ‫من غيره ألن يلعب دور منصة‬
‫أس����اس ت���ح���ول المسألة‬ ‫صعود للقوى الرجعية‬ ‫مع االحتالل‪ .‬كل ذلك بينما‬ ‫االنطالق للهيمنة األمريكية‬
‫الهيمنة بعد االنسحاب‬ ‫العراقية من مسألة احتالل‪-‬‬ ‫من المهم التأكيد هنا أن‬ ‫شبح الصراع الطائفي يطل‬ ‫ع��ل��ى ال��ش��رق األوس����ط ثم‬
‫المعركة في ال��ع��راق‪ ،‬وإن‬ ‫مقاومة ت��دور حولها مقادير‬ ‫جناح «القاعدة» في المقاومة‬ ‫برأسه بقوة في بلد أصبح‬ ‫العالم‪.‬‬
‫تغير شكلها‪ ،‬لم تحسم بعد‪.‬‬ ‫ال��ص��راع اإلمبريالي الدولي‬ ‫لم يكن يمثل كل‪ ،‬أو حتى‬ ‫االنقسام الطائفي هو أساس‬ ‫لكن «ال��خ��ط��ة العراقية»‬
‫ويبقى ال��س��ؤال الرئيسي‪:‬‬ ‫إل��ى مسألة ترتيبات أمنية‬ ‫أغلب‪ ،‬قوى المقاومة العراقية‪.‬‬ ‫كل صراعاته السياسية‪.‬‬ ‫فشلت فشال ذري��ع��ا‪ .‬ومن‬
‫أي م��ن ال��ق��وى التي برزت‬ ‫وسياسية جوهرها هو توزيع‬ ‫لكن المشكلة أن باقي قوى‬ ‫ثم تحول العراق من «منصة‬
‫وتبلورت مع الغزو واالحتالل‬ ‫ال��ح��ص��ص ب��ي��ن الطوائف‬ ‫المقاومة لم تكن على درجة‬ ‫أخطاء المقاومة‬ ‫ل�لان��ط�لاق» إل���ى «مقبرة»‬
‫سيسود؟ وأي شكل للدولة‬ ‫العرقية والدينية‪ .‬وهو األمر‬ ‫م��ن ال��ت��ج��ان��س أو النضج‬ ‫إذن فالذي حدث في العراق‪،‬‬ ‫للسياسة األمريكية التوسعية‪.‬‬
‫س��ي��ت��ب��ل��ور؟ وأي ع�لاق��ة مع‬ ‫ال��ذي سمح ألوب��ام��ا بتنفيذ‬ ‫السياسي والتكتيكي تسمح‬ ‫إلى جانب الورطة والفضيحة‬ ‫وهكذا‪ ،‬استمر الخبر العراقي‬
‫اإلمبريالية ستقوم؟ اإلجابة‬ ‫س��ي��اس��ة ال���خ���روج ال��ه��ادئ‬ ‫لها بعزل هذ الجناح وتحقيق‬ ‫األمريكية‪ ،‬هو تصفية سياسية‬ ‫م��ت��ص��درا ل��ن��ش��رات األخبار‪،‬‬
‫على ه��ذه األس��ئ��ل��ة تحتاج‬ ‫من العراق وإعطاء األولوية‬ ‫وحدة وهيمنة للتيارات ذات‬ ‫واجتماعية‪ ،‬ناجحة إلى حد‬ ‫لكن هذه المرة ليس كقصة‬
‫إل��ى ميالد ح��رك��ات مقاومة‬ ‫ف���ي «ال���ح���رب األمريكية‬ ‫الرؤى األكثر تقدما‪.‬‬ ‫كبير‪ ،‬للمقاومة العراقية‪ ،‬على‬ ‫نجاح لإلمبريالية األمريكية‪،‬‬
‫من نوع جديد تمزج الوطني‬ ‫على اإلره��اب» ألفغانستان‬ ‫ه���ذا ب��ال��ض��ب��ط م���ا سمح‬ ‫األقل مؤقتا‪.‬‬ ‫بل كورطة‪ ،‬ال تضاهيها ورطة‪،‬‬
‫بالسياسي بالطبقي‪.‬‬ ‫وباكستان‪ .‬وه��و ما يكشف‬ ‫للتيارات الرجعية المعادية‬ ‫ج����زء م���ن ال��س��ب��ب في‬ ‫وقعت فيها القوة العسكرية‬
‫المسألة غدا وبعد غد لن‬ ‫عن الوجه اإلمبريالي ألوباما‪.‬‬ ‫للمقاومة أن تلعب على هذا‬ ‫النجاح في تصفية األساس‬ ‫الغاشمة للواليات المتحدة‬
‫تكون فقط مقاومة االحتالل‪،‬‬ ‫لكن األه��م أن��ه يكشف أن‬ ‫التفتت‪ ،‬وكذلك على رجعية‬ ‫ال��س��ي��اس��ي واالج��ت��م��اع��ي‬ ‫األمريكية‪.‬‬
‫أو الهيمنة‪ ،‬األمريكية‪ ،‬بل‬ ‫المسعى األمريكي للهيمنة‬ ‫وطائفية ال��ق��اع��دة‪ ،‬لتصفية‬ ‫للمقاومة هو المقاومة نفسها‪.‬‬ ‫وع���ل���ى ال��ج��ان��ب اآلخ����ر‪،‬‬
‫ستكون مقاومة السياسة‬ ‫والتوسع‪ ،‬مهما ج��رت عليه‬ ‫النفوذ السياسي للمقاومة‪.‬‬ ‫ق��ط��اع م��ن ال��م��ق��اوم��ة كان‬ ‫اع��ت��ب��رت ال��ق��وى المناهضة‬
‫الطبقية الخاضعة لإلمبريالية‬ ‫م��ن ت��ع��دي�لات‪ ،‬ل��ن ينتهي‬ ‫ف��ش��ي��وخ ال��ق��ب��ائ��ل السنية‪،‬‬ ‫منتسبا إل��ى ما أطلق عليه‬ ‫للهيمنة األمريكية‪ ،‬عن حق‪،‬‬
‫والناهبة لثروة الشعب‪ .‬ما‬ ‫ف��ي األج��ل القريب‪ .‬وسوى‬ ‫هؤالء األغنياء ذوي المصلحة‬ ‫«تنظيم ال��ق��اع��دة»‪ .‬وبغض‬ ‫أن العراق هو المحور األكثر‬
‫يحتاجه العراق هو أن تظهر‬ ‫نشهد في األغلب مواجهة‬ ‫في المهادنة مع االحتالل‪،‬‬ ‫النظر عن صحة هذا الوصف‬ ‫أهمية في السياسة العالمية‪.‬‬
‫القوى التي تسعى‪ ،‬بالوسائل‬ ‫مهينة أخرى في أفغانستان‬ ‫استخدموا االستياء المتنامي‬ ‫من عدمه‪ ،‬إال أن المهم هو‬ ‫ف��ل��و ان���ت���ص���رت ال���والي���ات‬
‫العسكرية‪ ،‬إلى طرد الواليات‬ ‫وب��اك��س��ت��ان ت��س��اه��م أكثر‬ ‫من القاعدة في تجييش قوى‬ ‫أن ج��زء م��ن المقاومة كان‬ ‫المتحدة ألصبح العالم كله‬
‫المتحدة وم��واج��ه��ة نفوذها‬ ‫وأك��ث��ر ف��ي مواصلة إضعاف‬ ‫مقاومة سنية ع��دي��دة وراء‬ ‫مكونا من ق��وى أغلبها غير‬ ‫معرضا لخطر انفالت العربدة‬
‫وقواعدها‪ ،‬لكن كذلك التي‬ ‫اإلمبريالية األكبر في العالم‪.‬‬ ‫تحالف جزئي مع االحتالل‬ ‫عراقي ينتسب إلى حركات‬ ‫األمريكية م��ن عقالها‪ .‬ولو‬
‫تعبئ الشعب ضد سياسة‬ ‫أما العراق‪ ،‬فإن قصته لم‬ ‫هدفه تطهير المناطق السنية‬ ‫إسالمية غير عراقية المنشأ‪.‬‬ ‫ان��ت��ص��رت ال��م��ق��اوم��ة ألصبح‬
‫ت��وزي��ع الحصص الطائفية‬ ‫تنته ب��ع��د‪ ،‬ليس فقط ألن‬ ‫من حركة القاعدة‪ .‬وذلك ما‬ ‫األهم من هذا أن أيديولوجية‬ ‫المثل العراقي أساس تصاعد‬
‫بوصفها أس��اس كل إضعاف‬ ‫الواليات المتحدة لم تنسحب‬ ‫نفذته أشكال تنظيمية تمت‬ ‫تلك القوى‪ ،‬وأسلوبها‪ ،‬كان‬ ‫ح��رك��ات المقاومة والتحرر‬
‫للفقراء ونهب لهم‪.‬‬ ‫منه حتى اآلن‪ ،‬ولكن كذلك‬ ‫تسميتها بالصحوات‪.‬‬ ‫ع��ص��ب��وي��ا وط��ائ��ف��ي��ا بشكل‬ ‫على اتساع العالم كله‪.‬‬
‫ألنها لو انسحبت عسكريا‬ ‫على كل األحوال‪ ،‬فقد كان‬ ‫مقيت‪ .‬وبالقطع فإن أي حركة‬ ‫لكن ما حدث في العامين‬

‫‪¯¯11‬‬ ‫االشتراكي اغسطس ‪2009‬‬


‫عربي ودولى‬

‫مقتل مروة الشربيني في عيون اليسار األلماني‬


‫*‬
‫ناظلي سعدون و ديفيد بانسون‬
‫حمله أسلحة‪.‬‬
‫ال���ح���زب ال��دي��م��وق��راط��ي‬
‫القومي جيد جداً في الهجوم‪،‬‬ ‫قصة مقتل مروة على يد هذا القاتل‬
‫حيث أن واح���دة م��ن أكثر‬ ‫األلماني‪ ،‬ذو األصول الروسية‪ ،‬بدأت‬
‫خططه شراً كانت عقد صلوات‬ ‫في أغسطس ‪ ،2008‬عندما رفض هذا‬
‫خارج المساجد‪ ،‬هذا الحزب ال‬ ‫الشخص العنصري سيئ السمعة‬
‫يهاجم المسلمين وال االقليات‬ ‫إن يفسح المكان ألطفال مروة للعب‬
‫األخرى فحسب‪ ،‬لكنه يهاجم‬ ‫على ارج��وح��ات‪ ،‬وف��ي نفس الوقت‬
‫النقابيين‪ ،‬ويهاجم الشباب‬ ‫أخ��ذ ينادي على م��روة باإلسالمية‪،‬‬
‫الذين يلبسون أل��وان زاهية‪،‬‬ ‫واإلرهابية‪ ،‬والعاهرة‪ ،‬ألنها ترتدي غطاء‬
‫لهم قصات شعر مميزة‪ ،‬وأي‬ ‫للرأس‪ ،‬هذا الشخص أحد مؤيدي‬
‫شخص له توجهات يسارية‬ ‫الحزب األلماني ال��ن��ازي‪ ،‬المسمى‬
‫أو مناهض ل��رؤى العنصرية‪،‬‬ ‫الحزب الديموقراطي القومي ‪.NPD‬‬
‫لقد ه��دد ه��ؤالء العنصريون‬ ‫لكن م��روة‪ ،‬بخالف أغلب النساء‬
‫مؤخراً واحدة من قيادات حزب‬ ‫المسلمات في مثل ه��ذه المواقف‪،‬‬
‫اليسار الجديد في ألمانيا‬ ‫رفضت أن يتملكها الخوف‪ ،‬سجلت‬
‫باغتصاب بنتها الطفلة ذات‬ ‫الواقعة لدى الشرطة األلمانية‪ .‬في‬
‫الثالث سنوات لو ترشحت‬ ‫حالة المحاكمة العادلة يدان مثل هذا‬
‫في االنتخابات‪.‬‬ ‫العنصري بغرامة ‪ 780‬يورو ‪ ،‬لكن هذا‬
‫ما يجعل ه��ذه االنتهاكات‬ ‫الشخص النازي طالب في المحكمة‬
‫أس��وء هي ك��ون ه��ذا الحزب‬ ‫بعدم توقيع الغرامة‪ ،‬لكن النائب العام‬
‫ال��ف��اش��ي غير المحظور له‬ ‫ف��رض عليه ال��غ��رام��ة‪ ،‬ألن العقوبة‪،‬‬
‫الحوار والجدل على نطاق واسع حول‬‫اشتراكية‪ ،‬برنامج لحماية العمال‬ ‫كامل الحماية القانونية‪ ،‬لهذا وقتما‬ ‫من وجهة نظر النائب‪ ،‬خفيفة للغاية‬
‫هذا الموضوع‪ ،‬وذلك مع بداية الفصل‬
‫وعائالتهم من أثار األزمة االقتصادية‪،‬‬ ‫يرغبون في عقد اجتماعات أو تنظيم‬ ‫بالمقارنة بالدوافع العنصرية الواضحة‬
‫الدراسي القادم‪.‬‬
‫التي بدأت تضربنا بعنف‪ ،‬وبالتالي‬ ‫مسيرات نجد مئات بل آالف من رجال‬ ‫في اإلهانات التي وجهها لمروة‪.‬‬
‫لقد قبلنا ال��ت��ح��دي‪ ،‬وق��د علمتنا‬
‫ي��ل��ق��ى ه��ذا ال��وض��ع ال��م�لاي��ي��ن من‬ ‫الشرطة تتولى حماية هؤالء النازيون‬ ‫عقدت الجلسة الثانية للمحاكمة‬
‫التجارب أنه وقتما قرر المناهضون‬‫الشعب ف��ي أح��ض��ان ال��ي��أس‪ .‬مما‬ ‫من غضب المناهضين للفاشية‪.‬‬ ‫في األول من يوليو ‪ ،2009‬قبل مقتل‬
‫للعنصرية الهجوم‪ ،‬دائماً نجد األكثرية‬
‫يحول قطاع من الناس إلى العنصرية‬ ‫أنه من المعتاد أن تحشد القوى‬ ‫مروة بثمان عشر طعنة خالل نصف‬
‫إلى جانبنا ‪ ،‬لذا ليس هناك سبب‬ ‫كبديل خاطئ‪.‬‬ ‫المناهضة للفاشية مظاهرات أكبر‬ ‫دق��ي��ق��ة‪ ،‬خ�لال الجلسة‪ ،‬أل��ق��ى هذا‬
‫للتشاؤم‪.‬‬
‫ف��ي ج��ام��ع��ت��ن��ا‪ ،‬ف��ي فرانكفورت‪،‬‬ ‫عشرات ال��م��رات في مواجهة تلك‬ ‫الشخص بكالمه النازي‪ ،‬مرة أخرى‪،‬‬
‫أسسنا مجوعة نشطة تحت أسم‬ ‫التي ينظمها الفاشيون ‪ ،‬وفي الغالب‬ ‫على مسامع م���روة‪ ،‬مدعياً أن��ه��ا ال‬
‫«أص��دق��اء فلسطين»‪ ،‬وعقدنا عدد‬ ‫نخطط لمنع مسيرات النازيين من‬ ‫تستحق االعتذار ألن المسلمين في‬
‫من اللقاءات‪ ،‬نخطط نحن وعدد من‬ ‫المرور في الطرق‪ ،‬لكن حماية الشرطة‬ ‫أي مكان ال مشاعر لهم‪ ،‬وال حق لهم‬
‫الكاتبان‪ :‬هما طالبة ف��ي جامعة‬ ‫أساتذة الجامعة الذي يروعهم بشكل‬ ‫تعطي لهم وسائل تجعل هذا المنع‬ ‫في العيش في ألمانيا‪ .‬الغريب أن هذا‬
‫جدي تزايد مظاهر «اإلسالم فوبيا»‪ ،‬فرانكفوت‪ ،‬و موظف بنفس الجامعة‪،‬‬ ‫أمر نادراً ما تحقق بشكل كامل‪.‬‬ ‫الكالم لم يعد أنه إشارة خطر توجب‬
‫(ال��خ��وف من اإلس�ل�ام)‪ ،‬حتى داخل وعضو حزب اليسار‬ ‫ليس لألحزاب ‪ ،‬بما فيها األحزاب‬ ‫اعتقاله في الحال‪ ،‬والغريب أيضاً أنه‬
‫كلية الدراسات االجتماعية‪ ،‬لفتح باب‬ ‫ال��ت��ي تسمى نفسها ديمقراطية‬ ‫ل��م يتم تفتيشه مسبقاً الحتمال‬

‫هندوراس‪ :‬انقالب على الطريقة الالتينية‬


‫مصطفى محي‬
‫المخلوع‪ ،‬وقد حاولوا الوصول للمطار‪ ،‬في اليوم‬ ‫لمنصبه دون أي ش��روط‪ ،‬وكذلك اتخذ االتحاد‬
‫الذي حاول فيه زياليا الهبوط بطائرته في المطار‬ ‫ال عن موقف دول أمريكا‬‫األوروبي موقفاً مماثالً‪ ،‬فض ً‬
‫عائداً للبالد‪ ،‬ولكنه منع من قبل الحكومة الجديدة‪،‬‬ ‫الجنوبية الرافضة أيضاً لالنقالب والداعمة لزياليا‪،‬‬
‫وأدت المصادمات بين الشرطة والمتظاهرين في‬ ‫باإلضافة إلي تعليق منظمة الدول األمريكية عضوية‬ ‫في أواخر يونيو‪ ،‬وقبل أيام من االستفتاء‪ ،‬الذي‬
‫ذلك اليوم إلي مقتل متظاهر وجرح العديد من‬ ‫ه��ن��دوراس في المنظمة بسبب ع��دم استجابة‬ ‫كان مزمع إج��راءه في هندوراس إلتاحة الفرصة‬
‫المتظاهرين‪.‬‬ ‫حكومة االنقالب لمطالباتها بالسماح بعودة زياليا‬ ‫للرئيس هناك بأن يترشح ألكثر من فترة رئاسية‪،‬‬
‫الموقف في هندوراس لم يحسم بعد‪ ،‬فاألمور‬ ‫للسلطة‪.‬‬ ‫قام الجيش بمداهمة القصر الرئاسي واعتقال‬
‫تعتمد على عوامل شتي‪ ،‬أهمها قدرة الرافضون‬ ‫كل منهما للحزب‬ ‫ميشيلتي و زياليا ينتمي ٌ‬ ‫مانويل زياليا رئيس البالد‪ ،‬واصطحابه إلي قاعدة‬
‫لالنقالب على االستمرار في التظاهر‪ ،‬و قض‬ ‫الليبرالي الحاكم نفسه‪ ،‬إال أن العالقة بين زياليا‬ ‫جوية عسكرية بالقرب من العاصمة وإجباره على‬
‫مضاجع السلطة االنقالبية هناك وإحراجها دولياً‪،‬‬ ‫واألنظمة اليسارية في أمريكا الالتينية قد شهدت‬ ‫مغادرة البالد‪ ،‬وقد بدا واضحاً من اللحظة األولي‬
‫ومن ناحية أخري قدرة هذه السلطة اليمينية على‬ ‫تقارباً ملحوظاً في الفترة األخيرة‪ ،‬وقد بدأ زياليا‬ ‫أن االنقالب مدعوم من قِبل المحكمة العليا في‬
‫إقناع الواليات المتحدة والدول الغربية بالتوقف عن‬ ‫في العمل بشكل مشترك مع تشافيز في فنزويال‬ ‫البالد ومن الكونجرس (البرلمان المحلي في‬
‫دعم زياليا‪ ،‬فمهما حاولت هذه الدول واألنظمة رفع‬ ‫وموراليس في بوليفيا لتشكيل تحالف اقتصادي‬ ‫هندوراس)‪ ،‬ففور وقوع االنقالب أعلنت المحكمة‬
‫تهمة التضامن مع انقالب عسكري في قارة يعج‬ ‫وسياسي معادي للنفوذ األمريكي في القارة‪ ،‬وكان‬ ‫أن ما قام به الجيش هو تحرك قانوني تماماً‪ ،‬وأنه‬
‫تاريخها باالنقالبات الدموية المدعومة أمريكياً‪ ،‬إال‬ ‫زياليا قد قام برفع الحد األدنى لألجور في اآلونة‬ ‫أتي لمنع زياليا من إج��راء استفتاء غير قانوني‬
‫أنه في نهاية المطاف‪ ،‬وإذا ما بدا أن األمور تستقر‬ ‫األخيرة‪ ،‬كل هذا استدعي أن يتحرك جزء من‬ ‫يسمح له بالترشح للرئاسة أكثر من مرة‪ ،‬كما قام‬
‫داخلياً في هندوراس لصالح الحكومة الجديدة‪،‬‬ ‫الطبقة الحاكمة في هندوراس لإلطاحة بزياليا‪،‬‬ ‫البرلمان باختيار روبرتو ميشيلتي رئيساً مؤقتا‬
‫فأن هذه الدول سرعان ما ستبدأ في نسج عالقات‬ ‫وإلجهاض الميل اليساري الذي كان قد بدأ يعبر‬ ‫للبالد‪.‬‬
‫جديدة مع سلطة االنقالب لتدعيم أقدامها في‬ ‫عنه مؤخراً‪.‬‬ ‫وق��د نجح زياليا وه��و خ��ارج البالد في حشد‬
‫القارة الالتينية‪ ،‬كما جرت العادة في تلك البقعة‬ ‫االنقالب لم يمر في هندوراس مرور الكرام‪ ،‬فقد‬ ‫التأييد الدولي له‪ ،‬فقد طالبت الجمعية العامة‬
‫من العالم‪.‬‬ ‫خرج اآلالف من مؤيدي الرئيس زياليا إلي الشوارع‬ ‫لألمم المتحدة‪ ،‬عقب اجتماعها الطارئ لمناقشة‬
‫لإلعالن رفضهم لالنقالب‪ ،‬ودعمهم للرئيس‬ ‫الوضع في هندوراس‪ ،‬بأن يعود الرئيس زياليا‬

‫االشتراكي أغسطس ‪2009‬‬ ‫¯¯‪12‬‬


‫عربى ودولي‬

‫انتفاضة اإليجور ‪ ..‬صراع عرقي أم طبقي؟‬


‫هيثم جبر‬

‫حوادث القتل تحدث يوميا باآلالف‪،‬‬


‫في أنحاء متفرقة من العالم‪ ،‬وربما‬
‫أصبحت شيئا عاديا ومألوفا‪ ،‬لكن‬
‫تحول واحدة منها إلى معارك واسعة‬
‫بين مجموعات م��ن البشر على‬
‫أس��اس االنتماء الديني أو العرقي‪،‬‬
‫ومساندة الدولة ألحد األطراف على‬
‫حساب اآلخر‪ ،‬هو ما ال يمكن فهمه‬
‫أو استيعابه باالقتصار على رصد‬
‫مالبسات الحادثة نفسها‪ ،‬لكن األمر‬
‫هنا بالضرورة يشير إلى أبعاد أخرى‬
‫أعمق للصراع بين هذه المجموعات‪،‬‬
‫وع�لاق��ة ال��دول��ة ب��ه��ذا ال��ص��راع من‬
‫حيث مصالحها‪ ،‬هكذا يمكن فهم‬
‫المذبحة التي شهدتها الصين ضد‬
‫أقلية اإليجور المسلمة في إقليم‬
‫شينجيانج خالل األسابيع الماضية‪.‬‬
‫بداية األحداث‬
‫كانت البداية شجار عادي وقع في‬
‫أحد المصانع بين عاملين أحدهما‬
‫من ع��رق «ال��ه��ان» واآلخ��ر من عرق‬
‫إل��ى األقاليم الغربية‪ ،‬وب��دأ ماليين‬ ‫ال��ي��وم م��درس��ة وطنية واح���دة فقط‬ ‫عشر‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك كان لهم‬ ‫«اإلي��ج��ور» المسلمين‪ ،‬وك��ان مقتل‬
‫ال��ه��ان بالتدفق على شينجيانج‪،‬‬ ‫لخدمة الثمانية ماليين مسلم في‬ ‫حكامهم المحليون ويتمتعون بمقدار‬ ‫«اإلي��ج��وري» ال��ش��رارة‪ ،‬التي أطلقت‬
‫واالستيالء على األراض��ي الزراعية‪،‬‬ ‫اإلقليم‪ ،‬وتسيطر الحكومة بقوة على‬ ‫كبير م��ن الحكم ال��ذات��ي ماداموا‬ ‫أعمال العنف بين الجانبين‪ ،‬تدخلت‬
‫وأن��ش��أوا المصانع والمدن الجديدة‬ ‫تعيين جميع أئمة المساجد الذين‬ ‫يدفعون ضرائبهم ويقرون بالبيعة‬ ‫على أثره الشرطة الصينية ليسقط‬
‫التي تسكنها غالبية من الهان‪ ،‬خاصة‬ ‫تملي عليهم م��ا يقولونه‪ ،‬وهناك‬ ‫لإلمبراطور‪.‬‬ ‫مئات القتلى وآالف الجرحى من‬
‫بعد اكتشاف الثروات البترولية في‬ ‫الف��ت��ات منصوبة خ��ارج ك��ل مسجد‬ ‫أما عرق «الهان» فهم ال يتكلمون‬ ‫اإليجوريين في أيام قليلة‪.‬‬
‫اإلقليم‪ ،‬ومن الواضح أن الغرض غير‬ ‫تحذر من دخول أي شخص للمسجد‬ ‫سوى اللغة الصينية على الرغم من‬ ‫منذ اندالع األحداث تعالت األصوات‬
‫المعلن من هذه السياسة هو «إغراق»‬ ‫يقل عمره عن ‪ 18‬عاما‪ ،‬كما أنه من‬ ‫أنهم يعتبرون أنفسهم مجموعة‬ ‫لتصور المشهد باعتباره اضطهاد‬
‫اإليجور في بحر من الصينيين الهان‪،‬‬ ‫المحظور تعليم اإلسالم لألطفال في‬ ‫ع��رق��ي��ة منفصلة بسبب هويتهم‬ ‫لألقلية المسلمة م��ن قبلة دولة‬
‫وه��ي ال��ط��ري��ق��ة األك��ث��ر فعالية في‬ ‫البيوت ويواجه اإليجوريين متاعب‬ ‫الثقافية والدينية المستقلة منذ‬ ‫شيوعية ملحدة‪ ،‬في ترديد لنغمة‬
‫التعامل مع أقلية تطالب باالستقالل‪،‬‬ ‫عديدة في الحصول على وظائف في‬ ‫عصور طويلة‪ ،‬وهم موزعون في كل‬ ‫أن اإلس�ل�ام ك��دي��ن مستهدف في‬
‫ك��ان��ت نتيجة ه��ذه السياسية أن‬ ‫المؤسسات الصينية بدعوى أنهم‬ ‫أنحاء الصين لكنهم يتركزون بشكل‬ ‫كل مكان‪ ،‬لكن المفارقة الغريبة هنا‬
‫أصبح اإليجور اليوم أقل من ‪ %50‬من‬ ‫ال يتحدثون اللغة الصينية بشكل‬ ‫خ��اص ف��ي ال��ش��م��ال ال��غ��رب��ي قرب‬ ‫أن عرق «الهان» الطرف الذي وقفت‬
‫سكان شينجيانج كما أن أعدادهم‬ ‫صحيح‪ .‬وهم في الغالب ممنوعون‬ ‫منغوليا‪ ،‬وكذلك في الجنوب الشرقي‬ ‫الدولة الصينية إلى جانبه هم أيضا‬
‫في تراجع نسبي مستمر‪ ،‬ويسيطر‬ ‫م��ن تعلم ال��ل��غ��ة اإلن��ج��ل��ي��زي��ة ألن‬‫للبالد‪ .‬ويعود اعتناقهم لإلسالم إلى‬ ‫مسلمون‪ ،‬وه��و ما يعني أن جوهر‬
‫الهان على اإلدارة واالقتصاد واألمن‬ ‫«لغتهم الصينية ليست جيدة بما فيه‬ ‫حوالي ألف عام على الرغم من أن‬ ‫قضية االضطهاد ال يكمن ف��ي من‬
‫في اإلقليم وال يعطون اإليجور سوى‬ ‫الكفاية»‪ .‬لقد أصبحوا مواطنين من‬ ‫معظمهم اعتنقه بعد ذلك‪ .‬وتعتبرهم‬ ‫يعتقد بأي دين‪ ،‬ولكن فيما يريد هؤالء‬
‫هامش بسيط جدا من تلك األعمال‬ ‫الدرجة الثانية في بلدهم‪ ،‬ويشعرون‬ ‫بكين أقلية‪ ،‬وكثيرا ما ق��ام مسلمو‬ ‫المضطهدون‪ ،‬بمعنى آخر هل يقاوم‬
‫باستثناء فئة صغيرة جدا من اإليجور‬ ‫بالغضب وال��خ��وف م��ن محاوالت‬ ‫ال��ه��ان ب��ح��رك��ات ت��م��رد ض��د سلطة‬ ‫ه��ؤالء المسلمون سياسات القمع‬
‫الموالين‪ .‬‬ ‫الصين القضاء عليهم ‪-‬ب��دون إراقة‬ ‫بكين خالل القرون الماضية‪ ،‬لكنهم‬ ‫واالستبداد للنظام الصيني أم ال؟‬
‫هكذا زرع النظام الصيني بذور‬ ‫دماء‪ -‬كشعب وحضارة‪.‬‬ ‫لم يطالبوا باالستقالل وذلك لسبب‬ ‫يعيش اإليجور في إقليم شينجيانج‬
‫الفتنة الطائفية بين العرقين‪ ،‬في ظل‬ ‫واضح وهو أنهم مبعثرون في أنحاء‬ ‫غ��رب��ي الصين‪ ،‬أو م��ا اصطلح على‬
‫السياسة التي دأب على الترويج لها‬ ‫الصين‪ .‬وهناك إقليم صغير تسكنه سياسة زرع الفتن‬ ‫تسميته بتركمستان الشرقية‪،‬‬
‫منذ نشأته ح��ول القومية الصينية‬ ‫قام اإليجوريون بعدة ث��ورات ضد‬ ‫غالبية من الهان‪ ،‬ولذلك فإن غاية ما‬ ‫ويبلغ عددهم ثمانية ماليين‪ ،‬إلى‬
‫وتفوقها‪ ،‬حتى يمكن له السيطرة على‬ ‫يسعى إليه هؤالء هو الحصول على سلطة بكين‪ ،‬وك��ان لهم في القرن‬ ‫جانب حوالي المليون من األقليات‬
‫القوميات‪ ،‬التي قام باحتالل أراضيها‬ ‫العشرين دول��ت��ان مستقلتان لم‬ ‫حكم ثقافي ذاتي‪.‬‬ ‫المسلمة من آسيا الوسطى غالبيتهم‬
‫واالستيالء على ثرواتها‪ ،‬قسراً لصالح‬ ‫تستمرا س��وى فترة قصيرة‪ ،‬كانت‬ ‫م��ن ال��ط��اج��ي��ك وال���ك���زاخ والقرقيز‪،‬‬
‫البيروقراطية الحاكمة وحلفاءها من‬ ‫آخرهما في نهاية ع��ام ‪ ،1945‬وكان‬ ‫اضطهاد االقليات‬ ‫وك��ان اإلي��ج��ور خ��ارج نطاق سيطرة‬
‫الطبقة الجديدة من رجال األعمال‪ .‬هذا‬ ‫م��ث��ل ج��م��ي��ع ال��ص��ي��ن��ي��ي��ن عانى اإليجوريون يفكرون في االستقالل‬ ‫اإلمبراطورية الصينية معظم فترات‬
‫الفهم لطبيعة األزمة يضع أيدينا على‬ ‫اإليجور كثيرا خالل «الثورة الثقافية» ألنهم يشكلون غالبية سكان اإلقليم‪،‬‬ ‫التاريخ‪ ،‬ويتحدثون التركية‪ ،‬حيث‬
‫المجرم الحقيقي في أحداث األيجور‪،‬‬ ‫االستبدادية في الستينيات عندما ب��اإلض��اف��ة إل���ى ه��وي��ت��ه��م الثقافية‬ ‫كانوا أول أتراك تكونت لهم حروفهم‬
‫انه نظام االستبداد واالستغالل‪ ،‬الذي‬ ‫دم��ر ال��رئ��ي��س م��او سيتونج جميع المتميزة‪ ،‬ودعم رغبتهم في االستقالل‬ ‫الهجائية الخاصة ب��ه��م‪ ،‬وأول من‬
‫يضطهد المسلمين وغيرهم من‬ ‫المباني الدينية والمساجد والمعابد حصول أت��راك آسيا الوسطى على‬ ‫حصل على التعليم منهم‪ .‬وكانوا دوما‬
‫العرقيات‪ ،‬وربما أحداث التبت التي‬ ‫والمباني الثقافية والنصب التذكارية استقاللهم عن موسكو بعد انهيار‬ ‫شعبا مستقرا مستوطنا وليسوا بدوا‪،‬‬
‫راح ضحيتها المئات من أبناء اإلقليم‬ ‫الفنية الخاصة بالديانات البوذية االتحاد السوفيتي عام ‪.1991‬‬ ‫يعيشون بشكل رئيسي على الزراعة‬
‫البوذيون العام الماضي مازالت قريبة‬ ‫كان النظام الصيني يعرف ذلك جيدا‪،‬‬ ‫والكونفوشيوسية والداوية واإلسالم‬ ‫والتجارة‪ ،‬وظلت ارتباطاتهم الثقافية‬
‫من األذهان‪.‬‬ ‫والمسيحية في جميع أنحاء الصين‪ ،‬فعمد منذ ما يقرب من عشر سنوات‬ ‫بالكامل مع آسيا الوسطى المسلمة‬
‫واستمرت سياسة التمييز هذه ضد إلى تنفيذ سياسة جديدة بفتح الباب‬ ‫وليس مع الصين‪ ،‬ولم يتعرضوا للغزو‬
‫اإليجوريين إل��ى يومنا ه��ذا‪ ،‬فهناك أم��ام الصينيين م��ن ال��ه��ان للهجرة‬ ‫الصيني إال بعد منتصف القرن الثامن‬

‫‪¯¯13‬‬ ‫االشتراكي اغسطس ‪2009‬‬


‫فنون‬

‫مايكل جاكسون الذي هزم نفسه‬


‫تكن مشكلته مع‬ ‫نرمين نزار‬

‫مات مايكل جاكسون‪ .‬االستهالك هي‬

‫رغبة المنتجين‬ ‫انتشر الخبر‪ ،‬بسرعة الزمن الحديث‪،‬‬

‫والمتحكمين‬ ‫وآالت��ه‪ ،‬واتصاالته‪ ،‬ومعه انتشرت صور‬

‫ف�����ي ال���س���وق‬ ‫ت��ك��اد ال ت��ك��ون لنفس الشخص‪ .‬من‬

‫األخ األصغر ذو الوجه األسمر المستدير‪ ،‬بتحويله‬

‫واألن��ف األفطس في فرقة من خمسة ال�������ى س��ل��ع��ة‬

‫اخ����وة‪ ،‬ث��م ش���اب ي��رق��ص ب��م��ه��ارة‪ ،‬لم استهالكية‬

‫م��رب��ح��ة‪ ،‬ولكن‬ ‫يشهدها عالم الترفية‪ ،‬من قبل إلى كائن‬


‫إليها المسكنات‪ ،‬التي استطاع الحصول‬ ‫على أهم محطات الراديو والتلفزيون‪ .‬بل‬
‫يشبه المخلوقات الفضائية نائما في ك��ان��ت ال��م��أس��اة ه��ي ان���ه ق��ت��ل نفسه‬
‫عليها‪ ،‬بفضل أطباء وممرضات يعملون‬ ‫انه المغني األسود األول الذي تمكن من‬
‫كبسولة زجاجية‪ ،‬إلى رجل ابيض بأنف باستهالكه الشخصي‪ .‬عندما أنجز‬
‫اقتحام قناة أم تي في‪ ،‬التي لم تكن تفرد لديه سببت وفاته المفاجئة‪.‬‬
‫مايكل جاكسون اسطوانة ثريلر عام‬ ‫يكاد ال يوجد‪ ،‬معه ثالثة أطفال يلبسون‬
‫كل ه��ذا األل��م الجسماني ألن��ه أراد‬ ‫مساحات من قبله ألي مغني ملون‪ .‬إذا فأن‬
‫أقنعة‪ .‬ما ال��ذي ح��دث؟ هل هي صناعة ‪ ،1982‬بشروطه هو‪ ،‬و بفديو كليب يكاد‬
‫تخليد نفسه في صورته الشابة‪ ،‬ثم‬ ‫مايكل جاكسون كمغني لم يكن ضحية‬
‫يكون فيلم قصير‪ ،‬كان في وقتها اكبر‬ ‫النجوم أو الهوس الشخصي بكل ما هو‬
‫في صورة اختلقها في خياله‪ ،‬وكان لديه‬ ‫آلة االستهالك الفنية‪ .‬لقد هزمها بسهولة‬
‫األسطوانات مبيعاً في التاريخ‪ .‬عندما‬ ‫غريب وغير مالوف‪ ،‬الذي يسيطر على‬
‫شديدة جداً بكونه ظاهرة تحتاجها تلك األموال ليفعل ذلك‪ .‬فور وفاته كثر ملئ‬
‫كتب نحن العالم ‪) )we are the world‬‬ ‫هوليوود‪ ،‬ويمتد منها بسرعة وأخطبوطية‬
‫الحديث عنه‪ ،‬كل وسائل األع�لام‪ ،‬عن‬ ‫اآللة وتدر عليها أموا ًال ضخمة‪.‬‬
‫‪ ،‬عام ‪ 1985‬وجمع مع الينول ريتشي اكبر‬ ‫إلى باقي العالم‪.‬‬
‫لقد استهلك مايكل جاكسون نفسه‪ .‬رقصاته‪ ،‬و أغانيه و فنه‪ ،‬الذي كان ضمن‬
‫في رثائها لمايكل جاكسون قالت بروك عدد من فنانين الصف األول ليسجلوا‬
‫سيطرت عليه في البداية فكرة انه عابر ال��ت��ي��ارات الرئيسية ف��ي عالم الترفيه‬
‫تلك األغنية لصالح ضحايا المجاعات في‬ ‫شيلدز انها كانت تمزحه كثيرا بأنه دخل‬
‫لألعراق‪ .‬هي فكرة تستحق التأييد إن األمريكي‪ ،‬الذي لم يكن مضطراً إلخضاعه‬
‫عالم الفن متأخراً في الخامسة من عمره‪ ،‬أفريقيا‪ ،‬أو عندما أصبحت أغنيته انهم ال‬
‫كانت تعني أن عرقك ال يجب أن يكون إال لتفضيله هو الشخصي‪.‬‬
‫بينما كانت هي ممثلة إعالنات في عمر يكترثون ألمرنا (‪They don’t really‬‬
‫بلغت ديون جاكسون حوالي النصف‬ ‫له دوراً في نجاحك‪ ،‬ولكنه تجاوز تلك‬
‫‪ 11‬شهر فقط‪ .‬لقد كان اكثر الفنانين تأثراً ‪ ، )care about us‬التي تبدو خارج‬
‫الفكرة (أنكرها فيما بعد)‪ ،‬حيث رأى أنه مليار دوالراً‪ ،‬كان متوقع أن تسدد بسهولة‬
‫سياق المؤسسة الترفيهية األمريكية‪،‬‬ ‫في تأبين مايكل جاكسون الممثلة بروك‬
‫من ريع الحفالت‪ ،‬والتي حققت تذاكرها‬ ‫من الممكن أن يمحي لون بشرته‪ ،‬وال‬
‫شيلدز‪ ،‬ودون��ي ازم��ون الذي كان مغني حيث يقول فيها ‪:‬‬
‫فعال مبيعات غير مسبوقة‪ ،‬ومن ريع بيع‬ ‫يستطيع بالتالي أي شخص أن يحدد‬
‫قل لي ماذا حل بحياتي‪.‬‬ ‫شهير في طفولته أيضاً‪ .‬تلك الطفولة‬
‫عرقه‪ ،‬وهو تفكير أحمق‪ ،‬وكلفه كثيراً‪ ،‬على شيء يسير من ممتلكاته التي تضمنت‬
‫لدي زوجة وطفالن يحباني‪.‬‬ ‫التي رأى أنه بإمكانه استعادتها‪ ،‬إذا سكن‬
‫حقوق جميع اغنيات البيتلز‪.‬‬ ‫المستوى المادي والصحي‪ .‬فعرقه مخلد‬
‫أنا ضحية عنف الشرطة‬ ‫في ضيعة سماها نيفير الند‪ ،‬على اسم‬
‫مأساة مايكل جاكسون كانت ساخرة‬ ‫في الصور‪ ،‬كما انه ليس مجرد لون‪ .‬لقد‬
‫واآلن لقد سأمت‬ ‫عالم بيتر بان القصصي‪ ،‬وبطله الطفل‬
‫ج��دا في الحقيقة‪ ،‬فهو قد قتل نفسه‬ ‫أثبتت التقارير الطبية التي صدرت عقب‬
‫من كوني ضحية الكراهية‪.‬‬ ‫الذي ال يكبر أبدا‪ .‬لقد اعطنا بروك شيلدز‬
‫ليحافظ على صورة خارجية‪ ،‬استسلم‬ ‫وفاته أن المغني األس��ط��وري ك��ان اقل‬
‫ومع أن كلمات مثل تلك تتردد كثيراً‬ ‫المفتاح المثالي في كلمتها المؤثرة التي‬
‫فيها لما تصور انه شروط خلوده الفني‪،‬‬ ‫بكثير من الوزن الطبيعي‪ ،‬لدرجة تثير‬
‫على لسان مغنيين في أمريكا‪ ،‬وخارجها‪،‬‬ ‫تتحدث فيها عن صديق طفولتها وليس‬
‫الشك في انه لم يكن يأكل أب��داً‪ ،‬كما وهي لن تعلق كثيراً في الذاكرة بالمقارنة‬
‫إال أن���ه م��اي��ك��ل ج��اك��س��ون وح���ده كان‬ ‫عن نجم أسطوري‪.‬‬
‫بأعماله وموسيقاه‪ ،‬التي كان له مجمل‬ ‫أن عمليات التجميل التي خضع لها في‬
‫يملك القدرة‪ ،‬على أن يضمن مثل تلك‬ ‫مشكلة مايكل جاكسون كانت مع‬
‫انفه تحديداً‪ ،‬قد أفسدت انفه تماماً‪ ،‬كأداة الحرية في تشكيلها وفرضها على السوق‬
‫الكلمات في ألبوم تجاري‪ ،‬يصدر عن اكبر‬ ‫االس��ت��ه�لاك‪ ،‬ولكن على عكس رموز‬
‫مساعدة على التنفس‪ .‬تلك األمور مضافا بشروط تخصه وحده‪.‬‬
‫هوليوودية أخرى‪ ،‬مثل مارلين مونرو لم الشركات‪ ،‬ويوزع على اكبر نطاق ويذاع‬

‫االشتراكي أغسطس ‪2009‬‬ ‫¯¯‪14‬‬


‫عروض كتب‬

‫اعترافات قرصان اقتصادي‬


‫أشرف عمر‬
‫المدارس واإلعالم والنقابات أو‬ ‫ووك��االت المنح المتحالفة معها‬
‫األحزاب الصفراء‪.‬‬ ‫شروطها السياسية مثل‪ :‬كاتخاذ‬
‫وف��ي ه��ذا اإلط���ار يمكن ذكر‬ ‫مواقف محددة داخل مؤسسات‬ ‫«إن االعتراف بالمشكلة هو أول‬
‫العديد من األمثلة‪ :‬منها برنامج‬ ‫األمم المتحدة أو السيطرة على‬ ‫خطوة في طريق حلها‪ ,‬واالعتراف‬
‫«ال���غ���ذاء م��ن أج���ل ال��س�لام»‪،‬‬ ‫موارد معينة في البلد المعين أو‬ ‫بالخطيئة هو بداية الخالص»‪.‬‬
‫ه���ذا ال��ب��رن��ام��ج ال����ذي يدعم‬ ‫قبول التواجد العسكري بها‪.‬‬ ‫بهذه الجملة التي ذكرها الخبير‪-‬‬
‫الشركات الزراعية األمريكية‪،‬‬ ‫تعد اإلك��وادور نموذجاً للبالد‬ ‫القرصان‪ -‬االقتصادي جون بركنز‬
‫و يرسخ اعتماد اآلخرين على‬ ‫التي ورطها «بركنز» وزمالؤه‬ ‫ف��ي مقدمة كتابه «االغتيال‬
‫الغذاء األمريكي‪ ,‬وهناك خطط‬ ‫م��ن ق��راص��ن��ة االق��ت��ص��اد‪ ,‬في‬ ‫االق��ت��ص��ادي ل�ل�أم���م»‪ ،‬لخص‬
‫ريجان إلنقاذ شركة «كريسلر‬ ‫قروض ضخمة ومن ثم دفعوها‬ ‫مضمون الكتاب‪ .‬الذي يعرض‬
‫للسيارات» و»بنك كونتيننتال‬ ‫لإلفالس‪ ,‬فخالل ثالث عقود‬ ‫خالله اعترافاته بمشاركته في‬
‫ال��ي��ن��وي»‪ ,‬وت��روي��ج ب��وش األب‬ ‫ارتفع حد الفقر من ‪ 50‬إلى ‪%70‬‬ ‫وضع خطط اقتصادية ‪-‬باالتفاق‬
‫بيع السالح عند نهاية الحرب‬ ‫من السكان‪ ،‬وزادت البطالة من‬ ‫مع منظمات مالية دولية‪ -‬غرضها‬
‫الباردة‪.‬‬ ‫‪ 15‬إلي ‪ ،%70‬وأصبحت اإلكوادور‬ ‫إخ��ض��اع ب��ل��دان أض��ع��ف لصالح‬
‫يعرض جون بركنز أن الهدف‬ ‫تخصص قرابة ‪ %50‬من ميزانيتها‬ ‫السيطرة األم��ري��ك��ي��ة‪ ،‬الكتاب‬
‫من السيطرة األيدلوجية توجيه‬ ‫ل��س��داد ال��دي��ون‪ .‬حتى أصبح‬ ‫ال���ذي ن��ع��رض ل��ه ال��ي��وم يلقي‬
‫وضبط األفكار والمشاعر بحيث‬ ‫الحل الوحيد أمامها‪ ,‬للتخلص‬ ‫الضوء على ممارسة نخبة رجال‬
‫يقتصر دور رج��ل الشارع على‬ ‫من ديونها‪ ,‬هو بيع غاباتها إلي‬ ‫األعمال والسياسة في الواليات‬
‫كونه مستهلكاً أو متفرجاً وال‬ ‫شركات البترول األمريكية‪ .‬وهذا‬ ‫ال��م��ت��ح��دة ل��ب��ن��اء إمبراطورية‬
‫ك��ون��ه م��ش��ارك �اً ‪ .‬وق���د تمكن‬ ‫ما حدث بالفعل‪ .‬فأصبح من بين‬ ‫عالمية‪ ،‬تسيطر عليها ما يسميه‬
‫أص��ح��اب المصالح األمريكية‬ ‫كل ‪ 100‬دوالراً من عائدات النفط‬ ‫بركنز «الكوربورقراطية»؛ أي‬
‫م��ن السيطرة على المواطن‬ ‫الخام‪ ,‬تتحصل شركات البترول‬ ‫حكم منظومة الشركات الكبرى‬
‫العادي من خالل «غسيل مخه»‬ ‫األمريكية على ‪ 75‬دوالر‪ ,‬أما الـــ‬ ‫األمريكية‪.‬‬
‫باستخدام الميديا الموجهة‪ .‬كما‬ ‫‪ 25‬دوالر المتبقية فتذهب ثالثة‬ ‫ص���در ه���ذا ال��ك��ت��اب باللغة‬
‫أن استخدام اللغة أمر في غاية‬ ‫أرباعها لسداد ال��دي��ون لصالح‬ ‫اإلنجليزية عام ‪ ،2004‬أما ترجمة‬
‫األهمية لتطويع استراتيجية‬ ‫أمريكا‪ .‬وفي النهاية يتبقى ‪2,5‬‬ ‫الكتاب للعربية فجاءت أواخر‬
‫النهب وتغليفها ف��ي مفاهيم‬ ‫دوالر فقط للنفقات االجتماعية‬ ‫‪ ،2008‬للمؤلف كتاب آخر صدر‬
‫أزمة فساد أم أزمة نظام‪:‬‬ ‫«ال��ح��ك��م ال��رش��ي��د» و»تحرير المنتخب ديمــقــراطياً تطبيق‬ ‫كالصحة والتعليم ودعم الفقراء‪.‬‬ ‫ع���ام ‪ ,2007‬ب��ع��ن��وان «التاريخ‬
‫لعل اعترافات بركنز‪ ،‬وكذلك‬ ‫التجارة وحقوق المستهلك»‪ ,‬وأن برنامج لإلصالح الزراعي‪ ،‬يهدد‬ ‫يؤكد المؤلف أنه تمت مؤامرات‬ ‫السري لإلمبراطورية األمريكية»‬
‫ندمه الشديد‪ ،‬ال��ذي يخصص‬ ‫الحروب التي تخوضها الواليات مصالح شركة «يونايتد فروت»‬ ‫عديدة شبيه بنموذج اإلكوادور‬ ‫يتناول فيه أكثر تفصيال كيف‬
‫له الكثير من الصفحات‪ ،‬وأيضاً‬ ‫المتحدة تهدف ألغراض نبيلة‪ .‬األمريكية‪ ,‬قامت السي‪.‬آي‪.‬ايه‬ ‫باالتفاق مع المؤسسات المالية‬ ‫استطاعت الواليات المتحدة أن‬
‫ال���ص���راخ ع��ل��ى ح��ط��ام العالم‬ ‫وال غ��راب��ة ف��ي أن يستخدم بتدبير انقالب ضده واستبداله‬ ‫الدولية المانحة‪ ,‬إلخضاع الدول‬ ‫تحوّل العالم إلي إمبراطورية‬
‫ال��رأس��م��ال��ي ال���ذي ش���ارك في‬ ‫ريجان تعبير مثل «امبراطورية بيميني متطرف‪« :‬كارلوس‬ ‫الفقيرة ألصحاب المليارات في‬ ‫تتحكم فيها هي‪.‬‬
‫صياغته ‪ ,‬يذكرنا بندم «جوزيف‬ ‫الشر»‪ ,‬ليستخدم بوش االبن أرماس»‪.‬‬ ‫الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫تنبع أهمية اعترافات بركنز‪،‬‬
‫اقتصاديي‬ ‫ستيجليتز»‪-‬كبير‬ ‫في السبعينات كان االنقالب‬ ‫ب��ع��د ح��وال��ي ع��ق��دي��ن تعبير‬ ‫يؤكد الكاتب أن عدد القراصنة‬ ‫ال��ذي ظل صامتا ط��وال حوالي‬
‫ال��ب��ن��ك ال���دول���ي ‪ -‬ف��ي كتابه‬ ‫ع��ل��ى «س���ل���ف���ادور الليندي»‬ ‫مشابه‪« :‬محور الشر»‪.‬‬ ‫ف���ي ت���زاي���د م��س��ت��م��ر‪ ،‬ه���ؤالء‬ ‫عقدين تحت تأثيرات تهديدات‬
‫«ضحايا العولمة» الصادر عام‬ ‫المنتخب ديمقراطياً في شيلي‬ ‫الموظفون الذين يتبخترون في‬ ‫أو رش��اوي ع��دي��دة‪ ,‬من كشف‬
‫‪ ,2002‬الذي دعا فيه إلي «عولمة‬ ‫واستبداله بالجنرال الديكتاتور‬ ‫التدخل والسيطرة العسكرية‪:‬‬ ‫ممرات مكاتب شركات مثل ‪:‬‬ ‫ال��ك��ث��ي��ر م��ن أس����رار القرصنة‬
‫رشيدة» عن طريق درجة أكبر‬ ‫ي��ت��ح��دث ال��م��ؤل��ف بلسان اليميني «بيونيشيه»عام ‪.1973‬‬ ‫مونسانتو‪ ,‬جنرال اليكتريك‪,‬‬ ‫االق��ت��ص��ادي��ة وال��ف��س��اد ‪ -‬توأما‬
‫من الحيادية لدى المؤسسات‬ ‫القراصنة‪« :‬لو فشلنا ستدخل في يوليو ‪ 1981‬تم اغتيال «عمر‬ ‫نايكي‪ ,‬ج��ن��رال م��وت��ورز‪ ,‬وول‬ ‫االقتصاد الرأسمالي‪.‬‬
‫المالية الدولية»‪ .‬لقد ساهم‬ ‫الساحة فصيلة أكثر شراً‪ .‬فصيلة توريخوس»‪ ،‬رئيس بنما‪ ،‬في‬ ‫م��ارت‪ ،‬حيث يتواجدون تقريبا‬
‫ال منهما‪ ،‬بطريقته الخاصة‪ ،‬في‬ ‫كُ‬ ‫ندعوها فصيلة الثعالب‪ .‬هؤالء ح��ادث طائرة مدبر‪ ،‬ألن��ه تجرأ‬ ‫في جميع االحتكارات الكبيرة في‬ ‫ال�����ق�����راص�����ن�����ة‪ :‬ش���ي���اط���ي���ن‬
‫هذه الفوضى العالمية‪.‬‬ ‫هم رجال األعمال القذرة الذين على رفض الهيمنة األمريكية‪،‬‬ ‫العالم‪ ،‬هؤالء القراصنة المرتزقة‬ ‫الراسمالية‬
‫ل��ق��د ق�����ام ب��رك��ن��ز وقبله‬ ‫ال غنى عنهم لمن يحكمون وأراد فرض سيطرة بالده على‬ ‫يتقاضون أج��وراً تفوق الخيال‪،‬‬ ‫يمكن تقسيم كتاب بركنز‬
‫ستيجليتز بمراجعة سياسية‪/‬‬ ‫عبر التاريخ‪ .‬انهم دائما هناك ث��روات��ه��ا الطبيعية‪ .‬وف���ي كل‬ ‫بسبب قدراتهم في نصب أفخاخ‬ ‫إل��ى ج��زأي��ن‪ :‬أح��ده��م��ا يعتمد‬
‫اق��ت��ص��ادي��ة‪ ،‬ت��ب��رأ م��ن خاللها‬ ‫في الظل‪ ,‬وإذا ظهروا ستسقط هذه التجارب انقلبت الواليات‬ ‫لثروات الدول الفقيرة‪ ،‬وتقديمها‬ ‫ب��درج��ة كبيرة على تحليالت‬
‫ع��ن كثير م��ن أف��ك��اره��م��ا‪ ،‬بل‬ ‫رؤوس رؤس��اء دول أو يموتون المتحدة على الديمقراطية‬ ‫كقرابين «للكوربورقراطية» التي‬ ‫وآراء المؤلف في وصف أحداث‬
‫واستنكروها أيضاً‪ .‬واآلن جاء دور‬ ‫نفسها؛ فال ديمقراطية حقيقية‬ ‫في حوادث عنيفة»‪.‬‬ ‫يخدمونها‪.‬‬ ‫ووقائع لم يكن طرفاً فيها‪ .‬والجزء‬
‫المزيد من الخبراء االقتصاديين‬ ‫يوضح المؤلف أن��ه وزم�لاءه في ظل سيطرة «اليد الخفية‬ ‫اآلخ��ر واأله���م يتناول تجربته‬
‫ل��ل��ق��ي��ام ب��م��راج��ع��ات شبيهة‪،‬‬ ‫القراصنة االقتصاديين لم يكونوا للسوق»‪ ،‬التي ال تستطيع أن‬ ‫السيطرة االيديولوجية‪:‬‬ ‫الشخصية في شركة «ماين»‪,‬‬
‫خاصة م��ع األزم���ة االقتصادية‪،‬‬ ‫أب���داً مطلقي اليد ف��ي إخضاع تعمل دون «القبضة الحديدية‬ ‫يطلق بركنز مصطلحاً «‬ ‫تلك التجربة التي امتدت حتى‬
‫بعد تبنيهم اطروحات من نوع‬ ‫ث���روات ب��ل��دان ال��ع��ال��م‪ ,‬خاصة للقوة العسكرية»‪.‬‬ ‫ال��ك��ورب��ورق��راط��ي��ة» على ذلك‬ ‫عام ‪ ,1980‬حيث وقائع عاشها‬
‫إع��ادة االعتبار ل��دور الدولة في‬ ‫أم��ا عن التدخــل العسكري‬ ‫أمريكا الالتينية‪ ,‬لالستثمارات‬ ‫االرتباط األخطبوطي بين اإلدارة‬ ‫المؤلف وشارك في صياغتها‪.‬‬
‫االق��ت��ص��اد‪ ،‬وض����رورة حمالت‬ ‫األمريكية‪ .‬فأحياناً كانت تصعد المباشر فيقــول الكــاتب ‪« :‬إن‬ ‫األمريكية والشركات والبنوك‬ ‫ف��ي ال��ب��داي��ة‪ ،‬يحدد المؤلف‬
‫التأميم الجزئية‪ ،‬وغيرها‪ ،‬لكن‬ ‫ح��ك��وم��ات ذات ت��وج��ه أو ميل ح��دث وفشل ه��ؤالء الثعالب‪,‬‬ ‫الكبرى‪ ،‬في إطار منظومة‪ ،‬تسعى‬ ‫وظيفة ال��ق��رص��ان االقتصادي‪،‬‬
‫تأتي كل هذه االط��روح��ات في‬ ‫يساري‪ ،‬ترفض الخضوع أمام ستعود النماذج القديمة للظهور‬ ‫إلى تقسيم العالم إلي مناطق‬ ‫الشبيه بعمل رجل المافيا‪ ،‬بأن‬
‫إطار إنقاذ الرأسمالية نفسها‪.‬‬ ‫«الملياردير األمريكي المسلح»‪ ,‬على ال��س��ط��ح؛ عندما يفشل‬ ‫اقتصادية نوعية تخدم كل منها‬ ‫يبذل ما في وسعه ليقنع دول‬
‫رغم إعالن التوبة الذي قدمه‬ ‫وفي هذه الحالة يتم االستعانة الثعالب ف��ان شباباً أمريكيين‬ ‫على ح��دا أغ���راض الشركات‬ ‫العالم الثالث بقبول قروضاً‬
‫المؤلف‪ ،‬إال أنه يحاول تصوير‬ ‫ب��م��ن ي��س��م��ي��ه��م ال��ق��رص��ان‪ :‬يرسلون ليقتلوا ويُقتلوا»‪ .‬وهو‬ ‫األم��ري��ك��ي��ة ( ح��ي��ث الخليج‬ ‫هائلة من أجل تحسين البنية‬
‫أزم��ات العالم الرأسمالي على‬ ‫ال��ث��ع��ال��ب؛ وه���ؤالء ه��م الذين ما حدث بالفعل في أفغانستان‪,‬‬ ‫العربي للنفط‪ ،‬وأمريكا الوسطى‬ ‫التحتية ‪ -‬قروض أكبر بكثير مما‬
‫أنها نتاج تلك األفعال السيئة‬ ‫يدبرون االغتياالت‪ ،‬و يدعمون ال���ع���راق‪( ،‬ال���ذي ي��ع��دد بركنز‬ ‫والكاريبي للعمالة الرخيصة‪،‬‬ ‫تطلبه األم��ور‪ -‬وأن يضمن أن‬
‫الصادرة من هذا القرصان أو ذاك‪,‬‬ ‫االنقالبات العسكرية للحفاظ أهميتها‪ ،‬حيث النفط و المياه‬ ‫أما الصين فلتجميع المنتجات‪،‬‬ ‫مشروعات التنمية هذه ترتبط‬
‫بينما الحقيقة أنه لوال االقتصاد‬ ‫ع��ل��ى أف��ض��ل وض���ع الستقرار والموقع االستراتيجي والسوق‬ ‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث تستخدم‬ ‫بعقود مع الشركات األمريكية‬
‫الرأسمالي القائم على الربح‪،‬‬ ‫الواسعة)‪ ,‬وك��اد أن يحدث في‬ ‫االستثمار األمريكي‪.‬‬ ‫تلك المنظومة قوتها المالية‬ ‫مثل شركة «هوليبيرتون» أو‬
‫والمنافسة الشرسة‪ ،‬وفوضى‬ ‫األمثلة على ه��ذا السياسة فنزويال لوال المأزق األمريكي‬ ‫والسياسية م��ن أج��ل تدعيم‬ ‫«بكتل»‪ .‬وبمجرد ما تتعثر هذه‬
‫اإلن��ت��اج‪ ،‬لما ك��ان لمثل هؤالء‬ ‫كثيرة‪ ,‬ففي الخمسينات عندما في العراق‪ ,‬وأفغانستان‪.‬‬ ‫فكرة اإلمبراطورية العالمية‪ ،‬ومن‬ ‫البالد بالديون الهائلة‪ ,‬تفرض‬
‫المرتزقة الفاسدين مكاناً‪.‬‬ ‫ق��رر «أرب��ن��ز» رئيس جواتيماال‬ ‫أجل السيطرة األيدلوجية على‬ ‫عليها حكومة الواليات المتحدة‬

‫‪¯¯15‬‬ ‫االشتراكي اغسطس ‪2009‬‬


‫نشرة غير دورية يصدرها‬
‫أغسطس ‪2009‬‬
‫مركز الدراسات االشتراكية‬

‫عفواً‪ :‬الجيش ال يصنع ثورة !‬


‫صوت التيار االشرتاكي الثوري يف‬
‫مصر‪ ،‬تتلخص أسس االشرتاكية‬
‫التي نتبناها يف‪:‬‬
‫• النظام الرأسمالي مبني على‬
‫الرأسماليني‬ ‫ثروة‬ ‫االستغالل‪:‬‬
‫مصدرها عرق العمال‪ ،‬والفقر مصدره‬
‫سيطرة النظام القائم على أولوية‬
‫األرباح على البشر‪.‬‬
‫• إصالح الرأسمالية مستحيل‪:‬‬
‫الليربالية الجديدة قضت على‬
‫الجزئي‪،‬‬ ‫اإلصالح‬ ‫إمكانية‬
‫والرأسمالية املعاصرة املأزومة ال‬
‫تقدم إصالحات بل ترفع معدالت‬
‫النهب‪.‬‬
‫• الثورة الجماهريية ضرورية‪:‬‬
‫التغيري املنشود ال يمكن أن يتم‬
‫بيد أقلية‪ ،‬بل بالنضال الجماهريي‬
‫الجماعي الديمقراطي‪.‬‬
‫• الطبقة العاملة هي الطبقة‬
‫القائدة‪ :‬الطبقة الوحيدة القادرة على‬
‫قيادة املظلومني إىل النصر هي الطبقة‬
‫العاملة‪ ،‬التي تضم كل العاملني بأجر‬
‫الخاضعني الستغالل وسلطة رأس‬
‫إن م��ا ح��دث ط��وال الستون العام‬ ‫وطرد الفالحين من األرض‪.‬‬ ‫كمال خليل‬
‫الماضية يثبت ص��دق المقولة التي‬ ‫ح��دث ال��ش��يء نفسه ف��ي القطاع‬ ‫املال‪.‬‬
‫تقول‪« :‬يا ميت ندامة على أمة ثورتها‬ ‫العام الصناعي‪ ،‬حيث حاز العمال على‬ ‫بالرغم من المكاسب واإلصالحات‬ ‫• الدولة العمالية هي الهدف‪:‬‬
‫يعملها الجيش»‪.‬‬ ‫مكاسب إصالحية عديدة‪ ،‬لكن بموت‬ ‫االج��ت��م��اع��ي��ة‪ ،‬وال��ت��ي اس��ت��ف��اد منها‬ ‫الدولة التي نرتضيها دولة ال‬
‫رغم أنني أعرف أن «لو» تفتح عمل‬ ‫القائد والزعيم تغيرت القوانين‪ ،‬وتم‬ ‫الماليين من الشعب المصري‪ ،‬من‬ ‫يحكمها الرأسماليون أو ممثلوهم‪،‬‬
‫الشيطان‪ ،‬و أن كلمة «لو» ال محل لها‬ ‫بيع القطاع ال��ع��ام‪ ،‬وداس���ت عجالت‬ ‫العمال والفالحين والموظفين‪ ،‬وبالرغم‬ ‫وإنما دولة يقرر فيها الكادحون‪ ،‬من‬
‫من اإلعراب اآلن‪ ،‬لكنني مضطر لقولها‪،‬‬ ‫الخصخصة الماليين‪ ،‬من كل زاوية‪،‬‬ ‫من المناخ الوطني‪ ،‬الذي ساد في العهد‬
‫وملعون أبو الشيطان‪ « :‬لو استمرت‬ ‫وفي كل شيء‪.‬‬ ‫الناصري بالعداء لالستعمار العالمي‬ ‫خالل مجالسهم القاعدية املنتخبة‪،‬‬
‫الحركة الشعبية ف��ي األربعينيات‪،‬‬ ‫فالقائد ال��ذي أمم المصانع هو من‬ ‫والصهيونية‪ ،‬فإن نظام ‪ 23‬يوليو ‪1952‬‬ ‫مصريهم ومستقبلهم‪.‬‬
‫واتسعت موجات اإلض��راب��ات‪ ،‬واتسع‬ ‫أمم التنظيم النقابي للعمال‪ ،‬وصادر‬ ‫بمصادرته الحريات السياسية والنقابية‬ ‫• الثورة تحرر كل املضطهدين‪:‬‬
‫تمرد الفالحين في كفر نجم وبهوت‬ ‫حرياتهم‪ ،‬وجرم حق اإلض��راب‪ ،‬وحطم‬ ‫أرتكب جريمة بحق جماهير الشعب‬ ‫الثورة العمالية تحرير شامل من‬
‫وغيرها‪ ،‬و سارت حركة الكفاح المسلح‬ ‫أية تنظيمات سياسية أو نقابية للعمال‪،‬‬ ‫المصري‪ ،‬حيث كانت اإلصالحات علوية‬
‫االضطهاد القومي والعرقي والديني‬
‫ضد اإلنجليز في طريقها‪ ،‬الذي بدأته‬ ‫وحرم الفالحين من تشكيل اتحادات‬ ‫بقرار من القائد‪ ،‬ومواجهة الصهيونية‬
‫في أوائل الخمسينات‪ ،‬وتعمق الطريق‬ ‫حرة للدفاع عن مصالحهم‪.‬‬ ‫واالستعمار علوية بقرار من القائد‪ ،‬لقد‬ ‫والجنسي‪.‬‬
‫الذي بدأه الطلبة والعمال في «اللجنة‬ ‫القائد ص��ادر حرية اجتماع وتنظيم‬ ‫كانت جريمة إعدام العامالن في كفر‬ ‫• ال توجد اشرتاكية يف بلد واحد‪:‬‬
‫التحضيرية للطلبة والعمال»‪ ،‬وتعمق‬ ‫الجماهير‪ ،‬والعسكر هم البرج العاجي‬ ‫الدوار مصطفى خميس ومحمد بقري‬ ‫النظام الرأسمالي سلسلة واحدة‬
‫مجرى النضال الشعبي‪ ،‬ولو لم يتم‬ ‫لصناعة ال��ق��رار‪ ،‬وال دور لشيء أسمه‬ ‫‪ ،‬في أغسطس ‪ ،1952‬بعد شهر واحد‬ ‫البد من تحطيمها كلها‪ ،‬واألممية‬
‫قطع الطريق عليه‪ ،‬لكان حال الجماهير‬ ‫الجماهير‪ ،‬دوره��م الوحيد هو مباركة‬ ‫ال على سياسة‬ ‫من حركة الضباط‪ ،‬دلي ً‬
‫الثورية هي الرد على مخططات‬
‫والتاريخ في مصر مختلف كل االختالف‪،‬‬ ‫القرار العلوي‪ ،‬وتنفيذ األوام��ر العليا‪:‬‬ ‫العسكر تجاه العمال‪ ،‬وكأنهم يقولون‪:‬‬
‫ول��ش��ق ال��ت��اري��خ م��ج��رى آخ��ر مجرى‬ ‫وصدق أمل دنقل حينما أنشد ‪:‬‬ ‫«ال��م��ك��اس��ب واإلص�ل�اح���ات بقرار‬ ‫مجالس إدارة العالم يف قمة الثمانية‬
‫النضال من أسفل‪ ،‬مجرى القرارات التي‬ ‫علوي منا‪ ،‬وليس بحركة من أسفل‬ ‫ومنظمة التجارة العاملية‪.‬‬
‫تنبع من القاعدة الجماهيرية‪ ،‬مجرى‬ ‫ُد ُ‬
‫عيت للميدان !‬ ‫منكم‪ ،‬حتى لو كانت حركتكم غير‬
‫استقالل الحركة الجماهيرية‪ ،‬وعدم‬ ‫أنا الذي ما ذقت لحم الضان‬ ‫موجهة ضدنا‪ ،‬وموجهة ضد رأس المال‬ ‫• الحزب العمالي ضروري‪ :‬تحتاج‬
‫تبعتها للعسكر»‬ ‫أنا الذي ال حول لي أو شان‬ ‫المستغل» !!!‬ ‫املعركة ضد الظلم إىل توحيد‬
‫لكن بد ًال من أن نفتح عمل الشيطان‬ ‫أقصيت عن مجالس الفتيان‬ ‫ُ‬ ‫أنا الذي‬ ‫ب��ال��رغ��م م��ن أن ق��وان��ي��ن اإلص�لاح‬ ‫الطبقة العاملة يف حزب ثوري‬
‫تعالوا نقول‪:‬‬ ‫أدعى إلى الموت ‪..‬‬ ‫ال���زراع���ي‪ ،‬ال��ت��ي ط��ب��ق��ت ف��ي العهد‬ ‫يقودها إىل النصر‪.‬‬
‫إن ‪ 23‬يوليو تحتاج اآلن لثورة جديدة‪،‬‬ ‫ولم أدع إلى المجالسة!!)‬ ‫الناصري‪ ،‬كانت مكسباً إصالحياً هاماً‬
‫والثورة الجديدة والتغيير الزم يكون من‬ ‫لمئات اآلالف من الفالحين المصريين‪،‬‬
‫أسفل‪ ،‬من تحت‪ ،‬من قلب الجماهير‪،‬‬ ‫الشيء نفسه في مواجهة الصهيونية‬ ‫حيث تم توزيع أراضي على الفالحين‪،‬‬ ‫شارك يف حلقات نقاش‬
‫مش من العسكر‪ ،‬أما تعليق اآلمال على‬ ‫واالستعمار‪ ،‬مجرد قرارات علوية‪ ،‬تالها‬ ‫لكنهم لم يحصلوا على أية عقود ملكية‬ ‫مركز الدراسات االشرتاكية‬
‫تحرك الجنراالت‪ ،‬ورج��ال المخابرات‪،‬‬ ‫تحرك الجيوش النظامية‪ ،‬وال مجال‬ ‫لتلك األراضي‪ ،‬رغم أنهم سددوا ثمن‬ ‫‪ 7‬شارع مراد‪ ،‬ميدان الجيزة‪.‬‬
‫والصراعات في كواليس السلطة يبقى‬ ‫لتنظيم الجماهير في حرب شعبية‪،‬‬ ‫األراض��ي على أقساط ط��وال عشرات‬
‫خيبة ‪ ،‬خيبة كبيرة ق��وي‪ ،‬هذا الوهم‬ ‫فكانت هزيمة ‪ 5‬يونيو ‪ ،1967‬وكانت‬ ‫السنيين‪ ،‬وحينما تم رف��ع الحراسة‬ ‫موقع املركز على االنرتنت‬
‫الموجود في ذهن البعض‪ ،‬إذا حدث‬ ‫نكبة توقيع كامب ديفيد في ‪ ،1978‬ثم‬ ‫عن ممتلكات اإلقطاعيين السابقين‪،‬‬ ‫‪www.e-socialists.net‬‬
‫فمعناه أن تفقد الحركة الجماهيرية‬ ‫معاهدة االستسالم في ‪:1979‬‬ ‫سنت قوانين تلو قوانين لهذا الغرض‪،‬‬
‫استقاللها‪ ،‬بل ربما تفقد وجودها ذاته‪،‬‬ ‫بدأ طرد الفالحين من أراضيهم‪ ،‬في‬ ‫تابع أخبار ونشاطات املركز‪:‬‬
‫حيث ال يمكن أن تدخل كلمة «جيش»‬ ‫قلت لكم مرارا‬ ‫س��ران��دو‪ ،‬وبهوت‪ ،‬ودك��رن��س‪ ،‬وغيرها‪،‬‬ ‫‪esocialists.jaiku.com‬‬
‫في جملة شعبية مفيدة‪ ،‬إال إذا قلنا‪:‬‬ ‫إن الطوابير التي تمر‬ ‫وأمام المحاكم لم يكن لديهم سندات‬ ‫‪vimeo.com/esocialists‬‬
‫«تجيش تقتلني»‪.‬‬ ‫في استعراض عيد الفطر و الجالء‬ ‫ملكية‪ ،‬وتخلت عنهم هيئة اإلصالح‬ ‫‪twitter.com/eSocialists‬‬
‫(فتهتف النساء في النوافذ انبهار ًا)‬ ‫الزراعي‪ ،‬تمتع الفالحون باألرض حينما‬ ‫‪delicious.com/eSocialists‬‬
‫ال تصنع انتصار ًا‪.‬‬ ‫أصدر القائد والزعيم قوانين لإلصالح‬ ‫‪www.flickr.com/groups/e-socialists‬‬
‫الزراعي‪ ،‬وبموت القائد تبخرت القوانين‪،‬‬

You might also like